❤ منتدى بثينة علي ❤
أهلا و سهلا بكل من زار منتدانا ????????

بثينة علي ترحب بكم و تتمنى لكم قراءة ممتع مع أجمل الروايات الكورية ????
❤ منتدى بثينة علي ❤
أهلا و سهلا بكل من زار منتدانا ????????

بثينة علي ترحب بكم و تتمنى لكم قراءة ممتع مع أجمل الروايات الكورية ????
❤ منتدى بثينة علي ❤
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

❤ أهلا بكم في عالم رواياتي عالم بثينة علي ❤
 
الرئيسيةالرئيسية  اليوميةاليومية  أحدث الصورأحدث الصور  س .و .جس .و .ج  بحـثبحـث  الأعضاءالأعضاء  المجموعاتالمجموعات  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 رِوَايَة انْتِقَام أُنْثَى!! (بِقَلُم : بُثَيْنَة عَلِي)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة انْتِقَام أُنْثَى!! (بِقَلُم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رِوَايَة انْتِقَام أُنْثَى!! (بِقَلُم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة انْتِقَام أُنْثَى!! (بِقَلُم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الخميس مارس 17, 2022 1:05 pm

رواية انتقام أنثى : المقدمة



فرولاااااااتيييييي

السلام عليكم

كيف حالكم وأحوالكم وأعمالكم؟

أنا بخير في حال كان أحدكم يتساءل  (. ❛ ᴗ ❛.)

المهم

ها قد عدت برواية جديدة وأتمنى أن تعجبكم...في الحقيقة أنا أعاني مشكلة كبيرة هذه الأيام وهي تراكم الأفكار...صدقوني لدي آلاف الأفكار في رأسي ولا أعلم من أين أبدأ...كل مرة حين أكون نائمة تأتيني فكرة جبارة وحين أستيقظ أشعر بالحماس الشديد لها

لكن ما يوترني هو من أين أبدأ فأنا متحمسة لها كلها وأريد كتابتها كلها وسأحزن إن لم أعبر عما في قلبي

هذه الرواية إهداء لصديقتي مينا من الجزائر بدور بارك مينا...وكذلك فيروستي اللطيفة صفصف من العراق بدور كيسو

المهم

لقد قمت بتغيير الكثير من الأمور في رواياتي وأريد منكم أيضا مساعدتي لكي أحسن من نفسي أكثر...فإن كان لديكم أي نقد أو ملاحظة فاحرصوا على تركها في تعليق أو راسلوني على الخاص...شكرا مسبقا ولبدأ على بركة الله (عارفة الله ما يبارك في قصص الحب بس اتسوكيه يعني الله يهدينا)

ملاحظة هامة : روايات الحب هي مجرد روايات خيالية غرضها الترفيه فقط والحب الحقيقي غير موجود والشخص المخلص الذي لا يخون غير حقيقي البتة لذا لا تنخدعوا بالخزعبلات التي ترونها في رواياتي أو أي روايات أخرى لأن الواقع والروايات مختلفان تماااااااما



بثينة علي


عدل سابقا من قبل بثينة علي في الأربعاء مارس 01, 2023 9:34 pm عدل 3 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة انْتِقَام أُنْثَى!! (بِقَلُم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة انْتِقَام أُنْثَى!! (بِقَلُم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة انْتِقَام أُنْثَى!! (بِقَلُم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الخميس مارس 17, 2022 1:07 pm

رواية انتقام أنثى : الفصل الأول



في أحد قاعات القمار بشارع إيتايوون بكوريا الجنوبية...رجل في الأربعينات يدعى السيد "سو" مع مجموعة من رفاقه يدخلون البوابة الرئيسية إلى أن جاء إليهم مدير القاعة
-المدير:تفضل سيدي
-سيد سو:أشعر بالملل...جهز لي طاولة وأحضر فتاةً جميلة لترفه عني
-المدير:طبعا...يمكنك اختيار المواصفات التي تعجبك
-المدير:ههههههه أحسنت...أريدها سمراء فأنا منجذب للسمراوات كثيرا هذه الأيام

على بعد عدة خطوات من موقف السيد سو...تجلس فتاة بملابس جذابة وقوام ممشوق وشعر بني يلمع بلون الذهب وبشرة بيضاء وعيون خضراء...لكنها تضع قناعا يغطي الجزء العلوي من وجهها أي أنفها وعينيها وحواجبها...تجلس الفتاة واضعة رجلا على رجل بطريقة جذابة ويبدو أن هدفها لم يكن لعب جولة قمار بل أتت لتشاهد فحسب...وبينما تلتفت يمينا وشمالا وقعت عيناها على السيد سو فابتسمت له وهذا أبرز جمال شفاهها الممتلئة الوردية
-سيد سو:ههههه اعذروني...عثرت على فتاة تملك كل مواصفات فتاة أحلامي
-المدير:لكنها لا تعمل معنا
-سيد سو:ههههه من يهتم...بالمال الذي لدي بإمكاني جعلها تأتي بسهولة

توجه نحوها وجلس معها
-سيد سو:هلَّا سمحتِ لي بالجلوس معك آنستي؟
-مينا:طبعا...تفضل

جلسا أمام بعضهما وكانت نظراته نحوها مليئة بالإعجاب
-سيد سو:ما اسمك يا فاتنة؟
-مينا:هههه لماذا تود أن تعرف؟
-سيد سو:أنا معجب بك
-مينا:هههه أعلم أنني مثيرة للإعجاب
-سيد سو:تعجبني ثقتك بنفسك

أمسك يدها وقبلها بلطف وهو يحدق بابتسامتها مسحورا
-سيد سو:إنني فضولي لأرى هذا الوجه الفاتن
-مينا:ههههه لا لن تفعل
-سيد سو:لماذا؟
-مينا:أخاف أن تقع بحبي ولا تستطيع فراقي
-سيد سو:أووووو...أريد أن أقع بحبك...وأنتِ أيضا فلتقعي بحبي
-مينا:مممممم هذا مثير للحماس
-سيد سو:كم عمرك؟
-مينا:23 عاما
-سيد سو:ممممممم يافعة وجذابة!
-مينا:ما الذي تريد أن تصل إليه من خلال مغازلتي؟
-سيد سو:أي شيء سيكون مذهلا
-مينا:صداقة؟
-سيد سو:ربما أكثر من ذلك بقليل
-مينا:حب؟
-سيد سو:ههههه بالضبط
-مينا:لك ذلك...لنذهب لمنزلك أفضل فالمكان هنا مكتظ

شعر السيد بحماس كبير فأخذها معه لمنزله الفخم الكبير الذي يحرسه 4 حراس ولكنها لم تخلع القناع مطلقا حتى عندما دخلا غرفة النوم

في الغرفة جلس السيد سو على الأريكة وملأ كأس شراب لمينا ثم ضربا كأسيهما ببعضهما
-مينا:نخبك
-سيد سو:نخبك

وقفت مينا وصارت تطوف بالغرفة وهي تبتسم بخبث وتحمل كأس الكحول دون أن تشرب منه
-سيد سو:ألم يحن الوقت بعد لإزالة ذلك القناع؟
-مينا:هههههه بلى لقد حان
-سيد سو:هيا أريني ذلك الوجه الفاتن
-مينا:قبل ذلك...أخبرني...هل سبق لك أن دمرت حياة فتاة ما؟
-سيد سو:لا...ما هذا السؤال الغريب؟!
-مينا:متأكد؟
-سيد سو:طبعا
-مينا:غريب...سمعت أنك قمت في يوم من الأيام بضرب فتاة كانت خادمة عندك حتى تسببت في علامات على جسمها
-سيد سو:ماذا؟!
-مينا:هل أنعش ذاكرتك؟ هل تعرف فتاة تدعى مينا؟
-سيد سو:مينا؟! مر علي هذا الاسم من قبل لكن لا أتذكر الكثير عنه
-مينا:ربما كانت خادمة عندك وعاملتها بقسوة؟
-سيد سو:لا...غير صحيح
-مينا:لا تنكر...أنا شاهدة على الحادثة
-سيد سو:من أنتِ؟

أزالت القناع عن وجهها ببطء ورفعت رأسها وعندما رآها شعر أنها مألوفة ولكن لا يعلم ما قصتها بالضبط
-سيد سو:أنتِ...؟
-مينا:أقدم لك نفسي...بارك مينا...الخادمة التي كنت تضربها لدرجة أن تفقد الإحساس بأطرافها

فتح عينيه وفمه من الصدمة بعد أن تعرف عليها وما إن كاد يركض خارجا ليهرب حتى أخرجت من تحت فستانها القصير مسدسا وأطلقت الرصاص على رأسه مباشرة فتوفي

تنهدت بعمق بعد أن أكملت مهمتها لكنها سمعت صوت صراخ خارج الغرفة من الخادمات يطلبن النجدة ويتصلن بالشرطة بعد أن سمعن صوت إطلاق النار

عرفت حينها أنها في خطر فوضعت قناعها وفتحت النافذة ومشت على أطراف البلكونة إلى أن وصلت لنافذة المطبخ فدخلت منها...كانت الخادمة هناك تختبئ تحت المائدة وعندما رأتها صرخت
-مينا:هشششش اخرسي ولن أقتلك

صمتت الخادمة بسرعة فهربت مينا من خلال الباب بعد أن بدلت ثيابها بثياب خادمة رأتها معلقة هناك ولم يتعرف عليها أحد...حتى أنها مرت بجوار الحراس الذين كانوا يفحصون جثة السيد سو ولكنهم لم يلاحظوها إلى أن هربت

عادت مينا للمنزل ركضا فوجدت كيسو تنتظرها أمام الباب وحين رأتها ركضت إليها وعانقتها
-كيسو(بقلق) :أيتها الغبية...ظننت أنكِ لن تعودي حية...كيف تغادرين دون إخباري؟
-مينا:كم أنتِ جبانة! لا تقلقي علي فأنا فتاة قوية ولا يمكن لأحد أبدا إيقافي
-كيسو:لندخل وأخبريني بكل شيء

دخلتا كلاهما للغرفة وكانت كيسو ما تزال تمسك يد مينا بقلق لأنها عادت سالمة
-كيسو:هل قتلته؟
-مينا:نعم فعلت
-كيسو(بقلق) :أوه يا إلهي! ماذا لو قبضت عليكِ الشرطة؟ ألن تذهب حياتك سدى؟
-مينا:لا أريد أن تقبض علي الشرطة قبل أن أنهي مهمتي
-كيسو(بقلق) :لاااااا...لا أريدك أن تعاني أكثر مما عانيتِ في كل حياتك
-مينا:لا تخافي فأنا كبيرة وأستطيع الاعتماد على نفسي...هل نام والدك؟
-كيسو:منذ ساعتين تقريبا...لكن أنا لم أستطع النوم قلقا عليك
-مينا:لا عليكِ...اخلدي للنوم الآن
-كيسو:حسنا

غادرت كيسو بعد أن اطمأنت على مينا فهما صديقتان منذ سنتين...إضافة لأن مينا تعيش مع عائلة كيسو في سكن واحد...مينا في الطابق العلوي وعائلة كيسو في الطابق السفلي

عائلة كيسو تحب مينا كثيرا وتعتني بها منذ سنتين مثل عائلتها...لكن حياتها مقلوبة رأسا على عقب منذ طفولتها لذا هي فتاة غامضة وباردة وغريبة الطباع والتعامل ولا تثق بأحد

وللأسف عرفت كيسو سرها دون أن تخبرها بسبب مجيئها لمنزلها ذات يوم فرأت الأسلحة التي معها ووعدتها أن لا تشي بها في حين أخبرتها بالقصة كاملة فأذعنت لها مينا كونها صديقة لها

بعد مغادرة كيسو خلعت مينا تنكرها وشعرها المستعار والعدسات اللاصقة ثم فتحت خزانتها فوجدت قائمة الأهداف...كان عليها مجموعة من الأشخاص الذين تريد الانتقام منهم وكلما قتلت شخصا تشطب اسمه من اللائحة

شطبت اسم السيد سو من قائمتها ثم صارت تتذكر ما عانته بسببه قبل 8 سنوات

• قبل 8 سنوات:
كانت مينا مراهقة في الـ15 من عمرها وكانت خادمة عند السيد سو وبسبب أنها يتيمة ووحيدة فقد أعطاها غرفة صغيرة في منزله تعيش فيها وبالمقابل تخدمه

كانت فتاة ساذجة وصغيرة ولا تقوم بالأعمال المنزلية ببراعة لذا دائما تتعرض للتوبيخ والشتم

في أحد الأيام قامت بالخطأ بتضييع قلادة ماسية للسيد سو فقام بحبسها في غرفتها وحرمانها من الطعام لثلاث أيام والأسوأ من ذلك أنه ضربها بعنف ظانا أنها سرقتها ولا تريد إرجاعها وبسبب ذلك هربت من ذلك المكان ولم تعد مجددا

•••••••••••••••••••••••

عانقت مينا نفسها بذراعيها وارتجفت بشدة لأنها تذكرت الضرب والتعذيب الذي عاشتهما لكن ما آلمها أكثر هو اضطرارها لتكون قاتلة وتنهي حياة كل من آذاها

نامت والدموع في عينيها وحاولت أن تهدئ روعها وتتنفس بهدوء وبمجرد أن غرقت في الأحلام صارت ترى الكوابيس عن الشخص الذي قتلته وهو يركض خلفها لكي يقتلها لذا استيقظت فزعة

في اليوم التالي ذهبت مينا للمتجر لتعمل...كانت تعمل في متجر عائلة كيسو أيضا...ولأنها إنسانة جيدة فوالد كيسو "السيد تشوي" يساعدها كثيرا ويثق بها في إدارة متجر الورود خاصته

وقفت أمام الأزهار ترتبها فأتت إليها كيسو بالقهوة
-كيسو:أحضرت القهوة...اشربيها فيبدو أنكِ ما تزالين نعسانة
-مينا:أتت في وقتها
-كيسو:ما خطب عينيك؟
-مينا:لا شيء مهم
-كيسو:عليكِ التوقف عن التفكير كثيرا فهذا يسبب لكِ الأرق والهالات السوداء
-مينا:حسنا
-كيسو:سأذهب للجامعة...باي
-مينا:باي

غادرت كيسو فبقيت مينا تنظر إليها إلى أن توارت عن الأنظار...المسكينة تشعر بذنب شديد تجاهها خاصة أنها تحبها كثيرا أما الأخرى فلديها عقدة نفسية ولم تعد تستطيع حتى التعبير عن مشاعرها

بينما مينا تعمل وترتب الأزهار في مكانها فإذا بشاب يدعى "سيهون" يدخل المتجر وكان شابا وسيما وذا جسد ممشوق وملابس أنيقة
-سيهون:أريد باقة ورد من فضلك
-مينا:بأي لون؟
-سيهون:حمراء
-مينا:هل تريد كتابة بطاقة عليها؟
-سيهون:لا
-مينا:دقيقة

ذهبت لتحضر الورود وبقي سيهون يتجول في المكان ويحدق بالأزهار إلى أن رأى نوعا معينا من لونه ممزوج بين البرتقالي والوردي ورائحته زكية
-سيهون:ما اسم هذا النوع؟
-مينا:إنها زهرة التوليب وهي من أغلى الأنواع التي لدينا...هل تريدها بدل الورد؟
-سيهون:حسنا

أعطته الأزهار ثم أخذها وغادر ذاهبا لمنزل أخيه الأكبر الذي انتقل للمدينة حديثا وطرق الباب
-سيهون:ترااااا...أحضرت لك الزهور لتزين بها منزلك
-جين(بسخرية) :لم يكن ينقصني سواها

دخل المنزل فوجده مقلوبا رأسا على عقب والقمامة منتشرة في كل مكان والأغراض والحقائب كذلك
-سيهون:لماذا لم تنظف؟
-جين:أكره التنظيف...بمجرد أن أنتهي سيتسخ مجددا فما الفائدة؟
-سيهون:هذا ليس مبررا...رغم أنك أكبر مني لكن تفكيرك طفولي جدا
-جين:نظفها أنت إن أردت ذلك
-سيهون:أوووه حسنا...أعلم أنك لا تستطيع فعل شيء من دوني...لنبدأ التنظيف

بدأ سيهون التنظيف وجمع كل النفايات ورتب الأغراض في مكانها ثم مسح الأرضية والزجاج وأخيرا وضع الزهور في المزهرية

ذهب جين للمطبخ وأعد الشعيرية له ولسيهون ثم أحضرها
-جين:واو! إن قدراتك تبهرني يوما بعد يوم...تليق أن تكون ربة منزل
-سيهون:ربة منزل وسيمة وخارقة الجمال هههههههههه
-جين:هههههههه

تمعن جين في باقة الأزهار التي في المزهرية فأعجب بها
-جين:ذوقك جميل في الأزهار أيضا
-سيهون:طبعا فالأزهار لا تختار سوى الأزهار ههههههههه
-جين:ههههههههههه
-سيهون:هل تتذكر حين كانت والدتنا تشتري هذا النوع من الأزهار؟
-جين:حقا! لا أتذكر الكثير
-سيهون:لأنك غبي
-جين:أعلم هههههههههههههه
-سيهون:ههههههههههه الاعتراف بالحق فضيلة
-جين:حقا أمنا كانت تحب هذا النوع؟
-سيهون:بلى...إنه نوع مميز وغالي الثمن لذا لن تجد منه كثيرا في سيؤول
-جين:من أين حصلت عليه؟
-سيهون:من أحد المتاجر القريبة من هنا
-جين:سأذهب هناك إذًا وأشتري منه
-سيهون:وسلم لي على عائلتي من فصيلة الأزهار النادرة هههههههههههههه

هذه المرة لم يضحك جين من سخافة النكتة
-جين(بجدية) :هل صدقت أن أمي توفيت بمرض خطير؟
-سيهون:وأنا ما أدراني؟ هذا ما كتب في شهادة وفاتها
-جين(بجدية) :سنرى لاحقا فأنا هنا لأعرف الحقيقة
-سيهون:كيف!؟
-جين:لقد خططت لكل شيء

خرجت مينا للتنزه بما أنه فصل الربيع والجو جميل وأول وجهة لها كانت موقف الحافلة ومن هناك تنزل في الموقف وتتوجه للحديقة

ركبت الحافلة وبسبب الفوضى وقفت مع مجموعة من الناس المتزاحمين مع بعضهم...بينما تنظر للنافذة خارجا شردت بخيالها لبعض الذكريات المؤلمة لذا أغمضت عينيها وعندما فتحتهما رأت بجانبها شابا يقف خلف فتاة وبسبب الزحام استغل الفرصة وحاول لمسها

صدمت مينا بسبب ما رأته فأكثر ما تكرهه رؤية شاب يتحرش بفتاة لذا تجاوزت حشد الناس مباشرة ودفعت الشاب بعيدا بقوة وأخذت يد الفتاة لتعيدها للخلف
-مينا(بغضب) :أيها الحقير المخنث عديم الإنسانية...يال وقاحتك وقلة أدبك
-الشاب:ما بالك!؟
-مينا(بغضب) :لا تتظاهر بالبراءة فقد رأيتك تحاول التحرش بها
-الشاب:مجنونة...لم أتحرش بها ولا أعرف عما تتحدثين

لم تستطع تمالك أعصابها وهجمت عليه وقامت بضربه بحقيبتها مرات متوالية فتحولت الحافلة لفوضى والناس يحاولون التدخل لحل النزاع والصراخ يعلو أكثر وأكثر

توقفت الحافلة ونزل منها الشاب وتبعته مينا وكانت ما تزال تضربه بحقيبتها لكن هذه المرة لم يسكت وضربها بلكمة لعينها حتى تورمت وازرقّت
-مينا(بغضب) :حتى ولو قتلتني فلن أتوقف عن ضربك هل تفهم؟ أيها الحقير المغفل...سأجعلك تدفع الثمن كي لا تقترب مجددا من أي فتاة وتكون عبرة لك ولغيرك...لماذا تستضعفون امرأة ها؟ مجتمع ذكوري قذر

تدخل الناس بصعوبة وقاموا بحل النزاع ولحسن الحظ تمكنوا من إبعاد مينا في الوقت المناسب وطردوا الشاب الذي حاول إبراحها ضربا

جلست في الحديقة وهي ما تزال غاضبة مما حصل...حملت مرآتها ونظرت إلى عينها فعرفت أنها تأذت كثيرا وصار لونها أزرق...حاولت إحضار علبة مستحضرات التجميل وإخفاء مكان الضربة ولكن من دون جدوى...حينها استسلمت ورمت كل شيء على الأرض واغرورقت عيناها
-مينا(بحشرجة) :مجتمع ذكوري قذر...أكره الرجال...أكرههم...لماذا لا ينقرضون فحسب؟

بعد مرور أيام على تلك الحادثة ذهبت مينا للعمل في متجر الورود وبينما تنتظر أن يأتي زبون ما بقيت تقرأ مجلة إلى أن أتى سيهون وجين
-مينا:تفضلا...كيف أساعدكما؟

نظر جين لعين مينا المزرقة وكان سيسألها ما خطبها لكن أحب أن لا يتدخل في ما لا يعنيه
-سيهون:هل لديكم زهرة التوليب؟
-مينا:ذاك النوع نادر لذا ننتظر شحنه كل أسبوع والآن ليس لدينا منه لكن إن انتظرت ليوم الأربعاء فستحصل عليه
-سيهون:أووو مؤسف
-مينا:هل من خدمة أخرى؟
-سيهون:لا...سنلقي نظرة على المتجر ونغادر
-مينا:بالطبع...تفضلا

ذهبا لتفقد المكان بينما أكملت مينا قراءة مجلتها إلى أن جاءت كيسو
-كيسو:ميناااااااااااا وأخيرا ظهرتِ...لماذا تتحاشين رؤيتي؟
-مينا:لم أفعل
-كيسو:عينك! كيف أصبتِ هكذا؟
-مينا:ضربت نفسي بالباب بالخطأ
-كيسو:كاذبة...عرفت الآن لماذا لا تريدين مقابلتي
-مينا:أنا حقا بخير...وضعت عليها مرهما وستشفى قريبا
-كيسو(بحزن) :أوووه مينا...أعرف كم من الحزن تكتمين بداخلك...كوني شجاعة...فايتينغ

كان سيهون وجين ينظران في الأنحاء ويشاهدان الورود
-جين:ما الذي تبحث عنه أخبرني وسأساعدك
-سيهون:أتأمل الجمال...رغم أن الجمال الحقيقي يظهر لي كلما نظرت في المرآة هههههههههههه

كانت مينا وكيسو تستمعان لهما بتعابير وجه مستغربة وتنتظران أن يقول له جين شيئا يسكته ويطفئ غروره
-جين:لكن لست أجمل مني أليس كذلك؟ أصلا كل مراياك لن تصمد أمام وسامتي وستستحي وتنكسر هههههههههههههه
-سيهون:هههههههههههههههه كلام جميل ولكن هل تعلم أن مصانع منتجات التجميل إن رأت وجهي فستغلق وتنسحب تلقائيا؟
-جين:ههههههههههههههه لا تغتر بمظهرك فأنت لا تظاهي جمال الوسيم العالمي جين

كانت مينا وكيسو تستمعان فشعرتا بالتقزز
-كيسو:سأذهب لأدرس قبل أن أصاب بالغثيان...باي
-مينا:باي

غادرت كيسو وذهبت مينا لإحدى زوايا المتجر وبقيت ترتب الأزهار وكان جين وسيهون بالقرب منها...فجأة وبينما جين يسير تعثر وكاد يسقط لولا أنه تمسك بكتف مينا من الخلف بقوة

تجمدت مينا مكانها للحظات تحاول استيعاب ما جرى أما جين فابتعد بسرعة بعد أن أدرك خطأه...بعد لحظات استدارت نحوه بوجه مخيف وغاضب
-مينا(بغضب) :هل حاولت التحرش بي للتو؟
-جين:ماذا! لااااا لقد تعثرت بالخطأ
-مينا(بغضب) :هل تحججت بالسقوط توا لتغطي جريمة تحرشك؟
-جين:لا...أنا بريء...سيهون رأى ما حصل
-مينا(بصراخ) :آااااااا ستدفع الثمن

هجمت عليه وحاولت لكمه مرارا وتكرارا ولكنه كان يتصدى لها في كل مرة
-مينا(بغضب) :سأقتلك...سأذبحك...اخرج من هنا فورا
-جين:من فضلك اهدئي...إنه سوء فهم
-مينا(بغضب) :ستندم أيها الحقير

تراجع للخلف ولم ينتبه وراءه إلى أن تعثر وسقط على الورود وخربها...هذا ما جعل مينا تغضب أكثر وتقفز فوقه وتعتليه ثم تشده من ياقة قميصه
-مينا(بغضب) :لقد خربت ورودي أيضا...تبا لك أيها المتحرش

عندما رأى سيهون أن الموضوع تفاقم تدخل وأمسك بمينا من الخلف وأبعدها عن جين ثم أخذه خارجا وهما يركضان

لحقت بها مينا للخارج ثم حملت قارورة الماء ورمتها عليهما من الخلف ولكنها لم تصبهما
-مينا(بغضب) :انتظر حتى ألتقي بك مجددا وسأجعلك تدفع الثمن...جبان كبير...تبا لك من رأسك لأخمص قدميك

عادت للمتجر فوجدت أن كمية كبيرة من الورود قد تلفت
-مينا:هفففف ماذا سأفعل الآن؟ قيمة الورود التي تخربت تغطي راتبي لشهر...يبدو أنني سأحرم من المصروف هذه المرة

واصل كل من جين وسيهون الركض بسرعة إلى أن ابتعدا
-جين:أوووه كانت ستقتلني
-سيهون:هل هذه فتاة أم أنهم أخطؤوا في تحديد جنسها يوم ولدت؟!
-جين:الندبة في عينها تدل أنها دخلت في عراك من قبل
-سيهون:واضح أنها عنيفة وعصبية والأسوأ من ذلك مليئة بالشكوك
-جين:لكنني مذنب...كان علي دفع ثمن ما خربته
-سيهون:هي التي أسقطتك لذا تستحق ما حصل
-جين:لكن ردة فعلها طبيعية بعد أن ظنت أنه تم التحرش بها...هل جربت أن يتحرش بك أحد؟

وضع سيهون يده على ذقنه لبعض الوقت وبقي يفكر
-سيهون:حوالي 500 مرة والبقية نسيتهم هههههههههههه
-جين:ههههههههههه معك حق فقد ورثت الجمال عن أخيك الأكبر الوسيم العالمي الأول
-سيهون:هههههههههههه بل أنت ورثته مني
-جين:بعيدا عن المزاح...أنا مدين لتلك الفتاة باعتذار
-سيهون:إن عدت الآن إليها فلن تسمح لك بالخروج حيا
-جين:لن أعتذر الآن...سأتركها حتى تهدأ وهكذا ستحل المشكلة
-سيهون:تفكير صائب...أنت لست وسيما فقط بل ذكيا أيضا ههههههههههه
-جين:أعلم هههههههههههه
-سيهون:اشتقت للتفاهة معك...وأخيرا أنت هنا وسننعم بوقت تافه وممتع
-جين:لنذهب ونتناول العشاء على حسابك
-سيهون:بل على حسابك أنت
-جين:عندي فكرة...لنأكل ونهرب دون أن ندفع ههههههههههه...أمزح



عدل سابقا من قبل بثينة علي في الجمعة يناير 27, 2023 9:19 pm عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة انْتِقَام أُنْثَى!! (بِقَلُم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة انْتِقَام أُنْثَى!! (بِقَلُم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة انْتِقَام أُنْثَى!! (بِقَلُم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الخميس مارس 17, 2022 1:10 pm

رواية انتقام أنثى : الفصل الثاني



ذهب جين ومعه سيهون لأحد المطاعم وطلبا طعاما كثيرا ثم جلسا يأكلانه
-سيهون:مذهل! لقد اشتريت لنا كل هذا الطعام...لا بد وأنك صرت ثريا مؤخرا
-جين:ههههههه نعم...ثري بوسامتي
-سيهون:جديا!
-جين:كل فحسب واترك أمر الدفع لي
-سيهون:حسنا...سأطلب المزيد فلم أشبع بعد

طلب سيهون الطعام وتناوله هو وجين إلى أن امتلأ بطناهما وشبعا حينها أحضر لهما النادل الحساب
-النادل:حسابكما

نظر جين للورقة بصدمة وعرف أنه واقع في مشكلة
-جين:هل ندفع هنا؟
-النادل:لا...هناك عند طاولة الحسابات
-جين:شكرا

بعد أن غادر النادل حاول جين التفكير في حل للهروب من هناك
-سيهون:لا تقل أنك لا تملك المال
-جين:من أين سيأتيني المال وأنا بدون وظيفة
-سيهون(بتذمر) :هففففف دائما تفعلها بي

وضع سيهون يده في جيب بنطاله فأدرك أن محفظة ماله غير موجودة
-سيهون(بصدمة) :مهلا! أين هي؟
-جين:ماذا؟
-سيهون(بصدمة) :هل يعقل أنها مازالت هناك!؟
-جين:أين؟
-سيهون:في متجر الورود

نظرا لبعضهما ثم ابتلعا ريقهما من الخوف
-سيهون:الآن لدينا مشكلة جديدة...ما الحل الآن؟
-جين:اترك الأمر لي

ذهب جين للشخص الذي يستلم الحساب ووقف أمامه مبتسما
-جين:مرحبا...ما اسمك؟
-البائع:نحن مطعم السلام...زرنا في أي وقت تريد
-جين:لا لا...قصدت اسمك أنت
-البائع:وما حاجتك باسمي؟
-جين:إنه لمن اللطيف أن أتعرف عليك ونصبح أصدقاء
-البائع:أهذا وقت صداقة؟ أنا أعمل هنا
-جين:آاااااااه صحيح...كيف لم أفكر في ذلك
-البائع(باستغراب) :لم تفكر في ماذا؟
-جين:قل الحقيقة...هل رأيت أوسم مني؟
-البائع:نرجسي!
-جين:أعلم...فقط أخبرني برأيك الصريح حولي...هل أنا الأوسم أم هناك أوسم مني؟
-البائع:هل أنت مختل؟ هل أتصل بالشرطة؟
-جين:لا لا لا...لن أزعجك أكثر...أنا ذاهب

توجه نحو الباب ليغادر ولحقه سيهون
-البائع(بصراخ) :أنتماااااا ادفعا الحساب أولا
-جين(بصراخ) :اركض يا سيهون

ركض كلاهما بأقصى سرعة لديهما ولحق بهما البائع ومعه نادلان آخران ولأنهم بارعون في الركض فقد أمسكوا بهما وأعادوهما للمطعم وكعقاب لهما قاما بغسل الأواني

وقف كلاهما أمام المغسلة يغسلان الأواني فحمل سيهون القليل من الماء ورش به جين
-سيهون(بانزعاج) :هذا بسببك
-جين:أنت تحب التنظيف...نظف إذًا
-سيهون(بانزعاج) :كيف تدعوني بدون نقود؟ يالك من مخادع
-جين:هفففف ومن أين ستأتيني النقود وأنا منتقل حديثا وبلا وظيفة؟
-سيهون(بانزعاج) :لن أثق بك مجددا
-جين:بدل لومي كان عليك دفع ثمن العشاء
-سيهون:ومن أين لي بالمال ومحفظتي ضائعة
-جين:كان عليك الاحتفاظ بالمال في مكان مختلف بدل أن تشتري به زهور التوليب الغالية الثمن
-سيهون:تلك ليست مجرد زهور...إنها تحمل رائحة والدتنا
-جين:لا ينفع أن نعيش في الذكريات...لقد تغير كل شيء الآن ووالدتنا رحلت ولا يمكن إرجاعها للحياة إن بقينا نشم الأزهار
-سيهون:هذا رأيك...مازلت أريد شراء الزهور التي تحبها والدتنا
-جين:تشه...فقط اعمل وسأعوضك عما حصل

نامت مينا تلك الليلة وهي غير مرتاحة وبسبب ذلك صارت ترى الكوابيس...هذه المرة حلمت بشخص يركض خلفها وهي تركض بأقصى سرعة لديها وتصرخ لكن لم تكن تبتعد عنه مطلقا كما لو أنها واقفة لا تتحرك

صارت تصدر أصوات خوف وتتقلب في الفراش وتتعرق إلى أن أطلقت صرخة واحدة مدوية ثم فتحت عينيها بسرعة

نظرت من حولها فوجدت أنها ما تزال في غرفتها والساعة لم تتجاوز الثانية ليلا
-مينا(بحزن) :متى ينتهي هذا الألم والعذاب؟ أريد أن أموت فحسب وأرتاح

نظرت من النافذة فرأت الشارع فارغا وكل الناس ينعمون بنوم هانئ في بيوتهم خاصة أنها تواجه مشاكل في النوم من أرق وكوابيس ومزاج متقلب

ذهبت لخزانتها وفتحتها فرأت قائمة الناس الذين تريد الانتقام منهم وهذه المرة وجدت اسما كانت ومازالت تكرهه كثيرا وبما أن الوقت متأخر فهي فرصة مناسبة لتنفيذ انتقام جديد

ارتدت هذه المرة ملابس سوداء تماما وجمعت شعرها في قبعة صوفية حتى لا تظهر أي من ملامحها ثم وضعت وشاحا على وجهها وانطلقت في مهمتها

الساعة 2:30 أمام متجر يدعى متجر "القماش الأصيل"...انتهى صاحب المتجر المدعو "كيل" من ترتيبه وحساب أمواله ثم أغلق المتجر وسار عبر الطريق عائدا للبيت

كانت مينا تقف خلف أحد أعمدة الكهرباء وتراقب إلى أن مر بها كيل فوضعت رجلها أمامه وأسقطته
-كيل(بحدة) :ما بالك أيها الـ...

نظر لها فرآها ترتدي كل شيء أسود حينها شعر بالخوف منها وصمت
-كيل:آسف

أكمل سيره وهو غير مرتاح ومع كل خطوة كان يسمع صوت خطوات خلفه وهذا جعله يرتعب أكثر ولذلك استدار بسرعة ليرى من خلفه لكنه لم يجد أي أحد
-كيل:غريب! أين اختفى ذلك الشخص

فجأة سمع صوتا أمامه وعندما استدار رأى علبة صودا فارغة تتدحرج فضحك على نفسه من شدة غبائه وأكمل طريقه

كان الحي فارغا آنذاك والظلام حالك ولا إنارة غير إنارات الشارع الخافتة وبعض منها معطل...وبينما يسير كيل فإذا به يسمع صوت الخطوات خلفه مجددا وعندما يلتفت لا يرى أحدا
-كيل(بخوف) :هل يعقل أنه وحش من وحوش أفلام الرعب يلاحقني؟ لا لا لا يجب أن أهرب

ركض بأقصى سرعته ولكي يختصر الطريق نزل عبر وادٍ صغير لكي يصل لمنزله أسرع لكن مينا لحقت به بسرعة وشدته إليها ثم أدخلت السكين في قلبه

وضع يده على قلبه يحاول إخراج السكين ثم سقط على الأرض ومينا تنظر إليه ببرود
-كيل(بألم) :م م من أنت؟
-مينا:وهل ستتذكرني إن أخبرتك؟
-كيل(بألم) :فتاة!
-مينا:بالضبط...أنا فتاة...فتاة كنت تحتقرها ذات يوم فهل تتذكر؟
-كيل(بألم) :بارك م م م مينا!
-مينا:لم أتوقع أن تتذكرني...لكن للأسف سيكون هذا آخر لقاء لنا

حاول الزحف بعيدا والهرب لكنها داست على مكان الجرح بقلبه وصار يتألم ويهمهم
-مينا:أترى هذا الألم؟ لقد عشت أضعافه بسببك أيها الحقير...الآن ذق ما عانيته ولتعلم أن الألم الجسدي لا يظاهي الألم النفسي مطلقا

وقفت تراقبه وهو يتعذب وينزف إلى أن لفظ آخر نفس له وسقط ميتا حينها عادت لمنزلها واستحمت بكل برود

كانت الساعة آنذاك الرابعة فجرا وهي ما تزال مستيقظة تراقب النافذة بعدها فتحت خزانتها فظهرت لها قائمة الأشخاص الذين تود الانتقام منهم فحذفت اسم كيل منها وبقيت تتذكر ما حصل قبل 6 سنوات

• قبل 6 سنوات:
كانت مينا في السابعة عشرة من عمرها ولأنها غير بالغة قانونيا فكان من الصعب أن تحصل على وظيفة إلا بصعوبة...وقد بحثت كثيرا إلى أن عثرت على وظيفة في متجر كيل والذي كان يستغلها

كان عمل مينا فقط هو ترتيب الأقمشة والأغراض في مكانها ومسح الرفوف والأرضيات وبسبب أنها لا تملك منزلا فقد ظلت تنام في متجره شهرين إلى أن جاء أسوأ يوم
-مينا:لقد عملت عندك شهرين بالفعل فلماذا لا تعطيني حقي؟
-كيل:أي حق؟
-مينا:قلت أنك ستعطيني راتبي بعد شهر من عملي عندك لكن ها قد مرت أربع أشهر
-كيل:لكنك تبيتين هنا بالفعل وهذا هو راتبك
-مينا(بحدة) :غير صحيح...لقد قلت بلسانك أنك ستعطيني راتبا وتسمح لي بالنوم هنا
-كيل:لا أتذكر
-مينا:لقد سجلت المحادثة في هاتفي

أخرجت هاتفها لتعرض تسجيل المحادثة لكن كيل أخذه منها ورماه على الأرض بقوة فانكسر
-مينا(بحدة) :لماذا كسرته؟ لقد اشتريته بصعوبة
-كيل:هذا مزعج...سمحت لك بالمبيت في متجري وشراء الطعام بنقودي ولكنك فوق هذا تريدين راتبا أيضا؟ لماذا لا تطلبين سيارة فاخرة وقصرا على شاطئ البحر أيضا؟
-مينا(بحدة) :لست أطلب الكثير...كل ما أريده هو حقي
-كيل:اكتفيت من الثرثرة...غادري متجري فورا

دفعها إلى خارج المتجر ثم رماها لتسقط على الأرض
-كيل(بغضب) :لا أريد رؤيتك في متجري مجددا...غادري
-مينا(بحدة) :أيها المخادع

حملت مكنسة رأتها بجانبها وضربت بها زجاج المتجر وكسرته ثم دخلت وحملت الولاعة وحاولت إحراق كل الأقمشة لكنه أوقفها
-كيل(بغضب) :مجنونة...ما الذي تنوينه؟
-مينا(بغضب) :تستحق ذلك أيها اللص المستغل

دفعته ثم أضرمت النار في أول قطعة قماش وبدأ المتجر يحترق...مر شرطي بالجوار فاستغل كيل الوضع وناداه
-كيل(بصراخ) :سيدي الشرطي...ساعدني أرجوك...هذه الفتاة خربت متجري وحرقته
-مينا(بصدمة) :لكنك أنت من...

لم تكمل كلامها حتى وضع الشرطي القيود على معصميها وأخذها
-مينا(بصراخ) :لاااا اسمعوني أولا...هو الذي يستحق أن يعاقب...لاااا دعوني

••••••••••••••••••••••

تنهدت مينا على ما تذكرته ثم أغلقت باب الخزانة بقوة
-مينا(بغضب) :تبا...بسببه بقيت في مركز الشرطة أسبوعا كاملا ولولا أنني كنت قاصرا لما تم إخراجي من هناك إلا بعد أن أدفع ثمن ما خربته...تبا له ولكل أمثاله

رغم أنها كانت من البداية تريد قتل ذلك الرجل لكنها فجأة شعرت بالشفقة عليه وارتجف جسدها خوفا من حقيقة أنها أصبحت قاتلة ملوثة بالدم وهذه الحقيقة لن تتغير...لم يكن ذلك الرجل يستحق الموت لسبب تافه كهذا لكن بسبب الضغوطات النفسية التي مرت بها أصبحت ترى نفسها موضع المظلومة في كل شيء وبذلك بررت القتل لنفسها

أما جين فقد تقدم لمنزل أحد الأشخاص السياسيين الموجودين في كوريا ليعمل كحارس له وبفضل تخرجه من مدرسة للفنون القتالية فقد تم قبوله

وقف جين أمام ذلك السياسي ونظر في وجهه
-جين:نعم سيدي
-سيد هان:أهلا بك...أعرفك على نفسي...أنا هان كانغ وو
-جين:أعرفك جيدا سيدي
-سيد هان:كيف ذلك؟ هل تقابلنا من قبل؟
-جين:لا...لكن قرأت عنك بعض المعلومات قبل أن أتقدم للوظيفة
-سيد هان:جميل...يبدو أنك لست مثل أولئك الحمقى الذين يتقدمون للوظيفة دون أن يعرفوا عند من يعملون...أولئك لا تهمهم سوى الأموال
-جين:لست مثلهم سيدي
-سيد هان:جيد...سأستفيد من ذكائك كثيرا...تعال معي فلدي مقابلة الآن
-جين:حاضر سيدي

ذهب جين مع السيد هان إلى أحد المؤتمرات الصحفية وبينما يقف معه كان الصحفيون يطرحون عليه الأسئلة باستمرار إلى أن انتهى الوقت وخرج من هناك

بعد عودتهما للمنزل ذهب جين يتجول في كل مكان إلى أن وجد خادمتين تتهامسان
-جين(يفكر) :علي تشغيل جمالي الخلاب معهن إن أردت أن أصل لشيء

ابتسم وأظهر كل وسامته ثم ذهب نحو الخادمتين
-جين:مرحبا
-هانيا(بخجل) :أهلا
-شيناه(بخجل) :هل أنت الحارس الجديد؟
-جين:ههههههه بالطبع
-شيناه:ما اسمك؟
-جين:أدعى جين
-شيناه(بخجل) :وأنا شيناه
-هانيا:وأنا هانيا
-شيناه(بحدة) :من سأل عنك؟ اذهبي لعملك ودعيني أكلم جين الوسيم
-هانيا(بحدة) :لاأهتم إن كنتِ معجبة به فقد كلمني أنا أولا
-شيناه(بحدة) :بل أنا
-جين:هههههه كفى يا بنات لا تتشاجرن...أنا هنا لأسألكما عن شيء
-شيناه(بخجل) :عيوني
-هانيا(بخجل) :قلبي
-جين:هل تعرفن خادمة تدعى "كيم سولهيون"؟
-هانيا:أبدا
-شيناه:هل كانت تعمل هنا؟
-جين:بلى...منذ حوالي 17 سنة
-هانيا:أوووه هذا كثير...أنا هنا منذ سنتين فقط
-شيناه:وأنا منذ عدة أشهر...إن أردت أن تعرف فاسأل أشخاصا لهم فترة طويلة هنا في هذا القصر
-جين:شكرا لكما
-شيناه(بخجل) :لماذا لا تشكرني بدعوتي على العشاء؟
-هانيا(بخجل) :أو برقم هاتفك
-جين:هههههه سأفكر بالأمر لاحقا

ذهب جين وبقيت الخادمتان تلوحان له من بعيد
-شيناه:أوووه ما أوسمه!
-هانيا:إنه تقريبا كالملاك...من أين نزلت هذه الوسامة والرقة واللطف!؟
-شيناه:كفي عن التغزل بحبيبي
-هانيا:تشه قالت حبيبها قالت...سأقطع يدي إن كان ما يزال يتذكر اسمك أصلا
-شيناه:ولا اسمك...تشه

سأل جين كل الخادمات اللواتي في القصر وكلهن لم يكن يملكن أي فكرة عن المرأة المدعوة " كيم سولهيون" والتي هي والدته...كان ذلك متوقعا فالحادثة حصلت منذ 17 سنة وليس من المتوقع أن أحدا كان موجودا وقتها

في نهاية اليوم عاد دون أن يجد أي شيء عن والدته والتقى هو وسيهون في المنزل
-جين:جميع الخادمات لا يعرفن أي شيء عن أمي
-سيهون:وما الحل؟
-جين:الحل أنني لن أتوقف عن البحث حتى أعرف الحقيقة
-سيهون:أشعر أن هذه القصة ستوقعك في مشاكل...على كل حال سأذهب للبنك لأسحب النقود
-جين(بسخرية) :خخخخخ وهل بطاقتك معك؟
-سيهون:أوووبس تذكرت
-جين:يبدو أنك مضطر لتأتي معي
-سيهون:هل كنت ستذهب؟
-جين:بلى...علي ذلك...لقد خربت لها الكثير من الورود وعلي دفع ثمنها
-سيهون:مهلا مهلا...بماذا ستدفعه وأنت لا تملك حتى نقودا لدفع عشاء أمس؟!

نظر جين لسيهون ثم انفجر من الضحك
-جين:ههههههههههههه طبعا سأستعيره منك
-سيهون:وهل أخذت إذني؟
-جين:هههههههههههههه هيا أيها الوسيم...أعلم أن رجلا فاتن الجمال مثلك لن يتركني غارقا في الديون
-سيهون:محق هههههههههههههه لقد ضربتني في نقطة ضعفي
-جين:هههههههههههههههه
-سيهون:لكن لمعلوماتك فلديك أسبوع واحد لإرجاع ما استعرته
-جين:لا أضمن شيئا...بطاقتك المصرفية ما تزال مع الفتاة المرعبة لذا لنجرب حظنا أولا
-سيهون:ههههههههههههههه علينا إيقاعها في شباك وسامتنا وستستسلم فورا
-جين:ههههههههههههه يال ذكائك...ماذا ستفعل إن رأت اثنين من أوسم رجال العالم أمامها؟ بالطبع ستستسلم
-سيهون:هههههههههههههههه محق

كانت مينا في المتجر تقوم بجمع الورود التي خربها جين ثم وضعتها في كيس لترميها في القمامة إلى أن جاء والد كيسو
-سيد تشوي:ما هذا؟
-مينا:آسفة...إنه خطئي...سأدفع ثمن كل ما تخرب ويمكنك سحبه من راتبي

نظر للورود فوجد أن عددها ليس بقليل والخسارة التي سببتها صعب تغطيتها ولكنه ابتسم في النهاية
-سيد تشوي:لا بأس...تحصل هذه الحوادث عادة...لا حاجة لتدفعي ثمنها
-مينا:لكن...هذا ليس عدلا
-سيد تشوي:لا أريد أن أحملك مسؤولية خطأ بسيط كهذا...لديك من الهموم ما يكفي لذا لن أزيدك
-مينا(بحدة) :لا تشفق علي...لا أحتاج شفقة أحد
-سيد تشوي:ليست شفقة...أنا فقط أراكِ مثل ابنتي كيسو...لقد عشتِ في منزلي وعملتِ في متجري وكنتِ صديقة وفية وجيدة لابنتي في وقت انقرض فيه الأصدقاء...لا تهتمي لما تلف من الورود فأنا من سيغطي تكلفتها

كانت مينا على وشك البكاء لذا تكلمت من دون وعي وانحنت عدة مرات
-مينا(بحشرجة) :شكرا على...إيوائي في منزلك...وإعطائي وظيفة...ولكن...لا أريد شفقتك...سأدفع ثمن الورود التالفة من راتبي...شكرا على كل شيء

ذهبت للحمام وأغلقت الباب ثم أسندت ظهرها على الحائط تحاول استجماع شتات نفسها...منذ أن كبرت كانت تظن أن الرجال كلهم متشابهون لذا كرهتهم وكرهت احتقارهم للمرأة...لكن تصرفات والد كيسو دائما تجعلها تشعر بالضعف فهو يتغاضى ويتسامح في كل شيء...تماما مثل والدها...هي الآن تشعر أنها حصلت على عائلة غير العائلة التي فقدتها منذ 14 سنة حين كانت في التاسعة من عمرها

بعد أن بكت لبعض الوقت مسحت دموعها وخرجت لتكمل عملها فوجدت أن والد كيسو غادر

في الخارج بالقرب من المتجر كان جين وسيهون يقفان ويحدقان بالباب
-سيهون:متى سندخل؟
-جين:مممممم ما رأيك أن تدخل أولا وأنا سألحق بك؟
-سيهون:تريد رميي كطعم؟
-جين:لكن محفظتك هي التي ضاعت
-سيهون:وبسبب من ضاعت؟ لو لم أساعدك لما حصل كل هذا
-جين:احم احم...حسنا...سأقوم بتشغيل الجنتلمان الذي في داخلي

قام جين بترتيب ثيابه ثم رش العطر على نفسه ونظر في زجاج هاتفه ليتأكد من أنه في أوج وسامته ثم ابتسم
-جين:لا أظن أنها تستطيع مقاومة هذه الوسامة والبراءة

توجه نحو المتجر بخطوات متباطئة وعندما وصل للباب ابتلع ريقه ودخل وعندما رأته مينا أشارت بإصبعها في وجهه
-مينا(بصراخ) :أنت! المتحرش الوقح...كيف تجرؤ على العودة؟
-جين:ماذا؟ لا لا لا...لست الشخص الذي تتكلمين عنه...أنا مجرد زبون
-مينا(بصراخ) :لا تظن أنني غبية...سأريك

نظرت من حولها فلم تجد سوى مكنسة فحملتها وركضت نحوه ومن خوفه ركض هو أيضا خارج المتجر واختبأ بعيدا
-مينا(بصراخ) :جرب الظهور أمامي مجددا وسأبرحك ضربا...وغد

نظر كل من جين وسيهون لبعضهما وتنهدا
-جين:لقد تذكرتني
-سيهون:سأذهب أنا
-جين:نعم نعم اذهب أنت فليس لديها شيء ضدك
-سيهون:حسنا

دخل سيهون المتجر وعندما رأته حملت المكنسة مجددا
-مينا(بصراخ) :أنت! المتدخل الوغد
-سيهون:متدخل!
-مينا(بصراخ) :حينما أتشاجر مع شخص أكره أن يتدخل أحدهم ويمسكني...سوف تندم لما فعلته
-سيهون:اهدأي...لنتفاهم بهدوء

ركضت خلفه فهرب خارج المتجر واختبأ مع جين
-مينا:بفففف جبناء...علي أنا أن أكون الرجل وليس هم

بعد أن دخلت تنهد كل من جين وسيهون مجددا
-سيهون:هذا لا ينفع...إنها عصبية جدا ومستحيل أن نحضر المحفظة من هناك
-جين:مهلا...وجدتها...لنبلغ الشرطة...لنخبرهم أن المحفظة ضاعت وسيحضرونها بأنفسهم
-سيهون:هل سينجح؟
-جين:لنأمل ذلك

اتصل جين بمركز الشرطة فرد عليه الشرطي
-الشرطي:معكم مركز الشرطة...كيف نخدمكم؟
-جين:أخي أضاع محفظته
-الشرطي:هل بها أوراق مهمة؟
-جين:كل أوراقه هناك
-الشرطي:هل تعرف أي مكان بالضبط؟
-جين:في أحد متاجر الورود...يدعى "متجر الأحلام"
-الشرطي:بما أنك تعرف مكانه فلماذا تطلب مساعدتنا؟
-جين:لا...لست متأكدا...أنا فقط أضع فرضيات
-الشرطي:إذًا اذهب للمتجر واسأل صاحبه وإن لم تجد ما تبحث عنه فيمكنك الاتصال بنا
-جين:لكن صاحبة المتجر مخيفة
-الشرطي(باستغراب) :هل تمازحني؟
-جين:لا
-الشرطي:إن كانت هذه مزحة فستقع في مشكلة
-جين:أقسم أنها ليست مزحة...تلك الفتاة مخيفة وتركض خلفي كلما رأتني ظنا منها أنني منحرف

مل الشرطي من سماع الهراء لذا أغلق الخط
-جين:ألو...ألو...ألو
-سيهون:هفففف لا ينفع...لنجد خطة أخرى



عدل سابقا من قبل بثينة علي في الجمعة يناير 27, 2023 9:42 pm عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة انْتِقَام أُنْثَى!! (بِقَلُم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة انْتِقَام أُنْثَى!! (بِقَلُم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة انْتِقَام أُنْثَى!! (بِقَلُم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الخميس مارس 17, 2022 3:13 pm

رواية انتقام أنثى : الفصل الثالث



بينما سيهون وجين يقفان أمام متجر الورود الذي تعمل فيه مينا فإذا بكيسو تمر بجانبهما
-جين:تلك الفتاة صديقتها
-سيهون:صحيح
-جين:لنطلب منها المساعدة

ركض جين وأمسك بيد كيسو وشدها لتختفي معه
-كيسو:أنتما! ما الذي تفعلانه؟!
-سيهون:من فضلك...نحتاج مساعدة
-كيسو:في ماذا؟
-سيهون:لقد أسقطت محفظتي هناك...أحضريها لي من فضلك
-كيسو:ولماذا لا تحضرها بنفسك؟ المتجر على بعد بضع خطوات
-جين(بخجل) :ربما...نوعا ما...لدينا بعض...المشاكل...مع البائعة
-كيسو:أي نوع من المشاكل؟
-جين(بخجل) :إنها...نوعا ما...
-سيهون:لقد حاولت التحرش بنا بسبب وسامتنا التي لا مثيل لها

رمشت كيسو بعينيها ثم انفجرت من الضحك
-كيسو:هههههههههههههههه لا تمازحاني...لا تقولا أنكما أنتما من تحرشتما بها
-جين:غير صحيح...كيف يعقل لهذه الوسامة أن تكون متحرشة؟
-سيهون:القصة وما فيها أن أخي وقع بالخطأ فأمسك بصديقتك وهي ظنت أنه يتحرش بها لذا قلبت المتجر على رأسه وبسبب أنني تدخلت وحاولت إبعادها عنه فهي تحقد علي
-كيسو:آه هكذا إذًا...توقعت ذلك...مينا عادة تخطئ في فهم الرجال لذا لديها مشاكل كثيرة معهم...كما أنكما لا تبدوان سيئين بل ساذجين كبيرين

قطب الاثنين حاجبيهما من الانزعاج
-كيسو:سأحضر لكما محفظة النقود وأعود
-جين(بحماس) :شكرا لك...شكرا جزيلا
-سيهون(بحماس) :يااااا وأخيرا سأحصل على طعام كثير!

دخلت كيسو المتجر فوجدت مينا ترتب الأزهار
-كيسو:مرحبا
-مينا:أهلا كيسو
-كيسو:تبدين متعبة اليوم
-مينا:لم أنم البارحة سوى ثلاث ساعات لكن لا بأس...أنا بخير

عانقت كيسو مينا فانتفصت للحظة من الخوف...مؤخرا أصبحت تتحسس من أي شخص يلمسها أو يقترب منها كما لو أنها مجردة من العواطف...العاطفتان الوحيدتان اللتان تعتريانها هما الخوف والألم

دفعت مينا كيسو بلطف ثم أحاطت نفسها بذراعيها وبقيت ترتجف لعدة ثواني
-كيسو(بقلق) :ما الأمر؟
-مينا:أنا...فقط...مازلت لا أريد...أن يلمسني أحد...أرجوك تفهميني
-كيسو:أتفهمك...لكن إن لم تتغلبي على خوفك فكيف ستتقدمين خطوة للأمام؟

عانقتها مجددا وكانت غير مرتاحة وتحاول التحرر منها...في نفس اللحظة تقدم سيهون وجين لزجاج المتجر الأمامي وبقيا يتجسسان من خلاله
-جين:ما الذي يجري بالداخل!
-سيهون:تتعانقان...ونحن هنا ننتظر بشوق

نظر كل من سيهون وجين لبعضهما وتأفأفا بضجر
-سيهون:أتساءل لماذا تكره تلك البائعة الرجال
-جين:ولماذا لم تنفع وسامتنا معها؟! مستحيل أن هناك من يقاوم جمالي وروعتي
-سيهون:ههههههههههههههه والآن هل سنحصل على محفظتي؟
-جين(ببرود) :لا أعلم...تعال لنرى

في الداخل كانت كيسو ومينا تتعانقان وفي النهاية ابتعدت مينا عنها بنفسها
-مينا:أليس من المفروض أن تذهبي للجامعة؟
-كيسو:آه نعم...أتيت لأجل شيء ما
-مينا:ما هو؟
-كيسو:لا تهتمي...سآخذه وأغادر

ذهبت للبحث عن محفظة سيهون بين الورود وبصعوبة تمكنت من إيجادها وحملتها بين يديها

فجأة نظرت مينا ناحية الباب فرأت جين وسيهون يتجسسان
-مينا(بصراخ) :أنتماااا...هل تريدان تشييع جنازتكما هذه الليلة؟ تعاليا إلى هنا وسأحقق رغبتكما

ركضت خلفهما دون توقف فابتعدا عنها مسافة طويلة ولم يستطيعا العودة خوفا منها لأنها بقيت تحرس أمام الباب
-كيسو:هففففف دعيهما وشأنهما يا فتاة
-مينا(بحدة) :ما الذي يريدانه بالضبط؟ لماذا يستمران في التجسس علي؟ هل هما عميلان لشخص ما؟!
-كيسو:لا...لقد نسيا هذا فحسب

أرتها محفظة سيهون فاستغربت
-مينا:ما الذي تفعله هذه معك؟
-كيسو:لقد أوقعاها بالخطأ حينما جاءا المرة الماضية
-مينا:ألهذا يواصلان المجيء هنا؟! حسنا...خذيها لهما
-كيسو:وأين سأجدهما؟ لا أظن أن لديهما شجاعة تكفي لمواجهتك مرة ثانية

نظرت مينا في زجاج المتجر فرأت انعكاسها والغضب ما يزال باديا على وجهها
-مينا:هل أنا مخيفة لتلك الدرجة؟
-كيسو:لا...لستِ مخيفة
-مينا:جديا!
-كيسو:الحقيقة...قليلا...احم احم
-مينا:قليلا فقط؟
-كيسو:ربما أكثر من القليل بقليل
-مينا:فهمت...أنا مخيفة...لا بأس...أفضل أن يقول الناس أنني مخيفة على أن ينعتوني بالضعيفة

دخلت مينا المتجر لتكمل عملها أما كيسو فأمسكت بمحفظة سيهون ونظرت إليها ثم نظرت من حولها تبحث عنه لكن لم يكن له ولا لجين أي أثر
-كيسو:سآخذها معي...ربما قد يظهران في أي وقت

أخذت المحفظة للمنزل ووضعتها على مكتبها بينما تدرس...فجأة شعرت بالفضول لتعرف ما بداخلها لذا أمسكتها وتفحصتها من الخارج...كان شكلها عاديا كأي محفظة لونها أسود ومصنوعة من الجلد...فتحتها فوجدت بداخلها صورة لامرأة جميلة لكنها لم ترد أن تفتش أكثر لذا أغلقتها وأعادتها مكانها

لحظات وهي تحدق بالمحفظة إلى أن قررت أخيرا فتحها مجددا وهذه المرة فتشت كل الأوراق التي بها فوجدت بطاقة هوية سيهون...بقيت تنظر للصورة التي في البطاقة للحظات وابتسامة جميلة على وجهها
-كيسو:أوووه إنه وسيم...أحببت ابتسامته...رغم أنه مغرور لكن أشعر أنه محق في مدحه لنفسه...لو أنني واعدت شابا مثله لربما...

فجأة أدركت أن ما تفعله غباء لذا أعادت البطاقة للمحفظة وأغلقتها
-كيسو:هذا غباء...إنه مغرور بشكل مقرف وهذا يشعرني بالتقزز...ما فائدة الوجه الجميل إن كانت التصرفات مقرفة

في يوم الغد أعدت مينا حلوى الكريما وقامت بوضعها في علبة طعام ثم خرجت من المنزل...هذه المرة كانت تنوي زيارة شخص لم تره منذ زمن

توجهت لأحد الأحياء وطرقت الباب عدة مرات إلى أن فتح لها صاحب المنزل
-تان:مينا! غريب!
-مينا:أريد الكلام معك
-تان:عن ماذا؟
-مينا:عن علاقتنا
-تان:عن أي علاقة تتكلمين؟ أنا وأنتِ انفصلنا ولا مجال لنعود حتى ولو بعد مليار سنة
-مينا:أعطني فرصة
-تان:لاااا...كيف أجعلك تفهمين أنه إن أراد أحد الطرفين إنهاء العلاقة فعليك اعتبارها منتهية

وقفت تحدق به وملامحها حزينة ومثيرة للشفقة
-تان:آسف...علي الدخول

دخل وأغلق الباب ولكنها ظلت واقفة هناك تنظر إلى المنزل بشفقة بينما يراقبها من النافذة...وفي النهاية استسلم وفتح لها الباب
-تان:تعالي

دخلت مخفضة رأسها بخطوات متباطئة وواضح أنها تشعر بالخجل والحزن الشديد ثم جلست على الأريكة وعلبة الطعام ما تزال بيدها
-مينا(بخجل) :أعددت لك حلوى الكريما...أعلم أنك كنت تحبها كثيرا...مازلت أتذكر كل شيء عنك...أتذكر حتى أنك تكره يوم الثلاثاء لأنه مزدحم بالمحاضرات
-تان:هفففف مينا...لقد انتهى الموضوع
-مينا:أما من أمل لنعود؟
-تان:لا...أبدا
-مينا:لماذا؟ ألم تقل أنك تحبني ولن تتخلى عني؟
-تان:لكن مشاعري تجاهك ذبلت
-مينا:لكن أنا لم أذبل...مازلت شابة وجميلة
-تان:هففففففف لن أقتنع بعودتنا لذا من فضلك انسي الموضوع...كما أنني الآن مرتبط
-مينا:ألن تأخذ الحلوى؟
-تان:أجل...شكرا

أخذ علبة الطعام وفتحها ثم ألقى نظرة على حلوى الكريما التي بها...كان منظرها شهيا ومغطى بالسكاكر الملونة التي تفتح النفس
-تان:هل يمكنني تذوق قطعة؟
-مينا:طبعا...إنها لك...كل منها ما تشاء

أخذ أول قطعة وتذوقها فأعجبته بشدة
-تان:واو! لذيذة جدا!

واصل أكل الحلوى قطعة بعد قطعة مثل نمر جائع لم يأكل منذ أيام بينما مينا تراقبه وملامح وجهها غير مفهومة
-تان:أوووه ما ألذها! لقد شبعت...شكرا
-مينا:مؤسف أنها آخر مرة ستأكلها فيها

فجأة بدأت عضلاته تتشنج وشعر بكل جسمه يدخل حالة شلل ولا يمكنه تحريك أي طرف من أطرافه...حتى لسانه عاجز عن نطق أي شيء...كل ما كان يتحرك هو عينيه
-مينا(ببرود) :أتظن أنني جئت لأجلك؟ لقد جئت لأجل مينا القديمة البريئة...كلكم تسببتم في موتها وظهر هذا الوحش المرعب أمامكم...كلكم تستحقون الموت لتشويه وتدمير حياتها...كلكم

قامت بسحبه إلى أن وضعته في مغطس الحمام وشغلت عليه الحنفية
-مينا(ببرود) :خبر عاجل...شاب ينتحر بإغراق نفسه في مغطس حمامه...عنوان سخيف لكنه يمثل حالتك بالتحديد...عليك أن تغرق مثلما أغرقتني في الحزن أنت وبقية الرجال الحقراء

امتلأ المغطس وتغطى وجه تان بالكامل مما جعله يفقد القدرة على التنفس ودقيقة بعد دقيقة بدأ ينفذ الهواء من رأتيه إلى أن انتهى واختنق
-مينا(ببرود) :فلترقد في جحيم وألم...تشه

غادرت ذلك المنزل ببرود وعادت لمنزلها وبمجرد أن وصلت رفعت يديها القاتلتين ونظرت فيهما بحزن وألم وكأنها نادمة على ما فعلته...هذه المرة شعرت بأن ما فعلته مبالغ فيه فكل ما فعله حبيبها القديم هو أنه خانها مع أخرى وتركها

ورغم أنها عانت كثيرا لتخرج من تلك العلاقة لكنه مازال لا يستحق أن يموت

وقفت أمام الخزانة وفتحتها فوجدت قائمة الأشخاص الذين تريد أن تنتقم منهم وحذفت منها اسم تان وهي تبتسم وتبكي في نفس الوقت

كان الحل الوحيد لكي تنسى ألمها هو أن تنام قليلا وتنسى واقعها المرير لكن حتى النوم جفاها منذ زمن لدرجة أن جسدها متعب أكثر من نفسيتها

حدقت من حولها وصارت تضحك بهستيرية كالمجانين وغمرتها تيارات من السعادة...لكنها اختفت بسرعة وحل مكانها ألم وحزن قاتل فصارت ترمي الأغراض في كل مكان بالغرفة حتى أصبح المكان فوضى...كانت كيسو عائدة للمنزل فسمعت صوت التحطم وأسرعت لشقة مينا فوجدتها مرمية على الأرض وسط الفوضى
-كيسو(بقلق) :ما الأمر؟
-مينا(بحشرجة) :لقد قتلته بكل بساطة...كيف تحولت إلى هذا الوحش الذي أنا عليه؟ كيف؟

حملتها كيسو ووضعتها على السرير ثم حاولت ترتيب أغراضها في مكانها وعندما انتهت جلست بجانبها على وأمسكت بيدها
-كيسو(بقلق) :قلبي يكاد يتوقف من الخوف...أخبريني ما حصل
-مينا(بحشرجة) :قتلته لأنه خانني قبل 3 سنوات...لقد رأيته مع أخرى...هل هذا سبب وجيه لأقتله؟
-كيسو:لا أعلم...لكن حالتك تزداد سوءا يوما بعد يوم...ما الذي سنفعله؟
-مينا(بحشرجة) :لا أعلم...لقد أصبح العالم بمثابة الجحيم لي...لم أنم منذ أيام مرتاحة...وكلما نمت أرى أشباح الذين قتلتهم تطاردني...هل سأبقى هكذا طول حياتي؟ أما من حل لأمحو ذاكرتي وأعود فتاة طبيعية؟

كلام مينا جعل كيسو تبكي بشدة وهي تتمسك بيدها بقوة
-مينا(بحشرجة) :أريد...أن أعود...فتاة طبيعية...وبريئة...مثلك

تلفظت آخر كلماتها ثم غاصت في نوم عميق وعندما رأتها كيسو هكذا لم تستطع كبح دموعها وبكت لوقت طويل إلى أن احمرت عيناها...في نفس الوقت فكرت بأن عليها التدخل لحل المشكلة لعل صديقتها تتوقف عن ما تفعله وتنسى الانتقام

في يوم الغد حجزت كيسو موعدا مع طبيب نفسي مشهور في المدينة وذهبت إليه لتحدثه عن مشكلة مينا بطريقة غير مشكوك فيها
-كيسو:الحقيقة...لدي صديقة ومن الصعب إقناعها بزيارة الطبيب النفسي لذا أريد طلب استشارتك بدلا عنها...هل يمكنني؟
-الطبيب:طبعا
-كيسو:صديقتي هي نوعا ما...غريبة الطباع...إنها نسوية وتكره الرجال...لكن كرهها لهم لم يكن مجرد كره بل هي تضربهم أيضا وتمارس العنف عليهم
-الطبيب:أي نوع من العنف؟
-كيسو:امممممم مجرد عنف...تضربهم وتمسح الأرض بكرامتهم

لم ترد أن تخبر الطبيب أن مينا قتلت 3 أشخاص من قبل بالفعل وإلا سيوقعها هذا في مشاكل مع الشرطة
-الطبيب:هل تضرب الرجال فقط؟
-كيسو:بلى...أي رجل يخطئ في حقها تبرحه ضربا...إنها شجاعة على عكسي فأنا إن رفع علي رجل صوته أخاف وأهرب
-الطبيب:هل هناك سبب محدد لكرهها للرجال؟
-كيسو:أظن...بسبب أنها عاشت طفولة صعبة وخسرت أهلها وكل الرجال الذين قابلتهم كانوا أوغاد
-الطبيب:هذه النقطة بالذات تحتاج حضور المريضة لنتناقش فيها
-كيسو:لكنها لا تريد المجيء
-الطبيب:حاولي إقناعها فذلك لصحتها
-كيسو:هي حقا لا تحب المجيء...هناك شيء أيضا لاحظته عنها قبل أيام
-الطبيب:ما هو؟
-كيسو:لديها تصرفات غريبة...أحيانا تكره الرجال وتمقتهم وفجأة تندم على كل شيء فعلته...أظن أنها ليست طبيعية بالفعل
-الطبيب:لديها مرض "اضطراب ثنائي القطب"
-كيسو:اضطراب ثنائي القطب؟! ما هو؟
-الطبيب:إنه مزيج بين الاكتئاب والهوس...مرة تكون الفتاة القوية المتحمسة لإبراح الرجال ضربا ومرة تكون الضعيفة النادمة التي تفكر في الموت والانتحار
-كيسو(بصدمة) :الانتحار! لااااا علي إيقافها فورا

ركضت بأقصى سرعة لديها وتوجهت لشقة مينا وعندما دخلت لم تجد لها أي أثر...بحثت عنها في أرجاء المنزل إلى أن سمعت صوتا قادما من الحمام فطرقت الباب بقوة
-كيسو(بقلق) :مينا...لا...لا تنتحري...أرجوكِ لا تفعلي...كيف يمكنني خسارتك بهذه السهولة؟ هل أنتِ حمقاء؟

لم يرد أي أحد عليها لذا واصلت طرق الباب بقوة إلى أن خرجت مينا ترتدي منشفة الحمام
-مينا(بانزعاج) :ما بالك؟ ظننت أن المنزل احترق
-كيسو(ببكاء) :مينا...أنتِ حية!

عانقتها بحرارة وهذه المرة لم تدفعها
-مينا:طبعا أنا حية...هل ظننتِ أن أحدهم قد قتلني؟! مجنونة
-كيسو:بل ظننت أنكِ انتحرتِ
-مينا:ولماذا قد أنتحر؟
-كيسو:ربما لأن حياتك تعيسة ومؤلمة
-مينا:صحيح أنها كذلك لكنني لست غبية لأنتحر
-كيسو:أوووه أوني...متى يمكنني أن أطمئن عليكِ وأرتاح؟
-مينا:حين أرتاح أنا...حاليا لا تقلقي علي فأنا بخير
-كيسو(بقلق) :حسنا...لن أقلق عليك وسأثق بكلامك

عادت كيسو لغرفتها وجلست تفكر في طريقة لمساعدة مينا إلى أن لاحظت أن محفظة سيهون ما تزال معها
-كيسو:كيف سأعيدها له الآن؟

حملت المحفظة وفتحتها مجددا ثم أخرجت كل الأوراق التي بها إلى أن عثرت على بطاقة إقامة سيهون وعليها رقمه

كان سيهون جالسا مع جين يشاهدان التلفاز فرن الهاتف ورد
-سيهون:معكم الوسيم سيهون
-كيسو:ها!
-سيهون:من المتصل؟
-كيسو:إنها أنا...كيسو صديقة مينا
-سيهون:من كيسو ومن مينا؟
-كيسو:هففففف أنا صديقة الفتاة المخيفة التي تعمل في متجر الورد
-سيهون:آه عرفتك
-كيسو:محفظتك معي...تعال لأخذها
-سيهون(بحماس) :أووه وأخيرا...أنا قادم...مهلا...إلى أين آتي؟
-كيسو:لنلتقي في أحد المقاهي...سأرسل لك العنوان بعد قليل
-سيهون(بحماس) :قادم

نهض سيهون ليرتدي ثيابه فلحق به جين
-جين:سآتي معك...أخاف أن تكون صديقتها مشابهة لها
-سيهون:ولماذا القلق علي فأنا رجل؟
-جين:من شدة جمالك ووسامتك أخاف أن يتم اختطافك هههههههههههه
-سيهون:معك حق هههههههههههه
-جين:لكنني أوسم منك لذا كلانا في خطر ههههههههههههههه

نظر له سيهون بطرف عينه وكشر
-سيهون:لنسرع فأنا جائع

التقت كيسو بجين وسيهون وأعطتهما المحفظة فأخذ سيهون يقبلها مرات متوالية
-سيهون:أوووه عزيزتي...وأخيرا عدتِ لأحضاني ويمكنني شراء ما أريد
-جين:هذا سخيف...أنت تقدس المال أكثر من وجهك
-سيهون:غير صحيح...المال والجمال كلٌ في مكانه
-كيسو:سأغادر
-سيهون:مهلا...لا تذهبي قبل أن ندعوك على قهوة
-كيسو:لا شكرا
-سيهون:أنا ممتن لكِ على ما فعلته لذلك علي دعوتك
-كيسو:حسنا...لكن لا يجب علي أن أتأخر

اشترى سيهون القهوة لهم الثلاثة ثم جلسوا يشربونها بينما يتحدثون
-سيهون:صديقتك مرعبة
-كيسو:هي هكذا دائما
-جين:ما أزال أدين باعتذار لها إضافة لدفعي ثمن ما خربت
-سيهون:مازلت مصرا على ذلك؟ لكنها ستقتلك
-جين:قد يبدو لكم من الخارج أنني مغرور ومدلل لكن الحقيقة أنني...جنتلمان

صعد فوق الطاولة ووضع إحدى يديه على قلبه والأخرى رفعها للسماء وبقي هكذا لعدة لحظات...كان كل من في المتجر يحدقون به باستغراب حتى كيسو كانت ستنفجر من الضحك لكنها تمالكت نفسها
-كيسو:حسنا...احم احم...أيها الجنتلمان...يمكنك النزول الآن فقد جعلتنا أضحوكة لكل المقهى

نزل جين بهدوء وجلس مكانه ثم أكمل شربه لقهوته...حتى سيهون لم يرف له جفن من تصرفات أخيه فهو معتاد على تفاهته
-كيسو:اسمعا...مينا تعاني من ضغط نفسي كبير لذا لا تحاولا محادثتها مطلقا...دعاها لحالها وستنسى الموضوع...اتفقنا؟
-جين:ماذا عن الورود التي خربتها؟
-كيسو:هي كبيرة بالفعل...لا تفكرا بأنها لا تستطيع تدبر أمر عدة وردات تالفة
-جين:ممممم حسنا
-كيسو:بالمناسبة...اسمي كيسو
-جين(بثقة) :أنا الوسيم العالمي جين
-سيهون(بثقة) :وأنا سيهون الوسيم العالمي الأكثر وسامة من جين
-جين:فلتبقى في أوهامك
-سيهون:أنت الذي تتوهم
-جين:لا تحاول إقناع الناس بأنك أوسم مني فهذا غباء
-سيهون:أنا أخبرهم الحقيقة فقط

كانت كيسو تنظر إليهما وتكاد تنفجر من الضحك على سذاجتهما...شيء ما مميز بهما جعلها تشعر أنهما شخصان جيدان ومن الجميل أن تقضي بعض الوقت المرح معهما
-سيهون:كيسو...قولي الحقيقة...أينا أكثر وسامة؟
جين:نعم يا كيسو...قلي الحقيقة بدون أي مجاملة

ابتسمت بلطف عليهما ثم رفعت إصبعها لتحدد من أوسم واحد...لكنها وضعته على نفسها وهي تبتسم
-كيسو:أنا أيضا أستحق أن أكون الأوسم هنا أليس كذلك؟
-جين:هفففففف تبا
-سيهون:هذا ليس عدلا
-كيسو:ههههههه أمزح...كلاكما وسيم...ارتحتما الآن؟
-جين:لااااااا حددي واحدا فقط
-كيسو:ادخلا مسابقة ملك الجمال وأريحاني
-سيهون:أووووو فكرة مذهلة هههههههههههههه
-جين:استعد للخسارة أيها الغبي هههههههههههههههه

بعد أن انتهت من لقائها عادت للبيت فرأت ضوء غرفة مينا شغالا وهذا يعني أنها موجودة في المنزل الآن...أرادت أن تذهب إليها وتخبرها بكل ما تعرفه عن شخصية سيهون وجين التي تعرفت عليها اليوم لكن شيء ما بداخلها يحاول إقناعها أنه من الأفضل عدم التدخل



عدل سابقا من قبل بثينة علي في الجمعة يناير 27, 2023 10:05 pm عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة انْتِقَام أُنْثَى!! (بِقَلُم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة انْتِقَام أُنْثَى!! (بِقَلُم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة انْتِقَام أُنْثَى!! (بِقَلُم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الخميس مارس 17, 2022 6:38 pm

رواية انتقام أنثى : الفصل الرابع



كان لدى جين عمل مع السيد هان بحيث رافقه إلى إحدى الفعاليات التي تمت دعوته إليها وقام بحراسته جيدا وبينما يعمل ذهب في جولة لتفقد الأوضاع من حوله
-جين:هل كل شيء على ما يرام؟
-لوسي:نعم سيدي
-جين:أتمنى أن يتم تفتيش جميع الذين يأتون إلى هنا
-لوسي:بالتأكيد سنفتشهم
-جين:مهلا...أود سؤالك أمرا
-لوسي:تفضل
-جين:هل تعرفين امرأة تدعى "كيم سولهيون" ؟
-لوسي:لا...لم أسمع بها في حياتي
-جين:شكرا

ذهب لرجل آخر كان يقوم بتعديل الديكور
-جين:عفوا...هل تعرف أي شيء عن امرأة تدعى "كيم سولهيون" ؟
-مارين:لا...من تكون؟
-جين:لا تهتم

واصل البحث وسؤال كل العاملين الموجودين هناك لكن أي منهم لم يعطه الإجابة التي ينتظرها

بعد انتهاء المقابلة عاد السيد هان لمنزله وجين يحرسه ثم غير ثيابه وكان سيغادر لكنه رأى رجلا كبيرا في السن يوبخ إحدى الخادمات
-جين:من ذاك؟
-هايوون:إنه رئيس الخدم
-جين:منذ متى وهو يعمل هنا؟
-هايوون:لا أعلم...لقد جئت حديثا لذا لا أعرف الكثير عنه

أسرع لرئيس الخدم وهو رجل في الخمسينات تقريبا وقاطعه عن عمله
-جين:سيدي...أرجو مساعدتك
-رئيس الخدم:تفضل
-جين:هلَّا تحدثنا على انفراد؟
-رئيس الخدم:حسنا

انصرفت الخادمة التي كان رئيس الخدم يوبخها وبقي وحده مع جين
-رئيس الخدم:تكلم فليس لدي متسع من الوقت
-جين:هل تعرف امرأة تدعى كيم سولهيون؟

فجأة صمت رئيس الخدم وتغيرت ملامح وجهه ثم بقي يفكر لفترة
-رئيس الخدم:لم أسمع بها في حياتي
-جين:لكنها كانت خادمة هنا
-رئيس الخدم:لقد كبرت في السن وأصبح من الصعب تذكر أسامي كل أولئك الخادمات...ألا توافقني الرأي أيها الحارس الجديد؟
-جين:محق
-رئيس الخدم:احرص إذًا على القيام بعملك وبقية الأمور لا تتدخل بها

غادر رئيس الخدم وبدا غاضبا للغاية وهذا ما جعل جين يشعر أن هناك شيئا مريبا بخصوصه لذا قرر وضع عينه عليه

بينما مينا تبيع الأزهار فإذا بسيارة شرطة تتوقف أمام المتجر وينزل منها شرطي
-الشرطي:بارك مينا؟
-مينا:نعم
-الشرطي:تفضلي معنا لقسم الشرطة من فضلك

في تلك اللحظة شعرت مينا بالخوف بعد أن أدركت أنه تم كشفها لكن حسب ما قرأته في الكتب البوليسية بأن رجال الشرطة لا يمكنهم القبض على أحد دون أدلة واضحة وهم بالفعل لا يملكون دليلا واضحا...كذلك هم يقرؤون تعابير الوجه وردات الفعل فإن تحكمت في تصرفاتها ستكون الأمور بخير

حينما خرجت من المتجر وصل والد كيسو فشعر بالقلق
-سيد تشوي:ما الذي يجري؟!
-مينا:لا تقلق...ربما حصلت مشكلة ما...سأرى وأعود لإخبارك

ركبت سيارة الشرطة وتم أخذها لقسم التحقيق ثم أعطوها صورة تان وهو غارق في المسبح
-مينا:تان! ما الذي حصل معه!؟
-المحقق:لقد تم العثور عليه غارقا في المسبح
-مينا:هذا فظيع! متى؟ كيف؟ لماذا؟
-المحقق:السؤال موجه لك آنسة مينا
-مينا:ولماذا تم توجيه السؤال لي؟
-المحقق:ألستِ أنتِ من خرجتِ من منزله بعد وقت وقوع الجريمة؟
-مينا:لكنني تركته بخير...حتى أنه كان سعيدا ويضحك باستمرار
-المحقق:متأكدة؟ ألم تشعري بأنه حزين أو أنه مقدم على الانتحار؟
-مينا:لا أبدا...أخبرتك أنه كان سعيدا وتكلمنا لبعض الوقت

لوح المحقق لأحد الشرطة الواقفين عند الباب
-المحقق:أدخلوه

أدخل الشرطي شابا آخر وعندما رأته مينا تعرفت عليه وعرفت أن الأمور لن تمر على خير
-المحقق:هل تعرفان بعضكما؟
-مينا:ربما
-سول:بل تعرفينني جيدا...أنا ابن عم تان وقد كنا نتقابل كثيرا حينما كنتما مرتبطين
-مينا:آه صحيح...مازلت كما أنت
-سول:لقد رأيتك بعيني تخرجين من منزله ذلك اليوم وصورتك أيضا...ألا تظنين أنه من الغريب ذهابك لهناك حتى بعد انفصالكما بثلاث سنوات؟
-مينا:ذهبت لزيارته لأحصل على فرصة جديدة معه ولكنه رفضني
-سول:لهذا قتلته؟
-مينا(بحدة) :لم أقتله...لماذا قد أقتله لسبب تافه كهذا؟
-سول:اسألي نفسك هذا السؤال
-مينا(بحدة) :أقول للمرة المليون بأنني لم أقتله فإن شئت صدق وإلا فلا تصدق أبدا
-المحقق:يمكنكما الانصراف...سنتصل بكما إن احتجنا أي شيء للتحقيق

خرجت مينا من مركز الشرطة ولحق بها سول وشدها من ذراعها
-سول(بحدة) :لا تظني أنكِ ستنجين بفعلتك...لن أتوقف حتى أثبت للجميع أنكِ القاتلة
-مينا:أنت تتعب نفسك...القضية واضحة

سحبت يدها بقوة وابتعدت عنه
-مينا:ثم لا تلمسني...أكره أن يلمسني الرجال الحثالة

عادت للمتجر فوجدت والد كيسو ينتظرها لأنه يعلم أنها ستعود إلى هناك
-سيد تشوي:ماذا حصل؟
-مينا:أحد أصدقائي انتحر وقد تم استدعائي للمساعدة في التحقيق
-سيد تشوي:مؤسف...هل ساعدتهم؟
-مينا:بلى...لكن ربما سيستدعونني مرة أخرى
-سيد تشوي:فهمت

بقيت مينا تنظف الأرضية بمفردها في المتجر إلى أن سمعت صوت خطوات شخص يدخل وحين نظرت إليه عرفت أنه جين
-مينا(بحدة) :أنت! عدت مجددا!؟

ركضت نحوه لتضربه بالمكنسة فشعر بالخوف ومد يديه ليحمي نفسه وعندما وصلت إليه رفعت المكنسة لتضربه لكنه صرخ
-جين(بصراخ) :أنا آسف...كان مجرد سوء تفاهم...انزلقت بالخطأ وتمسكت بك لكنني أبدا لم أقصد التحرش...آسف آسف آسف...سامحيني

وقفت متجمدة مكانها وهي ترفع المكنسة ثم رمشت بعينيها عدة مرات وعادت لتكمل كنس الأرضية

كان الآخر مستغربا مما حصل فأنزل يديه واقترب منها
-جين:أيعني هذا أنكِ لم تعودي تنوين ضربي؟
-مينا:لقد اعتذرت
-جين:نسيتي كل شيء فقط لمجرد أني اعتذرت!؟
-مينا:نعم
-جين:هناك أمر آخر...لقد خربت لكِ الكثير من الورود وأريد دفع ثمنها
-مينا:لا تهتم
-جين:بل علي أن أهتم...أخبريني فقط كم حجم الخسائر وسأعوضك
-مينا:هل أنت متأكد؟
-جين:طبعا...الجنتلمان يصلح دائما ما خرب
-مينا:حسنا...3 آلاف دولار

تجمد جين في مكانه من الصدمة
-جين(بصدمة) :ث ث ثلاث آلاف! أنتِ لا تقصدين ثلاث آلاف بالضبط
-مينا:بلى أقصد...ثلاث آلاف أي ثلاثة وخلفها ثلاث أصفار
-جين:هل ينفع أن أدعوك للعشاء بدل ذلك؟
-مينا:كنت أعرف أنك لست جنتلمان كما تدعي
-جين:بالطبع أنا كذلك...فقط أعطيني بعض الوقت حتى أقبض راتبي الأول وسأدفعها لك

مد يده لها لكنها لم تصافحه
-جين:أنا أدعى جين
-مينا:أهلا

أكملت كنس الأرضية وتركت جين واقفا ينظر إليها
-جين:يبدو أنك لا تريدين أن نتعارف
-مينا:ما حاجتي للتعارف بك؟ أعرف نفسي وهذا يكفيني

شعر بالإحراج ولم يستطع أن يعرف كيف يرد لذا غادر المتجر فحسب وحينما وصل للباب التفت نحوها
-جين:هيييي أنتِ...يعجبني برودك...أتمنى أن نكون أصدقاء في المستقبل...وداعا

ركض بسرعة قبل أن ترد عليه...بعدها نظرت لنفسها في زجاج المتجر وعبست
-مينا(بحزن) :لا أستطيع أن أكون صديقة لأي رجل...الرجال حقراء ومخادعون ومستغلون...احتفظ بصداقتك لنفسك

في أحد الأيام تمت دعوة السيد هان لسهرة ضخمة يحضرها الكثير من السياسيين والفنانين المشهورين لذلك رافقه جين إلى هناك

في نفس الوقت كانت مينا في منزلها تجلس أمام المرآة...وضعت شعرا مستعارا بني وعدسات زرقاء واستخدمت تبرجا غامق اللون ليغير من شكلها كما وأضافت بعض النمش وشامة عند شفاهها ووضعت أحمر شفاه مختلف واستخدمته لجعل شفاهها أكبر

عندما انتهت ورأت النتيجة النهائية انصدمت فهي الآن مختلفة كثيرا وإن رآها شخص يعرفها فلن يتعرف عليها مطلقا
-مينا(تفكر) :اليوم...سأجعلك تندم يا هان

غيرت ثيابها لأجمل وأكثر الثياب أناقة وعصرية عندها ثم ارتدت كعبا عالٍ...آخر خطوة هي أنها أخرجت مسدسها من المخبأ السري ووضعته تحت فستانها بطريقة ذكية حتى لا يظهر ولبست معطفا طويلا لتغطي كل ذلك

توجهت للمكان الذي تقام فيه السهرة وعندما ألقت نظرة على الباب رأت حراسا أمامه يقومون بتفتيش جميع الحضور لذلك شعرت أن من الصعب الدخول

توجهت للباب الخلفي فوجدت عنده حارسا واحدا فقط فاقتربت منه وهي تعرج
-مينا(بتعب) :مرحبا...أريد الدخول لكن الزحام شديد في الباب الأمامي...هلاَّ ساعدتني للدخول من هنا؟
-الحارس:هل من خطب؟
-مينا:رجلي تؤلمني وأخاف أن يدفعوني في الزحام ويسقطوني
-الحارس:أعطني بطاقتك

أخرجت بطاقة من محفظتها ومعها منديل به مادة مخدرة وبسرعة البرق وضعته على أنف وفم الحارس لعدة لحظات حتى فقد وعيه وسقط

جرت الحارس للداخل وأغلقت عليه في أحد الحمامات ثم خلعت معطفها لتجمل نفسها وتضع العطر ثم خرجت من الحمام وتوجهت لقاعة الضيوف فوجدت الناس قد بدأوا يأتون ويقفون معا في مجموعات ليتحدثوا والبعض منهم جالسون على الموائد

وقفت أمام طاولة المشروبات وسكبت عصيرا لنفسها ثم بقيت تنظر من حولها بحثا عن هدفها الذي أتت من أجله إلى أن تقدم إليها شاب في العشرينات
-كريس:مرحبا...هل أنتِ هنا بمفردك؟
-مينا:لا...أنتظر أحدهم
-كريس:ما رأيك أن نتحدث قليلا بينما تنتظرينه؟
-مينا:لا أمانع
-كريس:هل أنتِ من مجال السياسة أم الفن أم التجارة؟
-مينا:الفن
-كريس:مغنية؟ لم أراك من قبل
-مينا:مغنية صاعدة
-كريس:أمر غريب...ظننت أن هذا العشاء مخصص فقط للشخصيات الراقية والمعروفة...لا مجال لوجود الروكيز هنا
-مينا:ههههههه حسنا كشفتني...أنا مغنية مشهورة لكن لا أظن أنك سمعت عني
-كريس:أخبريني ما اسمك فربما أتعرف عليك
-مينا:اسمي هو...زهرة البنفسج
-كريس:ههههههههه أتمازحينني؟ إنه اسم طفولي وسخيف
-مينا:ههههههه أفضل من ربطة عنقك الأنثوية

نظر لربطة عنقه وكانت بالفعل وردية
-كريس:لمعلوماتك هذه موضة
-مينا:اسمي أيضا موضة...هلاَّ تخرس؟

قام كريس بتوسيع ربطة عنقه بعد أن شعر بالإحراج ثم قطب حاجبيه وغادر...ابتسمت مينا بعد أن شعرت بالنصر ثم أخذت كأسها بعيدا وبقيت تنظر من حولها

بعد دقائق وصل السيد هان ومعه جين يسير من خلفه ويحرسه وبمجرد أن دخل قام الكثير من الضيوف بالترحيب به وإلقاء التحية عليه

نظرت مينا له فرأته يكلم مجموعة من الناس والشيء المزعج أكثر أنها لاحظت وجود حارس واقف بجانبه لكنها لم تتعرف عليه لأنه يعطيها ظهره

استمرت السهرة بشكل طبيعي وكانت تراقب السيد هان والناس يأتون ليسلموا عليه ثم يغادروا وبعد فترة طويلة غادر الجميع وبقي جالسا وحده مع جين

جهزت نفسها ثم ابتسمت بخبث وذهبت إليه وحينما وصلت عنده وضعت يدها على كتفه
-مينا:معذرة...سيد هان كانغ وو؟
-سيد هان:بلى

التفت جين نحوها وحتى هي التفتت إليه وصدمت...بقي كل منهما ينظر للآخر للحظات لكن جين سرعان ما أبعد نظره عنها وبقي يحدق من حوله ويحرس...أما هي فكادت تفقد التركيز لكنها حاولت تغيير نبرة صوتها لكي لا يتعرف عليها
-مينا:أنا أدعى ميوون...لطالما كنت من أشد المعجبات بطريقتك في تسيير المدينة
-سيد هان:هههههه أنا لا أسير شيئا...أنا فقط أعطي اقتراحات ويمكن قبولها أو رفضها
-مينا(بلطف) :لكنني معجبة بك...لديك فعلا تفكير سَوِي

نظر جين لها للحظات وشعر بالغرابة من تصرفاتها لكنه حين نظر لملابسها العادية وتبرجها العادي تراجع وأكمل النظر من حوله وحراسة السيد هان
-سيد هان:وأنتِ؟ في أي مجال تعملين؟
-مينا:مجال السياسة أيضا...أود الترشح للانتخابات العام القادم حتى أصير مستشارة سياسية
-سيد هان:ملابسك مبالغ فيها بالنسبة لشخص يود دخول مجال السياسة

شعرت بالاستفزاز وشددت على قبضتها ولكنها أرادت الصبر قليلا حتى يقع بين يديها ثم تريه الويل
-مينا:ههههههه أحقا ترى ذلك؟
-سيد هان:لا...كنت أمازحك
-مينا:جيد...لطالما أردت دخول مجال السياسة فهل تساعدني؟

فهم السيد هان ما تريد قوله لذا التفت نحو جين
-سيد هان:اتركنا وحدنا
-جين:حاضر سيدي

ذهب جين للجلوس في طاولة أخرى وتركهما يتحدثان ولم يرتح مطلقا لمينا لذا بقي يراقبهما من بعيد ويحاول قراءة شفاههما
-مينا:لماذا طلبت منه المغادرة؟ أليس حارسك الشخصي؟
-سيد هان:أردت أن نتكلم براحتنا
-مينا:ممتاز
-سيد هان:تريدين منصبا سياسيا أليس كذلك؟
-مينا:نعم
-سيد هان:كم ستدفعين بالمقابل؟
-مينا:فهمت...إذًا أنت تقبل الرشاوي!
-سيد هان:بما أنك آنسة صغيرة وفاتنة فسأعطيك تخفيضا
-مينا:ههههههه يال حظي! حسنا اتفقنا...لكن من أين سآتي بالمال فأنا مفلسة...ألا يمكنني تقديم شيء آخر غير المال؟
-سيد هان:ربما هناك...سنرى لاحقا...والآن لنستمتع بالحفل

حاول جين جاهدا قراءة شفاههما لكنه لم يفهم شيئا
-جين(يفكر) :ترى ما الذي يتحدثان عنه! أشعر بأن الوضع أصبح غريبا...تلك الفتاة سياسية ولا تعرف حتى أن السيد هان يقدم الاقتراحات فقط!

استمرت تلك السهرة بشكل طبيعي وفي النهاية أرادت مينا العودة للمنزل لكن السيد هان أوقفها
-سيد هان:ما رأيك أن نذهب لمنزلي الآن وندرس اتفاقنا؟
-مينا:توقيت مناسب...هيا

ركبا السيارة وجلسا في المقعد الخلفي وجين يقود

وصلت السيارة لمنزل السيد هان ونزل منها الجميع
-سيد هان:لقد انتهى عملك...بإمكانك الانصراف
-جين:ليلة سعيدة سيدي

انحنى له ثم استدار عائدا لمنزله...أثناء طريقه ورده اتصال من هيئة تنظيم الحفلات
-جين:نعم؟
-الهيئة:هل السيد هان بخير؟
-جين:نعم إنه بخير لماذا؟
-الهيئة:تفحصنا كاميرات المراقبة ورأيناه يخرج مع فتاة...تلك الفتاة ليست مدعوة للحفل...لقد قامت بتخدير الحارس ورميه في الحمام وقبل قليل استيقظ وأخبرنا بكل شيء
-جين(بصدمة) :ماذا! لااااا...علي إنقاذ السيد هان

ركض بأقصى سرعته إلى داخل القصر وتوجه نحو غرفة السيد هان
-الخادمة:ما الذي تفعله؟ السيد هان منع علينا إزعاجه
-جين:سأتحمل المسؤولية

فتح الباب بركلة واحدة فوجد مينا جالسة على الكرسي والسيد هان جالس بجانبها...حينها ركض نحوها وحاول ضربها لكنها تصدت له وتراجعت للخلف
-جين(بصراخ) :لقد كشفتك...أنتِ قاتلة مأجورة
-سيد هان(بحدة) :ما الذي تتحدث عنه؟ دع الآنسة وشأنها
-جين(بصراخ) :هذه الآنسة التي أمامك قد تسللت للسهرة بعد أن خدرت الحارس
-سيد هان(بصدمة) :هل هذا صحيح؟

لم تستطع مينا الهروب هذه المرة لذا كان حلها الوحيد هو القتال لذا هاجمت جين وحاولت ضربه...حتى هو الآخر كان متخرجا من مدرسة الفنون القتالية لذلك من الصعب هزيمته واستمرا بالقتال لفترة
-جين(بصراخ) :اتصلوا بالشرطة

كانت أمام مينا طاولة فقلبتها لتصبح حاجزا بينها وبين جين ثم هربت باتجاه النافذة ولحق بها...وما إن كاد يمسكها حتى ربطت حبل حقيبتها بسلك الكهرباء وتزحلقت خارج سور القصر
-جين(بغضب) :تبا...لقد هربت

كانت الفوضى تعم المكان من حولهم والسيد هان واقف وهو مصدوم
-جين:أنت بخير سيدي؟ لم تتأذى صحيح؟
-سيد هان:لا...أنا بخير
-جين:سأتصل بالشرطة وأخبرهم أن يحققوا في أمرها
-سيد هان:أحسنت...سأعطيك مكافأة على ما فعلته
-جين:أعلم أن ما أقوله وقاحة...لكن المرة القادمة كن حذرا حين تنجرف وراء النساء...كونك شخصية مهمة يعني أن لا تثق بأي كان...اعذرني
-سيد هان:معك حق

عادت مينا للمنزل واستحمت وغيرت ثيابها ثم جلست أمام المرآة تحاول فهم ما جرى
-مينا(تفكر) :يالها من صدفة غريبة! هل علي مواجهة ذاك الشاب أولا وقتله لكي أقتل هان! لكنه قوي! لقد كان قتاله صعبا...لكن لم أفهم لماذا هرب مني الأيام الماضية وتظاهر بأنه خائف! هل يعقل أنه يمثل فقط؟ أعني كان يمكنه ضربي بكل بساطة!

فجأة طرقت كيسو الباب ودخلت
-كيسو:ها قد أتيت...ماذا تفعلين؟
-مينا:كنت أستحم
-كيسو:هل قتلتِ أحدهم مجددا؟
-مينا:هذه المرة لا...لقد تراجعت
-كيسو:واو! هذا لم يحصل من قبل! كيف ذلك؟
-مينا:يبدو أنني سأواجه صعوبة في هذه المهمة لذا علي تركها آخر واحدة
-كيسو(بتردد) :أنا مؤخرا قلقة عليك...لماذا عليكِ قتل الناس؟ حاولي فقط تركهم للقانون وهو سيتكفل بكل شيء
-مينا:ههههه قانون! متى كان القانون يحمي المرأة في وقتنا؟ خاصة إن كان وضعها المادي مزريا ولا تقدم الرشاوي
-كيسو:ليس لتلك الدرجة
-مينا:بل أسوأ...المجتمع والقانون يمقتان المرأة ويعتبرانها مجرد دمية خيط...لن تفهمي الموضوع فأنتِ لم تعيشي ما عشته...طوال حياتك كنتِ مدعومة من والدك ولا أحد يجرؤ على إيذائك...إضافة أنه لا بأس به ماديا وكما تعلمين فالمادة هي الورقة الرابحة في مجتمعنا الرأسمالي الحقير

كانت كيسو تدرك تماما حجم معاناة مينا لكنها أمسكت بها من كتفيها والدموع تنزل من عينيها
-كيسو(ببكاء) :أرجوكِ توقفي...هل يرضيكِ أن تصبحي قاتلة لأجل أولئك الناس؟ لا تدمري حياتك فمن الممكن أن تنكشفي وتدخلي السجن

أبعدت مينا يديها عنها بعنف
-مينا(بحدة) :لم أتوقع دعمك لي على كل حال...لستِ مجبرة على مصادقتي...إن كان هذا يريحك فاذهبي وبلغي الشرطة وارتاحي مني
-كيسو(ببكاء) :مستحيل
-مينا(بحدة) :لن تستطيعي فهم معاناتي...لقد تدمرت حياتي...لقد ضعت...ليس لدي أي شيء...حتى كرامتي تم الدوس عليها...أنا مثيرة للشفقة...أستنشق الألم وأزفر الحزن...حاولي فقط نسيان أمري

ذهبت مينا للمطبخ وتركت كيسو واقفة هناك تبكي...كان همها الوحيد إخراج صديقتها من الظلام لكن يبدو أنها تأخرت كثيرا...الظلام التهمها بالفعل



عدل سابقا من قبل بثينة علي في الأحد يناير 29, 2023 9:01 pm عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة انْتِقَام أُنْثَى!! (بِقَلُم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة انْتِقَام أُنْثَى!! (بِقَلُم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة انْتِقَام أُنْثَى!! (بِقَلُم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الخميس مارس 17, 2022 10:21 pm

رواية انتقام أنثى : الفصل الخامس



ذهبت كيسو لإحدى المكتبات وأثناء تجولها بين رفوف الكتب عثرت على كتاب عنوانه "اضطراب ثنائي القطب"
-كيسو(بحماس) :وجدت ما أبحث عنه أخيرا

أخذت الكتاب وجلست في المقهى تقرؤه إلى أن جاء سيهون
-سيهون:مرحبا...لماذا استدعيتني؟
-كيسو:بدون سبب...أشعر بالملل مؤخرا...تعال لنشرب القهوة ونتحدث
-سيهون(بخبث) :غريب...لماذا هذا الاهتمام فجأة؟ هل أنتِ معجبة بي؟
-كيسو(ببرود) :هكذا إذًا

حملت كتابها وكانت ستغادر لكن سيهون منعها
-سيهون:لا لا لا...توقفي...أمزح فحسب
-كيسو:لا تقحم وسامتك في كل شيء...أنا حزينة جدا اليوم وليس لدي أي شخص أكلمه
-سيهون:آااه فهمت...لا بأس...بإمكانكِ إخباري بكل ما يزعجك وسأستمع إليك
-كيسو(بحزن) :لقد تشاجرت مع مينا
-سيهون:لماذا؟
-كيسو(بحزن) :تقول أنني لا أتفهمها...أنا أبذل قصارى جهدي لفعل ذلك لكنها لا تقدر...هي لا تعلم أنني أشعر بالحزن كلما رأيتها حزينة...وأحيانا لا أتمكن من النوم حين أفكر بمشاكلها...ما الذي يفترض بي فعله لجعلها سعيدة؟
-سيهون:لا أعلم
-كيسو(بحزن) :والبارحة أيضا قد طلبت مني أن أختفي من حياتها...ما الذي علي فعله؟ هل أبقى بجانبها أم أتركها لتعيش مرتاحة؟
-سيهون:لا أعلم أيضا
-كيسو(بحزن) :أظن أنها تكره أن يتدخل الناس في حياتها بل يبدو وكأنها تفضل البقاء وحيدة...هل سأكون صديقة جيدة إن حققت رغبتها وتركتها بمفردها؟ لا أظن أنها ستكوِّن أصدقاء بعدي فما رأيك؟
-سيهون:سؤال وجيه...لكن لا أعلم الإجابة أيضا
-كيسو(بحزن) :أوووه هذا مؤلم...كيف ستساعدني إن كنت ستجيبني طوال الوقت بلا أعلم؟
-سيهون:ربما كلامي لن يساعدك لأنني لم أقابل في حياتي شخصا باردا ومتوحدا مثل مينا...إنها تبدو كشخصيات الساحرات في أفلام الرعب
-كيسو:ليتها تسمعك
-سيهون:حسنا...كانت حياتي أيضا غريبة نوعا ما...أنا وأخي جين لم نقابل والدنا مطلقا ولا نعرف كيف شكله
-كيسو(بصدمة) :حقا! أنت وجين أخوان!
-سيهون:أليس واضحا أننا متشابهان؟

فكرت كيسو للحظات وتذكرت أنهما كلاهما مغروران
-كيسو:صحيح...الشبه قاتل
-سيهون:تعرفين أنه ليس من السهل العيش بدون والد
-كيسو(بحزن) :بلى...مينا عاشت بدون والدين ولطالما كانت تخبرني أن الأمر صعب...لكنني لم أقدر ذلك فلدي والد يحبني ويهتم بي...بدأت الآن أتفهمها
-سيهون:أتذكر أيضا أن أمي كانت خادمة في قصر شخصية معروفة...لقد عشنا جميعا هناك لسنوات إلى أن مرضت وتوفيت...بعدها ربانا جدي وجدتي
-كيسو(بحزن) :قصتكما تشبه قصة مينا كثيرا...كلاكما فقد أهله بسن صغيرة...لكن على عكسك...مينا لم يكن لها جدان يكفلانها...لقد واصلت حياتها وحيدة منذ سن العاشرة
-سيهون:واااو! أراها فتاة عظيمة لأنها صمدت من ذلك السن الصغير
-كيسو:بلى...هي نوعا ما قوية وذكية...ماذا عن أمك؟
-سيهون:ممممم لقد كانت تحب أزهار التوليب وتضعها دائما في الغرفة
-كيسو:وأيضا...؟
-سيهون:وأيضا هي فاتنة الجمال وواثقة من نفسها

أخرج محفظته وأرى صورة والدته لكيسو
-كيسو:هي والدتك إذًا! ظننتها حبيبتك أو فتاة أنت معجب بها
-سيهون:إذًا لقد فتشتِ المحفظة بأدق تفاصيلها
-كيسو(بخجل) :لا لا لا...ليس لتلك الدرجة...كنت أبحث عن طريقة للتواصل معك ورأيتها بالصدفة
-سيهون(بخبث) :لكنك ظننتِ أنها حبيبتي...هل يعقل أنكِ مهتمة لأمري؟
-كيسو(بخجل) :لا لا لا...سأغادر

أمسك يدها لكي لا تغادر ومهما حاولت شدها فلم تستطع وفي النهاية استسلمت وبقيت هناك
-سيهون:أعلم أن كلامي مزعج ومستفز بعض الأحيان...لكن هذا ما علمتني إياه أمي

• قبل 16 سنة:
كانت والدة جين وسيهون تعمل كخادمة في قصر السيد هان وكانت دائما تقف أمام المرآة وتتغزل بنفسها
-سولهيون(بثقة) :سولهيون...أنتِ أكثر امرأة جميلة في هذا القصر...متأكدة أنه ما من شخص سيستطيع مجاراتك إن دخلتِ مسابقة ملكة الجمال...أنتِ فاتنة وطبيعية ولم تجري أي عملية تجميل من قبل...تستحقين أن تكوني الملكة

عاد جين وسيهون من المدرسة فوجدا والدتهما تكلم نفسها
-جين:ماما...ما الذي تفعلينه؟
-سولهيون:أشجع نفسي
-جين:وما فائدة ذلك؟
-سولهيون:إن للتشجيع أهمية كبيرة في حياتنا...لا تنتظر الناس ليمدحوك بل امدح نفسك ودللها
-سيهون:ماما...لماذا علينا مدح أنفسنا؟
-سولهيون:لأنه حين تكبر فستصبح مركز العالم...الجميع سيحاولون إحباطك وجرحك بالكلام المؤذي...لكن إن عززت ثقتك بنفسك منذ الطفولة فسيستمر معك الأمر للأبد
-جين(بحماس) :أريد أن أجرب
-سولهيون:تعال

وقف جين على الكرسي ليظهر أمام المرآة ثم ابتسم
-جين:جين...لديك أسنان حليبية جميلة

انفجرت سولهيون من الضحك ثم حضنت جين
-سولهيون:ههههههه هذا مدح جيد...لكن أنصحك بالتركيز على وجهك أكثر...أنت ورثت الجمال من أمك فعليك ذكره في كل مرة
-جين:احم...جين أنت لطيف جدا
-سولهيون:ههههه هكذا أفضل
-سيهون:ماما...أريد أن أجرب
-سولهيون:تعال يا صغيري...أنت أيضا يمكنك أن تجرب

نزل جين من الكرسي وصعد سيهون ليظهر أمام المرآة
-سيهون:سيهون أنت رائع...حينما تكبر ستصبح جميلة مثل أمك

انفجرت مجددا من الضحك وعانقت سيهون هو الآخر
-سولهيون:هههههههه صغيري...كم أنت لطيف...جميلة هي صفة تستخدم للإناث فقط أما الذكور نستخدم معهم مصطلح "وسيم"
-سيهون:هل أنا حقا وسيم؟
-سولهيون:طبعا
-سيهون(بحماس) :أنا وسيم أنا وسيم أنا وسيم

بقي سيهون يقفز على الكرسي عدة مرات إلى أن انزلق وكاد يسقط فأسرعت أمه وأمسكته
-سولهيون:ههههههههه وسيمي الصغير كاد يتحطم لأشلاء مثل البطيخة
-سيهون(بحماس) :أمي...هل علي تكرار هذا الكلام لنفسي دائما حتى أصبح وسيما؟
-سولهيون:أنت وسيم...فقط تحتاج تذكير نفسك بذلك كل مرة
-جين:ماما...ما الفائدة من أن تكون وسيما؟
-سولهيون:حينها ستركض خلفك جميع الفتيات ويطلبن مواعدتك ويتشاجرن عليك

•••••••••••••••

كان سيهون يحكي قصته والدموع تتنازل من عينيه بغزارة وكذلك مخاطه يسقط في كوب القهوة الذي أمامه
-كيسو(بتقزز) :لن أشرب القهوة مجددا طوال حياتي
-سيهون(بدرامية) :لقد كانت والدة رائعة...كيف سأجد مثلها!؟

حمل كوب القهوة ليشربه
-كيسو:لااااااا

أخذته منه ورمته في صندوق النفايات وعادت ومعها المناديل
-كيسو:خذ...جفف مخاطك فأنا على وشك الاستفراغ

أخذ المناديل ومسح مخاطه ودموعه وظل يزفر كل المخاط الذي في أنفه ويصدر أصواتا مقرفة جعلت كيسو تنصدم
-كيسو(تفكر) :أين انقرضت الوسامة واللباقة؟

في النهاية أخذ منديله المليء بالمخاط وقدمه لها
-سيهون(بدرامية) :هلاَّ رميته في النفايات لأجلي؟ أنا محطم القلب

رفعت كيسو المنديل بأطراف أصابعها وكانت على وشك الاستفراغ ثم أخذته ورمته في النفايات وعادت
-سيهون:أين كنا؟
-كيسو:لا تكمل...لا أريد رؤيتك تنزل مخاطك في القهوة مجددا...سأعاني من الكوابيس لأيام
-سيهون:أنا لست شخصا راقيا كما يبدو صحيح؟
-كيسو:بلى
-سيهون:غريب...هذه أول مرة أتصرف هكذا أمام فتاة...اعذريني فقد ثرثرت كثيرا وقلت أشياء ما كان يجب علي قولها
-كيسو:لا مشكلة...فقط حاول أن تبدو رائعا أمام الفتيات الأخريات بينما يمكنك إظهار غبائك وتفاهتك أمامي
-سيهون:سأجعلك صديقتي المقربة
-كيسو:أيا يكن
-سيهون(بخجل) :لدي مشكلة صغيرة أيضا أود إخبارك عنها
-كيسو:تكلم
-سيهون:علاقاتي دائما تفشل...واعدت الكثير من الفتيات طوال حياتي ولكن علاقتي بهن لا تدوم لأكثر من شهر...أشعر بأنني فاشل عاطفيا بسبب غروري وثقتي الزائدة
-كيسو:المشكلة ليست في غرورك بل هي في مظهرك...الفتيات ينجذبن لك لأنك وسيم وليس لأجل شخصيتك لذا ينتهي بهن الأمر بعدم الراحة في النهاية والانفصال
-سيهون(بحزن) :أنا أيضا أشعر بعدم الراحة...أظن أنني لن أجد فتاة تناسبني مطلقا

وضع رأسه على الطاولة محبطا فشعرت كيسو بالشفقة عليه ووضعت يدها على كتفه لتواسيه
-كيسو:لا بأس...فقط تمنى الأفضل لنفسك وستكون بخير...علي الذهاب الآن فلدي بحث جامعي...سلام

جمعت أغراضها وذهبت مسرعة تاركة سيهون هناك
-سيهون(بانزعاج) :غبية...كان عليها أن تقول أنها تريد مواعدتي...لماذا لا تهتم لأمري؟ حاولت أن ألمح لها إلا أن ذكاءها منعدم

أراد المغادرة أيضا لكنه لاحظ أنها نسيت كتابها فوق الكرسي فحمله وقرأه
-سيهون:اضطراب ثنائي القطب! ترى هل هو بحث جامعي طلب منها؟ على كل حال سأعيده لها حين ألتقيها المرة القادمة

عادت كيسو للمنزل وقبل أن تفتح باب شقتها صعدت الدرج حتى وصلت لباب شقة مينا فشعرت بالتردد من الدخول ومحادثتها...هي تشعر أن الوقت حان لتتركها بحالها وفي نفس الوقت تشعر أنها تغرق وهي الوحيدة القادرة على إنقاذها

طرقت باب الشقة ثم دخلت فوجدته مفتوحا...كانت مينا تجلس على الأريكة وتضم ساقيها بيديها بينما تنظر للحائط بشرود
-كيسو:مينا...

لم تكمل كلامها حتى نهضت مينا وعانقتها بحرارة وهي ترتجف
-مينا(بحشرجة) :أشعر بالبرد...والظلام...والوحدة
-كيسو(بقلق) :هل أنتِ مريضة؟
-مينا(بحشرجة) :أنا وحيدة...عانقيني فحسب

عانقتها للحظات إلى أن شعرت بأنها هدأت وزال عنها البرد والحزن

أرادت كيسو أن تغادر فرافقتها مينا إلى الباب وبالصدفة التقيتا بوالدة كيسو وهي تضع القمامة في الحاوية
-مينا:طاب مساؤك سيدتي
-سيدة تشوي:أهلا مينا...هل دعاكِ أحدهم للعشاء اليوم؟
-مينا:لا أعتقد أن أحدهم يهتم

نغزتها كيسو من ذراعها لكي تسكت
-مينا:أقصد لا
-سيدة تشوي:لماذا لا تنضمين إلينا للعشاء إذًا؟
-مينا:هذا لطف منك...لا أريد إتعابك
-سيدة تشوي:لكنني مصرة
-كيسو:هيا...إنها أكبر منك فلا ترفضي طلبها

دفعتها لشقتها غصبا عنها ثم جلستا على الطاولة
-مينا:حقا لا أريد إتعاب والدتك
-كيسو:لا بأس...هي دائما تقول أنها تريد دعوتك فقد صرتِ نحيلة مؤخرا بسبب نقص التغذية
-مينا:لكنني حقا لا أرغب بأكل أي شيء...شهيتي مسدودة
-كيسو:سأفتحها بفتاحة علب هههههههههههه

نظرت مينا لكيسو باستغراب
-مينا:من أين أتيتِ بهذه النكتة السخيفة؟
-كيسو(بتوتر) :ههه ههه ههه قصة طويلة

بدأ الجميع بتناول العشاء وكانت مينا تجلس فقط وتنظر للطعام
-سيدة تشوي:ما الذي تنتظرينه؟ كلي هيا...هذا السمك لذيذ جدا جربيه

أخذت قطعة سمك ووضعتها على صحنها
-سيد تشوي:وهذه الكرات المتبلة أيضا لذيذة تذوقيها

أخذ والد كيسو أيضا قطعا من الكرات المتبلة ووضعتها في صحنها
-كيسو:هل تشربين عصيرا أم ماء؟
-مينا:أي شيء

أخذت كيسو كوب مينا وعبأته بالعصير ووضعته بجانبها...ظلت مينا تحدق بالطعام للحظات ثم بدأت الأكل لكنها لم تستطع منع الدموع المتنازلة من عينيها

بعد انتهاء العشاء خرجت مينا من الشقة وقبل أن تصعد لشقتها استدارت لتكلم كيسو
-مينا:كيسو...إن ذهبت يوما ما في مهمة ولم أعد فأرجو منكِ أن تشكري والديك جزيل الشكر بدلا عني
-كيسو:أكره حين تتكلمين هكذا
-مينا:وشكرا لكِ أيضا على كل شيء
-كيسو:أووووف يكفي
-مينا:تصبحين على خير

في صباح اليوم التالي استيقظت مينا على طرق الباب بقوة وعندما فتحته وجدت فتاةً رأتها من قبل ولا تتذكر أين
-نايون(بحدة) :بارك مينا...الحقيرة التي قتلت حبيبي
-مينا:عفوا! ما هذا الكلام في الصباح الباكر!؟
-نايون(بحدة) :أنتِ قتلتِ تان...من غيرك؟ أنتِ الوحيدة التي تم رؤيتها في منزله...سأقتلك

أمسكت بها من قميصها وأرجعتها للخلف لتدخلا كلاهما للمنزل...حينها أبعدت مينا يديها عنها بعنف
-نايون(بحدة) :لماذا قتلته؟
-مينا:لم أقتله...لكن لماذا تتهجمين على منزلي في الصباح الباكر ومن أين أحضرتِ العنوان؟
-نايون(بحدة) :لا شأن لك...أجيبيني
-مينا:أنتِ مثيرة للشفقة لتفعلي ذلك لأجل شخص خائن
-نايون(بحدة) :ما الذي تقصدينه!؟
-مينا:ذاك الشاب لم يتغير منذ 3 سنوات...لقد خانني والآن خانك ولكن المثير للشفقة أنكِ جئتِ لتدافعي عنه
-نايون(بحدة) :خانني! مستحيل!
-مينا:آسفة لقول ذلك عزيزتي لكنني رأيته أكثر من مرة مع فتاة غيرك...ذلك الشخص سيء ويستحق الموت لكنني لم أقتله
-نايون(ببكاء) :إذًا فهو ليس مسكينا كما ظننت
-مينا:بلى...نحن النساء هن المسكينات...الرجال يعتبروننا مجرد سلعة...حبيبك تركني وخانني رغم وفائي له...الآن أخبريني هل أنا وأنتِ المساكين أم هو؟

مع كل حرف تنطقه مينا كانت نايون تبكي وتتمزق أكثر
-نايون(ببكاء) :ذلك الحقير...شكرا لأنكِ أخبرتني الحقيقة...سعيدة لموته...يستحق ذلك

غادرت نايون شقة مينا فذهبت لتجهز نفسها من أجل مهمة جديدة...بينما هي تتجهز شعرت بالشفقة على نايون لأنها هي أيضا ضحية للرجال المخادعين
-مينا(تفكر) :فعلت خيرا حين ابتعدت عن الرجال...الآن حان الوقت لأجعل أحدهم يدفع الثمن

قامت بوضع باروكة سوداء وغيرت تبرجها ووضعت عدسات عسلية ثم خرجت لتؤدي مهمتها

في مقهى يدعى مقهى "القهوة الراقية" جلست مينا على إحدى الطاولات وطلبت كوب قهوة لتحتسيه بينما تنتظر إلى أن جاء الشخص الذي كانت تريد قدومه

السيد "بيدي" هو رجل في أواخر الثلاثينات يعمل في شركة قريبة من المقهى ومن خلال مراقبته عرفت أنه يشرب قهوته هناك كل صباح

كان من الصعب قتله أمام مرأى الجميع لكنها فكرت بخطة محكمة لأيام إلى أن عثرت على واحدة

ذهبت للحمام وبقيت للحظات ثم خرجت ونادت إحدى الموظفات
-مينا:عفوا سيدتي...هناك شيء غريب في الحمام
-الموظفة:ما هو؟
-مينا:عليكِ أن تري بنفسك...من فضلكِ أسرعي

دخلت الوظفة للحمام وأخذتها مينا لأحد المراحيض
-مينا:ألقي نظرة على هذا المرحاض

أنزلت الموظفة رأسها لترى ماذا يوجد بالمرحاض فضربتها مينا من الخلف على رأسها وأفقدتها الوعي...بعدها خلعت لها ثيابها وارتدتها ثم أغلقت عليها باب المرحاض...لكن قبل أن تبدأ خطتها وضعت قفازات خوفا من أن تبقى بصماتها

خرجت مينا متظاهرة أنها موظفة عادية وذهبت لطاولة بيدي
-مينا:ماذا تطلب سيدي؟
-بيدي:قهوة أميريكانو
-مينا:ستجهز فورا

ذهبت لآلة القهوة وسكبت له كوب أميريكانو وبالطبع لم يكتشف أحد أمرها لأنها ترتدي ملابس الموظفات وبعد أن أخذتها له وضعتها على الطاولة
-مينا:بالصحة والعافية

تركت له القهوة ثم غادرت ذلك المكان نهائيا عائدة لمنزلها وابتسامة النصر مرسومة على وجهها فتلك القهوة بها سم قوي المفعول لا يمكن أن ينجو منه حتى لو أجروا له غسيل معدة...وبالرغم من أن وقت عمل مفعوله يكون خلال حوالي 4 ساعات لكنه مضمون وفتاك

حينما ذهب بيدي للعمل جلس في مكتبه بشكل طبيعي يعمل وبعد مرور حوالي 4 ساعات بدأ يشعر بألم في معدته ودوار في رأسه فصرخ بأقصى صوته ثم أغمي عليه

تم استدعاء سيارة الإسعاف لنقله إلى المستشفى لكن صارت الرغوة تخرج من فمه بطريقة مخيفة ومات في الطريق

بعد أن عادت مينا للمنزل فتحت خزانتها وشطبت اسم بيدي من قائمة الأهداف
-مينا(تفكر) :لقد كان حقيرا مثله مثل الذين سبقوه...يستحق

• قبل 10 سنوات:
كانت مينا في الثالثة عشرة من عمرها وبسبب وفاة والديها عاشت في الشارع لأيام طويلة وكانت تتسول وتأكل من القمامة

ذات يوم وبينما هي جالسة على الأرض تتسول فإذا بالسيد بيدي يمر بجانبها وعندما رآها لاحظ أنها فتاة جميلة وجذابة لذلك استغل الفرصة واشترى لها شطيرة وأخذها لها
-بيدي:خذي...إنها لك

كانت تتضور جوعا لذلك قبلت ما قدمه لها وأكلته بشراهة
-بيدي:لماذا لا تأتين معي لمنزلي؟ سأعطيك الطعام كل يوم وأعتني بك...لن تحتاجي شيئا بعد الآن
-مينا:لكن أختي قالت لي أن لا أثق بأي أحد
-بيدي:أختك! أين هي الآن؟
-مينا:لا أعلم...قالت أنها ستذهب لتحضر الطعام وتعود
-بيدي:آسف لإخبارك ذلك لكنها لن تعود
-مينا:لماذا؟
-بيدي:لقد خدعتك لتظني أنها ستعود لكنها غادرت للأبد وتركتك

بدأت مينا بالبكاء من شدة خوفها
-مينا(ببكاء) :كيف تخلت عني!؟
-بيدي:لا تقلقي...سآخذك معي للمنزل وتعيشين حياة لا مثيل لها
-مينا(ببكاء) :حسنا

ذهبت معه مينا للمنزل بنية طيبة لكن بمجرد أن دخلا أغلق الباب بالمفتاح
-بيدي:ما رأيك أن نتفق أيتها الصغيرة؟ سأسمح لكِ بالبقاء في منزلي وتناول طعامي ولكن بمقابل صغير...ما رأيك؟ أنتِ لديك ما أريد وأنا لدي ما تريدينه
-مينا:ما المقابل؟

حاول الاقتراب منها ففهمت قصده وتراجعت للخلف
-مينا(بصدمة) :لكن هذا تصرف سيء وغير قانوني
-بيدي:لن يعرف أحد غيرنا...ما رأيك؟

رفع يده ليضعها على جسدها لكنها دفعته وهربت للمطبخ بخوف ولحق بها
-بيدي:لِمَ الخوف؟ أخبرتك أنني شخص جيد وكلانا سيستفيد
-مينا(بصراخ) :لاااا دعني وشأني

حاول الاقتراب منها فهربت لذا لاحقها للحظات وما إن أمسكها حتى رفعت السكين من فوق الطاولة وغرزته في رجله فسقط أرضا يتألم
-بيدي(بألم) :أيتها الوسخة الصغيرة...تبا لك...سأجعلكِ تدفعين الثمن

أسرعت بالهروب عبر النافذة ومنذ ذلك الحين أصبحت تخاف من أي شخص يريد مساعدتها

•••••••••••••

-مينا(تفكر) :هناك الملايين من أشباه ذلك الحقير يحاولون التحرش بالقاصرات...لا يمكنني قتلهم جميعا لكنني على الأقل ضمنت أن أنقذهم من ذلك الوغد...الرجال حقا مقززون وحقراء...يوما بعد يوم تأكدت أنهم متشابهون...

لم تكمل كلامها حتى تذكرت مشهد جين وهو يعاملها بلطف ويعتذر منها
-مينا(تفكر) :إنه يمثل


عدل سابقا من قبل بثينة علي في الأحد يناير 29, 2023 9:24 pm عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة انْتِقَام أُنْثَى!! (بِقَلُم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة انْتِقَام أُنْثَى!! (بِقَلُم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة انْتِقَام أُنْثَى!! (بِقَلُم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الخميس مارس 17, 2022 11:04 pm

رواية انتقام أنثى : الفصل السادس



دخلت مينا للحمام لكي تغسل وجهها فشغلت الحنفية...فجأة رأت لون الماء تحول للأحمر كما لو أنه صار شلالا من الدم...قامت بفرك عينيها مرة أخرى ونظرت له فوجدته تحول للونه الطبيعي الشفاف
-مينا(بصدمة) :أعتقد أنني فقدت صوابي...يجب أن أهدئ من روعي قليلا وأسترخي

ملأت المغطس بالماء الساخن ووضعت فيه الأملاح لتساعدها على الاسترخاء كما نشرت عليه زهورا عطرية مجففة وجلست فيه وأغمضت عينيها...فجأة أحست بيد تمسكها من تحت الماء فنهضت بسرعة وارتدت المنشفة...وحينما قامت بتفريغ المغطس لم تجد أي شيء
-مينا(بصدمة) :لقد فقدت عقلي تماما...علي أن أشغل نفسي بشيء ما

خرجت لحديقة المنزل وبقيت تقفز على الحبل لتشغل نفسها فرأتها كيسو عبر النافذة وخرجت إليها
-كيسو:أنتِ نحيلة بما يكفي فلا حاجة للرياضة
-مينا:سئمت المنزل...أصبحت أرى أشياء غريبة
-كيسو:لماذا؟
-مينا:لأنني أشعر بالوحدة والبرد
-كيسو:عندي فكرة لكنها مجنونة
-مينا:ما هي؟
-كيسو:لنخرج معا وسأعرفك على أصدقائي
-مينا:لا
-كيسو:أعلم أنكِ تفضلين الوحدة لأنكِ لا تثقين بأحد لكن صدقيني العالم مملوء بالناس الجيدين
-مينا:لم أقل أن كل الناس ليسوا جيدين ولكن أفضل البقاء في حيزي الخاص
-كيسو:هذا لن يزيد حالتك إلا سوءا...لنخرج معا ونمرح ومنها تتعرفين على أصدقائي وتكونين صداقات
-مينا:لست مرتاحة
-كيسو:أنا معك لذا لا تخافي
-مينا:وهل أصدقاؤك شباب أم فتيات؟
-كيسو(بتردد) :امممم فتيات
-مينا:حسنا
-كيسو(بحماس) :وأخيرا سنخرج معا لأول مرة مع أشخاص آخرين...أراكِ في المساء

مر اليوم بشكل طبيعي وذهبت مينا للعمل في متجر الورود وعند غروب الشمس ذهبت لغرفتها وارتدت ملابس عادية

جاءت كيسو لاصطحابها فوجدتها ترتدي سروال جينز وحذاءً رياضي
-كيسو:مممممم هل هذا ما ستلبسينه؟
-مينا:إنها مجرد سهرة عادية صحيح؟
-كيسو:نعم لكن من الأفضل أن ترتدي فستانا...أنتِ تملكين بالفعل الكثير من الفساتين الجميلة

ذهبت للخزانة وفتحتها فوجدت الكثير من التخطيطات والصور والمعلومات وكذلك قائمة بالأشخاص الذين ستقتلهم مينا
-كيسو(بخوف) :أوبس! عنوان خاطئ

أغلقت ذلك الباب برعب ثم ذهبت لباب الخزانة الآخر فوجدت ملابس مينا
-كيسو:هذا الفستان الأحمر سيبدو عليك جميلا للغاية...كذلك هذا الحذاء
-مينا:تلك الفساتين أستخدمها للتنكر فقط
-كيسو:لكن لا ضير في استخدامها الآن صحيح؟
-مينا:وما الفائدة في أن أرتديها في سهرة للفتيات؟
-كيسو:الفتاة يجب أن تكون أنيقة دائما...هيا ارتدي هذه

أعطتها الملابس ثم دفعتها لغرفة النوم وأغلقت الباب...بعد دقائق خرجت مينا وهي ترتدي الفستان الأحمر القصير للركبة ومعه حذاء بكعب عالي وحقيبة صغيرة
-كيسو:هكذا أفضل...بقيت التسريحة
-مينا:سأربطه على شكل ذيل حصان
-كيسو:لا لا لا...هناك تسريحات كثيرة يمكنك فعلها بدل ذلك

أخذتها أمام المرآة وساعدتها على تمليس شعرها وفي النهاية ظهرت بمظهر جميل وراقي

توجهت الاثنتان لمقابلة البقية وأثناء طريقهما كانتا تسيران وتتحدثان
-كيسو:أعدك بأن تكون سهرة رائعة
-مينا:الحقيقة...لا أشعر بأي حماس...ربما علي العودة للمنزل

توقفت عن السير وأنزلت رأسها بإحباط
-كيسو:لا...أعدكِ أن تكون الأمور بخير...فقط جربي وفي حين شعرتِ بعدم الراحة نعود معا
-مينا:لا أعلم...ما فائدة الخروج مع الناس أساسا؟
-كيسو:لديه فائدة ولكن...لا أعلم ما هي
-مينا(بتجهم) :جديا!
-كيسو:تعالي فحسب...هكذا لن تشعري بالوحدة بعد الآن

فجأة مر سارق بجانبهما فأخذ حقيبة كيسو وركض
-كيسو(بصراخ) :لاااا...لقد أخذ حقيبتي...الشرطة...الشرطة

كان الجميع من حولهما غير مهتمين لكن مينا تعرف أن الاعتماد على الناس لحل مشكلاتنا هو الغباء بعينه لذا انطلقت ركضا خلف السارق
-كيسو(بقلق) :توقفي...لا تؤذيه

ركضت مينا خلف السارق بالكعب العالي ولكن بسبب شعورها بعدم الراحة خلعته ورمته في الطريق ثم أكملت ركضها...كانت كيسو بطيئة في الركض ولكنها لم تتوقف لأنها تعلم أن السارق هو الذي في مشكلة الآن وعندما وصلت عند حذاء مينا حملته واستمرت

دخل السارق عبر رواق ضيق وركض بأقصى سرعته وحين ظن أنه هرب رأى مينا ما تزال تركض خلفه لذا واصل الركض
-السارق:ألم تتعب بعد!؟

ركض عبر الطريق الرئيسية وبما أن ضوء الإشارات أحمر فمر بسلام ولكن عندما وصلت مينا تحول الضوء للأخضر ومرت السيارات

وقف السارق على حافة الطريق ينظر لمينا بخبث لكنه لم يعرف أنه علق مع فتاة متهورة فقد قطعت الطريق والضوء أخضر وكادت السيارات تصدمها ولكنها لم تستسلم ولحقت به

انصدم من ذلك وركض مجددا عبر حشد الناس لعله يضيعها لكنها كانت أذكى من ذلك وأبقت عينيها عليه إلى أن خرجا لشارع فارغ

دخل السارق لمكان به مجموعة من البنايات وكان ضيقا وكأنه متاهة وأراد أن يضيعها لكن في النهاية وجد نفسه محاصرا في مكان مغلق

وصلت مينا إليه وحاصرته فصدم من قدرتها الغريبة في الركض وتركيزها التام فأي شخص سيستسلم مباشرة وينسى أمر الحقيبة...لكنه تذكر أنها مجرد فتاة ويمكنه إبراحها ضربا والهروب من هناك فورا
-مينا(بغضب) :أعد الحقيبة أو سأدفنك حيا
-السارق:ههههههههههههه أخفتني
-مينا(بغضب) :بالطبع عليك أن تخاف فأنا أسوأ كوابيسك

ركضت نحوه وضربته بلكمة قوية على وجهه إلى أن نزف فمه وسقط أرضا وبينما هو ملقى استغلت الفرصة وركلته مرارا وتكرارا بكل غضب وحقد
-مينا(بغضب) :تسرق من فتاة؟ تستضعف فتاة؟ أيها الحقير النتن...أيها العالة على المجتمع...كل الرجال أمثالك يستحقون الموت...كلكم تعتبرون الفتاة ضعيفة...أنا لست ضعيفة...وكيسو ليست ضعيفة...وكذلك كل الفتيات لسن ضعيفات...أكره كل من يحتقر امرأة...الامرأة صارت أفضل منكم أيها الحثالة...الامرأة تنجب وتربي وتعمل وتنظف وتحافظ على كرامتها ثم يأتي أحدكم ويتعالى عليها...فلتذهبوا للجحيم...رجال أوغااااااد

كان السارق يتألم ومينا تركله على بطنه باستمرارا وتضربه في أي مكان يتاح لها إلى أن وصلت كيسو وأمسكتها وأبعدتها عنه
-كيسو(بصراخ) :لااا توقفي سيموت هكذا
-مينا(بغضب) :فليمت...لا تشفقي عليه

أخذت كعبها من يد كيسو وأرادت ضربه على رأسه لكن الأخرى منعتها
-مينا(بغضب) :اتركيني...سأثقب جمجمته حتى لا يتجرأ على التطاول على فتاة مجددا
-كيسو(بصراخ) :يكفي ستقتلينه...اهدئي
-السارق(بصراخ) :متوحشة...سأشتكيك للشرطة
-مينا(بغضب) :ماذا تنتظر؟ هيا بنا لنذهب إليهم الآن وأخبرهم بكل ما حصل
-كيسو(بصراخ) :يكفي...دعيه وشأنه...لقد تركتِ له كدمات يتذكرها طوال حياته

حملت مينا حقيبة كيسو من الأرض ثم قدمتها لها
-كيسو:شكرا...حمدا لله أنكِ توقفتِ قبل قتله...لنذهب للسهرة
-مينا:لا أريد...ألا يكفي ما حصل؟ دعينا ننساها
-كيسو:تؤ تؤ تؤ...لا تتهربي...لنذهب فالجميع ينتظروننا

ذهبتا لإحدى المطاعم وعندما وصلتا أخذتها كيسو للمائدة التي فيها الأصدقاء

كان هناك بالفعل أربعة أشخاص سبقوهما لكن الصدمة أن جين وسيهون كانا منهم...نظرت مينا في وجه جين لفترة وهي متوترة ثم بادلها النظرات هو الآخر
-مينا(تفكر) :ترى هل تعرف علي؟ لا أعتقد
-كيسو:مرحبا لقد أتيت...هل تأخرت عليكم؟
-سيهون:نصف ساعة فقط...أنا عادة أتأخر عن مواعيدي أربع ساعات ههههههههههه
-جين:هههههههههه أعرف ذلك...أنت تظل تنظر في المرآة ولا تستطيع مقاومة نفسك...أعرف هذا الشعور
-سيهون:بلى ههههههههههههه
-كيسو:احم احم...بما أن الجميع هنا فسأعرفكم على صديقتي مينا...إنها كالأخت بالنسبة إلي

نظر الجميع لمينا باستغراب فشعرت بعدم الراحة إلى أن نغزتها كيسو من ذراعها
-كيسو(بهمس) :انحني
-مينا:آه...نعم...تشرفت بكم

انحنت أمام الجميع وابتسموا لها لكن رغم ذلك فهي لم ترتح لهم
-كيسو:هذان سيهون وجين...هما أخوان
-مينا(بصدمة) :أخوان!
-كيسو:ههه لا تنصدمي...نعم هما أخوان
-مينا:على كل حال أعرفهما فلماذا تعرفينني عليهما؟
-كيسو:وهذه زميلتي مومو من الجامعة
-مومو:مرحبا...تشرفت
-كيسو:وهذا سوهو...إنه صديق قديم لي
-سوهو:تشرفت بك آنسة مينا
-مينا:جيد...لنتحدث على انفراد؟

ابتعدت مينا وكيسو عن البقية وبقيتا تتحدثان
-مينا(بحدة) :هناك شباب...لماذا خدعتني؟
-كيسو:وهل كنتِ ستأتين؟
-مينا(بحدة) :تعرفين الإجابة بالفعل
-كيسو:لهذا السبب فعلت ما فعلته...أردتك أن تختلطي بالناس وتُكوني صداقات وتعود حياتك طبيعية كما كانت
-مينا(بحدة) :حسنا...لكن من بين كل الرجال اخترتِ هذين المهرجين؟
-كيسو:إنهما ليسا مجرد مهرجين...هما شخصان يشبهانكِ كثيرا...لكن على عكسكِ هما قررا جعل حياتهما سعيدة
-مينا(بحدة) :تقولين أنني أنا من اختارت تدمير حياتها؟
-كيسو:لم أقصد ذلك...فقط هناك خيارات كثيرة في الحياة وعليكِ اختيار ما يجعلكِ سعيدة لكي تعيشي سعيدة
-مينا(بحدة) :أعرف ما تريدين...أنا لن أتوقف عن الانتقام مهما قلتِ لذا لا تتعبي نفسك

ذهبت مينا وجلست مع البقية ثم لحقتها كيسو وطلب الجميع العشاء
-مومو:طموحي في الحياة أن أصير امرأة ذات شأن في المجتمع...أريد تكوين تجارتي الخاصة والتغلب على كل من سخر مني
-سيهون:واااااو! ما أروعك!
-مومو:لا أحد سيسندك في المستقبل إلا حسابك البنكي وعملك الناجح...ألست محقة؟
-سيهون:أوووه كنت أقول نفس الشيء...إننا حقا نتشابه
-مومو:حين كنت في الثانوية قال الجميع أنني أنفع لأصبح مغنية وعارضة أزياء بفضل وجهي وجسدي...لكن هذا ليس طموحي لذا لن أتراجع لأجل الناس
-سيهون:ذكية...تستحقين تصفيقة

صار سيهون يصفق لمومو ويتفاعل معها وواضح أنه منجذب لجمالها وهذا ما جعل كيسو تنزعج لكنها تظاهرت باهتمامها بأشياء أخرى
-كيسو:مينا...شاركينا الكلام عن أحلامك
-مينا(ببرود) :حلمي أن أقتلكم جميعا وأرتاح

نظر الجميع نحو مينا بصدمة لكن كيسو تدخلت لتحل الموضوع
-كيسو(بتوتر) :هههههه هي تمزح طبعا...لماذا أخذتم الأمر على محمل الجد؟
-جين:إن أردتم رأيي فلتقلقوا فهذه الفتاة...

أسرع سيهون بإغلاق فمه وهمس في أذنه
-سيهون(بهمس) :لا تحرجني أمام الآنسة مومو...لا أريدها أن تعرف أن مينا كادت تبرحني ضربا ذات يوم
-جين(بهمس) :ألا تريد أن تعقل؟ أنت تتعلق بأي فتاة تراها...يالك من زاحف!
-سيهون(بهمس) :هش لا أريد لأحد أن يسمع هذا أيضا

كان الكل في العشاء متفاعلين ويتكلمون ويضحكون ما عدا مينا التي كانت تأكل فحسب وتحدق بالطعام شاردة وفي نهاية السهرة حان وقت دفع الحساب
-كيسو:سأذهب لأدفع الحساب
-مومو:أنتِ!
-كيسو:بلى...أنا من دعوتكم وأنا من ستدفع
-مومو:لكن أليس من اللباقة أن يدفع الرجال؟
-جين(بسخرية) :أسمعت ما قالته أيها الرجل؟
-سيهون:احم احم جين سيدفع فهو جنتلمان
-جين:جنتلمان في عينك...لا تورطني
-سيهون:كما ورطتني...تستحق
-سوهو:لا تهتما...أنا سأدفع
-جين:لا لا لا بل أنا سأدفع لأنني جنتلمان
-مينا(ببرود) :ترى ماذا حل بالثلاثة آلاف دولار خاصتي أيها الجنتلمان؟
-جين:احم احم...سأدفع

أسرع جين لدفع الحساب وخرج الجميع من هناك سعداء ما عدا مينا وجين الذي خسر الكثير من النقود
-سيهون:أنتِ فتاة لطيفة مومو...أتمنى لو يمكنني لقاؤك دائما
-مومو:لا أمانع...أعطني رقمك
-كيسو(بانزعاج) :لا أنصحك بذلك
-سيهون:آنسة كيسو أبقي شفتيك مطبقتين لو سمحتِ

بينما الجميع يسيرون في الطريق رأوا قاعة البولينغ
-سوهو:لنلعب جولة قبل أن نفترق
-مينا:هفففف
-الجميع:فكرة مذهلة

دخل الجميع قاعة البولينغ وبدأوا يلعبون ما عدا مينا فقد كانت تجلس وتراقب بدون استمتاع وحسب

بينما جين وسيهون يلعبان كان كل منهما يريد أن يخرب على الآخر ليخسر بحيث يقومان بحركات مضحكة ويدغدغان بعضهما وهذا ما جعل الجميع ينفجرون من الضحك عليهما...بينما مينا تنظر إليهما شعرت بحزن شديد وتذكرت أيامها مع أختها الكبرى التي ماتت بسبب المخدرات

نهضت من مكانها وأرادت الخروج فنادت عليها كيسو
-كيسو:إلى أين؟ شاركينا
-مينا:سأذهب لزيارة شخص لم أزره منذ سنوات...الحق علي...غبائي جعلني أنسى هدفا من أهم أهدافي

بعد أن قالت ذلك غادرت مباشرة وعندما رآها جين تذهب شعر بالحزن عليها وعلى عدم رغبتها بفعل أو الاستمتاع بأي شيء

ذهبت مينا للمقبرة في الليل ولكنها لم تخف أو تهتم لأن حياتها أصلا أصبحت كابوسا ولا يمكن أن تسوء أكثر...اقتربت من أحد القبور وجثت على ركبتيها تلمسه وهي تبتسم بحزن
-مينا(بحزن) :أنتِ هناك...أنا لست بخير بسببك...لطالما قلت لكِ أن تتوقفي عما تفعلينه لكنكِ لم تستمعي إلي...المخدرات وحياة الفاسقات هي أسوأ ما يمكنكِ اختياره...أعلم كم كنتِ وحيدة وخائفة من حياة الشارع ولكن هذا لا يعني أن تبيعي نفسك...فقط لو بقيتِ بجانبي فحينها ما كنتِ ستموتين ولا أنا كنت سأغرق في الظلام...ربما كنا سنبقى معا ونحارب البرد والوحدة...أنا...

فجأة سمعت صوت أقدام خلفها وحين استدارت وجدته جين يقف بالقرب منها
-مينا:ماذا تريد؟
-جين:أختك؟
-مينا:لا دخل لك
-جين:أعلم...أردت فحسب إخبارك بأن تكوني قوية فهذا العالم لا يرحم أحدا
-مينا:قل شيئا لا أعرفه

اقترب منها ووضع يديه على كتفيها ثم اقترب من وجهها حتى شعرت بالخوف وتراجعت
-مينا(بتوتر) :ما الذي تحاول فعله؟
-جين:يبدو أن الإصابة التي في عينكِ شفيت...الحمد لله

أبعدت ذراعيه عن كتفيها ثم غادرت المكان...نظر جين للقبر الذي كانت تكلمه فرأى الاسم المكتوب عليه"بارك ماريا" فلترقدي بسلام

حينما أراد الجميع العودة للمنزل أخرج سيهون من حقيبته كتابا ثم قدمه لكيسو
-سيهون:إنه كتابك...لقد نسيتيه المرة الماضية
-كيسو(ببرود) :شكرا

سحبت الكتاب بقوة ثم غادرت لتعود للمنزل دون أن تودعه حتى...هذا الأمر جعله يشعر أنه أخطأ في شيء ما وعليه إصلاحه

عادت مينا للمنزل مباشرة وأول ما فعلته هو أنها وضعت باروكة شقراء وارتدت ملابس جذابة ووضعت قناع السهرة خاصتها الذي لم تستعمله منذ زمن ثم انطلقت في مهمة جديدة

ذهبت لديسكو قريب من هناك فوجدت الوضع صاخبا والكل يرقصون وعلى إحدى الطاولات يجلس "السيد أوه" وهو هدف تلك الليلة

ذهبت لطاولته ودفعت الفتاة التي كانت جالسة أمامه وجلست مكانها وهي تترنح متظاهرة أنها ثملة
-مينا:أنا...متعبة...جدا الليلة...مرحبا سيدي...أنت وسيم...هل تعيش في آلاسكا؟
-سيد أوه:هههههه هذه الفتاة سيغمى عليها
-مينا:لا لا لا أنا بخير...عانقني وسأستعيد وعيي

عانقته وهي تشعر بالقرف لكنها تحملت لأجل تنفيذ خطتها
-مينا:أوووه أريد مستوى أعلى من السعادة...هل معك حبوب؟
-سيد أوه:ههههههه بلى...تعالي

نهض وأمسك بذراعها لكي لا تسقط وهي تسير وأخذها لإحدى الغرف الخاصة
-سيد أوه:لدي كوكايين...إنه بجودة ممتازة وسعر قياسي...هل ترغبين؟
-مينا:بلى بلى بلى...أعطني

أخرج من حذائه بعض الحبوب وقدمها لها
-سيد أوه:ادفعي أولا وتحصلين على سلعتك

أمسكت بوجهه وابتسمت فظنها ستغازله لكنها أرجعت رأسها للخلف ثم نطحته بجبهتها بأقصى قوة حتى شعر بالدوار بعدها نهضت وركلته بقوة إلى منطقته الحساسة فصار يتلوى من الألم
-مينا(بحدة) :ما رأيك أن أشوه رجولتك؟
-سيد أوه(بألم) :ما الذي تفعلينه؟
-مينا(بحدة) :أنتقم لشخص فقد حياته بسببك

التقطت حبوب الكوكايين من الأرض وحاولت حشوها جميعا في فمه وإغلاقه وهو يصرخ ويتألم
-مينا(بغضب) :ما رأيك بالسم الذي تقدمه للناس؟ هل هو جيد؟ هل أعجبك؟ لا أظن

حاول النهوض وقام ببسق واستفراغ كل ما ابتلعه
-سيد أوه(بصراخ) :النجدة...أنقذوني...هذه الفتاة مختلة
-مينا:لا أحد سيسمعك...جميعهم مشغولون بالرقص...لكن لا تظن أنني سأتوقف هنا...توقع أن تموت هذه الليلة

صار يزحف في القاعة ليصل للباب لكنها أسرعت نحوه وصارت تضربه لمعدته برجلها وبأقصى قوة لديها وهي تبكي
-مينا(ببكاء) :لماذا قتلتها؟ لماذا بعتها هذا السم الحقير؟ بسببك فقدت نفسها وحياتها...ألا تخجل من نفسك؟ أين ضميرك وأين إنسانيتك؟ فلتمت من الألم مثلما أموت أنا في اليوم مليون مرة

بعد أن ضربته عدة مرات صار الدم يسيل من أنفه لكنها لم تكتفي بذلك وسحبت مسدسها ثم أطلقت النار على رأسه مرتين ثم على بطنه مرة وعلى صدره ثلاث مرات...في حياتها لم تكن وحشية وسادية مثل هذه المرة وذلك لأنها فقدت كل ما تبقى لها بسبب الحقير أوه

عادت للمنزل وخلعت قناعها وملابسها المغطاة بالدم ثم توجهت للخزانة وحذفت اسم السيد أوه من القائمة وبدأت تتذكر ما حصل

• قبل 10 سنوات:
كانت مينا في الثالثة عشرة...أما أختها ماريا فعمرها 17 سنة وبعد أن تعرفت على السيد أوه قام ببيعها المخدرات دون علمها فقد أخبرها أنها أدوية للصداع ومن يومها وهي مدمنة...لكن المحزن أنه تم العثور عليها ذات يوم ميتة بعد أن تعاطت جرعة زائدة وبقيت مينا وحيدة


عدل سابقا من قبل بثينة علي في الأحد يناير 29, 2023 10:00 pm عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة انْتِقَام أُنْثَى!! (بِقَلُم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة انْتِقَام أُنْثَى!! (بِقَلُم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة انْتِقَام أُنْثَى!! (بِقَلُم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الجمعة مارس 18, 2022 8:41 pm

رواية انتقام أنثى : الفصل السابع



جلست مينا في متجر الورود تعمل وهي تنتظر بفارغ الصبر لكي ينتهي اليوم وتقتل ثاني شخص قام بإيذاء أختها ماريا إلى أن جاءت كيسو
-كيسو:إليكِ خبرا سارا سيصدمك...ترارارارااااا سوهو معجب بك
-مينا:من يكون؟
-كيسو:هفففف إنه الشاب الذي كان معنا في سهرة البارحة...صديقي القديم
-مينا:آه تذكرته...ما قصته؟
-كيسو:قال أنه أعجب بكِ حين رآك ويريد مواعدتك...ما رأيك؟
-مينا:تعرفين رأيي دون أن تسأليني
-كيسو:أووه عليكِ أن تخرجي من وحدتك وتكوّني أصدقاء وتواعدي
-مينا:لا أريد
-كيسو:لِمَ لا؟
-مينا:أنا نسوية متحررة
-كيسو:النسوية لا تعني أن تبتعدي عن مواعدة الرجال
-مينا:بلى
-كيسو:إلى متى ستتجنبين المواعدة؟ هل تظنين أن الحياة ستستمر كهذا؟ كيف ستتزوجين إن لم تواعدي؟
-مينا:لم أفكر في الزواج أساسا
-كيسو:وفيمَ فكرتي إذًا؟ عزوبية للأبد؟
-مينا:لا أحد سيضمن أنني سأعيش للأبد...ربما سأموت في المهمة القادمة

قطبت الأخرى حاجبيها ثم أخذتها لإحدى مرايا المتجر لتنظر في نفسها
-كيسو:انظري...هذه الفتاة الجميلة ذات شعبية كبيرة بين الشباب فلا تحرميها من أن تكون مرتبطة بشخص يهتم بها وتهتم به
-مينا:لماذا أشعر أنكِ صرتِ تتصرفين كشخص ما؟
-مينا:وماذا في ذلك؟ مغازلة نفسكِ في المرآة هي نوع من التشجيع
-مينا:لا أريد المواعدة...هلاَّ أغلقنا الموضوع؟

فجأة دخل زبون المتجر وحين التفتت كلاهما وجدتاه سوهو ومعه باقة ورد
-سوهو:مرحبا...جيد أن كلاكما هنا
-كيسو:أوووه سوهو...إنها مفاجأة!
-مينا:متأكدة أنها مفاجأة؟
-كيسو(بتوتر) :ههه ربما
-سوهو:أخبرتني كيسو أنكِ تعملين هنا لذا أتيت لتفقدك

نظرت مينا لكيسو بحدة فخافت منها ثم تقدم سوهو لمينا وأعطاها باقة الورد
-سوهو:هذه لك
-مينا:لدي متجر منها بالفعل فلماذا أحضرتها؟
-سوهو(بتوتر) :ههه هذه لكِ أنتِ...ضعيها في منزلك
-مينا:شكرا
-كيسو:سأغادر وأترككما تتحدثان براحتكما

خرجت كيسو بسرعة وكانت مينا غير مرتاحة فتظاهرت أنها تنسق الزهور
-سوهو:هل تحبين الأفلام؟
-مينا:لا
-سوهو:ماذا عن الموسيقى؟
-مينا:لا
-سوهو:إذا كنتِ تحبين الرسم فآخذك لمعرض قريب من هنا
-مينا:لا أحب أي شيء له علاقة بالفن والتسلية
-سوهو:حسنا...لنخرج ونتمشى أو نتسوق إن سمحتِ طبعا...هل يمكنكِ ترك رقمك لي؟

قطبت حاجبيها ثم استسلمت للواقع فهي تعلم أن ما تفعله إساءة بحقه
-مينا:حسنا سأكتب لك رقمي...لكن الآن دعني أعمل فأنا مشغولة

سجلت رقمها له ثم غادر بعدها شعرت بعدم الراحة وصارت تفكر في كل الناس الذين قتلتهم مما جعلها تتوتر وتفقد التركيز
-مينا:أحتاج شيئا أهدئ به نفسي...النيكوتين سيفي بالغرض

اشترت علبة سجائر من المتجر المجاور وعادت...أخذت أول سيجارة وأرادت إشعالها لكنها ترددت
-مينا:لا...لقد أقلعت عن التدخين...لا يمكنني ذلك الآن

خبأت السيجارة في حقيبتها وما كادت تفعل ذلك حتى توقفت سيارة شرطة أمام المتجر

دخل شرطي للمتجر وتوجه نحو مينا
-الشرطي:آنسة مينا...نريد منكِ المجيء معنا مجددا لاستكمال التحقيقات
-مينا:أي تحقيقات؟
-الشرطي:في قضية موت "كيم تان"
-مينا:تلك القضية! ظننت أنها انغلقت منذ زمن
-الشرطي:تم العثور على أدلة جديدة لذا يرجى منكِ المجيء معنا

عرفت مينا أن الموضوع لن ينتهي على خير لكنها حاولت الحفاظ على أعصابها حتى لا يشك أحد بها وذهبت لمركز الشرطة

جلست في قاعة التحقيق وهي متوترة وجاء المحقق ليستجوبها
-المحقق:قلتِ سابقا أنكِ لستِ من قتل كيم تان...صحيح؟
-مينا:بلى
-المحقق:لكننا وجدنا بعض الأدلة الغريبة
-مينا:مثل ماذا؟
-المحقق:ربما...بقايا حلوى كريما مسممة في معدته

انقبض قلبها من الخوف
-مينا:حقا! من قام بتسميمه؟
-المحقق:السؤال موجها لك؟
-مينا:إن كنت تظن أنني أنا من سممته لمجرد أنني زرته قبل موته بساعات فأنت مجنون
-المحقق:ليست المشكلة هنا...المشكلة أنكِ كنتِ تحملين صندوق طعام معكِ حين ذهبتِ إليه...ماذا كان بالصندوق؟ الحلوى المسممة؟

مرة أخرى انقبض قلبها من الخوف فقد تمت محاصرتها في زاوية مغلقة وكل الأدلة ضدها
-مينا:آاااه فهمت...أحدهم قال أنه رآني أحمل صندوق طعام لكن أين الدليل؟
-المحقق:الشاهد هو الدليل
-مينا(بجدية) :هل هو متأكد أنه صندوق طعام؟ ما لونه؟ كم حجمه؟ ما شكله؟ ألا تظن أن ما رآه حقيبة وليس صندوق طعام؟
-المحقق:سنستجوب الشاهد
-مينا(بجدية) :ابن عمه الذي هددني بأنني سأدفع الثمن مهما كان؟ أرى أنكم متحيزون لطرفه...كم دفع لكم؟
-المحقق:نحن نقوم بعملنا فحسب...أجيبي بصراحة...هل سممتِ الحلوى وأهديتها له؟
-مينا(بجدية) :كيف أهدي حلوى لحبيبي السابق؟ نحن انفصلنا وانتهى...لن أهدي له حتى وردة بلاستيكية

أدرك المحقق أنها قد تكون على حق لذا لم يكن بيده خيار سوى تركها تغادر والبحث عن أدلة أخرى
-المحقق:بإمكانك الانصراف
-مينا:قم بعملك جيدا

في نفس الوقت كان جين موجودا في قصر السيد هان وبسبب الحادثة التي حصلت قبل أيام أي حادثة اغياله فقد واصل رجال الشرطة التحقيقات وتفتيش المنزل للوصول لأي معلومات توصلهم لمينا

بينما الشرطة يفتشون المنزل قاموا باستجواب جين لعله يملك أي معلومة لكنه أخبرهم أن الفتاة التي حاولت اغتيال السيد هان كانت غريبة ولم يراها من قبل حتى أنه لا يملك أي معلومات عنها

استغل أيضا الفرصة وقام بسؤال مجموعة من الموظفين هناك عن والدته ولكن جميعهم أخبروه أنهم لا يعرفونها...فجأة مر رئيس الخدم بالجوار وسمع جين يسأل عنها فشعر بالقلق

بعد فترة نادى رئيس الخدم جين ليتكلما على انفراد
-رئيس الخدم(بحدة) :سيد كيم...أظن أنك تريد جلب المتاعب لنفسك...لماذا تصر على البحث عن كيم سولهيون؟
-جين:هكذا
-رئيس الخدم(بحدة) :توقف عن البحث عنها...إن عرف السيد هان فسيطردك فورا
-جين:هل هذا يعني أنك تعرفها؟
-رئيس الخدم(بحدة) :لا أعرفها...قلت لك انسى أمرها واهتم بعملك...السيد هان يكره أن يركز أحد موظفيه على شيء غير العمل

غادر رئيس الخدم وهو غاضب ولكن جين عرف أنه يخفي شيئا ما وهذا الشيء ليس بسيطا أبدا لذلك حاول بذل جهده للحصول على أي معلومات

بعد أن عادت مينا من قسم الشرطة وجدت والد كيسو ينتظرها في المتجر بنظرة باردة
-سيد تشوي:الشرطة مجددا!
-مينا:بلى...إنهم يطلبون شهادتي في قضية انتحار صديقي الذي أخبرتك عنه
-سيد تشوي:هل أمورك بخير؟
-مينا:طبعا
-سيد تشوي:ولماذا أظن أنها العكس تماما؟
-مينا:لا أعلم
-سيد تشوي:أليس هناك شيء تودين إخباري به؟
-مينا:كلا
-سيد تشوي:متأكدة؟
-مينا:أكيد
-سيد تشوي:حسنا...يمكنكِ إخباري متى شئتِ...فقط تعالي إلي وسأكون مستمعا جيدا...وأعدكِ بأن أساعدك بكل ما استطعت
-مينا:ليس هناك ما أخبرك به لكن شكرا

ذهب والد كيسو للمنزل وجلس على الأريكة ثم تنهد بعمق
-سيدة تشوي:ما رأيك أن ندعوا مينا للعشاء اليوم أيضا؟
-سيد تشوي:كلا...هناك أمر يجري خلف ظهرنا ونحن لا نعلم
-سيدة تشوي:ما هو؟
-سيد تشوي:لا أعلم...حاولت جعل مينا تعترف لكنها لا تريد
-سيدة تشوي:أنت مجنون...مينا فتاة جيدة
-سيد تشوي:لم أقل العكس...لكن متأكد أنها تخفي شيئا ما

أنهت مينا عملها وخرجت من المتجر وعندها شعرت مجددا بعدم الراحة وبدأ رأسها يؤلمها من كثرة التفكير
-مينا:حسنا...سيجارة واحدة لن تضر

أخذت السيجارة ووضعتها في فمها وأشعلتها ثم استنشقت أول نفس منها وأرخت رأسها براحة...كان جين قادما للمتجر فرأها من بعيد تدخن
-جين(بصدمة) :هل ما تراه عيناي صحيح؟ إنها تدخن! ما الذي بقي من أفعال الرجال لم تقم به؟

ركض نحوها وأخذ منها السيجارة ورماها في الأرض...نظرت لسيجارتها للحظات ثم رفعت رأسها له لتعطيه نظرة مرعبة تجعله يتجمد من الخوف
-جين(بتوتر) :أنا قلق على صحتك...صدقيني
-مينا(بغضب) :وما علاقتك أيها الـ...
-جين:أيها الـ...ماذا؟ هيا أكمليها
-مينا(بغضب) :أيها المتدخل

هجمت عليه لتضربه فأمسك يدها وحين حاولت ضربه بالأخرى أمسكها أيضا مقيدا ذراعيها للخلف ومهما حاولت تحرير نفسها فلم تستطع
-جين:لمعلوماتك...تخرجت من مدرسة للفنون القتالية بالحزام الأحمر وأنا أعمل كحارس خاص فلا تظني أنكِ تستطيعين ضربي

حاولت تحرير نفسها ولكن حينما تذكرت أن جين يعمل لدى السيد هان حاولت إبعاد الشبهات عنها وتظاهرت أنها فتاة ضعيفة وهدأت
-مينا:حسنا أستسلم...لست ندًا لك...أفلتني

تركها فابتعدت عنه ونفضت ملابسها بتقزز
-جين(بانزعاج) :لست جرثومة خطيرة على فكرة
-مينا:لماذا أتيت؟
-جين:لدي شيء لك
-مينا:لا أريد تفاهاتك
-جين:لكنه شيء مهم
-مينا:أيًا كان فلا أريده
-جين:متأكدة؟
-مينا:نعم
-جين(بخبث) :حمدا لله...لقد تعبت حتى جمعته وإعطاؤه لكِ هكذا سيحطم قلبي

أخرج من جيبه رزمة من النقود وقبلها وعندما رأته مينا انصدمت
-مينا:ما هذا!
-جين:الثلاث آلاف دولار التي تدينين بها لي
-مينا:لاااا
-جين:شكرا على كرمك...وداعا

استدار ومشى عدة خطوات ثم عاد أدراجه نحو مينا التي كانت باردة من الخارج لكن من الداخل تحترق على نقودها
-جين:هههههه أمزح...هذه لك...خذيها

سحب يدها ووضع فيها النقود ثم ابتسم...كان الوقت آنذاك وقت الغروب لذا انعكست أشعة الشمس البرتقالية على ابتسامته لتظهره بأجمل مظهر
-جين:لقد تعمدت التأخر في دفع الدين لأنني أردت أن أراكِ أكثر...الآن بعد أن رددت لكِ مالك ما من شيء سيجمعنا مجددا

رغم أن مينا تشعر بالوحدة والبرد دائما لكن كانت أول مرة تشعر بالدفئ في قلبها...أول مرة تشعر أن الرجال ليسوا بذلك السوء

ترك جين يدها ومشى عدة خطوات ليغادر لكنها لحقت به وأوقفته...في البداية ظن أنها ستقول له كلاما لطيفا لكن مينا بعيدة كل البعد عن كونها كذلك
-مينا(ببرود) :أنا أيضا تعمدت الكذب عليك...المبلغ لا يتجاوز الخمسمئة دولار...أردت إحراجك وإثبات أنك لست جنتلمان كما تدعي
-جين:إذًا كنتِ تختبرينني؟ هل هذا يعني أنكِ تهتمين لأمري ولو قليلا؟

فجأة عبست بوجهها ولأنها عصبية ومزاجية أمسكته من شعره وشدته بقوة
-مينا(بغضب) :أهتم لأمرك؟ ها؟ كررها مجددا
-جين(بصراخ) :آاااي شعري...إلا شعري

عاد جين للمنزل وشعره منكوش فوجد سيهون يعبث بهاتفه وعندما رآه انفجر من الضحك
-سيهون:هههههههههه تبدو كمراهقة تتشاجر مع أخرى لأجل حبيبها ههههههههه
-جين(بانزعاج) :أعلم أن مظهري لا يسر لكن على الأقل تضامن معي فأنا أخوك
-سيهون:أعلم من فعل بك ذلك...لا عليك فستنسى حين تكبر

أحضر جين مشطه ثم جلس بجانب سيهون يمشط شعره
-جين:سأتذكر أن أحمل معي مشطا في الحقيبة دائما
-سيهون:يجب على كل العالم رفع هاشتاق لحمايتك من العنف

فجأة وصل إشعار لهاتف سيهون فابتسم وفتحه
-جين:فتاة أخرى ها؟
-سيهون:إنها مومو
-جين:أصبحتما تتواعدان؟
-سيهون:بلى
-جين:أعلم أنك شاب واعي وعليك الارتباط ولكن ما تفعله خطأ
-سيهون:أنت أيضا تحاول إغواء الفتيات في عملك
-جين:هناك فرق بين إغوائهن لأجل قضية والدتي ولأجل التسلية فقط
-سيهون:لست أتسلى...أنا حقا أبحث عن فتاة مناسبة
-جين:بمعدل واحدة كل أسبوع؟
-سيهون:لا حل آخر...سأخرج لأقابلها...أراك لاحقا
-جين(ببرود) :كأنني أكلم حائطا

ذهبت مينا للمنزل وفتحت خزانتها لتتجهز لمهمة جديدة فوردها اتصال من سوهو
-مينا(بانزعاج) :ليس وقتك

فتحت الخط بينما ترتدتي ثيابها
-سوهو:مرحبا...هل لديكِ وقت الآن؟
-مينا:لا
-سوهو:أو مؤسف...كان علي الاتصال في وقت أبكر
-مينا:لماذا؟
-سوهو:اشتريت تذاكر لفيلم ولكن يبدو أن علي رميها

شعرت مينا بالذنب لذلك قررت الذهاب
-مينا:سآتي

غيرت ثيابها لثياب عادية وذهبت لمقابلة سوهو عند السينيما
-سوهو:أوه شكرا لأنكِ أتيتِ...الفيلم سيبدأ...هيا

دخلا القاعة وبدأ فيلم الرعب...كان كل من في القاعة يرتجفون خوفا حتى سوهو غطى وجهه بقميصه وظل ينظر بعين واحدة ويغطيها كلما جاء منظر مخيف...أما مينا فكانت تشرب العصير فحسب وتنظر للشاشة ببرود

فجأة جاء مشهد مرعب وارتفع صوت الموسيقى فصرخ سوهو بأعلى صوته والتصق بذراع مينا
-سوهو(بخوف) :أكره حين يفعلون ذلك
-مينا:يالك من جبان
-سوهو(بخوف) :بل أنتِ الجبانة
-مينا:يمكنني أن أشاهد عشر ساعات متواصلة من الأفلام المرعبة واصفعني إن رف لي جفن أو خفت
-سوهو(بخوف) :أراهن أنكِ شاهدتِ هذا الفيلم من قبل
-مينا:لم أشاهده...حياتي أصلا فيلم رعب

انتهى الفيلم وخرج كلاهما وكان سوهو ما يزال خائفا وملتصقا بذراع مينا
-مينا:ها قد شاهدنا الفيلم...ارتحت الآن؟
-سوهو:نعم
-مينا:علي الذهاب الآن
-سوهو:ستغادرين بدون عشاء؟
-مينا:سآكل في البيت
-سوهو:لا يمكنني تركك تذهبين هكذا
-مينا:لا تهتم
-سوهو:أنا حقا أود أن أكون في علاقة معك
-مينا:آه فهمت
-سوهو:بإمكانكِ رفضي أو قبولي أنتِ حرة

لم ترتح للأمر خاصة أن سوهو تعلق بها من أول نظرة
-مينا:لكنك لست نوعي...أنت ساذج ومتصنع ولست وسيما حتى
-سوهو(بصدمة) :ماذا؟!
-مينا:كما سمعت...لكن شكرا لك على الدعوة...وداعا

غادرت وتركته مصدوما من صراحتها المفرطة ووقاحتها ثم ذهبت لتغير ملابسها وتتنكر...هذه المرة أيضا وضعت قناعها وارتدت ملابس جذابة ثم خرجت للديسكو

كان الوقت آنذاك الحادية عشرة ليلا...كان مدير الديسكو "السيد بيول" يجلس في مكتبه مع امرأة
-المرأة:الراقصة التي تقدمت لنا قبل شهر استقالت
-سيد بيول:لماذا؟
-المرأة:قالت أنها سئمت من حياة اللهو
-سيد بيول(بسخرية) :هههههههه سئمت! الآن هي راقصة وسخة شاءت أم أبت وستبقى كذلك للأبد
-المرأة:ماذا سنفعل؟ لقد كانت أفضل وأجمل واحدة لدينا
-سيد بيول:ابحثي عن غيرها
-المرأة:ليس من السهل إيجاد واحدة خاصة مع المشاكل القانونية التي سنتعرض لها
-سيد بيول:سأحل الأمر

لم يكملا كلامهما حتى طرق أحدهم الباب
-سيد بيول:ادخل

دخلت مينا وهي تسير بتمايل وأغلقت الباب ثم نظرت للسيد بيول وهي تلعب بشعرها فصفر من شدة انذهاله
-المرأة:بالإذن...سأترككما تتكلمان

خرجت المرأة فنهض السيد بيول من مكانه وصار يحوم بمينا ويدقق في كل تفصيلة في جسدها
-سيد بيول:جسد فاتن...لا بد أنكِ تعذبتِ كثيرا للحفاظ على قوامك
-مينا:ليس كثيرا
-سيد بيول:هل تجيدين الرقص؟
-مينا:بلى
-سيد بيول:إذًا لن تمانعي بالعمل معنا
-مينا:بلى...أصلا لقد أتيت لأجل ذلك
-سيد بيول:لكن ألا يمكنني رؤية وجهك أيضا؟

لم تتردد مينا وخلعت قناع السهرة خاصتها فصفر السيد بيول
-سيد بيول:وااااو مذهل! موافق...ستسحرين الكثير من الرجال وتجنين الكثير من المال ولكن ألا تظنين أنه يجدر بكِ البدء من عندي لكي أرى مهاراتكِ في الرقص؟
-مينا(بخبث) :بكل سرور

صارت تلتف حوله وتلمس جسده بأطراف أصابعها وفي اللحظة التي أغمض فيها عينيه أخرجت من تحت فستانها خيطا ووضعته على رقبته

صار السيد بيول يتحرك باستمرار ويحاول التحرر لكن بسبب انقطاع الأكسجين عنه لم يستطع التركيز
-مينا(بحقد) :أيها السافل...استخدمت أختي كسلعة واستغليت حاجتها لجمع المال...لقد شوهت براءتها أيها الحقير...كانت في السابعة عشرة من عمرها...إنها قاصر أيها النذل...كيف استطعت أن تستغلها هكذا فقط لأنها يتيمة وبدون مأوى...اليوم ستلقى حتفك على يدي

واصلت الضغط على رقبته بالخيط ومرة بعد مرة صار أضعف إلى أن انقطع عنه الأكسجين وسقط على الأرض

نظرت مينا لجثته ثم ركلتها برجلها وخرجت من المكتب واضعة قناعها حتى لا يتعرف عليها أحد...لكن المرأة التي كانت مع السيد بيول لاحظت تصرفاتها فأسرعت لمكتبه ووجدته ميت
-المرأة(بصراخ) :أيها الحراس

ركض الحراس خلف مينا لكنهم لم يجدوها وحتى أنهم خرجوا من الديسكو وفتشوا الشوارع المجاورة إلا أنها هربت وانتهى الموضوع

عادت مينا لمنزلها ونظرت في يديها للحظات...كان شعورها بالانفصام يزداد مرة بعد مرة حتى أنها صارت تتوه في خيالها لفترة طويلة وتنسى الواقع

فجأة طرقت كيسو الباب ودخلت ثم ثنت يديها بانزعاج
-كيسو:متصنع وساذج وغير وسيم ها؟
-مينا:كانت الطريقة الوحيدة للتخلص منه...إنه لحوح جدا

ذهبت مينا لغسل وجهها في الحمام وفجأة صارت تسمع أصوات همس في كل مكان...أصوات غريبة تقول "قاتلة" "مجرمة" "عديمة إنسانية"...كانت الأصوات تتكرر دون توقف إلى أن أزعجتها وصارت تلحقها

اقتربت من النافذة وفتحتها ونظرت للأسفل وكانت الأصوات تأتي من هناك وبدون وعي منها صعدت على حافة النافذة لترى مصدر الصوت بوضوح...فجأة جاءت كيسو فرأتها هناك وركضت نحوها وأنزلتها من النافذة ثم أمسكتها بقوة
-كيسو(بصراخ) :لااااا لا تنتحري
-مينا(بانزعاج) :هفففف ابتعدي عني...لست أحاول الانتحار
-كيسو:إذًا ماذا كنتِ تفعلين في النافذة؟
-مينا:أتفقد مصدر الصوت
-كيسو:أي صوت؟
-مينا:لا تهتمي...تعالي لنشرب كأسا فأنا متعبة وحزينة
-كيسو:ما القصة؟
-مينا:لا شيء...أنا فقط بحاجة لوقت خاص مع نفسي

ذهبت مينا لحقيبتها لكي تخرج هاتفها فرأت علبة السجائر وفجأة تذكرت جين وتصرفه اللطيف معها لكنها عبست ورمت العلبة في القمامة
-مينا:كلهم هكذا في البداية لكن مع الوقت تظهر وجوههم الحقيقية



عدل سابقا من قبل بثينة علي في الأربعاء فبراير 01, 2023 1:24 pm عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة انْتِقَام أُنْثَى!! (بِقَلُم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة انْتِقَام أُنْثَى!! (بِقَلُم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة انْتِقَام أُنْثَى!! (بِقَلُم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1السبت مارس 19, 2022 12:17 pm

رواية انتقام أنثى : الفصل الثامن



نامت مينا على الأريكة وهي حزينة ذلك اليوم وكيسو بجانبها تراقبها وبسبب ما تمر به فتحت عينيها وهي ما تزال بين الحلم واليقظة
-مينا(بتعب) :كيسو...كيسو...أين أنتِ؟ تعالي واجلسي بجانبي فأنا أشعر بالوحدة
-كيسو:أنا بالفعل بجانبك
-مينا:عانقيني

جلست كيسو بجانبها ثم أحاطت ذراعيها حولها وهي حزينة
-مينا:مازلت أشعر بالبرد
-كيسو:وماذا سأفعل لك؟
-مينا:أقتليني
-كيسو(بصدمة) :ماذا؟!
-مينا:أحضري سكينا من المطبخ واقتليني...أريحيني من حياتي
-كيسو(بحزن) :لا

فجأة انفجرت مينا من الضحك
-مينا:هههههههههه أمزح معك...أنا أبذل قصارى جهدي لأحافظ على حياتي فكيف أتركك تدمرين كل شيء
-كيسو(بحزن) :ألا تريدين أن تتوقفي عما تفعلينه؟
-مينا:إن كنتِ ستناقشيني في الموضوع فتفضلي الباب من هناك

عبست كيسو ثم نهضت وغادرت دون توديع مينا...كلاهما حزينتان تلك الليلة وما من شيء سيعيد الأمور لنصابها

في يوم الغد ذهبت كيسو للجامعة فالتقت بمومو
-مومو:صباح الخير كيسو
-كيسو(ببرود) :صباح النور
-مومو:لديكِ أصدقاء غريبو الأطوار بالفعل
-كيسو:من؟
-مومو:أتحدث عن سيهون...كيف يمكن لأي فتاة مواعدته؟
-كيسو:لكنكِ تواعدينه
-مومو:انفصلت عنه
-كيسو(باستغراب) :لماذا؟
-مومو:لأنه مغرور ويتكلم بطريقة مقرفة...أكره الناس الذين يعتبرون أنفسهم مركز الحياة
-كيسو:آه فهمت...لا عليكِ فهذه طبيعته
-مومو:لا أهتم...لدي نوع معين من الرجال أشعر بالقرف حياله وسيهون منهم
-كيسو:ممممم حسنا

لم تكن كيسو معجبة بسيهون لتلك الدرجة لكنها شعرت بالسعادة لانفصاله...لكن في نفس الوقت شعرت بالحزن والشفقة عليه لأنه تم التخلي عنه لسبب كهذا

حين انتهت المحاضرة خرجت عائدة للمنزل لكنها سمعت صوت هاتفها يرن معلنا عن رسالة جديدة...حين تفقدت الرسالة وجدتها من سيهون يقول فيها "أريد لقاءك" فعبست بوجهها لكنها تقبلت الوضع وذهبت لمقابلته

اتفق كلاهما على أن يلتقيا في المقهى ويتحدثا
-سيهون(بحزن) :شكرا لأنكِ أتيتِ ولم تتجاهلي غبيا مثلي
-كيسو:علي ذلك...أنا صديقتك المقربة كما قلت تلك المرة
-سيهون(بحزن) :أنا لست بخير...لقد انفصلت عن مومو
-كيسو:وماذا بعد؟
-سيهون(بحزن) :لا أعرف ماذا بعد
-كيسو:إنه أمر عادي...مومو لم تكن تلك الحبيبة المذهلة ولا أنت كنت الحبيب الرائع...ولا علاقتكما كانت أقوى علاقة في الكون
-سيهون(بحزن) :لكنني أشعر بالوحدة...أنا في الخامس والعشرين من عمري ولا أملك حبيبة
-كيسو:هففففف رجل غبي...الحب لا يأتي حين نريده بل يأتي فقط في وقت مفاجئ
-سيهون(بحزن) :ومتى ذلك الوقت المفاجئ؟
-كيسو:كيف سيكون مفاجئ إن كنت أعرف ميعاده أيها الذكي

وضع سيهون رأسه على الطاولة وبقي يبكي كالأبله
-كيسو:أوووه كف عن البكاء...أنت رجل ولستَ مراهقة
-سيهون:لا علاقة للبكاء بكوني رجلا
-كيسو:هفففف انهض فقط وتوقف عن البكاء كالأطفال...سأساعدك لكي تجد حبيبة

رفع رأسه من على الطاولة وكان وجهه مغطى بالدموع والمخاط وكذلك الطاولة مما أثار تقزز كيسو
-سيهون:حقا؟
-كيسو(بتقزز) :ح ح حقا

في ذلك الوقت كان جين في العمل يحرس السيد هان ويرافقه وعندما مر بالمطبخ دخل وأكل حبة جزر
-الطباخة:لِمَ لا تذهب وتكمل عملك بدل أكل الجزر هنا كالأرانب
-جين:مممممم تذكرت...أتيت لأسألك عن أحدهم
-الطباخة:من؟
-جين:هل تعرفين خادمة تدعى كيم سولهيون؟
-الطباخة:لا...من تكون؟
-جين:كانت هنا قبل 17 سنة
-الطباخة:أووو هذا كثير...لقد تم تغيير الموظفين كثيرا منذ ثلاث سنوات الماضية لذا لن تجد هنا من يعرفها
-جين:أوووه هذا مؤسف
-الطباخة:مهلا...تذكرت أمرا...جارتي كانت تعمل هنا منذ زمن
-جين:حقا؟!
-الطباخة:هي متزوجة الآن لأنها كبيرة في السن لكن لا بد أن تساعدك
-جين(بحماس) :شكرا...شكرا جزيلا لك

في المساء ذهب جين للسيدة التي أخبرته عنها الطباخة ودق عليها الباب ففتحت
-جين:مرحبا...سيدة وانغ؟
-وانغ:بلى...من حضرتك؟
-جين:أنا أعمل لدى السيد هان وأريد التحدث معك لو سمحتِ
-وانغ:حول ماذا؟
-جين:السيدة كيم سولهيون

تعجبت السيدة وانغ ثم أدخلت جين للداخل ليتحدثا
-وانغ:لماذا تبحث عنها؟
-جين:هناك أمر أود التحقق منه
-وانغ:لا أنصحك بالتدخل في قصتها وإلا ستواجه مشاكل
-جين:لماذا؟
-وانغ:ممنوع التكلم عنها في القصر وإلا ستطرد
-جين:لماذا اسمها محرم لتلك الدرجة؟

نظرت السيدة وانغ من حولها ثم جلست بجانب جين لتهمس في أذنه
-وانغ:كانت هناك إشاعات كثيرة حولها بأنها عشيقة للسيد هان
-جين:حقا!
-وانغ:لا أعلم...إنها مجرد إشاعات لكن هناك أشخاص آخرون قالوا أنهم شاهدوهما معا
-جين:هل تعرفين أيًّا منهم؟
-وانغ:بلى...كانت لدي زميلة لكنها سافرت خارج إيتايوون لذا عليك الذهاب إليها...كانت دائما تقول أنها تعرف بشأن السيد هان وكيم سولهيون
-جين:شكرا

بينما جين عائد للمنزل كان مارا بالمتجر الذي تعمل فيه مينا...في البداية وقف أمامه وتردد كثيرا في الدخول...ثم سار خطوتين ليدخل لكنه تراجع وعاد أدراجه...وفي النهاية قرر أن لا يدخل ثم غادر عائدا للبيت

في نفس الوقت كانت كيسو وسيهون عائدين للبيت معا ورأيا جين وهو متردد فاخبئا وبقيا يراقبانه وعندما غادر خرجا من مخبئهما ونظرا لبعضهما بتعجب
-كيسو:أخوك معجب بصديقتي!؟
-سيهون:من بين كل الفتيات لم يجد غيرها؟!
-كيسو(بحدة) :لماذا؟ ما العيب بصديقتي؟
-سيهون:لا شيء لا شيء...فقط أنا قلق بشأنه فقد أكل منها عدة ضربات
-كيسو:مينا ليست وحشا...إنها فقط حادة الطباع...لكن بالنسبة للمقربين منها فهي تحبهم بصدق
-سيهون:سأتظاهر أنني صدقتك

نظرت له بحدة فصار يصفر متظاهرا أنه لم يقل شيئا
-كيسو(بحماس) :مهلا...وجدت فكرة مذهلة...ما رأيك أن نجمع بينهما؟
-سيهون:مجنونة...هذا يعني إن حالفهما الحظ فستصبح زوجة أخي!

صار سيهون يتخيل نفسه يعيش في منزل واحد مع جين حين يتزوج مينا وينجبان أطفالا...ستضربه مينا وتجبره على القيام بالأعمال المنزلية وتغيير حفاضات الأطفال وإن تذمر سترميه كالكلاب أمام باب المنزل لينام على الممسحة

استيقظ من تخيلاته وارتعش من الخوف
-سيهون:علي الزواج قبلهما
-كيسو:إذًا هل توافق؟
-سيهون(بتردد) :بلى
-كيسو:الآن بقي علينا إيجاد طريقة لجعلهما يبقيان معا وبهذا سيتعلقان ببعضهما ويقعان بالحب
-سيهون:مممممم قلتِ أن صديقتكِ نسوية صحيح؟ ترى مالذي يجعل النسويات يفقدن صوابهن؟

فكر كل منهما للحظات وعندما وجد سيهون حلا قام بإمساك كيسو من خصرها ودفعها لتسقط مثل حركات الأفلام الهندية وأمسكها ثم ابتسم لتظهر لمعة في أسنانه كالرسوم المتحركة
-سيهون(برومنسية) :ماذا عن بعض شائعات المواعدة؟
-كيسو(باستغراب) :ماذا؟!
-سيهون:دعي الأمر لي...أعرف بالضبط ما الذي تخشاه مينا
-كيسو:وما الذي تخشاه؟
-سيهون:سترين بنفسك

أمسك يدها وأخذها بقرب المتجر...كانت مينا في الداخل تحاول حساب النقود وعندما رأتهما معا استغربت واقتربت من النافذة أكثر لترى ماذا يفعلان

حاصر سيهون كيسو للحائط وبينما هي لا تفهم أي شيء اقترب منها ببطء متظاهرا بأنه سيقبلها...كانت مينا تراقب من الداخل وهي مصدومة أما كيسو فلم ترد تخريب الخطة لذا أغمضت عينيها

اقترب من وجهها ولكنه توقف ثم قبلها بلطف على خدها حتى كادت تفقد الوعي...وبينما مينا تراقبهما بصدمة أحاط ذراعه حولها وأخذها بعيدا

بقي فم مينا مفتوحا لفترة ثم استعادت وعيها وأغلقت المتجر وركضت خارجا

كان جين في شقته إلى أن سمع صوت طرق الباب بقوة وشخص يناديه "جين جين جين جين افتح هناك كارثة افتح بسرعة أسرع أو سأكسر الباب هيا هيا هيا هيا افتح"

أسرع جين بفتح الباب فوجدها ومن شدة صدمته وقف يحدق بها أما هي فأمسكته من ياقة قميصه وقامت بهزه مرات متوالية وهي تصرخ
-مينا(بصراخ) :إنها كارثة...علينا التصرف
-جين(بصدمة) :كيف عثرتِ على عنوان شقتي!؟
-مينا(بصراخ) :ماذا تعني بكيف!؟ إن شقتك موجودة في آخر الشارع الذي أعمل فيه
-جين:آه...صحيح...لكن كيف...
-مينا(بصراخ) :كفى ثرثرة...هناك مشكلة عملاقة تواجهنا الآن
-جين:أي مشكلة؟
-مينا(بصراخ) :أخوك وصديقتي يتواعدان
-جين:هنيئا لهما إذًا
-مينا(بصراخ) :لاااااا...إن أخاك زير نساء...لقد واعد مومو لأقل من أسبوع وتركها
-جين:الحقيقة...هي التي تركته

فكرت مينا للحظات ثم صرخت مجددا
-مينا(بصراخ) :لااااا بما أنها هي تركته فلا بد أنه فعل لها شيئا ما
-جين:لماذا تعتبرين الفتاة ضحية دائما؟
-مينا(بصراخ) :لأنها بالفعل ضحية...الرجال حقراء ودائما يخدعون الفتيات...هل رأيت في حياتك شابا يبكي لأجل فتاة؟
-جين:نعم...سيهون
-مينا(بصراخ) :لااااا هذا يعني أنه ممثل بارع وسيخدعها بسهولة
-جين:ليس تمثيلا
-مينا(بصراخ) :بلى

كلما صرخت كان بساقها يتطاير على وجهه لكنه خائف من إخبارها لكي لا تشد شعره مثل المرة الماضية لذا ابتعد عنها بهدوء ومسح وجهه فحسب
-مينا(بصراخ) :جهز نفسك...سنذهب خلفهما
-جين:ولماذا علينا ذلك؟
-مينا(بصراخ) :علي أن أطمئن على مستقبل صديقتي...في حال كان يتلاعب بها فسأبرحه ضربا
-جين(ببرود) :سيهون يتلاعب! هذا إن لم تتلاعب به هي...على كل حال لا أريد الذهاب فهذا الأمر لا يهمني

تمدد على الأريكة لكنها أمسكته من رجليه وجرته لتخرجه من هناك...وبسبب معرفته بها فقد ثنى ذراعيه وتركها تجره فحسب
-جين(يفكر) :إذًا هي لا تفهم كلمة لا...لا يهم...على الأقل سأقضي المزيد من الوقت معها

اتصلت مينا بكيسو وعندما رن هاتفها كانت هي وسيهون في أحد المطاعم
-كيسو:إنها تتصل
-سيهون:حاولي التظاهر بالغباء

ردت كيسو ووضعت هاتفها على وضع مكبر الصوت حتى يسمع سيهون
-كيسو:ألو
-مينا(بصراخ) :أين أنتِ ومع من؟
-كيسو:ممممممم في المطعم المجاور لمنزلنا...وحدي
-مينا(بصراخ) :متأكدة أنكِ وحدك؟
-كيسو:طبعا

أغلقت الخط وسحبت جين معها...أما كيسو فبقيت ممسكة بالهاتف وهي متوترة
-كيسو:ما الذي تفكر به؟
-سيهون:لقد وعدتني أن تساعديني لإيجاد فتاة أحلامي لذا لنفعل ذلك بينما نمثل
-كيسو:لا أرى فائدة مما نفعله
-سيهون:أتراهنين؟
-كيسو:بلى
-سيهون:إذًا انظري هناك

نظرت كيسو خلفها فرأت جين ومينا قادمين
-سيهون:تظاهري أنكِ لم تريهما

حمل سيهون شوكته ووجهها لفم كيسو لتأكل
-سيهون:افتحي فمك حبيبتي
-كيسو(بهمس) :ما الذي تخرف به؟!
-سيهون(بهمس) :نحن نمثل فقط

تظاهرت أنها تأكل من يده لكنها غير مرتاحة في الحقيقة
-سيهون:هل أساعدك على مسح فمك؟
-كيسو:لا...لا حاجة
-سيهون:دعيني أفعل

حمل المنديل ومسح شفاهها بلطف لكنه توقف فجأة ينظر لها...استمر الوضع هكذا للحظات ثم وضع المنديل جانبا وابتسم
-سيهون:شبعتِ؟
-كيسو:لم آكل شيئا أصلا...هل نسيت أننا اشترينا الطعام لنمثل به؟
-سيهون:لنذهب ونتمشى

أمسك يدها وأخذها فخرجت مينا من مخبئها ولحقت بهما ثم لحقها جين
-جين:متى سنعود للبيت فالجو بارد؟
-مينا:أنت اخرس والحق بي فحسب

بينما كيسو وسيهون يتمشيان في الطريق وقف سيهون يحدق بالنجوم
-سيهون:تلك النجمة...تشبه جمالك
-كيسو:ها!
-سيهون:ذلك القمر...سيموت من الغيرة بينما يشاهدك
-كيسو:هلاَّ توقفت؟ أنت فاشل في المغازلة
-سيهون(بإحباط) :مسمومة تماما كصديقتك
-كيسو:آسفة...أنا فقط...لست معتادة على أن يغازلني شاب
-سيهون:ألم تواعدي من قبل؟
-كيسو:الحقيقة...لا
-سيهون:أنتِ عكسي تماما...كما لو أنكِ الجانب الآخر مني
-كيسو:بففف لا أريد أن أكون أي جانب من جوانبك
-سيهون:هل هما يلحقان بنا؟
-كيسو:نعم
-سيهون:تعالي إذًا

وضع ذراعه عليها وسحبها إليه ثم بقيا يسيران وهما يتعانقان
-مينا(بصدمة) :ذاك الحقير...إنه يحاول لمسها والتحرش بها
-جين:لكنها حبيبته...يحق له معانقتها
-مينا(بصراخ) :لاااا أيها الغبي...كيف يلمسها من أول يوم يتواعدان فيه!؟
-جين:لديك عقدة من كل شيء

وصلا للمنزل ووقف سيهون ليودع كيسو
-سيهون:لنخرج معا غدا ونفعل نفس الشيء...اتفقنا؟
-كيسو:هففف هذا مزعج...على كل حال حسنا

ابتسم بلطف ثم اقترب منها وقبلها على جبهتها...هذا الأمر جعلها تفقد السيطرة على نفسها وتدخل هاربة للمنزل ثم تضع يدها على قلبها الذي صار يدق بسرعة
-جين:رأيتِ؟ لم يحصل شيء...إنهما متفقان كثيرا وما من فائدة من تجسسنا عليهما
-مينا:هذا ما يفعله الرجال...التلون كالحرباوات...سيأتي يوم ويخطئ معها ثم يتشاجران ويضربها ويهرب
-جين:ما الفائدة من كل هذا الفيلم الهندي؟ أخي لا يرفع يده على فتاة
-مينا:عد لبيتك وتكلم معه وأخبرني بكل شيء
-جين:وكيف أخبرك؟
-مينا:سأترك لك رقمي
-جين(باستغراب) :تعطينني رقمك ببساطة!
-مينا:هذا لأجل كيسو فقط...إن تم خداعها فلن أسامح نفسي

دخلت للمنزل بسرعة وفي نفس الوقت عاد جين للمنزل ووجد سيهون ينتظره
-سيهون(بحماس) :تراااا إليك خبرا سيصدمك
-جين:حصلت على حبيبة...مبروك
-سيهون:مبروك! هل أنت سعيد لأجلي؟
-جين:بصراحة...كيسو أفضل من جميع من قابلتَهن لذا أنا سعيد بك لأول مرة في حياتي

عبس سيهون بوجهه ثم رمى نفسه على الأريكة
-سيهون(بحزن) :الأمر غير حقيقي...نحن نمثل
-جين:تمثلان! ما الفائدة من ذلك؟
-سيهون(بحزن) :أردنا أن نجمعكما أنت ومينا لعلكما تقعان بالحب وترتبطان
-جين:لا أظن ذلك...مينا ليست من ذلك النوع الذي يقع بالحب بسهولة...لكن أشكركما
-سيهون:هفففف الأمر محبط حقا...أنا وأنت ليس لدينا أي أمل في الحب
-جين:أنا ليس لدي...لكن أنت لديك...فقط واعد كيسو فهي أفضل فتاة قد تقابلها
-سيهون(بحزن) :أحبها ولكن...أشعر بالخجل من حقيقة أن فتاةً مثلها قد تواعد غبيا مثلي...هي تعرف جيدا غبائي وتصرفاتي التافهة لذلك لا أتوقع أن تنجذب إلي
-جين:وما أدراك؟
-سيهون:أسألها دائما إن كانت معجبة بي لكنها تتقزز وتحاول المغادرة
-جين:حالك صعبة...على كل حال لا تفقد الأمل فالحب مجرد حظوظ

حل اليوم الذي ستقوم فيه مينا بمهمة جديدة وهذه المرة ستعود لمنزل السيد هان وتقتله...ارتدت ملابس عادية ولكنها تنكرت وغيرت لون شعرها وتبرجها ثم ذهبت إلى هناك

كانت هذه أخطر مهمة لذلك تركت رسالة توديع لكيسو وذهبت متمنية أن تنجح رغم خطورة الموقف

تسلقت السور وقفزت للباحة الخلفية للقصر لكنها لم تدرك أن هناك كاميرات مراقبة ليلية شديدة الحساسية تم وضعها مؤخرا لذا تمت مشاهدتها وجاء مجموعة من الحراس للبحث عنها

اختبأت بسرعة داخل حاوية القمامة وحين بحث عنها الحراس لم يجدوها...بعد أن رحلوا للبحث في مكان آخر استغلت الفرصة ودخلت للمنزل عبر إحدى النوافذ بعد أن كسرت زجاجها

دخلت عبر غرفة فارغة ويبدو أنها تستخدم فقط لتخزين الأغراض القديمة...فتحت الباب ببطء فوجدت الهدوء سائدا في الرواق
-مينا(تفكر) :إحتمالية فشلي في هذه المهمة كبيرة لكنني لن أستسلم...هذه المرة إما هو أو أنا...لن أسمح له بالهروب

كان جين في المطبخ يحضر كوب قهوة وأثناء عودته لمح مينا وهي تسير ببطء ولكنه لم يتعرف عليها
-جين(بصراخ) :هي...أنتِ...قفي مكانك...أي حركة أخرى وسأتواصل مع الشرطة

عندما سمعت صوته ركضت بأقصى سرعة لتحاول إيجاد مخبأ...وبسبب أنه يحمل سلاحا مرخصا لحماية السيد هان فقد أخرجه من جيبه ووجهه نحوها
-جين(بصراخ) :توقفي عن الركض وإلا سأطلق النار

لم تستمع لكلامه لأنها تعرف أنه إن تم القبض عليها فستدخل السجن لذلك لم يتردد جين وأطلق النار عليها فأصابها في ذراعها وسقطت

ركض جين نحوها ليمسكها لكنها رغم إصابتها لم تستسلم ونهضت من على الأرض وهي تمسك ذراعها ثم هربت

كان السيد هان في غرفته وحين فتح الباب ركض عنده جين وترك مينا تهرب
-جين:سيدي...لقد عادت تلك القاتلة المأجورة...علينا الاتصال بالشرطة
-سيد هان:اتصل بهم

اتصل جين بالشرطة وقبل أن يأتوا تمكنت مينا من الهرب وعادت لشقتها وذراعها تنزف والدماء تقطر على الأرض

وصلت للشقة فوجدت كيسو تمسك بالرسالة وتبكي وعندما رأتها فتحت الباب ركضت نحوها
-كيسو(ببكاء) :مينا...حمدا لله أنكِ عدتِ...ظننت أنني لن أراكِ مجددا
-مينا(بألم) :كيسو...ساعديني

نظرت لذراعها فانصدمت
-كيسو:ما الذي حصل؟
-مينا:أخرجي الرصاصة من ذراعي...أرجوكِ
-كيسو(بقلق) :لنذهب للمستشفى
-مينا(بألم) :لا...سيحققون معي وينكشف أمري...أرجوكِ ساعديني...أزيلي الرصاصة وضمدي الجرح فحسب...أنتِ تدرسين الطب صحيح؟
-كيسو:لكنني لم أصبح طبيبة بعد ولم أطبق ما درسته في الجامعة ولا لمرة
-مينا(بألم) :لا يهم...افعلي أي شيء...أرجوكِ
-كيسو:سوف أحاول

لأن كيسو تدرس الطب فقد تذكرت بعض الدروس عن كيفية تضميد الجروح وإسعاف الشخص المصاب برصاصة ولكنها أول مرة تطبقها على أرض الواقع

أولا قامت بربط ذراع مينا في أقصى الأعلى حتى يتوقف نزيف الدم ثم استخدمت مقصا معقما لإخراج الرصاصة من مكانها وبعد أن انتهت قامت بتعقيم الجرح وتضميده ووضعت عليه بعض الثلج ليتوقف نزيف الشرايين ومع كل شيء تفعله كانت مينا تعتصر من الألم
-كيسو:لقد فعلت ما بوسعي لكن الجرح ما يزال مفتوحا...كما أنني درست في الجامعة أن احتمالية حصول كسر أو تمزق أوتار قد تكون كبيرة
-مينا:لا بأس...اتركيه هكذا فحسب وسيشفى
-كيسو:متأكدة أنكِ لا تريدين الذهاب للمستشفى؟
-مينا:لا...أنا بخير...سأختفي لعدة أيام وسأكون بخير



عدل سابقا من قبل بثينة علي في الأربعاء فبراير 01, 2023 6:42 pm عدل 2 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة انْتِقَام أُنْثَى!! (بِقَلُم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة انْتِقَام أُنْثَى!! (بِقَلُم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة انْتِقَام أُنْثَى!! (بِقَلُم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1السبت مارس 19, 2022 1:17 pm

رواية انتقام أنثى : الفصل التاسع



لم تتمكن مينا من النوم تلك الليلة بسبب الألم الذي لا يفارقها...كانت ذراعها مثقوبة والدماء ما تزال تنزف لكنها رغم ذلك مصرة على عدم الذهاب للمستشفى حتى تهدأ قضية اغتيال السيد هان

في يوم الغد جاء سوهو لمنزل كيسو ليخرجا معا ولكنه صدم حين رأى قطرات دم عبر الدرج
-سوهو:ما هذا!؟

تبع القطرات فقادته لشقة مينا وطرق الباب فوجده مفتوحا
-مينا(بألم) :كيسو...ادخلي

ظنته كيسو لكن دخل سوهو بهدوء فرآها ممددة على الأريكة تتألم
-سوهو:لست كيسو...أنا سوهو
-مينا(بألم) :أهلا سوهو
-سوهو:أتيت لأقابل كيسو ولكنني رأيت قطرات دم أمام شقتك...هل أنتِ بخير؟
-مينا(بألم) :أنا بخير...غادر من فضلك

نهضت لترافقه نحو الباب لكنها شعرت بالدوار وكادت تسقط وعندما أمسكها لاحظ أنها تضع ضمادات تحت قميصها طويل الأكمام وهناك دم تسرب للخارج
-سوهو:هل ذراعك مصابة؟
-مينا(بألم) :لا...أنا بخير

أجلسها على الأريكة بهدوء وكانت تتألم كثيرا وتضع يدها على ذراعها باستمرار
-سوهو:آسف لذلك لكن علي التدخل

أمسك بذراعها ورفع كمها فرأى الضمادات مملوءة بالدم تماما
-سوهو:ما الذي أصابك؟
-مينا(بألم) :لا شيء...مجرد إصابة تافهة
-سوهو:سأتفقد جرحك أولا

أزال الضمادات عن ذراعها ولم تستطع حتى مقاومته لأنها ضعيفة ومتعبة وعندما رأى الجرح انصدم
-سوهو:إنه ملتهب...عليكِ تعقيمه
-مينا(بألم) :وماذا تعرف أنت؟
-سوهو:ربما لم أخبرك سابقا لكنني أدرس التمريض...عليكِ الاستماع إلي وإلا ستكون صحتكِ في خطر
-مينا(بألم) :هل ستخبر الجميع أنني مصابة؟
-سوهو:لا...ولن أسألك لماذا أصبتِ وكيف ولا حتى لماذا لم تذهبي للمستشفى...سأعتني بك وأخيط جرحك وبعدها سأغادر كما لو أنني لم أرى شيئا

كانت مينا شبه فاقدة للوعي بسبب الألم لذلك أغمضت عينيها فحسب وأعطت الجرح لسوهو حتى يقوم بالاعتناء به

خرج وأحضر أدوات من منزله مثل الضمادات والمعقمات وخيط الجروح وأحضر معه أيضا محلول تغذية ومنوم فهو يمتلك منها لأنها يستخدمها في الدراسة والتدرب على مهنته

قام بفحص جرحها ولحسن الحظ لم يكن هناك كسور أو قطع في الأوتار...ثم قام بتعقيمه وخياطته بينما هي تتألم وتصرخ وفي النهاية أعطاها إبرة مهدئة وأخرى مسكنة وضعهما لها في محلول التغذية فنامت

كانت كيسو ستغادر وقبل ذلك قررت الذهاب لتفقد مينا وعندما دفعت الباب وجدته مغلقا
-كيسو(بقلق) :ليس من عادة مينا أن تغلق الباب حين تكون في المنزل...هل يعقل أنها تنوي الانتحار؟!

صارت تضرب الباب بقوة إلى أن فتح لها سوهو
-كيسو:ما الذي تفعله هنا؟! وأين مينا؟
-سوهو:نائمة

دخلت بسرعة وتوجهت نحو مينا وتفقدتها
-كيسو:هل هي بخير؟
-سوهو:وضعت لها مهدئا وستكون بخير
-كيسو:لا أعلم كيف أشكرك

صارت تنحني له باستمرار حتى أوقفها
-سوهو:لا حاجة لذلك...مينا هي أيضا صديقتي...أو على الأقل شخص أعرفه
-كيسو:لا تخبر أحدا بما رأيته أرجوك
-سوهو:لن أفعل...ولن أسألك حتى ما القصة
-كيسو:أووه حمدا لله أن لدي صديقا مثلك...لن أنسى معروفك
-سوهو:سآتي لتفحص جرحها كل أسبوع لذا لا تقلقي
-كيسو:شكرا...أنا سأهتم بها لذا يمكنك الانصراف
-سوهو:بالنسبة للشيء الذي اتفقنا عليه لنفعله لاحقا

غادر سوهو فأغلقت كيسو خلفه الباب وذهبت للجلوس بجانب مينا...كانت تراقبها وعيناها مغرورقتان بالدموع وقد تبكي في أي لحظة...جسدها أصبح هزيلا جدا والهالات السوداء ظهرت تحت عينيها من قلة النوم

قررت بعدها أن تعد لها طعاما صحيا لكي تأكله حين تستيقظ فذهبت للمطبخ وعادت بعد الانتهاء

استيقظت مينا بتكاسل ونظرت من حولها فوجدت كيسو تجلس بجانبها
-مينا:أين سوهو؟
-كيسو:لقد غادر
-مينا:لم تعد ذراعي تؤلمني!
-كيسو:لقد أعطاكِ مسكنا...لكن مفعوله سيزول بعد ساعات لذا كوني قوية
-مينا:آه...بلى
-كيسو:رأيتِ؟ إن سوهو شاب رائع...عليكِ الارتباط به
-مينا:أوووف لا أريييييد
-كيسو:لن تجدي شخصا طيبا ووسيما وبارعا ومتفهما مثله
-مينا:أنا جائعة
-كيسو:هففف حسنا...الطعام جاهز...سنتكلم في الأمر لاحقا

أحضرت كيسو صحن طعام لمينا فأكلته كله وأرخت جسدها على الأريكة
-مينا:سأختفي لفترة...أخبري والدك أنني سأدفع له الإيجار لاحقا
-كيسو:ماذا عن المتجر؟
-مينا:سأتوقف عن العمل هناك حتى أشفى
-كيسو:وماذا إن سألني عن السبب؟
-مينا:أخبريه أنني سافرت لمدينة أخرى لظرف طارئ
-كيسو:ألن يتصل ليتأكد؟
-مينا:لن يفعل...هذه ليست من عاداته
-كيسو:حسنا

فعلت كيسو كما طلبت مينا منها وكانت ردة فعل والدها أنه احترم خصوصيتها ولم يزعجها أو يذهب لشقتها...وبالنسبة لجين فقد لاحظ أن مينا لم تظهر لأيام حتى عندما ذهب لمتجر الورود فقد وجد والد كيسو مكانها لذا شعر بالقلق عليها

ذهب جين لشقة مينا وطرق الباب لكن ما من أحد رد عليه
-جين(بصراخ) :مينا؟ هل أنتِ بالداخل؟

لم تجبه مطلقا لذلك حمل هاتفه واتصل بها وعندما رن لم ترد عليه

وقفت مينا خلف الباب تحاول أن تتأكد إذا كان قد غادر ولكنه بقي هناك لبعض الوقت إلى أن جاءت كيسو
-كيسو:أوه جين...أهلا بك
-جين:مرحبا كيسو...أتيت لمقابلة مينا فهل هي بخير؟
-كيسو:بلى...لكنها ليست بالمنزل الآن
-جين:وأين هي؟
-كيسو:لقد سافرت خارج المدينة منذ أيام
-جين:لماذا؟
-كيسو:لديها ظرف طارئ...أعتقد أنه بشأن أقاربها...هل تريد منها شيئا؟
-جين:لا...فقط...أردت الاطمئنان عليها...أرجو أنها بخير...لقد ظننت أن مكروها أصابها
-كيسو:أبدا...لا تقلق
-جين:وأيضا...أود منكِ أن تسأليها إن كانت تأكل جيدا وتنام جيدا...ظننت أنها مؤخرا تعاني من مشاكل في الشهية والنوم
-كيسو:آه...شكرا جزيلا لك...سأسألها
-جين:هذا كل شيء...أراكِ لاحقا

نزل عبر السلالم وغادر ووقتها كانت مينا تسند ظهرها على الباب ونزلت شيئا فشيئا لتجلس على الأرض وتعانق ساقيها بحزن
-مينا(بحزن) :وأنت لماذا تهتم!؟

استمر الحال هكذا لأيام وكانت مينا تختبئ من الجميع وسوهو يأتي كل أسبوع ليفحص ذراعها وفي كل مرة يعقم جرحها كانت تموت من الألم

في آخر مرة جاء ونظر للجرح بتمعن وابتسم
-سوهو:لقد شفي تماما...جيد...الآن لن أضطر لغسله مرة ثانية
-كيسو:الحمد لله...سمعتِ ذلك مينا
-مينا:أشكرك
-سوهو:لكن عليك الحفاظ على صحتك فجروح كهذه عادة تلتئم أسرع من الخارج بينما قد تظل مفتوحة من الداخل واحتمالية شفائها أصعب...لا تحملي الأشياء الثقيلة ولا تمارسي الرياضة وحاولي النوم على جانبك الأيسر لتفادي الضغط على الجرح
-كيسو:أوووو سوهو...أنت تبدو ممرضا بالفعل
-سوهو:ههههه لم أحصل على شهادتي بعد فأنا مجرد متدرب
-كيسو:واثقة أنك ستصبح ممرضا ناجحا وأنا سأصبح طبيبة مثالية فقد أسعفت مينا بنفسي
-سوهو:هههههه أتمنى...سأنصرف الآن...لا تنسي ما أخبرتكِ به
-مينا:شكرا لك

نهض سوهو ليغادر فأوقفته مينا
-مينا:سوهو...آسفة لوقاحتي معك ذاك اليوم
-سوهو:هههههه لا يهم
-مينا:وسأدعوك على الطعام لاحقا لأشكرك
-سوهو:هههههه أنا بانتظارك إذًا

بعد أن غادر حركت مينا ذراعها
-مينا:لا أشعر بألم لكن لماذا لحمي مشدود؟
-كيسو:طبيعي...هذه آثار الخياطة

ذهبت كيسو للمطبخ وأعدت كوبي قهوة لها ولمينا حينها حدقت مينا بالقهوة بحزن
-مينا:كيسو...أنا...أنا...نوعا ما لا أعلم...أنا...
-كيسو:ماذا؟
-مينا(بتوتر) :أنا...س س سعيدة
-كيسو:لأجل ماذا؟
-مينا(بتوتر) :الحقيقة...أنا...لا أعرف كيف أش ش ش...
-كيسو:ها؟!!!!

صمتت مينا ثم عانقت كيسو فحسب
-مينا(بحشرجة) :أنا...فاشلة...في التعبير...عن مشاعري...لكنني حقا...فخورة بصداقتك
-كيسو(بابتسامة) :لقد فهمت كل شيء...أنتِ ممتنة لي وسعيدة بي وتريدين أن تخبريني أنكِ تحبينني لكنكِ لا تعرفين كيف
-مينا(بحشرجة) :بالضبط
-كيسو:أحيانا حين تكون القلوب متآلفة فلا حاجة للكلام...يمكننا فقط أن نفهم بعضنا من خلال عيوننا
-مينا(بحشرجة) :بلى...معكِ حق
-كيسو:تعالي...لنجلس في الحديقة في الهواء الطلق

خرجتا لحديقة المنزل وجلستا بجانب بعضهما
-كيسو:شكرا لكِ أيضا...أنتِ أفضل صديقة في العالم...لا أحد أبدا سيأخذ مكانتكِ في قلبي
-مينا:ماذا عن حبيبك؟ أتحبينني أكثر منه؟
-كيسو(بتجهم) :دعينا منه...لا مجال للمقارنة بينكما فأنتِ أعز وأحب لقلبي منه بملايين المرات

في نفس الوقت كان سيهون قادما إلى هناك ورآهما معا من فوق سور الحديقة
-سيهون(يفكر) :أومو! ما الذي تتحدثان عنه!؟

اختبأ خلف الحائط وبقي يتجسس عليهما
-مينا:لا أصدق أنكِ تحبينني أكثر من سيهون! هذا غريب! ظننت أن الحب يأتي أولا ثم الصداقة
-كيسو:مستحيل...حقا أنتِ لا تقارنين به...أحبك بجنون صديقتي العزيزة
-مينا(بابتسامة) :هذا لطيف...لا أجيد التعبير لكن تخيلي أنني قلت لكِ كلاما لطيفا ههههه
-كيسو:ههههه تخيلت

تعانقتا بحرارة بينما سيهون يشاهد ويسمع كل شيء
-سيهون(بصدمة) :أنا لا أقارن مع صديقتك يا كيسو! تحبينها أكثر مني! كيف أمكنك!

بعد أن تعانقتا لفترة جلستا في الحديقة تتحدثان
-كيسو:ما رأيك أن نذهب للتسوق؟
-مينا:لا أحبه
-كيسو:أعلم...لكننا على الأقل سنقضي وقتا مع بعضنا ونحاول جعلك فتاةً طبيعية
-مينا(بحزن) :أنا لن أعود فتاةً طبيعية مهما حصل لذا لا فائدة
-كيسو:لكن لا بأس بالمحاولة...صحيح؟

فجأة وردت كيسو مكالمة من سيهون
-كيسو:آه...سأذهب وأغير ثيابي وأنتِ أيضا غيري ثيابك ولنلتقي بعد ربع ساعة
-مينا:اتفقنا

دخلت كيسو غرفتها بسرعة وأغلقت الباب ثم ردت على سيهون
-كيسو:ألو
-سيهون(بانزعاج) :ماذا تفعلين؟
-كيسو:أخطط للخروج مع مينا إلى المركز التجاري...لماذا تسأل؟
-سيهون(بانزعاج) :لماذا هي؟
-كيسو:لأنها صديقتي
-سيهون(بانزعاج) :وأنا أليس لدي أي أهمية؟ لماذا لا تدعينني للتسوق؟
-كيسو:عفوا!
-سيهون(بانزعاج) :لا تذهبي معها...أنا من سيذهب معك
-كيسو:يبدو أنك أخذت دور الحبيب على محمل الجد...هل نسيت أننا نمثل؟
-سيهون(بانزعاج) :أعلم...لكن فقط ابتعدي عن تلك المريضة مينا
-كيسو(بصراخ) :كف عن دعوتها بالمريضة...هي ليست مريضة فهمت؟ هي فقط عانت من طفولة صعبة وأصلًا ما علاقتك بها دعها وشأنها
-سيهون(بانزعاج) :هل حقا تحبينها أكثر مني؟
-كيسو(بحدة) :ما علاقة هذا الكلام الآن؟
-سيهون(بانزعاج) :اختاري أحدنا إذًا...إما أنا أو هي
-كيسو(بحدة) :ما الذي تقوله؟! بصفتك من تخيرني بينك وبين أعز صديقاتي؟
-سيهون(بانزعاج) :اختاري فورا
-كيسو(بحدة) :سأختارها هي...ارتحت الآن؟
-سيهون(بانزعاج) :ماذا؟! فضلتها علي!؟ كيف نسيتِ كل أيامنا الجميلة معا!
-كيسو(بحدة) :تلك الأيام في خيالك فقط...نحن لسنا إلا أحمقين يتجولان مع بعضهما حين يشعران بالملل
-سيهون(بانزعاج) :هكذا إذًا؟ شكرا لك...وداعا يا ناكرة الجميل
-كيسو(بحدة) :وداعا

أغلقت الخط ثم ذهبت لتغير ملابسها بكل برود وبعد أن انتهت التقت بمينا وتجولتا معا في المركز التجاري تلقيان نظرة على الملابس

في نفس الوقت جاء سيهون ومعه جين لنفس المركز وبقيا يتجولان فيه
-جين:ما الذي نفعله هنا؟
-سيهون:كيسو ومينا هنا...علي مراقبتهما
-جين:مينا عادت؟
-سيهون:بلى...قالت كيسو أنها ستخرج معها اليوم للتسوق وأريد رؤية ما ستفعلانه
-جين(ببرود) :هذا سخيف
-سيهون:ألا تريد رؤية مينا؟
-جين:بلى
-سيهون:لنبحث عنهما

بينما يتحدثان مر سيهون بجانب زجاج أحد المتاجر فانعكست صورته وبقي ينظر لنفسه
-سيهون(بغرور) :أوووه انظروا من هنا...الوسيم سيهون...مرحبا سيهون الرائع كيف حالك هناك؟ لا بد أنك تقضي وقتا ممتعا وسط الفتيات الجميلات...يسرني رؤية وجه مشرق كهذا في الصباح....مممح ما أجملك مممح...أنا مغرم بك ولا أستطيع إبعاد عيناي عنك

كان الناس من حول سيهون ينظرون إليه باستغراب والبعض منهم ميت من الضحك...حينها ابتعد جين ورفع يديه لأعلى
-جين(بتوتر) :هههههه صدقوني هو ليس أخي ولا أعرفه

بعدها هرب بعيدا
-سيهون(بصراخ) :تعال هنا

ركض سيهون خلف جين لكنه توقف حينما رأى الآخر يتوقف ويحدق بشيء ما...نظر سيهون لنفس الشيء الذي ينظر إليه أخوه فوجده ينظر لمينا وكيسو

عبس سيهون بوجهه وهو ينظر لكيسو وحتى هي الأخرى عبست عندما رأته وتظاهرت أنه غير مرئي وأكملت سيرها
-مينا:أليس هذا حبيبك؟ ما الذي جرى؟ هل تشاجرتما؟
-كيسو(بانزعاج) :انفصلنا

توقفت مينا عن السير فجأة وأمسكت بكيسو من كتفيها
-مينا:أنتِ جادة؟
-كيسو(بانزعاج) :بلى...إنه مجرد غبي أناني يتظاهر أن له سلطة علي

التفتت مينا للخلف نحو سيهون وجين
-مينا(بغضب) :سيهووووون

التفت سيهون فرآها غاضبة وصارت تركض نحوه
-مينا(بغضب) :كيف تجرؤ على تركها؟ لقد انتظرت الفرصة بفارغ الصبر لأضربك

عندما رآها تركض نحوه خاف واختبأ خلف جين
-سيهون(بخوف) :إنها تريد ضربي أمسكوها

حاولت إمساكه لكنه يلتف حول جين ويهرب منها وكلما لحقته هرب في الاتجاه المعاكس
-مينا(بغضب) :تعال هنا...سأبرحك ضربا
-سيهون(بخوف) :أبعدوها أبعدوها
-مينا(بغضب) :اثبت مكانك أيها الـ...

قامت بدفع جين فسقط على الأرض وهكذا أصبحت الساحة فارغة أمامها
-مينا(بغضب) :لن تفلت مني

لم يكن بيد سيهون فعل شيء سوى أنه ركض ناحية أحد المتاجر فلحقت به وحاصرته عند الزجاج الخارجي ثم جهزت قبضتها لتضربه
-كيسو(بصراخ) :سيهوون...انبطح

انبطح سيهون بسرعة فسددت مينا لكمتها وبدل أن تصيبه أصابت زجاج المتجر وكسرته وبسبب أنه حاد جرحها في يدها فصارت الدماء تسيل كالشلالات

بعد أن رأى سيهون ما حصل ابتلع ريقه وهرب بسرعة واختبأ خلف كيسو لكن رغم إصابة مينا فهي لم تهتم لشيء بل توجهت نحوه
-مينا(بغضب) :تعال هنا...لم أنتهي منك بعد
-كيسو:دعيه
-مينا(بغضب) :هذا الشاب تركك...كيف تجرأ على ذلك؟ الانفصال لا يؤذي الشباب مطلقا بل نحن الفتيات اللواتي نتألم منه

ركضت نحوه لتضربه فخاف وتمسك بكتفي كيسو لكن في آخر لحظة صرخت
-كيسو(بصراخ) :لقد كان خدعة...أنا وسيهون لم نتواعد أبدا

كانت مينا ستضربه لكنها أنزلت يدها
-مينا:خدعة!
-سيهون(بخوف) :نعم...آسفان للغاية لا تضربيني أرجوكِ
-مينا:وما الفائدة منها؟
-كيسو:أردنا أن نجمعك بجين فلعلكما تتفقان وتتواعدان

رمشت مينا بعينيها باستغراب ونظرت لجين
-جين:لا تنظري إلي هكذا...لا علاقة لي بالموضوع
-مينا:من دبر هذا إذًا؟
-كيسو:أنا وسيهون...لكن اللوم يقع على عاتقي بالمرتبة الأولى...ظننت أنكِ تشعرين بالوحدة لذلك فكرت في جعلك تواعدين جين وتغيرين من نفسك
-مينا:ما كان عليكِ ذلك
-كيسو(بحزن) :معك حق...لقد تسببت بالكثير من المشاكل

كان بجانبهم صاحب المتجر يستمع لكلامهم
-صاحب المتجر:أحسنتم...لكن من سيدفع ثمن ما تخرب؟
-مينا:أنا سأدفع

رفعت يدها فانتبهت أن الدماء تنزل منها وفجأة سقطت أرضا مغمى عليها

بعد ساعات استيقظت فوجدت نفسها في المستشفى وذراعها ملفوفة بالجبيرة والجميع يجلسون بجانبها
-مينا:أين أنا؟
-كيسو:المستشفى...لقد كسرتِ ذراعك
-مينا(بصدمة) :ماذا! لااااا ليس الآن
-كيسو:ستشفين عما قريب
-مينا:المشكلة ليست هنا...المشكلة أنني...

كانت ستتحدث عن قائمة الأشخاص الذين تريد قتلهم لكنها انتبهت أن جين وسيهون هناك
-مينا:لنتحدث عن الموضوع لاحقا...ماذا عن الرجل الذي حطمت زجاج متجره؟
-جين:لقد دفعت له...لا تقلقي

رمشت بعينيها ثم عادت لتنام مكانها فنغزتها كيسو
-كيسو(بهمس) :اشكريه
-مينا:لا أحد طلب منه مساعدتي
-كيسو(بتوتر) :ههه هذه طريقتها لقول شكرا
-جين:لا بأس...لم أتوقع منها الشكر...أنا جنتلمان وعلي فعل ما تمليه علي أخلاقي
-مينا:تتظاهر بالأخلاق بينما أنت في الحقيقة وغد كبير
-كيسو(بحدة) :مينا...كفي عن إهانته
-مينا:وأنتِ كفي عن الدفاع عن الرجال...لأي جانب تنتمين بالضبط؟
-كيسو(بحدة) :لست منحازة لأي جانب...أنا مع الحق فقط

أصبح الجو هناك متوترا والجميع منزعجين لذا قرر سيهون التدخل لحل الوضع
-سيهون:كفى يا رفاق...لنهدأ قليلا...انظروا جميعكم في وجهي وتأملوا الجمال الرباني واسترخوا هههههههههههه
-كيسو:تشه ههههه
-جين:ههههههههههههه
-مينا(ببرود) :هل علي الضحك قبل النكتة أم بعدها؟
-سيهون:الناس عادة يضحكون في نهاية النكتة لكن من باب التغيير يمكنكِ الضحك قبلها
-مينا(بغضب) :أيها الـ...

بحثت من حولها فلم تجد سوى علبة الإسعاف فحملتها لتضربه بها لكنه اختبأ خلف كيسو
-كيسو(بحدة) :هذا يكفي...اهدأوا قليلا...رأسي سينفجر
-مينا:متى يمكنني الخروج؟
-كيسو:ستخرجين فورا فذراعك بخير
-مينا:جيد...وما الذي يفعله هذان الغبيان هنا؟ لماذا لا يغادران فحسب؟
-كيسو(بحدة) :إنهما هنا للاطمئنان عليك
-جين:لا بأس...سنغادر...هيا سيهون

لم تبدو على جين أي تعابير وجه لذا عرفت مينا أنه غاضب...بعدما غادر هو وسيهون بقيت كيسو مع مينا
-كيسو:لماذا تعاملينه هكذا؟
-مينا:لأنني غاضبة...لدي قائمة علي إنهاؤها بسرعة لكن بسبب الرصاصة التي في ذراعي تأخرت شهرا والآن سأتأخر شهرا آخر بسبب الكسر
-كيسو:كل ما يحصل هو خطؤك...لو أنكِ رميتِ فكرة الانتقام هذه من رأسكِ لما وصلتِ إلى هنا
-مينا:لن أفعل
-كيسو:ما الذي ستفعلينه بعد أن تكملي القائمة؟
-مينا(بابتسامة) :سؤال جيد...سأغسل نفسي من الذنوب وأعود إنسانة طبيعية كما كنت...سأبدأ من الصفر وأجعل نفسي فتاة جديدة ونقية
-كيسو(بلطف) :أووووه مجرد التفكير بالأمر يجعلني أشعر بالهدوء
-مينا(بابتسامة) :أتطلع لذلك اليوم



عدل سابقا من قبل بثينة علي في الأربعاء فبراير 01, 2023 7:44 pm عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة انْتِقَام أُنْثَى!! (بِقَلُم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة انْتِقَام أُنْثَى!! (بِقَلُم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة انْتِقَام أُنْثَى!! (بِقَلُم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1السبت مارس 19, 2022 1:55 pm

رواية انتقام أنثى : الفصل العاشر



ذهب جين لمدينة بوريونغ واستغرقت الرحلة ساعات وأخيرا وصل للعنوان المطلوب وطرق الباب
-جين:سيدة شياو؟
-شياو:نعم
-جين:أريد سؤالك عن السيدة كيم سولهيون
-شياو:هل أنت من قسم الشرطة؟
-جين:لا
-شياو:إذًا لماذا تبحث في أمرها؟ لقد ماتت منذ زمن طويل
-جين:قيل أنها ماتت بمرض خطير لكنني لا أثق بكلامهم
-شياو:أنا أيضا لا أثق بكلامهم ولكن لا علاقة لي بالموضوع
-جين:أرجوكِ ساعديني...ليس لدي غيرك...أنا أبحث في القضية منذ زمن وعلي معرفة الحقيقة
-شياو:بصفتك من؟
-جين:ابنها

فتحت عينيها من الصدمة وصارت تتذكر ما حصل ذلك الوقت...سولهيون بالفعل كان لديها طفلان وكانا يزوران قصر السيد هان باستمرار وتراهما يلعبان بالجوار
-شياو:هل أنت الأكبر أم الأصغر؟
-جين:الأكبر

أمسكت به من ياقة قميصه وقامت بهزه
-شياو(بحدة) :أنت الذي كسرت المزهرية غالية الثمن وأنا من دفعت ثمنها؟
-جين(بتوتر) :ههه يبدو أنكِ تتذكرينني...لكنني لا أتذكر شيئا عنك
-شياو(بحدة) :ما الذي تريده؟
-جين:أخبريني كل ما تعرفين عن أمي
-شياو:كانت لطيفة وجميلة والجميع يحبونها...حتى السيد هان
-جين:هل حقا هناك علاقة بينهما؟
-شياو:الجميع قالوا ذلك...لكن أنا رأيت بعيني
-جين:ماذا رأيتِ؟
-شياو:رأيتها تتسلل لغرفته ويلتقيان
-جين:متأكدة أنه ليس لأجل العمل؟
-شياو:ههههههه لماذا قد تتسلل لأجل العمل؟
-جين:هل من أدلة أخرى أيضا؟
-شياو:بلى...والدتك كانت خادمة ورغم ذلك فهي تملك الكثير من المال وتشتري الملابس والحقائب...هذا إن دل على شيء فيدل أن السيد هان يعطيها مالا وفيرا...حين تفكر جيدا تجد أن ذلك المال لم يكن كرما منه بل لأن بينهما علاقة
-جين:وكيف مرضت أمي؟
-شياو:لا أحد يعلم...وقتها كنا مجتمعات إلى أن جاء رئيس الخدم وأخبرنا أنها مريضة بمرض معدي ولا يمكن لأحد الاقتراب من غرفتها...وبعد أيام تم إعلان موتها وتم دفنها
-جين:لا يمكنني تصديق أي شيء
-شياو:إذا أردت أيضا معرفة المزيد فاسأل رئيس الخدم إذا مازال يعمل هناك...لقد كان على علم بما يجري
-جين:آه...فهمت...أشكرك سيدتي
-شياو:تذكرت شيئا آخر أيضا...والدتك كانت تمتلك صديقة مقربة وتخبرها بكل أسرارها لكنني لا أملك أدنى فكرة أين هي
-جين:ما اسمها؟
-شياو:بيون جيسي
-جين:شكرا لك

في منزل مينا كانت هي وكيسو تشاهدان فيلما معا
-مينا:هناك مشكلة...إن جين عائق في طريقي الآن
-كيسو:وما الحل؟

حملت مينا السكين الذي تقشر به الفاكهة من على الطاولة وبقيت تحدق به للحظات
-مينا:أخشى أنه ما من حل آخر
-كيسو(بخوف) :لاااااا...إياكِ وإيذاؤه
-مينا:حاليا لن أفعل...لكن إن تعرض لي فسأفعلها
-كيسو(بخوف) :لااااا...إلا جين...إنه مناسب لك
-مينا:توقفي عن البحث عن الشخص المناسب لي
-كيسو:لماذا؟
-مينا:لأجل ذلك الأمر...أنتِ تعرفين
-كيسو:وما علاقة ذلك الأمر بك؟ من بقي يهتم على كل حال
-مينا(بحزن) :لكن...ليس من السهل أن يتم اغتصابك في السادسة عشرة
-كيسو:وهو اغتصاب كما قلتِ...لا ذنب لكِ فيه
-مينا(بحزن) :وهل سيصدقون إن أخبرتهم؟ أعني الأشخاص الذين أواعدهم
-كيسو:هذا إن سألوا من الأساس...لا أعتقد أن أحدا يهتم...أريدك أن تتجاهلي هذه التفاهات وتواعدي رجلا يهتم بكِ وتتزوجيه حينها ستتغير حياتك ويصبح كل شيء جميلا

حاولت مينا الابتسام لكنها في أعماقها ستصاب بالجنون بسبب كل الأمور المؤلمة التي حصلت معها

ذات يوم خرجت من شقتها فوجدت أمام الباب وردة حمراء ورسالة مزخرفة وجميلة تفوح منها رائحة العطر...حملت كلاهما ودخلت للشقة وأغلقت الباب وقرأت الرسالة التي تقول "أرجو أن تتحسني بسرعة لأتمكن من رؤيتك...كلي الكثير من الأطعمة الغنية بالكالسيوم ونامي جيدا ولا تنسي عدم إتعاب نفسك...التوقيع جين"

كلامه أثر فيها كثيرا مما جعلها تستلقي أرضا وتحدق بالسقف بشرود وعيناها مغرورقتان بالدموع
-مينا(بحزن) :كيف يمكنك أن تكون غبيا هكذا؟ لقد حاولت أن أجعلك تكرهني بشتى الطرق...لماذا لا تتوقف عن الاهتمام بي فنهاية قصتنا واضحة...إما أن تقتلني أو أقتلك...غبي

نهضت لترمي الوردة والرسالة في القمامة لكنها وقفت بجانبها بشرود ولم تستطع فعلها...مهما كانت تلك الرسالة مزعجة فهي تحرك مشاعرها وتجعلها تشعر أن هناك فعلا رجلا يهتم لها لأجل نفسها وليس لجسدها

استمر الحال هكذا فقد كان جين يرسل الورود والرسائل لمينا ويقول لها عبارات تحفيزية تجعلها تتأثر وتكاد تبكي...وبعد أن شفيت ذراعها أزالت الجبيرة وذهبت مباشرة لمنزلها
-مينا:وأخيرا...لقد انتظرت هذا اليوم بفارغ الصبر...وأخيرا سأقتل ذلك الحقير الذي جردني من أنوثتي

ارتدت ملابس عادية ووضعت باروكة شقراء وتبرجا قاتما ثم خرجت

الساعة الحادية عشرة ليلا...كان هناك شاب يدعى "هانك" عائد من العمل للمنزل وأثناء سيره أحس أن هناك شخصا ما يلحق به وعندما التفت رأى مينا تقف خلفه ومعها مقص لقص الأشجار
-مينا:سيد هانك...لم نلتقي منذ زمن...كيف حالك؟
-هانك:مينا!
-مينا:واااو! من بين الجميع أنت الوحيد الذي تعرف علي من أول برهة
-هانك:ما الذي تريدينه؟
-مينا:هناك دين صغير علي الوفاء به لك

اقتربت منه بهدوء فتراجع للخلف
-هانك(بصراخ) :لا تقتربي مني

هرب بأقصى سرعة وتوجه نحو منزله وعندما وصل أغلق الباب بإحكام وأغلق كل النوافذ وحمل سكينا

كانت مينا تملك نسخة من مفتاح منزله لأنها في يوم من الأيام كانت تعمل عنده فتنظف بيته وتغسل الملابس والأواني في غيابه مقابل مبلغ مالي بسيط تعيش به

فتحت الباب ودخلت وبمجرد أن رآها وجه السكين في وجهها
-هانك(بصراخ) :ما الذي تريدينه؟
-مينا:الانتقام
-هانك(بصراخ) :كنت يومها ثملا...لم أدرك ما فعلته
-مينا:لم تكن...لا حاجة للتحجج بالأكاذيب

أرادت الاقتراب منه لكنه هرب للغرفة المجاورة لكن قبل أن يغلق الباب رمت المقص الذي كان بيدها فانغرز في ظهره وسقط أرضا

جرته ووضعته في وسط الغرفة والدماء تنزف من ظهره بغزارة وبما أنه مصاب فقد كان يتألم ولا يستطيع حتى الدفاع عن نفسه

أخذت مقص الأشجار مجددا وحملته بين يديها
-مينا:كم فتاة اغتصبت بعدي بالضبط؟
-هانك:ل ل ل لا أحد
-مينا:وقبلي؟
-هانك:ل ل ل لا أحد
-مينا:إذًا أنا كنت الضحية الوحيدة لك! لا يمكنني تصديقك
-هانك:ل ل ل لا تقتليني...أرجوكِ دعيني أن ن نجو
-مينا:أتذكر تلك الليلة؟ لقد وضعتني بالغرفة وأغلقت الباب...كنت فتاة في السادسة عشرة ضعيفة ومسكينة...توسلتك مئات المرات أن تتركني أخرج وسأعطيك كل مال الدنيا...لكنك رفضت...لقد اغتصبتني بوحشية لدرجة كدت أموت
-هانك(ببكاء) :أ أ أرجوكِ سامحيني...د د دعيني أذهب
-مينا:تؤ تؤ تؤ...أنت من الأشياء التي ما كان يجب أن توجد في العالم...سأتحمل ذنبك وأقتلك فقط لأجل أن لا تمر أي فتاة أخرى بنفس تجربتي...لكن قبل ذلك أعرفك على صديقي المقص

حملت مقص الأشجار وبقيت تكلمه كما لو أنها فقدت عقلها
-مينا:سيد مقص مرحبا...أعرفك على الرجل الذي اغتصبني وأنا ما أزال قاصرا بريئة...هل تساعدني في الانتقام منه؟

هزت المقص كما لو أنه يقول نعم
-مينا:لقد قال نعم
-هانك(ببكاء) :مجنونة...ما الذي ستفعلينه؟
-مينا:سأعذبك قليلا قبل أن أقتلك...سأقطع العضو الذي اغتصبتني به؟
-هانك(ببكاء) :لاااا...من فضلك لا تفعلي...أتوسل إليك...اتركيني أذهب وأقسم أنني سأعوضك عما حصل
-مينا:لا تستطيع...بسببك خسرت نفسي وأصبحت مجرمة...إضافة لأنني أصبت بعقدة نفسية من الرجال وصار من الصعب أن أحب وأدخل في علاقات...إن حالي يرثى لها...هل يمكنك إصلاح كل هذا؟

حملت المقص ووجهته نحو بنطال هانك بينما هو يرتجف ويتوسل أن ترحمه
-مينا(ببرود) :أنا بشر صدقني...وأتألم على ما أفعله أكثر منك...لكنني لن أرحم من لم يرحمني...أولا ودع رجولتك كما جعلتني أودع أنوثتي وثانيا ودع حياتك

أمسكت كلا ذراعي المقص وضغطت عليهما بكل قوة وبرود فأصدر هانك صرخة مدوية من الألم ملئت كل المنزل ورغم ذلك هي لم تهتم أو تتركه يعيش حتى فبعد دقائق من ألمه ومعاناته قامت بضرب رأسه بالمقص مرات متوالية إلى أن انكسرت جمجمته ثم مات

عادت للمنزل وترنحت يمينا وشمالا...فجأة صارت تعانق ساقيها وترتجف وتنظر من حولها فترى الحائط مليئا بعلامات الأيدي الحمراء المخيفة كما لو أنها دم وتهديدات

نامت على الأرض من شدة خوفها وفي الصباح الباكر كانت كيسو ذاهبة للجامعة فقررت الاطمئنان عليها وعندما دخلت شقتها وجدتها نائمة على الأرض
-كيسو:مينا...ما الذي تفعلينه على الأرض؟

فتحت مينا عينيها ونظرت من حولها ثم نهضت وهي تمسك أطرافها المتألمة
-مينا:كم الساعة؟
-كيسو:التاسعة
-مينا:علي الذهاب للعمل
-كيسو:ما الذي تفعلينه على الأرض؟
-مينا:لقد غفوت دون أن أشعر
-كيسو:كيف تنامين هكذا!
-مينا:سأكون حذرة المرة القادمة
-كيسو:سأذهب للجامعة...لنتكلم لاحقا

ذهبت مينا لمتجر الورود بعد أن تجهزت ثم اشترت الفطور في طريقها الذي هو عبارة عن شعيرية جاهزة وقنينة عصير

بينما تتناول فطورها جاء جين إليها ووقف يحدق بها
-مينا:ماذا؟
-جين:لا شيء
-مينا(ببرود) :شكرا لأنك توقفت عن إزعاجي بورودك ورسائلك التافهة
-جين:العفو
-مينا:ماذا تريد؟
-جين:لا شيء
-مينا:هل ستقف تحدق في وجهي هكذا فحسب؟
-جين:بلى
-مينا:ليس لدي خيار سوى الاتصال بالشرطة

حملت هاتفها لتتصل بالشرطة ولكنه لم يشعر بأي قلق بل وضع يده على خده وبقي ينظر إليها
-جين(بابتسامة) :لماذا تتصلين بالشرطة في حين أنكِ تستطيعين إبراحي ضربا؟ لقد تغيرتِ كثيرا مؤخرا...ترى هل هذا يعني أنكِ تستلطفينني؟

رمشت مينا عدة مرات بعدم فهم
-جين(بابتسامة) :لماذا لا تقولين فقط أنكِ تريدين أن تكوني حبيبتي وانتهى
-مينا:آه فهمت...يبدو أنك اشتقت للمكنسة

أمسكت بالمكنسة وأشارت بها في وجهه فشعر بالخوف
-جين(بتوتر) :ههههه اهدأي...كنت أمزح

ركضت خلفه فهرب وخرج من المتجر وعندما لحقت به وجدته هرب بعيدا بحيث لا تستطيع إمساكه...فجأة أحست بقطرة ماء تهطل على وجهها فمسحتها ووقفت مكانها فصار المطر يهطل بغزارة

رفعت رأسها للسماء وبقيت تنظر للغيوم التي تُنزل الأمطار بدهشة كما لو أنها رأت شيئا غريبا
-مينا(بدهشة) :إنه المطر!

كان جين بالقرب منها فرآها وهي تحدق بالسماء واستغرب منها...بعد أن وقفت لحظات رمت المكنسة من يدها وراحت تركض تحت المطر وتقفز وهي ترفع يديها للسماء وتصرخ
-مينا(بصراخ) :مطر...مطر...إنه المطر...أخيرا قد نزل المطر...لقد نزل لأجلي

أثارت تصرفاتها قلق جين خاصة أن الجو بارد وإن تبللت ستمرض مجددا لذا تقدم منها عدة لخطوات ليمنعها لكنه رآها فجأة تجلس على الأرض وتعانق ساقيها وقبل أن يصل إليها سمعها تغني أغنية مرعبة
-مينا(تغني) :سئمت الحياة...سئمت البشر...أريد أن أموت...أروني الطريق للجحيم...ماريا أين أنتِ؟ خذيني معك لعلني أرتاح...لماذا رحلتِ بدوني؟ أمي أبي ليتني كنت معكما وقت وقوع الحادث...لماذا رحلتم جميعا وتركتم لي الألم؟ أريد أن يغسلني المطر من ذنوبي...أريد أن أنسى كل ما فعلته

فجأة رفعت قبضتها وضربت الأرض بقوة وهي تبكي
-مينا(بصراخ) :أريد أن يغسلني المطر من ذنوبي

رمت نفسها على الأرض وبقيت تراقب المطر المتساقط من السماء إلى أن جاء جين ووقف عند رأسها
-جين:أنتِ بالفعل خرقاء...كيف تفعلين هذا وسط المطر؟
-مينا:لا يهم
-جين:رأيتِ؟ لقد تبللتِ من رأسك لأخمص قدميك
-مينا:جين...أشعر بالبرد في قلبي

رمش جين بعينيه من شدة صدمته فقد ظن أنها ستمسح الأرض بكرامته
-جين:تعالي لشقتي

خرجت كيسو من الجامعة بعد أن أنهت محاضراتها فوجدت الأمطار تنزل بغزارة
-مومو:مؤسف...يبدو أنني سأتبلل
-داهيون:سأتصل بوالدي ليقلني
-مومو:خذيني معك
-داهيون:حسنا...كيسو هل تأتين؟
-كيسو:حسنا

كانت ثلاثتهن تنتظرن السيارة لتصل لكن فجأة ظهر سيهون وهو يحمل مظلة ووقف بالقرب منهن
-داهيون:أليس ذلك سيهون؟
-مومو:فعلا...ما الذي يفعله هنا؟
-كيسو(ببرود) :لا بد أنه جاء ليجذب انتباه الفتيات
-داهيون:أو ليصالح مومو هههههه
-مومو:ههههه ربما

كانت بالقرب من هناك مجموعة من الفتيات فبقين يحدقن بسيهون ويعلقن
-واو إنه وسيم
-أوووو هل هذا الشاب يدرس هنا؟
-يعجبني...ترى هل هو مرتبط؟
-يال وسامته!

تجاوز سيهون كل أولئك الفتيات ثم وقف أمام كيسو ومومو وداهيون
-سيهون:كيسو
-كيسو(ببرود) :ماذا؟
-سيهون:أتيت لآخذك لكي لا تتبللي
-داهيون(بهمس) :إذًا لم يأتي لأجلك يا مومو ههههه
-مومو(بهمس) :من يهتم

وصلت سيارة والد داهيون وتوقفت أمام الكلية
-والد داهيون:صغيرتي...هيا بنا
-داهيون:قادمة

صعدت داهيون أولا ثم لحقت بها مومو
-داهيون:كيسو...هل ستأتين؟

حدقت كيسو بسيهون لفترة ببرود ثم التفتت للسيارة
-كيسو:قادمة

فتحت باب السيارة لتصعد ثم نظرت خلفها فرأت نظرات سيهون نحوها مما جعلها تشعر بالحزن والندم
-كيسو:سأذهب معه...شكرا داهيون

توجهت كيسو نحو سيهون ووقفت معه تحت المظلة
-كيسو:هيا بنا

ذهبت مينا لمنزل جين وقام بإعطائها بيجامته لترتديها فهي مريحة ودافئة ثم أعطاها منشفة لتنشف شعرها وبينما تمرر المنشفة على خصلات شعرها كان يضع يده على خده ويراقبها
-مينا:كف عن التحديق بي
-جين:لماذا أنا معجب بك؟
-مينا:وأنا ما أدراني؟!
-جين:هل لأنكِ جميلة أم لطيفة أم غريبة أطوار أم باردة؟
-مينا:هيييي لست لطيفة...أنا شرسة
-جين:لا أراكِ كذلك
-مينا:كيف تفكر بأنني لطيفة وقد أبرحتك ضربا من قبل؟
-جين:ضربك بالنسبة إلى هو لمسات ناعمة ودافئة

نظرت نحوه بغضب ثم حملت مزهرية رأتها بجانبها لتضربه بها
-جين(بخوف) :حسنا حسنا سأخرس
-مينا:من الأفضل أن تبقى صامتا حتى تجف ملابسي وأغادر

كان سيهون وكيسو يسيران تحت المظلة والمطر ما يزال يتساقط وكان كلاهما صامتا
-سيهون:لماذا غيرتي رأيك فجأة وقررتِ المجيء معي؟
-كيسو(ببرود) :لأنك أتيت من أجلي ومن الوقاحة إحراجك
-سيهون:حقا هذا كل شيء؟
-كيسو(ببرود) :بلى
-سيهون:لماذا نحن نتصرف هكذا ناحية بعضنا؟
-كيسو:ربما لأن صداقتنا انتهت وحان الوقت للتوقف عن رؤية بعضنا هكذا

فجأة توقف سيهون عن السير وأنزل رأسه
-سيهون:تودين حقا إنهاء صداقتنا؟
-كيسو:نعم
-سيهون:لماذا؟
-كيسو:لست بحاجة لسبب لأقطع العلاقة مع الناس...سأقطعها فقط حين أريد وأينما أريد

أعطى المظلة لها ثم ركض بعيدا تحت المطر وتبلل...أكملت الأخرى سيرها بمفردها دون اكتراث ثم صارت تركض لتلحق سيهون بعد أن أدركت أن ما فعلته وقاحة

وصلت لشقة سيهون وجين فوجدت سيهون يجلس في الدرج ورأسه مطأطأ للأرض فجلست بجانبه
-كيسو(بحزن) :لا تتصرف كالأطفال...نحن مجرد صديقين نعرف بعضنا من فترة قصيرة لذا من السهل أن نمضي في حياتنا
-سيهون(بحزن) :مخطئة...أنتِ لستِ مجرد صديقة بالنسبة لي
-كيسو:أنا أخت صحيح؟
-سيهون(بحزن) :ولا أخت...أنتِ الفتاة التي تمنيت أن أبني مستقبلي معها...لكنكِ لا تكنين لي نفس المشاعر لأنني شخص تافه
-كيسو(بصدمة) :هل ما قلته للتو صحيح أم مجرد مقلب؟
-سيهون(بحزن) :لست في مزاج للمقالب...ظننت أنه من الأفضل لي أن أمسك مشاعري في داخلي ولكن بلا فائدة...هذه المشاعر تجرحني...ها أنا أخيرا أعترف لك
-كيسو(بخجل) :هذا لم يكن متوقعا...أنا أيضا لدي شيء أعترف به...أظن أنني منجذبة لك قليلا
-سيهون(بصدمة) :حقا! حتى رغم تفاهتي وتصرفاتي المقرفة!؟
-كيسو(بخجل) :لا أراك تافها ومقرفا...بل أظن أنك عفوي ومسلي...بغض النظر عن ثقتك الزائدة فأنت شخص ثمين
-سيهون(بحشرجة) :كيسو...كلامك هذا جعلني...

فجأة عانقها وبقي يبكي على كتفها بينما مخاطه ودموعه تتنازل عليه
-كيسو(بتقزز) :ملابسي...يال قرفك!

دخل سيهون المنزل ولحقته كيسو وعندما رأيا مينا هناك بملابس جين انصدما
-جين:آه لقد عدت...تعال لتناول الطعام
-سيهون(باستغراب) :منذ متى تطبخ!؟
-جين(بتوتر) :ههه دائما...هل نسيت؟
-سيهون:قلت مليون مرة أنك تكره الطبخ وستتزوج فتاةً لتطبخ لك

كانت بيد جين ملعقة فرماها على سيهون لكنه انبطح
-سيهون:الجميع يعتبرني دمية ملاكمة ورماية
-كيسو:ما الذي تفعلانه معا؟
-مينا:تبللت ملابسي فأتيت إلى هنا...وأنتما؟
-سيهون(بحماس) :نحن الآن نتواعد
-جين:خدعة أخرى؟
-سيهون:لا...هذه المرة أقسم أنه حقيقة
-كيسو:صحيح
-مينا:سيهون...مبارك لكما...أنت تعرف بالفعل ما سيحل بمن يخدع صديقتي لذا كن حذرا مفهوم؟

ابتلع سيهون ريقه ثم حاول الابتسام بتكلف
-سيهون:أكيد...من سيجرؤ على خداعها أصلا؟
-جين:بما أننا اجتمعنا اليوم فلنتناول الطعام معا
-سيهون:إنها أول مرة تطبخ لنا لذا أنا قلق من مذاق الطعام
-جين(بانزعاج) :اخرس...وجدت شخصا يطبخ لك وتتذمر...على كل تذوق واحكم بنفسك
-كيسو:يتشاجران أكثر مني أنا وأختي...تذكرت ليس لدي أخت هههههه

أخفضت مينا رأسها للحظات حين تذكرت أختها ولكنها تجاهلت الأمر ونهضت لتأكل


عدل سابقا من قبل بثينة علي في الخميس فبراير 02, 2023 12:13 pm عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة انْتِقَام أُنْثَى!! (بِقَلُم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة انْتِقَام أُنْثَى!! (بِقَلُم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة انْتِقَام أُنْثَى!! (بِقَلُم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1السبت مارس 19, 2022 3:40 pm

رواية انتقام أنثى : الفصل الحادي عشر



جلس كل من جين وسيهون وكيسو ومينا يتناولون الطعام وكانت مينا تأكل بشراهة شديدة ثم وضعت أعواد الطعام ونهضت
-مينا:علي المغادرة...العمل ينتظرني
-كيسو:لكن ألن تبقي لتحتفلي معنا بمناسبة مواعدتي أنا وسيهون؟
-مينا:تهانيا لكما...سأشتري لكما هدية لاحقا لكن الآن علي الذهاب

ذهبت مينا لملابسها المعلقة عند المدفأة وعندما تأكدت أنها جفت ارتدتها ثم لبست حذاءها وخرجت
-جين:أنا أيضا ذاهب
-سيهون:ألن تحتفل معنا أنت الآخر؟
-جين:سأحتفل لاحقا
-سيهون:هفففف لا يهم...سنحتفل بأنفسنا

ارتدى جين حذاءه وأسرع لللحاق بمينا وبقي يسير خلفها...كان المطر وقتها قد توقف والشارع هادئ ولا يوجد غيرهما...استدارت نحوه وقطبت حاجبيها بانزعاج
-مينا:ما الذي تفعله؟ هل تخطط لاختطافي؟
-جين:لا أجرؤ...إن حاولت فقط التفكير بالأمر فستبرحينني ضربا
-مينا:محق...لذا لا تعبث معي

أكملت سيرها وبقي جين يسير خلفها ولأنها لا تريد ضربه قامت بتجاهله فقط وأكملت طريقها...فجأة ارتسمت ابتسامة جميلة على وجهها دون أن تشعر بها...كانت هذه أول مرة تبتسم بسبب شاب

بينما هما يسيران في الطريق رأت مطعما صغيرا وبالخارج طباخ يوبخ النادلة ويصرخ عليها حتى أنه دفعها بأطراف أصابعه وبقي يشير بإصبعه بوجهها مهددا بالطرد

لم تحتمل مينا ذلك المنظر وأسرعت نحوهما ودفعت الطباخ
-مينا(بغضب) :أنزل يدك ولا تحاول لمسها مفهوم؟
-الطباخ:من تكونين أنتِ؟
-مينا(بغضب) :لست بحاجة لتعرفني...لا تصرخ على فتاة ولا تهددها أيها الحقير
-الطباخ:حقير!

حينما تأزم الوضع تدخل جين لكي يحل الموقف وأمسك بمينا ليبعدها عن هناك
-جين:لا تتدخلي...دعيهم في شؤونهم واهتمي بشؤونك
-مينا(بغضب) :لكنه يصرخ على فتاة
-جين:إنها موظفته...ربما ارتكبت خطئًا ما
-مينا(بغضب) :لكن ليس من حقه معاملتها كما لو أنها تتسول عنده...إنها تعمل وتتعب بكرامتها فلماذا يعاملها هكذا؟!
-جين:هناك سبب بالتأكيد
-مينا:هناك سبب ها؟

أبعدت ذراعيه عنها ثم ركضت نحو الطباخ وركلته على رجله فوقع ثم هربت
-جين:عيب...إنه أكبر منك في السن
-مينا:هههههههههههههههههه تستحق ذلك لأنك تحتقر فتاة
-جين(يفكر) :هفففففف هذه الفتاة جنت بكل تأكيد

عادت مينا للمنزل وتفقدت قائمة الأهداف فانتبهت أنها لم تحذف هانك بعد حينها قامت بحذفه وصارت تتذكر ما حصل

• قبل 7 سنوات:
كانت مينا في السادسة عشرة من عمرها وتعمل كمنظفة للمنازل مقابل مبلغ مالي تعيش به...في كل مرة كان يستدعيها أحد لتنظف منزله وكذلك السيد هانك استدعاها عدة مرات ولأنه رأى أنها جميلة أصبح يستدعيها باستمرار وأعطاها مفتاح الباب...وطوال الوقت كان يجلس بالقرب منها ويراقبها وهي تعمل ويتحرش بها عن طريق نظراته...لكن في يوم من الأيام استغل تأخر الوقت وقام بإغلاق الباب عليها واغتصبها من دون رحمة...كانت مينا وقتها مراهقة ولا تعرف كيف تتصرف لذا صمتت على الأمر فحسب لكن من يومها ازدادت لديها العقدة النفسية وصارت تكره حتى أن يلمسها رجل عن طريق الخطأ...تلك الليلة كانت مؤلمة بالنسبة إليها خاصة أنها قاصر ولم يكتمل نموها الجسدي بعد...الأصعب في الأمر أن ضحايا الاغتصاب لا يمكنهم الكلام عما حصل معهم...مهما بحثت حول العالم فلن تجد فتاةً تم اغتصابها تتحدث عن الموضوع بطلاقة...كلهم يخجلون ويرتجفون لمجرد تذكر الأمر لذا يبقى عقدة لديهم طوال الحياة وسرا يحتفظون به فقط لأنفسهم

••••••••••••••••••••

عادت لوعيها فوجدت نفسها ما تزال ترتجف وحالتها مزرية...لكن عندما تأملت القائمة وجدت أنها على وشك الانتهاء...لم يبقى سوى اسمين فقط وينتهي كل شيء

في تلك الليلة أعدت طعاما شهيا ووضعته في علبة طعام ثم خرجت متوجهة لهدفها القادم

توجهت لأحد المنازل وطرقت الباب ففتح لها رجل في الأربعينات يدعى السيد مين
-سيد مين(بثمالة) :من؟ مينا!
-مينا:بلى...كيف حالك سيد مين؟
-سيد مين(بثمالة) :بخير
-مينا:أرى أنك مازلت مدمنا على الشرب
-سيد مين(بثمالة) :الشرب هو حياتي...عليكِ أن تجربي
-مينا:لا شكرا...أحضرت لك بعض الطعام...هل تسمح لي بالدخول؟
-سيد مين(بثمالة) :طبعا...ادخلي

دخلت فرأت البيت في حالة يرثى لها فهو متسخ ومقرف وزجاجات الكحول مرمية في كل مكان...وضعت الطعام على المائدة ثم جلست
-مينا:تفضل بالأكل
-سيد مين(بثمالة) :منذ متى تهتمين لأمري وتطبخين لي؟ هههههههه...لا شك أنه طعام مسمم
-مينا:ههههههههه سيد مين...أنت فكاهي جدا
-سيد مين(بثمالة) :رائحته شهية...سأبدأ الأكل

أكل كل الطعام بشراهة ووضع الأطباق أمامه فارغة
-سيد مين(بثمالة) :واااو! أنتِ طباخة مذهلة...كان علي معاملتك جيدا حتى تظلي معي في هذا البيت وتخدميني ههههههههههه
-مينا:رأيت؟ أنت الخاسر الوحيد
-سيد مين(بثمالة) :لم يفت الأوان بعد...فلتعودي للعيش معي
-مينا:لكنك كنت تضربني
-سيد مين(بثمالة) :لن أفعل مجددا أعدك
-مينا:وتحرمني من الطعام
-سيد مين(بثمالة) :سأقطع يدي إن فعلت ذلك مجددا
-مينا:وتحبسني في الغرفة المظلمة
-سيد مين(بثمالة) :لن أكررها أبدا
-مينا:وتحرمني من الملابس والدراسة
-سيد مين(بثمالة) :كنت سيئا حقا لكن أريد تصحيح خطئي
-مينا:ولا حتى تشتري لي ملابس أتدفؤ بها في الشتاء وتطردني لأبيع الخبز في الجو البارد
-سيد مين(بثمالة) :أعلم أعلم أنا غبي...لنعقد الصلح اليوم ولتعودي للعيش معي
-مينا:موافقة

أخرجت من حقيبتها زجاجة نبيذ حمراء غالية الثمن ووضعتها على الطاولة
-مينا:لنشرب نخب عودتنا للعيش تحت سقف واحد

نظر للزجاجة بإعجاب شديد فهو عادة يشرب فقط الشراب الرخيس القيمة أما تلك فلم يتذوقها في حياته
-سيد مين(بثمالة) :أريد تذوق الرشفة الأولى
-مينا(بابتسامة) :لا بأس...كلها لك

أخذ كل الزجاجة وحضنها بسعادة ثم أخذ يشرب منها دون توقف ومينا تشاهده وتبتسم

بعد لحظات غاص في نوم عميق فأحضرت مينا البنزين وسكبته في المنزل من الداخل والخارج وعلى الحوائط وكل مكان ثم وقفت خارج المنزل تنظر له بحزن
-مينا(بحزن) :هذا المنزل عشت فيه أول 10 سنوات مع عائلتي وكانت لنا ذكريات كثيرة وجميلة لكن هذا الحقير مين أخذه منا بكل بساطة لذا سأحرقه معه وليذهبا كلاهما للجحيم

حملت الولاعة وأشعلتها ثم رمتها على البنزين فاشتعلت النار في كل المنزل وحتى من الداخل...كان السيد مين نائما في الداخل فاشتعلت به النار بسرعة وحتى أنه لم يحس بها لأنها وضعت له منوما في النبيذ الأحمر

توجهت مينا للمنزل قبل أن ينتبه لها الناس وأثناء طريقها التقت بشابين يمران بالشارع
-الشاب1:أوووو انظر...إنها فتاة جميلة!
-الشاب2:أموت لكي أحصل عليك

استدارت ونظرت لهما بحدة
-مينا(بحدة) :ما الذي قلتماه!؟
-الشاب1:تعالي معنا
-مينا(بحدة) :لست من النوع الذي تظنانه
-الشاب2:لو لم تكوني كذلك فلماذا أنتِ خارج البيت في هذا الوقت المتأخر؟

توجهت نحوهما وحملت علبة الطعام وضربت بها الأول على رأسه فأسقطته أرضا...حاولت أيضا ضرب الثاني فأمسك يدها ولكنها ركلته على رجله فوقع أيضا
-مينا(بحدة) :إياكما ثم إياكما العبث مع زهرة البنفسج...هل تفهمان؟

استدارت لتغادر فركض أحد الشابين نحوها ولمسها غصبا عنها فأمسكته من ذراعه ورفعته ثم طرحته أرضا
-الرجل2:أعتقد أن عمودي الفقري انكسر

نظرت للرجل الآخر فشعر بالخوف وهرب ثم عادت للمنزل وحذفت اسم السيد مين من القائمة ثم جلست أرضا وهي تتذكر ما حصل لها بسببه

• قبل 13 سنة:
بعد موت والدَي مينا مباشرة بقيت هي وأختها ماريا التي تكبرها بأربع سنوات في المنزل وحدهما وكانت كلاهما قاصرتان ولا يمكنهما الاعتماد على نفسهما

كانت الشرطة سترسلهما للميتم لكن جاء السيد مين وأفسد كل شيء وأخبرهم أنه من أقاربهما ويريد الاعتناء بهما بدل رميهما في الميتم وبالطبع وافقت الشرطة بعد أن تأكدت من هويته

كان مدمنا للمشروبات الكحولية فقد كان يعامل كلاهما معاملة سيئة وحتى أنه أخذ منهما منزلهما ولأنهما صغيرتان فلم يكن أحد يعترض

كان يعذبهما ويعاملهما كالكلاب ويرسلهما في البرد لتبيعا الخبز في الطريق بينما يأخذ الأموال التي يجمعانها ويشتري الشراب

كانت مينا في العاشرة بينما ماريا في الرابعة عشر ورغم ذلك كانتا حساستين ولا تحتملان التعذيب والألم لدرجة أنهما هربتا من البيت وفضلتا حياة الشوارع والتشرد على الحياة معه

•••••••••••••••

تنهدت مينا بعمق بعد أن أدركت أنه تبقى اسم واحد ولكنه أصعباسم
-مينا:ما الذي سأفعله؟ علي أن أقتل جين وإلا لن تفلح خطتي

نامت مينا تلك الليلة وهي تفكر بآخر جريمة ارتكبتها حتى أنها لم تتمكن من النوم مرتاحة وفي الصباح حين استيقظت رأت المنزل يشتعل من حولها والنار تغطي السقف والجدران وكل الآثاث...كانت ردة فعلها عادية فبقيت تنظر من حولها فحسب
-مينا(بتعب) :ترى هل أنا في الجحيم؟ هل مت؟

بقيت تنظر للمكان وهو يشتعل من حولها ببرود إلى أن رن منبه الهاتف فقفزت من الخوف ونظرت حولها مجددا فوجدت أن النار اختفت وما من شيء يشتعل
-مينا:صرت أهلوس كثيرا هذه الأيام...أتمنى أن ينتهي الوقت بسرعة لكي أعيش مرتاحة

كان جين يبحث عن صديقة والدته المدعوة "بيون جيسي" والحل الوحيد لإيجادها هو رفع دعوى قضائية عليها وبهذا ستعطيه الشرطة كل معلوماتها وعنوانها

ذهب لمقابلتها بعد أيام من البحث وعندما طرق الباب خرجت إليه وكانت امرأة في الأربعينات لكنها جذابة وشابة من ملامحها
-جين:مرحبا...أنا جين...ابن سولهيون
-جيسي(بحماس) :جيييين

عانقته بقوة حتى كادت تعصره ثم وقفت أمامه وهي متحمسة
-جيسي(بحماس) :لقد كبرت وأصبحت شابا وسيما...كم أنا فخورة
-جين:احم احم...أعلم
-جيسي(بحماس) :هيا تفضل

أدخلته للمنزل وأعدت له الشاي
-جيسي:أتتذكر حين كنت أعد الكعك وتسرقه من المطبخ؟
-جين:ههه بلى...كنت ولدا شقيا
-جيسي(بإحباط) :من المؤسف أن سولهيون لم تعش طويلا لتراك
-جين:هذا يذكرني بالسبب الذي أتيت لأجله
-جيسي:جئت لتسأل عن أمك؟
-جين:بلى...لقد بحثت عن الحقيقة طويلا إلى أن وصلت إليك
-جيسي:أوووه كم أنت لطيف حين تؤدي دور المحقق كونان
-جين(بخجل) :هههه أعلم
-جيسي:ما الذي وصلت إليه في تحرياتك؟
-جين:عرفت أنها عشيقة السيد هان ولكن لا أستطيع تصديق الأمر...أمي ليست كذلك...إنها امرأة محترمة وواعية
-جيسي:حقا تظن ذلك؟
-جين:وهل لديكِ رأي آخر؟
-جيسي:بلى...أمك بالفعل كانت عشيقة السيد هان

فجأة عم صمت رهيب في القاعة وشعر جين بالصدمة
-جين(بصدمة) :أنتِ لا تعنين ما تقولينه
-جيسي:بلى أعنيه وأتحمل مسؤوليته...أمك كانت عشيقته وتقابله خلسة...

لم تكمل كلامها حتى نهض جين ليغادر وبمجرد أن فتح الباب أوقفته جيسي
-جيسي:لأنها وقعت بالحب
-جين:تحبه!
-جيسي:بلى...لقد كانت تحبه كثيرا...أتذكر كم كانت ملامح وجهها لطيفة وهي تحدثني عنه...لكن المؤسف في الأمر أنه لم يكن يبادلها نفس الشعور
-جين:حب من طرف واحد!؟
-جيسي:أمك كانت جميلة...بل وأجمل خادمة في القصر...كان الكثير من الرجال يتوددون إليها لكنها رفضتهم جميعا لأجل رجل واحد...كلهم أرادوا الزواج بها ولكنها كانت تنتظر شخصا لن ينظر لها أبدا ولن يفكر بالزواج بها
-جين:هل علي أن أشعر بالخيبة؟
-جيسي:لا...حين تقع المرأة بالحب فإنها تعطي كل شيء...هذا ليس ذنبها بل ذنب الشخص الذي استغلها...أرجوك لا تنظر نظرة سيئة لأمك فهي أفضل بكثير مما تفكر
-جين:لدي سؤال آخر...هل تعرفين شيئا عن سبب موتها؟
-جيسي:قيل أنها ماتت بمرض معدٍ خطير لكنني لم أصدق...لماذا لم يسمحوا لنا برؤية جثتها عن قرب؟ ولماذا هذا المرض فجأة في المساء بينما في الصباح كانت تنظف المطبخ...ما اسم هذا المرض وما أعراضه؟ ولماذا مُنع الجميع من زيارتها حتى أهلها وأطفالها؟
-جين:كذبة؟
-جيسي:نعم...كذبة واضحة...لكن لا أظن أن أحدا يعرف حقيقة ما حصل إلا سولهيون والسيد هان

عاد جين للمنزل وجلس يفكر بشرود حتى أن سيهون ناداه عدة مرات ولم يجب عليه
-سيهون:جين

لم يرد

-سيهون:يا غبي

لم يرد

-سيهون:يا حمار

لم يرد

-سيهون:أيها القبيح المتعفن

لم يرد

-سيهون:احم...مينا

فجأة رفع جين رأسه
-جين:مينا؟ أين هي مينا؟
-سيهون:وأخيرا انتبهت إلي...فيما تفكر؟
-جين:إليك خبرا صادما...أمنا كانت عشيقة السيد هان
-سيهون:حقا!
-جين:أرى أنك لم تنصدم كثيرا
-سيهون:لماذا قد أنصدم؟ لا يحق لي التدخل بحياتها الخاصة حتى ولو كانت أمي
-جين:ألا تشعر ببعض الخيبة؟
-سيهون:وما فائدة ذلك فهي قد ماتت وانتهى
-جين(بحزن) :إذًا لماذا أشعر بالضيق في صدري؟ أمي ليست تلك الأم المثالية التي ظننت
-سيهون:جميعنا لسنا مثاليين...أنا مثلا أتظاهر بالوسامة والكمال ولكن الحقيقة أن عيوبي لا تنتهي
-جين:الأمر مختلف
-سيهون:ليس مختلفا...كل شخص فينا لديه أسراره الخاصة وعلينا احترامها وعدم التدخل بها
-جين:هههههههه متى أصبحت حكيما؟
-سيهون:ههههههههه في الوقت الذي أصبحت فيه أنت جنتلمان...أي أنه لم يحصل أبدا هههههههههه
-جين:معك حق ههههههههههه

في يوم الغد اجتمع كل من سيهون وكيسو وجين ومينا في المطعم لأن سيهون دعاهم للغداء بمناسبة مواعدته لكيسو
-جين:لقد أتيت فقط لأجل الطعام وليس لأجل أي واحد منكما ههههههههه
-سيهون:كان من المفروض أنك أنت من دعوتنا
-جين:حين تنفصلان وتعودان مجددا أعدك أنني سأدعوك
-سيهون(بانزعاج) :يا لطيييف! ما هذا الكلام السيء؟! يبدو أنك تحسدنا على حبنا
-جين:أنا فقط أقول أنكما ستتشاجران في المستقبل وهذا أمر طبيعي
-كيسو:هذا طبيعي فنحن بشر وأحيانا نختلف
-سيهون(بانزعاج) :هل تفكرين بالانفصال عني منذ الآن؟
-كيسو:لاااااا أغلق الموضوع

فجأة وضعت مينا أعواد الطعام على المائدة بقوة ونظرت نحو جين بجدية
-مينا:جين...ما رأيك أن تصبح حبيبي؟

كان جين يشرب العصير وعندما سمع تلك الكلمة فتح فمه من الصدمة فسال العصير على ملابسه...أما سيهون فمن شدة الصدمة كان يأكل اللحم وعندما أراد ابتلاعه اختنق فحاولت كيسو الضرب على ظهره لينزل الطعام
-مينا:ما رأيك؟ نحن نناسب بعضنا كثيرا...أنا جميلة وأنت وسيم...سنشكل ثنائيا رائعا

أومأ جين برأسه بهدوء أن نعم لكنه رغم ذلك ما يزال مصدوما
-مينا:ممتاز...إذًا ابتداءً من اليوم أنت حبيبي

هز رأسه مجددا وهو مصدوم وفي نفس الوقت كان سيهون يختنق وكيسو تحاول مساعدته

عادت كيسو ومينا للمنزل وقبل أن تدخل كيسو شقتها أمسكت بكتفي مينا
-كيسو:ما الذي تخططين له؟
-مينا:لا شيء
-كيسو:كيف لا شيء! كنتِ تكرهين الرجال وفجأة تطلبين مواعدة أحدهم؟!
-مينا:لا أريد قتله لذا سأجد حلا آخر
-كيسو:لا تريدين قتله! هل أنتِ حقا مينا!؟
-مينا:لكي تتوقع تحركات عدوك عليك أن تصادقه
-كيسو:مممم أظن أنني فهمت...لكنه تصرف سيء أن تخدعي جين وهو يحبك...مالذي سيقوله حين تنهين مهمتك وتنفصلين عنه بدون سبب؟
-مينا:هو ليس متعلقا بي لتلك الدرجة لذا سينسى بسهولة...وأصلا من قال أن الرجال يتعلقون؟ هم فقط يعتبروننا أدوات للتسلية وتضييع الوقت...هل رأيتِ في حياتك شابا يبكي وينتحر لمجرد أن فتاة تركته؟
-كيسو:مفاهيمك تجاه الرجال خاطئة...طبعا هناك من يبكي ويتألم وينتحر...لماذا تظنين الرجال عديمي الإحساس!؟
-مينا:لا فائدة...أنتِ دائما منحازة لهم
-كيسو:فقط توقفي عن احتقارهم
-مينا:صرت أنا التي تحتقرهم؟!
-كيسو:هففف حسنا...افعلي ما تشائين...تصبحين على خير

في صباح اليوم التالي استيقظت مينا وارتدت أجمل الملابس لديها ثم وضعت تبرجا زهريا لطيفا وأسرعت بالنزول عبر الدرج...في نفس الوقت خرجت كيسو لتذهب للجامعة فرأتها
-كيسو:أوووو صباح الخير...ما هذا الجمال؟ كما لو أنكِ ستخرجين مع حبيبك
-مينا:هو ليس حبيبي فعليا
-كيسو(بخبث) :متأكدة؟ هذه الملابس والتبرج يقولان شيئا آخر
-مينا:أخبرتك البارحة بما أفكر به فلا حاجة لشرحه مجددا
-كيسو:ههههههه حسنا...لكن أظن أن هذه الخطة ستؤول لمنحى جيد
-مينا:ما الذي تقصدينه!؟
-كيسو:هههههههه لا شيء...أراك في المساء

ذهبت مينا لشقة جين وعندما وصلت للباب كانت ستطرقه بقوة كالعادة لكنها تذكرت أن تكون لطيفة وتكسب ثقته لذا طرقته بهدوء وخفة

فتح جين الباب وكان شكله مضحكا وشعره منكوشا وعيناه ذابلتان لأنه استيقظ للتو وبسبب ذلك شعر بالإحراج وحاول تعديل شعره بيديه
-مينا:هل كنت نائما؟
-جين:بلى...عدت للمنزل في وقت متأخر البارحة لذا مازلت نعسانا
-مينا:آه...كنت سأطلب منك الخروج معي لكن يبدو أنك لا تستطيع...آسفة...سأتركك ترتاح إذًا

استدارت لتغادر ولكن جين نادى عليها
-جين:لا لا لا تغادري...تعالي...سأستيقظ الآن

دخلت شقته وجلست تحدق بالأرجاء بينما ذهب لغسل وجهه وتغيير ملابسه وبعد دقائق تجهز وذهب إليها
-جين:إلى أين سنذهب؟
-مينا:لا أعلم...لم أخرج في موعد قبلا...أخبرني أنت
-جين:لنذهب للحديقة...إنه مكان جميل ليقضي الناس فيه وقتهم...وإن أردتِ فيمكننا زيارة السينيما
-مينا:لا أحب الأماكن المظلمة...لنذهب للحديقة أفضل


عدل سابقا من قبل بثينة علي في الخميس فبراير 02, 2023 12:45 pm عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة انْتِقَام أُنْثَى!! (بِقَلُم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة انْتِقَام أُنْثَى!! (بِقَلُم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة انْتِقَام أُنْثَى!! (بِقَلُم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1السبت مارس 19, 2022 4:15 pm

رواية انتقام أنثى : الفصل الثاني عشر



خرج كل من جين ومينا في موعدهما الأول نحو الحديقة لكن المؤسف في الأمر أنهما بمجرد أن وصلا أمطرت السماء لذا وقفا تحت أحد المتاجر ليستظلا من المطر
-جين:إنها أيام ممطرة
-مينا:لا يهم...أحب المطر
-جين:لكننا خططنا لنذهب في نزهة...يبدو أن كل شيء تخرب
-مينا:لا بأس
-جين:تعالي...لنأكل شيئا ما
-مينا:حسنا

دخلا لأحد المطاعم وجلسا ثم طلب جين كوبي حليب ساخن بالشكلاطة ومعهما قطعتي كعك

جلس جين يشرب من كوبه بينما مينا تحدق بالطعام فحسب
-جين:ألن تأكلي؟
-مينا:سآكل...لكنني نوعا ما...لا أحب المشروبات الساخنة

كان بجانبهما في الطاولة الأخرى شاب وفتاة يجلسان معا والشاب يطعم الفتاة بينما مينا تنظر لهما بشرود
-جين:فهمت...تريدين من يطعمك
-مينا:لاااااا لم أقصد ذلك
-جين:لا بأس...لا داعي للخجل...افتحي فمك

رفع الشوكة وبها قطعة كعك وقربها من فمها لكنها بقيت تحدق بها وترمش
-جين:هيا...افتحي فمك

شعرت بالخجل وأخذت منه الشوكة ثم أكلت بمفردها
-جين:حسنا...أعلم أن الأمر غريب بعض الشيء...ستعتادين عليه مع الوقت
-مينا:بلى

نظرت للطاولة الأخرى فرأت الحبيبين يمسكان يدي بعضهما ويلتقطان الصور معا ويضحكان كما لو أنهما يحبان بعضهما لحد الجنون
-مينا(تفكر) :هذا لطيف...إنهما متوافقان كثيرا...على عكسنا...نحن نبدو كعدوين يحاولان مجاملة بعضهما بينما لا أحد فيهما يطيق الآخر
-جين:هل نغادر؟
-مينا:سأذهب للحمام ثم نغادر

ذهبت للحمام وغسلت يديها وعندما خرجت رأت الشاب الذي كان يجلس بجانبها منذ دقائق وهو يتكلم على الهاتف...ابتسمت بلطف وهي تنظر إليه لكنها فجأة توقفت حين سمعت ما كان يقوله
-الشاب(بصوت منخفض) :حبيبتي...أنا في العمل الآن...لا تتصلي بي حتى أعود اتفقنا؟ من فضلك لا تزعجيني لأنني سأغلق الهاتف...أحبك...لا تقلقي لست أخونك كيف أخون القمر؟ حسنا...باي...موااح

استدار ليعود لطاولته فرأى مينا تقف خلفه وهي تثني ذراعيها بغضب...حدق بها بنظرة استغراب ثم حاول تجاوزها لكنها أغلقت عليه الطريق
-مينا(بغضب) :من كنت تكلم؟
-الشاب(باستغراب) :من أنتِ!
-مينا(بغضب) :أجبني
-الشاب:لا علاقة لك...ابتعدي

دفعها عن طريقه ليغادر فأمسكت بذراعه ولوتها بقوة حتى جثى أرضا يتألم
-الشاب(بصراخ) :مجنونة...ما الذي تفعلينه؟! من أين أعرفك أساسا؟!
-مينا(بغضب) :لست بحاجة لتعرفني حتى يتم إبراحك ضربا...أيها المخادع الحقير

حاول تحرير يده وإبراحها ضربا لكنها تصدت له وضربته بقوة

كان جين جالسا في الطاولة ينتظر مينا إلى أن مر بجانبه موظفان
-الموظف:بسرعة...هناك فتاة تبرح شابا ضربا
-الموظفة:ماذا!؟
-الموظف:تعالي وساعديني في إيقاف الشجار فالفتاة تبدو قوية
-الموظفة:لا تتدخل...لنتصل بالشرطة فحسب
-الموظف:لكن لن تصل الشرطة إلا بعد أن تقتله

كان جين يستمع لكلامهما بتجهم وعرف بالضبط عمن يتكلمان لذا ترك الطاولة وذهب ليوقف مينا

كان الناس ملتمين حولهما ومينا تبرح الشاب ضربا وتركله على معدته وفجأة جاءت حبيبته ودفعتها
-الفتاة(بغضب) :أبعدي يديك عنه...ما الذي تفعلينه بحبيبي!؟
-مينا(بغضب) :حبيبك هذا كان يكلم فتاة غيرك ويخبرها أنه في العمل...افتحي عينيك قليلا ولا تثقي فيمن هب ودب
-الفتاة(بصدمة) :هل هذا صحيح!؟
-الشاب:لا...إنها تكذب...لا بد من أنها تريد تخريب علاقتنا
-مينا(بغضب) :ومن أين أعرفك؟
-الشاب:اسألي هذا السؤال لنفسك...من أين تعرفينني وما علاقتك بحياتي؟
-مينا(بغضب) :هكذا إذًا...من يفعل الخير هذه الأيام يرجع عليه شرا
-الفتاة:مريضة

ساعدت الفتاة حبيبها ليقوم من الأرض ثم أخذته بعيدا...وقتها كانت مينا مستاءة جدا لذا وقفت في وسط حشد الناس تنظر للأرض وجين يراقبها

اقترب منها ووضع يده على كتفها لكنها أبعدته بقوة
-جين:لا عليكِ...لا تحتاجين أن تصدقك...المهم أنكِ تصدقين نفسك
-مينا(بغضب) :لقد كان تمثيله مقنعا...هل كل الرجال هكذا؟
-جين:لا...غير صحيح
-مينا(بغضب) :بل كلهم هكذا...لا تحدثني مجددا...أريد البقاء وحدي
-جين:وأنا ما ذنبي؟
-مينا(بغضب) :قلت أريد البقاء وحدي

خرجت من المطعم وبقيت في شقتها فوق سريرها...رغم أن علاقتها بجين غير جدية فقد شعرت للحظة بالإحباط والخوف من خداع الرجال
-مينا:هففففف ما الذي أفعله؟! لماذا تصرفت هكذا كما لو أنني خائفة من الخيانة...أنا وهو أصلا لن نكون مع بعضنا مهما حصل

فجأة سمعت صوت شيء يرتطم بزجاج نافذتها وعندما ألقت نظرة وجدت بالونا مربوطا من أسفل بالخيط ويطير عند نافذتها وفيه رسالة مربوطة

أمسكت الرسالة وأدخلتها ثم أغلقت النافذة وبعد أن فتحتها وجدت فيها كلمة واحدة "آسف" حينها ابتسمت بدون أن تشعر
-مينا:أيها الغبي...أنت دائما هكذا تبادر للمصالحة...هل هذا ما يعنيه أن تكون جنتلمان؟

نزلت مينا عبر الدرج بسرعة فوجدت جين ينتظرها بالأسفل...بقي كلاهما ينظران لبعضهما بنظرات لامعة للحظات
-مينا:لا تعتذر عن شيء لم تخطئ به
-جين:لا...هو فعلا خطئي...ما كان يجب علي تركك تضربينه وحدك...كان علي مشاركك في ضربه

فجأة ولأول مرة انفجرت مينا ضاحكة
-جين:أوه مينا...أنتِ تضحكين!
-مينا(باستغراب) :حقا!
-جين:إنها أول مرة أراكِ تضحكين...ومعي أنا؟

توقفت عن الضحك وأدارت وجهها للجانب الآخر حتى لا يرى ملامح وجهها الخجلة
-مينا:لنخرج هذا المساء...أريد المزيد من الوقت معك
-جين:هذا المساء! لا أستطيع...لدي عمل
-مينا:مهلا...لم تخبرني من قبل عن عملك
-جين:لأنه عمل سري
-مينا:سري؟ لأي درجة؟
-جين:بما أنكِ حبيبتي وأثق بك فسأخبرك كل شيء لكن عديني أن يبقى سرا
-مينا:وعد
-جين:أنا أعمل لدى أحد أهم السياسيين في كوريا...واسمه هان كانغ وو...أنا حارسه الشخصي وأرافقه في كل مكان
-مينا:معقول! أنت حارس السيد هان كانغ وو...واااو! يبدو أن لك شأنا عظيما في المجتمع
-جين(بتفاخر) :أعلم أعلم...من بين عشرات الأشخاص الذين تقدموا للوظيفة فأنا أفضلهم لذا تم اختياري
-مينا:هذا جميل
-جين:لنخرج غدا...اتفقنا؟
-مينا:إلى أين؟
-جين:لم أفكر بعد...لكن سنفكر معا غدا
-مينا:حسنا...هذه المرة لن آتي إليك في الصباح الباكر مثل المرة الماضية
-جين:لا بأس...تعالي متى تشائين

في ذلك الوقت كانت كيسو في المنزل تحاول إكمال قراءة كتاب "اضطراب ثنائي القطب" الذي أحضرته من المكتبة أول مرة
-كيسو:هففففف بسبب مينا أصبحت طبيبة نفسية...صدق المثل القائل "الضرورة أم الاكتشاف"

بقيت تقلب صفحات الكتاب بملل فقد قرأت منه الكثير وبه حوالي 200 صفحة لدرجة أنها أصبحت تكره القراءة من وراءه

أخيرا بعد أيام من القراءة وصلت إلى طرق العلاج فتحمست وقرأت أول فقرة منها:

"عادةً ما يشمل علاج اضطراب ثنائي القطب الذي كان يُسمى في السابق بالاكتئاب الهَوَسي الأدوية وأشكال العلاج النفسي سواء كنت مصابا باضطراب ثنائي القطب من النوع الأول أو الثاني...لا يعتبر اضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني شكلاً أخف من الأول ولكن تشخيصه منفصل...في حين أنه يمكن لنوبات الهوس من النوع الأول أن تكون حادة وخطيرة يمكن أن يصاب الأفراد الذين يعانون اضطرابًا ثنائي القطب من النوع الثاني بالاكتئاب لفترات أطول مما يمكن أن يسفر عن الإصابة باعتلال كبير مع عواقب وخيمة"
-كيسو:ما الذي يقوله هذا الكتاب بالضبط؟ لم أفهم شيئا!

ثم أكملت قراءة الفقرات التي تليها "طرق العلاج تكون كالتالي:
*مثبتات المزاج
*الأدوية المضادة للذهان
*مضادات الاكتئاب
*العلاج النفسي
*علاج تعاطي المخدرات!
-كيسو:هل علي تعلم الصيدلة لأجلها أيضا! هفففف الموضوع صعب...ظننت أن الحب هو الدواء ولكن أخطأت...لن أستطيع مساعدة مينا أبدا لكن سأحاول إبقاء عيني عليها

في المساء أعدت مينا قطع حلوى بالشكلاطة وزينتها بأجمل زينة ثم وضعتها في علبة طعام وأخذتها لقصر السيد هان...كانت خطتها الدخول هناك دون لفت الانتباه فسور المنزل حاليا محصن جدا بالكاميرات والحراس

كان الحراس يقفون عند البوابة وحين رأوها أوقفوها لتفتيشها...وهذه مشكلة أخرى بحيث لم تستطع إدخال أي أسلحة معها
-الحارس:بطاقتك
-مينا:خطيبي يعمل هنا وأريد مقابلته
-الحارس:من؟
-مينا:كيم سوكجين
-الحارس:ليس هنا...ثم لم يذكر جين أن لديه خطيبة
-مينا:قلت لك أنني خطيبته...لقد خطبني منذ فترة قصيرة لذا دعني أنتظره بالداخل
-الحارس:لن أسمح لك
-مينا:إذًا سأبقى هنا حتى يعود

لم ترد المغادرة بل بقيت جالسة عند باب القصر إلى أن عاد السيد هان بسيارته وجين معه...مرت السيارة بجانب مينا فنظر السيد هان في وجهها لحظات ثم أشاح ببصره
-الحارس:سيد جين...هذه الآنسة تود الدخول وتقول أنها خطيبتك...هل نسمح لها بالدخول؟
-جين(بتوتر) :ههه حقا قالت ذلك؟ حسنا أدخلها

دخلت مينا حديقة القصر وركضت نحو جين...في البداية ظنها ستعانقه لكنها وقفت أمامه فحسب
-مينا:لقد حاولوا طردي...إنهم سيؤون
-جين:لا تهتمي...ماذا تريدين؟
-مينا:جئت لرؤيتك
-جين(بتوتر) :ح ح حقا!
-مينا:بلى
-جين:ما الذي بيدك؟
-مينا:الحقيقة...حلوى بالشكلاطة...لقد صنعتها لأجلك...كانت مجرد سبب تافه لأنني في الحقيقة...أود رؤيتك

شعر جين بالاستغراب من ما قالته فهي عادة لا تطيقه لكن تغيرها بهذه الطريقة أمر صادم
-جين:حسنا...شكرا لك

دخل جين القصر ومينا معه وكلما مروا بأحد ينصدم ويوقع الأغراض من يده خاصة الخادمات فقد شعرن بالاستياء لأنه مع فتاة غيرهن
-خادمة:من هذه!؟
-طباخة:لا أعرف...تبدو مقربة من جين أوبا كثيييييييرا
-خادمة:حبيبته!

مر الحارس بجانبهما فسمعهما تتكلمان
-الحارس:بل هي خطيبته
-الخادمة:تمزح!
-الطباخة:اللعنة...لقد سبقتنا إليه
-الخادمة:أصلا ما الذي يعجبه فيها فهي ليست جميلة كما أنها تضع قنطارا من مستحضرات التجميل...شباب اليوم غريبون حقا يتعلقون فقط بالمظاهر...أنا أجمل منها على كل حال وسأواعد شابا أوسم منه

كانت النظرات نحوهما غريبة ومتواصلة إلى أن دخلا المطبخ وجلسا على المائدة فوضعت مينا الحلوى أمام جين
-مينا:أتعلم ما المناسب مع حلوى الشكلاطة؟
-جين:ماذا؟
-مينا:كوب من الشاي...دعني أقم بإعداده لأجلك
-جين:لا أريد إتعابك...سأخبر إحدى الطباخات
-مينا(بانزعاج) :هل تحب ما تعده الطباخات أكثر من ما أعده أنا؟
-جين:لا أبدا...لكن لا أحب إتعابك
-مينا:نحن مرتبطان الآن وعلي أن أعد لك الطعام من حين لآخر
-جين:كما تريدين

أعدت كوب شاي وقبل أن تقدمه له تظاهرت أنها تضع السكر بينما وضعت فيه حبة سامة بإمكانها قتله...كان هذا حلها المتبقي فهو الوحيد الذي يهددها بالخطر وإن قتلته الآن فستتسلل وتقتل السيد هان دون أن يعرف أحد وذلك باستخدام سلاحه

توجهت نحو المائدة ووضعت كوب الشاي أمامه ونظراتها لا تبشر بالخير
-مينا:الآن بإمكانك الاستمتاع بالحلوى والشاي
-جين:مممممم الرائحة زكية

تذوق أول قضمة من الحلوى ثم ابتسم وهو يهز رأسه
-جين:مممممم إنه حقا لذيذ...سأجرب الشاي

أخذ كوب الشاي ورفعه وفي نفس اللحظة كانت مينا تحرك ساقها بتوتر وتنتظر اللحظة التي يشرب فيها وتتخلص منه لكن بمجرد أن قرب الكوب من فمه فإذا بها تضرب الكوب وتسقطه أرضا فيسيل كله

بقي جين مصدوما وينظر لمينا تارة ثم للكوب المرمي على الأرض تارة بينما تغيرت ملامح وجهها وأصبحت شاحبة...فجأة ركضت نحوه وعانقته وسط صدمته الكبيرة

لم تلبث إلا لحظات ثم ابتعدت عنه وهي ترتجف وركضت خارج المنزل...أراد اللحاق بها لكنه تذكر أن لديه عملا لذا اتصل بها مرارا وتكرارا لكنها لم ترد

جلست مينا في غرفتها تضم ساقيها بذراعيها ورأسها منخفض للأسفل...فجأة سمعت صوت جرس الباب يرن

توجت نحو الباب وهي تتوقع أن ترى جين لكن عندما فتحت وجدت سوهو
-سوهو:مممممم مرحبا
-مينا:أهلا
-سوهو:أردت أن أسأل عنك...كيف حالك وصحتك؟
-مينا:بخير
-سوهو:أنتِ لا تحتاجين أي شيء صحيح؟
-مينا:لا
-سوهو:ممممممم حسنا...وداعا

استدار ليغادر وبعد أن خطى عدة خطوات ونزل الدرج نادته مينا
-مينا:سوهو
-سوهو:نعم؟
-مينا:مازلت أدين لك بعشاء...لنخرج معا
-سوهو:هيا

ذهبا للمطعم وطلبا الطعام وجلسا يأكلانه بينما يتحدثان
-سوهو:لا داعي لتدفعي الطعام...أنا من سيدفع...المهم أنكِ وفيتِ بوعدك لي
-مينا:لا بأس...اقبلها مني كشكر لأننا لن نلتقي مجددا
-سوهو(بتعجب) :ما الذي...!
-مينا:أصبح لدي حبيب
-سوهو:آه...حقا...مبارك...أتمنى أن يكون شخصا جيدا بالنسبة لك
-مينا:ألم تخبرك كيسو؟
-سوهو:لم أعد ألتقي بها كثيرا
-مينا:ولا أنا...كيسو ارتبطت أيضا
-سوهو:حتى هي!
-مينا:بلى...لم تعد تملك الوقت لنا...يبدو أن حبيبها أخذ منها كل شيء...أظن أنها ستنجرح في النهاية
-سوهو:ماذا؟!
-مينا:لا شيء...أظن أنني تعمقت في مواضيع لا علاقة لي بها...لننسى الأمر
-سوهو:حسنا

عادت مينا للمنزل محطمة وحزينة وعندما دخلت الحديقة رأت سيهون يودع كيسو...كان سيقبلها ولكنها قاطعتهما
-مينا:علي تصويركما فأنتما تبدوان أبلهين
-كيسو:أين كنتِ؟
-مينا:أتعشى مع صديق
-كيسو:أصبح عندك أصدقاء؟
-مينا(ببرود) :بلى...هل تظنين نفسك الوحيدة في العالم؟ أصلا من يحتاجك

نظر سيهون وكيسو لبعضهما باستغراب
-سيهون:سأغادر...تصبحان على خير
-مينا:سيهون...أحذرك...إن جرحت كيسو فسأقتلك...أعلم أنها تعلقت بك في وقت قصير لدرجة أنها لم تعد تزورني أو تهتم لأمري لذا إياك ثم إياك خداعها أو جرح قلبها
-كيسو:مينا! ما الذي تهذين به!؟
-سيهون:أنا ذاهب

غادر سيهون فصعدت مينا الدرج وهي تترنح من شدة الظلام والحزن الذي بقلبها ولحقتها كيسو محاولة مساعدتها على المشي
-مينا:لماذا لا تذهبين لقضاء وقت أكثر مع حبيبك فحسب؟
-كيسو:لماذا تحكمين على الناس قبل أن تعرفي ظروفهم؟
-مينا:ولماذا أحتاج الناس أصلا؟ لقد ولدت لأكون وحيدة

أدخلت كيسو مينا لشقتها ثم ساعدتها لتستلقي على الأريكة لأنها تبدو متعبة
-كيسو(بانزعاج) :ما هذا الكلام الذي تتفوهين به أمام سيهون؟ من قال أنني تخليت عنكِ لأجله؟
-مينا:إذًا لماذا لم تعودي تزورينني؟
-كيسو:أووووف الأمر ليس بسبب سيهون...أنتِ الآن مرتبطة ولديك خصوصياتك مع حبيبك وعليكما قضاء الوقت معا والتعارف أكثر
-مينا:لماذا تتكلمين كما لو أنه حبيبي حقا؟ أنتِ تعلمين أن علاقتنا مزيفة
-كيسو:لكنني أؤمن أنه الشخص المناسب لك

فجأة صار جسد مينا يرتجف وصارت تضع يديها على وجهها
-مينا(بحشرجة) :كيسو...أنا أشعر بالبرد...أنا أحتضر
-كيسو(بقلق) :ما القصة؟!
-مينا(بحشرجة) :أشعر أنني مثيرة للشفقة...اليوم حاولت تسميم جين لكنني تراجعت في آخر لحظة...لماذا أنا مترددة هكذا؟ أنا لم أتردد من قبل ولم أتراجع حينما أردت تنفيذ شيء ما
-كيسو(بابتسامة) :ربما...لأنكِ تحبينه
-مينا(بحشرجة) :ليس حبا...أنا فقط لا أفهم شيئا عن نفسي...أشعر بالاختناق والبرد والوحدة...سأموت إن لم أجد حلا لنفسي

تأثرت كيسو كثيرا ورغم أنها تحاول جاهدة لكي تخفي حزنها لكن الدموع نزلت من عينها رغما عنها فعانقتها وبقيت تلعب بشعرها
-كيسو(ببكاء) :لا تبكي...أشعر بالذنب لأنني تركتكِ تكتمين حزنك طوال هذه المدة
-مينا(بحشرجة) :ليس خطأك...إنه خطئي...كان علي التوقف عن القتل منذ البداية...حتى ولو ظلمني الناس فعلي التجاهل فقط
-كيسو(ببكاء) :إنهم لا يخجلون من أنفسهم...كيف يؤذون فتاة رائعة مثلك!
-مينا(بحشرجة) :لست رائعة كما تظنين...أنا قاتلة...شكرا لأنكِ تصادقين قاتلة دون أن تخافي منها...الناس عادة إن عرفوا حقيقتي فسينظرون لي بقرف واحتقار
-كيسو(ببكاء) :فليذهبوا للجحيم...ستبقين أختي الكبرى التي لم تلدها أمي
-مينا(بحشرجة) :أووووه كيسو...لا أعلم ماذا أقول
-كيسو(ببكاء) :فقط لا تقولي شيئا...قلت لكِ أنني أستطيع فهمك من عيونك
-مينا(بحشرجة) :هناك شيء آخر أيضا أود قوله لك...أرجوكِ اشكري والديك نيابة عني وأخبريهما أنني آسفة...لقد عاملاني بلطف وإحسان منذ مجيئي إلى هنا لذا لا أعلم كيف أرد لهما الدين
-كيسو(ببكاء) :لستِ بحاجة لرده
-مينا(بحشرجة) :رغم ذلك أخبريهما أن عائلتي الأولى ماتت ولكن عائلتي الثانية كانت بجانبي طوال الوقت...إنهم حقا أشخاص رائعون وأنتِ أيضا
-كيسو(ببكاء) :توقفي عن قول هذا الكلام فهو يجعلني أبكي
-مينا(بحشرجة) :أتعلمين؟ طوال حياتي كنت أؤمن بمقولة واحدة فقط...بأن من يحبك هو الذي يبكي لأجلك...أستطيع أن أرى مدى الحب الذي تكنينه لي...لستِ بحاجة لقول كلمة أحبك حتى أصدقك...أنا فقط أصدقك لأنكِ تبكين...اهتمي بسيهون جيدا فهو شخص جيد
-كيسو(ببكاء) :لكنكِ تضربينه باستمرار
-مينا(بحشرجة) :هذا فقط لقلقي عليك...أتمنى لكما السعادة طوال حياتكما وأن تتزوجا بسرعة
-كيسو:ماذا عنكِ أنتِ وجين
-مينا(بابتسامة) :أتمنى لنا حياة سعيدة أيضا...كل ما أستطيع فعله هو التمني
-كيسو:قلتِ أنك ستبدئين حياة جديدة صحيح؟ ما رأيك أن تبدئيها مع جين بجدية
-مينا(بابتسامة) :أريد ذلك...بالطبع سنكون أسعد عائلة في العالم...أتطلع لذلك اليوم

كانت تلك الليلة أغرب ليلة على الفتاتين...استطاعت مينا البوح بما بقلبها بصراحة إلا أن هناك ما يزال مخفيا...قلق كيسو على مينا تلك الليلة جعلها تدرك أن هناك أمرا ما لا تعرفه لكن حاولت إقناع نفسها بأن صديقتها كانت حزينة فحسب وحين تحزن كثيرا تنفجر وتخرف في الكلام



عدل سابقا من قبل بثينة علي في الخميس فبراير 02, 2023 5:25 pm عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة انْتِقَام أُنْثَى!! (بِقَلُم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة انْتِقَام أُنْثَى!! (بِقَلُم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة انْتِقَام أُنْثَى!! (بِقَلُم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1السبت مارس 19, 2022 4:53 pm

رواية انتقام أنثى : الفصل الثالث عشر



جمعت مينا كل الأغراض التي كانت تستخدمها للقتل مثل الملابس والأسلحة والسموم وتركت فقط مسدسا
-مينا(بحزن) :لقد قمنا بمهمات كثيرة معا وانتقمنا من أشخاص حقراء لكن هذه ستكون آخر رحلة لنا معا

بعد أن جمعت كل شيء في كيس رمته في القمامة ثم عادت لغرفتها وأمسكت مسجل صوت واستعدت لتسجل آخر رسالة لها
-مينا:عزيزتي كيسو...عندما تسمعين هذه الرسالة ربما أكون قد...

توقفت بعد أن نزلت دمعة من عينها فمسحتها وأعادت التسجيل من الأول
-مينا:عزيزتي كيسو...أردت إخبارك...آسفة لأنني...

توقفت مجددا فالدموع لا تتوقف عن الانهمار من عينيها وهذا جعل نبرة صوتها تتغير وحزنها وألمها يزداد أكثر

أخيرا بعد محاولات عدة منها تمكنت من تسجيل آخر رسالة صوتية لها ووضعتها فوق الطاولة وبجانبها ورقة مكتوب عليها "اسمعي التسجيل"

فجأة سمعت صوت جرس الباب وحينما فتحت وجدته جين...بقي كلاهما ينظران لبعضهما بشرود ولكن سرعان ما أمسك يدها لكنها سحبتها
-جين:آسف
-مينا:على ماذا؟
-جين:لا أعلم...أيا كان ما فعلته فأنا آسف
-مينا:هلاَّ أسديت لي معروفا؟ أريد الخروج معك...لنفعل كل شيء يفعله الذين يتواعدون

شعر جين بالغرابة للأمر لكنه وافق
-جين:هيا

ذهبا للحديقة وجلسا يشاهدان طيور الحمام وهي تحط على الساحة...كانت مينا تحاول إمساك إحداها فركضت نحوها وفي تلك اللحظة طارت كلها مع بعض وجعلت شعرها يتطاير في منظر رومنسي...كانت وقتها تبتسم من قلبها خاصة وأنها تعلم ما سيحصل في ذلك اليوم

أكملا سيرهما فمرا بمجموعة من الناس يرقصون بجنون على أنغام الموسيقى
-جين:لنرقص
-مينا:لا أعرف
-جين:لا أحد هنا يعرف...كلهم يتحركون حركات عشوائية

أخذها لوسط الناس وقام بحركات عشوائية ورقص غريب جعل مينا تنفجر من الضحك
-مينا:ههههههههههههه أنت غريب
-جين:هل يمكنك أن تكوني أغرب مني؟
-مينا:سأحاول ههههههه

حاولت الرقص لكن رقصها كان أكثر براعة من جين
-مينا:رأيت؟ أنا أبرع منك
-جين:أستسلم...لنذهب ونأكل شيئا

اشترى جين اثنتين من غزل البنات من عربة الطعام وبينما يسيران ويأكلان مرا على عربة لبيع الخواتم
-جين:تعالي...لنشتري
-مينا:لماذا؟
-جين:قلتِ أنك من قبل خطيبتي صحيح؟

وقفت مكانها للحظات ثم لحقت به نحو العربة
-مينا(بتوتر) :صحيح

ألقى نظرة على الخواتم وحمل اثنين منهما
-جين:يعجبك هذين؟

نظرت للخاتمين بهدوء ثم هزت رأسها
-جين:سأشتريهما

حمل أول خاتم ووضعه في إصبعه ثم حمل الآخر ونظر نحو مينا
-جين:أعطني يدك

كانت مترددة وخائفة ولكنها مدت يدها بهدوء له...عندما أمسك بيدها ليلبسها الخاتم شعرت بموجة من الحماس تجتاح كل جسدها وبعد أن أدخله في إصبعها صدمت وبقيت تحدق به
-جين:الآن أصبحتِ خطيبتي حقا

بقيت تحدق بيدها وترمش وفي النهاية خلعت الخاتم ورمته في الأرض
-مينا(بتوتر) :ليس هذا ما أريده

ركضت عبر الحديقة فلحق بها وهو ينادي عليها لتتوقف ولكنها لم تكن تستمع إليه...لم يتوقف عن اللحاق بها إلى أن وصلت لحقل من الزهور فداست عليه لتختصر الطريق وفجأة علقت رجلها فسقطت
-جين:هل أنتِ بخير؟

اقترب من جسدها الممدد فسمعها تبكي وشهقاتها تعلو...نهضت ببطء ونظرت له وهي عابسة
-مينا(ببكاء) :لماذا لا تغادر وتتركني فحسب؟ أعلم أنني غريبة أطوار ومجنونة...لماذا تواصل اللحاق بي حتى وأنا أعاملك بوحشية!
-جين:لا أعلم
-مينا(ببكاء) :هذا سخيف...من المفروض أن الرجال يملون بسرعة ويقررون الانفصال إن وجدوا أن الفتاة تتكبر عليهم...لا تكذب علي وتقل أنك لا تستاء من تصرفاتي الغريبة
-جين:أنا أيضا يقول الجميع أنني غريب أطوار لأنني أمدح نفسي دائما
-مينا:ها؟!
-جين:لا أعتقد أن الناس غريبوا أطوار بمجرد أنهم يقومون بتصرفات غير مألوفة...بالعكس أحترمهم ولا علاقة لي بما يفعلون...جميعنا غريبوا أطوار

حاول إمساك يدها لكنها سحبتها
-مينا:لا أستطيع...أشعر أن هذه الأمور أصعب علي من حمل الجبال على ظهري
-جين:لا أمانع...لكن في حين أردتِ تجاوز عقدتك فسأساعدك
-مينا:كيف ذلك؟
-جين:سأتظاهر أنني تمثال وأنتِ افعلي بي ما تريدين...ربما إن تشجعتِ بنفسك ستتغلبين على العقدة

جلس مقابلا لوجهها وهي تحاول التغلب على عقدتها
-مينا:أغمض عينيك

أغمض عينيه فاقتربت منه شيئا فشيئا لتعانقه لكنها تراجعت...ثم حاولت مرة أخرى لكنها تراجعت أيضا...استمر الوضع هكذا مرارا وتكرارا إلى أن سمع كلاهما صوت صفارة وعندما نظرا للمصدر رأيا حارس الحديقة وهو يشير للافتة مكتوب عليها "ممنوع الدوس على الأزهار"

خرجا من منطقة الأزهار وأعطاهما الحارس مخالفتين
-الحارس:واحدة لأنكما دستما على مساحات خضراء ممنوعة وواحدة لأنكما تقومان بأمور لا أخلاقية في حديقة عامة

مشى كل من مينا وجين قليلا ثم توقفا للجلوس على أحد الكراسي
-جين:أنتِ لم تقولي لي من قبل...هل تحبينني؟

انصدمت من هذا السؤال فهو أسوأ نوع من الأسئلة تسمعه...هي في العادة غير قادرة على التعبير عن مشاعرها لذلك سرحت بخيالها
-مينا:هل يجب أن أحبك؟
-جين:أظن ذلك
-مينا:هل حقا يجب أن يكون هناك حب من كلا الطرفين؟ لا أظن أن ذلك لازم
-جين:كما تريدين...لم أتوقع منكِ أن تحبيني أصلا

عم صمت رهيب جعل كلاهما يشعر بالإحباط لذلك أرادت مينا التصرف
-مينا:سأقولها حين أكون جاهزة

نهض جين من الكرسي وتثاءب رافعا يديه لأعلى
-جين:حسنا...بما أن كلانا غريبي الأطوار فلنتقبل الأمر ونكمل موعدنا

قضت مينا يوما جميلا برفقة جين بحيث قاما بالكثير من الأنشطة معا فقد تناولا الطعام والتقطا الصور وتنزها ولعبا بالأرجوحة وذهبا لحديقة الحيوانات

في نهاية اليوم استعد جين للذهاب للعمل في منزل السيد هان لكن مينا أوقفته
-مينا(بتردد) :جين...أريد الذهاب معك...أريد فقط رؤيتك والبقاء بجانبك لعل عقدتي تزول
-جين:في الليل؟
-مينا:لا أهتم...فقط أريد البقاء بجانبك أكثر...منزلي بارد ومظلم ولا أريد البقاء فيه
-جين:لا مشكلة لدي...لكن أخاف أن يقول سيدي بأنكِ تشغلينني عن العمل
-مينا:لن أفعل...سأبقى هادئة فحسب
-جين:حسنا

ذهبت مينا مع جين للقصر وعندما رأتها بقية الخادمات شعرن بالغيرة والانزعاج منها وبقين يرمقنها بنظرات الحقد

جلست مينا في المطبخ مع جين وكانت شاردة الذهن وعلى غير عادتها...هي في العادة غريبة أطوار بالفعل لكنها تلك الليلة تبدو محطمة كما لو أنها تفكر بشيء سيغير حياتها للأبد
-مينا:جين...لدي سؤال لك...هل الموت مؤلم؟
-جين(باستغراب) :وأنا ما أدراني! لم أجربه من قبل

ابتسمت بلطف وكانت ستنفجر من الضحك لكنها تذكرت ما يحزنها فصمتت
-مينا:هلاَّ قمت بمعروف لأجلي؟ لقد تركت حقيبتي في الطابق السفلي لذا هلاَّ أحضرتها لي؟
-جين:حسنا

حدقت به للحظات ثم سحبته إليها وقبلته بقوة لأول مرة وفي تلك القبلة ذاب كل منهما وكادا ينسيان نفسيهما...فصلت القبلة أخيرا فأراد جين تقبيلها مجددا لكنه تذكر المحفظة
-جين:لن أتأخر
-مينا(بابتسامة) :سأكون بانتظارك

نزل للطابق السفلي وترك سلاحه في المطبخ فحملته وحدقت به ثم ذهبت لغرفة السيد هان ركضا
-مينا(تفكر) :آسفة جين...في الوقت الذي ستعود فيه لا أعتقد أنك ستجدني أنا وهان على قيد الحياة

فتحت باب غرفة السيد هان فوجدته جالسا على مكتبه يعمل وحين رفع رأسه ورآها صدم في حين أنها أخرجت المسدس ووجهته نحوه
-سيد هان:مينا!
-مينا(بصدمة) :تعرفني؟!

في ذلك الوقت جلس سوهو يدرس على مكتبه لكن شغله أمر ما لذا اتصل بكيسو
-كيسو:ألو
-سوهو:آسف لإزعاجك في هذا الوقت لكن أين أنتِ؟
-كيسو:في الخارج مع حبيبي
-سوهو:هناك أمر شغل بالي وقلت أنه لا بد من إخبارك لأنكِ صديقة مينا الوحيدة...أمس خرجت أنا وهي لنتعشى معا وقالت لي كلاما غريبا بأننا لن نلتقي مجددا
-كيسو:لأنها مرتبطة الآن
-سوهو:الأمر الذي لم أفهمه هو لماذا تقول لي هذا الكلام...ما أدراها أننا لن نلتقي مجددا؟ تعلمين أن مينا مصابة بالاكتئاب لذا فكرت أنها تريد فعل شيء بنفسها

تجمدت كيسو من الصدمة وأوقعت الهاتف
-سيهون:ما الأمر؟!
-كيسو(بقلق) :علي المغادرة...لنسهر في وقت لاحق...باي أحبك

ركضت بأقصى سرعة وعندما وصلت شقة مينا كانت ستختنق من شدة الركض...فتحت الباب بسرعة ودخلت فوجدت المكان فارغا
-كيسو(بصراخ) :مينااااا هل أنتِ بالمنزل؟

فتشت كل المنزل فلم تجد أي آثر لها وفجأة انتبهت إلى جهاز التسجيل والورقة التي معه والتي تقول "استمعي للتسجيل"

حملت جهاز التسجيل وأصابعها ترتجف وشغلته لتستمع لما تقوله مينا

"عزيزتي كيسو...حين تسمعين هذا التسجيل ربما أكون قد غادرت هذا العالم...آسفة لأنني كذبت عليك...أنا منذ البداية قررت الانتحار...كنت أنتظر بفارغ الصبر حتى أنهي قائمة أهدافي وأغادر هذا العالم..."

-كيسو(ببكاء) :مينا!

"...لن أشكرك وأبكي كما يفعل عادة الناس الذين ينتحرون فأنتِ تعرفين كل شيء بالفعل وقد أخبرتك به بالأمس...لكن سأخبرك بما أشعر به وأعلم أنكِ ستستمعين لي برحابة صدر...أنا سعيدة جدا لأنني أخيرا سأرتاح...إنه حقا عالم بارد وكئيب وكنت أختنق به في اليوم ألف مرة...سعيدة لأنني أخيرا سأرى عائلتي ولن أشعر بالوحدة مجددا...لكن في نفس الوقت أنا خائفة من الموت...لا أعلم لأي مدى سيكون مؤلما لكنه ليس أرحم من حياتي مع كل تلك الخطايا والذنوب...أعلم أنكِ ستفتقدينني لكن لا تبكي وكوني سعيدة لأجلي"

لم تتوقف دموع كيسو عن الانهمار طوال التسجيل وبمجرد أن انتهت منه حملت هاتفها واتصلت بمينا فوجدت هاتفها مغلقا
-كيسو(بقلق) :أين يعقل أنها ذهبت!

اتصلت بجين إلا أن هاتفه مغلق فهو يغلقه أيضا حين يكون في العمل

في منزل السيد هان كانت مينا توجه السلاح في وجه الأخير ولكنها مترددة من الإطلاق بعدما أدركت أنه يعرفها
-مينا:تعرفني؟
-سيد هان:أنتِ ابنة جيون هايوون...بحثت عنك طويلا
-مينا:لماذا؟
-سيد هان:لأعوضك عما حصل...أعلم أنكِ واجهتِ الكثير بعد موت والديك لذا بحثت كثيرا عنكِ أنتِ وماريا
-مينا:وما الذي كنت ستفعله؟! والداي قد ماتا بالفعل وماريا ماتت بسبب المخدرات...كل هذا بسببك
-سيد هان:أعلم...لهذا أرجو العفو منك
-مينا(بصراخ) :لن أعفو عنك...عليك أن تموت مثلما جعلتني أخسر كل من حولي
-سيد هان:سأتقبل...ذلك...أطلقي النار علي

دخل جين للمطبخ فلم يجد مينا لذلك ذهب للبحث عنها في أرجاء القصر ولكنه صدم حين سمع أصوات صراخ من غرفة السيد هان فركض إلى هناك وعندما دخل انصدم بمينا توجه السلاح نحو السيد هان
-جين(بصدمة) :ما الذي تفعلينه؟!
-مينا:غادر...لن يسرك ما ستراه
-جين(بصدمة) :ما الذي بيدك! مسدسي؟!
-مينا:أيها الغبي...أنا الفتاة التي تحاول قتل هان منذ مدة

شعر جين فجأة أنه أغبى شخص على كوكب الأرض
-جين(بصدمة) :مستحيل
-مينا:لقد حاولت استغلالك للوصول للهدف وها قد وصلت إليه...غادر

أخرج جين مسدسا آخر من جيبه كان هذا صادما لمينا لأنها ظنت أن مسدسه الوحيد معها ووجهه نحوها
-مينا:هل ستقتلني؟
-جين:أنزلي سلاحك ولنتفاهم
-مينا:ههه يالك من غبي...هل تستطيع إطلاق النار علي؟
-جين:علي آداء عملي
-سيد هان:هههههه هذا سخيف...أنا مخطئ بحق كليكما الآن...حياتي بين يديكما
-مينا:فعلا أنت مخطئ بحقي وبحق والداي لذا أريد الانتقام لهما
-سيد هان:امنحاني فرصة لأشرح
-مينا:معك 3 دقائق
-سيد هان:مينا...

• قبل 13 سنة:
كان السيد هان شخصية مهمة في المجتمع وفي يوم من الأيام كان يقود ثملا فاصطدم بسيارة والد مينا وكانت والدتها معه أيضا فأدى بهما الحادث للموت...وبسبب أنه ثري ومعروف في السياسة فقد تمكن من النجاة من السجن مقابل رشاوي وعادت حياته الطبيعية كما كانت في حين خسرت مينا والديها وتدمرت حياتها

بمرور الأيام شعر بالذنب فبحث عن معلومات عن والد مينا وعرف أنه ترك خلفه فتاتين يتيمتين وهما ماريا ومينا...ولحل المشكلة ذهب لمنزلهما للبحث عنهما ولكنه لم يجدهما فكلاهما أصبحتا مشردتين

••••••••••••••••••••

-سيد هان:كان قتلا غير متعمد
-مينا(بحدة) :يالك من منافق...تقتل القتيل وتمشي في جنازته...قلت بنفسك أنك رشوت القانون لكي لا تدخل السجن...هذه قمة الحقارة في حين أنك هدمت عائلة كاملة

كان جين يستمع لكل شيء ويده ترتجف فهو لا يريد التصويب على مينا ولا أذيتها...عادة إن واجهه موقف كهذا فهو يصوب دون تردد لكن بما أنه يحبها فلن يستطيع أذيتها لذلك استغلت مينا الفرصة

استدار السيد هان نحو جين أيضا ليكلمه
-سيد هان:جين...أنا أيضا مدين لك...لقد ماتت أمك بسبب خطأ مني
-جين:ماذا؟!
-سيد هان:أتظن أنني لا أعرف من أنت؟ بل أعرف جيدا...أعرف أيضا أنك جئت لتبحث عن السبب الحقيقي لموت والدتك
-جين:هل ماتت بسببك؟
-سيد هان:جين...

• قبل 17 سنة:
كانت والدة جين عشيقة للسيد هان وبسبب لقائهما المتواصل فقد حملت رغم أنها غير متزوجة
-سيد هان:حامل؟ هل يفترض بي أن أكون سعيدا؟ أجهضيه
-سولهيون:قررت الاحتفاظ به
-سيد هان(بغضب) :كيف تحتفظين بطفل مني في حين أن علاقتنا غير جادة؟ ستتدمر سمعتي إن عرف أحد
-سولهيون:ليس شأني...لا يمكنني قتل طفلي...هل جربت أن تكون امرأة وتشعر بإحساس أن طفلا ينمو بأحشائك؟ إنه جزء مني...لا أريد قتله

فقد السيد هان أعصابه وضربها بلكمة على وجهها فوقعت على حافة الخزانة وأصيبت بكسر في الجمجمة...في البداية شعر بالخوف عليها ولكن تذكر أن سمعته ستتخرب إن بقيت على قيد الحياة وخاصة إن قالت بأنه ضربها وبأنها عشيقته لذلك تركها تموت هناك وخرج لرئيس الخدم
-هان:أخبر الجميع أن سولهيون مصابة بمرض خطير معدي ولا تسمحوا لأحد بالاقتراب من غرفتها وبعد أيام أعلنوا موتها
-رئيس الخدم:هذا إجرام
-سيد هان:سأدفع لك 3 ملايين دولار
-رئيس الخدم:حاضر

••••••••••••••••

-جين(بغضب) :إذًا أنت من قتلتها...أيها المجرم...عرفت أن هناك شيئا وراء الموضوع
-سيد هان:آسف...كلاكما عانيتما بسببي
-مينا(بغضب) :لقد فات الأوان...بسببك صرت مجرمة...لقد قتلت الكثيرين قبلك وهذا دمر حياتي
-جين(بصدمة) :أنتِ...قاتلة؟!
-مينا(بغضب) :الآن سأريح العالم منك أيها اللعين

أطلقت رصاصتها فاخترقت رأس السيد هان وقتلته فسمعها بقية الخدم وهربوا من القصر بينما اتصل بعضهم بالشرطة

كانت كيسو في منزل مينا تدور في غرفة المعيشة ذهابا وإيابا
-كيسو(ببكاء) :ستعود...أعلم أنها ستعود

فجأة دخل والدها لشقة مينا ومعه كيس الأغراض الذي جمعته هذا الصباح وبه كل أدوات القتل والسموم التي اشترتها
-سيد تشوي(بغضب) :ما هذا؟ هل تعرفين أي شيء؟
-كيسو:لا
-سيد تشوي(بغضب) :سأتصل بالشرطة إذًا
-كيسو:لا أرجوك...سأخبرك بكل شيء...فقط لا تتصل بالشرطة فالأمر خطر على مينا

في منزل السيد هان كانت مينا قد أنهت آخر مهمة لها وجين يشاهدها لذا ابتسمت بخبث وفجأة انفجرت من الضحك مثل المجانين
-مينا:ههههههه لقد قتلته...لقد قتلت آخر واحد ههههههه...أنهيت كل شيء أخيرا ههههههه أنا حرة
-جين:مينا...

أراد الاقتراب منها لكنها وضعت المسدس على رأسها
-مينا:لا تقترب...غادر فمن الأفضل أن لا تراني أموت وإلا سترى الكوابيس طوال حياتك
-جين(بقلق) :لماذا تفعلين ذلك بنفسك؟!
-مينا(بحشرجة) :تريد أن تعرف؟ سأقص عليك قصتي...لقد مات والداي بسبب ذلك الحقير هان...منذ تلك اللحظة والمصائب تنهمر على رأسي...تشردت، تم اغتصابي وظلمي، تم ضربي واتهامي بالسرقة، أخذوا مني حقي ومنزلي وعاملوني ككلب...منذ عمر العاشرة وحتى الواحد والعشرين وأنا أعاني لدرجة أنني صرت أخاف الناس وأخاف الظهور للعامة...لقد عشت فقط كمجرد جسد لأنني فقدت الروح بالفعل...كل من آذوني كانوا رجالا لذلك أصبت بعقدة خاصة حين خانني من أحب وتركني
-جين:لهذا لديك عقدة؟! آسف لم أكن أعرف
-مينا(بحشرجة) :استمر الأمر هكذا إلى أن بلغت الواحد والعشرين...لقد شاهدت فيلما عن شخص ينتقم من كل الذين أساؤوا إليه في الماضي لذلك فعلت مثله وطلبت أسلحة ممنوعة من السوق السوداء على الإنترنت وتعلمت فنون القتال...إلا أنني على عكسهم إنسانة ولدي ضمير فقد عانيت الذنب والألم طوال حياتي لدرجة أنني فكرت بالانتحار ملايين المرات
-جين:لا تفعلي
-مينا(بحشرجة) :لقد حققت أهدافي أخيرا...لكن قبل أن أغادر أردت قول شيء لك...أحبك...شكرا لك...بفضل حبك البريء والدافئ لي استطعت الصمود للآن

فجأة صارت دموع جين تنهمر بغزارة مما جعل مينا تبكي هي الأخرى
-مينا(ببكاء) :أنا الآن أسعد...دموعك تقول أنك تحبني...يمكنني الموت وأنا مبتسمة فهناك رجل واحد على الأقل أحبني بصدق...وداعا جين
-جين(بصراخ) :لاااااا

صوت رصاصة أخرى تم إطلاقها ملأت المكان وزاد الذعر أكثر في الخارج...وبعد فترة وصل رجال الشرطة وركضوا لداخل غرفة السيد هان ليتأكدوا مما حصل بينما كانت كيسو ووالدها في شقة مينا يتكلمان
-سيد تشوي(بغضب) :إذًا فمينا مجرمة...أنا أؤجر شقتي لمجرمة! هل أنتِ غبية؟ لماذا لم تخبريني بذلك منذ البداية؟
-كيسو:لم أستطع لأن فيه خطرا على مينا
-سيد تشوي(بغضب) :لأنكِ بلهاء...هل تعلمين أننا سنقع في مشاكل مع الشرطة إن تم العثور على هذه الأغراض؟
-كيسو:هي حاولت التخلص منهم
-سيد تشوي(بغضب) :أين هي الآن؟ أريد محادثتها
-كيسو:لا أعرف...أنتظرها منذ ساعتين تقريبا

فجأة شعرت كيسو بنغزة غريبة في قلبها جعلتها تشعر بعدم الراحة فوقفت بسرعة أمام النافذة
-كيسو(بقلق) :مينا...لا تقولي أنك فعلتها!



عدل سابقا من قبل بثينة علي في الخميس فبراير 02, 2023 5:52 pm عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة انْتِقَام أُنْثَى!! (بِقَلُم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة انْتِقَام أُنْثَى!! (بِقَلُم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة انْتِقَام أُنْثَى!! (بِقَلُم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1السبت مارس 19, 2022 5:42 pm

رواية انتقام أنثى : الفصل الرابع عشر



مرت سنة بالفعل...الوقت يمر بسرعة والذكريات تندثر وتضيع إلا ذكريات أولئك الذين تركوا بصمة في قلوبنا...ليس من السهل أن تنسى إنسانا أحببته بتلك السهولة حتى لو حاولت مرارا وتكرارا

في منزل جين جلس هذا الأخير مع سيهون يتناولان الطعام وفجأة ترك جين طبقه ووضع يده على خده يفكر بحزن
-سيهون:تفكر بها صحيح؟
-جين(بحزن) :بلى
-سيهون:مؤسف أنها ماتت بتلك الطريقة...لقد كانت رائعة...تعلمت منها الكثير من الدروس التي لن أنساها طوال حياتي
-جين(بحزن) :فعلا...إنها رائعة رغم بشاعة ما كانت تفعله
-سيهون:هل ذهبت لزيارة قبرها مؤخرا؟
-جين(بحزن) :لا...سأذهب الآن
-سيهون:حسنا اذهب...ولاحقا سأذهب أنا وكيسو

ذهب جين لارتداء حذائه وخرج يسير في الحي متوجها نحو المقبرة...أثناء طريقه لمح المتجر الذي كانت تعمل فيه مينا فتحركت مشاعره...فجأة رأى نفسه يسير إلى هناك دون إرادته حتى دخل المتجر

كل شيء تغير في ذلك المكان فمنذ أن رجع والد كيسو لإدارته أصبح مملا ومختلفا
-سيد تشوي:جين...أهلا
-جين:سيدي...أريد باقة من أزهار التوليب لو سمحت
-سيد تشوي:فورا

أخذ جين باقة الأزهار وأكمل سيره وفي نفس الطريق رأى المنزل الذي تعيش فيه كيسو...نظر لأعلى فرأى الأضواء شغالة وهذا دليل على أن والد كيسو قام بتأجير الشقة لزبائن جدد

واصل سيره إلى أن وصل للحديقة أيضا فرأى كل تلك الأماكن التي كان قضي فيها الوقت مع مينا آخر مرة لذلك ابتسم رغم أنه حزين ويشتاق إليها

وصل للمقبرة أخيرا ووقف أمام القبر الذي أتى لأجله ووضع الورد عليه وابتسم
-جين(بحزن) :أفتقدك كثيرا...بعد أن عرفت القصة الحقيقية من السيد هان شعرت بالانزعاج والخيبة لكن في نفس الوقت شعرت بحزن عليكِ...هذه النهاية مؤلمة...تمنيت أن تعيشي لتريني أتزوج وأنجب لكِ أحفادا وتلعبين معهم بكل سعادة...أحبك كثيرا أمي

في إحدى المصحات الخاصة بالأمراض النفسية والعقلية في سيؤول كانت مينا تجلس مع مجموعة من الفتيات يلعبن الشطرنج
-بالما:كش ملك
-مينا(بانزعاج) :أوووووف لماذا تفوزين علي دائما في هذه اللعبة؟!
-بالما:لأنكِ غبية
-مينا(بانزعاج) :لقد تدربت لأشهر وفي النهاية تهزمينني بهذه البساطة
-دويون:هذا يعني أن الفائزة بأولومبياد الشطرنج لهذا العام هي...بالما

صفق الجميع لبالما فركلت مينا لوح الشطرنج برجلها
-مينا(بانزعاج) :سأفوز المرة القادمة
-دويون:وهل هناك مرة قادمة؟ سمعت أن فترة علاجك انتهت
-مينا:مممممم لا أعلم...الفحص هو من يحدد ذلك
-دويون(بحزن) :المكان هنا سيبقى مملا بدونك...لقد اعتدنا عليك
-مينا:مممم أعلم...حتى أنا سأفتقدكن...لقد عشنا مع بعضنا عاما كاملا ورغم أننا نعاني من اضطرابات نفسية وعقلية لكن حين نكون مع بعضنا فنحن في قمة عقلانيتنا

صار الجميع يضحكون من أعماق قلبهم ويعانقون مينا...رغم أنها تعيش الآن في مصحة للمرضى عقليا ونفسيا ولكنها تشعر بألفة شديدة تجاههم...جميعهم يفهمونها فهم يعانون من نفس مرضها وكل منهم عاش ظروفا مشابهة لظروفها

البعض منهم يعانون الذُّهان والبعض الآخر الانفصام وآخرون الهوس وآخرون متعاطون للمخدرات جاؤوا للعلاج...وآخرون مثل مينا يعانون اضطراب ثنائي القطب...لكن على عكس ما نراه في الأفلام فالمصحة ليست مملوءة بالقتلة والمجانين الذين يهجمون عليك من دون سبب بل جميعهم لطفاء إنما أحيانا فقط تظهر عليهم أعراض حادة

بينما مينا في غرفتها كانت تكتب مذكراتها وتصف ما تشعر به حاليا...كانت هذه عادتها كل يوم فهي تحب تسجيل تطورات علاجها لكي تقرأها لاحقا وتشعر بالأمل

فجأة طرقت الممرضة باب الغرفة ودخلت
-الممرضة:مينا...الطبيب يريدك...حان وقت الفحص
-مينا:آتية

توجهت لغرفة الفحص وقام الطبيب بسؤالها أسئلة كثيرة ليرى مدى تعافيها كما قام بتصوير مقاطعة طولية لدماغها وتأكد من أدويتها وفي النهاية جلسا يتحدثان عن النتائج
-الطبيب:أرى أنكِ تحسنتِ ويمكنكِ المغادرة
-مينا(بابتسامة) :حقا؟!
-الطبيب:بلى...سأكتب لكِ فقط بعض الأدوية الجانبية لتخفيف التوتر وحينها ستكونين بألف خير
-مينا(بابتسامة) :شكرا

جمعت كل أغراضها وأوراقها الهامة ووضعتها في الحقيبة لكن السؤال الأول الذي خطر على بالها هو إلى أين ستذهب الآن فهي لا تمتلك لا منزلا ولا وظيفة ولا حتى نقود

كان الحل الوحيد أمامها هو الاتصال بجين لمساعدتها لذلك أجرت اتصالا معه رغم أنها لا تريد الكلام معه

رن هاتف جين وحين رأى المتصل شعر بالصدمة والتوتر ولم يصدق نفسه لكنه فتح بسرعة
-جين:ألو!
-مينا:مرحبا...كيف حالك؟
-جين:بخير...وأنتِ؟
-مينا:بخير...الحقيقة...لقد خرجت اليوم ولا أعرف كيف أتصرف...هل يمكنك المجيء وإعادتي لإيتايوون؟
-جين:بالطبع...انتظريني...لن أتأخر

وقفت مينا بجانب الطريق مبتسمة وهي تفكر بما جرى قبل سنة...لقد تم إنقاذ حياتها بأعجوبة وكل ذلك بفضل جين

• قبل سنة:
حينما أرادت مينا إطلاق الرصاص على رأسها والانتحار تصرف جين وأطلق رصاصة من مسدسه وأصابها في كتفها فوقع المسدس وسقطت أرضا أيضا

قبل أن تفكر بحمل المسدس باليد الأخرى أسرع نحوها وعانقها ثم أمسك بوجهها وقبلها...كانت تشعر بالدوار من إصابتها لكنها تتذكر كل شيء كما لو أنه البارحة...لقد كان جين يعانقها ويبكي ويتفوه بكلام جعلها تتغير
-جين(ببكاء) :يمكنك الانتحار ولكن ماذا عني وعن كل الناس الذين يحبونك؟ سألتني قبل قليل إن كان الموت مؤلما...سأعطيك الإجابة...لم أجرب الموت ولكنني جربت أن يموت شخص عزيز علي...الموت لا يؤلم سوى الأحياء...تخيلي الندم الذي سيكون في قلوبنا...سنبكي ونتألم طول حياتنا حين نفكر أننا لم نأتي في الوقت المناسب لإنقاذك...لماذا تجبرينني على تجربة هذا الشعور مجددا بعد أن نسيته بصعوبة...فقط فكري كيف سيكون شعور كيسو بعد أن تعرف أنكِ غادرتِ ولم تستطع المجيء وإيقافك...تماما مثل والدتي...لطالما تمنيت أنني توسلتها لتتوقف عن العمل في هذا القصر قبل أن تموت...لكن الموت دائما يفاجئنا بدون أن نعلم ويأخذ منا أحبابنا
-مينا(بتعب) :تماما مثل والداي...لقد تمنيت أنني منعتهما من الخروج تلك الليلة فربما حينها ما كان الحادث سيحصل وما كنا لنعاني وما كانت لتموت أختي ماريا
-جين(ببكاء) :رأيتِ؟ هم رحلوا بالفعل لكن قلوب الأحياء ما تزال تحترق على فراقهم...لا تجعيني أنا وكيسو نعاني هكذا...حاولي البحث في داخلك...بالتأكيد ستجدين أنكِ تستحقين فرصة للعيش وتغيير نفسك
-مينا(بتعب) :لا يمكنني...الذنوب تثقل كاهلي
-جين(ببكاء) :لا أحد منا لم يرتكب الذنوب في حياته...جميعنا نخطئ ونتوب ونخطئ مجددا...لسنا بشرا معصيين من الخطأ لكن المهم أن لا نستسلم

فجأة جاء رجال الشرطة واقتحموا المكان فوجدوا جين يمسك بمينا
-الشرطي:ماذا حصل؟
-جين:أحدهم اقتحم القصر وقتل السيد هان...وعندما أرادت حبيبتي إمساكه أصابها وهرب

•••••••••••••••••

-مينا(تفكر) :كان معك حق في كل شيء قلته...سعيدة أنني عرفتك قبل أن أموت...سعيدة أنني أعطيت نفسي فرصة لتتغير

وصل جين بعد ساعة ووقف بسيارته أمام مينا ومن شدة حماسه خرج وأخذ منها حقيبتها ووضعها في صندوق السيارة ثم فتح لها الباب لتصعد
-مينا:شكرا

ركبا السيارة ولم يتحدثا كثيرا إلا عن أحوالهما وماذا كانا يفعلان وكيف صحتهما

بعد ساعتين أخريين وصلا لإيتايوون أخيرا وكانت مينا متوترة
-مينا:هلاَّ أخذتني لمنزل كيسو؟
-جين:حسنا

توقفت السيارة عند منزل كيسو والوقت ليل فنزلت مينا متوترة وطرقت الباب وبالصدفة فتحت لها كيسو
-كيسو(بصراخ) :ميناااااا

عانقتها بحرارة وقبلتها على جبهتها مرات متوالية لكن والدها أفسد الأمر عندما سمع اسمها وتدخل وأبعدها عنها
-سيد تشوي(بغضب) :لماذا أتيتِ؟
-كيسو:أبي! لماذا تعاملها هكذا بعد سنة من الغياب؟!
-سيد تشوي(بغضب) :المجرم يبقى مجرما...لا أريد رؤيتك معها مجددا
-كيسو:أبي!

دخل والد كيسو غرفته متجاهلا مينا
-كيسو:لا تنزعجي منه أرجوكِ
-مينا:لست منزعجة...هذا من حقه...لكن أريد الكلام معه مرة أخيرة
-سيدة تشوي:إنه عصبي لذا لا يجب عليكِ ذلك وإلا ستسمعين كلاما سيئا
-مينا:سأتحمل العواقب

دخلت مينا لغرفة والد كيسو فلم يلتفت إليها مطلقا ولم يكلمها
-مينا:آجاشي...أردت شكرك على كل شيء...أعلم أنك غاضب مني ولن تعود الأمور بيننا كما كانت لكنني حقا أعتبرك كأبي وأحترمك...سأحاول الابتعاد عنك وعن عائلتك ومنزلك للأبد لكن قبل ذلك شكرا جزيلا على كل شيء

انحنت له كشكر لبعض الوقت ثم غادرت المنزل ونزلت لتركب مع جين في السيارة
-جين:ألن تعودي لمنزلك القديم؟
-مينا:لم آتي لأجله أساسا
-جين:حسنا...إلى أين الآن؟
-مينا:لا أعلم...ليس لدي منزل ولا نقود
-جين:تعالي لشقتي
-مينا:أمجنون أنت؟
-جين:وهل هناك حل آخر؟
-مينا:لا
-جين:لنذهب إذًا...لا تقلقي لن أتحرش بك
-مينا:لا أعتقد أنك تستطيع أصلا
-جين:هههههههههههه

وصل جين لشقته وفي نفس الوقت كان سيهون قد خرج من الحمام يرتدي منشفة وحين رآهما انصدم وحاول تغطية نفسه
-سيهون(بصراخ) :آااااا كيف تأتي بفتاة إلى هنا؟
-جين:ستعيش معنا مؤقتا لذا تصرف بأدب منذ الآن
-سيهون:مينا ستعيش معنا؟!

صار سيهون يفكر بأفكار غريبة وبأن مينا ستزعجة وتضربه طول الوقت لذا لم يرتح للأمر
-سيهون:جين...لنتحدث على انفراد

ذهبا للمطبخ وأغلقا الباب
-سيهون(بانزعاج) :هذه الفتاة لا تحبني وأنت تعرف ذلك
-جين:إذًا؟
-سيهون:إذًا لا يجب عليك جمعي معها في مكان واحد
-جين:لكنها ستبقى مؤقتا فقط
-سيهون:حتى ولو...يمكنها قتلي في فترة قصيرة
-جين:لا حاجة للقلق حيالها فهي لم تعد كالسابق...مينا الآن إنسانة جديدة مئة بالمئة
-سيهون:إنسانا كانت أو حيوانا فلا أهتم...جد لها حلا آخر غير البقاء في شقتنا
-جين:شقتنا؟!
-سيهون:كفى كفى أعلم أنها شقتك وأنت من تدفع الإيجار لكن تذكر أنني أنا من أنظف وأغسل الصحون والملابس وأطبخ
-جين:أنا أيضا أطبخ...أحيانا...حسنا نادرا
-سيهون:لا يهم من يطبخ...المهم أننا نشترك في كل شيء
-جين:مثل الزوج وزوجته هههههههههههههههه
-سيهون:محق ههههههههههههههه
-جين:بشرط أن أكون أنا الزوج الوسيم ههههههههههه
-سيهون(بانزعاج) :يكفي...ليس وقت النكت التافهة...نحن نعاني مشكلة هنا
-جين:وأنا ماذا أفعل لك؟
-سيهون(بصراخ) :أخرجها من هنا
-جين:هشششش أخفض صوتك فقد تسمعك وتستاء

سمعتهما مينا فوقفت بجانب باب المطبخ وابتسمت
-مينا:شكرا لك جين...يبدو أنه غير مرحب بي هنا...سأغادر
-جين:إلى أين؟
-مينا:لا أعلم...ربما أنام في الشارع وربما يشعر أحدهم بالشفقة علي فيأخذني لأنام في بيته

انحنت لهما وحملت حقيبتها لتغادر لكن جين لحق بها قبل أن تفتح الباب
-جين:إنه يمزح...فلتبقي
-مينا:لا بأس هذا حقه...من سيؤوي قاتلة في شقته
-جين:ليست شقته...أنا من أدفع الإيجار وهو مجرد شريك
-مينا:إن كان شريكا فله الحق في طرد من يريد من الشقة
-جين:لاااا لا تذهبي فلا يمكنك الثقة بأحد خاصة أنكِ فتاة وحيدة في الليل
-مينا:ليس لدي ما أخسره فقد خسرت كل شيء سابقا

فجأة تدخل سيهون وأخذ منها الحقيبة بعد أن شعر بذنب كبير
-سيهون(بتجهم) :يمكنكِ البقاء

قام جين بترتيب غرفته وأخذ غطاءه ووسادته معه ثم خرج منها
-جين:نامي في غرفتي وأنا سأنام على الأريكة...المفتاح موجود في الباب من الداخل لذا أغلقيه فحسب ونامي وإن احتجتِ أي شيء دقي علي فحسب
-مينا:لا حاجة لإغلاق الباب بالمفتاح فأنا أعلم جيدا أي نوع من الناس أنت
-جين:احم...ماذا عن سيهون؟

كان سيهون في الجوار فسمعهما
-سيهون(بصراخ) :لقد سمعتك...لدي حبيبة بالفعل...وأصلا من يتجرأ على الاقتراب منها إلا إن كان يريد الموت

تجاهلت مينا كلامه ودخلت غرفة جين ثم أغلقت الباب بالمفتاح وتنهدت بعمق وهي تتكئ على الباب...كانت غرفة جين عادية لكنها أحست أنها في الجنة

نامت على سريره وبقيت تشتم رائحته للحظات ثم حاولت إغماض عينيها لتنام...فجأة تذكرت والد كيسو وكيف عاملها قبل سنة بعد أن عرف أنها مجرمة

• قبل سنة:
بسبب الإصابة التي تلقتها مينا في كتفها من جين تم نقلها للمستشفى وأجرت عملية لإزالة الرصاصة...في اليوم التالي جاء والد كيسو مسرعا للمستشفى بعد أن عرف الخبر
-مينا:آجاشي!

حاولت النهوض من سريرها لتنحني له لكنه أوقفها
-سيد تشوي(بحدة) :ابقي مكانك...لا أريد أي شيء منك
-مينا:آجاشي! ما القصة؟
-سيد تشوي(بحدة) :عرفت كل شيء...لقد أخبرتني كيسو...كيف ترمين أغراضك في النفايات فقد يراها أحدهم ونقع جميعا في مشاكل؟!
-مينا:لو أن مشكلة حصلت بسببي فسأعترف على الفور...لا تقلق
-سيد تشوي(بحدة) :أنتِ متهورة...كيف تحاولين قتل الناس؟! ماذا لو أن ابنتي تأذت
-مينا:ولماذا قد تتأذى؟
-سيد تشوي(بغضب) :كل المصائب سترجع على رأسنا نحن إن تعرضتِ للمساءلة القانونية
-مينا:أنت تعلم أن هذا الأمر غير صحيح...لا يمكن أن يتهموكم دون أدلة وأصلا لا علاقة لكم بالموضوع فأنا مجرد مستأجرة عندكم
-سيد تشوي(بحدة) :توقفي عما تفعلينه
-مينا:لقد توقفت
-سيد.تشوي(بحدة) :وأيضا ابتعدي عن كيسو فلا أريد أن تضيع تربيتي سدى
-مينا:آجاشي!
-سيد تشوي(بحدة) :وبالنسبة للشقة فانسي أمرها...لن أستطيع تأجيرها لمجرمة...وأيضا لن أخبر الشرطة عن حقيقتك ولن أتدخل بحياتك أبدا لكن حاولي مراجعة نفسك

خرج غاضبا بعد أن قال ما لديه لكنها أحست بنوع من الاهتمام في كلامه

••••••••••••••••••••

تقلبت مينا في الفراش فترة طويلة لكنها لم تتمكن من النوم...كانت فجأة تشعر بالوحدة والبرد وتحتاج شخصا يعانقها لترتاح...أرادت الخروج ومعانقة جين لكن علاقتهما الآن انتهت أو بالأحرى لم تبدأ بعد فقد كانت تستغله فقط لمصالحها ولم تكن جادة معه

في غرفة المعيشة كان جين أيضا مستلقيا على الأريكة ولكنه لم يستطع النوم بسبب تفكيره المتواصل بمينا...كان سيهون وقتها أيضا متوجها نحو الحمام وفي طريقه أحضر برطمان المخلل من الثلاجة
-سيهون:لم تنم بعد!
-جين:كما ترى
-سيهون:أعرف ما تفكر به...اذهب إليها

نهض جين من فراشه وبدل أن يتوجه إلى غرفة مينا ذهب عند سيهون وضربه على رأسه
-جين(بحدة) :كيف تريد مني الذهاب لغرفة فتاة في منتصف الليل؟ ألم تعلمنا أمنا الأدب؟
-سيهون:أولا آلمتني...ثانيا حتى أمنا عاشت علاقة حب مع هان فما المشكلة؟
-جين:هفففف أعلم...لكن الوضع مع مينا مختلف...مازالت تتعافى من عقدتها حتى الآن ويجب أن لا نزيد حالتها سوءا...لنتركها ترتاح ولاحقا سنرى ما سنفعل
-سيهون:أتساءل كيف أقنعت عنيدة مثلها بالذهاب للمصحة!
-جين:لم يكن صعبا فهي التي كانت تريد التغير والشفاء

• قبل سنة:
حين بقيت مينا في المستشفى كانت تفكر بطريقة لتحل أمورها فهي الآن لا تملك لا منزلا ولا وظيفة بعد طرد والد كيسو لها من البيت...فجأة دخل جين الغرفة
-جين:هل تعافيتِ؟
-مينا:أظن
-جين:أريد مناقشتك في موضوع...هلاَّ فعلنا؟
-مينا:إن كان مهما فلا بأس
-جين:إنه بخصوص مستقبلك
-مينا:مستقبلي! ما الذي تريد الوصول إليه!؟
-جين:أنتِ لن تنتحري صحيح؟

صمتت للحظات ثم أخفضت رأسها
-مينا(بحزن) :لا أعلم...أحاول جاهدة الاستمرار لكن الرغبة في الموت تشتعل بداخلي من حين لآخر
-جين:عليكِ أن تغادري المدينة وتتعالجي
-مينا(بصدمة) :أتعالج! هل تظنني مختلة؟
-جين:لم أقل ذلك...ليس شرطا أن تكوني مختلة لتدخلي مصحة...هناك الكثير من المصحات التي تعالج الأمراض النفسية مثل مرضك
-مينا(بحزن) :هكذا إذًا
-جين:أنتِ تريدين التغير والاستمرار أليس كذلك؟
-مينا:بلى
-جين:إذًا افعلي ما أمليه عليك...سأرسلك لمصحة خاصة بالأمراض النفسية وكل النفقات ستكون على حسابي...تعلمين أنه الحل الوحيد فأنتِ لن تصمدي طويلا بمفردك
-مينا(ببرود) :أيا يكن...افعل ما تراه مناسبا

•••••••••••••••••

-سيهون(بانزعاج) :كل النفقات عليك أيها الحقير...ها؟
-جين:هفففف توقف عن التدقيق في كل ما أقوله
-سيهون(بانزعاج) :أتذكر يوم طلبت منك أن تعيرني مبلغا ماليا لكنك قلت أنك لا تملكه في حين صرفته على فتاة لا تعني لك أي شيء
-جين:هففف معك حق...مينا لا تعني لي أي شيء...لكنني أشعر بالشفقة عليها لأنها لا تملك أي شيء ولا أي أحد...ربما قد نتعلم الكثير من قصتها
-سيهون:مثل ماذا؟
-جين(بصراخ) :هل تريد أن أضربك؟ لماذا تحاول الاستهزاء بي؟ قلت لك أن الفتاة مريضة وعليك مراعاتها
-سيهون:هفففف انسى الموضوع

أخذ سيهون برطمان المخلل وذهب لغرفته ثم ضرب الباب بقوة
-جين(بصراخ) :بالمناسبة اترك لي بعض المخلل أيها المتوحش...كلما اشتريت برطمانا ينفذ في نفس اليوم...سيزيد وزنك بسرعة إن أكملت هكذا
-سيهون(بصراخ) :لا شأن لك...اهتم بصرف أموالك على علاج الفتيات الجميلات فقط
-جين(بصراخ) :إنه مالي وسأفعل به ما أريد...تفوووه
-سيهون(بصراخ) :على وجهك

بينما يتشاجران كانت مينا مستيقظة وتستمع لكل ما يقولانه وفي نفس الوقت شعرت أن مع سيهون حق فجين خسر الكثير من المال في علاجها وقبوله هكذا بكل بساطة سيجعلها تشعر بعدم الراحة...لذلك قررت أن تحاول رد الجميل بأي طريقة



عدل سابقا من قبل بثينة علي في الخميس فبراير 02, 2023 7:44 pm عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة انْتِقَام أُنْثَى!! (بِقَلُم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة انْتِقَام أُنْثَى!! (بِقَلُم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة انْتِقَام أُنْثَى!! (بِقَلُم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1السبت مارس 19, 2022 8:23 pm

رواية انتقام أنثى : الفصل الخامس عشر (الأخير)



في صباح اليوم التالي استيقظت مينا باكرا وخرجت من غرفتها...كان جين ما يزال نائما على الأريكة ورجله وذراعه تتدلى بينما البطانية أغلبها ملقى على الأرض
-مينا(تفكر) :النوم هناك ليس مريحا...أعلم

قامت بتعديله فوق الأريكة وغطته جيدا ثم ذهبت وأعدت الفطور

بعد دقائق استيقظ كل من جين وسيهون ونظرا لبعضهما بحدة ثم ركضا نحو الحمام لكن سيهون وصل أولا وأغلق الباب
-جين(بصراخ) :تبا لك...لماذا تنحشر هناك بالساعات؟ أريد دخول الحمام فالحالة طارئة...افتح...افتح

نظر جين خلفه فوجد مينا تنظر إليه باستغراب فاعتدل وتظاهر بالهدوء
-جين:احم...نحن نمزح هكذا عادة...لا تهتمي
-مينا:هههههه لا بأس إن كنتما تتشاجران على الحمام...لم أقل أن لا تفعلا ذلك
-جين:احم...لم نكن نتشاجر على الحمام
-مينا:أيا يكن...تعال لتناول الطعام بعد أن تغتسل

استعد كل من جين وسيهون وارتديا ملابسهما ثم جلسا على الطاولة فشعر جين بالسعادة عندما رأى الفطور الذي أعدته مينا
-جين:ما كان عليكِ إتعاب نفسك
-مينا:لا بأس...من اليوم سأعد لكما الطعام وأقوم بالأعمال المنزلية كشكر لكما على إيوائكما لي في شقتكما

كان سيهون يأكل وفجأة توقف عن المضغ ونهض من مكانه ثم صار يلمس وجه مينا بأطراف أصابعه ويتفحصها
-جين(بحدة) :ما الذي تفعله!؟
-سيهون:هل هذه حقا مينا؟ أليست آلية تشبهها؟
-جين:هففففف طبعا هذه مينا...هي فقط تغيرت

واصل سيهون فحصها من رأسها لقدميها وهو محتار
-سيهون:ممممممم لا...مستحيل أن تكون هي
-جين(بحدة) :اجلس مكانك

عاد الجميع لتناول الفطور وكان مع مينا كوب مكتوب عليه اسمها تشرب فيه القهوة
-جين:كوب جميل
-مينا:لقد أهدته لي صديقة من المصحة
-جين:إذًا فهو غالٍ جدا على قلبك
-مينا:اممممم كثيرا

انتهى الجميع من تناول الفطور وعندما أراد سيهون أن يشرب كأس ماء لم ينتبه أن كوب مينا المفضل بجانبه فضربه بذراعه ووقع فانكسر إلى أشلاء

ركض كل من جين ومينا لموقع الحادث فرأيا سيهون يحاول إصلاح الكوب وحينما رأى مينا رماه وهرب ليختبئ خلف جين
-سيهون(بخوف) :أرجوووك أخفِني عنها...ستقتلني

تقدمت مينا نحو كوبها وملامح الصدمة ما تزال على وجهها ثم حملت القطع المكسورة وحدقت بها لفترة ثم نهضت
-مينا:لا بأس...حصل خير

جملتها هذه جعلت كلا من جين وسيهون يفتحان فمهما من الصدمة وينظران لبعضهما
-جين:أوبس! تأخرت عن العمل...أراكما لاحقا

خرج جين أولا وفجأة نظرت مينا نحو سيهون بحدة وحملت السكين الذي كان على الطاولة
-سيهون(بصراخ) :جييييين انتظرني سآتي معك

بعد أن انتهت مينا من الأعمال المنزلية توجهت مباشرة لإحدى المقاهي وبقيت تنتظر كيسو إلى أن جاءت
-كيسو(بحماس) :مرحباااااا لقد أتيت
-مينا:كيسووو! أنا مصدومة...لقد تغيرتِ كثيرا منذ سنة
-كيسو:ربما غيرت من شكلي لكن شخصيتي ما تزال كما تعرفينها...ماذا عنكِ؟
-مينا(بابتسامة) :لقد تغير كل شيء فيا شكلا وشخصية...البقاء في المصحة ليس هينا ولكنه ليس سيئا أيضا
-كيسو:لم يتعدى عليكِ أحد صحيح؟
-مينا:وهل يجرؤون؟
-كيسو:هههههههه
-مينا:هههههههههه أمزح...كلهم يعاملونني بطيبة كبيرة...أنا ممتنة لهم جميعا
-كيسو:أخبرني سيهون أنكِ نمتِ في شقة جين
-مينا:بلى
-كيسو:أووووه هذا حماسي...لا شيء أفضل من أن تكوني مع من تحبين تحت سقف واحد
-مينا:تتكلمين كما لو أننا تزوجنا
-كيسو:تزوجا
-مينا:هففففف الأمر ليس بتلك البساطة...أنا وهو قررنا أن نبقى بعيدين عن بعضنا
-كيسو:كاذبة...إذًا لماذا وافقتِ على الذهاب لشقته؟
-مينا:لأنني حرفيا لا أملك أي شيء ولا أي أحد
-كيسو:أو لأنكِ في أعماقك تريدين البقاء بجانبه
-مينا:وما الفائدة إن كنت أريد أو لا...لقد قررت البقاء وحدي للأبد
-كيسو:لن تستطيعي
-مينا:سأفعل وسترين
-كيسو:مجنونة! هل تريدين العودة لحالتك القديمة؟
-مينا:لا...أنا بخير الآن...صرت أشعر بالألفة فقد وجدت شخصا يفهمني
-كيسو(بصدمة) :حبيب جديد!
-مينا:بلى...إنه مذكراتي
-كيسو(بانزعاج) :هفففف لو لم تكوني أكبر مني لكسرت أنفك
-مينا:أريد معروفا...هلاَّ بحثتِ لي عن وظيفة عند شخص موثوق تعرفينه؟
-كيسو:يمكنني ذلك لكن لا أضمن لكِ معاملتهم معك
-مينا:لا يهم...المهم أن أحصل على المال وأستقر بدل أن أبقى عالة على جين للأبد

بدأت مينا حياتها من الصفر ووجدت لها كيسو وظيفة كعاملة نظافة في إحدى المستشفيات...كانت تعمل بجهد وتنظف يوميا وتغسل ملابس المرضى المغطاة بالدم وكذلك أفرشة المستشفى وأغطيتها...كان كل ذلك الكم من الدم يجعلها تتذكر ما فعلته في السابق من جرائم لذا كانت غير مرتاحة وبدأت تشعر أن مرضها قد عاد إليها

مرت أيام عديدة ومينا في شقة جين وكل مرة تعود محبطة للمنزل ومتعبة وكان جين يلاحظ ذلك...لكن رغم هذا كانت تطبخ وتنظف وتغسل لأنها فتاة نشيطة حتى حين تتوعك

في أحد الأيام عادت مينا للشقة وبينما تتناول الطعام مع جين وسيهون قررت إخبارهما
-مينا:اسمعا...لقد ذهبت اليوم لرؤية شقة جديدة ومحتمل أن أنتقل هذا الأسبوع
-سيهون(يفكر) :الحمد لله
-جين:حقا؟!
-مينا:بلى...سأخبركما حين أضبط أموري
-جين:لكن لستِ بحاجة للمغادرة فالبيت بيتك

فجأة ركل سيهون جين من تحت الطاولة بقدمه
-مينا:ههههههه لا أريد أن أثقل عليكما
-جين:أبدا...لا تثقلين علينا بشيء

ركل سيهون جين مرة أخرى من تحت الطاولة
-مينا:علي المغادرة قبل أن يتم طردي فهناك شخص هنا لا يسعده وجودي
-سيهون:احم...من هذا!؟
-مينا:أكملا طعامكما...سأذهب للنوم

دخلت غرفتها لتنام فركل جين سيهون بقوة
-جين(بحدة) :هلاَّ توقفت عن جعلها تشعر أنها غير مرغوب بها هنا؟
-سيهون:لكن هذه هي الحقيقة فماذا أفعل لها
-جين(بحدة) :أليس لديك القليل من النخوة وإكرام الضيف؟
-سيهون:ألا يمكنك أن ترى أنني أرتعب خوفا منها؟ صرت أخاف من تناول طعامها كلما فكرت أنه قد يكون مسموما...وأيضا ماذا أفعل في الليل فأنا خائف من إغماض عيني كلما فكرت أنها قد تأتي وتطعنني
-جين:وما مشكلتها معك حتى تطعنك ها؟!
-سيهون:لا أعلم...إنها مريضة بمرض القتل ولن تشفى منه طوال حياتها
-جين(بحدة) :اخرس كي لا تسمعك...هي بالفعل كانت تعاني من اضطراب ثنائي القطب لكنها شفيت
-سيهون:سواء شفيت أم لا فلا يمكنني الثقة بها...لا تنتظر مني أن أتقبلها لأنه مستحيل أن أفعل
-جين:هففف حسنا كما تريد لا تتقبلها...لكن على الأقل كن لبقا معها كي لا تندم لأنها أتت إلى هنا
-سيهون(بسخرية) :تندم! وهل يوجد هذا المصطلح في حياتها؟ لا أظن أن شخصا قتل كل أولئك الناس يمكن أن يندم

كانت مينا في الداخل تستمع لكل شيء فجأة صار قلبها يؤلمها وأحست أنها ستختنق لذا تنفست بعمق محاولة تهدئة نفسها
-جين(بهمس) :اخرس...قد تسمعك
-سيهون:لقد نامت بالفعل...وأصلا سأقول كل ما يخطر ببالي ولن أكتم شيئا...أنت أناني لأنك تفضل راحة فتاة غريبة على راحة أخيك
-جين(بحدة) :يااااااا اسكت اسكت اسكت...أهذا وقت مناقشة الموضوع أيها الثرثار؟
-سيهون:لا أصدق أن تلك الفتاة جعلتك تخضع لها هكذا

فجأة انفتح الباب من خلفهما وكانت مينا عابسة وتمسك بقلبها بقوة
-جين:مينا! لم تنامي بعد!

ركضت نحو باب الخروج وغادرت الشقة وبدا أنها حزينة للغاية...لم يفهم كلاهما أي شيء خاصة أنها لم تأخذ حقيبة ملابسها حتى
-جين(بحدة) :حين أعود سأتفاهم معك

ركض جين خلفها فرآها وهي تركب المصعد وتحاول إغلاقه بسرعة قبل وصوله
-جين(بصراخ) :ميناااااا انتظري...دعينا نتفاهم أولا

قبل أن يصل صار المصعد ينغلق ببطء فابتسمت ولوحت له كما لو أنها تودعه للأبد وبمجرد وصوله انغلق عليه
-جين(بغضب) :أووووف تبا...علي إيقافها قبل أن تفعل شيئا غبيا

نظر للرقم الموجود أعلى المصعد فرآه متوجها للسطح العلوي للمبنى لذا ركض ناحية السلالم ورغم أن المسافة من الطابق الذي هو فيه إلى السطح كبيرة لكنه لم يتوقف عن الركض مطلقا

وصل أخيرا للسطح ونظر من حوله فرأى مينا واقفة على حافة البناية...عرف بالفعل ما تفكر به لكنه تظاهر بالغباء لكي يوقفها
-جين:واو! المنظر جميل من هناك صحيح؟ لكن لا أنصحك بالوقوف مكانك فهو خطير جدا...اقتربي قليلا هنا وسنشاهده معا

حاول التقدم منها خطوة لكنها استدارت نحوه وأوقفته بمد ذراعها أمامه
-مينا(ببكاء) :لا تقترب...لا فائدة من إنقاذي هذه المرة...لقد اخترت الموت
-جين:الموت! من قال أنكِ ستموتين من هنا! هذا المبنى به 10 طوابق فقط ولا أظن أنكِ ستكسرين حتى إصبعك الصغير
-مينا:لنجرب
-جين(بصراخ) :لااااااااااا إنها تجربة فاشلة
-مينا(ببكاء) :لست خائفة من الموت وأنت أكثر من تعرف ذلك...أصلا ما فائدة أن تعيش مجرمة مثلي في هذا العالم؟ لقد سببت الكثير من المتاعب
-جين:أنا أيضا أسبب المتاعب ولكن لم أفكر بالانتحار
-مينا(ببكاء) :الوضع مختلف بيني وبينك...أنا فتاة رخيصة
-جين:له له له ما هذا الكلام؟! لستِ رخيصة بالمرة
-مينا(ببكاء) :سيهون كان محقا في كل حرف قاله...أنا مجرمة ولن أتغير
-جين:هفففف كفى...هل تأخذين كلام سيهون على محمل الجد؟ بالطبع ذلك المهرج يقول ما لا يقصد...مرة أخبرني أنني تهديد للمجتمع لأنني أوقعت امرأة متزوجة بحبي ودمرت عائلتها ولكن هل استمعت لكلامه؟ لا أبدا...أنا أعرف نفسي جيدا وما يقوله الناس هو مجرد هراء
-مينا(ببكاء) :أتعلم أكثر ما يعجبني فيك؟
-جين(بصدمة) :ها؟!
-مينا(ببكاء) :أنك بارع في إخفاء ما تشعر به...أنت الآن تموت من القلق علي من الداخل لكن من الخارج كما لو أنك تستهزأ بمسألة الانتحار...لكنني لست مثلك...أنا حينما أحزن أبكي وحينما أفرح أضحك وحينما أخاف أصرخ وحينما أفقد الأمل أنتحر
-جين:لاااااااا لا تفقدي الأمل...بالطبع هناك الكثير من الوقت أمامك لتراجعي نفسك مجددا وبعدها قرري..أنتِ حتى خرجتِ من المصحة للتو
-مينا(ببكاء) :وأيضا...لست مختلة...لماذا يواصل أخوك دعوتي بالمختلة؟ ما الذي فعلته له؟ منذ جئت للشقة لم أعامله بسوء...حتى أنه كسر كوبي المفضل ولم أقل له شيئا...هل الخطأ خطئي أن الحياة قاسية معي وجعلتني أمرض؟
-جين:لا لا لا هو يمزح...إنه يناديني بالمختل طول الوقت...لما أنتِ حساسة هكذا؟
-مينا(ببكاء) :لن أكرر نفس الكلام الذي قلته آخر مرة قبل أن أحاول الانتحار...وداعا...

تقدمت خطوة لترمي نفسها من على السطح فحاول جين فعل شيء لإيقافها
-جين(بصراخ) :مهلا...إن قفزتِ فسأقفز خلفك

توقفت واستدارت نحوه بصدمة
-مينا:مجنون!
-جين:نعم مجنون...فقط حاولي فعلها
-مينا:لا أعتقد أنك شجاع لفعلها
-جين:لنجرب...هيا ارمي نفسك وسألحق بك وأموت بسببك
-مينا:مجنون حقا!
-جين:لقد انتظرتك طوال عام كامل لتشفي ونعود معا لكنكِ تنهين كل شيء هكذا...حسنا...أنا أيضا سأنهي كل شيء...لا يمكنني العيش وأنتِ غير موجودة
-مينا(بحزن) :تنتظرني!
-جين:وماذا ظننتِ؟ أنا في الثامن والعشرين من عمري...علي الزواج...كنت أنتظرك بفارغ الصبر ولو أنني أردت غيرك لتزوجت في الفترة التي غبتِ فيها
-مينا(بحزن) :لهذه الدرجة تحبني!
-جين:بل وأكثر...أنتِ من قرر إنهاء هذه العلاقة قبل أن تبدأ

• قبل سنة:
أوصل جين مينا للمصحة بسيارته وكان يحاول إخبارها بأنه سينتظرها وحين تشفى وتعود لحياتها الطبيعية سيتقدم لخطبتها

بمجرد أن وصلا استعد ليتكلم لكنها سبقته
-مينا:شكرا لك...هلاَّ أسديت لي معروفا؟
-جين:طبعا
-مينا:لا تراسلني ولا تتصل بي نهائيا...وأيضا لا تأتِ لزيارتي ولا تطمئن على أحوالي...أريد البقاء وحدي لكي أشعر بالراحة
-جين:لكن...!
-مينا:أنت تريدني أن أشفى سريعا أليس كذلك؟ إذًا نفذ ما قلته حرفيا...سأكون بخير...إنهم يعتنون بالمرضى جيدا هنا
-جين:كما تريدين

نزلت مينا من السيارة بكل برود ودخلت المصحة...لم تكن تريد قول هذا الكلام لجين لكنها مجبرة لأنها تريد البقاء وحدها ومراجعة حياتها من الصفر واتخاذ قرار حاسم بشأن علاقاتها العاطفية...وإن تواصلت مع جين فسينبض قلبها في كل مرة وتتوتر وتتخرب خطتها

•••••••••••••••

-جين:لقد خططت حقا لأتقدم لك ولكنك غبية...فقط المرة القادمة حاولي ترك الفرصة للناس ليتكلموا أولا
-مينا:لا فائدة

أرادت رمي نفسها ونظرت لأسفل...كانت المسافة بعيدة جدا ومن المحتمل أنها إن ماتت سيموت جين أيضا...فجأة غيرت رأيها ونزلت من على الحافة
-مينا:إن ما أفعله غباء

أمسكها جين بسرعة من ذراعها وجذبها فسقط على ظهره وسقطت فوقه...كان يحكم عليها بقوة بذراعيه حتى لا تحاول الانتحار مجددا وهذا أزعجها
-مينا(بصراخ) :اتركني...لن أنتحر...اتركني

حاولت النهوض ولكن كل مرة كان يتمسك بها أكثر...فجأة وهي تضع رأسها على صدره أحست بقلبه يدق بسرعة ونفسه المضطرب...واضح أنه كان خائفا لدرجة الموت

هدأت ونظرت له فوجدته يغمض عينيه ويتنفس بقوة حينها وضعت رأسها على صدره وأغمضت عينيها
-مينا:في حياتي لم أكن قريبة لأحدهم كل هذا القرب...أنت تتجاوز الحدود معي
-جين:يمكنكِ شتمي أو إبراحي ضربا بالمكنسة...المهم أن لا تنتحري
-مينا:غيرت رأيي...لن أنتحر
-جين:متأكدة؟
-مينا:بلى

أفلتها فوقفت ونظرت من حولها بشرود
-مينا:سأذهب في نزهة...أحب التنزه في الليل
-جين:لكن الساعة تجاوزت الحادية عشرة
-مينا:وقت مناسب

كانت مينا تسير في الشارع فحسب وجين يسير خلفها...لم يكن يفهم ما تريد فعله فهي تسير عشوائيا فحسب وسبب لحاقه بها هو خوفه من أن تحاول الانتحار مجددا

بينما هما يسيران كان مجموعة من الشباب يلعبون الورق على جانب الطريق وحينما رأى أحدهم مينا صفر بدهشة
-الشاب:واااااو! يال الجسد الجميل!

توقفت عن السير ونظرت إليه بحدة
-مينا(بحدة) :توقفت عن ضربكم فترة فتكاثرتم!
-الشاب:ههههههههه ضرب من؟ تحبين العنف أيتها السادية الصغيرة؟

أسرعت نحوهم وحملت اللوح الذي كانوا يضعون فوقه الورق ثم ضربت الشاب الذي أزعجها على رأسه فسقط أرضا

فجأة نهض كل رفاقه وصاروا يفرقعون أصابعهم ويستعدون للهجوم
-جين:ما الذي فعلتِه؟!
-مينا:أوبس...6 ضد 1...أرى أنه سيتم إبراحي ضربا

أمسك جين بيدها وركض مسرعا فلحق بهم مجموعة الشباب وطاردوهم عبر شارعين كاملين...كان جين قد تعب من الركض فلم يعد يستطيع الهرب أكثر وبينما هو مار بجانب حاوية نفايات خطرت على باله فكرة
-جين:لندخل هنا
-مينا:يعععع مقرف
-جين:لا وقت...حياتنا على المحك

تخفيا في الحاوية ولحسن الحظ أنها فارغة وإلا لكانا استحما بالنفايات

بعد رحيل الشباب أشعل جين مصباح هاتفه ونظر لمينا التي كانت تنظر إليه بحزن
-مينا(بحزن) :أنا دائما أقحمك في مشاكلي...آسفة
-جين:لا أعتقد أن هذه مشكلة فأنا أيضا أدخل في شجارات دائما
-مينا:ههههههه تحاول مواساتي
-جين:نوعا ما هههههههههه
-مينا(بحزن) :ماذا عن المرأة المتزوجة التي قلت أنك أغويتها؟ هل الكلام صحيح؟
-جين:هههههه لا...عندما أريد إقناع أحدهم أقول أشياء غبية...شعرت بالخوف من أن تنتحري فقلت كل ما قلته
-مينا:جين...انظر إلي

نظر إليها فاقتربت منه وقبلته على شفتيه بنفسها ومع كل ثانية تمر أحست أنها تطير من الفرح...كانت ردة فعل جين أنه لم يستطع تحمل كل تلك الكمية من الرومنسية فبقي مصدوما لفترة ثم بادلها القبلة شيئا فشيئا

فجأة وهما يقبلان بعضهما فإذا بعجوز يفتح حاوية النفايات ليرمي كيسا فيها فرآهما وبقي مصدوما
-جين(بإحراج) :نعتذر منك

عاد جين وهو يمسك بيد مينا وطوال الطريق كانا يبتسمان
-جين:لم تجيبيني بعد...هل تقبلين الزواج مني؟
-مينا(بابتسامة) :لكن بشرط
-جين:ستطلبين أن لا أخونك ولا أحب غيرك صحيح؟
-مينا(بابتسامة) :لا...بشرط أن لا يعيش سيهون معنا
-جين:ههههههههههههه هو لن يعيش حتى لو توسلتِه
-مينا:ههههههههه موافقة
-جين(بحماس) :رااااائع هههههههه

لقد كان درب مينا محفوفا بالمخاطر والألم والجرائم...ولكن في النهاية تغير كل شيء...وكما يقال في الروايات الخيالية فإن الحب قادر على فعل المعجزات وتغيير الإنسان جذريا

هكذا انتهت قصة مينا وعاشت مع جين بسعادة وهناء...لكن من يعلم...لعلها يوما تقرر كتابة قائمة جديدة من الضحايا وتكون أنت منهم أيها القارئ العزيز

أمزح لا ترموني بالأحذية (◔‿◔)





النهاية




عدل سابقا من قبل بثينة علي في الخميس فبراير 02, 2023 8:07 pm عدل 2 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة انْتِقَام أُنْثَى!! (بِقَلُم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة انْتِقَام أُنْثَى!! (بِقَلُم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة انْتِقَام أُنْثَى!! (بِقَلُم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1السبت مارس 19, 2022 8:26 pm

رواية انتقام أنثى : فقرة الأسئلة



أحباااااائي

ها قد عدت إليكم بفقرة جديدة سأضيفها لكل رواية أكتبها...فكرة الفقرة هي أنني سأسألكم مجموعة من الأسئلة عن الرواية وأجيبوا عنها بكل صراحة لكي أتعرف على آرائكم أكثر وربما أحاول تطوير نفسي وأحاول كتابة ما يعجبكم...الأسئلة هي كالتالي:

• رأيكم بالرواية؟

• ما أكثر مشهد أحزنكم؟

• ما أكثر مشهد أضحككم؟

• أفضل جزء في الرواية كلها؟

• هل ترون مينا بطلة أم مجرمة؟

• شخصيتكم المفضلة من الرواية؟

• أفضل ثنائي في الرواية؟

• شخص كرهتموه بشدة في الرواية؟

• شيء صدمكم في الرواية؟





والآن سأكتب أسامي أبطال الرواية وكل ما عليكم هو توجيه أي سؤال خطر على بالكم على أساس أنكم تسألون الشخصية نفسها...وأنا سأرد عليكم بصفتي تلك الشخصية 

• مينا

• جين

• كيسو

• سيهون

• سيد هان

• سولهيون

• والد كيسو (السيد تشوي)

• سوهو

• بثينة علي (حتى أنا اسألوني عن الرواية عادي)




هذه كانت كل الأسئلة...سأرد على الأسئلة جميعها لذا استمتعوا واكتبوا كل ما يخطر ببالكم حتى ولو كان سؤالا تافها ومضحكا 



وووووسلام



عدل سابقا من قبل بثينة علي في الخميس فبراير 02, 2023 8:09 pm عدل 2 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة انْتِقَام أُنْثَى!! (بِقَلُم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة انْتِقَام أُنْثَى!! (بِقَلُم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة انْتِقَام أُنْثَى!! (بِقَلُم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1السبت مارس 19, 2022 8:38 pm

رواية انتقام أنثى : الخاتمة



سلااااااااااااام

كيف حالكم جميعا؟

لقد انتهت رواية أخرى رائعة صحيح؟ (◉‿◉)

كانت هذه من أجمل الروايات التي كتبتها واستمتعت بها وسأضيفها لقائمتي المفضلة مع "سجينة الشهرة" و "الوسيم والقبيحة" و "هل أنت أخي"

المهم

هذه الرواية تحكي بشكل كبير عن النسوية ولمن لا يعرف ما هي النسوية فسأعرفكم عليها

"Feminism النسوية أو الأنثوية
هي مجموعة من الحركات الاجتماعية والسياسية والأيديولوجيات التي تهدف إلى تعريف وتأسيس المساواة السياسية والاقتصادية والشخصية والاجتماعية بين الجنسين...النسوية تأخذ موقف أن المجتمعات تعطي الأولوية للذكور وأن النساء يعاملن بشكلٍ غير عادل في هذه المجتمعات"

طبعا هذا التعريف مسروق من غوغل (. ❛ ᴗ ❛.) وللذي لم يفهم فالنسوية هي أن المرأة تدافع عن حقوقها ولا تترك الرجال يستغلوها جسديا وجنسيا وقانونيا واجتماعيا وماليا وتجاريا مثلما يحصل في وقتنا

أنا شخصيا لا أدعم النسوية طبعا لأنها خرجت من كونها تطالب بحقوق المرأة إلى حركة نساؤها يردن حرية التعري والإباحية

ديننا الإسلامي أعطى للمرأة كل حقوقها والحمد لله لكن بسبب تدهور حال أمة محمد فإن تلك الحقوق تختفي يوما بعد يوم وأصبحت المرأة تهان وتقتل باسم الشرف وصارت تحبس في البيت وتحرم من الدراسة والعمل...حتى أنها صارت تتعرض للتحرش سواء بالنظرات أو اللفظ أو اللمس وهذا أكثر شيء يستفزني في أخشاب اليوم (. ❛ ᴗ ❛.) أقصد شباب اليوم

ما أردت الوصول إليه من الرواية هو أننا نحن النساء لسنا ضعيفات أبدا حين نريد ذلك...فإذا تجرأ شاب وتحرش بك في الطريق فاضربيه أو سبيه (ง'-̀̀'́)ง لا تخشي من شيء فمن يرمي نفسه على الناس فهو مجرد جبان وإن دافعتِ عن حقك فلن يصيبك شيء لأن الرجال عادة يجيدون فقط التهديدات...وإن أظهرتِ لهم أنكِ لستِ خائفة فلن يستطيعوا فعل شيء

حاولي الدفاع عن حقوقك مثل حقك في الدراسة والعمل وتفوقي على الرجال واجعليهم يفهمون أنكِ كفؤ في كل شيء

حاولي قدر الإمكان إيصال صوتك للعالم وقومي بنشاطات اجتماعية وأظهري نفسك فأنتِ لستِ مهمشة كما يدعي المجتمع

الرجال يظنون أن فائدة المرأة هي خدمتهم وتلبية رغباتهم الجنسية والطبخ والكنس والتنظيف إلخ...نحن لا ننكر أن هذه واجباتنا في الحياة لكنكِ لستِ ملزمة لتكوني خادمة وجارية لهم...هناك فرق بين الواجب والاستعباد والرجال يريدون استعبادنا وكما نرى فكل امرأة صارت تناهض لأجل حقوقها صاروا يعتبرونها متمردة وينعتونها بأسوأ الصفاة

إضافة لاستغلال الرجال لمشاعر الفتيات وهذه الظاهرة أصبحت منتشرة بكثرة في الآونة الأخيرة لدرجة مقرفة فقد أصبحوا يطلبون أمورا محرمة في ديننا الإسلامي من الفتاة...ولأن الفتاة تفكر بقلبها بدل عقلها حين تحب فهي تستسلم وتعطي كل شيء...لذا يا فرولاتي الصغيرات أرجوا أن تستيقظن من غفوتكن وتتوقفن عن العلاقات السرية والمواعدات لأنها أساسا محرمة في ديننا الإسلامي ولتفهمن أن الرجال يستغلونكن بواسطتها...من أرادك حقا فليطرق باب أهلك وليأخذك بالحلال ويفعل بكِ ما يشاء...إياكِ والوقوع في فخ الحب

أريدكن جميعا أن تكن قويات وتدافعن عن حقوقكن كما أعطاها لكن الإسلام...ليس شرطا أن يكون هذا الدفاع بالقتل ولكن هناك آلاف الطرق لإيصال صوتكن والوقوف بوجه كل من يؤذيكن

وأخيرا أنا لا أريد نشر العنف وتشجيع القتل والتعذيب والعنصرية ضد الرجال من خلال هذه الرواية كما يدعي البعض بل كل ما أريده هو نشر قصة اجتماعية وعرضها للناس وأمثال مينا كثيرون عبر التاريخ ولعل أحد القارئين واحد منهم

وفي النهاية حبيباتي أتمنى أنكن استمتعتن بالرواية وفهمتن ما أريد الوصول إليه

طابت أمسيتكن وأراكن في عمل قادم




• النسخة الأصلية : من 11 جانفي إلى 1 فيفري 2021

• النسخة المعدلة : من 17 إلى 19 مارس 2022




بثينة علي

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة انْتِقَام أُنْثَى!! (بِقَلُم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة انْتِقَام أُنْثَى!! (بِقَلُم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة انْتِقَام أُنْثَى!! (بِقَلُم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الأحد مارس 05, 2023 2:11 pm

بشرى سارة لمحبين رواية انتقام انثى (. ❛ ᴗ ❛.)

نزولا لطلباتكم المستمرة وحبكم الشديد لهذه الرواية وشخصياتها المجنونة قررت نشر قصة جديدة قصيرة على نفس المنوال وبنفس الأبطال وهي مكملة لأحداث هذه الرواية


تجدونها في حسابي أحبتي بعنوان "القاتلة الصامتة"




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
 
رِوَايَة انْتِقَام أُنْثَى!! (بِقَلُم : بُثَيْنَة عَلِي)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» رِوَايَة يَوٍْمِيَّات مُرَاهِقَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)
» رِوَايَة طِفْلَتِي!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)
» رِوَايَة المُومْيَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)
» رِوَايَة عَبْرَ الزَّمَن!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)
» رِوَايَة حَيَاة زَائِفَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
❤ منتدى بثينة علي ❤ :: ❤مؤلفاتي❤ :: ❤ روايات bts❤-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: