❤ منتدى بثينة علي ❤
أهلا و سهلا بكل من زار منتدانا ????????

بثينة علي ترحب بكم و تتمنى لكم قراءة ممتع مع أجمل الروايات الكورية ????
❤ منتدى بثينة علي ❤
أهلا و سهلا بكل من زار منتدانا ????????

بثينة علي ترحب بكم و تتمنى لكم قراءة ممتع مع أجمل الروايات الكورية ????
❤ منتدى بثينة علي ❤
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

❤ أهلا بكم في عالم رواياتي عالم بثينة علي ❤
 
الرئيسيةالرئيسية  اليوميةاليومية  أحدث الصورأحدث الصور  س .و .جس .و .ج  بحـثبحـث  الأعضاءالأعضاء  المجموعاتالمجموعات  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 وَاحِدٌ مِنْ مِلْيُون!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

وَاحِدٌ مِنْ مِلْيُون!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: وَاحِدٌ مِنْ مِلْيُون!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   وَاحِدٌ مِنْ مِلْيُون!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الأربعاء مايو 04, 2022 5:20 pm

واحد من مليون : المقدمة



السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

كيف حالكم جميعا؟

أتمنى أنكم بألف خير

قبل البدء صلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم

هذه ستكون مشاركتي الثالثة في مسابقة النوفيلا الحرة لعام 2022 بالفكرة رقم 31 فئة أدب الهواة

تفقدوا حساب المسابقة من هنا OpenNovellaContestAR

النوفيلا إهداء مني للمتابعة اللطيفة "إسراء" من الجزائر

ملاحظة هامة : قصص الحب هي مجرد قصص خيالية غرضها الترفيه فقط والحب الحقيقي خارج إطار الزواج غير موجود والشخص المخلص الذي لا يخون غير حقيقي البتة لذا لا تنخدعوا بالخزعبلات التي ترونها في قصصي أو أي قصص أخرى لأن الواقع والقصص مختلفان تماااااااما

والآن لنبدأ 


بثينة علي


عدل سابقا من قبل بثينة علي في الخميس مايو 11, 2023 11:46 pm عدل 3 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

وَاحِدٌ مِنْ مِلْيُون!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: وَاحِدٌ مِنْ مِلْيُون!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   وَاحِدٌ مِنْ مِلْيُون!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الأربعاء مايو 04, 2022 5:24 pm

واحد من مليون : الجزء الأول



يمر الجميع بفترات صعبة يودون فيها اعتزال العالم والانطواء على أنفسهم في زاوية غرفهم المظلمة، لا شيء في هذه الحياة يستحق بذل المجهود لأجله لأنه زائل كزوال الشمس كل مساء في الأفق.

وهكذا الحال مع بطلة روايتنا، إسراء الفتاة العربية التي انتقلت للدراسة قي جامعة كورية لتحقق الحلم الذي لطالما سعت لأجله، لكن الحياة ها هناك في كوريا الجنوبية ليست بتلك السهولة، الغربة صعبة، واللغة صعبة، والعيش وسط أناس مختلفين عنك في التفكير والعادات والديانة صعب أيضا.

تبلغ إسراء من العمر 18 سنة وتعيش بمفردها في شقة قامت باستئجارها مؤقتا لحين تنهي دراستها.

كالعادة، عادت إسراء بعد يوم متعب من الجامعة وألقت جسدها المنهك على السرير ثم شغلت التلفاز تتابع الأخبار، ما من شيء جديد سوى الأخبار السياسية والفنية المملة ولم تكن ولا مرة من متابعي هذه المواضيع.

رغم تعبها الشديد نفضت الغبار عن نفسها وتوجهت للمطبخ لتعد شيئا تأكله فوجدت الثلاجة فارغة وهمست بينما تضرب رأسها بهدوء:

-«نسيت التسوق مجددا! أفٍ من هذه الحياة ومن العيش بمفردي»

توجهت نحو السوق بكسل وتبضعت بعض المشتريات الرخيصة من التخفيضات فوالداها هما من يرسلان لها المال وعليها الاقتصاد قدر الإمكان.

بينما تمر على زقاق يبيع أشرطة الأغاني والألبومات الموسيقية لمحت لوحة إعلانية ضخمة مكتوب عليها عبارة (آسترو ملوك المفهوم الجذاب)

بينما تنظر لصور أعضاء الفرقة جذب انتباهها أحدهم وهو شاب وسيم ذا ابتسامة مشرقة وعيون لامعة لطيفة، ودون أن تدرك وجدت نفسها تمعن النظر إليه حتى انتبهت لنفسها وأبعدت ناظريها بسرعة.

عادت للمنزل مع المشتريات وجهزت أكلة سريعة تتناولها بينما تتصفح الإنترنت، فجأة! باغت تفكيرها ذاك الشاب الوسيم الذي رأته في اللوحة الإعلانية مما أصابها بالفضول أكثر حوله لذا قامت بالبحث عن معلومات الفرقة وعرفت أن اسمه سانها وعمره 20 عاما أي يكبرها بسنتين.

ودون وعي شغلت الأغاني الخاصة بفرقته واستمعت لها فغاصت في معانيها العميقة وأغمضت عينيها لتذهب بخيالها نحو عالم هادئ ودافئ بعيد عن حقيقة عالمها الصاخب البارد المنفر.

بمرور الوقت أصبحت مدمنة على أغاني الفرقة فقط لترى سانها فيها وتستمع لصوته الساحر، أصبحت مولعة به، إنه يمتلك السحر في صوته، والأغاني التي يصدرها انتشلتها من أحلك أيامها لتغدو فتاةً مبتسمة ومليئة بالأمل والتفاؤل.

بعد أشهر تم إعلان خبر خروج سانها من فرقة آسترو مما أصاب بطلتنا بإحباط وخيبة أمل قاتلين، لقد كان بمثابة المسكن القوي لآلامها ومغادرته هكذا جعلتها تفقد الأمل من كل شيء كالسابق وتنطوي على نفسها في حيز مغلق.

كانت فقط تعيش لتستمع لجديده وتنتظره بفارغ الصبر في كل تحديث جديد على إنستغرام لتكون أول من تضع له تعليقا وإعجاب، بل وكانت تنتظر أيضا أن يتم الإعلان عن حفل له لتشتري التذاكر وتحضر ولكن طوال فترة إعجابها به لم يتم الإعلان عن أي حفلات.

رغم ذلك ظلت تنتظر عنه أي خبر وتتمنى أن ينظم لوكالة أو فرقة جديدة لتكمل دعمها المتفاني له وتعود للابتسام بسببه.

مرت سنتين على بطلتنا كانت فيهما تحاول التأقلم مع أوضاعها الصعبة والغربة التي تكسر ضلوعها وبالكاد اعتادت على غياب سانها الغريب ذاك.

صوره ما تزال معلقة في غرفة نومها وألبومات فرقته التي اشترتها ما تزال موضوعة على رف خزانة الكتب خاصتها ولم تستطع التخلص منها مهما صارت قديمة ومملة.

في إحدى الليالي وبينما تتمشى عائدة للمنزل وبيدها كيس المشتريات، كان الجو قارص البرودة مما جعلها تركض بسرعة لتبلغ مأواها وتتدفأ.

فجأة! لمحت بجانب منزلها في الزقاق الضيق جسد رجل ملقى على الأرض يرتدي ملابس خفيفة منكبا على وجهه فشعرت بالخوف منه ظانة أنه شخص ثمل أو متشرد نائم.

تجاهلته ووقفت عند الباب تخرج المفاتيح من جيبها لكنه أفزعها حين تقلب ليستلقي على ظهره ويصدر تأوهات خافتة تدل على ألمه إضافة لوجهه المغطى بالدماء.

شعرت بالفزع وتقدمت منه لتتفحصه فوجدته مُزرقَّ البشرة متجمدا من البرد، لكن الصادم أكثر أن وجهه مألوف جدا، كما لو أنه معشوقها سانها من فرقة آسترو! الشاب الذي أدمنت أغانيه لسنوات والذي اختفى بطريقة غامضة!

حملت هاتفها بسرعة وطلبت رقم الإسعاف وكلمتهم بحشرجة قائلة:

-«ألو! المستشفى؟ هناك...»

قاطعها وهو يمد يده ناحيتها ويسحب منها الهاتف بسرعة رغم تعبه الشديد وإنهاكه، ثم رأته وهو يحرك شفاهه ببطء محاولا إخراج الكلمات:

-«لا...تفعلي...رجاءً...سيقتلونني»

فتحت عيونها بصدمة وعضت على شفتها السفلى محاولة فهم ما الذي يعنيه ثم قالت:

-«من هم؟ ولماذا؟»

ومجددا حاول أن يحدثها بشفتين مرتجفتين قائلا:

-«إنهم...»

لم ينهِ كلامه حتى سقط مغمى عليه فشعرت بالقلق وصارت تنظر من حولها باحثة عن شخص يساعدها لكن الشارع فارغ تقريبا، كان من الغريب أن تحاول لمس رجل غريب عنها لكن لا حل آخر فحياته في خطر.

اقتربت منه وتحسست نبضه وتنفسه فوجدته ما يزال على قيد الحياة لكن جسده متجمد من البرد وإن بقي على هذا الحال فسيموت، صفعته على وجهه عدة مرات ليستيقظ لكن بدون جدوى فحاله يرثى لها.

في النهاية استجمعت طاقتها وقامت بجره من ذراعيه وأدخلته منزلها الصغير المتواضع وفرشت له مكانا بجانب المدفأة وغطته بالكثير من الأغطية الدافئة، أحضرت منديلا وإناء ماء دافئ ومسحت الدماء عن وجهه ورقبته والقاذورات عن كفيه وشعره ورجليه حتى أصبح حاله أفضل من ذي قبل.

في النهاية ذهبت للمطبخ وأعدت حساءً ساخنا تركته على النار ينضج وعادت للوقوف عند رأسه وتأمل ملامح وجهه اللطيفة، ما تزال منكرة للأمر لحد اللحظة فهذه معجزة حقيقية وصدفة لا تحصل إلا واحدًا في المليون.

قادها حماسها للانحناء لتجلس جلسة قرفصاء بجانب رأسه ثم مدت يديها نحوه ولمست جبهته بإصبعها ثم سحبته عنه وهي مصدومة تحدق بالإصبع المعجزة الذي لمس رأس نجمها المحبوب سانها.

بينما تفعل ذلك تحدثت قائلة:

-«هذا حلم دون أدنى شك، مستحيل أن يكون سانها، لا بد أنه يشبهه، أو هو شخص مهووس به قام بعمليات تجميل عديدة ليشبهه، نعم هذا هو التفسير الأكثر واقعية»

بقيت تتأمله بتعابير وجه شاردة وغير مصدقة لما أمامها فرأت كم كان يغوص في نوم عميق تمامًا كملاك فاتن، لكن سرعان ما صفعت وجهها بعد أن أدركت أنها أتت بكارثة وصرخت بتذمر:

-«يال سذاجتي! ما الذي أحاول فعله؟! كيف أدخل شابا غريبا لمنزلي خاصة وأنا وحيدة! إسراء أنتِ مهزلة بين قريناتك، توقفي عن الانجراف وراء عواطفك واطرديه بمجرد أن يستيقظ»

ذهبت للمطبخ لتتفقد الطعام وفي طريقها أحضرت زجاجة عطر من غرفة نومها ووضعتها في جيبها تحسبا لأي شيء طارئ فالغرباء لا يُؤمن جنبهم خاصة أنها فتاة وحيدة وضعيفة.

رغم انتظارها له طوال اليوم لكنه لم يستيقظ البتة ولم يتحرك حتى لدرجة أنها قلقت عليه، تقدمت منه ولمست جبهته فوجدتها تحترق إضافة لأنه يرتعد بطريقة مرعبة فأدركت أن بقائه في الصقيع القاتل كل تلك المدة أصابه بنزلة برد.

أسرعت للصيدلية وأحضرت له بعض الأدوية وساعدته على النهوض فشربها ثم خلد للنوم مجددا وغطته جيدا حتى يشعر براحة أكبر ثم توجهت لغرفتها ونامت وهي قلقة عليه.

في صباح اليوم التالي استيقظت بطلتنا ونظرت حولها في الغرفة، كان الباب موصدا بالمفاتيح خوفا من أن يقتحم غرفتها ذلك الغريب الذي يشبه سانها.

حملت معها زجاجة العطر التي على الرف وفتحت الباب ببطء جزئيا ونظرت من خلاله بإحدى عينيها لكنها تفاجأت حين رأت مكان الشاب فارغا فانتفضت من الخوف وهمست بصوت خافت:

-«هل غادر؟!»

فتحت الباب أكثر لتتيح لنفسها فرصة الخروج وذهبت للقاعة الرئيسية ونظرت من حولها لترى إن كان قد تمت سرقة المنزل ويبدو أن كل شيء على حاله.

واصلت فحص المكان ثم ضربت جبهتها وخاطبت نفسها بتجهم:

-«أصلا ماذا لدي ليقوم بسرقته! أنا مفلسة»

فجأة سمعت صوتا من المطبخ شبيها بصوت أوانٍ ترتطم فمشت على أطراف أصابعها ووجدته هناك جالسا على الطاولة يتناول الطعام بشراهة وفمه ممتلئٌ بالكاد يستطيع إدخال لقمة إضافية فيه، كان ذلك ما تبقى من عشاء الأمس لكنه قضى عليه تماما في غمضة عين.

بينما تحدق به مندهشة نظر إليها وابتلع ما بِفاهه من طعام ليتحدث معها قائلا:

-«أنا جائع للغاية، ألديكِ المزيد؟»

هزت رأسها بهدوء وتوجهت نحو الثلاجة وأخرجت البيض واللحم وقامت بإعداد وجبة سريعة له التهمها بسرعة.

بينما تحدق به يأكل بشراهة مفرطة قالت:

-«يبدو أنك لم تأكل منذ أيام»

أجابها بينما فمه مملوء بالطعام:

-«وأنتِ الصادقة، لو لم أهرب لكنت مت جوعا هناك»

رمشت بعينيها وغراب عدم الفهم يدور حول رأسها ونبست:

-«تهرب من ماذا؟!»

-«لا تهتمي، أثرثر كثيرا»

مع تعقد الأمور حملت هاتفها وأظهرت صورة لِسانْها عضو فرقة آسترو ورفعته بالهواء تقارن الصورة بوجهه بينما هو منهمك في الأكل وحين انتبه لها ظن أنها ستنشره على مواقع التواصل فأمسك هاتفها وأخفضه وصرخ قائلا:

-«لا تصوريني ولا ترسليني لأحد»

زادت غرابة الوضع أكثر مما جعلها ترمش مرات متوالية وتقول بصوت هادئ:

-«هل أنت حقا سانها؟!»

لم يجبها وواصل الأكل بشراهة فأعادت طرح السؤال ثانيةً وثالثةً ورابعةً حتى رمقها بنظرة حادة ورد قائلا:

-«نعم إنه أنا، إياكِ ثم أياكِ إخبار أحد بذلك، أنا مطارد وحياتي في خطر»

رغم اعترافه هذا لم تستطع تصديق الأمر وبقيت ترمش مرات متوالية بصدمة، وبسبب ذلك أخرج هويته من جيب بنطاله الأمامي وأعطاها لها فرأت الصورة وتاريخ الميلاد والاسم وزمرة الدم وفتحت فاهها مصدومة أكثر.

أردف الآخر قائلا:

-«والآن ما رأيك؟»

رفعت نظرها من الهوية نحوه وهي ما تزال فاتحة فاهها ومقلتيها من الصدمة ثم رفعت إصبعها في الهواء ولمسته وأحست بأنه حقيقة وليس خيال، وفي تلك اللحظة صرخت صرخة حماسية مدوية واحدة قلبت المنزل والحي والمنطقة بأكملها فأسرع ووضع يده على فمها محاولا إخراسها وقال بصوت حاد:

-«اهدأي، سيظن الجيران أن أحدهم أصيب بصعقة كهربائية ويهرعون لإنقاذه»

بقيت الأخرى تهمهم بكلام غير مفهوم بينما هو يغطي فمها وفي النهاية أفلتها فابتعدت لتقف في وسط المطبخ وهي تصفع نفسها مرات متوالية وتقفز بحماس وتدور في دوائر كالمجانين وفي النهاية لطمت وجهها بحماس وهي تقول:

-«سانها! إنه أنت! أنا أحلم بالتأكيد! فليضربني أحد بكرسي أو طاولة لعلني أستيقظ! لا بل أعتقد أنني تعديت مرحلة الحلم إلى الغيبوبة، أيقظوني! أيقظوني قبل أن أموت من شدة الحماس!»

بينما تقفز كالجرادة من منطقة لمنطقة تعثرت وسقطت على الأرض فشعرت بإحراج شديد واحمر خداها ثم قالت بنبرة باردة:

-«أنا بخير»

ضحك سانها من تصرفها الغريب ولطافتها ولكن قاطع ضحكاته صوت جرس الباب يرن مما جعله ينتفض ويختبئ تحت الطاولة.

استغربت إسراء من تصرفه واقتربت منه لتكلمه قائلة:

-«لِمَ أنت خائف؟ لعل أحد جيراني يحتاج شيئا»

أجابها بينما يرتجف من الخوف:

-«افتحي، لكن إياكِ إخبار أحد أنني هنا»

أومأت بهز رأسها بالإيجاب ثم توجهت للباب وفتحته وما صدمها أنها وجدت اثنين من رجال الشرطة يقفون على العتبة فارتجف جسدها خوفا من أنها ارتكبت مخالفة دون أن تشعر.

نظر كلا الشرطيين للداخل بأطراف أعينهما وقال أحدهما:

-«صباح الخير، نعتذر على إزعاجك في هذا الوقت الباكر ولكن هناك مشكلة»

ارتجفت أواصلها وقالت بنبرة متقطعة مليئة بالتوتر:

-«أقسم أنني لم أفعل شيئا، أنا مواطنة مسالمة وهادئة وأتبع جميعا القوانين بحذافرها»

ضحك الشرطيان وأردف الأول:

-«الأمر لا يخصك، بل يخص مجرما طليقا يتجول في المنطقة»

أراها الشرطي صورة سانها ففتحت عيونها من الصدمة ثم أضاف الآخر:

-«يون سانها، شاب في الثاني والعشرين من عمره، تم إثبات إدانته في جرائم قتل ودعارة وممنوعات وهو الآن فار من العدالة وقال أحد المواطنين أنه رآه في المنطقة لذا هل قابلتِه؟»

فتحت إسراء فمها من الصدمة وبقيت على نفس الحالة للحظات إلى أن أردف الشرطي:

-«عفوا! هل ستبقين هكذا طوال اليوم؟ نحن مشغولون باستجواب بقية الجيران»

استفاقت من شرودها أخيرا ونبست بينما تبتسم بتكلف:

-«لا أبدا، لم أقابله»

قال الشرطي الثاني بعد أن شاهد ردة فعلها الغريبة:

-«متأكدة؟»

أجابته بينما شفاهها ترتجف من الخوف:

-«طبعا، فقط الأمر مخيف، مجرم يطوف في المنطقة، لن أستطيع النوم الليلة»

قال الشرطي الأول:

-«في حال قابلتِه أبلغينا، وتوخي الحذر فلا أحد يعلم أين يستقر الآن»

-«سأفعل»

دخلت وأغلقت الباب واتكأت عليه وهي تحاول عدم الصراخ والهرب، كان بجانبها مزهرية فخارية فأمسكتها وتسللت على أطراف أصابعها ودخلت المطبخ مشيرة بها في وجه سانها بحدة وصرخت:

-«أيها المجرم السفاح، اخرج من منزلي قبل أن أهشم رأسك، يكفيك أنني لم أبلغ الشرطة عنك لذا غادر دون مشاكل»

خرج من تحت الطاولة وحاول الاقتراب منها فصرخت عليه ليتراجع مما أصابه بالخوف فوقف مكانه رافعا يديه للأعلى وقال:

-«لست مجرم، لقد تم تلفيق التهم لي، أقسم أنني بريء»

-«كيف أنكر كلام الشرطة وأصدقك؟ لست بذاك الغباء»

-«اسمعي، اهدأي، فكري جيدا في الموضوع، هل أبدو كسفاح؟ انظري لملابسي الرثة، جسدي المغطى بالندوب، بطني الذي يكاد يختفي من الجوع، لو أنني سفاح فهل سينتهي بي الأمر هنا عندك؟ لو كنت كذلك لهربت لدولة أخرى بالثروات التي لدي واشتريت هوية جديدة وعشت كما لو أن لا شيء حصل»

-«رغم أن كلامك كان ليقنع أي بشر طبيعي لكنني لم أقتنع، غادر منزلي فرأسك في خطر»

أجابها بينما يسير بخطوات بطيئة متجها نحو باب الخروج:

-«حسنا، أنا ذاهب، شكرا جزيلا على كل شيء، حقا أنتِ ألطف إنسانة عرفتها، آويتني في منزلك وأطعمتني واعتنيتي بي حين مرضت، وحتى أنكِ حميتني من الشرطة، يوما ما حين أثبت براءتي سأعود إليكِ وأرد الجميل، شكرا جزيلا»

انحنى لها عدة مرات ثم غادر المنزل بسرعة، تنهدت بعمق وأخفضت المزهرية التي تمسكها بيديها وجلست على الأرض تحدق بالمكان بنظرة شرود مرعبة، مازال ما يحصل غريبا جدا بالنسبة لها، مازال الوضع غير مفهوم ولا حتى عرفت من الظالم ومن المظلوم، مازال ما عاشته خلال هذين اليومين صدفة خارقة للطبيعة لا تحصل إلا بنسبة واحد من مليون!


عدل سابقا من قبل بثينة علي في الخميس يونيو 08, 2023 7:01 pm عدل 5 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

وَاحِدٌ مِنْ مِلْيُون!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: وَاحِدٌ مِنْ مِلْيُون!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   وَاحِدٌ مِنْ مِلْيُون!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الأربعاء أغسطس 17, 2022 11:51 am

واحد من مليون : إنجازات القصة


رغم أنني لم أستطع نشر باقي الفصول وتم إقصائي في المرحلة الثانية لكنني سعيدة بتأهلي



وحصولي على وسام 2000 كلمة




سيعوضني الله العام المقبل إن شاء الله

وبالنسبة للقصة فسأنهيها لكم لاحقا


باااااي


عدل سابقا من قبل بثينة علي في الخميس مايو 11, 2023 11:47 pm عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

وَاحِدٌ مِنْ مِلْيُون!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: وَاحِدٌ مِنْ مِلْيُون!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   وَاحِدٌ مِنْ مِلْيُون!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الخميس مايو 11, 2023 11:45 pm

واحد من مليون : الجزء الثاني



مرت أيام منذ آخر يوم غادر فيه النجم المشهور سانها منزل إسراء بطلة قصتنا وتركها في حيرة وتيه عميقين.

مازالت لا تستطيع تصديق أن سانها نجمها المفضل الذي اختفى لأشهر ظهر أخيرا وبطريقة غريبة وصدفة صادمة! بل وإنه الآن ملاحق من الشرطة بتهم مرعبة.

جلست في المطبخ أمام المائدة تحرك ملعقتها في كوب القهوة وهي شاردة ثم تنهدت بعمق وقالت:

-«صحيح أنني أحبه ولكن...المجرم يبقى مجرما، علي التوقف عن التفكير به والمضي في حياتي قدما فلا أعتقد أنه سيظهر في حياتي مجددا»

شربت قهوتها بسرعة ثم انطلقت نحو الجامعة وأخذت حصصها الجامعية كالمعتاد، وفي المساء غادرت الصف ووقفت في ساحة الجامعة لبعض الوقت تحاول أن تستمتع بروعة المساحات الخضراء لكي تنسى الضيق والوحدة اللذان تشعر بهما هذه الأيام، ولكن قاطع خلوتها وجود أوراق معلقة في لوحات الإعلانات وعندما اقتربت وقرأتها وجدت عليها صورة سانها ومكتوب عليها: «مجرم مطلوب للعدالة، من يستطيع المجيء بأي معلومة تخصه فله جائزة نقدية»

بعد قراءتها لذلك ابتلعت ريقها وسارت بعيدا وهي متوترة وأمامها لمحت شرطيا يتجول في المكان وعندما استدار تبين أنه نفس الشرطي الذي زار منزلها آخر مرة وسألها عن سانها لذا شعرت بالتوتر أكثر.

اقترب نحوها الشرطي وهو ينظر في وجوه الطلبة وعندما رآها تقدم منها وأومأ برأسه أنْ نعم وقال:

-«طاب مساؤك، هل تقابلنا من قبل؟»

حاولت أن تبقى هادئة قدر المستطاع كي لا تتورط معه وقالت:

-«أحقا فعلنا؟ لا أعلم، ربما تقابلنا هنا»

-«من يدري»

كانت نظراته حادة ومثيرة للريبة وهذا جعل قلبها يخفق بقوة، وبعد أن حدق بها من رأسها لقدميها قال:

-«نهارا سعيدا وآسف على إزعاجك»

انطلق بعيدا بعد قوله ذلك فتنهدت براحة، لطالما كانت تكره رجال الشرطة وتشعر بهالة مخيفة منهم والآن بما أن لها علاقة مع مجرم كسانها فأي خطأ بسيط قد يوقعها معهم.

واصلت التمشي في الجامعة وهي تفكر وفجأة لمحت شخصا يرتدي نفس ملابس سانها التي رأته بها آخر مرة وكان يشبهه في هيأته من الخلف تماما، ركضت نحوه بسرعة لترى إن كان هو فلمحت في الطريق نفس الشرطي المخيف وهو متجه في نفس اتجاهه، حينها كادت تموت من الخوف وركضت بأقصى سرعة فرأت شابا لا تعرفه وعانقته بحرارة على بعد خطوات من الشرطي.

حدق بها الشرطي وهو قاطب حاجبيه أما الشاب فقد انصدم وتجمد مكانه وقال:

-«م م م من تكونين؟!»

تقدم منهما الشرطي فتظاهرت أنها تبتعد عن الشاب بسرعة وقالت بتوتر:

-«عفوا حضرتك لم أرك، كيف يمكنني مساعدتك؟»

-«هذا لقاؤنا الثالث، يا لها من صدفة!»

-«هههه أجل صدفة»

-«أعلم أنه لا علاقة لي بما يحصل في الحرم الجامعي فأنا شرطي جنايات ولست حارس أمن ولكن حاولي احترام المؤسسة التربوية قليلا، تحلي ببعض الأخلاق»

-«ههه محق حضرتك»

-«يمكنكِ معانقة حبيبك في مكان آخر ولكن ليس هنا، مفهوم؟»

صرخ الشاب الآخر بتوتر:

-«لست حبيبها»

قال الشرطي وهو يتجاهل كلامه:

-«الإنكار لن يفيد للتهرب، خذا حذركما في المرات القادمة»

قالت إسراء بتوتر:

-«ههه حاضر، نعتذر منك وأنت محق في كل ما قلته»

انحنى لهما ثم أكمل مهمته في التجول داخل الحرم الجامعي فتنهدت إسراء براحة وصارت تلتفت خلفها لتبحث عن سانها فلم تجده بالجوار، لكن قاطعها صوت الشاب القابع أمامها وهو يقول:

-«المفروض أن أحصل على اعتذار لأنكِ عانقتني في الحرم الجامعي وتسببتِ لي بفضيحة أمام الشرطي أليس كذلك؟»

-«أجل صحيح، كيف يمكنني الاعتذار؟»

-«بعناق آخر أو قبلة هههه، ولا مانع عندي لو خرجنا للعشاء»

شعرت أنه يغازلها بطريقة مقرفة فركضت بعيدا ووجهها مقلوب دليلا على عدم الرضى.

بينما سانها يتجول في الجامعة وإذا بأحد يمسكه من ذراعه ويجذبه ليختفيا وسط الشجيرات الكثيفة فصرخ صرخة مدوية معبرة عن خوفه لكن تفاجأ حين وجدها إسراء تمسك به وأسرعت بإغلاق فمه كي لا يفضحها وقالت بهمس:

-«هش هذه أنا»

حين رآها شعر بالسعادة وصار يهمس هو الآخر قائلا:

-«الفتاة التي أنقذت حياتي!»

-«نادني إسراء»

-«كيف عثرتِ علي؟»

-«تتجول في مكان عام ثم تسأل هذا السؤال؟»

-«نعم أعلم أنه مكان عام لكن علي مقابلة أحدهم هنا»

-«من؟!»

-«مهلا! لماذا تشعرين بالفضول تجاهي؟ ثم ألا تظنين أنني مجرم؟»

-«في الحقيقة...طوال تلك المدة التي غادرت فيها كنت أفكر مطولا إذا كنت حقا مجرما أم لا، وبالفعل لا أرى أي شيء يوحي بأنك مجرم، أنت لطيف ومسالم جدا لحد الجنون، بل وتبدو كقطعة من اللطافة والبراءة التي سأتناولها من شدة جمالها و...»

وجدت نفسها تتصرف بغرابة وتقول كلاما ما كان يجب قوله لذا احمر خداها وأغلقت الموضوع، ثم قال الآخر:

-«إذًا فأنتِ تصدقين أنني لست مجرما»

-«أجل، نوعا ما، أعني ما من دليل يثبت أنك مجرم»

ابتسم لها وقال:

-«أنا حقا سعيد، هناك شخص واحد يصدق أنني بريء»

احمر خداها خجلا مجددا وقالت:

-«صدقني هناك الكثير من معجبيك يصدقون ذلك لذا لا تقلق بهذا الشأن»

-«هذا مذهل! إذًا علي إثبات براءتي لأجلهم»

تفقد المكان من حوله فلم يعثر على أي رجل شرطة فأمسك بإسراء من يدها وأخذها ليسرعا ويختبآ عند حائط الكلية بينما هي تشعر بالحماس من لمسه لها وتكاد ترقص من السعادة.

عندما وصلا أفلتها ووقف بجانبها ليكلمها قائلا:

-«علي البحث عن شخص أعرفه يدرس في هذه الكلية واسمه "بارك لوجان" ولكن غير مسموح لي بالدخول بما أنني لست طالبا هنا ولا أملك بطاقة.

فكرت إسراء للحظات ثم وجدت خطة محكمة وقالت بحماس:

-«لكن أنا لدي بطاقة، دع الأمر لي»

-«حقا ستساعدينني؟»

-«هههه أجل طبعا، هل من خطب؟»

-«فقط كنت أتساءل لماذا قد تريدين مساعدتي»

-«لا أعلم، ربما لأنني...»

كانت ستخبره أنها معجبة به وتتمنى أن يكون بالنسبة لها أكثر من نجم كيبوب، أرادته أن يكون جزءا من حياتها كحبيب أو زوج، وصارت تفكر أنها إن ساعدته لربما تصير بينهما قصة حب لطيفة مثل المسلسلات فيقعان بالحب ويعرف قيمتها الحقيقية، ودون أن تشعر صارت تبتسم ببلاهة وتضحك بصوت خافت حتى انتبه لها وقال:

-«إسراء؟!»

-«أوه! أعتذر، فقط أحب مساعدتك فأنت تبدو بريئا»

-«شكرا جزيلا لك»

دخلت الكلية بكل بساطة وسمح لها حارس البوابة بذلك لأن معها بطاقة جامعية، وأول ما فعلته أنها ذهبت لقائمة الطلبة وفتشت هناك حتى وجدت اسم "بارك لوجان" والصف الذي يدرس فيه وأين ستجده الآن بالضبط، وكان لديه حصة مخبرية في القاعة رقم 5 فركضت هناك.

عندما دخلت ذهبت عند أول مجموعة من الشباب لتسألهم قائلة:

-«عفوا، أحتاج مساعدة، هل هذا هو الصف الذي يدرس فيه بارك لوجان؟»

رد أحدهم:

-«ربما، لا أتذكر»

-«كيف لا تتذكر والسنة الدراسية على وشك الانتهاء! لا بد أن اسمه مر عليك قبلا»

-«مممم ربما، ما رأيكِ بإنعاش ذاكرتي ببعض المال؟»

-«ماذا؟!»

-«ههههه أمازحك، وماذا لو كنت أعرف بارك لوجان؟ ماذا تريدين منه؟»

-«إنه أمر خاص»

-«لن أستطيع مساعدتك لو لم تخبريني بالأمر بصراحة»

-«مستحيل، سأسأل غيرك»

-«ههههه لن يساعدك أحد مثلما سأساعدك أنا لذا لا تتسرعي»

ذاقت ذرعا منه فقطبت حاجبيها وقالت:

-«لا أحتاج مساعدتك، شخص وقح»

-«لا أنصحك بقول المزيد»

-«ومجددا أبقِ مساعدتك لنفسك فلم أعد أريدها، شخص فضولي متدخل يحب فهم كل شيء، دعني وشأني»

تركته وتوجهت لفتاة أخرى كانت بالقرب منهم وقالت:

-«عفوا أوني، أود الاستعلام عن شخص يدعى بارك لوجان في هذا الصف فهل يمكنك أن تريني إياه؟»

-«أجل إنه خلفك»

أشارت بإصبعها للخلف فانصدمت إسراء حين عرفت أنه نفسه الشاب المتدخل الذي تشاجرت معه للتو، حينها ابتلعت ريقها وتوترت، بينما تقف دون قول أي شيء ابتسم لوجان بسخرية واقترب منها وقال:

-«معك بارك لوجان شخصيا فهل من خدمة؟»

نظرت له قاطبة حاجبيها ثم ثنت ذراعيها بعدم اكتراث لكي لا يعلم أنها محرجة وقالت:

-«أنت هو إذًا؟ أود طلب خدمة منك فهلَّا أتيت معي؟»

-«هههههه هل نعرف بعضنا؟»

-«ليس تماما، لو كنا كذلك فكيف أتيت لأسأل عنك؟»

-«لن أذهب لأي مكان معك أيتها الفتاة الفظة»

انزعجت بشدة من ثرثرته وكانت ستشتمه ولكن عليها تنفيذ الخطة لضمان حصول سانها على العدالة والحرية، وبعد أن حدقت به بحقد لثوان قالت:

-«لا أحب تضييع وقتي وتضييع وقت الناس لذا رافقني فورا»

-«وأنا مثلك لذا لن أتحرك لأي مكان»

غافلته وشدته من ذراعه ثم أخذته خارج القاعة وكان رفاقه يصفرون عليه من الخلف ويهتفون بهدوء على هذا المظهر.

أخذته خارجا للرواق ثم أفلتته ونظرت له بتجهم وهي تقول:

-«لنتحدث على انفراد وهكذا يمكنني شرح الأمر بحذافيره لك»

-«ههه هل أنتِ معجبة بي؟»

-«هاه؟! ماذا؟! أحقا هذا ما تظنه؟»

-«أجل وما المانع من أن تعجبي بي؟ هل ستعترفين الآن وتطلبين رقمي؟»

قهقهت على غبائه بصوت منخفض وقالت:

-«هناك شخص يود رؤيتك، تعال معي»

-«هناك فتاة تعرفينها معجبة بي طلبت منكِ إحضاري إليها؟»

-«يا إلهي! كم أنت واثق من نفسك! من يريد رؤيتك ليست فتاة ولا علاقة للإعجاب بالموضوع أصلا»

-«حسنا لنرى»

أخذته للمكان الذي تركت فيه سانها لكنها تفاجأت حين لم تعثر عليه وبدا موقفا محرجا للغاية فقال لوجان:

-«أتيتِ بي لهذا المكان لتختلي بي بحجة أن شخصا يريد رؤيتي؟ ههههه حيلة ذكية ولم أتوقعها»

استدارت نحوه ووجهها مقلوب وقالت:

-«توقف عن جعل نفسك مركز العالم، هناك حقا من يريد مقابلتك ولكن لا بد أنه غادر لظرف ما»

-«هههه كنت أمازحك يا فتاة»

-«مزاحك ثقيل لدرجة لا تحتمل»

فجأة ظهر سانها من خلفه وسحبه واختبآ خلف الشجيرات الكثيفة ونظرا لبعضهما فقال لوجان وهو مصدوم:

-«سانها؟!»

-«أجل لوجان، هذا أنا، كيف حالك؟»

-«هههه أفضل من حالك على ما يبدو»

-«لا أعلم إن كنت سمعت بالأخبار ولكنني واقع في ورطة»

-«ههههه أجل ومن الغبي الذي لم يسمعها؟ صورك موجودة في كل مكان، لقد أذهلتني حقا! تجارة مخدرات دفعة واحدة؟ ههههه أنت مجنون سانها»

-«أنا بريء صدقني»

-«ههههه وما الدليل؟»

-«أحتاج مساعدتك للحصول على الدليل»

فجأة تغيرت ملامج وجه لوجان للبرود فقال:

-«مساعدة؟ ولماذا أساعدك رغم العداوة التي بيننا؟»

-«لسنا أعداء، أنت من قرر إنهاء صداقتنا»

-«لأنك تغيرت كثيرا بعد الشهرة»

صمت سانها لبعض الوقت وكان يبدو عليه الندم والحزن مما حصل ولكنه واصل توسله لصديقه قائلا بحشرجة:

-«رجاءً لوجان، ليس لدي سواك، عندما وقعت في المشكلة فأنت أول ما فكرت فيه، هذا لأن صداقتي بك قوية»

-«بل لأنك تلجأ لي فقط لأجل مصالحك، ابقَ بعيدا عني ولا تظهر أمامي مجددا وإلا سأبلغ الشرطة عنك أيها المجرم الفار من العدالة»

رمى كلماته الباردة وغادر عائدا نحو الكلية، وبينما إسراء تراقب الوضع رأت سانها وهو يجلس أرضا حزينا بائسا فتقدمت منه وقالت بهدوء:

-«لقد حاولنا على الأقل»

-«أعتقد أن أملي الوحيد لإثبات براءتي قد ضاع»

-«لا تستسلم»

-«أود ذلك ولكن ما الحل؟ إنه الشخص الوحيد الذي أثق به ويمكنه مساعدتي»

-«ما الذي ستفعله الآن؟ وإلى أين ستذهب؟»

-«لا أعلم، ربما علي تسليم نفسي للشرطة والاعتراف بجرائمي فربما سأحصل على حكم مخفف، لا حل للهروب الآن فلا أحد سيصدقني دون أدلة ولو تم القبض علي ستكون النتائج كارثية»

كان يتكلم بنبرة حزينة وكئيبة جعلت الأخرى تنقهر عليه لذا وضعت يدها على كتفه مواسية إياه وقالت:

-«سانها، لا تفقد الأمل، سنجد حلا لإثبات براءتك، أنا وكل معجبيك نثق بك، فقط ثق بنا أنت أيضا وتأكد أنه ستثبت براءتك قريبا»

-«أود الكذب وإخبارك أن كلامك جعلني أشعر بتحسن لكن للأسف لا، لا شيء تغير، مازلت تائها»

-«ما رأيك أن تذهب لمنزلي وتبقى هناك لفترة وجيزة حتى نجد دليل براءتك؟»

-«وهل سنجده حتى؟»

-«أجل، وسأساعدك بكل قوتي»

رغم كل ما يعتريه من مشاعر بائسة لكنه ابتسم لها، وبينما يحدقان ببعضهما كانت تموت من منظر وجهه البريء واللطيف وتتمنى لمسه، كانت متشوقة لليوم الذي تثبت فيه براءته لكي يقع بحبها ويطلب يدها للزواج لذا صارت تضحك بصوت خافت، فجأة لمحت شرطيا يمر بالجوار لذا انبطحت وسحبته معها وقالت:

-«علينا الذهاب لمنزلي بأسرع ما يمكن فالمكان هنا خطير»


وصلا للمنزل أخيرا فجلسا على الطاولة بعد أن أعدت له كوب شاي دافئ فقال لها بينما يرتشف منه:

-«أشكرك، أشعر بتحسن الآن»

-«أخبرني ما خطتك فلعلني أجد خطة بديلة لها»

-«أحتاج لوجان فهو متخصص في البرمجة ويعرف طرق القرصنة الإلكترونية»

-«وماذا سيقرصن؟»

-«لعله يستطيع قرصنة حواسيب الوكالة أو كاميرات المراقبة ويجد دليلا ما على براءتي»

-«الأمر بسيط، لا نحتاج لوجان فالقراصنة كثيرون في زمننا هذا ويمكننا الحصول على مساعدة مقابل دفع مبلغ من المال»

-«أحقا يمكنك الثقة بأي أحد بينما حياتي في خطر؟ ماذا لو اكتشف ذلك القرصان الإلكتروني حقيقتي وبلغ الشرطة مقابل المال؟ أو ماذا لو طلب مبلغا ضخما مقابل أن لا يشي بي؟»

-«فعلا! لم أفكر في الأمر من هذه الزاوية!»

-«بل والأسوأ أنكِ ستتورطين معي أيضا وربما تدخلين السجن، أنتِ الآن تقومين بجريمة كبيرة وهي التستر على مجرم هارب من العدالة وإيواؤه في منزلك»

وضعت يديها على شفتيها وفكرت بأن حياتها ستذهب سدى وستخفض رأس والديها أمام بقية الناس، لكن حين رأت نظرات سانها الحزينة المحبطة شعرت بالشفقة عليه أكثر وقالت بثقة:

-«فليكن، لكن فلتعلم أن الحق يظهر دائما والعدالة تأخذ مجراها لذا أؤمن أنك ستفعلها وتنجح بتبرئة نفسك»

ابتسم لها وقال:

-«محقة، لكن لا يمكنني ذلك وحدي»

-«لن تكون وحدك أبدا، سأساعدك بكل ما أوتيت من قوة، ثق بي»

-«أثق بك»
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

وَاحِدٌ مِنْ مِلْيُون!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: وَاحِدٌ مِنْ مِلْيُون!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   وَاحِدٌ مِنْ مِلْيُون!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الأحد مايو 14, 2023 9:52 pm

واحد من مليون : الجزء الثالث



توجهت إسراء للجامعة باكرا ذاك اليوم وأول ما فعلته هو التوجه للكلية التي يدرس فيها لوجان وانتظرته في قاعة الدرس وعندما رآها رفاقه صاروا يبتسمون بخبث وسخرية ظانين أنها معجبة به وتحاول الالتصاق به باستمرار.

جاء لوجان أخيرا وحين دخل من الباب ظهرت أمامه وفي يدها قطعة شكلاطة تعرضها أمامه فوقف يحدق بها باستغراب فقالت:

-«صباح الخير، أتحب الشكلاطة؟»

-«أحب كل شيء له علاقة بالفتيات ولكن ما المناسبة؟»

-«هههه ما من مناسبة، لماذا تظن أن الناس يهدون بعضهم الشكلاطة في المناسبات فقط؟»

-«إذًا تعترفين أنني جذاب وأنكِ وقعتِ لي بسهولة؟»

كانت ستتقيأ من كلامه المتواصل عن الحب والعلاقات ولكنها حاولت التحمل والصبر لأجل سانها فقالت:

-«هههه ليس لتلك الدرجة، لكن أيمكننا أن نصبح أصدقاء؟ تبدو شخصا جيدا»

-«ممممم وماذا يفعل الأصدقاء؟»

-«يساعدون بعضهم مثلا»

-«في ماذا؟ في التهكير؟»

-«اممممم نوعا ما»

-«يبدو أنكِ أنانية مثلك مثله، تريدين استغلالي لمصالحك الشخصية، لا أفهم لماذا أرسلك ذلك الجبان»

-«ليست أنانية، أخبرني أنه يثق بك ثقة عمياء لهذا طلب المساعدة منك أنت، خاصة أنه مطلوب للعدالة وقد يبلغ أي أحد عنه»

-«إذًا فكلامي صحيح، وأيضا يحاول استغلال حبي للفتيات من خلال إرسالك إلي، ياله من وقح حقا هههه»

-مهلا! هل تظن أنه هو من أرسلني إليك؟»

-«أجل، ومن غيره؟»

تنهدت الأخرى بعمق وكانت ستصرخ عليه ولكنها تذكرت حاجة سانها الماسة إليها فقررت التحلي بالهدوء لحل المشكلة وقالت:

-«أؤكد لك أن سانها لا علاقة له بالموضوع فهو لا يعلم أنني هنا لإقناعك حتى، لقد أتيت من تلقاء نفسي لأنني أريد مساعدته بشدة»

-«إذًا فهي ذريعة لكي تلاحقيني لأنكِ معجبة بي»

طفح بها الكيل فأمسكت به من ياقة قميصه وصرخت عليه بغضب قائلة:

-«كف عن جعل نفسك محور الكون، سانها يحتاج لمساعدتنا ونحن صديقاه الوحيدان وكل ما تبقى له لذا عليك الذهاب معي فورا»

تحولت ملامحه لملامح باردة فأفلت نفسه من قبضتها ثم عاد لفصله، كانت هي غاضبة جدا وتكاد تنفجر لكنها لم تستسلم لذا قررت فعة المستحيل لإقناعه.

انتظرته حتى غادر الصف بعد محاضراته ووقفت في طريقه قاطبة حاجبيها وثانية ذراعيها وقالت:

-«ساعده»

-«لا»

تجاهلها وذهب للكافيتيريا فلحقت به هناك وجلست معه على نفس الطاولة وقالت:

-«ساعده، ساعده، ساعده»

-«لا»

حمل طبقه وغير الطاولة فلحقت به وقالت:

-«ساعده»

-«قلت لا»

بسبب إزعاجها هرب من هناك وذهب للجلوس في حديقة الجامعة فلحقت به وصارت تدور حول المقعد الذي يجلس عليه وتردد:

-«ساعده، ساعده، ساعده، ساعده»

-«قلت لك لا»

هرب ركضا من المكان وعاد لقاعة الدرس ليدرس، وبينما الأستاذ يقدم الدرس فإذا بلوجان ينظر للنافذة فرأى إسراء تلوح له من خلف الزجاج ثم نفخت على الزجاج ثم كتبت عليه عبارة "ساعد سانها حالا فلا أحد يمكنه مساعدته غيرك"

انزعج منها وتجاهلها مديرا رأسه للناحية الأخرى لكنها واصلت الطرق بصوت خافت على الزجاج لتزعجه فجذبت انتباه رفاقه فصاروا يسخرون منه وينقرونه على كتفيه، وفي النهاية اضطر للاعتذار من الأستاذ والخروج لدورة المياه.

عندما خرج وجدها تنتظره وهي تبتسم ثم قالت:

-«قررت أخيرا مساعدته؟»

-«لا تحلمي»

عبست بوجهها ثم لحقته تسير خلفه فغافلها وهرب ذاهبا لدورة مياه الرجال فلم تستطع اللحاق به وقالت:

-«سأنتظره هنا طوال اليوم لو كلفني الأمر»

انتظرته فترة طويلة والشباب يدخلون ويخرجون ولكنه لم يأتِ حتى أن المساء حل ولم يبقَ سوى دقائق لإغلاق الكلية، لذا اضطرت لإيقاف شخص عشوائي وقالت:

-«عفوا، هل بقي شخص في الداخل؟»

-«أبدا، إنه فارغ»

-«ماذا؟! أين يعقل أنه ذهب؟!»

دخلت حمام الشباب غير آبهة لأي شيء فرأت إحدى النوافذ الصغيرة الموجودة بالمراحيص مفتوحة ويمكن لشخص التسلق من هناك والهروب، فقالت وهي تضرب قبضتها براحة يدها الأخرى:

-«خطة ذكية، لكنه لن يهرب مني»

ركضت نحو الصف الذي من المفترض أنه يدرس فيه فلم تجده هناك وهذا يعني أنه تغيب عن الدروس بسببها، نظرت من حولها فرأت رفيقا من رفاقه ما يزال يجمع أغراضه فتقدمت منه وقالت:

-«أنت صديق لوجان صحيح؟»

-«أجل»

-«سمعت أنه مريض لذا أريد الاطمئنان عليه»

-«ألهذا السبب ترك الحصة في منتصفها ولم يحضر كل الحصص المسائية؟»

-«بلى»

-«لا أعلم شيئا عنه للأسف»

-«أريد رقمه»

-«لا يمكنني إعطاؤه لك دون إذنه»

-«سأدفع لك مئة دولار، وأعدك أن لا أخبره أبدا عنك»

-«مممم حسنا، من الصعب جني المال هذه الأيام»



عاد لوجان للسكن الجامعي وكان سيسقط على وجهه من شدة التعب والركض، ارتاح قليلا على سريره ثم نهض ليكتب واجباته الجامعية، وأثناء ذلك وصلت رسالة لهاتفه ولأنه مشغول تجاهلها وأكمل الدراسة، بعدها وصلت ثانية وثالثة ورابعة ولكنه تجاهلها كلها، ولكن أصبح الوضع مزعجا للغاية مما جعله يلقي نظرة لكنه انصدم بعشرات الرسائل من رقم مجهول مكتوب فيها كالتالي:

"ساعدنا أيها اللئيم"

"أنتظر ردك هيا قرر"

"أنا وسانها نحتاجك رد هيا"

"ساعده، ساعده، ساعده، ساعده، ساعده، ساعده"

"لن أتوقف عن إزعاجك لذا هيا ساعده"

توقف عن القراءة وهو غاضب ثم خلع بطارية الهاتف ورماه جانبا وواصل كتابة واجباته الجامعية.



في منزل إسراء كانت هذه الأخيرة تحاول مراسلة لوجان لكن رسائلها لا تصله ففهمت أنه أغلق الهاتف نهائيا.

نظرت جانبا فرأت سانها يحدق بها محاولا معرفة ما تفعله فقد بدت حزينة، حينها تكلم قائلا:

-«آنسة إسراء، هل من خطب؟»

-«ههه أبدا، أراسل والدتي ويبدو أنها مشغولة لذا قلقت عليها»

-«لا تقلقي، للأهل مسؤوليات كثيرة»

-«ماذا عن أهلك؟ ما رد فعلهم على ما يحصل مؤخرا؟»

حينها تنهد بعمق وقال بحزن قاتل:

-«مر شهر على ما يحصل ومازلت لا أعلم ما رد فعل أهلي، لكن على الأرجح أنهم غاضبون جدا مني ويكرهونني»

-«ولماذا لم تتواصل معهم وتفسر لهم كل شيء؟»

-«خفت من مواجهتهم، وأصلا هل سيصدقونني؟»

-«أعتقد أنهم سيصدقونك»

-«لا، أهلي متحفظون في كثير من الأمور ومتأكد أنهم غاضبون وخائبوا الأمل»

-«هل حاولوا الاتصال بك؟»

-«حتى لو حاولوا فلن أدري عنهم، وكالتي أخذت هاتفي ولا يمكنني شراء رقم جديد لأن المخابرات تراقب هاتف جميع أفراد عائلتي على الأرجح وسيعثرون علي»

-«ياله من موقف صعب! لو كنت مكانك لما عرفت كيف أتصرف، أنت تبدو شجاعا رغم ذلك لتفكر بالبحث عن طريقة لحل أزمتك»

-«ليتني محظوظا أيضا»

بينما تحدق به شعرت بالأسف لذا صممت على إقناع لوجان لكي يساعده بأي طريقة، وبينما سانها هناك حاول تحويل الجو من مشحون إلى إيجابي فقال:

-«بما أنكِ آويتني في منزلك فسأرد لك الجميل بطريقتي، سأطبخ وأغسل الأواني وأقوم بما أستطيع من الأعمال المنزلية»

-«وهل تجيد الطبخ؟»

-«طبعا، عندما كنت مع فرقة آسترو وكنا في سكن واحد طبخت لهم عشرات المرات»

-«حسنا، أرني مهاراتك»

بينما يطبخ لها بقيت تراقبه ومن حين لآخر تحاول محادثته وشغله عن المشاكل الخطيرة التي يعانيها، وكانت بالفعل سعيدة للغاية بقربها منه وصدفة الواحد من مليون التي جمعتها به هي خاصة.



في يوم الغد ذهبت للجامعة لتتلقى دروسها الجامعية وكان لديها حصة تطبيقية وتم توزيع الأوراق على جميع الطلبة من أجل مشروع تطبيقي وقال الأستاذ:

-«عليكم القيام بدورة تدريبية لمدة أسبوع في أي مؤسسة تريدونها من اختياركم، الأمر مهم وسيدخل في تقييم نقاطكم لذا جدوا لكم مؤسسة في أي مجال واعملوا فيها لمدة أسبوع»

بعد انتهاء الحصة نظرت إسراء للورقة بحزن وهمست محدثة نفسها:

-«تبا! ليس هذا وقت الدروس التطبيقية، سانها يحتاجني لمساعدته وعلي بذل كل جهدي لذلك»

نظرت لجدول لوجان الزمني فأدركت أنه سيخرج الآن في هذه اللحظة فركضت لصفه لتبحث عنه.

خرج لوجان للتو من صفه وعندما نظر جانبا رآها تركض باتجاهه فشعر بالانزعاج وركض فارا منها، لحقته بسرعة وهي تصرخ:

-«لوجان! توقف! نحن نحتاج مساعدتك، سا...»

كانت تركض ولكنها ارتطمت بالشرطي لأنها لم تراه وهو يسير جانبا فتألم كلاهما وقالت إسراء وهي تعتذر متوترة:

-«آسفة، أستسمحك عذرا»

-«لا بأس، يبدو أننا نلتقي كثيرا هذه الأيام، لكن هل يجوز الركض داخل الحرم الجامعي؟ طبعا لا، كوني حذرة من الاصطدام بالناس»

نظرت له فأدركت أنه نفسي الشرطي الذي زار منزلها والذي وبخها آخر مرة على تقليل الأدب في الحرم الجامعي فتوترت أكثر وحاولت تذكر ما كانت تقوله قبل قليل، ولحسن الحظ ارتطمت به قبل أن تذكر اسم سانها كاملا، قالت بتوتر بينما تحاول السير بعيدا:

-«معك حق حضرتك، لن أركض مجددا أعدك»

ثم عادت أدراجها نحو الكلية لتنفذ خطة أخرى لأن خطتها فشلت وضاع منها لوجان بالفعل.



في ذلك الوقت عاد لوجان للسكن الجامعي ودخل وأخذ حماما دافئا ثم أحضر كوب قهوة وخرج للشرفة ليجلس قليلا على أعتابها، ولكن صُدم حين رأى إسراء في الأسفل تحمل لوحة كرتونية مكتوب فيها "ساعده، ساعده، ساعده" حينها انصدم وتراجع للخلف وعندما رأته صرخت عليه:

-«لوجان، ساعدنا، ليس لدينا سواك لذا لا تذرنا في هذه المحنة»

انصدم منها وخرج راكضا وأثناء خروجه دخل زميله في الغرفة وقال:

-«معجبتك اللحوحة تنتظرك هناك في الأسفل»

-«كيف عثرت على المكان الذي أقطن فيه؟!»

-«ههههه رأيتها قبل قليل مع رفاقك، أظن أنهم من قادوها إلى هنا»

قام بلطم وجهه بقوة ثم نزل ركضا إليها وهو غاضب وقال:

-«هذا يكفي، ذقت ذرعا منك»

-«هل ستساعده؟»

-«أف يا إلهي! متى ستملين؟»

-«حين تساعدنا»

-«أود مساعدتك لكن ذلك الوغد سانها شخص حقير ومنافق ولدي أسبابي الخاصة لأرفص مساعدته»

-«لكنكما صديقان قديمان ومهما كانت الأسباب فلا بد أنها أتفه من صداقتكما القوية»

-«أيمكنني سؤالك؟ هل تستطيعين مساعدة شخص أدار وجهه لك وتغير بعد أن أصبح مشهورا وصار أنانيا ومتكبرا ومغرورا؟»

-«سانها فعل كل ذلك؟»

-«أجل»

-«كيف هذا؟!»

-«بدأ الأمر منذ سنوات طويلة»



• قبل 7 سنوات:
كان كل من سانها ولوجان آنذاك زميلين في المدرسة الثانوية في السنة الأولى وكل منهما يحلم بأن يصبح مغني كيبوب وقد قاما بالعديد من تجارب الآداء ودائما ما يتم رفضهما.

ذاك اليوم جلس سانها في صفه الفارغ يتصفح الإنترنت فجاء نحوه لوجان ومعه قطعتي مثلجات أعطى إحداها لسانها وقال:

-«ماذا تفعل؟»

-«أبحث عن معلومات عن وكالة "fantagio"  الجديدة»

-«مهلا، تلك الوكالة ليست جديدة بل هي من عام 2008 ولكن تم تغيير اسمها ومديرها التنفيذي وسياساتها»

-«أجل، ولهذا هي تبدو كالوكالة الجديدة ولدينا فرصة الانضمام لها، الوكالات التي على وشك الإفلاس عادة لا تدقق كثيرا في اختيار الأعضاء لذا قد يحالفنا الحظ»

-«هههه ليس أنا، حظي وأعرفه»

-«أعلم أننا تعرضنا للرفض مرات عدة لكن قد لا يكون العيب بنا بل لأن هناك أشخاصا أكثر موهبة منا لذا لا تيأس»

-«كنت سأيأس لكن بعد كلامك هذا أشعر بالثقة»

-«هههه رأيت، نحن الاثنان يجب أن ندعم بعضنا ونرفع معنويات بعضنا»

-«ههه أنت حقا رائع سانها، لست نادما أبدا لأنني جعلتك صديقي المفضل»

-«دعنا نتعاهد، لنتقدم لتجارب الآداء ومهما حصل سنبقى صديقين ونتواصل مع بعضنا دوما»

-«هذا وعد مني لك، سنبقى كذلك للأبد»

-«وأنا أيضا أعدك، ومهما كان أحدنا مشغولا عن الآخر فسنجد دوما الوقت للخروج معا»

-«أجل»


جاء يوم تجارب الآداء وذهب كلاهما إليها، وبالفعل قدما عرضهما وبعد أسبوع تم إعلان أن سانها تم اختياره لينضم لوكالة فانتاجيو كمتدرب أما لوجان فلم يتم قبوله، وبسبب صداقتهما القوية لم يغضب لوجان أبدا بل دعم سانها وهنأه وقام بدعوته على العشاء كمباركة له، وقال:

-«أنا فخور بك رفيقي، لقد حققت حلمك وحلمي»

-«مازال هناك الكثير من المراحل أمامي ومن يعلم؟ ربما لن يتم ترسيمي من الأساس»

-«أظن أن صوتك مميز على عكسي، ولديك موهبة جيدة وشغف أيضا ووسامة خارقة ههههه»

-«هههه لا تبالغ»

-«سأبقى داعما لك بكل الطرق لذا حقق حلمك وتذكرني»

-«سأفعل»

-«وإياك أن تتوقف عن التواصل معي، أخبرني بكل يومياتك وتدريباتك وحين تشعر بالتعب والحزن تعال واشتكي لي»

-«هههه طبعا رفيقي»



صار سانها يتغيب كثيرا عن الحصص الدراسية بسبب تدريبات الوكالة والتجهيزات وبسبب ضيق الوقت اضطر لترك الدراسة نهائيا وسحب ملفه من المدرسة فبالتأكيد كونه سيصبح نجما سيجعله يخسر الكثير من وقته وبما أن الدراسة لا تنفعه في الوقت الراهن فقد تركها.

في البداية كان يتواصل مع لوجان لكن شيئا فشيئا بدأت تقل مكالماته، حتى رسائله التي يرسلها له فإنه لا يقرؤها ولا يرد عليها، ومع الوقت غير رقمه، ورغم أن الحركة مقصودة لكن لوجان أراد أخذها بحسن نية وقال أن لديه ظروفا أو أنه سيتصل به برقمه الجديد حين يجد الوقت.

مرت الأيام وترسمت فرقة آسترو ومعهم سانها وكانت شهرتهم آن ذاك غير واسعة لذا كان لديهم مجموعة قليلة من المعجبين، ورغم ذلك أصبح سانها شخصية مغرورة وتغير تماما على لوجان ونسي أمره.

ذات يوم سمع لوجان بأن لدى سانها جلسة تصويرية في حديقة ما فذهب هناك فقط لمقابلته، وبينما ينتظر خروجه عند البوابة هو ومجموعة صغيرة من المعجبين رأى الفرقة قد خرجت فتحمس الجميع وصاروا يهتفون، حينها صرخ لوجان على صديقه قائلا:

-«سانها! هذا انا لوجان، أنا هنا يا صديقي»

لوح له وصرخ مرارا حتى نظر له سانها، حينها ابتسم بسعادة وصرخ بصوت أعلى، لكن الآخر لم يبتسم له ولم يعطِ أي ردة فعل وصعد السيارة وغادر مع رفاقه ومدير أعماله.

بقي لوجان متصنما لفترة يحاول استيعاب التجاهل المؤلم الذي تعرض للتو، انكسر قلبه وشعر بالخيبة على غبائه وتعلقه الشديد بصديقه، لم يتوقع أن يتغير بهذه الطريقة، لقد توقع أن يفرح برؤيته ويأتي إليه ويعانقه لأنه لم يقابله منذ أشهر ويخرجا معا لتناول العشاء، لكن ما حصل كان كارثيا.

••••••••••••••••••••••••••••••

تنهد لوجان بعمق وهو يحكي قصته لإسراء وكانت عيناه قد اغرورقتا بالدموع ثم قال:

-«بعدها بسنة أصبت بحادث سيارة وكنت على وشك الموت، وطبعا ذلك الغبي سانها لم يكن يعلم حتى، رغم أنني تمنيت رؤيته هناك في المستشفى بجانبي لأنه غالٍ جدا على قلبي»

بعد سماع تلك القصة شعرت إسراء بالحزن الشديد ولم تجد ما تقوله، القصة مؤلمة للغاية ولو أنها حصلت لها شخصيا لفعلت نفس الشيء، حينها قررت أنها لن تحاول إقناعه مجددا بمساعدة سانها.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

وَاحِدٌ مِنْ مِلْيُون!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: وَاحِدٌ مِنْ مِلْيُون!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   وَاحِدٌ مِنْ مِلْيُون!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الأربعاء مايو 24, 2023 9:56 am

واحد من مليون : الجزء الرابع



أخذت إسراء لوجان للمطعم وجلسا يتناولان طعام العشاء معا ويتحدثان فقال الآخر:

-«هههه موعد غرامي، لم أعلم أنكِ ستأتين معي لتناول العشاء بهذه السهولة»

-«لا تجعلني أندم لأنني أتيت»

-«لا بد أنكِ أتيتِ لكي تواصلي إزعاجي بقصة مساعدة سانها تلك»

-«في الحقيقة لا، أفهم وضعك ولن أطلب منك مساعدته مجددا»

-«ماذا؟! لم أتوقع رد الفعل هذا منك»

-«ما فعله سانها لا يغتفر وأنا مثلك لن أسامحه لو فعل معي نفس الموقف»

تنهد لوجان بعمق وأعاد رأسه للخلف مرتخيا على الكرسي ثم قال بصوت هادئ:

-«أفتقد صديقي القديم كثيرا، ليتنا نعود للأيام التي كنا فيها أصدقاء أوفياء قبل أن ينضم لوكالة فنتاجيو»

-«هل جربت أن تجلس معه وتتحدثا عن الأمر؟ لعل لديه تفسيرا منطقيا لذلك»

-«أحقا تظنين ذلك؟»

-«لست متأكدة لكن كلمه وأخبرني»



أخذته لمنزلها وأثناء طريقهما قابلا الشرطي، وعندما رأته إسراء توترت للغاية، نظر لها الشرطي بشك ثم أدار وجهه للجهة الأخرى وهي بدورها غادرت تسير بسرعة وخلفها لوجان وتمنت أنها لم تثر الشكوك.

وصلا أخيرا للمنزل وعندما دخلا ورآهما سانها تفاجأ، ولوجان بدوره تفاجأ حين رأى سانها يرتدي مريلة المطبخ ويحضر العشاء، فقال لوجان وهو مستغرب:

-«ما هذا؟! هل تزوجتما؟»

شعرت إسراء بالخجل واحمر خداها بينما توتر سانها وقال:

-«ههه لا، أحاول رد الجميل لها...فقط...لا غير»

تدخلت إسراء بعد أن خف عنها الخجل قليلا:

-«ههه تناولنا العشاء بالفعل لكن شكرا لك»

-«ثم قال لوجان:

-«هههه أجل، كان عشاءً غراميا مذهلا»

نظرت إسراء لوجه سانها الذي بدا متفاجئًا وقالت بتوتر:

-«لاااااا إنه يكذب، خرجنا لنأكل بينما نناقش أمرا ما، ليس موعدا غراميا أبدا»

أومأ سانها برأسه أنْ نعم ثم واصل إعداد الطعام وتكلم بينما يعمل:

-«على كلٍ سعيد برؤيتك هنا صديقي لوجان، لا أعلم ما سبب مجيئك لكنني مسرور حقا»

-«أحقا لا تعلم؟»

-«طبعا، أم أنك قررت فجأة أن تساعدني؟»

-«هل تظن أنك تستحق المساعدة؟»

شعر سانها بالذنب وجلس جانبا وجلس لوجان بجانبه بينما بقيت إسراء واقفة تستمع لفحوى حديثهما، باشر سانها الكلام قائلا:

-«أعلم أنني لا أستحق المساعدة، لكنني نادم»

-«وما فائدة الندم حين ينكسر ما بداخلنا؟»

-«أعلم أنه ما من فائدة، ولهذا استسلمت بالفعل وفكرت بتسليم نفسي للشرطة»

-«هل أنت مجنون؟!»

-«وهل من حل آخر؟»

-«هناك حلول كثيرة، طبعا ستجد شخصا غيري ليساعدك في تهكير الوكالة»

-«هناك ملايين المهكرين حول العالم...ولكن لا أثق بغيرك، بمجرد أن وقعت في المشكلة كنت أول من فكرت فيه ووثقت به»

-«حين أصبت بحادث سيارة بعد سنة من ترسيمك كنت أنت أول ما فكرت فيه، كنت أتلقى الدعم دائما منك ولكن هذه المرة لم يكن بجانبي أحد»

بدت نبرته حزينة جدا فجعلت سانها يشعر بالذنب أكثر، ثم قال بينما يضرب رأسه بالطاولة:

-«لا بد أنك تكرهني وتود الانتقام مني»

-«نوعا ما»

-«هناك طريقة، اتصل بالشرطة وأخبرهم عن مكاني»

كان لوجان مصدوما ورغم ذلك تحلى بالهدوء والبرود، حتى استأنف سانها كلامه قائلا:

-«أتعلم؟ حتى لو اتصلتَ بالشرطة حقا فسأبقى أحبك وأحترمك»

-«ولماذا أفعل؟ رغم كل شيء لا أريد إيذاءك فأنت صديقي المفضل، لا شيء سيمنعني من أن أبقى وفيا لك رغم كل ما فعلته»

عانقه سانها بحرارة وقال:

-«أنا خجل من نفسي حقا، رغم كل هذا ما تزال وفيا لي؟»

-«وسأساعدك»

انفجر سانها من الحماس والسعادة وقال:

-«حقا؟!»

-«أجل لكن بشرط، اطلب من الفتاة الأخرى أن تخرج معي في موعد»

ثم أشار نحو إسراء بإصبعه فصرخت عليه:

-«أنت! مازال تفكيرك فقط في الفتيات بعد كل ذلك؟!»

-«ههههه أمازحك، ليس لدي أي شروط، لكن لو أردت أن أبقى صديقك فلتتوقف عن تكبرك»

-«طبعا، لقد تعلمت الدرس»



أخذهما لغرفته في السكن الجامعي مباشرة لأنهم لا يملكون أي وقت يضيعونه وأراهم حواسيبه الغالية الثمن والتي عددها ثلاثة وتبدو من نوعية جيدة لتتلاءم مع دراسته للبرمجة الإلكترونية.

جلس أولا على الحاسوب وفرقع أصابعه ثم بدأ بالعمل على الخطة التي سيقوم بها وهي تهكير أنظمة وكالة فانتاجيو أو أيٍ من كاميرات المراقبة لديهم وقال:

-«قد يستغرق الأمر وقتا»

قالت إسراء بفضول:

-«كم؟!»

-«ربما بضع ساعات أو يوم»

-«إذًا فهو معقد للغاية»

-«طبعا، وغير قانوني أيضا، فأي خطأ صغير سيفضح أمري ويجعلني أدخل السجن»

شعرت إسراء بالقلق بشأن ذلك أما سانها فقال بثقة:

-«وأنا أعتمد عليك وأثق بك ومهما حصل سأحميك»

أومأ الاثنان برأيسيهما بثقة ثم باشر لوجان العمل أما الاثنان الآخران فوقفا عند الشرفة يراقبان النجوم فقال سانها بهدوء:

-«أتظنين أننا سنفعلها؟»

-«أجل، ومتأكدة»

-«وماذا لو...»

-«هششس لا تقل شيئا، مهما كان سنقف مع بعضنا»

نظرت لسياج الشرفة فرأت يده موضوع عليه، كانت تود إمساكها والاعتراف بمشاعرها ولكن تذكرت أنها تسير وفق خطة محكمة وهي مساعدته ونيل قلبه دون أن يشعر، كما وأن الأمر يبدو مثيرا للشفقة للغاية لو حاولت التقرب من مغنيها المفضل.

مر مذنب بسرعة في السماء فرأياه معا وصرخا بسعادة:

-«إسراء، رأيتِ ذلك؟»

-«أجل»

-«لنتمنى كلانا أمنية»

وضعا يديهما على بعضهما وأغلقا عينيهما وقال سانها أولا:

-«أتمنى أن تثبت براءتي ويعود كل شيء لطبيعته»

ثم تمنت الأخرى في داخلها دون أن تنبس بفحوى الأمنية:

-«أتمنى أن يحبني سانها»

استيقظت في الصباح لتتجهز للجامعة فشمت رائحة فطور شهي، وعندما ذهبت للمطبخ وجدت سانها قد أعد لها الفطور ووضعه على المائدة ووضع مزهرية بها باقة ورد، تفاجأت جدامن ذلك وظنت أنه تلميح حب لها فجلست تأكل وقالت:

-«شكرا لك، هل تناولت أنت؟»

-«بصراحة لست جائعا»

-«هيا لا تقل ذلك، وزنك نقص كثيرا عن السابق، كل هيا»

أخذت قطعة من الفطائر بالشوكة وقربتها من فمه فبدا الوضع غريبا هناك وشعر سانها بتوتر شديد ولم يفعل أو يقل أي شيء، انتظرته لبعض الوقت حتى صار يتنتحنح فأدركت أنها فعلت شيئا محرجا لذا أنزلت الشوكة، ولكي يجعل الأمور أكثر راحة أخذ الشوكة وأكل بنفسه وقال:

-«امممم لذيذة، طبخي جيد»

لم ترد عليه وصار قلبها يدق بسرعة وكانت على وشك الاعتراف له لولا أنها تذكرت دروسها الجامعية فقالت:

-«أوه! الجامعة»

تركت الطعام على حاله وركضت بسرعة لتحضر صفوفها الجامعية وفي المساء قابلت لوجان وجلسا عند حائط الكلية يتحدثان فقال:

-«سهرت طوال الليل أحاول اختراق نظام وكالة فانتاجيو ولم أستطع الوصول إليه بعد»

-«هل هو بعيد؟»

-«أجل بعيد جدا ومتطور، لكن ليس من المستحيل الوصول إليه فلدي برامج قوية لاختراق الأجهزة المحصنة»

-«أيعني هذا أن نمنحك المزيد من الوقت؟»

-«أجل، وربما لن يكون وقتا قليلا بل كثيرا»

-«لا بأس خذ وقتك، المهم أن ننجح بمساعدة سانها»

مر أسبوع بالفعل والجميع على أحر من الجمر لمعرفة تقدم لوجان في التهكير، وللأسف لم يبلِ أي تقدم ولم يقترب ولو بمقدار خطوة، هذا طبيعي فلو كان تهكير الوكالات بتلك السهولة لنال الجميع مراده.

في ذلك الوقت جلست إسراء في منزلها تكتب واجباتها الجامعية على مائدة غرفة المعيشة ثم أخرجت ورقة الواجب التطبيقي التي طُلب منها إنجازها، وبمجرد تذكرها لذلك شعرت بالحزن وضربت رأسها بالطاولة وقالت بإحباط:

-«مرت الأيام الماضية علي بصعوبة، كان ذهني مشوشا وقلقي على سانها أفقدني تركيزي لذا نسيت الواجب تماما وعلي تقديمه بعد أسبوع، ماذا أفعل الآن حتى أجد مؤسسة جيدة تقبلني»

فاجأها سانها وهو يتقدم منها ومعه كوب شاي ساخن ووضعه بجانبها على الطاولة ثم قال:

-«أنتِ بخير؟»

حدقت بالكوب بسعادة وشعرت بكمية الاهتمام الذي يعاملها به، ليته يظل هناك للأبد لتضمن إبقاءه بجانبها وتتزوجه في حال لم يرغب به أحد، شردت بذهنها قليلا ثم انتفضت وقالت:

-«شكرا لك، جاء في وقته»

-«مؤخرا لم أعد أخرج كثيرا لذا أشعر بالضيق»

-«أشعر بك، لكن تعلم أن المكان في الخارج خطير والشرطة تبحث عنك»

صمت ووضع يده على خده فشعرت بالشفقة عليه وقالت:

-«لا مانع في أن نخرج من حين لآخر ونكون حذرين»

ابتسم لها وأسرع بارتداء معطفه، ثم خرجا معا في ذلك الجو المميز الذي تملأ فيه النجوم السماء.

ذهبا أولا للبحيرة وجلسا بجانبها على الكراسي وهما ينظران لها وكان المكان شبه فارغ فلا أحد سيأتي لذلك المكان في هذا الوقت إلا الذين لديهم حالات خاصة.

نظرا كلاهما للسماء لبعض الوقت ثم حاولت إسراء جعله يتحدث عن حياته العاطفية فربما تستدرجه بالكلام فيخبرها أنه بدأ يعجب بها، لذا بدأت الكلام قائلة:

-«هل كانت تعاملكم وكالة فانتاجيو جيدا؟»

-«نوعا ما»

-«سمعت أن المواعدة ممنوعة لديكم»

-«أجل»

-«أحقا لم تشعر بأي رغبة بالمواعدة طوال تلك السنوات التي قضيتها في الوكالة؟»

-«حتى ولو رغبت بالمواعدة فلا وقت لدي»

-«إذًا فهي مسألة انشغال وليس أنك لا ترغب»

-«نوعا ما»

-«وماذا لو قابلت فتاة ما ودق قلبك لها فهل ستستمح أن تضيع منك لمجرد أنك مشغول؟»

-«مممم لم أشعر بهذا من قبل، لكن أظن أنني...»

لمحت إسراء شرطيا عن قريب ينظر في وجوه المارة ولا بد أنه يبحث عن مجرمين مشتبه بهم، حينها فكرت بسرعة أن تبعد عنها الشبهات بأي طريقة، فإن هربا أو ابتعدا سيشك بهما ويلحقمهما لذا فكرت بسرعة في خطة بديلة.

دون وعي منها اقتربت من سانها وقبلته على شفتيه فانصدم الآخر ووقف دون حراك، حاولت أن تطيل تلك القبلة بينما تنظر للشرطي فشاهدته ينظر لهما ويبدو أنه شعر بالإحراج وأدار وجهه للناحية الأخرى ثم غادر المكان.

ابتعدت عن سانها أخيرا وكان ما يزال مصدوما من تصرفها ذلك أما هي فوضعت يديها على شفتيها ووقفت من على الكرسي بتوتر وقالت:

-«آسفة، كل ما في الأمر هو»

-«هل أنتِ واقعة بحبي؟»

دون وعي منها أومأت برأسها أنْ نعم ونسيت أنها كانت تنفذ خطة ما، فجأة نهض وأمسك بكتفيها وهزها بقوة قائلا:

-«لا تقعي بحبي بعد الآن لأنني لن أحبك مهما حصل»

رغم معرفتها بذلك لكنها فضلت الاعتراف بكل شيء وقالت:

-«أعلم أنه من الجنون أن أقع بحب مغنٍ مشهور، لكن ألا يمكن لصدفة الواحد من مليون التي أتت بك إلي أن توقعك بحبي أيضا؟»

-«مستحيل، لأنني واقع بحب أخرى»

بمجرد سماعها لذلك تحطم قلبها واستدارت نحو البحيرة تنظر إليها ودون أن تشعر سالت دمعة من عينيها، كانت خيبتها كبيرة ولولا أنه وردها اتصال من لوجان على الفور لبقيت تبكي هناك، حينها مسحت دموعها وردت:

-«نعم لوجان؟»

-«هناك مشكلة، تعاليا»

ذهب الاثنان لغرفة لوجان فأخبرهما بالمشكلة:

-«لقد حاولت بكل ما لدي أن أخترق نظام وكالة فانتاجيو ولكنه معقد جدا، نحتاج لمصدر مراقبة داخلي»

قالت إسراء مستغربة:

-«ماذا يعني ذلك؟»

-«على شخص ما أن يدخل مقر الوكالة ويضع فيروسا داخل النظام وأنا سأتكفل بالباقي»

-«ومن سيفعل؟ لا يمكن لأحد ذلك»

-«قضي علينا إذًا»

وضع الجميع أيديهم على خدهم بعد هذه الخيبة ثم قال سانها:

-«أنا لا يمكنني ذلك فإن دخلت سيتم القبض علي، ألا يمكن لـ...»

كان سيطلب من إسراء ذلك ثم صمت فجأة حين تذكر آخر خلاف بينهما، حينها نظر نحوهما لوجان بخبث وقال:

-«أشم رائحة خلاف، هل حصل شيء بينكما وأنا لا أدري؟»

شعرت إسراء بالخجل فاحمر خداها ثم أنزلت رأسها لتخفي الأمر، بينما قال سانها بتوتر:

-«لا، ما من شيء»

-«هههه بلى هناك شيء، أشعر بذلك، هل حصل شيء عاطفي بينكما مؤخرا؟»

حاولت إسراء تغيير الموضوع فصرخت بحماس:

-«أنا سأذهب لوكالة فانتاجيو»

استغرب الآخران منها وقال لوجان:

-«وكيف سيسمحون لك بالدخول؟»

-«ربما سأذهب على أساس أنني متدربة»

-«ستحتاجين أشهر ليوافقوا عليك ويضموك للوكالة ويصبح بمقدورك الاقتراب من الحواسيب والأجهزة الإلكترونية الحساسة»

-«وهل لدينا حل آخر؟ طبعا لا، سأضحي بكل هذا الوقت لأجل مساعدة سانها فهو طيب»


نظرت لوجهه لبرهة ثم أشاحت ببصرها نحو لوجان وأردفت:

-«لأجل هذا نحن أصدقاء وإلا فما نفع الصداقة؟»

-«رغم أن هذا سخيف ولكنك محقة»


عادت إسراء مع سانها للمنزل وطوال الطريق كانا يسيران بعيدين عن بعضهما، عندما دخلا ذهب هو للنوم بينما توجهت هي لغرفتها وضربت رأسها بيديها عدة مرات وهي تتذمر وتقول:

-«يال سخافتي! كيف يمكنني الانضمام لفانتاجيو كمتدربة وأنا عديمة المواهب؟ رقصي مضحك وغنائي كأنه غناء ماعز مصاب بسرطان البلعوم، لن يتم اخياري ولن أنجح في أول اختبار قبول حتى»

ضربت حزمة من الأوراق كانت على المنضدة فتطايرت وتساقطت على الأرض، وعندما همت بجمعها رأت بينها ورقة الواجب التطبيقي التي لم تقم بها حتى الآن، حينها انفجرت من السعادة وقفزت مكانها وركضت نحو سانها وهي تصرخ بحماس:

-«وجدتها، وجدت طريقة للدخول لوكالة فانتاجيو بدون التقدم لتجارب الآداء، يمكنني أن أدخل عندهم كمتدربة جامعية في مجال التصوير الفوتوغرافي»

عند سماعه لذلك شعر بالسعادة وركض نحوها وعانقها وبادلته العناق هي الأخرى وصارا يقفزان ويدوران بحماس وسعادة دون أن يدركا ما يفعلانه، أخيرا انتبها لما يحصل فابتعدا عن بعضهما بتوتر وقال سانها:

-«مجرد عناق أخوي»

ردت عليه بخجل:

-«أعلم ذلك»

ثم ركضت نحو غرفتها بسرعة وأغلقت الباب وقلبها يدق بسرعة وقوة، ورغم غرابة ما يحصل لكن الأمر أعجبها للغاية»


تمكنت إسراء من إقناع وكالة فانتاجيو بالسماح لها بجولة تدريبية في داخل الوكالة من أجل واجبها الجامعي، وقبل أن تذهب هناك قابلت يوجين فأعطاها قرص تخزين وقال:

-«امضي في مهمتك وحاولي وضع هذا القرص في أحد حواسيب الوكالة»

-«ما نفعه؟»

-«بداخله فيروس وسيمكنني من المرور للنظام والتحكم به»

-«مذهل!»

-«لكن خذي حذرك فلا نريد أن نخسرك من فريقنا»

-«ههههه لا تقلق، سأفعلها»

تصافحا ثم ذهبت إسراء لوكالة فانتاجيو وكانت هذه ثاني مرة تأتي هناك لكنها لم تدخل للداخل، كانت الوكالة كبيرة وفيها الكثير من المكاتب وصور أعضاء فرقة آسترو معلقة في كل مكان لكن بدون سانها.

أخذتها إحدى الموظفات لقاعة التصوير وقالت:

-«هنا تتم جميع جلسات تصوير فرقة آسترو لذا استريحي بينما يتم تجهيز الموقع»

-«ههه حسنا أشكرك»

نظرت إسراء من حولها فرأت الجميع منهمكين في تجهيز موقع التصوير ثم نظرت فرأت مدير وكالة فانتاجيو بالجوار، لا بد أنه الذي أوقع بسانها، لذا تجهزت بكل طاقتها لبدء المهمة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

وَاحِدٌ مِنْ مِلْيُون!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: وَاحِدٌ مِنْ مِلْيُون!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   وَاحِدٌ مِنْ مِلْيُون!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الخميس يونيو 08, 2023 6:48 pm

واحد من مليون : الجزء الخامس



في وكالة فانتاجيو جلست إسراء تراقب قاعة التصوير بينما الموظفون يجهزون المكان من حولها، مرت ساعتين حتى دخل أعضاء فرقة آسترو القاعة وبدأ التصوير.

بينما تراقب الوضع كان المصورون يحدثونها من حين لآخر ويخبرونها عن بعض أسرار التصوير الفوتوغرافي كونه تخصصها الجامعي وكونه ما أتت بسببه لتلك الوكالة.

نظرت من حولها وراقبت الوضع جيدا وللأسف وجدت الكثير من الناس وكاميرات المراقبة في كل مكان لذا عليها الحذر جيدا.

حان وقت الغداء وجاء واحد من طاقم العمل ووزع عليهم وجبات طعام وأعطاها واحدة ثم جلست جانبا تأكل بهدوء وهي تفكر:

-«علي إيجاد عذر لمغادرة هذا المكان»

خطرت على بالها فكرة فذهبت نحو إحدى الموظفات وقالت:

-«عفوا، من أين حمام السيدات؟»

-«الرواق الذي على اليمين الباب الرابع، هل أساعدك في التوجه إلى هناك؟»

-«ههه لا شكرا، سأجده بنفسي»

خرجت من قاعة التصوير وتوجهت نحو دورة المياه وأثناء طريقها راقبت المكان جيدا واللافتات المكتوبة لتعرف أين تذهب بالضبط ولتعثر على غرفة تحكم كاميرات المراقبة.

وصلت أخيرا لرواق فارغ مؤدٍ نحو غرفة التحكم فنظرت يمينا وشمالا وبمجرد أن خطت أول خطوة جاء إليها واحد من الحراس وقال:

-«ممنوع الدخول هنا»

ردت عليه بتوتر:

-«أوه أعتذر، ظننت أن الحمام من هنا»

-«بل هو في الجهة الأخرى»

-«أعتذر منك هههه»

استدارت وتوجهت نحو باب الحمام وبالفعل نظرت من حولها وكان هناك الكثير من كاميرات المراقبة وإن واصلت التصرف هكذا فستسبب الشكوك لنفسها لذا دخلت الحمام وتواصلت مع لوجان بالرسائل وكتبت له: «لا فائدة، ليس هناك طريقة للدخول لغرفة كاميرات المراقبة»

رد عليها: «حاولي رجاءً، لا بد من طريقة»

بقيت هناك لبعض الوقت تفكر ثم نظرت لأعلى فرأت فتحة للتهوية، حينها قطبت حاجبيها وقالت:

-«هل يعقل أنني سأتصرف كالأفلام؟ لا أصدق!»

تسلقت فوق المغسلة فوجدت فتحة التهوية مغلقة بالبراغي وقالت بتذمر:

-«نحتاج الآن مفك براغي ولكن كيف سأعثر على واحد؟»

نظرت من حولها فلم تعثر على شيء يمكن به فتح البراغي، وأخيرا نظرت لرقبتها فوجدت بطاقة الدخول معلقة بخيط وقالت بينما تبتسم بخبث:

-«قد يكون لهذا الشيء مزايا متعددة بما أنه من البلاستيك»

قامت باستخدام البطاقة كمفك براغي وفتحت فتحة التهوية أخيرا، زحفت من خلالها بهدوء ومرت بالعديد من الغرف وأحدها وجدت فيه موظفين من الوكالة ذكرا وأنثى في غرفة تبدو وكأنها غرفة تخزين فارغة وكانا يتغازلان ويتعانقان لذا أغمصت عينيها وقالت بهمس:

-«تبا! هناك أشياء هنا لا يجب أن أراها»

زحفت بهدوء مجددا وأخيرا وصلت لغرفة كاميرات المراقبة ونظرت من خلال فتحات التهوية فوجدت حارسا واحدا وكان منهمكا في العبث بهاتفه، انتظرته قليلا حتى خرج للحمام وأسرعت بالنزول ثم وضعت جهاز التخزين الذي أعطاه لها لوجان في الحاسوب واتصلت به في تلك اللحظة بالذات وقالت:

-«لوجان، فعلت كما طلبت مني، ما الخطوة التالية؟»

-«انتظري دقيقة حتى يحمل الفايروس»

نظر للحاسوب فرأى أن الفايروس يتم تحميله في الشريط ولكن سيستغرق وقتا، لكن إسراء لم تكن تمتلك الوقت فصارت ترتجف من الخوف وتلتفت خلفها كل دقيقة وقالت:

-«لا وقت لدي، سيعود الحارس، بسرعة»

-«دقيقة واحدة»

كان الوضع مرعبا حقا، بقي لوجان مركزا على الشريط وهو يحمل بينما إسراء في توتر وخوف عميقين، أما سانها فكان بجانبه يعض على شفتيه من التوتر.

احتاج التحميل لبعض الوقت فوقفت إسراء على عتبة الباب تراقب لترى إن أتى شخص ما وبالفعل رأت الحارس قادما في آخر الرواق وانعكاس ظله يقترب فصارت قدماها ترتجفان وقالت للوجان في الهاتف:

-«يا أنت! ماذا عن الآن؟»

-«بضع ثوانٍ لا غير»

بينما تعض على شفتيها من الخوف في آخر اللحظات أحست بدخول الحارس القاعة فأزالت جهاز التخزين من الحاسوب وخبأته في كم سترتها ودخل الحارس عليها فقال مستغربا:

-«أنتِ مجددا! ماذا تفعلين هنا؟»

ردت عليه بتوتر:

-«ضيعت الطريق نحو قاعة التصوير، آسفة»

-«قاعة التصوير في الجهة الأخرى من المبنى وليست هنا»

-«أوه فهمت!»

خرجت من هناك وهي متوترة ولم تعرف حتى إن تم تحميل الفايروس أم لا، لكن الحارس شعر بالشك ناحيتها فهو لم يراها سابقا تمر بجانبه والرواق مغلق، عندها نظر لأعلى فوجد فتحة التهوية مفتوحة لذا قطب حاجبيه وحمل جهاز النداء واتصل بشخص ما وقال:

-«أيها الرئيس، هناك فتاة مشكوك بأمرها في المبنى»

-«أمسكها وأحضرها إلي، يبدو أن سانها بدأ يلعب معي الألعاب الصبيانية»

-«أتظن حقا أنه من أرسلها؟»

-«ومن غيره؟»

-«حسنا سأمسكها»

في ذلك الوقت عادت إسراء بسرعة للحمام واتصلت بلوجان:

-«هل تم التحميل؟»

-«للأسف لا، كنا على بعد ثوانٍ من ذلك»

-«أوووه لا! لا تقل أن علي تكرار التجربة مجددا! أوه لا أريد، كنت سأموت بسكتة قلبية»

-«لا بأس حاولي بأي طريقة، هذا أملنا الوحيد ولو تم طردك من هناك فاعتبري أن حياة سانها ضاعت للأبد»

-«حسنا سأبذل جهدي»

تسلقت فتحة التهوية مجددا وسارت عبرها لكنها هذه المرة لم تعرف ما الاتجاه الذي ذهبت منه أول مرة لذا سارت عشوائيا عبر التفرعات المجهولة إلى أن وصلت لمكان لا تعرفه وقالت:

-«لم آتي إلى هنا سابقا، من المفروض أن أجد العديد من الغرف لكن لا يوجد أي شيء»

بعد أن تقدمت قليلا سمعت صوت أحدهم لذا شعرت بالسعادة وتتبعت الصوت، وأخيرا وجدت نفسها قد خرجت ناحية غرفة معزولة وبعيدة عن باقي الغرف وحين نظرت خلال الفتحات رأت أنها غرفة كبيرة وراقية وتبدو كمكتب شخصية مهمة، وبعد تدقيق أكبر تمكنت من رؤية مدير وكالة فانتاجيو وهو يقف مع حارس الأمن ويقول له:

-«جدها بسرعة، مستحيل أن تكون اختفت في البناية، لا بد أنها مبعوثة من قِبل سانها»

-«سأطلب من بقية الحراس مساعدتي»

عرفت حينها أنها واقعة في مشكلة وأنه تم كشفها لذا هدأت وبقيت مختبئة هناك تتصنت لما يقولانه فسمعتهما يفتحان موضوع سانها وباشر المدير الكلام أولا:

-«يظن أن بإمكانه إثبات براءته بتلك السهولة؟ ههههه غبي، كل الأدلة ضده»

عند تلك الجملة أخرجت هاتفها بهدوء وسجلت كلامهما، حينها رد عليه الحارس:

-«كان مزعجا حقا، قبل أن يقوم بفضحنا ألصقنا التهمة به، فليحاول الآن الهروب من العدالة»

-«ههههه إنه مفغل، ما كان عليه التدخل في أمور لا تخصه، وكالتنا معروفة بتبييض الأموال، تجارة المخدرات لعبتنا، والتجارة بالنساء هوايتنا، ههههههه كان عليه إبقاء لسانه داخل فمه والتظاهر أنه لا يعرف شيئا لكي لا يتم التضحية به»

بينما تسمع إسراء ذلك فهمت كل شيء وتأكدت أن كلام سانها صحيح وأنه بريء وتم تلفيق التهم له، والآن عليها البقاء محافظة على هدوئها لكي لا تنفضح وتسجل كل شيء فلعله يساعد في تبرئته.

ثم قال المدير بسخرية:

-«رغم ذلك فسانها لا يستهان به حقا، لقد وجد طريقة لإدخال جاسوسة للوكالة، لنرى من تكون»

أجرى مكالمة مع سكرتيرته وبعد دقائق أتت له بملف إسراء كاملا والذي استخدمته للدخول للوكالة من أجل مشروع الجامعة التطبيقي، وعندما تفحصه ابتسم بسخرية:

-«إسراء، طالبة جامعية من دولة أجنبية وهي مقيمة هنا، كنت أتمنى أنها تعيش مع عائلتها هنا لنلعب معهم لعبة لطيفة أيضا ونعلمها درسا لن تنساه هههههه»

صارا يضحكان بهستيرية وبشكل مخيف بينما فتحت إسراء عينيها على مصراعيهما من الخوف فتفكير هؤلاء الناس تفكير مريض بل ووصل بهم الأمر بأن يفكروا أن يؤذوا عائلتها للانتقام منها، لكن لحسن حظها عائلتها موجودة في الجزائر.

فجأة لمحت غي آخر الرواق جرذا ضخما وهو يزحف باتجاهها ويتوقف كل مدة وحركته سريعة للغاية، ومن شدة خوفها أغلقت فمها لكي لا تصرخ، وقبل أن يحصل أي شيء مفاجئ أرسلت تسجيلات الصوت للوجان حتى تضمن لسانها العدالة ثم حاولت التراجع للخلف قبل أن يقترب منهة الجرذ أكثر، لكنه كان سريعا بحيث كاد يصل لها لذا حاولت إخافته من خلال الهمس له بخوف:

-«اذهب بعيدا أيها الجرذ، ليس وقتك»

اقترب منها أكثر فانتفضت من الفزع وضربته وكانت تلك الحركة كفيلة بإصدار صوت في فتحة التهوية فانتبه المدير والحارس لها، ولم ينتظر المدير طويلا بل أخرج مسدسه وقام بإطلاق الرصاص في فتحة التهوية بسرعة وبدون رحمة وللأسف أصاب إسراء في ذراعها ومن شدة خوفها ورؤيتها للنزيف الحاد أغمي عليها فالجرح كان عميقا والنزيف شديدا للغاية.

فتحت عينيها بعد فترة فرأت المكان ضبابيا حولها وبعد فترة اتضحت الرؤية فرأت نفسها في مكان مغلق وبارد مقيدة في كرسي وذراعها تؤلمها بشدة ومازالت تنزف، حينها صارت تتنفس بعمق من شدة الخوف وتصرخ طلبا للمساعدة حتى أتاها المدير ومعه حارسان اثنان وسكرتيرته فقالت لهم بخوف وبكاء:

-«رجاءً أطلقوا صراحي فأنا لم أفعل شيئا»

أجابها المدير بينما يدخن سيجارة:

-«ترى كيف حال سانها؟»

-«لا أعرف أحدا بهذا الاسم»

-«لا داعي للإنكار فقد اكتشفت كل شيء»

كانت حالها مزرية والدموع تغطي وجهها حتى أن جلدها تحول للأصفر بسبب نزيفها الشديد وإن استمر الأمر هكذا فقد تموت، لكن رغم ذلك لم يهتم المدير لتوسلاتها وصار يطوف حولها قائلا:

-«ما كان عليكِ إقحام نفسك في هذه المصيبة، كان عليكِ تركها لأصحابها، والآن يجدر بي التخلص منك فقد عرفتِ ما يكفي»

رغم كل شيء حاولت أن تستدرجه بالكلام أكثر حتى لا يقتلها وقالت:

-«وما الذي ستفعله بي؟»

-«هههه سهلة، هناك طرق عدة للتخلص منك، لكن أظن أن أفضل واحدة هي أن أقوم بتقطيعك ورميك في القمامة، وطبعا لا تقلقي فلن أحرم عائلتك من رؤيتك لآخر مرة، سأبحث عنهم وأرسل لهم الفيديو الذي يتم تقطيعك فيه ههههه»

-«أيها المريض!»

-«ههههه نعم مريض»

رن هاتفها والذي كان بحوزة الحارس وكان المتصل هو لوجان فأخذه المدير وصار يلوح به في وجه إسراء قائلا:

-«ههههه مسكين صديقك، لن يسمع صوتك مجددا»

ثم ضرب الهاتف للحائط فكسره تماما لقطع مما أفقد إسراء آخر أمل للحصول على المساعدة، حينها أخرج المدير المسدس من جيبه ووجهه لرأسها وقال:

-«ودعي الحياة وابقي عبرة لكل من يتدخل فيما لا يعنيه»

كان على وشك أن يضغط على الزناد لكن فُتح الباب ودخل الغرفة شاب آخر وعندما نظرت إسراء لوجهه عرفت أنه مونبين من آسترو وهذا ما صدمها أكثر، حينها قال المدير:

-«مونبين، بما أنك أتيت فخذ عني هذا المسدس واقتل هذه الصرصورة الفضولية»

-«أمرك سيدي»

قالت إسراء بحشرجة:

-«مونبين! أنت أيضا ضمن هذه العصابة!»

-«ههههه أجل، ما الصادم في الأمر»

أخذ المسدس من مديره ووجهه لرأس إسراء وصار يقترب منها شيئا فشيئا ثم قال:

-«وداعا»

أغمضت إسراء عينيها بخوف وارتجف جسدها لكنها فتحتهما مجددا عندما سمعت مونبين يقول:

-«انتهت اللعبة»

أفرغ مونبين المسدس من الرصاص ورماه جانبا وابتسم بسخرية مما أثار دهشة الجميع، فجأة دخل رجال الشرطة الغرفة مقتحمين إياها ووجهوا مسدساتهم على المدير وعصابته فاستسلموا وقيدوهم، حينها توجه مونبين نحو إسراء وفك وثاقها فقالت وهي على وشك الإغماء:

-«شكرا لك، لكن ما الذي يجري؟!»

-«سأشرح لاحقا، الآن عليكِ الذهاب للمشفى فصحتك في خطر»

ساعدها بالمشي نحو بوابة البناية فرأت سيارات الشرطة وبداخلها سانها ولوجان فلوحا لها بسعادة فقالت وهي تبتسم من بعيد:

-«لكن كيف؟! ظننت أن المهمة فشلت!»

فجأة تحول نظرها للضبابي وخلال ثوانٍ فقدت الوعي وتم نقلها للمستشفى.

في داخل المستشفى استيقظت إسراء فرأت كيسا من الدم مربوطا بذراعها فقد نزفت بشكل مرعب وعليها الراحة في المستشفى لمدة، نظرت حولها فرأت سانها ولوجان ينظران إليها وشعرا بالسعادة لاستيقاظها، حينها قالت بهدوء وتعب:

-«هل كنت أحلم أم أن مهمتنا تمت بنجاح؟»

قال لوجان وهو يشكل أصابعه على شكل علامة نصر:

-«هههه أجل، لقد فعلناها، التسجيلات التي قمتِ بإرسالها لنا تحتوي اعتراف المدير وهي كافية تماما لتبرئة سانها»

-«لا أصدق! لقد فعلناها حقا»

ثم قال سانها:

-«وأيضا لقد تمكننا من تهكير كاميرات المراقبة ورأيناهم وهم يجرونك ويختطفونك ويربطونك وقمنا بتبليغ الشرطة بشأن كل شيء ودللناهم على الغرفة التي أنتِ فيها بالذات حتى يداهموها فجأة دون التسبب بضرر لك»

-«كيف ذلك؟! ظننت أن العملية فشلت!»

قال لوجان بثقة:

-«صحيح أنه لم يتم تحميل الفايروس بأكمله ولكن يمتلك الهاكر دوما خطة بديلة هههههه، لقد صنعت من ذلك الفايروس ثغرة يمكنني بها التسلل للنظام»

-«مذهل! أنت موهوب للغاية»

ثم دخل مونبين وبقية أعضاء آسترو الغرفة ومعهم الورود وقدموها لإسراء وعانقوا سانها وشعروا بالسعادة لأن قضيته تم حلها، ثم قال مونبين:

-«عليكِ شكري فلولاي لكنتِ ميتة الآن، أنا من تدخلت في الوقت المناسب وألهيته عن قتلك»

-«هههههه أشكرك، لكن لم أفهم ما قصة تعاونك معهم؟»

-«منذ فترة قصيرة قمت بكشفهم لكن تظاهرت أنني معهم حتى لا يفعلوا بي ما فعلوه بسانها، وبالفعل أخبرت كل رفاقي بالأمر وكنا نبذل جهدا في تحقيق العدالة وكشفهم من أجل سانها»

حينها قال سانها وهو متأثر:

-«رفاق! كنتم تصدقون براءتي طوال الوقت!»

-«طبعا، لطالما صدقنا براءتك، نحن إخوة أنسيت؟»

ثم قالت إسراء:

-«أخبرتك أن الكثير من الناس يدعمونك ولكنك لم تصدقني ههههه»

-«ههه معكِ حق، اكتشفت أنني محبوب»

ثم قال لوجان بجدية:

-«بما أننا حللنا كل شيء فأين مالي؟»

قال سانها باستغراب:

-«أي مال؟»

-«مقابل مساعدتي لك، هل تظن أنني عرضت حياتي للخطر من أجل لا شيء؟ هيا ادفع خمسة وعشرين ألف دولار ثمن خدماتي»

-«لم تقل ذلك في البداية»

-«ولماذا أقول؟ لقد كنتَ فقيرا ومنبوذا ولا تملك حتى غيار ملابس فما الذي سأستفيده منك؟ لكن الآن لقد تم كشف المؤامرة وستعود لك كل شهرتك وأموالك»

-«ظننت أنك ساعدتني من أجل صداقتنا»

-«تبا لصداقتك التي لا تسمن ولا تغني من جوع، المال هو ما يهمني، منذ البداية ساعدتك من أجل المال فأنت بدأت حرب الأنانية هذه وأنا رددت لك الصاع صاعين»

-«يالك من مخادع!»

أصبح الجميع يضحكون عليهم وبالفعل دفع سانها المال للوجان ثم غادر من هناك ولم يظهر في حياته مجددا، أما إسراء فكانت بحاجة لرعاية طبية لذا بقيت في المستشفى لأيام حتى تحسنت صحتها ثم عادت للعيش في منزلها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

وَاحِدٌ مِنْ مِلْيُون!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: وَاحِدٌ مِنْ مِلْيُون!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   وَاحِدٌ مِنْ مِلْيُون!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الخميس يونيو 08, 2023 6:51 pm

واحد من مليون : الجزء السادس (الأخير)



عادت إسراء للمنزل بعد أسبوع كامل من البقاء في المستشفى وعندما دخلته شعرت بالوحدة، كان سانها في السابق يملأ المكان بهجة وكان يطبخ لها وينظف ويسألها عن حالها وحال الجامعة وكان مهتما رغم كل الهموم التي لديه.

دخلت غرفتها ورتبت كتبها فقد حان وقت العودة للدراسة لأنها توقفت بالفعل أسبوعا كاملا وفاتتها الكثير من المحاضرات، لكنها فعلت ذلك بصعوبة فذراعها مغطاة بالضمادات بسبب الطلق الناري الذي تعرضت له.

أخيرا وبينما ترتب الفوضى فإذا بالباب يطرق فجأة، وحين فتحت وجدته سانها فانصدمت حين رأته ووقفت تحدق به لفترة غير مصدقة لما تراه، تقدم منها وانحنى لها ثم قال:

-«مساء الخير، آمل أنكِ بخير»

ابتسمت له وأدخلته المنزل وجلس على الأريكة، وكان كل همها أنه أتى لطلب مواعدتها بعد أن أدرك أخيرا أنها حبه الحقيقي، كانت متحمسة ومن الصعب إخفاء ابتسامتها لكنها حاولت الهدوء قدر الإمكان وقالت:

-«هل تناولت عشاءك؟ سأذهب وأعد الطعام لك ثم نتحدث»

-«مهلا، لا لا لا أريد أي شيء، ارتاحي فأنتِ ما تزالين مصابة، أتيت لأجل أمر مهم وسأغادر بعد أن أناقشه معك»

كادت ابتسامتها أن تصل لأذنيها فقالت بخجل:

-«تفضل»

وضع يده في معطفه من الداخل وأخرج ظرفا ثم قدمه لها، ودون أن تفتحه سألته عن محتواه:

-«ما الذي يوجد به؟»

-«افتحيه»

ابتلعت ريقها ثم فتحت الظرف فوجدت مبلغا ماليا كبيرا وانصدمت وقالت:

-«ما هذا؟! أتريد مني إعطاءها لشخص ما؟»

-«لا، إنها لك»

-«لي؟! ولماذا لي؟! ما الذي فعلته لأستحقها؟»

-«قبل أيام عندما كنت سأنام فكرت في موضوع لوجان، لقد ساعدني في إثبات براءتي وبالمقابل طلب المال، وعندما فكرت في الأمر شعرت أنه ما من سبب يجعلك تساعدينني أيضا لولا أنكِ تريدين شيئا ما، ولأننا لا نملك أي وسيلة تواصل فكرت أنكِ لم تستطيعي طلب المال مني لذا أحضرته لكِ بنفسي»

تملكها شعور شديد بالغضب والانزعجاج ففتحت يده ووضعت المال في داخلها وقالت:

-«هل تظنني مادية؟ كيف أمكنك التفكير بي بهذه الطريقة؟! هذا حقا...في قمة الانحطاط»

-«لكن لماذا ساعدتني؟»

-«واضح، ساعدتك لأنني أحبك وأريد التقرب منك، ظننت أنك سترغب بي في نهاية المطاف وترتبط بي»

-«لكننا تحدثنا عن الموضوع وطلبت منك أن تتوقفي عن التفكير بي»

-«وماذا لو أخبرتك أنني لم أستطع؟»

-«لا شيء سيتغير حينها، كما قلت سابقا فأنا واقع في الحب مع شخص آخر»

تسبب كلامه باستفزازها كثيرا لذا نهضت وصارت تطوف بالمكان ذهابا وإيابا وهي تقول:

-«لقد عرضت حياتي للخطر وكدت أموت أو أسجن وفوق ذلك أصبت برصاصة في ذراعي ومازال جرحي مريضا لحد اللحظة، كما أنني نمت في المستشفى أسبوعا كاملا، أتقول أنني رغم كل ذلك لم أستطع سرقة قلبك منها؟»

-«لا علاقة لكل تلك الحوادث بفحوى حديثنا»

-«بل لها علاقة، من المفروض أن تشعر بكم التضحية التي ضحيتها لأجلك وتحبني»

أحنى رأسه للأسفل وبدا عليه الحزن فقال:

-«هذا واقع وليس رواية درامية، الأمور لا تسير هكذا، هناك اختلال للواقعية هنا»

-«لا علاقة للواقعية بالحب، الحب يفعل المعجزات وأنا آمنت به مثلما آمنت بالمعجزات، لكن تبين أن كل شيء كان من محض خيالي»

توجهت نحو الباب وفتحته له ثم أشارت نحوه دليلا على أنها تريد منه أن يتفضل خارجا، ثم توجهت نحو المطبخ وتركته جالسا هناك، بعد دقائق غادر وأغلق الباب خلفه ولم يعد من يومها أبدا.



بعد أن تعافت عادت للدراسة في الجامعة وأثناء طريقها قابلت الشرطي الذي تقابله كل مرة فتذكرت سانها لذا شعرت بالحزن، عندما مرت به ألقت عليه التحية فردها لها وقال:

-«طاب يومك إسراء، آمل أنكِ بخير بعد كل ما حصل»

-«أجل، بخير»

-«منذ البداية ظننت أن هناك أمرا مريبا بشأنك لكن لم أتوقع أنكِ تخفين سانها في منزلك»

-«هههه نعم، لكن كان من الجيد ما فعلته، حتى لو لم أخرج منه بأي فائدة»

-«لا يمكنكِ الثقة بأي مجرم وإيواؤه في منزلك فحالة سانها حالة خاصة، كوني حذرة المرة المقبلة»

-«هههه أظن السبب أنه وسيم»

-«هذه مشكلة الفتيات، يستسلمن للعواطف، المهم، احظي بيوم جيد»

-«وأنت كذلك حضرة الشرطي»

توجهت نحو جامعتها وقامت بأخذ محاضراتها وفي المساء عند خروجها من الفصل وجدت لوجان ينتظرها فابتسمت وقالت:

-«أهلا لوجان، لم أرك منذ مدة»

-«هههه وأنا كذلك، من المزعج أن لا تركضي خلفي في كل زمان ومكان لدرجة الإزعاج هههه»

-«ههه تعرف أنه كان هناك سبب لألحق بك»

-«بالحديث عن ذلك، لنذهب ونشرب القهوة»

ذهبا للمقهى معا ويال سوء حظهما فالمقهى الذي هما فيه فيه تلفاز يعرض مقابلة مع سانها، حينها قال لوجان:

-«ذاك الحقير سانها، لقد نال شهرة واسعة بعد الحادثة وأصبحت كل البرامج تتحدث عنه وتم عرض مقابلات لا تعد ولا تحصى عليه»

-«أجل هو محظوظ جدا»

-«لم يكن ليكون كذلك لولانا نحن الاثنين»

انزعجت إسراء من ذلك ثم قالت:

-«هل تواصلت معه؟»

-«أبدا، ولماذا أفعل؟»

-«مؤسف أن صداقتكما انتهت بهذه الطريقة»

-«على كل حال مازلت لم أصرف أي دولار من النقود التي أخذتها منه»

-«ها؟! لماذا؟»

-«لأنني شخص غريب أطوار، طلبت منه المال لكن لا يمكنني استخدامه لأنني سأشعر أنني مستغل وحقير وخائن للعشرة»

-«فعلا يالك من غريب أطوار»

-«المهم، حين تشتاقين إلى تعالي لزيارتي في السكن فأنا دوما بانتظارك، أو قابليني بعد الصفوف الجامعية»

-«هههه سأفعل، يبدو أننا سنصبح مقربين بفضل سانها»

-«بالفعل، رغم حقارة ذاك الفتى ولكنه من جمعنا لذا لنكن ممتنين له»

استمرت إسراء في دراسة التصوير الفوتوغرافي في جامعتها الكورية وأمضت هناك سنوات وأخيرا تخرجت بعد سنتين أخريين من الدراسة، في النهاية كان عليها البحث عن وظيفة وهناك وظائف كثيرة هناك في كوريا ويمكنها حتى أن تعمل مصورة مع شركات ضخمة وتقابل كل الآيدولز الذين تحبهم ومن يدري فربما تقابل سانها أيضا.

بعد أن تخرجت بأيام اتصلت بوالدتها وبينما تتحدثان على الهاتف قالت الأم:

-«لقد افتقدناكِ كثيرا هذه السنوات، أنتِ لا تزوريننا إلا في العطل»

-«أمي، مباركاتك، لقد تخرجت من هذه الدفعة»

-«ياله من خبر سار! وأخيرا سترتاحين من كل تلك الضغوطات والكتب والواجبات، ولكن لماذا لم تخبريني بذلك؟ كان يمكننا المجيء لحضور حفل تخرجك»

-«في الحقيقة لم أشعر بالسعادة كثيرا لتخرجي، تعلمين أنني انطوائية ولا أحب المناسبات، لكن تهنئتكم لي تعني الكثير، شكرا لكم»

-«بما أنكِ تخرجتِ الآن فما مخططاتك المستقبلية؟»

-«وظيفة بسيطة وحياة روتينية مملة»

-«في كوريا؟»

-«أجل، الوظائف هنا كثيرة»

-«ولماذا لا تعودين للجزائر؟»

-«أوه لم أفكر بالأمر، لكن معكِ حق فلا سبب لدي لأبقى»

-«ممتاز، احزمي أمتعتك وعودي للجزائر ويمكنكِ إيجاد وظيفة هنا»

-«حسنا أمي، سأبدأ التجهير لعودتي للوطن»

بعد أن قطعت الخط تنهدت بعمق وشعرت بنوع من السعادة، لقد حققت حلمها بالتخرج أخيرا وهاهو ذا حان موعد العودة للوطن.

عادت للمنزل فاستقبلتها قطتها "ميني" عند الباب، ميني هي قطتها الجديدة التي أتت بها للمنزل مؤخرا بعد أن أدركت أنه من الغباء أن نحب البشر لذا أتت بحيوان أليف لتحبه وليؤنس وحدتها في ذلك المنزل البارد.

حزمت أمتعتها كلها واتصلت بصاحب الشقة لكي يأتي ويأخذ المفاتيح في الغد، وفي نفس الدقيقة جاء لوجان بعد أن أرسلت له رسالة تطلب فيها منه المجيء لتودعه فرأى كل تلك الحقائب وقال:

-«ستغيرين المنزل؟»

-«بل سأغير البلد، سأعود لدياري»

-«ماذا؟! لكن لماذا؟!»

-«أدركت انه لا سبب لدي لأبقى فقد حصلت على شهادتي الجامعية بالفعل»

-«أوه لا! هذا حقا محزن، ماذا عني؟»

-«دعنا نبقى على اتصال هههه»

-«لكن حقا...هذا...أقصد...لا أعلم كيف أعبر عما أشعر به ولكن هذا محزن للغاية، ماذا لو عاد سانها لمقابلتك ولم يجدك؟»

-«هههههه هذا سخيف، ولِمَ قد يعود سانها لأجلي؟ لا سبب ليعود وهو ليس من ذلك النوع من الناس الذي يهتم للأشخاص ويبقى ممتنا لهم، كما أنه دار بيننا شجار مرعب آخر مرة لذا لا يهم»

-«ولماذا لم تخبريني بشأن شجاركما؟»

-«ليس مهما، المهم أنني لن أستطيع البقاء أكثر وخاصة لأجل شخص لا يهتم لأمري»

-«حسنا، متى ستغادرين؟»

-«على الأرجح غدا صباحا، بعد أن يأتي مالك الشقة وأوقع عقد الخروج»

-«حسنا، تشرفت بمعرفتك حقا»

مد يده لها وهو حزين فبادلته المصافحة وحاولت الابتسام، لكن رغم ذلك سالت دمعة من عينها وفضحت حزنها فقال لها:

-«هههه دموعك، تبين أنكِ تحبينني»

-«هههه غبي، كل ما تفكر به هو الحب»

أمضيا بعض الوقت معا وتحدثا كثيرا ثم استلقت إسراء في فراشها في المساء وصارت تتقلب يمينا وشمالا وتفكر بسانها، تمنت من قلبها أن تراه لآخر مرة وتكلمه قبل مغادرتها لأنها ستكون بالتأكيد آخر مرة تراه في حياتها.

بينما تحاول النوم وصلتها رسالة من لوجان يخبرها فيها بأنه بريد مقابلتها الآن عند النهر، ولأن الوقت صيف فيمكنها الذهاب بكل أريحية  فالناس لا يزالون يتجولون في الخارج بالفعل.

بعد دقائق أرسل لها رسالة أخرى يخبرها فيها بأنه يريد منها ارتداء ملابس جميلة فقطبت حاجبيها وقالت:

-«لا بد أنه يخطط لجعله موعدا غراميا، غبي، لن أرتدي أية ملابس جميلة»

تجاهلته وخرجت بملابس عادية وتوجهت عند النهر ثم جلست على الكرسي تنتظر لبعض الوقت، تأخر لوجان كثيرا في المجيء وفجأة أصبح المكان خاليا من الناس كما لو أنه تم إخلاؤه دون علمها فقررت المغادرة بعد أن نظرت للساعة لكن تفاجأت بشخص قادم من بعيد يحمل في يده باقة ورد لكن لم يكن لوجان بل هيئته تشبه هيئة سانها من بعيد، تتبعته بعينيها حتى اقترب منها وابتسم ابتسامة لطيفة وقال:

-«طاب يومك، هل يمكننا التحدث؟»

انصدمت بشدة من حقيقة رؤيتها له هناك لكنها أومأت برأسها أنْ نعم وجلسا على الكرسي، ثم قدم لها باقة الورد وقال:

-«هذه بمناسبة تخرجك، سعيد جدا أنكِ تخرجتِ»

-«لا يهم أمري يا فتى ولكن ماذا تفعل هنا؟»

-«أتيت لرؤيتك بدل لوجان»

-«كيف ذلك؟! وكيف عرفت أنني سألتقي بلوجان؟»

-«هو اتصل بي وأخبرني»

-«اتصل بك؟! هل يملك رقمك حتى؟»

-«أنا تركته له لكنه رفض الاتصال بي»

-«ذلك الوغد! لم يخبرني بهذه النقطة، حقا لا يمكن توقع تحركاته»

صمتا كلاهما ثم قالت سانها بينما يبدو متوترا ويلعب بأصابعه:

-«ترى هل ما تزالين غاضبة مني؟»

-«لا»

-«جيد، لدي ما أقوله»

-«لا أعتقد أنني مهتمة لسماع ما تقوله حتى»

-«الحقيقة، عرفت أنكِ ستعودين لموطنك، لا أعلم لماذا شعرت فجأة بالحزن، مازلت مدينا لكِ بالكثير ولم أعرف حتى كيف أرد الدين»

-«سانها، لست بحاجة لرد الدين، يمكنك المضي قدما في حياتك ونسيان أمري، وبالنسبة لآخر كلام قلته لك فانساه لأنني كنت سخيفة، لا حاجة لأن تحبني أو تتزوجني فهذه مبالغة في الأحلام»

-«لكن...»

-«من دون لكن، رجاءً انسى الموضوع، وأخيرا أتمنى لك ليلة سعيدة وشكرا لتفكيرك بشأني والمجيء لتهنئتي، حقا هذا يعني الكثير لي، لقد تمنيت كثيرا أن أراك قبل مغادرتي وأشعر أن حلمي تحقق ويمكنني العودة لبلدي مطمئنة، أراك لاحقا»

انحنت له ثم غادرت وهي حزينة وتمشت في أرجاء الحديقة المهجورة بطريقة غريبة دون أن تفهم ما الذي يجري حتى.

فجأة وصلتها رسالة على الهاتف من رقم غريب وعندما فتحتها وجدت مكتوبا فيها بالحرف الواحد: "هل تتزوجينني؟ المرسل سانها"

وحين قرأتها وقفت متصنمة مكانها ووضعت يدها على شفتيها واغرورقت عيناها بالدموع.

استدارت للخلف فعثرت على سانها يقف على بعد خطوات منها ثم أشار للسماء فظهرت ألعاب نارية ملونة تنفجر في الهواء مشكلة جملة "هل تتزوجينني؟"

حينها ابتسمت بكل حماس وركضت ناحيته وعانقته بحرارة وبادلها العناق هو أيضا، كانت على وشك البكاء من شدة تأثرها فابتعدت عنه وأمسكت وجنتيه بيديها وهي تقول بحشرجة:

-«ما الذي يجري بالضبط؟! كيف قررت أمرا كهذا؟ وكيف خطرتُ على بالك وأنت قلت بفمك أنك تحب أخرى؟»

-«دائما هناك لحظات نستيقظ فيعا متأخرين وندرك أننا مع الشخص الخطأ، لذا قررت تصحيح الوضع والذهاب للشخص الصحيح»

-«وكيف عرفت أنني الشخص الصحيح؟»

-«حين أفكر فيك يدق فلبي، وأحيانا كثيرة أشتاق إليك وأتمنى أن أكلمك أو أقابلك صدفة في مكان ما، وأخيرا كل الأمور التي تربطني بك تجعلني أبتسم تلقائيا، أظن أنني وقعت بحبك»

من شدة حماسها عانقته مجددا بحرارة فأخرج من جيبه خاتما ووضعه في إصبعها فقالت بتأثر:

-«لم أتوقع للحظة أن أحظى بخطبة رومنسية كهذه، أنا حقا سعيدة»

-«دعينا نبقى معا للأبد، ونحب بعضنا بجنون ولا نخذل بعضنا إطلاقا»



فتحت إسراء عينيها فوجدت نفسها في غرفتها وعلى سريرها وحقائبها موضوعة في الغرفة، استقامت بجزئها العلوي بسرعة وحزن وأدركت أن ما حصل بالأمس لم يكن سوى حلم لذا ضربت جبهتها بإحباط وقالت:

-«لااااا! لماذا استيقظت منه لماذا! كان علي على الأقل الاستمتاع به قدر مكان»

نظرت ليدها فوجدت عليها خاتما من الماس وصدمت مجددا وقالت:

-«ليس حلما!»

ثم دخل سانها الغرفة ومعه الفطور وهو يقول:

-«صباح الخير، هل نمتِ جيدا؟»

-«سانها!»

ركضت عنده وعانقته ثم قالت بحزن:

-«ظننت أن ما حصل مجرد حلم، سعيدة حقا أنه واقع وأننا سنتزوج»

-«نتزوج؟! لست أنا من سيتزوجك، أنا هنا لأقوم بمهمتي بإعداد الفطور لك كالمعتاد حتى تتم إثبات براءتي»

-«ماذا؟! إذًا نحن لم نثبت براءتك بعد!»

لم يلبث سوى لحظات وانفجر ضاحكا ثم قال:

-«أمزح، يا خطيبتي العزيزة ههههه»

كاد قلبها أن يتوقف لذا ضربته بالوسادة على وجهه وفعل معها نفس الشيء، وانتهت الحكاية نهاية سعيدة والحمد لله، وكانت هذه هي معجزة الواحد في المليون التي جمعت إسراء ونجمها المحبوب سانها في حادثة غريبة وفريدة من نوعها




النهاية

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

وَاحِدٌ مِنْ مِلْيُون!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: وَاحِدٌ مِنْ مِلْيُون!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   وَاحِدٌ مِنْ مِلْيُون!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الخميس يونيو 08, 2023 6:53 pm

واحد من مليون : فقرة الأسئلة



بعد هذه القصة الجميلة والقصيرة دعونا نرى أراءكم حولها

• ما رأيكم بالقصة؟

• تقييمكم لها من 10؟

• شخصيتكم المفضلة

• أي انتقاد؟

• هل الحبكة جميلة ومنطقية؟





والآن وجهوا كلامكم أو أسئلتكم للأبطال

• إسراء

• سانها

• لوجان

• الشرطي

• مدير وكالة فانتاجيو

• مونبين

• بثينة علي (حتى أنا اسألوني حول القصة)




وسلام

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

وَاحِدٌ مِنْ مِلْيُون!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: وَاحِدٌ مِنْ مِلْيُون!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   وَاحِدٌ مِنْ مِلْيُون!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الخميس يونيو 08, 2023 7:03 pm

واحد من مليون : الخاتمة



سلااااااام

وهاااا قد وصلنا أخيرا لخاتمة قصتنا التي استغرقت كتابتها أكثر من سنة (◉‿◉) أوه يا إلهي هي والمومياء لقد هرمت لإنهائهما وكانتا رسميا أطول عملين نشرتهما في حسابي

المهم...ما منعني من إنهائها هو الكسل لا غير لذا الحمد لله

ليس لدي الكثير لأقوله في هذه الخاتمة لذا فقط كونوا بخير أحبائي وتابعوا صفحتي على إنستغرام bothaina__ali وووووفقط

سلام


• تم النشر : من 12 مارس 2022 إلى 30 ماي 2023



بثينة علي

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
 
وَاحِدٌ مِنْ مِلْيُون!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» القِطُّ المَنْبُوذ!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)
» فِي السَّمَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)
» القَاتِلَة الصَّامِتَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)
» رِوَايَةُ خَلِّدِينِي!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)
» عَجْرَفَة وَاهِيَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
❤ منتدى بثينة علي ❤ :: ❤مؤلفاتي❤ :: ❤ قصص قصيرة ❤-
انتقل الى: