❤ منتدى بثينة علي ❤
أهلا و سهلا بكل من زار منتدانا ????????

بثينة علي ترحب بكم و تتمنى لكم قراءة ممتع مع أجمل الروايات الكورية ????
❤ منتدى بثينة علي ❤
أهلا و سهلا بكل من زار منتدانا ????????

بثينة علي ترحب بكم و تتمنى لكم قراءة ممتع مع أجمل الروايات الكورية ????
❤ منتدى بثينة علي ❤
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

❤ أهلا بكم في عالم رواياتي عالم بثينة علي ❤
 
الرئيسيةالرئيسية  اليوميةاليومية  أحدث الصورأحدث الصور  س .و .جس .و .ج  بحـثبحـث  الأعضاءالأعضاء  المجموعاتالمجموعات  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 رِوَايَة لَعْنَة العَنْقَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)

اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة لَعْنَة العَنْقَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رِوَايَة لَعْنَة العَنْقَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة لَعْنَة العَنْقَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الإثنين أكتوبر 03, 2022 7:14 pm

رواية لعنة العنقاء : المقدمة



السلام وعليكم ورحمة الله وبركاته

مرحبا أحبائي اللطفاء الرائعون...أوه لقد مر زمن طويل منذ كتابة آخر رواية كيبوب أليس كذلك؟ تقريبا من شهر جانفي (يناير)

لقد أصبت بفترة جمود إبداعي لحوالي 9 أشهر وكنت قد قررت الاعتزال بالفعل منذ مدة...لكن...فجأة استيقظ ذلك الشغف وأقنعني أن أبدأ رواية جديدة بفكرة مميزة ومرحة

إضافة لكم أحبتي...لقد أقنعتموني حتما أن أعود بعد محاولاتكم الكثيرة في تشجيعي...أشكركم من كل قلبي

لكن...أعتقد أنها ستكون آخر رواية كيبوب...أو لنقل ما قبل الأخيرة...فقبل اعتزالي النهائي تمنيت كتابة هذه الرواية وكتابة فصل ثانٍ من رواية مراهقة جانحة كونها أقرب رواية لقلبي

المهم...آمل أن تستمتعوا مؤقتا بها لأنها ستذهب للأرشيف بعد فترة من نشرها


وبشأن التعديلات الجديدة التي قررت أن تطرأ على أعمالي فهي بشأن عدد الكلمات...فبالعادة أكتب فصلا بـ 2500 كلمة تقريبا لكن قررت التقليل منه إلى 2000 كلمة فقط ضمانا لراحتي وربما أقلله أكثر لو لم يفي هذا التغيير بالغرض...لذا أعتذر لو أحسستم أن حجم الفصل أقصر من المعتاد

المهم...هيا بنا لننطلق في رحلتنا في هذه الرواية الجديدة




بثينة علي


عدل سابقا من قبل بثينة علي في الأربعاء مارس 08, 2023 8:05 pm عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة لَعْنَة العَنْقَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة لَعْنَة العَنْقَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة لَعْنَة العَنْقَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الإثنين أكتوبر 03, 2022 7:21 pm

رواية لعنة العنقاء : الفصل الأول



قد نكون محاطين بالبشر من كل مكان ورغم ذلك نشعر بالوحدة...الأمان ليس أن نكون في عالم واسع كبير مليء ببشر يتجولون في الأنحاء بل هو أن نجد من يفهمنا ويرسم البسمة على شفاهنا في أحلك أيامنا...شخص مميز يغير مجريات الأحداث وينقلنا من الحزن العميق للابتسامة دون أن نشعر حتى

• قبل 4 سنوات:
وقفت "لي تشايريونغ" المراهقة البالغة من العمر 18 سنة على حافة السطح المكون من ثلاث طوابق في ثانويتها وعيناها قد امتلأتا بالدموع...نظرت للأسفل وهي خائفة لكن ماذا قد يكون الألم الجسدي للموت مقابل الألم النفسي الذي تعاني منه

أغمضت عينيها وقفزت فنزلت جثتها بسرعة عبر الهواء وارتطمت بالأرض متهشمة عظامها ويبدو أن تلك السقطة لم تكن رحيمة بها أبدا فقد تأذت جمجمتها وماتت على الفور

• الزمن الحاضر:
إنه يوم عيد الحب في كوريا الجنوبية...الشوارع مزدحمة ومضاءة بالفوانيس الحمراء والمواطنون يرتدون ملابس حمراء ويتبادلون الهدايا والرسائل ويتمشون ثنائيات معا ويقضون يوما ممتعا...ما عدا شاب واحد يتمشى وحيدا شارد الذهن بملامح وجه باردة توحي بكمية كرهه لهذا اليوم

تبدأ حكايتنا مع الشاب المدعو "تشوي بومغيو" والبالغ من العمر 22 عاما

هو شاب هادئ ومتوحد ويحب العزلة والاختلاء بنفسه حتى أنه قرر ترك أهله في سن مبكرة والاستقرار وحده...ما يزال طالبا في الجامعة ولكنه رغم ذلك يتحمل مسؤولية نفسه

في تلك الليلة الرومنسية للجميع توجه الأخير لمنزله يحمل كيسا بلاستيكيا فيه مشترياته من البقالة ويسير شبه مترنح من إحباطه إلى أن سمع بالجوار صوت مواء غريب ففتح عينيه على مصراعيهما ونظر من حوله بخوف

كان الصوت بعيدا لذا تنهد براحة وواصل المشي...وكلما تقدم كلما زاد صوت المواء أكثر إلى أن بلغ مكانا بجانب منزله يتم إعماره حديثا تتوسطه حفرة عملاقة في الأرض وصوت المواء يأتي من الأسفل

تجاهله وأكمل طريقه لكن الصوت يعلو أكثر وينم عن خوف يدب في قلب صاحبه...لذا تجاهل خوفه وشغل مصباح الهاتف ليرى بالأسفل قطة سوداء ناعمة الشعر تحاول التسلق لأعلى لكنها لا تقدر كون المسافة بعيدة جدا
-بومغيو(بتوتر) :هل يجب علي ذلك حقا؟ لا لا لا سيراها غيري وينقذها

نظر من حوله فأدرك أن تلك الجهة فارغة تماما فهو اختار بالفعل حيا هادئا لا يسكنه الكثيرون لينعم بالسلام والهدوء...ولهذا أدرك أنه في موقف صعب عليه فيه تفادي خوفه والتصرف لإنقاذ القطة المسكينة

كان عليه النزول إليها وإخراجها ولكنه يكره القطط كرها جما ولذلك نظر من حوله فوجد مجموعة من الأخشاب تستخدم للبناء لذا أخذ إحداها ووضعها بشكل مائل داخل الحفرة...وقبل أن تخرج القطة من هناك ركض هاربا فهو لا يريدها أن تقترب منه أو تلمسه

عاد بسرعة للمنزل وأعد النودلز سريعة التحضير ثم شغل التلفاز لكن ما أزعجه كثرة الأخبار عن عيد الحب والمسلسلات الرومنسية التي يشعر بالحزن حين يراها
-بومغيو(بانزعاج) :تبا!

خلد للنوم وهو منزعج وفعل ذلك بصعوبة وفي الصباح استيقظ بهدوء فوجد نفسه نائما على جانبه الأيمن وأول ما رآه هو فتاة فاتنة الجمال ذات شعر بني وخصلات وردية ترتدي ملابس أنيقة وردية وبيضاء وعلى وجهها ابتسامة لطيفة تزيدها جمالا مستلقية بجانبه وتحدق به بإعجاب
-بين:وسيم!

استغرق لحظات ليدرك أنه لا يحلم فانتفض من الفزع وهرب للخلف متناسيا أنه ينام على السرير فانقلب وسقط بشكل مضحك

استقامت بجزئها العلوي ووضعت يدها على شفتيها وضحكت بصوت منخفض ولطيف
-بومغيو(بصدمة) :ما الذي تفعلينه في غرفتي وعلى سريري؟ ما الذي يجري؟ هل أنا من جننت أم ماذا؟ هل مازلت أحلم؟
-بين:هههه لا...مرحبا...أدعى بين
-بومغيو:لا أحتاج التعارف بك...أود معرفة كيف دخلتِ لمنزلي؟
-بين:امممم قصة طويلة...لكن قبل ذلك ما رأيك أن نتواعد ونقع في الحب ونتبادل قبلتنا الأولى؟

تراجع الخلف متقززا منها ومن كلامها
-بومغيو(بصراخ) :يا فتاة! من أنتِ وماذا تريدين مني ولِمَ تريدين أن نتواعد؟
-بين:لأنك تعجبني
-بومغيو(باستغراب) :لقد تلقيت طلبات مواعدة من قبل لكن طريقتك هي الأغرب دون أدنى شك
-بين:لا داعي للخجل...تعال وقبلني

حاولت الاقتراب منه لكنه أمسك رأسها ودفعها
-بومغيو:لا بد أنك مختلة عقليا

نظر لملابسها الأنيقة وتسريحة شعرها وتبرجها فأدرك أنها لا يمكن أن تكون كذلك
-بومغيو:دعيني من كل ذلك وأخبريني كيف دخلتِ؟

نظرت من حولها بتوتر ثم صرخت بحماس
-بين:النافذة

تجول على البيت يراقب النوافذ فوجدها موصدة جميعها ولا أثر لأن أحدا دخل منها...ما عدا نافذة الحمام الضيقة التي لا يعقل أن بشريا دخل منها
-بومغيو:لا بد أنك تسللتِ لمنزلي قبل مجيئي...سأستدعي الشرطة
-بين:لا لا لا رجاءً
-بومغيو:إذًا تفضلي من غير مطرود

دفعها نحو باب الخروج وألقاها خارجا ثم أغلق الباب عليها
-بين(بتجهم) :ما هذا الشاب الغريب؟! ظننت أن الجنس الخشن يستسلم فورا حين يعرض عليه الجنس اللطيف علاقة غرامية...يبدو أنني مخطئة

هزت كتفيها بقلة حيلة ثم مشت خطوتين وتوقفت
-بين:علي الانتقام منه

حانت الساعة الثامنة فخرج بومغيو من منزله وعندما أغلق الباب انتبه أن عليه كلمات مكتوبة بأحمر الشفاه مثل "شرير" "غير مهذب مع الفتيات" "محتقر للفتيات"
-بومغيو(بتجهم) :من الذي كتب هذه السخافات؟!

نظر بجانبه فرأى أحدهم يختبئ خلف الشجرة فركض نحوه وسحبه من ذراعه فوجدها بين
-بين(باستغراب) :كيف عثرت على مخبئي؟!
-بومغيو(بتجهم) :أجادة أنتِ؟ جذع الشجرة أنحف من جسدك
-بين(بصدمة) :أتقصد أنني سمينة؟!
-بومغيو(بتجهم) :تشه...الفتيات وفهمهن المعقد للأمور

أفلتها من ذراعها ثم سار متوجها نحو وجهته...جعلها تصرفه هذا تستغرب لذا لحقت به
-بين:مهلا...لماذا لست غاضبا لأنني خربشت على ممتلكاتك؟
-بومغيو:لأن لدي جامعة...أخبريني لماذا قمتِ بذلك؟
-بين:لأنك أهنتني ورفضتني وطردتني من منزلك بطريقة مثيرة للشفقة...إنه انتقامي
-بومغيو:إنه أسخف انتقام رأيته في حياتي

توقفا عن السير ثم نظر إليها بنظرة حادة
-بومغيو:من تكونين حقيقة؟
-بين:بشرية طبيعية تدعى بين...ما رأيك أن نتواعد؟ ها أنا أطلب منك الأمر مجددا...إنها فرصة ذهبية فلا تفوتها

تنهد بعمق ونظر لها من رأسها لقدميها
-بومغيو:لِمَ ترتدين اللون الوردي؟ ولِمَ تبدو ملابسك كما لو أنك طالبة مرحلة متوسطة؟ ولِمَ تقومين بتنعيم صوتك ليبدو وكأنك طفلة صغيرة؟ ولِمَ تصرفاتك تبدو صبيانية؟
-بين:مهلا مهلا! اسألني رويدا رويدا فذاكرتي ضعيفة...كل ما أتذكره هو أنك سألت لِمَ أُنعم صوتي...الحقيقة أنني لا أنعم صوتي بل هذا صوتي الأصلي

قبل أن تنهي كلامها وجدته قد غادر يسير بهدوء وغرور متجاهلا إياها
-بين(بغضب) :لقد فعلها مجددا! سأريه

لحقت به للجامعة وراقبته فوجدته يجلس مع فتاة بالغة الجمال في الطاولات الأولى

اسم تلك الفتاة هو "تشوي ليا" وتبلغ من العمر 22 عاما وتدرس معه بنفس التخصص والسنة وهما صديقان منذ الثانوية
-ليا:إنه عامنا الأخير بالجامعة...أتساءل ماذا سيحصل حين نفترق؟
-بومغيو:تتكلمين كما لو أنك ستقطعين علاقتك بي للأبد بعد أن نتخرج
-ليا:لاااا ليس كذلك...سمعت من رفاقي أنهم بعد تخرجهم افترقوا ومضى كل منهم في حياته الخاصة وانتهت صداقتهم بسبب انشغالاتهم الحياتية...تعلم أنني لن أتخلى عنك أبدا
-بومغيو:لقد كنتِ واقفة معي منذ الثانوية وشجعتني على النهوض في أحلك أيامي...لا أعلم كيف أشكرك
-ليا:ههههه ما رأيك بأن تشكرني بدعوتي للغداء اليوم؟
-بومغيو:حسنا

بينما بين تراقبهم من بعيد كانت تشتعل من الغضب
-بين:رفضني لأجل تلك؟ أنا أجمل منها على كل حال

ذهبت إليهما وجلست بجانب بومغيو ووضعت كلتا ذراعيها حول رقبته معانقة إياه
-بين:مرحبا عزيزي...من هذه الفتاة؟

فجأة استدار نحوها ونظر لها بحدة حتى لاحظ أن كل من في القاعة ينظرون نحوه
-ليا(بصدمة) :من هذه؟!

شعر بإحراج شديد فأمسك بين من ذراعها وقادها للخارج ثم أفلتها بعنف
-بين(بحزن) :كيف تعامل فتاة رقيقة بهذه الطريقة؟!
-بومغيو(بحدة) :تعانقينني هنا في الجامعة؟ وعلى مرأى الطلاب جميعا؟
-بين:وما المشكلة في ذلك؟
-بومغيو(بحدة) :هذا ممنوع أولا...ومخل بالآداب العامة ثانيا...الجامعة مكان محترم ولا تجوز هذه الحركات فيها

فجأة قلبت شفتيها بلطف كالأطفال الصغار حين يبكون ووضعت يدها على وجهها وبدأت تصدر أصواتا تشبه صوت البكاء
-بومغيو(بتجهم) :حركات الاستعطاف هذه لا تنفع معي فلا تتعبي نفسك...ربما لو أخبرتني الحقيقة منذ البداية لوضعنا النقاط على الحروف

مسحت دموعها بسرعة ثم نظرت له بعيون براقة
-بين:وهل ستصدقني لو عرفتها؟
-بومغيو:طبعا...لو كانت الحقيقة حقيقة فسأصدقها غصبا عني
-بين:حسنا سأخبرك...لكن لا تخبر أحدا
-بومغيو:لا أحد مهتم لمعرفة أسرارك لذا أريحي نفسك
-بين:حسنا حسنا...الحقيقة هي أنني لست بشرا...أنا عنقاء

رفع الآخر أحد حاجبيه استنكارا لما يسمعه ولكنه لم ينبس بحرف
-بين:لقد تم لعني إلى قطة بعد أن كنت عنقاء ولهذا أحتاج قبلة من شخص لأعود لكياني الطبيعي
-بومغيو:مهلا! ما العنقاء؟
-بين:هي كائن أسطوري يعتبر نصف بشري ونصف طائر...أي امرأة لديها أجنحة
-بومغيو:أنتِ قلتها بعظمة لسانك...أسطوري...أي ليس حقيقيا
-بين(بحزن) :لكنه حقيقي صدقني
-بومغيو:حسنا...ومن أين أتيتِ أيتها العنقاء؟
-بين:من فوق السحاب...لدينا إمبراطورية هناك...ومؤخرا كنت أراقب البشر من الأعلى وأتعلم عنهم...وأكثر ما حذبني هو مشاعر الحب اللطيفة بينهم...ولهذا تمنيت لو أنني بشرية كاملة لأعيش في هذا المكان وأجرب شعور الحب...لكن...
-بومغيو:لكن ماذا؟
-بين(بحزن) :حان موعد زواجي...وعندما رفضت غضب والدي وقام بلعني وإرسالي للأرض...وقال إن الحب مجرد خرافة...وأن زواج الرياح أفضل وأأمن
-بومغيو:زواج الرياح؟!
-بين:في إمبراطوريتنا حين يحين موعد زواج العنقاء فهي تقف أعلى الغيمة الأم وتنتظر أن تأتي لها الرياح بزوج من مثل جنسها
-بومغيو:تقصدين نصف رجل ونصف طائر؟
-بين:بالضبط...حين حان دوري رفضت...ولهذا قام والدي بلعني لعنة أبدية من خلال تحويلي لنصف بشرية ونصف قطة...وقال لي أنه يعلم أنني سأندم...بحيث عندما أعيش مع البشر سأدرك أن الحب غير حقيقي ولهذا كان شرط عودتي لطبيعتي أن أحصل على قبلة من بشري

انتهت من سرد القصة فلم تنل أية ردة فعل تذكر من بومغيو
-بين:هل ستساعدني في العودة لطبيعتي العنقائية؟
-بومغيو:لا...والدك محق
-بين(بصدمة) :ماذا؟!
-بومغيو:أقصد أنها قصة رائعة للفوز بجائزة في الخيال الواسع...كم استغرقتِ لحبكها؟
-بين:لكنها الحقيقة
-بومغيو:كفى يا هذه...حجتك هذه أسوأ من حجة أمي في طفولتي حين تقول أن هناك وحشا يأكل الأطفال في القبو حتى لا أنزل وأخرب محاصيل العنب
-بين(باستغراب) :ها!
-بومغيو:ببساطة لا أصدقك
-بين:مهلا...لدي دليل لتصدقني...أتذكر تلك القطة السوداء التي أنقذتها من الحفرة بالأمس؟ تلك كانت أنا
-بومغيو(باستغراب) :كيف عرفتِ بشأن القطة! هل كنتِ...

بعدها تذكر أنه لم يكن أحد غيره هناك في الحي ليلة أمس
-بومغيو:أنتِ...

ما كاد ينهي جملته حتى رأى أستاذه المحاضر قادما من بعيد
-بومغيو:إياكِ واللحاق بي للداخل

ثم ركض لداخل القاعة وتركها...وبينما يسير نحو مكانه بجانب ليا كان الجميع ينظرون نحوه...أما عندما جلس بجانبها فقد رمقته بنظرات غير مريحة ولكنه لم يستطع قول شيء كون المحاضرة ستبدأ

بعد انتهاء المحاضرة نظرت له بفضول منتظرة أن يقول أي شيء
-بومغيو:أعلم ما تنتظرينه...صدقيني لا أعرفها ولا أعرف ما الذي تريده مني...أظنها مختلة عقليا
-ليا:هههههه لا تتظاهر أنك لا تعرف...واضح أنها تريد التقرب منك غصبا عنك وعن الجميع
-بومغيو:أوه لم أنتبه لذلك
-ليا:لا تنسى أنه كانت لك شعبية خارقة منذ أيام الثانوية وكل الفتيات يرغبن بالتقرب منك...لا شك أنها مثلهن
-بومغيو:أجل...منذ الصباح كانت تغازلني وتطلب مواعدتي

انتهت المحاضرة وخرجا وهي متمسكة بذراعه فوجدا بين أمام البوابة تنظر إليهما بحقد
-بين(بحدة) :لِمَ تمسكين بذراعه بهذه الطريقة؟ ابتعدي عنه

دخلت بينهما وأبعدتهما عن بعضهما
-ليا:أوف يا إلهي! أحدهم يتصرف كالأطفال هنا
-بين(بحدة) :من التي تتصرف كالأطفال؟ لا تجعليني أنتقم منك أشد انتقام...فلتخافي مني واسألي بومغيو ماذا فعلت له اليوم
-ليا:حقا؟ وماذا فعلتِ؟
-بومغيو(بتجهم) :كتبت على باب منزلي أنني شرير

كادت ليا تنفجر من الضحك لسخافة الموقف لكنها تمالكت نفسها غصبا
-ليا:واو! ياله من انتقام شرير للغاية! أنا أرتجف ههههه لطيفة
-بين(بثقة) :يجب أن تفعلي
-ليا:المهم...يبدو أنني لا أستطيع تناول الغداء معك...أراك لاحقا فأنا خائفة للغاية من أن تكتب على باب منزلي أنني شريرة وأموت من الضحك
-بين(بحدة) :هل تسخرين مني؟
-ليا:هههههه لا أبدا اهدئي وخذي قطعة حلوى...باي

وضعت في يد بين قطعة حلوى وغادرت وهي تبتسم
-بين:أهذه هي الحلوى؟ لطالما رأيت البشر يأكلونها وتمنيت تحربتها

قامت بفك الغلاف ولعقتها فوجدت طعمها حلوا
-بين(بحماس) :ياااااه ما ألذها! أتريد...

نظرت بجانبها فلم تعثر على بومغيو...لقد غادر بسرعة فارا منها بينما هي مشغولة
-بين(بقلق) :أين سأعثر عليه مجددا!؟

ركضت للبحث عنه بينما هو قد ذهب للجلوس في مكان هادئ معزول في حديقة الجامعة ووضع سماعات أذنيه يستمع للموسيقى الحزينة ويتذكر...أرخى رأسه على العشب وعاد بذاكرته لأيام الثانوية الحزينة

• قبل 4 سنوات:
كان بومغيو عضوا في فريق كرة السلة مع شباب آخرين...وكان أعضاء الفريق محبوبين جدا لأنهم ثلة من الشباب الوسيمين والرياضيين

وفي الجهة الأخرى أيضا كان هناك فريق المشجعات اللواتي جميعهن فتيات في غاية الجمال والثقة

بعد أن قام فتيان كرة السلة بالانتهاء من التدريب خرجوا جميعهم متوجهين نحو صفوفهم...وبينما يسيرون كانت تشايريونغ بشعرها البني الطويل المربوط على شكل ذيل حصان تراقبهم...لم تكن جميلة للغاية فلديها أنف وأذنان كبيران...كانت متوترة بحيث تلعب بأصابعها باستمرار
-هيونجين:ههههه انظروا لتلك الفتاة القبيحة...يبدو أنها معجبة بأحد فينا
-فيليكس:أراها هنا دائما...يبدو أنها متيمة وليست مجرد معجبة
-هيونجين:أتمنى أن لا تعجب بي أنا ههههه
-يونغجاي:صحيح...تخيل أن تعترف لك فتاة مثلها ههههههه...يالها من معضلة

كان الشباب يسخرون منها من بعيد فلم تسمعهم...أما بومغيو فبقي يبتسم بسبب كلامهم...رغم أنه لم يشاركهم لكن كان من الممتع الاستماع لسخريتهم تلك

••••••••••••••••••••••••••••••

سالت دمعته وهو يتذكر ذلك وعندما فتح عينه وجد بين جالسة عند رأسه وتنظر له بابتسامة فانتفض ونهض بسرعة
-بين:عزيزي...لِمَ تبكي؟
-بومغيو(بانزعاج) :تبا! لقد خربت هذه المزعجة لحظات خلوتي

ثم نهض وتركها هناك
-بين:انتظرني...أنا جائعة


عدل سابقا من قبل بثينة علي في الجمعة أبريل 14, 2023 10:49 am عدل 2 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة لَعْنَة العَنْقَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة لَعْنَة العَنْقَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة لَعْنَة العَنْقَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الخميس أكتوبر 06, 2022 9:35 am

رواية لعنة العنقاء : الفصل الثاني



تمشى بومغيو في المدينة قليلا وهو شارد الذهن وكلما استدار وجد بين خلفه مختبئة خلف الأشجار لكي لا يراها
-بومغيو(بتجهم) :قلت لك سابقا أن جذع الشجرة أنحف من جسدك...ولست أقصد أنك سمينة لذا ارتاحي

تنحنحت من الإحراج وخرجت من خلف الشجرة وتوجهت نحوه
-بين:أردت مراقبتك كي لا تخونني مع أي فتاة
-بومغيو:ومتى دخلنا في علاقة لأخونك؟
-بين:أعلم أنك معجب بي لكن تخجل من إخباري
-بومغيو(بتجهم) :حقا؟
-بين:هناك شيء أثار فضولي وأريد الاستفسار عنه
-بومغيو:لا تفعلي
-بين:لماذا لا تبتسم مطلقا؟ هل هذا بسبب أنك تمر بوقت سيء؟
-بومغيو:هذا يعتمد على الأشخاص الذين أتعامل معهم...ما دمتِ مزعجة هكذا فبالطبع لن أبتسم لك
-بين:حتى مع صديقتك تلك من الجامعة لم تكن تبتسم...يبدو كما لو أنك متبلد المشاعر...هل يعقل أن كلامي صحيح؟

فجأة تجمد مكانه وأحنى رأسه ناظرا للأسفل حتى يتفادى النظر لوجهها...دقائق وهو على هذه الحالة وحين استفاق منها استدار وأكمل طريقه نحو المنزل ودخل بعد أن أغلق الباب خلفه بقوة

ذهب للمغسلة وملأ كوب ماء وراح يشرب منه بسرعة ليروي ذلك الضمأ العجيب الذي راوده فجأة...كان كل ما قالته بين صحيح ولهذا هو مصدوم من طريقتها الغريبة في قراءة الشخصية

توجه بسرعة لسريره وتمدد عليه بهدوء كالجثة الهامدة ثم أخرج من تحت الوسادة صورة لتشايريونغ التي انتحرت قبل 4 سنوات ونظر لها بتأثر...وفجأة صار يستحضر مجددا ذكريات الماضي

• قبل 4 سنوات:
جاء بومغيو للثانوية وذهب لخزانته ليخرج دفاتره وبالصدفة نظر للجانب فرأى تشايريونغ تنظر له وحين أدركت أنه انتبه لها خبأت وجهها خلف باب خزانتها وبقيت تراقبه من الجوانب...كانت نظراتها واضحة تجاهه لذا أبعد ناظريه ومضى في طريقه

حتى حين كان يتدرب على كرة السلة مع رفاقه في الملعب فقد كانت تأتي وتختبئ خلف المدرجات وتنظر إليه من بعيد حتى ينتهي ويغادر...وبالطبع لاحظها رفاقه وصاروا يسخرون منها حين ينتهي التدريب ويتوجهون لقاعة تغيير الملابس

أما حين تكون لديه حصص فقد كانت تمر كثيرا بجانب نافذة صفه وتلمحه من بعيد وهو مركز مع الأستاذ...وأحيانا يلاحظها فتتوتر وتهرب

بعد أيام تأكد أنها تلاحقه ولكنه لم يقل شيئا وجلس مع رفاقه اللاعبين في غرفة الاستراحة
-يونغجاي:لاحظت أن الفتاة ذات الأذنين الكبيريتين تطارد بومغيو ههههههه

نظر له بومغيو بتوتر
-بومغيو:غير صحيح...ملاحظتك خاطئة

من الخلف خرجت فرقة المشجعات بملابسهن المتشابهة ويحملن بين أيديهن أدواة التشجيع وهن مكونات من خمس عضوات

قائدة الفريق تدعى "ريوجين" وهي فتاة مغرورة جدا...ومن أعضاء الفريق أيضا "تشوي ليا" والتي هي حاليا صديقة بومغيو في الجامعة
-ريوجين:هل سمعتكم تتحدثون للتو عن الفتاة ذات الأذنين الكبيرتين؟
-يونغجاي:بلى
-ريوجين:لقد تقدمت لتجارب الآداء لتنضم لفريق المشجعات

انفجر جميع الشباب من الضحك ما عدا بومغيو
-جيبوم:هههههههههه لا بد وأنها جاءت من أجل بومغيو...لكي تبقى قريبة منه دائما وتشجعه في مبارياته
-بومغيو(بتجهم) :غير صحيح
-يونغجاي:هههههههههه هذا مضحك...وما الذي حصل؟
-ريوجين:تم إقصاؤها من أول مرحلة...لا نريد فتاة مثلها في فريقنا...نحن رائعات ولا نحتاج قبيحة مثلها لتخرب الفريق

كان الجميع يسخرون منها ما عدا بومغيو الذي لم يعجبه كلامهم البتة...وعندما نظر للجانب رأى أن ليا أيضا كانت منزعجة من تصرفهم لذا غادرت القاعة...ومنذ تلك اللحظة عرف أن ليا لا تملك غرور المشجعات ووقاحتهن

••••••••••••••••••••••••••••••

بينما يتذكر تلك الذكريات الحزينة فإذا به يسمع صوت غناء من الخارج...ركض بسرعة فوجد "بين" فوق الشجرة تغني بأعلى صوتها وحتى الجيران انزعجوا منها وخرجوا عبر نوافذهم يحدقون بها...حينها غضب للغاية وتوجه نحوها وضرب الشجرة برجله بقوة
-بين:أوه أهلا يا أنت...ما رأيك بصوتي؟ هل نال إعجابك؟
-بومغيو(بحدة) :ما قصة هذا العرض المسرحي الآن؟
-بين:شعرت بعدم الراحة فغنيت لكي أهدأ...ثم إنني موهوبة جدا في الغناء كما ترى
-بومغيو(بحدة) :لا موهوبة ولا مؤخرتي...انزلي فورا

وضعت يديها على شفتيها وتفاجأت
-بين:عيب! لا تستخدم هذه الكلمات البذيئة
-بومغيو(بحدة) :وإن لم تنزلي سأسمعك كلاما بذيئا أسوأ من ذلك...مفهوم؟

أرادت أن تنزل ولأنها ترتدي كعبا عاليا انزلقت ووقعت...أراد بومغيو التقاطها ولكنه لم يعرف كيف فرفع يديه فحسب وسقطت على صدره وطرحته أرضا حتى أحس بظهره قد تكسر
-بين:أوبس! هل أنت بخير؟
-بومغيو(بألم) :سأكون بخير حين تنهضين عني

نهضت عنه فوقف من على الأرض ونظر نحوها بغضب
-بومغيو(بحدة) :الشمس على وشك الغروب...عودي لمنزلك

نظرت للشمس فتفاجأت
-بين(بقلق) :ليس لدي منزل...سأتحول لقطة قريبا...خبئني لكي لا يراني الناس
-بومغيو(بتجهم) :قصة تلك القطة مجددا؟ توقفي عن التوهم
-بين:سأدخل منزلك

ركضت لتدخل ولكن الباب مغلق والمفاتيح معه
-بومغيو(بسخرية) :جدي مكانا آخر تختبئين فيه أيتها العنقاء القطة

نظرت من حولها بقلق ثم ركضت بعيدا لتبحث عن مكان تختبئ فيه
-بومغيو(بتجهم) :تبا للساعة التي علقت فيها مع تلك الفتاة

في ذلك الوقت كانت ليا صديقة بومغيو في منزلها تدرس...فجأة وضعت الكتاب من يدها وصارت تتذكر هي الأخرى ذكريات حصلت لها في أيام الثانوية

• قبل 4 سنوات:
كانت ليا مع صديقاتها المشجعات يتناولن طعامهن في الكافيتيريا وكان معها علبة من السوشي تتناولها يوميا لأنها تقوم بحمية ولا تستطيع تناول طعام الثانوية المشبع بالعجائن والدهون كي لا تسمن

بعد أن انتهين من تناول الطعام نهضن ليغادرن فرأين تشايريونغ قادمة مع طبقها للبحث عن طاولة
-ريوجين(بهمس) :ما رأيكن أن نزعجها قليلا؟

ضحكت الفتيات الثلاث أما ليا فقد قطبت حاجبيها انزعاجا وصمتت

توجهت ريوجين نحو تشايريونغ ووضعت رجلها أمامها فتعثرت وسقطت وسقط طبق طعامها على الأرض
-ريوجين:ههههههههههههههه انظري أمامك

ثم مررن بغرور...نهضت تشايريونغ من على الأرض وحملت طبقها وحاولت جمع الطعام لكنه توسخ بالفعل ولم يبقى لديها ما تأكله

فجأة شعرت بأحدهم ينحني نحوها ويقدم لها علبة بها سوشي
-ليا:تفضلي

تعجبت تشايريونغ من تصرفها خاصة أنها من المشجعات
-ليا:لقد تناولت منه بالفعل وبقي القليل...آمل أن لا تعتبريها إهانة
-تشايريونغ:أ أ أ أبدا...شكرا لك أوني
-ليا:ما اسمك؟
-تشايريونغ:اسمي تشايريونغ
-ليا:وأنا ليا...أعتذر عما حصل وكوني حذرة المرة القادمة
-تشايريونغ:حسنا

ربتت على كتفها ثم غادرت وهي تبتسم
-تشايريونغ:كم هي لطيفة على عكس المشجعات الباقيات!

••••••••••••••••••••••••••••••

شعرت ليا بالحزن الشديد وهي تتذكر ذلك ثم فتحت عينيها وحملت هاتفها وكتبت رسالة لبومغيو تقول فيها "ماذا تفعل؟"

رد عليها "أفكر في تشايريونغ فحسب"

حينها شعرت بحزن أكبر وكتبت له "يبدو أننا نفكر بنفس الشخص"...ثم وضعت الهاتف وذهبت لتخلد للنوم

في يوم الغد فتح بومغيو باب المنزل مباشرة فوجد بين تنتظره
-بين(بحماس) :صباح الخير أيها الشاب الذي لا أعرف ما اسمه بعد
-بومغيو(بتجهم) :هل بتِّ أمام الباب تنتظرينني طوال الليل؟!
-بين:حرفيا...بلى
-بومغيو:أين منزلك؟
-بين:أقسم لك أنني أعيش هناك فوق السحاب في إمبراطورية العنقاوات فلِمَ لا تصدقني؟

نظر لها بشك للمرة المليون
-بومغيو:قلتِ أن اسمك بين إذًا؟
-بين:بلى...إذًا هل ستواعدني؟
-بومغيو:لا
-بين(بإحباط) :لكنني جادة...أريد الحصول على قبلة لأفك اللعنة وأعود للحياة مع العنقاوات فوق السحاب
-بومغيو:بدأت أشك أنك متعاطية...أو أنكِ تمشين في نومك...كلام كهذا لا يصدر من شخص طبيعي بعقل سوي
-بين:وماذا لو تحولت لقطة أمامك؟
-بومغيو:لن أصدق حتى لو فعلتِ...سأتهم فطور الصباح لأنه منتهي الصلاحية...أو أتهم قلة النوم التي أعاني منها مؤخرا...لكن لن أصدق أبدا أبدا أنه أمر حقيقي
-بين:امممم حسنا...سنرى حين يحل الظلام و...

وقبل أن تنهي كلامها ذهب وتركتها تتحدث للهواء
-بين(بتجهم) :شرير لا يحترم مشاعر الفتيات

لحقت به ركضا وسارت بجانبه بحماس
-بين:أهو موعدنا الأول؟
-بومغيو:احلمي...سأذهب لمدينة الملاهي
-بين:ممتاز...سأذهب معك

بينما يسيران مرا بعصفور ميت على الأرض فتوقفت بين أمامه وانحنت لتجلس جلسة قرفصاء ثم لمسته بأصابعها وهي تبكي
-بومغيو(باستغراب) :هل تبكين؟!
-بين(ببكاء) :لقد مات!
-بومغيو:وماذا في ذلك؟

فجأة طرحت نفسها أرضا وصارت تبكي وتصرخ كما لو أن والدها هو الذي توفي وليس مجرد طائر
-بين(ببكاء) :لماذا مات هذا الكائن المسكين؟ لماااااذااااا؟ يا إلهي خذني بدلا عنه رجاءً

بسبب بكائها العالي التفت الجميع من حولها نحوها
-بومغيو(بتوتر) :يكفي...انهضي...سيظنون أنني أنا من فعلت لك شيئا
-بين(ببكاء) :لن أسامح من آذاه...لن أسامحه...سأنتقم منه شر انتقاااااام
-بومغيو(بهمس) :ستفعلينها لاحقا...الآن انهضي هي...

تقدم منهما مجموعة من الشباب وصاروا يحدقون ببومغيو ويجهزون قبضاتهم
-شاب(بحدة) :هل آذيت الفتاة للتو؟
-بومغيو(بتوتر) :أنا؟ لااااا الأمر وما فيه هو...

ثم تقدم عجوز من الخلف وزوجته
-العجوز:تجعل فتاة تبكي؟ ألا تخجل من نفسك؟
-بومغيو(بتوتر) :يا جماعة هناك سوء فهم...

ثم جاء الشرطي من الخلف
-الشرطي:سمعت صوت فتاة تبكي...يبدو أن أحدهم سيذهب لمركز الشرطة اليوم
-بومغيو(بتوتر) :أنا حقا لم أفعل شيئا...اسألوها بأنفسكم

نظروا جميعا نحوها فوجدوها غارقة في بكائها
-الشرطي:حتى ذلك الوقت سترافقني لمركز الشرطة

وضع الشرطي الكلبشات في يديه
-بومغيو(بصراخ) :مهلا! اسألوها أولا عن القصة...أنا بريء

دفعه الشرطي غصبا وسار به عدة خطوات للأمام...ثم أخذت العجوز معطفها ووضعته على بين وفي نفس اللحظة توقفت عن البكاء
-العجوزة:اذهبي معهم لمركز الشرطة وأخبريهم ما فعله بك ذلك الرجل السيء المتحرش
-بين:مهلا! من قال أنه فعل أي شيء؟ لقد كنت أبكي لأجل العصفور

نظر الجميع نحوها باستغراب ثم هرولوا بالمغادرة...بعدها نهضت من الأرض ونفضت ملابسها وركضت لتنقذ بومغيو من أيدي الشرطة

بعد تحرر بومغيو جلس في الحديقة غاضبا للغاية ويثني يديه ويتنهد بانزعاج من حين لآخر...كانت بين أيضا خائفة من الحديث معه لذا بقيت تراقبه من بعيد فقط...وفي اللحظة التي تقدمت فيها منه صارت بطنها تقرقر من الجوع
-بين(بحزن) :لم آكل جيدا منذ أيام...بطن البشر مزعجة...

ما كادت تنهي كلامها حتى رأته يغادر متجاهلا إياها
-بين(بانزعاج) :لو كان شخصا ذا أدب ووقار لدفع لي ثمن الطعام على الأقل

تركته يغادر وتجولت في المكان تبحث عن مصدر للطعام فرأت رجلا يجلس على بعد خطوات يتناول الغداء فبقيت تحدق به

نظر الرجل لها ورأى كم كان لعابها يسيل وهي تنظر له لذا تقدم منها
-الشاب:هل تريدين تناول الطعام معي؟
-بين(بلطف) :أووووه أود التظاهر بالحياء ولكنني لست كذلك...طبعا سآكل

ركضت نحو طاولته وتناولت من طبقه بهدوء ولطف كما تأكل الأميرات في برامج الكرتون بالشوكة والسكين أما هو فطلب طبقا آخر
-الشاب:هههه يبدو أنك من عائلة راقية
-بين:امممم نوعا ما
-الشاب:بعد تناول الغداء أيمكنني الحصول على رقمك؟
-بين:رقمي؟ أتقصد عمري؟
-الشاب:لا...قصدت رقم هاتفك
-بين:هاتف؟ تقصد ذلك الشيء الصغير الذي يمسكه البشر ويحدقون به بينما يفعلون أي شيء؟
-الشاب:ههههههه أظن ذلك...تبدين كما لو أنك لم تري التكنولوجيا من قبل
-بين:فعلا...لكن أخبرني لماذا تريد رقم هاتفي؟
-الشاب:لأنك تعجبينني...ربما نبدأ علاقة و...
-بين(بتقزز) :يااااااع! لااااا...لا أريد علاقة معك...لدي حبيب على فكرة
-الشاب:ها! لماذا تناولتِ الطعام معي إذًا؟
-بين:لا خيار آخر لدي...بطني تقرقر وهو لا يريد شراء الطعام لي
-الشاب(بتجهم) :فتاة مستغلة...اغربي عن وجهي

انزعجت من معاملته لها بهذه الطريقة
-بين:سأنتقم منك

أخذت علبة الصلصة الحارة وفتحتها وسكبتها كلها على طعامه
-الشاب(بصدمة) :ما الذي تفعلينه أيتها الـ...
-بين(بثقة) :انتقمت منك...استمتع بغدائك

أخرجت لسانها له كنوع من السخرية ثم غادرت بثقة...بقي ينظر لطبقه ثم انفجر من الضحك
-الشاب:ياله من انتقام طفولي!

عاد بومغيو للمنزل ذاك المساء وبقي في غرفته يحاول تأليف أغنية جديدة بغيتاره وتسجيل الألحان على الدفتر

فجأة أدرك أن وقت العشاء قد حان فتوجه للثلاجة ليبحث عن شيء يأكله فلم يجد سوى علب النودلز سريع التحضير
-بومغيو(بتذمر) :ألا يمكنني تناول شيء شهي ولو لمرة؟ أعلم أنني مفلس لكن لا ضرر بشراء شيء فخم مرة في الشهر

توجه فورا للمطعم ليختار ما يأكله فشاهد الدجاج وهو يدور في آلة الشوي ورائحته زكية فنظر له وهو يلعق شفتيه
-بومغيو:عرفت ما أريد

دفع ثمن الدجاج ثم عاد للمنزل وهو سعيد...لكن فجأة وقفت في طريقه قطة سوداء وبقيت تموء له فشعر بالخوف وتراجع
-بومغيو(بتوتر): قطة لطيفة

تجاوزها وهو يسير ببطء ثم واصل طريقه وعندما استدار وجدها تلحق به ثم توقفت ونظرت له
-بومغيو:فهمت...جذبتك رائحة الدجاج...آسف لن أعطيك شيئا فهذا مقابل المال والمال لا ينبت على الأشجار

حاولت الاقتراب منه أكثر فوسع عينيه وتراجع للخلف وكلما تقدمت منه كلما تراجع أيضا...وبآخر لحظة رآها تقوم بوضعية غريبة وتركز عليه فأحس أن هناك خطبا ما

فجأة قفزت عليه قفزة واحدة سريعة وعالية فانتفض من الفزع ورمى كيس الدجاج وهرب بعيدا إلى منزله وأغلق الباب بإحكام واتكأ عليه
-بومغيو(بحزن) :دجاجتي! ما قصة قطط هذا الزمن؟! يقاطعون طرق البشر ويأخذون عشاءهم! أووووف...منذ زمن كنت أعرف أنها ليست حيوانات لطيفة ومسالمة كما قالت طبيبتي النفسية...حين أقابلها في الجلسة المقبلة سأخبرها بالقصة ولو حاولت إقناعي بأن القطط مسالمة فسأفحمها



عدل سابقا من قبل بثينة علي في السبت مارس 11, 2023 12:22 am عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة لَعْنَة العَنْقَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة لَعْنَة العَنْقَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة لَعْنَة العَنْقَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الجمعة أكتوبر 07, 2022 9:02 am

رواية لعنة العنقاء : الفصل الثالث



بعد سنوات طويلة من الحزن والألم قرر بومغيو أخيرا مواجهة خوفه والذهاب للثانوية التي كان يدرس فيها...مجرد تفكيره بأنه سيرى المكان الذي عاش فيه أسوأ وأجمل الذكريات في حياته فقط جعله يرتجف ويتردد

بعد ذهابه لهناك تجول على المكان بهدوء وبرود إلى أن وصل أخيرا للسلالم الموجودة في الجهة الجانبية فجلس هناك وبقي يحدق بالمكان بشرود متذكرا تلك الذكرى القديمة

• قبل 4 سنوات:
توجه بومغيو لخزانته ليحضر أغراضه فوجد رسالة تفوح منها رائحة العطر مكتوب فيها "أنا معجبة بك منذ أشهر...أعلم أنك لاحظت ذلك...إن كنت تريد أن نتحدث فتعال إلي الساعة الرابعة عند السلالم رقم 4 بعد أن يغادر الجميع"

وبالفعل عرف من المرسل لكنه كان مترددا بشأنها...في النهاية قرر الذهاب ومحادثتها فمن قلة الأدب تركها هناك تنتظر وحدها

رن جرس الساعة الرابعة وتوجه الجميع لمنازلهم إلا بومغيو الذي توجه نحو السلالم رقم 4...وبينما هو في الأعلى نظر للأسفل فوجدها جالسة تنتظره وهي تلعب بأصابعها بتوتر...وحين أحست بخطوات أحد خلفها صارت شفتيها ترتجفان من التوتر

حاول الابتسام ثم نزل إليها وجلس بجانبها وهذا ما زاد نبضات قلبها سرعة
-بومغيو(بابتسامة) :للصراحة لم أتفاجأ

لم تستطع النظر في عينيه حتى فاكتفت بالحديث وهي تشيح ببصرها بعيدا
-تشايريونغ(بتوتر) :هل أتيت لأنك تريد الدخول في علاقة معي؟
-بومغيو:لا
-تشايريونغ(بصدمة) :لا!
-بومغيو:أتيت لأفهم لماذا تحبينني؟ أعني ألا تظنين أن لاعبي كرة السلة أشخاص كريهون؟
-تشايريونغ:بلى أظن ذلك...لكنك مختلف
-بومغيو:وما أدراك؟
-تشايريونغ:تبدو لطيفا جدا...والدليل أنك بدل أن تسخر مني وتدعوني بالقبيحة فأنت تتحدث معي بكل هدوء وتفهم

تفاجأ من معرفتها بأن الجميع يدعونها بالقبيحة ورغم ذلك لا تبدو منزعجة
-تشايريونغ:حاولت الانضمام لفريق المشجعات لأجلك...لكنهم قالوا أنني لا أملك الكاريزما الكافية لأكون منهم...وبأن أنفي عريض وأذناي كبيرتان كالفيل و...
-بومغيو(يقاطعها) :يكفي رجاءً...لا تقولي هذا عن نفسك...أنتِ لستِ قبيحة لتلك الدرجة
-تشايريونغ:ولا جميلة أيضا لتقع بحبي أليس كذلك؟

لم يرد عليها واكتفى بالتنهد...فاستدارت نحوه ونظرت له بثقة
-تشايريونغ:إن قمت بعمليات تجميلية وجعلت نفسي جميلة فهل ستحبني؟
-بومغيو(بانزعاج) :لماذا تريدين التغير لأجلي؟ أنا لا أستحق كل هذا...لماذا لا تبقين أنتِ وتنتظرين فحسب مجيء الشخص المناسب الذي يتقبلك بكل عيوبك؟ هذا ظلم لنفسك...لماذا تريدين أن تكوني شخصا آخر؟ فقط كوني أنتِ
-تشايريونغ(بحشرجة) :لكنني أحبك كثيرا

ثم ركضت بعيدا وهي تبكي وبسبب حركتها تلك شعر بومغيو بالحزن والشفقة عليها

••••••••••••••••••••••••••••••

انتهى خياله من السرحان بالذكريات فتوجه لملعب كرة السلة وجلس على المدرج وهو يراقب الأجواء من حوله...لا شيء تغير البتة وكل الذكريات مازالت هي نفسها تجول بخاطره وتؤنس وحدته

• قبل 4 سنوات:
بسبب آخر حادثة بين بومغيو وتشايريونغ لم تظهر هذه الأخيرة لفترة...كانت بالعادة تأتي لمراقبة تدريباته لكنها لم تفعل لأيام...وكانت تراقبه من بعيد في الكافيتيريا ولكنها تلك الأيام اختفت كليا...وأيضا كانت تمر بجانب صفه وتنظر له من النافذة ولكن هذه المرة لم تأتي ولم يلمحها حتى رغم أنه يراقب النافذة كثيرا

ذات يوم وبينما يلعب شوطا مع رفاقه وقعت الكرة بيده وبالصدفة التفت نحو المدرجات فرأى تشايريونغ تراقبه من بعيد مختبئة خلفها...فتوتر وضيع الكرة
-يونغجاي:تبا لك...لماذا فقدت تركيزك في وسط المباراة؟ ما خطبك؟
-بومغيو:لا شيء

نظر نحو المدرجات مجددا فوجد أن تشايريونغ غادرت بسرعة

بعد أن استحم وغير ثيابه توجه لقاعة الموسيقى لأنه يحب الجلوس هناك وعزف شيء من حين لآخر...وبالصدفة رأى تشايريونغ وهي جالسة على البيانو تعزف لحنا حزينا ومؤثرا

أنصت لللحن للحظات ثم دخل نحوها وأحضر كرسيا وجلس بجانبها...وبالطبع ردة فعلها كانت أنها شعرت بالإحراج واستدارت للجهة الأخرى
-تشايريونغ(بخجل) :لا تقل أنك سمعت عزفي السيء
-بومغيو:ههههه ليس سيئا...بل هو أجمل عزف سمعته حتى الآن

استدارت نحوه متفاجئة ثم ابتسمت بخجل
-بومغيو:لم تظهري منذ زمن...خفت أنني قلت شيئا جرحك
-تشايريونغ:لا بالعكس...أنا التي قلت ما لا يجب قوله...ربما ليس علي السعي لنيل إعجابك فقد يبدو الأمر مزعجا لك
-بومغيو:ههههه الصغيرة اللطيفة تعلمت شيئا مهما على ما يبدو...لكن للصراحة لم أنزعج...بالعادة تصلني الكثير من طلبات المواعدة لذا أصبح الأمر طبيعيا بالنسبة لي
-تشايريونغ:هذا محرج...أنت شاب وتلقيت الكثير من الطلبات...أما أنا تلقيت طلبين اثنين في حياتي وانتهيا بطريقة سيئة...يبدو أنني لن أحصل على حبيب على الإطلاق

نظرت له بطرف عينها ثم طأطأت رأسها بحزن...لحظات حتى تقدم هو من الغيتار وعزف لحنا جميلا رومنسيا لها
-بومغيو:أحب التعرف بالناس الذين يملكون نفس اهتماماتي...هل تودين الخروج في المساء؟ سنذهب لمكان فيه الكثير من الأمور التي تخص الموسيقى...طبعا كمجرد صديقين

ابتسمت له ابتسامة عريضة مليئة بالحماس والشغف ثم قفزت قفزة واحدة
-تشايريونغ(بحماس) :طبعا...سأكون هناك
-بومغيو:إذًا نحتاج لأرقام بعضنا البعض لكي نتواصل في المساء...اكتبي رقمي عندك

نظرت من حولها بتوتر
-تشايريونغ:نسيت أنني تركت هاتفي في الخزانة...وحتى رقمي لا أحفظه للأسف...سأركض وأحضره فورا و...

قبل أن تغادر أخرج قلما من جيبه وتقدم منها وكلما اقترب كانت تشعر بالتوتر وبأن قلبها ينبض...أمسك معصمها بلطف فذابت بلمساته أكثر...وفي النهاية تبين أنه يحاول كتابة رقمه على يدها
-بومغيو:لو كتبته لك في ورقة ستضيعينه لذا كتبته هنا...هيا اذهبي وسجليه في هاتفك قبل أن تغسليها

ابتسمت بخجل ثم ركضت خارج القاعة...ولكن بالصدفة التقت بريوجين قائدة فريق المشجعات فلاحظتها وهي تركض سعيدة ولكن حين تقابلتا توقفت عن الابتسام ووقفت قليلا تحدق بها ثم هربت

تقدمت ريوجين من قاعة الموسيقى فوجدت بومغيو جالسا قرب البيانو يمرر أصابعه عليه...ورغم غضبها الشديد فقد تظاهرت أنها لا تعلم شيئا ودخلت نحوه
-ريوجين(بابتسامة) :بومغيو...لنذهب هيا...الشباب يبحثون عنك
-بومغيو:قادم

•••••••••••••••••••••••••••••

فجأة سمع بومغيو عطسة أحدهم وعندما استدار وجد بين جالسة بجانبه
-بين(بلطف) :هل أزعجتك؟ آسفة
-بومغيو(بصدمة) :كيف تمكنتِ من العثور علي هنا!
-بين:كنت أتبعك منذ الصباح
-بومغيو:وكيف سمحوا لكِ بالدخول؟
-بين:في الحقيقة لم يكن الأمر صعبا ههههههه

• قبل عشر دقائق:
وقفت بين أمام حارس الثانوية
-بين(بلطف) :اسمح لي بالدخول...حبيبي بالداخل وعلي مراقبته...أرجوك أرجوك أرجوك أرجوك أرجوك أرجوك أرجوك أرجوك أرجوك أرجوك أرجوك أرجوك أرجوك أرجوك أرجوك أرجوكأرجوك أرجوك أرجوك أرجوك أرجوك أرجوك أرجوك أرجوك أرجوك أرجوك أرجوك أرجوك
-الحارس(يفكر) :ستمل وتغادر

• وبعد عشر دقائق:
بين(بلطف) :أرجوك أرجوك أرجوك أرجوك أرجوك أرجوك أرجوك أرجوك أرجوك أرجوك أرجوك أرجوك أرجوك أرجوك أرجوك أرجوك أرجوك أرجوك أرجوك أرجوك أرجوك أرجوك أرجوك أرجوك أرجوك أرجوك أرجوك أرجوك أرجوك أرجوك أرجوك أرجوك أرجوك أرجوك أرجوك أرجوك

ذاق الحارس ذرعا فسمح لها بالدخول

••••••••••••••••••••••••••••

بين:ههههههههه لا يهم...بما كنت تفكر؟ لقد دمعت عيناك وأنت غائص في التفكير هكذا؟ أهو حادث مأساوي حصل معك؟ أم أنك تشاجرت مع عائلتك؟ أم تعرضت للمضايقة من أحد؟ هيا هيا أخبرني

كلما قالت جملة كانت تقترب من وجهه أكثر...لكنه استدار لأمامه ووضع رأسه على الحائط وبقي يفكر صامتا...تنهد بعمق لأكثر من مرة وحين أدرك أنه ما من فائدة للذكريات ما دامت تلك المزعجة تتبعه نهض وغادر
-بين:انتظرني

لحقت به ركضا حتى خرجا من الثانوية
-بين:رجاءً اهدأ...لم أقصد إزعاجك
-بومغيو:لا أفهم ما الذي تريدينه
-بين:أريد قلبك

توقف عن السير ونظر لها بحدة
-بومغيو:كيف سأعطيه لك وأنا لم أعد أملكه حتى!
-بين:اسمع...أنا القطة التي هاجمتك أمس وأخذت طعامك

نظر لها ببرود ولم يكن مصدقا لحرف واحد مما تقوله...لكن الأمر بدا غريبا فمن أين عرفت بشأن هجوم القطة عليه!
-بين:كنت أريد الحديث معك لكنك هربت مني ورميت طعامك...صحيح أنني لا أستطيع التكلم وأنا قطة ولكن كل ما أريده هو البقاء بجانبك لأفك لعنتي
-بومغيو(بتذمر) :أووه قصة اللعنة مجددا...كفى...لست ساذجا لأصدق ذلك
-بين:وماذا لو أريتك الأمر؟

تفاجأ من كلامها ولم يصدقها أيضا بل كان شبه متأكد أنها تخطط لشيء ما
-بومغيو:حسنا...سأتأكد فقط إن رأيت بعيني
-بين:مازالت هناك نصف ساعة على الغروب وسأريك

نظر كلاهما للشمس وهي تغرب شيئا فشيئا ثم أمسكته من ذراعه وأخذته بعيدا نحو شارع ضيق فارغ
-بومغيو:أتمنى أن لا تكون خطة قذرة وإلا ستندمين
-بين:لا تقلق...ليست كذلك

حدقا بعيني بعضهما للحظات وبدأت الشمس تغرب وتختفي في الأفق إلى أن حل الظلام تدريجيا...فجأة صار جسدها يلمع مما صدم بومغيو...وفي النهاية تحولت لقطة سوداء ناعمة الفرو أمام مرأى عينيه

لم يستوعب ما رآه البتة لذا صار يفرك عينيه مرارا وتكرارا وبالنهاية أدرك واقعية الأمر فسقط أرضا وبقي يشير لها بإصبعه بصدمة
-بومغيو(بصدمة) :ق ق ق قطة! أنتِ تتحولين ح ح ح حقا لق ق قطة

صارت تموء له محاولة الكلام لكنه لم يفهم شيئا...وبسبب الفوبيا التي يعاني منها تراجع للخلف زاحفا...وكلما اقتربت منه تراجع أكثر إلى أن فقد السيطرة على أعصابه وركض بعيدا

بينما يركض باتجاه المنزل نظر خلفه فرآها تلحق به أيضا...وبسبب ذلك صرخ بفزع وأسرع أكثر...لكن للقطط سرعة مذهلة لذا لم يستطع مجاراتها

وصل أخيرا للمنزل ودخل وأغلق الباب خلفه بإحكام بالقفل ثم اتكأ على الباب يتنفس بعمق ويحاول أن يهدأ

سمع صوت خرمشاتها على الباب فابتعد وأحضر خزانة الأحذية ووضعها أمام الباب لكي لا تتمكن من الدخول

جلس للحظات على سريره شارد الذهن وصار يحاول استيعاب ما رآه للتو
-بومغيو:لا لا لا...لا بد من أنني أحلم...هذا أمر لا يتقبله العقل أساسا...كيف لبشرية أن تتحول لقطة! ربما كنت أتوهم...نعم إنها الفوبيا وما تفعل

فجأة سمع صوتا قادما من الحمام...وحين ذهب ليرى رأى القطة السوداء نفسها وهي تقفز من نافذة المرحاض الصغيرة
-بومغيو(بصراخ) :لااااااا غادري فورا

تقدمت منه فركض في أنحاء المنزل فارا منها...حاول الخروج من الباب ولكن وجد خزانة الأحذية الثقيلة حاجزا في طريقه لذا صار يركض يمينا وشمالا

كانت القطة تريد الاقتراب منه فحسب لكنه ظن أنها ستؤذيه لذا واصل الركض والصراخ فانقلب المنزل رأسا على عقب وصارت الأحذية تتطاير هنا وهناك وسقطت المزهريات واحدة منها تحطمت...حتى أنه لم يجد ما يرميه على القطة فرماها بعلب النودلز من الثلاجة

أخيرا وبينما تحاول القفز باتجاهه ضربها بالمقلات فأغمي عليها ثم وضعها في بطانية وركض بها للخارج ورماها في الحي ثم عاد ركضا للمنزل وأغلق جميع المنافذ جيدا حتى نافذة المرحاض التي لم يغلقها من قبل

جلس أخيرا يرتاح أرضا فأدرك أنه يتصبب عرقا
-بومغيو:تبا...هل كانت هي حقا أم أنني أتوهم؟

فجأة سمع صوت رنين الجرس فتوجه للباب ووجده أحد رجال الشرطة
-الشرطي:عفوا...هل حضرتكم بخير؟
-بومغيو:أهلا...طبعا
-الشرطي:لقد جاءنا بلاغ بوجود حالة فوضى وصراخ في المنزل...أظن أن جيرانك سمعوا الفوضى فظنوا أن قاتلا اقتحم منزلك
-بومغيو(بتوتر) :ههههه لا أبدا...كنت ألعب الألعاب الإلكترونية فحسب ويبدو أنني تحمست زيادة عن اللزوم...تفضل بالدخول لو أردت التأكد
-الشرطي:لا بأس...بما أنه ما من شيء فلا داعي...طاب مساؤك

غادر الشرطي فأغلق بومغيو الباب وتنهد بعمق
-بومغيو:لقد تعودت على الهدوء التام لدرجة أن الجيران ظنوا بي خطبا ما حين صرخت!

ثم نظر من حوله فوجد الكثير من الفوضى
-بومغيو(بتجهم) :رائع...ها نحن ذا

بدأ تنظيف المنزل وترتيب الأغراض في مكانها إلى أن لاحظ صورة تشايريونغ المرمية على الأرض فحملها بسرعة ونظر لها ونفض عنها الأوساخ وصار يتذكر

• قبل 4 سنوات:
بينما بومغيو في غرفته وصلته رسالة من تشايريونغ كتبت فيها: "مساء الخير...إنها أنا...آسفة لإزعاجك...هذا هو رقمي"

حين قرأها وضع كل شيء جانبا وراسلها قائلا: "لنتحدث...لقد أتيتِ في وقتك...أشعر بالملل"

أرسل لها موقعا ما فذهبت إلى هناك...وكانت هذه أول مرة يراها في ملابس غير الزي المدرسي...كانت ترتدي ثوبا ورديا وأبيض قصيرا غاية في الجمال؛ وفردت شعرها لتغطي به أذنيها التي يسخر منها الجميع...إضافة لوضعها بعض مساحيق التجميل وارتدائها للكعب العالي
-بومغيو:هل لديك مناسبة اليوم؟ هل قاطعتك عن فعل شيء ما؟

شعرت بالخجل وأحنت رأسها ففهم أنها تزينت بهذه الطريقة فقط لأجله
-بومغيو(بابتسامة) :آسف...جميلة جدا
-تشايريونغ(بخجل) :أشكرك
-بومغيو:هناك عرض موسيقي سيبدأ بعد ساعة...لنشتري التذاكر
-تشايريونغ:أجل...هيا

ذهبا للعرض وجلسا بجانب بعضهما...بعد بدء العرض كان هناك رجل يعزف على البيانو وبجانبه مجموعة من الرجال والنساء يرقصون ويغنون...كان عرضا عاديا ولكن لم تستطع تشايريونغ التوقف عن الابتسام طوال الوقت...نظرت لجانبها فأدركت أن بومغيو يسترق النظرات نحوها من حين لآخر وحين كشفته حاول التركيز على العرض فحسب

نظرت ليده الموضوعة على ذراع الكرسي وكانت تتمنى أن تستطيع إمساكها لكنها خائفة...خاصة أن علاقتها به هي مجرد صداقة لا غير

بعد أن خرجا من العرض اشترى لها وله كوبين من العصير المنعش وبقيا يتمشيان نحو المنزل
-بومغيو:ما رأيك؟
-تشايريونغ(بابتسامة) :مميز ومذهل...في الحقيقة لم أحضر عرضا كهذا في حياتي...ماذا عنك؟
-بومغيو:اممممممم لا أعلم كيف أصفه...عادي جدا...كنت سأنام
-تشايريونغ:هههههه أنت صريح جدا...أعتقد أن العرض سيكون مميزا لو كان هناك شخص مميز يتابعه معك
-بومغيو:شخص مميز!

نظر لها للحظات وشعر بشعور غريب...وفجأة دون أن يشعر وجد نفسه يمد يده نحو وجهها

عندما رأته أغمضت عينيها وتوترت وظنت أنه سيلمس وجهها ولكن بدل ذلك أبعد شعرها خلف أذنيها لتبرزا بشكل واضح أكثر
-تشايريونغ(بخجل) :لا تنظر لأذناي الكبيرتين...رجاءً
-بومغيو:أذنيك ليستا كبيرتين...لا تخفيهما خلف شعرك بعد الآن...أحب رؤيتهما

ثم ربت على كتفها وغادر تاركا إياها متجمدة مكانها من كلماته اللطيفة تلك

••••••••••••••••••••••••••••••

هكذا كان حال بومغيو دائما...يتغذى على الذكريات القديمة من أجل أن يشعر بتحسن...لكن النشوة التي تأتيه من تلك الذكريات ليست إلا مؤقتة...بعدها يعود لواقعه البارد المرير الذي لا يستطيع الهروب منه



عدل سابقا من قبل بثينة علي في السبت مارس 11, 2023 12:43 am عدل 2 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة لَعْنَة العَنْقَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة لَعْنَة العَنْقَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة لَعْنَة العَنْقَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الأربعاء أكتوبر 12, 2022 2:37 pm

رواية لعنة العنقاء : الفصل الرابع



فتح بومغيو باب منزله ليذهب لجامعته فعثر على بين واقفة تنتظره بابتسامة على وجهها فتجمد مكانه
-بومغيو:أنتِ! هل أعجبك العرض الكوميدي الذي حصل بالأمس؟ هل دربتِ قطتك لتهاجمني؟
-بين:قطتي! لم تكن قطتي بل كانت أنا...أخبرتك مليون مرة أنها أنا

حاولت الاقتراب منه لكنه هرب وتراجع للخلف حتى بلغ باب المنزل المغلق
-بومغيو:لا تقتربي...وأيضا كيف فعلتِ ذلك؟
-بين:إنها لعنة...كما تحدثنا سابقا
-بومغيو:لعنة! قطة! عنقاء! ما الذي يجري؟!
-بين:ساعدني في فك اللعنة...رجاءً لا تذرني وحيدة في هذا المأزق
-بومغيو:ولماذا أنا؟
-بين:لأنك أول من وقعت عليه عيني...لو قابلت شخصا آخر لطلبت منه
-بومغيو(بتجهم) :عذر أقبح من ذنب

واصل طريقه نحو الجامعة فلحقت به
-بومغيو:إذًا يا بين...
-بين(بلطف) :أوووه أنت تقول اسمي بشكل لطيف!
-بومغيو:كم عمرك ها؟
-بين:لست كبيرة جدا...فقط ثلاث مئة سنة
-بومغيو(بصدمة) :ماذا؟!
-بين:العنقاوات بالعادة يعشن حوالي خمس آلاف سنة...لذا أنا ما أزال في شبابي فلا تقلق
-بومغيو(بصدمة) :ماذااااااااااااااا!
-بين:وأيضا هل ستساعدني؟
-بومغيو:أبدا...من قال ذلك؟
-بين(بدلال) :ولكن لِمَ!!!!!!
-بومغيو:لأنك مزعجة...كانت حياتي هادئة لكن منذ أن ظهرتِ قلبتها رأسا على عقب...هيا اغربي عن وجهي ودعيني أذهب للجامعة

تركها وركض بعيدا فشعرت بالحزن وبقيت تحدق به وهو يبتعد
-بين:لكنه وسيم...لا أعلم لِمَ لا أستطيع الركض خلف غيره

في ذلك الوقت كانت ليا في غرفتها تجهز نفسها للجامعة...وعندما فتحت خزانتها عثرت على زي تشجيعها من أيام الثانوية ومعه أدواة التشجيع المنفوشة...لمست الزي بأطراف أصابعها وهي حزينة وصارت تتذكر ما حصل في الماضي بخصوصه

• قبل 4 سنوات:
دخلت ليا حمام الفتيات لتغسل وجهها بعد تدريب شاق دام لساعة فوجدت تشايريونغ هناك
-تشايريونغ:مساء الخير أوني
-ليا:مساء الخير

نظرتا لبعضهما وكان الوضع غريبا بينهما بسبب أن تشايريونغ تشعر أنها ناقصة أمام ليا الجميلة الموهوبة

قدمت لها ليا أدوات التشجيع فاستغربت الأخرى من تصرفها
-ليا:فكرت أنك تريدين حملها...تفضلي
-تشايريونغ:حقا يمكنني؟!

هزت رأسها بالإيجاب فأخذت الأخرى أدوات التشجيع بيديها وقربتها من وجهها
-تشايريونغ:أوه كم هي ناعمة!
-ليا:اليوم أهلي لن يكونوا موجودين في البيت لذا هل تريدين المجيء؟
-تشايريونغ:غريب! لِمَ تريدين دعوتي؟! أعني لم نصل بعد لمرحلة أن نزور منازل بعضنا
-ليا:أتريدين الصراحة؟
-تشايريونغ:أجل
-ليا:نحن لا نعرف بعضنا ولم نتكلم سوى مرة واحدة لكن لا أعلم لِمَ أشعر أنني أعرفك منذ زمن...لطالما تمنيت أن أكون صديقتك وبسرعة...لكن لا يبدو أنك مهتمة لمصادقتي
-تشايريونغ:لا لا لا بالطبع أتمنى مصادقتك...لكن أليس غريبا طلبك الأمر مني أنا بالذات؟ أقصد أنا لست من مقامك
-ليا:أنتِ الوحيدة التي تظن أنها ليست من مقامي...أما أنا فأراكِ إنسانة طبيعية كغيرك
-تشايريونغ:غريب حقا...ألست قبيحة بنظرك؟
-ليا:ههههههه يا إلهي كم أنتِ محبطة من نفسك...أغلقي الموضوع ودعينا نصبح صديقتين...اتفقنا؟
-تشايريونغ:بلى
-ليا:بعد الدوام انتظريني وسنغادر معا لمنزلي...اتصلي بأهلك وأخبريهم أنكِ ستكونين معي لساعة أو ساعتين
-تشايريونغ:حسنا

بعد الدوام ذهبتا معا لمنزل ليا فتناولتا الطعام أولا ثم ذهبتا لغرفة النوم وكان مع ليا زي التشجيع في كيس مع الأدوات فنظرت لهم تشايريونغ بحزن
-ليا:أتريدين تجربته؟
-تشايريونغ:أنا؟ لكن أليس من المقرف لك أن يرتدي أحد ملابسك؟
-ليا:هههه أتقصدين أن ملابسي تفوح منها رائحة العرق؟
-تشايريونغ(بتوتر) :لا أبدا...أنا آسفة...أقصد نفسي...ربما رائحتي سيئة...بالعكس أوني رائحتك منعشة رغم أنك تتدربين يوميا
-ليا:لا أمانع أن تجربيه...هيا

ارتدت تشايريونغ زي المشجعات وكانت تبدو فيه لطيفة جدا
-ليا:ياااه انظري لنفسك! فاتنة بالفعل...سيكون أكبر فوز لنا أن نضمك لفريقنا
-تشايريونغ(بتوتر) :لا أعلم...أشعر أنني غريبة نوعا ما ولا أملك الكاريزما التي تؤهلني لذلك
-ليا:أتعلمين شيئا؟ المشجعات يقلن ذلك لأنهن يشعرن بالغيرة منك...تمتلكين شخصية جذابة وهن يخفن أن تأتي للفريق ويقع بحبك بعض من شباب فريق كرة السلة...بدأت أفهم الموضوع الآن

كلامها جعل تشايريونغ تدمع لذا عانقتها بحرارة
-ليا:مهما كان لا تسمحي لهم بإحباط عزيمتك...كوني قوية تشايريونغ...أنتِ جميلة وجذابة للغاية...من الداخل والخارج
-تشايريونغ(بحشرجة) :أوني! أتساءل ماذا فعلت لأحصل على صديقة مثلك...هذا هو الكلام الذي لطالما أردت أن يخبرني به أي أحد

لم تستطع تمالك نفسها فبكت لفترة وهي تعانق ليا...صدقاتهما لم تكن مجرد صداقة...لقد كانت حبا ودعم

••••••••••••••••••••••••••••••

وتماما مثلما بكت تشايريونغ في الذكرى فقد بكت ليا طويلا في الحاضر
-ليا(ببكاء) :مرت أربع سنوات ومازلت لا أستطيع تقبل أنك لم تعودي بجانبي...لقد تركت فريق المشجعات من أجلك...إما أن نكون هناك معا أو لا نكون أبدا...أتذكر حين كنتِ ترتدين زيي وتحاولين التصرف كالمشجعات...كنتِ لطيفة حقا...لكن ذلك اللطف أوصلك لما أنتِ عليه الآن

ذهبت ليا للجامعة ودخلت قاعة المحاضرات فلمحت بومغيو في الكراسي الأولى وذهبت للجلوس معه
-ليا:صباح الخير
-بومغيو:أوه أهلا ليا...ما بال عينيك؟ لِمَ هما محمرتان؟
-ليا:احم احم...ما من سبب...يبدو أن الطقس بارد لذا أصبت بالحساسية
-بومغيو:لدقيقة خلت أنك تبكين
-ليا:هل تريد أن نذهب لمنزلك بعد الجامعة ونفعل شيئا ما؟
-بومغيو:أجل...لنلعب الماجونغ ونتناول الطعام
-ليا:حسنا

في ذلك الوقت كانت بين أمام منزل بومغيو تنتظر لأنه لم يسمح لها بمرافقته للجامعة وطردها في بداية الطريق فجلست بجانبه طوال اليوم وكادت تتجمد من البرد...والأسوأ شعرت بجوع شديد

بينما تنتظر شاهدت رجلا عجوزا يقترب منها ومعه معطف أحمر ووضعه أمامها على الرصيف
-بين:من أنت؟
-عم إيل:أدعى إيل...أسكن هناك في ذلك المنزل
-بين:هل نعرف بعضنا؟
-عم إيل:حتما لا...لكن أليس من الأنانية أن أتجاهلك فقط لأنني لا أعرفك؟ أحب مساعدة الناس

ترددت في أخذ المعطف قليلا لكن البرد أهلكها فانصاعت وارتدته
-بين:شكرا لك عم إيل...لونه لطيف
-عم إيل:من تكون حضرتك؟
-بين:أدعى بين وأنا لست من هذه المنطقة...أتيت لرؤية ذاك الشاب هناك والذي مازلت لا أعرف ما اسمه
-عم إيل:حتى انا لا أعرف اسمه
-بين(بصدمة) :ماذا؟! لكنكما جاران
-عم إيل:الحقيقة أن هذا الشاب لم يكلمنا منذ انتقاله إلى هنا...هو حتى لا يلقي علينا التحية حين يمر بجانبنا
-بين:هذا سلوك سيء
-عم إيل:لا أعتقد...هو لا يرانا فحسب...رأسه دائما في الأرض

تذكرَت مظهر بومغيو وهو يسير مباشرة دون الحديث مع أي شخص من حوله...كلام العم صحيح فقد لاحظت الأمر بنفسها
-بين:ترى لماذا لا يحب مخالطة الآخرين؟ ما الذي أوصله لهذه الحالة السيئة؟

هز العم إيل كتفيه دلالة على عدم إحاطته بالموضوع
-عم إيل:علي الذهاب الآن للقيلولة...لو احتجتِ شيئا فمرحبا بك في منزلي...أعيش هناك بفردي...ولو شعرتِ بالوحدة أيضا يمكنك الحديث معي لأنني أيضا أشعر بها
-بين:لماذا تشعر بالوحدة؟
-عم إيل:زوجتي متوفاة...وأولادي كبروا وتركوني أعيش بمفردي...أنا وحيد تماما...أتمنى لو أجد شخصا يحدثني من حين لآخر

فجأة انتفضت بعد أن مرت ببالها بعض الأفكار...التشابه بين بومغيو والعم إيل كبير فكلاهما وحيد...لذا قررت أن تحاول محادثته لعله يتحسن كما قال العم إيل
-بين(بحماس) :شكرا لك عمي

بقيت تنتظر بومغيو طوال اليوم إلى أن لمحته من بعيد يقترب لكن لم يكن بمفرده بل كانت معه ليا صديقته المزعجة...وكانت تمسك بذراعه بطريقة مستفزة لبين لذا ركضت عندهما وفرقتهما عن بعضهما
-بين(بتجهم) :لِمَ تستمرين بالالتصاق به؟
-ليا:بومغيو! ما بال هذه الفتاة وماذا تفعل هنا؟
-بين(بحماس) :بومغيو! اسمك بومغيو! أخيرا عرفت اسمك
-بومغيو(بحدة) :لماذا ما تزالين هنا؟

فجأة اختفت ابتسامتها وعبست بشفتيها كما يفعل الأطفال حين يغضبون
-بين(بدلال) :لقد انتظرتك طوال اليوم وأطرافي متجمدة

وفجأة زقزقت عصافير بطنها فأحرجتها أمامهما فوضعت يديها عليه تحاول كبت الصوت
-بين(بحزن) :لم آكل منذ الصباح...سيغمى علي
-ليا:هذا سيء...بومغيو...لنأخذها للمنزل ونطعمها شيئا...كنا سنطبخ على أي حال أليس كذلك؟
-بين(بحدة) :لا أريد تناول طعامك...أريد طعام بومغيو
-بومغيو:تشه! عديمة مبادئ

شعرت بالحزن وأحنت رأسها وبالمقابل كانت ليا تريد حل الموضوع
-ليا:بغض النظر عن معاملتك لي فمازالت دعوتي لك قائمة على الطعام...الحقي بنا

سارت ليا أولا ولحقها بومغيو ثم ضربت بين الأرض برجليها بغضب
-بين(بتجهم) :سأكون هناك فقط لأضمن بقاءها بعيدة عن بومغيو

لحقتهما للمنزل ووقفت تحدق بهما وهما يخلعان معطفيهما ثم يتوجهان للمطبخ...كانت تتبعهما فقط وتدقق على أي حركة يفعلانها...وبالفعل كانت نظراتها نحو ليا مليئة بالحقد والكراهية وأي شيء تفعله يستفزها

بدأت ليا الطبخ وبينما تتذوق أعجبها مذاقه
-ليا:طبخي ليس سيئا

سكبت طبقا لبومغيو ثم أخرجت من جيبها علبة صغيرة بها شيء كالبهارات وسكبتها في طبقه بينما بين تراقبها بحدة
-ليا:رائع! وصفة بهارات أمي ستعجبه دون شك

تقدمت بين منها وهي تنظر نحوها بنظرة حادة
-بين:تريدين جذب انتباهه بطهوك لأن الطريق لقلب الرجل من خلال بطنه أليس كذلك؟
-ليا:للأسف أنتِ مخطئة...أنا وبومغيو مجرد أصدقاء مقربين وما تتوهمينه خاطئ
-بين:لو كان كلامك صحيحا فلِمَ لا تدعينني أتناول أول طبق؟

حملت الطبق لتأكل منه لكن ليا صرخت عليها لتضعه وسحبته منها
-ليا(بحدة) :هذا لبومغيو...دعيه
-بين(بحدة) :لو لم تكوني تحبينه فلماذا غضبتِ؟
-ليا(بحدة) :نعم أحبه كصديق...وأنتِ تتوهمين
-بين(بحدة) :أمرك مريب...سأريك

سحبت الطبق بقوة فطار في الهواء وتطاير الحساء عليهما وتلطخت ملابسهما وصار مظهرهما مضحكا...وقد رأى بومغيو ذلك لأنه دخل ليتفقدهما فوجدهما على تلك الحالة
-بومغيو(بحدة) :ماذا فعلتِ بين؟
-بين(بحزن) :بومغيو...الأمر لمصلحتك صدقني
-بومغيو(بحدة) :هل من مصلحتي أن تخربي مطبخي وتزعجي صديقتي المفضلة؟
-بين(بحزن) :الأمور ليست كما تبدو
-ليا:لا بأس بومغيو دعها...إنها تغار عليك...أتفهم غيرة الفتيات فأنا فتاة أيضا
-بين(بحدة) :توقفي عن التظاهر أنك متفهمة ولطيفة فأنا أعلم أنك أفعى
-بومغيو(بغضب) :يكفي! اذهبا واغتسلا في الحمام وإن سمعت أي صوت منكما فسنتفاهم

ذهبت كلاهما للحمام فوقفت ليا أمام المغسلة أولا تشطف قميصها من الصلصة أما بين فوقفت جانبا تنظر لها بحقد
-بين(بتجهم) :يبدو أنني في مواجهة أفعى حقيقية...لكن فلتعرفي أنك أيقظتِ الشيطان الذي في داخلي وستدفعين الثمن...سأنتقم منك
-ليا(ببرود) :أتساءل ما ستفعلين؟ ستضربينني؟

نظرت بين من حولها فرأت عند حوض الاستحمام قطع صابون فابتسمت بخبث

بعد دقائق انتهت ليا من تشطيف قميصها واستدارت لتغادر من الحمام وفجأة انزلقت بقطعة صابون وسقطت سقطة مؤلمة...وعندما نظرت عند قدميها وجدت عدة قطع صابون
-ليا(بألم) :لم تكن قطع الصابون هذه هنا حين أتيت!

نظرت من حولها مجددا فأدركت أن بين غادرت الحمام
-ليا:أهذا هو انتقامها؟! هذا طفولي للغاية!

خرجت من الحمام فوجدت بين مع بومغيو في غرفة نومه أمام الخزانة يعطي لها قميصا أسود اللون لكنها غضبت
-بين:إنه أسود!
-بومغيو:وماذا في ذلك؟
-بين:الأسود لون قبيح...لا أستطيع سوى ارتداء الملابس الملون بألوان الربيع الزاهية
-بومغيو(بحدة) :وهل هذا الوقت المناسب لتختاري الألوان والأزياء؟ أنتِ هنا مغطاة بالمرق من رأسك لأخمص قدميك
-بين(بدلال) :لاااا أريييييد...جد لي شيئا آخر رجاءً

نظر للخزانة مجددا فلم يعثر سوى على القمصان السوداء...هو مكتئب بطبيعة الحال لذا لا يحب ارتداء شيء سوى الأسود
-بومغيو:لا يوجد
-بين(بدلال) :لااااااا...أريد شيئا ورديا أو أزرق بلون السماء أو أصفر كأشعة الشمس الذهبية أو برتقاليا أو...
-بومغيو(بصراخ) :يا فتاة! ارتدي أي شيء وخلصيني
-بين(بدلال) :لااااااااااااااااا

بينما ليا تنظر لهما أمام الباب ابتسمت تلقائيا
-ليا:يبدوان كثنائي لطيف...لم أرى بومغيو يتشاجر بلطف هكذا مع أي فتاة منذ حادثة انتحار تشايريونغ

وفجأة حين تذكرت حادثة موت صديقتها شعرت بحزن شديد فاتكأت على الباب وبقيت كذلك لفترة تسترجع شتات نفسها...وفي النهاية غادرت وتركت لبومغيو رسالة نصية تقول فيها: "لقد عدت للمنزل لأغير ثيابي...يمكنك البقاء مع حبيبتك وتناولا الطعام الذي في المطبخ...وداعا"
-بومغيو(بصراخ) :ليست حبيبتي

أخذ بومغيو بين للمركز التجاري وبالذات لركن الملابس وهي مغطاة بالصلصة فصارت تطوف على المحل لتختار شيئا يعجبها وترتديه وتريحه...لكن يبدو أنه أوقع نفسه في مشاكل جديدة فقد رأت ثوب زفاف أبيض مرصعا بالجواهر فانبهرت به
-بين(بحماس) :هذا هذا هذا هذا...أريده فورا
-بومغيو:مستحيل...هذا ثوب زفاف...يتم ارتداؤه فقط عند زواجك من أحدهم
-بين:ألا يمكنني ارتداؤه دوما؟
-بومغيو:لا
-بين(بحزن) :حسنا

أخذها لمكان آخر لكنها صدمته باختيارها لكومة كاملة من الملابس
-بومغيو(بصدمة) :أمجنونة؟ من تظنينني لأشتري لك كل هذا؟ حبيبك المليونير؟
-بين:ألا يمكنك؟
-بومغيو:لا...اختاري منها واحدة فقط
-بين(بحزن) :هذا صعب...كلها غالية على قلبي وبدأت بالفعل أتخيل نفسي أرتديها
-بومغيو(بحدة) :قلت واحدة...فقط

نظرت للزجاج الخارجي للمحل فلاحظت أن الشمس على وشك الغروب
-بين(بصدمة) :لاااا...علي الإسراع

أخذت شيئا عشوائيا من كومة الملابس ثم دخلت غرفة التبديل...وبينما بومغيو ينتظرها تذكر أنها تتحول لقطة بعد حلول الظلام
-بومغيو:عفوا...سأدفع الحساب
-الموظفة:هل ستشتري كل هذه الملابس؟
-بومغيو(بتوتر) :أبدا...لقد اخترنا واحدة فقط
-الموظفة:أي واحدة؟ الفتاة التي معك اختارت الكثير
-بومغيو(بتوتر) :لست متأكدا...ألا يمكنك معرفتها من خلال هذه الكومة؟
-الموظفة:لا للأسف...أين هي؟
-بومغيو(بتوتر) :غادرت هههه
-الموظفة:غادرت دون إزالة بطاقة الحماية؟ كيف لم يرن جهاز الإنذار؟
-بومغيو(بتوتر) :قفزت من النافذة ههههه...أقصد ربما أزالها أحد الموظفين الآخرين
-الموظفة:الموظفون لا يمكنهم إزالتها إلا إذا تم الدفع هناك عند طاولة الحساب
-بومغيو(بتوتر) :أوه...هكذا إذًا

كان في موقف محرج ولم يعرف كيف يحل المشكلة...وقبل أن يفكر في خطة خرجت بين من غرفة تغيير الملابس وهي على شكل قطة وركضت بسرعة فأفزعت الموظفة فقفزت وتراجعت للخلف وأسقطت خزانة الأحذية وهي بدورها سقطت على رفوف الملابس فأسقطتها وتحول المتجر لفوضى...وقبل أن يقع بومغيو في مشاكل أكبر أعطى بطاقته للموظفة
-بومغيو(بتوتر) :أعتقد أننا أخذنا القطعة الصفراء



عدل سابقا من قبل بثينة علي في السبت مارس 11, 2023 1:03 am عدل 2 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة لَعْنَة العَنْقَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة لَعْنَة العَنْقَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة لَعْنَة العَنْقَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الإثنين أكتوبر 17, 2022 8:13 am

رواية لعنة العنقاء : الفصل الخامس



عاد بومغيو للمنزل يتمشى بهدوء ويتنهد بعمق وخلال الطريق صار يتذكر ذكرياته الحزينة القديمة من أيام الثانوية

• قبل 4 سنوات:
ذهب كل من بومغيو وتشايريونغ للسينيما لحضور فيلم كوميدي...وبينما تشايريونغ تشاهد الفيلم وتضحك كان الآخر ينظر نحوها بإعجاب كما لو أنه مستمتع برؤيتها بدل العرض...لم تنتبه له لأنها مشغولة وحين قارب الفيلم على الانتهاء استدارت نحوه فأحست بالتوتر من نظراته

فجأة أمسك يدها مفاجئا إياها وهو محتفظ بنفس الابتسامة الجميلة...ودون أن يشعر اقترب منها وقبلها قبلتهما الأولى

بعد أن خرجا من هناك كانت تشايريونغ متوترة جدا لذا لم تستطع النظر في وجهه فبقيا يتمشيان في الهواء الطلق تحت ضوء القمر الرومنسي
-بومغيو:نحن صديقان منذ مدة و...
-تشايريونغ(بتوتر) :مهلا...هل كانت قبلة لعوبة؟ أخبرني الحقيقة رجاءً لأنني لا أستطيع تصديق فكرة أن لاعب كرة سلة قد يقبل فاشلة مثلي
-بومغيو:فاشلة! لا تقولي عن نفسك هذا وإلا سأقبلك مجددا

تنحنحت ثم ابتعدت عنه مقدار خطوة
-بومغيو:الحقيقة أنها لم تكن قبلة لعوبة
-تشايريونغ:وما الذي يضمن لي ذلك؟ أعني أنك وسيم ومن الصعب على الفتيات مقاومتك لذا يمكنك الحصول على ما تريد بسهولة
-بومغيو:أعتقد أنني وقعت بحبك

فجأة قفزت من الصدمة وغطت وجهها بيديها بعد أن احمر خداها
-تشايريونغ(بصدمة) :لكن كيف! أنا مجرد فتاة عادية وأنت...
-بومغيو:مجرد شاب عادي آخر
-تشايريونغ(بصدمة) :لا لا لا مستحيل أن أصدق ذلك...مستحيل...أنا لست محظوظة لتلك الدرجة
-بومغيو:بل أنتِ كذلك

تقدم منها وقبلها على جبهتها بهدوء فانصدمت أكثر
-بومغيو:لنخرج في موعد ذات يوم...وهذه المرة كحبيبين وليس كمجرد صديقين

ابتسمت له بخجل ثم ركضت لتعود للمنزل...لكن في منتصف الطريق توقفت ونادت عليه فاستدار...نظرا لبعضهما للحظات ثم ركضت بسرعة وقبلته على خده بخجل وهربت ركضا حتى لا تشعر بالإحراج أكثر

•••••••••••••••••••••••••••••••

بينما يسير بومغيو ويتذكر وضع يده على خده يتلمس المكان الذي قبلته تشايريونغ فيه...فجأة توقف وحدق بالأرض بشرود وهو يتذكر كم كانت إنسانة رائعة

فجأة! قاطع شروده صوت ركض من خلفه فالتفت ووجد بين وهي على شكل قطة سوداء تركض ناحيته فشعر بالفزع وأطلق ساقيه مع هبوب الرياح دون أن يلتفت خلفه حتى

كانت القطة تريد الاقتراب منه لكنه يأبى ذلك لذا دخل المنزل بسرعة وأغلق الباب فارتطمت هي بالباب بعد أن فشلت محاولتها في الاقتراب

توجه بومغيو لكل نوافذ المنزل وتأكد أنها موصدة بإحكام ثم أسرع لصنبور الماء يشرب منه بعد أن شعر بعطش شديد

تنهد بعمق وأراح نفسه على الأريكة فأقلقه مجددا صوت بين القطة وهي تخرمش بأظافرها على الباب فتصدر صوتا مستفزا أزعجه كثيرا
-بومغيو(بتجهم) :لا أريد فعل ذلك ولكن هي من أوصلتني له

جهز دلوا من الماء ثم فتح الباب ببطء وعندما حاولت الدخول عنده سكب عليها محتوى الدلو فهربت بعيدا لأن القطط لا تحب الماء
-بومغيو:هذا أفضل

بقي ينظر لها من خلال النافذة فرآها جالسة على الرصيف مبللة ترتجف في ذلك الطقس البارد
-بومغيو(بتجهم) :أبدا أبدا أبدا...لن أشفق عليها

ثنى ذراعيه بانزعاج ثم نظر لها مجددا فأحس بالشفقة عليها...لكن رغم كل ذلك لم يستطع إدخالها للمنزل بل رمى لها منشفة جافة عبر النافذة لتنشف نفسها ثم أسدل الستائر وذهب للنوم

في صباح اليوم التالي فتح الباب فوجد بين واقفة أمامه مباشرة ترتجف من البرد ثم دخلت وركضت نحو المدفأة دون أن يأذن لها
-بين:شرير...لقد بللتني
-بومغيو:هذا حتى لا تحاولي إزعاجي مجددا...لدي فوبيا من القطط ولم ألمس واحدة طوال حياتي
-بين:ترى كيف تكره مخلوقات لطيفة كهذه!؟
-بومغيو:ليست لطيفة أبدا...لديها مخالب وأسنان حادة
-بين:المخالب حتى تتسلق الأشجار والأسنان حتى تمضغ طعامها مثل البشر
-بومغيو:المهم أنني لن أقترب منها أبدا أبدا
-بين:احم احم...ماذا لو ساعدتني في العودة لطبيعتي وأنا بالمقابل سأتوقف عن الركض خلفك وسرقة طعامك؟
-بومغيو:وماذا لو توقفتِ عن الركض خلفي وحينها فقط سأتوقف عن تبليلك بالماء وتركك خارجا للبرد؟
-بين:أوبس غلبتني
-بومغيو:تدفئي ثم غادري المنزل...مفهوم؟ أنا ذاهب
-بين:ولكن إلى أين ستذهب؟
-بومغيو:لدي جامعة الآن
-بين(بتذمر) :أرجووووك...لا تغادر قبل أن تساعدني في فك اللعنة...بدأت أشتاق لأجنحتي وللطيران عاليا في السماء...من المتعب أن أستخدم أقدامي فقط للتنقل
-بومغيو:هذا أمر لا يخصني
-بين(بحزن) :إن لم تساعدني فمن سيفعل؟ هل تريد أن أقف في وسط الطريق وأنادي "هل يريد أحدكم تقبيلي"؟
-بومغيو(بانزعاج) :مجنونة...هكذا ستجذبين المنحرفين نحوك لذا إياك وفعلها
-بين(بحزن) :لكنني أريد المغادرة...وأريد تجربة الوقوع بالحب أيضا...يبدو وكأنه شعور مميز
-بومغيو:سنعالج الموضوع في المساء...الآن علي اللحاق بالمحاضرة

ارتدى معطفه بسرعة وركض للجامعة بينما بقيت بين تحدق بالمكان من حولها
-بين(بحزن) :لا بد أنه غير مهتم لأمري...أعتقد أنني سأبقى هكذا للأبد

ركض بومغيو لللحاق بمحاضرته ولحسن الحظ تمكن من الوصول في وقت مبكر...وبينما ليا جالسة في الطاولات الأولى تنتظر قدومه استدارت للخلف فرأته...كان موقفا غريبا وهي تحدق به فقد تذكرت أمورا حصلت منذ سنوات

• قبل 4 سنوات:
بينما تشايريونغ وليا في المقهى تتناولان المثلجات كانت تشايريونغ تبتسم بسعادة
-تشايريونغ:أوني...سأصارحك بشيء لم أجرؤ على مصارحة أحد بشأنه
-ليا:أووووه لا بد أنك واقعة بالحب هههههه
-تشايريونغ:هههههه أجل بالضبط...لكن ليس مجرد حب من طرف واحد...إنه متبادل
-ليا(بحماس) :أوووه تشايريونغ هذا لطيف! من هو من هو من هو؟ هل هو من أقاربك؟ أم من الثانوية؟ متحمسة لأعرف
-تشايريونغ:ستنصدمين أكيد...إنه شخص موجود بكثرة في محيطك
-ليا(بحماس) :أوه هيا تكلمي...لا أفهم الألغاز
-تشايريونغ:إنه لاعب كرة سلة...تشوي بومغيو

فجأة تحول الحماس لبرود وتفاجؤ
-تشايريونغ:ما الأمر أوني؟ ألم تفرحي لأجلي؟

حاولت ليا الابتسام بتكلف
-ليا:بل فرحت أكيد...الأمر صادم لأنني ظننت أن لاعبي كرة السلة خاصتنا لا يحبون سوى المباريات والتدريب...لكن تبين أنهم يواعدون أيضا
-تشايريونغ:ههههه بلى
-ليا:منذ متى تتواعدان؟
-تشايريونغ(بحماس) :قبل أسبوع...وأيضا قبلني...في السينيما

رغم أن الموضوع برمته لم يعجب ليا ولم ترتح له لكنها تظاهرت بالسعادة أمام صديقتها فقط حتى لا تقلقها

بعد أيام من تلك الحادثة وبينما لاعبوا كرة السلة والمشجعات يجلسون في قاعة التدريب أخذوا فترة راحة ليشربوا الماء
-يونغجاي:بومغيو هههههه مؤخرا أراك تبتسم كثيرا مع الفتاة ذات الأذنين الكبيرتين...أمعقول أنك تواعدها؟

فجأة قفز قلب بومغيو من الخوف
-جيبوم:أووو أحقا؟!
-هيونجين:واو! لا تقل أن الأمر حقيقي! لا تقل أنك تواعد تلك القردة! هل ذوقك انحدر بهذا الشكل الكارثي!
-يوجين:ههههههههه هذه صدمة اليوم...لست صديقي ولا أعرفك
-جوان:مقزز...كيف يمكن لأي أحد أن يحبها؟! مستواك رديء

بينما الجميع يسخرون منه كان متوترا ولم يعرف بما يرد وكانت ليا تجلس قريبة مع رفيقاتها وتراقب ما ستؤول إليه الأمور...فجأة نهضت ريوجين قائدة المشجعات ووقفت عنده
-ريوجين:أحقا كذلك؟ لكن أنت شاب وسيم ورياضي ولا تليق بك سوى مشجعة من مثل مقامك...دعك من الفتاة القبيحة التي تشبه أذناها أذني الفيل وواعد فتاة من فريق المشجعات

ثم تحدثت زميلتها في الفريق
-ييجي:أظن أن ريوجين تناسبك أكثر...انظر لها كم هي جميلة
-يونا:فعلا خيبت ظننا فيك...كل هؤلاء الفتيات الجميلات في فريق المشجعات وتذهب لتحب تلك القبيحة؟ هذا سيء

كانت ليا تغلي من الداخل وتريد التدخل للدفاع عن تشايريونغ ولكن ما منعها هو انتظارها لترى رد بومغيو على من يسخرون من حبيبته
-ريوجين:قل شيئا بومغيو...لا تبقى صامتا هكذا فيبدو وكأنك تثبت كلامنا
-بومغيو(بتوتر) :كفوا عن الثرثرة...لقد صمتت فقط حتى أرى ما بجعبتكم...من قال لكم أنني أحب تلك الفتاة؟ إنها لا تعني لي شيئا على الإطلاق...ربما حين رأيتموني لم أكن أبتسم لها حتى...ربما كنت أبتسم لشخص آخر...لا تظلموني يا رفاق...لست بتلك السخافة

فجأة عم صمت رهيب في المكان وانصدمت ليا مما سمعته...لم تعرف ما تقوله حتى...هذا إلى أن تقدمت ريوجين منها
-ريوجين:ممتاز...يبدو أن الوحيد المهتم لأمر تلك الفيلة هي عزيزتنا ليا
-ليا(بحدة) :نعم وماذا في ذلك؟ لست جبانة لأخفي علاقتي بها خوفا من كلامكم السخيف...أنا وهي صديقتان ولا يحق لأحد التدخل بحياتي وعلاقاتي...نحن نعرف بعضنا هنا فقط كفريق واحد لذا دعونا نتوقف عن التدخل بأمور بعضنا
-ريوجين:تشه...للأسف أنتِ محقة

انصرف الجميع للقيام بأعمالهم فنظرت ليا نحو بومغيو بحقد فوجدته شارد الذهن يحدق بعيدا ويبدو أنه مازال متوترا من كلام الجميع

تجاهلته وذهبت للبحث عن تشايريونغ فوجدتها في غرفة الموسيقى تحاول عزف البيانو
-ليا:مرحبا عزيزتي
-تشايريونغ:أهلا أوني...هل أسمعك مقطعا من المعزوفة الجديدة التي كتبتها؟
-ليا:مهلا...أخبريني أولا ما مناسبة كتابتك لها؟
-تشايريونغ:هههه أود إهداءها لبومغيو حتى يتذكرني دائما

شعرت ليا بالشفقة عليها فتقدمت منها وعانقتها
-تشايريونغ:ما الأمر أوني؟
-ليا:إلى أي درجة تحبين بومغيو؟
-تشايريونغ:ههه سؤال صعب...حقا ليس هناك حدود لحبي له
-ليا:وماذا لو لم يكن عند حسن ظنك؟
-تشايريونغ:ماذا تقصدين أوني؟ هل هناك شيء تعرفينه؟

رأت الانكسار بعيونها ففضلت أن تحتفظ بالسر وتتفهم بومغيو فربما يريد حمايتها أو أن لديه سببا آخر لتكتمه عليهم فحسب

••••••••••••••••••••••••••••••

بقيت ليا تحدق ببومغيو شاردة الذهن بينما الآخر متعجب من تصرفها لذا نغزها بهدوء فانتفضت واستيقظت من أحلامها
-ليا:أوه...أعتذر...هل جاء الأستاذ؟
-بومغيو:ليس بعد على ما يبدو
-ليا:ههههه حسنا

في الجهة الأخرى كانت بين تطوف في منزل بومغيو وترى أغراضه وأشياءه ثم توجهت للمطبخ وفتحت الثلاجة ولم تجد بها سوى علب النودلز سريع التحضير والكولا فقط
-بين(بتجهم) :أنا جائعة...وهذا الشيء يبدو كما لو أنه غير صحي ويسبب السمنة...علي تناول شيء آخر

نظرت من حولها فتذكرت صديقها العجوز الجديد وخرجت متوجهة نحوه وطرقت الباب حتى فتح عليها
-بين:مرحبا يا عم...أخبرتني من قبل أنه يمكنني أن أطلب منك أي شيء لو احتجت...هل لديك شيء صحي يمكنني طهوه؟
-عم إيل:بلى...لدي الكثير من الخضروات واللحوم في الثلاجة...أتريدين أخذ بعض منها؟
-بين(بحماس) :رائع! سيسرني ذلك...أعدك أنني سأعطيك بعض الطعام بعد أن أنتهي
-عم إيل:اتفقنا

أخذت كل ما تحتاجه من الثلاجة نحو منزل بومغيو وبدأت طهو اللحم المشوي في المقلاة والسلطة وحساء الخضار وأخيرا أعدت تحلية بالشكلاطة

بعد عودة بومغيو من الجامعة أحضر معه ليا وعندما فتحا الباب شما رائحة طعام شهي
-ليا:هل هناك أحد؟
-بومغيو:أيعقل أنها لم تغادر؟!

دخلا للمطبخ بسرعة فرأيا بين مغطاة بالطحين وفُتات الطعام وشكلها في قمة الفوضوية
-بين(بحماس) :بومغيو! انظر ماذا صنعت لك...مفاجأة مذهلة صح؟

نظر لشكل الطعام فكاد أن يسيل لعابه
-ليا(بهمس) :ماذا تفعل هذه هنا؟
-بومغيو(بهمس) :صدقيني لا أملك أدنى فكرة...طلبت منها المغادرة في الصباح
-ليا(بهمس) :ماذا ستفعل بشأنها؟ هل ستطردها؟
-بومغيو(بهمس) :طبعا سأفعل...بعد تناول الطعام

تقدم من المائدة وتمعن فيها ثم حمل أول قطعة لحم بالشوكة ووضعها في فمه...فجأة ذهب به طعمها لعالم السعادة الأبدية...هو لم يتذوق طعاما بهذه النكهة منذ سنوات...وبالضبط منذ انتقل للعيش بمفرده
-بين(بحماس) :ما رأيك؟ طهوي جيد؟
-بومغيو:عادي جدا

جعلها كلامه تصاب بالإحباط وتعبس
-ليا:دعني أتذوق

تذوقته ليا فتفاجأت جدا من طعمه ثم نظرت لبومغيو باستغراب وبادلها النظرات
-بين(بحزن) :استمتعا...سأغادر

غادرت وأغلقت الباب خلفها فأخذت ليا كيس الفواكه الذي أتى به بومغيو
-ليا:سأجهز الفواكه

حملت السكين والتهت بغسل الفواكه وتقطيعها بينما استدار بومغيو معطيا لها ظهره ينظر للطعام الذي أعدته بين

فجأة سمع صوتا من خلفه وكانت تلك بين قد دفعت ليا فأسقطتها أرضا وسقط السكين بعيدا عن أصابع قدميها بعدة سنتمترات
-بومغيو(بحدة) :ما الذي تفعلينه؟
-بين(بتجهم) :هذه الفتاة مزعجة...لماذا تصادقها؟
-بومغيو(بحدة) :ألم تغادري؟
-بين:غادرت لكن حين فكرت أنكما ستكونان في المنزل وحدكما بدوني عدت

حاول بومغيو مساعدة ليا على الوقوف فنفضت ملابسها ثم نظرت لبين وابتسمت
-ليا:لست غاضبة منك...لا بأس أن تحبي بومغيو وكوني مطمئنة لأنني مجرد صديقة له ولن أحاول سرقته منك...اعتني به فحسب وتأكدي أنني سأشجعكما
-بومغيو(بصراخ) :لااااا مستحيل أن أكون أنا وهي معا...توقفي فورا
-بين(بتجهم) :وأيضا توقفي عن التظاهر بأنك لطيفة...أعلم أنك شريرة وأعلم أن شرارات الحقد تتطاير من رأسك
-ليا:ههههههههه لطيفة حقا...لنتناول الطعام...أنا جائعة

جلست ليا على المائدة وهمت بالأكل كما لو أن لا شيء حصل...أما بومغيو فرمق بين بنظرة حادة مما جعلها تنزعج فخرجت من هناك وذهبت للجلوس بجانب منزل العم إيل حتى خرج
-عم إيل:ماذا قال صديقك عن الطعام؟
-بين(بتجهم) :هناك طفيلية مزعجة دخلت بيننا وخربت المفاجأة...أخبرني يا عم...كيف يمكنني جعل شاب بارد يواعدني؟
-عم إيل:حتى الشباب الباردون لديهم مشاعر...ربما لو حاولتِ لفت انتباهه بمظهرك الجميل الأنثوي قد يوافق
-بين:لكن هل تنقصني أنوثة؟ صوتي أنثوي وملابسي أنثوية وتصرفاتي أنثوية وتسريحة شعري وتبرجي أنثوي...ماذا تبقى؟
-عم إيل:اممممم محقة...ربما الحل ليس في المظهر...ربما الاهتمام
-بين:أووووو الاهتمام...أجل أجل...شكرا لك يا عم لن أنسى معروفك

ثم ركضت عدة خطوات وعادت
-بين:بالمناسبة ما رأيك بطبخي؟
-عم إيل:مذهل...لطالما تمنيت تذوق طعام مثله...شكرا لك يا بنيتي
-بين:هههههه على الرحب...متى ما أردت تناول طعامي سأطبخه لك...وداعا
-عم إيل:ههههه رافقتك السلامة يا ابنتي



عدل سابقا من قبل بثينة علي في السبت مارس 11, 2023 1:23 am عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة لَعْنَة العَنْقَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة لَعْنَة العَنْقَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة لَعْنَة العَنْقَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الخميس أكتوبر 20, 2022 5:51 pm

رواية لعنة العنقاء : الفصل السادس



استلقى بومغيو في سريره وتقلب لوقت طويل وفي النهاية أخرج صورة تشايريونغ من جيبه
-بومغيو:أفتقدك...لقد اقتربت ذكرى وفاتك الخامسة...لا أعلم ماذا قد أفعل في ذلك اليوم

بقي يحدق فيها للحظات ويتذكر أجمل الأيام لهما مع بعض

• قبل 4 سنوات:
كانت لدى بومغيو مباراة مع فريق كرة السلة لثانوية أخرى وكان رفاقه يستعدون لها...بينما يتدربون أمسك هاتفه فوجد رسالة من تشايريونغ تقول فيها "عيد ميلادي بعد ثلاث أيام...أتساءل ماذا ستهديني"

شعر بإحباط شديد لأن المباراة في نفس يوم ميلادها وإن فاز فعليه الخروج مع رفاقه ولن يستطيع الاحتفال معها لذا كتب لها "آسف حقا...سنحتقل به في اليوم الموالي موافقة؟"

حين قرأت رسالته شعرت بحزن عميق وقلبت شفتيها بلطف
-تشايريونغ(بحزن) :يبدو أن رفاقه أهم مني

في يوم المباراة بقي الجميع في قاعة الاستعداد وكان بومغيو يمسك بهاتفه منتظرا رسالة من تشايريونغ فقد شعر أنها غاضبة منه...هذا إلى أن جلست قائدة فريق المشجعات ريوجين بجانبه
-ريوجين:لا تتوتر...سأقوم بتشجيعك مع باقي الفتيات وستفوزون بالتأكيد
-بومغيو:آه...لست متوترا لهذا السبب...أنا فقط...

فجأة وضعت يدها على يده ونظر كل منهما في عيني الآخر
-ريوجين:بومغيو...بعد المباراة أود الاعتراف بشيء...لا تخذلني رجاءً...لنلتقي بعد فوز فريق ثانويتنا وسأخبرك بكل ما بجعبتي

ابتسمت له ثم ابتعدت في حين كان متوترا للغاية من تصرفها هذا

بدأت المباراة ولعب فريق بومغيو بكل جهده وتعرضوا للكثير من الضغط والسقطات ولكن في النهاية فازوا وتم تتويجهم بلقب أول فريق كرة سلة مدرسي في المدينة

بعد الحفل توجه الجميع لقاعة الانتظار وهم سعداء
-يونغجاي:لنخرج بعد تغيير ثيابنا
-يوجين:أجل...هيا
-يونا:تستحقون ذلك...هيا بنا

جلست ريوجين بجانب بومغيو وهي تبتسم بينما هو منشغل بالنظر لهاتفه ولم يجد أي رسالة من تشايريونغ ولا حتى هنأته بفوزه
-ريوجين:هيا بنا...متشوقة لإخبارك
-بومغيو:لن أذهب معكم...استمتعوا

تعجب الجميع من هذة التصرف وحدقوا به
-ريوجين:لكن...نحن فريق...وأيضا ماذا عن ما أردت إخبارك عنه...
-بومغيو:في يوم آخر

ثم حمل حقيبته وخرج مسرعا
-يونا:متأكدة أن الأمر بسبب ذات الأذنين الكبيرتين
-ييجي:واو كم يحبها!

بينما هن منزعجات ابتسمت ليا ابتسامة جميلة معبرة عن رضاها بشأن ما يجري

أسرع بومغيو لأحد المطاعم ثم أرسل رسالة لتشايريونغ لتأتي إليه هناك وبمجرد أن جاءت ظهر مجموعة من الرجال يغنون لها أغنية عيد الميلاد ووضعوا لها زينة وكعكة على طاولتها
-تشايريونغ(بسعادة) :هذا حقا...لطيف...شكرا لك
-بومغيو:أعتذر...تستحقين أكثر من ذلك ولكن بسبب انشغالي بالمباراة لم أستطع التخطيط لحفل ملائم لك
-تشايريونغ:هههههه لا عليك...إنها من أسعد أيام حياتي...لكن ماذا عن احتفالك مع رفاقك؟
-بومغيو:أنتِ أهم منهم و...

ما كاد ينهي كلامه حتى عانقته بحرارة وسعادة

••••••••••••••••••••••••••••••

فجأة وهو يتخيل وجد نفسه يعانق الوسادة بحنان ويبتسم...وحين عاد للواقع شعر بالحزن والإحباط
-بومغيو:تبا...سأجن

في يوم الغد خرج للذهاب للجامعة فوجد بين تنتظره في الطريق كالعادة
-بين:أوه بومغيو! الجو بارد لِمَ لا ترتدي ملابس دافئة!
-بومغيو:أنا بخير هكذا
-بين:بومغيو! ملابسك توحي بالكآبة...لِمَ لا ترتدِ شيئا ملونا؟
-بومغيو:تعجبني ملابسي وهي ذوقي الخاص فلا تتدخلي
-بين:بومغيو! هل تناولت فطورك عزيزي؟ يبدو كما لو أن وزنك نقص...هيا لنذهب ونتناول شيئا معا
-بومغيو(بحدة) :توقفي...ما علاقتك بكل هذا؟
-بين:بينما نأكل ما رأيك أن تحدثني بما يزعجك ويجعلك حزينا...سأستمع إليك...صدقني أسرارك في بئر
-بومغيو(بصراخ) :يكفي...توقفي عما تفعلينه ولا تتدخلي في شؤوني

شعرت بين بالحزن فقلبت شفتيها
-بومغيو(بحدة) :كنتِ مزعجة في السابق والآن تبدين مزعجة ضرب مليار...ما قصتك؟
-بين(بحشرجة) :كنت أريد مساعدتك...العم قال لي أنك تشعر بالوحدة لذا حاولت التحدث معك والاهتمام بك لعل حالك تتحسن...لم أقصد إزعاجك
-بومغيو(بحدة) :من قال أنني أشعر بالوحدة؟ أنا بخير...بخير...لا علاقة لك بي اتفقنا؟

ثم غادر تاركا إياها متجمدة مكانها وحتى أنها جهشت بالبكاء فهي حساسة جدا

لم تظهر بين لفترة ولم تزعجه وكان يقضي أفضل أيام حياته بعيدا عنها...لكن السعادة لم تدم طويلا فقد حانت الذكرى الخامسة على وفاة تشايريونغ لذا وقف على مقربة من منزلها وهو يراقب أهلها...كانت والدتها تسقي النباتات ووالدها في الباحة يقرأ جريدة...أما أختها الكبرى فعادت للتو من زيارة قبرها

وعلى مقربة منهم جاء ساعي البريد وقدم لهم باقة ورد جميلة ومكتوب عليها بطاقة تعزية وكلام حزين عن تشايريونغ...كان هذا هو الحال دوما في ذكرى موتها فهو يرسل لهم باقات الورود والتعازي لعله يشعر ببعض التحسن...لكن في النهاية يكتشف أنه ما من فائدة

توجه ذلك اليوم للمقبرة ووقف على عتبتها...وها هو ذا مرة أخرى يخاف مواجهة قبرها للمرة المليون...كان مترددا وخائفا ويرتجف باستمرار وفي النهاية غادر ركضا بعد أن أدرك أنه مجرد جبان

بينما يعود للمنزل كان يفكر ويتذكر أنه هو السبب الوحيد في موت لي تشايريونغ

• قبل 5 سنوات:
بقي بومغيو في فترة الغداء في قاعة الدرس يحاول إنجاز فروضه التي نسيها وسيقدمها في المساء...كان يقضم من الشطيرة بسرعة ويكتب باليد الأخرى

فجأة جاءت ريوجين قائدة فريق المشجعات نحوه وهي تبدو بحال مزرية ونظرت نحوه بعينين دامعتين وخاطر مكسور
-بومغيو:ريوجين! ما بالك؟!

فجأة عانقته بقوة فشعر بالتوتر وحاول إبعادها...ولكن هذا ما جعلها إلا تتمسك به بقوة أكبر
-بومغيو:ما الأمر؟
-ريوجين(بحشرجة) :لماذا تحبها؟ لماذا؟ أنا أجمل منها...وأفضل في كل شيء...لكن لماذا تصر على جعلي أعاني هكذا؟ أنا أحبك
-بومغيو:لكنني لا أحب أحد...
-ريوجين(بحشرجة) :بل تحبها...قل الحقيقة...أعرف كل شيء...لقد لحقت بكما ذلك اليوم للمطعم حين أقمت حفلة عيد ميلادها...لكن لماذا؟ ما المميز فيها حتى تحبها لتلك الدرجة؟ ألست جميلة بنظرك؟
-بومغيو:بل جميلة...لكن لا تقارني نفسك بها
-ريوجين(بحشرجة) :أرجوك...أرجوك لا تواعدها...إن عرف البقية بأمرك فتصبح أضحوكة

تذكر بومغيو أنه إن عرف أحد فسيسخرون منه وسيتم طرده من فريق كرة السلة الذي عانى للانضمام له لذا حاول فعل شيء لحل المعضلة وإبعاد نفسه عن الشبهات
-بومغيو(بتوتر) :أواعدها! أظن أنكِ فهمتِ الأمر بشكل خاطئ...أنا لا أواعدها...أنا أتلاعب بمشاعرها ومن سخافتها صدقتني...مستحيل أن أواعدها فهي قبيحة وتعلمين الباقي...
-ريوجين(بحماس) :حقا؟
-بومغيو(بتوتر) :طبعا
-ريوجين(بحماس) :هذا يعني أنك تستطيع مواعدتي

ثم عانقته بحرارة أكبر ووضعت رأسها في صدره...ودون أن يشعر عانقها هو الآخر

فجأة نظر للنافذة فرأى تشايريونغ تقف محدقة به بخيبة أمل كبيرة ودموعها قد غطت وجهها
-بومغيو(بصدمة) :تشايريونغ!

ركضت بعيدا وللأسف ما كاد يخرج من الصف حتى ضاعت منه لذا نظر نحو ريوجين التي تبدو قلقة للغاية
-بومغيو:علي العثور عليها بسرعة...آسف

ثم ركض للبحث عنها في كل مكان وهو قلق وخائف أن تنفصل عنه بسبب ما سمعته...لكنه لم يكن الحقيقة بل مجرد أكاذيب قالها ليهرب من سخرية الآخرين

على سطح الثانوية كانت تشايريونغ تحمل هاتفها وتحاول الاتصال بشخص ما ولكنه لا يرد
-تشايريونغ(ببكاء) :أوني...أرجوك ردي

أعادت الاتصال بها عدة مرات ولكنها لم ترد لذا أرسلت لها رسائل تقول فيها:

"رجاءً ردي...أنا أختنق"

"أنا بحاجتك لا تتركيني"

"أوني رجاءً...لقد حصل معي شيء فظيع وسأموت إن لم أجد لمن أحكيه"

"أوني...لقد تمنيت رؤيتك قبل أن أغادر...آسفة لأنني لم أستطع أن أكون قوية كما وعدتك"

وكانت تلك آخر رسالة ترسلها بعدها رمت نفسها من فوق السطح وماتت على الفور...والغريب بالموضوع أن هاتفها اختفى ولم يستطع رجال الشرطة إيجاده أثناء التحقيق في الجريمة

••••••••••••••••••••••••••••••

انتهى من تذكر ذلك وفجأة أحس بألم رهيب في صدره ووجد دموعه قد انهمرت بقوة لذا ركض بسرعة ليتحدث لطبيبته النفسية

في نفس الوقت ذهبت ليا لزيارة تشايريونغ في المقبرة ووضعت لها باقة ورود على قبرها ثم عادت لمنزلها وجلست تتذكر ما حصل

• قبل 4 سنوات:
جلست المشجعات الأربعة في قاعة التدريب
-يونا:ترى أين ريوجين؟
-ييجي:أظن أنها ذهبت لتعترف لبومغيو
-يونا:عليها المجيء بسرعة فالتدريبات ستبدأ
-يوغي:أظن أن علينا البدء بدونها
-ليا:أجل...هيا

قامت الفتيات بالتدريبات وحدهن دون ريوجين وعندما انتهين توجهت ليا لهاتفها الموضوع في الخزانة فتفاجأت بعشرات المكالمات من تشايريونغ...كان هناك أيضا عدة رسائل أقلقتها للغاية خاصة آخر واحدة لذا عاودت الاتصال بها عدة مرات لكن دون جدوى

خرجت للبحث عنها فشاهدت مجموعة من الطلاب مجتمعين في الساحة ثم توقفت أمامهم سيارة إسعاف وسيارة شرطة وكانت هناك فوضى عارمة لذا ركضت نحوهم وانصدمت بالحقيقة المرة

كان الجميع مشغولين بجثة تشايريونغ لذا نظرت ليا للأعلى ورأت السطح ثم صعدت هناك فعثرت على هاتف تشايريونغ...ودون أن يلاحظ أحد أخذته ووضعته في حقيبتها

••••••••••••••••••••

فتحت ليا الدرج ونظرت فيه لهاتف تشايريونغ ثم حملته ولمسته بهدوء
-ليا(بحزن) :آسفة للغاية لأنني لم أكن هناك لمواساتك...ربما لو استمعت إليك ونصحتك وعانقتك ما كان سينتهي بك الأمر بالانتحار...لقد كرهت التشجيع من يومها وتركته...لأنه قد شغلني عن إنقاذك

• قبل 5 سنوات:
ركضت ليا في المدرسة باحثة عن بومغيو فعثرت عليه في قاعة الدرس جالسا في الحافة منكمشا على نفسه يعانق ساقيه...كانت تشك أنه فعل شيئا لتشايريونغ لهذا انتحرت ومع ذلك حاولت الكلام معه بهدوء والتظاهر أنهت لا تشك بشيء
-ليا:بومغيو...اسمع...أعلم أنكما كنتما مقربين جدا ولهذا من الطبيعي أن تتأذى وتتألم...أنا أفهم شعورك لكن هل تعرف ما خطب تشايريونغ ولماذا انتحرت؟

أومأ لها برأسه أنْ لا دون أن ينظر في عينيها حتى...ولذلك قررت أن لا تتوقف حتى تعرف الحقيقة...لكن من الصعب عليه إخبارها خوفا من أن تخبر الشرطة عنه لذا حاولت كسب تعاطفه وثقته ويوما بعد يوم استسلم لها وأخبرها بكل القصة ووعدته أنها لن تخبر أي أحد

••••••••••••••••••••••••••••••

هذه كانت القصة الحقيقية وراء علاقة بومغيو وليا الوطيدة وكونهما أقرب شخصين لبعضهما

ذهب بومغيو لطبيبته النفسية وجلس على الكرسي وهو شارد الذهن كجثة لا مشاعر لها...كان بالفعل قد حكى لها كل شيء في الجلسات السابقة ومازال حتى الآن يتعالج...فمنذ موت تشايريونغ دخل حالة اكتئاب حادة وحاول الانتحار عدة مرات وقرر ترك أهله وتغيرت طباعه ليصير شخصا باردا متوحدا
-الطبيبة:كيف تشعر؟
-بومغيو:ألم...ضياع...وحدة...فراغ...كآبة...ما من شيء أبدا
-الطبيبة:هل زرت قبرها؟
-بومغيو:لا...مازلت غير قادر على مواجهتها...ماذا سأقول لها؟
-الطبيبة:هل مازلت لا تريد التخلي عن حبها؟
-بومغيو:أبدا...لا أستطيع
-الطبيبة:لكنه يؤذيك
-بومغيو:أستحق لأنني سافل...لقد خذلتها
-الطبيبة:ألم تفكر أن هذه طبيعة البشر؟ بأن يرتكبوا الأخطاء ويندموا...لا بأس فكل تلك السنوات من العذاب ستكفر عنك خطيئتك
-بومغيو:لا...مازلت أستحق أكثر...ربما حتى الموت لن ينقذني منها...كنت دائما أفكر أنني لو انتحرت فلن أملك الجرأة على مقابلتها...لذا أحاول البقاء حيا قدر المستطاع
-الطبيبة:بومغيو...أنت تبالغ
-بومغيو:ليست مبالغة...لقد تسببت بموت إنسانة بريئة
-الطبيبة:ألم تفكر بأن الموضوع ليس خطأك؟ أنت لم تطلب منها الانتحار
-بومغيو:لكنني قُدتها إليه
-الطبيبة:بل كونها ضعيفة الشخصية هو ما قادها للانتحار...نحن البشر نعاني من المشاكل دوما ولو انتحرنا كلما تم خذلاننا لانقرض الجنس البشري
-بومغيو:هل تعرضتِ للخيانة والتنمر والخداع سابقا؟ لا أظن ذلك فلو حصل لكنتِ تفهمين ما مرت به
-الطبيبة:أنا من يجب أن تسألك وليس العكس
-بومغيو:هذا مجرد مثال
-الطبيبة:إذًا مازلت لا تريد ترك حبها
-بومغيو:أجل
-الطبيبة:ماذا عن الوقوع بحب شخص جديد؟ أظن الأمر سيساعدك على تخطي الموضوع
-بومغيو:لا أستطيع...قلبي متيم بها وحدها...أنا عالق في متاهتها للأبد
-الطبيبة:هل تود الهروب من هذه الظلمة؟
-بومغيو:طبعا
-الطبيبة:إذًا تخلى عن حبها وابدأ حياتك من جديد
-بومغيو:حقا لا أستطيع
-الطبيبة:بل تستطيع...الوقوع بالحب شيء جميل
-بومغيو:وماذا لو آذيتها مجددا وانتحرت؟
-الطبيبة:ولِمَ قد تفعل؟ ولِمَ تنوي خذلانها من الأساس؟ ألا يمكنك التوقف عند فتاة واحدة؟
-بومغيو:لا أعلم...أخاف أن يتكرر الأمر فحسب...لا أعلم كيف لكن أشعر أنه سيتكرر
-الطبيبة:حسنا...انتهت جلستنا...سأراك لاحقا

خرج بومغيو عائدا لمنزله حزينا محطما وكل خطوة أثقل وأبطأ من الأخرى...وصل أخيرا لعتبة باب منزله فلاحظ عند إيطار الباب مجموعة من الدبابيس موضوعة بشكل عمودي يمكن أن يدوس عليها أي أحد بالخطأ ويتأذى
-بومغيو(بتجهم) :من الأحمق الذي فعل ذلك؟

استدار من حوله فرأى بين مختبئة خلف الشجرة فتوجه إليها فورا
-بومغيو(بتجهم) :جذع الشجرة أنحف من جسدك
-بين(بحزن) :ليتك دست عليها
-بومغيو:وماذا لو؟ مازلت أرتدي حذائي ولن تصل الدبابيس لقدمي
-بين(بحزن) :أتمنى أن تخلع حذاءك وتسير فوقها بالخطأ

ثم نظرت لعينيه بتمعن
-بين:عيناك حمراوان للغاية! أكنت تبكي؟

تجاهلها وتوجه نحو المنزل فلحقت به وحاولت الدخول وتوقفت عندما شاهدته يخلع حذاءه عند خزانة الأحذية
-بين(بحزن) :آسفة لو أنني ضايقتك لدرجة أن تبكي...أعلم أنني غبية وأتصرف بشكل غير مراعٍ للناس...لكن صدقني أنا قلقة عليك...أنت تبدو باردا للغاية وكئيبا ولا تختلط بأحد...ما أعرفه أن البشر اجتماعيون أما المتوحدون منهم فهم أشخاص مروا بتجارب سيئة لذا أخذوا حيزهم الخاص

ضايقه كلامها فاتجه نحو الباب ليطردها ويغلقه لكنه داس بالخطأ على أحد الدبابيس وهو حافٍ فتألمت رجله وصرخ
-بين(بقلق) :أوه هل تأذيت؟ آسفة آسفة آسفة

جلس أرضا وأزال الدبوس من قدمه فصارت تنزف
-بين(بحشرجة) :لقد آذيتك...أنا آسفة...سامحني أرجوك...سامحني بومغيو
-بومغيو(بحدة) :إن أردتِ أن أسامحك فتوقفي عن كونك فتاة طفولية بكاءة...لقد مررت بيوم سيء جدا لذا أقل ما تستطيعين فعله هو تركي أبقى وحدي قليلا...سأجن يا هذه...فقط دعيني وشأني وسنكمل لعبة المطاردة غدا...تشه

نهض وأغلق الباب في وجهها بقوة فبدأت بالبكاء...لكن لشعورها بالحزن والذنب لم تستطع ترك الأمور على حالها لذا أخذت كل الدبابيس ورمتها بعيدا ثم وضعت بدلا منها عند عتبة الباب بعض الزهور والورود التي قطفتها من الشارع



عدل سابقا من قبل بثينة علي في السبت مارس 11, 2023 7:57 am عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة لَعْنَة العَنْقَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة لَعْنَة العَنْقَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة لَعْنَة العَنْقَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الأحد أكتوبر 23, 2022 5:56 pm

رواية لعنة العنقاء : الفصل السابع



استيقظ بومغيو ونظر للنافذة فأدرك أنه يوم معتدل وجميل...تفقد هاتفه فوجد رسائل من زملائه القدماء من فريق كرة السلة يُعلمونه جميعا أنهم يريدون مقابلته فلديهم غداء لم شمل اليوم

في الحقيقة هو يكره لم الشمل لأنه يعيد له الذكريات الحزينة ويذكره أكثر بتشايريونغ...ورغم ذلك كان مجبرا للذهاب عندهم

خرج من منزله في الصباح فوجد الزهور والورود منثورة عند باب البيت فشعر بشعور عميق بالحزن...انحنا إليها وأمسك وردة منها ولمسها للحظات ثم رماها وانطلق لمقابلة أصدقائه

في أحد المطاعم وفي قاعة خاصة اجتمع جميع لاعبي كرة السلة حتى جاء إليهم بومغيو ثم رحبوا به...لكن الصدمة هو أن المشجعات جميعهن كن هناك وحتى ليا وريوجين

نظر بومغيو لليا وبادلته النظرات كما لو أنهما يريدان التراسل من بعيد
-بومغيو:سأجلس بجانب صديقتي

ذهب وجلس بجانب ليا ولم يريدا أن يتهامسا أمامهم لكي لا يشعر الجميع أنهما يخفيان أمرا...نظر لريوجين فابتسمت له لكنه أبعد نظره عنها كونه يشعر بالذنب والكراهية تجاهها
-يوجين:بومغيو أيها الكلب...دائما عندما نراسلك تتجاهلنا...أين اختفيت كل هذه المدة؟
-بومغيو:أوه...الحقيقة...أنا مشغول جدا هذه الأيام
-يونا:مشغول بماذا؟
-بومغيو:لقد تم تكليفي بمهمة رعاية طفلة...هي ابنة صديقة أمي
-يونغجاي:طفلة! لا تمزح! هل أنت مربية؟ هههههههههه
-بومغيو:الحقيقة أنها مزعجة...تلحقني لكل مكان وتريد مشاركتي أي شيء أفعله...أوه كم هي مراوغة!
-يونغجاي:ههههههههههه الأطفال مزعجون فعلا
-بومغيو:لكن هذه الطفلة أضعاف الأضعاف...إنها ترسم على باب منزلي وتضع الدبابيس على عتبته وتركض خلفي وتتصرف كالقطط لتأكل طعامي

بينما الجميع منهمكون بسماع قصة بومغيو تدخلت ليا
-ليا:وتزحلقك بالصابون

نظر الجميع نحوها فتوترت
-ييجي:هل تعرفينها؟
-ليا:آه أجل...لقد زرت منزل بومغيو عدة مرات وقابلتها هناك...إنها غريبة نوعا ما ولا تحب الضيوف وتتشاجر معهم على أبسط الأمور
-ييجي(بخبث) :تزورين منزله ها؟ ههههه ما الذي تخفينه عنا؟
-ليا:ههه نعم لأننا صديقين مقربين وليس الذي ببالك...لا أعلم لماذا يشك الجميع بنا...هل نبدو منسجمين لتلك الدرجة؟
-ريوجين:أبدا...لا أرى أي انسجام

رمت كلماتها الباردة تلك ثم انهمكت بالأكل...حينها نظرت ليا لبومغيو ولمحت له بأن يغلق الموضوع وهو فهمها
-يونغجاي:إذًا فالاعتناء بالأطفال مرهق
-ليا:لنغلق الموضوع...أخبروني قليلا عنكم...أريد أن أعرف ماذا تفعلون هذه الأيام

قضى الجميع وقتا ممتعا وتناولوا الغداء ما عدا بومغيو الذي كان صامتا طوال الوقت ولا يشعر بأي راحة وحين انتهى الغداء خرج مع ليا
-بومغيو:لِمَ لم تخبريني أن فريق المشجعات أيضا سيأتي...تعلمين كم أكره رؤية ريوجين
-ليا:صدقني لا علم لي...ذُكر في الرسالة أنه غداء خاص بفريق المشجعات فقط لكنني تفاجأت حين رأيت الجميع هناك
-بومغيو:تبا...بالأمس فقط ذكرى وفاة تشايريونغ واليوم ذهبت لمقابلة شخص متورط في موتها

فجأة سمعا صوت ريوجين تناديهما من الخلف فاستدارا نحوها
-ريوجين:بومغيو...هذه أول مرة نلتقي فيها منذ سنوات...أنت حتى لم تكلمني ولم تسألني عن أحوالي...وأيضا شعرك أصبح أطول مما كان عليه...يعجبني
-ليا:ريوجين...دعيه وشأنه رجاءً...لا يريد الحديث معك وأنتِ تعرفين ذلك
-ريوجين:من أنتِ؟ محاميته؟ دعيه يتكلم بمفرده
-بومغيو(بحدة) :كلامها صحيح...والآن اهتمي قليلا لكرامتك ودعيني بحالي

ثم أمسك بيد ليا وأخذها معه بعيدا بينما كانت ريوجين غاضبة للغاية من هذا التصرف...وأثناء طريقه ورده اتصال من صديقه هيونين كاي فرد بسرعة
-بومغيو:أهلا
-كاي:لنلتقي

تقابل بومغيو مع صديقه من الطفولة المدعو "هيونين كاي" والبالغ من العمر 23 سنة وتحدثا عن حياتهما وكيف تمر الأيام معهما...في نهاية النقاش شرد بومغيو بخياله للحظات ثم نظر نحو كاي بجدية
-بومغيو:هل تريد أن تقبل فتاة ما؟

فجأة فتح كاي عينيه من الصدمة
-بومغيو:أقصد...هل تمنيت يوما أن تواعد فتاة ما؟ وتنسجما وتتبادلا القبل؟
-كاي(باستغراب) :ما مناسبة هذا الكلام الغريب؟!
-بومغيو:تعرف أننا أصدقاء منذ الطفولة لذا أحب مصلحتك وأريد أن أعرفك بفتاة جميلة ولطيفة كما يحب ذوقك
-كاي(باستغراب) :مازال الأمر غريبا قليلا...أنت لم تتدخل بحياتي العاطفية قبلا
-بومغيو:السبب هو أنني أحبك وأريد رؤية زفافك عما قريب
-كاي(باستغراب) :ماذا؟!
-بومغيو:أرجوك قل نعم
-كاي:نعم
-بومغيو(بحماس) :وأخيرا...لا تتحرك من هنا...سأذهب وأحضرها
-كاي:الآن؟

في ذلك الوقت كانت بين جالسة مع العم إيل أمام منزله يضعان طاولة في الوسط ويلعبان الشطرنج
-عم إيل:كش ملك...فزت عليك
-بين(بحزن) :شرير...دائما تفوز علي...سأبكي
-عم إيل:ههههه لأنك متسرعة في التحرك...فكري جيدا قبل الإقدام على أي خطوة
-بين(بحزن) :سأبكي فورا
-عم إيل:حسنا حسنا لا تبكي...جربي الفوز علي هذه المرة...سأكون متساهلا
-بين(بحماس) :وييييي سأفعل

أخذت القطع لترتبها على اللوح مجددا فشاهدت بومغيو قادما من بعيد وحين رأته ابتسمت ولوحت له...وبينما يركض نحوها بحماس نظرت له وقفز قلبها من السعادة بعد أن ظنت أنه مهتم لأمرها وجاء من أجلها...لكنه حطم سقف توقعتها حين أمسك بها من ذراعها وأخذها ليركضا معا وهو يتحدث
-بومغيو:عثرت على شخص يمكنك تقبيله مرتاحة
-بين(بصدمة) :ماذا؟!

وقفت فجأة وسحبت يدها فتوقفا عن السير ونظرا لبعضهما
-بومغيو:صديقي ينتظرنا الآن وهو شاب جيد...قبليه وفكي اللعنة ودعيني وشأني
-بين(بحزن) :ستعرفني على شاب آخر فقط لتتخلص مني؟
-بومغيو:احم احم...لم أقصد ذلك...لكن ألا تريدين العودة لمنزلك؟ ها نحن ذا
-بين(بحزن) :أود ذلك لكن...

لم يتركها تكمل كلامها حتى وسحبها ثم أخذها نحو كاي الجالس في الحديقة

كان كاي ينظر للناس ذهابا وإيابا ولكن حين رأى بين رفقة بومغيو قادمين نحوه انبهر انبهارا شديدا وفتح عينيه على مصراعيهما وبقي ينظر لها بإعجاب
-بومغيو:ها نحن ذا...جيد أنك لم تغادر...صديق وفي...أعرفك على بين...وهذا كاي
-كاي(بتوتر) :مرحبا...سرني لقاؤك

لم ترد عليه بل بقيت متجهمة الوجه
-بومغيو:لا بد أنك سئمت من الوحدة لذا لا تبقى عازبا بعد الآن...اخرج أنت وهي في موعد غرامي واقضيا وقتا ممتعا
-كاي:هذا غريب نوعا ما
-بومغيو:ما الغريب؟ صديقك المفضل يعرفك على فتاة...لا تخجل هيا...تقدم منها وحدثها

حاول كاي الوقوف بجانبها لكن يبدو أنها مستاءة لهذا تجاهلته...حينها تدخل بومغيو واقترب من أذنها
-بومغيو(بهمس) :هذه فرصتك...لا تضيعيها...قومي بفك اللعنة وعودي للمكان الذي أتيتِ منه
-بين(بانزعاج) :هكذا إذًا؟ تريد فعل أي شيء للتخلص مني؟ حسنا لك ذلك

تقدمت من كاي وهي حزينة وحاولت أن تبتسم بتكلف
-بين:مرحبا...سررت بمعرفتك
-كاي(بتوتر) :هههه أنا المسرور أكثر...هل تريدين الذهاب معي لنشرب القهوة؟
-بين:لا أحب القهوة...طعمها مر
-كاي(بتوتر) :أوه آسف...ماذا عن الكعك أو أي شيء يخطر ببالك...فقط أفعل هذا حتى نتقرب من بعضنا أكثر ونتعرف
-بين(بحزن) :بومغيو لن يذهب معنا؟

نظرت لبومغيو وشعرت بحزن شديد
-بومغيو:طبعا لن أذهب...إنه موعد بينكما أنتما الاثنان...لست والد أحدكما حتى أرافقكما
-كاي:لنذهب

سار كاي أولا ثم نظرت بين لبومغيو بحزن وكادت تبكي لأنه تخلى عنها بهذه الطريقة المؤسفة...لكنها قررت أن تغادر وتتركه كما تركها لذا لحقت بكاي بخطوات بطيئة...وبينما تبتعد كانت تلتفت للخلف مرات عدة وتشعر بشعور غير مريح في صدرها...كما لو أنها ستغادر مع الشخص الخطأ

سارت خطوات عدة ثم توقفت واستدارت
-بين(بصراخ) :بومغيو

ركضت نحوه وعيناها قد اغرورقتا بالدموع وعانقته بحرارة ودفنت وجهها في صدره وهي تتشبث به جيدا لكي لا يهرب...كان هو حزينا لأنها فعلت ذلك في مكان عام وما زاده حزنا حين رأى كاي يعود عندهما وهو مصدوم ومتوتر
-بومغيو:آسف حقا...لا أدري ما خطبها...ستأتي معك فورا

تشبثت به بين بقوة أكبر وأبقت وجهها في صدره بينما تتحدث
-بين(بحشرجة) :لا أريد...ولا أستطيع
-بومغيو:لماذا؟!
-كاي(بتوتر) :هههه لا بأس...يبدو أنها متعلقة بك...لا عليك...اعتني بها

ثم غادر وكان يبدو واضحا جليا أنه منزعج ومحرج مما حصل...ومهما نادى عليه بومغيو من الخلف فهو لا يرد

بعد أن هدأت بين قليلا جلست مع بومغيو في الحديقة وهي حزينة
-بين(بحزن) :أظن أن هناك مشكلة...لقد وقعت بحبك

تفاجأ بومغيو من كلامها رغم أن الأمر كان واضحا في السابق...وما فاجأه ليس اعترافها بل طريقة كلامها التي تبدو جادة للغاية...في السابق كانت تطلب منه المواعدة لكنه شعر أن طلبها مزيف...أما الآن تبدو جادة تماما وتائهة
-بومغيو:ماذا يعني ذلك؟
-بين(بحزن) :لن أستطيع تقبيل غيرك...لا يمكنني تقبيل شخص لا أحبه
-بومغيو:ماذا؟! ولماذا علي أن أقبلك؟ أنا لا أحبك...هل علي إجبار نفسي أيضا؟ لا تكوني أنانية
-بين(بحزن) :هل هناك أمنية أو شيء تريده في الحياة؟
-بومغيو:ما هذا السؤال السخيف؟
-بين(بحزن) :إن ساعدتني سأحقق لك أمنية

انصدم من كلامها وفتح عينيه بسرعة ثم أمسكها من كتفيها وأدارها ناحيته لتتلاقى وجوههما
-بومغيو:هل يمكنك إعادة شخص للحياة؟
-بين:امممم هذا يعتمد على طريقة موته...إن كان توفي في حادث فيمكنني...أما إن كان عجوزا وعمره الجسدي قد انتهى فلا يمكنني...لكن من هو؟
-بومغيو(بحماس) :مذهل! هناك شخص أود إعادته وعليك مساعدتي
-بين:من هذا؟!
-بومغيو:لا تسألي كثيرا...تستطيعين أليس كذلك؟ هي ليست مزحة؟
-بين:طبعا...لدى العنقاوات سحر بإمكانه فعل الكثير

وسط سعادته تذكر أن عليه تقبيلها وهذا يعني أنه يخون قبلة تشايريونغ الأخيرة التي طبعتها على شفتيه...طوال الخمس سنوات التي ماتت فيها قد وعد نفسه أن لا يقبل شخصا آخر والآن ها هو ذا يقع في مشكلة
-بومغيو(بحزن) :أحتاج وقتا لأفكر

عاد للمنزل بمفرده وهو يفكر بالموضوع وتركها خلفه لا يدري ما تفعله...وأثناء مروره بالحي رأى شاحنة لصيد الحيوانات المتشردة تلتقط القطط والكلاب الضالة وتأخذهم للمأوى

تجاهل الأمر ودخل منزله ثم تقلب في سريره عدة مرات وهو يحاول اتخاذ قرار مناسب...أخذ صورة تشايريونغ ونظر لها ولمسها بلطف
-بومغيو(بحزن) :أريدك بجانبي فورا ولكن لأفعل ذلك علي خيانتك وتقبيل فتاة أخرى...ترى هل يستحق الأمر؟

وقف مجددا ونظر للنافذة فوجد بين وقد تحولت لقطة بسبب حلول الظلام بالفعل وكانت تقف على مقربة تنظر نحو منزله وكانت متأكدة أنه لن يسمح لها بالدخول أبدا

بعد أن عاد لسريره وحاول النوم سمع صوت مواء قطة شديد من الخارج...كما لو أنها تستغيث...لذا أسرع للنافذة وصدم حين رأى صائدي الحيوانات يمسكونها ويضعونها في قفص صغير ويغلقون عليها
-بومغيو(بصدمة) :مستحيل! أيعقل أنها هي؟!

كانت بالفعل تنظر إليه وتنادي بينما يغلق الصائد باب العربة ويغادر
-بومغيو(بتوتر) :ستكون بخير...هي لا تحتاج مساعدتي

ثم فكر لدقائق وأدرك أن القفص ضيق جدا وفي حال عادت لطبيعتها في الصباح فتتهشم عظامها لذا ركض بسرعة وأحضر دراجته ولحق بالشاحنة وهو ينادي ويلوح لصاحبها لعله يراه في الزجاج الأمامي
-بومغيو(بصراخ) :توقف...رجاءً توقف

بسبب عدم تركيزه قاطعته سيارة في وسط الطريقة فضغط على الفرامل ولكنه تأخر بحيث حاول إيقافها لكنه فشل لذا انزلقت به وأسقطته وجرح ركبته

لم يأبه للجرح بل ركب دراجته وواصل اللحاق بالشاحنة ولحسن الحظ توقفت عند إشارة المرور ورآه السائق وهو ينادي فركنها عند جانب الطريق
-بومغيو:اعتذاراتي لك...لقد قمت بصيد قطتي السوداء تلك
-الصائد:قطتك! ظننت أنها ليست ملكا لأحد لأنها لا ترتدي طوقا
-بومغيو:أجل...لا أحب جعلها ترتدي شيئا قد يضايقها

فتح الصياد القفص على بين وأمسكها ثم مد يديه نحو بومغيو ليمسكها لكن الآخر تجمد من الخوف لأنه يعاني رهاب القطط

بقيا يحدقان ببعضهما للحظات والسائق رافع القطة في الهواء
-السائق:قلت أنها قطتك...خذها هيا...أم أنك تكذب؟

ابتلع الآخر ريقه من التوتر ولم يكن بيده حل سوى دفع الصائد فأسقطه أرضا وتحركت بين وهربت بعيدا
-بومغيو(بصراخ) :اهربي بعيدا ولا تعودي أبدا

نهض السائق من الأرض ونفض ملابسه وكان غاضبا جدا من هذا التصرف
-الصائد(بغضب) :جيل اليوم قليل أدب
-بومغيو(بتوتر) :آسف حقا...آسف...اعذرني سيدي

غادر الصائد غاضبا فنظر بومغيو خلفه ووجد بين بشكلها القططي على بعد خطوات منه تنظر له وحين حاولت الاقتراب منه مد يده لها لتتوقف فتوقفت
-بومغيو:رجاءً لا تقتربي...احترمي وضعي النفسي وعلى الأقل كوني ممتنة لمساعدتي لك

نظر لرجله فوجدها تنزف بشدة فاضطر للعودة للمنزل وهو يجر دراجته معه وطوال الطريق كانت تتبعه...وحين وصلا للمنزل أبقى الباب مفتوحا لها لتدخل فاستغربت
-بومغيو:لا تنظري لي هكذا...إن بقيتِ في الشارع ستصطادك جمعية الحيوانات لذا ادخلي بسرعة

أبقى بينهما مسافة فدخلت المنزل...والآن وصل للجزء الصعب وهو أن عليه تدبر مكان لها لتنام فيه

بحث في المطبخ فخاف أن يسقط شعرها بالأنحاء ويبتلعه ثم بحث في الحمام فأدرك أن عليه استخدامه في الليل

المكان الوحيد المتبقي هو غرفة نومه...لكن بسبب الفوبيا التي لديه أدرك أنه سيعاني كثيرا في الليل

وضع لها سلة خشبية على الأرض وداخلها وسادة ناعمة بعيدا عنه بأمتار ثم ركض للنوم في سريره وبجانبه رشاشة للماء لكي يستخدمها عليها في حال حاولت الاقتراب
-بومغيو:نامي هناك...وحذاري أن تقتربي وإلا سأبللك

ذهبت للنوم في السلة وغطت في نوم عميق بينما هو ينظر إليها ويراقبها خوفا من أن تقترب منه...وبسبب ذلك لم يستطع النوم مرتاحا أبدا وظل سهرانا طوال الليل خائفا منها



عدل سابقا من قبل بثينة علي في السبت مارس 11, 2023 8:19 am عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة لَعْنَة العَنْقَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة لَعْنَة العَنْقَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة لَعْنَة العَنْقَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الجمعة أكتوبر 28, 2022 10:57 am

رواية لعنة العنقاء : الفصل الثامن



في اليوم التالي فتح بومغيو عينيه متعبا من قلة النوم وأول ما رآه هو بين نائمة على سريره وتحدق به بإعجاب فانتفض من الفزع وانقلب للجهة الأخرى من السرير كما حصل معه في أول مرة تقابلا فيها فانفجرت الأخرى من الضحك عليه
-بين:هههههه يحصل معك هذا دائما...عليك أن تعتاد...صباح الخير
-بومغيو:هل حل الصباح بهذه السرعة؟
-بين:أجل
-بومغيو:وماذا تفعلين على سريري؟ لِمَ لم تبقي بعيدة؟
-بين(بتجهم) :لا تظن أنني معجبة بك
-بومغيو:قلتِ سابقا أنكِ كذلك...لماذا تغيرين كلامك كل دقيقة؟
-بين(بتجهم) :ليس لتلك الدرجة
-بومغيو:يمكنك البقاء في منزلي من الآن فصاعدا حتى لا يحاول أحد خطفك أو إيذاءك
-بين(بحماس) :حقا؟!
-بومغيو:أجل

ثم نظر للجرح الذي في رجله ولمسه
-بين(بحزن) :أوه لقد أصبت بهذا الجرح بسببي! دعني أقبله لكي يشفى
-بومغيو(باستغراب) :هذا طفولي
-بين:لكن البشر يفعلونه كثيرا...هذا ما اكتشفته أثناء مراقبتي لهم
-بومغيو(بتجهم) :لا شكرا...هناك اختراع اسمه الضمادات

توجه للمطبخ فشم رائحة طعام شهي...تتبع الرائحة فوجد على المائدة طبقا من الفطائر وكوبا من العصير...نظر لهما لدقائق ثم أخذ لقمة فشعر بطعمها المميز وتأثر
-بومغيو:لا لا لا...لا يجب أن أسمح لبطني أن يخدعني ويوقعني بغرام تلك التافهة...حان الوقت للتضحية من أجل تشايريونغ

خرج من المطبخ بسرعة وتوجه نحو بين...وحين رأته يقترب منها تفاجأت...والذي فاجأها أكثر وضعه لشفتيه على شفتيها للحظات في قبلة لطيفة جعلتها تتجمد مكانها وتغمض عينيها

ابتعد عنها ونظر لها بتمعن فلم يلاحظ أي شيء قد تغير
-بومغيو:هل تم فك اللعنة؟
-بين(بتقزز) :لا...ما الذي فعلته؟ أنت لم تتركني حتى أخبرك بالحقيقة كاملة
-بومغيو(بصدمة) :أي حقيقة؟ لا تقولي لي أن الأمر بلا فائدة
-بين(بتقزز) :كنت سأخبرك سابقا أن القبلة يجب أن تكون من شخص يبادلني الحب...لماذا تسرعت وأفسدت الأمر؟ كان يمكنك تقبيلي حين تشعر أنك تحبني

ضربت الأرض بقدميها بلطف وركضت للحمام وأغلقت الباب وتركته مصدوما
-بومغيو:إذًا...لقد ضيعت قبلة تشايريونغ بدون فائدة! يالني من مغفل! تشايريونغ لن تصفح عني أبدا لو علمت بذلك

بينما بين في الحمام وضعت يدها على شفتيها لأنها شعرت أنهما تحكانها بسبب ملمس القبلة
-بين(بحزن) :لقد كانت ردة فعله سيئة...أظن أنه غاضب مني...لكن دعنا من كل ذلك...إنها أول مرة أجرب فيها قبلة وأشعر بشعور غريب...كما لو أن هناك ألما في بطني! أو نوعا ما من المشاعر الجميلة الدافئة...حقا لا أعلم بعد

فجأة سمعت صوت بومغيو يتحدث على الهاتف
-بومغيو:نعم ليا؟ دعوة على الغداء؟ لا أعلم...سأفكر...أوه حسنا...لو كان كذلك سآتي

حين سمعت اسم ليا ركضت خارج الحمام وتمسكت بذراعه
-بين(بحزن) :لا تذهب إليها...تلك الفتاة لئيمة وتكرهك
-بومغيو:ماذا؟!
-بين(بحزن) :أستطيع معرفة ذلك من خلال عينيها...هي ليست صديقة رائعة ومتفهمة كما تظن...أردت إخبارك بذلك لكنني خفت من جرح مشاعرك
-بومغيو(بحدة) :كفى...لقد تماديتِ...إلا ليا لن أسمح لك بالكلام عنها هكذا...ماذا تعرفين عنها؟ هل تعرفين كم وقفت إلى جانبي وساندتني نفسيا ومعنويا وماديا؟
-بين(بحزن) :لكنها تمثل صدقني
-بومغيو(بحدة) :الوحيد الذي يمثل هو أنتِ...لقد تماديتِ بغيرتك...ألا تلاحظين ذلك؟ أفهم أنكِ منزعجة من كون ليا أقرب إلي منك ولكن هل يستحق الأمر أن تفتري عليها؟
-بين(بحزن) :لن أجبرك على تصديقي...لكن فلتعرف أن إحساسي لا يخيب

أصدر بومغيو تشه ساخرة ثم خرج لمقابلة ليا التي تعيش في منزل منفرد...عندما وصل كانت تبدو مضطربة نوعا ما فأدخلته للمنزل وأغلقت الباب جيدا
-بومغيو:هذه المرة لم تلحق بي تلك المزعجة بين لذا لا تقلقي...على الأقل سنبقى معا ونتحدث عن بعض خصوصياتنا...وخاصة عن تشايريونغ
-ليا(ببرود) :تفضل...سأجهز الغداء الآن
-بومغيو:الوقت مازال مبكرا...إنها التاسعة صباحا
-ليا(ببرود) :أريد تناول الطعام باكرا لكي نجلس ونتحدث براحتنا
-بومغيو:حسنا

توجهت للمطبخ ووضعت المكونات على الطاولة وبدأت تقطيعها بينما بومغيو يراقبها...كانت تبدو غريبة وقد جذب ذلك انتباهه لكنه لم يسألها ولم يتدخل في أمورها

حملت الساطور الثقيل الذي يستخدم لقطع اللحم القاسي ثم نظرت باتجاه بومغيو ورمته عليه ولكنه ابتعد في آخر لحظة فارتطم بباب الخزانة العلوي وكسر جزءا منه
-بومغيو(بصدمة) :ما الذي...تفعلينه؟!

حملت سكينا من طقم السكاكين وصارت تقترب منه وهو يتراجع للخلف خائفا...كانت نظرتها باردة وتبدو كالمرضى النفسيين في أفلام الرعب
-بومغيو(بصدمة) :ليا! ما بالك!
-ليا(ببرود) :قرأت عبارة في كتاب تقول "إن انتحرت الضحية فهذا لا يعني أنه لا يوجد قاتل"
-بومغيو(بصدمة) :ماذا؟!
-ليا(ببرود) :أنت قتلت تشايريونغ وحان الوقت لتدفع الثمن...لا مزيد من التردد بعد الآن

ركضت نحوه بسرعة وحاولت طعنه فأمسك بالسكين بيديه وجرحه فصار ينزف وبقي ممسكا به على ذلك الحال بينما هي تدفعه ناحيته لتغرزه في صدره
-بومغيو(بصدمة) :ليا توقفي رجاءً وأخبريني ما القصة
-ليا(ببرود) :القصة أنني سأقوم بقتل قاتل تشايريونغ بيداي

دفعها بعيدا فسقطت على الأرض وسقط منها السكين
-بومغيو:اسمعي...أعلم أن موت تشايريونغ خطئي لكن ألم نتفق على إغلاق الموضوع ونسيانه؟ ثم لماذا تحاولين الانتقام لها الآن؟ لِمَ لم تفعلي منذ سنين؟ نحن أصدقاء
-ليا(ببرود) :لست صديقتك ولم أخطط لمصادقتك أساسا من أجل مواساتك...لقد كنت أخطط منذ زمن لقتلك والانتقام لروح صديقتي المفضلة...ترددت كثيرا بسبب أنني أشعر بالتعاطف معك وبأنك لست شخصا سيئا...لكن يبدو أنني كنت غبية...لن أتردد أكثر وسأنهي حياتك حتى لو تدمرت حياتي

حملت الساطور مجددا وحاولت ضربه به لكنه كان يتفادى ضرباتها
-ليا(بغضب) :تشايريونغ كانت تحبك بجنون...لماذا فعلت بها ذلك؟ لماذا؟ لو عرفت كمية حبها لك لانصدمت...أنا لم أستطع للحظة واحدة تجاوز موتها ومازالت تأتيني في كوابيسي
-بومغيو:آسف
-ليا(بغضب) :لا تتأسف لأنني سآخذ روحك بيدي

في لحظة غفلة عنه ضربته لإصبعه فجرحته جرحا عميقا وصار الدم يتناثر في كل مكان ولكنه رغم ذلك لم يؤذيها...غافلها في لحظة عدم انتباهها وأخذ منها الساطور ثم عانقها بحرارة وهو يبكي
-بومغيو(ببكاء) :آسف...آسف...آسف

هدأت ليا قليلا وتنهدت بعمق
-ليا(ببكاء) :لقد كانت تحبك...حقا تحبك
-بومغيو(ببكاء) :آسف
-ليا(ببكاء) :لقد اتصلت بي قبل أن تموت بدقائق لكنني لم أستطع إنقاذها...اللوم يقع علي أيضا
-بومغيو(ببكاء) :لا تلومي نفسك
-ليا(ببكاء) :هاتفها معي

تفاجأ الآخر من كلامها فأفلتها فتوجهت لغرفة نومها وأخرجت هاتف تشايريونغ من درج خزانتها وقدمته له
-ليا(ببكاء) :طوال هذه السنوات...الشخص الذي كان معه الهاتف هو أنا...لم أخبر أي أحد ولم أذكر الأمر حتى أمامك...كنت أريدك أن تموت دون أن تعرف مكانه

وضعته في يده وأغلقت عليه
-ليا(ببكاء) :أنا وأنت لم تعد تجمعنا أي علاقة...لسنا لا أصدقاء ولا أعداء...امضي في طريقك ودعني وشأني...أحتاج وقتا لأتجاوز ما يجري

عانقها بومغيو مجددا وحاولت الابتعاد عنه ولكنها في النهاية استسلمت وبقيت تبكي في حضنه
-بومغيو(ببكاء) :أمهليني حتى حفل التخرج...إن لم أعد تشايريونغ للحياة فأنا بنفسي سأنتحر وأريحك مني
-ليا(ببكاء) :ما الذي تقوله!
-بومغيو(ببكاء) :وجدت طريقة لإعادة تشايريونغ...إنها أشبه بمعجزة...أو قدر جاء أخيرا ليخلصني من خطيئتي...أعدك أنني سأفعلها وأعيد تشايريونغ للحياة

اكتفت بالاستماع له والبكاء فحسب...وفي النهاية عاد لمنزله وأصابعه ما تزال تنزف

عندما دخل وجد بين تتابع التلفاز حزينة وعندما رأت يده تنزف شعرت بالقلق عليه وركضت نحوه تتفقدها
-بين(بقلق) :ما بك؟ هل تعرضت لحادث؟
-بومغيو(ببرود) :منذ متى تعرفين أن ليا تكرهني؟
-بين(بحزن) :تلك المرة حين طبخت لك لقد وضعت شيئا في طعامك...رغم أنها قالت أنه بهارات لكنني عرفت أنه سم...وذلك اليوم أيضا حين دخلتُ عليكما للمطبخ رأيتها تحمل السكين وكانت ستطعنك به في ظهرك لذا أسقطتُها...لقد تظاهرت أنني أغار عليك لكن الحقيقة أنني أردت حمايتك منها

ابتسم بسخرية واغرورقت عيناه بالدموع
-بومغيو(بحشرجة) :لماذا؟ لماذا كلما حاولت أن أكرهك يتبين لي أنكِ الوحيدة المهتمة لأمري؟! لماذا أنتِ لطيفة هكذا؟!

مسح دموعه التي تسللت لخده وهو يحدثها ثم توجه للمطبخ وأخرج علبة الإسعافات ولف الضمادات على يده...بينما يفعل ذلك كان يبكي بصوت عالي وشهقاته ترتفع مرة بعد مرة
-بين(بحزن) :لا تبكي...هل الجرح يؤلمك؟ دعني أقبله وسيكون بخير

أمسكت يده وقبلت الجرح المضمد عدة مرات بينما هو يحدق بها ويبكي ويشهق
-بين:حسنا...سيكون بخير...لا داعي للبكاء

أخذ بومغيو حبوب المهدئات التي وصفتها له طبيبته النفسية واعتاد على تناولها لينام ويسترخي وغط في نوم عميق إلى المساء...وبعد استيقاظه نظر من حوله فوجد بين تشاهد التلفاز
-بين:أوه استيقظت؟ هل جرحك بخير الآن؟
-بومغيو:بلى...تعالي...أود محادثتك

اقتربت منه وجلست معه على السرير
-بومغيو:أريد تحقيق أمنية...أيمكنك تحقيقها لي؟
-بين:في الوقت الراهن لا...لكن حين أستعيد قوتي أستطيع ذلك
-بومغيو:ما رأيك أن أساعدك في فك اللعنة وبالمقابل تحققين أمنيتي؟
-بين(بحماس) :حقا؟! هذا مذهل! هذا يعني أننا سنتواعد ونقع بالحب
-بومغيو:أجل
-بين(بحماس) :أوه كم هذا لطيف! متى سنبدأ؟ وماذا سنفعل معا؟
-بومغيو:لا شيء
-بين(بإحباط) :لا شيء؟ كيف سنتواعد إذًا؟
-بومغيو:سنقضي وقتا أطول مع بعضنا وستعيشين في منزلي...هكذا أظن أننا سنقع بالحب أسرع
-بين(بحماس) :أوه هذا رومنسي! وأيضا سأطهو لك...رغم أن طبخي سيء لكن سأحاول تحسين مزاجك من خلاله

نظرت للنافذة فأدركت أن الشمس على وشك الغروب
-بين(بقلق) :لاااااا...الظلام على وشك الحلول وسأتحول لقطة ولن أستطيع الطبخ لك...هذا سيء...علي الإسراع

ركضت للمطبخ لتطبخ له وتذكرت ان ثلاجته فارغة
-بين:تبا...علي التسوق الآن...لكن لا وقت...سأستعير بصلة وجزرة من منزل العم إيل وأعود

كان منظرها لطيفا وهي تركض متوترة بالأنحاء فبقي بومغيو يراقبها حتى خرجت من المنزل بعدها قطب حاجبيه وأخرج من جيبه صورة تشايريونغ وحدق بها
-بومغيو:تشايريونغ...سأضحي لأجل إعادتك

في تلك الليلة استلقى بومغيو في فراشه وهو يحدق بهاتف تشايريونغ...كان خائفا من فتحه ورؤية صورها وذكرياتها فيعود له الشوق والحنين...بالنهاية قرر عدم فتحه نهائيا وأخفاه تحت وسادته ثم نظر لزاوية الغرفة حيث كانت بين تنام مكانها وهي على شكل قطة
-بومغيو(بهمس) :كان الوقت لأصلح كل ما كسرته

في يوم الغد استيقظ فوجد بين قد أعدت له طعام الفطور
-بومغيو:اليوم يوم عطلة...أتريدين أن نخرج في موعد؟
-بين(بحماس) :أوووه سيكون هذا مذهلا! ما الذي سنفعله؟
-بومغيو:سأصطحبك لمدينة الملاهي
-بين(بحماس) :ياه متشوقة جدا

ثم أخرج من الخزانة آلة تصوير
-بين:ما هذا؟
-بومغيو:أحب التقاط الصور في الخارج...هوايتي التصوير حين أشعر بالحزن أو الفراغ...طبيبتي طلبت مني أن أشغل نفسي بهوايات متعددة كالرسم والتصوير وعزف الموسيقى لتخطي المشاعر السلبية التي تعتريني
-بين(بحماس) :رائع! سنلتقط الصور معا إذًا
-بومغيو:لا...أنا أصور المناظر الطبيعية فقط والأشياء الخلابة
-بين(بثقة) :جمالي خلاب...ههههه أمازحك...أيمكنني رؤية بعض من صورك؟

شغل لها الكاميرا وأراها بعضا من صوره التقطها لمنظر الثلج وبعضها للسماء والقمر وأخرى لمناطق جميلة في المدينة
-بين:أعتقد أنك لو التقطت صورا من هناك في إمبراطوريتي في الأعلى سيكون منظر السحاب جميلا
-بومغيو:أوه صحيح...كيف تبدو إمبراطوريتك؟
-بين:عادية جدا...مكونة من مباني ومخلوقات تعيش فيها
-بومغيو:لا بد أن المكان ممتع هناك
-بين:أبدا...لو كان ممتعا لما تركت الحياة هناك وأتيت
-بومغيو:حسنا لنذهب...وأخبريني بالمزيد

سار هو أولا ولحقت به وبينما يسيران مرا على العمل إيل
-بين:صباح الخير عمي
-عم إيل:صباح الفل بين

ثم لحقت ركضا ببومغيو
-بومغيو:تبدين مقربة منه
-بين:إنه رجل جيد...وأجل بدأنا نصبح أصدقاء مقربين ههههههه

وصلا للحديقة وجلسا قليلا على الكرسي فمر عليهما شاب وحبيبته ممسكين بيدي بعضهما ويتحدثان ويضحكان
-بين(بحماس) :أوووه كم هما منسجمان ومناسبان لبعضهما! كم أتمنى أن نكون مثلهما
-بومغيو(ببرود) :لا شيء مهم بشأنهما
-بين:كيف ذلك والحب واضح على وجههما!
-بومغيو(ببرود) :الحب غير حقيقي...توقفي عن التوهم...هذان قد يكوان مخادعين...ربما يخون أحدهما الآخر...ربما وراء علاقتهما مصلحة...ربما أحدهما لا يحب للآخر...ربما هما مجبران على المواعدة لأجل إرضاء أهلهما

صمتت الأخرى للحظات مطأطئة رأسها ثم رفعته بحزن
-بين(بحزن) :الحب حقيقي...أنا أشعر به تجاهك وأعلم أنه حقيقي

فاجأه كلامها فتوترت وحاولت تصليح الوضع
-بين:هههه لست معجبة بك لتلك الدرجة لذا لا تغتر بنفسك

عندما رأى إحراجها تجاهه قام من الكرسي وتركها وتوجه نحو الشجيرات يحاول التقاط صورة بآلة التصوير خاصته وقد لفت انتباهه زهرة جميلة على الشجيرة...بينما يصورها طارت فراشة وحطت فوقها فزادت المنظر جمالا...ثم طارت مجددا فتبعها بعينيه ورآها تطير فوق رأس بين
-بين(بسعادة) :يااا إنها فراشة جميلة! ما أروع ألوانها!

ثم جاءت فراشة ثانية وثالثة ورابعة وطارت فوقها ثم حطت عليها بلطف دون خوف
-بين(بسعادة) :يااااااه! الفراشات تحبني!

بينما ينظر لها كان منذهلا مما يحصل لذا حمل آلة التصوير ووجهها نحوها والتقط عدة صور لها وهي تلعب مع الفراشات وتركض خلفها في الأنحاء بطريقة لطيفة ومميزة...كان منظرا مذهلا لم يعهد رؤيته من قبل لدرجة أن الناس من حولهم انذهلوا وظلوا يحدقون بها من بعيد متفاجئين

وبينما تركض خلف الفراشات رأت طفلا يحمل بالونا طائرا مربوطا بخيط
-بين:يااااي أريد مثله
-بومغيو:ماذا! هذا بالون يلعب به الأطفال فقط
-بين:ألا يمكنني اللعب أيضا؟
-بومغيو:لا
-بين(بحزن) :اممممم من فضلك بومغيو من فضلك
-بومغيو(بحدة) :لن أصبح أضحوكة المنتزه بسببك...هيا بنا

أمسكها من يدها وأخذها بعيدا ليكملا جولتهما وهو منزعج من تصرفاتها وغبائها الشديد وطفوليتها


عدل سابقا من قبل بثينة علي في السبت مارس 11, 2023 8:47 am عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة لَعْنَة العَنْقَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة لَعْنَة العَنْقَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة لَعْنَة العَنْقَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1السبت أكتوبر 29, 2022 9:09 am

رواية لعنة العنقاء : الفصل التاسع



بينما يتجول بومغيو مع بين في حديقة الملاهي التقيا بهيونين كاي هناك أيضا فتفاجأ من رؤيتهما معا
-كاي:بومغيو! هل أنا أحلم أم أنني أراك في الملاهي!
-بومغيو:أوه...بشأن ذلك...لقد أتيت بها في جولة

نظر نحو بين فلوحت له
-كاي(بتوتر) :أوه أجل...جميل
-بومغيو:هل ستغادر أم ليس بعد؟
-كاي:ليس بعد
-بومغيو:سأدعوك على القهوة إذًا

ذهب ثلاثتهم للمقهى وطلبوا القهوة...وبينما الشابان منهمكان بالحديث كانت بين تحاول شرب القهوة ولكن طعمها المر يصيبها بالتقزز...وبسبب أنها مدفوعة من جيب بومغيو لم تستطع رميها وإخباره بحقيقة أن ما اشتراه لها كان دون جدوى
-كاي:لا أصدق أنني أراك هنا أخيرا بعد كل تلك السنوات!
-بومغيو(بتوتر) :ما الغريب بالضبط؟
-كاي:أعني...ألا تشعر أن هناك أمرا غريب؟ أنت لا تحب الملاهي
-بومغيو(بتوتر) :بلى ههههه...لكن أخبرتك أنه لأجلها
-كاي:ههه ههه ههه لأجلها؟ منذ متى تقوم بأي شيء لأجل أي أحد؟
-بومغيو(بتوتر) :ماذا تعني؟

نظرت بين لشابة وحبيبها كانا جالسان بجانب بعضهما والفتاة تحمل في يدها دبا أحمر محشوا
-بين:أووه بومغيو! ليتك تهديني شيئا لطيفا كهذا بما أننا الآن مرتبطان
-كاي(بصدمة) :مرتبطان؟!

رمش بومغيو بعينيه ولم يستطع قول أي شيء
-كاي(بتوتر) :هه هه مبارك لكما...لم تخبرني بعد كم عمر بين
-بين:عمري ثلاث...

أغلق بومغيو فمها بسرعة
-بومغيو(بتوتر) :ثلاثة وعشرون
-كاي:أوه جيد...لكنها تكبرك بسنة...حسنا هذا لا يهم ما دمتما منسجمين
-بومغيو(يفكر) :كيف لو عرف أن عمرها الأصلي ثلاثمائة سنة
-كاي:رغم ذلك فهي لا تبدو في العشرينات بل الخامسة عشرة...جيد أن لها وجها بريئا فهي لا تتقدم بسرعة في السن...أحسنت الاختيار بومغيو
-بومغيو(بتوتر) :ههه شكرا

وهذه المرة مر طفل يأكل الآيسكريم بجانبهم فحدقت به وهو يبتعد
-بين(بتذمر) :أوووه أريد الآيسكريم
-بومغيو:ماذا؟! توقفي عن التصرف كالأطفال يا فتاة
-بين(بتذمر) :لكنه يبدو لذيذا...أريده فورا وإلا سأبكي

صارت تضرب رأسها بذراعه فسببت له الإحراج وسط المكان...أما هيونين كاي فلن أصف لكم حجم دهشته من تصرفاتها
-كاي:أووو لا أحد يقاوم الآيسكريم على ما يبدو...هيا اذهب واشتري لها أو سأشتريه أنا
-بومغيو(بتجهم) :تبا وألف تبا لهذه الملعونة
-بين(بصدمة) :لا تلعن...عيب

في النهاية انتهى به المطاف بشراء الكثير من الآيسكريم لها لأنها لا تشبع منه أبدا...وكلما حاول تجاهلها كانت تستعطفه بشكلها البريء الطفولي اللحوح

بينما يقفان على جانب الطريق ويتناولان الآيسكريم رأيا إعلانا لعرض سيرك يقدمه أسد
-بين:ما هذا؟
-بومغيو:إنه أسد مروض...بالعادة هذه العروض تكون مكلفة لأنها نادرة
-بين(بلطف) :رجاءً أريد رؤيته
-بومغيو:ماذا؟! لماذا يهمك أمره؟
-بين(بلطف) :لا أعلم...أشعر أنه جميل فقط
-بومغيو:لا أحب الأسود...أشعر أنها نسخة مكبرة من القطط
-بين(بلطف) :رجاءً لنذهب

نظرت له بعيونها البريئة البراقة فشعر بالتقزز ووافق

ذهبا لقاعة السيرك وقبل أن يبدأ العرض أرادت بين دخول الحمام
-بين:سأعود فورا

ذهبت لجهة الحمام وفي طريقها اختبأت وتسللت إلى أن وصلت للقاعة التي يتم احتجاز الأسد في قفص فيها
-بين(بحزن) :أيها المسكين

عندما رآها صار يصدر أصوات زئير خفيفة لها كما لو أنه يحاول طلب النجدة
-بين(بحزن) :كم أنت لطيف! سأناديك سيزر...عزيزي سيزر لا تخف...أنا هنا من أجل إنقاذك...لن أسمح لهم باحتجازك في قفص واستخدامك لأغراض التسلية

نظرت من حولها فرأت مفاتيح القفص معلقة في الأعلى فقفزت والتقطتها وحررت الأسد
-بين:هيا اذهب...امضي في طريقك وعش حرا

لعقها من وجهها فانفجرت من الضحك لأن ملمس لسانه خشن
-بين(بلطف) :إذًا فقد أحببتني وتريد الذهاب معي! كم هذا لطيف ومميز! ولكنني لا أستطيع أخذك فحتى أنا لا ملجأ لي...بومغيو هو من يؤويني ولا مكان لحيوان آخر تحت سقف بيته

في ذلك الوقت كان بومغيو قلقا على بين لأنها تأخرت فذهب للبحث عنها...لكنه صدم حين سمع أصوات صراخ قادمة من إحدى القاعات وذهب هناك ووجدها واقفة بجانب الأسد تحاول حمايته بينما الموظفون يحاولون إمساكه

تراجع للخلف خائفا لأنه يعلم أن الأسد قد يهجم على أي أحد حوله...لكن ما أقلقه هو بين التي لا يفصلها عنه سوى سنتمترات

قام موظفوا السيرك بتصويب إبرة مخدرة على الأسد وأفقدوه الوعي وأخذوا بين بعيدا عنه

بينما مدير السيرك يعاتبهما كان بومغيو يعتذر له مرارا وتكرارا عما فعلته بين
-المدير(بحدة) :سأتصل بالشرطة
-بومغيو(بتوتر) :لا لا لا رجاءً لا تفعل...إنها صغيرة في السن وطائشة
-بين(بتذمر) :لست صغيرة...عمري ثلاث...

أمسكها بومغيو من فمها
-بومغيو(بتوتر) :ثلاثة عشرة سنة...مازالت طفلة

نظر لها المدير من رأسها لقدميها بشك ثم هز رأسه
-المدير:فعلا...تبدو صغيرة في العمر من مظهرها...حسنا لن أستدعي الشرطة...لكن اهتم جيدا بأختك وراقبها لكي لا تؤذي أحدا بأفعالها
-بومغيو(بتوتر) :طبعا...شكرا لتفهمك

ثم جرها معه وأخرجها من المتنزه تماما
-بومغيو(بحدة) :تطلقين أسدا كاملا من قفصه؟ بما كنتِ تفكرين؟
-بين(بحزن) :إنه مسكين
-بومغيو(بحدة) :بل هو حيوان مفترس...كان يمكنه ابتلاعك بقضمة واحدة
-بين(بحزن) :لكن سيزر لطيف
-بومغيو(بحدة) :وأسميته سيزر؟!
-بين(بحزن) :لطالما أردت حيوانا أليف
-بومغيو(بحدة) :ولكنه غير أليف...كنا سنموت جميعا...ثم أنتِ حيوانة فكيف تربين حيوانا؟

نظرت له بنظرات حزينة ثم صارت تبكي
-بين(ببكاء) :كيف تدعوني بالحيوانة؟ أنت تجرح مشاعري يا شرير
-بومغيو:قصدت أنكِ عنقاء والعنقاء نصف حيوان
-بين(ببكاء) :انظر لنفسك كم تكرهني

واصلت البكاء أمامه فتنهد بعمق
-بومغيو:تشه...هذا صاخب...صاخب أكثر مما اعتدت عليه

نام بومغيو تلك الليلة في غرفته بشكل طبيعي وفي الصباح استيقظ واغتسل وفرش أسنانه بملل فلاحظ غياب بين الغريب...وعندما دخل للمطبخ وشغل الضوء وجدها واقفة وخلفها الأسد من الأمس

فتح عينيه بصدمة وتراجع للخلف وهو مرعوب
-بومغيو(بخوف) :أ ب ب ب بعدي عني ه ه ه هذا الشيء
-بين(بتوتر) :ههه مفاجأة...سيزر جاء لزيارتنا
-بومغيو(بخوف) :تأتين بأسد للمنزل؟ ما بالك؟
-بين(بحزن) :لكنه مسكين ووحيد...علينا إعادته للبرية حيث عائلته
-بومغيو(بصراخ) :أيتها السخيفة...إنه كائن مفترس...بقاؤه في القفص أأمن له وللبشر من تحريره
-بين(بحزن) :سيزر آمن...صدقني...انظر كيف يحب البشر
-بومغيو(بصراخ) :فقط أعيديه من حيث أتى وإلا سأقتلك
-بين(بحزن) :حسنا...لكن كيف؟
-بومغيو:تشه...تعالي

نظر للخارج فأدرك أن الوقت مبكر والناس متوجهون لعملهم وقد يراه أحدهم
-بومغيو:علينا إيجاد طريقة لإخراجه دون لفت الانتباه

أحضر حاوية قمامة كبيرة تسع الأسد فأدخلته بين فيها ثم دفعاها بالعجلات للخارج نحو مكان بعيد حتى وصلا لمنطقة غابية واسعة
-بومغيو:بسرعة...أفلتيه ليذهب ولنغادر قبل أن يراه أحد معنا ونتورط
-بين(بحزن) :لكن أريد توديعه
-بومغيو:معك دقيقة واحدة...سأعد

ابتعد قليلا بينما بقيت هي بجانب الأسد تفرك رأسه وجسده
-بين(بحزن) :سيزر...سأفتقدك كثيرا...هيا امضِ في طريقك نحو الحرية ولا تنساني

كانت نظرات الأسد نحوها توحي بأنه حزين عليها وسيشتاق لها فقام بلعقها من وجهها ثم ركض بعيدا وهي تلوح له
-بين(بحشرجة) :لحظات الفراق حقا صعبة

عاد بومغيو للمنزل وشغل التلفاز على قناة الأخبار بينما ذهبت بين للمطبخ لتعد الفطور...وبينما يشاهد رأى خبرا عاجلا عن أسد طليق وسط مساحات سيؤول الخضراء وقوات حفظ الأمن تركض خلفه لتمسك به...حينها فتح عينيه من الصدمة وأسرع بإغلاق التلفاز وفي آخر لحظة دخلت بين الغرفة
-بين:تفضل...أعددت لك الفطور...أعلم أن لديك جامعة اليوم
-بومغيو(بتوتر) :أوه! شكرا لك
-بين(بابتسامة) :أيمكنني الذهاب معك اليوم؟
-بومغيو:لا...لا يمكنك
-بين(بحزن) :لكن لماذا؟ نحن حبيبان
-بومغيو:وأيضا بخصوص ذلك...أرجو أن لا تخبري أحدا مجددا أننا حبيبان...نحن لسنا كذلك...لقد تواعدنا لأجل مصلحة متبادلة وهي فك لعنتك وتحقيق أمنيتي
-بين(بحزن) :أعلم...لكن بما أننا نمثل العلاقة فلنمثل كل شيء للنهاية
-بومغيو:لا أستطيع...الأمر صعب علي قليلا لذا اعذريني

أخذ عدة لقمات من الفطور ثم غادر مسرعا نحو الجامعة...وعندما بحث عن ليا وجدها تجلس في مكان بعيد جدا عن الذي اعتادا الجلوس فيه معا...من الواضح أنها تريد تجاهله وعدم الكلام معه مجددا حتى ينفذ وعده

حل المساء وانتهت المحاضرات فعاد للمنزل ووجد بين تنظف وترتب الأغراص وقد انتهت من ذلك للتو

بعد دقائق من وصوله رن جرس الباب ففتح وانصدم بوالدته وأخيه الصغير البالغ من العمر تسع سنوات
-سيدة تشوي:مفاجأة!
-بومغيو(بصدمة) :أمي!
-سيدة تشوي:هههههههه أعلم لم تتوقع مجيئي...جئت للاطمئنان عليك...ولطلب خدمة أيضا

دخلا المنزل فوجدا بين جالسة
-سيدة تشوي:أهلا
-بين:أوه! أهلا سيدتي
-سيدة تشوي:من تكون حضرتك؟
-بومغيو:صديقة
-سيدة تشوي:يال الصدمة! لم أراك تصادق غير ليا وهيونين كاي منذ سنوات...ياله من تغير جميل صغيري

قرصته من خده ثم صارت تطوف على المنزل لتتأكد من نظافته
-سيدة تشوي:مازلت مهووسا بالنظافة كما العادة
-بومغيو:الحقيقة...ليس أنا هذه المرة...الفضل يعود لبين...هي من نظفت كل شيء
-سيدة تشوي:هي؟ عيب عليك أن تجعلها تنظف منزلك وترتاح
-بومغيو:في الحقيقة لم أطلب منها...هي تطوعت بنفسها
-بين:أجل تطوعت
-سيدة تشوي:تؤ تؤ تؤ...مسكينة يا أنتِ

أخذت من حقيبتها علبة صغيرة وقدمتها لها
-سيدة تشوي:هذا بسكويت...تناوليه لاحقا

ثم توجهت للثلاجة فوجدتها فارغة من الطعام الصحي ما عدا علب النودلز
-سيدة تشوي:أوه هذا سيء! عرفت أنك تحظى بحياة غير صحية لذا زاد وزنك

أخرجت كل علب النودلز ورمتها جانبا ووضعت مكانها عدة علب أخرجتها من حقيبتها بها طعام صحي منزلي
-بومغيو:لا حاجة لذلك...بين تطبخ لي
-سيدة تشوي:وتستغلها للطبخ أيضا؟ حرام عليك
-بين:سيدتي...أنا حقا من تتطوع لذلك...هو لم يطلب مني سابقا الطبخ له بل يستيقظ ويجدني جهزت كل...

صرخ بومغيو وأغلق فمها
-بومغيو(بتوتر) :تتركني حتى آخذ قيلولة وتطبخ...لا تظني أنها تعيش معي بنفس المنزل
-سيدة تشوي:هههه بومغيو...لم أنتبه لكلامها حتى...لا تقلق فهمتك

ثم تجولت في المنزل فعثرت على السلة التي تنام فيها بين وعليها شعر قصير متطاير كوبر القطط
-سيدة تشوي(بصدمة) :تربي قط؟!

ثم قفز أخوه الصغير أمامه
-جوان:أخي! هل حقا تملك قط؟ أريد اللعب معه
-سيدة تشوي(بصدمة) :هل تجاوزت رهاب القطط؟ هل فعلت؟
-جوان:نعم نعم أخبرنا
-بومغيو(بتوتر) :الحقيقة أنه ليس لي بل هو

ثم أشار نحو بين بإصبعه
-سيدة تشوي:قطها؟
-بومغيو:أجل هو لها
-سيدة تشوي:ولماذا يعيش قطها في منزلك وأنت تملك رهاب القطط؟
-بومغيو(بتوتر) :هههه سؤال وجيه...لكنه لا يعيش بمنزلي...لقد أتت به معها وستأخذه وتغادر

حمل السلة وأعطاها لبين فأمسكتها وأخرجها نحو الباب
-بومغيو(بهمس) :عودي لاحقا حين يغادران

ثم أغلق عليها الباب وعاد للداخل
-سيدة تشوي:هذا تصرف غير مقبول
-بومغيو:كانت ستغادر على كل حال
-سيدة تشوي:اسمع...أنا ذاهبة غدا لزيارة أقاربي وجوان لديه مدرسة لذا لا أستطيع أخذه معي...أيمكنك إبقاؤه معك حتى أعود؟
-بومغيو:ألا يمكنه التغيب؟
-سيدة تشوي:لا يمكن...هو غبي بالفعل بما يكفي
-بومغيو:حسنا...سأهتم به...لكن بشرط...أن تصرخي عليه وتطلبي منه البقاء هادئا على عكس المرة الماضية
-سيدة تشوي:سأفعل...وفي حال فعل أي شيء سيء اتصل بي
-بومغيو:حسنا حسنا

غادرت الأم فتركت ابنها الصغير في المنزل وكان يجلس هادئا أمام التلفاز ويبتسم...فجأة سمعا خرمشة قط على الباب وعندما فتحه بومغيو دخلت بين تموء وهي على هيئة قطة
-جوان:واو! قط!
-بومغيو:أنثى
-جوان:دعني ألعب معها
-بومغيو:لا...إياك وتعذبيها...أعرفك جيدا
-جوان:أعدك...لن أؤذيها
-بومغيو:حسنا...العب معها لربع ساعة فقط حتى أجهز طعام العشاء

ذهب للمطبخ وأخرج الطعام من الثلاجة لتسخينه فسمع صوت صراخ بين القطة...وعندما ألقى نظرة خاطفة عليها وجد جوان يقوم بإمساك يديها ورفعها في الهواء ومرجحتها وكأنها في أرجوحة
-بومغيو(بتجهم) :تستحق ذلك

في يوم الغد استيقظ بومغيو فوجد بين تجهز الفطور في المطبخ وجوان نائم لذا أسرع نحوها
-بومغيو:لماذا لم تغادري؟ سيراك أخي هنا ويفهم الأمر بشكل خاطئ
-بين(بحزن) :لكن الطقس ما يزال باردا في الخارج...انتظرني قليلا
-بومغيو:حسنا لكن غادري قبل أن يستيقظ

ما كادت تغادر حتى دخل عليهما المطبخ وهو يفرك عينيه
-جوان:صباح الخير...جئتِ باكرا اليوم
-بومغيو(بتوتر) :كانت ستغادر أصلا
-بين(بحزن) :الجو بارد
-جوان:لا بأس بأن تبقى فوجودها لا يزعجني
-بومغيو:هيا تجهز وسأوصلك للمدرسة في طريقي

بقيت بين وحدها في المنزل وفي المساء رن جرس الباب وحين فتحت وجدت جوان بمفرده يحمل حقيبته على ظهره
-جوان:لقد عدت...هل عاد بومغيو؟
-بين:ليس بعد
-جوان:ماذا تفعلين هنا بمفردك إذًا؟
-بين:أنتظره أيضا
-جوان:معك مفاتيح منزله؟ غريب حقا
-بين(بتوتر) :ههه لا...لم أغادر المنزل أصلا منذ الصباح
-جوان:ولماذا تركك هنا؟ هل يثق بك لتلك الدرجة؟
-بين(بتوتر) :في الحقيقة...تقريبا

وضع محفظته وركض لمشاهدة التلفاز واضعا رجلا على رجل
-بين:هل تود أكل شيء؟
-جوان:كعك
-بين(بحزن) :ليس معي المال لشراءه
-جوان:ماذا لو صنعتِ كعكة لنا...صنعها ليس بتلك الصعوبة وأنا أراقب أمي دوما وهي تخبزها...حتى أن المكونات موجودة في الثلاجة كالحليب والبيض والزيت
-بين(بحماس) :أجل...لنخبز واحدة لأجلك

بدآ إعداد الكعكة معا...جوان يخلط المكونات وبين تضعها له في الإيناء...وعندما حاولا فتح كيس الطحين تطاير عليهما وتحولا للون الأبيض فصارا يضحكان على بعضهما
-جوان(بصراخ) :حرب الطحيييين

أخذ كمشة طحين ورماها عليها فهربت وحاولت إصابته هي الأخرى وصارا يركضان يمينا وشمالا حتى تحول المطبخ لحالة فوضى

بعد خبز الكعكة ووضعها في الفرن نظرا لها وهما مبتسمان
-بين:تبدو شهية

أخذت منها لقمة فأدركت أنها خالية من السكر
-بين:أوبس! لم تقل لي أنها تحتوي على سكر
-جوان:لدي مرض السكري لذا لا أتناول أي شيء به سكر

تناول منها لقمة أيضا فشعر أنها سيئة المذاق
-جوان:ليست جيدة...يمكنك أكلها
-بين:لا شكرا...أنت كلها
-جوان:لا لا لا أنتِ صنعتها وتستحقينها

كان كل منهما يدفعها للآخر حتى سقطت أرضا وتوسخت
-جوان(بصراخ) :حرب طعااام

حملا ما يستطيعان من الكعك وصارا يتراشقان به ذات اليمين وذات الشمال حتى صار المطبخ في حالة فوضى

لم يكتفيا بذاك بل خرجا لغرفة النوم بحالتهما الفوضوية تلك وصارا يرميان على بعضهما الوسائد والأغراض وجعلا الوضع في حالة فوضى...ورغم كل ذلك كانا سعيدين جدا ويمضيان وقتا رائعا ويضحكان

فجأة عاد بومغيو من الجامعة وبمجرد دخوله المنزل وسع عينيه من الصدمة
-بومغيو(بغضب) :ما الذي...فعلتماه...أيها...الاثنااااان؟!

وبالنهاية أجبرهما على تنظيف الفوضى التي أحدثاها وهو واقف عند رأسيهما كالجندي...كل ذلك لأنه يعاني من فوبيا ويكره الفوضى



عدل سابقا من قبل بثينة علي في الإثنين مارس 13, 2023 1:27 pm عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة لَعْنَة العَنْقَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة لَعْنَة العَنْقَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة لَعْنَة العَنْقَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الإثنين أكتوبر 31, 2022 7:59 am

رواية لعنة العنقاء : الفصل العاشر



جلس بومغيو في منزله بينما أخوه الصغير جوان يقوم بالرسم على الورق وبجانبه بين تراقبه
-بين:رسمك جميل
-جوان:تريدين أن تجربي؟
-بين(بحماس) :بلى بلى بلى

أعطاها ورقة وأقلاما فصارت تنظر من حولها لترى شيئا ترسمه...وعندما لمحت بومغيو ابتسمت بلطف وعرفت ما ستفعل

بدأت الرسم وهي تحدق به وتنقل تفاصيله على الورقة بينهما هو منشغل بتصفح الإنترنت على هاتفه...كان منظره مثيرا وهو غائب الذهن لذا وجدتها فرصة مناسبة لإشباع نظرها به ورسمه

انتهت من الرسمة ولونتها أخيرا ثم توجهت نحوه ونقرت على كتفه بهدوء وخجل
-بين:هذه من أجلك

أخذ منها الورقة وفتحها فوجد بها مخلوقا غريبا مرعبا لا يمت له بصلة وقطب حاجبيه
-بومغيو:ما هذا؟!
-بين(بخجل) :إنه أنت

نظر لها تارة وللصورة تارة ثم أعادها لها وثنى ذراعيه
-بومغيو:إن كان هذا المخلوق يشبهني فعلى الدنيا السلام

بقيت بين تتابع التلفاز مع جوان إلى أن ناما على الأرض بشكل فوضوي فاضطر بومغيو لتغطيتهما ووضع وسادة مريحة لهما حتى لا يستيقظا متشنجين

بينما يحدق بهما ابتسم لوهلة
-بومغيو:يا إلهي! وقعت مع طفلين حقيقيين

قبل وقت الغروب بقليل جاءت والدة بومغيو فوجدت كل شيء على ما يرام وأخذت معها جوان ووقفوا أمام الباب يودعون بعضهم
-سيدة تشوي:آمل أن ابني لم يسبب لكما أي متاعب
-بومغيو(بتجهم) :متاعبه لا تساوي شيئا أمام أحدهم
-بين(بتوتر) :ههههه
-سيدة تشوي:جوان...ودع أخاك وصديقته
-جوان:شكرا لك أخي...وأنتِ نونا لقد استمتعت بالوقت جدا معك...أنتِ ممتعة على عكس أخي وسآتي يوميا للقائك
-بومغيو:هيييييي مهلا! من طلب منك المجيء؟ يكفيني إزعاجها هي
-سيدة تشوي:عيب عليك بني
-جوان:سأجد طريقة لزيارتك في النهاية

تقدم منها وقبلها على خدها ثم غادر مع والدته
-بين(بلطف) :أوووه كم هو أخ صغير لطيف! ليت لدي أخا مثله
-بومغيو:ألا تملكين أي إخوة؟
-بين:أجل...فقط والدي
-بومغيو:امممم ماذا عن والدك؟
-بين(بحزن) :إنه والد جيد ولكنه يبالغ أحيانا...لقد كان يوبخني دائما لأنني أراقب البشر من أعلى
-بومغيو(ببرود) :هذا لمصلحتك...البشر سيؤون

قال كلماته تلك ثم دخل المنزل ولحقت به...بعد دقائق غربت الشمس وتحولت لقطة فنامت في الداخل حتى طلعت شمس اليوم الموالي

في يوم الغد ذهبا معا للمجمع التجاري لأن بومغيو يريد شراء بعض الأغراض المهمة...أولا تجولا في ركن الكتب ليشتري كتبا تساعده في الدراسة...وبينما يمران على ركن الأطفال رأت بين مجموعة من القصص المسلية فنادته
-بين:ما رأيك بتلك القصة؟

أشارت له نحو قصة الأميرة والضفدع فتفاجأ منها
-بومغيو:قصة أطفال...لا بأس بها...كنا نحكيها لبعضنا في الطفولة
-بين:أيمكنك قراءتها لي؟
-بومغيو(بصدمة) :ماذا؟! لكنها قصة أطفال!
-بين(بلطف) :أرجووووووك...لا أجيد قراءة الهانغول بعد لذا اقرأها لي
-بومغيو(بتجهم) :لا وألف لا
-بين(بلطف) :أرجوك بومغيو الوسيم اللطيف...أرجووووك...هياااا...من أجلي فقط

بسبب تصرفاتها المزعجة شعر بالإحراج كونه وسط مكان عام لذا قطب حاجبيه وحمل القصة ليشتريها لها ثم لحقت به وهي تقفز من الحماس

وجهتهما الثانية كانت ركن الملابس وبينما يختار ملابس له كان ينظر فقط للملابس السوداء
-بين:ألم تسأم من الأسود؟
-بومغيو:ولِمَ أسأم منه؟
-بين:من كثرة ارتدائه...أعني أن الملابس الزاهية ستكون جميلة عليك فلِمَ لا تجربها؟
-بومغيو:أنا لم أتدخل بملابسك من قبل لذا هلاَّ فعلتِ المثل؟
-بين:ليس تدخل...أنت حبيبي

فجأة توقف مكانه ونظر لها وشعر أنه نسي لدقيقة الهدف الذي واعدها من أجله...وبسبب ذلك شعر بحزن أكبر وتنكست عليه جولته...لذا أخذ أول شيء وقعت عليه عينه وحمله معه ليشتريه

أخذها لركن ملابس النساء وهذه المرة حرص على الذهاب لمكان آخر غير الذي جاءا إليه المرة الماضية
-بومغيو:اختاري شيئا لأشتريه لك...لا يمكنك البقاء بلباس واحد طوال حياتك
-بين(بحماس) :أوووه عزيزي! أنت تفكر بأمري! يالك من حبيب لطيف!
-بومغيو(بتجهم) :أنا مجبر فأنتِ طفلة في أمانتي
-بين(بانزعاج) :لست طفلة
-بومغيو:معك خمس دقائق لاختيار شيء واحد وإلا سأغير رأيي

تفاجأت وركضت تبحث عن ما يناسبها إلى أن وصلت لمتجر أثواب الزفاف فرأت الفساتين البيضاء البراقة المغطات باللؤلؤ منتشرة بكل مكان
-بين(بحزن) :أريد تجربته

ركضت عند بومغيو وهي تقلب شفتيها بلطف كالأطفال
-بين(بحزن) :أريد تجربة ثوب الزفاف...أرجوك
-بومغيو(بانزعاج) :أوووف لا...لا يمكننا ذلك
-بين(بحزن) :أرجوك بومغيو...أرجوك...أرجوك...أرجوك...أرجوك أرجوك...هيا هيا هيا...أرجووووك...بليز بومغيو رجاءً...هيا أرجوك هيا هيا هيا
-بومغيو(بتجهم) :سيؤلمك فمك في النهاية وتسكتين

• وبعد مرور خمس دقائق:
-بين(بحزن) :أرجووووك هيا بومغيو هيا هيا أرجوك من فضلك رجاءً أرجووووووك

تصدع رأسه من كلامها فأمسك يدها ودخلا محل أثواب الزفاف فاستقبلتهما الموظفة
-الموظفة:أهلا بكما...تفضلا...هل أنتما عروسين جديدين؟

كان بومغيو محرجا من الأمر ولكن المحرج أكثر أن يقول لا ويخبرهم أنه جاء لأجل إرضاء هذه المزعجة
-بومغيو:أجل
-بين(بحماس) :يااااي هذا لطيف!
-بومغيو(بتجهم) :تريد هذه المزعجة تجربة شيء ما من عندكم

استغربت الموظفة من وصفه لبين بالمزعجة ثم ضحكت بصوت خافت لتهدئ الجو المشحون
-الموظفة:هل تريدان شيئا معينا أم أقترح عليكما بنفسي؟
-بين(بحماس) :أوه أجل...أريد شيئا لامعا جدا ومبهرجا جدا
-الموظفة:لدي لكما مجموعة مذهلة

أخذتهما نحو مجموعة من الفساتين فهَمّت بين تتفقدها بحماس
-بين:ياااااي سأجن! سأبدو فيها خارقة الجمال دون أدنى شك...أيمكنني التجربة؟
-الموظفة:أكيد

دخلت لقاعة تغيير الثياب وبعد دقائق خرجت بفستان أبيض مرصع بالألماس طويل يتدلى على الأرض مع قفازين شفافين وباقة ورد بيضاء...وبينما ينظر لها بومغيو لم يصدر أي ردة فعل ثم أشاح ببصره بعيدا
-الموظفة:أيها العريس...ما رأيك؟
-بومغيو(ببرود) :لا بأس به
-بين:سأجرب غيره

دخلت غرفة التغيير مجددا وهذه المرة خرجت بثوب قصير للركبة
-بومغيو(ببرود) :لا بأس به

انطفأ حماسها وهي تشاهده يتصرف هكذا ببرود ناحيتها فعادت للداخل وارتدت ثيابها الأصلية
-بومغيو:لنذهب

خرج أولا مما أزعجها...وقبل أن تلحق به أمسكتها الموظفة من ذراعها واقتربت منها لتهمس بأذنها
-الموظفة:آنستي...أتريدين نصيحة بشأن زواجك؟
-بين:تفضلي
-الموظفة:لا تتزوجي...هذا الرجل لا يهتم لك...لقد قابلت خلال عملي الكثيرين من الرجال الذين تزوجوا دون نية وانتهى زواجهم بكارثة لذا دائما ما كنت أنصح العرائس اللواتي يأتين المتجر بإلغاء الزواج قبل فوات الأوان
-بين(بحزن) :أتقصدين أنه لا يحبني؟ أعلم أنه لا يحبني ولكن...مازلت أحتاجه
-الموظفة:هكذا الفتيات عاطفيات دائما...عليك التفكير بما قلته لك...صدقيني إنها نهاية فاشلة للعلاقة وقد تدمر حياتك ونفسيتك

هزت رأسها بهدوء ثم خرجت ولحقت به وسارت خلفه صامتة لفترة ألى أن دخلوا لمحل الملابس فاختارت ثوبا واحدا أبيض اللون وارتدته هناك ودفع بومغيو الحساب ثم خرجا هادئين أيضا...فجأة توقف وسط الطريق والتفت نحوها
-بومغيو:غريب! لم تثرثري كثيرا
-بين:ليس لدي ما أقوله
-بومغيو:بالعادة ليس لديك ما تقولين لكنك تقولين أي شيء...المهم أنكِ لم تسكتي هكذا من قبل
-بين:بومغيو اسمعني...ما الذي نفعله بالضبط؟
-يومغيو:نقف في الشارع فحسب
-بين:أقصد بخصوص علاقتنا...هل سنبقى باردين هكذا تجاه بعضنا؟
-بومغيو:يعجبني الوضع هكذا
-بين:أعتقد أننا لن نتقدم خطوة واحدة في علاقتنا إن لم نتلامس ونكسر الحواجز بيننا
-بومغيو(بتجهم) :تلامس؟!
-بين:أجل...ماذا لو شابكنا أيدينا معا وتعانقنا وتبادلنا القبل؟ هذا سيساعدنا قليلا في التقرب أكثر

اقشعر بدنه لمجرد تفكيره أنه سيفعل ذلك لذا شعر بالقلق وعدم الراحة وتذكر وفاءه لتشايريونغ...لكن بين معها حق وعليه التصرف والتضحية بكل شيء لأجل إنقاذها
-بومغيو:لنذهب ونأكل شيئا حلوا...أنا جائع
-بين(بتذمر) :أوه...بالله عليك! هل كنت تستمع لما أقوله حتى؟!

تجاهلها وغادر فلحقت به وجلسا في مقهى وطلبا الكعك يتناولانه معا
-بين(بابتسامة) :علينا من الآن فصاعدا أن نحاول التقرب من بعضنا...أطعمني مثلا
-بومغيو(ببرود) :لا
-بين(بتجهم) :إذًا دعني أطعمك
-بومغيو(ببرود) :لا
-بين:افتح فمك هيااااا

قربت الأكل من فمه فبقي على نفس الحال هادئا بارد الإحساس
-بين:امممم هكذا إذًا...لا تريد الكعك

غافلته وقبلته على شفتيه بسرعة مما صدمه
-بين:مممممم لم تُفك اللعنة...يبدو أنك لم تقع بحبي بعد

فتح عينيه على مصراعيهما واحتاج وقتا ليفهم ما يجري ثم نهض وأسرع متجها نحو المرحاض...وبينما تراقب مغادرته شعرت باستياء شديد لأنها الوحيدة التي تحاول في هذه العلاقة لذا حدقت بطبق الكعك خاصتها بشرود وحزن

جلس بومغيو في الحمام لبعض الوقت وهو حزين يضم ساقيه له ويتنهد بحزن وعمق...كلما حاول أن يحب بين شعر بالضيق واشتاق لتشايريونغ أكثر لذا هو في وضع معقد جدا ويحتاج الحديث مع طبيبته النفسية

في المساء ترك بين في المنزل وذهب لطبيبته النفسية وحاول الكلام معها بطريقة مباغتة دون كشف قصة العنقاء القطة التي تحتاج قبلته لتعود لطبيعتها
-بومغيو:الحقيقة أنني في وضع صعب...حاولت مؤخرا مواعدة فتاة ما
-الطبيبة:واو! هذا مذهل حقا! لقد فاجأتني...كيف اقتنعت؟!
-بومغيو:لا أعلم كيف اقتنعت...لكن المشكلة أنني كلما حاولت أن أحبها شعرت بضيق خانق في صدري...لا أظن أنني سأنسى تشايريونغ مهما حصل...أشعر أنني أخونها
-الطبيبة:ليست خيانة فأنتما افترقتما فعلا و...
-بومغيو(يقاطعها) :لم نفترق...مازلنا في علاقة...مازلت وفيا لها...آسف على أسلوبي الفظ لكن لا تقوليها مجددا
-الطبيبة:حسنا حسنا أنت على علاقة بشخص ميت...دعنا من ذلك...أخبرني عن حبيبتك الجديدة...هل هي لطيفة؟ هل هي مراعية؟ هل تسألك عن مأكلك ونومك؟ هل تتخاصمان من حين لآخر؟ هل تنزعج حين تراك مع أخرى؟
-بومغيو:الحقيقة أنها...مزعجة...مدللة...تافهة...طفولية...متسلطة...عاشقة للمظاهر...غيورة...تضيق الخناق علي...

تفاجأت الطبيبة من مواصفات بين التي تبدو وكأنها غير قابلة للمواعدة أصلا
-بومغيو(بابتسامة) :لكنها تقلق علي...تطبخ لي...تسأل عن نومي...وعندما أبكي تمسح دموعي...وعندما يكون إصبعي مجروحا تقبله ليخف الألم
-الطبيبة(بابتسامة) :هذا لطيف
-بومغيو(بحشرجة) :لكنها لا تعلم أن الجرح بقلبي أكبر بكثير...لن أشفى...سأبقى طول حياتي معلقا مع الألم...سأموت دون أن أفرح في حياتي ولو مرة واحدة...لذا وجودها لن يغير شيئا ولن يكون له أدنى فائدة
-الطبيبة:هذا محبط...لكن سأخبرك بشيء...ما دمت تظن أنك لن تشفى فلن تشفى حقا...العقل الباطن يسيطر على كامل الجسم ويقنعه بما نريد نحن فعله...فإن اقتنعتا بأننا سنفعلها فسنفعلها...وإلا فسنبقى في دوامة الظلام للأبد...فكر جيدا بومغيو...إن كنت تريد فأنت تستطيع

نظرا لبعضهما للحظات فقاطعهما شخص يطرق الباب ويدخل وفي يده كوبا قهوة
-كاي:ها قد أتيت بالقهوة...مرحبا أختي باهي
-الطبيبة:أوه كاي الصغير...أهلا بك...دائما تأتي بالقهوة في موعدها
-كاي:لا أحد يفهم نونا أكثر من أخيها الأصغر

أخذت منه القهوة وشربت منهة رشفة
-الطبيبة:تماما كما أحبها
-بومغيو:أعتقد أن وقتي انتهى
-الطبيبة:فكر جيدا بما قلته لك بومغيو
-بومغيو:سأفعل

هم بومغيو بالمغادرة فلحق به كاي
-كاي:مهلا إلى أين تهرب...كنت أود محادثتك بشدة حول موضوع حبيبتك الجديدة ولم أجد الوقت...لكن بما أننا هنا فأوصلك بسيارتي ونتحدث

ركبا السيارة ولم ينطلقا فقط حتى يتحدثا بهدوء وروية
-كاي:مازلت مصدوما من حقيقة أنك صرت تملك حبيبة بعد تلك المعاناة مع انتحار تشايريونغ وتعلقك الشديد بها
-بومغيو:الحقيقة...هي ليست كذلك
-كاي:كيف لا؟! لا تقل أنك تتلاعب بمشاعرها...إن كان ذلك حقيقيا فسأغضب منك بشدة...لا تفعل ذلك فهي تبدو ساذجة وستتأذى منك جدا
-بومغيو:اسمع...سأخبرك الحقيقة لكن لا تهلع
-كاي:خيرا!
-بومغيو:أنا مجبر على مواعدة تلك الفتاة لأنها عنقاء ملعونة لقطة وفي حال قبلتها سأحصل على أمنية وأعيد تشايريونغ للحياة
-كاي:هل تمزح!
-بومغيو:أقسم أنني لا أمزح...أقسم لك مليون مرة أنها قصة واقعية...ولهذا أنا مجبر على مواعدتها...فقط علي أن أحبها من أجل إعادة تشايريونغ

حدق به كاي بصدمة ثم أخرج هاتفه من جيبه وطلب رقما ما
-كاي:ألو مستشفى الأمراض العقلية...صديقي سيجن
-بومغيو(بهمس) :لااااا دع الهاتف فورا...دعني أشرح لك أولا

نظر له الآخر بحدة ثم أنزل الهاتف وأغلق الخط
-بومغيو:لقد أردت أن أعرفك عليها لتقبلها وتفك اللعنة ولكنها وقعت بحبي أنا
-كاي:هكذا إذًا!
-بومغيو:لكن صدقني نيتي صافية...أنا لم أستغلها ولم أقترب منها حتى بل هي من تطلب مني أن نتقارب أكثر
-كاي(بحدة) :لا يهمني هذا الجزء...ما يهمني هو إعادة تشايريونغ للحياة...أتعتقد أنك إن وقعت بحب بين وفككت اللعنة وعادت تشايريونغ للحياة سينتهي الأمر؟ هذا تناقض...ما الذي سيصيب بين حينها؟ وهل ستكون لك رغبة في البقاء مع تشايريونغ حتى؟
-بومغيو:مهلا...لم أفكر في ذلك قبلا
-كاي(بحدة) :سينكسر قلب بين لاحقا حين تراك مع تشايريونغ...أليس هذا مؤلما؟ أنت أناني...لا أعلم فيما كنت تفكر حين اخترت قرارات كهذه...أنت هكذا تؤذي بين وتؤذي نفسك...حتى أنا سأتأذى حين أراها حزينة بسببك
-بومغيو:لكنها ستغادر
-كاي:إلى أين؟!
-بومغيو:للمكان الذي أتت منه...إمبراطورية العنقاوات هناك فوق السحاب
-كاي:الأمر يزداد غرابة في كل لحظة...لكنه غير منطقي...توقف عما تفعله أو جد حلا آخر لمشكلتك
-بومغيو:اممممم لا أعلم...لا حل آخر أمامي

أوصله كاي لمنزله وأمام المنزل وجدا بين تنتظر وعندما رأتهما شعرت بالسعادة
-بين:الحمد لله...تأخرت علي فظننت أن مكروها أصابك...أين كنت؟
-بومغيو:مع صديقي

نظر لها كاي وابتسم بتكلف ثم ركب سيارته وغادر وهي ذهبت مع بومغيو للداخل ليطبخا طعام العشاء
-بين:أتريد تناول شيء نباتي أم لحمي اليوم؟
-بومغيو:ولا واحد...أريد نودلز
-بين:أووه ليس هناك منها...علي الانطلاق وشراؤها لك فورا
-بومغيو:ماذا تنتظرين؟

نظرت للشمس فأدركت أن وقت الغروب قد اقترب
-بين:لااااا...علي الركض فورا وإلا لن أستطيع الأكل معك

ثم ركضت لتشتري له الطعام بينما يراقبها وتارة ينظر للشمس في الأفق...بعدها نظر فوق عمود الكهرباء فرأى طائرا عملاقا غريبا فريدا من نوعه ينظر نحوه ثم طار بسرعة وابتعد
-بومغيو:فصيلة نادرة من الطيور...جميل...كان علي التقاط صورة له



عدل سابقا من قبل بثينة علي في الإثنين مارس 13, 2023 1:28 pm عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة لَعْنَة العَنْقَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة لَعْنَة العَنْقَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة لَعْنَة العَنْقَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الأربعاء نوفمبر 02, 2022 8:33 pm

رواية العنقاء : الفصل الحادي عشر



في منزل بومغيو جلست بين على الأرض تقلب صفحات القصة التي اشتراها لها هذا الأخير والمسماة بـ"الأميرة والضفدع"
-بين(بتذمر) :بومغيو...لا أفهم أي شيء لأنني لا أجيد قراءة الهانغول...أيمكنك أن تقرأها لي؟
-بومغيو(بتجهم) :هذا سخيف...لقد تجاوزتِ الحدود حقا أيتها الطفلة المدللة
-بين(بحزن) :لكنني أريد قراءتها حقا...تبدو ممتعة...وقريبة نوعا ما من قصتي
-بومغيو(بتجهم) :يا إلهي أعِني على هذه الطفلة

جلس بجانبها وفتح القصة ليقرأها لها بينما هي اعتدلت في جلستها وفركت يديها بحماس فبدأ يقص عليها القصة:

"كان يا مكان في قديم الزمان...كان هناك أميرة تلعب قرب البحيرة بكرتها الذهبية التي أعطتها لها والدتها منذ طفولتها...وبالخطأ سقطت الكرة في الماء فحزنت عليها"

-بين:هذه الأميرة تبدو مثلك...لقد ضاع منها شيء ثمين وتريد استرجاعه

ثم واصل السرد قائلا:

"بينما تبكي الأميرة على كرتها الضائعة ظهر لها من البحيرة ضفدع لزج أخضر وسألها عن سبب حزنها فأخبرته بالقصة وحزن عليها لذا اقترح حلا أن ينزل للماء ويحضر كرتها مقابل أن تنفذ له شرطا واحد"

-بين(بحماس) :يااااه هذا يشبه قصتي معك كثيرا...ترى ما هو ذلك الشرط؟

وواصل السرد:

"عليها أن تقبله بالمقابل ويعيد لها الكرة...لكن كيف ستفعل ذلك وهي أميرة مغرورة وتتقزز من الكائنات اللزجة مثله؟!"

-بين:ههههه تشبهك أيضا...أنت تتقزز من القطط ولكنك رغم ذلك تحاول معي فقط لأجل تحقيق أمنيتك...أتساءل ما تلك الأمنية التي جعلتك تفعل ذلك!

بينما تقول ذلك صمت وتوقف عن القراءة وبقي يحدق فقط حزينا بكلمات القصة
-بين:أوه هيا أكمل...متحمسة لمعرفة ما ستفعله الأميرة

ثم واصل القراءة قائلا:

"قام الصفدع بالنزول للبحيرة وأحضر كرة الأميرة...لكن بعد ان حصلت عليها لم تفي بوعدها وهربت راكضة نحو قصرها خادعة إياه"

-بين(بانزعاج) :يا لها من أنانية! بومغيو أنت لست مثلها أنانيا...أنا متأكدة...أنت شاب جيد ولن تتخلص مني بعد أن تنفذ أمنيتك أليس كذلك؟

فجأة نظر لها فرأى عينيها البراقتين اللامعتين اللتين تثقان به...وتذكر ما قاله له صديقه هيونين كاي...إنه لأمر محزن أنه سيخرجها من حياته حين تعود تشايريونغ
-بين(بثقة) :متأكدة أنك لن تفعل...أحبك بومغيو

قبلته بسرعة على شفتيه وابتسمت بلطف
-بين:يبدو أنك لم تقع بحبي بعد...لم تنجح القبلة

ثم وضعت رأسها على رجليه وأغمضت عينيها
-بين:أكمل سرد القصة

مع كل مشاعره المتضاربة تلك شعر بحزن عميق وارتجفت أواصله ولكنه واصل القراءة قائلا:

"لم يرضى الضفدع بذلك فلحق بالأميرة لقصرها واستقبله والدها وحكى له القصة...حزن الوالد كثيرا لأن ابنته الأميرة مغرورة وخائنة للوعود وأمرها بأن تقبل الضفدع فورا...ورغم تقززها فعلت ذلك...وفجأة تحول لأمير وسيم طويل أشقر فتفاجأ الجميع منه...في النهاية تبين أن ذلك الضفدع أمير سحرته مشعوذة ووضعت شرطا لفك اللعنة أن يقبل أميرة حقيقية...وعندما عرفت الأميرة الحقيقة عرضت الزواج على الأمير وندمت لأنها اغترت بالمظاهر وتكبرت على الآخرين ونكثت بوعدها...ملخص الحكاية...هناك أشياء نحكم عليها بعلمنا القليل ولو عرفنا الحقيقة سنغير رأينا...النهاية"

أغلق القصة ونظر لها وهي نائمة على ساقيه فوجدها فد غطت في نوم عميق كالأطفال...نهض بسرعة ووضع وسادة على رأسها وغطاها ثم تأمل في وجهها لبعض الوقت ورأى كم تبدو بريئة ولطيفة
-بومغيو(يفكر) :هل سأندم أنا أيضا في النهاية حين تخليت عنك وركضت لتشايريونغ؟

بعد أن نامت لبعض الوقت نهضت من على الأرض وبحثت عن بومغيو فوجدته بجانبها يقوم بواجباته الجامعية...تقدمت منه وعانقته من الخلف وكان باردا معها كالمعتاد
-بين:علينا أن نتعانق أكثر من الآن فصاعدا حتى نشعر بالحب

أومأ برأسه أنْ نعم مع أنه غير مرتاح ثم واصل كتابة واجباته بهدوء
-بين:مهلا تذكرت...أعتقد أن كعب حذائي انكسر
-بومغيو:وأنا ماذا أفعل لك؟
-بين(بحماس) :أريد أن نخرج معا لشراء واحد...ما رأيك؟
-بومغيو:مشغول...اذهبي بنفسك
-بين:أوووه هياااا...ليس معي المال

أخرج من حقيبته عدة أوراق نقدية وقدمها لها
-بومغيو:لا تسببي المشاكل أثناء طريقك فقط
-بين(بانزعاج) :لا أريد المال...أريد قضاء الوقت معك
-بومغيو:لاحقا

بسبب تجاهله لها وبروده انزعجت منه وتوجهت نحو خزانة الأحذية ترتدي حذاءها الذي كذبت بأن كعبه انكسر...لكن لم تكن سوى حجة لتخرج معه أكثر ويتقربا من بعضهما ويخرجا من جو الكآبة ذاك

توجهت للمجمع التجاري ونظرت للأحذية فانبهرت بشكلها الجميل وألوانها
-بين:مشكلة...أيها سأختار الآن

نظرت على بعد متر فرأت حذاءً جميلا لامعا فضيا كما تحب تماما ويبدو أن عليه تخفيضات...وعندما مدت يدها بحماس لتأخذه رأت فتاة أخرى تمد يدها وأمسكتاه معا في نفس اللحظة

نظرتا لبعضهما فتفاجأت كل منها من الأخرى
-ليا:أنتِ!
-بين(بتجهم) :اممممم الفتاة المستفزة...لا تظني أنني سأسمح لك بأخذ شيء آخر وقعت عليه عيني

تجهزت لتقاتل من أجل الحذاء لكن فاجأتها ردة فعل الأخرى حين تركته لها وذهبت لتبحث عن آخر
-بين:مهلا مهلا...تريدين التظاهر مجددا أنك الفتاة الطيبة التي تتخلى عن ما تريده للآخرين!
-ليا:لست طيبة لتلك الدرجة لكن خذيه...إنه مجرد حذاء وليس نهاية العالم...كما أنني في متجر كامل من الأحذية ويمكنني انتقاء غيره

نظرت بين حولها للمتجر المليء بالأحذية وشعرت بإحراج شديد ففركت مؤخرة رأسها بتوتر
-بين:صحيح
-ليا:هل تريدين أن أدعوك على القهوة؟
-بين:لا أحب طعمها
-ليا:آيسكريم؟
-بين(بحماس) :يااااي آيسكريم!

اشترت بين الحذاء وارتدته بينما هي في المقهى مع ليا تتناولان الآيسكريم
-بين:على فكرة لم أنسى قصة بومغيو بعد لذا لا تظني أنه يمكنك شرائي بطبق آيسكريم
-ليا:أعلم ذلك...ولا أنوي شراءك...أتساءل فقط كيف حالكما هذه الأيام وكيف تقضيان الوقت معا؟
-بين:نحن نتواعد
-ليا(بصدمة) :مستحيل!
-بين:لماذا مستحيل؟ هل نبدو غير منسجمين لتلك الدرجة؟
-ليا:لا...في الحقيقة كنت أتوقع مواعدتكما لأنكما تبدوان منسجمين للغاية...ولكن حدث الأمر أبكر مما ظننت...اعتقدت أن بومغيو سيحتاج وقتا أطول لينسى...

ثم صمتت بعد أن فكرت أنه لا علم لبين بالقصة
-ليا:أخبريني هل يحدثك بومغيو عن ماضيه وحياته السابقة؟
-بين(بحزن) :لا...أشعر أنني غريبة عنه...يعاملني برسمية شديدة
-ليا:أوه هكذا إذًا؟
-بين:أنهيت طبقي...سأغادر فبومغيو ينتظرني...شكرا على لطفك
-ليا:رافقتك السلامة

بعد أن ابتعدت بين وضعت ليا يديها على رأسها وقطبت حاجبيها
-ليا:بماذا يفكر ذلك المغفل يا ترى؟!

عادت بين لمنزل بومغيو فوجدته يجلس وفي حضنه غيتار وأمامه دفتر ويحاول كتابة شيء ما ومن حين لآخر يستمع لمسجل الموسيقى
-بين:ها قد عدت

ركضت عنده وقبلته على خده فشعر بعدم الراحة
-بين(بحماس) :اشتقت لك...عليك أن تعتاد على قبلاتي لأنني سأقبلك كثيرا هذه الأيام حتى تقع بحبي

لم يرد عليها وواصل الكتابة على الدفتر
-بين:أوه صحيح...ما رأيك بحذائي الجديد؟
-بومغيو:جيد
-بين:أوووه هياااا...إنه مذهل...أعطني ردة فعل جيدة

ومجددا تجاهلها وواصل الكتابة على الدفتر
-بين:أوه...ماذا تفعل؟
-بومغيو:أؤلف أغنية
-بين(بحماس) :يااااه لا بد أنها هدية لي...هيا أرني هياااا

جلست مقابلا له بحماس ونظرت له بأعين براقة...تنهد من إزعاجها وبدأ عزف اللحن بهدوء وهو مركز تركيزا شديدا...بعدها بدأ بتمتمة الكلمات قائلا:

"أحلم دوما أن أعيش وحيدا...وأحبك لنفسي قصصا بمفردي...على جزيرة مهجورة معزولة بآلاف الجدران...نعم إنها الحرية حين لا يهتم أحد بي...ياله من شعور جميل...سأهتم بنفسي فقط لأنني لن أنتظر من أي أحد أن يعطيني يده"

-بين(بحزن) :توقف...ما هذه الأغنية الحزينة؟!
-بومغيو:إنها تعبر عن حلمي
-بين(بحزن) :أنت منعزل بالفعل عن الجميع...عن عائلتك وأصدقائك وجيرانك...وحتى أنك تعزل قلبك عني...ما الذي تريده أكثر من ذلك؟!
-بومغيو(ببرود) :أن أنام بقبري مرتاحا
-بين(بحزن) :توقف...لا تقل هذا الكلام المخيف أمامي...دعني أساعدك بكتابة كلمات جيدة لأغنيتك
-بومغيو:لا أريد

رمى الغيتار ومسجل الصوت جانبا وغادر الغرفة فحملته بين وضغطت زر التشغيل وبدأت تعيد الاستماع لللحن حتى تجد كلمات مناسبة للأغنية

بعد نصف ساعة من التفكير شغلت الموسيقى من المسجل وبدأت الغناء عليها بصوتها:

"أمسك بيدي حين تحتاج لشخص ما...سأكون ذلك الشخص...ذلك الشخص...نحن معا في هذه الحياة أجل...استند علي عندما تحتاج لأكتاف...سأكون ذلك الشخص...ذلك الشخص...نحن معا في هذه الحياة أجل"

بينما بومغيو في المطبخ سمع صوت غنائها الذي صدمه وأبهره إبهارا تاما...كانت نغمات صوتها تطرب أذنيه فأغمض عينيه ليستشعرها أكثر...وبالفعل شعر أن لها صوتا مميز...إنها ليست عنقاء عادية بالمرة

دخل عليها الغرفة فصمتت وأوقفت المسجل
-بومغيو:توقفي عن الغناء...حان وقت إعداد
العشاء
-بين(بحماس) :ياي! أنت تطلب مني بنفسك ان أعد لك الطعام وهذا يعني أنك تحب ما تطهوه يداي...حاضر حاضر سأركض فورا وأطبخ لك ألذ طعام قبل أن يحل الظلام وأتحول لقطة

عندما ذهبت للمطبخ لتطهو دخل عليها بومغيو ليشرب الماء فوجدها تمسك الملعقة وتشير بها نحو القدر وأحيانا تحركها في دوائر
-بومغيو(باستغراب) :ماذا تفعلين؟!
-بين:أجرب تعويذة "روبي رو"
-رومغيو:تعويذة "روبي رو"؟!
-بين:حين كنت عنقاء كنت أستطيع تنفيذ أي شيء عن بعد من خلال استعمال تعويذة روبي رو
-بومغيو:لكنك لم تعودي عنقاء بعد الآن
-بين:امممم هذا صحيح...أعتقد أنني أفتقد طبيعتي العنقائية كثيرا...وقتها كان كل شيء سهلا وكان يمكنني الطيران بحرية في السماء
-بومغيو:ترى كيف هو شعور أن تطيري؟
-بين(بحماس) :أوووه شعور جميل للغاية...الهواء عليل ومنعش وأصوات موسيقى صاخبة تترنم في أذنك بسبب انطلاقك بسرعة خلال الرياح
-بومغيو:أود تجربته
-بين(بحماس) :أعدك أنني حين أعود لطبيعتي العنقائية سآخذك في رحلة معي
-بومغيو:إنه وعد غريب...لكن ألم تقولي أنكِ ستعودين لمملكتك وتعيشين حياة العنقاوات بشكل طبيعي؟
-بين:أوه لا...بخصوص ذلك لقد غيرت رأيي...سأبقى بجانبك...ذلك الوقت سنكون قد أحببنا بعضنا أليس كذلك؟

انصدم مما قالته وتجمد مكانه ولكنه لم يظهر ملامحه
-بين:حينها سأثبت لوالدي أن الحب حقيقي وأنه يمكنه تركي معك دون قلق ونعيش معا حياة السعادة والرخاء...سأذهب لزيارة دياري من حين لآخر لذا لا تقلق

مع كل حرف تقوله ينصدم أكثر...في الحقيقة هو كان يخطط لأن يعود لحبيبته تشايريونغ ويترك بين تعود لديارها ويريح نفسه...لكن مع تعلقها به تعقدت الأمور أكثر
-بين:أوه علي الإسراع قبل أن يحل الظلام

أكملت طهوها بينما الآخر ما يزال على نفس الحال مصدوما سارح البال
-بين:أوه بالمناسبة...حين أتحول لعنقاء وتحتاجني نادي بكلمة السر "روبي رو" وسأظهر لك من العدم دوما...لنجعلها كلمة تواصلنا عن بعد

حملت يدها في الهواء وحركت إصبعها على شكل دوائر وصرخت بصوت لطيف "روبي رو"


في يوم الغد ذهب بومغيو للجامعة وبقيت بين في المنزل تشعر بالملل الشديد...لم يكن بيدها حل سوى الخروج للحي ومراقبة الناس وهم يقومون بأشغالهم اليومية لذا جلست على الرصيف فمرت بها سيدة عجوز تحمل الكثير من الأغراض
-بين:جدتي...دعيني أساعدك

حملت معها الأغراض لباب بيتها فشكرتها ثم عادت أدراجها سعيدة

ثم مرت طفلة صغيرة بجانبها عائدة من المدرسة فلاحظت رباط حذائها المفكوك
-بين:مهلا يا صغيرة...سأساعدك...لا تسيري برباط مفكوك فقد تقعين

ربطت لها رباط حذائها جيدا
-بين:ممتاز...هكذا يمكنك الجري لأبعد مسافة
-الفتاة:شكرا

قبلتها على خدها ثم غادرت تاركة إياها تحدق بالذاهبين والقادمين إلى أن لمحت امرأة تسقي النباتات أمام بيتها
-بين:مرحبا يا عمة...هل يمكنني قطف البعض من ورودك فهي جميلة؟
-العمة:طبعا...تفضلي
-بين(بحماس) :سآخذ لبومغيو بعضا منها

في تلك الفترة القصيرة التي جلستها بين عند الرصيف تعرفت على الكثير من الجيران وساعدتهم وأحبوها وتأقلمت كثيرا...كانت تشعر بالألفة الشديدة والسعادة بينهم وكانت اجتماعية ولطيفة

وبينما تحدث إحدى الجارات رأت فوق سلك الكهرباء طائرا مميز الشكل كالذي رآه بومغيو سابقا فقطبت حاجبيها ثم توجهت لمنزل العم إيل
-بين:مرحبا عم إيل...أتحتاج مساعدة؟
-عم إيل:كنت ذاهبا للمغسلة لأغسل ثيابي...أترافقينني؟
-بين:مهلا لا تتعب نفسك...سآخذ ملابسك للغسيل وأعود فورا

ذهبت ركضا لقاعة الغسيل القريبة من هناك وطوال الطريق كانت ترى الطائر الغريب يلحق بها فتجاهلته وأنهت مهمتها بنجاح

حل المساء فعاد بومغيو من الجامعة ووجدها جالسة تحت الشجرة تتكلم مع بعض الجارات
-بين(بحماس) :بومغيو! لقد عدت

ركضت عنده وأمسكته من ذراعه بحماس فانتبهت لها بقية الجارات وابتسمن بخبث
-بومغيو:دعينا لا نفعل ذلك أمام الناس فقط
-بين:حسنا حسنا
-بومغيو:ماذا تفعلين هنا؟
-بين:المنزل ممل بدونك لذا قررت الخروج ومصادقة الجيران...لا يمكنني البقاء هناك طول اليوم بمفردي
-بومغيو:غريب!

فجأة سمعا صوت طائر قريب منهما يحط على الشجرة فحملت بين أول حصى عثرت عليها في الأرض بسرعة فتاكة ورمتها على الشجرة فأصابت الطائر في رأسه مباشرة وأسقطته على الأرض مغمى عليه
-بومغيو(بصدمة) :مجنونة

تحول الطائر لبشري فانفجع بومغيو وتراجع للخلف
-بومغيو(بصدمة) :إنه بشري متحول!
-بين(بتجهم) :بل طائر فضولي يتجسس علي
-بومغيو:تعرفينه؟
-بين(بتجهم) :بلى...أقدم لك المخلوق الذي اختارته لي الغيمة الأم لأتزوجه

اندهش من كلامها ونظر للمخلوق المرمي أرضا فوجده ما يزال مغمى عليه بسبب الضربة القاتلة التي سددتها له...رغم أنها رقيقة وناعمة ومسالمة ولكن أحيانا تصبح في قمة الرعب والوحشية
-بومغيو(بصراخ) :ياااااه أظن أنه مات...علينا إسعافه



عدل سابقا من قبل بثينة علي في الإثنين مارس 13, 2023 2:00 pm عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة لَعْنَة العَنْقَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة لَعْنَة العَنْقَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة لَعْنَة العَنْقَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الجمعة نوفمبر 04, 2022 1:56 pm

رواية لعنة العنقاء : الفصل الثاني عشر



في منزل بومغيو جلس هذا الأخير على الأريكة يحاول جعل خطيب بين يشرب الماء لكي يفيق من غيبوبته...وبعد دقائق أخيرا استيقظ ولديه نتوءة في رأسه من شدة الضربة فوضع عليها قماشا به مكعبات ثلج...بينما بين تجلس بعيدة عنه بخطوات تقطب حاجبيها وتثني يديها بانزعاج رأته وهو يستيقظ فواجهته بتكشيرة مرعبة
-بين(بحدة) :ألا تخجل من نفسك أيها الجاسوس؟
-دايموند:عزيزتي بين...كيف يمكنك ضرب خطيبك هكذا!
-بين(بحدة) :لم تعد كذلك...أنا خطيبة هذا

ثم أشارت بإصبعها لبومغيو
-بومغيو(بتوتر) :لا لا لا ليس بعد صدقني...أقصد لسنا خطيبين...هي تمزح
-دايموند:على كل لست قلقا بشأنك فأنت لا تنافسني وسامة
-بومغيو:ماذا!

ركضت نحوه وحاولت ضربه ولكن بومغيو أمسكها
-بين(بحدة) :اعتذر منه فورا...هو أوسم وأفضل منك في كل شيء
-دايموند:حسنا حسنا...هذا رأيك لكن مازلت أرى نفسي أفوقه وسامة

ثم أعاد خصلات شعره الشقراء الذهبية للخلف فظهر منه لمعان لطيف كالذي يظهر في الإنمي
-دايموند:لكن هذا ليس موضوعنا...عليك العودة معي لنقيم مراسم الزفاف فورا
-بين(بحدة) :في أحلامك...لن أقيم مراسمي سوى مع بومغيو
-دايموند:توقفي رجاءً...أتعلمين كمية القلق التي تسببينها لوالدك؟ لقد قام بلعنك ليعلمك الدرس لكنه الآن خائف
-بين:هو من أرسلك إذًا
-دايموند:أبدا...أتيت من تلقاء نفسي لإقناعك...ولكن يبدو أنك لا تهتمين
-بين:أنا سأبقى هنا للأبد لذا لا تحاولوا معي
-دايموند:أوووه بين توقفي...كفي عن التخيلات...الحب مجرد خرافة يستخدمها البشر للسخرية من بعضهم

عندما سمع بومغيو ذلك هز رأسه دون أن يراه أحد فهو بالفعل يعرف أن هذا الكلام صحيح
-دايموند:هيا بنا...الإمبراطور بانتظارك
-بومغيو:قلت إمبراطور؟!
-بين(بصراخ) :أيها الغبي! كشفت حقيقتي أمام بومغيو
-دايموند:ولِمَ تخفين أمرا كهذا؟ من حق الجميع معرفة أنكِ الأميرة بين وريثة إمبراطور السحاب المدللة

انصدم بومغيو من سماع ذلك فلم يتوقع أن لبين هذه المكانة الرفيعة
-بين(بحدة) :قلت لك توقف عن فضح خصوصياتي
-دايموند:هل تغادرين معي أم أفضح المزيد؟
-بين(بحدة) :وما الذي تبقى لتفضحه ها؟
-دايموند:المهم...صديقك هذا لا يحبك والأمر واضح جدا من عيونه
-بين(بحدة) :بل يحبني وبجنون
-دايموند:لو كان كذلك فلِمَ لم يقبلك ويفك اللعنة عنك للآن؟
-بين(بحدة) :تعجبني لعنتي لذا طلبت منه أن لا يفعل
-دايموند:وها أنتِ ذا تقولين كلاما متناقضا
-بين(بحدة) :نعم سأتناقض وأتناقص...المهم أنني هنا مع بومغيو
-دايموند:تشه...لا جدوى...أنا راحل...روبي رو

ظهرت له أجنحة لامعة حين نطق الكلمة وشيئا فشيئا تحول لطائر جميل براق واخترق الجدار دون إصابته بأي خدش وغادر تاركا خلفه زوبعة من اللمعان أدهشت بومغيو
-بومغيو:واو! هذه إذًا خصائص العنقاوات
-بين:ياله من مزعج! من أخبره أنني أريد الزواج منه
-بومغيو:إذًا...حضرة الأميرة؟
-بين:لا تعاملني برسمية...كن طبيعيا معي
-بومغيو:حسنا

فجأة طرق أحدهم الباب فتفاجأ بومغيو
-بومغيو:غريب...بالعادة لا أحد يزورني...أكيد لا أحد غير أمي

ذهب لفتح الباب فوجد امرأة
-المرأة:مرحبا...آسفة على الإزعاج...هل بين في المنزل؟

أخرجت بين رأسها ونظرت نحوها
-بين:أووه أهلا عمة كوون كيف أساعدك؟
-المرأة:أهلا بين...قلتِ سابقا أنكِ تريدين مساعدتي في طلاء سور منزلي فهل يمكنكِ ذلك الآن؟
-بين(بحماس) :يااااه أجل بكل تأكيد

ركضت معها وتركا بومغيو واقفا عند الباب
-بومغيو(بتجهم) :هل هي خادمة لديها لتفعل ذلك؟

بقي يراقبهما من النافذة وكانت بين تطلي السور معها مستمتعة وتتحدثان وتضحكان كما لو أنهما مقربتان جدا من بعضهما

وبعد أن انتهت أخيرا رأت امرأة أخرى من الجيران تحمل العديد من الأغراض فأخذت عنها بعضها وأوصلتها لعتبة باب المنزل بسعادة
-بومغيو(بانزعاج) :لماذا يعاملها الجميع كخادمة وهي صامتة وسعيدة!؟ يال سذاجتها!

وعندما أرادت أخيرا العودة للمنزل قابلت رجلا عجوزا آخر فوقفت للتكلم معه وبسبب حديثها الممتع صار يقهقه من الضحك ويضرب ركبته
-بومغيو(بتجهم) :ترى ما المضحك؟

أنهت محادثتها مع العجوز ثم سارت عبر الطريق عائدة للمنزل لكنها توقفت مجددا عند منزل العم إيل فوجدته يمسك مجموعة من الخيوط الملونة ويربطها
-بين:مرحبا عمي...ماذا تفعل؟
-عم إيل:أصنع أساور من الخيط

أراها نموذجا من أعماله وعليه أشكال جميلة مثل قلوب وورود
-بين(بحماس) :ياي ما أجمله! أيمكنني الحصول على واحد؟
-عم إيل:طبعا...خذي أيه تشائين

أخذت واحدا عليه قلب ثم فكرت ببومغيو
-بين:ممممم أيمكنني أخذ واحد لحبيبي أيضا؟
-عم إيل:بل يمكنك صنعه حتى...ليس بتلك الصعوبة
-بين(بحماس) :هل ستعلمني؟
-عم إيل:طبعا
-بين(بحماس):ياي كم أنا متحمسة! حبيبي بومغيو سيرتدي شيئا من صنع يداي

ثم جلست بجانبه يحاول تعليمها بينما بومغيو يحدق بهما عبر النافذة ويظن أنها تساعده في شيء ما مجددا
-بومغيو:تلك الطيبة التافهة...الجميع يستغلونها

احتاجت ثلاث ساعات لتصنع سوارا لبومغيو يشبه سوارها الذي عليه قلب ثم ركضت عنده للمنزل بحماس
-بين(بحماس) :احزر ماذا أحضرت لك
-بومغيو:لا أهتم

سحبت يده عندها ووضعت له السوار وهي مبتسمة وتنتظر ردة فعله...نظر هو للسوار من جوانب عدة من يده ولم يبدي أي اهتمام يذكر
-بين(بحزن) :ألم يعجبك؟
-بومغيو:لا بأس به

رغم كلامه المحبط لكنها ابتسمت
-بين(بحماس) :المهم أنك لم ترفضه...أنا أيضا لدي واحد في يدي...الآن أصبحنا نشبه الثنائيات التي نراها في الطريق

قفزت مكانها بحماس عدة مرات فابتسم بسببها
-بومغيو:اليوم رأيتك تقومين بالكثير من الأعمال للجيران...أود محادثتك حول ذلك
-بين(بحماس) :أجل...الجيران رائعون...كم أحب البشر اللطفاء...ليتني كنت مثلهم
-بومغيو:هم ليسوا رائعين في الحقيقة...إنهم يستغلون طيبة قلبك لتقومي بتنفيذ بعض الأعمال عنهم...هذا يسمى الاستغلال بعينه
-بين:استغلال! لكنهم يحبونني
-بومغيو:أو هذا ما يريدون إقناعك به...لكن حين تنتهي مصالحهم معك سيتركونك ويتجاهلونك وفي أصغر مشكلة تقعين فيها لن يساعدوك...إنه عطاء من طرف واحد
-بين(بحزن) :هذا يعني أنني لست مهمة لهم سوى لتنفيذ مصالحهم؟
-بومغيو:برافو...الآن فهمتِ

قلبت شفتيها بلطف وكانت على وشك البكاء إلى أن رن الجرس مجددا...وعندما ذهبا ليفتحا وجدا الجارة التي ساعدتها بين اليوم في طلي السور وفي يدها علبة بها قالب حلوى
-المرأة:طاب يومكما...لقد أحضرت قالب حلوى عربون شكر لبين على مساعدتها لي اليوم
-بين(بحماس) :يااااي شكرا جزيلا لك

أخذته منها وأدخلته مما جعل بومغيو ينصدم...لم تمر سوى دقائق حتى رن جرس الباب مجددا وعندما فتحه بومغيو وجد شابة على أعتابه
-الشابة:مرحبا...أنا صديقة لبين وقد كنت اليوم في السوق ورأيت ثوبا جميلا فأتيت به لها لأنني ظننت أنه يلائم ذوقها
-بين(بحماس) :يااااي شكرا لك...كم ثمنه؟
-الشابة:لا لا لا أبدا...لا تدفعي فهو هدية مني لأنك المرة الماضية قدمتِ لي نصيحة بشأن والدتي واستمعتِ لمشاكلي
-بين:لا بأس...نحن أصدقاء

ثم غادرت الفتاة فذهبت بين وجربت الفستان وهي متحمسة...وكل ذلك حصل أمام عيون بومغيو المصدومتين

وللمرة الثالثة رن جرس الباب ففتحه بومغيو فوجد شيخا من الجيران ومعه سلة ملئى بالرمان
-العجوز:مرحبا...أعطِ هذه لبين واشكرها لأنها ساعدتني في قطف ثمار الرمان بالأمس
-بومغيو(بتوتر) :ح ح ح حسنا سأفعل

انحنى له وغادر فدخل للغرفة ونظر لبين بتعجب
-بين:قلت أنها منفعة من طرف واحد؟
-بومغيو:حسنا أعترف...هم ليسوا سيئين لتلك الدرجة...يبدو أنهم معارف جيدون في السراء والضراء
-بين(بحماس) :ياي رائع! إذًا لن أندم أبدا لأنني سأبقى هنا في عالم البشر

بسبب تلك الجملة اعتصر قلبه ألما...فقد تذكر أنه واقع في مشكلة الاختيار بين فتاتين...ورغم ذلك لم يخبرها بأي شيء بل قرر ترك الأمور كما هي إلى حين تعود تشايريونغ

انهمكت بين بتنظيف المنزل ومسح الأرفف إلى أن وجدت بين الكتب صورا قديمة لبومغيو في مختلف مراحل عمره...والتي شدتها أكثر هي صورته مع فريق كرة السلة الخاص به في الثانوية
-بين(بلطف) :ياي ما أجملها! لقد كنت صغيرا ولطيفا ووسيما...لكن ماذا عن شعرك؟ لقد كان قصيرا
-بومغيو:كنت أحب الشعر القصير
-بين:ولماذا غيرت رأيك الآن؟

فجأة وضع يده يتلمس شعره الذي يصل لكتفيه وصار يتذكر ذكرى قديمة له مع تشايريونغ قبل خمس سنوات تخبره فيها بأن تسريحة شعره القصيرة تجعله جذابا جدا لذا هي تحبه ولا تريد منه أن يقوم بتطويله

تلمس رأسه بحزن ثم نظر لبين
-بومغيو:هكذا فقط...صرت مهملا ولا أحب زيارة الحلاق كثيرا لذا بقيت بالشعر الطويل كي لا يلاحظ أحد نموه
-بين:لكنك تبدو رائعا به...أريدك أن تتركه هكذا دوما...لا تقصه رجاءً

ابتسم لها بتكلف ثم أحنى رأسه وتاه في الذكريات مجددا...لكن قاطعه صوت شخص آخر من الجيران يطرق الباب وهذا أصبح مزعجا حقا...فتخيل أنك بعد خمس سنوات من العزلة يبدأ الناس بالطرق على بابك كلهم دفعة واحدة وفي أوقات متفرقة من اليوم...ألن يكون هذا في قمة الإزعاج؟!
-بومغيو(بصراخ) :تبا...دعوني وشأني

في تلك الليلة استلقى بومغيو في فراشه وعلى بعد خطوات منه بين التي تنام في سلتها...فجأة نهضت ونظرت نحوه وصارت تموء محاولة قول شيء ما
-بومغيو:ماذا؟

اقتربت منه خطوة فتراجع للخلف وكاد يسقط من على السرير
-بومغيو:إياكِ والاقتراب...تعلمين أنني رغم كل هذه الأيام التي نمنا فيها في غرفة واحدة ولكنني لا أستطيع الاقتراب منك

اقتربت منه خطوة أخرى فحمل الوسادة وأشار بها في وجهها
-بومغيو(بخوف) :لا...لا تقتربي

حاولت القفز عنده فوق السرير فضربها ضربة واحدة جعلها تلتصق بالحائط
-بومغيو(بخوف) :أنتِ جنيتها على نفسك

في يوم الغد بعد أن عادت بين لطبيعتها وجدت في رأسها نتوءة من شدة الضربة فوضعت عليها الثلج ليخف الألم
-بومغيو(بتوتر) :آسف...أنتِ من قمتِ بمفاجأتي
-بين(بحزن) :أردت أن أكون قريبة منك...النوم بعيدا عنك ممل
-بومغيو:لكن ليس وأنتِ قطة
-بين(بحماس) :أيعني هذا أنك ستتركني أنام بحضنك وأنا بشرية؟ ها؟ ها؟
-بومغيو(بتوتر) :لا لا لا لم أقصد
-بين(بحماس) :بلى قلتها...لا مجال للتراجع...دعني أنام بحضنك هياااا
-بومغيو(بتوتر) :لا لا...رجاءً لا
-بين(بحماس) :أووه هيا بومغيوووو هياااا...مرة واحدة فقط...أليس هذا مفيدا في أن يجعلنا نتقرب من بعضنا؟ وأيضا مازالت ساعة على صفوفك الجامعية ويمكننا البقاء معا وفعلها

حاولت معانقته لكنه تراجع للخلف وفي النهاية تعثر بالسرير وسقط وسقطت بجانبه وحضنته بقوة...لحظات وهو هادئ ويتنفس بهدوء بسبب مشاعره المتضاربة التي يكنها لتشايريونغ والتي تجعله أكثر حذرا وتحفظا في معاملة الفتيات

وضعت رأسها في صدره واستنشقت رائحته لوقت وهي مغمضة العينين
-بين:هذه الرائحة...مميزة حقا

أخذت تستنشقها بقوة وتصعد بشفتيها شيئا فشيئا نحو رقبته حتى تلاقت وجوههما ونظرا لبعضهما لبرهة

فجأة بادر بومغيو نحوها بنفسه وقبلها على شفاهها وهذه المرة كانت قبلة عميقة استمرت لدقائق جعلتها تتخدر وتقبله بشغف...لقد ظنت أنها القبلة المنتظرة التي قد تفك لعنتها وتحل كل مشاكلها لذا بادلته فحسب بكل سعادة

دقائق وهما على نفس الحال يتعانقان ويتبادلان القبل حتى توقف من تلقاء نفسه وابتعد عنها
-بومغيو(ببرود) :يالنا من مغفلين...لقد تجاوزنا الحدود
-بين:أي حدود؟ نحن حبيبان...بل من الغريب أننا نضع الحدود بيننا
-بومغيو(ببرود) :لا...آسف...لم أتمالك نفسي

تركها ممددة على السرير حزينة للغاية فصارت تتلمس شفاهها وتستشعر قبلاته وذلك الشعور الجميل الذي أعطاه لها وسحبه بغمضة عين

ذهب للمطبخ ليأكل فطوره وفي طريقه لطم وجهه مما فعله...لقد أحس أنه تجاوز الحدود هذه المرة وخان تشايريونغ أكثر...لكن ما من حل فهذا ما يتوجب عليه فعله للوقوع بحب بين بأسرع وقت...وها هو ذا يتقدم خطوة بخطوة...أخرج صورة تشايريونغ من جيبه ونظر لها بحزن ثم أعادها قبل أن تأتي وتراه

ذهب للجامعة لتلقي محاضراته بينما بقيت بين في المنزل تلهو حتى شعرت بالملل...وبينما تبحث عن شيء تفعله لمحت على الأرض صورة تشايريونغ التي أوقعها من جيبه هذا الصباح بالخطأ فانصدمت وتجمدت مكانها تحدق بها
-بين(بصدمة) :من هذه؟ هل يعقل أنه يخونني معها!؟

وضعت الصورة في جيبها وانطلقت نحو شخص واحد قد يعرف لمن تلك الصورة ولكن لكي تصل إليه عليها التخفي فقد يراها بومغيو ويفشل كل شيء

نعم ليس هناك غير ليا صديقة بومغيو الوحيدة والمقربة والتي يبوح لها بكل أسراره...أو هذا ما كانت عليه في السابق

ذهبت للجامعة وتسللت بهدوء بحثا عن ليا إلى أن عثرت عليها في الكافيتيريا تتناول طعامها ولحسن الحظ بومغيو لم يكن هناك
-بين(ببرود) :ليا
-ليا(باستغراب) :ماذا تفعلين هنا؟ هل تبحثين عن بومغيو؟ لا أعلم شيئا عنه
-بين(ببرود) :لا...بل جئت لأجلك...أريد سؤالك عن أمر

وضعت أمامها صورة تشايريونغ فتجمدت مكانها
-ليا(بصدمة) :لكن...لكن كيف وصلتِ لصورتها؟! هذا جنون!

في ذلك الوقت كان بومغيو في مكتبة الجامعة يقرأ كتابا وبالصدفة وضع يده في جيب سترته وانصدم بأن صورة تشايريونغ ليست هناك
-بومغيو(بصدمة) :تبا! أين هي؟!

وضع يده في كل جيوبه يتفقدها فلم يعثر على شيء...ثم أفرغ محتوى حقيبته وفتشه شبرا بشبر ولكن لا أثر للصورة...هذا سبب له نوبة هلع جعلته يتصرف تصرفات غريبة وسط المكتبة تجذب الانتباه ومنها لطم وجهه

رغم أن لديه حصصا مسائية ولكنه قرر العودة للمنزل والبحث عن الصورة وبالفعل عاد وفتش كل المنزل شبرا بشبر ولم يجدها وهذا ما سبب له القلق الشديد والتوتر والضياع فصار يتنهد بعمق...كانت تلك الصورة الوحيدة المتبقية له من ذكرياته مع تشايريونغ وضياعها يعني ضياع كل شيء

ورغم ذلك لم يتوقف بل واصل البحث في أكياس القمامة وحول البيت وكل بقعة أرض مشى عليها ذلك اليوم

لقد حول كل شيء لفوضى خاصة منزله...لقد انقلب رأسا على عقب وتخربت الأشياء...وما زاده قلقا أن بين لم تكن هناك ليسألها عنها وليس لديه أي طريقة تواصل معها فهي لا تملك هاتفا حتى...الحل الوحيد أن يواصل تفتيش الطريق التي سار عليها طوال اليوم أو سؤال الناس المارين بالجوار عنها لعلهم رأوها...ولكن الاقتراح الأخير صعب التنفيذ فالناس يتغيرون باستمرار



عدل سابقا من قبل بثينة علي في الإثنين مارس 13, 2023 2:18 pm عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة لَعْنَة العَنْقَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة لَعْنَة العَنْقَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة لَعْنَة العَنْقَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الأربعاء نوفمبر 09, 2022 2:30 pm

رواية لعنة العنقاء : الفصل الثالث عشر



بينما بومغيو منهمك بالبحث عن صورة تشايريونغ بفوضوية كانت بين جالسة مع ليا في الكافيتيريا تتحدثان حول موضوع الصورة
-بين(ببرود) :أخبريني من تكون هذه وماذا تعني لبومغيو؟
-ليا:لا يمكنني إخبارك...لكن لو تبادلنا المعلومات فلا بأس...يبدو أن حل الأحجية التي حيرتني متوفر لديك
-بين(ببرود) :أي أحجية؟
-ليا:هذه الفتاة تكون حبيبة بومغيو السابقة

شعرت بين بالإحباط الشديد وكادت تبكي
-ليا:ولكنها متوفاة

ومجددا شعرت بحزن قاتل وضيق شديد يدب في صدرها
-ليا:والآن دورك...أخبريني ما الذي يخطط له ذلك الأهوج بومغيو ولماذا يقول أنه يستطيع إعادتها للحياة؟ لم يكن يجرؤ على قول ذلك إلا لما ظهرت أنتِ فما الذي بجعبته يا ترى؟

هذه المرة انصدمت بين أكثر بعد أن فهمت كل شيء...الأمنية التي يريد الحصول عليها كانت لأجل استعادة حبيبته السابقة
-بين(ببرود) :أنا لست بشرية...أنا عنقاء...تم لعني لأصبح قطة والطريقة الوحيدة التي تفك بها اللعنة هي من خلال قبلة من الحب الحقيقي...أعلم أنها أشبه بقصة الأميرة والضفدع ولهذا ستجدين صعوبة في تصديقها

تجمدت ليا مكانها ولم تعرف ما تقوله فهو يبدو كضرب من الخيال...لكن بالنظر لتصرفات بين فهي تبدو فعلا كمخلوق غريب عن البشر
-ليا:ولماذا بومغيو بالضبط؟
-بين:لا أعلم...قلبي اختاره هو بالذات
-ليا:اختيار سيء...أؤكد لك ذلك...بومغيو متيم بحبيبته السابقة تشايريونغ لأبعد الحدود ولن يكون معك مهما حصل

ازداد حزن بين وإحباطها لكنها حاولت تمالك نفسها وكبت دموعها
-بين(بحشرجة) :ما السبب الذي أودى بحياتها؟
-ليا:ستحزنين لسماع الحقيقة...لقد خانها مع فتاة أخرى فألقت بنفسها من على سطح الثانوية وماتت

شددت بين على قبضتها بقوة وأغمضت عينيها كاتمة الإحباط والحزن الذي تشعر به
-ليا:بومغيو لن يتخلى عن تشايريونغ...إنه متيم بها ومدين لها في نفس الوقت...سيفعل المستحيل من أجل التكفير عن خطئه...لكن ماذا عنك؟ بعد معرفتك لذلك هل ستواصلين معه؟

احتاجت بين عدة دقائق لتفكر وبقيت ملتزمة الصمت تحدق بالطاولة فحسب
-بين(بحشرجة) :أجل...مازلت أريد المواصلة...يمكنني أن أكون أنانية وأهرب وأتركه فاقدا للأمل...لكنني لست بتلك القذارة...سأضحي بسعادتي لأجل تحقيق أمنيته وإعادة حبيبته للحياة ثم أغادر
-ليا:لكن سيكون الأمر صعبا عليك
-بين(بحشرجة) :لكن ليس أصعب من أن أراه محطما وحزينا بدون الفتاة التي يحبها...بالنسبة لي أعرف شعور الوقوع بالحب وأعرف كم من الصعب العيش بدون الطرف الآخر...ولهذا سأضحي

ثم وضعت يدها على صدرها وابتسمت بتكلف بينما اغرورقت عيناها بالدموع
-بين:حقا بومغيو يعني لي الكثير...هذا القلب ينبض فقط لأجله لا غير

بينما هما منهمكتان في الحديث وصل بومغيو للكافيتيريا ورآهما معا فتقدم منهما...لكن ما صدمه أكثر حين رأى صورة تشايريونغ موضوعة على الطاولة أمام بين...حينها جن جنون غضبه وذهب نحوها وأخذ الصورة منها واضعا إياها في جيبه
-بومغيو(بغضب) :ماذا تفعل الصورة معك؟

نهضت كل من بين وليا من على الكرسي ونظرا نحوه بصدمة حين كشفهما
-بومغيو(بغضب) :كيف تجرؤين على تفتيش أغراضي ولمسها وحملها معك دون إذني؟
-ليا:اهدأ بومغيو...هناك سوء فهم
-بومغيو(بغضب) :لا تتدخلي
-ليا:من حقي التدخل فأنت تبالغ بردة فعلك...دعها تخبرك بالقصة أولا

رغم كمية الحزن التي بصدر بين لكنها حاولت أن تبتسم وتكون طبيعية
-بين:هل أغضبك تصرفي؟ آسفة للغاية...رأيت الصورة مرمية على الأرض فأحضرتها لليا لتساعدني في معرفة صاحبتها لأعيدها لها...لم أعلم أنها لك
-بومغيو(بغضب) :لست غبيا لأصدق هذه الترهات...أخبراني الحقيقة...هل تحدثتما عن تشايريونغ؟
-ليا:أجل تحدثنا وأخبرتها بكل شيء...لكن ألا تظن أنك أخطأت بحق بين؟ لِمَ لم تخبرها منذ البداية أنك تنوي استرجاع تشايريونغ...لماذا كذبت عليها وهي متعلقة بك؟
-بومغيو(بغضب) :هل هو خطئي أنها تافهة وتتعلق بأي كان؟

عندما سمعت بين ذلك عرفت أن الموضوع لن يمر على خير
-بين(بحشرجة) :بومغيو...أنت حتى لا تعرف ما كان رد فعلي على تصرفك هذا
-بومغيو(بغضب) :لماذا تظنين أن رد فعلك يهمني؟ أريد استرجاع حبيبتي وهذا حقي وليس من حقك الحزن أو البكاء
-بين(بحشرجة) :ولكن ما العيب بي حتى لا تحبني مثلها؟
-بومغيو(بغضب) :تقولين ما العيب بك؟ نحن مختلفان للغاية ولا نتشابه في أي شيء...أنا أحب الأسود وأنتِ تحبين الألوان الزاهية...أنتِ اجتماعية وأنا منطوٍ...أنتِ متسرعة وتافهة وأنا حذر...وهذا دون ذكر أنكِ شخصية كريهة وطفولية ومملة وساذجة وغريبة أطوار...لم أخبرك بهذا سابقا لأنني لا أريد جرح مشاعرك ولكن هذا يكفي...أنتِ لا تطاقين...شخصية مزعجة وحشرية بمعنى الكلمة...رجاءً اختفي من حياتي فقد سئمت منك

استدار وغادر مباشرة وتركها متصنمة مكانها...بعد مغادرته انهمرت دموعها على خدها دون توقف...كان الجميع من حولها يشاهدونها بعد هذا العرض المسرحي الحزين...حتى ليا كانت تقف بجانبها حزينة لرؤيتها على تلك الحال

حاولت ليا الاقتراب منها لكنها غادرت تسير ببطء وبخطوات مترنحة وتصعد السلالم لسطح الجامعة...كان السطح موجودا في الطابق الخامس والمسافة بعيدة نحو الأرض لذا وقفت على الحافة متجمدة تنظر للسماء والرياح تلعب بملابسها وشعرها

صعدت ليا للسطح بعد أن قلقت عليها فصدمت من رؤيتها هناك تقف على الحافة كالصنم...أعادها هذا المنظر للحادثة التي حصلت قبل خمس سنوات...كانت وكأنها ترى تشايريونغ تحاول الانتحار مجددا

لم تستطع النطق بكلمة وفجأة صارت تبكي والدموع في عينيها شلالات...حملت هاتفها بسرعة وأرسلت رسالة لبومغيو كتبت فيها "بين على السطح تحاول الانتحار...بومغيو لا تغادر أرجوك...تعال وساعدني...لن أسامح نفسي إن أصابها مكروه كما حصل مع تشايريونغ"

رمت الهاتف جانبا ثم تقدمت منها بخطوات بطيئة
-ليا(بحشرجة) :بين رجاءً استمعي إلي...لا تتهوري...لا يمكنني رؤية شيء كهذا مجددا

بسبب شرود الأخرى في كلمات بومغيو القاسية لم تسمع كلامها حتى ولم تركز معه وبقيت متصنمة تنظر للسماء فحسب
-ليا(ببكاء) :بين رجاءً...إن قفزتِ فسأقفز خلفك...هل يرضيك أن أموت بسببك؟

استدارت بين نحوها وهي شاردة
-بين(بشرود) :هل حقا طلب مني الاختفاء من حياته؟
-ليا(ببكاء) :أبدا لم يفعل
-بين(بشرود) :بل فعل
-ليا(ببكاء) :بين رجاءً افهمي...لقد كان غاضبا لذا قال ما قاله...نحن البشر حين نغضب نقول كلاما لا نقصده...صدقيني بومغيو يهتم لأمرك كثيرا وإلا ما كان ليعتني بك كل هذه المدة
-بين(بشرود) :هل علي أن أختفي حقا من حياته؟

وصل بومغيو للسطح أخيرا وشعر بصدمة حين رآها بالفعل تقف على الحافة
-بومغيو(بحشرجة) :لا...توقفي...لا تفعلي...هل تريدين مني أن أموت بعدك؟ لا مجال لأسمح لك بفعلها...ليس مجددا...لا أستطيع خسارة شخص عزيز علي مجددا
-بين:أنا عزيزة؟!
-بومغيو(بحشرجة) :أجل...كثيرا...آسف لأنني قلت كل ذلك الكلام الجارح لك...أنا حقا أحبك وأحترمك لدرجة لا تتصورينها...أنتِ كنتِ كأختي الصغرى ولطالما رغبت برؤيتك سعيدة مع الشخص الذي تحبينه...لكنك تعلمين أنه لن يكون أنا...لكن صدقيني ستجدين من يحبك يوما ما وسيكون أفضل مني...أنا شخص سيء ولا أستحق فتاة مثلك...رجاءً لا تنتحري
-بين(باستغراب) :ها! أنتحر؟! من قال أنني سأنتحر؟!

نزلت من على الحافة وتوجهت نحوه ووقفت تحدق به لحظات حتى تغير وجهها للحزن
-بين(بحشرجة) :كنت أريد الشعور بصوت الرياح...هذا يذكرني حين كنت عنقاء تستطيع الطيران والشعور بنسمات الهواء العليلة التي تطرب الأذن...ثم حتى لو رميت نفسي لن أموت فالعنقاء كائن خالد وسأحترق وأخلق من رمادي من جديد...وأيضا أنت غبي...كيف تقول كل ذلك الكلام الجارح لي؟ أنا أكرهك أيها الشرير

ضربته على صدره بلطف مرة وكانت ستضربه الثانية لكنه أمسكها من ذراعها ثم شدها نحوه وعانقها...وفي تلك اللحظة بالذات انفجرت بكاءً في حضنه ودفنت رأسها في أعماق صدره
-بين(ببكاء) :كيف يمكنك أن تحبها ولا تحبني؟ أنا أيضا أستحق أن تحبني...قلبي يؤلمني للغاية...ماذا أفعل؟ مجرد فكرة أن هناك فتاة ببالك تحبها وتفعل المستحيل لأجلها تجعلني أحترق من الغيرة...ما الحل؟!

أخذها للمنزل فنامت في سريره وغطت رأسها بالبطانية وبقيت تبكي لساعات حتى احمرت عينيها...وكلما حاولت أن تهدأ لم تستطع وواصلت ذرف الدموع على وسادته مجددا

وبينما تبكي كان هو جالسا على الأرض في زاوية الغرفة ينتظر منها أن ترفع رأسها أو تفعل أي شيء يدل على أنها غير مستاءة منه...لكنها لم تفعل...لقد واصلت البكاء هناك طوال اليوم وحتى في الليل حين تحولت لقطة نامت على سريره ونام هو على الأرض فقط حتى لا يزعجها

في يوم الغد استيقظ بعد أن نام نوما غير مريح تماما ثم نظر حوله فلم يعثر على بين في أي مكان...بحث عنها في أنحاء المنزل فلم يجدها وهذا أمر غريب وغير معتاد منها...حتى حين دخل المطبخ لم يجد فطوره وقد كانت من عاداتها أن تعد له الفطور كل صباح...هذا دليل على أنها ما تزال مستاءة

ذهب لإعداد فطور لنفسه وتناوله وهو يشعر بالذنب وعدم الراحة بسبب الألم الذي سببه لها وكلما ابتلع لقمة شعر أنه يبتلع شيئا قذرا وليس بطعام...هذا جعل شهيته تسد عن الأكل فوضعه جانبا وذهب ليأخذ حماما ويرتاح...اليوم يوم عطلة لذا عليه ممارسة بعض النشاطات ضد الاكتئاب كما نصحته طبيبته النفسية

في ذلك الوقت كانت بين في منزل ليا وقد ذهبت إليها من تلقاء نفسها لتحدثها...وبالفعل فرحت ليا بمقابلتها وأعطتها الآيسكريم الذي تحبه وجلستا تتحدثان على سريرها...ولكن بين اليوم مختلفة جدا فهي هادئة وحذرة
-ليا(بابتسامة) :سعيدة لأنك بخير اليوم
-بين:أوني

تفاجأت ليا من تلك الكلمة واغرورقت عيناها فهي لم تسمعها منذ زمن إلا من تشايريونغ نفسها
-بين:أعلم أنني أكبر منك بقرون لكن أعتقد أنكِ أنضج مني عقليا لذا سأناديك أوني...عرفت مؤخرا أن الكوريين يستخدمون مصطلح "أوني" ليظهروا الاحترام للذين هم أكبر منهم
-ليا(بابتسامة) :بالضبط
-بين:أوني...أريد منك خدمة...أريد إيقاع بومغيو بحبي
-ليا:صعب...حتى أنا لا أستطيع مساعدتك
-بين(بحزن) :لا أريد منك فعل شيء محدد له بل لي...أريد تغيير مظهري...أريد أن أرتدي وأتصرف مثله
-ليا:تقصدين أن تتبني الأسلوب العميق في الملابس؟
-بين:هل يسمى بالأسلوب العميق؟
-ليا:أجل...هو أسلوب مظلم وبارد كأسلوب بومغيو
-بين:أجل أجل بالضبط
-ليا:لكن الأسلوب المبتهج يلائمك أكثر وألوان ملابسك تعجبني للغاية
-بين(بحزن) :لكنها لا تعجب بومغيو
-ليا:هذا أمر لا شأن له به...ملابسك هي شيء يخصك وليس شرطا أن تعجبه
-بين(بحزن) :أعلم...لكن إن لم أتغير لأجله وأصبح كئيبة وعميقة فلن يحبني...ألم تسمعي ما قاله بالأمس؟ لا يستطيع أن يحبني لأننا مختلفان...إن لم أضحي فلن يقع بحبي ولن يحقق أمنيته ولن أراه سعيدا في القريب...أنا فقط أريد أن تحدث الأمور بسرعة لأراه بخير فقد سئمت من رؤيته يعاني

بينما تنظر ليا نحوها شعرت بالحزن العميق واغرورقت عيناها...لذا ابتسمت بسرعة وعانقتها لكي لا ترا دموعها وحزنها
-ليا(بحشرجة) :أنتِ لا تريدين رؤيته يعاني لكن ماذا عنك؟
-بين(بحزن) :سأكون بخير صدقيني...سعادة بومغيو تعني سعادتي

عانقتها بقوة أكبر واستسلمت للأمر رغم أنها تعرف أنها تكذب...هي ليست بخير ولن تكون بخير أبدا خاصة حين يعود بومغيو لتشايريونغ
-ليا:لدي بعض الملابس السوداء في الخزانة...هل أريك؟
-بين:أجل

أخرجت لها كل القطع السوداء واختارت منها ما يناسبها...وعندما أرادت تغيير ثيابها نظرت لنفسها في المرآة ثم نظرت للملابس...كانت سوداء كلها بشكل يجلب الاكتئاب لذا واجهت صعوبة في ارتدائها

بعد أن ارتدت سروال جينز أسود وسترة سوداء تحتها تيشيرت قصير مكشوف على السرة عليه جمجمة انتقلت للمرحلة التالية وهي وضع الإكسسوارات ومساحيق التجميل...وبالفعل ساعدتها ليا في كل شيء ووضعت لها تبرجا غامضا ومظلما جعلها تتغير مئة وثمانين درجة

انشغل بومغيو بالعزف على غيتاره لكي يشغل نفسه عن التفكير والشعور بالذنب لكنه وجد نفسه يعزف لحنا حزينا جدا يذكره ببين أكثر

فجأة فُتح الباب فانتفض من الفزع وعندما دخلت عليه انذهل من أسلوبها الجديد الذي يجعلها متصنعة جدا وغريبة...كانت باردة معه وبالكاد ابتسمت
-بين:لا يجب أن أبتسم...علي أن أبقى مكشرة مثلك تماما...هكذا ستحبني أليس كذلك؟
-بومغيو:ما الذي تفعلينه؟!
-بين:أحاول أن أكون مثلك...باردة ومنطوية وعميقة...هذا سيجعل بيننا الكثير من الأمور المشتركة وستحبني دون أدنى شك
-بومغيو(بحزن) :لكن هذا جنون...أنتِ لا تبدين كنفسك البتة
-بين:لا بأس...لقد قلت أن شخصيتي مزعجة لذا لن أكون تلك مجددا

بسبب كلامها اغرورقت عيناه وتذكر تشايريونغ...تلك الفتاة اللطيفة التي حاولت التغير لأجله وفكرت في القيام بعمليات تجميلية فقط لأجل نيل قلبه...الزمن يكرر نفسه
-بومغيو(بحشرجة) :بين...لقد فهمتِ الأمر بشكل خاطئ...أنا لم أطلب منك التغير لأجلي أبدا ولن أفعلها...لقد كنت غاضبا وقلت ما قلته وأنا نادم عليه
-بين:لا بأس
-بومغيو(بحشرجة) :من الخطأ أن تفكري في التغير لأجل أي أحد
-بين:ربما معك حق...لكن في حالتنا فالأمر واجب علي لكي ننسجم سريعا وأحقق لك أمنيتك ثم أرحل
-بومغيو(بحشرجة) :إلى أين؟
-بين(بحزن) :سأعود لعالم العنقاوات فوق السحاب...وهل لدي مكان آخر أذهب إليه؟ لا مأوى لدي هنا سواك ولكن سيكون حينها لديك شخص آخر تأوي إليه غيري
-بومغيو(بحشرجة) :آسف لأجلك ولكنه الحل المناسب...وأيضا رجاءً لا تحاولي أن تكوني أي أحد...فقط كوني نفسك...لا يناسبك هذا الأسلوب...لقد اعتدت على بين المبتهجة التي ترتدي ألوانا زاهية براقة

قال كلامه ذاك ثم غادر المنزل دون إخبارها بوجهته...في العادة هي تسأله أين يذهب أو تلحق به لكن هذه المرة لم تشأ ذلك بسبب العلاقة المتوترة التي بينهما

ذهبت واغتسلت من مساحيق التجميل الكئيبة ثم عادت لارتداء ملابسها الملونة ووقفت تحدق بنفسها في المرآة بحزن وشفقة
-بين:أيتها الغبية...أشفق عليك...كان عليكِ الاستماع لوالدك ففي النهاية تبين أن كلامه صحيح...الحب قاسٍ ومؤلم



عدل سابقا من قبل بثينة علي في الإثنين مارس 13, 2023 2:31 pm عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة لَعْنَة العَنْقَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة لَعْنَة العَنْقَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة لَعْنَة العَنْقَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الأربعاء نوفمبر 09, 2022 2:53 pm

رواية العنقاء : الفصل الرابع عشر



انتظرت بين طوال اليوم في المنزل بمفردها لكن لم يعد بومغيو...حتى في الليل حين تحولت لقطة فقد تأخر كثيرا في العودة

كان يتعمد تجاهلها والابتعاد عنها حتى لا يشعر بالاختناق كالعادة...وهي قلقت عليه أكثر وبقيت تنتظره بفارغ الصبر

حين عاد لم يقل أي شيء ولم ينظر نحوها حتى وتمدد في سريره فحسب رغم إصابته بالأرق وعدم نومه لوقت متأخر

أما في الغد فقد استيقظ باكرا وارتدى زيه الرياضي وتوجه نحو الباب ليخرج فوقفت في طريقه...حدقا ببعضهما قليلا ثم ابتسمت له بتكلف
-بين:جهزت لك الفطور...تعال
-بومغيو:لست جائعا

ثم خرج من هناك بكل برود وتركها حزينة مطأطئة الرأس

ذاك اليوم أيضا ظل خارح المنزل اليوم بطوله ولم يعد إلا بعد منتصف الليل وهذا الأمر متعمد منه ثانية لكي لا يقابلها أو يبقى معها في منزل واحد

وفي اليوم الموالي أيضا استيقظ باكرا وجهز نفسه للذهاب للجامعة
-بين:أعددت لك الفطور...تعال...ستحبه...إنه مفاجأة خاصة وفريدة ولم أطبخه لك قبلا
-بومغيو:تأخر الوقت...سآكل في الطريق

ثم خرج من هناك دون أن ينظر في عينيها حتى...وهذا سبب لها الحزن الشديد حتى أنها بكت من معاملته لها بتلك الطريقة

وفي اليوم الذي بعده أيضا فعل نفس الشيء ولكنها لم تشأ ترك الفجوة بينهما تتسع
-بين:ما رأيك أن تخرج معي اليوم؟ أو لنبقى في المنزل ونتسلى أو نشاهد شيئا على التلفاز؟
-بومغيو(ببرود) :ليس اليوم...لدي ما أفعله

استمر الوضع هكذا أسبوعا كاملا حتى ضاق الأمر ذرعا بها...هما الآن لا يتواصلان أبدا...ودائما يتجاهلها ويتركها في المنزل وحدها ولا يعود طول اليوم...لم تكن هذه عادته بل كان يجلس في منزله طوال اليوم لأنه المكان الوحيد الذي يرتاح فيه...لكن الآن حتى ملجؤه الوحيد أصبح خانقا عليه بسبب وجود بين هناك

أخيرا قررت بين أن تخرج عن صمتها وتكلمه وجها لوجه وبكل صراحة لذا قاطعت طريقه وهو يغادر فذاك اليوم كان الجو شديد المطر في الخارج ورغم ذلك هو مصر على الخروج
-بين(بحشرجة) :بومغيو...رجاءً توقف...لا تغادر اليوم أيضا...رجاءً
-بومغيو(ببرود) :لدي عمل هام أفعله
-بين(بحشرجة) :لا تكذب أرجوك...قل أنك تتجاهلني فحسب
-بومغيو(ببرود) :لا...حقا لدي ما أفعله

حاول الخروج فوقفت له أمام الباب ولكنه أبعدها بنوع من العنف وغادر بعد أن أخذ مظلته

اتكأت على الباب قليلا تحاول أن لا تبكي ثم نظرت جانبا فوجدت مظلة أخرى
-بين(بحزن) :ربما علي اللحاق به

أخذت المظلة ولحقت به فرأته يتجه نحو المقبرة...كانت مهمتها سهلة جدا فهو بارد المشاعر ولم يلتفت خلفه ولو لمرة لذا لحقت به بسهولة

في المقبرة وبينما الجو ممطر للغاية جلس بومغيو بجانب قبر تشايريونغ وأخرج هاتفها من جيبه ومسح عليه بهدوء
-بومغيو:تشايريونغ...ها أنا ذا آتي إليك...أود الاعتذار منك لأنني تأخرت في تنفيذ وعدي لك...حاولت كثيرا لكن دون جدوى

بقيت بين تراقبه على بعد خطوات لكن لم تستطع الاقتراب أكثر ولا سماع ما يقوله
-بومغيو(بحزن) :لا تعلمين كم أفتقدك...أشعر أنني أريد معانقتك بشدة...أعتقد أنني لا شيء بدونك...أريد فقط أن أكفر عن ذنبي بسرعة لكي تعود الأمور لسابق عهدها...لكن أنا...

فجأة سمع صوت خطوات خلفه فاستدار بسرعة ووجد بين تحاول الاقتراب أكثر لتسمع ما يقوله لكنها بالخطأ أصدرت صوتا...حين رآها قطب حاجبيه أما هي فشعرت بالحزن
-بومغيو(بحدة) :تتجسسين؟
-بين(بحزن) :ليس تماما...فقط أردت الاطمئنان عليك
-بومغيو(بحدة) :تبا! ألا يمكنني حتى أن أبقى وحدي مرتاحا؟

سار نحو بوابة المقبرة فلحقت به تسير خلفه
-بين(بحزن) :بومغيو...رجاءً استمع إلي

فجأة توقف عن السير واستدار نحوها
-بومغيو(بغضب) :ماذا؟!

كلامه معها بذلك الأسلوب جعلها توشك على البكاء
-بين(بحشرجة) :آسفة لأنني أتدخل في حياتك ولكن لماذا زرت قبرها؟ تعلم أنني أشعر بالانزعاج والغيرة منها بالفعل فلماذا تفعل ذلك بي؟
-بومغيو(بغضب) :ولماذا تغارين من شخص ميت؟
-بين(بحشرجة) :لا أعلم...أعني هي يوما ما ستكون معك لذا أشعر بنوع من الحزن
-بومغيو(بغضب) :لا تظني أنني ملكك...نحن نعلم أنها علاقة مصلحة متبادلة لذا لا تتغابي
-بين(بحشرجة) :لكن...ألا يمكنك احترام مشاعري قليلا؟ أعني فقط الآن بما أننا في علاقة
-بومغيو(بغضب) :علاقتنا ليست جادة بالمرة ولن تكون جادة لذا رجاءً توقفي عن التغابي والتملك

ثم تركها هناك وغادر عائدا للمنزل...رغم أنه يعرف أنها ستلحق به لكنه ذهب فقد طفح به الكيل ويريد العودة لمنزله والبقاء هناك وقد أقسم أنه في حال أزعجته فسيطردها

جلس في منزله يتدفأ ومرت الدقائق بسرعة ثم الساعات...نظر للساعة فأدرك أنه مر وقت طويل على غياب بين وهي لم تأتي حتى تلك اللحظة...أمر غريب حقا! الجو ممطر وبارد في الخارج وهي غير موجودة!

حمل مظلته وخرج للبحث عنها ولكن صدم حين رآها واقفة في نفس المكان الذي افترقا فيه تمسك مظلتها بيدها وتطأطئ رأسها وتذرف الدموع...ومجددا شعر بالذنب والشفقة عليها وتحطم قلبه

اقترب منها شيئا فشيئا حتى نظرا لبعضهما وتلاقت أعينهما...ولأنها محرجة منه مسحت دموعها بسرعة ولكن غيرها نزلت لتبلل وجهها...كان صعبا عليها التوقف عن البكاء في تلك الحالة
-بومغيو:آسف...لنذهب للمنزل
-بين(بحشرجة) :لا بأس...يمكنك الذهاب...سأبقى قليلا هنا وألحق بك

أمسكها من يدها وسحبها معه نحو المنزل غصبا عنها وعندما دخلا وضعها أمام المدفأة لتتدفأ جيدا وجهز لها كوب حليب بالشكلاطة ووضع فيه الكثير من ملاعق السكر لأنه يعرف كم تحبه...وبينما يهتم بها ابتسمت نسبيا ونسيت كل شيء
-بومغيو:اسمعي...لقد تعبت
-بين(بحزن) :أعلم أنك متعب مني...حتى أنا متعبة من نفسي لأنني حبيبة سيئة
-بومغيو:لا لا لا ليس منك...أنتِ لطيفة جدا ولكن...أنا متعب لأنني أحاول إجبار قلبي على الوقوع بالحب بينما هو معلق بشخص آخر...الحقيقة أنني بذلت كل جهدي لكن أشعر بالاختناق...آسف حقا
-بين(بحزن) :أعلم كل شيء
-بومغيو:حاليا لا أعرف ما أفعل...إن استمريت هكذا سأجن...ربما علي زيارة طبيبتي النفسية لتعطيني الحل...ليس لدي غيرها وقد ساعدتني سابقا كثيرا في مواقف صعبة
-بين(بحزن) :تفكير صائب
-بومغيو:أنا بحاجة لعزلة طويلة والتفكير بما سأفعله...ربما علي السفر لمكان ما
-بين:مهلا...لست بحاجة للسفر لأي مكان...إن أردت أن ننفصل فأنا أتفهم ذلك

تفاجأ من تفكيرها وبدا عليه القلق مما ستؤول إليه الأمور
-بين:لا عليك لا تقلق فلن يكون انفصالا تاما فأنا أعلم أنك تحتاجني...سأختفي من حياتك لفترة ما دمت مشوش وعندما تشعر بتحسن وترتب أفكارك ومشاعرك حينها عد لي...وقتها سأفرش لك الورود على الطريق وأستقبلك بكل سعادة...بعدها نكمل رحلتنا في إعادة تشايريونغ
-بومغيو:لكن...أين ستذهبين؟ ليس لديك مكان
-بين:لا تقلق...سأتدبر أمري...ليس بالشيء الصعب أبدا
-بومغيو:لا...لا يمكنني تركك تذهبين وسيبقى بالي مشغولا عليك
-بين(بابتسامة) :أووووه كفى توقف عن تمثيل دور الأب القلق...قلت لك سأكون بخير فقط لأجلك...أنا عنقاء قطة فلا تنسى ههههههه

مع ابتسامتها تلك شعر بقلبه يتمزق ولكن ما من حل آخر...عليه تطبيق كلامها وإلا سيصتصعب عليه إعادة تشايريونغ للحياة...حينها مد يده لها ليصافحها
-بومغيو:اهتمي بنفسك رجاءً

بادلته المصافحة وعلى وجهها ابتسامة متكلفة
-بين:شكرا وأنت أيضا...ولا تنسى...ابتسم دائما للحياة

أشارت نحو شفتيها المبتسمتين ثم خرجت من هناك ركضا وكلما ابتعدت كلما انهمرت دموعها أكثر...أما هو فقد شعر بحزن عميق بسبب قلقه عليها...هي فتاة مجنونة وطفولية لذا قد تقع في المتاعب

أمسك هاتف تشايريونغ وحدق به لدقائق وهو متردد...وأخيرا بعد طول وقت شغله ونظر بداخله...كان عليه كلمة سر ولكنه لا يعرفها

فكر لبعض الوقت وهو متردد ثم فكر أن كلمة السر ستكون شيئا مهما لتشايريونغ لذا كتب اسمه...ورغم أنه متشكك لكن تبين أن اسمه فعلا هو كلمة السر...هذا جعله يصاب بالإحباط أكثر لأنها جعلته ذلك الوقت محور حياتها

تصفح الهاتف ونظر فيه ولم يجد أي أشياء مهمة...فقط محادثاتها معه ورسائلها التي تحتفظ بها للذكرى وهناك محادثات بينها وبين رفاقها وعائلتها أيضا...وهناك مكالمات له...بل جميع مكالماته معها محفوظة في السجل وحدها ومسجلة تحت اسم "قلبي"

وأخيرا فتح معرض الصور فوجد بداخله صورها القديمة ويومياتها...ودون أن يشعر سالت دمعة من عينه وتبعتها أخرى وأخرى...حتى صار يبكي ويشهق وهو يتصفح صورها

في النهاية عانق الهاتف ونام على سريره وقلبه يحترق من الشوق والذنب أيضا...لأنه فرط في لؤلؤة ثمينة ولأنها ماتت بسبب حبها الشديد له

بما أنه يوم عطلة فقد قضاه في المنزل وحده...كان الهدوء المرعب يعم المكان...لا يوجد أي أصوات البتة...فقط هدوء ويمكنك سماع صوت الذباب وهو يطير من حولك

حين حان وقت الغداء ذهب وطبخ النودلز لنفسه وجلس يأكله ببطء وحده...طعمه عادي جدا وقد اعتاد على طبخ بين اللذيذ

جلس مجددا على سريره ونظر من حوله وبدا المكان فارغا جدا...هو بالفعل فارغ منذ خمس سنوات لكن بعد رحيل بين أصبح فارغا للغاية

تدحرج في سريره لبعض الوقت وحين انقلب للجهة اليمنى رأى سلة بين القطة التي كانت تنام فيها...فجأة شعر بالوحشة والوحدة

توجه نحو السلة وحملها ثم أخفاها في الخزانة حتى لا يراها مجددا وكما أنها غير مستعملة الآن فما الداعي لبقائها موضوعة هناك

حل المساء وتوقف المطر فذهب ليعد لنفسه بعض القهوة...بينما يشربها تذكر بين أكثر فهي تكره طعمها المر...هذا جعله لا يستصيغ طعمها لذا تركها جانبا وذهب خارجا ووقف أمام الباب ينظر للحي

بينما يقف مر به طفل صغير يوزع عبوات الحليب
-الطفل:طاب مساؤك...وجه شكري لبين وأخبرها أنني ممتن لها لإصلاحها دراجتي منذ يومين

حين سمع ذلك شعر بالحزن الشديد وتنهد
-بومغيو:بين غادرت...لم تعد تعيش هنا
-الطفل(بصدمة) :ماذا؟! لماذااااا؟!
-بومغيو:هي أرادت ذلك
-الطفل(بحزن) :لكنني أردت شكرها
-بومغيو:لا بأس...ستشكرها يوما ما لو قابلتها

ثم دخل منزله وأغلق الباب وتنهد بعمق...وما كادت تمر دقائق حتى جاءت إحدى الجارات ترن عليه جرس الباب...حينها انتفض قلبه وأسرع بفتحه
-الجارة:سمعت أن بين غادرت المنزل...لماذا؟
-بومغيو:انتقلت
-الجارة(بحزن) :لماذا؟ هل انفصلتما؟

رمش بومغيو بعينيه
-بومغيو:من أخبرك أننا مرتبطان أصلا؟
-الجارة:هي أخبرتني...لا تقل أنها تكذب...كيف تعيشان معا في منزل واحد إذًا لو لم تكونا مرتبطين؟

وضعه كلامها في موقف محرج جدا...ثم أشارت الجارة ليده التي فيها سوار الخيط
-الجارة:ثم أليس هذا ما يرتديه المرتبطون؟ بين أيضا تضع واحدا مثله
-بومغيو(بحزن) :أوه أجل...نحن كنا مرتبطين...نسيت
-الجارة:كيف تنسى؟! أظن أنك تعمدت قول ذلك لأنك غاضب منها صحيح؟ عادة حين يتشاجر اثنان مرتبطان تحصل بينهما هذه الأشياء وينكران مشاعرهما تجاه بعضهما...لكن أخبرني ما سبب شجاركما؟
-بومغيو:عفوا ولكن لِمَ علي إخبارك؟
-الجارة:أجل فهمت...لا تريد مني التدخل...لكن الأمر بخصوص بين...حقا لم أكن أريدها أن تغادر وتنفصل عنك...أعرف كم تحبك ودائما تتحدث عنك وهي تبتسم...مهما كان سبب شجاركما فلا تفرط فيها

كلامها ذاك جعل بومغيو يوشك على البكاء لذا هز رأسه وشكرها وانسحب لداخل منزله قبل أن يتأثر أكثر

بعد دقائق رن جرس الباب مجددا فذهب ليفتح ووجد فتاة تقف على عتبة الباب
-الفتاة(بحزن) :سمعت أن بين غادرت...رجاءً أخبرني أين تعيش الآن؟ أنا حقا أفتقدها
-بومغيو:لا أعرف
-الفتاة(بحزن) :ماذا عن حساباتها على مواقع التواصل أو رقمها أو أي شيء؟ رجاءً ساعدني في العثور عليها
-بومغيو:لا تملك أيًا من هذه
-الفتاة(بحزن) :أرجوووووك...أعلم أن بينكما خلافات ولكن لا تكن أناني...فقط لأجلي
-بومغيو(بحدة) :قلت لك لا أعرف أي شيء عنها...دعيني وشأني...لماذا تصعبون علي الأمور جميعكم؟ أنا أيضا أريد الاطمئنان عليها لكنها قررت المغادرة

شعرت الفتاة بالإحراج وأحنت رأسها
-بومغيو:آسف...فقط صدقي أنني لا أملك أي طريقة للتواصل معها
-الفتاة(بحزن) :فهمت

بقي بومغيو في المنزل وحده يشاهد التلفاز...ثم جلس يعزف على غيتاره ويؤلف أغنية...بعدها حل الظلام ونهض لتناول عشائه الذي هو عبارة عن نودلز سريع التحضير كالعادة...فعل كل ذلك وحده وكان يشعر بوحدة شديدة

بعد حلول الظلام بساعات رن أحدهم جرس الباب وحين ذهب ليرى من وجده العم إيل
-عم إيل:طاب يومك...هل بين هنا؟ وعدتني أنها ستطبخ لي الملوخية
-بومغيو(بحزن) :لا...بين لم تعد موجودة...لقد غيرت مكان إقامتها ولا أعرف عنها أي شيء

هز العم إيل رأسه ثم غادر حزينا أما بومغيو فقد ذهب وتمدد في سريره وحاول النوم وحده
-بومغيو(يفكر) :هذا اليوم مر طويلا جدا...بالعادة بسبب صخب بين أشعر أنه أقصر بكثير...الوقت معها يمر سريعا حتى أنني لم أشعر أنه مرت ثلاث أشهر على تعرفي عليها

في يوم الغد استيقظ على نفس الروتين وفعل نفس الأشياء التي يفعلها كل يوم بملل وهدوء...هذا الأمر أصبح مملا جدا

فجأة رن جرس الباب وحين فتحه وجدها أمه وأخاه الصغير فعانقته
-سيدة تشوي:مرحبا عزيزي
-بومغيو:أهلا أمي
-سيدة تشوي:أتيت لتفقدك...كيف حالك؟
-بومغيو:بخير
-سيدة تشوي:أحضرت معي الكثير من الطعام المنزلي الطازج لأجلك...ستحبه دون شك
-بومغيو:تعالي لنتناوله معا

تفاجأت والدته من الأمر فهي أول مرة يطلب منها أن يتناولا الطعام منذ خمس سنوات
-جوان:ماذا عني؟
-بومغيو:أنت أيضا مدعو أيها المشاكس
-جوان:وبين؟

فجأة تغيرت ملامح وجهه...كان من المزعج تكرار جملة "لا أعرف أين هي وليس لدي تواصل معها أبدا" كما أنها جملة حزينة جدا
-بومغيو:سندعوها في يوم آخر...الآن علينا أن نتناول الطعام معا كعائلة

تفاجأت والدته مجددا ووضعت أصابعها على شفيها بينما ذهب بومغيو ليسخن الطعام ويجهزه فوق المائدة فقط لكي لا يخوض في الكلام مع والدته ويتذكر بين أكثر



عدل سابقا من قبل بثينة علي في الإثنين مارس 13, 2023 2:45 pm عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة لَعْنَة العَنْقَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة لَعْنَة العَنْقَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة لَعْنَة العَنْقَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1السبت نوفمبر 12, 2022 1:52 pm

رواية العنقاء : الفصل الخامس عشر



جلس بومغيو على مائدة الطعام ووضع بعضا من الأطباق التي أحضرتها له والدته في صحون متفرقة وجلست هي وأخوه الصغير جوان معه
-سيدة تشوي:ألا تفكر بالعودة للعيش معنا؟
-بومغيو:لا
-سيدة تشوي:كفى أيها المنطوي...يجب أن تتوقف عن كونك وحيدا...نحن عائلتك وسنساندك في الحياة
-بومغيو:أنتم تساندونني بالفعل...لكن التوحد لا عيب فيه بل هو راحة للبال من الإزعاج
-سيدة تشوي:أتقول أننا مزعجون؟
-بومغيو:لا بل أنا المزعج
-سيدة تشوي:كيف تقول ذلك؟ مهما كنت مزعجا فعائلتك ملزمة بتحملك
-بومغيو:تعلمين أنني لا أستطيع تحمل الفوضى التي تسببونها والصراخ المستمر والتدخل في شؤوني ولذلك انتقلت للعيش بمفردي
-سيدة تشوي:حسنا كما تريد...لكن تعال لزيارتنا من حين لآخر والنوم عندنا
-بومغيو:لا حاجة لذلك فقد أتيتِ أنتِ وجوان بالفعل
-سيدة تشوي:ووالدك؟ ألن تأتي لزيارته أيضا؟ وجدتك وعمتاك
-بومغيو:والدي سأذهب لمقابلته ذات يوم بعد العمل أما جدتي وعمتاي فما حاجتي بهما؟
-سيدة تشوي:شاب سيء...لا تصل أقاربك ولا تقدرهم...أنتم جيل غريب حقا
-جوان:بومغيو...هل ستأتي بين اليوم أم لا؟

فجأة توقف بومغيو عن الأكل ووضع طبقه وعيدان الطعام
-جوان:هياااا أخبرني...أو اتصل بها لتأتي...أريد رؤيتها لعدة دقائق قبل عودتي للمنزل
-بومغيو(ببرود) :اخرس أيها المزعج الصغير...بين مشغولة جدا ولن تأتي حتى لو اتصلت بها لذا لا داعي

ثم توجه للمغسلة وغسل يديه وذهب لغرفة نومه...هناك نظر لسوار الخيط الذي صنعته له بين وشعر بحزن عميق لذا خلعه وأخفاه في درج الأغراض وتمدد في سريره حزينا...لحظات حتى طرقت عليه والدته الباب ودخلت بمفردها
-سيدة تشوي:بومغيو...اسمع...ما الخطب معك بني؟ أنا والدتك فلماذا لا تخبرني ما القصة وسأساعدك؟
-بومغيو:أمي...أحتاج لعناق

تفاجأت والدته من ذلك حقا فهو لم يطلب منها ذلك ولو لمرة...لطالما كان منطويا وباردا تجاهها طوال السنوات الخمس الماضية واليوم تحققت معجزة...حينها أسرعت نحوه وعانقته وربتت على ظهره وهو بحد ذاته بادلها العناق
-سيدة تشوي:والآن قل لي ما يزعجك؟
-بومغيو:لا تقلقي...ما من شيء مهم...فقط أحتاج لبعض العناق...سأكون بخير

في يوم آخر ذهب بومغيو لزيارة طبيبته النفسية وبدأت الجلسة
-بومغيو:انفصلت عن حبيبتي الجديدة
-الطبيبة:هذا سيء!
-بومغيو:حاولت أن أحبها لكن كنت فقط أختنق وأختنق وأؤذيها معي بسبب كوني حاد الطباع وصريحا للغاية لذا قررت تركها تذهب لبعض الوقت لترتاح من أذاي...وفي نفس الوقت سأريح عقلي وقلبي من التفكير وأثبت على قرار
-الطبيبة:ماذا كانت ردة فعلها؟
-بومغيو:كانت متفهمة للغاية بل وهي من اقترحت الفكرة
-الطبيبة:أشعر أنها لم تكن متفهمة رغم ذلك...أظنها كانت تحترق على فراقك
-بومغيو:هذا أفضل من أن تحترق من جرحي لمشاعرها باستمرار
-الطبيبة:ألم تحاول أن تكون لطيفا معها؟
-بومغيو:حاولت...لكن لا فائدة
-الطبيبة:لا أرى أنك تحاول...أنت فقط تعتقد أن الناس مجبرون على تحمل كلامك القاسي وأسلوبك الفظ ولا يهم إن تركوك أو لا فأنت بالفعل بغنى عنهم

بعد سماعه لذلك لم يجد ما يقوله فصمت فحسب
-الطبيبة:المرأة حين تحب تتمسك بحبها بقوة...ستتحمل الكثير وترضى بالأذى والمعاناة والكلام الجارح...لكن حين تصل لمرحلة عالية من الأذى ستغادر للأبد ولن يعود بإمكانها العودة...حتى لو كانت ما تزال تحب فقلبها سينفر من الطرف الآخر ويجعلها تهرب بعيدا...وحتى لو عاد متوسلا فلن يرق قلبها له...كما يقولون هناك حد لكل شيء
-بومغيو(بحزن) :فهمت
-الطبيبة:أظن أنكما فعلتما شيئا جيدا بافتراقكما...هكذا سيعرف كل منكما قيمة الآخر ويأخذ قرارا حاسما بشأن مشاعره
-بومغيو:وماذا لو لم أستطع إنهاء هذا الفراق؟ ماذا لو بقيت مشوشا للأبد ولم أستطع الوقوف في وجهها وإخبارها أنني اتخذت القرار الحاسم؟
-الطبيبة:ذلك مستحيل...سيأتي يوم تتخذ فيه قرارك صدقني...كما أرى من خلال سنوات علاجك عندي فأنت تتحسن كثيرا وخصوصا هذه السنة...لم تعد ذلك المنطوي الهادئ الممل البائس المكتئب الذي زارني أول مرة...أنا أثق بقدرتك على العلاج بومغيو...فايتينغ

شكلت يدها على شكل قبضة لتشجعه فشعر بشعور جميل...حتى كلماتها تلك منحته أملا بأنه سيتحسن ذات يوم ويعود لطبيعته البشوشة المرحة التي كان عليها أيام الثانوية قبل انتحار تشايريونغ

خرج من هناك مباشرة وتوجه نحو منزل صديقته ليا...طرق عليها الباب طويلا فلم تفتح لذا اضطر لانتظارها في الخارج حتى أتت
-ليا:بومغيو! يالها من مفاجأة!
-بومغيو:مرحبا ليا...آسف لإزعاجك...هل يمكننا أن نتحدث؟
-ليا:لنتناول العشاء ونتكلم

أدخلته منزلها ووضعت له العشاء على المائدة وبينما يأكلان كانا يتحدثان
-ليا:كيف حال بين؟ لم أعد أراها كثيرا هذه الأيام
-بومغيو:كنت سأسألك نفس السؤال
-ليا:أحقا لم تعد تقابلها؟
-بومغيو:لقد قررنا أن نأخذ فترة راحة من علاقتنا...لا أعلم كم ستستغرق هذه الفترة
-ليا:أعتقد أنه أمر جيد...بين بحاجة للابتعاد عنك مؤقتا لأنها تأذت بما يكفي
-بومغيو:رجاءً إن قابلتها أو عرفتِ أخبارها فلتخبريني حتى لا أقلق
-ليا:حسنا
-بومغيو:وبشأن صداقتنا...
-ليا(ببرود) :لقد اتفقت أنا وأنت على أن صداقتنا منتهية...آسفة...لكن مازلت حاقدة عليك بسبب ما فعلته بتشايريونغ...سأكون منافقة متصنعة إذا عاملتك بلطف هكذا كل مرة وتحدثت معك على أنه ما من أحقاد بيننا...لذا رجاءً لا تعد لمنزلي مجددا ولا تحدثني كثيرا...وبالنسبة لبين سأفعل كما طلبت مني أعدك...لكن عبر رسالة بالهاتف فقط...لا يمكنني فعل أكثر من ذلك لأنني حقا لا أطيقك

أومأ لها برأسه أنْ نعم رغم أنه حزين جدا من كلامها ثم غادر من هناك وعاد لمنزله...وكالعادة فالمنزل هادئ وممل لدرجة تجلب الاكتئاب
-بومغيو:تبا! علي فعل شيء ما قبل أن أجن

توجه لخزانته وأخرج آلة تصويره لكي يلتقط بعض الصور في الخارج...لكن حين شغلها ورأى الصور وجد بينها صور بين مع الفراشات والتي التقطها لها قبل أشهر حين ذهبا للحديقة...كانت صورا في غاية الروعة والبراءة لذا تاه فيها لدقائق
-بومغيو:ترى ما الذي تفعله بين الآن؟

خرج من هناك وبينما يتمشى في الشارع كان جميع الجيران الذين يمرون به ينظرون إليه...حتى أن واحدة منهم أوقفته في وسط الطريق لتسأله
-الجارة:ألم تعد بين بعد؟ أو هل لديك طريقة للتواصل معها؟
-بومغيو:لا
-الجارة:هذا مؤسف...أفتقدها كثيرا وأفتقد أحاديثها

واصل سيره وتوجه للحديقة وبالضبط للمكان الذي ذهب إليه مع بين ورأوا الفراشات...أصبح المكان هناك يعج بالذكريات والحزن

فجأة قاطع شروده صوت شخص ما ينادي باسمه فانتفض قلبه واستدار بسرعة ولكن فوجئ بريوجين قائدة المشجعات من الثانوية والتي كانت طرفا في انتحار تشايريونغ
-ريوجين:مرحبا...كيف حالك؟
-بومغيو(ببرود) :كنت أفضل حالا قبل أن تأتي
-ريوجين:آسفة لإزعاجك...أعلم أنك لا تطيقني بسبب ما حصل قبل خمس سنوات...ولكن يال الهول ألن تنسى الموضوع أبدا؟
-بومغيو(بحدة) :كيف أنسى الموضوع؟ أنا وأنتِ تسببنا في قتل شخص بريء
-ريوجين:لم نقتلها...هل نحن من قمنا بدفعها من الهاوية؟ طبعا لا...كان خطأها منذ البداية أنها سخيفة وتضع الحب محورا لحياتها
-بومغيو:قالت ليا لي ذات مرة "انتحار الضحية لا يعني أنه ما من قاتل" ونعم معها حق...نحن قتلناها نفسيا وهي أنهت على نفسها جسديا
-ريوجين:هي فتاة ضعيفة الشخصية...لا أصدق كم الأمر مثير للشفقة...تنتحر لأن أحدا خانها؟! ها؟! لو أنني انتحرت بعدد من خانوني في الحياة لكنت مت عشرين موتة...كفى تفاهة
-بومغيو(بحدة) :أنا أعني لها الكثير...هذا أمر لا يمكنك فهمه لأنك مجرد شخص أناني
-ريوجين:نعم أنا أنانية وفخورة بذلك...المهم أنني لست سخيفة مثلها لأنتحر لأجل شاب
-بومغيو(بحدة) :توقفي عن إهانتها أمامي...هذا يكفي...حتى وهي ميتة لا تدعينها وشأنها؟
-ريوجين(بصراخ) :لأنني ذقت ذرعا منك...بسببها أنت لا تريد منحي فرصة لأثبت لك أنني شخص جيد...طبعا لم أكن أريدها أن نتنحر وأجل حزنت لأجلها كثيرا وعشت في الكوابيس لفترة...لكن لماذا علي أن أحطم حياتي لأجلها؟ هي حطمت حياتها لأنها لا تهتم...لكن حياتي تهمني...أريد أن أخرج من جو الاكتئاب وأمضي قدما وأحقق أحلامي...لو ربطت حياتي بها للأبد فقط سأضيع وسأموت وأنا لا شيء

انتهت من التعبير عن مكنونات قلبها ثم تنهدت بعمق...كلام كهذا كانت تحبسه في صدرها لسنوات وها قد قالته أخيرا
-ريوجين(بهدوء) :هي من كانت ذات شخصية ضعيفة لذا فاللوم لا يقع على أحد في انتحارها سواها هي
-بومغيو:هذا ما تظنينه أنتِ فقط
-ريوجين:كلامي منطقي وأنت تعرف ذلك...لذا بدل أن تكرهني وتعاملني كالعدوة لنصبح أصدقاء كالسابق
-بومغيو:لا يمكنني ذلك...حقا لا يمكنني...أكرهك بقدر ما أكره نفسي...كلانا مجرمان ونستحق أن ننال عقابا قاسيا جدا
-ريوجين:أنت حقا صريح للغاية
-بومغيو:هذا ما يجب علي فعله...أن أكون صريحا جدا وأضع النقاط على الحروف
-ريوجين:آسفة
-بومغيو:وماذا ينفع الأسف؟ الفتاة قد انتحرت بالفعل...أسفنا وندمنا وكل شيء نفعله لن يعيدها للحياة

رمى كلماته الباردة ثم انطلق في الحديقة يتمشى بهدوء وشرود...مازال يشعر بعدم الراحة مع تضارب كل تلك الكمية من المشاعر في صدره

وصل أخيرا لركن الحيوانات فرأى على الحائط إعلانا معلقا لعرض سيرك لأسد مروض...إنه نفسه إعلان سيزر الذي أخرجته بين من القفص ذلك اليوم...الإعلان قديم لكن لم تتم إزالته من اللوحات الإعلانية بعد
-بومغيو(بحزن) :سيزر...أفتقد بين كثيرا وأنت هل تفتقدها؟

عاد للشارع الذي يسكن فيه أخيرا مع المساء وكان الجو خانقا في المنزل من الداخل لأن بين غير موجودة لذا وجد نفسه يقف عند الباب ويراقب الناس وما يفعلون

على بعد خطوات كان العم إيل أمام منزله يضع لوح الشطرنج على الطاولة ويحرك القطع وعندما رأى بومغيو نادى عليه
-عم إيل:أنت...تعال

تفاجأ منه بومغيو فهذه أول مرة يكلمه وينادي عليه...ورغم ذلك تقدم منه
-بومغيو:نعم؟
-عم إيل:أين بين؟
-بومغيو(بانزعاج) :أوووف لا أعلم...لماذا يواصل الجميع السؤال عنها؟
-عم إيل:أشعر بالوحدة...كانت بين الوحيدة التي تحب لعب الشطرنج معي لكن بعد رحيلها أشعر أن العالم فارغ...هي أيضا من كانت تحب محادثتي وإبعاد الملل عني...وأحيانا تقوم بطهو الطعام لي ومساعدتي في الأعمال المنزلية...وأحيانا أعلمها كيف تقوم بالحرف اليدوية وصنع أساور الخيط

كان كلامه محزنا جدا بحيث تحدث به بحشرجة قاتلة وهذا ما جعل بومغيو يحزن بشدة
-عم إيل:أنا عجوز خرف ووحيد جدا...زوجتي متوفاة وأولادي تركوني...كانت بين بمثابة الابنة البارة البشوشة بالنسبة لي...رجاءً لا تقل أنها لن تعود مجددا ولن تلعب معي الشطرنج

دمعت عيون بومغيو فمسحها بسرعة
-بومغيو(بحشرجة) :أنا سألعب معك...أتمانع؟

انصدم العم من كلامه للحظات ثم جهز طاولة الشطرنج لهما كي يبدآ اللعب
-عم إيل:ما مستوى مهاراتك في الشطرنج؟
-بومغيو:لم ألعبها في حياتي
-عم إيل:بين أيضا مبتدئة ودائما تخسر ههههههههههههههههه

ابتسم بومغيو لسماع ذلك
-عم إيل:دعني أعلمك الأساسيات أولا وبعدها سنبدأ بجولة تدريبية
-بومغيو:حسنا

بدأ يعلمه كل ما يعرفه عن مهارات الشطرنج وبالفعل كان بومغيو يتعلم بسرعة مع الأيام...كانا يلعبان معا دائما في عطلة نهاية الأسبوع أو في وقت فراغهما...ومع الوقت تمرس بومغيو في هذه اللعبة وصار يستطيع هزيمة العم إيل من حين لآخر...ولطالما كان مستمتعا للغاية وللحظة نسي أن العالم بارد وقاسٍ

في أحد الأيام بعد عودته للمنزل فتح الخزانة فوجد بداخلها سلة بين القطة التي كانت تنام فيها...كان حزينا للغاية ومشتاقا لها لذا حمل الملاءة التي كانت تنام عليها وقربها من وجهه وصار يستنشق رائحتها...كانت نفس الرائحة الزكية التي في بين الإنسانة...رائحة عطرة بقيت على الملابس لفترة

فجأة أحس انه يفعل شيئا سخيفا لذا أعاد السلة مكانها وذهب للعزف على الغيتار...وبينما يتفحص مسجل الصوت ودفتره الذي يسجل عليه الكلمات عثر على الأغنية الأخيرة التي ألفها والتي تتكلم عن رغبته الشديدة بالانعزال في جزيرة لذا صار يغنيها:

"احلم دوما أن أعيش وحيدا...وأَحبُك لنفسي قصصا بمفردي...على جزيرة معزولة بآلاف الجدران...نعم إنها الحرية حين لا أحد يهتم بي...ياله من شعور جميل...سأهتم بنفسي فقط لأنني لن أنتظر من أحد أن يعطيني يده"

للحظة شعر أن الأغنية كئيبة جدا كما قالت بين لذا حاول التغيير فيها قليلا لتلائم مشاعره حاليا...وبعد دقائق قليلة حمل الغيتار وصار يغني الأغنية مع تعديل الكلمات:

"حلمت دوما أن أعيش وحيدا...وأَحبُك لنفسي قصصا بمفردي...على جزيرة معزولة بآلاف الجدران...ظننت أن الحرية حين لا يهتم بأحد...حقا يالني من غبي...اهتممت بنفسي فقط لأنني لم ألاحظ أنك مددتي لي يديك"

ثم تنهد بعمق بعد ما أدرك أنه من الصعب حقا تقبل فكرة أن بين اللطيفة المهتمة لم تعد بجانبه...هو حتى لا يعرف أين هي ومتى ستظهر مجددا لذا زاده الأمر قلقا

نهض من مكانه وتوجه للحمام وغسل وجهه وهناك نظر لنفسه المضطربة...لفت انتباهه شعره الطويل الذي زاد حجمه قليلا وصار فوضويا
-بومغيو:ربما علي زيارة الحلاق

ثم تذكر بين حين طلبت منه أن لا يقص شعره أبدا لأنه يعجبها...وفي نفس الوقت تذكر تشايريونغ وهي تطلب منه ترك شعره القصير ولكنه قام بتطويله كي لا يتذكرها...الآن عليه أيضا أن يقص شعره كي لا يتذكر بين بعد الآن

لحظات وهو شارد ثم صار يضرب رأسه بيده بخفة مرات متوالية ويبعثر شعره
-بومغيو(بانزعاج) :تبا تبا تبا ما خطبي؟! لماذا أكاد أجن بسببها؟! أنا حقا لا أحبها...أحب تشايريونغ فقط...لكن ما بالي أفكر بكل شيء يخصها لهذه الدرجة؟! تبااااااااا

ثم ركض ليبحث عن المقص ليقص شعره بنفسه وعندما فتح الدرج وجد هناك قصة بين التي اشتراها لها سابقا...قصة "الأميرة والضفدع" فحملها وهم بقراءتها وهو مبتسم رغم ما تحمله من ذكريات تعيسة

استمر بومغيو بعيش حياته وحيدا طوال تلك الفترة...ورغم وحدته وحزنه ولكنه استمر في الحياة فقط لأجل أن ينتظر عودة بين...لا أحد يعلم أين هي ومتى ستعود...لكنه متأكد أنها لن تتركه...هي الوحيدة التي أصبح يؤمن أنها أبدا لن تتركه



عدل سابقا من قبل بثينة علي في الإثنين مارس 13, 2023 3:03 pm عدل 2 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة لَعْنَة العَنْقَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة لَعْنَة العَنْقَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة لَعْنَة العَنْقَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الإثنين نوفمبر 21, 2022 12:49 pm

رواية لعنة العنقاء : الفصل السادس عشر



حلت العطلة الصيفية بلمح البصر وأصبح الجو حارا وخانقا جدا وهذا ما يكرهه بومغيو...الآن هو في عطلة دراسية لذا يعمل في بعض الأحيان ليجمع المال لدراسته وأحيانا يبقى في المنزل وحيدا

ذاك اليوم توجه للمنزل وهو يدندن لحن أغنية عالقة في رأسه وينظر للناس من حوله وكيف يقضون الوقت معا ويخرجون للنزهات والحفلات...هو الوحيد الآن الذي لا يملك أحدا يرافقه

في يوم عيد الحب كان ينظر للعشاق مكسور البال...أما الآن فأقصى طموحاته أن يجد شخصا يقضي الوقت معه وهو مرتاح...شخص مزعج يتمسك بيه طول الوقت ويعتني به...شخص مثل بين

بينما يسير للمنزل مر بالمكتبة ووجد إعلانا منشورا بأن هناك كتبا جديدة في علم التنمية البشرية بنصف السعر
-بومغيو:التنمية البشرية؟! ربما أحتاج شيئا كهذا

دخل المكتبة وصار يبحث عن ركن التنمية البشرية إلى أن عثر عليه في قسم بجانب قصص الأطفال...وبينما يتوجه إلى هناك لمح على بعد خطوات منه فتاةً ذات شعر بني تربطه على شكل ذيل حصان وترتدي ملابس عبارة عن قميص أزرق سماوي وتنورة قصيرة بيضاء...كانت ملامحها من الخلف تذكره بشخص ما...أجل إن هيئتها تشبه هيئة بين

كانت تنحني وتنظر لإحدى قصص الأطفال ومن شدة انسجامها معها لم تحرك ساكنا...فجأة شعر بنبضات قلبه تتزايد وبضربة قوية قي صدره انتشرت في كامل جسمه...للحظة ارتبك ولم يعرف ما يفعله...كان من المحرج مقابلتها هناك بعد أن اتفقا على أن ينفصلا لفترة

لم يرد مواجهتها لذا تظاهر أنه لم يرى شيئا واستدار ليغادر...لكن خطى خطوتين ثم توقف مكانه وتجمد يحدق بالفراغ بشرود
-بومغيو(يفكر) :إن تركتها تضيع مني الآن فسيصعب علي العثور عليها مجددا

استدار نحوها ووجدها ما تزال منهمكة بالنظر للقصة لذا تنهد واستجمع شتات نفسه وسار نحوها وهو يتمنى أن تكون هي

خطى عدة خطوات ومع كل خطوة ينبض قلبه بحماس أكبر حتى وصل إليها ووقف خلفها
-بومغيو:أيتها العنقاء القطة

عندما سمعت صوته استدارت نحوه بسرعة فتلاقت أعينهما وسرحا في بعضهما لبعض الوقت
-بين(بتوتر) :ب ب ب بومغيو! أوه با إلهي ه ه ه هذا سيء...لا يجب أن نتقابل الآن...آسفة لمجيئي في طريقك...سأغادر فورا
-بومغيو(بتوتر) :مهلا...سأدعوك على الآيسكريم
-بين(بحزن) :لكن...ماذا عن اتفاقنا؟
-بومغيو(بتوتر) :سنتحدث عنه ونحن نأكل

ذهبا للمقهى وطلبا الآيسكريم فأكلت بين الكثير منه بحماس
-بومغيو:مر زمن طويل
-بين:أجل
-بومغيو:أين كنتِ طوال هذه المدة؟ ولماذا لم تزوريني؟
-بين(بحزن) :وهل ستكون زيارتي مهمة؟ أم سأكون مصدر إزعاج ومعاناة لك؟
-بومغيو:لستِ مزعجة...وأجل زيارتك مهمة...لقد كنت في غاية القلق عليك
-بين(بحزن) :أعلم أنني أوقع نفسي بالمتاعب كثيرا لكن لا تقلق فقد تدبرت أمر كل شيء
-بومغيو:سعيد بذلك

صمتا لدقائق حتى انتهت من الأكل
-بين(بحزن) :سأذهب الآن
-بومغيو(بتوتر) :مهلا...لماذا تريدين الذهاب؟
-بين(بحزن) :لا أريد أن أسبب لك التشويش بعد الآن...خذ وقتك
-بومغيو(بتوتر) :وما أدراك أنني مشوش؟
-بين:ها! ماذا تقصد؟ أيعني هذا أنك تحسنت؟
-بومغيو:أجل منذ فترة طويلة...لم أعد أشعر بالاختناق بعد الآن
-بين(بحماس) :حقا
-بومغيو:حقا حقا
-بين(بحماس) :يااااااي بومغيو الآن تحسن كثيرا...كم أنا سعيدة يااااااي هههههههههههههه

دون أن يلاحظ ابتسم على حماسها ولطافتها
-بين(بحماس) :يجب أن نحتفل ونأكل المزيد من الآيسكريم...لكن ليس على حسابي بل حسابك طبعا ههههههه أنا مفلسة
-بومغيو:هههه بل سنخرج ونأكل شيئا أفضل...ماذا عن عشاء فاخر؟
-بين(بحماس) :يااااي طعام لذيذ! لكن ماذا لو طبخت لك بنفسي؟ طعامي جيد نسبيا

ثم تذكرت أمرا ما
-بين(بإحباط) :أوه نسيت...لا يمكنني الذهاب لمنزلك بعد الآن

ثم ابتسمت بحماس مجددا
-بين(بحماس) :لا بأس سأطبخ لك هنا في الشارع...فقط تسوق لي وسأفعلها هههههههه
-بومغيو(بتوتر) :في الحقيقة...لو كنتِ تريدين الطبخ في منزلي فلا أمانع...وأيضا لو أردتِ البقاء هناك فلا بأس...في النهاية هو كبيتك...وأنا أعلم أنك دون مأوى

تلألأت عيناها من الحماس وهي تنظر إليه وصارت تصفق
-بين(بحماس) :أوووه يا إلهي هذا أجمل خبر سمعته لليوم...وأخيرا سأكون معك...كم أود تقبيلك الآن ولكن أعلم أن الوقت والمكان غير مناسبين فأنت لم تقع بحبي بعد...لكن لا أستطيع المقاومة وقد لا أتمالك نفسي وأفعلها في أي لحظة ههههههههه ههههه ههههه

تنحنح بومغيو من الإحراج ثم حاول تغيير الموضوع
-بومغيو(بتوتر) :بالمناسبة ماذا كنتِ تفعلين في المكتبة في ركن قصص الأطفال؟
-بين:أوه بخصوص ذلك...هناك قصة لفتت انتباهي وأردت قراءتها
-بومغيو:قصة أطفال مرة أخرى؟
-بين(بإحباط) :أجل...لكن ما الفائدة فأنا لا أجيد قراءة الهانغول
-بومغيو:ما اسمها؟
-بين:قصة حورية البحر
-بومغيو:أوه حسنا...لِمَ لا تعودين الآن للمنزل وتجهزين المطبخ وأنا سأذهب للتسوق وألحق بك
-بين(بحماس) :أكيد...سأكون عند حسن ظنك اليوم...وداعا

ودعته وركضت نحو المنزل وبمجرد تأكده من مغادرتها توجه للمكتبة واشترى قصة حورية البحر وغلفها لها في غلاف ملون وأنثوي مثل الألوان المبهجة التي تحبها

عاد للمنزل فوجدها تنتظره بفارغ الصبر
-بين(بحماس) :هيا هيا هيا هات الأغراض أنا متحمسة لأطبخ لك مجددا

أخذت منه المشتريات وبينما تفتح الأكياس عثرت على القصة المغلفة
-بين:ما هذا الشيء؟! لا يبدو أنه قابل للطهو
-بومغيو:إنه لك...افتحيه
-بين(بحماس) :لي أنا؟! أوووووووه ما أسعدنييييي!

فتحتها فوجدت القصة بداخلها فكادت تموت من السعادة وعانقتها بشدة
-بين(بحماس) :هل ستقرؤها لي أيضا؟
-بومغيو(بابتسامة) :بكل سرور...سأقرؤها لك في الليل قبل أن تخلدي للنوم
-بين(بحماس) :أووووه ليت الليل يحل بسرعة...لا أستطيع الانتظااااااار ااااااااااااااخ

فجأة رن جرس الباب فنظرا لبعضهما
-بومغيو:معقول أنها أمي؟

أسرع بفتح الباب فوجد الطفل الصغير الذي يوزع عبوات الحليب
-الطفل(بحماس) :إنها بين...لقد عادت

ثم ركض يصرخ في الحي
-الطفل(بصراخ) :يا جماعة بين عادت...إنها هنا

سمعه كل من في بيوتهم فخرجوا ليتأكدوا من المعلومة وكم كانت سعادتهم بالغة حين رأوها أمامهم حية ترزق...لم يستطيعوا كتم حماسهم فاجتمعوا عليها ورحبوا بها وعانقوها بحرارة وتحدثوا معها عن أحوالها وغيابها والحزن الشديد الذي ساورهم أثناء كونها بعيدة عنهم
-إحدى الجارات:أقترح أن نقيم عشاءً جماعيا لبين احتفالا بها
-بين(بتوتر) :في الليل؟ لا لا لا رجاءً...لنقمه في النهار أفضل...أعني قبل الغروب
-الجارة:لماذا؟
-بين(بتوتر) :ههه هناك سبب ما دون أدنى شك لكن لا تهتموا
-الجار:حتما ستكون فكرة مميزة...عشاء قبل وقت العشاء ههههههههههه

كانت بين خائفة من أن تتحول لقطة عند حلول الظلام ويتم فضح أمرها لذلك حاولت قدر المستطاع إيجاد حل لتناول العشاء قبل موعد الغروب

بالفعل نفذ الجيران رغبتها وقاموا بصنع مأدبة ضخمة في الشارع ووضعوا الطاولات قرب بعض وزينوا عليها الطعام الذي طبخه كل منهم في منزله...وتمكنوا من ذلك قبل الغروب

جلس جميع الجيران في الشارع حول المائدة مع بين يتناولون الطعام وبينما ينظر لهم بومغيو من بعيد أمام باب منزله نادوه هو أيضا
-عم إيل:بومغيو...هل ستأتي؟
-بومغيو:لا عليكم...استمتعوا بصحبة بين
-عم إيل:تعال هيا...لا تجعلني أضع عكازي في أنفك
-بومغيو:حقا لا أريد
-بين(بإحباط) :أوووه هيا بومغيو...تعال لأجلي

ذهبت نحوه وسحبته وأجلسته في كرسي أمامها وكان غير مرتاح لأن المكان مزدحم جدا ومليء بالناس وأصوات القهقهات والأواني والفوضى
-بين(بحماس) :رائع...من أين أبدأ؟
-الجارة:كلي من هذا الأنقليس فقد أعددته بنفسي

وضعت لها الأنقليس في طبقها ثم تقدمت جارة أخرى ووضعت لها القليل من طبق آخر وفعل الآخرون نفس الشيء حتى امتلأ طبقها بالكامل...بينما بومغيو ينظر إليها رأى كم كانت سعيدة ومتحمسة لاهتمام الجميع بها...وبينما ينظر لها نظرت نحوه فأسرع بإبعاد عينيه
-بين:بومغيو...دعني أقدم لك بعض الطعام أنت أيضا

ثم أخذت القليل من كل صنف ووضعته له في طبقه فابتسم ابتسامة لطيفة
-بومغيو:شكرا

عادا للمنزل بعد أن تناولا الكثير من الطعام وكانت ما تزال ربع ساعة على الغروب
-بين:اسمع بومغيو...اليوم وبينما يطلبون مني تناول العشاء شعرت بالكثير من الحزن...تمنيت لو أنني أستطيع البقاء كبشرية في الليل لكي أخرج معك ونشاهد الألعاب النارية ونتناول العشاء ونسهر...إنه لأمر مزعج حقا...ليت لعنتي تفك بسرعة

قالت ذلك ثم توجهت نحو سريره ترتبه له لكي ينام...وبينما ينظر لها كان متوترا وحائر...أراد أن يقبلها في تلك اللحظة لكي يعرف هل ما يشعر به تجاهها هو الحب حقا أم أنه أمر آخر...مؤخرا أصبح يشعر ناحيتها بنوع من الانجذاب ويحدق بها كثيرا...حتى أن تصرفاتها التي كانت تزعجه سابقا أصبحت لطيفة جدا بالنسبة له

راقبها لدقائق وفي النهاية قرر أن يكتفي بعدم فعل أي شيء...هو خائف من مواجهة الحقيقة...حقيقة أنه خان تشايريونغ مجددا وأحب فتاة أخرى بكل جوارحه...وكل ذلك دون أن يكفر على ذنبه ويعيدها للحياة

وبينما هو شارد أحضرت له بين قصة حورية البحر ووقفت تبتسم بحماس
-بين(بحماس) :هيا هيا هيا هيا وقت قصة ما قبل النوم
-بومغيو(بابتسامة) :حاضر

جلس هو على السرير وتمددت هي بينما تضع رأسها على فخذيه...ثم بدأ سرد القصة:

"كان يا مكان في قديم الزمان كان هناك حورية جميلة ذات صوت ساحر تعيش وسط المحيط مع أخواتها الست وكانت ابنة للإمبراطور"

-بين:أووووه ابنة الإمبراطور! مثلي تماما...لكن ليس لدي كل تلك الكمية من الأخوات

ثم أكمل سرد القصة:

"كانت الحورية كل يوم تصعد لليابسة وتراقب الناس وهم يصطادون السمك ويتنقلون بالسفن وتتمنى العيش وسطهم لأن حياتهم تبدو مختلفة وممتعة"

-بين(بحماس) :يا إلهي كم تشبهني في تفكيري!

"ذات يوم هبت عاصفة شديدة وكان هناك سفينة عليها أمير وسيم...وبسبب تلك العاصفة تحطمت السفينة وغرق كل من فيها...لكن الحورية الصغيرة أنقذت الأمير في آخر لحظة ووضعته على الشاطئ وعندما فتح عينيه هربت بسرعة ولكنه تمكن من تذكر شكلها وأن هناك فتاة جميلة أنقذته لذا بقي يفكر بها لوقت طويل"

-بين(بحماس) :يااااه هذا الأمير الوسيم لا بد أنه أنت!

"مرت الأيام وقررت الحورية أن تصبح بشرية لأجله لذا لجأت لساحرة البحر الشريرة...وبالفعل وافقت على تحويلها لبشرية مقابل أن تعطيها صوتها ولن تتمكن من الغناء بصوتها الجميل طوال حياتها...وأعطتها ثلاث أعراض لذلك وهي أنها ستواجه صعوبة في المشيء بساقي البشر ولن تتمكن من الكلام مع الأمير أبدا وأيضا في حال فشلت في الزواج منه خلال شهر ستموت وتتحول لزبد بحر"

-بين(بإحباط) :هذا محزن! شروطها شريرة جدا...لكن ألا يبدو هذا تماما كقصتي؟ أعني حتى أنا تم لعني وعلي تنفيذ شرط محدد لأعود لطبيعتي

"خرجت الحورية لليابسة وبعد أن جفت اختفت زعانفها وذيلها وحل مكانهما رجلان بشريتان...لكن كما أخبرتها الساحرة فقد كان من الصعب السير بقدميها فكلما مشت خطوة شعرت أنها تسير على زجاج مكسور...وبسبب الألم أغمي عليها عند الشاطئ وبعد أن استيقظت وجدت نفسها في سرير في منزل الأمير فقد عثر عليها وأخذها هناك...حاولت أن تخبره أنها الفتاة التي أنقذته ذلك اليوم حتى يقع بحبها لكنها لم تستطع لأن الساحرة أخذت لسانها"

"وهكذا عاشت الحورية في قصر الأمير تحاول إيقاعه بحبها وتقضي الوقت معه وتتعلم المشيء حتى أتقنته واعتادت على الألم"

"لكن في يوم من الأيام جاءت شابة جميلة جديدة للقصر واكتشفت الحورية أنها خطيبة الأمير الجديدة وأنه سيتزوجها بهد أسبوع...ويال الصدفة! لقد بقي لها من الوقت أسبوع فقط حتى تتحول لزبد بحر وتموت"

-بين(بخوف) :يا إلهي هذا مرعب! لا تقل أنها ستموت رجاءً لا

"في يوم الزفاف بالتحديد أقام الأمير حفلة في رحلة عبر السفينة...وبينما الحورية تقف حزينة على متنها تحدق بالمحيط لأنها ستموت ظهرت أخواتها الست...كن جميعهن بشعر قصير رغم أنها تتذكر أنهن آخر مرة كن بالشعر الطويل الحريري...حينها أخبرنها أنهن قدمن شعرهن السحري لساحرة المحيط وبالمقابل أعطتهن خنجرا سحريا...والهدف منه أنه إن طعنت به الحورية الأمير ومات فهي لن تختفي ولن تتحول لزبد بحر"

-بين(بقلق) :يا إلهي لقد تأزم الوضع حقا! هذا مخيف لا يمكنني سماع المزيد...لكن مهلا! ماذا لو ماتت؟ إنه شعور مخيف حقا! أخبرني هل النهاية سعيدة أم حزينة؟
-بومغيو:لا أعلم...لم أقرأها قبلا
-بين(بقلق) :حسنا حسنا أكمل رجاءً...لكن لو كانت حزينة فسأحزن أنا أيضا

قام بقراءة النهاية بصمت ثم أغلق القصة
-بين(بتذمر) :ما الأمر؟! أريد معرفة النهاية
-بومغيو:النهاية غير مهمة
-بين:هل هي سعيدة أم حزينة؟
-بومغيو:سعيدة
-بين:لماذا لا تريد قراءتها إذًا؟
-بومغيو:ثقي بي...إنها سعيدة
-بين(بابتسامة) :أثق بك

فجأة حل الظلام فتحولت إلى قطة وهي نائمة في حضنه...وبسبب فوبيا القطط التي لديه شعر بالفزع وركلها برجله فطارت بعيدا وارتطمت بالحائط
-بومغيو(بتوتر) :أوبس! آسف

قبل أن يخلد بومغيو للنوم أخذ قصة الحورية ليضعها في الدرج وقبل ذلك نظر لها وتذكر النهاية

"كان على حورية البحر قتل الأمير لكي تعيش لذا ذهبت لغرفته ودخلت عليه وهو نائم ولكن حين رأته غائصا في نوم عميق يعانق زوجته شعرت بكمية الحب التي يكنانها لبعضهما لذا أحست أنه من الأنانية أن يموت لأجل أن تعيش هي...وبدل ذلك فضلت أن تضحي بحياتها ويعيش هو مع من يحب...لذا فقط استسلمت ووقفت مكانها وانتظرت حلول منتصف الليل وتحولت لزبد بحر وماتت"

-بومغيو:يا لها من نهاية مأساوية بالنسبة لقصة أطفال...ليتهم يضعون نهايات أسعد من ذلك

ثم وضع القصة بالدرج وخلد للنوم

أمضى بومغيو الوقت مع بين وعاشا في منزله لأيام وكانت الأمور تجري بشكل طبيعي...كلاهما كانا يقضيان وقتا ممتعا معا ولم يتحدثا ولو لمرة عن تشايريونغ واللعنة وما سيفعلانه بعد أن يتم فكها...لقد كانت الأمور غريبة نوعا ما ولكن من الأحسن التظاهر أن كل شيء على ما يرام وتجاهل ما سيحصل في المستقبل



عدل سابقا من قبل بثينة علي في الإثنين مارس 13, 2023 3:17 pm عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة لَعْنَة العَنْقَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة لَعْنَة العَنْقَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة لَعْنَة العَنْقَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الإثنين نوفمبر 21, 2022 12:51 pm

رواية لعنة العنقاء : الفصل السابع عشر



في يوم من الأيام وبينما بومغيو جالس يتصفح الهاتف وصلته رسالة من رفاقه من الثانوية وقالوا أنهم سيتقابلون اليوم على الغداء وهو مدعو
-بومغيو:لن أذهب أبدا ولن أقابل أولئك السفلة...وأيضا لا شك أن ريوجين ستكون هناك

وضع الهاتف على المنضدة ونظر لجانبه فوجد بين تمشط شعرها أمام المرآة وقد انتهت من أخذ حمام ساخن منعش للتو وشعرها به رائحة عطرة...وللحظة شعر بانجذاب شديد نحوها وتمنى معانقتها من الخلف ووضع أنفه على شعرها واستنشاق رائحتها التي أصبح بطريقة ما يحبها...استفاق من أحلامه وصفع وجهه بهدوء
-بومغيو:أتحتاجين مساعدة في تجفيف شعرك؟
-بين:اممممم لست مجبرا
-بومغيو:حسنا

خطى خطوتين مبتعدا عنها فصرخت باسمه
-بين:يا أنت...قلت لك لست مجبرا وليس لا

ابتسم من دلالها ثم توجه نحوها وقام بتشغيل مجفف الشعر ووجهه على شعرها حتى جف...وأخيرا ربطته بحماس ووضعت بعض الدبابيس الملونة اللطيفة لتثبيته وأحدها على شكل أرنب
-بومغيو:يبدو هذا الدبوس طفوليا جدا
-بين:لكنني أحبه...أحب الأرانب كثيرا...ألا يمكننا الذهاب لمكان فيه الكثير من الأرانب؟
-بومغيو:لا أعلم...سأبحث عن مكان كهذا
-بين:وماذا لو خرجنا اليوم؟
-بومغيو:لا أعرف أيضا...يبدو الجو حارا
-بين(بتذمر) :الجو حار يوميا...لو أكملنا هكذا فلن نخرج طوال الصيف
-بومغيو:بالعادة الناس يخرجون في الليل في الصيف ويسهرون لوقت متأخر
-بين(بحزن) :لكن أنا قطة بالليل...كم هذا محبط...لعنتي هذه خربت علي الكثير من الفرص للخروج معك...أظن أننا لن نحظى بالوقت معا أبدا

شعر بالشفقة عليها فأمسك بيدها
-بومغيو:لنخرج
-بين(بحماس) :رائع!

خرجا من هناك وهما ممسكين بيدي بعضهما وأثناء طريقهما مرا بالطفل موصل الحليب فوق دراجته وهذه المرة كان يوزع عبوات العصير
-الطفل:بين...التقطي...إنها على حسابي

رمى لها عبوة عصير باردة فأمسكتها
-بين(بسعادة) :يااااي شكرا

ثم نظرت لبومغيو فوجدته يحدق بها فأعطته العبوة
-بين:خذها فلا يمكنني تناولها دونك

أخذها يومغيو وشرب منها القليل ثم أعطى لها النصف
-بومغيو:لنتشارك أشياءنا من الآن فصاعدا
-بين(بحماس) :يااااي أجل أجل ما أجمل المشاركة معك أنت

ذهبا في جولة للحديقة وكان الجو فيها باردا بسبب تغطيها الكامل بأوراق الأشجار...كانا يمسكان أيدي بعضهما ولم يفلتا بعضهما طوال الجولة وهذا ما أسعد بين

حان وقت الغداء فدخلا إحدى المطاعم وبالصدفة قابلا هناك رفاق بومغيو القدماء من الثانوية ومعهم المشجعات ليا ويونا وريوجين

نظر الجميع نحوه ثم نظروا لبين ويديهما المشبوكتين مع بعض ثم انفجروا من الضحك
-يونغجاي:يا إلهي انظروا من هنا! تشوي بومغيو...وهو أيضا برفقة فتاة...ترى من تكون هذه؟ حبيبته؟ صديقته؟ أخته
-بومغيو:حبيبتي

صار الجميع يصفرون ويضحكون مما سمعوه...حينها نظر بومغيو نحو ليا التي تجلس وسط المجموعة وكانت تبدو منزعجة مما يحصل
-يونا:يا سيد بومغيو...تعال وشاركنا الطعام
-بومغيو:لا داعي
-يوجين:أوووه هيا لا تكن مملا...لقد راسلناك لتأتي ونلتقي ولكنك تجاهلت رسائلنا وفضلت الخروج مع حبيبتك الجميلة...والآن بما أنك هنا شاركنا الطعام وعرفنا عليها
-بومغيو:أفضل أن أتناوله معها فحسب
-بين:لماذا لا تعرفني على رفاقك؟
-يونغجاي:ههههه رأيت؟ إنها تريد التعرف بنا

نظر لها فوجد عينيها تتلألا بينما تحاول استعطافه...ولأنه لا يرفض لها طلبا وافق على ذلك وذهبا للجلوس بينهم...رغم ذلك هو يعرف أن الأمور لن تكون مريحة لكنه مضطر للتحمل لأجل بين

نظر يونغجاي ليدهما فرأى أساور الخيط المتشابهة التي يرتديانها
-يونغجاي:هههههه ما قصة الأساور السخيفة؟ أظن أن موضتها ماتت هههههههههه

انزعج بومغيو من سماع ذلك ونظر لبين فعرف أنها انزعجت أيضا من الأمر
-يونغجاي:كنت أمازحك...لنبدأ الأكل

بدؤوا الأكل وهم يتحدثون عن مختلف الأمور ويقهقهون بصوت عالٍ ما عدا بومغيو وبين وليا فثلاثتهم شعروا بطاقة سلبية شديدة في الجو
-ريوجين:أظن أن علينا الاحتفال جميعا بارتباط صديقنا بومغيو...لا أحد كان سيتصور أنه هو بالذات سيرتبط
-يوجين:صحيح...كيف حصل ذلك أخبرنا بومغيو
-بوغوم:ظننا أنك تكره الفتيات
-يونا:لا بد أن وراءكما قصة حب مميزة لذا ارويها لنا

انزعج بومغيو من إصرارهم الشديد وكان سينسحب ويغادر ولكن تفاجأ حين تحدثت بين
-بين:قصة حبنا كانت صدفة...كانت مثل قصة قطة واقعة في حفرة أنقذها شاب متوحد يعاني صدمة عاطفية...أو مثل قصة الأميرة والضفدع...أو حورية البحر التي تركت واقعها لتعيش في واقع من تحب

لم يفهم أي منهم ما تقوله لذا بقوا يحدقون فحسب...الوحيد الذي انفجر من الضحك هو يونغجاي
-يونغجاي:هههههههههه هذا سخيف...ما الذي تتفوه به هذه السخيفة؟! هههههههههههههههههه

شعرت بين بالإحراج وندمت على ما قالته وانزعج بومغيو أكثر
-يونغجاي:هههه أمزح معك
-يونا:ألن تخبرنا يا بومغيو كيف قابلت حبيبتك ومن أين تعرفها؟
-بومغيو(ببرود) :كفوا عن جعلي محور الحديث وجدوا لأنفسكم شيئا تتحدثون عنه

تسبب كلامه بإحراج يونا وذلك أغضب يونغجاي لأنها مقربة منه
-يونغجاي:ذوقك في الفتيات سيء أتعلم؟ تلك التي كنت تواعدها في الثانوية خلسة أيضا كانت سيئة...من أين تأتي بهن؟ لسن جميلات وأيضا ما الذي تضعه حبيبتك في شعرها؟ دبوس أرنب؟ تبا يا فتى هذا سخيف وطفولي

شدد بومغيو على قبضته وشعر بغضب شديد...وعندما نظر لبين وجد أنها صارت تبكي بسبب كلامه الجارح
-يونغجاي:ههههه هل هي تبكي؟ ما بالها! إنها حساسة للغاية وتافهة لتبكي من مجرد كلام...تعلم أننا اعتدنا منذ الثانوية أن نمازح بعضنا بهذه الطريقة ودون أن ننزعج

اكتفت ليا من سماع ذلك وكانت ستتدخل ولكن سبقها بومغيو وهو يضرب الطاولة بيديه بقوة فأفزع الجميع
-بومغيو(بغضب) :هذا يكفي...اخرس أيها المتبجح...إياك وإيذاء مشاعر حبيبتي بكلامك الغبي الثقيل المتعفن مثلك
-يونغجاي:ههههه انزعجت لأجلها؟
-بومغيو(بغضب) :أجل انزعجت...لا أحد يؤذيها وأنا موجود

سحبها نحوه ووضع رأسها على صدره لكي تبكي عليه...وكانت ردة فعلها أنها تفاجأت وتوقفت عن البكاء فورا
-بومغيو(بغضب) :ليس العيب أن تكون حساسا وتبكي من أبسط كلمة...بل العيب أن تكون سام اللسان فظا مكروها...تماما مثلك أنت...لا أفهم لِمَ تفرد عضلاتك على فتاة...هل هذه رجولة برأيك؟ هل هذا ما يفعله الرجال يا بهيمة؟

لم يملك يونغجاي ردا بل اكتفى بالاستماع فحسب
-بومغيو(بغضب) :في السابق كنت تستهزأ بشخص عزيز علي عمدا أمامي ولم أكن أرد لأنني كنت جبانا وتافها...والآن تكرر الأمر ولن أصمت...وسأضربك لو تجرأت على التطاول عليها أكثر...فقط جربني...حين يتأذى من أحبهم أتحول لحيوان مفترس

أمسك بين من ذراعها وسحبها معه وغادرا المكان دون توديع أي أحد...وبينما تراقبهما ليا يغادران ابتسمت بسعادة...هي الآن تكن كامل الاحترام لبومغيو لأنه تغير كثيرا عن ذي قبل

بينما بومغيو يجر بين ويسيران عبر الحديقة توقف قليلا تحت الشجرة وحاصرها نحوها ونظر في عينيها برومنسية
-بومغيو:لا تبكي...كوني قوية...وأنا أيضا سأكون في ظهرك وأحميك
-بين(بحزن) :آسفة للموقف المحرج الذي وضعتك فيه بسبب طفوليتي وغبائي...لا أعلم لماذا دموعي تنهمر بسرعة
-بومغيو:أبدا لا تقولي هذا الكلام...تعجبني طفوليتك...أنتِ طبيعية وغير متصنعة

ابتسمت بخجل ووضعت يديها على خدها
-بومغيو:لنكمل موعدنا الغرامي وكأن لا شيء حصل...اتفقنا؟
-بين(بابتسامة) :اتفقنا

توجها أولا لبيت الرعب وبقيا يسيران في الظلام وينظران من حولهما فخافت بين وتمسكت بذراعه بقوة
-بين(بخوف) :بومغيو أين أنت؟ لا أستطيع رؤيتك...أنا خائفة
-بومغيو:هههه ماذا؟ تخافين الظلام؟!
-بين(بخوف) :أجل كثيرا...رجاءً لا تتركني...تشبث بيدي بقوة

شعرت بيد تمسكها من كتفها
-بين:يدك باردة
-بومغيو:لكنني لم ألمسك حتى

فجأة ظهر لمعان وعندما نظرت لليد التي تمسكها من كتفها رأت وحشا بدون رأس يحدق بها...ومن هناك صرخة صرخة واحدة مدوية أفزعت الجميع ثم صارت تبكي بصوت عالٍ

في النهاية اضطر بومغيو أن يخرج من هناك ويأخذها للحديقة حتى تهدأ قليلا...وقد احتاجت دقائق لتتنفس بعمق وتشرب الماء وتستقر
-بومغيو:آسف...لم أعلم أنك تخافين لتلك الدرجة
-بين(بحزن) :لقد أفسدت موعدنا
-بومغيو:لا أبدا لم تفسديه...ما يزال هناك أشياء يمكننا فعلها
-بين:مثل ماذا؟
-بومغيو:نشاهد فيلما رومنسيا مثلا...لأنك لا تحبين الرعب
-بين(بحماس) :أجل هيا بنا

ذهبا للسينيما واشتريا التذاكر والفوشار لفيلم جديد...وبينما يشاهدانه معا كانت النهاية حزينة جدا بحيث افترق البطلان وذهب كل منهما في طريقه وهذا جعل بين تبكي داخل القاعة وتشهق مما جذب انتباه الجميع وأزعجهم...كان بومغيو ينظر لها فحسب ويشعر بالإحراج من الذي تفعله ومن حساسيتها الزائدة...لكن اكتفي بتقديم المناديل لها وهي تبكي حتى انتهت وخرجا من هناك
-بين(بحشرجة) :كم أكره النهايات الحزينة
-بومغيو:إنه مجرد فيلم
-بين(بحشرجة) :ولكن هذا لا يعني أنه لا وجود لقصص مشابهة في الواقع...أنا وأنت نعلم تمام المعرفة أن نهاية قصتنا ستكون حزينة لذا...

قاطعها عندما رأى عربة الآيسكريم تمر بالجوار
-بومغيو(ببرود) :سأشتري الآيسكريم وأعود

ثم ذهب ركضا لكي لا يخوض في الموضوع مجددا...وبينما تنتظره رأت مجموعة من الأطفال يلعبون بفقاعات الصابون ويطيرونها في الهواء فطارت بعض منها نحوها وارتطمت بها لتنفجر
-بين(بابتسامة) :كم هي جميلة!

بقيت تراقبهم للحظات ثم نهضت لللعب معهم وكانوا يصنعون لها عشرات الفقاعات وهي تقوم بفرقعتها في الهواء وتركض خلفها...عاد بومغيو نحوها فوجدها تفعل ذلك فوقف يحدق بها ممسكا بمخروطَي الآيسكريم...كان منظرها لطيفا جدا وتمنى أن تكون آلة التصوير معه ليلتقط لها صورة أخرى

بعد أيام من ذلك التقت ليا وبين في المقهى لتتحدثا
-ليا(بابتسامة) :سعيدة جدا برؤيتك...وسعيدة أيضا بالمنحى الذي آلت إليه الأمور بخصوص بومغيو...يبدو لي أنه أصبح مهتما جدا بأمرك...رأيتِ كيف دافع عنك ذاك اليوم أمام رفاقه؟
-بين(بحزن) :رغم ذلك مازلت أشعر أنه لا يحبني ولن يحبني أبدا
-ليا:لا أعلم...أرى أنه تغير كثيرا بسببك
-بين(بحزن) :بل تغير لأجل تشايريونغ...هو يفعل كل ذلك لأجلها
-ليا:بخصوص ذلك...أشعر أنه لو وقع بحبك فسيحبك أكثر بكثير منها
-بين(بحزن) :لا تكوني سخيفة أوني...هو لا يرى سواها...لقد ضحى بالكثير لأجلها
-ليا:أعتقد أن هذا أمر طبيعي فقد انتحرت بسببه...لو كنت مكانه لشعرت بالذنب الشديد وفعلت أي شيء لإصلاح خطئي
-بين(بحزن) :اسمعي أوني...أريد إخبارك بشيء بما أننا صديقتين...في الحقيقة...أنا مؤخرا أتصنع كثيرا وأبتسم كثيرا وأتظاهر كثيرا أمام بومغيو...لكن في الحقيقة...أنا أتألم
-ليا:لماذا؟
-بين(بحزن) :مؤخرا يبدو أن بومغيو يبذل جهدا مضاعفا للوصول لتشايريونغ...لقد أصبح يعاملني بلطف أكبر...ورغم أن هذا رائع لكن لا أستطيع الاستمتاع بذلك...أنا فقط أشعر بالضيق في صدري كلما فكرت أنه عما قريب سيكون معها وأنا سأغادر فحسب
-ليا:ولماذا عليك المغادرة؟ ابقي معنا
-بين(بحزن) :وأين سأبقى؟ ملجئي الوحيد سيصبح ملجئا لشخص آخر...بقائي هنا فقط سيجعلني أتألم وأعاني...لذا ربما علي العودة لإمبراطورية العنقاوات هناك بالأعلى ونسيان أمر البشر للأبد...لن أراقبهم...ولن أتعلم عنهم...وربما...
-ليا:ربما ماذا؟
-بين(بحزن) :كنت سأقول وربما أتزوج...لكن لا أعتقد أنها فكرة سديدة
-ليا(بحزن) :يا لها من نهاية حزينة!

تذكرت بين قصة الحورية فأرادت سؤالها حولها
-بين:أوني...هل تعرفين قصة حورية البحر؟
-ليا:أجل
-بين:هل كانت حقا نهايتها سعيدة؟
-ليا:روتها لي أمي في طفولتي...وعلى حسب ما أتذكر فالنهاية كانت حزينة...الحورية فضلت ترك الأمير يعيش مع من يحبها وتركت نفسها تموت وتتحول لزبد بحر

تألم قلب بين كثيرا لكنها ابتسمت بتكلف وهزت رأسها
-بين:تماما مثل نهاية قصة حبي

عادت بين للمنزل بعد أن قضت بعض الوقت مع ليا وأثناء دخولها للحي صادفت شابين يلعبان كرة القدم وعندما رأياها رمى أحدهما الكرة اتجاهها عمدا
-هيوتا:آسف...هل يمكنك تمرير الكرة لنا؟
-بين:طبعا

رمت الكرة نحوه وكانت ضربتها ضعيفة جدا
-هيوتا:ههههه ضربة غير موفقة...أتريدين اللعب معنا؟
-بين(بحماس) :ياااه أجل بالتأكيد

ركضت لتلعب معهم رغم أنها لا تعرفهم حتى...ومن هناك تقربت منهم أكثر واكتشفت أنهم جيران جدد انتقلوا للحي حديثا...وبينما يلعبون حاولت أن تركض معهم بالكعب العالي لكنه يزعجها ويمنعها من اللعب والركض براحة لذا خلعته وبقيت حافية القدمين تركض هنا وهناك

نظر بومغيو عبر النافذة فرآها تلهو معهم واستنكر فعلتها تلك خاصة أنهما شابين اثنين وتصرفاتهما ناحيتها توحي أنهما يحاولان جذب انتباهها والتقرب منها
-بومغيو(بانزعاج) :هل يجب عليها الكلام مع كل من هب ودب؟ ما بال هذه الفتاة؟!

عادت للمنزل بعد انتهاء اللعبة وأوصلها هيوتا للباب
-بين:هذا هو منزلي...لو احتجت أي شيء تعال إلي
-هيوتا:أوه جميل...سررت بالتعرف عليك...لكن قبل أن تغادري ما رأيك أن نتبادل الأرقام؟
-بين:لماذا؟
-هيوتا:في الحقيقة لقد لفتتي انتباهي اليوم...أنتِ من نوعي المفضل من الفتيات لذا سيكون جميلا لو ذهبنا بعلاقتنا لمكان بعيد

فجأة فتح بومغيو الباب ونظر نحوهما وهو قاطب حاجبيه بانزعاج
-بين:مرحبا بومغيو...أعرفك على صديقي الجديد هيوتا...إنه جديد هنا
-بومغيو(بانزعاج) :لا يهمني أمره لكن هل طلب رقمك والدخول في علاقة معك للتو؟
-هيوتا:من تكون؟
-بومغيو(بتجهم) :أنا أعيش معها هنا...ما رأيك؟
-بين:إنه حبيبي
-هيوتا(بتوتر) :ح ح ح حبيبك؟! لم أعلم أنكِ مرتبطة...آسف حقا
-بين:لا مشكلة
-بومغيو(بتجهم) :أوشكت الشمس أن تغرب...ادخلي فورا

ودعت بين هيوتا فغادر ثم دخلت نحو بومغيو
-بين:لماذا أخبرته أنك تعيش معي فحسب؟ كان عليك قول أنك حبيبي لكي لا يحاول التقرب مني
-بومغيو:ولِمَ علي ذلك؟ لا أحب الإفصاح عن أمور خصوصية
-بين:اممم حسنا...كما تريد...ظننت أنك انزعجت ولكن يبدو أنني مخطئة

بسبب كلماتها تلك شعر بالحزن...فرغم أنه انزعج فعلا لكنه لم يستطع قول أي شيء...لم يستطع ولا مرة إخبارها أنه بدأ ينجذب نحوها نوعا ما وشعر بغيرة حين حاول الشاب التقرب منها...لكنه لم يتأكد إن كان حبا أو شيئا آخر...الطريقة الوحيدة لمعرفة الحقيقة هي أن يقبلها ويجرب...فإن ذهبت اللعنة فهذا يعني أنه يحبها...وإن لم تذهب فهذا يعني أنه لم يصل بعد لمرحلة أن يقع بحبها



عدل سابقا من قبل بثينة علي في الإثنين مارس 13, 2023 3:30 pm عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة لَعْنَة العَنْقَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة لَعْنَة العَنْقَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة لَعْنَة العَنْقَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الخميس نوفمبر 24, 2022 3:23 pm

رواية لعنة العنقاء : الفصل الثامن عشر



العلاقة بين بين وبومغيو تصبح أقوى مؤخرا...أصبحا يمضيان الكثير من الوقت معا ويخرجان كثيرا ويتسليان...حتى أنهما جربا كل النشاطات التي يقوم بها المرتبطون

في ذلك اليوم كان الجو معتدلا فخرجا وهما ممسكان بيدي بعضهما...وأثناء طريقهما قابلا الطبيبة النفسية باهي
-الطبيبة:أوه! بومغيو! طاب يومك
-بومغيو:طاب يومك حضرة الطبيبة...أعرفك على بين
-بين:مرحبا
-الطبيبة:سعيدة جدا بسماع أنك عدت لحبيبتك...وأيضا هي لطيفة وجميلة جدا...تلائمان بعضكما
-بومغيو(بتوتر) :ههه شكرا
-الطبيبة:تمسك بها جيدا
-بومغيو:سأفعل...طاب يومك

سارا قليلا فوجدا مجموعة من القطط يتجولون معا
-بين(بحماس) :ياااي قطط لطيفة!
-بومغيو(بتوتر) :يا إلهي! أكره هذه المخلوقات المقرفة
-بين:كيف ذلك! إنها لطيفة...فخورة لأنه تم لعني لقطة...القطط رائعة
-بومغيو(بتجهم) :مقرف
-بين:تعالي يا قططي الجميلة
-بومغيو(بصراخ) :لااااا لا تنادي عليهاااا

اقتربت القطط منها فتراجع بومغيو وهرب بعيدا عنها بأمتار حيث المسافة الآمنة...حينها اقتربت القطط من بين وصارت تفرك جسدها بساقيها بطريقة لطيفة دليلا على المحبة
-بين:هؤلاء هم أصدقائي...حين أتحول لقطة أذهب للتجول معهم
-بومغيو(بتجهم) :هذا شيء لا يهمني
-بين:بومغيو...أخبرني...ما سبب كرهك الشديد للقطط؟
-بومغيو:ذلك بسبب أنني أراها مؤذية
-بين:كيف ذلك؟! هل رأيت قطا يؤذي بشريا من قبل؟
-بومغيو:أجل أنا...كنت في الخامسة من عمري...وكان لدى أمي قطة أنجبت أربع هررة صغيرة...حاولت الاقتراب منها لألعب مع أولادها فهاجمتني وقامت بعضي وخدشي من كل مناطق جسمي...ومنذ ذلك الوقت وحتى الآن لم أستطع أبدا أبدا أن أقترب من قط...حتى وأنا كبير
-بين:قطة أنجبت حديثا؟ انتظر...هذا طبيعي...القطط الأمهات لديهن غريزة قوية ويقمن بالدفاع عن أطفالهن بشراسة...أغلبهن...لكن عليك وضع اللوم على نفسك في هذه الحادثة فأنت من اقتربت من أطفالها...الحيوانات لا تفرق بين البشري المؤذي والمسالم لذا تهاجم وتدافع تحسبا لأي شيء

بدا كلام بين منطقيا جدا لكن تجاهله بومغيو ولم يأخذه أبدا على محمل الجد

واصلا جولتهما مشيا فعثرا على قط ميت في الطريق دهسته سيارة فتوقفت بين مصدومة
-بين(بصدمة) :قط ميت! كيف ذلك؟ لقد قام أحدهم بدهس هذا المخلوق اللطيف! لا أصدق!

انحنت نحو القط ولمسته فوجدت جثته هامدة باردة
-بين(ببكاء) :لا أصدق...لقد مااااات! يا إلهي كم هو مسكيييين...كان بإمكانه العيش أكثر ولكن لم يقدر له ذلك...أنا حزيييينة جداااااا يا إلهي لماذا مات هذا المسكين بالضبط؟ لماذا لم أمت أنا بدلا عنه لماذاااااا!؟

حين بدأت تبكي تذكر بومغيو المشكلة التي أوقعته بها قبل أشهر حين بكت على العصفور الميت وظن الجميع أنه هو من تعرض لها وتم اقتياده لقسم الشرطة
-بومغيو(بتوتر) :يا إلهي علي الذهاب قبل أن يتهمني الآخرون

ثم هرب واختبأ وبقي يراقبها من بعيد فحسب حتى توقفت عن البكاء ثم رآها تتوجه نحو التربة وتنحني وتقوم بالحفر بأصابعها
-بومغيو:هل هي غبية؟ كيف تحفر بيديها؟

توجه نحوها وانحنى ليمسك بيديها فوجد أنها خدشت وتضررت أظافرها وأصبح شكلها فوضويا جدا...لكنها سحبت يدها بعدم اكتراث وأكملت الحفر
-بومغيو:توقفي...أنتِ تؤذين نفسك
-بين(بحشرجة) :أريد دفن ذلك المسكين...على الأقل فليرقد بسلام تحت التراب فهو آمن
-بومغيو:دعيني أساعدك
-بين:ها! لكنك تكره القطط!
-بومغيو:هذا لا يعني أنني أعاملها باحتقار...هيا ابتعدي...سأساعدك

أخرج من جيبه مفاتيح منزله واستخدمها للحفر فالأشياء الحديدية تكون أسهل لفعل ذلك...وبينما تراقبه كانت تبتسم بسعادة ثم فاجأته بقبلة سريعة على خده فشعر بالخجل وتنحنح
-بين(بابتسامة) :شكرا بومغيو...أنت رائع...لن أندم أبدا أنني في فترة ما من حياتي وقعت بحبك

بسبب خجله الشديد ارتفعت حرارته وأحس أنه يتعرق لذا استدار للجهة المقابلة وواصل الحفر...وفي النهاية تمكنا من دفن القط جيدا ثم جلسا يتناولان المثلجات وكالعادة أكلت بين كثيرا من شدة حزنها على القط

في اليوم التالي مرضت بشدة وانتفخت لوزتاها وارتفعت حرارتها وتعبت بشدة...لذا قامت تترنح وحاولت إعداد الفطور لبومغيو لكنه لاحظ تعبها
-بومغيو:تبدين مريضة
-بين(بتعب) :لا أنا بخير...سأعد لك الطعام فورا ونخرج

من شدة تعبها كانت ترتجف وهي تحاول حمل حماصة الخبز لذلك وضع يده على رأسها وتفقد حرارتها فوجدها عالية جدا
-بومغيو:يا إلهي! هذا جدا كثير...عليك أن ترتاحي
-بين(بتعب) :ماذا ستأكل إذًا؟
-بومغيو:لست قاصرا...سأعده بمفردي

سحبها من ذراعها وأخذها نحو سريره وغطاها جيدا ثم وضع محرارا في فمها فصعد مستواه للرقم 39
-بومغيو:يا إلهي! هذا حار جدا...علي تبريدك

ركض للثلاجة وأحضر الكثير من الثلج ولفه في قماش ثم وضعه على جبهتها
-بين(بسعادة) :أوووه كم هذا منعش! اتركه هكذا

مرر الثلج على وجهها فشعرت براحة شديدة
-بومغيو:أنتِ مريضة لذا لا تفعلي أي شيء اليوم سوى الراحة...وبالنسبة للأكل فأنا سأطهو لك

ركض للمطبخ وأعد الفطور وأخذه لها ثم ساعدها على الجلوس...كانت متعبة للغاية حتى لحمل يدها لذا قرب الطعام من فمها وعندما مضغت منه شعرت بالغثيان وبسقته
-بين(بتعب) :آسفة...طعامك ليس سيئا...لكن لا أعلم ما خطب معدتي...أشعر برغبة شديدة في التقيؤ

وضع المحرار في فمها مجددا فتبين أن حرارتها صعدت للأربعين وهذا شيء خطر
-بومغيو(بقلق) :علينا الذهاب للمستشفى
-بين(بتعب) :لا...لا أريد
-بومغيو:توقفي عن التغابي...حرارتك جدا مرتفعة وقد يتسبب لك الأمر بعواقب وخيمة إن لم تتعالجي فورا
-بين(بتعب) :لا تقلق...سأعود لطبيعتي العنقائية في النهاية لذا سيكون كل شيء...

ما كادت تكمل كلامها حتى قام بحملها ففاجأها
-بومغيو:لن أبقى مكتوف اليدين أكثر...سآخذك للمستشفى وتكونين بخير

اغرورقت عيناها بينما يحملها ويحدقان بعيون بعضهما...الشيء الوحيد الذي خطر على بالها هو أنه قلق من أن تموت ويخسر فرصته لإعادة تشايريونغ...هذا الأمر زادها ألما وحزن

أخذها للمستشفى ووصف الطبيب حقنة لها...وبينما يخرجها من العلبة ليعطيها إياها نظرت لشكلها المخيف
-بين(بخوف) :ما الذي سيفعله بهذا الشيء؟
-بومغيو(بتوتر) :احم احم...سوف يضعها في...
-بين(بخوف) :في...؟!
-بومغيو(بتوتر) :هو سيخبرك
-الطبيب:أسفل ظهرك
-بين(بخوف) :كيف في أسفل ظهري؟ لم أفهم
-الطبيب:أغرسها في عضلات أسفل ظهرك
-بين(بصدمة) :ماذا؟! تغرس هذا الشيء في جسدي؟! هل أنت مجنون؟! لا يمكنك ذلك...هذا تعذيب
-الطبيب(بتجهم) :التعذيب هو أن أضطر للتعامل مع سخافة المرضى هكذا في كل مرة...إنها مجرد إبرة...لن تؤلمك
-بين(بخوف) :لا لا لا لن أسمح لك
-بومغيو:رجاءً لا تحرجيني...اذهبي إليه وسيعطيك الحقنة
-بين(بخوف) :لا لا لا لا لا وألف لا

اختبأت خلفه وتمسكت به بقوة
-بين(بخوف) :لاااا بومغيو...رجاءً لا تسمح له بوضع ذاك الشيء المؤلم في أسفل ظهري
-بومغيو(بتوتر) :احم احم...هذا محرج...رجاءً اذهبي
-بين(بخوف) :لااااا إنه مخيف

فجأة أمسكها بقوة من ذراعيها ونظر للطبيب
-بومغيو:أيها الطبيب...أنا سأمسكها وأنت قم بعملك
-بين(بصراخ) :لاااااااااااااااااااااااااااااا
-الطبيب:إن لم تهدئي ستنكسر الإبرة في لحمك وحينها سنضطر لفتحه بأكمله لاستخراجها وسيكون ذلك مؤلما أضعاف الأضعاف

فجأة تجمدت مكانها من الخوف وكانت ترتجف
-الطبيب:تنجح هذه الحيلة مع الأطفال دوما لكن لم أتوقع أن تنجح مع فتاة بالغة

بعد أن أعطاها الطبيب الحقنة لم تشعر بالألم لكن أحست بكتلة غريبة متجمعة في أسفل ظهرها وتسببت لها صعوبة في المشي وعدم الراحة

أعادها بومغيو للمنزل وساعدها على النوم في سريره مجددا وغطاها وكانت ما تزال منزعجة منه لأنه أجبرها على أخذ الحقنة
-بومغيو:مع الحقنة التي حصلتِ عليها أتوقع أن تزول الحرارة خلال نصف ساعة...قد تكون مؤلمة ولكنها ذات مفعول رائع وجبار
-بين(بحزن) :لماذا الأشياء الجيدة دائما تؤلمنا؟

أحس بأنها تقصده بكلامها لذا صمت فحسب
-بين(بحزن) :أنا حقا حاقدة عليك...لا تفعلها مجددا...لا تتسبب بأذاي حتى لو كان الأمر يعود علي وعليك بمنفعة
-بومغيو:أعلم أنكِ غاضبة مني...ولهذا سأقوم بإرضائك بطريقتي

تفاجأت من كلامه وشعرت بالفضول لمعرفة ما سيفعل...حينها تقدم منها ونام معها في نفس السرير ثم سحبها نحوه لتنام على صدره
-بومغيو:أعلم كم تحبين ذلك

لم تستطع المقاومة فابتسمت بسعادة وعانقته بكلتا يديها وغاصت في نوم عميق لكي ترتاح من تعب المرض وبعد أن نامت تحسنت تحسنا كبيرا ونهضت لتتجول في المنزل

جلس بومغيو يعزف على غيتاره ويغني الأغنية التي ألفها قبل أيام وحينما دخلت الغرفة وقفت أمان الباب تنظر له وتستمع...لاحظ وجودها ولكنه رغم ذلك لم يصمت بل واصل الغناء لها بسعادة:

"حلمت دوما أن أعيش وحيدا...وأَحبُك لنفسي قصصا بمفردي...على جزيرة معزولة بآلاف الجدران...ظننت أن الحرية حين لا يهتم بأحد...حقا يالني من غبي...اهتممت بنفسي فقط لأنني لم ألاحظ أنك مددتي لي يديك"

عندما أنهى مقطعه تقدمت منه هي بهدوء تغني:

"تمسك بيدي عندما تحتاج شخصا ما...سأكون ذلك الشخص...ذلك الشخص...نحن معا في الحياة ياه...استند على كتفي حين تحتاج شخصا ما...سأكون ذلك الشخص...ذلك الشخص...نحن معا في هذه الحياة ياه"

ثم جلست بجانبه على الأريكة وأكمل الغناء:

"دعي دموعك وقلقك لي أنا...مهما حصل سأكون بجانبك...سأكون هناك...سأكون هناك"

نظرا لبعضهما وتعمق كل منهما في عيون الآخر...كانا مفتونين ببعضهما لأبعد الحدود...شعر بومغيو بسعادة غامرة لذا رفع يده نحوها ووضعها خلف رأسها وسحبها نحوه ببطء محاولا تقبيها...أغمضت عينيها وذابت بلمساته وكلما اقترب منها شعرت بأنفاسه الساخنة أكثر...وما كاد يضع شفتيه على شفتيها حتى توقف بطريقة غريبة وابتعد عنها

تعجبت من تصرفه وانزعجت ولكن الحقيقة أنه فكر للحظة بأنه إن قبلها فستفك اللعنة وعليه تركها والذهاب مع تشايريونغ...كان خائفا من خسارتها  والوقوع بالألم مجددا لذا حزن بشدة وحاول تأخير الأمر قليلا وقضاء المزيد من الوقت معها...ففي النهاية هي سترحل على كل حال وفقا لطبيعتهما المختلفة...هي عنقاء وهو بشري طبيعي فانٍ

احتاجا بعض الوقت ليحاولا نسيان ما حصل للتو ثم نهضت بين من مكانها
-بين:سأطهو لك...ماذا تريد على العشاء؟
-بومغيو:سآكل أي شيء...طعامك لذيذ
-بين(بابتسامة) :حقا!
-بومغيو:أجل...ربما لم أخبرك بهذا قبلا لكن طعامك لذيذ جدا...وألذ من أي شيء تذوقته في حياتي...حتى طعام أمي
-بين(بحماس) :يااااي هذا حقا رائع...أشكرك بومغيو...هذا يجعلني سعيدة...سأطبخ لك فورا
-بومغيو:مهلا...نسيت أنكِ مريضة...ارتاحي
-بين:هل أبدو لك مريضة؟ قطعا لا...أنا بألف خير بعد تلك الحقنة المؤلمة
-بومغيو(بابتسامة) :حسنا...متشوق لتناول طعامك

تحسنت صحة بين كثيرا وأصبحت بألف خير...وذات يوم كانت في منزل بومغيو تقوم بكي الملابس وتضع الكواية على أعلى درجة لأن ملابس الجينز سميكة وتحتاج لدرجة عالية من الحرارة...حينما سمعت جرس الباب يرن وضعت الكواية جانبا وخرجت لترى من الطارق...كان بومغيو جالسا جانبا وبإمكانه سماع حديثها على الباب مع شابة من الجيران
-الفتاة:مرحبا بين...سنذهب للاحتفال اليوم فهو عيد ميلادي...أتريدين الحضور؟
-بين(بحماس) :يااااه هذا لطيف! كم أود المشاركة معكم في هذه النشاطات الرائعة...لكن سأسأل بومغيو أولا

دخلت ووقفت عند بومغيو وعيونها تلمع
-بين(بلطف) :أيمكنني الذهاب؟
-بومغيو:بشرط أن تعودي قبل الغروب
-بين:أكيد
-بومغيو:حسنا

ركضت لترتدي حذاءها فأوقفها وأخرج من جيبه ورقة نقدية وأعطاها لها
-بومغيو:اشتري هدية جيدة لصديقتك
-بين(بحماس) :أجل أجل

ثم ركضت مع الفتاة وأصدقائها وهم يتحدثون...وبينما يبتعدون سمعهم بومغيو
-الفتاة:أين حقيبتك؟
-بين:ليس لدي
-الفتاة:غريب! لماذا لا تحملين حقيبة فالفتيات عادة يحملن معهن الحقائب دوما
-بين:مممم قصة طويلة

ابتعدوا عنه قليلا ففرك رأسه وهو يفكر
-بومغيو:حقيبة! أعلي شراء واحدة لها لتضع فيها أغراضها حين تخرج؟ أظن أنها تحب هذه الأمور الأنثوية كثيرا...أجل علي شراء واحدة لها

خرج من المنزل وتوجه للسوق لركن الحقائب وصار يطوف عليها واحدة تلو الأخرى فرأى الأنواع والألوان المتعددة لكن لم تعجبه سوى السوداء منها
-بومغيو:بين لا تحب الأسود...ترى هل هناك لون محدد تحبه؟ حقا لا أعلم

كان يتجول على المكان حائرا فحسب ولم يعرف ما يختاره فهو لا يعرف أي شيء عن ذوق الفتيات
-بومغيو:ليت أحدهم يستطيع مساعدتي

حمل هاتفه ونظر له وفكر أن يراسل ليا لكنه خائف أن تتجاهله...بعد دقائق من التردد أرسل لها رسالة كتب فيها "مرحبا ليا...آسف لإزعاجك...أود استشارتك بموضوع ما لأنني لا أملك خبرة في الأغراض النسائية...برأيك ما لون الحقيبة الذي سيعجب بين؟"

وعلى الفور ردت "لا مشكلة...أظن أنها تحب الألوان الزاهية كالأصفر والبرتقالي والأحمر والوردي والأزرق السماوي"

صور لها مجموعة من الحقائب الملونة فقامت بوضع علامة على حقيبة منفوشة ولطيفة لونها أصفر وكتبت "هذا ذوق بين دون أدنى شك"

وبالفعل قام بشراء الحقيبة وغلفها لها ثم أخذ جولة في السوق وانتظر حتى الوقت التي تعود فيه بين للمنزل بعد الغروب ليلتقي بها

بينما بين في المطعم مع أصدقائها يتناولون الطعام ويحتفلون بعيد ميلاد صديقتها وردت هذه الأخيرة مكالمة من عند والدتها
-الفتاة:نعم أمي؟

فجأة انصدمت وانقلب وجهها
-الفتاة(بصدمة) :ماذا؟! يا إلهي هذا فظيع! حسنا سنأتي فورا

قطعت الخط ثم نظرت نحو بين وهي مترددة من إخبارها
-الفتاة:عزيزتي بين لا أعلم كيف أخبرك...منزلك الآن يحترق...علينا الإسراع
-بين(بصدمة) :ماذا؟! وبومغيو!
-الفتاة:لم أسأل أمي عنه...لكن لنسرع ونرى

ركضوا من هناك مباشرة للمنزل فوجدوا الناس مجتمعين عليه والشرطة والإطفاء...وكان كل هم بين هو البحث عن بومغيو بين حشد الناس لكنها لم تعثر عليه لذا حاولت دخول المنزل غصبا فأوقفها رجال الشرطة
-الشرطي:ممنوع المرور...المكان خطر
-بين(بقلق) :هناك شخص قد يكون بالداخل
-الشرطي:سنرى بشأن ذلك...سنتولى الأمر بأنفسنا لذا ابقي في مكان آمن فقط

لم تستطع البقاء هادئة لذا صارت تبكي والجيران يحاولون مواساتها...كانت قلقة للغاية...حين تم إطفاء الحريق أخيرا أخبرها رجال الشرطة أنه ما من أحد في المنزل ورغم أنها فرحت لكنها قلقة مما سيصيب بومغيو حين يرى منزله الذي احترق



عدل سابقا من قبل بثينة علي في الإثنين مارس 13, 2023 3:44 pm عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة لَعْنَة العَنْقَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة لَعْنَة العَنْقَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة لَعْنَة العَنْقَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الجمعة نوفمبر 25, 2022 1:33 pm

رواية لعنة العنقاء: الفصل التاسع عشر



عاد بومغيو يتمشى نحو المنزل بعد أن اشترى حقيبة لبين وحين رأى تجمع الناس ركض واخترق الحشد فوجد النيران التهمت جزءا من منزله ثم ذهب للكلام مع رجال الشرطة فأخبروه أن السبب هو المكواة التي تم تركها مشبوكة بالكهرباء فحصل عطل وتحول لحريق...قابل بين أيضا هناك فركضت وعانقته ولكنه مصدوم جدا مما سمعه لذا بقي متجمدا مكانه
-بين(بحزن) :آسفة...أنا السبب...لا أعلم كيف أعتذر منك
-بومغيو(بصدمة) :منزلي...يال الهول!

دخل المنزل ليرى ماذا حدث به من الداخل فصدم برؤية أغراضه قد احترقت تماما بما في ذلك السرير والخزانة بملابسها...حتى دفاتره المدرسية وغيتاره وأغراضه احترقت ولم يبقى أي شيء...من شدة صدمته كان يتجول على الأغراض ويتفحصها ثم يرميها جانبا وهو مصدوم...وبين تلحقه من مكان لمكان وتحاول الاعتذار منه لكنه لا يسمعها بسبب صدمته

أخيرا انحنى ليجلس جلسة قرفصاء ثم رمى الكيس الذي بيده جانبا وبقي ينظر للرماد والفوضى المحيطة به
-بومغيو(ببرود) :رائع...أهلي سيقتلونني بعد أن يعرفو...الآن سيتم إجباري على العودة للعيش معهم...ليس هناك حل آخر
-بين(بحشرجة) :آسفة...حقا آسفة...سأنظف
-بومغيو(بحدة) :ماذا ستنظفين؟ هذا المنزل يحتاج للترميم من الصفر...من أين سآتي بمصاريف ترميمه من الصفر؟
-بين(بحشرجة) :سأجد طريقة...سأعمل وأوفر المال لأجلك أعدك
-بومغيو(بحدة) :لا فائدة...ستحتاجين أشهر لجمع ثمنه وأنا أحتاج منزلي الآن...لا يمكنني انتظارك أشهر...لا أريد العيش مع أهلي المزعجين حتى ذلك الوقت...تبا للمشكلة التي أوقعتني بها
-بين(بحشرجة) :المهم أننا بخير أليس كذلك؟
-بومغيو(بحدة) :ليتني احترقت مع المنزل...هناك أغراض عزيزة على قلبي احترقت...منها غيتاري ودفتر ملاحظاتي ودفاتري المدرسية...من أين سأعوضها؟
-بين(بحشرجة) :ما رأيك أن أحضر لك دفاتر ليا؟ والغيتار سأشتريه لك ولندون معا كل ما تتذكره في دفتر ملاحظات جديد

كان منزعجا للغاية منها لذا رفض الكلام معها وهي كانت حزينة للغاية...وفي اللحظة التي ظنا فيها أن المشكلة لن تحل للأبد دخل أحد الجيران نحوهم
-الجار:يال الهول! منزل بين احترق!
-بين(بحزن) :أجل يا عم...لقد احترق بالكامل ونحن في مشكلة
-الجار:أنا هنا لأجل المساعدة
-بين:ها! وماذا يمكنك أن تفعل؟
-الجار:لدي بعض مهارات البناء لذا ربما يمكنني مساعدتك
-بين(بحماس) :حقا! هذا رائع...نحتاج بعض الترميم
-الجار:أعرف القليل عن طلاء الجدران أيضا لذا قد أساعدك
-بين(بحماس) :ممتاز...جئت في وقتك

وخلفه دخلت واحدة من الجارات
-الجارة:أنا أيضا أود المساعدة بما أنكِ تساعدينني كثيرا...سأنظف وأزيل هذه الفوضى
-بين(بحماس) :ياااه شكرا

ثم دخل معهم العم إيل
-عم إيل:أنا أيضا في الخدمة...فد أكون عجوزا ولكنني أجيد كل أنواع الحرف ههههه
-بين(بحماس) :ههههه أجل أجل وأنا شاهدة على ذلك

سمع كل الجيران المقربين من بين بأمر المساعدة الجماعية فذهبوا هناك هم أيضا وبدؤوا بعملية الترميم واشتروا الأغراض التي يحتاجونها من مصاريفهم الخاصة...لم يحصل ضرر واضح للجدران والسقف لذا قاموا بمسح الاسوداد الناتج عن الاحتراق وقاموا بدهن الجدران وتنظيف الفوضى

بينما يكنس بومغيو أرضية غرفة النوم عثر على صورة تشايريونغ مرمية على الأرض ونصفها محترق...حملها ونظر لها للحظات وشعر بالذنب لما حصل معها...حتى أنه لم يعرف كيف يحافظ على الصورة فما بالك بالإنسانة نفسها

رغم كل ما ينتابه من ندم وألم توجه نحو القمامة ورمى الصورة...هذا دليل على أنه لم يعد متعلقا بالذكريات كالسابق...وبينما يرميها رأته بين وشعرت بالصدمة والاستغراب

بينما ينظف عثر على الكيس الذي فيه الحقيبة التي اشتراها لبين...وبينما ينظر إليه ابتسم من أعماق قلبه
-بومغيو(يفكر) :لو لم تكن بين موجودة واحترق منزلي لما كان أحد سيساعدني...الجيران يساعدونني لأنهم يحبونها...تستحق هذه الهدية حقا

انتهى ترميم البيت أخيرا وأصبح لامعا ونظيفا ومرتبا...بالطبع هو مرتب فكل الآثاث احترق فيه والآن هو فارغ ويصدر الكثير من صدى الصوت

وقفت بين في غرفة النوم وصارت تصرخ "روبي رو" عدة مرات وتردد اسمها وصوتها يتردد مرارا وتكرارا وهذا جعلها تستمتع للغاية

دخل إليها بومغيو ومعه كوبين من العصير ليشرباهما وهما مستمتعان وبيده الأخرى يحمل كيس الحقيبة لكي يهديها إياها
-بين:ههههه هذا الصوت مضحك
-بومغيو:الأمر سخيف...لماذا تتصرفين دائما كالأطفال؟
-بين:وما العيب في التصرف كالأطفال؟! إنه ممتع...ألا تتمنى أن تعود لطفولتك؟

فكر بالأمر وأدرك أن كلامها صحيح...الطفولة جميلة...لا هموم ولا مشاكل ولا اكتئاب وحزن وقلقا بشأن أي شيء
-بومغيو:قد يكون جميلا...لكنه الواقع...لقد كبرنا...علينا تقبل الحقيقة والمضي قدما
-بين:بومغيو...أخبرني...هل أشبه تشايريونغ؟

فاجأه كلامها فانتفض قلبه من الحزن
-بومغيو:من أي ناحية؟
-بين(بحزن) :لا أعلم...أشعر بأنني أذكرك بها...هل نحن متشابهتان؟ هل وجودك معي يجعلك تسترجع نفسك وذكرياتك معها؟ هل تتخيلني على أنني هي؟
-بومغيو:أبدا...أنتِ وتشايريونغ جد مختلفتين...شخصيتاكما جد مختلفتين...هي كانت إنسانة خجولة وضعيفة الشخصية وهادئة وأنتِ جريئة وطفولية وصاخبة...مهما حاولت إيجاد شبه بينكما فلا يوجد أبدا
-بين(بابتسامة) :أرحتني...ظننت لوهلة أنك تتخيلني هي

ثم نهضت ومددت عضلاتها وحين حاول إخبارها عن الهدية شعر بتردد شديد وتراجع
-بين:حان وقت العشاء...ماذا أطهو لك؟
-بومغيو:شعيرية سريعة التحضير...لا تتعبي نفسك بالطهو اليوم فقد قضيتِ الوقت تساعدين في التنظيف و...

فجأة هبت رياح شديدة في الخارج وتحولت السماء لللون الرمادي فلاحظ بومغيو ذلك عبر النافذة...ولم تمر سوى لحظات حتى اخترق الحائط طائر ملون وتحول لبشري لديه أجنحة أمامه هو وبين وكان يبدو رجلا في سن الكهولة ذو لحية طويلة
-بين(بتجهم) :لا أصدق أنك ظهرت أخيرا...أبي
-بومغيو(بصدمة) :هذا هو والدك؟!
-الإمبراطور(بتجهم) :تركت إمبراطوريتي ودست على كرامتي وكبريائي لآتي فكوني لطيفة قليلا
-بين(بتجهم) :لم تكن مضطرا لذلك
-الإمبراطور(بتجهم) :يكفي تفاهة...يبدو أنني فزت بالرهان فأنتِ حتى الآن لم تستطيعي فك اللعنة...هذا يعني أن كلامي صحيح...الحب لا وجود له مع البشر
-بين(بحدة) :بل هو موجود...أنت الذي لا تراه
-الإمبراطور(بتجهم) :واللعنة؟
-بين(بحدة) :سأفكها...أصلا بومغيو يحبني ولكنه يفضل عدم الاعتراف بذلك فقط...إنه خجول

تفاجأ بومغيو من كلامها وشعر بالتوتر
-الإمبراطور(بحدة) :غبية...لا أرى أي علامات للحب عليه...هيا عودي معي فورا وإلا سأريك
-بين(بحدة) :وماذا ستفعل؟
-الإمبراطور(بغضب) :سآخذك غصبا عنك وأحبسك في القصر ولن ترى السماء مجددا

بسبب كلامه تغيرت ملامحها وصارت تبكي وتحاول مسح دموعها
-الإمبراطور(بحزن) :لا لا لا تبكي صغيرتي آسف آسف رجاءً لا تذرفي الدموع الألماسية الغالية فوالدك لا يحب رؤيتك هكذا

بينما يشاهدهما بومغيو ابتسم بسخرية
-بومغيو(يفكر) :ههه عرفت لماذا هي مدللة هكذا

حاول الإمبراطور جعل ابنته تهدأ وفجأة رفعت رأسها بسرعة ناحيته وقطبت حاجبيها بغضب
-بين(بحدة) :إذًا غادر ودعني وشأني...الحب حقيقي وبومغيو يحبني وسأثبت لك ذلك
-الإمبراطور(بتجهم) :دائما تخدعينني بدموعك هذه...حسنا معك أسبوع واحد...إن عدت ووجدت اللعنة لم تفك فسآخذك غصبا عنك

ثم تحول لطائر مجددا وغادر مخترقا الجدار دون أن يصيبه أي خدش
-بومغيو(بصدمة) :مذهل!
-بين(ببرود) :أعلم أنك لا تحبني
-بومغيو(بتوتر) :ماذا؟!
-بين(ببرود) :قلت أمامه أنك تحبني لكي أضمن بقائي هنا...أعلم أنك لا تحبني...وحتى لو أحببتني فلن تحبني لنفسي بل لأجل تشايريونغ

رمت كلامها البارد ذلك ثم توجهت للمطبخ لكي تطهو له...وكم كان حزينا بعد مغادرتها بحيث رمى نفسه على الأرض وشعر بحزن عميق لأنها لا تعرف كم يحبها...وهذه المرة فقط لنفسها وليس لأجل تشايريونغ...صحيح أنه ما يزال مصرا على تصحيح خطئه وإعادة تشايريونغ...لكن الوحيدة الكامنة بقلبه الآن هي بين...حتى الحقيبة التي اشتراها لم يستطع تقديمها لها ففي كل مرة يحاول ذلك يحصل بينهما شيء يعكر العلاقة

نام بومغيو على فراش عادي ذلك اليوم لأن سريره احترق...وبسبب كثرة تفكيره في بين أصابه الأرق وبقي مستيقظا لوقت متأخر...وفي الصباح الباكر وصلته مكالمة من عند ابن عمه المدعو هيونجين فتجاهلها ولكن كثرة رنين الهاتف أزعجته فرد
-هيونجين:كالعادة تتجاهل مكالماتي
-بومغيو:قل ما عندك ودعني أكمل نومي فأنا متعب
-هيونجين:احزر من سيتزوج
-بومغيو:من؟!
-هيونجين:أنا طبعا...سأتزوج من خطيبتي هذا الأسبوع واحزر ماذا أيضا؟
-بومغيو(بتجهم) :أكره لعبة التحزير خاصتك...أخبرني وأرحني
-هيونجين:أنت مدعو...أيها الممل المنطوي
-بومغيو:شكرا لك رغم أنني لن آتي
-هيونجين:تعال هيا...ربما نجد لك عروسا هناك وتتوقف عن كونك منطويا مملا مثيرا للشفقة...أعلم أنك تغار من الناس المرتبطين لأنك وحيد بائس لكن حان وقت التغيير يا صاح
-بومغيو:لا يهمني الأمر
-هيونجين:ستصلك الدعوة بالبريد اليوم لذا لا تتجاهلها وألا سأفقأ عينيك
-بومغيو(بتجهم) :ألا تفهم أيها الغبي؟ لن آتي
-هيونجين:احزر ماذا؟ سأفقأ عينيك للمرة الثانية

ثم أغلق الخط في وجهه
-بومغيو(بانزعاج) :ياله من لحوح مزعج...ثم من قال أنني أغار من العلاقات؟ المسكين يظن أنني مازلت غير مرتبط

كانت بين تسمع كلامه بينما تطبخ ثم خرجت إليه
-بين:من كان هذا الذي تحدثت معه بأسلوب فظ هكذا؟!
-بومغيو:شخص مزعج يريد دعوتي لزفافه
-بين(بحماس) :يااااه كم تمنيت الذهاب لزفاف! أريد مرافقتك
-بومغيو:لا يمكنك لسبب بسيط...لستِ مدعوة
-بين(بحزن) :لكنني حبيبتك...كيف لست مدعوة؟ أخبره أن يدعوني رجاءً

اقتربت من وجهه وأظهرت لمعان عينيها وشفتيها اللطيفتين الطفوليتين فتنهد بقلة حيلة
-بومغيو:هذا يعني أنني مجبر على الذهاب معك
-بين(بحماس) :ياااه أجل...طبعا لا يمكنني الذهاب وحدي دون دعوة فهذا مضحك
-بومغيو:لا أملك ملابس رسمية...يبدو أنه حان وقت التسوق...وفي طريقي سأشتري لك ملابس حفلة
-بين(بحماس) :يااااي ملابس!

ذهبا للسوق واختارا ركن ملابس الحفلات...اشترى بومغيو أولا بذلة سوداء رسمية واشترت بين ثوبا أبيض اللون ملائما لتلك المناسبة لامعا ومبهرجا

حين حان يوم الزفاف ذهبا هناك ودخلا فتمسكت بين بذراعه وكانا يبدوان كأنهما ثنائي...لكن هذا محرج بالنسبة له فهو لا يريد أن يعرف أحد عن علاقتهما خصوصا أن الزفاف مليء بأقاربه
-بومغيو(بانزعاج) :أيمكنكِ رجاءً ترك ذراعي والمشي بمفردك؟
-بين:أود ذلك ولكن الجميع يمسكون ببعضهم

أفلتها بومغيو وفي آخر لحظة جاءت والدته ومعها أخوه جوان وحين رأى بين ركض نحوها بحماس وعانقها
-جوان:افتقدتك كثيرا بين
-بين:أووه صغيري جوان...أنا أيضا
-سيدة تشوي:طاب يومك بين...سررت برؤيتك مجددا

ثم نظرت لبومغيو بطرف عينها
-سيدة تشوي:ما هذه المعجزة؟! أنا أراك أخيرا في حفلة فيها الكثير من الناس؟!

تذكر بومغيو أنه لا يرتاح في الأماكن المكتظة فنظر من حوله...والصدمة عندما وجد أغلب أقاربه ينظرون إليه ويتهامسون فهم مصدومون من وجوده هناك وهو لم يأتي لأي مناسبة عائلية طوال هذه الخمس سنوات...هذا ولد عنده شعورا غريبا بالتوتر
-بومغيو(بتوتر) :جئت فقط...لأجل...أعني...أشعر بالـ...

لم يعرف ما يقوله لذا اكتفى بالصمت والتحديق بعيدا
-سيدة تشوي:بين...لم أعرف أنك من معارف أقاربنا
-بين(بتوتر) :هههه أجل أنا كذلك
-جوان:بين...لنجلس معا في طاولة وحدنا
-بومغيو(بتجهم) :لكي تسببا المصائب؟ لا لن أسمح لكما بالابتعاد دقيقة

جلس أربعتهم في طاولة واحدة وبدأ الزفاف وقام العروسين بالمراسم وتوقيع وثيقة الزواج ومر كل شيء على خير...ولكن بين تأثرت للغاية بهذه المناسبة السعيدة فصارت تبكي واستخدمت كل المناديل الموجودة على الطاولة

في نهاية الحفل صار العروسان يتجولان على الضيوف ليباركوا لهما فجاء العريس نحو بومغيو وبين
-هيونجين:هههه ها قد أتيت! من كان يتوقع ذلك! وأيضا معك فتاة...جيد أنكما تعرفتما على بعضكما

ثم نظر نحو بين
-هيونجين:يبدو أنكِ من معارف العروس...ما صلة القرابة؟
-بين(بتوتر) :الحقيقة أنها...
-بومغيو(يقاطعها) :صديقة قديمة لها...أليس هذا ما قلته لي؟
-بين(بتوتر) :ههه أجل أجل
-هيونجين:تشرفنا...امضيا وقتا ممتعا وتناولا ما تريدانه من الحلويات

ثم اقترب من بومغيو وهمس في أذنه
-هيونجين:إنها مناسبة لك...اطلب رقمها وادخلا في علاقة
-بومغيو(بتوتر) :هههه

بعد مغادرته تنهدا براحة
-بومغيو:إن اكتشف أنني من أحضرتك فسينشرني لكل العائلة
-بين:ما العيب في أن يعرفوا أن بيننا علاقة؟

كانت الإجابة هي أن علاقتهما مؤقتة ولا يمكنهما إخبار العائلة خاصة عنها...لكن بما أنها إجابة جارحة فمن المفترض أن لا يخبرها عنها أبدا
-بومغيو:فقط لا يجب أن يعرفوا...سيزعجوننا بموضوع الزواج وأنا لا أريد أن أتزوج صغيرا

فجأة شعرت بين بالحزن
-بين(بحزن) :الزواج! نحن لن نحظى بفرصة كهذه أبدا...أقصد أنا من لن أحظى بها...بالنسبة لك فستتزوج من الشخص الذي تحبه قريبا...

بدأت تتغير نبرة صوتها لذا نظرت بعيدا وصمتت...وهناك لمحت فتاةً صغيرة تبدو في سن الثانية تبكي ووالدتها تحملها وتحاول جعلها تهدأ لكن دون جدوى...وجدتها بين فرصة لتهرب فأسرعت نحوها ووضعت يدها على شعرها وصارت تلمسه من الأعلى للأسفل فتوقفت فجأة وهدأت كما لو أنه سحر

شكرتها الأم كثيرا فعادت نحو بومغيو وجلست بجانبه يتناولان الحلويات
-بومغيو:كيف استطعتِ جعل الفتاة تهدأ بتلك الطريقة الغريبة؟!
-بين:رغم أنني نصف بشرية لكن بعض الأشياء المتعلقة بطبيعتي كعنقاء ما تزال موجودة
-بومغيو:مثل ماذا؟
-بين:لدي تواصل مع الحيوانات والأطفال
-بومغيو:صحيح...الأسد والفراشات...لقد أحبوك كثيرا
-بين:مهلا...سيزر! أين تظن أنه موجود الآن؟
-بومغيو(بتوتر) :هههه وأنا ما أدراني؟

من بعيد صرخت عليه والدته
-سيدة تشوي:بومغيو...بين...تعاليا...لنلتقط صورة جماعية مع العريسين

وقف الجميع بجانب بعضهم وابتسموا وتم التقاط تلك الصورة التي جمعتهم معا...قد تكون علاقة مؤقتة لكنها تحمل في طياتها الكثير من الذكريات...أخذ بومغيو الصورة ونظر لها وابتسم...هذه أول صورة تجمعه ببين...لكن الأخرى أخذت منه الصورة ونظرت لها ثم عانقتها
-بين:إنها لطيفة...أيمكنني الاحتفاظ بها؟
-بومغيو:سأصنع منها نسختين ويمكنك الاحتفاظ بواحدة
-بين(بحماس) :ياااه رائع! هكذا يمكنني النظر لصورتك كثيرا بعد رحيلي ولن أشتاق إليك

جملتها تلك حولت الجو من سعيد لكئيب لذا حاول التغاضي عن الأمر وكسر الجو السلبي
-بومغيو:الحفل يكاد ينتهي...لنغادر


عدل سابقا من قبل بثينة علي في الإثنين مارس 13, 2023 7:19 pm عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة لَعْنَة العَنْقَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة لَعْنَة العَنْقَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة لَعْنَة العَنْقَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الأربعاء نوفمبر 30, 2022 1:51 pm

رواية لعنة العنقاء : الفصل العشرون



بعد حفل الزفاف الجميل والوقت الممتع الذي قضته بين مع بومغيو خرجا وجلسا مقابلين للحديقة العامة
-بين:أتعلم؟ اليوم الرياح تهب بسرعة معتدلة...أشتاق لشعور الطيران في جو كهذا...حينها يمكنك سماع صوت صفير جميل يطرب الأذن...أريد أن أشعر بهذا الشعور مجددا
-بومغيو:وما الحل؟
-بين:لنذهب لمكان عالٍ جدا...أستطيع استرجاع الشعور نسبيا

نظر من حوله فرأى بنايات عالية بالقرب منهما
-بومغيو:هناك...يمكننا أن نصعد بالمصعد ونجلس على السطح

ذهبا نحو أطول بناية ووقفا على السطح ينظران للمدينة والناس الذين يبدون كالنمل من الأسفل...حينها صعدت بين على الحافة وكان سمكها صغيرا بحيث لو انزلقت ستسقط
-بومغيو(بقلق) :ما الذي تفعلينه؟! انزلي فورا

مد يده لها لكنها تجاهلته ونظرت بعيدا...لم يستطع سحبها نحوه لأنه خائف أن تنزلق وتسقط لذا اكتفى بمد يده إليها وانتظارها حتى تستجيب له
-بين(بحزن) :بومغيو...أتعلم كم أنا مشتاقة للطيران؟ مشتاقة للحرية...مشتاقة لأكون عنقاء...مشتاقة لأعود لطبيعتي التي ولدت عليها...أشعر كأنني كالطائر السجين في جسم البشرية القطة هذا
-بومغيو(بقلق) :لا بأس...ستعودين يوما ما...لكن رجاءً انزلي من هناك
-بين(بحزن) :لكن حين أعود لطبيعتي فهذا يعني أنني لن أراك مجددا...ولن أكون معك...ولن تقرأ لي القصص...ولن تأخذني في نزهات...ولن تشتري لي المثلجات...الأمر محزن بقدر ما أنا متشوقة له...حينها سأخسرك للأبد...والأسوأ أنك ستكون...معها

أحزنه كلامها للغاية لذا اكتفى بالصمت
-بين(بحزن) :أعلم كم أنت متشوق لعودتها...حتى أنك تفعل الكثير لأجلها...أنت تبذل طاقة جبارة وتحاول التقرب مني بكل جهدك...فقط لأجلها...نعم أعلم أن كل شيء تفعله هو لأجلها

بينما يستمع لكلماتها كان قلبه يتمزق وكانت هناك جملة يود قولها بشدة...كان يريد قول "لا بل كل ما أفعله هو لأجلك أنتِ فقط...أحبك"

حاول جاهدا بسق تلك الكلمات ولكن لم يستطع...رفع يده من خلفها ومدها ناحية كتفها...أراد بشدة أن يسحبها نحوه ويعانقها ويقبلها القبلة التي تفك اللعنة ولكن لم يتجرؤ على ذلك أبدا...كان خائفا مما سيحصل لاحقا...لذا سحب يده مجددا ونسي الأمر وتركها تستشعر نسمات الهواء
-بين:هل تسمع ذلك؟ صوت الرياح حقا جميل

رآها تغمض عينيها وتستشعر الصوت بكل جوارحها...لذا أغمض عينيه هو الآخر ورفع رأسه لأعلى وحاول استشعارها...وبالفعل لم تمضي سوى ثوانٍ حتى سمع صوت صفير هادئ جميل...كانت الرياح ترتطم بوجهه وشعره وملابسه لتداعبها...شعور منعش حقا

في النهاية نظرت نحوه وفتحت ذراعيها على مصراعيهما كما لو أنها تريد الطيران
-بين(بحشرجة) :بومغيو...قبل أن أرحل أردت إخبارك...أنا حقا أحبك بهذا القدر...بل أكثر بكثير...حبي لك لا حدود له...أنا حقا أعشقك لحد الجنون رغم أن تصرفاتي لا تبين ذلك...أنت عالمي وكل شيء بالنسبة لي

ثم صمتت قليلا
-بين(بحشرجة) :لكنك تؤذيني...أبي كان على حق...الحب قاسٍ...وحتى الشخص الذي تجمعك به علاقة حب قوية بإمكانه أن يؤذيك...ما الذي كنت أفكر به حين ظننت أنني سأعيش وسط البشر في قصة حب رومانسية
-بومغيو(بصراخ) :ما الذي أصابك الآن؟! بالأمس كنتِ تقولين أن الحب حقيقي وأن البشر رائعين...ماذا دهاك؟!
-بين(بحشرجة) :اكتشفت أنني أضحك على نفسي...حين أفكر أنني معك ولكنك تنتظر شخصا آخر أشعر بالشفقة على نفسي...أين الحب في ذلك أخبرني؟
-بومغيو(بصراخ) :توقفي
-بين(بحشرجة) :أنا كالطائر المحبوس في قفص الآن...الحب أوقع بي...لا أعتقد أنني سأفكر بأن أحب أحدا من بعد هذه التجربة...أريد أن أتحرر...أريد أن أطير...أريد أن أخرج من القفص وأعود لطبيعتي العنقائية...لكنك لا تستطيع تحريري...لأنك حتى لا تعرف كيف تحرر نفسك من حبها...أنت فقط...

في اللحظة التي كانت تتحدث فيها اغرورقت عينا بومغيو وشعر بحزن عميق...لم يكن يدرك كم كان يؤذيها...هي الآن لا تريده بل كل ما تريد أن تتحرر من اللعنة وتطير بعيدا...ودون تفكير سحبها نحوه وقبلها وأغمض عينيه...بسبب صدمتها صمتت وهدأت فورا ولكن دمعتها غافلتها لتسقط وتبلل خدها الناعم اللطيف

ابتعدا عن بعضهما وكل منهما يبكي حزنا على الآخر...لكن الصدمة حين نظر إليها وشعر بجسدها يلمع وبأجنحة تظهر من خلفها...أجنحة براقة وبيضاء كخيوط الضوء المنعكس من أشعة الشمس
-بومغيو(بصدمة) :لقد فكت اللعنة! هل يجب أن أقول أنني توقعت ذلك أم لا؟
-بين(بحشرجة) :إذًا فقد فعلناها...لكن هل تعرف ماذا يعني ذلك؟

صمت فورا حين أدرك ما تقصده...الأمر محزن بقدر ما انتظره منذ أشهر
-بين(بحشرجة) :لقد وعدتك وسأفي بوعدي...سأعيد لك تشايريونغ...سأخبرك ما عليك فعله...سأجعلك تعود بالزمن وهناك قم بمقابلة تشايريونغ وامنعها من الانتحار...لكن احذر...الوقت يداهمك

اقتربت منه لتضع إصبعها على جبهته ولكنه أمسك يدها
-بومغيو(بحشرجة) :هل ستكونين بخير؟
-بين(بحشرجة) :أجل
-بومغيو(بحشرجة) :لا أصدقك
-بين(بحشرجة) :سأكون سعيدة حين تكون أنت سعيدا مع من تريد...صدقني أنا لا أكذب

سحبت يدها من عنده ثم نظرا في عيون بعضهما والرياح تلاعب شعريهما وملابسهما
-بين:الوقت يداهمك...عليك المغادرة

وبسرعة قبلته لآخر مرة فأغمض عينيه واختفى من المكان نهائيا وبقيت هي تمسك قلبها وتبكي

كانت ليا في منزلها تطبخ ففاجأتها بين حين ظهرت أمامها وهي على هيأتها العنقائية مع أجنحة لامعة
-ليا(بصدمة) :بين؟!
-بين(بحزن) :ليا...لقد أتيت لكي...
-ليا:اللعنة فكت؟
-بين:أجل
-ليا(بسعادة) :هذا رائع! كم أنا سعيدة!
-بين:أتيت لأشكرك...لأنك في تلك الفترة التي انفصلت فيها عن بومغيو كنتِ أنتِ من آويتني في بيتك واعتنيتِ بي...لا أعلم ماذا كان سيصيبني لولاك

في حقيقة الأمر عندما اختفت بين كانت تعيش مع ليا في نفس المنزل...وحتى حينما جاء بومغيو لمنزلها ليسأل عن بين كانت هناك بالفعل مختبئة في الغرفة المجاورة وتسمع كل ما دار بينهما...ورغم أن ليا تعرف أخبارها لكنها لم تخبره
-ليا:هذا واجبي ناحية أختي الصغيرة
-بين(بحزن) :أنا...لن أراكِ مجددا
-ليا:ماذا؟!
-بين(بحزن) :في هذه اللحظة بالذات لقد ذهب بومغيو لمقابلة حبيبته تشايريونغ وإنقاذها بواسطة السفر عبر الزمن...ومن تلك اللحظة التي يعودان فيها معا لن أستطيع مقابلتك مجددا ولا الكلام معك على أننا صديقتين...أنا وأنتِ سنكون مجرد غريبتين...حتى لو مررت بجانبك لن تتعرفي علي
-ليا(بحزن) :ما الذي سيحصل أخبريني؟
-بين(بحزن) :لا تحزني أوني...بل كوني سعيدة فصديقتك تشايريونغ ستعود لك
-ليا(بحزن) :دعينا منها...ماذا عنك؟ لم أفهم لماذا تقولين لي كل هذا الكلام الحزين
-بين(بحزن) :لأنني سأختفي من الوجود مثلما أتيت...وداعا ليا...وشكرا على كل شيء...أوني

حاولت ليا إمساكها ومعانقتها كي لا تغادر لكنها تحولت لنسمة رياح واختفت في الهواء...حاولت المناداة عليها مرارا وتكرارا لكنها لم تعد لأجلها

• قبل خمس سنوات:
في الثانوية التي يدرس فيها بومغيو وجد هذا الأخير نفسه واقفا في الساحة والطلاب من حوله يتمشون ذهابا وإيابا...نظر لساعته فأدرك أنه وقت الغداء وهذا هو الوقت الذي قام فيه بخيانة تشايريونغ قبل خمس سنوات
-بومغيو:علي العثور عليها بسرعة قبل أن تنتحر

ركض في أنحاء الثانوية يبحث عنها وللأسف لم يكن يعرف أين هي بالضبط فالثانوية كبيرة جدا...وبينما يبحث باتجاه الصف رآها وهي قادمة وكانت تسير وتبتسم لأنها ذاهبة إليه

ركض بسرعة نحوها فرآها قد توقفت عند نافذة صفه تنظر للداخل ويبدو كما لو أنها رأته يخونها وفي آخر لحظة أمسكها وعانقها ثم أدخلها للصف الآخر ليبعدها عن المشكلة بأكملها

نظر كل منهما للآخر وكان مصدوما جدا برؤيته لها بعد كل تلك السنوات من الفراق...حتى هي صدمت وبقيت تنظر إليه
-تشايريونغ:بومغيو؟! شعرك؟! ألم يكن قصيرا هذا الصباح! ما الذي حصل؟

نظر نحوها وابتسم وهو على وشك البكاء ثم عانقها بحرارة دون أن يقول أي شيء
-تشايريونغ:مهلا...قد يرانا أحدهم وتنتشر الشائعات عنك
-بومغيو:لا أهتم...لا أعلم كيف أعبر لك عن سعادتي برؤيتك
-تشايريونغ:أنت غريب اليوم...لكن من يهتم

ابتعد عنها ووضع يده على خدها يلمس وجهها
-تشايريونغ:رأيت قبل قليل شخصا في الصف يشبهك ومعه فتاة ما وظننت أنه أنت
-بومغيو:أبدا ليس أنا...أنا هنا كما ترين وقد أتيت خصيصا لأجلك
-تشايريونغ:هههه أعلم...أنت لطيف جدا اليوم...أعلم أنك لطيف بالعادة ولكن لطفك هذا اليوم مبالغ فيه
-بومغيو:كيف لا وقد انتظرت خمس سنوات لرؤيتك
-تشايريونغ:ههههه وتتفوه بكلام غريب أيضا...هل تريد أن نتقابل اليوم ونتناول المثلجات معا؟

فجأة انتفض قلبه عند كلمة مثلجات...إنه طعام بين المفضل
-بومغيو(بتوتر) :لماذا المثلجات بالضبط؟! ألا يمكننا تناول شيء آخر؟
-تشايريونغ:كما تريد...المهم أنني أردت أخبارك وجها لوجه...ورؤيتك أيضا

ابتسمت بخجل ووقفت على أطراف أصابعها وقبلته على خده
-تشايريونغ:وأيضا...أخبرتك أن الشعر القصير ملائم عليك أكثر...لم يعجبني شعرك الطويل...افعل شيئا بشأنه

ومجددا انتفض قلبه بقوة وتذكر بين
-بومغيو(بتوتر) :ح ح ح حسنا

ودعا بعضهما ثم خرجت هي أولا لكي لا تثير الشبهات ثم لحق بها وحده...وعندما خرج رأى ريوجين تخرج من الصف وتغادر بعد أن انتهت الخيانة ومر كل شيء على خير
-بومغيو:ترى هل ستعود الأمور لطبيعتها؟! تشايريونغ لن تنتحر أليس كذلك؟

وقف مكانه ينظر من حوله وفجأة أصبح يشعر بصداع غريب وتشويش في الرؤية حتى فقد وعيه وسقط أرضا

فتح عينيه مجددا وصرخ بصوت عالٍ فوجد نفسه في سريره...نظر من حوله فأدرك أنها غرفة غريبة...هذه ليست غرفته نفسها من منزله...بل هي أشبه بغرفته في منزل عائلته حين كان يعيش معهم في أيام الثانوية

نهض بسرعة وخرج من الغرفة فوجد والدته تعد العشاء في المطبخ
-سيدة تشوي:بني...جيد أنك استيقظت...هلَّا ذهبت واشتريت لي بعض الباذنجان من السوق؟
-بومغيو(بصدمة) :ما الذي أفعله هنا؟ أليس من المفروض أنني في منزلي الآن؟
-سيدة تشوي:أخبرتك أكثر من مرة أن لا تنام بعد العصر وإلا ستصحو كمتعاطي الكحول...هيا أسرع واشتري لي الباذنجان

دخل جوان الغرفة وهو يركض
-جوان:أنا سأشتري لك...لكن بالمقابل أعطني دولارا
-سيدة تشوي:تبا...حسنا لا بأس

كان بومغيو مصدوما بما يكفي لذا ذهب لغرفته وصار ينظر من حوله...فتح خزانة ملابسه فوجد أن ألوانها متنوعة وليست كالتي كان يرتديها سابقا بحيث كانت سوداء فقط

على رف الكتب عثر على مسجل صوت ويبدو أن عليه مقطعا صوتيا تم تسجيله للتو...حينها قام بعرضه والاستماع إليه وتفاجأ أن به رسالة بصوت بين

"مرحبا بومغيو...آسفة لأنني أزعجك مجددا...أردت فقط أن أخبرك شيئا نسيت أمره...إن عدت للماضي وأنقذت تشايريونغ فهذا يعني أن تسلسل الأحداث سيتغير...أنا الآن لم أظهر في حياتك أبدا وتشايريونغ لم تمت أبدا وأنت لم تترك منزل والديك أبدا...ستتغير الكثير من الأشياء الأخرى ولكن من يهتم...احظى بيوم جيد رجاءً واعتني بنفسك...الآن بالنسبة لك أنا لا شيء...مجرد نسمة هواء داعبت وجهك ومرت بسرعة...تمنيت أن أمحو ذاكرتك أيضا لتنسى أمري لكنني لا أستطيع للأسف...الوداع"

انتهى من الاستماع للمقطع الصوتي وقلبه يتمزق من الألم...لكنه انتفض من الخوف حين رن هاتفه معلنا عن رسالة جديدة من تشايريونغ تخبره فيها أنها تنتظره في الحديقة ليذهبا لشرب القهوة معا

فرك عينيه بعدم تصديق وصار يبتسم نوعا ما ومن هناك ركض فورا لمقابلة تشايريونغ

حين وصل وجدها تقف وتنظر بعيدا وحين رأته ابتسمت له...كانت حقا في غاية الجمال والنضوج...لقد تغيرت كثيرا عما كانت عليه في الثانوية...لقد اهتمت بمظهرها وملابسها أكثر بل وربما صار الكثير من الشباب يريدونها الآن

ركض نحوها وعانقها بحرارة وقبلها على جبهتها عدة مرات...رؤيته لها الآن كالحلم حقا...لم يستطع تركها أبدا من كثرة اشتياقه لها وسعادته برجوعها
-تشايريونغ:هههه بومغيو...يكفي...هل افتقدتني لتلك الدرجة؟
-بومغيو:أكون كاذبا لو قلت لا...أشعر أنني لم أراكِ منذ خمس سنوات
-تشايريونغ:ههه هذا مبالغ فيه...لنذهب...أريد شرب قهوة مركزة

ذهبا للمقهى وطلبا قهوتهما المفضلة...وبينما ينظر لها كان يبتسم طوال الوقت ويراقبها وهو غير مصدق لما يجري
-تشايريونغ:لقد كان اليوم صعبا علي...والدتي مريضة وقد نقلناها للمستشفى
-بومغيو:كيف حالها الآن؟
-تشايريونغ:بخير...لكنها منهكة من العمل...أود حقا مساعدتها في مصاريف المنزل لكنها لا تسمح لي
-بومغيو:أتريدين أن أساعدها أنا؟
-تشايريونغ:لا أبدا...شكرا لك

وبينما تشرب قهوتها وردها اتصال
-تشايريونغ:سأذهب الآن فأنا مشغولة...اهتم بنفسك عزيزي...سنلتقي حين أتفرغ
-بومغيو:لا بأس...رافقتك السلامة

عانقته ثم غادرت مسرعة فبقي قليلا ينظر للمكان من حوله
-بومغيو:المكان لم يتغير أبدا...بل لا شيء تغير في المدينة...لكنني أشعر أنني كنت غائبا لسنوات

خرج ليتجول قليلا في الحديقة فوجد ساقيه تأخذانه لمنزله القديم دون وعي منه...وبالفعل وقف على بعد خطوات منه ونظر له فرأى فتاة تخرج منه ذاهبة لعملها
-بومغيو:بسبب تغير تسلسل الأحداث هذه الفتاة اشترت المنزل...هذا مؤسف...كنت أشعر بالراحة داخله

رغم فضوله الشديد لكنه تجاهل الماضي وعاد للمنزل وهناك شعر بعدم الألفة تماما...كان جوان يرفع صوت التلفاز ويغني مع الأغنية الكرتونية التي يعرضها...ووالدته تصرخ عليه من بعيد ليخفض الصوت...ومن حين لآخر تنادي على بومغيو ليجلسا ويتحدثا لأنها تشعر بالملل...لكن بومغيو في كل مرة يرفض...كان فقط ينام في سريره ويضع الوسادة على رأسه لكي لا يسمع أصواتهم لكن بدون جدوى فالفوضى التي يصدرونها مزعجة وعالية جدا
-بومغيو(بانزعاج) :تبا...علي أن أنتقل بأسرع وقت...لا يمكنني العيش معهم هكذا



عدل سابقا من قبل بثينة علي في الإثنين مارس 13, 2023 7:41 pm عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة لَعْنَة العَنْقَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة لَعْنَة العَنْقَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة لَعْنَة العَنْقَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الجمعة ديسمبر 02, 2022 12:42 pm

رواية لعنة العنقاء : الفصل الواحد والعشرون



حل الظلام وارتاح بومغيو أخيرا من الفوضى التي يصدرها أهله لذا استلقى في سريره...لكن فجأة وردته مكالمة من عند تشايريونغ لذا رد على الفور
-تشايريونغ:أردت سماع صوتك قبل أن أنام
-بومغيو:لا بأس
-تشايريونغ:أخبرني هل تناولت عشاءك؟
-بومغيو:لا...لا أشعر أنني جائع
-تشايريونغ:هل تعاني من وقت صعب؟ أخبرني
-بومغيو:لا
-تشايريونغ:أوووه هيا لا تخفي عني...أنا حبيبتك...وظيفتي أن أستمع لمشاكلك وأساعدك في حلها...أخبرني هيا
-بومغيو(بحزن) :في الحقيقة...أقصد لا شيء مهم...هل لديك خطط لنهاية الأسبوع لنخرج معا؟
-تشايريونغ:أوه أجل...أود الذهاب لمزرعة الأرانب
-بومغيو:مزرعة أرانب؟!
-تشايريونغ:أجل...المكان ليس ببعيد...أحب الأرانب كثيرا...وأنت أيضا ستحب تلك الحيوانات اللطيفة...لا تخبرني أنك تخاف منها مثلما تخاف من القطط
-بومغيو:لا أبدا...كل شيء على ما يرام
-تشايريونغ:أراك هناك إذًا

حلت عطلة نهاية الأسبوع وذهب الاثنان لمزرعة الأرانب...كان هناك العشرات منها تتجول في كل مكان وبمختلف الأحجام ولكن هناك سياج يمنع الجميع من المرور إليها

انهمكت تشايريونغ بالنظر للأرانب وتصويرها وإطعامها بينما كان بومغيو ينظر لها بشرود ويفكر في شيء ما
-تشايريونغ:بومغيو...انظر هذه تشبهك

انتفض من الفزع ونظر نحوها
-تشايريونغ:قلت أن هذه تشبهك هههه
-بومغيو:أوه حقا؟! حسنا
-تشايريونغ:يبدو أنك لا تحب الأرانب كثيرا...لنذهب لمكان آخر

سارا في المزرعة يتمشيان حتى وصلا للتلة وصعدا فوقها وكان هناك شجرة ضخمة والمنظر من هناك جميل...وقفا ينظران للشمس فتمسكت تشايريونغ بذراعه ووضعت رأسها على كتفه
-تشايريونغ(بابتسامة) :عزيزي بومغيو...هل فكرت يوما بأننا قد نتزوج ونصبح عائلة؟
-بومغيو:نتزوج؟! عائلة؟!
-تشايريونغ(بتجهم) :لا تقل أنك لا تريد الزواج بي
-بومغيو:لم أقل ذلك...لكن فاجأني كلامك...أقصد أننا صغار على ذلك
-تشايريونغ:نحن بالفعل نتواعد منذ خمس سنوات وكبرنا معا...بالتفكير بالأمر أظن أننا سنقضي وقتا طويلا معا قبل أن نتزوج...هذا محبط

حين فكر في كلامها اكتشف أنها تلمح له كي يتقدم للزواج منها...لكنه حتى لا يريد الزواج الآن فمازال لم يكمل تعليمه الجامعي ولا يملك لا وظيفة ولا منزل...فكيف سيتولى أمر أسرة وأطفال؟!
-بومغيو:حاليا لا أعلم...لكن من يدري...ربما يتغير رأيي
-تشايريونغ:ههههه حسنا حسنا خذ وقتك

كانت الرياح دافئة وجميلة وهي تهب عليهما...تذكر بومغيو هذا المنظر وشعر بصفير الهواء في أذنيه وهذا جعله يشعر بالحنين للأيام التي كان فيها مع بين...فجأة وجد نفسه ينظر للسحاب ويبحث عن شيء ما...ربما شخص يراقبه من الأعلى أو إمبراطورية فوق السحاب

انتبهت له تشايريونغ فصارت تنظر معه
-تشايريونغ:أتبحث عن شيء ما؟
-بومغيو:أوه...لا...لا شيء

اختلفت الأمور كثيرا بالنسبة لبومغيو فهو الآن يشعر بالغرابة...الحياة التي يعيشها الآن مختلفة كليا عن التي كان يعيشها في السابق دون تشايريونغ...لقد كانت حياته هادئة أما الآن هي صاخبة ومختلفة...كما لو أنه عالم آخر بعيد عن الذي كان يعيش فيه

بينما يتصفح ألبوم الصور ليكتشف ما التغيرات التي طرأت على حياته أيضا لاحظ صورة له في حفل زفاف ابن عمه هيونجين...كان في الصورة هو ووالدته وأخوه جوان والعروسان فقط...والمكان الذي كانت تقف فيه بين فارغ تماما...كما لو أنها لم تكن موجودة يوما...أصابه هذا بالذهول فأخذ الصورة وركض عند والدته
-بومغيو:أمي...هذه الصورة...متى كانت؟
-سيدة تشوي:قبل أسبوعين...في زفاف ابن عمك
-بومغيو:لكن أين بين؟
-سيدة تشوي:من بين؟
-جوان:أعتقد أنه يقصد الشخصية الكرتونية بين تان
-بومغيو:بين...كانت هنا معنا في الزفاف وقد التقطت الصورة معنا أيضا
-سيدة تشوي:لكن لم أسمع من قبل بفتاة بهذا الاسم...وكما ترى لا وجود لها في الصورة
-بومغيو:مستحيل...لقد أتيتِ لمنزلي ذات يوم وقابلتها وتعرفينها جيدا
-سيدة تشوي:أي منزل تقصد بالضبط؟!
-بومغيو:أمي رجاءً تذكري...بين كانت هناك
-سيدة تشوي:حقا لا أتذكر
-بومغيو:جوان...بين صديقتك التي تلعب معك وتخربان منزلي...ألا تتذكر؟
-جوان:ها؟!
-بومغيو:لِمَ لا يصدقني أحد؟ بين كانت هناك

رمى الصورة أرضا ودخل غرفته مستاءً يحاول الترويح عن نفسه...كان موضوع اختفاء بين يؤرقه للغاية...فجأة تذكر سوار الخيط لذا فحص معصمه ولكن لم يعثر عليه...حاول البحث في خزانته وأغراضه فلم يعثر على شيء...كل ما يخص بين اختفى...الحقيبة التي اشتراها لها والقصص وملابسها

وجد آلة التصوير ففتحها بسرعة وحاول البحث عن صورها مع الفراشات لكن لم يجدها...لقد اختفت كليا
-بومغيو(بقلق) :اختفت...كل شيء يخصها اختفى...كما لو أنها لم تكن موجودة أصلا

نظر لمسجل الصوت خاصته الموضوع جانبا ثم وجد نفسه يأخذه دون وعي ويشغله على الرسالة الصوتية التي تركتها له...صار يستمع لها مرارا وتكرارا ويغمض عينيه
-بومغيو:لولا هذه الرسالة الصوتية لظننت أن كل ما عشته مع بين كان مجرد حلم واستيقظت منه

وردته رسالة من تشايريونغ على هاتفه وعندما فتحها وجد صورة لها من داخل متجر الملابس ترتدي فستان سهرة وتسأله عن رأيه به لتشتريه...حينها تذكر أن ما يفعله خاطئ...عليه عدم البحث عن بين مجددا لأنه هكذا يعتبر خائنا لتشايريونغ...وفي حال اكتشفت أمره ستنتحر مرة أخرى ولن يسامح نفسه أبدا

وضع المسجل جانبا ثم خرج لمقابلة صديقه هيونين كاي ليتناولا العشاء معا
-كاي:منذ زمن لم نلتقي...حبيبتك حقا تأخذك منا...عندما تتزوجان لن يتبقى لنا أي وقت
-بومغيو(ببرود) :ليس وقتا للكلام عن الزواج
-كاي:حسنا...لكن حاول مقابلتي من حين للآخر فأنا صديقك أيضا
-بومغيو:اسمع...كيف حال باهي؟
-كاي:بخير
-بومغيو:هل مازالت طبيبة بارعة كالسابق؟
-كاي:طبيبة بارعة؟ هل جربت العلاج عندها؟
-بومغيو(بتوتر) :لا...ليس تماما...سمعت الكثير عنها من أصدقائي
-كاي:ههههه كشفتك...لا تقل أنك تعالج عندها...سأسألها بنفسي ههههه
-بومغيو(بتوتر) :حسنا...ستجيبك بلا

ضربه بهدوء على كتفه وهو يضحك ثم فجأة تحولت ضحكته لحزن
-بومغيو(بحزن) :هل تتذكر بين؟
-كاي:من هي؟ هل درست معنا؟
-بومغيو(بحزن) :لا...بين كانت صديقتي...أتتذكر؟
-كاي:هل تعلم حبيبتك أنك تصادق الفتيات؟
-بومغيو(بحزن) :لا تعلم...لأنها مجرد صديقة قديمة اختفت من حياتي الآن
-كاي:هذا أفضل...لا يجب أن تصادق أي فتاة فحبيبتك غيورة...أتتذكر المشكلة التي حصلت قبل أشهر حين اتصل بك رقم فتاة غريب؟
-بومغيو:أحقا حصل شيء كهذا؟
-كاي:أجل...لقد غضبت تشايريونغ وبكت كثيرا
-بومغيو:لا أتذكر

حاول تذكر أي شيء لكن بدون فائدة...ذاكرته ممسوحة كليا خلال هذه الخمس سنوات...كما لو أنه لم يعشها من الأساس...بالنسبة له كل ما يتذكره هو بالأمس حين ودع بين وسافر عبر الزمن وفجأة وجد نفسه في الحاضر دون أي ذكريات عن السنوات الخمس المنصرمة

من هناك توجه مباشرة لمنزل ليا...وقبل أن يصل إليه اتصل بتشايريونغ
-تشايريونغ:عزيزي...ما رأيك بالفستان الذي أرسلته لك؟ سأرتديه في حفل التخرج
-بومغيو:لا وقت...أخبريني...ما نسبة قرابتي بليا؟
-تشايريونغ(بانزعاج) :تقصد ليا صديقتي المقربة؟ ما بالك تسأل عنها؟ هل هناك ما لا أعرفه؟
-بومغيو:فقط أود أن أعرف...هل أنا وهي مقربان بدرجة ما؟
-تشايريونغ(بانزعاج) :أبدا...أنتما حتى لا تتحدثان وهي تقول أنها لا تطيقك دون أي سبب لذا لا تحاول التقرب منها
-بومغيو:ما بالك أيتها الغيورة؟! قلت لك لا أريد التقرب منها...فقط أريد معرفة إن كنت تحدثت معها طوال هذه المدة
-تشايريونغ(بانزعاج) :هي جميلة جدا وأجمل مني أليس كذلك؟ لهذا أنت بدأت تنجذب إليها؟

تغيرت نبرة صوتها فأدرك أنها ستبكي
-بومغيو:توقفي هيا...سآتي لمنزلك الآن وأقوم بقتلك

ثم أغلق الخط وتوجه نحو منزلها فأدخلته والدتها وعندما أتى أحضر معه باقة ورود لها ورغم سعادتها بها لكنها ما تزال مستاءة للغاية
-تشايريونغ(بانزعاج) :أحقا تراني جميلة ومناسبة لك؟
-بومغيو:تشه...مرت خمس سنوات ومازلتِ تشايريونغ ضعيفة الشخصية التي تنتقص من قيمة نفسها
-تشايريونغ:أنا فقط أعتقد أنك وسيم جدا...ولطالما رأيت في الأفلام أن الشاب الوسيم يحب أن يكون مع فتاة خارقة الجمال...لذا...أنا خائفة من أن تتركني وتذهب مع فتاة أخرى جميلة جدا وفاتنة
-بومغيو:نظرتك للأمور جدا سطحية
-تشايريونغ:إنه الواقع
-بومغيو:أو ما تظنينه أنتِ واقع
-تشايريونغ:كفى...أنا حقا قلقة
-بومغيو:أقول لك لا تقلقي...لست مستعدا لأتركك مجددا بعدما عانيت الكثير بسببك وانتظرت كل هذه المدة
-تشايريونغ:عن أي معاناة تتحدث؟

عانقها بسرعة فشعرت بالخجل ودفنت وجهها في ملابسه
-بومغيو:صدقيني لا أستطيع تركك...ليس بعد الآن...ستنتهي قصة حبنا فقط لو تركتني أنتِ

ابتسمت وعانقته بقوة رغم أن أهلها في المنزل وقد يدخلون ويرونها ولكنها فضلت أن تبقى معانقة إياه هكذا لأطول فترة ممكنة

بعد أن قام بإرضائها أخيرا خرج من منزلها...وبالصدفة أثناء الطريق قابل ليا وكانت تسير غير مكترثة لأمره فالعلاقة بينهما الآن غير موجودة لأن تسلسل الأحداث تغير وهما لم يتقربا من بعضهما أبدا

في صباح اليوم الموالي وبمجرد أن فتح عينيه سمع صوت والده من الصالة يصرخ على التلفاز فقد تم عرض مباراة كرة قدم والحماس بلغ أشده...كان يصرخ على اللاعبين الذين كان آداؤهم ضعيفا ويتحمس كثيرا حين يقتربون من المرمى...هذا أغضب بومغيو كثيرا فهو يكره الفوضى لذا جعله ينهض ويتوجه للحمام ليغسل وجهه...وهناك وجد فرشاة أسنانه مبللة وعليها بقايا معجون وهذا يعني أن أحدا ما استخدمها منذ قليل
-بومغيو(بغضب) :جواااااااااان...قلت لك أن لا تلمس أغراضي مجددا

ركض للبحث عن جوان في أنحاء المنزل فوجده في المطبخ مختبئا تحت الطاولة
-بومغيو(بغضب) :أمسكتك أيها المزعج

هرب جوان وصار يركض ويختبئ خلف والدته ولم يتوقف بومغيو عن مطاردته حتى أمسكه وشده من أذنه
-بومغيو(بغضب) :للمرة المليار لا تلمس أغراضي

ثم رمى الفرشاة في سلة القمامة وذهب للصيدلية ليشتري واحدة جديدة...أثناء سيره كان يخطو خطوات هادئة ويستمتع بالجو الهادئ في الشارع...الناس الآن في بيوتهم لذا فهو وقت مناسب بالنسبة له كونه يكره الاكتظاظ والفوضى

بينما يتمشى رأى بائعا متجولا يبيع السمك بعربته فاشتهى أن يأكل السمك لذا اشترى منه وعاد متمشيا نحو المنزل

لكن فجأة رأى قطة سوداء تمر بجانبه وتختبئ خلف الشجرة وتموء عليه كما لو أنها تطلب السمك
-بومغيو(بتوتر) :بين؟!

تذكر أن لعنة بين قد تم فكها لذا هي لم تعد قطة بعد الآن...مؤخرا أصبح يربط كل شيء بها من شدة شعوره بالاشتياق لها

صار يقترب من القطة شيئا فشيئا حتى بقيت خطوة بينهما ثم انحنى لها وقدم لها سمكة...وكم كانت سعيدة بها وأكلتها بشراهة

بينما ينظر لها صار يبتسم حتى أنه قام بوضع يده على فرائها ليفركه لها فأحست بالسعادة وصارت تخرخر

أخيرا أدرك ما يفعله لذا فتح عينيه وقفز خطوة للوراء وهو يحدق بيده
-بومغيو(بتوتر) :لقد لمست قطة لأول مرة في حياتي

ثم نظر للقطة مجددا
-بومغيو:لم تقم بأذيتي! ولم يحصل أي شيء! القطط غير مؤذية!

كلما حدق بالقطة شعر أنها كائن لطيف فقد كانت تنظر له وتخرخر بطريقة لطيفة
-بومغيو(بابتسامة) :أشعر أنني أرى بين القطة الصغيرة اللطيفة

ثم لطم وجهه بيديه
-بومغيو:لا يجب أن أخون حبيبتي...لا لا لا لا...لا مزيد من التفكير في بين بعد الآن...علي نسيان أمرها...تشايريونغ أهم...لا يجب أن أجعلها تنتحر مرة أخرى

ثم ركض نحو المنزل وهو متوتر حتى دخل غرفته...وهناك انصدم حين شعر برائحة أحد في الغرفة وكان هناك آثار حذاء على الأرض
-بومغيو(بغضب) :هذه أقدام جوان...سأقتله لو وجدت غرضا من أغراضي تم لمسه

قام بتفتيش أغراضه حتى وصل لمسجل الصوت...وللأسف شغله فانصدم أنه ما من أي تسجيلات فيه...هذا جعله يتوتر ويحاول البحث مرارا وتكرارا لكن هيهات...التسجيل الذي تركته بين اختفى
-بومغيو(بغضب) :جوااااااان

حين سمع جوان اسمه شعر بالخوف واختبأ خلف والدته ولكنه رغم ذلك سحبه من عندها وصفعه صفعة قوية جعلته يبكي
-بومغيو(بغضب) :كيف تلمس مسجل الصوت؟ هل هو كل ما خطر على بالك بين مليار شيء في الغرفة؟ لقد حذفت لي شيئا مهما
-سيدة تشوي:لم يكن يقصد...ما بالك تعامل أخاك الصغير هكذا؟!
-بومغيو(بغضب) :هذا الصباح لم يقصد تخريب فرشاة أسناني وبالأمس لم يقصد تمزيق حذائي وقبله لم يقصد سكب المبيض عل  قميصي المفضل...إلى متى سأتحمل هذا؟ أنا أكره هذا المنزل وأكرهكم جميعا...حياتي كانت هادئة بدونكم فما الذي جعلني أرضى بالبقاء معكم هنا تحت سقف واحد؟

رمى المسجل أرضا فكسره ثم خرج من هناك غاضبا وجلس في الحديقة...كان غاضبا للغاية لأنه خسر الذكرى الوحيدة المتبقية من بين والآن حتى لو حاول تذكر صوتها سينساه مع مرور الوقت
-بومغيو(بحزن) :أحتاج العودة لمنزلي القديم...على الأقل لدي فيه الكثير من الذكريات معها...لا أستطيع المواصلة دون شيء يذكرني بها

توجه من هناك مباشرة للحي الذي كان يسكن فيه وانتظر صاحبة المنزل حتى عادت
-بومغيو:معذرة...هذا منزلك صحيح؟
-الفتاة:أجل
-بومغيو:هل تودين الانتقال منه؟
-الفتاة:لا
-بومغيو:لماذا؟
-الفتاة:لأنه يعجبني
-بومغيو:صدقيني ليس بتلك الروعة...هذا البيت فيه الكثير من العيوب وعليك تركه قريبا
-الفتاة:شكرا لكن أنا أعيش هنا منذ سنوات ولا أرى أي عيوب
-بومغيو:ماذا لو عثرت لك على منزل أفضل؟ هل ستبيعينني إياه؟
-الفتاة:أشكرك لكنني مرتاحة هنا
-بومغيو:أتريدين تأجيره أو الحصول على رفيق سكن؟
-الفتاة:لا
-بومغيو:رجاءً فكري بالأمر
-الفتاة:لا...دعني وشأني
-بومغيو:حسنا...أن كنتِ لا تريدين بيعه أو تأجيره فما رأيك أن تسمحي لي بالدخول ورؤيته لدقيقة؟
-الفتاة(بحدة) :أن لم تتوقف عما تفعله فسأتصل بالشرطة
-بومغيو(بتوتر) :آسف على إلحاحي آسف

انحنى لها عدة مرات ثم سار بعيدا وهو محبط...كان ذلك الحي مليئا بالذكريات بالنسبة له لذا صار يتذكر الكثير من الأمور...هناك على الشجرة كانت بين تغني...وهناك تناولوا العشاء الجماعي...وهناك كانت تجلس مع العم إيل يلعبان الشطرنج

فجأة توقف وصار يلتف حول نفسه بشرود إلى أن مرت بجانبه فتاة فشعر أنها مألوفة
-بومغيو:مهلا...أنتِ صديقة بين!
-الفتاة:عفوا! أنا؟
-بومغيو:أنتِ من أخذتها معك لعيد ميلادك ذلك اليوم...ألا تذكرين؟
-الفتاة:أذكر ماذا؟!

تركها بخيبة أمل وركض كالمجنون حتى رأى امرأة أخرى
-بومغيو:أنتِ هي من ساعدتكِ بين لتقومي بطلي السياج...ألا تذكرينها؟
-المرأة:من هي بين؟!

تركها أيضا وركض ينظر في وجوه الناس حتى رأى الطفل الذي يوزع الحليب
-بومغيو:أنت...نعم أنت...لقد أعطيت بين العصير عندما أصلحت دراجتك...مستحيل أنك لا تذكر
-الطفل:دراجتي لم تتعطل أبدا
-بومغيو:مستحيل...لقد تعطلت وبين أصلحتها
-الطفل:ومن هي هذه؟!
-بومغيو(بانزعاج) :تبا

نظر من حوله مجددا فرأى العم إيل أمام منزله فركض نحوه وأمسكه من كتفيه
-بومغيو(بقلق) :عم إيل...أرجوك قل لي أن بين ما تزال تأتي لتلعب معك الشطرنج...هي الوحيدة التي تهتم لأمرك أتذكر؟ لقد كانت تطبخ لك الملوخية وتساعدك في الكثير من الأمور...رجاءً أخبرني بشيء يسعدني ولو لمرة

نظر له العم إيل باستغراب
-عم إيل:من أنت؟!
-بومغيو(بسعادة) :لأول مرة هناك شخص لا يسألني من بين...أنت تعرفها صحيح؟
-عم إيل:من؟! من هي بين؟!
-بومغيو(بصراخ) :آاااااخ لا...هذا جنون...من المستحيل أن تكون اختفت بهذه الطريقة

حاول أن يسأل الناس المارين بالجوار جميعا لكن كلهم كانوا يجيبونه بنفس الإجابة بأنهم لا يعرفون بين...هذا جعله يفقد صوابه ويرمي نفسه على العشب بينما يحدق بالسحاب
-بومغيو(بحزن) :بين...أظن أنني تائه قليلا بدونك



عدل سابقا من قبل بثينة علي في الإثنين مارس 13, 2023 7:58 pm عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة لَعْنَة العَنْقَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة لَعْنَة العَنْقَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة لَعْنَة العَنْقَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الإثنين ديسمبر 12, 2022 4:10 pm

رواية لعنة العنقاء : الفصل الثاني والعشرون



في نهاية اليوم وبعد حلول الظلام عاد بومغيو للمنزل وعندما دخل لم يكلم أي أحد من أفراد عائلته وتوجه مباشرة نحو غرفته وصار يجمع أغراضه المهمة في الحقيبة...لحقت به والدته وأدركت أنه سيغادر فحزنت
-سيدة تشوي:بومغيو...إلى أين ستذهب؟
-بومغيو:لا أعلم...ربما لمكان أشعر فيه بالألفة والراحة
-سيدة تشوي:هل قمت بتأجير منزل؟
-بومغيو:ليس بعد...سأبحث عن واحد الآن أو أنام عند أحد أصدقائي
-سيدة تشوي:هل أغضبك أن جوان قام بحذف الأغاني التي كنت تسجلها؟
-بومغيو(بحدة) :أجل أنا غاضب للغاية بل أكاد أنفجر...كيف بإمكانه حذف شيء مهم كهذا؟ هل تعلمين أنني ضائع الآن بسببه...أنا حقا...

ثم صمت وأكمل جمع أغراضه صامتا
-سيدة تشوي:مهما كان ما تمر به فأنا دائما هنا...أخبرني به وسأساعدك...أم تريدني أن أسأل تشايريونغ؟
-بومغيو(بحدة) :لا تسأليها ولا تحاولي حتى فتح الموضوع معي مجددا...الجميع يعرف أنني لا أحب أن يلمس أحد أغراضي ورغم ذلك في كل مرة تتفاجؤون عندما أغضب
-سيدة تشوي:أشعر أن المشكلة أكبر بكثير من مجرد لمس أغراضك
-بومغيو(بحدة) :أجل...المشكلة أنني لم أعد أطيق أي أحد ولا حتى نفسي...ارتحتِ الآن بعد أن عرفتِ؟

حمل حقيبته وخرج من هناك يجرها خلفه عبر الطريق وهو مكسور الخاطر...حاله تماما كمن فقد مأواه للأبد...لا يعرف إلى أين يذهب ولن يشعر بالراحة إلا أذا حصل على مأوى جديد

كان جالسا على جانب الطريق حين ورده اتصال من تشايريونغ فرد عليها ببرود
-بومغيو:نعم؟
-تشايريونغ(بسعادة) :احزر ماذا...أهلي لن يكونوا موجودين في المنزل الليلة...ما رأيك أن تأتي لنشاهد فيلما رومنسيا معا؟

رمش بومغيو بعينيه ثم نظر لحقيبته
-بومغيو:سيغضبون لو عرفوا بالأمر
-تشايريونغ:ومن سيخبرهم؟ ثم لقد سافروا لقضاء الإجازة في بوسان لذا فهم مستمتعون بالفعل ولن يفكروا في أمرنا
-بومغيو:بالصدفة اليوم لقد حزمت حقائبي وغادرت منزلي ولا أعرف أين أبيت
-تشايريونغ:فلتبت عندي طوال هذا الأسبوع إذًا
-بومغيو:لا لا لا...دعيني أنام عندك الليلة وغدا سأبحث عن منزل للإيجار

ذهب نحو منزلها فاستقبلته معانقة إياه لكن تصرفه معها كان باردا للغاية
-بومغيو:أنا متعب...أين أنام؟
-تشايريونغ:ماذا؟! لكن الوقت مبكر
-بومغيو:أنا مريض
-تشايريونغ:أوووه هيا...لا تكن مملا...لنذهب ونشاهد فيلما معا
-بومغيو:تشاجرت مع أهلي ورأسي يؤلمني لذا لا تزيدي الطين بلة

قطبت حاجبيها بانزعاج ثم أحضرت له وسادة وغطاء لينام على الأريكة...ومن هناك مباشرة تمدد في مكانه واستدار معطيا إياها ظهره
-تشايريونغ(بانزعاج) :نحن حتى لم نحصل على بعض الأحضان والوقت الممتع
-بومغيو:في الصباح
-تشايريونغ:أوه هيا...انهض

حاولت دغدغته لإضحاكه فصار يتخبط ويحاول إمساكها...فجأة سحبها ليوقفها فسقطت عليه وتلاقت أعينهما حينها أغمضت عينيها ومدت شفتيها نحوه
-تشايريونغ:بسرعة لا أحد يرانا

دفعها بعيدا ثم غطى نفسه كليا بالغطاء وحاول النوم
-تشايريونغ(بانزعاج) :لا تعاملني على أنني السبب في مشاكلك...لقد كنت فقط أحاول مساعدتك...تصبح على خير

أطفأت النور ثم توجهت لغرفتها وأغلقت الباب بالمفتاح...حينها أخرج بومغيو رأسه من الغطاء وحدق بالسقف وهو حزين
-بومغيو(يفكر) :إن واصلت هكذا فسأؤذي مشاعرها...لكن لا حل آخر لدي...أشعر أنني أظلمها معي...قلبي متعلق بفتاة أخرى الآن

في الصباح استيقظ فوجد تشايريونغ تعد الفطور في المطبخ فذهب إليها
-بومغيو:صباح الخير
-تشايريونغ(ببرود) :صباح الخير

عرف أنها غاضبة لذا توجه نحوها وعانقها من الخلف وقبلها على خدها
-بومغيو:أعتقد أن الصداع اختفى وأعتقد أن مزاجي تحسن...الفضل يعود لإحداهن ودغدغتها لي بالأمس
-تشايريونغ(بابتسامة) :في النهاية يبدو أنني ذات منفعة
-بومغيو:جدا ههههه

جلسا ليتناولا الفطور معا وهما مبتسمان
-تشايريونغ:بالمناسبة...شعرك أصبح طويلا على نحو فوضوي...ثم ألم أخبرك أن التسريحة القديمة من أيام الثانوية تناسبك أكثر؟ قم بقصه فحسب
-بومغيو:لكن الطويل يعجبني
-تشايريونغ(بانزعاج) :وأنا لا يعجبني
-بومغيو:هل طلبت منك قص شعرك لأجلي من قبل؟
-تشايريونغ:لا لكن لو أردت ذلك سأقصه على الفور
-بومغيو:أظن أنه أمر لا يخصني...هو شعرك في النهاية
-تشايريونغ:لكن رأي شريكي مهم أليس كذلك؟
-بومغيو:لا أفهم لماذا أنتِ مصرة على جعلي أقص شعري
-تشايريونغ(بانزعاج) :أيعقل أنك تهتم لشعرك أكثر مني؟ أحقا أنت بومغيو الذي كان يحبني؟ لماذا تغيرت فجأة وأصبحت أبسط رغباتي لا تهمك؟

نظرت نحوه وقد بدا الاستياء في عينيها وهذا حيره كثيرا...خرج من هناك يجر حقيبته خلفه ويبحث عن مأوى وعلى الطريق رأى صالونا للحلاقة
-بومغيو:أيجب أن أفعلها فقط لأجلها؟

دخل الصالون ثم جلس على الكرسي
-الموظفة:تفضل...ماذا تريد سيدي؟
-بومغيو:أريد قص شعري ليصبح قصيرا جدا

حملت المقص والمشط حتى تبدأ عملها وما كادت تضعه على شعره حتى تذكر بين...كانت تخبره أن شعره الطويل جميل جدا...وفي نفس الوقت تذكر تشايريونغ التي تخبره بأن يقصه...الآن عليه الاختيار بين الاثنتين

قصت الموظفة أول خصله فنهض من على الكرسي وصرخ
-بومغيو:مهلا...غيرت رأيي...أود تهذيبه فقط

قامت بتهذيب شعره والتقصير منه قليلا فقط حتى لا يبقى شكله فوضويا كالسابق ومتدليا على عينيه...والآن أصبح شكله أفضل بكثير

في النهاية عاد للمنزل ففرحت أمه كثيرا بعودته وعانقته
-سيدة تشوي:سعيدة برؤيتك...لا تغادر مجددا رجاءً
-بومغيو:الأمر ليس بيدي...لقد اكتشفت أنه لا مأوى لي...ليس لدي مكان أذهب إليه...حتى لو جاهدت بقوة لأحصل على مأوى جديد فسأفشل
-سيدة تشوي:ههههه مهما كنا عائلة مزعجة ففي النهاية لا أحد سيفتح لك ذراعيه غيرنا...نحن فقط سنحبك ونرعاك
-بومغيو:ربما أنتِ محقة

انقضت عطلة الصيف بسرعة بالنسبة للجميع إلا بومغيو فقد كان فيها يمر بوقت عصيب بدون بين وهذا ما جعله يشعر بمرور اليوم كأنه شهر

ومع انقضاء الصيف عاد الطلبة للجامعات وعادت المحاضرات والواجبات والدراسة المتعبة...وبالطبع كانت معاناة بالنسبة له أن يركز على تخصصه وسط الظروف الصعبة التي يعيشها

ذات يوم كان مع تشايريونغ متوجهان نحو الحديقة وبينما يسيران كانت الأخرى متحمسة جدا
-تشايريونغ:سمعت أن هناك عرض ألعاب نارية سيقام الليلة...يجب أن نبقى ونشاهده
-بومغيو:ما يزال الوقت مبكرا جدا على ذلك...سننتظر طويلا
-تشايريونغ:لكنه يستحق
-بومغيو:حسنا سنرى

بينما يسيران التقيا بشاب فنظر نحوهما
-تشايريونغ:أوه سيينغري...أهلا بك
-سيينغري:مرحبا تشايريونغ
-تشايريونغ:أعرفك ببومغيو...إنه حبيبي...وهذا سيينغري زميلي من الجامعة...تعرفت عليه منذ فترة قصيرة وأصبحنا أصدقاء
-بومغيو:تشرفنا
-سيينغري:أعتقد أنني سمعت تشايريونغ تتحدث عنك مع صديقاتها
-بومغيو:ههه هل كانت تتحدث بالخير أم السوء؟
-سيينغري:بالسوء ههههه...أمزح...لست جاسوسا لأتنصت على كلامها
-تشايريونغ:ههههه أنت خفيف الدم
-سيينغري:لن أزعجكما...استمتعا بوقتكما

واصلا السير وكان بومغيو هادئا جدا
-تشايريونغ:أنت لن تنزعج لأنني أصادق شابا أليس كذلك؟
-بومغيو:أبدا

عندما سمعت إجابته شعرت باستياء فالأمر يبدو كما لو أنه لم يعد يغار عليها من الشباب كالسابق
-تشايريونغ:هذا جيد...يبدو أنني سأصادق الكثير منهم من الآن فصاعدا
-بومغيو:هههه تحاولين جعلي أغار أليس كذلك؟ لن تنجحي
-تشايريونغ:هههه حسنا كشفتني

حل الظلام وبدأ عرض الألعاب النارية...وبالفعل حجز بومغيو وتشايريونغ تذكرة وجلسا وسط حشد الناس على العشب أمام البحيرة...حينها انطلقت الألعاب النارية وانفجرت في السماء بألوانها الجميلة والرائعة

وضعت تشايريونغ رأسها على كتف بومغيو وبقيت تشاهد الألعاب النارية مستمتعة بالعرض أما هو فكل ما كان يفكر فيه هو أن بين لطالما تمنت رؤية هذا العرض...لذا رفع رأسه للسماء وحاول البحث عنها...لعلها موجودة هناك في الأعلى وتشاهد الألعاب النارية أيضا...لكن لم يعثر عليها...هي الآن عادت لإمبراطوريتها فوق السحاب ولن يراها مجددا...الأمر محبط للغاية وحزين

بعد انتهاء العرض سارا على قدميهما في الحديقة
-تشايريونغ:أشعر أنك كنت شارد الذهن طوال العرض...كما لو أنك لم تكن معي من الأساس
-بومغيو:أنا متعب...أريد العودة للمنزل فحسب
-تشايريونغ:تتهرب مني أليس كذلك؟
-بومغيو:كيف هذا وقد قضينا طول اليوم معا؟
-تشايريونغ:ههههه معك حق...علي أن لا أضغط عليك كي لا تمل من صحبتي وتتركني...إذًا سأذهب الآن...تصبح على خير

قبلته على خده ثم غادرت عائدة للمنزل...أما هو فتمشى قليلا عبر الطريق المؤدية لمنزله وأثناء الطريق كان يدوس على البلاطات واحدة تلو الأخرى وهو يردد تسلسل الأحداث الذي تغير مؤخرا
-بومغيو:تشايريونغ لم تنتحر أبدا...وأنا لم أدخل بحالة اكتئاب أبدا...ولم أنتقل للعيش بمفردي...ولم أنقذ أي قطة سوداء...ولم أكتشف أن تلك القطة عنقاء هاربة من إمبراطوريتها فوق السحاب...نحن لم نتعرف...ولم تزعجيني...ولم تلحقي بي في كل مكان...ولم تقعي بحبي...ولم نتواعد...ولم تصنعي لي سوار خيط...ولم أشتري لك القصص...ولا الحقيبة...ولم ألتقط لك أي صور...ولم نتناول الآيسكريم...ولم تحرقي منزلي...ولم تكن هناك أي علاقة بيننا

توقف عن السير عند البلاطة الأخيرة ثم نظر جانبا فرأى بائع المثلجات بعربته المتنقلة
-بومغيو(بحزن) :مثلجات...بين تحب المثلجات

ذهب واشترى مخروطين من المثلجات ثم أخذهما للكرسي الذي كان يجلس فيه دائما مع بين وجلس هناك...المكان الآن مليء بالذكريات وهو الآن يستطيع الشعور بها من حوله

نظر لمخروطي المثلجات وابتسم ولعق أحدهما وقد شعر بسعادة غامرة وهو ينظر لجانبه ويتخيل أن بين هناك معه

فجأة تحولت ابتسامته لحزن وأخفض كلا المخروطين بعد أن أدرك أنه يتوهم...إنه يفعل نفس الشيء مع تشايريونغ حين كان يفتقدها...فقط يتغذى على الذكريات والماضي

نظر جانبا فأدرك أن ليا كانت تقف بجانبه وتنظر إليه...كانت نظراتها غريبة جدا وكانت تبدو حاقدة عليه
-ليا:تشوي بومغيو...أعتقد أن تشايريونغ عادت للمنزل بالفعل فلمن مخروط المثلجات هذا؟

شعر بالتوتر فأخفى المخروط خلف ظهره لكنه انسكب على الكرسي ووسخه
-بومغيو:تبا...ما الذي فعلته!
-ليا(بتجهم) :هل تنتظر أحد؟ أم أنك مع فتاة ما هنا؟
-بومغيو:يمكنك الجلوس هنا بجانبي طوال الليل لتعرفي بنفسك من أنتظر...طبعا لا أحد
-ليا(بتجهم) :مخروطا مثلجات لك وحدك؟
-بومغيو:أجل...أحب اللعق من جهتين...ألديك مشكلة؟

بالعادة ليا لا تحب بومغيو ودائما تطلب من تشايريونغ الانفصال عنه لأنه يبدو شخصا سيئا...والآن لديها سبب آخر لتشك فيه
-ليا(بتجهم) :لن أخبر تشايريونغ بذلك...لكن لا تلعب بالنار حتى لا تحرق اصابعك
-بومغيو:اللعب بالنار ليس تخصصي
-ليا(بتجهم) :حسنا
-بومغيو:تريدين مثلجات؟
-ليا(بتجهم) :لا...لقد لعقت منها

كانت علاقة ليا وبومغيو في السابق علاقة صداقة قوية جدا والآن ليسا إلا سوى مجرد غريبين...شعر بومغيو بالحزن الشديد وتمنى معانقتها والجلوس معها ليستمتعا ويتحدثا كالسابق لكن الآن اختلف الواقع كليا

بينما تحدق به وكأنها ستأكله بنظراتها أراد سؤالها عن بين
-بومغيو:مهلا ليا...هل قابلتِ بين؟
-ليا:من هي بين أيضا؟!
-بومغيو:انسي الأمر
-ليا:لن أنسى...أخبرني من هي وهل تخون تشايريونغ معها؟
-بومغيو:ههههه أبدا...بإمكانك نسيان صداقتنا ولكن كيف لك أن تنسي بين؟ إنها صديقة عزيزة على قلبك كثيرا
-ليا:لا أتذكر أي شيء عن فتاة بهذا الاسم
-بومغيو(بابتسامة) :لا بأس...لا أحد يتذكر على كل حال

من هناك مباشرة سار عائدا نحو المنزل ورأى المبنى العالي الذي ذهبا إليه آخر مرة قبل أن يفترقا
-بومغيو(بحزن) :لا بد أن بين تحب ذلك المكان كثيرا...أو تكرهه؟ لا أعلم...هناك افترقنا للأبد لذا لا أعلم هل تحبه أم تكرهه

اشترى كيسين آخرين من المثلجات وتوجه نحو المبنى العالي حيث لا أحد سيزعجه أو يسأله لمن اشتراها...وهناك في الأعلى كانت الرياح دافئة وسريعة ويمكنه الشعور بنفس الشيء الذي شعر به مع بين آخر مرة

وضع إحدى المثلجات على الحافة وقام بفك غلاف الثانية وتناولها وهو ينظر للمدينة من الأعلى ويفكر وقد أغمض عينيه للحظة
-بومغيو:بين...أنا...أنا...أحـ...أحـ...

حتى رغم كونها غير موجودة فلم يستطع الاعتراف بحبه وإزاحة ذلك الحمل الثقيل عن صدره...لذا جلس أرضا جلسة قرفصاء وغطى وجهه بذراعيه وبقي على تلك الحالة لفترة يحاول التخلص من الضيق الشديد الذي يشعر به

في يوم الغد استيقظ متعبا من النوم فوجد رسالة من تشايريونغ تخبره فيها أنها ستعزف في عرض موسيقي الليلة لأول مرة لذا تريد منه الحضور
-بومغيو(ببرود) :أكره العروض الموسيقية...وما أكرهه أكثر أنني مضطر للتشبث بتشايريونغ دوما وفعل ما تريده

وصلته التذكرة بالبريد لذا حملها ببرود ونظر إليها
-بومغيو:العرض سيكون ممتعا أكثر لو شاهدته مع شخص مميز...هذا ما أخبرتني به تشايريونغ ذات يوم وكان معها حق

في المساء ارتدى ملابس رسمية وجهز نفسه جيدا رغم أنه مرغم ولكنه توجه لهناك يسير بهدوء وتثاقل فإذا به يلاحظ أن الجو تقلب فجأة وبرياح شديدة تحوم في الأنحاء...فجأة ظهر والد بين أمامه وأمسكه من ياقة قميصه مهددا إياه
-الإمبراطور(بغضب) :أين هي بين أيها البشري المستغل؟ ماذا فعلت بها؟
-بومغيو(بصدمة) :مهلا...تقول أنك تبحث عن بين؟ وأنا ما أدراني؟ ألم تعد لإمبراطوريتك بعد؟
-الإمبراطور(بغضب) :وهل تظن أنني سآتي للبحث عنها حقا لو كانت هناك عندي؟ هي غير موجودة لا في السحاب ولا على الأرض ولا يمكنني تقفي أثرها مهما حاولت
-بومغيو(بصدمة) :لكن...لكن...منذ تم فك اللعنة قد غادرت...وقالت أنها ستعود لمنزلها...منذ ذلك الوقت لم أقابلها
-الإمبراطور(بغضب) :تبا...إنه خطئي...ما كان علي تركها تأتي للأرض بتاتا...عرفت أن البشر يسببون المشكلات والآن قد فقدت ابنتي الوحيدة
-بومغيو:مهلا...سأساعدك على إيجادها
-الإمبراطور:كيف ذلك؟ حتى أنا بسحري لم أستطع تقفي أثرها...ماذا ستفعل أنت؟
-بومغيو(ببرود) :دعني أخبرك أمرا مهما عن الحب الذي يبدو أنك لا تعرفه...الحب كالمغناطيس...يمكنه جذب الطرفين لبعضهما دون أن يدركا ذلك...لذا دع الأمر لي...سأتبع إحساسي وهي أيضا ستتبع إحساسها وسنجد بعضنا
-الإمبراطور(بتجهم) :أعلم أنه ما من جدوى من ترهاتك فلو كنت تحبها حقا لما تركتها وذهبت لتلك الفتاة الأخرى...أنا ذاهب لإيجاد ابنتي

اختفى الإمبراطور من المكان فشعر بومغيو بقلق شديد...كان خائفا أنها تأذت بسببه لدرجة أنها أنهت حياتها أو شيء من هذا القبيل فمستحيل أنه حتى أبوها لا يستطيع تقفي أثرها...لكن رغم ذلك كان لديه أمل أنها ستظهر وتريح قلبه



عدل سابقا من قبل بثينة علي في الأربعاء مارس 15, 2023 11:25 am عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة لَعْنَة العَنْقَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة لَعْنَة العَنْقَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة لَعْنَة العَنْقَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الإثنين ديسمبر 19, 2022 2:23 pm

رواية لعنة العنقاء : الفصل الثالث والعشرون



انطلق بومغيو للبحث عن بين في المدينة وذهب لكل الأماكن التي كانا يذهبان إليها معا ولكن لم يجدها...عاد أيضا لحيه القديم وسأل كل الجيران السابقين لعلها جاءت لمقابلتهم في وقت سابق لكن جميعم أجابوا أنهم لا يعرفون فتاة باسمها حتى

بينما يبحث عنها رن هاتفه معلنا عن مكالمة من تشايريونغ وبالطبع الأمر متعلق بعزفها على البيانو تلك الليلة...لكنه لم يستطع ترك بين تائهة لذا وضع الهاتف على وضع الصامت وانطلق مواصلا البحث عنها

أخيرا ذهب للبناية العالية التي التقيا فيها آخر مرة لعله يجدها لكنه لم يفعل...حينها جلس على الأرض وبدأ بذرف الدموع كالأطفال
-بومغيو(ببكاء) :أنا حقا مغفل...إنني عالق بين أمرين وبسبب ذلك أنا أتألم...إن اخترت بين فستتأذى تشايريونغ...وإن اخترت تشايريونغ فسأتأذى أنا وبين...إنني حقا غبي يضع نفسه دائما في المتاعب

نهض من على الأرض ونظر لأضواء المدينة...فجأة تذكر بين حين أخبرته أنها ستكون موجودة في حال قال الكلمة السحرية "روبي رو"...حينها رفع يده وقام بتدوير إصبعه في الهواء
-بومغيو:روبي رو

نظر من حوله فلم يحصل شيء...ثم حاول قولها مرارا وتكرارا وكان مظهره يبدو كالغبي وهو يفعلها...ورغم كل ذلك لم تظهر بين
-بومغيو(بغضب) :تبا...كيف بإمكاني تصديق هذا الغباء

ركل حافة البناية بكل قوته وهو غاضب ويائس ونظر للبعيد وهدأ للحظات

فجأة قطب حاجبيه ووضع يديه على فمه وجهز حنجرته ليصرخ بأعلى صوته
-بومغيو(بصراخ) :بين...بين...أيتها الخرقاء...توقفي عن لعب لعبة الغميضة هذه معي...تعرفين كم أكره الألعاب الطفولية...عودي رجاءً فأنا قلق عليك

انتظر لبعض الوقت ولكنها لم تظهر
-بومغيو(بصراخ) :يكفي...قلت يكفي...لم أعد أحتمل أكثر...أنا في الحقيقة...

توقف عن الصراخ حين أراد الاعتراف بحبه...لم يستطع قول تلك الكلمة حتى بعد كل ما يمر به...كانت الدموع لا تتوقف من النزول على خديه...أصبح شخصا محطما الآن...شعر أنه يخون تشايريونغ للمرة الثانية وهذا سيء...وأخيرا وبينما ينظر للأسفل شعر بالضيق في صدره
-بومغيو(ببكاء) :أتساءل هل شعرت تشايريونغ بكل هذا الألم ولهذا رمت نفسها؟

صارت تخطر على باله أفكار انتحارية وهذا ما جعله يصعد على الحافة وينظر للأسفل...المكان من هناك مرعب حقا ولكن لا بد أنه المهرب الوحيد من الضياع الذي يشعر به

أغمض عينيه ليستشعر صوت الرياح لآخر مرة قبل أن يرمي نفسه...كان يفكر في أن حاله مزرية مثل تشايريونغ...هي ذلك اليوم لم تجد من ينقذها من الانتحار...والآن هو أيضا وحيد ولن يأتي أحد لإنقاذه ولا حتى سيعرف أحد بمكانه

فجأة! أحس بيد تمسكه من ذراعه بقوة...فتح عينيه بعد أن ظن أنها تشايريونغ قد أتت لمساعدته ولكنه صدم حين رأى بين مع أجنحتها اللامعة تمسكه بقوة وتنظر إليه بملامح وجه حزينة

استغرق لحظات ليفهم أن ما يراه ليس وهما أو حلما ثم وضع يده على يدها
-بين(ببرود) :الانتحار لا يحل أي مشاكل بل يؤزمها أكثر...ماذا بعد أن تخسر حياتك؟ لن يحصل شيء البتة...فقط ستترك خلفك أشخاصا يموتون ألف مرة في اليوم لفقدانك...وأنت أكثر من يدرك ذلك

كان يود بشدة معانقتها وإخبارها أنه يفتقدها ويكاد يموت بدونها ولكنه يخاف من خيانه تشايرونغ مجددا...لذا هدأ قليلا ونزل من على الحافة
-بومغيو(بتوتر) :هل كنتِ تراقبينني طوال هذا الوقت؟
-بين:لا...لقد سمعتك تنادي اسمي فظننت أن الأمر مهم وأتيت...أنا حقا لم أقترب منك ولا أعرف أي شيء عنك منذ اللحظة التي افترقنا فيها
-بومغيو:لماذا؟ ألم يعد يهمك أمري لتلك الدرجة؟ ألا تشعرين بالفضول أبدا لمعرفة إن كنت حيا أم ميتا؟
-بين(ببرود) :وما الفائدة؟ لا بد أنك طول الوقت معها وهذا يحطم قلبي...إن رأيتكما معا فسأعاني لأيام فقط

لاحظ أن ملامح وجهها لم تتغير أبدا...كانت هادئة وباردة وهذا شيء لم يعهده فيها
-بومغيو:ملامحك...لماذا لا تبتسمين كالسابق؟ ولماذا لا تتحمسين بطريقة سخيفة كما كنتِ تفعلين؟
-بين(ببرود) :أنا بخير...اهتم بنفسك فقط

أرادت المغادرة لكنه أوقفها صارخا عليها من الخلف
-بومغيو:والدك قلق عليك...لماذا لم تعودي لإمبراطوريتك؟
-بين:سيجعلونني أتزوج غصبا عني...لهذا يجب أن أبقى بعيدة جدا عنهم
-بومغيو:لكن أما من طريقة لأتواصل معك وأطمئن عليك؟
-بين:لا تفعل رجاءً...كل ما أريده هو نسيان أمرك للأبد...لو تواصلنا مجددا فسأعود للتفكير والتعلق بك...دعني أرتاح رجاءً

كلامها المحزن ذاك بعث في قلبه الحزن والألم لذا فهم أنها تخلت عن فكرة أن تكون معه نهائيا واستسلمت للأمر الواقع
-بين(ببرود) :لا تلجأ للانتحار مجددا فالانتحار سلاح الجبناء...كن قويا وواجه ما يزعجك

ثم تحولت لنسمة هواء واختفت تماما من الموقع تاركة إياه حزينا للغاية

تفقد هاتفه فوجد عشرات الاتصالات من تشايريونغ وهناك رسائل كثيرة تخبره فيها أنها لن تسامحه إن لم يحضر العرض وكانت تلومه طوال الوقت لأنه لم يأتي وأمورا كهذه

ركض عندها للمسرح الذي ستعزف فيه فوجد الناس قد غادروا والمسرح فارغ بالفعل...توجه للخارج وانتظرها أمام مخرج غرفة الاستراحة فخرجت من هناك غاضبة وعندما رأته تجاهلته وأكملت سيرها فلحق بها
-بومغيو:أعلم في ماذا تفكرين وآسف للغاية...أيمكننا الكلام؟
-تشايريونغ(بانزعاج) :لا
-بومغيو:واجهني ظرف طارئ
-تشايريونغ(بانزعاج) :قل أنك لا تريد الحضور فحسب
-بومغيو:ولماذا قد لا أريد الحضور؟
-تشايريونغ(بانزعاج) :سؤال جيد لتطرحه على نفسك
-بومغيو:أوه كفى...توقفي...ها قد أتيت على كل حال

فجأة توقفت عن السير واستدارت نحوه غاضبة وعيناها امتلأتا بالدموع
-تشايريومغ(بحشرجة) :وما الفائدة الآن؟ لقد أردتك أن ترى عزفي لأول مرة...تلك الأغنية التي عزفتها كانت لأجلك...لقد ألفتها من أجلك
-بومغيو(بحزن) :لم أعرف ذلك...آسف
-تشايرونغ(بحشرجة) :لماذا تعاملني هكذا؟ ألم تعد تحبني؟ علاقتنا في السابق كانت أجمل...أم أن هناك فتاة في حياتك؟

في تلك اللحظة أراد بشدة أن يخبرها أن هناك فتاة في حياته بالفعل وأنه يريد الانفصال والذهاب للتي يحبها قلبه...لكن كيف ذلك وهي شخصية ضعيفة وقد تنتحر مجددا...وهذه المرة لا مجال لإعادتها
-بومغيو(بحزن) :لا أحد في حياتي غيرك
-تشايريونغ(ببكاء) :لماذا تغيرت هكذا إذًا فجأة؟!

واصلت طريقها قبل أن تحصل على إجابة وعادت للمنزل...أما هو فقد كان حزينا للغاية على الذي حصل اليوم فعاد للمنزل مباشرة ودخل غرفته وتفاجأ بوجود والد بين هناك
-الإمبراطور:هل قابلتها؟
-بومغيو(بحزن) :أجل...وكان لقاءً قصيرا جدا...ويبدو أنها لا تريد العودة لإمبراطوريتك...أظنها مصرة على أن تبقى مشردة دون مأوى وسط البشر
-الإمبراطور:تبا...ما كان علي لعنها منذ البداية...كان يجب حبسها وعدم السماح بأن تغيب عن عيني لحظة واحدة
-بومغيو:حسب معرفتي ببين فهي عنيدة وأظن أنها ستجد طريقة لتهرب مهما فعلت لها...تماما كالآن...هي هربت واختبأت جيدا مني ومنك
-الإمبراطور(بحدة) :أظن أن هذا بسببك...لقد جرحت قلبها لدرجة لم تعد تريد فعل أي شيء سوى البقاء حرة طليقة في الهواء
-بومغيو:غير صحيح...لقد حاولت إقناعها بالعودة
-الإمبراطور(بحدة) :هذا لا يغير حقيقة أنك بشري مخادع جرحت قلبها
-بومغيو(بحزن) :أعلم...أعترف أنني شخص سيء...لقد خذلتها...لكنني حقا أريدها أن تعود لحياتها الطبيعية وتنسى أمري وكأنني لم أكن موجودا ذات يوم
-الإمبراطور(بحدة) :إذًا أقنعها بالعودة...أمامك شهر واحد وإلا سألعنك إلى صرصور
-بومغيو(بخوف) :مهلا مهلا...ولماذا تريد لعني؟ ولماذا الصرصور بالذات؟
-الإمبراطور(بحدة) :هكذا فقط...حاقد عليك...بسببك حياة بين تحطمت...أنتم البشر كلكم هكذا

ثم طار بعيدا واختفى
-بومغيو(بتجهم) :رائع...سأتحول لصرصور قريبا

في يوم الغد التقت تشايريونغ بليا في منزلها وأخبرتها بقصتها مع بومغيو حين لم يأتِ للعرض بالأمس
-تشايريونغ(بحزن) :أوني...أظن أنه لم يعد يحبني
-ليا:أخبرتك مرارا وتكرارا أنه لا يناسبك...اتركيه
-تشايريونغ(بحزن) :لكنني حقا لا أستطيع العيش بدونه...الحب صعب...وحبي لبومغيو ليس حب يوم أو يومين...إنه حب خمس سنوات
-ليا:أعلم كم تعلقتِ به لكن على الإنسان التخلص من العلاقات السامة التي تؤذيه
-تشايريونغ(بحزن) :لا يمكن
-ليا:أتشكين بأن له علاقة مع فتاة ما؟
-تشايريونغ:لا...فتشت هاتفه...وحتى حين نكون معا لا أحد يتصل به...لا أعتقد أنه يخرج مع فتاة غيري
-ليا:ماذا عن قلبه؟ هل يحبك أنتِ فقط مثلما تحبينه؟
-تشايريونغ(بحزن) :لا أعلم...حتى لو كان يحب شخصا غيري فلا أعتقد أنه سيخبرني...لا أعلم لِمَ أشعر أنه مجبر على البقاء معي
-ليا:فكري فيما قلته لك جيدا...علاقة سامة كهذه ستحطم حياتك...لا تنظري لعدد السنوات التي قضيتماها معا كمعيار للحب...بل انظري لما تؤول إليه الأمور الآن...بما أن هناك خيبة وألما في الموضوع فالأمر واضح

رن هاتف تشايريونغ وكان المتصل صديقها سيينغري من الجامعة...وعندما ردت عليه اكتشفت أنه مريض جدا وهو وحده في البيت ولا يستطيع حتى النهوض من الفراش...وبعد أن طمأنته أغلقت الخط
-تشايريونغ:سأذهب...صديقي مريض جدا وعلي الاطمئنان عليه
-ليا:اذهبي...وفكري جيدا فيما قلته لك
-تشايريونغ(بحزن) :مازلت لا أعلم

استيقظ بومغيو على صوت الصراخ في منزله كالعادة وكان ذلك مزعجا جدا بالنسبة له لذا نهض وارتدى ملابسه بتكاسل وتجهز للذهاب للجامعة...وأثناء طريقه كل ما كان يفكر فيه هو الانتقال من ذلك المنزل الذي أصبحت فيه الحياة جحيم

قبل أن يفوته وقت المحاضرة توجه للحي الذي كان يسكن فيه ووقف بجانب منزله ينظر إليه...كان محزنا جدا أن يرى منزله القديم الذي يحبه جدا ملكا لشخص آخر
-بومغيو:إن عرضت عليها بيعي المنزل مجددا فستتصل بالشرطة...ماذا أفعل الآن ها!

نظر للجانب حيث منزل العم إيل فتفاجأ حين عرف أنه معروض للبيع أو الإيجار
-بومغيو(بصدمة) :العم إيل!

ركض نحوه وطرق الباب بقوة صارخا باسم العم إيل لكن يبدو أنه فارغ...أسرع نحو أول واحد من الجيران وجده في الطريق وأوقفه
-بومغيو:عفوا...هناك كان يعيش عجوز وحيد اسمه إيل...هل أصابه مكروه ما؟
-الجار:العم إيل تم نقله لدار الرعاية للأسف...لقد كبر بالسن وأصيب بالزهايمر وأصبح من الصعب عليه العيش وحده لذا أخده أبناؤه هناك حتى يجد من يعتني به
-بومغيو(بصدمة) :ولماذا لا يعتنون به بأنفسهم؟! إنه والدهم
-الجار:هذا ما يحصل للأسف...الأولاد ناكروا الجميل هذه الأيام
-بومغيو(بحزن) :هذا مؤلم...بين كانت تحبه كثيرا...لو كانت هنا لاعتنت به
-الجار:من تكون أنت؟
-بومغيو(بحزن) :قد يكون الأمر غريبا ولكنني شخص كان يعيش هنا ذات يوم
-الجار:لا أتذكرك رغم أنني أعيش هنا منذ عشرين سنة
-بومغيو(بحزن) :بالضبط...لن يتذكرني أحد أبدا
-الجار:هل تريد زيارة العم إيل؟
-بومغيو:نعم من فضلك...أعطني عنوان دار الرعاية التي يقطن فيها

بعد انتهاء بومغيو من محاضراته الجامعية في المساء توجه لدار الرعاية وذهب للاستقبال
-بومغيو:عفوا...هل هناك شخص هنا يدعى إيل؟
-الموظفة:اللقب لو سمحت
-بومغيو:أعتذر...لا أعرف الكثير عنه
-الموظفة:دقيقة سأرى

بحثت في الحاسوب فعثرت عليه
-الموظفة:أجل...الغرفة رقم 48

سار قليلا في المكان يبحث عن الغرفة المقصودة إلى أن عثر عليها في مكان منعزل بآخر الرواق

توجه هناك وبمجرد إلقائه نظرة على الداخل رأى العم إيل يجلس على سريره بينما رجليه تتدليان للأسفل ويضعهما في إيناء ماء ساخن وكانت معه فتاة تقوم بغسل رجليه وكانت تلك الفتاة من الخلف تشبه بين كثيرا

فجأة تراجع للخلف واختبأ وبقي يتنصت على كلامهما
-بين:عم إيل...عليك المحافظة على سخونة قدميك لكي لا تمرض
-عم إيل:من أنتِ؟

رفعت رأسها نحوه وهي حزينة
-بين:أنا بين يا عم...إنها ثالث مرة تنسى اسمي...هذا محبط...أعلم أن الجميع نسوا أمري بالفعل ولكن نسيانك له ثلاث مرات متوالية محبط جدا
-عم إيل:أين أنا؟
-بين(بحزن) :في مكان أفضل بكثير من منزلك...لا تقلق فأنا موظفة هنا وسأعتني بك دوما...هل تحتاج أي شيء؟
-عم إيل:أريد تناول البرتقال
-بين:سآتي به فورا

خرجت لتأتي له بمراده وكان بومغيو بالفعل قد غادر قبل مدة...والآن بعد أن عرف أين هي بين اطمأن قلبه وفي نفس الوقت شعر بالحزن لأنه لا يستطيع الذهاب والكلام معها


في تلك الليلة وبينما ليا في المطعم تتناول طعامها انتهت من الأكل وذهبت لتدفع الحساب وهناك نقرت فتاة على كتفها وعندما استدارت وجدتها بين ومعها بطاقتها المصرفية
-بين(بابتسامة) :أوقعتِ هذه...أوني

استلمت البطاقة منها ونظرت لها وكانت مستغربة من ابتسامتها تلك
-بين(بابتسامة) :انتبهي جيدا حين تخرجين أوراقك من المحفظة فقد تسقط منك
-ليا:شكرا لك

غادرت تسير بهدوء بينما ليا تنظر إليها ثم قررت فجأة اللحاق بها
-ليا:مهلا يا آنسة...ما اسمك؟
-بين(بابتسامة) :أدعى بين...هل شبهتني بشخص ما؟
-ليا:لا...أنا فقط...ظننت أن علي سؤالك فلربما تقابلنا مرة أخرى ورددت لك الجميل على معروفك
-بين(بابتسامة) :لا بأس يا جميلة...أعتقد أن لا معروف بيننا...ربما كنا صديقتين مقربتين في حياة أخرى...من يدري؟!

بعد أن غادرت تعجبت ليا من كلامها
-ليا:صديقتين مقربتين في حياة أخرى؟! هذا جدا غريب...وأيضا اسمها بين؟! أتذكر أن بومغيو سألني عن فتاة بهذا الاسم! ترى ما هذه الصدفة!

مرت أيام لم تتواصل فيها تشايريونغ مع بومغيو...وحتى هو شعر بالذنب لما فعله معها لذا قرر تركها لبعض الوقت وحدها وعدم إزعاجها

استغل أيضا ذلك الوقت في التخطيط لفكرة محددة...فقد ذهب لمنزل العم إيل القديم الذي كان يسكن فيه سابقا ورأى اللافتة المكتوب عليها رقم الشخص الذي يبيعه والذي يبدو أنه ابن العم إيل واتصل به من أجل أن يشتري المنزل منه ويعيش مستقلا أخيرا بعد كل ذلك العناء والمعاناة من عائلته

وأخيرا اشتراه وانتقل لهناك وقام بتنظيفه وترتيبه وحده دون مساعدة أي أحد...وبالفعل تمكن من إنهاء العمل بعد منتصف الليل وأخيرا نام في فراشه وهو مبتسم
-بومغيو:صحيح أنني خسرت منزلي القديم الذي أحبه ولكن من يهتم...المهم أنني أعيش وحدي الآن ولن يزعجني أحد


عدل سابقا من قبل بثينة علي في السبت مايو 13, 2023 11:03 am عدل 2 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة لَعْنَة العَنْقَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة لَعْنَة العَنْقَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة لَعْنَة العَنْقَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الإثنين ديسمبر 19, 2022 2:26 pm

رواية لعنة العنقاء : الفصل الرابع والعشرون



مع مرور الوقت وتعاقب الأيام دون فائدة شعر بومغيو أن عليه الكلام مع تشايريونغ وتوضيح سوء الفهم ذاك لذا قرر مفاجأتها بالذهاب لجامعتها ومعه الشكلاطة والورود

بينما ينتظرها لمحها من بعيد تخرج من أمام البوابة وهي تسير مع صديقها سيينغري...وقبل أن يخطو خطوة واحدة عندها لاحظها وهي تتمسك بذراعه ويذهبان معا لمكان ما وهما يضحكان ويتحدثان

انصدم من الأمر وحاول أن يستوعب ما يجري...كان متوترا للغاية وحاول أن لا يفهم الأمر بشكل خاطئ فإمساكها لذراعه لا يعني أن هناك شيئا فحتى ليا كانت تتمسك بذراعه سابقا بسبب علاقة صداقتهما القوية

في تلك الليلة قرر الاتصال بها وتقابلا قي المقهى ليتحدثا حول الموضوع وكانت تبدو خجلة ومتوترة
-بومغيو:لم تعودي تتصلين بي...غريب حقا
-تشايريونغ:اسمع...أود سؤالك لمرة أخيرة وأجبني...هل تحبني؟
-بومغيو:طرحك لهذا السؤال يعني أنه لديك شكوك...أو أنك تريدين الوصول لشيء ما؟
-تشايريونغ:حسنا...أود الاعتراف بشيء...لقد قمت بخيانتك

رغم أنه يشك بالأمر منذ البداية ولكنه انصدم حقا لسماع ذلك
-تشايريونغ:بسبب مشاكلنا مؤخرا تعرفت على سيينغري...وذاك اليوم كان مريضا جدا فذهبت لزيارته ولكن بالخطأ أخبرني أنه مغرم بي...وتبادلنا القبل
-بومغيو(بصدمة) :ماذا؟!
-تشايريونغ:رغم أن الأمر كان خارحا عن إرادتنا لكن أظن أنني استمتعت به...حينها أخبرته أن هذا لا يجب أن يحصل لأنني مرتبطة بك وحكيت له عن مشاكلنا...وقتها اقترح علي أن أرمي علاقتي بك جانبا إن كانت تؤذيني وطلب أن أرتبط به...لقد فكرت بالأمر طويلا ومع الوقت اكتشفت أنه شاب رائع...بل وأروع منك
-بومغيو(بصدمة) :تمزحين
-تشايريونغ:يبدو أنه اليوم المناسب لأخبرك بذلك...بومغيو...قررت الانفصال عنك ولا يهمني إن رفضت...لا أريد البقاء في علاقة أشعر فيها أنني وحيدة...وأنني الوحيدة التي تحب وتضحي...رجاءً لا تنزعج ولنبقى أصدقاء مخلصين

رفعت يدها له لتصافحه وكان مصدوما بما يكفي ليبقى شاردا لفترة...أخيرا استيقظ من شروده ثم ابتسم ابتسامة عريضة وأمسك بيديها بكلتا يديه
-بومغيو(بحماس) :أنتِ جادة؟! هذا ليس مقلبا أو شيئا كهذا؟
-تشايريونغ:أبدا
-بومغيو(بحماس) :هذا يعني أنني لست مضطرا لأكون مدينا لك بأي شيء؟
-تشايريونغ(باستغراب) :مدين لي بماذا؟
-بومغيو(بحماس) :أوووه تشايريونغ...لقد قمتِ بتحريري للتو...شكرا جزيلا لك...شكرا

قام بمعانقتها بقوة وهذا ما أزعجها فدفعته بعيدا
-تشايريونغ(بغضب) :أراك سعيدا جدا لأنك انفصلت عني...إذًا فالأمر كان صحيح...أنت منذ البداية لم تكن تريد البقاء مرتبطا بي

عانقها مجددا بحرارة وقبلها على خدها ثم ركض بعيدا وهو سعيد ومتحمس
-تشايريونغ(بغضب) :تبا لك أيها اللعين...مخادع

بينما يركض في الطريق كان شكله كالمجانين لأنه يضحك بصوت صاخب...فجأة توقف وصرخ صرخة واحدة
-بومغيو(بصراخ) :لقد تحررت...لم أعد أشعر بالذنب بعد الآن...تشايريوووونغ...نحن متعادلان

في ذلك الوقت كانت بين في دار الرعاية تقوم بإعطاء الأدوية لعجوز
-بين:جدتي...تناولي دواءك...لا تنسيه مجددا حتى لا ينخفض ضغطك وتتأذي
-الجدة:أريد تناول المثلجات
-بين:المثلجات أيضا خطرة على من هم بمثل سنك...سأشتري لك الموز بالمقابل
-الجدة:لا أحب الموز
-بين(بتجهم) :ستحبينه...تناولي دواءك هيا

عندما ساعدت الجدة توجهت لغرفة أخرى وقامت بتدليك ظهر عجوز أخرى حتى شعرت بتحسن...ومن هناك ذهبت لتنظيف الأرضية ثم قطفت الورود ووضعت في كل مزهرية بعضا منها كما تفعل دائما...فعلت كل ذلك وهي حزينة ولم تبتسم قط...كانت خالية من أي مشاعر ويبدو أنها ليست سعيدة أبدا هذه الأيام...وطوال الوقت كان بومغيو من الخلف يراقب كل ما تفعل

في النهاية جلست في حديقة دار الرعاية على الكرسي مطأطئة الرأس فأحست بشخص يجلس بجانبها ونظرت له فتفاجأت بأنه بومغيو
-بين(بصدمة) :أنت! كيف عثرت علي؟!
-بومغيو(بابتسامة) :شممت رائحة قطة فتبعتها إلى هنا
-بين(بصدمة) :لا يمكن...ظننت أنني ابتعدت بما يكفي حتى لا نتقابل مطلقا
-بومغيو:لكن بما أننا تقابلنا بالفعل فدعينا نتحدث
-بين(بحزن) :وهل بقي شيء لنتحدث فيه؟ لا أعتقد
-بومغيو:ماذا تفعلين هنا؟
-بين:أصبحت موظفة هنا...يعجبني المكان ومساعدة الآخرين من حولي...وأيضا هو مكان جيد لأراقب العم إيل
-بومغيو:بخصوص ذلك...كيف حاله؟
-بين(بحزن) :ليس جيدا أبدا...لقد وصل لمرحلة متقدمة من الزهايمر...لا أعتقد أنه سيتذكرني مجددا
-بومغيو:البشر عادة يصابون بهذا المرض لذا لا تقلقي
-بين(بحزن) :أعلم أنه أمر طبيعي ولكن مازلت أشعر بالقلق...العم إيل عزيز على قلبي كثيرا...أكثر من والدي حتى
-بومغيو:بالنسبة لوالدك...
-بين(تقاطعه) :لا أريد سماع شيء عنه...لا رغبة لي بالعودة والزواج بشخص لا أحبه فقط لأن أبي يرى أنه الشيء المناسب لي
-بومغيو:أشعر بالفضول لمعرفة أين والدتك ولماذا ليست بجانبك؟
-بين:هذا ما يخفيه والدي...حاولت البحث عن الأمر لكن دون جدوى...لا أحد يود إخباري لأنهم يعرفون أن أبي سيقطع رؤوسهم
-بومغيو:أتظنين أنهم فعلوا بها شيئا ما لذا يخفون الأمر؟
-بين:احتمال

نظرت لجانبها فلاحظت مرور عجوز تتكئ على العصا فابتسمت
-بين:تلك الجدة غراني...سميناها هكذا لأنها تشبه غراني...قصصها ممتعة جدا
-بومغيو:أتقص لكِ القصص؟
-بين:دوما...حين أشعر بالفراغ والوحدة تجلس بجانبي وتحكي لي حكايات من طفولتها...كانت شقية جدا...عليك أن تجرب الاستماع لقصصها فهي مضحكة ههههه
-بومغيو:يبدو أنكِ استبدلتني تماما ولم تعودي بحاجة إلي

نظرت له وقطبت حاجبيها ثم صمتت
-بومغيو:أتساءل أين تنامين
-بين:سآخذك لغرفتي

أخذته لغرفتها وكانت غرفة بسيطة وفيها ثلاث أسرة وثلاث خزائن
-بين:تفضل...هذا هو منزلي...إنه بسيط جدا...سمح لي أصحاب دار الرعاية بأن أنام هنا لأنني موظفة وقد يحتاجني كبار السن في أوقات متفرقة من اليوم
-بومغيو(بابتسامة) :أنتِ تقومين بعمل جيد...أنتِ طيبة جدا

ابتسمت له ثم فجأة تحولت ابتسامتها لتكشيرة
-بين(بحدة) :والآن اخرج من غرفتي
-بومغيو:ها؟!
-بين(بحدة) :لا تعد لرؤيتي مجددا ولا أريد مقابلتك طوال حياتي...ابقى بعيدا عني هيا
-بومغيو:ما بالك يا متقلبة المزاج؟!
-بين(بصراخ) :اخرج...اذهب لحبيبتك...لا تخنها

دفعته خارج الغرفة لتطرده لكنه توقف عند الباب
-بومغيو:ليس لدي حبيبة...لقد انفصلت عني

تفاجأت الأخرى مما سمعته فوضعت يدها على شفتيها
-بين:كيف؟! متى؟!
-بومغيو:اليوم...يبدو أنها لم تعد تريدني

لم تستطع كبت ضحكاتها وسعادتها لذا صارت تضحك بصوت منخفص
-بين:هههه تشايريونغ تركتك؟! ههههههه تشايريونغ التي فعلت كل ذلك لأجلها تركتك هههه هههه؟
-بومغيو(بتجهم) :لا داعي للسخرية

لم تستطع التوقف عن الضحك أمامه مهما حاولت كبت نفسها
-بين(بحماس) :مهلا بومغيو...لا تحزن...إياك أن تبكي لأجلها...كن شجاعا...عليك أن تحتفل فبعض العلاقات بدل أن تكون نهايتها حزينة مفروض أن تكون سعيدة لأنها نهاية لمرحلة فاشلة من حياتك
-بومغيو(بابتسامة) :ليس هذا المكان جيدا للاحتفال...أتريدين أن نحتفل في منزلي؟
-بين(بحماس) :دون أدنى شك

قالت الكلمة السحرية "روبي رو" فتغيرت ملابسها من ملابس العمل لملابس ملائمة للخروج والاحتفال وطارت حقيبتها نحو يدها وهاتفها كذلك
-بومغيو(بصدمة) :هذا مذهل!
-بين:هذا ليس إلا قليلا من سحري لذا لا تتفاجأ هههههه

ثم شدته من يده وأخذته للخارج ليتوجها لمنزله
-بين(بحماس) :أتعلم ماذا؟ علينا أن نعد كعكة لهذه المناسبة

صفقت بأصابعها وقالت "روبي رو" فظهرت بالمطبخ أدواة ومكونات لصنع الكعك وصارت تغني:

"مبروك الانفصال...روبي رو...علينا أن ننظم حفلة مجنونة...روبي رو...لا تجلس هناك حزينا ووحيدا...فقط افعل مثلي وغني روبي رو"

ثم فرقعت أصابعها فصارت المكونات تطير وتمتزج بمفردها وأكملت الغناء:

"أخبرتك مرارا أنها ليست الوحيدة على كوكب الأرض...حتى أنكما لا تلائمان بعضكما...الأمر لا يحتاج كل ذلك الحزن...عزيزي لا تبكي...يمكنك فعل كل الأشياء التي حرمتك منها...عزيزي لا تبكي...يمكنك الآن الخروج مع الفتيات...عزيزي لا تبكي...لا تحتاج أن تخفي أرقام صديقاتك خوفا منها...فلتفعل ما تريد...لا تخف أن يتم إمساكك"

في نهاية الأغنية أصبحت الكعكة جاهزة فوضعاها على المائدة وتذوق منها بومغيو
-بومغيو:امممم لذيذة...دائما الطعام الذي تصنعينه لذيذ جدا

ثم أخذ بعض الكريما ووضعها على وجهها
-بين(بتجهم) :هذا مقرف...أكره أن يلمس أي شيء لزج وجهي

ابتسم لها ثم اقترب منها وأمسك وجهها...حينها شعرت بالخجل وبالكاد تمكنت من رفع وجهها نحوه...نظرا لبعضهما فاقترب منها شيئا فشيئا ولعق الكريما التي على أنفها...ومن هناك مباشرة نزل نحو شفتيها وقبلها

لم تستطع المقاومة لذا وضعت ذراعيها حول رقبته ولكن قبلتهما لم تدم سوى لحظات بحيث أصبح الجو غريبا داخل الغرفة وفجأة ظهر والد بين
-الإمبراطور(بصراخ) :بيييييين أيها الغبية
-بين(بحدة) :أبي...دعني وشأني
-الإمبراطور(بحدة) :احلمي...ستذهبين معي فورا

أمسك بومغيو يدها وأخفاها خلف ظهره
-بومغيو:بين لن تعود...ستبقى معي لأنني أحبها وهي تحبني
-الإمبراطور(بحدة) :لا تتدخل أيها للبشري وإلا سأحولك لصرصور
-بين(بحدة) :أبي...دع بومغيو وشأنه وإلا سترى جانبي المرعب
-الإمبراطور(بحدة) :كيف تصرخين في وجه والدك بهذه الطريقة أيتها العاقة؟
-بين(بحدة) :لأنه حب حياتي...فلتدعنا وشأننا لأننا سنبقى معا
-الإمبراطور(بحدة) :تبا...يبدو أنني مضطر لأخبرك الحقيقة
-بين:أي حقيقة؟!
-الإمبراطور:هناك سببان يمنعانك من البقاء معه...أولهما أنكِ عنقاء تعيشين خمسة آلاف سنة وهو بشري لا يتجاوز عمره الثمانين على الأغلب
-بين:وماذا في ذلك؟!
-الإمبراطور:سيموت ويتركك تعانين...أنتما مختلفان تماما لذا لا يمكنكما التعايش
-بين:هذا سبب غبي لأترك بومغيو لأجله...أعطني السبب الثاني
-الإمبراطور:هل تساءلتِ يوما أين والدتك ولماذا ليست بجانبك الآن؟

انصدمت بين من حديثه عن الموضوع وقفز قلبها من الحماس
-بين:دوما أتساءل
-الإمبراطور:والدتك كانت بشرية...وقد ماتت قبل 200 سنة...لهذا أخفيت عنك هذه الحقيقة

صدمت مما سمعته حتى كاد نفسها ينقطع
-بين(بصدمة) :لطالما شعرت أنني أنتمي للبشر...أظن أن هذا هو السبب
-الإمبراطور:لكن القصة مؤلمة أكثر مما تتصورين...والدتك قامت بخيانتي لهذا أخذتك منها وربيتك بنفسي وأنتِ رضيعة...أنا مثلك ظننت أن الحب حقيقي وأن البشر أوفياء لكنني كنت سخيفا...ولهذا السبب كرهت البشر ومنعتك من التعايش وسطهم...لعلك تفهمين الآن القصة بأكملها

لم تستطع الأخرى نطق أي شيء بل اكتفت بالتحديق بوالدها بشرود وكأنها تائهة
-الإمبراطور:والآن بين...لنعد للمنزل

مد لها يده لترافقه لكنها تجاهلته
-بين(ببرود) :أحتاج بعض الوقت بمفردي...لو سمحت أبي...من المفروض أن أفكر جيدا وأقرر ماذا سأختار
-الإمبراطور:كما تريدين عزيزتي...سأعود لاحقا

احتاجت بين لبعض الوقت لتهدأ لذا ذهبت للبناية العالية المفضلة لديها وجلست على الحافة بينما رجلاها تتدليان في الهواء...جاء بومغيو نحوها ومعه قطعتين من المثلجات وقدم لها إحداها...وعندما نظرت نحوه تنهدت بعمق
-بومغيو:أعلم أنك تكرهين البشر الآن لكن لا يمكننا لوم الجميع على شيء ارتكبه شخص واحد
-بين(بحزن) :لا أكرههم...أنا فقط حزينة لأنه تبين أن والدتي من النوع السيء من البشر
-بومغيو:هذا لا يعني أنكِ لا تحبينها أليس كذلك؟
-بين(بحزن) :أحبها ولكن...أشعر أن أبي تعرض للكثير من الأذية منها...أشعر أنني مخطئة في حقه فقلقه الشديد علي نابع من تجاربة السيئة
-بومغيو:ستعودين؟!
-بين(بحزن) :مازلت لا أعلم
-بومغيو:فكري جيدا بالأمر...مهما كان قرارك فسأتفهمك
-بين(بحزن) :يبدو أنك لا تكترث ولن تفتقدني
-بومغيو(بحزن) :كيف يمكنك قول ذلك؟! بالطبع سأفتقدك وكثيرا...أنتِ لا تعلمين ما مررت به حين كنتِ غير موجودة...كنت أختنق حرفيا...لكن ماذا عساي أفعل ما دمت أقف في طريق رغباتك
-بين(بحزن) :هل تريدني أن أبقى؟
-بومغيو:طبعا...أريدك دوما بجانبي...وللأبد

بفضل كلماته اللطيفة تلك تحركت مشاعرها فظهرت أجنحتها اللامعة
-بين(بلطف) :لطيف...هذا يجعل أجنحتي تدغدغ وتظهر من تلقاء نفسها
-بومغيو:هل يمكنني لمسها؟
-بين:لا...سوف تحترق إن فعلت
-بومغيو(بخوف) :هذا مخيف
-بين:هههههه أمزح معك...أليست هذه الطريقة التي خدعتني بها أنت والطبيب لجعلي آخذ حقنة مؤلمة؟
-بومغيو(بتوتر) :هههه صرت أفهم شعورك الآن
-بين:ممتاز...والآن تعال واجلس معي...ولا تقلق فإن سقطت سأمسكك
-بومغيو:ههههه ومن قال أنني قلق...أثق بك

صعد نحو الحافة وجلس معها وكان الوقت قد قارب على الغروب...حينها أمسكت يده ونظرا لبعضهما
-بين(بابتسامة) :بومغيو...أحبك
-بومغيو:عزيزتي بين...أحبك

اقتربت منه لتقبله على خده لكن هاتفها رن وفاجأها
-بين:دقيقة

استدارت للجهة المقابلة وفتحت الخط
-بين:نعم؟

فجأة صدمت مما سمعته وأسقطت الهاتف

ركضت هي وبومغيو نحو دار الرعاية وهناك عثرا على الممرضة في غرفة العم إيل بينما هو ممدد في فراشه خائر القوى

ركضت عنده وأمسكت بيده وحينها أخبرتها الممرضة أنه أصيب بوعكة صحية شديدة وصحته سيئة جدا...ثم غادرت تاركة إياها على وشك البكاء
-بين(بحزن) :عم إيل...هل أنت بخير؟

نظر لها بعينين متعبتين
-عم إيل:من تكونين؟
-بين(بحزن) :هذه أنا...بين...ابنتك التي لم تنجبها
-عم إيل:ابنتي؟! هل لدي أطفال حتى؟
-بين(بحزن) :أجل...لكن أمرهم لا يهم...أنا سأكون ابنتك
-بومغيو:هل تكررين له نفس الكلام هكذا في كل مرة؟
-بين(بحزن) :وهل لدي حل آخر؟ لا أريده أن ينساني

بقيت بين تلك الليلة بجانب العم إيل تمسك يده وتتفقده من حين لآخر وكان بومغيو يجلس بجانبها
-بومغيو:لنذهب للمنزل فالوقت متأخر
-بين(بحزن) :لا...أشعر بشعور سيء وحدسي لا يخطئ
-بومغيو:شيء مثل ماذا؟
-بين(بحزن) :لا أعلم...لكن يجب أن أكون بجانب العم إيل

نظرت له وهو ممدد على سريره ونائم بعمق ثم فتح عينيه
-عم إيل:من أنتِ؟
-بين(بحزن) :أنا بين...ابنتك التي لم تنجبها
-عم إيل:بين...بين...بين...أوه تذكرت...لقد لعبنا الشطرنج

تفاجأ كلاهما مما سمعاه واقتربا نحوه ينصتان بهدوء
-عم إيل:لقد صنعنا أساور الخيط أيضا...وطبختِ لي الطعام
-بين(بصدمة) :كيف تتذكر ذلك وقد حصل في وقت مختلف؟
-عم إيل:وقت مختلف؟! مهلا من أنتما؟! وأين أنا؟

ومجددا نسيهما فانزعجت بين من الأمر
-بين:أتساءل كيف تذكر أمر الشطرنج وأساور الخيط...هل هناك خطأ ارتكبته بإعادتك للماضي؟
-بومغيو:لا أعلم...أيعني هذا أن ليا والبقية أيضا سيتذكرون؟

فجأة سمعا صوت العم إيل وهو يتأوه من الألم كما لو أنه يختنق...أمسكت بين بذراعه بشدة وحاولت أن ترى ما خطبه لكن لم تعرف ما به

وضعت يدها على قلبه لتفحص نبضه ولكن بعد مدة شعرت أن جسده يرتجف وأن نبضه يتناقص مدة بعد مدة

وأخيرا بعد عدة دقائق من المعاناة سكن جسده وتوقفت نبضات قلبه وتنفسه ونامت روحه بسلام

وضعت بين رأسها على بطنه وبقيت على تلك الحال لفترة من شدة حزنها...أرادت أن تبقى معه فترة لأنها تعرف أنه سيدفن بعد موته ولن تراه مجددا



عدل سابقا من قبل بثينة علي في الأربعاء مارس 15, 2023 11:52 am عدل 2 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
 
رِوَايَة لَعْنَة العَنْقَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 2انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» رِوَايَة فَجْوَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)
» رِوَايَة طِفْلَتِي!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)
» رِوَايَة مُرَاهِقَة جَانِحَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)
» رِوَايَة عَبْرَ الزَّمَن!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)
» رِوَايَة فِي طَيِّ النِّسْيَان!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
❤ منتدى بثينة علي ❤ :: ❤مؤلفاتي❤ :: ❤️ روايات txt ❤️-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: