رواية الوسيم والقبيحة : الفصل الثاني والعشرون
بقيت تيفاني في منزلنا ليلة واحدة وفي الغد حجزت تذكرة لتعود إلى أمريكا فوقفت أودعها عند الباب
-إيون(بحزن) :ليتكِ بقيتي وقتا أطول...أردت أن أريك مدينتي وكل الأماكن التي أحبها
-تيفاني:أنا أيضا تمنيت البقاء ولكن عملي يحتم علي العودة فورا...أتيت لتهنئتكِ بعيد ميلادك فأنا أعلم كم كنتِ تنتظرين هذا اليوم
-إيون(بحزن) :أوووه تيفاني! لماذا أنتِ رائعة هكذا
-تيفاني:هههههه لا أعلم
-إيون(بحزن) :أرجوكِ عودي يوما ما
-تيفاني:هههههه إن عدت فيونغ سيطردني
-إيون(بحزن) :لن يفعل
-تيفاني:أعلم...لكن سيسعدني أن تزوريني أنتِ أيضا
-إيون(بحزن) :سأحاول
عانقت تيفاني لآخر مرة وودعتها فأمسكت حقيبتها وجرتها خلفها متوجهة نحو الموقف
أدركت حينها أن هناك أشخاصا في حياتنا سنبقى نكن لهم الاحترام مهما كانت حقائقهم مظلمة...فمثلا تيفاني لا تبدوا فتاة سوية ومهذبة ولديها الكثير من العادات السيئة اللا أخلاقية...لكن لن أنكر أنها كانت أجمل ما حصل لي في حياتي
بما أنه يوم عطلة اتفقت كل من سولغي وييري أن تخرجا معا دون إخباري لأنهما ظنتا أنني مشغولة بالبقاء مع تيفاني
-ييري:تلك الفتاة تيفاني غريبة أطوار أكثر منك
-سولغي(بحدة) :لست غريبة أطوار
-ييري:قصدت أن كلاكما عفوية وتتصرف مثلما تريد حتى لو بدت سخيفة
-سولغي(بإحباط) :أظن أنها تحاول لفت انتباه يونغهوا
-ييري:ههههه نعم ظننت ذلك أيضا...لكن يبدو أنه لا يطيقها
-سولغي(بإحباط) :لكنني قلقة
-ييري:أشعر أنها تبالغ في طيشها...عمرها 32 عاما ولكنها تتصرف كذلك! على ذكر العمر فإن يونغهوا أصغر منها بست سنوات فلما القلق؟
-سولغي(بابتسامة) :ههه معكِ حق...أصلا من يهتم للعمر وهذه الأمور...يمكنني الحصول عليه بطريقتي الخاصة التي لا تضاهيها أيما طريقة
-ييري:هههههه هذه هي سولغي التي أعرفها
ذاك اليوم تم فتح موعد زيارة السجناء فذهبت مع أخي إلى سجن المدينة وأنا متحمسة...أوقف يونغهوا سيارته في مكان قريب فنزلت بسرعة
-إيون:متأكد من أنك لا تريد الدخول؟
-يونغهوا:لا
-إيون:إنه والدك كما أنك لم تره منذ زمن طويل فكيف ما تزال غاضبا منه!
-يونغهوا:هو والدك فقط وليس والدي
-إيون(بانزعاج) :هل لهذه الدرجة تكرهه؟ كفى...لا أريد سماع المزيد...سأذهب وإن غيرت رأيك فالحق بي
-يونغهوا:حينما نعود للمنزل سوف أخبركِ بكل ما تريدين سماعه...لماذا تشاجرت مع أبي أقصد مع أبيك وغير ذلك
-إيون:أيًّا يكن فهو سبب تافه...سأذهب
دخلت السجن وكان هناك الكثير من الشرطة والحراس محيطين بالمكان بشكل مخيف...أولا رأوا أوراقي وسجلوا إسمي وبعدها قاموا بأخذ حقيبتي وفتشوا كل ملابسي ثم أخذوني لغرفة مقابلة الزوار
كان أبي في غرفة السجن مستلقيا على سريره إلى أن أتاه شرطي
-الشرطي:جانغ يوسوب...لديك زائر
-الأب:أنا!
-الشرطي:أسرع
-الأب:ترى من الذي جاء لزيارتي! ليس هناك أي أحد مهتم لأمري حتى
إصطحب الشرطي أبي لغرفة الزيارة وكان بيننا زجاج شفاف يمنع مرورنا لبعضنا ولكن بمجرد أن رأيته أردت كسر الزجاج والمرور إليه
-إيون(بحماس) :أبي!
-الأب(بصدمة) :من! إيون جو!
-إيون(بحماس) :نعم إنها أنا إيون جو
-الأب(بصدمة) :هذه حقا أنتِ! مالذي حصل! كيف أصبحتِ هكذا!
-إيون:سأخبرك عن الأمر لاحقا حين يصبح عندنا وقت...الآن أخبرني...كيف حالك؟ كيف صحتك؟ هل تأكل جيدا؟ هل تنام جيدا؟ هل تحتاج اي شيء؟
-الأب:أيًّا كان فلا يهم...رؤيتي لكِ اليوم جعلتني أشعر كما لو أنني ولدت من جديد
-إيون:أنا أيضا...لا أعلم كيف أصف لك سعادتي
-الأب:كيف تعاملك عائلة ييري؟
-إيون:بخصوص ذلك...تخيل مع من أعيش الآن؟
-الأب:من؟!
-إيون:إنه أخي يونغهوا...لقد عاد من أمريكا بمجرد أن عرف أنني وحيدة
-الأب:أمريكا! كيف عرف ذلك من أمريكا!
-إيون:أنا مثلك حاولت أن أسأله ولكنه لا يريد التكلم...أشك بأن هناك أمرا ما
-الأب:أنتِ صرتي كبيرة الآن ويمكنك معرفة أمور تخص الكبار
-إيون:مثل ماذا؟
-الأب:مثل مشكلتي مع السيد نوا ولماذا أدخلني السجن...ولماذا تشاجرت مع أخيك
-إيون:وأخيرا ستخبرني بذلك
-الأب:كل الأحداث مرتبطة ببعضها البعض وأخشى أن لا يكفيني الوقت لقول كل شيء لكن سأحاول الاختصار
-إيون:فهمت
-الأب:القصة تبدأ من حيث أن أمكِ كانت متزوجة من رجل آخر قبلي
-إيون(بصدمة) :أمي كانت متزوجة!
-الأب:نعم...لكن زوجها توفي
-إيون:لماذا؟
-الأب:بسبب حادث سير...بعد أن مات التقيت أنا وأمك بالصدفة في متجري حين جاءت لتصلح تلفازها
-إيون(بلطف) :أووه هذا رومنسي مثلما نراه في المسلسلات تماما...ومنذ ذلك الحين بدأت قصة حبكما
-الأب:وقتها كنت أنا والسيد نوا صديقان...وللأسف كنا معجبين بها في نفس الوقت...لكن أمك اختارتني أنا مما جعله يكرهني
-إيون:لهذا السبب!
-الأب:بعد أن تزوجت أنا ووالدتك عشنا حياة طبيعية إلى أن أصيبت بالمرض ولم يكن لدي سوى السيد نوا لأقترض منه المال وأنقذها...بالطبع هو فعل ذلك فقط لمساعدة أمك وليس لأجلي...توقف عن المطالبة بماله لفترة طويلة لكن هذه الأيام عاد
-إيون:وبعدها أراد سجنك لينتقم منك صحيح؟
-الأب:صحيح
-إيون:الآن فهمت كل شيء
-الأب:هناك شيء إضافي في هذه القصة ولن أخبرك به...سأترك الحرية ليونغهوا فإن أراد إخبارك سيخبرك وإن أراد الاحتفاظ بالسر فعلى كلينا احترام ذلك
-إيون:لكنك وعدتني بإخباري كل شيء
-الأب:الأمر راجع لأخيك فربما لا يريد إخبارك بالأمر
-إيون:حسنا...سأسأله حينما أعود
بعد أن أنهيت الزيارة عدت للسيارة حيث ينتظرني يونغهوا
-يونغهوا:كيف كانت زيارتك؟
-إيون:جيدة جدا
-يونغهوا:لا يبدو عليكِ الحماس كما كان أثناء مجيئنا
-إيون:ربما لأنني عرفت أمورا أحزنتني
-يونغهوا:معقول!
-إيون:بلى...أخبرني أبي بالحقيقة كاملة
-يونغهوا:إذًا قد وفر علي عناء الكلام
-إيون:بقي شيء واحد...قال أن هناك حلقة مفقودة بشأنكما ويريدك أنت أن تخبرني
-يونغهوا:غيرت رأيي
-إيون(بإحباط) :لا
-يونغهوا:ههههه أمزح...سأخبرك
-إيون(بحماس) :هيا هيا...أنا أستمع
-يونغهوا:إليكِ الحقيقة المزعجة...أنا وأنتِ أخوان من الأم فقط
-إيون(بصدمة) :م م م من الأم فقط! هذا يعني...أن أبي فعلا ليس أباك؟
-يونغهوا:نعم
-إيون(بصدمة) :لا مستحيل...نحن نتشابه في كل شيء...وأنت تشبه والدي أكثر
-يونغهوا:هذا من خيالك فحسب
-إيون:هذا يفسر لما تقول أنه والدي وحدي وليس والدك
-يونغهوا:بالضبط
-إيون:ولكن هذا لا يعني أنك تكره أبي صحيح؟
-يونغهوا:لا أكرهه...لكنني أكره إخفاءه للحقيقة عني طوال تلك السنوات...تخيلي أنني لم أعرف حتى بلغت السادسة عشرة
-إيون:لهذا غادرت البيت؟
-يونغهوا:بلى...ألست محقا؟
-إيون:أنا مصدومة...كيف يمكن أننا مجرد أخوين من الأم ولكننا نحب بعضنا كثيرا
-يونغهوا:لا تتكلمي وكأننا لسنا أخوين
-إيون:نحن أخوين ولكن...الأمر غريب بعض الشيء
-يونغهوا:أيعني أن حبك لي قد نقص؟
-إيون:لا بالتأكيد...أنت ما تزال أخي العزيز والطيب...لكن الفضول يقتلني بشأن الشخص الذي أخبرك عن سجن والدي حينما كنت في أمريكا
-يونغهوا:إنه السيد نوا
-إيون:السيد نوا!
-يونغهوا:أمر غريب صحيح؟
-إيون:لست أفهم لماذا فعل ذلك!
-يونغهوا:لأجل الطمع...
قبل سنة:
بينما يونغهوا ما يزال في أمريكا ويعمل كطبيب عظام في ميشيغان وردته مكالمة من رقم مجهول
-يونغهوا:ألو
-سيد نوا:جانغ يونغهوا؟
-يونغهوا:بلى...من حضرتك؟
-سيد نوا:أنا صديق والدك
-يونغهوا:نعم؟ كيف أساعدك؟
-سيد نوا:لدينا كلام مهم لنتكلم فيه لذا لما لا تأتي لكوريا لنلتقي
-يونغهوا:إن كنت تريد التوصل لصلح بيني وبينه فلا داعي لذلك
-سيد نوا:بل لدي أخبار سيئة لك...والدك في السجن
-يونغهوا(باستغراب) :ها! مالذي حصل معه!
-سيد نوا:لنلتقي
-يونغهوا:حسنا...سأكون عندك خلال يومين
عاد يونغهوا إلى كوريا واتفق مع السيد نوا أن يتقابلا في مكان محدد وعندما تقابلا حكى له الحكاية كاملة وأخبره أنني الآن وحيدة وعليه توقيع المنزل باسمه لأنه حقه القانوني
-يونغهوا:هذه العائلة لا تعنيني...ومشاكلك مع ذلك الرجل لا تعنيني...إضافة لأن خسارتك المنزل لا تعنيني
-سيد نوا(بحدة) :المنزل هو حقي شئت أم أبيت لذا من الأفضل لك أن تنقل ملكيته لي
-يونغهوا(بجدية) :أتظن أنك باستعطافك لي ستحصل على المنزل؟ إعلم أن هذه العائلة لا تهمني ولكن لا يعني أن أقف معك ضدهم...تريد المنزل؟ خذه بالقانون وليس باستعطاف الناس...لقد قمت باستغلال ضعف ذلك الرجل وكبره في السن لكي تهدده وتقلب حياته رأسا على عقب
-سيد نوا:لما تناديه بذلك الرجل كما لو أنه ليس من رباك!
-يونغهوا:إنه أمر يخصني...بالمختصر لن أسجل المنزل باسمك...وبالنسبة لأختي فسآخذها معي لأمريكا لكي لا تؤذيها هي الأخرى كما آذيت ذلك الرجل





-إيون(باستغراب) :ذلك الرجل! لماذا تواصل مناداة أبي بذلك الرجل!
-يونغهوا:لأنه حقا يكون "ذلك الرجل" بالنسبة لي
-إيون:تشه...هذا مزعج...عرفت اليوم أمورا كثيرة مثيرة للإحباط لذا لا أعلم إن كنت سأكون بخير
-يونغهوا:لا تفكري بالأمر كثيرا...لنتجاوزه فحسب...أتمنى أنكِ أرضيتي فضولكِ المزعج
-إيون:لا أعلم...ربما سأشعر بسعادة أكبر لو أنك تصالحت مع والدي
إلتزم يونغهوا الصمت فعرفت أن علي إغلاق الموضوع نهائيا وعدم الكلام عنه وإلا سأحصل على ردود حادة
عدت للمنزل وبقيت أدرس استغلالا ليومي لكن مهما حاولت التركيز على دروسي فلا يمكنني لأن الأمور التي سمعتها من يونغهوا وأبي تشغل تفكيري بشدة...أغلقت دفتري وتنهدت ثم وضعت يدي على خدي
-إيون(تفكر) :لست أفهم شيئا...مالذي يجري هنا؟ ليته كان لدي شخص مقرب أكلمه وأفضفض له
بينما أغرق في تفكيري رن هاتفي...لم أكن أهتم للرنين بقدر ما أهتم لقضية عائلتي لذلك تجاهلت الإتصال
بعد دقائق رن هاتفي مجددا فشعرت بالانزعاج منه وحملته لأرى المتصل وصدمت حين رأيت رقم لوهان...كنت أود الرد ومعرفة ماذا يريد بقدر ما كنت أكرهه ولا أطيق سماعه لذلك تركته يرن
تواصل رنين الهاتف مجددا وكان من المحرج أن أتجاهله للمرة السادسة لذلك قررت الرد عليه
-إيون:ألو
-لوهان:إيون...وأخيرا رددتي
-إيون:عذرا...من؟
-لوهان:أحقا لم تتعرفي على صوتي؟
-إيون:لا للأسف...من أنت؟
-لوهان:لا يهم...لا حاجة لتعرفي ذلك...ولكن أردت إخبارك بأنني حزين اليوم وأردت سماع صوتك حتى أشعر بتحسن
شعرت بقلبي ينتفض فأغمضت عيناي والتزمت الصمت
-لوهان:ألو...إيون هل تسمعينني؟
في تلك اللحظة تحركت مشاعري مرة أخرى فقطعت الخط بسرعة ورغم أنني أود أن أكلمه أكثر من ذلك لكن الأمر محزن ومخيف في نفس الوقت...لا أريد أن أسمح لمشاعري بالسيطرة علي وإلا سأستسلم وأعود إيون الضعيفة الغبية التي كانت تركض خلفه طوال الوقت
في أحد الأيام كنا في الصف ندرس وكانت حصة علم الأحياء...بعد أن أنهت الأستاذة تقديم الدرس بقيت دقائق لنتحدث فيها
-الأستاذة:بما أن العام أوشك على الانتهاء فعليكم تقديم رغباتكم الجامعية لمشرفة الطلاب
-الطلاب:حاضر
-الأستاذة:سأوزع عليكم أوراق الطلبات
حين انتهت الحصة خرجنا لساحة الثانوية نحن الثلاثة لنتحاور حول مهننا المستقبلية
-إيون:سأدخل كلية الطب التجميلي
-ييري:ألم تكوني تريدين أن تصبحي طبيبة عامة!
-إيون:بلى ولكنني غيرت رأيي بعد التجربة التي مررت بها...أريد أن أساعد كل فتاة يسخر منها الناس لأنها ولدت قبيحة
-ييري:تفكيرك منطقي وأهدافك سامية
-سولغي:نعم يعجبني أيضا...حينها سأجري عندك عمليات مجانا هههههه
-إيون:أخاف أن أخطئ في عمليتك وتقلبي الدنيا على رأسي
-سولغي:أنتِ صديقتي ولن أؤذيك
-إيون:ماذا عنكما؟ ماذا تريدان أن تدرسا؟
-سولغي:لا أعلم...لم أفكر بعد
-ييري:بالنسبة إلي قد أدخل كلية القانون وأدرس المحاماة فعلاماتي مناسبة
-سولغي:برأيكما مالمهنة المناسبة لي؟
-ييري:سأخبرك لكن لا تغضبي
-سولغي:ماذا؟
-ييري:أتعدينني أنكِ لن تخنقيني؟
-سولغي:لا
-ييري:متأكدة؟
-سولغي:تكلمي وخلصيني
-ييري:ممثلة أفلام رعب ههههههههه
-إيون:هههههههههه
-سولغي(ببرود) :لا شيء يضحك
-ييري:بالله عليكِ إيون أخبريني هل ما قلته صحيح؟
-إيون:ههههه لا أعلم
-سولغي(بحدة) :هل أنا مخيفة لتلك الدرجة؟
-ييري:تعلمين أنني أمزح فحسب
-سولغي:كدت أصدق أنني مخيفة
بينما نتحدث كان لوهان يراقبنا من الطابق الأول للثانوية ويبدو أنه حزين للغاية ووحيد ولأنني تفاعلت مع صديقتاي بالكلام لم ألاحظه
-لوهان(يفكر) :أوووف مالحل!؟ هناك شيء بداخلي يدفعني للبقاء بجانبها مهما دفعتني بعيدا
جاء شيومين إلى لوهان ومعه كوبَي قهوة ووقف بجانبه ليسلمه أحدهما
-شيومين:أنت شارد الذهن...مالقصة؟
أشار لوهان بإصبعه نحونا نحن الثلاثة
-شيومين:إيون...سولغي...ييري!
-لوهان:أقصد إيون...ما علاقتي بالأخريين
-شيومين:ما بها إيون؟
-لوهان(بحدة) :لا شيء
-شيومين:إذًا فكلامي كان صحيحا...أنت معجب بها
-لوهان:هل أبدو مغفلا إن قلت بلى؟
-شيومين:سأخبرك الحقيقة...أنت لا تبدو مغفلا بل مثيرا للشفقة
-لوهان(بانزعاج) :شكرا لصراحتك
-شيومين:أن أخبرك حقيقة تجرحك أفضل من أن أخبرك كذبة تنطلي عليك وإلا ما فائدة الأصدقاء
-لوهان:إلى أي درجة تراني مثيرا للشفقة؟
-شيومين:لدرجة أنني صرت لا أعرف إن كنت صديقي لوهان القديم أم لا
-لوهان(بإحباط) :يالها من خيبة أمل
-شيومين:لكنني تعلمت منك درسا جميلا...لن أسخر من أحد بعد الآن لأنني متأكد أنني سأندم يوما ما
-لوهان(بإحباط) :توقف...أنت تجعلني أشعر بذنب أكبر
-شيومين:جيد أن تشعر بالذنب...هذه خطوة جيدة نحو تغيير النفس
-لوهان(بإحباط) :كف عن إلقاء حكمك المحبطة...أصمت
-شيومين:تريد أن تتخلص من الذنب؟
-لوهان:بلى
-شيومين:حاول كسب رضاها إذًا
-لوهان:كيف ذلك وهي لا تحتمل رؤية وجهي ومهما اعتذرت منها فهي تقول أنها لا تكرهني لكنها تواصل تجاهلي
-شيومين:هي بشر في النهاية وقلبها طيب...بالتأكيد ستسامحك إن بينت أنك صادق في ندمك
-لوهان:من أين تأتي بهذا الكلام؟ لم أكن أعلم أنك حكيم
-شيومين:هههههه بدأت قراءة كتب عن علم النفس الاجتماعي...أريد أن أصبح مرشدا اجتماعيا في المستقبل
-لوهان:إختيار مذهل
-شيومين:شكرا...ماذا عنك؟
-لوهان:لا أعلم...لم أقرر بعد
-شيومين:كل قرار ستأخذه في حياتك سيكون حاسما لذا اختر بدقة
-لوهان:كفى كفى...كف عن قول الكلام الحكيم فأنت تعلم أنني أحب شيومين المغفل أكثر
-شيومين:هههههه حسنا حسنا
تحدثت مع صديقتاي لبعض الوقت وحين اقترب الصف من أن يبدأ تركتهما وذهبت للحمام لأتأكد من مظهري
بينما أسير في رواق الثانوية كان جميع الشباب الذين أمر بهم يبتسمون لي أما الفتيات فبعضهن يشعرن بالغيرة مني لأنني أجذب الانتباه والبعض الآخر يلقين علي التحية ويبتسمن
واصلت طريقي وأنا أسير بهدوء وتأنٍ دون أن ألاحظ أن لوهان يسير خلفي ويلحق بي في كل أروقة الثانوية
كانت سولغي وييري متجهتين للصف فرأيتاني في الأسفل أسير ولوهان خلفي
-سولغي:مالذي يفعله!
-ييري:علينا إخبار إيون
أخرجت سولغي هاتفها ثم اتصلت بي بينما أتمشى
-إيون:ألو
-سولغي:إياكِ والالتفات خلفك...إن لوهان يلحق بك لذا سيري مستقيمة
بمجرد سماعي لذلك توترت وشعرت برغبة في الاستدارة نحوه ولكن علي اتباع تحذيرات سولغي...طوال الطريق نحو الصف كنت أرتجف وعندما وصلت للباب تنهدت أخيرا وجلست مكاني فدخل لوهان خلفي مباشرة
-إيون(بهمس) :إذًا كان يلحق بي حقا
-ييري(بهمس) :هذا غريب...ترى مالذي يريده؟!
كانت جيني وليسا في المكتبة إحداهما تقرأ كتابا والأخرى تتصفح الإنترنت
-جيني:ليسا...ما رأيك؟ هل ينفع أن أكون مصممة أزياء؟
-ليسا:طبعا
-جيني:أعني هل تظنين أنني مناسبة لمهنة تصميم الأزياء؟
-ليسا:أكيد
-جيني:إذًا لماذا أرى نفسي عديمة الفائدة؟
-ليسا:من أين تأتيك هذه الأفكار؟
-جيني:لا أعلم
-ليسا:أنظري في أعماقك...هل حقا تحبين مجال تصميم الأزياء وتملكين شغفا له؟
-جيني:الحقيقة...لم أعد متأكدة
-ليسا:وماذا خطر ببالك؟
-جيني:ربما من الأفضل أن أدرس الطب
-ليسا:فهمت الآن...الأمر بسبب يونغهوا صحيح؟
-جيني(بخجل) :لا...ولكن فجأة أحببت أن أدرس الطب بدون أي سبب
-ليسا:إسمعي...سأخبرك بكلام لم أخبرك به منذ صرنا صديقتين...الحقيقة...أنتِ تبالغين في تقدير حبك لذلك الطبيب...أعني أنه مجرد إعجاب مراهقين ولكنك تتصرفين كما لو أنكِ عاشقة...إنه مجرد إعجاب وسيختفي بعد زمن وعندما تتذكرينه ستضحكين على نفسك وتقولين لماذا أعطيت ذاك الشخص اهتماما لا يستحقه
-جيني(بحزن) :أنتِ لا تفهمينني مطلقا
-ليسا:لو لم أكن أفهمك لما قلت لك هذا الكلام...أعلم أنكِ تحبينه كثيرا ولكن إسألي نفسك...هل سيستمر هذا الشعور إلى الأبد؟ وهل سيحبك أيضا بقدر ما تحبينه؟ ولو كان هناك أمل ولو صغير في ارتباطكما فلماذا يعاملكِ هكذا كما لو أنكِ حشرة طفيلية؟
-جيني(بصراخ) :هذا يكفي
-ليسا:جيني...
-جيني(بصراخ) :هذا يكفي...قلت هذا يكفي...كلامك لم يزدني سوى حيرة لذا لا تقولي شيئا
-ليسا:إهدأي فنحن في المكتبة
-جيني:يبدو أنكِ لا تحترمين رغبات واهتمامات أصدقائك...سأوفر عليك الأمر وأغادر...باي
غادرت جيني المكتبة تاركة ليسا ولكنها ما تزال قلقة عليها خاصة أن يونغهوا لا يعيرها أي اهتمام يذكر