رواية مراهقة جانحة : الفصل الثامن والعشرون (الأخير)
مرت عطلة الصيف بلمح البصر وعاد الطلبة لاستئناف دراستهم ومواصلة الفصل الثاني...كان الجميع معتادين على روتين العطلة لذا صعبت عليهم العودة كثيرا وشعروا بالكسل
دخل سوبين للثانوية نشيطا سعيدا فيبدو أنه من القلائل الذين يحبون الدراسة ويتحمسون لها...ثم أنه يريد رؤية كارلا وبقية رفاقه بشدة لأنه لا يلتقيهم كثيرا فمعظمهم مشغولون
بمجرد دخوله من الباب رأى لونا تقف قريبة منه فذهب نحوها
-سوبين:لونا!
-لونا:سوبين شي! أهلا بك...تبدو وسيما جدا بعد هذه العطلة الطويلة...لا بد أنك أخذت فترة راحة واستجمام
-سوبين:بل لم أتوقف دقيقة واحدة عن العمل...إنها فرصة مناسبة لأحسن حياتي وأجمع المال لتعليمي الجامعي
-لونا:ههههه حسنا أعترف أنك حتى مع كل تلك الضغوطات تبدو خارق الوسامة
فاجأهم يونجون من الخلف
-يونجون:إن سمعتكِ كارلا تتغزلين به فستقتلك
قطبت لونا حاجبيها فهي متخاصمة معه ولم تحدثه لأشهر
-يونجون:كيف حالكم؟
-سوبين:يا منحرف...لقد افتقدتك كثيرا هذه العطلة ولكنك مشغول بالعمل
-يونجون:لو كنت تهتم لأمري لاتصلت بي
-سوبين:هههههه عدت لحركات الكبرياء هذه! أنا صديقك ولست حبيبتك
-يونجون:حتى التي أردتها أن تكون حبيبتي لم تتصل ولو لمرة لتسأل عني ولو كصديقة
كانت لونا تستمع له بحاجبين مقطوبين وواصلت تجاهله
-سوبين:هل رأيت كارولين اليوم؟
-يونجون:لا...لكن كان المفروض أن تأتي اليوم مبكرا لتراك
-سوبين:بخصوص ذلك...هل يمكنني استشارتك في موضوع؟
-يونجون:طبعا...استشرني في أي شيء فلدي من الحكمة ما يوزع على كل كوكب الأرض
أطلقت لونا تشه ساخرة فانتبه لها يونجون
-يونجون:على فكرة أنا منحرف لكنني حكيم
لم ترد عليه وواصلت النظر لمكان بعيد...بعد دقائق جاءت نينا ركضا نحوهم
-نينا(بحماس) :رفاقي
عانقتها لونا بحرارة وفرح الجميع برؤيتها
-نينا(بحماس) :كيف الحال والأحوال والجميع؟ هل ارتبط أحد؟ هل تزوج أحد؟ هل تشاجر أحد؟ هل انتحر أحد؟ أخبروني بكل شيء يخص الثانوية من الألف للياء
-يونجون:سأخبرك...لقد طلبت مواعدة فتاة ورفضتني
-نينا:هههههههههههه تمزح
-يونجون:إن أردتي فسأخبركِ من هي واسأليها بنفسك
-نينا:ههههههه طبعا...أود رؤية الفتاة التي دخلت التاريخ برفضك أيها الوسيم الرائع
-لونا(بحدة) :يونجون...يكفي
-يونجون:وأخيرا تكلمتِ!
-لونا(بحدة) :إن كنت تريد أن لا أبرحك ضربا فاصمت...لا تنسى أنني بارعة في الفنون القتالية
-يونجون:لا أفهم مالذي قلته حتى غضبتي هكذا
-لونا(بحدة) :لقد اكتفيت منك...انقلع
كانت غاضبة جدا لذا ذهبت وتركت الفريق وبالطبع لم يرضى يونجون أن يتركها على تلك الحال فلحق بها
-نينا:هل حصل شيء في غيابي؟
-سوبين:بل الكثير
-نينا:أخبرني فورا فأشعر أنني لم أعد أعرف أحدا هنا
بقيت ربع ساعة على بداية الحصص لذا استغلها سوبين بإخبار نينا عن كل التطورات التي فاتتها في الأشهر الماضية
-نينا:يحبان بعضهما! لكن طوال العطلة كنت ألتقي بلونا ولم تخبرني بأي شيء
-سوبين:ربما لأنها ليست مهتمة للعلاقة كثيرا
-نينا:حالهما معقدة
-سوبين:لنتركهما معا فربما يحلان الخلاف
-نينا:ماذا عنك أنت وكارلا؟
ابتسم سوبين بتكلف
-سوبين:علاقتنا ممتازة جدا...ليس هناك أي مشاكل
-نينا:أووه هذا لطيف! أنتما مثال يقتدى به للحب الحقيقي
-سوبين(بتجهم) :أنتِ تسخرين صحيح؟
-نينا:ههههه واضح...هل مازالت تسبب لك الإحراج؟
-سوبين:ليس كثيرا...لقد تغيرت
-نينا:هذا أفضل
سارت لونا بسرعة عبر رواق الثانوية ويونجون خلفها ينادي عليها لكنها تتجاهله...واصلا السير لمسافة طويلة إلى أن ركض وأمسكها من ذراعها
-يونجون:لا تكوني مزاجية بطريقة مزعجة فما قلته عادي جدا
-لونا:عادي بالنسبة لك....لا أريد أن يعرف أحد أن هناك أي شيء بيننا...لنمحو تلك المشاعر للأبد
-يونجون:لا أستطيع...لقد حاولت لكن أتعلمين؟ طوال هذه الأيام كنت أراكِ في أحلامي...يبدو أنني فقدت عقلي بسببك
حاولت لونا التماسك أمام كلامه جاهدة لكي لا تقع قي الفخ
-لونا:لماذا أحببتني أنا بالذات؟ لما ليست أي واحدة أخرى غيري؟
أمسكها من كتفيها ووقف بمحاذاتها ونظر كل منهما في عيون الآخر بعمق
-يونجون:ربما لأنكِ مميزة...وجميلة...ولطيفة للغاية...لطيفة لدرجة تجعلني أتقيأ
-لونا:ها؟!
-يونجون(بتوتر) :لا لا أقصد ذلك...قصدت أنكِ كالحلوى...الأكل منها كثيرا يجعلكِ تتقيأين
-لونا(بتجهم) :ما هذا الغزل الرخيص؟
-يونجون(بتوتر) :لا أعلم...يبدو أنني أتوتر حين أتحدث معك...لم يحصل ذلك معي من قبل
-لونا:من الأخير أخبرني بما تريد
-يونجون:أريد أن نتواعد...أممكن؟
-لونا:آسفة لا أستطيع
أبعدت يده عنها ونفضت كتفيها ثم سارت عدة خطوات
-يونجون:مهلا...
فاجأها بإمساكه لها من الخلف وكرد فعل طبيعي خافت واستدارت نحوه ثم وجهت له لكمة سريعة للوجه فتراجع للخلف وهو ممسك بأنفه
-لونا(بتوتر) :أوبس لم أقصد لقد...
-يونجون:لا بأس أنا بخير
أبعد يده عن أنفه فرأت أنه ينزف
-يونجون:مالأمر؟ أهناك خطب بوجهي؟
شعرت لونا بالذنب الشديد فقامت بشد يونجون من ذراعه وأخذته ليجلسا على الكرسي ثم قامت بمسح وجهه بمناديل معطرة
-يونجون:اممم هذا لطيف...أنتِ رومنسية جدا
-لونا(بتجهم) :اصمت ودعني أنظف أنفك فشكلك يبدو كما لو أنك تناولت صندوقا كاملا من الطماطم بفوضوية
-يونجون:ههههه لطيف
انتهت من تنظيف وجهه من بقايا الدم وقبل أن تسحب يدها لآخر مرة أمسك بها وأعاد وضعها على وجهه
-لونا(بتجهم) :ماذا أفعل بشأنك أيها المزعج؟
-يونجون:لقد نجحت في ربطك...ستشعرين بالذنب كل ما تذكرتي أنكِ تسببتِ بجعل أنفي ينزف
-لونا:خيالك واسع...لست من النوع الذي يشعر بالذنب
-يونجون:إذًا ماذا تفعلين هنا؟
شعرت لونا بالتوتر وصمتت
-يونجون:لقد حشرتكِ في زاوية ضيقة هههههه
-لونا:أحبك
كان يونجون مبتسما لكن ابتسامته تحولت لاندهاش
-يونجون:مالذي بجري؟!
-لونا:فقط أردت قول ذلك لك
-يونجون(بصدمة) :ماذا؟!
-لونا:قدرنا سيء...لقد جعلنا نتقابل في ظروف صعبة وجعل منك فتى لعوبا ولذلك لا أستطيع أن أقع بحبك أكثر
-يونجون:لكنني...تغيرت
-لونا:وأنا لا أستطيع تصديق الأمر...ليس خطأك...إنه خطأي...أنا من يصعب عليها الثقة بالناس...ولهذا دعنا ننهي الأمر هنا...لنبقى أصدقاء فحسب
مدت له يدها لتصافحه وبدل أن يبادلها المصافحة عانقها...في تلك اللحظة لم تستطع التحكم في نفسها ونزلت دمعة من عينها فحاول التربيت على ظهرها بهدوء ليخفف عنا
-يونجون:أنتِ صديقي المفضل رغم كل شجاراتنا
-لونا:أشكرك
ابتعد عنه فحاولت الاحتفاظ بابتسامتها الجميلة لكي لا تقلقه...فجأة اقترب من وجهها بسرعة وقبلها...في اللحظة التي فهمت فيها الموضوع ابتعدت بسرعة ووضعت يديها على شفتيها
-لونا(بصدمة) :م م م مالذي فعلته؟
-يونجون:هدية من صديق...لكي لا تنسيني ههههههه
-لونا(بغضب) :أيها الفتى اللعوب
صفعته بأقصى قوة لديها حتى استدار وجهه للخلف ثم غادرت غاضبة...وضع يده على خده مصدوما مما حصل فقد ظن أنها ستستسلم للقبلة ولكنها لم تفعل
-يونجون(بتجهم) :أفسدت الأمر مجددا
بدأت أول الحصص الدراسية وقدم الأستاذ الدرس...نظر سوبين لطاولة كارلا فوجدها فارغة وهي لم تأتِ بعد ولم تتصل به حتى أو تخبره عن سبب غيابها في أول يوم...هي حتى لم تخبره أنها عادت لكوريا رغم أن والدها قد جاء للثانوية هذا الصباح
شعر سوبين بقلق شديد وظل باله مشغولا طوال الفترة الصباحية...وفي استراحة الغداء اجتمع البقية في طاولة الجانحين...الجميع كانوا سعداء بلقائهم إلا لونا التي كانت هادئة
-نينا(بحماس) :كم اشتقت للجلوس هنا معكم
-يونجون:لا ينقصنا سوى كارلا وتكتمل المجموعة
-كارلا:وهي هنا
سمع الجميع صوتها من الخلف فالتفتوا دفعة واحدة وكانت المفاجأة...كانت كارلا تقف خلفهم وهي مرتدية بنطال جينز أنثوي وقميصا أبيض وفوقه سترة جينز متناسقة مع البنطال...كان شعرها يصل لكتفيها واعتمدت تسريحة أنثوية جعلتها تبدو جميلة جدا...لم تكن تضع الكثير من مستحضرات التجميل سوى الآيلاينر وأحمر الشفاه لذا تبدو طبيعية وجميلة
اندهش الجميع مما رأوه وأولهم سوبين الذي بقي فمه مفتوح
-يونجون:ما هذا!؟ اثبتي على جنس واحد...لماذا تغيرين بين الجنسين على راحتك؟!
-كارلا:ههههه حرة
-لونا:هل قررتِ العودة لأنثويتك؟
-كارلا:أتعلمون يا رفاق؟ مذ كنت في السنة الأخيرة من الإعدادية بدأت ألبس كذكر وأتصرف كذكر فقط لأنني ظننت أن الذكور أفضل وأهم من الإيناث...لكن رحلتي لأمريكا غيرت حياتي...لقد قابلت طبيبة نفسية تدعى "تيفاني" وعلمتني الكثير...وأول وأهم شيء تعلمته هو أن أنوثتي هي فخري والذكور أبدا ليسوا أفضل منا...نحن سواسية في كل شيء وكل منا عنده دور مهم في الحياة
بعد سماع كل ذلك بقي الجميع مصدومين
-نينا:كارلا؟! هل أنتِ متأكدة أنكِ بخير؟
-كارلا:بل أنا أفضل حالا من أي وقت مضى...أردت فقط أن أوضح لكم هذه النقطة فلعلكم تتساءلون
ورغم كل ما قالته فالجميع بقوا في نفس حالة الصدمة
-كارلا(بتجهم) :أوه هيا...أنا أنثى من الأساس فلا تستغربوا
-يونجون:مازلت لا أصدق
-نينا:تعالي هنا واجلسي معنا
-كارلا:آسفة لا أستطيع...سأتناول الطعام في مكتب والدي من الآن فصاعدا
-يونجون:هل أنتِ معاقبة؟
-كارلا:لا
لوحت لهم ثم أخذت طبق طعامها وغادرت وبعد خروجها نظر الجميع نحو سوبين
-يونجون:تشاجرتما؟
-سوبين:أبدا...لقد كنا نتحدث بشكل طبيعي آخر مرة
-يونجون:دعنا نتحدث على انفراد بعد الغداء
بعد انتهاء الغداء أخذ يونجون سوبين لمكان هادئ حتى يتحدثا براحتهما
-يونجون:تشاجرتما؟
-سوبين:أبدا...لكن هذا ما أردت استشارتك به...بخصوص العلاقات
-يونجون:قل مالكارثة التي فعلتها
-سوبين:أوووف حقا لم أفعل أي شيء...لكن مؤخرا حصل شيء غريب...في بداية العطلة كانت كارلا تتواصل معي باستمرار وتخبرني بكل التفاصيل...لكن مع مرور الوقت قلت رسائلها واتصالاتها بشكل غريب وحتى عندما أتصل بها لا ترد إلا قليلا
-يونجون:أوه! أرى أنها فقدت اهتمامها بك
-سوبين(بصدمة) :تمزح
-يونجون:لست أمزح...الفتيات عادة يقعن بالحب بسرعة ولكنهن يتجاوزنه بسرعة أكبر من الأولاد أيضا
-سوبين(بصدمة) :لا تقلها
-يونجون:هل يعقل أنها تعرفت بشاب جديد في أمريكا ذا شعر أشقر وعينين زرقاوين؟
-سوبين(بصدمة) :لا تقلها
-يونجون:هذا مقلق...أخبرني ماذا قالت لك آخر مرة؟
-سوبين:تحدثنا عن شاطئ البحر وقالت أنها تريد الذهاب وهذا كل شيء
-يونجون:لم تطلب منك الانفصال حتى؟
-سوبين:لا
-يونجون:اممم هذا يعني أنها غير واضحة بشأن قرارها...حاول الكلام معها وستعرف منها مالقصة وهل حقا تعرفت على شاب غيرك
افترقا ليذهب يونجون للبحث عن لونا التي كانت تجلس بمفردها في باحة الثانوية وتستمع للموسيقى...عندما وصل إليها خلع السماعات من أذنها وجلس بجانبها لكنها عبست بوجهها وأدارته للجهة الأخرى
-يونجون:أعلم أن ما فعلته وقح...يبدو أنني عبرت عن مشاعري بطريقة خاطئة
-لونا(بتجهم) :الآن اكتشفت
-يونجون:أعتذر منك
-لونا:أظن أن لا فائدة للاعتذار بعد ارتكاب الأخطاء
-يونجون:أووه يا إلهي كم أنتِ حقودة! ألا يمكنكِ تناسي الأمر؟
-لونا:أنا فتاة حساسة و...
وضع يده على يدها ونظر الاثنين في عيون بعضهما فتمكنت من رؤية كمية الحب التي يكنها لها من خلال نظراته
-يونجون:أنا...حقا...لا أستطيع نسيانك...أحبك...يمكنني أن أفعل أي شيء لو طلبتِ مني...المهم أن لا تتركيني...سأثبت لكِ يوما بعد يوم أنني صادق في كلامي
تأثرت من كلامه وكادت تبكي ثم استدارت لتكلمه بعدم اكتراث
-لونا:حسنا...لنتواعد
-يونجون:ههههه مهلا...دعيني أطلب مواعدتكِ بشكل رسمي إذًا
وقف مقابلا لها ومد لها يده بطريقة رومنسية مع محافظته على ابتسامة ساحرة
-يونجون:لونا...هل تقبلين مواعدتي؟
لم تمر سوى لحظات حتى وضعت يدها على قلبها
-لونا(بخجل) :هذا رومنسي للغاية...موافقة لكن بشرط...إن تركتني مثل حبيبي الأول فسأبرحك ضربا
-يونجون(بتوتر) :لم نتفق على ذلك
-لونا:إن لم تكن بقدر التحدي فلا تدخل فيه
-يونجون:حسنا حسنا...موافق
ابتسما لبعضهما فأعطته يدها...ومرة أخرى غافلها وقبلها على شفتيها بسرعة وهرب
صارت تستشيط من الغضب لذا حملت حذاءها ورمته عليه من بعيد ولم تصبه
-لونا(بغضب) :لا تفعل ذلك هنا أيها اللعوب الحقير...انتظر حتى أمسك بك...سأبرحك ضربا
اقترب الجرس من أن يرن فاجتمع الطلبة في صفهم...كان الجميع يتهامسون حول كارلا وسوبين وانفصالهما المفاجئ وخاصة أنها حديث الثانوية بتغيرها الغريب ذاك
وبينما هم يتحدثون كانت كارلا جالسة في مقعدها تقرأ مجلة وتقلب الصفحات وتبتسم من حين لآخر حين ترى شيئا طريف...أما سوبين فكان يجلس بعيدا عنها بعدة مقاعد متوترا يخطط للحديث معها إلا أنه خائف من تصرفها تجاهه ببرود
خطط طويلا للحديث معها إلى أن حضر الأستاذ ففشلت خطته وقام بتأجيلها لوقت آخر
انتهت الحصص الدراسية وخرج الطلبة ليعودوا لمنازلهم...ذهبت لونا لخزانتها لتضع أغراضها ولكنها سمعت فتاتان تتهامسان بجانبها
-هولي(بهمس) :هذه ضحية تشوي يونجون الجديدة...لقد رأيته يقبلها اليوم
-هيرين(بهمس) :سيتركها بعد أيام...مضحك
بعد رميهما لذلك الكلام الجارح دون أن تدركا أن صوتهما مسموع غادرتا وتركتاها تحدق بالحزانة بحزن وشرود
-لونا(بحزن) :هل هو حقا جاد في مواعدتي أم أنني ضحية أخرى كما قالتا!؟
فاجأها يونجون وهو يضع يده على عينيها
-يونجون:احزري من أنا
-لونا(بتجهم) :انقلع
أزاحت يديه عن عينيها ووضعت أغراضها في الخزانة ثم سارت متوجهة للخارج ويونجون خلفها
-يونجون:مازلتِ غاضبة لأنني قبلتك دون إذنك؟
استدارت نحوه مباشرة ودفنت رأسها في صدره من شدة حزنها حتى هو لم يفهم لماذا فعلت ذلك
-لونا(بحزن) :لا أريد أن أنفصل عنك
-يونجون:ولماذا تفعلين؟
-لونا(بحزن) :أرجوك لا تكن لعوبا...لا تجرح قلبي...إن فعلت ذلك سأشعر بالندم طول حياتي لأنني أعطيتك الفرصة...أرجوك لا تفعل
-يونجون:طبعا لن أفعل...أعدكِ بذلك
في نفس الوقت تركت كارلا الجميع حتى غادروا ثم توجهت لخزانتها ووضعت أغراضها...بينما تغلق الخزانة سمعت صوت أحد خلفها فاستدارت
-سوبين:كارولين...لنتحدث
-كارلا:نعم؟
-سوبين:مالقصة؟ هل انفصلنا؟
-كارلا:لماذا تسأل؟
-سوبين:لأن الأمر غريب...هل قررتِ التخلي عني؟
-كارلا:امممم لا أريد التحدث عن الموضوع
-سوبين(بحدة) :كيف لا تريدين التحدث عن الموضوع؟ إنه أمر يخص علاقتنا
-كارلا:حسنا...قل ما تريده
-سوبين(بحدة) :لماذا تتصرفين معي هكذا؟ قبل أيام كنتِ بخير وكانت علاقتنا رائعة
-كارلا:كانت
-سوبين(بحدة) :هل السبب أنكِ تعرفتي بشاب ذا عيون زرقاء وشعر أشقر ولم أعد أعجبك؟ أنتِ مجنونة إن فكرتِ في البحث عن غيري ونحن ما نزال مرتبطين...يا فتاة انا أشتاق لكِ بجنون هنا وانتظرت طوال الصيف لرؤيتك...ولأخبرك بشيء لطالما أردتِ سماعه...كارولين أنا أحبك...أحبكِ بجنون...افتقدتكِ طوال الصيف وحاجتي لرؤيتكِ ومعانقتك كانت تقتلتي باستمرار
فجأة انفجرت كارلا من الضحك ولم تستطع تحمل كتم الموضوع الأكثر
-كارلا:هههههه أعترف أعترف...كل شيء كان مخططا له...آسفة لأنني لم أخبرك
-سوبين(بصدمة) :مخطط له!
-كارلا:ههههههه نعم أعترف...يونجون اقترح علي أن أتجاهلك لأجعلك تقع بحبي...كان محقا فعلا...يبدو أن نصائحه مفيدة
-سوبين(بصدمة) :إذًا...فأنتِ مازلتِ تحبينني؟
-كارلا:ههههه بلى بل وأنا مجنونة بك...كيف لا أحب شخصا لطيفا مثلك؟ أصلا أنا محظوظة لتمكني من مقاومة نفسي وعدم معانقتك والكلام معك طوال هذا اليوم هههههههه هذا مضحك
تجهم سوبين بوجهه ثم سحبها نحوه وقبلها بقوة لدرجة أنها توقفت عن الضحك فورا وشعرت بالخجل والتوتر واحمر خداها بطريقة لطيفة
-سوبين:لا تكرري ذلك...قلبي كاد يتوقف من الخوف
عانقها بقوة ولم يرد تركها تذهب أبدا وحتى هي بقيت دون حراك...لكن أفزعهما صوت بقية رفاقهما يونجون ولونا ونينا يخرجون من الرواق وهم يهتفون ويقفزون
-نينا(بحماس) :ألف مبارك لكما عزيزاي...تستحقان
-يونجون:هههههه نصيحتي نفعت
-لونا:وأخيرا قالها...قال أنه يحبك
-سوبين(بتجهم) :كلكم أنذال على فكرة...أنا حاقد عليكم للأبد
-نينا:إذًا هل هذا يعني أن الأمور بينكما بخير؟
-كارلا:ههههههه نعم...بعد 28 فصلا من الانتظار نستطيع أن نقول أن أمورنا تمام ههههههههه
انفجر الجميع من الضحك على كارلا ثم افترقوا ليذهب كلٌ في طريقه...أما يونجون ولونا فقد عادا للمنزل سيرا على الأقدام فقابلا في طريقهما العجوز التي تبيع حلوى الأمنيات تضع سلعتها على جانب الطريق
-العجوز:تفضلا واشتريا
-يونجون:لا شكرا
-لونا(بتجهم) :أنا أريد...اشتريها لي
-يونجان:حسنا
تقدما من الطاولة ونظرا للحلوى
-العجوز:تملك حلواي خصائص سحرية لذا لا تترددا في شرائها
-يونجون:هذا غريب!
-لونا(بحدة) :ماذا تنتظر؟
أخذ قطعتين ودفع ثمنهما ثم غادر مع لونا...وبعد لحظات سمعت العجوز صوت حفيدتها من الخلف ومعها كوبان من العصير
-نينا:جدتي...ها قد أتيت ومعي العصير...لا بد أن الجو حار وتشعرين بالعطش
-العجوز:أحسنتِ...جاء في وقته
نظرت نينا جانبا فرأت يونجون ولونا يبتعدان
-نينا:أليس هذان صديقاي؟
-العجوز:بلى...حان الوقت لأعلمهما الدرس
-نينا:ههههه أولا كارلا وسوبين ثم هما؟!
-العجوز:وسأفعل المثل معكِ يوما ما لو ظللتي تتهورين وتهربين ليلا مع تايهيون
-نينا:هههههه حسنا جدتي العزيزة...لن أهرب مجددا
والآن انتهت الرواية نهاية سعيدة ووجد الجميع حب حياته
إلا الكاتبة المسكينة "بثينة علي" التي تجلس خلف الشاشة وتشاهد الناس ثنائيات وهي الوحيدة السنغل البائسة


وعاش الكل بسعادة...إلا بثينة طبعا

النهاية