رواية مراهقة جانحة : الفصل الخامس والعشرون
تمشى يونجون عبر رواق الثانوية بصمت وهو قاطب حاجبيه وخلفه لونا التي كانت تلحقه من مكان لآخر...واصلا السير إلى أن بلغا قاعة الجانحين فضرب الباب برجله
-يونجون(بحدة) :فقط لو يمكنني إبراح تشوي سوبين ضربا على ما فعله
-لونا:أنتما أصدقاء...لا تفعل
-يونجون(بحدة) :ليس صديقي...كيف يفعل صديقي شيئا ساقطا كهذا وهو يعلم أنها تحبه كثيرا وستتحطم من أي حركة خاطئة يفعلها؟
-لونا:حسنا...دعنا نعود للواقع...سوبين لم يقل لكارلا ولو لمرة أنه موافق وسيكون وفيا لها للأبد و...
أخرسها سماع صوت الباب وهو يضرب مجددا بواسطة يونجون ووجهه يتحول لوجه مرعب وغاضب
-يونجون(بغضب) :إذًا فأنتِ تبررين له فعلته؟
-لونا:لا لم أقصد...أنا محايدة وأتكلم بالمنطق
-يونجون(بغضب) :ترى هل ستتكلمين بالمنطق إن كنتِ أنتِ من تمت خيانته؟ لا تجعليني أضحك
صمتت لونا وأنزلت رأسها فتركها يونجون هناك وغادر مبتعدا...بعد لحظات لحقت به ركضا وأوقفته
-لونا(بحزن) :معك حق...أي أحد لن يرضى أن تتم خيانته...ليس هناك منطق في الخيانة...هناك فقط ظالم ومظلوم
-يونجون:جيد...للحظة كنت سأضعكِ على رأس قائمة أعدائي
-لونا(بتجهم) :وماذا في ذلك؟ أتظن أنني سأموت إن عاديتني؟ أصلا من يحتاجك؟
تحولت تكشيرة يونجون لابتسامة
-يونجون:أنتِ جميلة حين تتظاهرين بالقوة والكبرياء
وفجأة تشابكت خيوط دماغ لونا فصمتت على الفور رغم أنها أرادت الصراخ عليه وإيقافه عن مغازلتها...لكن شعورا غريبا تملكها فتشوش تفكيرها
-يونجون(بابتسامة) :دعينا لا نتشاجر...نحن صديقان مقربان...صحيح؟
-لونا(بتجهم) :من يهتم؟ أنت قررت ذلك...بالنسبة لي لا فرق أن نكون أصدقاء أو نتشاجر دائما
-يونجون:إذًا لماذا تتبعينني؟
-لونا(بتجهم) :وأين أذهب؟ نينا في المستشفى وسوبين مع حبيبته وكارلا في حالة اكتئاب...هل تبقى أحد أرافقه؟
-يونجون:إذًا تقولين أنكِ مجبرة ولولا ذلك ما كنتِ لتبقي معي؟
-لونا(بتجهم) :هذا بالضبط ما حصل
هز يونجون كتفيه بقلة حيلة ثم غادر
-يونجون:إذًا ابقي بمفردك وهكذا لقد تفككنا رسميا
-لونا(بصراخ) :لااا...انتظر...لا تتركني بمفردي فأنا لا أعرف أحدا غيرك ولا أحب الوحدة
بعدها لحقت به ركضا وذهبا لمقابلة كارلا حيث كانت تجلس في حديقة الثانوية في زاوية فارغة بمفردها على نفس الحال الكئيب
-يونجون:حسنا هذا أصبح مبالغا فيه
-لونا:دعها وشأنها
-يونجون(بحدة) :انهضي كارلا...انتقمي منه...اطرديه من ثانوية والدك وأبرحيه ضربا...وتلك الشمطاء لياليا اطرديها من الإذاعة وانشري عنها شائعات في كل مكان واجعلي الكل يسخرون منها...قومي أيضا بالدخول لمنزل سوبين فهو فارغ وحطمي كل شيء يخصه وخربي الجدران والآثاث...لا تتركيهم يعيشون بسلام هيا كارلا
رغم كل ذلك التحريض فكارلا لم ترفع رأسها ولم تنطق بأي حرف
-يونجون(بحدة) :ماذا؟ لم تعجبكِ الطرق؟ ماذا لو وجدنا طرقا أفضل؟ ما رأيكِ أن تواعدي شابا وسيما وطويلا وجذابا وتجعلي سوبين يرجع لكِ راكضا كالكلب...وحين يعود واعديه ليوم واحد وخونيه كما خانك وهكذا تكسرين قلبه
-لونا:ومن أين لها بهذا الأمير؟
-يونجون(بثقة) :يبدو أنكِ عمياء
-لونا:هههههه ماذا؟ تستخدمك أنت لتثير غيرة سوبين؟!
-يونجون(بثقة) :أنا الخيار الأفضل
-لونا:لكن يا ذكي...من الذي لا يعرف حقيقة علاقتكما؟ الجميع موقنون أنكما مجرد صديقين عزيزين جدا جدا جدا
-يونجون(بتجهم) :ومن تواعد برأيك؟
-لونا(بسخرية) :سنقوم بتجارب آداء
-يونجون:هذا أسخف من فكرتي...تخيلي أن نسميها "تجارب الآداء للبحث عن حبيب وسيم طويل لإغاضة سوبين صديق كارلا السابق"
-لونا:يوهو! كنت أمزح حين تحدثت عن تجارب الآداء...دعنا من كل أفكارك فهي تافهة جدا
-يونجون:على الأقل أنا أحاول إيجاد الحلول على عكسكِ تقفين هنا وتستهزئين
استمرت كارلا بالاستماع إليهما لفترة ثم وقفت من مكانها
-كارلا(بصراخ) :أنتما...دعاني وشأني...لا أريد الانتقام من أي أحد...وثانيا إزعاجكما يزيد الطين بلة...أريد البقاء وحدي
صمت كلاهما فحملت كارلا محفظتها وذهبت للصف لتجلس هناك بمفردها
-لونا(بتجهم) :خطؤك
-يونجون(بتجهم) :أردت المساعدة
في مساء ذلك اليوم في منزل كارلا كانت والدتها تجلس في الصالون وتستمتع بقراءة كتاب ولكن سمعت صوت موسيقى عالٍ جدا صادرا من غرفة كارلا
توجهت هناك وفتحت الباب فوجدتها مستلقية على بطنها ووجهها مدفون في الوسادة وبجانبها مشغل موسيقى على صوت عالٍ يعرض أغنية حزينة وكئيبة
-الأم(بتجهم) :كارلا!
لم ترد عليها لذا اضطرت لشدها من رجليها وإيقاظها
-كارلا(بتذمر) :دعيني وشأني
-الأم(بحدة) :أخفضي صوت الموسيقى
-كارلا:لن أفعل
-الأم(بحدة) :قلت لكِ أخفضيها فأنتِ تزعجينني
-كارلا:اممممم
توجهت الأم لمشغل الموسيقى وأطفأته وخرجت من الغرفة...وبمجرد مغادرتها نهضت كارلا وشغلته على صوت عالٍ مجددا
عادت الأم لغرفتها وهي غاضبة ثم أطفأته مجددا ووقفت أمامه
-الأم(بحدة) :هل أصبحت أوامري تحت قدميك؟
-كارلا(ببرود) :أريد الاستماع للأغاني كي أشعر أنني بخير
-الأم(بحدة) :وماذا هناك لكي لا تكوني بخير؟
-كارلا(ببرود) :لا شيء
عادت كارلا للاستلقاء على سريرها وغمرت نفسها بالأغطية
-الأم:هل الأمر بسبب سوبين؟ هل تشاجرتما؟
-كارلا(ببرود) :لا
-الأم:حسنا...ما السبب؟
-كارلا(ببرود) :أريد الاحتفاظ بأسبابي لنفسي
-الأم:أووه حسنا...كما لو أنكِ تطلبين مني عدم التدخل...لن أتدخل بحياتك فالدلال أفسدك...واجهي عواقب مشاكلك بنفسك وحين تسأمين من الكتمان تعالي لإخباري
رغم أنها توقعت منها أن تخبرها بعد كل ذلك لكنها لم تفعل
-الأم(بهمس) :تشه...سن المراهقة وتبعاته
خرجت الأم من غرفة كارلا ثم نزلت عبر الدرج وارتدت حذاءها
-الخادمة:إلى أين سيدتي؟
-الأم:سأذهب لمقابلة سوبين...لا تخبري كارلا بذلك
-الخادمة:حاضرة
ذهبت الأم لمنزل سوبين وانتظرته في الخارج لبعض الوقت ولكنه لم يأتِ...ورغم تأخره بقيت تنتظره طويلا حتى جاء ورآها من بعيد فانصدم واختفى زاحفا خلف الأشجار في الطريق
-سوبين(بصدمة) :والدة كارولين هنا! يال العار! لا بد أنها عرفت بشأن خيانتي لها! ماذا أفعل؟! سيكون محرجا أن تؤنبتي عن الموضوع
صار يتخيل نفسه في ذلك الموقف حين تصرخ عليه وتحرجه أمام الجميع لذا بقي في مكانه مختبئا يتمنى أن تغادر...ورغم تأخر الوقت فهي لم تغادر بل بقيت تنتظره بفارغ الصبر وكلها قلق على ابنتها
بعد ساعات مر أحد الجيران بالجوار فأخبرها أن سوبين ربما في العمل ولن يعود قبل منتصف الليل لذلك غادرت فتنفس سوبين الصعداء وخرج من مخبئه واضعا يده على قلبه الذي يكاد يخرج من الخوف
أخذت والدة كارلا باقة ورد والكثير من الأطعمة والهدايا ثم ذهبت للمستشفى وطرقت الباب على غرفة والدة سوبين
-الأم:مرحبا
-سيدة تشوي:أوه! سيدة هان! أهلا بك
-الأم:كيف حالك؟
-سيدة تشوي:بألف خير
-الأم:آسفة لأنني لم آتي قبل أيام فقد انشغلت...الحمد لله على سلامتك
-سيدة تشوي:شكرا سيدتي
-الأم:يبدو أن سوبين ليس هنا...مؤسف...لقد تمنيت مقابلته
-سيدة تشوي:كان هنا قبل ساعات ثم غادر
-الأم:للأسف لم أجده في المنزل
-سيدة تشوي:سيدتي...هل ذهبتِ لمنزلنا؟
-الأم:نعم...لكن لا تهتمي...فقط أردت مقابلة سوبين...ألا تعرفين أين أجده؟
-سيدة تشوي:سأتصل به ليأتي إن أردتِ ذلك
-الأم:أوه لا...لا حاجة...فقط أردت سؤاله عن ابنتي وحالتها السيئة مؤخرا...وبما أننا هنا دعينا نتحدث عن علاقتهما
-سيدة تشوي(بصدمة) :علاقة! أي علاقة!؟
-الأم:الخطبة
-سيدة تشوي(بصدمة) :أي خطبة!؟
-الأم:ألا تعلمين بقرارهما بشأن الخطبة؟
-سيدة تشوي(بصدمة) :أبدا...لم يذكر سوبين شيئا عن الموضوع ولم يقل أن لديه فتاة في حياته
-الأم:يبدو أنني استعجلت...بما أنه لم يخبرك فمازال غير مخطط لذلك...لا أعلم لماذا لم يفتح الموضوع معك لكن الجميع في الثانوية يعرفون أنهما خطيبان
هزت والدة سوبين رأسها بتكلف وأغلقت الموضوع...لكن بمجرد مغادرة الأم حملت هاتفها واتصلت بسوبين الذي كان جالسا في المنزل يدرس للامتحانات
-سوبين:أهلا أمي
-سيدة تشوي(بحدة) :لقد خاب ظني بك حقا...والدة كارولين كانت هنا وأخبرتني بكل شيء
انصدم مما سمعه وتجمد مكانه وبقي يقلب عقله باحثا عن أي عذر يقوله
-سيدة تشوي(بحدة) :كيف تخطبها ولا تخبرني؟ ألم تقل أن لا شيء بينكما؟ ثم لقد وعدتني بعدم إخفاء أي شيء عني حتى لا أقلق عليك
-سوبين(بتوتر) :هل هذا ما قالته لك؟ أننا مخطوبان؟ فقط؟
-سيدة تشوي(بحدة) :أليس هذا كافيا لأغضب؟
-سوبين:أوه! صحيح
-سيدة تشوي(بحدة) :ما تفسيرك لذلك؟ بأن والدتك لا تعلم أن لديك خطيبة؟
-سوبين:حسنا أمي...اسمعي...الخطبة غير حقيقية...إنها مجرد شائعات نشرتها كارولين لكي تضمن بقائي معها في علاقة...صدقيني لم أخطط لأي خطبة ولم أوافق عليها
-سيدة تشوي:والعلاقة؟
-سوبين:صعب أن أشرح لكن هذا أيضا أمر لم يتم طلب رأيي فيه...أنا وكارولين فعلا علاقتنا أعقد مما تتصورين...لكن صدقيني ما من شيء رسمي بيننا حتى الآن
-سيدة تشوي:هذا جيد...كنت سأمنعك لو أنك قررت الزواج في سن كهذا...أنت حتى بلغت سن الرشد منذ عدة أيام فقط
-سوبين:لا تقلقي بشأن ذلك...أعرف مصلحتي...وأعدك أن أخبرك بكل شيء لاحقا حتى لو كان شائعات...أراضية الآن؟
-سيدة تشوي:حسنا...سنرى...تصبح على خير
-سوبين(بابتسامة) :وأنتِ من أهله...احظي بنوم هانئ ولا تقلقي علي
أرسل لها قبلة على الهاتف ثم أغلق الخط لتتحول ابتسامته لعبوس قاتل ويضرب رأسه بالطاولة
-سوبين(بإحباط) :إذًا فلا أحد يعلم بانفصالنا بعد...أشعر أن شيئا غريبا يجري
في يوم الغد وقفت كارلا أمام المرآة تجهز نفسها للذهاب للثانوية...وبينما تخرج المشط من الدرج رأت الدبوس الذي أهداه لها سوبين موضوعا في علبة المجوهرات فوقفت تتأمله...أخذته بين يديها ونظرت إليه بشرود ثم وضعته على شعرها لبرهة وحدقت بنفسها وكم كان وجهها عابسا وكئيبا
-كارلا(بحزن) :لا أريد أن أرى دبابيس شعر طوال حياتي
أعادت الدبوس للدرج ثم خرجت لقاعة الأكل وجلست مع والدتها ليتناولوا طعام الفطور...كانت الخادمة تمر بالجوار ومعها أطباق الطعام ورأت كارلا في رأسها دبوس شعر
-كارلا(ببرود) :اخلعي ذلك الدبوس من شعرك...لا أريد أن أرى أي دبابيس في المنزل...ألقيها كلها في القمامة لو سمحتِ
-الخادمة(باستغراب) :عفوا!
-الأم:ها!
-كارلا(ببرود) :كما سمعتِ...لست أمزح
أخذت كارلا قضمة من التفاح ثم رمت البقية على المائدة وذهبت للثانوية سيرا على قدميها لأنها تفضل هذه الأيام العزلة والبقاء وحدها أكثر
بعد أن وصلت دخلت لقاعة الجانحين فوجدت يونجون ولونا معًا
-كارلا(ببرود) :صرتما تقضيان الوقت معًا كثيرا...جميل
-لونا(بتجهم) :ليت لدينا خيارا آخر
-يونجون(بثقة) :نحن صديقان مقربان جدا جدا جدا الآن لذا لا تندهشي
وضع ذراعه على لونا فقطبت حاجبيها
-يونجون:أليس كذلك صديقتي المقربة جدا جدا جدا؟
-لونا(بحدة) :يا متحرش
قامت بإبعاد ذراعه عنها ونفضت ثيابها
-لونا(بتجهم) :ضع ذراعك في مكان آمن غير كتفي وإلا سأضطر لضربك كما تلك المرة
-يونجون(بتجهم) :أمازحك فقط
-لونا:مهلا...كارلا تبدو بحال أفضل اليوم
-كارلا(ببرود) :نعم نوعا ما...لكن أسدِ إلي معروفا واخلعي دبوس الشعر من رأسك فهو يذكرني بأشياء لا أريد تذكرها
-لونا:لكن شعري...
فاجأها يونجون بخلعه للدبوس من شعرها وإخفائه خلفه فتناثر شعرها وتخرب
-لونا(بتجهم) :وأنا ما ذنبي لأكون ضحية؟
-كارلا(ببرود) :أود تناول شيء حلو...أمعكما؟
-يونجون:معي علكة النعناع
-كارلا:يععع...لا أريد...أريد شيئا به سكر...الكثير من السكر
اقترب يونجون من أذن لونا وهمس
-يونجون:ما الذي يجري؟ أنتِ فتاة وتفهمين هذه الأمور
-لونا:الاكتئاب...الفتيات عادة يلجأن لتناول الطعام الحلو لتحسين مزاجهن
شاهدا كارلا وهي تخرج من الصف وتذهب نحو آلة بيع الحلويات ثم وضعت بداخلها الكثير من النقود واشترت كل قطع الحلوى بالشكلاطة والفراولة والعسل التي تستطيع حملها وأخذتها لقاعة الجانحين وبدأت الأكل
بينما تأكل كانت تزيل الغطاء وترميه جانبا على الأرض بوجه مكتئب بينما يونجون ولونا يشاهدانها
-كارلا(بحزن) :إن أكلت هكذا طويلا فسيزيد وزني...أصلا من يهتم؟ السكر هو إكسير السعادة
-يونجون(بهمس) :أتمنى فقط أن تبقى حالها مستقرة هكذا ولا تعود للصراخ علينا
-لونا(بهمس) :أتفق...it's so bad
-يونجون(بتجهم) :توقفي عن التحدث بالإنجليزية فلسنا أجانب هنا
-لونا:حسنا
-يونجون:عندي خطة انتقام فما رأيك؟
-لونا:أوه! أخبرني ما هي؟
في ذلك الوقت دخل سوبين الثانوية مسرعا بعد أن تأخر في النوم...وأول ما فعله أنه ذهب لرؤية لياليا والاطمئنان عليها في قاعة الإذاعة فوجدها تراجع للامتحانات
-سوبين:هل مر اليوم على خير؟
-لياليا:كما ترى
-سوبين:ممتاز...ظننت أنها ستؤذيكِ في غيابي
-لياليا:أعتقد أن علينا تقبل الأمر...نحن آخر اهتمامات كارولين حاليا...هي حتى لم تأتي وتصرخ علينا رغم أنها ليست قضية بسيطة...هي لا تهتم
فجأة صمت سوبين وأنزل رأسه وبدا عليه الحزن الشديد
-لياليا:أحزين لأن كارولين لم تعد مهتمة لأمرك؟
-سوبين:لا...ليس كذلك...أشعر ببعض الذنب ناحيتها
-لياليا:لا داعي للشعور بالذنب فهي غير مهتمة البتة
-سوبين:حسنا
-لياليا:وبما أنها غير مهتمة...لنذهب معا لصفي
-سوبين:حسنا...هيا
سار كلاهما عبر الرواق المؤدي لقاعات الدرس ثم توقفت لياليا عند إحدى النباتات تنظر للورد الأحمر
-لياليا:ما أجمله!
-سوبين:يبدو أنكِ تحبين الورود
-لياليا:هههههه كثيرا...لا أريد ان أكون فظة ولكن سأكون سعيدة لو فاجأتني بالورد من حين لآخر
-سوبين(بابتسامة) :جميل...هذا أنثوي جدا ههه
فجأة تحولت ابتسامته لعبوس بعد أن تذكر أن كارلا عكس كلمة "أنثوي" تماما...بسبب علاقته المؤقتة معها أصبحت الأمور الأنثوية غريبة عليه
-سوبين(بشرود) :أنثوي!
أرادت لياليا قطف وردة وفي لمح البصر شعرت بسوبين يسحبها مبعدا إياها للخلف وفي نفس المكان الذي كانت تقف فيه ارتطم إصيص ورد بالأرض متهشما لملايين القطع
وضعت لياليا يدها على شفاهها من الصدمة ونظرت لسوبين أما الآخر فقد رفع رأسه لأعلى ورأى لونا تهرب بعيدا في الطابق العلوي
-سوبين(بصدمة) :لونا حاولت قتلك!
-لياليا:قتلي!
بقي كلاهما مصدومين من الأمر يحدقان بالإصيص الذي انكسر في الأرض
-لياليا(بخوف) :كارولين من أرسلتها...من قد تكون غيرها؟ هي التي تريد التخلص مني
-سوبين(بصدمة) :مستحيل...كارولين ليست كذلك
-لياليا(بخوف) :وبماذا تفسر ما حصل الآن؟
-سوبين:لنبتعد عن هنا
سحبها من ذراعها وأخذها ليختبآ في مكان ضيق فارغ فتمسكت بذراعه بقوة
-لياليا(بخوف) :لن تكون محاولتها الأولى...ستفعل المستحيل لقتلنا...ما الحل سوبين شي؟ لقد علقنا مع فتاة متوحشة
رغم أن لياليا تذمرت أمامه طويلا لكن لم يستطع التركيز مع أي شيء تقوله...كان شاردا فحسب يحدق بالأرضية بحزن وهي متمسكة بذراعه
افترقا بعد مدة وذهب سوبين للصف وعندما دخل رأى كارلا تجلس مكانها بهدوء ولا كأن شيئا حصل وقد بدأ الأستاذ بتوزيع أوراق الامتحان بالفعل...لم يعرف حتى ما المشاعر التي اعترته فقد كان كل شيء مشوشا
في استراحة الغداء جلست كارلا في طاولة الجانحين مع رفاقها وبدل أن تتناول طعاما صحي أحضرت الكثير من الحلويات
-لونا:لا أود التدخل لكن عن قريب ستعانين من السمنة والسكري وتسوس الأسنان
-كارلا(ببرود) :تدخلتِ بالفعل
-لونا:حسنا...لكن انظري لمنظر طبق الأرز...ألا يبدو شهيا؟ أفضل بكثير من الحلويات
-يونجون:هههههه هذا يذكرني بأمي حين تعلم أخي الصغير أن الطعام الصحي مفيد أكثر من الحلوى
-لونا(بتجهم) :وهل لديك حل أفضل لجعلها تأكل؟
-يونجون:لا
نظرت كارلا لإحدى الطاولات فرأت شابا وفتاة يتواعدان ويأكلان الطعام معا
-كارلا(بحزن) :كيف يتواعدان وأنا لا؟ هذا يذكرني بأنني وحيدة...وحيدة بائسة لا مفر لي من العزوبية
فتح يونجون ولونا فميهما من الصدمة ونظرا لبعضهما بقلق
-كارلا(بحزن) :علي منع المواعدة في الثانوية وهكذا لن أرى المزيد من العشاق ولن أشعر بالنقص
-يونجون(بتجهم) :أخاف أن تتذكري أن سوبين يتنفس وتمنعي الجميع من التنفس أيضا
كانت كارلا تمضغ طعامها لكنها توقفت فجأة وأرخت يدها لتسقط منها قطعة الشكلاطة
-كارلا(بحزن) :صحيح...هو أيضا يتنفس...لا تتنفسوا وإلا ستذكرونني به
ضرب كل من يونجون ولونا جبهتهما بقوة في لحظة واحدة بينما وضعت كارلا رأسها على الطاولة بإحباط مجددا وحاولت كبح دموعها التي حبستها لأيام ثم أخرجت دفتر ملاحظات وقلم
-كارلا(بحزن) :مرت 5 أيام و16 ساعة و12 دقيقة على انفصالنا...لماذا أشعر أنها سنوات؟ هل الخطب بالزمن أم بي؟
-لونا(بتجهم) :بل الخطب بنا لأننا هنا نستمع لك
-يونجون:أووه كارولين هيااااا
-كارلا(بحزن) :لقد كان يناديني كارولين أيضا...لا تنادوني كارولين بعد الآن
-يونجون:ها! وبماذا نناديك؟
-كارلا:نادوني بطيخة
-يونجون(باستغراب) :ماذا؟!
-لونا:هذه الفتاة انفصمت حرفيا...لا مجال لانقاذها