رواية عشقت شيطان : الفصل السابع
إنتهينا من العمل و ذهبت أنا و هاني و جونجوا لغرفة الموظفين لكن هاني تظاهرت بأنها نسيت الموضوع من الأساس...غيرت ثيابها و أخذت حقيبتها لتتجه نحو الباب
-آنجل:احم احم
-هاني:ماذا؟
-آنجل:و تسألين؟
-هاني:للأسف أنا مستعجلة...لقد إتصل بي جيمين و طلب مني الخروج فهلا عذرتنا؟سنتشاجر في وقت لاحق
كلامها جعلني أشعر بالإستفزازية أكثر و إبتسامتها الخبيثة تلك تناديني لأقوم بشدها من شعرها
-هاني:باي...
-آنجل(تصرخ) :لن أسمح لك بالذهاب
-هاني:أوبس لماذا!
-آنجل(بعصبية) :أنا أحب جيمين و لن أسمح بمشاهدته مع فتاة أخرى أتفهمين؟
-هاني:إعترفتي أخيرا!
-آنجل:إبتعدي عنه
-هاني:و ماذا لو رفضت؟
-آنجل(بعصبية) :أيتها المستفزة
-هاني:دعينا نتفاهم...جيمين حاول التقرب منك لكنك تجاهلتِه...لذلك جاء إلي أنا لأهتم به و أكون له نعم الحبيبة
-آنجل:تكذبين
-هاني:لنذهب لغرفته و نسأله
-آنجل(تصرخ) :لا...إبتعدي عنه
-هاني:سأبتعد عنه فقط إن طلب هو مني ذلك...أعني حين يقول"آسف هاني لكنني مازلت أحب آنجل و أريد العودة لها"
-آنجل(تصرخ) :جيمين يحبني بالفعل...أما أنتِ فمجرد دمية يتسلى بها
-هاني:ههههههه هل أنت جادة؟
-آنجل:كل الجدية
-هاني:مممممم لا يمكنك طرح نظرية بدون دليل...أين دليلك؟
-آنجل:لا أحتاج لإقناعك بأي شيء...قناعتي بنفسي تكفيني
بينما كنا نقلب الدنيا رأسا على عقب بصراخنا و شجاراتنا كانت جونجوا تقف في زاوية الغرفة تثني يديها و تشاهد فحسب
-جونجوا(في نفسها) :هذا ممتع أكثر من الذهاب للسنما ههههه
-هاني:جبانة...تعرفين لو أننا سألنا جيمين بنفسه لإختارني أنا لذلك أنت خائفة
في تلك اللحظة لم أتمالك نفسي و رفعت يدي لأصفعها صفعة قوية جعلت وجهها يلتف للجهة الأخرى و تظل ممسكة به غير مصدقة لما يحصل...بالنسبة لي كنت أيضا مصدومة فأنا عادة لا أرفع يدي على أي شخص حتى لو كان ظالما لي لكن ما فعلته للتو سيسجل في تاريخي على أنه أحقر شيء فعلته!و بسبب شاب أيضا!
-هاني(مصدومة) :هل صفعتني للتو؟
-آنجل:أ أ أ آسفة لكنني إستفززتني
-جونجوا:بنااات يكفي...أعتقد أن الموضوع تجاوز الحدود
-هاني(بنظرة إستحقار) :أستطيع ردها لك لكنني أفضل إحترامك و إحترام نفسي حتى لو كنت أنا الأكبر...بالإذن...جيمين ينتظرني
خرجت هاني من القاعة و لحقت بها محاولة إقناعها أنني لم أقصد ذلك لكنها تجاهلت صوتي و أنا أنادي عليها و توجهت نحو بوابة الفندق حيث كان جيمين ينتظرها
-جيمين:أين كنتِ؟
-هاني:واجهت مشكلة صغيرة مع بعض الفضوليين
نظر جيمين نحوي ببرود ثم تجاهلني
-آنجل:توقف
-جيمين:أتكلمينني؟
كانت هذه اللحظة من أصعب أيام حياتي...اللحظة التي سأعترف فيها له بأن قراري خاطئ و أنني أريده مهما حاولت الإبتعاد عنه...لقد أخطئت برفضي له و الآن جائت الفرصة لكي أصحح خطأي
-آنجل(بصوت مرتجف) :لا تذهب معها...أنا من تحبها...أعلم ذلك
-جيمين:ماذا!
-آنجل(بصوت مرتجف) :وجودك مع فتاة غيري يحرق قلبي...لا تتركني... أحبك...أريد أن أكون معك و أقضي بقية أيام عمري بجانبك
-جيمين:ألا تظنين أن الأوان قد فات؟
-آنجل(بصوت مرتجف) :ربما...لكن أن أحاول و أفشل أحسن من أندم لعدم المحاولة نهائيا
عم صمت رهيب بيننا نحن الثلاثة...كل منا كان يفكر في رأسه مالحل المناسب لإتخاذه...بينما أنتظر جواب جيمين على ما قلته نزلت دمعة من عيني لتشق طريقها عبر خدي الوردي...لا أفهم لما هذه الدموع تحرجني الآن فأنا لا أريد أن أبدو مثيرة للشفقة في تلك اللحظة
لحظات قليلة حتى إقترب مني جيمين و رفع رأسي و مسح الدمعة من عيني و هو يبتسم
-جيمين:هههه لا تبكي يا ملاكي فدموعك غالية
-آنجل(مصدومة) :هل ناديتني بملاكي للتو؟
-جيمين(يبتسم) :بلى...أنت ملاكي الفاتن...لطالما كنتِ كذلك
-آنجل(مصدومة) :مهلا مهلا...دعني أستوعب...هل يعني هذا أنك مازلت تحبني؟
-جيمين:بلى
-آنجل:تريد أن نتواعد؟
-جيمين:بلى هههه
-آنجل(بخجل) :لا أصدق!أشعر كأنني أحلم...أحبك جيمين
-جيمين:أحبك آنجل
قاطعتنا هاني التي كانت واقفة بجانبنا و هي تصفق و تبتسم
-هاني:هههههه مبروك لكما...و أخيرا إجتمعتما...أنا سعيدة
-آنجل:مهلا...أنت سعيدة لأجلنا
-هاني:هههههه طبعا...سعيدة للغاية
-آنجل(بإستغراب) :لكن قبل قليل كنتِ تقولين أنك تريدينه
-هاني:ههههه كان كل ذلك مخططا له
-آنجل(مصدومة) :مخطط!
-هاني:أنا و جيمين تحدثنا في الموضوع و أردنا أن نثير غيرتك لكي تعترفي
-آنجل(بعصبية) :أيها الحقيران
-هاني:آسفة لكن هذا لمصلحتك
-آنجل(بعصبية) :تتفقان علي!يالكما من نذلين...لا تكلماني
شعرت بالغضب الشديد و عدت لقاعة الموظفين بمفردي...أول مرة تنطلي علي حيلة كهذه...أشعر بالخيبة مدموجة مع السعادة و الحزن
بقيت دقائق هناك مطأطأة رأسي حتى جائت هاني و فتحت باب الغرفة بهدوء و نظرت لي بإبتسامة
-آنجل:إن إقتربتي مني سأقتلك
-هاني:هههه آسفة...أقسم أنني آسفة...لكن هل من طريقة أخرى لجعلك تتخلين عن كبريائك و تعترفين؟
-آنجل:حقيرة
جلست هاني بجانبي و وضعت ذراعها على كتفي ثم شدتني من خدي
-هاني:أحبك آنجل...أنتِ أختي الصغيرة التي لم تلدها أمي
-آنجل(بحزن) :أنا أيضا...ظننت أنني خسرتك بسبب جيمين...تصرفك معي بذلك اللؤم جعلني أحزن
-هاني:هههه لكنك صفعتني...كيف تصفعين الأوني خاصتك ألا تخجلين من نفسك
-آنجل:أعتذر
-هاني:هههههه لا بأس...أعترف أن صفعتك قوية لا أتمنى تجربتها مجددا
-آنجل:كيف قررتما التخطيط لخداعي؟
-هاني:كان ذلك في أول يوم عندما خرجنا في موعد أتتذكرين؟
-آنجل:بلى...ماذا حصل؟
-هاني:سأخبرك القصة...
في أول موعد لهاني و جيمين ذهبا إلى البار و طلبا الشراب ليحتسياه معا
-هاني:أعلم ما تحاول فعله
-جيمين:ها؟!
-هاني:تحاول إغاضة آنجل بي أليس كذلك؟
-جيمين:و ماذا لو؟
-هاني:هذا تصرف حقير برأيي
-جيمين:لا يوجد معنى للحقارة في قاموسي...أنا أفعل فقط ما أراه مناسبا لتلبية مصالحي
-هاني:من يراك تتكلم هكذا يظن أنك تربيت في مكان تعمه الإستبدادية و المصلحة
-جيمين:ههههه أنت ذكية...تعجبينني
-هاني:أعلم أنك و آنجل تحبان بعضكما فلما لا تتواعدان فحسب
-جيمين:هي التي تتجاهل مشاعرها تجاهي
-هاني:أعرف آنجل جيدا...إنها خائفة من الوقوع في الحب
-جيمين:و مالحل برأيك؟
-هاني:سأجبرها على الإعتراف
-جيمين:أنت؟
-هاني:سأتفزها إلى أن تنفجر و تأتي لتعترف لك
-جيمين:و كيف تفعلين ذلك؟
-هاني:بنفس الطريقة التي تستخدمها أنت
-جيمين:لكنها صديقتك و هذا سيجعل علاقتكما تتدمر
-هاني:آنجل طيبة و حين تعرف أنها مجرد كذبة ستنسى الموضوع
-جيمين(يبتسم) :شكرا لتعاونك معي
-هاني:العفو هههههه...لنعد آنجل لرشدها معا...أو لنقل لنفقدها صوابها
-هاني:هاذه كانت القصة الحقيقة...أقسم لك أن نيتي كانت طيبة
-آنجل:أنت شريرة...لن أثق بك بعد الآن
-هاني:لستِ حاقدة علي صحيح؟
-آنجل:ممممم لا
-هاني:و لا على جيمين؟
-آنجل:جيمين بلى...سأتفاهم معه لاحقا
-هاني:ههههه إذا لا دخل لي بينكما
-آنجل:سأريه
خرجنا من القاعة لنجد جيمين ينتظرنا في الخارج
-هاني:سأغادر...تصبحان على خير
-آنجل:و أنت من أهله
-جيمين:ليلة سعيدة
نظرت نحو جيمين بعينين غاضبتين و لكنه إبتسم لي محاولا جعلي أنسى ما حصل
-آنجل:لن أسامحك
-جيمين:لماذا؟
-آنجل:ما فعلته لا يغتفر
-جيمين:صحيح
-آنجل:لن أسامحك إلا إن نفذت لي ثلاث شروط
-جيمين:خيرا
-آنجل:أولها لنخرج في موعد اليوم
-جيمين:الآن في هذه اللحظة؟
-آنجل:بلى
-جيمين:إلى أين؟
-آنجل:لمكان يمكننا فيه رؤية النجوم و القمر بوضوح
-جيمين:أظنه أمرا مستحيلا فنحن في المدينة الآن
-آنجل:لنبتعد عن المدينة
-جيمين:قد يستغرق الأمر ساعات
-آنجل:لا يهم...أريد فقط البقاء بجانبك و مشاهدة النجوم و القمر
-جيمين:حسنا
ركبنا سيارة جيمين و ذهبنا لمكان بعيد جدا و قد إستغرق منا الأمر ساعة كاملة و الوقت تأخر
جلسنا نحن الإثنين في مقاعد السيارة ننظر للسماء و بالفعل كان منظرها مذهلا و جذابا
-آنجل:أتذكر آخر مرة ذهبنا للمزرعة و رأينا نفس المنظر
-جيمين:بلى...وقتها لم نكن نتواعد أما الآن فأنت فتاتي
-آنجل:هل تعتقد أننا سننفصل في المستقبل؟
نظر لي جيمين لفترة محاولا أن يجد الإجابة المناسبة للسؤال...لكنه يعلم بأننا سننفصل بالفعل بل و عليه أن يتخلص مني و إلا سيبقى مجرد شيطان مهمش و ضعيف
-جيمين:دعينا ننسى المستقبل و نعش اللحظة الراهنة
-آنجل:بالتأكيد
تماما مثل مسكن الآلام...وضعت رأسي على كتف جيمين المريح...لقد إنتظرت هذه اللحظة طويلا و ها قد حان الوقت لأعيش سعيدة مع الشاب الذي أحبه...لقد ذهبت آنجل الباردة و حلت محلها العاطفية الدافئة
أريد أن أبقى هكذا طول حياتي و أعيش في الجنة التي قدمها لي جيمين
-جيمين:أيعني هذا أنك مستعدة لإعطائي أي شيء أطلبه؟
رفعت رأسي بتعجب و نظرت نحو جيمين الذي كان ما يزال ينظر للسماء
-آنجل:ماذا تقصد؟!
-جيمين:نفس الشيء الذي في بالك
-آنجل(بإنزعاج) :الشيء الذي في بالي خطير جدا فهل تعنيه حقا؟
-جيمين:ههههه نعم
حاولت تمالك نفسي و عدم إعطاء الموضوع أهمية و لكن كيف لا أفعل ذلك و هو أمر يخصني
-آنجل(منزعجة) :أهذا كل ما تفكر فيه؟ألهذا جئت إلي منذ البداية
نظر إلي جيمين ثم إنفجر من الضحك و أنزل رأسه يحاول إخفاء تعابير وجهه
-آنجل(بإنزعاج) :الأمر ليس مضحك يا سيد جيمين
-جيمين:هييي قلت لك لا تناديني هكذا
-آنجل(بإنزعاج) :حسنا أيها المنحرف جيمين
-جيمين:هههههه لست منحرفا...دماغك هو المنحرف...قصدت شيئا آخر
-آنجل:مثل ماذا؟
-جيمين:دمك و روحك
-آنجل(بخوف) :هل...أنت...مصاص دماء؟
-جيمين:ههههه لا...لكن سأصبح كذلك لأجلك...تعالي لأمتص دمك
أحاطني جيمين بذراعيه ثم قرب فمه من رقبتي و عضها بلطف...رغم أنها حركة لطيفة لكنني أحسستها منحرفة و سيئة لذلك دفعته بعيدا و جلست على جانب المقعد بعيدة عنه بينما أثني يداي و أنظر للجهة المعاكسة
-جيمين:ما بالك؟تعلمين أنني أمزح
-لا رد
-جيمين:لقد جئنا لنستمتع بمنظر النجوم و ليس لنتشاجر
-لا رد
-جيمين:مممم...لنعد للمدينة إذا
-آنجل:أنت تحبني و لا تتلاعب بمشاعري صحيح؟
صمت جيمين لفترة يفكر ثم نظر نحوي بإبتسامة خبيثة و لم يلبث كثيرا إلى أن سرق قبلة سطحية من شفاهي جعلتني أتجمد مكاني من الصدمة
-جيمين:هههههه ملاكي...كيف أستطيع خداع فتاة مثلك...أحبك و سأقتل أي شاب يقترب منك...أنا أعني هذا حرفيا
-آنجل(بخجل) :أنت حقا لطيف
-جيمين:لست لطيفا صدقيني...أصبح شيطانا حين يتعلق الأمر بك
-آنجل:ههههه وجدت لك لقبا بدل السيد جيمين و المنحرف جيمين
-جيمين:ما هو
-آنجل:شيطاني...ما رأيك؟
-جيمين:يعجبني ههههه و أنت ملاكي...إسمانا متوافقان الآن صحيح؟
-آنجل:صحيح
ليلة كاملة هي كفيلة بجعلي أنا و جيمين نلتحم روحيا و نتعلق ببعضنا بجنون...لقد أمضينا ليلة طويلة معا نشاهد النجوم و في تمام الساعة الخامسة صباحا أوصلني للبيت و غادر
دخلت غرفتي لأجد فلورا تنتظرني و يبدو أنها لم تنم طوال الليل...و بمجرد أن رأتني عانقتني بحرارة
-فلورا(بقلق) :أيتها الغبية...أين كنتِ لقد قلقت عليك لحد الجنون
-آنجل(بحماس) :كنت مع جيمين و قضينا ليلة رائعة
-فلورا(مصدومة) :ماذا!
-آنجل:أعني شاهدنا النجوم...هذا كل شيء
-فلورا:و لماذا هاتفك مغلق...لقد ظننت أن مكروها أصابك
-آنجل:لا أبدا...خرجنا من المدينة حيث لا يوجد تغطية
-فلورا(بإنزعاج) :إذا كنتِ تستمتعين بوقتك و أنا كالغبية هنا أموت من القلق عليك
-آنجل:لاااا لا تقولي هذا...آسفة كان علي طمأنتك...أنا فتاة غبية
-فلورا:لا يهم...لحسن الحظ غدا يوم عطلة
-آنجل:لننم إذا
-فلورا:هيا بسرعة
غططت في نوم عميق بسبب تعبي الشديد و لكن يبدو أن المصائب مكتوبة على جبهتي كالمعتاد...لقد رأيت كابوسا جديدا و كالعادة إنتهى بي الأمر أستيقظ فزعة و أبقى صاحية إلى أن تشرق الشمس
نهضت فلورا من نومها على الساعة الثانية زوالا لتجدني أحاول الدراسة و عيناي تنغلقان بمفردهما من النعاس
-فلورا:إستيقظتي؟
-آنجل:لم أنم من الأساس
-فلورا:أخبريني مالذي حصل البارحة؟
-آنجل:صرنا نتواعد
-فلورا(بإبتسامة) :مبرووووك
-آنجل:شكرا
-فلورا:يجب أن تعرفيني عليه
-آنجل:لا مشكلة
-فلورا:أقترح عليك الذهاب للنوم فأنت متعبة
-آنجل:أفضِّل عدم النوم على أن أنهض مفزوعة من الكوابيس
بينما نتحدث قاطعنا صوت جرس الباب فنهضت لأفتح و أتفاجأ بأنه جيمين
-آنجل:أهلا
-جيمين:أهلا ملاكي...إشتقتي إلي صحيح؟
-آنجل(بخجل) :طبعا
-جيمين:لنخرج معا
-آنجل:دقيقة...سأغير ثيابي
جائت فلورا نحونا لترى من القادم فتفاجأت بجيمين
-آنجل:تحدثا ريثما أعود
-فلورا حسنا
-جيمين:أدعى جيمين...تشرفت بمعرفتك
-فلورا:و أنا فلورا...أعز صديقة لآنجل
مدت فلورا يدها لجيمين لتصافحه و حينما لمستها شعرت بشعور غير مألوف...كان هناك طاقة سلبية نتجت عن تلامسهما لتشعرها بعدم الراحة...بعدها نظرت في عينيه لتنصدم من نظرته الحادة و الغريبة
-فلورا:سأرى آنجل و أعود
دخلت فلورا غرفتنا المشتركة فوجدتني أضع مساحيق التجميل بحماس...حينها أغلقت الباب و أمسكتني من كتفي
-فلورا:إحذري منه
-آنجل:من ماذا؟
-فلورا:جيمين...هو لا ينوي على خير
-آنجل:مالذي تتكلمين عنه!
-فلورا:أعلم أن كلامي قد يبدو غير منطقي لكن لا أحس بالراحة له
-آنجل:أنا لا أحس بالراحة سوى معه
-فلورا:أعلم أن لكل نظرته المختلفة و لكن كوني حذرة فحسب...إتفقنا؟
-آنجل:لا تقلقي...سآخذ حذري
بينما نحن نتحدث كان جيمين يمتلك القدرة على سماع الأصوات القريبة منه حتى لو كان همسا لذلك عرف بما يدور بيني أنا و فلورا
-جيمين(يكلم نفسه) :يبدو أن هناك حشرة جديدة يجب الدعس عليها
حملت حقيبتي و خرجت مع جيمين و أول ما فعلناه أننا ذهبنا لمدينة الملاهي
-جيمين:هذا هو شرطك الثاني لكي تسامحيني؟
-آنجل:بلى
-جيمين:و مالثالث؟
-آنجل:سأخبرك به حين نقوم به
-جيمين:حسنا...لنتناول شيئا
-آنجل:أطلب البيتزا
-جيمين:قللي من المعجنات
-آنجل(بعصبية) :هل تقول مجددا أنني سمينة؟!
-جيمين:لا أبدا
-آنجل:إذا إذهب و أحضر البيتزا قبل أن أفجر رأسك
-جيمين:حاضر ملاكي حاضر
ذهب جيمين ليطلب البيتزا بينما جلست أنتظره في إحدى الطاولات تحت أشعة الشمس الخريفية الدافئة...بقيت ألعب بهاتفي مؤقتا حتى سمعت صوتا مألوفا ينادي علي
-جين:آنجل...يال الصدفة!
-آنجل:آه أنت إبن السيدة جيون
-جين:بلى...جيد أنك تذكرتي وجهي
-آنجل:بالطبع
-جين:هل جئتي بمفردك؟
حاولت أن أخفي عن جين حقيقة أنني مع حبيبي لذلك حاولت تغيير الموضوع
-آنجل:أخبرني أنت...ماذا تفعل هنا؟
-جين:جئت لأمرح فالعمل يجعلني أصاب بالتوتر
-آنجل:صحيح
-جين:فلنقضي الوقت معا إن أردتي
-آنجل:للأسف...لست وحدي هنا
-جين:آااه فهمت
كان جيمين يحمل صحن البيتزا و يقترب من الطاولة إلى أن لمح جين هناك يكلمني
-جيمين(يكلم نفسه) :من هذا؟!
حاول جيمين الإقتراب لكنه شعر بالضعف الشديد و أسقط صحن البيتزا على الأرض...كان كل من حوله ينظرون له ما عدا أنا فقد كنت منهمكة و نسيت كل ما حولي
حاول جيمين الإقتراب منا بأي طريقة لكنه لم يستطع ذلك كونه يضعف مع كل خطوة يتقدمها
-جيمين(يكلم نفسه) :من يكون هذا الحقير أيضا!
مرت دقائق كان جيمين فيها لا يستطيع الإقتراب إلى أن أكملت حديثي مع جين و غادر حينها جاء نحوي بعينين غاضبتين
-جيمين:من يكون هذا؟
-آنجل:صديق
-جيمين:و لما لا أعلم بشأنه؟
-آنجل:و هل يجب أن أعطيك قائمة بكل الناس الذين أعرفهم؟
-جيمين:هذا الشاب خاصة لا يعجبني...ممنوع الإقتراب منه و إنتهى الكلام
-آنجل:لا تعاملني كما لو أنني مراهقة...أنا كبيرة و أعرف نفسي
-جيمين:لا تجادليني
-آنجل:لما تتصرف بلؤم!لا يعجبني ذلك
-جيمين:أغار
-آنجل:و لما الغيرة من صديق؟
-جيمين:نيته تجاهك غير طيبة لذا إبتعدي عنه
-آنجل:حسنا كما تريد...أصلا نحن لا نتواصل كثيرا
-جيمين:آسف بشأن البيتزا...لقد وقعت مني
-آنجل:هههه لا تهتم...سأحضر غيرها
-جيمين:أحضريها فأنا أشعر بالتعب بعض الشيء
-آنجل:إنتظرني
جلس جيمين يستريح على الكرسي بمفرده و قد كان يشعر بشعور غريب كأن قواه خائرة...كانت يده ترتجف و لا يقوى على الحراك حتى لكنه رغم ذلك لا يريد إفساد هذا الموعد لأنه فرصته لإيقاعي أكثر
بعد أن قضينا يوما ممتعا في مدينة الملاهي أوصلني جيمين للمنزل و وقفت أودعه أمام باب منزلي
-آنجل:غدا سأخبرك بشرطي الثالث
-جيمين:هههههه أتمنى أن يكون أمرا أستطيع تنفيذه
-آنجل:ستستطيع ههههه
-جيمين:أراك لاحقا إذا
-آنجل:باي...إهتم بنفسك
-جيمين:أعطني قبلة قبل أن أذهب
-آنجل(بخجل) :أيها الحقير
-جيمين:لا تقولي أنك ما تزالين تخجلين مني؟
-آنجل:ممممم ليس كثيرا...إقترب
أعطيت جيمين قبلة سريعة على شفاهه ثم هربت بسرعة لكي أتحاشى الشعور بالخجل
دخلت المنزل فوجدت فلورا تقف عند النافذة و تراقبنا
-فلورا:لا يمكنني الشعور بالراحة له نهائيا
-آنجل:لما تعطين الأمر إهتماما زائدا ها؟
-فلورا:لأنك صديقتي و أريد مصلحتك
قبل أن نكمل نقاشنا أغمضت عيني و كدت أنام و أنا واقفة
-آنجل:أوه...علي النوم
-فلورا:نامي و لنتحدث غدا
-آنجل:تصبحين على خير
غططت حينها في نوم عميق و كالعادة افسدت الكوابيس نومي
برأيكم : من يكون جين في الحقيقة؟و لما يضعف جيمين كلما إقترب منه؟و مالذي سيفعله جيمين بشأن فلورا؟