❤ منتدى بثينة علي ❤
أهلا و سهلا بكل من زار منتدانا ????????

بثينة علي ترحب بكم و تتمنى لكم قراءة ممتع مع أجمل الروايات الكورية ????
❤ منتدى بثينة علي ❤
أهلا و سهلا بكل من زار منتدانا ????????

بثينة علي ترحب بكم و تتمنى لكم قراءة ممتع مع أجمل الروايات الكورية ????
❤ منتدى بثينة علي ❤
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

❤ أهلا بكم في عالم رواياتي عالم بثينة علي ❤
 
الرئيسيةالرئيسية  اليوميةاليومية  أحدث الصورأحدث الصور  س .و .جس .و .ج  بحـثبحـث  الأعضاءالأعضاء  المجموعاتالمجموعات  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 عشقت شيطان (النسخة القديمة)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

عشقت شيطان (النسخة القديمة) Empty
مُساهمةموضوع: عشقت شيطان (النسخة القديمة)   عشقت شيطان (النسخة القديمة) Icon_minitime1الجمعة يونيو 04, 2021 8:27 pm

رواية عشقت شيطان : المقدمة

بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على رسول الله

بعد طول إنتظار عدت إليكم برواية تحمل في طياتها الكثير من الغموض و الرعب...رواية تتخطى هذا العالم إلى عالم آخر مليء بالقصص و الألغاز التي نجهلها

روايتنا تتحدث عن شابة تدعى آنجل...تعمل في أحد الفنادق المتوسطة الخدمات في كوريا الجنوبية...كانت حياتها هادئة و مسالمة إلى أن قابلت شابا ثريا يأتي ليحجز بالفندق الذي تعمل فيه...و لكن...هل هو بشري من الأساس!!و هل حبه لها حقيقة أم مجرد خدعة يستخدمها ليحقق غاياته الخبيثة...لكن للأسف فإن آنجل تنجرف وراء مشاعرها و تنسى الواقع و المبادئ

الشخصيات:

-آنجل(19سنة) :شابة نشيطة و قوية و يدعونها بالفتاة الباردة لأنها لا تهتم لأي شيء...تعيش في منزل منفرد بعيدا عن أسرتها لأنها تحب الوحدة و الإعتماد على النفس

-بارك جيمين (24سنة) :و هو الشخصية الرئيسية في الرواية...و لكن لن أخبركم أكثر عن شخصيته بل ستعرفونها من خلال الرواية

-فلورا(18 سنة) :أعز صديقة لآنجل و تعرفان بعضهما منذ الطفولة

-هاني،لي،سولجي،جيونجوا،هايلين: زميلات آنجل في العمل و صديقات مقربات منها

-تايهيونغ...هوسوك:هم أصدقاء جيمين و لهم أدوار ثانوية في الرواية كمساعدين له فقط

-السيدة جيون:هي أجوما خبيرة في أمور السحر و الشعوذة

و في النهاية أتمنى منكم دعم هذه الرواية بإعجاب و ترك تعليق لطيف في حال ما إن أعجبتكم...أما إن لم تعجبكم فيمكنكم إنتقادها بشكل لطيف و مهذب أو إغلاقها نهائيا و التوجه لقراءة شيء آخر...مثل قصة ليلى و الذئب مثلا☺

و لنبدأ على بركة الله

الكاتبة : بثينة علي


عدل سابقا من قبل بثينة علي في الإثنين فبراير 21, 2022 9:41 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

عشقت شيطان (النسخة القديمة) Empty
مُساهمةموضوع: رد: عشقت شيطان (النسخة القديمة)   عشقت شيطان (النسخة القديمة) Icon_minitime1الجمعة يونيو 04, 2021 8:28 pm

رواية عشقت شيطان : الفصل الأول

انا آنجل...فتاة شابة في التاسع عشرة من عمري أعمل في أحد الفنادق و معروف عني أنني موظفة مجتهدة...سأروي لكم قصتي و التي هي من أغرب القصص التي قد تسمعوها...لأنها قصة خارقة للطبيعة تماما و غريبة لدرجة لا يتصورها عقلكم

أنا أعيش في منزل خاص لأنني أحب الوحدة و الإستقرار...إضافة إلى أنني أدرس و أعمل في نفس الوقت...أنا أدرس في الجامعة صباحا و أعمل بدوام جزئي من الساعة الخامسة إلى العاشرة مساءا...و طبعا هذا ليس كل يوم بل لأيام محددة فقط في الأسبوع

بينما كنت أعمل ذات يوم جائت آجوما و قدمت لي بطاقتها و هي تدعى جيون
-جيون:أريد الحجز من فضلك
-آنجل:تمام
حجزت الغرفة لها ثم سلمتها المفتاح
-آنجل:لي...تعالي و اصطحبي السيدة لغرفتها
-لي:لا أستطيع
-آنجل:لما؟
-لي:تمزق بنطالي و لا يمكنني السير أمام الناس هكذا
-آنجل:أوووف...حسنا خذي مكاني و أنا سآخذ السيدة لغرفتها

وضعت حقائب السيدة جيون في الطاولة المتحركة و رافقتها إلى حيث غرفتها ثم وضعت الحقائب هناك في الغرفة
-آنجل:أتحتاجين شيئا سيدتي؟
-جيون:مهلا!أشعر بشعور غريب!
-آنجل:عفوا!
-جيون:لسنا وحدنا نحن الإثنين فقط
-آنجل:لا...هذه الغرفة فارغة لا تقلقي
-جيون:لا أقصد ذلك...هناك شخص معنا و لكنه ليس من البشر
جعلني كلام السيدة جيون أشعر بالخوف فقد ظننت أنها مختلة عقليا لذلك غادرت الغرفة و أغلقت الباب دون أن أكمل حديثي معها

عدت إلى الإستقبال و جلست بجانب زميلتي لي
-آنجل:لن آخذ مكانك بعد اليوم...يكفيني ما سمعته
-لي:و ماذا سمعتي؟
-آنجل:أعتقد أن تلك المرأة مجنونة...لقد قالت أن هناك شخصا غيرنا نحن الإثنتين في الغرفة
-لي:هل تقصد أن هناك جواسيس؟
-آنجل:لا...لا يهم...أظن أنها تخرف
كانت هايلين مارة بالجوار فسمعتنا نتكلم و ركضت نحونا و على وجهها إبتسامة ساذجة
-هايلين:أشباح؟
-آنجل(بفزع) :من أين خرجتي؟لقد أفزعتني
-هايلين:أعتذر...بدا لي الموضوع الذي تتكلمان فيه مشوقا
-آنجل:مالمشوق!
-هايلين:قصص الأشباح و العالم الآخر...لطالما كنت مهتمة بهذه الأمور
-لي:لا شيء من الذي تتحدثين عنه حقيقي...الأشباح خرافة
-هايلين:أوووف الكلام معكما ممل...سأعود لعملي
-لي:مجنونة
-آنجل:لقد أخافتني للحظة

بقيت أعمل حتى حلت الساعة العاشرة و حان وقت عودتي للمنزل لذلك غيرت زي الفندق و حملت حقيبتي و توجهت للمنزل و نمت مباشرة

أثناء نومي كنت أحلم أنني في غرفتي جالسة على السرير و معي شاب وسيم للغاية و جذاب...شعرت بالإنجذاب لذلك الشاب و بقيت أنظر في وجهه المميز و أبتسم...إقترب مني ذلك الشاب شيئا فشيئا و ارتسمت على وجهه نظرة خبيثة و لم ألبث حتى رأيته يهجم علي

شعرت بالذعر و نهضت من نومي و أنا أصرخ...نظرت يمينا و شمالا فلم أجد أي شيء ثم لمست جبهتي فوجدتها تتعرق بشدة رغم برودها
-آنجل:الحمد لله...كان مجرد حلم

نهضت من فراشي و شربت كوب ماء ثم عدت و أنا أفكر في ذلك الحلم المزعج و الغريب...لكن للأسف لم أتمكن من العودة للنوم و بقيت أنظر لسقف غرفتي إلى أن طلع النهار

في صباح اليوم التالي ذهبت للجامعة و أنا متعبة و لم أتمكن من البقاء يقظة طوال الحصة لذلك وضعت كتابا على رأسي و نمت...لكن الأستاذ قام بملاحظتي فصرخ علي
-الأستاذ:آااانجل...هل هذا مكان للنوم؟
-آنجل(فزعة) :ماذا!
-الأستاذ:لما لا تعودين للمنزل و تنامين أحسن لك
-آنجل:لن أنام مجددا...آسفة
حاولت البقاء يقظة طوال الحصة إلى أن إنتهى الدوام و ذهبت لعملي...لكنني رغم ذلك ما أزال متعبة و أريد النوم
-آنجل:بنات...لقد رأيت كابوسا مرعبا البارحة
-هاني:عن ماذا؟
-آنجل:رأيت شخصا يهاجمني
-هاني:من يكون؟
-آنجل:لا أعرف...لكنه وسيم للغاية و جذاب
-لي:لا أفهم...قلتي أنه هاجمك...و الآن تقولين أنه وسيم!وضحي لنا هل أعجبك الأمر أم لا؟
آنجل:لست أعلم بالضبط...لكنه كان وسيما
-لي:ألا تتذكرين أين رأيتي وجهه؟
-آنجل:لم أره من قبل...لكن نظرته الحادة تلك مخيفة و لون عينيه كان أحمرا
-هايلين:ييييي شيطان
-آنجل:أوووف...إلى متى ستبقين تفكرين بأمور العالم الآخر و هذه التفاهات
-هايلين:ليست تفاهات...إنها حقيقية...ألا تعلمين أن اللون الأحمر يرمز للشيطان
-آنجل:اللون الأحمر جميل و أنا أحبه و لا شيء يثبت أنه مرتبط بالشياطين كما تقولين
-هايلين:الشيطان لونه أحمر...عيون الشيطان حمراء...الشيطان يحب سفك الدماء الحمراء
-آنجل(خائفة) :كفى...أنت ترعبينني...إن لم أتمكن من النوم ليلا فهذا سيكون بسببك
-هايلين:لقد حذرتك و أنت حرة

وردنا إتصال من أحد عملاء الفندق عبر الهاتف
-آنجل:خدمة الفندق...تفضل
-جيون:أريد من ينظف الغرفة فقد سكبت العصير بالخطأ على الأرض و إنكسر الكأس
-آنجل:دقائق و نأتي

حملت أدواة التنظيف و دخلت غرفة السيدة جيون
-آنجل:لقد جئت للتنظيف
-جيون:تعالي
قمت بجمع الزجاج من الأرض و بالخطأ جرحت إصبعي و سالت منه دماء كثيرة تساقطت على الأرض و وسختها
-آنجل:آاااي هذا يحرق بشدة
كانت السيدة جيون في الجوار و حينما سمعتني أصرخ جائت لتستفسر عن الأمر و حينما رأت الدم شعرت بالهلع
-جيون(مرعوبة) :ااااه دم...أبعديه...أبعديه
-آنجل:أنا آسفة...آسفة
حاولت مسح الدم في ملابسي و لكن هذا لم يزد الوضع إلا سوءا فقد تعبت السيدة جيون و أغمي عليها فوق الكنبة
-آنجل(خائفة) :أوووبس مالذي سأفعله...أعتقد أن لديها عقدة من الدم
حاولت إيقاظ السيدة جيون بصفعها على وجهها مرات متتالية إلى أن إستيقظت ثم رميت مريلتي المتسخة بالدماء جانبا حتى لا يغمى عليها ثانية
-آنجل:سيدتي...هل تشعرين بتحسن الآن؟هل أستدعي لك طبيبا؟
-جيون:لا...أنا بخير...أحضري لي كوب ماء لو سمحتي و سأخبرك بكل شيء

قدمت لها كوب ماء فشربته ثم جلست بجانبها منصتة و منتظرة لسماع القصة
-جيون:أنا لدي خوف من الدم و لذلك لا أستطيع النظر إليه نهائيا
-آنجل:أهذا بسبب صدمة نفسية سابقة؟
-جيون:بلى
-آنجل:هل تعرضتي لحادث من قبل و ظننتي أنك ستموتين؟
-جيون:بل أسوأ
-آنجل:إذا شهدتي حادثة قتل؟
-جيون:بل أسوأ
-آنجل:قطعتي إصبعك بالخطأ أثناء الطبخ؟
-جيون:أسوأ من كل هؤلاء
-آنجل:مممممم هل ستخبرينني؟
-جيون:لديك خياران...إما أن لا أخبرك أو أخبرك و لكن يجب أن تحفظي السر أو تموتي
-آنجل(مرعوبة) :احم احم...لا أعتقد أنه علي أن أعرف
-جيون(بنظرة مرعبة) :نعم...هذا ما يستحسن فعله
جمعت أغراضي و ركضت خارج الغرفة محاولة الهروب من ذلك الموقف المرعب...كان وجهي شاحبا للغاية و قلبي يدق بسرعة لذلك ذهبت لإستراحة العمال و تنفست بعمق و هدأت

حين عدت لمنزلي في المساء جلست أشاهد التلفاز و أفكر في الأمر المريب الذي كانت ستخبرني عنه السيدة جيون...كنت أشعر بالفضول للغاية و لكن طريقتها في الكلام مرعبة و تجعلك تموت من الخوف و التوتر...قاطع حبل أفكاري صوت جرس الباب فإنتفضت و ارتجف جسمي من الرعب
-آنجل:أخافني

فتحت الباب فإذا بها فلورا أعز صديقاتي جائت لتزورني
-فلورا:آنجل...مرحبا عزيزتي...ماذا تفعلين؟
-آنجل:لا شيء مهم...أشاهد التلفاز...أفكر...و غير ذلك
-فلورا:لنشاهد فلم رعب مع بعض
أخذت فلورا جهاز التحكم لتغير القناة و لكنني سحبته منها و خبأته خلفي
-آنجل:لا...هناك أمور مرعبة كثيرة تحدث هذه الأيام لذلك لا أريد المزيد من الرعب
-فلورا:مالقصة؟أخبريني
-آنجل:لا أريد التكلم في الموضوع و لكن أود سؤالك
-فلورا:عن ماذا؟
-آنجل:هل تؤمنين بوجود الشياطين و الأشباح؟
-فلورا:ههههههه لقد جننتي...أهذا ما يخيفك!
-آنجل:لا تسخري مني
-فلورا:هذه الأمور مجرد خرافات...أعطني شخصا واحدا ظهر له شيطان في الواقع أو شبح
-آنجل:رأيت بعضا منهم في النت
-فلورا:النت كله كذب في كذب...و مونتاج و فوتوشوب و غير ذلك...لا تتأكدي إلا حينما ترينه بعينك
-آنجل:حقا!
-فلورا:طبعا
-آنجل(تتنهد) :أووه لقد إرتحت الآن...شكرا جزيلا فلورا...كلامك كان بمثابة الدواء لجرحي
-فلورا:ههههه أعلم...أنا بحد ذاتي دواء
-آنجل:لكن ماذا عن الشخص الذي رأيته في حلمي يغتصبني...لقد كانت عيناه حمراء و مخيفة و زميلتي في العمل قالت أن العيون الحمراء ترمز للشيطان
-فلورا:إنه مجرد كابوس...ألم تري في حياتك كابوسا
-آنجل:بلى رأيت
-فلورا:حسنا...هذا الأمر أيضا كابوس طبيعي مثله مثل السقوط من مكان عالي أو الذهاب للمدرسة عارية
-آنجل:ههههه معك حق...كنت غبية حين نظرت للأمر من زاوية شيطانية
-فلورا:لا تقلقي نفسك بهذه الأمور بعد الآن
-آنجل:صحيح...لن أفعل

حين نمت في تلك الليلة أيضا حلمت أنني في مكان فارغ لا يوجد فيه غير الظلام و الأرضية الترابية
كان حلما غريبا بعض الشيء فسرت بضع خطوات لأتفقد المكان و أرى إن كان هناك شخص غيري...فجأة لمحت من بعيد شخصا يسير في الظلام و يقترب مني شيئا فشيئا...كان ذلك الشخص مختلفا عن الشخص الذي رأيته المرة السابقة لكن لهما نفس العيون الحمراء المخيفة
-آنجل:من أنت؟
-لا رد
تقدم ذلك الشخص خطوة بخطوة إلى أن وقف أمامي و بقي ينظر إلي بعينيه المخيفتين...لكن فجأة إنقض علي و قبلني بقوة إلى أن فتحت عيني و نهضت من الحلم
-آنجل:ترى لماذا هذا الشخص المتحول يواصل الظهور في أحلامي!

في المساء ذهبت للعمل و كنت شاردة الذهن طوال الوقت أفكر في ذلك الحلم الغريب الذي يتكرر إلى أن وردني إتصال من أحد عملاء الفندق
-آنجل:خدمة الفندق...تفضل
-جيون:سأخرج من الغرفة لذا هلا أرسلتم أحدا لتنضيفها؟
-آنجل:حاضر

نظرت لزميلاتي اللواتي كن يقمن بأعمالهن في الجوار
-آنجل:بنات...من منكن تريد الذهاب لتنظيف غرفة السيدة جيون؟
-هاني:أنا مشغولة
-آنجل:لي؟
-لي:عندي خدمة علي إيصالها
-آنجل:جيونجوا؟
-جيونجوا:لا تنظري إلي...عملي فقط هو البقاء في المصعد و تشغيله
-آنجل:هايلين؟
-هايلين:لا
-آنجل:أوووه بربكن يا بنات...تعرفن أنني أخاف من السيدة جيون
-لي:لا تقلقي فهي ستغادر
-آنجل:مازلت خائفة
-جيونجوا:لماذا؟فهي تبدو سيدة لطيفة
-آنجل:على كل حال ليس لدي خيار...سأذهب...لكن إن لم أعد تعالين و أنقذنني

أخذت المفتاح و ذهبت لغرفة السيدة جيون و دخلت...لم تكن السيدة هناك لذا أخذت راحتي في التنظيف و استغرقت كل وقتي...لكن أثناء قيامي بعملي وصلت لغرفة النوم فوجدت الخزانة مفتوحة و بالصدفة ظهر كتاب غريب الشكل هناك...شعرت بالفضول أكثر من الخوف لذا تقدمت و أخرجت الكتاب و فتحته...و لكن لا يمكنني أن أصف لكم حجم الرعب الذي شعرت به و أنا أحمله و أشاهد تلك الرسومات و الرموز الغريبة...أحسست بشعور غريب و كأن قلبي يخفق و معدتي تؤلمني و رجلاي ترجفان...فجأة سمعت صوتا يأتي من خلفي
-جيون:ماذا تفعلين؟
صدمت حينها و تراجعت للخلف و سقطت و سقط الكتاب بعيدا
-جيون:مالذي تفعلينه هنا؟
-آنجل(مرعوبة) :ل ل ل لا شيء...كنت...هنا...أقصد...أنا
-جيون:يبدو أنك فتاة فضولية
-آنجل:لااااا...ليس الأمر كما تظنين...لقد رأيت الخزانة مفتوحة فأحببت إعادة كل شيء لمكانه
-جيون:لكن هل تعلمين مالذي كنتِ تتصفحينه؟
-آنجل:لا
-جيون:إنه أمر في غاية الخطورة لذا لا تلمسيه مجددا
حملت السيدة جيون الكتاب من الأرض و أعادته للخزانة و أغلقت الباب
-جيون:أكملي عملك بسرعة و غادري
-آنجل:ألم تقولي أنك ستغادرين الغرفة؟
-جيون:نعم كنت سأغادر لكن أدركت انني نسيت بطاقتي لذلك عدت
-آنجل:آااه حسنا
فجأة شعرت برغبة كبيرة في معرفة الأسرار التي تخفيها تلك السيدة لذلك تخلصت من خجلي
-آنجل:سيدتي...هل يمكنني سؤالك؟
-جيون:عن ماذا؟
-آنجل:ما قصة ذلك الكتاب؟و ما القصة التي قلتي أنك ستخبرينني عنها في السابق؟
-جيون:لا يجب أن تعرفي
-آنجل:لكنني حقا أود أن أعرف...أقسم لك لن أخبر أحدا و إن فعلت أقتليني
-جيون:لست أنا من ستقتلك
-آنجل:من إذا؟
-جيون:لا يهم...ستقسمين لي بطريقة مخالفة
-آنجل:و ما هي؟
-جيون(بصوت مرعب) :قسم الشيطان
شعرت برعب شديد من تلك المرأة و كنت سأهرب من الغرفة لولا أن فضولي شجعني
-آنجل:موافقة
وضعت السيدة يدها على جبهتي و بدأت تقول كلاما غريبا جعلني أموت من الرعب
-جيون:بدأت القصة حين كنت بنتا صغيرة...ربتني إمرأة غريبة الأطوار و كانت...
-آنجل:ماذا كانت؟
-جيون:ساحرة
-آنجل:أتقصدين؟تتقن الخدع السحرية مثل إخراج أرنب من قبعتها؟
-جيون:هههههههههه أنت فتاة مرحة...أظن أنني لن أندم إن أخبرتك
-آنجل:بماذا؟
-جيون:أنا مثل المرأة التي ربتني...أنا ساحرة
-آنجل(متوترة) :هه ماذا يعني ساحرة في قاموسك؟
-جيون:يعني...عندي إتصال بالعالم الآخر
-آنجل(متوترة) :و هل هذه الأمور حقيقية؟!
-جيون:نعم...حقيقية...و قد رأيتها بأم عيني
-آنجل:لاااا مستحيل أن تكون حقيقية
-جيون:أشعر بطاقة سلبية في هذا المكان لذا أعتقد أنه مسكون بالأشباح
-آنجل(خائفة) :أش ش ش شباح!
-جيون:نعم...هذه بطاقتي...في حين تعرض فندقكم لمشكلة إتصلوا بي فأنا سأغادر غدا
-آنجل:فهمت

أعطتني السيدة جيون بطاقتها ثم غادرت غرفتها...في البداية لم أكن أصدق تلك الأمور لذلك توجهت لسلة النفايات لأرميها...و قبل أن أفعل ذلك فكرت لبعض الوقت ثم غيرت رأيي
-آنجل:سأحتفظ بها كذكرى فحسب...إنها مجرد بطاقة في النهاية

في يوم الغد غادرت السيدة جيون الفندق و في تلك الأثناء حمدت الله طويلا لأنها ذهبت فوجودها هناك يخيفني
-جونجوا:أوووف أنا متعبة...أريد أن أرتاح قليلا
-آنجل:إجلسي
جلست جونجوا بجانبي و فتحت مجلة لتقرأها بينما أقوم بإستقبال الزبائن...بعد فترة من العمل جاء شخص يضع نظارات سوداء و يرتدي بذلة رسمية سوداء و بدا لي من المشاهير
-جيمين:مرحبا...أنا بارك جيمين...هل يمكنني الحجز في هذا الفندق؟
نظرت لذاك الشاب و بدا لي وسيما و جذابا رغم أنني لم أنظر في عينيه بعد لكن رأيته يبتسم لي برقة و بطريقة أسرت قلبي
-آنجل(خجلة) :نعم...كم من الوقت تريد أن تحجز؟
-جيمين:3 أشهر
-آنجل:لكن هذا وقت طويل و قد يكلفك الكثير...أنصحك بتأجير منزل فهو أرخص
-جيمين(برومنسية) :كله يهون لأجل هذا الجمال الذي أمامي
شعرت بالخجل و أنزلت رأسي و نسيت أصلا أنني هناك لأعمل
-جونجوا:آنجل...هل ستتركين الزبون يقف هنا طوال اليوم؟
-آنجل:آه...صحيح...أعتذر...سلمني بطاقتك و هويتك لو سمحت

بعد أن قدم لي جيمين بطاقته و هويته قمت بتسجيله في الفندق ثم أخذته لغرفته
-آنجل:أليس معك حقائب أحملها؟
-جيمين:لا...لم أحضر أي حقائب
-آنجل:كيف ذلك؟ألم تقل أنك ستستغرق وقتا طويلا هنا؟
-جيمين:هههه

دخلنا الغرفة و أريته إياها
-آنجل:إن إحتجت أي شيء فإتصل بنا على خدمة الزبائن
-جيمين:نعم...أحتاج شيئا ما
خلع جيمين نظاراته فظهرت عيناه الجميلتان و الجذابتان اللتان وقعت بحبهما من نظرة واحدة...فجأة أصبح يتقدم مني شيئا فشيئا بينما صرت أشعر بتوتر إلى أن وقف أمامي
-جيمين:ههههه لا تخافي...أدعى بارك جيمين...و أنت؟
-آنجل:أنا آنجل
-جيمين:لدي أصدقاء سيئتون لاحقا لهذا الفندق فهلا تدبرتي أمرهم؟
-آنجل:طبعا و لما لا
-جيمين:ماذا عني؟هل ستهتمين بي؟
-آنجل(متوترة) :مممممم طبعا...إن إحتجت أي شيء نادني...سأكون هنا في وقت دوامي أي من الساعة الخامسة إلى العاشرة مساءا
-جيمين:جميل...جميل جدا

غادرت غرفة جيمين و نزلت لأكمل عملي و لكن بعد ساعة إتصل بي على هاتف الفندق
-آنجل:معكم خدمة الفندق
-جيمين:أريد طلب الطعام
-آنجل:ماذا تريد يالضبط؟
-جيمين:أريد أغلى و أفضل طعام لديكم
-آنجل:تمام...سيتم إرساله إليك حالا
-جيمين:و أريدك أنت أن تحضريه إلي
-آنجل:لكن!هذا ليس عملي!
-جيمين:أيمكنك إسداء هذه الخدمة من أجلي؟
-آنجل:حسنا

-سولجي:هل هو طلب طعام؟
-آنجل:نعم...لكن ليس لك
-سولجي:أنا من توصل الطعام!
-آنجل:سأحل محلك هذه المرة فقط
-سولجي:حسنا...سأبقى في مكانك إلى أن تعودي

ذهبت لمطبخ الفندق و أخذت الطلب لجيمين كما قال...و قبل أن أدخل نظرت في مرآتي و تأكدت أن شعري و مكياجي مرتب ثم دخلت
-آنجل:مرحبا سيدي...أحضرت طلبك
-جيمين:أهلا بالجميلة...تفضلي
-آنجل:هل تحتاج شيئا آخر؟
-جيمين:إجلسي و تناولي الطعام معي
-آنجل:أنا!و لكن لماذا!
-جيمين:فقط لأنني أريد ذلك
-آنجل:آااا للأسف ينتظرني عمل كثير
-جيمين:أخبريهم أنك كنتِ تعملين عندي بالفعل
-آنجل:حسنا
-جيمين:إجلسي

جلست أنا و السيد جيمين و وضعنا الطعام كله على المائدة...كنت أنظر إليه طوال الوقت و أبعد نظري بسرعة قبل أن ينتبه لي
-جيمين:هل تدرسين؟
-آنجل:نعم في الجامعة
-جيمين:أي تخصص؟
-آنجل:إعلام آلي
-جيمين:ممممم جيد
-آنجل:ماذا عنك؟ما هو عملك؟
-جيمين:ممممم إنه صعب للشرح...دعينا منه
-آنجل:آه...حسنا
صمتنا لبعض الوقت نتناول الطعام ثم سكب جيمين لي الشراب و قدمه لي
-جيمين:هذا لك
-آنجل:آااا آسفة...لا أشرب و أنا أعمل...هذا يعتبر عائقا
-جيمين:فهمت...لكنني مرتاح لك كثيرا و أريد أن أشرب معك...هلا فعلتي؟
-آنجل:ربما لاحقا
-جيمين:حسنا...لنخرج معا لاحقا حين ينتهي عملك
-آنجل:موافقة

كان السيد جيمين طيبا معي للغاية و إرتحت له كثيرا حتى أننا تبادلنا أرقام الهواتف...شعرت أننا سنصبح أصدقاء مقربين بسرعة و ربما سنكون أكثر من ذلك...لكن ما حيرني هو أنه يكلمني بطريقة عفوية و كأنه يعرفني من قبل لكن من يهتم...المهم أنني أخيرا وجدت شابا جيدا أرتاح له و أقضي معه وقتا أطول

✴برأيكم : من يكون جيمين في الحقيقة و ما سر إهتمامه بآنجل؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

عشقت شيطان (النسخة القديمة) Empty
مُساهمةموضوع: رد: عشقت شيطان (النسخة القديمة)   عشقت شيطان (النسخة القديمة) Icon_minitime1الجمعة يونيو 04, 2021 8:39 pm

رواية عشقت شيطان : الفصل الثاني


بعد يوم شاق من العمل تنهدت أخيرا و غيرت ثياب العمل إلى ثياب عادية و خرجت من قاعة الموظفين لأجد السيد جيمين ينتظرني أمام باب القاعة
-آنجل(تنحني) :مرحبا سيد جيمين
-جيمين:لا تنادني بالسيد
-آنجل:و ماذا أناديك؟
-جيمين:ببساطة...جيمين
-آنجل:هههه هذا صعب...لكن سأحاول
-جيمين:وعدتني أننا سنذهب للشرب معا...صحيح؟
-آنجل:نعم...كيف عرفت مكاني؟
-جيمين:ههههه لا يهم...لنذهب
-آنجل:هيا

توجهت مع جيمين إلى بار قريب و طلبنا الشراب لنحتسيه...بدأنا بأول كأس ثم الثاني و الثالث و الرابع إلى أن بدأت تظهر علي علامات الثمالة...أما جيمين فكان يشرب بإستمرار و العجيب في أمره أنه لا يزال بوعيه حتى بعد كل تلك الكمية
-آنجل:واااو...يبدو لي أنك إنسان خارق للطبيعة...كيف لم تثمل للآن
-جيمين:إعتدت على ذلك...أصبح المشروب لا يؤثر بي مهما كانت قوته
-آنجل(بثمالة) :أوووه حقا!هذه ميزة جيدة...بالنسبة إلي فأنا أثمل من الكؤوس الأولى
-جيمين:لا بأس...واصلي الشرب
-آنجل(بثمالة) :ماذا عنك؟
-جيمين:سأقف و أشاهدك فحسب
-آنجل(بثمالة) :حسنا

شربت تلك الليلة إلى أن فقدت الوعي تماما و لم أتذكر أي شيء حصل بعدها و لا حتى كيف وصلت للمنزل...و في حقيقة الأمر كان جيمين هو من أحضرني إلى هناك...لا أعلم من أين حصل على عنوان منزلي و لا المفتاح و لكنه فعلها

حين أوصلني للبيت وضعني على السرير بصعوبة و بينما يحاول تمديد جسدي بشكل مستقيم إنزلق و وقع علي لتشتبك أجسادنا بشكل مثير

رفع جيمين رأسه ببطئ و نظر لوجهي الملائكي و المثير في نفس الوقت...رموشي كانت كثيفة و جفوني جذابة...حاجباي مرسومان كتحفة فنية رسمها رسام محترف...خداي الورديان من كثرة الشرب يمنحان وجهي جمالا خارقا...و أخيرا شفاهي الممتلئة التي أشعلت فيه الرغبة بأن يكون معي تلك الليلة لكنه رفض كل ذلك

نهض جيمين عني ببطئ و نظر لجسدي الممدد على السرير محاولا تجاهل كل تلك الصرخات الشيطانية التي تحثه على أخذ ما يريده لكنه قرر أن يصبر قليلا فما يزال الوقت مبكرا

في يوم الغد إستيقظت من النوم الطويل الذي كنت فيه و رأسي يؤلمني للغاية...فتحت عيني ببطئ لأرى أين أنا فعرفت أنها غرفتي لا غيرها
-آنجل:آاااخ رأسي...لما يؤلمني هكذا!

بينما أتذكر سبب صداع رأسي تذكرت أنني أنا و جيمين شربنا معا ليلة البارحة...لكن مهلا!مالذي أفعله هنا؟كيف وصلت لمنزلي و جيمين لا يعرف العنوان حتى

فجأة تذكرت أن لدي حصصا صباحية في الجامعة لذلك ركضت للحمام و إغتسلت و إرتديت ثيابا جديدة و تناولت أقراص مزيلة للصداع لعل حالي تهدأ قليلا

ذهبت للجامعة متعبة و لا أقوى على فتح عيناي مطلقا لكنني رغم ذلك أستطيع التظاهر أمام الأستاذ أنني منتبهة كي لا يوبخني مجددا...كان عقلي في مكان آخر و هو قصة جيمين المبهمة التي لا أستطيع فهمها مهما حاولت التفكير لذلك إنتظرت أن تحين الساعة الخامسة مساءا بفارغ الصبر حتى أذهب و أسأله عن الموضوع بنفسي

مر ذلك اليوم طويلا و كأنه يتمدد عمدا ليمنعني من فعل ما أريده...لكن في نهاية الأمر وصل الموعد المحدد و ركضت نحو الفندق الذي أعمله فيه و غيرت ثيابي و وقفت أؤدي ما علي من عمل
-آنجل(تهمس) :يا بنات...هلا قمتن بعملي لدقيقة؟أود أن أذهب للكلام مع السيد جيمين
-هايلين:نحن أيضا لدينا أشغالنا
-لي(بخبث) :أرى أنك لا تستطيعين البقاء دقيقة دون رؤيته...هل إشتقتي له لتلك الدرجة؟
-آنجل:إنه فقط يدين لي ببعض التوضيحات
-لي:صحيح صحيح...هذا ما كانت تقوله أمي لأهلها حين تريد الهروب من المنزل لمقابلة أبي قبل أن يتزوجا
-آنجل(بنبرة حادة) :بناااات!لا تفهمنني خطأ...أنا فقط أريد...

صمتت فجأة حين رأيت السيد جيمين يقترب من منطقتي و ينظر إلي بعينيه الجذابتين و إبتسامته الساحرة التي خدرتني
-جيمين:هل طلبني أحد هنا؟
-آنجل(متوترة) :ههههههه لا...من قال لك؟
-جيمين:إحساس
-آنجل(متوترة) :لا أبدا...كنا منشغلين بأعمالنا الخاصة و لم نذكرك أبدا سيد جيمين
-جيمين:أخبرتك أن تناديني جيمين فقط
-آنجل(متوترة) :حاضرة...جيمين
-جيمين:تعالي معي فهناك خدمة أريد طلبها منك
-آنجل:حاضرة
-لي(تهمس) :فايتييينغ
-آنجل(تهمس) :أصمتي...سأذبحك حين أعود

ذهبت أنا و السيد جيمين إلى غرفته و كنت متوترة و أعض على شفاهي طوال الوقت...لم أكن أعرف حتى كيف أبدأ معه الموضوع و كيف أنهيه و لكن علي فهم ما يجري قبل أن أجن من التفكير
-جيمين:إجلسي
-آنجل:لا...أخبرني بما تحتاجه سريعا فلدي عمل
-جيمين:إسمعي...لا أعلم كيف أخبرك بذلك لأنني متوتر للغاية
-آنجل:ها؟
-جيمين:منذ أول يوم رأيتك فيه لقد...

قبل أن ينطق بأي كلمة سحر قلبي من مظهره الجذاب و شفاهه التي تتحرك بهدوء و إثارة...لما أراه جذابا هكذا!لماذا!لما هو من بين كل الشباب يبدو مميزا و يجعل قلبي يرفرف بعيدا في السماء

-جيمين:ما أردت قوله...لقد أحسست أنك فتاة مميزة و لديك شيء لطالما رغب الناس به...ألا تحسين بذلك؟
-آنجل(بتعجب و سخرية) :هههههه لا أظن...أنا فتاة عادية مثلي مثل غيري

بينما أحاول فهم ما يقوله جيمين قام بتقريب يده من يدي ببطئ و أمسكها بهدوء و رومنسية جعلت قلبي البارد يرقص فجأة...ربما لم أخبركم بهذا الأمر عني من قبل...يلقبني أهلي و أصدقائي بالفتاة الباردة...هذا اللقب لم يأتي من فراغ فهم ينادونني هكذا لأنني لم أحب و لو مرة في حياتي و لم ألِن لأي رجل من قبل...حتى في فترة مراهقتي فكانت زميلاتي عندما يشاهدن شبابا وسيمين يقمن بالتصرف بحماقة و التمايل أمامهم ليجذبوا إنتباههم لكنني لم أكن مثلهن...لكن مالذي يجري معي أنا و هذا الرجل...هل وقعت بحبه من أول نظرة!

بينما جيمين يمسك بيدي توترت و حاولت إخفاء مشاعري...نعم أنا غبية أمامه بما يكفي و لا حاجة لأتغابى أكثر...نظر هذا الأخير لعيني الخجولتين ثم حرك يد إلى جهة الكف و بسط كل أصابعي و بقي ينظر فيها بإهتمام...شيء ما هناك جذب إنتباهه بشدة و أظن أنه الخطا الأفقي الموجود براحة يدي...إنه أمر غريب صحيح؟جميع الناس لديهم العديد من الخطوط العشوائية في يديهم أما أنا فمن الناس الندرة اللذين لديهم ذلك الخط
-جيمين:أود الإعتراف بشيء مهم لك
-آنجل(متوترة) :طبعا...تفضل
-جيمين:لقد تقابلنا منذ فترة قصيرة صحيح؟
-آنجل:بلى
-جيمين(برومنسية) :منذ تلك اللحظة شعرت بإنجذاب شديد نحوك كما لو أنني قطعة معدن و أنت المغناطيس الذي يجذبني
-آنجل(متوترة) :ه ه ه هل حقا ما تقول!
-جيمين:طبعا...أنا صادق بكل حرف أقوله
-آنجل(متوترة) :و لكن مالذي تظن أنه يميزني؟
-جيمين:ممممم أشياء كثيرة...شخصيتك...قلبك...عيناك... إبتسامتك...شفاهك...

شعرت حينها أنا حرارة الجو تزيد كلمة بعد كلمة إلى أن توقف عند كلمة شفاهك...لقد نظر كل منا في عيني الآخر بثمالة...فجأة رأيته يقترب مني ببطئ شديد و يضع كلتا يديه على كتفي...كنت أحارب نفسي لأبتعد عن طريقه لكنه مثير و جذاب للغاية...ظل يقترب نحوي إلى أن وصلت شفتاه لشفتاي تقريبا...و قبل أن يضعهما على خاصتي بقي يتنفس بعمق و يغمرني برائحة أنفاسه الساخنة المثيرة التي جعلت فراشات الحب تتراقص ببطني...أردت بشدة أن أهجم عليه و أقبله و لكن تذكرت من أكون...أنا آنجل الفتاة الباردة المشاعر...لا يجب أن أتصرف هكذا و أجعل من نفسي أضحوكة أمام رجل...حينها إبتعدت عنه بمقدار خطوة و جلست في نهاية الأريكة
-آنجل(متوترة) :أعتذر...لا يمكنني ذلك
-جيمين:لماذا؟
-آنجل(متوترة) :أنت لم تسمع جوابي بعد و لكننا بدأت بفعل أمور عاطفية معي و هذا لا يريحني
-جيمين:آه صحيح...آسف...لقد جعلتك تسيئين فهمي...آسف
-آنجل(متوترة) :لا تعتذر
-جيمين:أود سماع جوابك فما هو؟
-آنجل(متوترة) :مممم حاليا لا أستطيع إجابتك...ربما مع الوقت تتغير نظرتي نحوك من يدري
-جيمين(يبتسم) :سأنتظرك
-آنجل(متوترة) :هل تحتاج المساعدة الآن؟
-جيمين:لا...أحضرتك فقط لأخبرك بهذا
-آنجل:استأذن منك إذا

خرجت بخطوات متباطأة أسير في رواق الفندق نحو مكان عملي...مازلت أتصرف بتوتر و غرابة حتى بعد أن إبتعدت عن ناظريه!علي وضع حد لذلك فهو ليس أي شخص يجب الوثوق به و الدخول معه في علاقة مباشرة...لكن مهلا!هل كاد يقبلني؟هذا رومنسي و قاتل...أنفاسه كادت تقتلني و شفاهه الممتلئة خدرتني تقريبا

لم يكن من السهل تقبل ما أمر به على كل حال و لكن لننسى الموضوع...هذا ما فعلته...غيرت ثياب عملي و توجهت نحو منزلي سيرا على الأقدام بينما دماغي موجود في عالم آخر

عدت للمنزل و رميت نفسي على سريري الطري أرتاح من عناء يوم طويل...فجأة تذكرت أن علي التركيز على دراستي
فإن لم أدرس منذ الآن لن أفهم شيئا لاحقا...حملت دفاتري و جلست أراجع الدروس التي درسناها و آخذ معلومات من النت لكنني فجأة تذكرت جيمين...لقد صرت أتعرق بمعنى الكلمة كما لو أنني في موقف محرج...شردت بذهني إليه و إلى حركاته التي أخذت قلبي و رمته في نيران العذاب...لكن مهلا!ليس علي فعل ذلك...أنا فتاة باردة و لا يهمني الرجال أيا من كانوا

عدت للدراسة مجددا و صرت أقرأ بصوت عالي لعلني أركز أكثر...لكن لا فائدة...كل ما حاولت التهرب من التفكير به فإذا بي أجد نفسي أفكر به أكثر

حاولت مرارا و تكرارا أن أمحو ذلك الإنسان لكن بلا فائدة...إلى أن أخذني النوم إلى عالم الأحلام و غططت في سبات عميق

في ذلك الحلم رأيت نفسي واقفة في فراغ كبير و أسود...لم يكن هناك أي شيء سواي أنا...الأمر أصبح مرعبا و لا يمكنني تحمله أكثر...خطوت عدة خطوات في ذلك الفراغ لعلني أتمكن من فهم ما يجري...فجأة رأيت عينان حمراوين في الظلام...عينين مخيفتين بثتا الرعب في داخلي و جعلتاتي أركض بعيدا لأهرب منها...لكن إلى أين سأهرب فهذا المكان مثل الدوامة...ركضت و ركضت لكن الغريب في الأمر أنني لم أتقدم و لو خطوة واحدة...فجأة نظرت خلفي لأرى تلك العيون تهاجمني فإنفجرت من الخوف و إستيقظت

-آنجل(تزفر بسرعة) :يا إلهي!ماذا كان ذلك!تلك العيون الحمراء مجددا!مالذي تريده مني!
نهضت و شربت كوب ماء و جلست أتنفس بهدوء تام محاولة تجاوز الصدمة التي كنت فيها...أعتقد أنني بدأت أخاف من العيش في هذا المنزل وحدي...على التصرف قبل أن أجن من الرعب الذي أعيشه هذه الأيام

كان يوم الغد يوم عطلة...ذهبت أنا و فلورا لنتسوق و لنشتري حاجيات مهمة بعد أن سمعنا بالتخفيضات...طوال الطريق كنت أسرد لها قصة العينين المخيفتين اللتين أراهما في حلمي و لكنها لم تلقي بالا للموضوع
-فلورا:أعلم بما تفكرين...لكنني أخبرتك سابقا أنها مجرد كوابيس
-آنجل:هل يمكن للشخص الطبيعي أن يعاني من الكوابيس يوميا؟
-فلورا:لا أعلم
-آنجل(بقلق) :أشعر أنني مريضة نفسيا...علي زيارة طبيب نفسي لمعرفة المشكلة
-فلورا:ممممم فكرة جيدة
-آنجل:و أيضا هناك أمر أود طلبه منك...من فضلك إنتقلي للعيش معي
-فلورا:ههههه أتتذكرين حين طلبت منك ذلك؟قلتي أنك تحبين الهدوء و الوحدة
-آنجل:صحيح...لكنني أراها مخيفة بعض الشيء
-فلورا:موافقة...سأنتقل للعيش معك و لكن عديني أن تتوقفي عن القلق بشأن الكوابيس فهي أمور طبيعية
-آنجل:ممممم فهمت

أكملنا رحلتنا في ذلك السوق و إشترينا الكثير من الأغراض و أثناء تواجدنا هناك لمحت السيد جيمين و هو يلقي نظرة على متجر ملابس متواجد في ذلك السوق و لم يلاحظ وجودنا
-آنجل(متوترة) :إنه هو...إختبئي

إختبأت خلف مجموعة من الملابس المعلقة أنا و فلورا و رفعت رأسي ببطئ أتجسس عليه
-فلورا(تهمس) :من هو هذا؟!
-آنجل(تهمس) :نسيت إخبارك بقصته...إنه الشخص الماكث في فندقتا و قد أخبرتك سابقا أنني معجبة به و هو أيضا إعترف لي بإعجابه مؤخرا
-فلورا(تهمس) :هذا معجب بك؟!؟
-آنجل(تهمس) :بلى
رفعت فلورا رأسها ببطء و نظرت لجيمين و هو ينظر للملابس و يختار الألوان و الأحجام المناسبة و لكن رسمت على وجهها نظرة غريبة لم أفهم سببها
-فلورا(تهمس) :هذا هو!
-آنجل(تهمس) :بلى...قلت بلى
-فلورا(بهمس و سخرية) :ههههههه هذا هو الذي يعجبك؟
-آنجل(تهمس) :يا فتاة!هل تسخرين من ذوقي؟
-فلورا(تهمس) :هههههههههه هذا هو!لا أصدق!آنجل هل أنت عمياء!
-آنجل(تهمس) :إخرسي...إنه وسيم...و جذاب و مثير للغاية...و كل الفتيات يركضن وراءه
-فلورا(تهمس) :ههههه حسنا حسنا لن أجادلك
-آنجل(تهمس) :و الآن لنخرج من هذا المتجر قبل أن يلاحظنا و نقع في كارثة

خرجنا أنا و فلورا من المتجر بخطى بطيئة و خفيفة كالمتسللين و بالفعل تمكنا من الخروج دون أن يلاحظنا جيمين...أو هذا ما ظنناه!

بعد خروجنا مباشرة نظر جيمين ناحية الباب الذي خرجنا منه و إبتسم بخبث و رمى الملابس التي كانت بيده
-جيمين(بخبث) :هههههه تظنين أنني لم ألاحظك!مغفلة...أنا من تبعتك إلى هنا و أعرف كل تحركاتك...أستطيع حتى سماع همسك أنتِ و صديقتك...يؤسفني أن نهايتك ستكون قريبة


نعم...هناك خطة سرية تنسج خلف ظهري و أنا لا أدري...خطة محكمة بإمكانها أن تودي بحياتي و تحولني لمجرد عنصر هام في خلطة...أعلم أنكم لم تفهموا شيئا من كلامي و لكن صدقوني مع مرور الوقت سيتضح لكم كل شيء

أحضرت فلورا أغراضها و إنتقلت للعيش معي في منزلي المنفرد...هذا أجمل إحساس يمكنني أن أشعر به...أشعر براحة كبيرة بعد أن وجدت شخصا ينام بجانبي و ربما لن أرى الكوابيس مطلقا بعد الآن

في أحد الأيام ذهبت للعمل و بينما أنتظر قدوم الزبائن جاء إلي شابان وسيمان مهندما المظهر و وقفا عند طاولة الإنتظار
-آنجل:تفضلا...بماذا أساعدكما؟
-تاي:جئنا لنحجز
-آنجل:غرفة واحدة بسريرين أم غرفتين؟
-تاي:واحدة
-آنجل:بطاقتاكما رجاءا...و كم فترة حجزكما؟
-هوسوك:3 أشهر

بينما أقوم بالتسجيلات المطلوبة جاء السيد جيمين نحو الشابين فإنحنيا أمامه بإحترام شديد و كأنه مديرهما في العمل أو شيء كهذا
-جيمين:لقد إنتظرتكما طويلا
-تاي و هوسوك:آسفان سيدي

كنت حينها أسجل إسميهما على الحاسوب و من لحظة للحظة أرمقهم بنظرة خاطفة
-آنجل:تفضلا هاهو المفتاح
-تاي و هوسوك:شكرا
-جيمين(بنبرة حادة) :يبدو أنك غاضبة مني
-آنجل:عفوا!!لا يا سيد جيمين لست غاضبة
-جيمين:ماذا قلت سابقا عن لقب سيد؟
-آنجل:آه...آسفة
-جيمين:أظنك منزعجة مني بسبب ما حصل آخر مرة لذلك لم تكلميني حتى أو تنظري لوجهي
-آنجل(ببرود) :لا أبدا...فقط إنشغلت بالعمل فكما تعرف كتابة الأسماء و أرقام الهوية أمر دقيق جدا و يحتاج تركيزا
-جيمين:فهمت...أعرفك تاي و هوسوك
-آنجل(تنحني) :تشرفنا
-جيمين:أتمنى أن تعتني بهم جيدا
-آنجل:أكيد
-جيمين:بالإذن

ذهب جيمين و صديقاه إلى غرفهم و طوال فترة إبتعادهم بقيت أراقبهم من الخلف إلى أن ركبوا المصعد...حينها أستدار جيمين نحوي و إبتسم ثم ضغط على الأزرار و إنغلق الباب ليقطع تواصل أعيننا الذي دام للحظات

بينما جونجوا في الجوار تقوم بعملها رأتني شاردة الذهن فتقدمت مني
-جونجوا:آنجل!
-آنجل:نعم!
-جونجوا:مالذي يجري معك؟
-آنجل:لا أعلم...ذلك الرجل يريد أن يفقدني صوابي...حركاته كله آسرة للوجدان
-جونجوا:يبدو أنك وقعتي بالحب
-آنجل:لا أعلم...لكن ألا يبدو لك جيمين غريب أطوار؟
-جونجوا:صحيح...هو كذلك
-آنجل:أمر ما بخصوصه يجعلني لا أشعر بالراحة
-جونجوا:ربما هو خوفك من خوض العلاقة الأولى
-آنجل:لا أعلم...لا أعلم حتى إن كنت سأدخل معه في علاقة أم لا


في ذلك الوقت في غرفة جيمين...كان الثلاثة مجتمعين...جيمين يطوف بالغرفة و هوسوك و تاي يخفضان رأسهما بإنتظار سماع أوامره
-جيمين:لقد عثرت عليها...إنها بالفعل من فصيلة الإنسان الزهري
-هوسوك:سيدي...هل نقتلها؟
-جيمين:ليس بعد...لا أريد قتلها مباشرة...أحتاج وقتا من الزمن حتى تحدث ظاهرة القمر الدموي حينها سيكون الوقت مناسبا لقتلها
-تاي:ظاهرة القمر الدموي!أليست هذه ظاهرة نادرة
-جيمين:بلى...لكنها ستحدث بعد ثلاث أشهر من الآن و هي فرصتي لأصبح أقوى
-تاي:حاضر سيدي...أطلب منا ما تريده
-جيمين:لدي عمل خاص لكما
-تاي و هوسوك:حاضر سيدي

عدت في المساء للمنزل و بقيت أنا و فلورا مستلقيتان على سريرنا كل مهتمة بأمورها...أنا أدرس و فلورا تتعلم اللغة الإنجليزية من أحد المواقع...فجأة تحمست فلورا حين رأت إعلانا مهما على حاسوبها
-فلورا(بحماس) :آاااا ظاهرة القمر الدموي...رائع رائع
-آنجل:عن ماذا تتكلمين؟
-فلورا:هل شاهدتي من قبل ظاهرة القمر الدموي؟
-آنجل:لا
-فلورا:لنشاهدها معا هذا العام إذا...ما رأيك؟
-آنجل:ما هي هذه الظاهرة بالضبط؟
-فلورا:ظاهرة القمر الدموي هي ظاهرة تحدث حينما يكون القمر في خسوف كامل مع الشمس فيصبح لونه أحمر
-آنجل:أحمر!هذا مدهش
-فلورا:عليك رؤيته...إن منظره جذاب...يجب أن ألتقط له صورة هذا العام من أجل مدونتي
-آنجل:ههههههه متى يحدث؟
-فلورا:بعد ثلاث أشهر من الآن
-آنجل:أووو متشوقة لذلك
-فلورا:و أنا أيضا

إبتسمت أنا و فلورا لبعضنا ثم عدت لمراجعة دروسي...لكن فجأة تذكرت تلك العيون الحمراء التي تظهر في كوابيسي...ترى هل لها علاقة بظاهرة القمر الدموي!لماذا لا أشعر بالراحة لكي شيء لونه أحمر!لا بد من إيجاد حل لما يحصل معي بسرعة


✴برأيكم : من يكون هوسوك و تاي و ما علاقتهما بجيمين؟...و مالذي كان يخطط له جيمين معهما؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

عشقت شيطان (النسخة القديمة) Empty
مُساهمةموضوع: رد: عشقت شيطان (النسخة القديمة)   عشقت شيطان (النسخة القديمة) Icon_minitime1الجمعة يونيو 04, 2021 8:40 pm

رواية عشقت شيطان : الفصل الثالث


هناك ملايين الأمور الغامضة و الغيبيات في هذا العالم...أمور من شأنها أن تقلب العالم في غمضة عين مثل قصتي الحالية...قصة الإنسان الزهري...هل تعرفون من هو الزهري؟

يقال أن الزهري إنسان خارق للطبيعة يستخدم لأعمال السحر و الشعوذة و الحصول على القوة و المال...و من العلامات الجسدية التي تميزه خط أفقي في يده على عكس بقية الناس الذين لديهم العديد من الخطوط العشوائية...لكن أمي أخبرتني أنه مجرد طفرة خلقية تماما مثلها مثل الذي يولد بست أصابع أو عيون حولاء

في ذلك اليوم بقيت أنا و هايلين معا نؤدي عملنا في الفندق إلى أن وردها إتصال من عمها...لم أنتبه كثيرا لموضوع المكالمة فقد كنت أراجع بيانات النازلين في الفندق إلى أن وصلت لبيانات جيمين...إنتبهت إلى أنه لا يوجد على بطاقة هويته عنوان سكن!هذا غريب!من المفروض أن بطاقات الهوية الإلكترونية تحتوي على أهم البيانات مثل الإسم،الصورة،تاريخ الميلاد،السكن ...أصبت بالذعر فجأة حين وضعت هايلين يدها على كتفي لتوقظني من شرود ذهني و أنتفظ كقطة مذعورة
-هايلين(بحماس) :خبر سار...سأذهب لمزرعة عمي في عطلة نهاية الأسبوع
-آنجل:ههههه جميل
-هايلين(بحماس) :و المدهش في الموضوع أنه موسم جني التفاح....يشعرني ذلك براحة لا مثيل لها
-آنجل:أنت محظوظة...أنا أيضا أود الذهاب للريف و الشعور بالراحة النفسية فمؤخرا تأتيني الكثير من الكوابيس و تخرب مزاجي
-هايلين:تعالي معي
-آنجل:حقا؟
-هايلين:طبعا...زوجي و عمته يحبان الضيوف كثيرا
-آنجل:موافقة

صرت أنا و هايلين نقفز من شدة الحماس و نحضن بعضنا إلى أن لمحت جيمين يقف بجانب طاولة الخدمات و ينظر إلينا بإبتسامة...فجأة شعرت بالإحراج و دفعت هايلين و إعتدلت أمامه
-آنجل:احم احم متى أتيت!
-جيمين:حينما كنتِ تقفزين أنت و صديقتك
-آنجل:هل تحتاج شيئا؟
-جيمين:لا...أردت أن آتي و أرى عينيك الجميلتين فهما تشعرانني بالراحة

حينما قال ما قاله أحسست بتوتر شديد و بأن وجهي يحترق من الخجل لذا أنزلت رأسي و بقيت أنظر للأسفل لفترة

-جيمين(بنبرة هادئة) :ههههه هل خجلتي للتو...حسنا سأصمت
-آنجل(بخجل) :لا...الأمر هو...
-هايلين:آنجل...لا تنسي موعدنا...وداعا

إبتعدت هايلين عنا و بقيت أنا أقف عند طاولة الخدمات و لا أقوى على رفع وجهي حتى...تمنيت لو أن جيمين يغادر لأتفادى الإحراج لكنه لم يفعل و بقي ينظر لي بإبتسامة ساحرة
-جيمين:عن أي موعد تتكلمان؟
-آنجل(برأس مطأطأ) :لقد إتفقنا على أن نذهب للمزرعة لقطف التفاح
-جيمين:أووو مذهل!لم أذهب لمزرعة منذ زمن...أنت محظوظة
-آنجل:صحيح
-جيمين:هل يمكنني مرافقتكم؟
-آنجل(بخجل) :ترافقنا!لما تريد مرافقتنا!
-جيمين:أريد أن أرتاح قليلا من المدينة و ضجيجها...أتسمحان لي؟
-آنجل:لا أعلم...فكما أخبرتك المزرعة ملك لعم صديقتي
-جيمين:سأسألها بنفسي

إنه أمر مثير للتوتر...هذا الشاب يحاول تحريك مشاعري غصبا عني...أعلم ما ينوي فعله...لقد إتخذها فرصة لكي يتقرب مني و يبقى معي أكثر...لما لا يتوقف فحسب فأنا أكاد أجن بسبب لطافته و إثارته...أريد أن أكون معه لكن شيء بشأنه لا يريحني و لا أعلم ما هو

أثناء مرور هايلين بالجوار رآها جيمين فذهب نحوها
-جيمين:أيمكنني الذهاب معكم للمزرعة؟
-هايلين:عفوا!
-جيمين:أريد مرافقتك أنت و آنجل فهل يمكنني؟
-هايلين:مممممم بلى...لا مشكلة
-جيمين:شكرا جزيلا

إستدار جيمين نحوي و إبتسم ثم صعد المصعد و ذهب لغرفته...حينها ركضت نحو هايلين و أمسكتها من ذراعيها و هززتها بقوة
-آنجل(تصرخ) :لاااا هاااايلين لما فعلتي ذلللك...لمااا؟؟؟لا أريده أن يأتي معي
-هايلين:و مالمشكلة؟
-آنجل:لقد أردت الذهاب لأرتاح لكن وجوده هناك قد يوترني أكثر...أووووه هايليين...لما فعلتي ذلك!
-هايلين:بما أنك معجبة به فلما لا تتواعدان و إنتهى؟
-آنجل(بنبرة حادة) :أولا لست معجبة به
-هايلين:حسنا حسنا
-آنجل:ثانيا...لا يمكنني الثقة بأي شاب و مواعدته حتى أتأكد من نيته الحقيقية تجاهي
-هايلين:أوافقك الرأي...الرجال مخادعون
-آنجل:أوووف ماذا أفعل الآن؟ربما علي إلغاء الرحلة
-هايلين:لاااا...أقسم أنني لن أسامحك
-آنجل:و مالحل؟
-هايلين:تجاهليه فحسب...إتفقنا؟
-آنجل:سأحاول


حين وصلت عطلة نهاية الأسبوع خرجت أنا و هايلين معا و توجهنا لموقف الميترو لنغادر نحو المزرعة فكلانا لم تكن تملك سيارة خاصة...لقد تعمدت أن أتناسى أمر جيمين فقط لكي لا يأتي معنا...لكن من كنت أخدع؟لقد وجدناه أمام المحطة ينتظرنا بسيارته الفخمة المذهلة
-آنجل(تهمس) :كيف عرف أنني سأكون هنا!
-هايلين(تهمس) :جديا...لماذا لا تريدينه أن يذهب معنا...يبدو لطيفا
-آنجل(تهمس) :أووف إنسي الأمر

-جيمين(يصرخ) :يا فتيات...هيا بنا

صعدت أنا بجانب جيمين من الأمام أما هايلين صعدت من الخلف...بعدها فتح جيمين غطاء السيارة العلوي و وضع نضاراته السوداء
-جيمين:أين الوجهة بالضبط؟
-هايلين:سأريك الموقع على هاتفي
-جيمين:آنجل...تأكدي من ربط حزامك

إقترب مني جيمين و ربط حزام الأمان لي ثم نظر بعيني و إبتسم
-جيمين:لننطلق

إنطلقنا إلى المزرعة نحن الثلاثة و شغل لنا جيمين الأغاني الحماسية طوال الطريق...كانت هايلين تقف من كرسيها و ترفع يديها عاليا في الهواء مستمتعة بكل لحظة أما أنا إكتفيت بثني ذراعي و الجلوس هادئة

بعد ساعتين تقريبا وصلنا للمزرعة و رأينا عددا هائلا من أشجار التفاح على منحى البصر
-آنجل:وااو...كل هذا ملك لعمك؟
-هايلين:نعم
-آنجل:جميل...لا بد أنه تعب كثيرا ليوصلها لما هي عليه الآن

وصلنا إلى بيت صغير واقع وسط كل تلك الكميات الهائلة من أشجار التفاح و نزلنا مع حقائبنا و لم يلبث العم إلا لحضات حتى سمع أصواتنا فخرج يستقبلنا هو و عائلته
-العم:هايليين...حبيبتي
-هايلين:عمي!

ركضت هايلين و عانقت كل أفراد الأسرة ثم عرفتنا عليهم
-هايلين:أقدم لكما عمي
-العم:أهلا
-هايلين:و هذه زوجة عمي و لكن نادياها عمتي
-العمة:تشرفنا
-هايلين:و هذا هو إبن عمي و إسمه جوشوا
-جوشوا:مرحبا...سررت بكم جميعا

أثناء ترحيبهم بنا كانت نظرات جوشوا طوال الوقت علي

دخلنا ذلك المنزل الصغير و قد نال إعجابي لكونه قديما إلا أنه يبعث الراحة على النفس...و بعد أن قدمت لنا العمة الشاي و العصير جلسنا نتناولهم و نتعرف على بعضنا و ندردش إلى أن حل الظلام

في تلك الليلة إنقسما فريقين...أنا و هايلين و العمة نمنا في غرفة...أما جيمين و العم و جوشوا ناموا في الغرفة الأخرى

حضي الجميع تلك الليلة بنوم هانئ ما عدا أنا...فأثناء نومي رأيت أحد الكوابيس مجددا...رأيت أنني في غابة كبيرة و الظلام يحيط بي من كل مكان و هناك هدوء تام يبعث الراحة على النفس...لكن فجأة!هناك بين الأشجار عينان حمراوان تحدقان بي...ليس مجددا!لا أريد أن يهجم علي ذلك المخلوق كما حصل في كل المرات الماضية...حاولت التراجع ببطئ للخلف و أنا ما أزال محدقة به لعله يرحمني...لكن فجأة!!تحسست جسدا واقفا خلفي و بالكاد تمكنت من لمسه بيدي...أصبح كل جسدي يرتجف فإن إستدرت خلفي سيهاجمني الذي أمامي و إن بقيت هكذا سيهاجمني الذي خلفي...شعرت بأطرافي تتجمد من البرد و لم أعد أقوى على الحركة هذا إلى أن...!

نهضت من نومي فزعة و نظرت من حولي...الحمد لله إنه كابوس...لكن ما أزال أتنفس بسرعة و جسدي كله يتعرق كما لو أنني خرجت من فرن للتو...تنهدت بعمق بعد أن أدركت أن الأمور بخير و الجميع نائمين من حولي بسلام فخرجت من الغرفة أشرب كأس ماء

ذهبت للمطبخ و شربت الماء و أنا أتنهد و أهدأ من نفسي...ألقيت نظرة على النافذة فرأيت القمر مكتملا في منظر ساحر و النجوم تملأ السماء في منظر مذهل...لم أرى من قبل هذا المنظر فأنا أعيش في المدينة و أضواؤها تطغى على أضواء السماء لتغطيها

خرجت و جلست على كرسي بجانب الباب محدقة بالسماء و القمر و النجوم و أنا أبتسم حينها سمعت صوت الباب يفتح مجددا و جاء جيمين و جلس بجانبي
-جيمين:لم تنامي بعد؟
-آنجل:نمت و إستيقظت...و أنت؟
-جيمين:لم أتمكن من النوم لأنني غيرت المكان...لكن لما لم تعودي للنوم؟
-آنجل(بنبرة حزينة) :لقد رأيت كابوسا
-جيمين:كابوس!
-آنجل:بلى...دائما تفزعني الكوابيس في منصف الليل و لا أتمكن من العودة للنوم
-جيمين:و ماذا ترين؟
-آنجل(بنبرة مرتجفة) :عينان حمراوين تهجمان علي...لا أعرف كيف أشرح

تبسم جيمين بلطف و وضع ذراعه حول رقبتي فسحبني إليه بطريقة رومنسية سحرتني كالعادة...لكن لم أكن أريد الذوبان فيه لذلك إبتعدت عنه
-آنجل:أعذرني...لا يمكنني السماح لك بالتصرف معي هكذا
-جيمين(يبتسم) :لا بأس...لكن متى ستردين لي الجواب؟إنتظرت كثيرا
-آنجل:لا أعلم...ذهني مشوش و أحتاج وقتا لأفكر
-جيمين:سأنتظرك

بقي كلانا يحدق بالسماء الجميلة بإبتهاج دون الخوض في أي موضوع...حينها إلتفتت نحو جيمين لأرى ردة فعله و لكن صدمت حين نظر إلي هو الثاني و إشتعلت عيناه باللون الأحمر...لم أكن أصدق ما أراه!هل يعقل أنني صرت أهلوس بسبب الكوابيس!...حككت عينايا مرارا و تكرارا ثم نظرت نحوه مجددا فلم أجد شيئا...ربما جننت!ربما أصبحت الكوابيس تؤثر علي بشكل سلبي!علي التصرف مع هذه المشكلة بأسرع وقت
-جيمين:أنت بخير؟
-آنجل(متوترة) :طبعا...طبعا...أعتقد أنني أشعر بالنعاس...سأراك غدا
-جيمين:حسنا تصبحين على خير

دخلت مسرعة للمنزل و نمت في فراشي و بقيت أفكر في كوابيسي المزعجة إلى أن أخذني النوم

في صباح اليوم التالي نهضنا و غيرنا ثيابنا و تناولنا وجبة الإفطار...بقيت العمة في المنزل تعد لنا الغداء أما أنا و العم و هايلين و جيمين و جوشوا ذهبنا لحديقة التفاح...لن أستطيع وصف الشعور الذي إختلجني لكم فقد كنت متحمسة و سعيدة و نشيطة لرؤية كل تلك الكميات من الأشجار و التفاح الأحمر الطازج
-العم:ساعدوني
-آنجل(بحماس) :مستعدة
-العم:سأرمي لكم التفاح من أعلى و أنتم إلتقطوه و ضعوه في الصناديق
-آنجل:أنا أيضا أريد أن أصعد
-العم:ألا تخافين المرتفعات؟
-آنجل:أبدا
-العم:حسنا تعالي

وضع لي العم سلما يؤدي لأعلى الشجرة فصعدت عليه و بدأت أنزع حبات التفاح واحدة تلو الأخرى و أرميها لهايلين...بالنسبة لجيمين فقط كان يقف جانبا و ينظر إلي بطريقة غريبة...لا أعلم بما يفكر لكنه بدأ يسبب لي التوتر

-جيمين(يفكر) :ما هذا!هذه الفتاة تقف هناك أعلى الشجرة و تبتسم بطريقة فاتنة...كانت الرياح تلعب بشعرها بلطف لتجعلني أسيرا لخصلاتها البنية الساحرة...إضافة لأشعة الشمس التي تخترق أوراق الأشجار لتصلها و تلامس بشرتها البيضاء...إنها كالملاك...لم يسميها أهلها بالملاك من فراغ...إنها حقا ملاك فاتن...ظننت أنني سأتمكن من قتلها و إستخدام دمها لتلبية أطماعي لكنها كل يوم تثبت لي أنها لا تستحق هذه المعاملة...لقد بدأت أتعلق بها بمعنى الكلمة...

بينما جيمين غائص في التفكير فإذا بحبة تفاح طائرة تضربه على رأسه لتسقطه أرضا

-آنجل(بفزع) :جيمين!أنت بخير؟

ركضنا جميعا نحوه و ساعدناه على الوقوف بينما يمسك يده برأسه و يتألم
-آنجل(بإحراج) :عفوا!قصدت رميها لهايلين آسفة آسفة
-جيمين:لا بأس أنا بخير...لم تكن قوية
-العم:لم يحصل شيء...لنكمل عملنا

بقي جيمين جالسا على جذع شجرة قريب منا ممسكا برأسه أما البقية فواصلوا العمل...شعرت بالذنب لما حصل لذلك قررت أن أختار أكبر تفاحة و أفضلها من الصناديق و أقدمها له...و بالفعل ذهبت إليه و أعطيتها له دون النظر في وجهه
-جيمين:شكرا
-آنجل(بإحراج) :أنا حقا آسفة...هل تأذت جبهتك كثيرا؟
-جيمين:لا تهتمي
-آنجل:دعني أرى
-جيمين:لا...لا بأس قلت أنني بخير
-آنجل:لااا قف مكانك

إقتربت من جيمين و أمسكت وجهه دون أن ألاحظ أنني قريبة منه للغاية و تفقدت مكان الضربة لأجد أنها إحمرت و تورمت قليلا
-آنجل:أووبس ما أغباني

بينما أنا أتفحص مكان الضربة رفع جيمين وجهه ببطئ و نظر نحو عيني و شفتي
-جيمين(يفكر) :إنها تزداد جمالا أكثر من قريب...بل إنها فاتنة للغاية...شفتيها ممتلئين بطريقة ساحرة...عيناها المليئتين بالإهتمام نحوي...خداها الورديان اللامعان تحت أشعة الشمس...إنها تقودني فجأة لفقدان السيطرة على نفسي

رفع جيمين رأسه ببطئ و نظر بعيني بثمالة...كان كلانا يذوب في عيني الآخر و يقف دون حراك...فجأة إقترب مني بلمح البصر و طبع قبلة على شفاهي لأول مرة و إبتعد متظاهرا أنه لم يفعل شيء...لن أستطيع وصف الشعور الذي شعرت به لكم فقد كان مدموجا بين السعادة و الصدمة و الخوف و التوتر...هذا جعلني أضع يدي على فمي و أتجمد لفترة من الزمن بعدها ركضت نحو البيت دون أن أكلم أي أحد
-هايلين(تصرخ) :آنجل...إلى أين تذهبين؟
-لا رد
-هايلين:ترى ما بها؟
نظر الجميع نحو جيمين فقد ظنوا أن له يدا فيما حصل
-جيمين(متوتر) :لا أملك أدنى فكرة عما بها
-جوشوا:هل ألحق بها؟
-هايلين:لا...أنا سألحق بها

لحقت بي هايلين إلى المنزل فوجدتني أجلس و أنا أضم ساقي إلي مطأطأة رأسي
-هايلين:آنجل...هل من خطب؟
-آنجل:لا...فقط تعبت و أريد أن أرتاح
-هايلين:هكذا فجأة؟
-آنجل:نعم

خرجت العمة من المنزل فوجدتنا جالستين هناك
-العمة:عدتما...بما أنكما هنا هلا قمتما بصيد بعض السمك من النهر
-هايلين:سنفعل
-العمة:شكرا لكما

ذهبت أنا و هايلين نحو النهر القريب من تلك المنطقة و أخذنا شبكتين صغيرتين و صرنا نصتاد...كانت هذه أول مرة لي لذلك أنا فاشلة في الصيد
-آنجل:أوبس...هذا صعب
-هايلين:إرميها بالشبكة قبل أن تصل إليك
-آنجل:آااه فهمت

بينما نحن نصتاد تقدم منا جوشوا و جلس بجانب النهر يراقبنا و هو يبتسم
-جوشوا:نونا...إنها خلفك
-هايلين:لا تناديها نونا فهي أصغر منك
-جوشوا:كم عمرها؟
-هايلين:19 سنة
-جوشوا:فهمت...أنا 20
-آنجل:هههه أنا التي يجب أن أناديك أوبا
-هايلين:أوبس...تذكرت شيئا...سأعود على الفور

غادرت هايلين مسرعة و تركتني أصتاد السمك بينما يراقبني جوشوا و نتكلم
-جوشوا:هههه يبدو أنك مبتدأة في إلتقاط السمك...دعيني أريك

وضع جوشوا رجليه في الماء و حينما رأى سمكة تمر من هناك إلتقطها بيديه و بسرعة شديدة
-آنجل:واااو...أنت بارع!
-جوشوا:تعلمت ذلك من الممارسة المستمرة ههههه

صار جوشوا يرشني بالماء بهدوء بينما وضعت يدي لأحمي نفسي لكنه لم يتوقف...لم أرد أن أترك الموضوع يمر لذلك رششته أنا أيضا و صرنا نلعب و نركض خلف بعضنا رغم أننا لا نعرف بعضنا جيدا

فجأة توقف ينظر خلفي بعينين واسعتين كما لو أنه رأى شبحا
-جوشوا:هل هذا الرجل حبيبك أم ماذا؟
-آنجل:من؟
-جوشوا(يشير لجيمين الواقف خلفي) :هناك...إنه يكاد يأكلنا بنظراته

نظرت خلفي فإذا به جيمين و نظرات الحقد و الإنزعاج بادية على وجهه...تقدم مني بسرعة و شدني من يدي مبعدا إياي عن جوشوا و ذلك النهر نهائيا و أخذني للبيت
-جيمين(بنبرة حادة) :إنه معجب بك...لا تكلميه
-آنجل:من!
-جيمين(بنبرة حادة) :قلت لك لا تكلميه...إستمعي إلى كلامي لكي لا يتأذى أي أحد مفهوم؟
-آنجل:يتأذى!و لكن هل تنوي فعل شيء حقير للمسكين
-جيمين(بنبرة حادة) :نعم...لذا لا تلعبي معي
-آنجل(ببرود) :لما تتصرف كما لو أنك حبيبي؟لو لم تنتبه فنحن لم نتواعد بعد
-جيمين(بنبرة حادة) :يجب أن يحصل ذلك بأسرع وقت...أنا أنتظر إجابتك
-آنجل:و ماذا لو إنتظرت من فراغ؟ماذا لو لم أوافق؟

إقترب مني جيمين بدرجة كبيرة بحيث صار كلا وجهانا قريبين ثم أمسك بوجنتي و ظل يحدق بعيني بينما يتلمس وجهي بلطف...شعرت بقشعريرة خفيفة بسبب ما يفعله فهو رومنسي و فاتن للغاية و يمكنه إغراء أي إمرأة بسهولة...لكن رغم ذلك ما يزال كبريائي يؤنبني على هذا التساهل لذا أمسكت بيديه و أبعدتهما عن وجهي
-آنجل:أنت تتعامل مع كل النساء هكذا صحيح؟
-جيمين:لا
-آنجل:أي شخص مثلك سيقول نفس الكلام...على كل لا يهم...أنا لن أعطيك جوابي الآن...إنتظرني أكثر من ذلك أرجوك

على مائدة العشاء لم تكن الأمور تبشر بالخير بين جيمين و جوشوا فقد كانا ينظران لبعضهما بنظرة عدم إرتياح...أما نحن فقد كنا نتحدث و نضحك بكل أريحية و العم يقص علينا قصصا طريفة
-العم:لنذهب معا غدا و نصتاد الأيكة من الغابة
-هايلين:متحمسة للذهاب
-آنجل:أنا أيضا
-جوشوا:أليس الوضع خطرا على فتاة فهناك ذئاب مفترسة
-هايلين:أعشق المغامرات...لن أفوت هذه الفرصة مستحيل
-جوشوا:أنت أصلا لستِ فتاة...أتكلم عن آنجل
-هايلين:هييي...كوني أحب النشاطات الرجولية لا يعني أنني رجل
-جيمين:آنجل ستكون تحت حمايتي لذا لا تقلق عليها
-العم:ستذهب؟
-جيمين:بالتأكيد...و مالذي قد أبقى لأفعله هنا؟
-العم:ممتاز
-العمة:سأجهز لكم الأغراض اللازمة
-آنجل:هل ستكون الرحلة طويلة و بعيدة؟
-العم:طبعا...الغابة موجودة في آخر نقطة في القرية و سنذهب إليها بالسيارة
-هايلين:هذه المرة أنا من ستصتاد لكم ههههه
-جوشوا:و أنت أيضا آنجل...يجب أن تجربي صيد الحيوانات البرية
-آنجل:بالتأكيد

لم يكن جيمين في مزاج جيد لذلك وضع الملاعق على الطاولة بحدة و ذهب لينام...ربما كان السبب غيرته من جوشوا أو أنه لا يستمتع بتلك الرحلة من الأساس...لكنني لم أكن مثله فأنا أستمتع بكل ثانية هنا و لن أسمح لأي شيء بتخريب متعتي


✴برأيكم : ما هو سبب رؤية آنجل للكوابيس بإستمرار؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

عشقت شيطان (النسخة القديمة) Empty
مُساهمةموضوع: رد: عشقت شيطان (النسخة القديمة)   عشقت شيطان (النسخة القديمة) Icon_minitime1الجمعة يونيو 04, 2021 8:41 pm

رواية عشقت شيطان : الفصل الرابع

هذا اليوم من أكثر الأيام المميزة لدي...أشعر بالنشاط و الحيوية و الإدرينالين يتدفق في جسدي...اليوم سنذهب لرحلة صيد الأيكة في الغابة...من شدة الحماس أشعر أنني أطير

ركبنا سيارة العم و التي فيها مقاعد كثيرة و ذهبنا للغابة متحمسين جميعا...إضطر العم لركن السيارة بعدها أكملنا طريقنا سيرا و لن أخبركم كم كنت خائفة حين دخلنا الغابة فالجو فيها يقترب للظلمة من شدة كثافة أوراق الأشجار...إضافة لأصوات الأفاعي و الطيور التي كنا نسمعها و تسبب لنا الرهبة...في الحقيقة كنت أنا الوحيدة الخائفة لأن ما أمر به مؤخرا من كوابيس و صدمات جعلني حساسة فوق اللزوم
-العم:إياكم و لمس أي نوع من الأعشاب فقد تكون سامة
-الجميع:حاضر

أثناء طريقنا سمع العم أصوات أقدام حيوان قريب لذا طلب منا جميعا الإختباء خلف جذع شجرة كبير
-العم:رأيتموه؟هذا هو هدفنا
-هايلين(بحماس) :يشبه الغزال...و لكن لما نصطاده بالضبط؟
-العم:لنأكله
-آنجل(بتقزز) :يع لن آكل هذا الشيء...يبدو مقرفا
-العم:سأريكم كيف نقوم بإصطياده

بينما نحن منهمكون في التركيز على الفريسة كان جيمين غير مهتم بتاتا و يضع يده على خده من الملل

أمسك العم البندقية و وجهها نحو جسد الأيكة التي كانت تأكل بعيدة عنا ثم ركز معها لبضع ثوان...و قبل أن يطلق الرصاصة سمعت الأيكة بعض الفوضى فهربت
-العم:أووبس هربت
-جوشوا:كان عليك التصويب عليها قبل فترة
-العم:أردت أن أدقق الهدف حتى لا أخطأه...على كل حال ما يزال أمامنا طريق طويل و سنجد المزيد...هيا إتبعوني

واصلنا طريقنا سيرا في تلك الغابة المظلمة الضخمة و رأينا العديد من أنواع الطيور الغريبة و الزواحف و كذا الحشرات...رغم أن بشرتي كانت تقشعر كل دقيقة لكن لن أنكر أنها رحلة مشوقة و ممتعة

سرنا في صف خلف بعضنا...العم أولا يليه جوشوا ثم هايلين ثم جيمين و في النهاية أنا...و بينما أسير خلفهم وضعت رجلي بجانب أفعى سامة و حينما إنتبهت كان قد فات الأوان على الهروب...لم يكن بيدي حل سوى الوقوف دون حراك و عدم إصدار أي صوت حتى لا تنتبه الأفعى لوجودي و تلدغني...و المخيف في الأمر أكثر أن البقية كانوا يبتعدون عني شيئا فشيئا بينما لم أستطع مناداتهم أو جذب إنتباههم...كان الأمر الوحيد الذي أنتظره هو إبتعاد الأفعى عن رجلي حتى ألحق بهم ركضا

مرت دقائق و أنا أنتظر إبتعاد الأفعى لكنها لم تكن تتحرك على الإطلاق...فجأة رأيتها تنظر ناحيتي و ترفع رأسها ببطئ ثم تخرج لسانها الطويل دليلا على إستعدادها للهجوم...هنا تملكني رعب أكبر و أدركت أنني سأموت لدغا و لم يكن بيدي سوى أن أركلها برجلي و أهرب بعيدا عنها

ركضت في وسط تلك الغابة المظلمة وحدي ظنا مني أنني سأجد الآخرين و لكن لم يكن لهم أي أثر...ربما تعرجوا في سيرهم لذلك ضعت منهم أكثر فأكثر

بعد أن ركضت بعيدا نظرت من حولي لأكتشف أنني في مكان غريب و مخيف و الظلمة تشتد علي كلما مرت لحظة...الأرض رطبة من الأسفل بشكل مقرف و حواسي مشتتة من شدة الفزع...إضافة لسماعي أصوات قريبة جدا مني و كأنها أصوات أقدام...للوهلة الأولى فكرت أنها مجموعتي لذا شعرت بالسرور
-آنجل(تصرخ) :يااا رفاااق
إنتظرت لبعض الوقت و لكنني لم أجد أي رد
-آنجل(تصرخ) :إنها أنا آنجل
-لا رد
فجأة رأيت الأعشاب الكثيفة أمامي تتحرك بطريقة غريبة و أصوات زمجرة خفيفة لحيوان ما...عرفت حينها أنني في مشكلة عويصة و لم يكن لي سوى الصراخ بصوت عالي يقلب كل الغابة

في الطرف الآخر كانت مجموعتي تسير دون أن تنتبه إلى أنني غير موجودة إلى أن سمعت صوت صراخ بعيد جدا و لكنه لبشري
-هايلين:أهذا صوت آنجل!
نظر الجميع حولهم فلم يجدو لي أي أثر
-العم:أين هي؟
-هايلين(بفزع) :لااا لقد ضاعت
-العم:لنبحث عنها

وقف جيمين في مكانه و أغمض عينيه ليتحسس مكاني إلى أن شعر بخوفي الشديد في مكان بعيد هناك
-جيمين(بفزع) :لااااا إنها في خطر...علي إيجادها بسرعة
بعدها ركض في وسط الغابة دون أن يعير الباقين أي إهتمام
-العم(يصرخ) :إلى أين تذهب أنت أيضا!
-جيمين(يصرخ) :سأحضرها و أعود
-العم(يصرخ) :ماذا لو ضعت أنت أيضا
-جيمين(يصرخ) :لن يحصل

ركض جيمين بأقصى سرعة لديه و نفسه يكاد ينقطع إلى أن وصل لمكان فارغ و تأكد بأن لا أحد يراقبه...بعدها فتح عينيه بإتساع و تحول لونهما لللون الأحمر و بقي يحملق بتركيز لفترة من الزمن
-جيمين(يفكر) :علي إنقاذها بسرعة...إنها وسيلتي الوحيدة لأمتلك القوة و بدونها ستفشل خطتي لا محالة....إهتمامي بها ليس لأنني أحبها و لا لأنني أريد قربها...كل ما أريده دمها الذي سيمنحني الملك العظيم...لا يجب أن تتأذى الآن...علي حمايتها...لكن لاحقا لا أحد سيحميها مني هههههههه

بعد أن ركز لفترة من الزمن تمكن من معرفة مكاني بدقة و قفز بلمح البصر ليجدني محاصرة و هناك ذئبين يتربصان بي يحاولان الهجوم علي و أكلي
-جيمين(يصرخ) :آنجل...أنا هنا
-آنجل(بخوف و صراخ) :جيمين...ساعدني آااااا

وقف جيمين بيني و بين الذئاب و حدق في عيونهم بنظرته الواثقة بينما يزمجرون في وجهه و يستعدون للهجوم عليه...و في لحظات تحولت عيناه لللون الأحمر و حينما رأتها الذئاب فرت هاربة

كنت ما أزال مطأطأة رأسي من شدة الرعب و أضع يداي على أذناي منتظرة أن تنتهي هذه المهزلة إلى أن إنحنى لي جيمين و أمسك بكتفي لأرفع رأسي و أحدق بوجهه الملائكي و إبتسامته الساحرة
-جيمين(بنعومة) :أنت بخير؟
-آنجل(بتلعثم) :ب بخير...أنا...بخير
-جيمين:لما إبتعدتي عن المجموعة...لقد قلقت عليك
-آنجل:لم أقصد ذلك
-جيمين:لم يقومو بأذيتك صحيح؟
-آنجل(بحزن) :لا...لكنني لويت كاحلي و أنا أركض
-جيمين:أرني

إقترب جيمين من كاحلي و تفقده ليرى بقعة حمراء منتفخة عليه
-جيمين:يمكنك المشي؟
-آنجل:لا
-جيمين:لا مشكلة...سأحملك
عكفت شفاهي بلطف و ثنيت ذراعي متمنية أن لا يطلب مني ذلك مجددا و لكنه إنحنى على الأرض و أعطاني ضهره لأصعد عليه
-جيمين:هيا إصعدي
-آنجل(بدلال) :لا أريد
-جيمين:أهذا وقت سخافتك...نحن في غابة تحوي كائنات متوحشة إن لم تلاحظي
-آنجل(بخجل) :لكن لا تتفوه بأي كلمة مفهوم؟
-جيمين:كوني مطمئنة

صعدت على ضهر جيمين ثم وقف و هو يحملني لكن توازنه إختل فجأة و كدنا نسقط نحن الإثنين
-جيمين:يييي كم أنت ثقيلة!
-آنجل(بإنزعاج) :هييي...أنا لست سمينة كما تقول
-جيمين:من قال أنك سمينة!قلت فقط ثقيلة
-آنجل(بإنزعاج) :لهما نفس المعنى
-جيمين:لهذا رفضتي الصعود على ضهري؟حتى لا أنتبه لأنك سمينة؟
-آنجل(بإنزعاج) :هههههه إخرس...لست سمينة
-جيمين(برومنسية) :مهما كنتِ...سمينة أو نحيلة...طويلة أو قصيرة...لطيفة أو مشاكسة...هذا لن يغير نظرتي إليك بأنك فتاة أحلامي

بينما هو يتفوه بتلك الكلمات الرومنسية كدت أتوقف عن التنفس...أعلم أنه ليس المكان المناسب لذلك و لكن قلبي فقد السيطرة و صار يدق بسرعة...كل ما أخافني في الموضوع هو أن صدري ملتصق بضهر جيمين و قد يسمع نبضات قلبي السريعة في أي لحظة و يضعني في موقف محرج
-جيمين(برومنسية) :نبضات قلبك لطيفة...يمكنني الإحساس بها
-آنجل(بخجل) :هههههه سيد جيمين توقف
-جيمين:سيد مجددا!
-آنجل:ههههه عفوا...آسفة ج..يمين
-جيمين:هكذا أفضل...تبدو فاتنة من شفتيك الساحرتين...الآن تمسكي جيدا فنحن سننطلق
-آنجل:جاهزة

سار بي جيمين في وسط تلك الغابة المظلمة المخيفة بينما أحكم معانقته بذراعي من الخلف...إنها الجنة بالنسبة إلي رغم أنني كنت في الجحيم قبل قليل...أجمل ما قد تواجهه إمرأة في حياتها هو أن تعلق مع الشاب الذي تحبه في غابة مظلمة مخيفة
-آنجل:هل تعرف طريق العودة؟
-جيمين:لا
-آنجل:إلى أين تسير إذا؟
-جيمين:أسير لعلنا نجد البقية أو طريقة للخروج من هنا
-آنجل:أتمنى...و لكن أخبرني...كيف تغلبت على أولئك الذئاب و هربوا منك
-جيمين:إنها موهبة
-آنجل:هل يمكنك تعليمي؟
-جيمين:لا أظن أنه يمكن لأي كان تعلم هذه الموهبة
-آنجل:فعلا!أمر محزن...أردت أن أعرف كيف بشدة

بينما نحن نسير سمعنا صوتا صادرا من حزمة نباتات بالقرب منا و حركة شديدة...شعرت حينها بالخوف و تشبثت بجيمين بأقصى ما يمكن لدرجة أنني كدت أعصر رقبته الطرية اللطيفة...لكن بعد لحضات خرج سنجاب من تلك الحزمة و قفز بعيدا
-آنجل(تتنهد) :الحمد لله...كان مجرد سنجاب
-جيمين:عناقك لي هكذا يشعرني بالعاطفة فلا تحاولي تكرار الأمر ما دمنا وحدنا هنا

شعرت بالإحراج و أرخيت ذراعي قليلا من رقبته ثم أكملنا طريقنا في وسط تلك الغابة المظلمة بحثا عن أمل للخروج

أثناء سيرنا وصلنا لجدول ماء صغير فأنزلي جيمين لنستريح بجانبه ريثما نفكر في طريقة للخروج من هناك
فجأة صارت معدتي تصدر أصواتا غريبة دليلا على الجوع الشديد
-آنجل(بخجل) :أوبس
-جيمين:جائعة؟
-آنجل(بخجل) :ههههه لا لا لا
-جيمين:معي قطعة شكلاطة إن أردتي تناولها؟
-آنجل:ماذا عنك؟
-جيمين:لست جائعا
-آنجل:حسنا

قدم لي جيمين قطعة الشكلاطة و أكلتها محاولة تمالك نفسي رغم أن الجوع يكاد يهلكني و قد أضطر حتى للعق الغلاف...بعدها جلس بجانبي و بقينا نحدق بالمكان المحيط بنا لفترة
-آنجل:أخبرني ماذا تعمل؟
-جيمين:لا يهم
-آنجل:أنت تملك الكثير من المال و رغم ذلك نزلت في فندقنا متوسط الخدمات؟
-جيمين:و أين المشكلة؟
-آنجل:لا أعلم...بدا لي مثيرا للحيرة
-جيمين:ممممم دعينا ننسى الموضوع...هل فكرتي في إجابة لما طلبته أم ليس بعد؟
-آنجل(متوترة) :الحقيقة...مازلت لم أتخذ قراري بعد...لا أريد أن أتسرع في إختيار شريك حياتي و أندم لاحقا

أحسست فجأة بيد جيمين تمسك يدي فنظرت له لأجده يبتسم لي تلك الإبتسامة التي تخطف القلب...حينها لم أتمكن من تمالك نفسي فهذه هي نقطة ضعفي التي قد تجعلني أستسلم له
-جيمين(برومنسية) :بإمكانك معرفة إذا كنت صادقا أم لا من عيناي...يمكنك ذلك
-آنجل(متوترة) :ليس وقت...
-جيمين(برومنسية) :أنا صادق بكل كلمة أقولها لك...أريدك ملكي...أحبك آنجل

عيناه كانتا دوامة أسرتني و نومتني مغناطيسيا لتجعلني ألبي كل ما يريده...تلك النظرة الساحرة لا أستطيع مقاومتها و لا إبعاد نظري عنها...إنني مخدرة بمعنى الكلمة

رغم وجودنا تائهين بغابة مخيفة مليئة بالحيوانات المتوحشة فقد كان همي الوحيد أن جيمين بجانبي...حتى هو نسي أمر ضياعنا هناك و رفع يده الناعمة يضعها على خدي متلمسا إياه بلطف...مع كل تلك الكمية من اللطافة أغمضت عيني و صمتت فحسب منتظرة أن يحصل بيننا تقارب أكثر و أكثر...و كما توقعت فإن جيمين لم يكتفي بلمس وجهي بل تقدم قليلا نحو شفتي يتلمسهما

-جيمين(يفكر) :في هذه اللحظة أشعر بشعور غريب...كما لو أنني أحلق عاليا في السماء...إن ملمس وجهها ناعم و شفتيها اللتان بطعم العسل أتوق لتذوقهما مجددا...لكنني لم أنسى مهمتي الأساسية لذلك سأكمل ما بدأته و أغادر بسرعة

كنت مخدرة حينها لدرجة الموت...أريد فقط من شفاهه أن تقبلني و تطفأ تلك النار التي تلتهب في شفتي...لم أنتظر طويلا حتى قرب جيمين شفاهه من شفاهي دون تلامسهما و بقي يتحسس أنفاسي المضطربة
-جيمين:تريدينها؟
-آنجل(بتخدر) :أجل
-جيمين:ألن تندمي عليها لاحقا؟
-آنجل(بتخدر) :لا
-جيمين:لنذهب معا إلى الجنة...جنتنا الخاصة

أخيرا بعد أن كدت أموت عطشا وضع جيمين شفتيه الساحرتين على شفتي فأغمضت عيني و غرقت بتلك القبلة إلى أعماق الأعماق...و كإضافة لطيفة لقبلتنا وضعت ذراعي حول رقبته و إقتربت منه أكثر ليتعانق جسدانا و يخلقا إثارة أكبر...فعلا إنها الجنة على الأرض

-جيمين(يفكر) :أظن أنني تمكنت منها...أخيرا إستسلمت و رمت قلبها لي دون خوف...أستطيع أن أحس بمدى إستمتاعها و ذوبانها في حذه اللحظات...لن أبعد شفاهي عن شفاهها إلى أن أتأكد أنها أعطتني نفسها بالكامل...لكن مهلا!ماذا عني أنا!أنا أيضا أشعر بشعور غريب وليد اللحظة...ليست أول مرة أقبل فيها أنثى و لكن لما مشاعري مختلطة في بعضها!لما قلبي يريد الإنسانة بذاتها و ليس القبلة و الجسد...ربما حان الوقت للإنسحاب!

فجأة توقف جيمين عن تقبيلي ثم أمسك بي من كتفي و نظر لي بعينين عابستين يعتليهما الحزن
-جيمين:هذا يكفي
-آنجل(بنفس منقطع) :ألا ترغب بي؟
-جيمين:لا أعتقد أنه المكان المناسب لفعلها
-آنجل:لكن!لا يمكننا إيقاف الأمور في وسطها...كن رجلا و أكمل ما بدأته
-جيمين(بعصبية) :أنت مجنونة!إفتحي عينيك و أنظري من حولك...نحن تائهان في غابة
-آنجل:لا يهمني...هيا أنهي ما بدأته

هجمت على جيمين و أسقطته أرضا ثم إعتليته لأحاول تقبيله رغما عنه...لكنه تراجع عما كان يفعله و حاول إبعاد وجهه عني
-آنجل(تصرخ) :أيها الحقيييير...قلت لك أكمل ما بدأته فورا
-جيمين(يصرخ) :آنجل توقفي
بينما أحاول تقبيله رغما عنه كان يصرخ مرارا و تكرارا علي بأن توقف و بسبب ذلك تمكنت هايلين و قريباها من تتبع أصواتنا و العثور علينا...و لكن!!...رأياني و أنا أطرح جيمين أرضا و أحاول تقبيله رغما عنه...لا يمكنني أن أصف لكم حجم الصدمة التي رأيتها على وجوههم و أيضا حجم الإحراج التي تعرضت له في تلك اللحظة لدرجة أنني توقفت عن الإحساس بما حولي

عدنا لمنزل العم و كان الجميع ينظرون نحوي بنظرات لا تريحني مما جعلني أتهرب و أذهب لغرفة النوم متجاهلة نظراتهم المحرِجة

بعد لحظات لحقت بي هايلين للغرفة محاولة فهم ما كان يجري بالضبط فهي لم تستوعب حتى الآن ما رأته
-هايلين:آنجل...
-آنجل(تقاطعها) :أعرف ما ستقولين...من فضلك لا تسأليني عن الأمر فهو محرج لحد الموت
-هايلين:هل كنتِ ستتحرشين بشاب اليوم أم أنني أحلم؟!
-آنجل(بإحراج) :لاااا لم أكن أنوي التحرش به...لقد كانت مجرد قبلة
-هايلين:من الوضعية التي رأيتكما عليها لا أظن
-آنجل(بإحراج) :أوووه سأموت من الإحراج...كيف أمكنني فعل ذلك!أنا عادة لا أهتم لهذه الأمور
-هايلين:هذا سحر الرجال
-آنجل:كله بسبب جيمين فهو من بدأ القبلة
-هايلين:لحسن الحظ أننا سنغادر غدا صباحا...عمي و جوشوا ما يزالان مصدومات مما رأياه
-آنجل(بخجل) :يا إلهي!كيف سأقنعهما الآن بأن ما رأياه سوء فهم...كيف؟
-هايلين:لا حاجة لإقناعهما من الأساس فلو كنت مكانهما لن أصدقك...سأصدق عيني فحسب
-آنجل(بخجل) :أوووه قضي علي

في يوم الغد ركبنا سيارة جيمين و إستعددنا للعودة لمنازلنا...لم أكن في مزاج جيد لتوديع عائلة العم لذلك بقيت في السيارة أنا و جيمين حتى بينما هايلين تودعهما بالخارج
-العمة:عليكم أن تزورونا مرة أخرى
-هايلين:سنفعل
-العم:توخوا الحذر أثناء طريقكم
-هايلين:لا تقلقا
-جوشوا:و إهتمي بآنجل...تبدو فتاة طيبة رغم ما رأيناه...
-العمة:رأيتم ماذا؟
-جوشوا:هههه لا شيء أمي
-هايلين:سننطلق...وداعا

إنطلقنا بالسيارة لمنازلنا و طوال الطريق كان هناك صمت رهيب يعم الجو...حين إلتفتت لجيمين وجدته غير مبالي لوجودي على الإطلاق و يقود السيارة كما لو أنه وحده هنا...لا أعلم لما تغير فجأة فقد كان لطيفا و يبدي إهتمامه بي طوال الوقت...ربما لأنني تعاملت معه بخشونة و صبيانية ذلك اليوم؟!لا أريد أن يتكرر ذلك مجددا حتى لا يظن بي السوء

وصلت لمنزلي أخيرا و بمجرد أن فتحت الباب نزعت كعبي العالي و رميته جانبا و إستلقيت على سريري
-فلورا:عدتي أخيرا...المنزل ممل بدونك
-آنجل:أعلم...أعلم
-فلورا:ههههه مغرورة
-آنجل:رجلي ما تزال متورمة و تؤلمني بشدة
-فلورا:هل قمتي بنشاط متعب؟!
-آنجل:قصة طويلة
-فلورا:سأحضر لك بعض الثلج فهو مناسب للتورمات

وضعت قطعة الثلج على رجلي و شيئا فشيئا شعرت بأنها تتحسن
-فلورا:كيف كانت الرحلة؟
-آنجل:ممممم جيدة...نوعا ما
-فلورا:هل من خطب؟
-آنجل:الحقيقة...أظن أنني فعلت شيئا قد أندم عليه طوال حياتي
-فلورا:ما هو؟
-آنجل:لقد وقعت في حب بارك جيمين و كل دقيقة أقع أكثر
-فلورا:و أين المشكلة؟ربما هو قدرك...أخبرتني سابقا أنه هو الثاني طلب مواعدتك
-آنجل:نعم...و لكن!إنها أول مرة أحب لذلك قد أتصرف بغباء
-فلورا:عزيزتي آنجل...ليس هناك غباء في الحب...كلها تصرفات طبيعية
-آنجل(بخجل) :إن أخبرتك ما حصل ستعرفين حينها أنني غبية
-فلورا:أخبريني

أخبرت فلورا حينها بما حصل بيني أنا و جيمين مما جعلها تنفجر من الضحك دون توقف لتسبب لي الإحراج و التوتر
-فلورا:هههههه لا أصدق...هل حقا فعلتي ذلك؟!ههههههه
-آنجل(بخجل) :كفى!
-فلورا:هههههه حقا معك حق لتنحرجي...و لكن كيف تمكنتي من فعل ذلك...إلا أنت لم أتوقعها منك
-آنجل(تصرخ بإحراج) :آاااااا يا إلهي!سأموووت
-فلورا:إن كنتِ تحبينه لهذا الحد واعديه إذا
-آنجل:أنا خائفة من المواعدة
-فلورا:و هل ستبقيان تتبادلان القبل هكذا كلما سنحت لكما الفرصة؟فقط؟
-آنجل:لا أعلم
-فلورا:إختبريه...و إن كان شخصا جيدا فمبروك لكما
-آنجل:أتمنى

لم أكن أريد أن أواعد أي شاب في حياتي فبالنسبة لي الحب مجرد خدعة يستعملها الرجال للتلاعب بالفتيات...لكن ماذا عن جيمين؟!لما أبدو أمامه مغفلة و واقعة لأبعد الحدود...أنا لا أريد إحراج نفسي أكثر من ذلك لكن قلبي واقع بحبه بجنون و هذه هي الحقيقة مهما حاولت إنكارها

✴برأيكم : ماذا يعمل جيمين و لماذا يخفي وظيفته عن آنجل؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

عشقت شيطان (النسخة القديمة) Empty
مُساهمةموضوع: رد: عشقت شيطان (النسخة القديمة)   عشقت شيطان (النسخة القديمة) Icon_minitime1الجمعة يونيو 04, 2021 8:42 pm

رواية عشقت شيطان : الفصل الخامس


نمت تلك الليلة بعد تفكير طويل دام للساعة الثانية ليلا...لكن ما إن إسترحت و شعرت بالسلام حتى راودتني الكوابيس مجددا

هذه المرة رأيت نفسي أجلس في غرفتي و على سريري و هناك دمية غريبة موضوعة على الأرض...إستغربت من تلك الدمية فأنا لا أملك واحدة مثلها و لا حتى فلورا فمالذي أتى بها إلى هنا؟...جلست أحدق بها و أبتلع ريقي فنظرتها مرعبة و إبتسامتها أشد رعبا...لكن فجأة إشتعلت عيناها باللون الأحمر و صارت تنظر نحوي بطريقة تبث الرعب...عرفت أن النهاية ستكون هجومها علي مثل أي كابوس سابق و لكنها لم تفعل بل ظلت تنظر لي و تبتسم فحسب

فجأة سمعت صوت فلورا و هي تنادي علي و تنغز ذراعي ببطئ لأستيقظ ففتحت عيناي و وجدت نفسي في غرفت و اختفت الدمية
-فلورا(بقلق) :آنجل هل أنتِ بخير؟
-آنجل:أوووف كابوس مجددا
-فلورا:هذه الكوابيس لن تتركك و شأنك أبدا
-آنجل:صحيح...مالحل؟ماذا أفعل؟
-فلورا:زوري طبيبا نفسيا
-آنجل:علي ذلك بأسرع وقت...سأحجز معه موعدا في الصباح
-فلورا:أتمنى أن تتحسني...لقد كنتِ تتأوهين أثناء النوم و تتعرقين...أفزعتني
-آنجل:الأمر الغريب في الموضوع أنني أرى دائما تلك العيون الحمراء
-فلورا:مجددا؟!
-آنجل:بلى...إنها الشيء الوحيد الذي لا يتغير في كل الكوابيس
-فلورا:لعلها إيحاء لشيء ما
-آنجل:ربما...وحده الطبيب من سيخبرنا

في صباح اليوم التالي حجزت موعدا مع طبيب نفسي و دخلت قاعة الفحص ليقوم بإستجوابي
-الطبيب:آنسة آنجل
-آنجل:نعم
-الطبيب:ما هي المشكلة بالضبط؟
-آنجل:لو كنت أعرفها لما أتيت لعندك
-الطبيب:أعني لما أتيتي بالضبط؟
-آنجل:لأتعالج
-الطبيب:أعرف لتتعالجي...لكن من ماذا؟
-آنجل:من المرض
-الطبيب(بعصبية) :يا فتااة...مالقصة أخبريني...كيف قررتي المجيء إلى هنا أي لأي سبب؟
-آنجل:اااه قل هذا من البداية...لأجل الكوابيس...إنني أراها يوميا بشكل غير طبيعي
-الطبيب:كم مرة في الأسبوع بالضبط؟
-آنجل:كل يوم في الأسبوع
-الطبيب:ما نوعها؟غرق؟موت؟سقوط من مكان عالي؟
-آنجل:لا...دائما كان هناك شيء يهاجمني
-الطبيب:كلب؟ذئاب؟أفاعي؟
-آنجل:لا...عينان حمراوين

نظر الطبيب نحوي بتمعن ليحلل ردة فعلي فرأى شفتاي ترتجفان و ذهني بدأ يشرد
-الطبيب:آنسة آنجل...منذ متى تراودك هذه الكوابيس بالضبط؟
-آنجل:منذ فترة ليست ببعيدة...تقريبا منذ أسبوعين
-الطبيب:و هل تعرضتي لأي حادث أو صدمة قبل أسبوعين؟
-آنجل:لا أبدا...أعيش حياة سعيدة و كل شيء يجري بشكل ممتاز...حتى أن لا أحد تعرض لي أو إعتدى علي
-الطبيب:الأمر أعقد مما ظننت
-آنجل:أيعني أنني لن أشفى؟
-الطبيب:ستشفين فقط إن عرفنا سبب المشكلة و واجهناها...ألم تتعرضي طول حياتك لصدمة ما؟
-آنجل:لا أبدا
-الطبيب:و لا حتى عنف أسري؟
-آنجل:لا
-الطبيب:ممممم هناك حلقة مفقودة بالتأكيد...ربما فقدتي ذاكرتك
-آنجل:لا مستحيل
-الطبيب:إسألي أهلك فربما يملكون الإجابة...بعدها سنكمل هذه الجلسة العلاجية
-آنجل:حسنا...و لكن ألن تعطيني أي دواء؟
-الطبيب:للأسف ليس هناك دواء قد يعالج الكوابيس...لنصبر فقط بينما نواصل جلستنا في الفترة القادمة
-آنجل:فهمت

كان الأمر أكثر تعقيدا مما ظننت...هذه الكوابيس الحقيرة تواصل التسبب لي بالخوف و الفزع و الأسوأ من ذلك أنني لم أنم جيدا منذ أيام و صار التعب ضاهرا علي

أصبح التركيز في الجامعة أكثر صعوبة فكلما دخلت القاعة و بدأ الأستاذ يلقي المحاضرات أمل و أتثائب بشكل متواصل...و في أسوأ الأحيان فأنا أتظاهر بقرائتي للكتب بينما أغط في نوم عميق

ذهبت للعمل أيضا متعبة و حينما جلست مكاني صرت أتأرجح يمينا و شمالا و كدت أنام على طاولة الخدمات إلى أن جائت هاني و في يدها كوب شاي و أيقظتني
-هاني:آنجل إنهضي...ليس وقت النوم
-آنجل(بتعب) :أنا نعسانة للغاية
-هاني:أوووو أنظري لعينيك لقد ظهرت عليهما هالات سوداء
-آنجل:أمر طبيعي
-هاني:دعيني أساعدك

أزالت هاني كيس الشاي من الكوب ثم وضعته تحت إحدى عيناي
-هاني:هكذا...يقولون أن للشاي مفيد للهالات السوداء
-آنجل(ببرود) :و هل هناك علاج للكوابيس؟
-هاني:لا أعلم
-آنجل:أشعر بالشفقة على نفسي بسبب ما أمر به...فقط لو يمكنني فهم المشكلة لقصصتها من جذورها
-هاني:سأذهب لأكمل عملي و نتحدث لاحقا

ساعات طويلة من الوقوف أمام طاولة الطلبات جعلتني أشعر بالتعب الشديد و الرغبة في النوم هناك إلى أن فتحت عيني ببطئ فشاهدت السيد جيمين و هو يدخل من البوابة الرئيسية و يدخل المصعد...لكن وقتها كانت الساعة متأخرة و إقترب موعد إنتهاء دوامي لذا فكرت في أنه ربما كان يقضي وقتا ممتعا مع فتاة ما في الخارج...إضافة لشعوري الشديد بالإحراج مما حصل بيننا ذلك اليوم

مرت أيام على نفس الحال...كنت فيها أشاهد السيد جيمين يغادر و يعود بمفرده دون أن يكلمني أو ينظر في وجهي حتى...شعرت حينها أنني مدينة له بإعتذار فربما حمل عني نظرة سيئة ذلك اليوم

في خامس يوم إنتظرت إلى أن حان موعد إنتهائي من عملي و ذهبت للرواق الذي تقع فيه غرفة جيمين...كنت متوترة و مترددة و أمشي بخطوات بطيئة جدا متمنية أن لا أصل على الإطلاق...و حينما وصلت لباب الغرفة رفعت يدي لأطرقه لكنها كانت ترتجف...لم يحصل لي هذا الموقف من قبل فأنا فتاة جريئة و قوية و لكن حينما يتعلق الأمر بجيمين أصبح قطة جبانة

ما إن كدت أطرق الباب حتى خرج هوسوك صديق جيمين من الغرفة المجاورة و نظر إلي
-هوسوك:آنسة آنجل!
-آنجل:ألست صديق جيمين؟
-هوسوك:ليس صديقي بل سيدي
-آنجل:آااا صحيح
-هوسوك:مالذي تفعلينه هناك؟
-آنجل(متوترة) :لا شيء...كنت أقوم بعملي فحسب في تنظيف الغرف و مساعدة الزبائن كما تعلم
-هوسوك:آاااه ظننت أنك ذاهبة لرؤية السيد جيمين
-آنجل:ممممم و أنت؟
-هوسوك:سأخرج لآخذ جولة في المدينة
-آنجل:الآن؟إنها العاشرة
-هوسوك:أعلم...لكنني أحب التجول في الليل دون سبب...أشعر بالراحة و السكينة
-آنجل:فهمت...حظا موفقا
-هوسوك:أتأتين معي؟
-آنجل:لا أعتقد فالوقت ضيق و علي النوم لأن لدي جامعة صباحا
-هوسوك:فهمت
-آنجل:مهلا...على كل حال لن أتمكن من النوم لذا لا فائدة من العودة للبيت
-هوسوك:إذا لنذهب
-آنجل:هيا هههههه

أول ما فعلته أنا و هوسوك هو الذهاب للمطعم لنتناول العشاء معا بعدها لاحظت على يده جرحا عميقا كما لو أنه محاولة إنتحار أبت بالفشل...لم أرد الخوض في الموضوع معه لذلك طلبت الطعام و جلسنا نأكله معا
-آنجل:أخبرني...هل السيد جيمين مديرك في العمل؟
-هوسوك(يبتسم) :يبدو أنك مهتمة لأمره
-آنجل(متوترة) :ههههه لا...فقط شعرت بالفضول تجاه الموضوع
-هوسوك:هههه فضولك سيقودك للمشاكل
-آنجل:آسفة يبدو أنني أزعجتك بسؤالي
-هوسوك:لا أبدا...علاقتي أنا و جيمين ليست علاقة عمل و لا هو مديري
-آنجل:معقول!إذا لماذا أنت و صديقك تعاملانه بإحترام شديد؟
-هوسوك:لا يمكنني إخبارك كل شيء حول الموضوع...لكن سأخبرك بأنني أنا و هو وقعنا عقدا معا
-آنجل:أي نوع من العقود ها؟
-هوسوك:هههههه فضولية بالفعل...لكن لطيفة
-آنجل:فعلا آسفة...لن أكلمك عن الموضوع مجددا

واصلنا تناول الطعام و نحن صامتين إلى أن شعرت بالحزن و الكآبة يخيمان على طاولتنا و بدا هوسوك متألما و حزينا
-آنجل:هل من خطب؟
-هوسوك:أبدا
-آنجل:لما كل هذا الحزن إذا؟
-هوسوك(بإبتسامة مزيفة) :هههه لا شيء
-آنجل:أخبرني لعلني أستطيع مساعدتك
-جيهوب:هل يمكنك إعادة شخص مات إلى الحياة؟
-آنجل:ها!
-جيهوب:رأيتي؟إذا لا يمكنك مساعدتي
-آنجل:إذا القصة أنك خسرت شخصا عزيزا عليك
-جيهوب:بلى...من فضلك لنغلق الموضوع فهو يوترني
-آنجل:حسنا

رغم أن هوسوك كان إنسانا مرحا و مليئا بالأمل في بعض الأحيان إلا أنه في الأحيان الأخرى يصمت و يصير مملا و باردا...لم أفهم ما قصته بالضبط و لكن فهمت أن لها علاقة بقلب حياته رأسا على عقب و بالعلامة التي على يده أيضا

كالعادة لم أتمكن من النوم تلك الليلة أيضا بسبب الكوابيس فذهبت في الصباح الباكر إلى والدتي حتى أسألها عن الموضوع الذي قاله لي الطبيب النفسي

كانت والدتي مشغولة بتنظيف المنزل و ترتيبه لكنها إستقبلتني و إهتمت بي أشد إهتمام لأنني لا آتي لزيارتها كثيرا هذه الأيام...و كالعادة جلسنا نتحدث بينما تسألني تلك الأسئلة الروتينية عن أحوالي و صحتي و دراستي و عملي
-آنجل:أمي...أنا حاليا أرتاد طبيبا نفسيا
-الأم(بفزع) :خيرا؟!
-آنجل:بسبب الكوابيس
-الأم:و هل هذا أمر مقلق؟
-آنجل:بالنسبة إلي بلى
-الأم:و ماذا قال؟
-آنجل:سألني إن تلقيت من قبل صدمة في حياتي أو فقدت ذاكرتي...لكنني لا أتذكر
-الأم:لا أبدا
-آنجل:إذا ما تفسير الكوابيس
-الأم:و أنا ما أدراني
سرحت أمي لبعض الوقت محاولة تذكر أي شيء حول الموضوع و لكنها لم تتوصل لأي نتيجة
-الأم:فعلا...ليس هناك أي شيء
-آنجل:إذا فهذا العلاج لن يصل بنا لأي شيء
-الأم(بحماس) :أوووه مهلا...تذكرت شيئا
-آنجل:ما هو؟
-الأم:كنتِ حينها في الرابعة من عمرك حين حاول رجل غريب خطفك من الشارع لكن الشرطة أمسكته على الفور
-آنجل:لا أتذكر شيئا عن هذا
-الأم:نعم لأنك كنتِ طفلة...الحمد لله أن الخاطف قبض عليه في أول 5 ثواني من خطته المبتذلة
-آنجل:و لما قام بذلك؟و هل تعرفونه من قبل؟
-الأم:لا أبدا...لكن كل الخاطفين عادة هدفهم المتاجرة بأعضاء الأطفال
-آنجل:هذا مقرف...إقشعر بدني

ربما كانت أمي على حق فيما قالته...أغرب عمليات الخطف هي للمتاجرة بالأعضاء أو لطلب فدية أو منفعة...هكذا ببساطة أغلقت الموضوع دون أي ثرثرة إضافية و عدت لمنزلي لأدرس

يوما بعد يوم أصبح الأمر لا يحتمل...تلك الكوابيس المزعجة تستمر بالظهور و تخريب نومي و بالتالي تسبب لي ضعفا و تعبا أكثر فأكثر...لكن رغم ذلك كان همي الوحيد هو الكلام مع جيمين و فهم ما يجري منه و لماذا يتجاهلني هذه الأيام

ذهبت هذه المرة لغرفة جيمين لكنني كنت مصرة على الكلام معه و توضيح كل شيء...و بالفعل وقفت أمام باب غرفته لأطرق الباب لكنني تفاجأت حين فتح الباب و نظر إلي بعينين واثقتين كما لو أنه ينتظر قدومي بالفعل
-جيمين:تفضلي
-آنجل(متوترة) :لا أريد الدخول؟
-جيمين:لا تريدين؟حسنا وداعا
-آنجل:لااا إسمعني
-جيمين:أسمعك
-آنجل(متوترة) :لما تتجاهلني هذه الأيام؟هل لأنني فعلت ما فعلته ذلك اليوم بالغابة
-جيمين:هههههه تجاهلتك إذا؟
-آنجل:بلى
-جيمين:لا...ليس السبب هو ما تكلمتي عنه...لكنني أريد تجاهلك لسبب آخر
-آنجل:ما هو؟
-جيمين:لا يهم
-آنجل:لما أنت كتوم هكذا؟هذا يزعني
-جيمين:هناك أمور في الحياة لا يجب أن نعرفها
-آنجل:هل ستعود مجددا لتجاهلي؟تكلم

نظر جيمين إلي بعض الوقت ثم كاد يغلق الباب في وجهي إلى أن أوقفته بدفعي له بقوة
-آنجل(تصرخ) :لماذا تفعل ذلك؟مالذي أخطأت به معك؟
-جيمين(ببرود) :أنت لم تخطأي و أنا لم أخطئ أيضا
-آنجل:إذا لماذا تعاملني كما لو أنني مجرد فتاة إنتهيت منها و رميتها
-جيمين:نحن لم نبدأ بشيء حتى ننتهي
-آنجل:هذا ما أحسست به...أنك تتلاعب بمشاعري...أولا طلبت مواعدتي و لاحقتني حتى أوقعتني بحبك و الآن تهرب كما لو أنك لا تعرفني من الأساس
-جيمين:الأمر فقط هو أنني مشغول
-آنجل:لست مشغولا...أنت أصلا في إجازة
-جيمين:أفففففف يا فتاة إفهمي...
-آنجل(تصرخ) :أنا أحبك...أحبك كثيرا و لا يمكنني مشاهدتك تتجاهلني هكذا

كانت خطة جيمين تسير بشكل مذهل لحد تلك اللحظة لكنه رغم ذلك فهو متردد مما كنت أقوله و كثير الحركة

-آنجل(بصوت منخفض) :هل ترضيك رؤيتي على هذه الحالة؟ها؟
-جيمين:لنغلق الموضوع...ما بهما عيناك؟
-آنجل(محرجة) :لا شي مهم
-جيمين:تبدين كالزومبي...عليك فعل شيء بشأنهما
-آنجل(محرجة) :هل أبدو قبيحة لك؟
-جيمين:لا أبدا
-آنجل:أخبرني هل....
-جيمين:قلت لك لنسد الموضوع

إبتسم جيمين أمامي بطريقة آسرة كما المعتاد ثم أغلق الباب و دخل غرفته يستريح كما أرسل رسالة لتاي و هوسوك حتى يأتيا إليه

حينها شعرت بالحماقة مما فعلته...لقد إعترفت للتو لشاب لكنه رفضني بطريقة مثيرة للإشمئزاز...لا أعتقد أن هناك أمرا أكثر حرجا من ذلك قد أتعرض له...مشيت بعدها نحو المصعد و من شدة تعبي جلست أرضا و ضممت ركبتاي إلي و أنزلت رأسي لكن النوم خدرني و أخذني لعالم الأحلام من شدة التعب


بينما هوسوك و تاي يدخلان غرفة جيمين قاما بالإنحناء له و لم يرفعا رأسيهما في وجهه مطلقا
-جيمين:قمتما بما طلبته منكما؟
-تاي:نعم سيدي...سننهيه تقريبا
-جيمين:كم جثة بالضبط إلى الآن؟
-تاي:10 و بقيت 3
-جيمين:ممتاز...أكملا ما بدأتما و أنا سأكون عند وعدي لكما
-هوسوك:سيدي...أنت مؤخرا تتجاهل آنجل فلماذا؟
-جيمين:علي ذلك لجعلها تعترف بعدها سأجعلها تتعلق بي كالمهووسة و لا تقوى على رفض طلب لي
-هوسوك:إذا فكل شيء وفق الخطة!
-جيمين:طبعا و ماذا ظننت
-تاي:سيدي...هل علينا الصبر حتى ظاهرة القمر الدموي؟هذا كثير
-جيمين:و أنا مثلكما أتمنى تسريع الوقت و لكن لا شيء بيدنا
-تاي:الآنسة آنجل تبدو لطيفة و طيبة...من المحزن أن نضطر لقتلها في النهاية

أنزل جيمين رأسه بهدوء و الحزن بادي عليه و لكنه لم يشأ الإستلام لتلك المشاعر
-جيمين:البشر أغبياء...لديهم مشاعر سخيفة لذا يسهل الإيقاع بهم...لو لم تكن آنجل فتاة تافهة و سهلة لربما حمت نفسها من الذي سيصيبها
-هوسوك(بحزن) :أوافقك سيدي...أغبياء و تافهون
-جيمين:على كل حال...لنكمل ما بدأناه بدون تردد...أتفهمان؟
هوسوك و تاي:حاضر سيدي

غادر جيمين الغرفة ذاهبا إلى المصعد لكي يقوم بأعماله و خططه و لكنه صدم حين رآني أنام هناك بعمق كما لو أنني لم أنم منذ سنوات...لم يرد محادثتي تبعا لخطته و لكنه شعر بالشفقة علي كوني أعاني بسببه
-جيمين(يكلم نفسه) :من المفروض أنني شيطان و أفرح برؤية الناس يتعذبون...لكن لماذا هذه الفتاة هي الوحيدة التي تجعلني أشفق عليها لحد الجنون

لم تكن علاقتنا مؤخرا جيدة لذلك قرر جيمين أن يتجاهل نومي هناك في المصعد و شغله نزولا للطابق الأرضي...و حينما توقف به و أراد النزول رأى شابين يدخلان المصعد و يبدو عليهما أنهما منحرفان...فكر بعض الشيء و شعر بأن هناك أمرا خاطئ لذلك بقي في المصعد و لم ينزل
-الشاب1:هناك فتاة نائمة هنا أم أنني أتوهم من كثرة الكحول
-الشاب2:هههههه أنت لا تتوهم
-الشاب1:ههههه يبدو أنها بحاجة لمكان للنوم يا صديقي

شعر جيمين بالإنزعاج و بدأت عيناه تشتعلان باللون الأحمر ليتوقف المصعد و تنطفئ الأضواء و يصير الرجلان في حالة ذعر و يبدآ بالتحرك بكل مكان...لم يكتفي جيمين بذلك بل صار يهز المصعد بهم يمينا و شمالا إلى أن صارا يصرخان و إستمر الوضع هكذا لدقيقتين حتى تأكد من أنهما ماتا من الرعب ثم أعاد المصعد لحالته الطبيعية و أوقفه و فتح الباب

كان الشابان في حالة ذعر لذا خرجا بسرعة يصرخان بينما ينظر لهما جيمين و يبتسم ثم نظر نحوي و أنا أغوص في نوم عميق و ابتسم
-جيمين:هههه لا أصدق!كل هذه الفوضى و لم تستيقظ!أظن أنها تعاني فعلا من وقت عصيب في النوم

إقترب مني جيمين و حاول إيقاظي مرات عديدة و لكن كنت أغوص في نوم عميق بسبب شدة تعبي...لذلك قرر أخذي لغرفته لأنام في مكان آمن

بينما أنا نائمة أمسك جيمين بيدي و ظل ينظر للخط الأفقي الذي في راحتها ثم عبس بحزن بعدها نظر نحوي و إشتعلت عيناه باللون الأحمر لأبدأ برؤية الكوابيس و أتعرق و أرتجف أثناء نومي

لحظات حتى نهضت و أنا أصرخ و نظرت من حولي لأجد جيمين ممسكا بيدي و يبتسم
-آنجل(تتنفس بقوة) :مالذي أفعله هنا؟!
-جيمين:لا شيء...رأيتك نائمة في المصعد فأحضرتك...هل إرتكبت خطأ؟

في تلك اللحظة كنت مرعوبة للغاية و لم يهمني أي شيء من حولي لذا عانقت جيمين فحسب
-آنجل(تبكي) :أنا فقط أريد النوم...هل هذا طلب صعب؟
-جيمين:لا
-آنجل(تبكي) :لما كل هذه الكوابيس تراودني...أريد النوم...هذا كل ما أريده

بينما أنا أبكي في حضن جيمين شعرت بأن حملا ثقيلا أزيح عن صدري و أنني في مكان آمن لذلك غفوت و أنا أعانقه

مددني بعدها على الأريكة لأغرق في نوم عميق و أمسك يدي بينما يبعد شعري عن وجهي بلطف
-جيمين(يهمس) :ربما يمكنني تركك تنامين بسلام هذه الليلة فقط رغم أن هذا سيضر بي بكل تأكيد

بعدها قبلني على جبهتي و جلس على جنب يحتسي الشراب و هو ينظر لوجهي الملائكي و يبتسم

في صباح اليوم التالي إستيقظت لأجد نفسي في غرفة جيمين مجددا و لكن ما حيرني أنني نمت هذه المرة دون كوابيس و أشعر بنشاط و صحة لأول مرة منذ شهر تقريبا...نهضت من مكاني لأجد جيمين يجلس في الأريكة التي بالقرب مني و ينظر لي بإبتسامة ساحرة
-جيمين:إستيقظي لتفطري
-آنجل:هل بقيت بجانبي طول الليل؟
-جيمين:طبعا...بدا لي أنك تمرين بوقت صعب
-آنجل(مصدومة) :لا أصدق!هل يعقل أنك ببقائك معي جعلتني أنام بدون كوابيس
-جيمين:هههه ماذا؟!
-آنجل(مصدومة) :نعم أنت خارق...بفضلك تمكنت من النوم جيدا
-جيمين(بسخرية) :لا تبالغي...أنا بشري مثلي مثلك
-آنجل(بحماس) :عليك أن تنام معي لوقت أطول فأنت مثل طاردة الأحلام السيئة
-جيمين:هذا سخيف

إنتبهت فجأة لساعة يدي لأتذكر أنني نمت البارحة في دوامي
-آنجل(تصرخ) :لااااا سيوبخني المدير بلا شك...علي الذهاب و تفسير الموضوع له



✴برأيكم :ما هو العقد الذي أخبر هوسوك آنجل عنه؟و ما قصة علامة الإنتحار التي بيده؟و ماذا يستفيد جيمين من إخافة آنجل في نومها؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

عشقت شيطان (النسخة القديمة) Empty
مُساهمةموضوع: رد: عشقت شيطان (النسخة القديمة)   عشقت شيطان (النسخة القديمة) Icon_minitime1الجمعة يونيو 04, 2021 8:42 pm

رواية عشقت شيطان : الفصل السادس


بعد أن قضيت ليلة مريحة في غرفة جيمين تذكرت أنني تركت عملي ليلة أمس لذلك سأتعرض للتوبيخ الشديد من المدير فركضت نحو مكتبه لأكلمه بينما لحق بي جيمين ليطمئن علي و إنتظرني خارج المكتب
-آنجل:سيدي
-المدير(بعصبية) :أين كنتِ ليلة أمس؟لقد حصل خلل بسببك
-آنجل:آسفة لقد حصل معي ضرف طارئ
-المدير(بعصبية) :كان عليك أخذ إذن بالخروج إذا
-آنجل:المشكلة أنني لم أخرج من الفندق أساسا
-المدير(بعصبية) :إخرسي...لو تعلمين المشاكل التي تسببتي بها...حتى زميلاتك واجهن صعوبة في تغطية الفراغ الذي خلفته
-آنجل:أعتذر مجددا
-المدير(بعصبية) :سأفكر بعقاب لك لاحقا و أتمنى أن لا يتكرر الأمر
-آنجل:حاضر

-جيمين(بسخرية) :أنظروا كيف يصرخ على آنسة...إنه مدير وقع...ربما علي التدخل هذه المرة أيضا

بينما المدير يقوم بتوبيخي بشدة كانت بجانبه خزانة كبيرة مليئة بأوراق و مستندات زبائن الفندق...حينها إشتعلت عينا جيمين باللون الأحمر و قام بتحريكها لتسقط على المدير

أصبت بالفزع حينها و حاولت إبعاد الخزانة عنه لكنها ثقيلة للغاية و أكثر ما أرعبني رؤية الدم يتسلل من الأسفل دليلا على أنه أصيب

حاول جيمين أن يتظاهر بكونه شخصا جيدا لذلك دخل إلينا مسرعا و علامات القلق على وجهه
-جيمين:مالذي يجري هنا؟
-آنجل:ساعدني...إنه ينزف
-جيمين:مالذي حصل!
-آنجل:لا وقت...أسرع

ساعدني جيمين في حمل الخزانة عن المدير و وجدناه مغمى عليه و ينزف لذلك نقلناه للمستشفى و بقينا ننتظر هناك لنطمئن عليه
-آنجل:لا أعلم كيف أشكرك...لولاك لمات المدير بلا أدنى شك
-جيمين:هههه لا شكر على واجب
-آنجل:أنت بطل بالفعل...أنقذتني مرات عديدة...أولا من الذئاب و ثانيا من الكوابيس و الآن أنقذت مديري من الموت
-جيمين:تستحقين أكثر من ذلك لأنك فتاة طيبة
-آنجل:يبدو أن التراب الذي خلقت منه تراب طاهر
-جيمين(يبتسم بسخرية) :هههههه و ما أدراك أنني خلقت من التراب؟
-آنجل:كف عن الترهات...البشر كلهم خلقوا من تراب و هذا أمر طبيعي و الكل يعرفه
-جيمين:حسنا

صمتنا لفترة من الزمن و نحن نحدق بالأرجاء إلى أن قررت أن أفتح له موضوع علاقتنا الذي أجلناه من قبل
-آنجل(متوترة) :أما تزال تريد أن نكون ثنائيا؟
-جيمين:ها!
-آنجل(متوترة) :لقد أخبرتك من قبل أنني سأرد لك الجواب عما قريب و أنا الآن مستعدة
-جيمين(يبتسم) :جيد
-آنجل:ألن تسألني ما جوابي؟
-جيمين:بلى...متشوق لسماعه
-آنجل(متوترة) :أووووف جوابي هو...
-جيمين:هو؟
-آنجل:هو...
-جيمين:تكلمي
-آنجل:أنا أحبك جيمين و أريد أن أكون معك...
-جيمين:عرفت ذلك
-آنجل:لم أكمل كلامي بعد...أنا أحبك و لكن لا أستطيع مواعدتك...لقد قررت تجاهل مشاعري تجاهك نهائيا
-جيمين(مصدوم) :لماذا!
-آنجل:بسبب هذه المشاعر صرت أتألم كثيرا...إضافة لعدم قدرتي على التركيز في دراستي و قد أرسب...لذلك أعذرني...لا أريد الإنجراف وراء مشاعري
-جيمين:أتفهم ذلك
-آنجل:لنتجاهل بعضنا لأطول وقت ممكن...إتفقنا؟
-جيمين:لم نتفق على التجاهل
-آنجل:ها نحن سنتفق الآن إذا
-جيمين:ألا ترين أنك تبالغين بالأمر؟
-آنجل:لست أبالغ...هذا لمصلحة كلينا...من فضلك تظاهر من اليوم فصاعدا أنك لا تعرفني سيد جيمين
-جيمين(بعصبية) :قلت لك لا تناديني بالسيد
-آنجل:لما غضبت!لم أقل شيئا يستحق كل هذا
-جيمين(بعصبية) :سأغادر

غادر جيمين بسرعة و الغضب يعتري وجهه لكنني لم أفهم لما كل ذلك...أعلم أنني سأندم على رفضي له أشد ندم و لكن ما من حل آخر فدراستي أهم و حياتي أيضا

عاد جيمين لغرفته و إستدعى هوسوك و تاي ليتشاور معهما بينما يحتسي النبيذ و في لحظة رمى الكأس للحائط فإنكسر إلى أشلاء
-جيمين:لقد إستخففت بها...ليست سهلة المنال كما إعتقدت
-تاي:و مالذي سنفعله إذا؟يجب عليك التقرب منها و إلا ستفشل خطتنا
-جيمين:بلى...لذلك فكرا معي في خطة بديلة لجعلها تتقرب مني أكثر و بإرادتها
-هوسوك:ماذا لو أثرت غيرتها؟الفتيات حساسات للغاية خصوصا فيما يتعلق بجانبهن العاطفي
-تاي:فكرة ممتازة...حاول التقرب من فتاة غيرها و حينها ستستسلم
-جيمين(بخبث) :خطة مذهلة


عدت لمنزلي و جلست على مكتبي أدرس بكل جهد محاولة تناسي كل الأمور الملهية التي تحيط بي لكن جيمين ما يزال يظهر في ذاكرتي بشكل مزعج و مشتت للذهن...حتى أنني أضطررت لإغلاق الدفاتر و وضعها جانبا
-آنجل:فلورا...هل أحببتي من قبل؟
-فلورا:لا
-آنجل:ألا تملكين أي خبرة في الحب؟
-فلورا:مالمشكلة؟
-آنجل:أريد طريقة لنسيان ذلك الوغد
-فلورا:من؟
-آنجل:جيمين و من غيره
-فلورا:يبدو أنك وصلتي لمراحل متقدمة من الحب
-آنجل:أشعر برغبة شديدة في البقاء بجانبه...ماذا أفعل؟
-فلورا:حاولي شغل نفسك بشيء ما و ستنسينه
-آنجل:حاولت شغل نفسي بالدراسة لكن عقلي يواصل التفكير فيه
-فلورا:أحقا تحبينه لهذه الدرجة؟
-آنجل:نعم
-فلورا:تواعدا إذا...لن تكون نهاية العالم
-آنجل:ألن يؤثر ذلك على دراستي؟
-فلورا:لا أعلم...لكن لن يكون أسوأ من الحالة التي أنت فيها الآن
-آنجل:أوووف أتمنى لو تحل الأمور بسرعة فقد سئمت

ذهبت للعمل في الغد و جلست على طاولة الخدمات أرتب الأوراق بينما هاني بجانبي تمسح الأرضية...كان يومي مستقرا و جميلا إلى أن رأيت جيمين ينزل من المصعد و يقترب شيئا فشيئا...كالعادة ظننت أنه سيأتي ليكلمني فأخفضت رأسي و لكن للأسف هو لم يأتي نحوي بل ذهب نحو هاني و وقف بجانبها يراقبها
-جيمين:مرحبا
-هاني:أهلا!
-جيمين:أنت تقومين بعمل جيد
-هاني(بإستغراب) :عفوا!
-جيمين:لا بد أن آنجل أخبرتك عني
-هاني:ربما
-جيمين:لنخرج معا هذه الليلة
-هاني(بإستغراب) :أنا!معي أنا؟
-جيمين:بلى
-هاني:مممم سأفكر بالأمر

نظرت هاني نحوي فوجدتني أنظر لهما بغضب
-هاني:لن أعتبره موعدا غراميا و لكن لا بأس...لنخرج
-جيمين:إتفقنا...سأوافيك بعد إنتهاء دوامك

كنت غاضبة بالقدر الذي شعرت فيه بالسعادة لأن جيمين لن يطاردني و لن يحرك مشاعري...الآن يمكنني نسيانه و أنا مرتاحة و أي أمر آخر علي تجاهله

حين إنتهينا من دوامنا غيرنا ثيابنا و هناك في قاعة العمال جائت هاني و وقفت بجانبي
-هاني:سأخرج معه...لا بد أنك تعرفين بالفعل
-آنجل(ببرود) :من هذا؟و أعرف ماذا؟
-هاني:سأخرج مع جيمين
-آنجل:بالتوفيق
-هاني:ألن تشعري بالإنزعاج كونك تحبينه؟
-آنجل:لا...مشاعري تجاهه ليس لها معنى
-هاني:متأكدة؟
-آنجل:بلى
-هاني:حسنا لقد سألتك...بما أنك لا تريدينه سآخذه...إنه لطيف و وسيم و من نوعي المفضل

لطالما كانت هاني أجمل موظفة بيننا لذلك فهي جذابة و يقع الرجال بحبها بإستمرار...حتى أنا لم أستبعد وقوع جيمين بحبها و لكن أن تحاول مجاراته بما يفعل فهذا هو الإنحطاط بعينه...لم نكن أنا و هي مقربات بدرجة كبيرة و لكن العشرة التي بيننا جعلتني أشعر أنها لن تقدم على أذيتي أبدا في يوم من الأيام و الآن بدأت أكرهها

-هاني:لا تأتي باكية إلي لاحقا حين يطلب جيمين مواعدتي
-آنجل(بعصبية) :أنا لا أتراجع عن كلامي لذا فهو لك...لا أحتاجه
-هاني(بسخرية) :يبدو أن إحداهن هنا غاضبة
-آنجل:إنقرضي من أمامي...فقط إذهبي معه و دعيني بحالي

خرجت هاني بكل كبرياء و ذهبت لمقابلة جيمين أما أنا فعدت للبيت و في كل دقيقة تمر كنت أتخيلهما معا يمضيان وقتا ممتعا بينما أنا الوحيدة الخاسرة في هذه الحلقة
-فلورا:بقي على ظاهرة القمر الدموي شهران فقط...أنا متحمسة
-آنجل:ممممم
-فلورا:سأجهز آلة تصوري و كل المعدات التي أحتاجها لإلتقاط صورة خرافية
-آنجل:مممممم
-فلورا:و أيضا إلى أين نذهب برأيك؟أفكر بالذهاب لمنطقة جبلية فالجو هناك هادئ و ملائم للتصوير أكثر
-آنجل:مممممم
-فلورا:ما بالك!تفاعلي معي قليلا فأنا أشعر بأنني أكلم نفسي
-آنجل:هل قلتي شيئا؟
-فلورا:لقد قلت...
-آنجل:لا بد أنه يمضي وقتا ممتعا معها
-فلورا:آااانجل!
-آنجل(بحزن) :لا أستطيع...علي التصرف...علي الإتصال به و إخباره بأن يتراجع عما يفعله
-فلورا:آاااانجل أنا أكلمك
-آنجل:علي الذهاب

خرجت فورا من المنزل للشارع و كانت الساعة آنذاك العاشرة و النصف ليلا...إتصلت بجيمين و كان هاتفه مغلقا لذلك توجهت للفندق لأبحث عنه و طرقت باب غرفته لفترة لكنه لم يفتح و هذا ما جعلني أبقى لأنتظره

مرت دقائق الإنتظار تلك كما لو أنها أعوام بسبب توتري و خوفي و للأسف لم يأتي جيمين و لكن تاي خرج من غرفته ليجدني جالسة على الأرض
-تاي:مرحبا آنسة آنجل
- آنجل(تقف) :أهلا بك...أعذرني على هذا المنظر
-تاي:لا بأس...هل تنتظرين السيد جيمين؟
-آنجل:بلى...أين هو؟
-تاي:لقد عاد لمدينته
-آنجل:مدينته!أين تقع بالضبط؟
-تاي:لا أعرف...لكنه أخبرنا أن لديه أمرا مهما هناك و سيعود قريبا
-آنجل(بحزن) :إذا لا فائدة من الإنتظار هنا
-تاي:يمكنك مكالمته غدا
-آنجل(بحزن) :ربما لا فائدة من مكالمته على كل حال...سأعود للمنزل
-تاي:تصبحين على خير...هل أوصلك؟
-آنجل(بحزن) :و أنت من أهله...لا تتعب نفسك

كانت خيبة الأمل التي أعاني منها كبيرة لذلك مشيت نحو المنزل بخطوات متباطئة بينما أفكر و أراجع نفسي...كان همي الوحيد أن أصلح هذه العلاقة لكن يبدو أن القدر لن يوافقها

خلف عالمنا الواقعي الذي نعيش فيه هناك عالم ثاني لا يمكننا رؤيته...عالم مليء بالرعب و الوحشية و الدمار...إنه عالم الشياطين...العالم الذي أتى منه جيمين...أو بتعبير آخر "مدينته" التي تكلم عنها تاي

كان جيمين قد عاد لعالم الشياطين بعد أن غاب عنه شهرا كاملا من أجل تنفيذ خطته المنشودة...خطة إستعمالي كوسيلة لكسب القوة و تحطيم أي شخص يقف في طريقه

كان هناك في أعلى التلة قصر شيطاني كبير يتمنى الجميع دخولة و العيش فيه...إنه قصر والد جيمين الذي توفي قبل شهر و عدة أيام تقريبا...و كانت وجهته إلى هناك حتى يرى مجرى سير الأحداث

دخل جيمين القصر فإنحنى له كل الشياطين الحراس الأضعف منه لينظر لأحدهم بثقة
-جيمين:هل ذلك الحقير هنا؟
-الحارس:نعم سيدي...إنه في قاعة الطعام
-جيمين:مازال كما تركته...يستغني عن كل شيء إلا الطعام...أنا من يستحق المجد أكثر منه

دخل جيمين قاعة الطعام الكبيرة و التي تحتوي مائدة كبيرة مليئة بأنواع الأطعمة الفاخرة و جلس على أحد كراسيها بينما يحدق بأخيه الأكبر المتواجد في الحافة الأخرى للطاولة
-جيمين:مازلت تأكل فحسب؟
-جيسوب:هههههه أخي الصغير المغفل...لم أرك منذ زمن...أو لنقل منذ أبرحتك ضربا آخر مرة
-جيمين:فلتضحك...لكن من سيضحك أخيرا هو الفائز
-جيسوب:معك حق...إذا ماذا كنت تفعل كل هذه المدة؟تبكي؟
-جيمين:كفى لعبا بالألفاظ...إحترمني أحترمك
-جيسوب:هههههه أصلا ليس لديك حل سوى إحترامي...أنا أقوى شيطان هنا و المملكة ستكون بأمان بين يدي
-جيمين(بسخرية) :هههههه المملكة بحاجة لمن يحميها منك أصلا
-جيسوب:هل تريد نزال آخر أبرحك فيه ضربا؟
-جيمين:ليس الآن...لكن حين أستعد سأخبرك
-جيسوب:مممم إذا فأنت تتدرب للقضاء علي
-جيمين:لن أقول شيئا الآن لكن حينما أعود المرة القادمة ستتمنى لو لم تتحداني
-جيسوب:لو لم تكن حشرة مزعجة لا تستحق الدعس حتى لقمت بإبراحك ضربا على هذا الكلام الفارغ
-جيمين:هههههه يالك من مغرور

نهض جيمين من الكرسي و غادر القاعة و أثناء سيره مع الممر الواسع بدأ يتذكر تلك الأحداث السيئة التي مر بها قبل أكثر من شهر

حين وصل خبر وفاة والده الشيطان الأكبر لأبناءه كان كلاهما متحمسان و سعيدان لأنهما سيتوليان حكم المدينة من بعده...كان لديه ولدان...الأكبر جيسوب و الأصغر جيمين...و كان كل منهما طماعا للحصول على كرسي الحكم و السيطرة على المدينة و تلبية رغباتهما...و بطبيعة الحال كان جيسوب يريد تولي الحكم لأنه الأكبر إلا أن جيمين رفض الموضوع كليا و أحب السلطة له وحده

أصبح الخيار الوحيد لحل هذه المهزلة هو أن يتنازع الطرفان و الفائز منهما سيحصل على كل شيء...و بالفعل قام نزاع كبير بينهما و خسر فيه جيمين و حصل أخوه على كرسي الحكم...و لكنه لم يستسلم بل إعتبرها مجرد جولة بسيطة في المصارعة و الفائز هو من يفوز بالنزال كله لذلك قرر الإبتعاد و كسب قوة أكبر و العودة مجددا لمنازلة أخيه

حاول جيمين مراقبة كل شيء و معرفة أدق التفاصيل و ما مدى القوة التي يمتلكها أخوه الآن لكنه لم يستفد شيئا لأنه ما يزال قويا و صامدا كما عرفه...حينها قرر العودة لعالم البشر و مواصلة خطته الأولى أحسن له

في يوم الغد ذهبت للفندق و جلست أقوم بعملي بينما أفكر في جيمين...كانت هاني تنجز عملها بالقرب مني و تنظف زجاج النوافذ مما جعلني أشعر بعدم الراحة...حاولت أن أدوس على كبريائي و أسألها إن كان قد حصل بينهما شيء هي و جيمين ليلة أمس لكن أخاف من الوقوع في موقف محرج

بقيت أنظر لها من بعيد لعدة دقائق إلى أن جائت هي نحوي و وقفت بجانبي بنظرتها الواثقة التي تثير إشمئزازي
-هاني:لا تنظري إلي هكذا من بعيد...إن كان هناك شيء يزعجك فأخبريني
-آنجل(ببرود) :لا أبدا...ما من شيء
-هاني:تتسائلين كيف قضيت موعد البارحة مع جيمين صحيح؟
-آنجل(ببرود) :أبدا
-هاني:حسنا...حتى لو لم تسألي فسأخبرك...لقد ذهبنا للبار و شربنا ثم إعترف لي بمشاعره
-آنجل:كاذبة
-هاني:يمكنك سؤاله بنفسك
-آنجل(بعصبية) :لماذا تتصرفين هكذا؟
-هاني:أي تصرف!لست أفهم عليك!
-آنجل(بعصبية) :تتعمدين إغاضتي بجيمين
-هاني:أغيضك!ألم تقولي أنه لا يعني لك أي شيء؟
-آنجل(بعصبية) :نعم لا يعني أي شيء...لكنك تستفزينني بتصرفاتك
-هاني:ببساطة...قولي أنك تحبينه
-آنجل(بعصبية) :لاااا
-هاني(بسخرية) :لا تغضبي...أخاف أن تصابي بنوبة قلبية...تعرفين أنني أحبك و حريصة على صحتك
-آنجل(بعصبية) :إنقلعي...لا أريد رؤيتك
-هاني(بسخرية) :هذا مكان عملي لا يمكنك طردي منه و أنتِ موظفة مثلي

كانت أصواتنا تعلو المكان مما جعل بعضا من الزبائن المارين بالجوار يقفون ليشاهدوا ما يجري...بعد أن إنتبهت جونجوا أننا نتشاجر تدخلت لتحل النزاع بيننا
-جونجوا:بنات...ما بالكن أنتن أخوات
-آنجل(بعصبية) :إن كانت كل الأخوات مثلها فاللعنة عليهن
-جونجوا:كفى...نحن في مكان مخصص للعمل
-هاني:لست من بدأ على كل حال
-آنجل(بعصبية) :بل أنت من بدأ
-هاني:يا أختاه...إعترفي أنك تحبينه و تغارين عليه و لا تريدينني بقربه و خلصينا
-آنجل(بعصبية) :لاااا...هذا أمر يخصني أنا فقط و أنت إخرسي...ثم لست أختك و لا يشرفني أن أكون
-جونجوا:تبين أن سبب الشجار شاب!هل أنتما مراهقتان؟
-هاني(بسخرية) :أنا كبيرة و الحمد لله...ماذا عنها؟تخلت عن حبيبها لي و عندما طلب مواعدتي رجعت تطالب به
-آنجل(بعصبية) :إخرسيييي
-جونجوا(تصرخ) :توقفاااااا

نظر الجميع نحو جونجوا و صمتوا منتظرين منها أن تقول ما تريده ثم إستدارت نحو حشد الزبائن المتفرجين
-جونجوا:نعتذر منكم...إنه مجرد سوء تفاهم و سنحله فورا...فليمضِ كل في طريقه

غادر الزبائن لغرفهم و مشاغلهم و بقيت أنا و هاني نظر لبعضنا بكره بينما تحاول جونجوا حل الموضوع
-جونجوا:الآن وقت عمل...لنلتقي بعد الدوام و نتفاهم حول الموضوع إتفقنا؟
-آنجل:إتفقنا
-هاني:لا أمانع

عادت كل منا لعملها و لكنني لم أنسى تصرف هاني الحقير هذا...أو بالأحرى لا يمكنني التصديق بأن هاني الطيبة التي كانت تهتم بي و تحبني تحولت فجأة لفتاة قاسية و باردة و كل ذلك لأجل رجل!لا أعلم إن كان يحبها جيمين حقا و لكن تصرفها هذا يوحي بأنها تحبه بجنون...و لا أفهم لماذا تعاملني هكذا و تستفزني...أعني أنها عادة حلوة مثل العسل و لم أتوقع منها أبدا تصرفا حقيرا كهذا...إلا هي لم أتوقعه منها

بينما أعمل دخلت أجوما لفندقنا و تمكنت من سماع صوت كعبها العالي من بعيد و خلفها شاب يسير بخطوات متباطئة...رفعت رأسي لأرى ذلك الوجه الذي لم أراه منذ أيام عديدة...ذلك الوجه الذي سبب لي الرعب مرات عديدة لكن مع الوقت أدركت أنني ضخمت الأمور لا غير
-آنجل(بحماس) :سيدتي!
-جيون:آنجل...كيف حالك صغيرتي؟
-آنجل(بحماس) :بخير برؤيتك
-جيون:مررت هنا لأسلم عليك...أنت إنسانة حلوة و علقتي في ذاكرتي و أحببتك كثيرا
-آنجل:هههه و أنا أيضا سيدة جيون...سعيدة بزيارتك
-جيون:أعرفك على إبني...كيم سوكجين...ناديه جين
-آنجل:تشرفنا
-جين:و أنا أيضا
-جيون:رأيت؟إنها جميلة و مهذبة كما أخبرتك
-آنجل(بخجل) :هههه تتحدثان عني؟
-جيون:إبني مقبل على الزواج لذلك يريد إختيار عروس...و بمجرد أن طرح علي الأمر تذكرتك و أحببت أن تكوني أنت عروسه
-آنجل(بخجل) :هل أنت جادة؟
-جيون:ههههه طبعا...هل هناك مزاح في موضوع الزواج؟

في تلك اللحظة لم أعرف كيف أخبر السيدة جيون أنني واقعة في حب شخص آخر و حاولت التفكير بكلام أقوله لها لأهرب من هذه الورطة فأنا لا أستطيع رفضها بتلك الطريقة خاصة أنني أكن لها الإحترام
-آنجل:الحقيقة...لست أفكر بالزواج في هذا السن...و هناك أيضا دراستي و مستقبلي
-جيون:بالطبع هذا حقك...لكن ليس شرطا أن تتزوجا الآن...يمكنكما المواعدة إبتداءا من الآن و الزواج يأتي لاحقا
-جين:أمي...لا تحرجيها...لا يمكنها مواعدة أي شاب بدون أن تعرفه جيدا
-جيون:إذا أخرجا معا كصديقين و تعرفا على بعضكما و إن حالفكما الحظ تزوجا
-آنجل(متوترة) :ههه حسنا
-جين:موافق



✴برأيكم : هل سيتخلى جيمين عن آنجل و يواعد هاني...و هل ستوافق آنجل على طلب جين للزواج؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

عشقت شيطان (النسخة القديمة) Empty
مُساهمةموضوع: رد: عشقت شيطان (النسخة القديمة)   عشقت شيطان (النسخة القديمة) Icon_minitime1الجمعة يونيو 04, 2021 8:43 pm

رواية عشقت شيطان : الفصل السابع

إنتهينا من العمل و ذهبت أنا و هاني و جونجوا لغرفة الموظفين لكن هاني تظاهرت بأنها نسيت الموضوع من الأساس...غيرت ثيابها و أخذت حقيبتها لتتجه نحو الباب
-آنجل:احم احم
-هاني:ماذا؟
-آنجل:و تسألين؟
-هاني:للأسف أنا مستعجلة...لقد إتصل بي جيمين و طلب مني الخروج فهلا عذرتنا؟سنتشاجر في وقت لاحق

كلامها جعلني أشعر بالإستفزازية أكثر و إبتسامتها الخبيثة تلك تناديني لأقوم بشدها من شعرها
-هاني:باي...
-آنجل(تصرخ) :لن أسمح لك بالذهاب
-هاني:أوبس لماذا!
-آنجل(بعصبية) :أنا أحب جيمين و لن أسمح بمشاهدته مع فتاة أخرى أتفهمين؟
-هاني:إعترفتي أخيرا!
-آنجل:إبتعدي عنه
-هاني:و ماذا لو رفضت؟
-آنجل(بعصبية) :أيتها المستفزة
-هاني:دعينا نتفاهم...جيمين حاول التقرب منك لكنك تجاهلتِه...لذلك جاء إلي أنا لأهتم به و أكون له نعم الحبيبة
-آنجل:تكذبين
-هاني:لنذهب لغرفته و نسأله
-آنجل(تصرخ) :لا...إبتعدي عنه
-هاني:سأبتعد عنه فقط إن طلب هو مني ذلك...أعني حين يقول"آسف هاني لكنني مازلت أحب آنجل و أريد العودة لها"
-آنجل(تصرخ) :جيمين يحبني بالفعل...أما أنتِ فمجرد دمية يتسلى بها
-هاني:ههههههه هل أنت جادة؟
-آنجل:كل الجدية
-هاني:مممممم لا يمكنك طرح نظرية بدون دليل...أين دليلك؟
-آنجل:لا أحتاج لإقناعك بأي شيء...قناعتي بنفسي تكفيني

بينما كنا نقلب الدنيا رأسا على عقب بصراخنا و شجاراتنا كانت جونجوا تقف في زاوية الغرفة تثني يديها و تشاهد فحسب
-جونجوا(في نفسها) :هذا ممتع أكثر من الذهاب للسنما ههههه

-هاني:جبانة...تعرفين لو أننا سألنا جيمين بنفسه لإختارني أنا لذلك أنت خائفة

في تلك اللحظة لم أتمالك نفسي و رفعت يدي لأصفعها صفعة قوية جعلت وجهها يلتف للجهة الأخرى و تظل ممسكة به غير مصدقة لما يحصل...بالنسبة لي كنت أيضا مصدومة فأنا عادة لا أرفع يدي على أي شخص حتى لو كان ظالما لي لكن ما فعلته للتو سيسجل في تاريخي على أنه أحقر شيء فعلته!و بسبب شاب أيضا!
-هاني(مصدومة) :هل صفعتني للتو؟
-آنجل:أ أ أ آسفة لكنني إستفززتني
-جونجوا:بنااات يكفي...أعتقد أن الموضوع تجاوز الحدود
-هاني(بنظرة إستحقار) :أستطيع ردها لك لكنني أفضل إحترامك و إحترام نفسي حتى لو كنت أنا الأكبر...بالإذن...جيمين ينتظرني

خرجت هاني من القاعة و لحقت بها محاولة إقناعها أنني لم أقصد ذلك لكنها تجاهلت صوتي و أنا أنادي عليها و توجهت نحو بوابة الفندق حيث كان جيمين ينتظرها
-جيمين:أين كنتِ؟
-هاني:واجهت مشكلة صغيرة مع بعض الفضوليين

نظر جيمين نحوي ببرود ثم تجاهلني
-آنجل:توقف
-جيمين:أتكلمينني؟

كانت هذه اللحظة من أصعب أيام حياتي...اللحظة التي سأعترف فيها له بأن قراري خاطئ و أنني أريده مهما حاولت الإبتعاد عنه...لقد أخطئت برفضي له و الآن جائت الفرصة لكي أصحح خطأي
-آنجل(بصوت مرتجف) :لا تذهب معها...أنا من تحبها...أعلم ذلك
-جيمين:ماذا!
-آنجل(بصوت مرتجف) :وجودك مع فتاة غيري يحرق قلبي...لا تتركني... أحبك...أريد أن أكون معك و أقضي بقية أيام عمري بجانبك
-جيمين:ألا تظنين أن الأوان قد فات؟
-آنجل(بصوت مرتجف) :ربما...لكن أن أحاول و أفشل أحسن من أندم لعدم المحاولة نهائيا

عم صمت رهيب بيننا نحن الثلاثة...كل منا كان يفكر في رأسه مالحل المناسب لإتخاذه...بينما أنتظر جواب جيمين على ما قلته نزلت دمعة من عيني لتشق طريقها عبر خدي الوردي...لا أفهم لما هذه الدموع تحرجني الآن فأنا لا أريد أن أبدو مثيرة للشفقة في تلك اللحظة

لحظات قليلة حتى إقترب مني جيمين و رفع رأسي و مسح الدمعة من عيني و هو يبتسم
-جيمين:هههه لا تبكي يا ملاكي فدموعك غالية
-آنجل(مصدومة) :هل ناديتني بملاكي للتو؟
-جيمين(يبتسم) :بلى...أنت ملاكي الفاتن...لطالما كنتِ كذلك
-آنجل(مصدومة) :مهلا مهلا...دعني أستوعب...هل يعني هذا أنك مازلت تحبني؟
-جيمين:بلى
-آنجل:تريد أن نتواعد؟
-جيمين:بلى هههه
-آنجل(بخجل) :لا أصدق!أشعر كأنني أحلم...أحبك جيمين
-جيمين:أحبك آنجل

قاطعتنا هاني التي كانت واقفة بجانبنا و هي تصفق و تبتسم
-هاني:هههههه مبروك لكما...و أخيرا إجتمعتما...أنا سعيدة
-آنجل:مهلا...أنت سعيدة لأجلنا
-هاني:هههههه طبعا...سعيدة للغاية
-آنجل(بإستغراب) :لكن قبل قليل كنتِ تقولين أنك تريدينه
-هاني:ههههه كان كل ذلك مخططا له
-آنجل(مصدومة) :مخطط!
-هاني:أنا و جيمين تحدثنا في الموضوع و أردنا أن نثير غيرتك لكي تعترفي
-آنجل(بعصبية) :أيها الحقيران
-هاني:آسفة لكن هذا لمصلحتك
-آنجل(بعصبية) :تتفقان علي!يالكما من نذلين...لا تكلماني

شعرت بالغضب الشديد و عدت لقاعة الموظفين بمفردي...أول مرة تنطلي علي حيلة كهذه...أشعر بالخيبة مدموجة مع السعادة و الحزن

بقيت دقائق هناك مطأطأة رأسي حتى جائت هاني و فتحت باب الغرفة بهدوء و نظرت لي بإبتسامة
-آنجل:إن إقتربتي مني سأقتلك
-هاني:هههه آسفة...أقسم أنني آسفة...لكن هل من طريقة أخرى لجعلك تتخلين عن كبريائك و تعترفين؟
-آنجل:حقيرة

جلست هاني بجانبي و وضعت ذراعها على كتفي ثم شدتني من خدي
-هاني:أحبك آنجل...أنتِ أختي الصغيرة التي لم تلدها أمي
-آنجل(بحزن) :أنا أيضا...ظننت أنني خسرتك بسبب جيمين...تصرفك معي بذلك اللؤم جعلني أحزن
-هاني:هههه لكنك صفعتني...كيف تصفعين الأوني خاصتك ألا تخجلين من نفسك
-آنجل:أعتذر
-هاني:هههههه لا بأس...أعترف أن صفعتك قوية لا أتمنى تجربتها مجددا
-آنجل:كيف قررتما التخطيط لخداعي؟
-هاني:كان ذلك في أول يوم عندما خرجنا في موعد أتتذكرين؟
-آنجل:بلى...ماذا حصل؟
-هاني:سأخبرك القصة...

في أول موعد لهاني و جيمين ذهبا إلى البار و طلبا الشراب ليحتسياه معا
-هاني:أعلم ما تحاول فعله
-جيمين:ها؟!
-هاني:تحاول إغاضة آنجل بي أليس كذلك؟
-جيمين:و ماذا لو؟
-هاني:هذا تصرف حقير برأيي
-جيمين:لا يوجد معنى للحقارة في قاموسي...أنا أفعل فقط ما أراه مناسبا لتلبية مصالحي
-هاني:من يراك تتكلم هكذا يظن أنك تربيت في مكان تعمه الإستبدادية و المصلحة
-جيمين:ههههه أنت ذكية...تعجبينني
-هاني:أعلم أنك و آنجل تحبان بعضكما فلما لا تتواعدان فحسب
-جيمين:هي التي تتجاهل مشاعرها تجاهي
-هاني:أعرف آنجل جيدا...إنها خائفة من الوقوع في الحب
-جيمين:و مالحل برأيك؟
-هاني:سأجبرها على الإعتراف
-جيمين:أنت؟
-هاني:سأتفزها إلى أن تنفجر و تأتي لتعترف لك
-جيمين:و كيف تفعلين ذلك؟
-هاني:بنفس الطريقة التي تستخدمها أنت
-جيمين:لكنها صديقتك و هذا سيجعل علاقتكما تتدمر
-هاني:آنجل طيبة و حين تعرف أنها مجرد كذبة ستنسى الموضوع
-جيمين(يبتسم) :شكرا لتعاونك معي
-هاني:العفو هههههه...لنعد آنجل لرشدها معا...أو لنقل لنفقدها صوابها

-هاني:هاذه كانت القصة الحقيقة...أقسم لك أن نيتي كانت طيبة
-آنجل:أنت شريرة...لن أثق بك بعد الآن
-هاني:لستِ حاقدة علي صحيح؟
-آنجل:ممممم لا
-هاني:و لا على جيمين؟
-آنجل:جيمين بلى...سأتفاهم معه لاحقا
-هاني:ههههه إذا لا دخل لي بينكما
-آنجل:سأريه

خرجنا من القاعة لنجد جيمين ينتظرنا في الخارج
-هاني:سأغادر...تصبحان على خير
-آنجل:و أنت من أهله
-جيمين:ليلة سعيدة

نظرت نحو جيمين بعينين غاضبتين و لكنه إبتسم لي محاولا جعلي أنسى ما حصل
-آنجل:لن أسامحك
-جيمين:لماذا؟
-آنجل:ما فعلته لا يغتفر
-جيمين:صحيح
-آنجل:لن أسامحك إلا إن نفذت لي ثلاث شروط
-جيمين:خيرا
-آنجل:أولها لنخرج في موعد اليوم
-جيمين:الآن في هذه اللحظة؟
-آنجل:بلى
-جيمين:إلى أين؟
-آنجل:لمكان يمكننا فيه رؤية النجوم و القمر بوضوح
-جيمين:أظنه أمرا مستحيلا فنحن في المدينة الآن
-آنجل:لنبتعد عن المدينة
-جيمين:قد يستغرق الأمر ساعات
-آنجل:لا يهم...أريد فقط البقاء بجانبك و مشاهدة النجوم و القمر
-جيمين:حسنا

ركبنا سيارة جيمين و ذهبنا لمكان بعيد جدا و قد إستغرق منا الأمر ساعة كاملة و الوقت تأخر

جلسنا نحن الإثنين في مقاعد السيارة ننظر للسماء و بالفعل كان منظرها مذهلا و جذابا
-آنجل:أتذكر آخر مرة ذهبنا للمزرعة و رأينا نفس المنظر
-جيمين:بلى...وقتها لم نكن نتواعد أما الآن فأنت فتاتي
-آنجل:هل تعتقد أننا سننفصل في المستقبل؟

نظر لي جيمين لفترة محاولا أن يجد الإجابة المناسبة للسؤال...لكنه يعلم بأننا سننفصل بالفعل بل و عليه أن يتخلص مني و إلا سيبقى مجرد شيطان مهمش و ضعيف
-جيمين:دعينا ننسى المستقبل و نعش اللحظة الراهنة
-آنجل:بالتأكيد

تماما مثل مسكن الآلام...وضعت رأسي على كتف جيمين المريح...لقد إنتظرت هذه اللحظة طويلا و ها قد حان الوقت لأعيش سعيدة مع الشاب الذي أحبه...لقد ذهبت آنجل الباردة و حلت محلها العاطفية الدافئة
أريد أن أبقى هكذا طول حياتي و أعيش في الجنة التي قدمها لي جيمين
-جيمين:أيعني هذا أنك مستعدة لإعطائي أي شيء أطلبه؟

رفعت رأسي بتعجب و نظرت نحو جيمين الذي كان ما يزال ينظر للسماء
-آنجل:ماذا تقصد؟!
-جيمين:نفس الشيء الذي في بالك
-آنجل(بإنزعاج) :الشيء الذي في بالي خطير جدا فهل تعنيه حقا؟
-جيمين:ههههه نعم

حاولت تمالك نفسي و عدم إعطاء الموضوع أهمية و لكن كيف لا أفعل ذلك و هو أمر يخصني
-آنجل(منزعجة) :أهذا كل ما تفكر فيه؟ألهذا جئت إلي منذ البداية

نظر إلي جيمين ثم إنفجر من الضحك و أنزل رأسه يحاول إخفاء تعابير وجهه
-آنجل(بإنزعاج) :الأمر ليس مضحك يا سيد جيمين
-جيمين:هييي قلت لك لا تناديني هكذا
-آنجل(بإنزعاج) :حسنا أيها المنحرف جيمين
-جيمين:هههههه لست منحرفا...دماغك هو المنحرف...قصدت شيئا آخر
-آنجل:مثل ماذا؟
-جيمين:دمك و روحك
-آنجل(بخوف) :هل...أنت...مصاص دماء؟
-جيمين:ههههه لا...لكن سأصبح كذلك لأجلك...تعالي لأمتص دمك

أحاطني جيمين بذراعيه ثم قرب فمه من رقبتي و عضها بلطف...رغم أنها حركة لطيفة لكنني أحسستها منحرفة و سيئة لذلك دفعته بعيدا و جلست على جانب المقعد بعيدة عنه بينما أثني يداي و أنظر للجهة المعاكسة
-جيمين:ما بالك؟تعلمين أنني أمزح
-لا رد
-جيمين:لقد جئنا لنستمتع بمنظر النجوم  و ليس لنتشاجر
-لا رد
-جيمين:مممم...لنعد للمدينة إذا
-آنجل:أنت تحبني و لا تتلاعب بمشاعري صحيح؟

صمت جيمين لفترة يفكر ثم نظر نحوي بإبتسامة خبيثة و لم يلبث كثيرا إلى أن سرق قبلة سطحية من شفاهي جعلتني أتجمد مكاني من الصدمة
-جيمين:هههههه ملاكي...كيف أستطيع خداع فتاة مثلك...أحبك و سأقتل أي شاب يقترب منك...أنا أعني هذا حرفيا
-آنجل(بخجل) :أنت حقا لطيف
-جيمين:لست لطيفا صدقيني...أصبح شيطانا حين يتعلق الأمر بك
-آنجل:ههههه وجدت لك لقبا بدل السيد جيمين و المنحرف جيمين
-جيمين:ما هو
-آنجل:شيطاني...ما رأيك؟
-جيمين:يعجبني ههههه و أنت ملاكي...إسمانا متوافقان الآن صحيح؟
-آنجل:صحيح

ليلة كاملة هي كفيلة بجعلي أنا و جيمين نلتحم روحيا و نتعلق ببعضنا بجنون...لقد أمضينا ليلة طويلة معا نشاهد النجوم و في تمام الساعة الخامسة صباحا أوصلني للبيت و غادر

دخلت غرفتي لأجد فلورا تنتظرني و يبدو أنها لم تنم طوال الليل...و بمجرد أن رأتني عانقتني بحرارة
-فلورا(بقلق) :أيتها الغبية...أين كنتِ لقد قلقت عليك لحد الجنون
-آنجل(بحماس) :كنت مع جيمين و قضينا ليلة رائعة
-فلورا(مصدومة) :ماذا!
-آنجل:أعني شاهدنا النجوم...هذا كل شيء
-فلورا:و لماذا هاتفك مغلق...لقد ظننت أن مكروها أصابك
-آنجل:لا أبدا...خرجنا من المدينة حيث لا يوجد تغطية
-فلورا(بإنزعاج) :إذا كنتِ تستمتعين بوقتك و أنا كالغبية هنا أموت من القلق عليك
-آنجل:لاااا لا تقولي هذا...آسفة كان علي طمأنتك...أنا فتاة غبية
-فلورا:لا يهم...لحسن الحظ غدا يوم عطلة
-آنجل:لننم إذا
-فلورا:هيا بسرعة

غططت في نوم عميق بسبب تعبي الشديد و لكن يبدو أن المصائب مكتوبة على جبهتي كالمعتاد...لقد رأيت كابوسا جديدا و كالعادة إنتهى بي الأمر أستيقظ فزعة و أبقى صاحية إلى أن تشرق الشمس

نهضت فلورا من نومها على الساعة الثانية زوالا لتجدني أحاول الدراسة و عيناي تنغلقان بمفردهما من النعاس
-فلورا:إستيقظتي؟
-آنجل:لم أنم من الأساس
-فلورا:أخبريني مالذي حصل البارحة؟
-آنجل:صرنا نتواعد
-فلورا(بإبتسامة) :مبرووووك
-آنجل:شكرا
-فلورا:يجب أن تعرفيني عليه
-آنجل:لا مشكلة
-فلورا:أقترح عليك الذهاب للنوم فأنت متعبة
-آنجل:أفضِّل عدم النوم على أن أنهض مفزوعة من الكوابيس

بينما نتحدث قاطعنا صوت جرس الباب فنهضت لأفتح و أتفاجأ بأنه جيمين
-آنجل:أهلا
-جيمين:أهلا ملاكي...إشتقتي إلي صحيح؟
-آنجل(بخجل) :طبعا
-جيمين:لنخرج معا
-آنجل:دقيقة...سأغير ثيابي

جائت فلورا نحونا لترى من القادم فتفاجأت بجيمين
-آنجل:تحدثا ريثما أعود
-فلورا حسنا

-جيمين:أدعى جيمين...تشرفت بمعرفتك
-فلورا:و أنا فلورا...أعز صديقة لآنجل

مدت فلورا يدها لجيمين لتصافحه و حينما لمستها شعرت بشعور غير مألوف...كان هناك طاقة سلبية نتجت عن تلامسهما لتشعرها بعدم الراحة...بعدها نظرت في عينيه لتنصدم من نظرته الحادة و الغريبة
-فلورا:سأرى آنجل و أعود

دخلت فلورا غرفتنا المشتركة فوجدتني أضع مساحيق التجميل بحماس...حينها أغلقت الباب و أمسكتني من كتفي
-فلورا:إحذري منه
-آنجل:من ماذا؟
-فلورا:جيمين...هو لا ينوي على خير
-آنجل:مالذي تتكلمين عنه!
-فلورا:أعلم أن كلامي قد يبدو غير منطقي لكن لا أحس بالراحة له
-آنجل:أنا لا أحس بالراحة سوى معه
-فلورا:أعلم أن لكل نظرته المختلفة و لكن كوني حذرة فحسب...إتفقنا؟
-آنجل:لا تقلقي...سآخذ حذري

بينما نحن نتحدث كان جيمين يمتلك القدرة على سماع الأصوات القريبة منه حتى لو كان همسا لذلك عرف بما يدور بيني أنا و فلورا
-جيمين(يكلم نفسه) :يبدو أن هناك حشرة جديدة يجب الدعس عليها

حملت حقيبتي و خرجت مع جيمين و أول ما فعلناه أننا ذهبنا لمدينة الملاهي
-جيمين:هذا هو شرطك الثاني لكي تسامحيني؟
-آنجل:بلى
-جيمين:و مالثالث؟
-آنجل:سأخبرك به حين نقوم به
-جيمين:حسنا...لنتناول شيئا
-آنجل:أطلب البيتزا
-جيمين:قللي من المعجنات
-آنجل(بعصبية) :هل تقول مجددا أنني سمينة؟!
-جيمين:لا أبدا
-آنجل:إذا إذهب و أحضر البيتزا قبل أن أفجر رأسك
-جيمين:حاضر ملاكي حاضر

ذهب جيمين ليطلب البيتزا بينما جلست أنتظره في إحدى الطاولات تحت أشعة الشمس الخريفية الدافئة...بقيت ألعب بهاتفي مؤقتا حتى سمعت صوتا مألوفا ينادي علي
-جين:آنجل...يال الصدفة!
-آنجل:آه أنت إبن السيدة جيون
-جين:بلى...جيد أنك تذكرتي وجهي
-آنجل:بالطبع
-جين:هل جئتي بمفردك؟

حاولت أن أخفي عن جين حقيقة أنني مع حبيبي لذلك حاولت تغيير الموضوع
-آنجل:أخبرني أنت...ماذا تفعل هنا؟
-جين:جئت لأمرح فالعمل يجعلني أصاب بالتوتر
-آنجل:صحيح
-جين:فلنقضي الوقت معا إن أردتي
-آنجل:للأسف...لست وحدي هنا
-جين:آااه فهمت

كان جيمين يحمل صحن البيتزا و يقترب من الطاولة إلى أن لمح جين هناك يكلمني
-جيمين(يكلم نفسه) :من هذا؟!

حاول جيمين الإقتراب لكنه شعر بالضعف الشديد و أسقط صحن البيتزا على الأرض...كان كل من حوله ينظرون له ما عدا أنا فقد كنت منهمكة و نسيت كل ما حولي

حاول جيمين الإقتراب منا بأي طريقة لكنه لم يستطع ذلك كونه يضعف مع كل خطوة يتقدمها
-جيمين(يكلم نفسه) :من يكون هذا الحقير أيضا!

مرت دقائق كان جيمين فيها لا يستطيع الإقتراب إلى أن أكملت حديثي مع جين و غادر حينها جاء نحوي بعينين غاضبتين
-جيمين:من يكون هذا؟
-آنجل:صديق
-جيمين:و لما لا أعلم بشأنه؟
-آنجل:و هل يجب أن أعطيك قائمة بكل الناس الذين أعرفهم؟
-جيمين:هذا الشاب خاصة لا يعجبني...ممنوع الإقتراب منه و إنتهى الكلام
-آنجل:لا تعاملني كما لو أنني مراهقة...أنا كبيرة و أعرف نفسي
-جيمين:لا تجادليني
-آنجل:لما تتصرف بلؤم!لا يعجبني ذلك
-جيمين:أغار
-آنجل:و لما الغيرة من صديق؟
-جيمين:نيته تجاهك غير طيبة لذا إبتعدي عنه
-آنجل:حسنا كما تريد...أصلا نحن لا نتواصل كثيرا
-جيمين:آسف بشأن البيتزا...لقد وقعت مني
-آنجل:هههه لا تهتم...سأحضر غيرها
-جيمين:أحضريها فأنا أشعر بالتعب بعض الشيء
-آنجل:إنتظرني

جلس جيمين يستريح على الكرسي بمفرده و قد كان يشعر بشعور غريب كأن قواه خائرة...كانت يده ترتجف و لا يقوى على الحراك حتى لكنه رغم ذلك لا يريد إفساد هذا الموعد لأنه فرصته لإيقاعي أكثر

بعد أن قضينا يوما ممتعا في مدينة الملاهي أوصلني جيمين للمنزل و وقفت أودعه أمام باب منزلي
-آنجل:غدا سأخبرك بشرطي الثالث
-جيمين:هههههه أتمنى أن يكون أمرا أستطيع تنفيذه
-آنجل:ستستطيع ههههه
-جيمين:أراك لاحقا إذا
-آنجل:باي...إهتم بنفسك
-جيمين:أعطني قبلة قبل أن أذهب
-آنجل(بخجل) :أيها الحقير
-جيمين:لا تقولي أنك ما تزالين تخجلين مني؟
-آنجل:ممممم ليس كثيرا...إقترب

أعطيت جيمين قبلة سريعة على شفاهه ثم هربت بسرعة لكي أتحاشى الشعور بالخجل

دخلت المنزل فوجدت فلورا تقف عند النافذة و تراقبنا
-فلورا:لا يمكنني الشعور بالراحة له نهائيا
-آنجل:لما تعطين الأمر إهتماما زائدا ها؟
-فلورا:لأنك صديقتي و أريد مصلحتك

قبل أن نكمل نقاشنا أغمضت عيني و كدت أنام و أنا واقفة
-آنجل:أوه...علي النوم
-فلورا:نامي و لنتحدث غدا
-آنجل:تصبحين على خير

غططت حينها في نوم عميق و كالعادة افسدت الكوابيس نومي

✴برأيكم : من يكون جين في الحقيقة؟و لما يضعف جيمين كلما إقترب منه؟و مالذي سيفعله جيمين بشأن فلورا؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

عشقت شيطان (النسخة القديمة) Empty
مُساهمةموضوع: رد: عشقت شيطان (النسخة القديمة)   عشقت شيطان (النسخة القديمة) Icon_minitime1الجمعة يونيو 04, 2021 8:44 pm

رواية عشقت شيطان : الفصل الثامن


جلس جيمين في غرفته في الفندق بينما يحتسي الشراب و يضع رجله على الطاولة و مقابلا له هوسوك الذي ينتظر أوامره بصمت و رأس مطأطأ
-جيمين:هناك حشرة جديدة تلعب برأس ملاكي
-هوسوك:من؟
-جيمين:فلورا...صديقتها الثرثارة
-هوسوك:مالذي قالته لها بالضبط؟
-جيمين:تطلب منها الحذر مني...أراهن أنها لن تتوقف هنا حتى تبعدني عنها
-هوسوك:و ما مشكلتها معك بالضبط؟
-جيمين:ربما أحست أنني لست من البشر
-هوسوك:معقول!!كيف ذلك!!
-جيمين:إن تحولي لبشري يستهلك طاقتي كثيرا لذلك تظهر بعض الثغرات و يتمكن الناس من ملاحظة إختلافي
-هوسوك:أيعني أنك قد تكشف في أي لحظة؟
-جيمين:بلى...قد تتحول عيوني للأحمر بالخطأ...أو يختفي جسدي...أو تظهر حولي هالة غريبة
-هوسوك:و مالحل لتجنب ذلك؟
-جيمين:أحتاج المزيد من الطاقة
-هوسوك:ظننت أنك تتغذى على طاقة الخوف التي تحررها آنجل في كوابيسها
-جيمين:خوفها لم يعد كافيا...مع مرور الوقت أصبحت تعتاد على الكوابيس لذلك تناقصت طاقة خوفها تدريجيا
-هوسوك:فلنبحث لك عن مصدر جديد إذا
-جيمين:أتسائل هل هذا الإهتمام لأجلي أم لأجلك أنت؟
-هوسوك(بحزن) :بل لأجلها...لن أتوقف حتى يدفع قاتلها الثمن...حينها فليحصل ما يحصل
-جيمين:لنعد لموضوعنا...تلك الثرثارة فلورا
-هوسوك:نعم
-جيمين:علي التخلص منها قبل أن تتخلص مني...لكن لا أريد إستهلاك طاقتي عليها فهي تكفيني بالكاد لأتحول لبشري
-هوسوك:هل أفهم منك أنك تريدني أن أقتلها بنفسي
-جيمين:شاب ذكي...إفعلها لأجلي
-هوسوك:لكنني بشري و سهل أن يتم كشفي بكمرات المراقبة
-جيمين:بشأن هذا سأدعمك...سأقطع الكهرباء عن كل المدينة حتى تتمكن من قتلها دون قلق
-هوسوك:فهمت سيدي...سأنفذ أوامرك


كانت الساعة حينها الثانية منتصف الليل و كنت أنا أغوص في نوم عميق أما فلورا فقد كانت تدرس كالمعتاد

فجأة تلقت مكالمة على هاتفها من رقم غريب و يبدو أنه رقم لمؤسسة عامة فخرجت من الغرفة و ردت
-فلورا:مرحبا
-هوسوك:آنسة فلورا...يؤسفنا أن نقول أن والدتك تعرضت لحادث مؤسف و هي في المستشفى الآن
-فلورا:هل هذا مقلب؟
-هوسوك:عن أي مقلب تتحدثين...تعالي للمستشفى و سترينها طريحة الفراش
-فلورا:ما هو إسمها إذا؟
-هوسوك:جونغ هايين
-فلورا(مصدومة) :هذا فعلا إسم والدتي!!كيف حالها الآن!!
-هوسوك:حالتها خطيرة...أسرعي قبل أن تغادر دون أن تودعيها
-فلورا(مصدومة) :يا إلهي!!

كانت فلورا مستعجلة للغاية لذلك ذهبت بمفردها ركضا و دون أن ترتدي ثيابا دافئة حتى فالجو خارجا بارد جدا

وصلت للمستشفى تلهث من شدة التعب و وقفت بجانب موظفة الإستقبال
-فلورا(بنفس متقطع) :رجاءا...أين هي؟ماذا حصل؟
-الموظفة:عفوا!!
-فلورا(بنفس متقطع) :سمعت أن أمي هنا في المستشفى
-الموظفة:ما إسمها؟
-فلورا:جونغ هايين

بحثت الموظفة في قائمة المرضى و لكنها لم تجد أي أثر لهذا الإسم
-الموظفة:متأكدة أنها في هذا المستشفى؟
-فلورا:طبعا...أحدهم إتصل و أخبرني أنها في قسم الطوارئ
-الموظفة:حقا!!لا أظن أنه أمر صحيح
-فلورا:أتعنين أنه قد يكون مقلبا بالفعل؟
-الموظفة:نعم...أقترح عليك الإتصال بوالدتك و الإطمئنان عليها...و إن كان الموضوع مقلبا فعليك رفع قضية على الفاعل
-فلورا:لم أفكر بذلك!!

إتصلت فلورا بوالدتها عدة مرات إلى ردت عليها و إطمئنت أن كل شيء بخير...لكن راودها الشك حول ما يحصل و شعرت أن هناك أمرا مخفيا حول هذه القصة

بعدها عادت للمنزل بخطوات متباطأة لتفكر في من يفعل ذلك لإخافتها...خاصة و أنه يعرف إسمها و إسم والدتها و رقمها فلا بد أنه شخص قريب

فجأة إنقطعت كل أضواء المدينة لتبقى وحدها في الشارع و الظلام يحيط بها من كل مكان...كان ضوء القمر خافتا و لكن بالكاد يساعدها على التفريق بين الطريق و الرصيف...خاصة و أن كل الناس نائمون و هي وحيدة هناك تماما

حاولت التحرك بخطوات صغيرة حتى لا تتعثر في الظلام و تسقط و لكن لمحت أمامها خيال شخص ما يحمل في يده كشافا و يقترب منها ببطئ...أرادت طلب المساعدة منها و لكن حينما ركزت مع ضوء الكشاف وجدته يحمل شيئا حادا في يده كما لو أنه سكين كبير

الأمر أصبح مثل فيلم رعب...هذا ما أحست به فلورا لتركض بعيدا محاولة الهرب من يدي هذا الشخص الغريب الذي ينوي قتلها...و كلما ركضت كلما زاد هو الآخر سرعته خلفها إلى أن إقترب منها بدرجة كبيرة جعلتها تصرخ

وصلت فلورا لدرج صغير و بسبب الظلام لم تتمكن من رؤيته جيدا إلى أن إنزلقت لتقع و تتدحرج نحو أسفل الدرج و تتألم من رجلها...و بذلك تمكن الرجل الغريب من الوصول لها

كان الرجل يقترب منها شيئا فشيئا موجها الضوء على جسدها المرمي أرضا إلى أن وصل إليها و رفع السكين ليطعنها...في تلك اللحظة رفعت رأسها نحو الضوء و أبعدت شعرها عن وجهها لتتمكن من رؤية الشخص لكن الضوء المسلط عليها منعها من ذلك

نظر الرجل في وجهها مصدوما للحظات دون أن يقدم على أي شيء...كان قد نسي ما حوله نهائيا و غاص في ملامح وجهها التي تذكره بشخص قد فقده قبل عدة أشهر

فجأة أفلت السكين من يده ليسقط بعيدا عنها ثم رمى لها الكشاف الذي بيده و إستدار مغادرا ذلك المكان


عاد هوسوك للفندق و ذهب لغرفة جيمين حتى يتكلما حول الموضوع
-جيمين:تخلصت منها صحيح؟
-هوسوك(بحزن) :لا
-جيمين:إذا ما فائدة كل ما خططنا له؟
-هوسوك(بحزن) :لا يمكنني ذلك...هذه الفتاة تشبه حبيبتي المقتولة
-جيمين:مشاعر البشر السخيفة تشه...لا تنسى أن بيننا عقدا و عليك إطاعتي

إقترب هوسوك من قدميه و إنحنى عندهما بإذلال
-هوسوك(بحزن) :أرجوك سيدي...أعطها فرصة...دعها تعيش
-جيمين:لن أفعل...إنها عائق في طريقي
-هوسوك(بحزن) :أرجوك...أرجوك... أرجوك...أقتلني إن أردت لكن لا تؤذيها
-جيمين:هل جننت؟
-هوسوك(يحزن) :أتوسل إليك سيدي

طفح الكيل بجيمين ليركل هوسوك على رأسه بقوة و يتسبب له بالألم الشديد
-جيمين(بعصبية) :أيها الغبي...هذه المشاعر التافهة هي السبب فيما أنت عليه...أعلم أنك بشري و لكن عليك التصرف كشيطان و إلا ستكون الخاسر
-هوسوك(بحزن) :لا تؤذيها أرجوك...أرجوك

تنهد جيمين بقلة حيلة ثم نظر لهوسوك الذي يركع أرضا بنظرة واثقة
-جيمين:لن أؤذيها...لكن أبقها بعيدة عن خططي و إلا سأضطر لذلك
-هوسوك(بإمتنان) :شكرا سيدي...شكرا لك...شكرا
-جيمين:لا يهم

عاد جيهوب لغرفته ليجد تاي يغط في نوم عميق بينما هو لم يرف له جفن بعد...قام بتغطية صديقه بلطف ثم إستلقى في سريره و ظل يتذكر ما حصل ذلك اليوم حين فقد الفتاة التي يحبها

-هوسوك(يتذكر) :ذلك اليوم كنت مغفلا لأنني لم آتي أبكر من ذلك...كانت تنتظرني في منزلها لنحتفل برأس السنة معا...لكن إضطررت للتأخر عنها بسبب ذهابي لإختيار خاتم زواجنا...إستغرقت وقتا لأذهب إليها و طرقت الباب بقوة لكنها لم تفتح لي...شعرت بالقلق عليها لأقوم بضرب الباب بقوة و كسره و انصدمت حين رأيت الدماء تملأ الغرفة و جثتها مرمية على جنب...حاولت إنقاذها لكن أخبروني أنها نزفت كثيرا و قد لا تنجو...إنتظرت قليلا لعل الأمور تؤول لمنحى جيد لكن وصلني خبر وفاتها بعد دقائق...كانت هذه صدمة حياتي و تمنيت لو أنني مت بدلا منها...لكن القصة لم تنتهي هنا...لقد حاولت الشرطة التحقيق في الأمر إلا أنهم لم يجدو القاتل للأسف و هذا ما جعل أعصابي تفقد السيطرة

فتح هوسوك الرف الذي بجانبه ثم أخرج منه خاتم الزواج الذي كان سيهديه لحبيبته لينظر إليه و يكلمه
-هوسوك:سأنتقم لك...إنتظري فحسب...أنا على بعد شهرين من أن أجعل قاتلك يلحق بك

في صباح اليوم التالي إستيقظت فوجدت فلورا تقوم بوضع الدواء على ساقها التي تأذت من السقطة
-آنجل:صباح الخير
-فلورا:صباح النور
-آنجل:ما هذا!!هل ضربتي رجلك بالطاولة؟
-فلورا:قصة غريبة لكن لا تهتمي
-آنجل:ألا تريدين إخباري؟
-فلورا:ههههههه إن أخبرتك فستظنين أنني بت أهلوس لذا لا تهتمي
-آنجل:ليست تؤلمك صحيح؟
-فلورا:لا...مرت ساعات لذا لم تعد تؤلم مثل اللحظات الأولى
-آنجل:لنذهب للجامعة
-فلورا:لن أذهب
-آنجل:لما؟
-فلورا:نفسيتي متعبة لذا لا أريد
-آنجل:سلامتك
-فلورا:أحضري لي معك السمك المشوي للغداء فأنا لم أعد أملك الرغبة في الخروج للشارع
-آنجل:لا تتصرفي كما لو أن قاتلا مأجورا يتربص بك
-فلورا:فلتسميه ما أردتي
-آنجل:أمرك غريب بالفعل!!

لم تكن تصرفات فلورا تبشر بالخير لذا تركتها على راحتها لعلها تغير من ردة فعلها قليلا...هذا و قد ذهبت للجامعة و أثناء طريقي سمعت الطلبة يتكلمون عن حادثة قطع كهرباء حدثت للمدينة أمس...لم أعر الأمر إنتباها لأنه من الطبيعي إنقطاع الكهرباء من فترة لفترة
جلست في قاعة المحاضرات قبل أن يأتي الأستاذ لأسمع الجميع ما يزالون يتكلمون في الموضوع كما لو أنه صدمة كبيرة لذا إلتفتت نحو الطالبة التي بجانبي لأسألها عنه
-آنجل:عفوا...ما موضوع إنقطاع الكهرباء هذا الذي تتحدثون عنه بإستمرار؟
-الطالبة:حصل البارحة خلل غريب لم يحصل من قبل جعل مركز الطاقة في المدينة يتوقف عن التشغيل بدون سبب
-آنجل:أمر طبيعي...الطاقة تنقطع عادة
-الطالبة:هي تنقطع بسبب عطل في التوصيلات أو أن شخصا من العاملين هناك أوقفها...لكن تلك الليلة لم يكن يتحقق أي من هاذين الأمرين
-آنجل:معقول!!
-الطالبة:البعض يقولون أن شبحا ما فعل ذلك
-آنجل:لا هذا تخريف...لا تصدقوا أي شيء تسمعونه

كان شاب يجلس خلفنا يعبث بهاتفه إلى أن صرخ فجأة
-الشاب:لا أصدق!!
-الطالبة:ماذا؟!
-الشاب:قال أحد العمال أنه رأى عيونا حمراء تتجول في المكان وقت الحادث
-آنجل(مصدومة) :عيون حمراء!!هل أنت متأكد!!
-الشاب:بكل تأكيد
-آنجل(مصدومة) :هذه مزحة بالتأكيد...لا يمكنني أن أصدق
-الطالبة:ربما كان قطا يتجول في المكان أو أنه مجرد خيال و ليس حقيقة
-آنجل(مصدومة) :أيا ما كان ذلك الشيء فهو مرعب

طوال المحاضرة كان الشيء الوحيد الذي يشغلني هو العيون الحمراء...نعم أنا أفقد صوابي في هذه اللحظة...بدأت أتوهم بأن صاحب العيون الحمراء التي أراها دائما هو شخصية حقيقة و قد تظهر في حياتي الواقعية و تخيفني...رغم أن هذا يبدو جنونا لكنني خائفة أكثر من قطة مذعورة


بعد إنتهائي من الجامعة ذهبت للعمل في المساء و جلست على طاولة الخدمات بينما صديقاتي بجانبي يثرثرن عن موضوع إنقطاع الكهرباء الذي يثرثر فيه الجميع
-سولجي:لما أنا دائما آخر من يعلم...كنت نائمة حين حصل كل هذا!!اللعنة
-هايلين(بحماس) :شياطين!!رائع!!أتمنى أن يمروا بجواري لأراهم
-آنجل(تصرخ) :هييييي مستحيل
-هايلين:آنجل أنت جبانة
-آنجل:نعم جبانة...الأمر ليس لعبة...إنها حياة ناس مهددة بالخطر
-هايلين:كفى...هو لن يؤذينا إن لم نؤذه صحيح؟
-آنجل:و ما أدراك؟
-جونجوا:لنفترض أنه كان مخلوقا غريبا بالفعل...ما حاجته لقطع الكهرباء عن المدينة؟
-سولجي:ههههههه يريد إخافتنا
-آنجل:هل هذا وقت مزاحك
-سولجي:أيا كان صاحب هذا المقلب فهو شخص حقير...لا أستطيع تصديق ما يقولونه
-آنجل:لننسى الموضوع فأنا لا أشعر بالراحة مطلقا
-لي:لنعد لعملنا قبل أن يعاقبنا المدير

في غرفة جيمين لم تكن الأوضاء مطمئنة فقد إجتمع بتابعيه هوسوك و تاي ليتشاورا حول الفضيحة التي حصلت
-جيمين:لقد رآني أحدهم
-تاي:ماذا يعني ذلك؟
-جيمين:ممممم هو لا يعني أي شيء على كل حال...لكنني لا أريد أن أفضح الآن
-تاي:ما يزال الوقت أمامنا مبكرا لكي يصل اليوم الذي ننتظره
-جيمين:سيمر الوقت بلمح البصر...علينا الصبر فقط
-هوسوك:حقا سنؤذي آنجل؟ألا يمكننا فعل ذلك دون قتلها؟
-جيمين:هل أنت مغفل؟
-هوسوك:لااا...فقط أشعر بالقلق عليها
-جيمين:بشري تافه...متى ستتعلم أن علينا التضحية بكل شيء لأجل مطامعنا
-هوسوك:لكن ليس على حساب أرواح الآخرين

وقف جيمين و تقدم نحو هوسوك بنظرات خبيثة ثم نظر بعينيه بحدة
-جيمين:هل ستساعدني أم لا؟
-هوسوك:بدأت أشك أنني أستطيع
-جيمين(يصرخ) :هل تريد الموت؟
-هوسوك:بالطبع لا
-جيمين(يصرخ) :ألا تفهم أن من ينكث بعقد الشيطان يموت؟هل علي تذكيرك بذلك كل مرة؟
-هوسوك:فهمت
-جيمين:هذا العقد فائدته مشتركة...أنتما تحققان مطالبكما الإنسانية و أنا أحقق مطالبي الشيطانية
-تاي:متأكد بأنك ستساعدنا؟
-جيمين:بكل تأكيد...هل تخافان أن أنكث بوعدي لكما؟
-تاي:لا أبدا
-هوسوك:لا
-جيمين:إحذرا مما تقولانه إذا...هذا يعتبر تشكيكا بي...أكملا عملكما هيا


ذهب تاي و هوسوك لغرفتهما و كان كل منهما يفكر في نفس الموضوع
-تاي:أتظن أنه صادق بكلامه؟أعني أنه شيطان و بالتأكيد لا يحمل ذرة مبادئ
-هوسوك:أنا متردد مثلك لكن علي الإنتقام لها حتى لو إضطررت للتضحية
-تاي:أنا أيضا أريد إثبات نفسي...الوضع حاليا مزعج...أريد أن تعتبرني عائلتي فردا منها
-هوسوك:أتمنى أن تتحقق مطالبنا يا صديقي
-تاي:أتمنى ذلك

وضع تاي رأسه على وسادته و بدأ بتذكر الأحداث التي حصلت معه هو الثاني يوم إنقلبت حياته رأسا على عقب
-تاي(يفكر) :أنا أيضا حظي تعيس...لقد ولدت إبنا غير شرعي و هذا ليس خطأي أنا...الناس لم يرحموني و ظلوا يتشمتون بي لأنني ولدت من أب غير معروف...بالنسبة لأمي فلا أعلم أين هي و لا أريد أن أعلم حتى...أكرهها كرها جما و بقاؤها بعيدة عني يريحني...بسببها تدمرت حياتي و كدت أدخل حالة إكتئاب

تنهد تايهيونغ بعمق ثم غطى رأسه ليغط في نوم عميق محاولا نسيان كل تلك الأمور التي مر بها و بقي يفكر في اليوم الذي سيتحقق العقد الذي بينه و بين جيمين لكي يثبت نفسه أمام كل من سخروا منه

إنتهيت من عملي و ذهبت لغرفة جيمين بسرعة و بمجرد أن فتح لي الباب دخلته و عانقته كما لو أنني لم أراه منذ سنوات
-جيمين:ما بك؟
-آنجل:أنا خائفة
-جيمين:من ماذا؟
-آنجل:هناك أمور غريبة تحصل...أنا خائفة
-جيمين:ماذا؟!تكلمي
-آنجل:تتذكر مالذي قلته لك آخر مرة حين كنا في المزرعة حول الكوابيس؟
-جيمين:نعم...قلتي أنك ترين عيونا حمراء
-آنجل:أعتقد أنها تحولت لحقيقة
-جيمين:ها!!
-آنجل:أعلم أنك ستقول أنني مختلة
-جيمين:لا لم أقل شيئا
-آنجل:ظهر مؤخرا خبر بأن أحد العمال في قطاع الكهرباء رأى عيونا حمراء...أنا خائفة من أن تكون هناك علاقة بينهما
-جيمين(بسخرية) :ههههههه أنت مجنونة
-آنجل:عرفت أنك ستقول ذلك
-جيمين:هههههه مالذي تريدين الوصول له بالضبط؟
-آنجل:بأن هناك كائنا غريبا يتربص بي
-جيمين:هههههههههه خيالك واسع بالفعل
-آنجل:كف عن السخرية مني
-جيمين:ماذا لو كانت تلك العيون الحمراء التي تحدثتني عنها مجرد إنعكاس لمصباح ما
-آنجل:ماذا؟!
-جيمين:لست خبيرا في التكنولوجيا و لكن ما أعرفه أنه يتم وضع مصابيح حمراء للأمان في حالة حصل عطل ما تضيء باللون الأحمر
-آنجل:آااا مثل جهاز الإنذار
-جيمين:بلى...هذه هي
-آنجل:صحييييح...يمكن أن يكون هذا هو كل الموضوع
-جيمين:رأيتي...أنت فقط تكبرينها
-آنجل(بخجل) :ههههههه صحيح
-جيمين:أخبريني...ما هو شرطك الثالث لكي تسامحيني
-آنجل(بخجل) :بشأن ذلك...أريدك أن تنام بجانبي ليلة أخرى لكي لا أرى الكوابيس...أيمكنك؟
-جيمين:ههههه هذا أمر بسيط...تعالي

جرني جيمين من يدي ليأخذني لغرفة النوم فإستلقيت على السرير و غطاني و جلس بجانبي يلمس شعري بهدوء
-جيمين:أتمنى أن تحظي بليلة هادئة
-آنجل:طبعا ما دمت بجانبك ستكون ليلة هادئة

قبلني جيمين على جبهتي بلطف و ما إن كدت أغلق عيناي حتى وصلني إتصال من فلورا
-آنجل:سأرد
-جيمين:لا...أريحي نفسك...أنا سأرد بدلا عنك
-آنجل:حسنا

ذهب جيمين ليخرج هاتفي من حقيبتي فوجدها فلورا هي من تتصل
-جيمين:نعم؟
-فلورا:مهلا...أليس هذا رقم آنجل؟
-جيمين:نعم و أنا جيمين
-فلورا:أين آنجل؟
-جيمين:نائمة عندي
-فلورا:أطلب منها العودة الآن فقد تأخر الوقت
-جيمين:هي لن تعود
-فلورا:كف عن المزاح
-جيمين:لست أمزح...نحن سنبيت معا في غرفة واحدة...و على سرير واحد أيضا
-فلورا(بعصبية) :أيها ال...
-جيمين:ماذا!!هل ستشتمينني؟
-فلورا:أطلب منها المجيء
-جيمين:قلت لك ستبقى عندي الليلة...توقفي عن التصرف بأنانية فمثلما هي صديقتك هي حبيبتي أيضا
-فلورا(بعصبية) :فلتذهب للجحيم

أغلقت فلورا الخط في وجهه ثم لبست معطفها لتغادر المنزل و تأتي للفندق الذي أعمل فيه

-جيمين:إنها عصبية!!
-آنجل:مالأمر؟
-جيمين:لا شيء ملاكي...نامي هيا

بعدها رجع للجلوس بجانبي و واصل لعبه بشعري إلى أن أغمضت عيني و رحت في نوم عميق...لكن فجأة أحس جيمين بضعف شديد و كأنه يفقد تحكمه بجسد البشري الذي تنكر بهيئته لذلك ركض نحو الحمام و أغلق الباب بإحكمام...نظر في المرآة فرأى عينيه تتحولان لللون الأحمر رغم محاولاته المتكررة لإخفائهما لكنه لم يستطع
-جيمين(يكلم نفسه بألم) :علي التغذي على قوة خوفها...لكن لا يمكنني ذلك و إلا ستستيقظ و تبحث عني...ماذا أفعل؟!أنا في ورطة

فكر مليا و وجد أن الحل الوحيد لهذه المشكلة هو العودة لشكله الشيطاني الطبيعي ليستعيد قوته

حينها أغمض عينيه و بدأ جسد البشري يختفي ليظهر منه كائن مخيف ذو بشرة مجعدة و عيون حمراء و قرون طويلة مرعبة و لكن المشكلة أن لا أحد يمكنه رؤيته حين يتحول لشيطان


✴برأيكم : هل سيفي جيمين بوعده لهوسوك و تاي؟و مالذي ستفعله فلورا لإبعاد آنجل عن جيمين؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

عشقت شيطان (النسخة القديمة) Empty
مُساهمةموضوع: رد: عشقت شيطان (النسخة القديمة)   عشقت شيطان (النسخة القديمة) Icon_minitime1الجمعة يونيو 04, 2021 8:45 pm

رواية عشقت شيطان : الفصل التاسع


كنت نائمة في غرفة جيمين إلى أن سمعت طرق الباب بقوة مما جعلني أنهظ فزعة لأفتحه و أتفاجأ بفلورا تحدق بي بغضب
-فلورا:لنغادر
-آنجل:مالذي...؟

سحبتني فلورا من يدي مبعدة إياي من هناك لكنني حررتها و نظرت نحوها بنظرة جادة
-آنجل:مالأمر؟
-فلورا(بعصبية) :أخبرتك أن تحذري منه لكن يبدو أن كلامي بلا فائدة
-آنجل:نحن لا نفعل شيئا خاطئا برأيي
-فلورا(بعصبية) :تبيتين في غرفته و تقولين لا شيء خاطئ!

كانت أصواتنا عالية مما لفت إنتباه تاي و هوسوك ليخرجا من غرفتهما و يريانا نتشاجر...تفاجأ هوسوك حين رأى فلورا هناك فهي آخر شخص توقع أن يراه في ذلك المكان
-آنجل:لما تعاملينني كما لو أنني رضيعة؟
-فلورا:المشكلة ليست في كونك رضيعة أو شابة...أنت تحبينه و هذا يجعل عيناك معميتين عن الحقيقة
-آنجل:ما مشكلتك بالضبط!
-فلورا:أريدك أن تعودي للمنزل
-آنجل:لن أعود

جرتني من يدي مجددا لكنني لم أشأ أن أقاوم لذلك تركتها تفعل ما تشاء...هذا إلى أن وصلنا للمصعد و فتح الباب فصدمنا بجيمين هناك...كان يقف بهدوء ثم تقدم منا عدة خطوات
-جيمين:إلى أين؟
-آنجل:سأعود للـ...
-فلورا(بعصبية) :لا شأن لك
-جيمين:هذه ملاكي فكيف لا شأن لي؟
-فلورا(بعصبية) :لا تتخطى حدودك معها...هي تثق بك و أنت تتلاعب بمشاعرها
-جيمين:جديا!مالذي يؤكد لك ذلك؟
-فلورا(بعصبية) :يمكنني التأكد بنفسي...أنت لست أهلا لتحبك آنجل
-جيمين:بأي أساس تحكمين؟
-فلورا(بعصبية) :كف عن التلاعب بالألفاظ

وقف جيمين عند باب المصعد و منع كلينا من المغادرة و طول الوقت بقي محافظا على إبتسامته الباردة التي تستفز فلورا و تجعلها تفقد أعصابها
-فلورا(بعصبية) :دعنا نمر
-جيمين:و ماذا لو رفضت
-فلورا(بعصبية) :سأريك بنفسي

كان كل ما فعلته هو الوقوف و مشاهدة ما يحصل...الموضوع خرج عن السيطرة...جيمين هو حبيبي لكن فلورا أيضا صديقتي...لا يمكنني الدفاع عن أحد أو الوقوف في وجه أحد لذلك بقيت أراقب فحسب

تقدمت فلورا من جيمين لترفع يدها و تصفعه لكنه أمسك معصمها بكل سهولة و ظل ينظر في عينيها بحدة و إبتسامة مستفزة...لم تمضي ثواني حتى صارت فلورا تتألم لأن جيمين يضغط على معصمها بقوة و مهما حاولت إفلاته لم تستطع حينها تدخلت لأشد فلورا نحوي و أحررها
-آنجل:لما تتصرفان هكذا!
-جيمين:لأنها تتدخل فيما لا يعنيها
-فلورا(بعصبية) :بل لأنه يبالغ في تصرفاته...كل ما أريده أن آخذك معي
-آنجل:لما تعاملينه كأنه وحش سيأكلني...صدقيني إنه شخص رائع
-فلورا:أريد التكلم معه على إنفراد فهلا سمحتي لي؟
-آنجل:عن ماذا؟
-فلورا(بعصبية) :لا تكوني فضولية...سأكلمك أنت الثانية على إنفراد
-آنجل:حسنا...لا تصرخي

نظرت فلورا من حولها لتجد تاي و هوسوك اللذان يحدقان بها من بعيد
-فلورا(بعصبية) :إلى ما تحدقان أنتما؟
-تاي و هوسوك:لا شيء
-فلورا:تعال جيمين

دخلت فلورا غرفة جيمين ليلحق هو الثاني بها و يغلقا الباب خلفهما...أما أنا و هوسوك و تاي كنا نقف خارجا و نحاول التنصت على كلامهما إلا أننا لم نسمع شيئا
-آنجل:أشعر بالتوتر...أظن أن كارثة ستحصل
-هوسوك:السيد جيمين شخص عاقل و سيتكلم معها بهدوء
-آنجل:المشكلة في صديقتي فهي عصبية و عنيدة
-هوسوك:أتركي السيد جيمين يتولى الأمر
-آنجل:أوووف ليس بيدي سوى الصبر...من منكما معه ساعة يد؟
-تاي:آه أنا

رفع تاي يده و قلبها للجهة الخلفية ليرى الساعة و في نفس الوقت كان معصمه مقابلا لي فرأيت عليه علامة إنتحار أخرى كاللتي رأيتها في معصم هوسوك تماما...الأمر غريب بعض الشيء!هل حاول هاذان الشابان الإنتحار معا في نفس الوقت!هل لديهما مشاكل و ضروف خاصة جعلتهما يقدمان على فعل شيء كهذا؟!...أشعر بالفضول لمعرفة القصة لذلك تشجعت و حاولت فتح الموضوع معهما
-تاي:إنها الساعة الحادية عشرة و ربع
-آنجل:شكرا...لكن ما هذا في يدك؟
-تاي:آاااا هذا؟لا يهم
-آنجل:يبدو كالجرح...هل حصل معك أمر ما...إن لم يزعجك الأمر طبعا فبإمكانك إخباري
-تاي:صدقيني إنه أمر غير مهم...مجرد حادث عمل
-آنجل:و ماذا تعمل؟
-تاي:سابقا قبل أن أتعرف على السيد جيمين كنت مزارعا
-آنجل:و الآن؟
-تاي:مممم الحقيقة...
-هوسوك(يقاطعه) :السيد جيمين عادة لا يسمح لنا بإخبار الناس عن وظائفنا
-آنجل:لماذا؟هل هو متحفظ لتلك الدرجة؟أم أنه يعمل عملا غير قانوني؟!
-تاي:ليس كذلك...فقط لا يريد و نحن علينا إطاعة أوامره
-آنجل:مازلت أشعر بالغرابة حولكما...أعني أنني لاحظت نفس الجرح على معصميكما...كيف حصلت هذه الصدفة الغريبة؟
-هوسوك:احم احم...لماذا تسألين كل هذه الأسئلة فجأة؟
-آنجل:فضول

سكت كلاهما و لم يعودا يردان على أي شيء أقوله أو ينظران إلي حتى...فهمت حينها أنني بالغت في التدخل في خصوصيتهما لذلك سكتت

في داخل الغرفة كانت فلورا تقف مقطبة حاجبيها بإنزعاج و حولها يتحرك جيمين ذهابا و إيابا كما لو أنه شرطي في قاعة إستجواب و هو ما يزال محافظا على إبتسامته المستفزة
-فلورا:ماذا تريد من آنجل؟
-جيمين:أن تكون معي و تحبني
-فلورا(تصرخ) :كاااذب
-جيمين:لا تحكمي على الكتاب من غلافه
-فلورا:هذا المثل ينطبق على الجميع إلا أنت
-جيمين:عزيزتي فلورا...
-فلورا(تقاطعه و هي تصرخ) :لا تناديني بعزيزتي
-جيمين:أوووبس كم أنت عصبية!
-فلورا:متأكدة أن نيتك تجاه آنجل خبيثة و لن أتوقف حتى أفضحك
-جيمين:هههههه و تقولينها بكل جرأة!
-فلورا:فلتسخر قدر ما شئت...أنا سأمنعك و لو كلفني ذلك روحي

إستدارت فلورا لتخرج ناحية الباب لكن فجأة صارت أضواء الغرفة تشتعل و تنطفأ كما لو أن المكان مسكون...بعدها إستدارت نحو جيمين لتجده ما يزال مبتسما تلك الإبتسامة الساخرة و الأضواء عادت لطبيعتها كما لو أن لا شيء حصل...هذا جعلها تتذكر حادثة إنقطاع الكهرباء عليها في الشارع مما جعلها ترتجف و تخاف لكنها تشجعت و فتحت الباب لتهرب من هناك

خرجت فلورا إلينا و نظرت نحوي و من الواضح أنها خائفة
-فلورا(بصوت مرتجف) :لنغادر...هيا
-آنجل:حسنا
-هوسوك:هل أوصلكما؟
-فلورا:من تكون أنت على كل حال؟
-آنجل:هذان يعملان عند جيمين
-فلورا:هذا ما كان ينقصني...المزيد من ما يتعلق بذلك اللعين

تنهدت بعمق و حاولت تصليح الأمور...شتم فلورا لجيمين أمامي يشعرني بالإنزعاج لكن علي تجاوز الأمر بما أنها صديقتي
-آنجل:لنعد للبيت

طوال طريق العودة كانت كلانا صامتة حتى حين وصلنا للبيت لم تكلمني فلورا مطلقا و خلدت للنوم
-آنجل:مالذي يجري معك؟ما سبب قلقك الغير مبرر من جيمين؟
-فلورا:لا يهم
-آنجل:بل يهم
-فلورا:سأنام...تصبحين على خير

لم يكن الأمر مطمئنا فهي لا تتصرف هكذا عادة...أشعر بأنها رأت شيئا ما لم أره أنا...حتى إن سألتها فهي لن تخبرني لذا سأمنحها بعض الوقت


مرت الأيام بسرعة البرق و كانت فلورا غريبة من جهتي و كل طباعها تغيرت...أصبحت لا تعيرني أي إهتمام و لا تكلمني كثيرا إلا للأمور المهمة...بإختصار أصبحنا كالغريبتين عن بعضنا

ذهبت أنا و جيمين معا لعرض ترفيهي أقيم في سيؤول ذلك الأسبوع و جلسنا في مقعد قريب نأكل غزل البنات...كان بجانبنا إعلان معلق يتحدث عن ظاهرة القمر الدموي التي أخبرتني عنها فلورا
-آنجل:هذا!كانت فلورا تريدني أن أحضره معها
-جيمين:واااو يبدو مشوقا
-آنجل:فعلا...إن فلورا تجهز كل الأدوات اللازمة لتشاهده
-جيمين:لنشاهده معا إذا
-آنجل:معقول!
-جيمين:نعم...أنا أيضا أفكر في أن أشاهد هاذه الحادثة الجميلة معك
-آنجل:ممممممم ماذا عن فلورا!
-جيمين:علاقتكما بالفعل ليست جيدة لذا دعك منها
-آنجل:لا أستطيع
-جيمين:إنها لا تقدر صداقتك مثلما أفعل
-آنجل:لا... كوننا غير متفاهمتين لا يعني أننا لا نقدر صداقة بعضنا

إقترب جيمين من أذني ليهمس فيها بهدوء و صوت خائف مثلما يفعل الشيطان بالضبط
-جيمين(بهمس) :أيهما أهم؟حبيبك الذي سيبقى معك للأبد أم صديقة لك قد تتخلى عنك في أي لحظة
-آنجل:فلورا لا يمكنها التخلي عني...إنها صديقة وفية و أنا متأكدة
-جيمين(يهمس) :لقد تخلت عنك بمجرد أن وجدتي حبيب...إنها تغار منك و تحسدك...تخاف من الوحدة لذا لا تريد أن تراكي سعيدة مع حبيبك و هي لا
-آنجل:معقول أن فلورا تفكر هكذا تجاهي!
-جيمين(يهمس) :بل أسوأ...أشك بأنها تخطط لجعلنا ننفصل...لا مبرر لتصرفتها الغريبة مؤخرا غير ذلك...ألا توافقينني يا ملاكي؟
-آنجل:لاااا مستحيل
-جيمين(يهمس) :لم يعد هناك أصدقاء حقيقيون في وقتنا...لا تدعيها تخدعك بكلامها
-آنجل(بذهن شارد) :معك حق!
-جيمين(بإبتسامة خبيثة) :ملاكي الغالية...تعجبينني حين تستمعين للكلام

في ذلك الوقت ذهبت فلورا مسرعة للفندق الذي أعمل فيه مستغلة غيابي فوجدت لي
-لي:ألستي صديقة آنجل؟
-فلورا(بهمس) :بلى...أحتاج مساعدتك من فضلك
-لي:لما تهمسين؟
-فلورا(بهمس) :لأن الأمر سري
-لي:مالسري؟
-فلورا(بهمس) :أحتاج كل المعلومات التي لديكم عن جيمين من فضلك
-لي:لكن هذا خرق لقوانين خصوصية الزبائن
-فلورا(بهمس) :أعلم لكنها ستكون خدمة صغيرة لي صحيح؟
-لي(بحاجبين مقطبين) :يا فتاة...مالذي علي فهمه من كلامك؟لما تريدين معلومات جيمين؟و لما تتحدثين بهمس كما لو أنك في مهمة سرية
-فلورا(بهمس) :أخفضي صوتك...أخاف أن يسمعنا أحد ما
-لي:لا أهتم...لست من النوع الذي يسرب المعلومات لإرضاء فضول بعض الناس
-فلورا(بهمس) :إعتبريها مساعدة إنسانية
-لي:لا أريد
-فلورا(بهمس) :سأدفع لك ثمنها
-لي:مستحيل
-فلورا(بهمس) :احم احم...سأشرح لك...الموضوع هو أنني قلقة على آنجل فجيمين يبدو شخصا غير جيد
-لي(بهمس) :أنت أيضا تظنين ذلك!حتى أنا...لقد رأيت أمرا غريبا مؤخرا
-فلورا(بهمس) :ماذا؟!
-لي(بهمس) :كنت جالسة ذات يوم أقوم بعملي من تنظيف و مسح للأرضية...فجأة رأيت آثار دم على مقبض غرفة جيمين
-فلورا(مصدومة) :معقول!
-لي(بهمس) :أششش أخفضي صوتك لا نريد فضائح
-فلورا(بهمس) :أيعني أنه قد يكون قاتلا مأجورا أو زعيم عصابة مافيا؟
-لي(بهمس) :إحتمال
-فلورا(بقلق) :المسكينة آنجل...يبدو أنها الضحية التالية...علي تحذيرها و لكن كيف فهي لن تصدقني إلا إن جئت بدليل
-لي(بهمس) :وجدتها...هناك شخصان في هذا الفندق يعرفان جيمين معرفة شخصية ربما يمكنك إستدراجهما بالحديث
-فلورا(بهمس) :عبقرية
-لي(بهمس) :لكن هذا خطر و قد تتأذين أنت الثانية
-فلورا(بهمس) :لا تقلقي علي...سأفعلها لأجل أن لا تتأذى آنجل...أخبريني أين غرفتهما؟
-لي:رقم 67

تنهدت فلورا ثم طرقت الباب على غرفة هوسوك و تاي ليفتحا لها و ينصدما
-فلورا:مرحبا
-هوسوك:أهلا...بما نساعدك؟
-فلورا:أنتما صديقا جيمين صحيح؟
-هوسوك:بلى...و أنت صديقة آنجل
-فلورا:نعم...أنا أبحث عن جيمين و لم أجده في غرفته فهلا أخبرتماني أين هو؟
-تاي:ذهب مع آنجل
-فلورا:آااااه مؤسف...علي الحديث معه لشيء طارئ
-تاي:لا أظن أنه سيعود باكرا
-فلورا:فهمت...سأنتظر هنا في الرواق
-هوسوك:بدل ذلك أدخلي و إنتظريهما
-فلورا:أشكركما

بعد أن دخلت فلورا جلست في غرفة المعيشة و بقي كلاهما ينظران نحوها بتعجب
-فلورا:هههههه لما تنظران إلي؟
-هوسوك:لا شيء
-تاي:سأذهب لأشاهد التلفاز...أنتما تحدثا

كان الجو متوترا بين فلورا و هوسوك فقد كان ينظر لها بطريقة غريبة و كأنه سيأكلها بنظراته
-هوسوك:أنت تذكرينني بشخص ما
-فلورا:من؟
-هوسوك:حبيبتي المتوفاة
-فلورا:أووو هذا مؤسف...ما كان سبب موتها؟
-هوسوك:لا أحد يعرف...وجدتها مقتولة في منزلها عشية عيد الميلاد
-فلورا(بحزن) :هذا مؤسف
-هوسوك:فقط لو يمكنني معرفة الفاعل حينها لن ينجو من بين يدي...أقسم بذلك
-فلورا:تبدو غاضبا للغاية
-هوسوك:بل أكاد أنفجر من الغضب

نظرت فلورا ليد هوسوك المرتجفة لتلاحظ علامة الإنتحار تلك على معصمه و تظن أنه حاول الإنتحار بعد تلك الحادثة...بعدها فكرت في أن تستغله لتعرف المزيد من المعلومات عن جيمين
-فلورا:أنت شخص لطيف لنصبح أصدقاء
-هوسوك:حقا!
-فلورا:نعم...رغم ما حصل معك مازلت أشعر بالكثير من الأمل في داخلك...لننسى الماضي و نعش اللحظة
-هوسوك(ببرود) :أنا لم و لن أنسى الماضي...إنني أعيش اللحظة لأجله...بل و أحاول جاهدا تحقيق العدالة...بعد أن أحققها يمكنني الموت مرتاحا

فكرت فلورا في كلام جيهوب جيدا...ما فهمته أنه يحاول الإنتقام لأجل حبيبته المقتولة و لكن كيف!ربما جيمين هو الذي سيساعده
-فلورا:أتمنى أن تتحقق مطالبك...لنصبح أصدقاء
-هوسوك:أنا لا يمكنني مصادقة أحد و لا أن أحب أحد...آسف لا أريد أن أتألم مجددا
-فلورا(بإحباط) :كما تريد

نهض هوسوك من غرفة المعيشة ثم توجه لغرفة النوم لتبقى فلورا لوحدها...كان هذا هدفها من البداية لتفتش الغرفة جيدا و تعرف أي معلومة و لو صغيرة

نظرت من حولها لتجد غرفة المعيشة شبه فارغة من الآثاث و لم يكن هناك أي شيء لتفتش فيه...دخلت بعدها الحمام و نظرت يمينا و شمالا لكن الوضع كان نفسه...بقي عليها تفتيش غرفة نوم تاي و هوسوك فقط و حينها طرقت عليهما الباب و دخلت
-فلورا:مرحبا...لقد جلست في غرفة المعيشة بمفردي و أشعر بالملل...هل يمكنني الجلوس معكما؟
-تاي:لا مشكلة
-هوسوك:أتحتاجين شيئا؟
-فلورا:نعم...أريد كوب ماء من فضلك
-هوسوك:سأحضره

خرج هوسوك أولا ليحضر الماء ثم بقي تاي يحدق بفلورا
-فلورا:نسيت حقيبتي في غرفة المعيشة...هلا أحضرتها لي؟
-تاي:سأفعل

بقيت فلورا وحدها بالغرفة لتنظر يمينا و شمالا...كان هناك خزانة للملابس فتحتها و لم تجد بها سوى الملابس و الأحذية
-فلورا(بقلق) :لا بد من وجود شيء يثبت شكوكي...سلاح أو آداة جريمة...أي شيء يجعلني أثبت لآنجل بأن جيمين و جماعته ليسوا بالطيبين الذين تظنهم أبدا

واصلت فلورا تفتيشها للأغراض بسرعة و لم تجد شيئا بعدها توجهت إلى درج صغير موضوع أمام السرير و فتحته...كان هناك مجموعة كبيرة من الأوراق و الملفات التي أثارت فضولها ففتحتها بدون تردد...القسم الكبير منها كان جرائد و مجلات تتحدث عن حادثة قتل حصلت قبل ستة أشهر و لم يتم العثور على الفاعل حتى الآن...بعدها بدلت الأوراق إلى أن وصلت لورقة مكتوبة بلون أحمر و طلامس لا معنى لها...كانت تلك الورقة تبدو مرعبة و بمجرد النظر إليها ينتابك شعور غريب إضافة لرائحة كريهة تخرج منها...قربت فلورا أنفها لها فتأكدت أنها رائحة دم لا غير...كان الوضع غريبا و مرعبا بالنسبة إليها فمالهدف من هذا الشيء بالضبط؟!

حاولت مرارا و تكرارا أن تفهم و لو كلمة واحدة من تلك الطلامس لكن صدمت حين أمسكتها يد غريبة من معصمها لتصرخ بصوت عالي

نظرت للشخص الذي أمسكها فإذا به جيمين و قد ظهر من العدم ليضغط على معصمها بقوة و تفلت كل الأوراق لتقع أرضا
-جيمين(بإبتسامة خبيثة) :فضولك سيؤدي لموتك يوما ما
-فلورا(مرعوبة) :من...أين...جئت؟
-جيمين:من الباب...أين عقلك؟
-فلورا(مرعوبة) :كيف دخلت دون أن أحس بك؟
-جيمين:ربما لأنك كنتِ منهمكة في التدخل في خصوصيات الآخرين

دخل هوسوك و تاي الغرفة ليجدا جيمين ممسكا بمعصم فلورا و يضغطه بقوة حتى كاد يسحقه
-جيمين:هذا إنذارك الثاني؟المرة القادمة سأتصرف معك بطريقة مختلفة

بعدها أفلت معصمها بعنف لتنظر بعينيه المخيفتين و تركض خارجا...لكن هوسوك لم يشأ تركها تذهب هكذا فلحق بها و أوقفها
-هوسوك:أنت بخير؟
-فلورا(بعصبية) :لا شأن لك
-هوسوك:أرني يدك
-فلورا(بعصبية) :قلت لا شأن لك

أمسك هوسوك بمعصمها غصبا عنها ليجده أزرقا من شدة الضغط و يمسح عليها برفق لعل الألم يتوقف...رفعت فلورا رأسها لترى وجهه المهتم و طريقته اللطيفة في التعامل معها رغم أنهما لا يعرفان بعضهما جيدا فتتأثر به
-فلورا:أنت لست حقيرا مثل جيمين

صمت لفترة ثم نظر إليها ليجيبها
-هوسوك:صحيح
-فلورا:شكرا على إهتمامك...أنا بخير الآن
-هوسوك:لقد غيرت رأيي...لنصبح صديقين
-فلورا(بإبتسامة) :حقا!يسعدني ذلك

أخذ كل منهما رقم الآخر و هذا ما جعل فلورا تتحمس لأنها تمكنت من الوصول لشخص مقرب من جيمين و هذا سيساعدها في تحقيقها أكثر

بعد أن قررت المغادرة رأت لي تقوم بعملها من بعيد فغمزت لها إشارة على أن خطتها نجحت و ردت لها لي الغمزة أيضا

عادت فلورا للبيت فوجدتني أدرس للإمتحانات فهي قريبة
-آنجل:أين كنتِ؟
-فلورا:أتنزه
-آنجل:أود مكالمتك في موضوع ما
-فلورا:أستمع
-آنجل:أتذكرين ظاهرة القمر الدموي التي إتفقنا على مشاهدتها معا
-فلورا:نعم
-آنجل:قررت مشاهدتها مع جيمين

فكرت فلورا لبعض الوقت ثم ضربت المكتب بأقصى قوتها
-فلورا(بعصبية) :هذا ما كان ينقصني
-آنجل:سنشاهدها معا في المرة المقبلة
-فلورا(بعصبية) :هذه الظاهرة لا تحدث إلا كل 18 عاما
-آنجل:لكنه طلب مني ذلك و لا يمكنني رفضه
-فلورا(بعصبية) :أنا من طلبت أولا
-آنجل:آسفة
-فلورا(بعصبية) :ذلك الحقير يواصل اللعب بالنار...سأريه من أكون...إنفصلي عنه
-آنجل:إذا فالأمر صحيح...أنت تحسدينني عليه و تحاولين تفرقتنا

نظرت نحوي فلورا بإنزعاج ثم تنهدت بعمق
-فلورا(بإحباط) :إلا أنت لم أتوقع منك هذا الكلام...الحق علي...أنا التي تريد مساعدتك...لا بأس...لننسى الموضوع
-آنجل:لا تتدخلي بيني و بينه إذا
-فلورا:كما تريدين...إذهبي معه و إستمتعا بالقمر الدموي...من يهتم لأمري على كل حال



✴برأيكم:هل ستتمكن فلورا من كشف سر جيمين؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

عشقت شيطان (النسخة القديمة) Empty
مُساهمةموضوع: رد: عشقت شيطان (النسخة القديمة)   عشقت شيطان (النسخة القديمة) Icon_minitime1الجمعة يونيو 04, 2021 8:45 pm

رواية عشقت شيطان : الفصل العاشر


قبل 6 أشهر:

كان هوسوك جالسا في منزله و من حوله زجاجات الشراب الفارغة المتناثرة في كل مكان...كان يشرب و يشرب بإستمرار حتى يثمل و ينسى الألم الذي يعيشه حاليا بسبب قتل حبيبته

كان يحترق من الداخل و يتمنى من كل قلبه الإمساك بالفاعل ليذيقه الألم الذي يشعر به لكن الشرطة قالت أنه ما من أثر للفاعل و تم إغلاق القضية

كانت عصبيته شديدة مما جعله يقوم بتفريغها على كل شيء موجود من حوله...قام أولا بكسر الآثاث و تحطيمه قطعا صغيرة ثم أخذ يرمي زجاجات الشراب نحو الحائط لتنكسر و تتناثر أشلائها في كل مكان إلى أن أصبح البيت في فوضى عارمة

نظر من حوله ليرى الدنيا مقلوبة و يبدأ بإمساك وجه و ينحني إلى أن يجلس أرضا و هو على وشك فقدان صوابه

فجأة سمع صوت همس غريب يأتي من الغرفة رغم أنه ما من أحد هناك غيره ليشعر بالرعب يجتاح جسده
-الصوت(بهمس) :هووووسووووك
-هوسوك(بإرتجاف) :من هناك؟!
-الصوت(بهمس) :أنا هنا حولك لكن لا يمكنك رؤيتي

إبتلع هوسوك ريقه و صار يفتش في كل أنحاء المنزل لأنه ظن أنه مجرد مقلب من شخص ما لكن لا أحد كان بالبيت غيره
-هوسوك(بإرتجاف) :لا بد أنه تأثير الكحول أو أنني أفقد صوابي
-الصوت(بهمس) :لا...لست تهلوس...أنا حقا من حولك لكنك لا تراني
-هوسوك(بخوف) :من أنت!!لا بل ما أنت!!
-الصوت(بهمس) :أنا شيطان
-هوسوك(بخوف) :غير صحيح...الشياطين غير موجودة
-الصوت(بهمس) :ههههههه بما ستفسر ما أفعله إذا

فجأة صارت قطع الزجاج المرمية في الأرض تطير في السماء من حول هوسوك
-هوسوك(بخوف) :حسنا صدقتك...لا تؤذني
-الصوت(بهمس) :لن أؤذيك...أريد توقيع عقد شيطاني معك نستفيد منه كلانا
-هوسوك:عقد شيطاني!!
-الصوت(بهمس) :بلى...ألست تريد معرفة قاتل حبيبتك؟
-هوسوك(بصراخ) :ذلك اللعين...أود ذلك من كل قلبي
-الصوت(بهمس) :أنا أعرفه جيدا
-هوسوك(بصراخ) :من هو!!
-الصوت(بهمس) :تؤ تؤ تؤ...قلت لك سأساعدك إن ساعدتني
-هوسوك(بصراخ) :موافق...موافق... أخبرني فقط بما علي فعله
-الصوت(بهمس) :الأمر لن يكون سهلا...عليك توقيع عقد معي بالدم...لكن إن خرقت العقد ستموت
-هوسوك:لا يهمني...سأفعل أي شيء لأجل الإنتقام لها
-الصوت(بهمس) :لكن عليك تنفيذ كل ما أطلبه بدون تردد
-هوسوك:أخبرتك أنني لا أهتم...ليس لدي ما أخسره على كل حال...بعدما خسرت حبيبتي أصبح العالم كالكابوس...حتى لو مت في سبيلها فلا أهتم
-الصوت(بهمس) :حتى لو طلبْت منك قتل أحدهم ستفعل ذلك؟

فكر هوسوك لبعض الوقت ثم تنهد محاولا تهدئة نفسه
-هوسوك:و هل هم أناس أبرياء أم يستحقون الموت؟
-الصوت(بهمس) :تقريبا هم ليسوا أبرياء...فقط أشخاص يتدخلون في شؤوننا الخاصة
-هوسوك(بتردد) :لا أعلم...هم أيضا لديهم عائلاتهم التي تحزن إن أصابهم أذى...لا أريد أن أكون حقيرا
-الصوت(بهمس) :كما تريد...لكنك ستخسر الفرصة لكي تنتقم لحبيبتك...وداعا
-هوسوك(يصرخ) :مهلا!!لا ترحل...أود الإنتقام لها
-الصوت(بهمس) :أيعني أنك موافق على توقيع العقد معي؟
-هوسوك:بلى...سأفعل أي شيء تطلبه مني
-الصوت(بهمس) :هذا الكلام لا تراجع عنه
-هوسوك:لا...لن أتراجع
-الصوت(بهمس) :جيد...الآن إتفقنا



في مكان آخر في مزرعة صغيرة كان هناك مزارع شاب يدعى تاي...كان إنسانا مثابرا في عمله و يبذل كل جهده ليثبت نفسه أمام الناس لكنهم لا يعتبرونه حتى إنسانا كونه إبنا غير شرعي أو كما ينادونه "لقيط"

إنتهى تاي بعد يوم عمل شاق من جني المحصول الزراعي و وضعه جانبا إلى أن أتى صاحب شركة لإنتاج الخبز لكي يشتري منه القمح و هو شخص ثري
-تاي:مرحبا بكم في مزرعة تاي
-الزبون:أريد شراء كل القمح الذي لديك فبكم بالضبط تبيعه؟
-تاي:ب 60 ألف دولار و هذا أقل ثمن
-الزبون:هههههه هذا مبلغ كبير
-تاي:و مالكبير فيه؟قلت لك أنه أقل ثمن أقدمه
-الزبون:إسمع...القمح الذي لديك ليس ذو جودة عالية لذا على الأقل سيكون ثمنه 30 ألف دولار
-تاي:هذا قليل جدا...لا يمكنني القبول...آسف
-الزبون:لو لم أشتريه أنا فلن يشتريه أحد منك صدقني
-تاي:فعلا!!ما أدراك؟
-الزبون:احم احم...لأنك كما تعلم...احم احم
-تاي:ماذا؟
-الزبون:لقيط
-تاي(بعصبية) :و ما علاقة كوني لقيطا بالعمل؟
-الزبون:كما تعرف...الناس ينظرون لخلفية الشخص أولا قبل أن ينظروا لإنتاجه

شعر تاي بالإنزعاج الشديد و الغضب و لم يكن منه سوى أن يلكم الزبون على وجهه بقوة ليسيل الدم من أنفه
-الزبون(بعصبية) :أيها الحقير...ستندم على ما فعلته أعدك بذلك

ركب الزبون سيارته و هرب من هناك أما تاي فقد بقي غاضبا مما حصل مع العلم أنها ليست المرة الأولى التي يحصل معه ذلك فالناس يسخرون منه و ينادونه باللقيط طوال الوقت

نام تاي في منزله تلك الليلة إلى أن حانت الساعة الثانية ليلا ليستيقظ و يرى ضوءا منعكسا على النافذة رغم أن الساعة متأخرة ليلا...قام بسرعة ليلقي نظرة فيجد محصوله تحترق و النيران تأكله بسرعة هائلة

ركض خارجا محاولا إطفاء النار لكنه لم يتمكن منها بسبب أنه بمفرده و أن النار تنتشر بسرعة في السنابل الصفراء اليابسة

وقف حينها يراقب تعبه الذي ذهب سدى دون حول و لا قوة...لقد وضع كل أمواله في هذا المشروع و تعب عليها...أولا حرثها و زرعها...بعدها سقاها و حرص أن تنموا جيدا...و أخيرا قام بحصادها بيديه لأنه لا يملك أي مال لشراء آلة حصاد...و الآن ها قد أكلت النيران كل تعبه و كل ذلك فقط لأن الناس يعتبرونه لقيط

فكر تاي في الإنتقام من ذلك الزبون الحقير لأنه المشتبه به الوحيد...لكنه لم يشأ أن يكون حقيرا مثله بل قرر أخذ حقه بالقانون و أمام أعين الناس و ليس بالتحايل...لذلك رفع قضية ضده

في قاعة المحكمة كانت المحاكمة جارية إلا أن القاضي إتهم تاي بالكذب فقط لكونه لا يملك أي دليل ملموس أن الزبون هو بالذات من حرق مزرعته

عاد تاي لمنزله لينظر لتعبه الذي أصبح رمادا و ما إن وقف ناحيته حتى نزلت الدموع من عينيه...لم يرد أن يبكي كالفتيات لذا مسح دموعه و ذهب يجمع الفوضى التي خلفتها النيران و نيران قهره ما تزال تشعل قلبه

بينما يرتب الفوضى سمع صوت همس ينادي بإسمه عن قريب رغم أن مزرعته بعيدة عن السكان
-الصوت(بهمس) :تايهيوووونغ
-تاي:من هناك!!
-الصوت(بهمس) :أنا شيطان
-تاي:شيطان!!هل تمزح معي؟
-الصوت(بهمس) :يمكنك التأكد بنفسك...هل ترى شخص من حولك؟
-تاي:فعلا...لا أحد هنا...لكن كيف أستطيع سماع صوتك و أنت خفي؟
-الصوت(بهمس) :لدى الشياطين قدرة على التلاعب بعقل البشر لتوهمهم أنهم يسمعون أصواتا و يرون أشياءا
-تاي:لا أفهم...أيعني هذا أنك حقيقي أم غير حقيقي؟
-الصوت(بهمس) :أنا حقيقي...لكن من الصعب عليك رؤيتي...أنا فقط أوسوس لك لذلك تسمعني
-تاي(بإستغراب) :لا أفهم شيئا!!
-الصوت(بهمس) :جئت لأطلب منك المساعدة مقابل أن أساعدك أنا أيضا
-تاي:حول ماذا؟
-الصوت(بهمس) :الجميع ينادونك باللقيط ألا يزعجك ذلك؟
-تاي(بعصبية) :بل يستفزني للجنون...لا أحد يفهم أن كوني لقيطا ليس خطأي
-الصوت(بهمس) :أعرف من هو والدك الحقيقي
-تاي:حقا!!
-الصوت(يهمس) :بلى...يمكنني إخبارك بكل شيء عنه...إنه شخص ثري...هل تعلم أن إثبات الحمض النووي لك و لوالدك سيجعلك تمثل أمام القانون و تفوز بنصف ثروته و حينها لن يناديك أحد باللقيط أبدا
-تاي:واااااو...هذا صحيح...أنت عبقري...في النهاية هذا حقي الشرعي و عليه أن يتحمل مسؤولية ما فعل مع أمي...بينما هو يتنعم هناك أنا الوحيد الذي أعاني هنا
-الصوت(بهمس) :أحسنت...هكذا أنت تفكر بعقلانية
-تاي:أخبرني من هو هذا الحقير؟أريد الذهاب إليه الآن
-الصوت(بهمس) :تؤ تؤ تؤ...ليس بعد...أولا عليك توقيع عقد معي و إلا لن أساعدك
-تاي:كيف أفعل ذلك؟
-الصوت(بهمس) :قبل إخبارك بالطريقة...أمتأكد أنك ستفعل ذلك؟و أنك ستنفذ كل أوامري دون تردد حتى و إن كان قتل شخص ما؟
-تاي:بلى بلى بلى...لا شيء لدي أخسره على كل حال...الناس لا ترحمني فلما أرحمهم أنا؟
-الصوت(بهمس) :تفكير منطقي يا عزيزي تايهيونغ


بعد عدة أيام ذهب كل من تاي و هوسوك لمنزل فارغ موجود في جبل لا يذهب إليه أي أحد حسب أوامر جيمين...بعدها طلب منهما أن يجهزا المكان للقيام بطقوس شيطانية و يساعداه على أن يتحول إلى بشري

أولا طلب منهما رسم دائرة و سطها نجمة و إحاطتها بالشموع من كل مكان

ثانيا الجلوس في وسط الدائرة و قول كلمات غريبة لا معنى لها في لغتنا لكنها بالتأكيد تساعد في إكمال التعويذة

ثالثا طلب منهما وضع وعائين أمامهما و قطع شرايين معصميهما ليسيل الدم و يملأ الوعائين

رابعا كتابة عقد بالدم على ورقة و هذا يعني أنهما حاليا تابعان رسميا للشيطان و لا يمكنهما رفض أي طلب له و إلا سيموتان...و يمكنهما التحرر من يديه فقط إن هو حررهما

بعد أن أنهيا كل الطقوس المطلوبة بدأ ضوء يظهر أمامهما إلى أن خرج منه شاب غريب مطأطأ الرأس ليرفع رأسه ببطئ و يشاهدا عيونه التي تضيء باللون الأحمر
-جيمين:مرحبا...أنا بارك جيمين

نظر تاي و هوسوك لبعضهما بإستغراب ثم تقدما من جيمين و لمساه بإصبعيهما ليتأكدا من أنه بشري مثلهما
-جيمين:لما أنتما منبهران...أنا الآن بشري بعدما كنت شيطانا
-هوسوك:أيعني ذلك أن الجميع يمكنهم رؤيتك؟
-جيمين:بلى
-تاي:أنت الذي كان يهمس في آذاننا صحيح؟
-جيمين:بلى
-هوسوك:الآن قد أكملنا ما طلبته منا...قم بما وعدتنا به
-جيمين(بإبتسامة خبيثة) :أتظنان أن الأمر إنتهى هنا؟أنتما مخطئان
-تاي:ماذا أيضا؟
-جيمين:لم تنتهي مهمتكما بعد...عليكما مساعدتي على البحث عن الإنسان الزهري و القيام بالطقوس الخاصة لإكتساب القوة
-تاي(بسخرية) :هههههه عن أي قوة تتحدث...هل نحن في رسوم متحركة
-جيمين:بل في معركة يفوز فيها الأقوى

نظر له كل من هوسوك و تاي بعدم فهم و لكن لم يكن بيدهما سوى تقبل ما يسمعانه
-جيمين:أحتاج لكما...عليكما مساعدتي في الطقوس القادمة
-تاي:لكن!!هل سنقوم بقطع معصمينا أيضا فالأمر مؤلم
-جيمين:حين يحين الوقت المناسب سأخبركما بما عليكما فعله
-هوسوك:أخبرنا الآن
-جيمين:ليس بعد...بقيت أشهر عديدة لظاهرة القمر الدموي...قبل ذلك لا يمكننا فعل شيء
-تاي:ظاهرة القمر الدموي!!
-هوسوك:ما هذه أيضا!!
-جيمين:يبدو أنكما مجرد أبلهان لا تعرفان شيئا
-تاي:أوافقك الرأي
-هوسوك:وافقه على نفسك...أنا لست أبله
-جيمين:كفى ثرثرة...فليبقى كل منكما في منزله و ليعيش حياته الطبيعية...لكن حين أجد الشخص الزهري الذي أبحث عنه حينها سأستدعيكما

نظر كل من هوسوك و تاي لبعضهما بإستغراب مجددا
-جيمين:فهمتما ما قلته صحيح؟
-تاي:بلى
-هوسوك:بكل تأكيد
-جيمين(بإبتسامة خبيثة) :إذا لنبدأ خطتنا

جلس كل هوسوك و تاي يتذكران تلك اللحظات بالتفصيل كما لو أنها كانت البارحة إضافة لشعورهما بالقلق من أن يخدعهما جيمين و ينكث بوعده
-تاي:لا أعلم لأي مدى قد يكون الشيطان وفيا بوعوده لكنني لست مطمئنا
-هوسوك:و هل لدينا حل آخر برأيك؟
-تاي:لا أعلم
-هوسوك:حتى و لو متنا فلن يكون أفضل من بقائنا على قيد الحياة و العيش في هذا الذل
-تاي(بسخرية) :ههههه عن أي ذل تتحدث...لا تقارن حياتك بحياتي فأنا أعيش أسوأ منك
-هوسوك:كيف ذلك؟
-تاي:أن تخسر حبيبتك هو أمر أبسط من أن تعيش كلقيط وسط معاملة الناس
-هوسوك(بعصبية) :أتعني أن موت حبيبتي أمر غير مهم
-تاي:لم أقل...لكنه لا يعادل ما أعيشه من عذاب

قام هوسوك من سريره و أمسك بتاي من كم قميصه
-هوسوك(بعصبية) :تقول هذا لأنه ليس لديك شخص مميز في حياتك...لا عائلة و لا أصدقاء و لا حتى حبيبة...أنت لحالك تضع نفسك وسط دائرة الوحدة فلا أظن أنك ستفهم ما أقوله على كل حال
-تاي(بسخرية) :هههههه و ما حاجتي بهم...أنا وحدي كالإمبراطور في مملكتي
-هوسوك(بعصبية) :مهما تكن رغبتك فلا يهمني...فقط كف عن قياس ضروف الناس على حالتك الميؤوس منها...لقد كانت حبيبتي الفتاة التي تقف معي و تساندني حتى لو تخلى عني كل العالم...من حقي أن أحزن عليها و أنتقم لها...أصلا لما أشرح الوضع لك!أنت أصلا لا تفهم معنى الحب و الحنان

دفع هوسوك و تاي بقوة ليسقط على السرير لكنه أنزل رأسه و بدأ بإصدار أصوات مثل صوت شخص يحاول كتم البكاء إلا أن الشهقات تخرج غصبا عنه...تنهد هوسوك بحزن ثم جلس بجانبه و حاول اللعب بشعره لعله يهدأ قليلا
-هوسوك(بحزن و ندم) :آسف يا صديقي...لقد قسوت عليك في كلامي
-تاي(بشهقات مكتومة) :أنا...فقط ...أمر بوقت صعب...لكن لا أحد...يفهم...أن هناك زوابع...من الألم...داخل صدري
-هوسوك(بحزن) :أفهمك...كلنا مررنا بتجارب مؤلمة...لكنني أعتبرك قويا لأنك وصلت لهذه النقطة بمفردك و دون مساعدة أحد
-تاي:حقا!!
-هوسوك:نعم...مقارنة بي أنت تبدو أكثر صبرا و ثباتا...رغم أنك أصغر مني لكنني أراك قدوتي
-تاي(يمسح دموعه) :حقا تراني كذلك؟
-هوسوك(بإبتسامة) :بللللللى
-تاي:هههههه أشعر بالسعادة لسماع ذلك
-هوسوك:لنحقق مطالبنا معا...إن فعلناها نفعلها معا و إن متنا فلنمت معا
-تاي(بإبتسامة) :نعم...فلنفعلهاااا
-هوسوك(يبعثر شعر تاي) :هههههه أنت لطيف
-تاي:ألا تراني شخصا دخيلا على المجتمع مثلما يراني الآخرون؟
-هوسوك:لا...و لا بنسبة ضئيلة
-تاي:أوووه صديقي

كان جيمين في غرفته يتنصت على ما يقوله كلاهما و يشعر بالتقزز من مشاعر البشر خاصتهما...كانت بجانبه ساعة رملية فارغة فقلبها للجهة الأخرى ليبدأ الرمل بالتنازل
-جيمين:بقي شهر واحد فقط!!سأحصل على ما أريده و لن يمنعني أحد


في الجهة الأخرى جلست في المنزل أحاول الدراسة لكنني لم أستطع خاصة بسبب المشاحنات التي بيني و بين فلورا...بعد دقائق سمعت صوت جرس الباب و ركضت لفتحه ظانة أنه جيمين لكن بدل ذلك وجدت جين إبن السيدة جيون
-جين:مرحبا
-آنجل:هذا أنت!!يالها من مفاجأة
-جين:كنت مارا بالجوار و أردت زيارتك
-آنجل:تفضل
-جين:شكرا

أدخلت جين المنزل ليجلس بينما ينظر إلي بسعادة غامرة
-جين:أشعر بالحزن مؤخرا و أريد الخروج فما رأيك أن نخرج معا
-آنجل:لا مشكلة...على كل حال أحتاج للخروج و تغيير الجو و إلا لن أتمكن من الدراسة
-جين:هيا بنا

خرجت أنا و جين لنأخذ جولة حول المدينة و أول مكان قررنا الذهاب إليه هو قرية "بيكتشون" التراثية لأنه أحب بنفسه الذهاب إلى هناك...لم أكن أحب الأماكن التراثية كثيرا لكنها أفضل من لا شيء
-جين:أتمنى أن لا تشعري بالملل معي
-آنجل:لا أبدا
-جين:أعرف أن أمي أحرجتك آخر مرة حين طلبت منك الزواج بي...آسف
-آنجل:ههههه لا تهتم

تمشينا قليلا و قمنا بشراء الطعام و جلسنا نتناوله
-جين(بتردد) :الحقيقة أنني أعجبت بك منذ أول مرة رأيتك فيها

شعرت حينها بالحيرة فأنا لا أريد تخييب ظنه و إخباره أنني أواعد شخصا غيره
-جين:لا أعلم إن كان لدي معك فرصة حتى الآن
-لا رد
-جين(بتردد) :أيا ما كان قرارك فلن أتدخل فيه...إفعلي ما يحلو لك
-آنجل(بهدوء) :و لماذا أعجبت بي أنا بالذات؟أعني هناك ملايين الفتيات على وجه الأرض
-جين:حتى أنا لا أعلم
-آنجل:مممممم حسنا
-جين:صدقيني لا أريد الضغط عليك...إن أردتي تأجيل الموضوع فيمكنك ذلك
-آنجل:ربما علينا الكلام فورا فهذا الموضوع لا يستحق التأجيل
-جين:أسمعك
-آنجل:الحقيقة...
-جين:ها؟
-آنجل:الأمر هو...
-جين:هل تشعرين بالخجل من التحدث في الموضوع؟

لم يكن شعور الخجل هو ما يساورني حينها بل لا أعرف كيف أخبره أن هناك شابا آخر في حياتي خوفا على جرح مشاعره...سابقا لم أكن أنوي الإرتباط لكن الآن علي إنهاء الأمر و الحفاظ على علاقتي بجيمين...فجأة تذكرت أنني وعدته بأن لا أقترب من جين و لا أي شاب آخر لكن لا يهم
-آنجل:إسمع...لنؤجل الموضوع إتفقنا؟
-جين:براحتك...كما تريدين
-آنجل:لنكمل جولتنا هيا
-جين(بإبتسامة) :حسنا

أمضينا الوقت رفقة بعضنا و تحدثنا كثيرا عن مختلف أمور الحياة و إكتشفت حينها أن جين يفكر مثلي في أغلب الأمور فهو منطقي و لا يُقبل على العلاقات بتهور و دائما كلامه ذكي و ينم عن شخصية مثقفة...مر الوقت معه بسرعة و كأنه دقيقة واحدة و حينما إنتهت الرحلة أوصلني لمنزلي و غادر

بقيت أنظر لسيارته من الوراء حتى توارت عن الأنظار ثم إستدرت لأنصدم بجيمين ينظر لي بغضب
-جيمين(بعصبية) :مالذي تفعلينه مع ذلك الحقير طوال اليوم؟
-آنجل:أخفتني
-جيمين(بعصبية) :ألم أطلب منك الإبتعاد عنه؟
-آنجل:إنه مجرد صديق
-جيمين(بعصبية) :صديق معجب بك!!
-آنجل:هل كنت تتجسس علينا!!أي شخص يفعل ذلك؟
-جيمين(بعصبية) :هذا الرجل بالذات نيته غير صافية تجاهك
-آنجل(بلطف) :أتغار منه؟
-جيمين(بعصبية) :إخرسي
-آنجل(بإستغراب) :أخرس!!لما تتكلم بطريقة حادة هكذا؟
-جيمين(بعصبية) :لأنه قد طفح بي الكيل...هذه المرة الثانية التي أحذرك بها منه
-آنجل:توقف عن غيرتك الزائدة و تعال أدخل البيت
-جيمين(بعصبية) :لا أريد

غادر جيمين تاركا إياي وحدي واقفة هناك بجانب المنزل...بدى الأمر كما لو أنه منزعج للغاية و لن يسامحني على الموضوع لكنني فعلا كنت أملك نية طيبة حين ذهبت مع جين

عاد جيمين للفندق بجسد مرهق و حالة مزرية...كان يشعر بالتعب و الإنهاك لدرجة أنه لا يستطيع تحرك خطوة واحدة دون التمسك بالحائط


✴برأيكم : هل ستستمع آنجل لكلام جيمين و تتوقف عن الخروج مع جين؟و هل سيجد جيمين طريقة للتخلص من جين بمفرده؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

عشقت شيطان (النسخة القديمة) Empty
مُساهمةموضوع: رد: عشقت شيطان (النسخة القديمة)   عشقت شيطان (النسخة القديمة) Icon_minitime1الجمعة يونيو 04, 2021 8:46 pm

رواية عشقت شيطان : الفصل الحادي عشر


بعد آخر شجار بيننا عاد جيمين للفندق خائر القوى و فتح المصعد ثم دخله و إتكأ على الحائط و بقي يتنهد بقوة
-جيمين(يفكر) :ذلك الفتى وضعه لا يطمئنني...لا يمكنني الإقتراب منه و إن فعلت فإن قواي تضعف و قد أتحول لشيطان أمام مرأى الجميع...حاولت تتبعه هو و آنجل من بعيد لأعرف ما يخطط له و لكن بدى لي شخصا غير طبيعي...أظن أنه محمي بتعويذة ما تمنع المخلوقات الشريرة من الإقتراب منه...علي وضع حد لذلك فإن تقرب من آنجل لا يمكنني فعل شيء و لا حتى إكمال خطتي

إنفتح المصعد على جيمين ليتكأ على الحائط و يحاول السير نحو غرفته التي توجد في آخر الرواق لكن قواه كانت تنقص بسرعة كبيرة حتى كاد يتحول لشيطان أمام مرأى الجميع


في ذلك الوقت كانت هاني في المطبخ تعد الطلبات و تضعها على المائدة لتأخذها سولجي لأصحابها
-هاني:أوصلي هذه للغرفة رقم 78
-سولجي:سأفعل
-هاني:سلمي لي على جيمين إن رأيته فهو صديقي
-سولجي:حسنا
-هاني:للعمل...لا نريد أن نتأخر حتى نعاقب

دفعت سولجي طاولة المأكولات و إستقلت المصعد إلى أن وصلت للطابق الذي ستوصل له الطعام...حين مشت عدة خطوات رأت في نهاية الرواق ظلا ما و سمعت أصواتا غريبة كما لو أنها لشخص يتألم...حينها شعرت بالقلق و تقدمت منه شيئا فشيئا لتساعده...و ما إن كادت تقترب منه إلى أن رأت في إنعكاس ظله قرونا تخرج من رأسه و كأن جسده يتحول لكائن آخر...إبتلعت ريقها لتتراجع و تصتدم بمائدة الطعام و تصدر صوتا يلفت إنتباه ذلك المخلوق

رفع المخلوق رأسه بإتجاهها و نظر نحوها لتصرخ بصوت عالي و يركض إليها محاولا إسكاتها


في ذلك الوقت كانت فلورا في المنزل تقوم بالتأكد من الأوراق و الوثائق التي أعطتها لها لي فلفت إنتباهها أنه لم يكن في خانة العنوان إسم المقاطعة و رقم المنزل...الشيء الوحيد الذي كتب هو مدينة سيؤول و هذا زادها شكا بأن الهوية الخاصة بجيمين قد تكون مزورة

ذهبت فلورا لمركز الشرطة متظاهرة أنها سترفع قضية على شخص ما قام بسرقة مالها
-فلورا:أريد رفع قضية
-الشرطي:طبعا...من المدَّعى عليه؟
-فلورا:شاب يدعى بارك جيمين يعيش في سيؤول و لكن ليس لدي أي معلومات أخرى عنه
-الشرطي:دقيقة

أدخل الشرطي إسم جيمين في الحاسوب لكنه لم يجد أي شخص بذلك الإسم
-الشرطي:متأكدة من إسمه و مكان إقامته؟
-فلورا:طبعا
-الشرطي:حسنا...ربما لا يملك الجنسية الكورية لذلك سأبحث في دليل السياح

بحث الشرطي في كل سجلات السائحين و الأجانب المقيمين بكوريا لكن لا أثر لأي شيء عنه
-الشرطي:هناك خلل ما أم أنك أخطأتي الإسم
-فلورا:ربما معك حق...حين أتأكد من إسمه سأعود...باي

خرجت فلورا من مركز الشرطة و إبتسمت إبتسامة جانبية واثقة لأنها تمكنت من التقدم خطوة في هذه القضية
-فلورا:إذا فبطاقة هويته مزيفة...أتسائل ماذا سيكون رده على هذا

عادت فلورا و جلست تتناول الطعام في غرفتها و تفكر و في ذلك الوقت دخلت الغرفة و أنا أتكلم على الهاتف مع هاني
-آنجل(بصدمة) :مالذي تتكلمين عنه!أنت جادة!
-هاني:أقسم لك...الوضع مضطرب في الفندق
-آنجل(بصدمة) :سولجي بخير؟
-هاني:تم نقلها للمستشفى و قد ذهبت معها هايلين و ستخبرنا حين تطمئن على حالتها
-آنجل(بقلق) :يا إلهي!علي المجيء و رؤية كل شيء بنفسي...أوافيك هناك

أغلقت الخط و ركضت لألبس معطفي و لكن فلورا شعرت بالفضول فقررت معرفة ما يجري
-فلورا:ماذا هناك؟
-آنجل:زميلتي سولجي تمت مهاجمتها في الفندق
-فلورا:من هاجمها؟
-آنجل:لا أحد يعلم...الشرطة تحقق في القضية

حينها فكرت أنه من الممكن أن يكون جيمين فعل ذلك لأنها تشك بكونه قاتلا مأجورا أو زعيما لعصابة مافيا لذلك قررت الذهاب و رؤية المستجدات
-فلورا:سأرافقك
-آنجل:كما تريدين

ذهبنا للفندق على عجلة فوجدنا الشرطة هناك و المدير يحاول التخفيف عن الزبائن المذعورين...و بينما نتجول في المكان قابلنا جونجوا و هاني و لي
-آنجل:ماذا حصل؟
-جونجوا:الشرطة تستجوب أصحاب الغرف المجاورة لموقع الحادث لذا لا يمكن لأحد المرور
-فلورا:مؤسف
-جونجوا:من تكونين أنتِ؟
-فلورا:صديقة آنجل
-لي:هي صديقتي أنا أيضا
-آنجل:منذ متى تعرفان بعضكما؟
-لي:هههههه منذ فترة قصيرة
-فلورا(بصراخ) :آااا كفى...أريد المرور و رؤية ما يجري
-آنجل:أنا أيضا

إستغرق تحقيق الشرطة ساعات متواصلة لكنهم في النهاية لم يتمكنوا من معرفة أي شيء يساعدهم على معرفة الفاعل لذلك سمحوا لنا بالمرور

صعدنا للطابق الذي وقعت فيها الجريمة لنجد آثار الدماء على الحائط و الأرض في مشهد مرعب و مثير للإشمئزاز
-هاني(بخوف) :بنات...هناك قاتل طليق في الفندق و نحن لا نعلم
-جونجوا(بإرتجاف) :هل سيقتلنا واحدة تلو الأخرى؟

تقدمت من آثار الدماء و شعرت بالإرتعاش كونها دماء واحدة من صديقاتي...الأمر أصبح كفيلم رعب...حتى الكوابيس لا تضاهي هذا الرعب الذي أشاهده بعيناي الآن

كانت فلورا تحرك عينيها حول المكان لتتفحص كل كبيرة و صغيرة لعلها تصل لشيء
-فلورا:ألم تلتقط كمرات المراقبة شيئا؟
-المدير:لا...لقد تعطلت فجأة أم أن شخصا ما عطلها
-فلورا(بصدمة) :عطلها أحدهم!كيف تمكن من الوصول لغرفة المراقبة و تعطيلها؟
-المدير:لا أعلم...هذا ما يزيد الوضع تعقيدا
-جونجوا:يبدو أن من فعل ذلك خبير بهذه الأمور
-آنجل:هذا مرعب
-المدير:الأمر الذي حير الشرطة هو أن جريمة القتل حصلت أمام مرأى الجميع لكن أي أحد منهم لم يحس
-هاني:فعلا...حتى الذين بالغرف المجاورة
-فلورا:إنه شخص ذكي و إلا ما كان لينتبه لكل تلك التفاصيل

فجأة رن هاتف هاني لتحمله و ترد
-هاني:ألو هايلين...كيف حال سولجي؟
-هايلين(بحزن) :هي بخير...لقد تم وضع أكياس دم لها و خياطة الجرح و لكن عليكن رؤية...
-هاني:رؤية ماذا!
-هايلين(بحزن) :تعالين بسرعة

أسرعنا جميعا للمستشفى فوجدنا هايلين تنتظرنا بوجه قلق و ملامح حزينة
-هايلين(بحزن) :تعالين...ستنصدمن مما ترينه

لحقنا بها نحو غرفة سولجي فوجدنا معها طبيبا يقوم بتشخيص حالتها بينما هي جالسة على السرير تضم ركبتيها و ترفع رأسها لأعلى و تترنح بإستمرا مع قولها لنفس الكلام مرارا و تكرارا
-سولجي(بشرود) :عيون حمراء...لقد كانت عيونا حمراء...أي نوع من المخلوقات هذا

تملكنا جميعا رعب شديد لرؤية ذلك فهي تبدو كما لو أنها مريضة نفسيا أو مختلة عقليا لا تعقل على ما تقول...خاصة و أن كلامها عن العيون الحمراء لفت إنتباهي و جعلتي أوسع عيناي من الصدمة
-جونجوا:هل قالت عيونا حمراء!
-لي:هذا تماما مثل ذلك اليوم الذي إنقطعت فيه الكهرباء عن المدينة
-آنجل(بصدمة) :أيعقل أن تكون حقيقية!
-فلورا:ما هي؟
-آنجل:العيون الحمراء التي أراها في كوابيسي
-هاني:دعونا نفهم ما حصل من سولجي أولا

-الطبيب(بهدوء) :سولجي...من الذي هاجمك...أخبريني...ثقي بي
-سولجي(بإرتجاف و شرود) :هو...صاحب العيون الحمراء...إنه يريد قتلي...جسدي ما يزال يؤلمني من مخالبه
-الطبيب:مخالبه!هل لديه مخالب!
-سولجي(بشرود) :مخالب...عيون حمراء...شعر أشعث طويل...وجه مرعب...قرون
-الطبيب:أمتأكدة أن هذه ليست أوهاما؟
-سولجي(بشرود) :لا...لا...لا...كانت حقيقة...ماذا لو عاد لقتلي
-الطبيب:لن يعود لا تخافي...أخبريني لما قام بمهاجمتك؟
-سولجي(بشرود) :لا أعلم...لا أعلم...لا أعلم...أتركوني و شأني فأنا لا أعلم

فجأة صارت سولجي تصرخ بطريقة هستيرية أرعبت الجميع و صارت تخبأ وجهها كالمجانين بينما يحاول الطبيب تهدأتها
-الطبيب:غادرن الغرفة و أنا سأكمل الباقي

اضطر الطبيب لإعطائها حقنة مهدئة و نامت أما نحن فبقينا ننتظر خارجا و قلوبنا و أجسادنا ترتجف مما سمعناه و رأيناه

بعد دقائق وافانا الطبيب ليخبرنا عن صحة سولجي لكن الأخبار لم تكن مطمأنة
-الطبيب:ستخضع للعلاج الجسدي و النفسي لوقت طويل للأسف
-هاني:مالذي يحصل معها فأنا لا أفهم شيئا!
-الطبيب:لقد إختلط لديها الشك باليقين لذا لم تعد تفرق بين الحقيقة و الواقع
-فلورا:أصبحت مختلة عقليا؟
-الطبيب:ليس بالضبط...لكنها تعاني من الأوهام على ما أعتقد...هذا راجع لشدة الصدمة
-آنجل:هل بالضرورة يجب أن يكون ما رأته أوهاما؟ألا يمكن أن تكون حقيقة؟
-الطبيب:هههههه عليك التخفيف من الأفلام الخيالية يا إبنتي...بالإذن منكن

بعد أن غادر الطبيب وقفنا خمستنا نحدق بالفراغ دون جدوى
-هايلين:كوني أؤمن بقصص العالم الآخر فهذا يعني أنني أوافق آنجل
-فلورا:لا يهم من يوافق آنجل و لا يوافقها...الأمر خرج عن السيطرة
-جونجوا:سولجي المسكينة...أتمنى أن لا يصيبها مكروه

أثناء طريق العودة كانت لي و فلورا تسيران بمفردهما في آخر المجموعة و تهمسان
-لي:أيمكن أن يكون جيمين؟
-فلورا:و من غيره؟
-لي:و لما قد يفعل أمرا كهذا؟
-فلورا:لا أعلم...أولا حاول إيذائي في الشارع و الآن سولجي
-لي:و لما لم يفعل؟
-فلورا:ربما أراد إخافتي...لا أفهم تصرفاته
-لي(بخوف) :أتعتقدين أنه قد يعتدي علي أنا أيضا؟أشعر بأنه يستهدف كل صديقات آنجل
-فلورا:لا أعلم لكن خذي حذرك...و أيضا راقبيه جيدا في الفندق و أخبريني بكل تحركاته
-لي:إعتمدي علي

حين عدنا للبيت جلست أحاول نسيان الموضوع و لكنه لا يخرج من رأسي...أنا خائفة كقطة مذعورة تحاول الهرب و الإختباء بعيدا خاصة بعد أن عرفت بقصة العيون الحمراء

نظرت لفلورا التي كانت تجلس بجانبي و تغوص في تفكير عميق و أردت مكالمتها حول الموضوع لكن علاقتنا مؤخرا متوترة...كان الحل الوحيد أن أتصل بجيمين و أكلمه فلعلني أشعر بتحسن ففعلت ذلك
-جيمين:ألو
-آنجل:جيمين...لست بخير
-جيمين:عرفت بما حصل لصديقتك...آسف
-آنجل:لا تعتذر...ليس خطأك أنت
-جيمين:لا تخافي سيتم إيجاد الفاعل و جعله يدفع الثمن
-آنجل:و ماذا إن لم يحصل ذلك؟
-جيمين:حينها أنا سأجده بنفسي و أريه
-آنجل(بإبتسامة) :الشرطة لم تقدر عليه فهل تظن أنك أنت ستقدر؟
-جيمين(بإبتسامة خبيثة) :و لما لا؟ألا تثقين بشيطانك؟
-آنجل:ههههه بلى أثق بك
-جيمين:تعالي لشقتي غدا...إتفقنا؟
-آنجل:حسنا...تصبح على خير

أغلقت الخط ثم جلست أرتب أوراقي الجامعية و بطاقاتي إلى أن وقعت مني بطاقة غريبة الشكل كنت قد وضعتها في محفظتي و نسيتها...كانت تلك البطاقة للسيدة جيون التي أخبرتني أنها كانت ساحرة في الماضي و تدرك بعض الأمور عن العالم الآخر...كلامها السابق جعلني أحاول الربط بين الأحداث التي أعيشها و الأشياء التي تكلمت عنها لذلك قررت أن أذهب لزيارتها و أكلمها في الغد

نمت تلك الليلة بعد تفكير طويل و هذه المرة رأيت حلما مختلفا عن جميع الأحلام السابقة...لأول مرة رأيت نفسي في مكان فيه إضاءة ساطعة للغاية على عكس الكوابيس التي أرى فيها فقط الظلام...كان في زاوية من ذلك المكان دائرة صغيرة و فتاة معلقة على صليب و بجانبها 3 رجال غرباء لا تظهر وجوههم لأنهم يعطونني ضهرهم...و على عكس بقية الأحلام كما أخبرتكم فهذه المرة لم أكن مقيدة أو خائفة أو ثقيلة الحركة...بالعكس أحس بالنشاط و بأن الحلم واقعي و يمكنني التحكم به كما أريد

إستيقظت في صباح اليوم التالي لأفكر بذلك الحلم الغريب و أتمعن فيه...بعدها تجهزت و ذهبت للجامعة...و حين أنهيت حصصي الجامعية كان أول مكان أذهب إليه هو منزل السيدة جيون لأستفسر منها

أدخلتني السيدة جيون بعد أن رحبت بي و جلسنا معا نتكلم عن الأشياء المعتادة إلى أن قررت سؤالها بطريقة صريحة
-آنجل:قلتي لي ذات مرة أنك تعرفين الكثير عن العالم الآخر صحيح؟
-جيون:كيف تذكرتي الأمر فجأة؟
-آنجل:حصلت معي مؤخرا أمور غريبة و أظن أن بإمكانك إخباري إن كانت غريبة أم أنني أهلوس
-جيون:ماذا حصل؟

أخبرت السيدة جيون حول كل شيء بخصوص العيون الحمراء التي أراها في كوابيسي و بين ما رأته سولجي و أيضا الحلم الذي راودني أمس لفتاة مصلوبة
-جيون:هناك شيء أعرفه و هو أن الشياطين تمتلك عيونا حمراء و أشكالا قبيحة
-آنجل(بخوف) :هذا يعني أن هناك شيطانا بالجوار!و لكن ماذا يريد مني و من صديقاتي؟

أمسكت السيدة جيون بيدي لتهدأني و لكنها إنصدمت حين رأت راحة كفي و ذلك الخط الأفقي الذي فيها
-جيون(بصدمة) :أهذا معقول!كيف لم أنتبه للأمر منذ البداية!
-آنجل:تنتبهين لماذا؟
-جيون(بصدمة) :أنت من الإنسان الزهري!
-آنجل(بإستغراب) :ها!ماذا يكون هذا!
-جيون:الإنسان الزهري هو كائن خارق للطبيعة البشرية و يتم إستخدام دمه في أغراض الشعوذة و السحر
-آنجل(بإستغراب) :ههههه ما هذا الكلام الغريب!
-جيون:حين كنت أتعلم السحر كانت سيدتي تستخدم دمهم كطريقة للتواصل مع الشياطين و طلب المساعدة منهم
-آنجل(بإستغراب) :تواصل!شياطين!مالذي تتحدثين عنه!
-جيون:أعلم أنك مصدومة و لا تفهمين شيئا مما أقوله و لكن كل حرف فيه خطر على حياتك
-آنجل(بإستغراب) :مالذي يجري هنا!
-جيون:سيحاول بعض الناس الوصول لك و قتلك لإستخدام دمك في أغراض السحر

مازال كلام السيدة جيون صدمة كبيرة بالنسبة إلي لذا بقيت أحدق بها متمنية أن ما تقوله مجرد مزاح لكنها كانت جادة كل الجدية في الأمر و واصلت شرحه لي وسط شرودي
-جيون:قليلون هم من يعرفون بشأن الإنسان الزهري...فقط المشعوذون و الشياطين و نسبة قليلة من الزهريين
-آنجل(بصدمة) :تعنين مثلي أنا؟أنا زُهرية و لكنني لا أعرف ذلك!
-جيون:تماما...أغلب الزهريين لا يعرفون شيئا عن هذا الأمر لذلك يموتون قبل أن تُكتشف قواهم أو يستفاد منها
-آنجل:أي قوى بالضبط؟مثل التي يملكها أبطال الرسوم المتحركة؟كالطيران و تجميد الأشياء و التخفي؟
-جيون:هههههه ليتها كذلك...إن الأمر مختلف...أنت ببساطة تستطيعين التواصل مع مخلوقات العالم الآخر و أيضا رؤياك تتحقق
-آنجل(بإستغراب) :عالم آخر!
-جيون:بلى...يمكنك التكلم معهم و رؤيتهم دون الحاجة لوسيط
-آنجل:كيف ذلك؟
-جيون:لا أعلم...لكن يمكنك فعلها إن ركزتي جيدا مع نفسك

إبتلعت ريقي بهدوء و نظرت من حولي مرعوبة خوفا من أن يظهر لي كائن من العالم الآخر بالفعل
-آنجل:أنت متأكدة من أن ذلك صحيح؟أعني أنه يشبه نوعا ما الخزعبلات أو القصص الأسطورية
-جيون:طبيعي أن لا تتقبلي الحقيقة في البداية لكن إن ركزتي جيدا و حاولتي التواصل مع مخلوقات العالم الآخر حينها فقط سترين كل شيء بعينيك
-آنجل(تبتلع ريقها) :حسنا
-جيون:و إياك ثم إياك إخبار أي شخص عن قدرتك هذه و إلا سينوي بك الشر
-آنجل:هذا إن لم يظن أنني مجنونة
-جيون:فعلا

كنا جالستين نتحدث إلى أن جاء جين للبيت و ألقى التحية على كلينا
-جين:مرحبا أمي...مرحبا آنسة آنجل
-آنجل:أهلا جين
-جيون:جيد أنك أتيت...تعال و تكلم مع آنجل حتى أعد لها شيئا تشربه
-جين:قادم

جلست أنا و جين لنرمق بعضنا بالنظرات الغريبة...كنت وقتها شاردة الذهن و أفكر بما قالته لي السيدة جيون أما هو فشعر بالقلق علي لأنني أتصرف بغرابة على غير العادة
-جين:إسمعي
-آنجل:ها؟
-جين:ممممم تبدين شاردة الذهن...بما تفكرين؟
-آنجل:لا تهتم

عدت للغوص في تفكيري العميق إلى أن نهض جين من مكانه و توجه لخزانة الكتب و أخرج منها كتابا
-جين:تحبين قراءة الكتب؟
-آنجل:ليس كثيرا
-جين:لدى أمي مجموعة هائلة منها تعالي و ألقي نظرة فلربما تغيرين رأيك

وقفت ناحيته أقرأ العناوين و كانت كلها عناوين مملة إلى أن رأيت كتابا عاليا لبعض الشيء يتحدث عن الظواهر الغريبة التي حصلت حول العالم طوال السنين الماضية...وقفت على أطراف أصابعي و مددت يدي لأقصى حد حتى أجلب الكتاب و حين وصلت له و سحبته وقعت علي مجموعة من الكتب و لحسن الحظ جاء جين و أحاط ذراعيه حولي ليتأذى بدلا مني
-آنجل:جين...أنت بخير؟
-جين:نعم...لا تقلقي

رفعت رأسي ناحيته لأرى الجرح لكن عيوننا إلتقت مع بعضها لتخلق جوا رومنسيا...شعرت حينها بالتوتر و أنزلت رأسي لكن جين دفعني ليحاصرني لخزانة الكتب و يرفع رأسي
-جين(برومنسية) :أنظري إلي

خفق قلبي بقوة من شدة التوتر و شعرت بأن وجهي يتحول لللون الأحمر...كل ما تمنيته هو أن يأتي أحد و يخرجني من ذلك الموقف المحرج قبل أن يقبل جين على فعل أي شيء
-جين:أنت لا تنظرين في عينيَّ فلماذا؟
-آنجل(بتوتر) :أنا...فقط...لا أعرف...ماذا أقول
-جين:هل أنت معجبة بي مثلما أنا معجب بك؟
-آنجل(بتوتر) :الحقيقة...أنا...

لم أعرف ما أقوله حينها لذلك اخذت خطوتا بعيدا عن جين و لكنه شدني ليعيد محاصرتي للحزانة و يمسك بي من معصمي
-آنجل(بتوتر) :توقف...قد يأتي أحدهم و يرانا هكذا...توقف
-جين:ههههه ليس هناك غيرنا و والدتي فقط
-آنجل(بتوتر) :نعم والدتك...أخاف أن تأتي و ترانا هكذا
-جين:لا مشكلة هههههه أنا سأتحمل المسؤولية

نظر جين نحو شفتي بعينين ساحرتين و بدأ يقترب منهما شيئا فشيئا وسط خفقات قلبي التي تكاد تفجر صدري...أصبحت أشعر بأنفاسه الساخنة لأضطرب و أغلق عيني و أصرخ بصوت عالي
-آنجل(بصراخ) :هناك رجل آخر في حياتي

تراجع جين برأسه بعيدا و صمت لبعض الوقت ثم نظر لمعصماي اللذان يمسكهما و يرفعهما فوق رأسي...حينها لاحظ الخط الذي في معصمي و أفلتني بهدوء
-جين:هل يحبك مثلي؟
-آنجل:بل أكثر
-جين(بإبتسامة ساخرة) :هاه...سأعطيك نصيحة...أنت خاصة لا يجب أن تثقي بأي أحد

بعدها غادر و تركني هناك وحدي...كان ذلك أفضل فوجوده يوترني لكن تصرفاته الغريبة تلك جعلتني أشك بأنه يعرف أمورا لا أعرفها

✴برأيكم : هل ستتمكن آنجل من إستكشاف قوتها؟و ماذا يعنيه حلم الصليب الذي رأته؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

عشقت شيطان (النسخة القديمة) Empty
مُساهمةموضوع: رد: عشقت شيطان (النسخة القديمة)   عشقت شيطان (النسخة القديمة) Icon_minitime1الجمعة يونيو 04, 2021 8:49 pm

رواية عشقت شيطان : الفصل الثاني عشر


ساعات و أنا أحدق بسقف غرفتي بينما أتمدد على سريري...لقد قاربت الساعة الثالثة ليلا و لا يمكنني النوم...قصة الإنسان الزهري عالقة برأسي و لا يمكنني إخراجها مهما حاولت...فلورا تغط الآن في نوم عميق و أنا الوحيدة المستيقظة في كل المدينة ربما

نهضت من فراشي و نظرت لخارج النافذة...الأوضاع تبدو هادئة في الخارج و القمر على شكل هلال و يبدو منظره كبيرا...لا بد أن هذا تمهيد لظاهرة القمر الدموي التي ستحصل بعد أقل من شهر

أخبرتني السيدة جيون أنني الوحيدة التي بإمكانها إكتشاف طريقة لتشغيل قوتي...حينها أغمضت عيناي بعمق و تنهدت محاولة إستخراج تلك القوة فكرت في أشياء في رأسي مثل العالم الآخر و الشياطين لأفتح عيناي و لا أجد شيئا...نظرت خلفي فإذا بي أنتفظ من شيء واقف أمام باب المطبخ فصرخت بصوت عالي و وضعت كفيا على وجهي

بعد لحظات إشتعل الضوء و سمعت صوت فلورا تكلمني لأبعد يدي عن وجهي
-فلورا:آسفة إن أخفتك
-آنجل(تتنهد) :لا بأس
-فلورا:إستيقظت و لم أجدك في سريرك...هل راودتك الكوابيس مجددا؟
-آنجل:لا...أردت فقط إلقاء نظرة على الخارج
-فلورا:لا بأس

توجهت فلورا للحنفية و شربت كوب ماء...أثناء ذلك كنت أفكر بإخبارها حول موضوع الإنسان الزهري لكن السيدة جيون حذرتني من إخبار أي أحد...تنهدت حينها و عدت لفراشي محاولة النوم

في اليوم التالي ذهبت للعمل في الفندق و هذه المرة حصلت مشاكل كثيرة بسبب غياب سولجي عن العمل...كنا في السابق نحن الستة نقسم الأعمال علينا بالتساوي لكن هذه المرة أثر علينا غيابها و أصبح علينا تغطية مكانها حتى يجد المدير حلا

وصلنا في النهاية إلى إتفاق و هو أن أقوم بتوصيل طلبات الطعام للغرف و الباقيات يأخذن مكاني و بذلك أصبح الحل مرضيا للجميع

بدأت بتوصيل الطعام مرة بعد مرة إلى أن وصلت للطابق الذي وقع فيه الحادث لسولجي...ما يزال المكان هناك مرعبا رغم أنه تم تنظيفه من الدم...طرقت أبواب الغرف واحدة تلو الأخرى لأوزع عليهم الطعام إلى أن وصلت لغرفة جيمين
-جيمين:أهلا
-آنجل:تفضل طلبيتك سيدي
-جيمين:شكرا

أعطيته الطعام ثم تراجعت لكنه شدني و أدخلني للغرفة و أغلق الباب
-جيمين:تعالي...لقد إشتقت لك كثيرا
-آنجل:أنا أيضا...لكن لدي عمل

عانقني جيمين بحرارة و ظل يشتم رائحتي لفترة و كلما حاولت الإبتعاد عنه كان يتمسك بي أكثر
-جيمين(برومنسية) :أنت مشغولة عني كثيرا هذه الأيام
-آنجل:آسفة...لقد إقتربت الإمتحانات لذا من الصعب أن نلتقي كثيرا
-جيمين:كيف بإمكانك أن تكوني حقيرة هكذا و تفرطي في حق حبيبك
-آنجل:معك حق...لنمنح بعضنا نهاية الأسبوع كيوم خاص لنا و نخرج معا
-جيمين:لما فقط نهاية الأسبوع؟
-آنجل:لأنني مشغولة بالعمل و الدراسة
-جيمين(يتنهد) :حسنا...سأبحث في النت عن مكان جميل يمكننا قضاءها فيه
-آنجل:الآن سأغادر

إبتعد عني جيمين لبعض الوقت ثم أمسك بخدي يتلمسهما
-جيمين(بإبتسامة) :أحبك
-آنجل:أنا أيضا
-جيمين:أعطني قبلة قبل أن تذهبي

كنت حينها أشعر بالغرابة و عدم الراحة...إنها أول مرة أشعر هكذا ناحية جيمين فلطالما كان مثل المسكن لجروحي...بقيت أحدق به فقط دون فعل أو نطق أي شيء
-جيمين:أين قبلتي؟أنا أنتظر
-لا رد
-جيمين:إن لم تعطيني إياها بنفسك فسآخذها غصبا عنك و ستندمين
-لا رد

حاولت أن أبقى هادئة رغم ضغطه علي لكنه حاصرني إلى الحائط و قبلني قبلة عميقة...كنت حينها متضايقة و لم أبادله إياها حتى قررت إبعاد وجهي عنه للجهة اليمني مما جعله ينصدم كونها أول مرة أتصرف هكذا
-جيمين(بإنزعاج) :مالخطب؟
-آنجل(بصوت هادئ) :أنا أمر مؤخرا بأمور صعبة لذا تفهمني لو سمحت
-جيمين:تقصدين ما حصل لصديقتك؟
-آنجل:نعم و أمور أخرى غيرها
-جيمين(بإبتسامة) :لا داعي للقلق ملاكي...ستكون الأمور بخير
-آنجل:أتمنى

خرجت من الغرفة و ذهبت لأكمل عملي و حينها لوح لي جيمين و ابتسم ثم أغلق الباب...كان قلبي ما يزال ينبض بتوتر لكن لما يحصل معي ذلك!!هل لأنني أحبه و أشتاق إليه؟أم أن أمرا أجهله يحصل هذه الأيام

توجهت بعدها لغرفة تاي و هوسوك و طرقت الباب عليهما و أعطيتهما الطعام
-هوسوك:ألن تتفضلي؟
-آنجل:علي إكمال عملي
-هوسوك:تعالي لدي طلب منك

دخلت غرفتهما فأحضر لي هوسوك ملابسه المتسخة
-هوسوك:لقد وقع عليها الحبر هلا غسلتها لي؟
-آنجل:لست المسؤولة عن الغسيل لكن سآخذها لجونجوا
-هوسوك:شكرا لك

نظرت جانبا لأرى تاي يقوم بإرتداء بذلة رسمية و لكنه لا يجيد وضع ربطة العنق
-تاي(بإنزعاج) :تبا!!كيف يضعون هذه!!
-آنجل:ههههه دعني أساعدك

إقتربت منه و ربطتها له و كان شكله بها جذابا للغاية
-آنجل:تبدو كرجل راقي و مهندم
-تاي:هههههه من كان سيصدق أن فلاحا سيرتدي كهذا في يوم ما
-آنجل:لديك موعد؟
-تاي:لا...فقط سنخرج أنا و هوسوك للتسكع مع بعض
-آنجل:مممممم سيكون ممتعا
-هوسوك:فلتشاركينا إن أردتي
-آنجل(بإبتسامة) :يسعدني ذلك...نفسيتي متعبة و أحتاج لتغيير الجو
-هوسوك:سننتظرك إلى أن تكملي عملك
-آنجل:حسنا

أكملت عملي بحلول الساعة العاشرة مساءا فخرجنا نحن الثلاثة نسير في الشارع و نتكلم...بعد أن سرنا قليلا وجدنا كشكا يبيع الأطعمة فنظر إلينا تاي
-تاي:أتحداكما
-آنجل:في ماذا؟
-تاي:من يأكل أسرع يفوز
-آنجل:مممممم موافقة
-هوسوك:و أنا موافق

جلسنا ثلاثتنا على طاولة و طلبنا ثلاث أطباق كبيرة من الرامين مع الحساء
-تاي:الخاسر يدفع ثمن الطعام
-آنجل:لنجعل التحدي أكثر صعوبة...الخاسر يدفع لنا ثمن أي شيء نطلبه طوال الجولة...و الفائز هو من يقرر إلى أين نذهب
-تاي:موافق
-هوسوك:موافق

نظرنا نحن الثلاثة لبعضنا بخبث ثم بدأنا الأكل معا بسرعة و كل منا يحاول الإنتهاء أولا...كان تاي يضع يده على وجه هوسوك من فترة لأخرى ليحاول إحباطه لكن هوسوك لم يهتم له و واصل الأكل...بالنسبة إلي إستغللت شجارهما اللطيف ذاك و أكلت طبقي بسرعة لأنهيه و أضعه أمامهما فارغا
-آنجل:إنتهيت يا خاسران
-هوسوك:رأيت أيها الغبي؟لقد غلبتنا فتاة
-تاي:تتكلم و كأنه خطأي
-هوسوك:طبعا كان خطأك...ألست من حاول وضع يديه على عينَي؟
-تاي:و أنت فعلت المثل
-هوسوك:نعم و لكنك البادئ
-تاي(ببرود) :لا يهم من البادئ...المهم أننا خسرنا

كنت أنظر إليهما و هما يتشاجران و أبتسم من قلبي...إنهما لطيفان للغاية و يشعرانني بطفوليتهما و تعلقهما الشديد ببعضهما...أعتقد أنهما صديقان جيدان و سيساندان بعضهما في المستقبل
-آنجل:لا يهم...بقيتما أنتما الإثنان...من ينتهي أخيرا هو من سيدفع الطعام
-تاي:تجهز للخسارة
-هوسوك:لا بل أنت

هجم كليهما على الطبق و كل منهما يحاول الغش بتغطية عيون الآخر و دفعه بعيدا لكن في النهاية إنتهى هوسوك أولا و خسر تاي و بذلك دفع هو فاتورة الطعام

بما أنني الفائزة فسأختار المكان الذي نذهب إليه...هذه المرة إخترت مكانا لطالما تمنيت الذهاب إليه في الليل لكنني مشغولة بالعمل و الدراسة...إنه إحدى النافورات الموجودة في سيؤول

دخلنا نحن الثلاثة الحديقة التي بها النافورة و جلسنا بين حشد الناس لنشاهد العرض...بعد دقائق تم تشغيل النافورة المائية و التي تمتد لأعلى ب7 أمتار تقريبا مع الأضواء اللامعة و الملونة التي تصدرها و الموسيقى الهادئة...إنه منظر لا يقدر بثمن و يبعث الراحة على النفس
-آنجل:أنتما تعتبرانني صديقتكما صحيح؟

نظر تاي و هوسوك لبعضهما بإستغراب قبل أن يجيبا
-تاي و هوسوك:بلى
-آنجل:لنخرج معا من فترة لأخرى...لقد أحببت رفقتكما
-تاي:لا مشكلة
-هوسوك:من الغبي الذي قد يريد مصادقة شخصين مثلنا؟
-آنجل:ههههه و مالعيب بكما؟
-هوسوك:الكثير من العيوب
-آنجل:بالعكس...بمجرد أن خرجت معكما شعرت بالراحة و نسيت كل التوتر الذي كنت أعيشه
-تاي:هههه لم أعلم أن لي هذا التأثير على الناس
-آنجل:إذا لنتعاهد أمام هذه النافورة المضيئة على أن نبقى أصدقاء و نحب بعضنا دائما و لا نخون بعضنا

فجأة تحولت كلا ملامحهما لملامح باردة و مخيفة لكن تاي سرعان ما مد يده لنا
-تاي:أتعهد بذلك
-آنجل:و أنا أتعهد

بعدها وضعت يدي على يد تاي...بقي فقط هوسوك الذي ما يزال مترددا لكنه في نهاية المطاف وضع يده على يدينا نحن الإثنين
-هوسوك:أتعهد
-آنجل:هههههه الآن صرنا أصدقاء حقيقيين

بعد أن إستمتعنا بالنافورة المضيئة عدنا ثلاثتنا للتمشي في الطريق و أثناء ذلك كان معطف تاي مفتوحا فأوقفته و أغلقته له
-آنجل:ستمرض إن تركته هكذا...الجو بارد ما بالك؟
-تاي:هههههه تبدين كوالدتي

إبتسم تاي لبعض الوقت إلى أن تذكر أن والدته هي سبب ما هو فيه لذا أخفى إبتسامته و أكمل المشي
أمضينا وقتا جميلا نحن الثلاثة و في النهاية أوصلاني للبيت و أكملا طريقهما سيرا نحو الفندق...طوال الوقت كان تاي صامتا و لا يقول أي شيء إلى أن قاطعه هوسوك
-هوسوك:أعلم بما تفكر...هي لا تستحق ما نفعله صحيح؟
-تاي:بلى...إنها فتاة جيدة
-هوسوك:نحن نضع أنفسنا الآن في دوامة...إما أن تموت فتاة بريئة أو نموت نحن
-تاي:عقد الشيطان ليس لعبة...ليس هناك طريقة لفكه إلا إن غير جيمين رأيه
-هوسوك:و هل سيغيره؟بل و هل علينا توقع ذلك منه؟
-تاي:ربما سيغيره
-هوسوك:بقي أقل من شهر و هو لا يزال ثابتا على رأيه
-تاي:لنفترض أنه لم يغيره كما تقول...هل ستساعده أنت؟فكما تعلم لا يمكنه القيام بالطقوس و عليه الإستعانة ببشر
-هوسوك:إن لم أفعل فسأموت و سأخسر فرصتي للإنتقام لحبيبتي المقتولة
-تاي:أنا أيضا سأموت دون أن أبرهن نفسي...أخبرني هل لديك القوة للتخلي عن مطالبك لأجل آنجل...و أيضا فلورا

نظر له هوسوك بإهتمام محاولا قراءة أفكاره...هو يعلم بشأن إهتمامه الشديد بفلورا لذلك يلمح له بأنه سيخسرها إن حصل شيء لآنجل بسببه
-هوسوك:إن تمكنا من تحقيق مطالبنا فسأتجاهل الماضي و أطلب يد فلورا للزواج
-تاي:تتكلم كأنها لن تعرف...هي أصلا تشك بنا...خاصة بعد الحادثة الدموية التي حصلت لسولجي
-هوسوك:حتى ذلك الوقت سنفكر في حلها
-تاي:معك حق

جلست في غرفتي أدرس...بل لنقل أحاول أن أدرس...ليس من السهل أبدا التركيز على الدراسة بينما هناك ملايين الأشياء تشغل تفكيرك

رميت القلم جانبا و أغمضت عيني محاولة أن أستحضر قواي التي أخبرتني عنها السيدة جيون...حاولت التركيز بشدة و التفكير في تلك الأمور و حين فتحت عيناي لم أجد شيئا
-آنجل(تفكر) :يبدو شكلي كالمغفلة و أنا أحاول...لا يهم


في عالم الشياطين
كان جيسوب أخ جيمين يعيش أجمل أيام حياته على كرسي العرش...كان طاغيا متجبرا و أي شيء يطلبه يأتيه لعند قدميه و قد وكَّل أحد مساعديه ليتجسس على جيمين
-جيسوب:أين ذهب ذلك الأحمق ها؟
-المساعد:سيدي...إنه يتسكع برفقة فتاة بشرية زُهرية
-جيسوب:ههههه زهرية إذا؟إنه ذكي...أعلم ما يفكر فيه...يريد الفوز علي بالغش...مسكين...مازال لا يعرفني جيدا
-المساعد:مالذي ستفعله؟
-جيسوب:سأفعل مثله تماما...أغش...أو لنقل سأتدخل و أجعل المنافسة عادلة
-المساعد:ها؟
-جيسوب:حاليا لن أحرك أي ساكن...راقبه فحسب و أخبرني بكل تحركاته
-المساعد:حاضر
-جيسوب(يفكر) :هكذا إذا أيها الصغير المشاكس...تريد الغش؟لك ذلك...لكن النهاية ستكون نفسها سواءا أغششت أم لم تفعل هههههه


وصل يوم عطلة نهاية الأسبوع و جمعت أغراضي التي أحتاجها لأذهب مع جيمين في عطلة فرأتني فلورا
-فلورا:إلى أين؟
-آنجل:أنا و جيمين سنخرج لعدة أيام
-فلورا:لأي مكان؟
-آنجل:لا أعلم...لم يقرر بعد
-فلورا(تتنهد) :و أنت كالغبية قبلتي
-آنجل:و لما قد أرفض؟
-فلورا(بعصبية) :أشعر بأنني أكلم حائطا في كل مرة...ألا تفهمين؟لقد قلت لك أنه يخفي شيئا ما و عليك الحذر

تجاهلت كلام فلورا و واصلت حزم أمتعتي وسط نظراتها المنزعجة
-فلورا(بعصبية) :آنجل أنا أكلمك...الأمر خرج عن السيطرة...أنت حتى لا تبدين أي ردة فعل للموضوع
-آنجل:أوقفي غيرتك فهي لن تفيدك بشيء
-فلورا(بعصبية) :عن أي غيرة تتحدثين...أنتِ صديقتي
-آنجل:صداقة!أنت مؤخرا تعاملينني كالغريبة
-فلورا(بعصبية) :لأنك أنت من تعتبرينني مجرد حائط في حياتك و لا تستمعين لي
-آنجل:سأستمع لك حين يكون لديك دليل ملموس على كلامك
-فلورا(بعصبية) :سأحضره
-آنجل:حتى ذلك الوقت دعيني أفعل ما أشاءه مع الشاب الذي أحبه
-فلورا:لك ذلك

بعد أن أنهيت جمع أغراضي سمعت جرس الباب يقرع و كان جيمين هو الذي أتى ليأخذني
-جيمين:مستعدة؟
-آنجل:كل الإستعداد
-جيمين:هيا بنا

دخل جيمين ليأخذ حقائبي فرأى فلورا تحدق به بغضب
-جيمين(بإبتسامة خبيثة) :إستمتعي بعطلة نهاية الأسبوع
-فلورا(ببرود) :تافه

أخرج جيمين حقيبتي من البيت و وضعها في السيارة ثم إنطلقنا لوجهتنا التي لازلت لا أعلم ما هي
-آنجل:إلى أين سنذهب؟
-جيمين:ستكون مفاجأة
-آنجل:هل الطريق بعيدة؟
-جيمين:حوالي ساعتين
-آنجل:مممم إذا هي خارج سيؤول؟
-جيمين:تقريبا

إستغرقت منا الرحلة ساعتين تقريبا كما قال جيمين و في النهاية وصلنا لغابة كبيرة و وسطها فندق ذو جودة عالية...قام جيمين بالحجز بينما أنتظره و بعد فترة جاء بالمفتاح و ذهبنا لغرفتنا لننصدم بروعتها و كل ما هو موجود فيها

كانت الغرفة من الخشب كلها و يتوسطها سرير كبير مغطى بالورد و الأزهار العطرية...إضافة لكل الآثاث الجميل و الراقي و رائحة الشموع المعطرة...فتح جيمين النافذة لتطل على بحيرة ساحرة الجمال نقية المياه تحيط بها الأشجار من كل جهة و لونها الأخضر الجميل يبعث الراحة في النفس
-آنجل(مصدومة) :واااااو هذا يشبه الأفلام الرومنسية
-جيمين:أنا سأجعلك تعيشين أفضل من الأفلام...فقط إبقي بجانبي
-آنجل:و هل أقدر على تركك؟
-جيمين(بإبتسامة) :لا أظن

إقترب جيمين مني و طبع قبلة على جبهتي بكل هدوء ثم إبتعد لينظر لوجهي
-جيمين:أحبك يا ملاكي
-آنجل:أحبك شيطاني

نظرت من حولي مجددا لأنتبه أن الغرفة بها سرير واحد فقط
-آنجل:ماذا بشأن السرير؟
-جيمين:ننام عليه كلانا معا
-آنجل(بخجل) :لا تمزح!
-جيمين:ههههههه و لما قد أمزح؟ألا تثقين بشيطانك؟
-آنجل(بخجل) :أنا...فقط...أخاف أن نرتكب حماقة نندم عليها
-جيمين:إن حبي لك يفوق الرغبات الجسدية...كوني مطمئنة من ناحيتي
-آنجل:حسنا

أمسك جيمين بيدي و أخذني خارج الغرفة حيث البحيرة و حيث يجلس زبائن الفندق و يتكلمون ثم جلسنا على طاولة بمفردنا و طلبنا طعام العشاء
-آنجل:أووه يال المنظر الجميل!!أتمنى البقاء هنا طول حياتي
-جيمين:ههههه سألبي رغبتك بكل تأكيد
-آنجل:لاااا...لا يمكننا البقاء هنا فلدينا مسؤوليات أخرى
-جيمين:دعينا من التفكير في المسؤوليات...أخبريني ماذا تريدين أن نفعل غدا؟
-آنجل:لا أعلم...فاجئني
-جيمين:ههههه دعي الأمر لي إذا

إنتهينا من طعامنا لتأتي مجموعة من العازفين و يجلسوا بالقرب منا ليعزفوا لحنا رومنسيا و جميلا فيبدأ كل الحضور بالرقص
-جيمين:ترقصين؟
-آنجل:هههههه لا أجيد الرقص بصراحة
-جيمين:و لا أنا...لنقلد الجميع فحسب
-آنجل:أشعر بالإحراج

أخذ جيمين يدي رغما عني لنقف وسط الحشود الذين يرقصون ثم إقترب مني بدرجة كبيرة حتى أحاط ذراعه الأولى على خصري و الأخرى أمسك بها يدي
-آنجل:أنا حقا لا أجيد الرقص
-جيمين:ههههههه قلت لك لا يهم

بدأ جيمين يتحرك حسب أنغام الموسيقى ليحركني معه و يضع وجهه على وجهي بهدوء
-جيمين(بهمس) :هذه الدقائق التي أقضيها معك هي الجنة بذاتها
-آنجل(بخجل) :الجنة!!هل تحبني لتلك الدرجة؟
-جيمين(بهمس) :بل أحبك بجنون...إبقي بجانبي و لا تتركيني أبدا
-آنجل:ههههه لن أفعل...كن مطمئنا

أمضينا سهرة جميلة جدا على شاطئ تلك البحيرة...أكلنا... رقصنا...تغازلنا...صنعنا ذكريات حلوة يمكنها أن تنير أفق دربنا المظلم القادم...لكن رغم ذلك قلبي ليس مرتاحا بعد...بدأ ذلك الشعور منذ أخبرتني السيدة جيون عن الإنسان الزهري...أظنه مجرد أعراض للتوتر...علي أن أنسى الموضوع و أحاول الإسترخاء

ذهبت أنا و جيمين لغرفتنا المشتركة ثم نمنا يجانب بعضنا على سرير واحد...وضعت رأسي على صدره المريح الدافئ لأشعر بالسعادة و الراحة الأبدية
-آنجل:جيمين
-جيمين:نعم ملاكي؟
-آنجل:هل يمكن أن ننفصل في المستقبل؟

صمت جيمين لبعض الوقت و تنهد محاولا إخفاء حزنه و إستياءه
-جيمين:كفي عن التفكير في الأمر من ناحية سيئة...إتفقنا؟
-آنجل:أنا أسمع الكثير عن الأشخاص الذين إنفصلوا رغم حبهم الشديد لبعضهم...هل سيقدر للحال أن ينتهي بنا مثلهم؟
-جيمين:بالتأكيد لن يحصل
-آنجل:أتمنى ذلك

أغمضت عيني و عانقت جيمين من الجانب بقوة و في دقائق قليلة غصت في نوم عميق بينما بقي جيمين يحدق في السقف بشرود

ألقى جيمين نظرة على وجهي ليجدني أغوص في النوم و يطبع قبلة على رأسي و هو يفكر
-جيمين(يفكر) :ملاكي...أنا آسف...لقد شاء القدر أن يجمعنا بطريقة مرعبة...أنت البشرية الوحيدة من بين المليارات على كوكب الأرض التي حركت قلبي و جعلتني أتعلق بها بسهولة...أعلم أنني شيطان خبيث لكن صدقيني لقد أحببتك و أردتك بجانبي...إلا أنني إن فعلت ذلك فقد أخسر عرشي و مطالبي...إعتبريها تضحية لأجل شيطانك...أحبك ملاكي الجميلة



✴برأيكم : هل سيستمر تاي و هوسوك في الخطة للنهاية أم سيتراجعان؟و مالذي سيفعله جيسوب أخ جيمين ليمنعه؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

عشقت شيطان (النسخة القديمة) Empty
مُساهمةموضوع: رد: عشقت شيطان (النسخة القديمة)   عشقت شيطان (النسخة القديمة) Icon_minitime1الجمعة يونيو 04, 2021 8:50 pm

رواية عشقت شيطان : الفصل الثالث عشر

بعد ليلة هانئة نهضت لأجد نفسي ما أزال على سريرنا المشترك أنا و جيمين بمفردي...أما هو فلم يكن موجودا بجانبي...وقفت و بحثت عنه في الغرف المجاورة لأجده يمشط شعره في مرآة الحمام
-جيمين:إستيقظتي أخيرا؟
-آنجل:لما لم توقظني
-جيمين:و لما أفعل فهو يوم إجازة
-آنجل:صحيح...تناولت فطورك؟
-جيمين:ليس بعد...إغتسلي و تعالي لنتناوله معا
-آنجل:حسنا

إغتسلت و غيرت ثيابي ثم ذهبت لأجلس بجانب جيمين الذي طلب الفطور لنا
-جيمين:سنخرج اليوم للتنزه في الغابة فما رأيك؟
-آنجل:موافقة
-جيمين:لكن أياكي أن تضيعي مني مثل المرة السابقة
-آنجل:ههههه لن أفعل

إحمر خداي فجأة حين تذكرت ما حصل بيننا ذلك اليوم في الغابة و كيف أنني تصرفت بطريقة مثيرة للإحراج
-جيمين:هههههه هذه المرة لن تتحرشي بي صحيح؟
-آنجل:أيها ال.... من قال أنني سأفعل ذلك؟
-جيمين:قلتها فقط على سبيل التحذير
-آنجل(ببرود) :لن أفعل...أرِح بالك

تناولنا الفطور و نحن نتحدث و بعد أن إنتهينا خرجنا نحو البحيرة التي بجانب الفندق...كان الجو باكرا و المكان فارغ لذا إستغل جيمين الأمر لكي يطلب مني الذهاب معه للتمشي في الغابة

صعدنا نحو الغابة و نحن نمسك بيدي بعضنا إلى أن وصلنا لأعلى نقطة في الجبل حيث كان هناك الكثير من السياح و المناظر الطبيعية الخلابة...كان هناك أيضا منظار كبير يمكننا من خلاله رؤية الأماكن البعيدة و التمتع بالطبيعة الخلابة فذهبت إليه و ألقيت نظرة
-آنجل:واااااو يال جمال المكان...البقاء هنا لا يقدر بثمن
-جيمين:إن أحببتي فسنبقى هنا وقتا أطول
-آنجل:لااااا أخبرتك أن ورائنا أهميات أكبر
-جيمين:هههههه حسنا

ذهبنا و جلسنا تحت الشجرة حيث كان الجو جميلا و المنظر الخلاب يمتد أمامنا حتى النهر
-آنجل:ترى ماذا تعمل؟
-جيمين:ها!!
-آنجل:أنت تسرف الكثير من المال فمن أين تأتي به؟
-جيمين:و هل هذا أمر مهم؟
-آنجل:ممممم نوعا ما هو كذلك...أنا حبيبتك...من حقي معرفة الأمور المتعلقة بك
-جيمين:حسنا...لك ذلك...أنا أعمل في شركة
-آنجل:أي نوع من الشركات؟
-جيمين:شركة عقارات
-آنجل:ألم تغب كثيرا عن عملك؟
-جيمين:قلت لك إنني في إجازة
-آنجل:لكن ثلاث أشهر كثيرة كإجازة...ثم إنني لا أراك تجري أي مكالمات عمل و لا تتفقد ما يحصل مع شركتك حتى
-جيمين:ملاكي الفضولية
-آنجل:لست فضولية...هذا حقي
-جيمين:مممممم ربما معك حق في أنني أطلت الغياب عن عملي...لكن لنقل أنني أعاني مشاكل كثيرة
-آنجل:حقا!
-جيمين:بلى...لنفترض أن لدي شركة و أبي توفي...حينها نحن الأخوين على أحد منا أن يتولى أمرها
-آنجل:أخوك!!لم تخبرني أن لك أخا
-جيمين:الأمر غير مهم
-آنجل:و من تولى الشركة أنت أم أخوك؟
-جيمين:أخي
-آنجل:لا بأس...المهم أن لك حصة من الشركة
-جيمين(بإبتسامة ساخرة) :في عائلتي لا مجال للمشاركة...الأقوى هو من يحصل على كل شيء

نظرت نحو جيمين محاولة فهم ما كان يقوله...بدى لي أشبه بمعركة طاحنة يفوز فيها القوي فقط و لم أكن أعلم حينها أن الأمر أخطر مما يبدو
-آنجل:حسنا...أود معرفة بقية الحكاية
-جيمين(بخبث) :ستعرفينها حين تكتمل...حتى هذه الساعة أنا شخصيا لا أعرفها
-آنجل:جديا؟
-جيمين:هههههه بلى
-آنجل:حسنا...أخبرني بها حين تكتمل
-جيمين:موافق...لنذهب و نركب التليفريك
-آنجل:هيا بنا

ذهبنا وقتها و ركبنا التلفريك الذي يمر على المناظر الطبيعية لكل الغابة و خاصة أننا ركبناه مع وقت غروب الشمس فقد كان المنظر مذهلا...جلست حينها ممسكة بيد جيمين و أنا أكاد أطير من الفرح و أنظر للغروب الذي يفتن القلب بمظهره
-آنجل:أوووه أكاد أذوووب...لا أصدق أن هذا يحصل فعلا
-جيمين:ملاكي...تستحقين أكثر من ذلك
-آنجل:هههههه بل أنت تبالغ في تقديري...لا أستحق كل هذا

إلتفتت لجيمين الذي كان ينظر للغروب فلاحظت أن لون عينيه مائل للأحمر...صدمت وقتها فأمسكت بوجهه ليستدير نحوي و أراهما جيدا لكن كان لونهما عاديا
-جيمين:مالأمر!!
-آنجل(بإستغراب) :هل كان!!حقيقيا!!
-جيمين:ماذا؟
-آنجل:آه...لا شيء...إنسى الأمر

واصلت مراقبتي لغروب الشمس و أنا أحاول إقناع نفسي أن ما رأيته قد يكون بسبب إنعكاس أشعة الغروب الحمراء على عيني جيمين و ليس أنهما إحمرتا بالفعل...هكذا كنت أقنع نفسي لأنني أعلم أنني متعبة بسبب آخر الأحداث التي صارت معي

بعد أن أنهينا جولة التيليفريك كان الظلام قد حل بعض الشيء لذا عدت أنا و جيمين سيرا نحو الفندق ممسكين بيدي بعضنا إلى أن وصلنا لحمام عمومي
-آنجل:إنتظرني هنا سأعود
-جيمين:حسنا لا تتأخري

دخلت الحمام و كان شبه فارغ...الأمر المزعج فيه أنه مشترك للرجال و النساء و هذا ما أكرهه حين أخرج في رحلة...حينما فتحت باب أحد الحمامات كان هناك رجل بجانبي ينظر إلى جسدي بطريقة منحرفة
-آنجل:إلى ما تنظر؟
-الرجل:ههههههه فاتنة
-آنجل:معتوووه

حاولت تجاهل ذلك الرجل الحقير لكنه إقترب مني ببطئ و حاول لمسي لأتراجع و أصرخ عليه
-آنجل(بعصبية) :إياااك ثم إياااك وضع يدك القذرة علي
-الرجل:ههههههه و ماذا لو فعلت؟
-آنجل(بعصبية) :سأمسح الأرض بوجهك الرخيس

تجاهل الرجل كلامي ثم إقترب و أمسك بيدي و حاصرني للحائط مما جعلني أدخل نوبة هلع و أبدأ بالصراخ بأعلى صوتي

لم تمضي ثواني حتى وجدت جيمين يمسك بالرجل من رقبته و يكاد يخنقه و ذلك الرجل لا يقوى حتى على منعه أو فك يديه من رقبته
-جيمين(بثقة) :هل حاولت التحرش بملاكي للتو؟
-الرجل(بصوت مختنق) :أق...أق...أاا...
-جيمين(بثقة) :إياك و لمس أي شيء يخصني و إلا ستقع في مأزق

بعدها رماه على الحائط و تركه مرعوبا ثم تقدم مني و أعطاني يده لأمسك بها و بدل ذلك عانقته بحرارة و بكيت
-جيمين:لا تبكي ملاكي...لا تبكي...ما دام شيطانك موجودا فلن يلمسك أحد

خرجنا من تلك الحمامات و عدنا للفندق فجلست أنظر عبر النافذة و أنا حزينة حتى فاجأني جيمين بوردة حمراء
-آنجل(ببرود) :شكرا
-جيمين:مازلتي حزينة بسبب ما حصل؟
-آنجل(بحزن) :طبعا...و هل تعتقد أن من السهل نسيان عملية تحرش حصلت لك؟
-جيمين:لا أعلم
-آنجل:هذا لأن لا أحد تحرش بك من قبل
-جيمين:هههههه و ما أدراك؟
-آنجل:لأنك رجل
-جيمين:هههههه و لكنني أتذكر أن فتاتا تدعى آنجل تحرشت بي من قبل
-آنجل(بحزن) :لكن كانت مجرد قبلة...أما ما حاول ذلك الحقير فعله هو أخطر
-جيمين:و لما تزعجين نفسك بالأمر فلم يحصل شيء
-آنجل(بحزن) :لكن ملمس جسده المقرف ما يزال يجعلني أقشعر

إقترب جيمين مني و عانقني من الخلف محاولا رفع معنوياتي و لكن لم أكن أريد شيئا سوى نسيان الموضوع إلا أنه لا يزال يتكرر في رأسي بإستمرار و يفسد علي رحلتي
-آنجل(بحزن) :أريد أن أنام بحضنك
-جيمين:تعالي لنخلد للنوم
-آنجل(بحزن) :هيا

نمت بجانب جيمين و أغمضت عيني بينما يلعب بخصل شعري البنية المتوسطة الطول...لن أنكر لكم أنني عانيت لكي أغرق بالنوم و أحاول نسيان ما حصل لكن مع شيطاني كل شيء مميز و جميل

إنتظر جيمين حتى غرقت بالنوم ثم نهض من فراشه لتتلون عيناه باللون الأحمر و يحاول العثور على الشخص الذي قام بالتحرش بي...و في ثواني قليلة تمكن من معرفة أنه موظف عادي يعمل في الحمام العمومي كحارس لكنه شخص رخيص و يحاول التحرش بأي فتاة يجدها وحدها هناك لذلك ذهب إليه فورا
-جيمين(بإبتسامة خبيثة) :تتحرش بملاكي أيها الحقير؟لقد جلبت الموت لنفسك...إنها تعاني و قد تتخرب رحلتنا بسببك...الآن ستدفع ثمن ما فعلته أضعاف الأضعاف هههههههه

كان الرجل يجلس و يدخن بجانب الحمام غير مكترث لأي شيء يجري من حوله إلى أن أحس بوجود شخص ما في الجوار
-الرجل:من هناك؟

نظر الرجل من حوله مرات متوالية و لكنه لم يجد أحدا لذا تجاهل الأمر و أكمل سيجارته بينما ينظر للنجوم

مرت لحظات على الرجل كان فيها مسترخيا يستمتع بمراقبة السماء إلى أن هجم عليه كائن مجهول و دفعه ليدخله الحمام ثم ينقض عليه ممزقا إياه إربا إربا

في ذلك الوقت إستيقظت فجأة لأجد أن مكان جيمين فارغ...رفعت رأسي لأجول بنظري حول الغرفة فلم أجد له أي أثر...نهضت من فراشي و بحثت في باقي الغرف و لم أجده و لكن لم أعطي الأمر أهمية بل وقفت عند النافذة أنظر للخارج و أفكر
-آنجل(تفكر) :ترى...هل يمكنني إكتشاف قوتي الآن؟لما لا يمكنني ذلك فأنا أبذل قصارى جهدي...بالتأكيد هناك سر ما...لكن ما هو؟

هذه المرة إسترخيت قدر الإمكان و تنهدت مرارا و تكرارا للدرجة التي تجعل جسدي يغوص في الراحة التامة...بعدها فكرت في أي شيء له علاقة بالعالم الآخر

فتحت عيناي ببطئ لأجد إضاءة الغرفة قد تغيرت نوعا ما و الجو مائل للضبابي كما لو أنني إنتقلت من العالم الذي أعيش فيه لعالم جديد...نظرت في زاوية الغرفة لأجد ظلا غريبا بعيون حمراء مخيفة يحدق بي ففزعت و غطيت رأسي بيداي و إنخفضت أرضا

بعد ثواني سمعت صوت جيمين و هو يحاول إبعاد يداي و رفع رأسي فعانقته بشدة و أنا مرعوبة
-جيمين:ماذا هناك!
-آنجل(بإرتجاف) :ل ل لا شيء...أنا...فقط...لا تتركني...لماذا...تركتني وحيدة؟
-جيمين:خرجت لأتمشى قليلا فوجدتك هكذا!مالقصة؟
-آنجل(بإرتجاف) :لا شيء...لا شيء
-جيمين:لنذهب للنوم

تلك الليلة مرت علي كالكابوس...إستطعت من خلالها أخيرا أن أرى العالم الآخر و لو لبضع ثواني...لم يكن عالما مختلفا و مخيفا كما ظننت بل كان هو نفسه عالمنا بطريقة مختلفة...الشيء الذي أرعبني هو الكائن ذو العيون الحمراء...إنه هو بالفعل...إنه هنا من حولي و في كل مكان حتى كوابيسي...لكن مالذي يريده مني و لماذا يواصل التربص بي؟

في صباح اليوم التالي ذهب جين لمنزلي ليبحث عني و فتحت له فلورا الباب
-جين:صباح الخير
-فلورا:صباح النور
-جين:هل آنجل بالبيت؟أريد مكالمتها
-فلورا:لا...إنها في رحلة
-جين:رحلة!لم تخبرني عنها
-فلورا(بإنزعاج) :احم احم...رحلة مع حبيبها
-جين:حبيبها!
-فلورا:ألا تعلم بذلك؟
-جين:بلى أعلم أن لديها حبيب
-فلورا:إذا لما تفاجأت؟
-جين:لا يهم...إلى أين ذهبا؟
-فلورا:لا أعلم
-جين:ألم تخبرك بالأمر تحسبا للطوارئ؟
-فلورا(بصوت منخفض) :لو كانت تهتم لي أصلا لسمعت كلامي و لم تذهب معه
-جين:عفوا!
-فلورا:ههههه لا شيء...هي فقط لا تحب إخبار أحد عن الأماكن التي تذهب إليها
-جين:فهمت

أغلقت فلورا الباب و مشى جين بضع خطوات نحو سيارته ثم توقف
-جين(يفكر) :حبيبها هذا غريب الأطوار!لما لم أقابله و لا مرة مع أنني ألتقي بآنجل كثيرا...حتى أنه لا يشعر بالفضول و يظهر ليسألني لما أتقرب من حبيبته!

إتصل بي جين على الهاتف و في ذلك الوقت كنت قد تركت هاتفي في الفندق و خرجت مع جيمين لنجلس على شاطئ البحيرة فلم أسمعه

بينما نحن عند البحيرة رأينا سيارة شرطة تمر بالجوار و تجمعا للناس
-آنجل:ماذا هناك؟
-جيمين:ربما لدى أحدهم مشكلة
-آنجل:لنذهب و نرى
-جيمين:و نحن ما همنا بهم؟ألم نأتي لنستمتع؟
-آنجل:بلى...و لكن لعل أمرا خطيرا قد حصل
-جيمين:أيا يكن ستتولاه الشرطة بنفسها

نظرت نحو حشد الناس المجتمعين محاولة معرفة أي شيء عنهم إلى أن تكلم رجل كان بجانبي
-الرجل:موظف الحمام تم قتله في ضروف غريبة
-آنجل:قتل!
-الرجل:أظن أن كوريا لم تعد آمنة بعد الآن...الجرائم تزيد فيها بشكل ملحوظ
-آنجل(بقلق) :من يمكن أن يكون قتله؟
-الرجل:لا أعلم
-آنجل(بقلق) :غريب!هذه الأيام أينما أحل تحل معي المشاكل
-جيمين:لا ذنب له ملاكي...هناك أشخاص سيؤون يستحقون الموت
-آنجل(بإنزعاج) :لا تقل ذلك...لا أحد يستحق الموت أبدا مهما كان سيئا

نهضت من كرسيي منزعجة و ذهبت نحو المكان الذي رأيت فيه حشد الناس فوجدتهم يقومون بحمل الجثة نحو سيارة الإسعاف و انصدمت من أنه نفس الرجل الذي حاول التحرش بي البارحة و جعلني حزينة...بينما أقف و أراقب بوجه مصدوم جاء جيمين و وضع يده على كتفي و همس بأذني بهدوء ليوسوس لي
-جيمين(بهمس) :رأيتي؟إنه يستحق ذلك...هذه هي نهاية المتحرشين دائما...لا تشفقي عليه فهو ليس أهلا للشفقة من الأساس

كانت وسوساته تدخل أذني و تغسل دماغي لتجعلني أتقبل أي شيء يقوله...طريقته في الكلام ليس من السهل تجاهلها...إنه يخدرني و يحركني كما يريد بكلامه

عدنا مجددا لنجلس بجانب البحيرة أنا و جيمين إلى أن مد يده لي و طلب مني اللحاق به...ذهبت وقتها دون تردد لأنني مغسولة الدماغ و أخذني للجانب الآخر من البحيرة حيث كان الجميع يركبون القوارب
-جيمين:لنجرب أحد القوارب
-آنجل:ههههه هل تجيد السباحة في حال غرق بنا؟
-جيمين:لا...هههههه ما هذا التفكير!لما تفكرين بمأساوية
-آنجل:ممممممم لأنني غبية
-جيمين:ملاكي ليست غبية و لن تكون كذلك
-آنجل(بخجل) :كفى
-جيمين:هيا بنا

ركب جيمين القارب أولا ثم مد يده لي لألحق به و يجلس كل منا بجانب القارب...بدأ بالتجديف ليأخذني لوسط الماء و نجلس هناك ننظر للمكان من حولنا و مرة على أخرى كنا نسترق النظر لبعضنا

إستمر الأمر هكذا لللحظة اللتي شعرت فيها بالإسترخاء الشديد و أغمضت عيناي و أحنيت رأسي للخلف و تنهدت بقوة...بعدها نظرت للجهة اليمنى للبحيرة لأرى كائنات غريبة تجلس من بعيد و تراقبني...كان شكلها مرعبا و لها قرون كبيرة و عيونها حمراء و مخيفة...كان عددها حوالي 6 أو 7...أدركت حينها أننا نحن كبشر نعيش وسط الشياطين لكننا لا نراها...بعدها أنزلت رأسي و أغمضت عيناي بخوف دون أن ألتفت نحو جيمين نهائيا
-جيمين:آنجل!
-لا رد
-جيمين:ملاكي...أنت بخير؟

رفعت رأسي نحو جيمين بشرود و كنت وقتها قد توقفت عن رؤية تلك الكائنات المخيفة
-جيمين:مالأمر؟!
-آنجل:لنعد لليابسة
-جيمين:بدأنا الرحلة للتو
-آنجل(بإنزعاج) :لا أهتم...لنعد لليابسة

الآن أصبح الأمر واضحا أكثر...الآن تمكنت من التحكم بالقوى التي عندي...أستطيع رؤية الشياطين للحظات و هذا أمر مرعب بحق...لا أصدق أنني الوحيدة بين ملايين النساء في العالم اللواتي تملكن هذه القدرة الغريبة...أنا لا أريدها...أريد حياة طبيعية...لما كان علي أن أعرف بشأنها لما؟!

إنتهت رحلتنا أنا و جيمين في ذلك المكان و عدنا للبيت...و كالعادة بدأت بالدراسة لأعوض الأيام التي خسرتها و ضيعتها

وقتها رن جرس الباب فذهبت لأفتح و وجدته جين
-آنجل:تفضل
-جين:أريد الكلام معك بسرعة و لن يستغرق الأمر وقتا طويلا
-آنجل:لا مشكلة...أدخل

-جين:أنا أعرف بشأن كونك فتاة زُهرية
-آنجل(ببرود) :لا يهم
-جين:أعرف أيضا أنك تواجهين مشاكل مع إكتشاف قواك
-آنجل:من أخبرك؟
-جين:أمي
-آنجل:لا يهم...من سيستفيد من هذه القوة على كل حال
-جين:قوتك لها فوائد كثيرة...أنت فقط لا تريدين إستخدامها في المكان المناسب
-آنجل:يا رجل دعني منها...لسنا في برنامج كرتون...هذه حياتي و علي المحافظة عليها
-جين:إن كنتِ قلقة بشأن إيذاء المخلوقات الأخرى لك فلا تخافي...هم لن يتمكنوا من ذلك
-آنجل:و ما أدراك؟
-جين:الإنسان الزُهري هو شخص بإمكانه التحكم في كائنات العالم الآخر و التواصل معهم و الكلام معهم لذا لا تقلقي
-آنجل:ما أزال قلقة
-جين:إن أردتي فسأساعدك على التحكم بقوتك...فقط وافقي
-آنجل:لا أريد...حقا لا أريد هذه القوة...هلا تفهمت الأمر؟
-جين(يتنهد) :أعلم أنك لم تتقبلي حقيقة كونك زُهرية بعد لذا تفعلين ما تفعلينه...دعيني أبقى بجانبك و سأعلمك كل شيء
-آنجل(بنبرة حادة) :بل لأن لدي حبيب
-جين:أعلم
-آنجل:إن تركتك تبقى بجانبي فقد ينزعج مني...لقد قال لي مرارا و تكرارا أن أبتعد عنك
-جين:إذا فقد رآنا معا؟
-آنجل:نعم...ذلك اليوم في مدينة الملاهي لقد كنت برفقته
-جين:لماذا هو رآني بينما أنا لم أراه
-آنجل:كان وقتها قد ذهب ليحضر لنا الطعام
-جين(بتعمق) :إن كان يغار حقا فلماذا لم يأتي و يكلمني وجها لوجه و يطلب مني الإبتعاد عنك؟
-آنجل(بإستغراب) :ما مناسبة هذه الأسئلة؟
-جين:ههههه لا أعلم...لقد صرت فضوليا بسببك
-آنجل:فضولك فريد من نوعه
-جين:المهم...سلمي لي عليه
-آنجل:لن أفعل...أتريد أن يتركني؟
-جين:ههههه ليته يفعل
-آنجل(ببرود) :ليس وقت نكتك السخيفة
-جين:لقد قلت ما لدي...إن غيرتي رأيك فإتصلي بي
-آنجل:حسنا

في ذلك الوقت كان جيمين في غرفته في الفندق و تابعاه تاي و هوسوك ينظران نحوه بفضول لأنه إستدعاهما
-جيمين:هناك حقير يتربص بملاكي
-تاي:من؟
-جين:إسمه جين و هو محصن ضد الشياطين و الكائنات الشريرة لذا لا يمكنني الوصول له
-تاي:مالمطلوب منا؟
-جيمين:راقباه جيدا و إن أتيحت لكما الفرصة فأقتلاه
-هوسوك:القتل مجددا!
-جيمين:ماذا أيها الجبان؟
-هوسوك:لا شيء...أنا فقط متوتر منذ آخر مرة حاولت قتل فلورا فيها
-جيمين:جبان...إن لم تعش بأخلاق شيطان فسيقضى عليك في هذه الحياة
-تاي:و ماذا لو لم نتمكن من قتل ذلك المدعو جين؟
-جيمين:ههههههههه و لماذا قد لا تستطيعان؟
-تاي:ربما لن تتاح لنا الفرصة
-جيمين:حينها سأتدخل بنفسي و أساعدكما
-تاي و هوسوك:حاضر سيدي

نظر جيمين للساعة الرملية التي بجانبه ليلاحظ أنها إنتصفت
-جيمين:أسبوعان...فقط أسبوعان و تنتهي هذه المهزلة


✴برأيكم : هل سيقتل تاي و هوسوك جين؟و هل ستتمكن آنجل من إستخدام قواها بطريقة صحيحة؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

عشقت شيطان (النسخة القديمة) Empty
مُساهمةموضوع: رد: عشقت شيطان (النسخة القديمة)   عشقت شيطان (النسخة القديمة) Icon_minitime1الجمعة يونيو 04, 2021 8:51 pm

رواية عشقت شيطان : الفصل الرابع عشر


جلست أفكر و أفكر حول موضوع قواي التي من الصعب التحكم بها مؤخرا...أصبحت قلقة لدرجة لا يمكنني الإحتمال لذلك إتصلت بجين بسرعة
-جين:ألو
-آنجل:موافقة
-جين:على ماذا؟
-آنجل:ساعدني لأتحكم بقواي
-جين:هل حقا غيرتي رأيك بهذه السرعة؟
-آنجل:بلى...أريد إكتشاف هذه القوة و حتى لو كانت ستسبب لي مشاكل في المستقبل
-جين:لنلتقي و نتفاهم


في ذلك الوقت خرج كل من فلورا و هوسوك مع بعضهما في جولة حول المدينة و حينما وصلا لدورة المياه توقف هوسوك
-هوسوك:لن أتأخر
-فلورا:حسنا
-هوسوك:أمسكي حقيبتي لو سمحتي
-فلورا:حسنا

أمسكت فلورا حقيبة هوسوك بينما دخل لدورة المياه و غاب عن نظرها...حينها أخذت المحفظة و ركضت بعيدا عنه و معها كل أغراضه

خرج هوسوك ليجد أن فلورا غير موجودة فشعر بالتعجب...فكر في أنها قد تكون ذهبت لمكان ما و ستعود فورا لذا بقي ينتظرها

عادت فلورا للبيت و فتحت الحقيبة لتفرغ كل الأشياء التي بها...كانت هناك فقط بعض الكتب و هاتفه و أوراقه الخاصة و محفظة المال

أخذت أولا أوراقه الخاصة و سجلت عنه كل المعلومات التي وجدت بها حتى عنوان منزله و تاريخ ميلاده ثم فتحت محفظة ماله لتجد بها صورة له مع فتاة أخرى تشبهها كثيرا
-فلورا(بإستغراب) :هذه!هل هي نفسها حبيبته الميتة التي قال إنني أذكره بها!واااو إنها حقا تشبهني...لكن ما علاقة آنجل بكل ما يحدث؟

واصلت فلورا تفتيش الأغراض إلى أن وصلت للهاتف و لسوء حظها كان عليه رقم سري يمنع المتطفلين من فتحه
-فلورا(بإحباط) :ماذا يمكن أن يكون؟تاريخ ميلاده؟

أدخلت تاريخ ميلاده و لكنه لم يكن صحيحا

-فلورا:ربما إسمه بالأرقام

أدخلت إسمه بالأرقام أيضا و لكنه لم يفتح

-فلورا:للأسف...يبدو أن ما معي من معلومات ليس كافيا

وضعت فلورا الهاتف بإحباط إلى أن سمعته يرن و كان المتصل هو تاي
-فلورا(تفكر) :ربما إن رددت دون كلام فسأعرف و لو سرا صغيرا؟لا أعلم...أخاف أن لا ينجح الأمر

ردت فلورا على المكالمة و ظلت ملتزمة الصمت و كان تاي يتكلم بصوت منخفض
-تاي:يا فتى...إنه مع آنجل الآن...أعتقد أنهما ذاهبان لمكان ما...سألحق بهما بسيارتي
-لا رد
-تاي:ألو!هل تسمعني؟
-لا رد
-تاي:هوسوك!

أغلقت فلورا الخط و وضعت يدها على فمها من الصدمة
-فلورا(تفكر) :إذا الأمر أنهما يراقبان آنجل حقا!مالذي يريدانه منها و من كان ذلك الشخص الذي قالا أنه معها!أظنه مستهدفا هو أيضا...علي التصرف

حملت فلورا هاتفها و اتصلت بي على وجه السرعة و هي تكاد تموت من القلق...في ذلك الوقت إلتقيت بجين و ذهبنا نحو منطقة غابية معزولة
-آنجل:ألو
-فلورا(بقلق) :أين أنتِ؟
-آنجل:خرجت مع جين...لماذا؟
-فلورا(بقلق) :آنجل كوني حذرة فهناك من يراقبك
-آنجل:ها!
-فلورا(بقلق) :أقسم لك هذه المرة أنني وجدت دليلا...هوسوك و تاي يراقبانك لذا حاولي أن تأخذي حذرك
-آنجل:مالذي تتكلمين عنه!
-فلورا(بقلق) :توقفي...أنت تأخذين نفسك للهلاك...جيمين يريد شيئا ما منك هو و تاي و هوسوك و قد تكون حياتك بخطر
-آنجل:فلورا إهدأي
-فلورا(بقلق) :لا يمكنني أن أهدأ...أخاف أن تتأذي بسبب إنجرافك وراء الحب و لا أجد طريقة لمساعدتك
-آنجل:فلورااا
-فلورا(بقلق) :أنت غبية و إلا ما كنتِ لتلاحظي كل ما يحصل من حولك
-آنجل:سنتكلم حين أعود للمنزل
-فلورا(بقلق) :و ماذا لو لم تعودي؟ماذا لو كانت هذه آخر مرة أكلمك فيها؟
-آنجل:هوني عليك...أنا مع جين و لن يحصل أي شيء لي
-فلورا:أيمكنني مكالمته؟
-آنجل:طبعا

أعطيت جين الخط ليكلمها و كان مستغربا مثلي تماما
-فلورا:ألو سيد جين
-جين:نعم؟
-فلورا:أرجوك إعتني بآنجل و أعدها للبيت بخير
-جين:لا توصي حريصا
-فلورا:هذا كل شيء...أردت فقط أن أطمئن بأنها في أيدي أمينة
-جين:هي كذلك
-فلورا:حسنا...أراكما لاحقا
-جين:مع السلامة

أغلقت فلورا الخط و وضعت كلتا كفي يديها على وجهها لتمنع مشاعرها من التدافع و عينيها من ذرف الدموع...لم تكمل تهدأة نفسها إلى أن سمعت صوت جرس الباب فذهبت لتفتحه

كان هوسوك هو القادم و حينما رأته فلورا تراجعت للخلف و قطبت حاجبيها
-هوسوك(بقلق) :أنت هنا و أنا أبحث عنك؟
-فلورا:أدخل

دخل هوسوك و جلس على الأريكة بينما ترمقه فلورا بنظرات الحقد و الغضب ثم أحضرت حقيبته و رمتها عليه
-فلورا(بعصبية) :مالذي تخططون له أنتم الثلاثة؟لماذا تتجسسون على آنجل
-هوسوك:نتجسس!من قال؟
-فلورا(بعصبية) :لقد رددت على مكالمة صديقك تاي و عرفت كل شيء
-هوسوك:عيب عليك
-فلورا(بعصبية) :العيب الكبير هو ما تقومان به
-هوسوك:قلت لك لم نقم بأي شيء
-فلورا(بعصبية) :إنتهى وقت التمثيل...ألاعيبكم صارت مكشوفة
-هوسوك:فلورا توقفي

تقدمت فلورا من هوسوك لتشده من ياقة قميصه و هي تكاد تبكي
-فلورا(بعصبية) :أتركوها و شأنها...هي لم تؤذيكم بشيء...أيها الحقراء...إنها طيبة معكم جميعا و دائما تتحدث عنكم بالخير...فقط دعوها و شأنها

لم تكمل فلورا كلامها حتى صارت تبكي بصوت عالي و إنهالت الدموع من عينيها بغزارة...بعدها أفلتت قميص هوسوك و وقفت في وسط الغرفة محدقة بوجهه البارد الذي لا يبدي أي ردة فعل
-فلورا(ببكاء) :أقسم إن حصل لها شيء بسببك فلن أسامحك طوال حياتي...خذ قمامتك و غادر...لا أريد رؤية وجهك المنافق السافل مرة أخرى

صمت هوسوك للحظات ثم حمل حقيبته و غادر ليتركها تبكي بشدة...ركب سيارته و عاد نحو الفندق لكنه طوال الطريق كان يفكر بموضوعها
-هوسوك(يفكر) :هي لن تنسى الموضوع مطلقا...بل ستوقعني في مشاكل مع جيمين...إن أخبرته أنها كشفتنا فسيقتلها بدم بارد...أنا لا أريدها أن تموت...لكن إن تأذت آنجل أيضا فهي لن تسامحني و لن تسكت...علي حسم أمري...إما أن أخسر مطالبي و حياتي و إما أن أخسر آنجل و فلورا


ذهبت أنا و جين إلى مكان شبه فارغ كما ذكرت لكم سابقا...يمكن أن نسميه تقريبا بالمهجور
-آنجل:لما أتينا إلى هنا بالضبط؟
-جين:لسببين
-آنجل:ما هما؟
-جين:أولا...لأنه مكان هادئ و يساعد على الإسترخاء...و كلما إسترخيتي أكثر كلما سهلت عليك عملية التواصل مع العالم الآخر
-آنجل:و ثانيا؟
-جين:ثانيا...لأن الأماكن الفارغة تكون عادة مليئة بالشياطين و الكائنات الغريبة
-آنجل:إذا؟...إن تمكنت من التواصل مع كائنات العالم الآخر فعليا فسأجد جيشا منهم يحيط بي و أصاب بسكتة قلبية و أموت و أرتاح من هذه القصص الغريبة؟
-جين:هههههه لما تكرهين حياتك لتلك الدرجة؟
-آنجل:أكره فقط كوني فتاة زُهرية...في السابق قبل أن أعرف كانت الحياة جميلة و هادئة...أما الآن فكلها رعب و جنون
-جين:ستعتادين على الأمر
-آنجل:هذا فقط إن لم أمت بسكتة قلبية
-جين:ههههه كفى مزاحا...لنبدأ عملنا
-آنجل:هيا
-جين:أولا حاولي الإسترخاء كما فعلتي سابقا و إنسي كل ما حولك و فكري فقط في العالم الآخر

فعلت كما طلب مني جين و بقيت مركزة بشدة و أرخيت جسدي ثم فتحت عيناي ببطئ...حين نظرت إكتشفت أنني تمكنت من فعلها و تحولت إضاءة العالم إلى خافتة...و لما إلتفتت لجين رأيت نورا غريبا يشع حوله كما لو أنه إنسان مختلف عن بقية البشر و هذا ما جعلني أفقد تركيزي و أعود لعالمي الطبيعي
-جين:ماذا؟
-آنجل:ما ذلك النور الغريب الذي يحيط بك!هل أنت بشري أصلا!
-جين:طبعا بشري و ماذا ظننتي؟
-آنجل:هالتك مختلفة عن البقية...هل لأنك تجيد السحر؟
-جين:لا...بل لأنني محمي ضد الكائنات الشريرة
-آنجل:كيف ذلك؟
-جين:عادة السحرة يقومون بتعويذات على أنفسهم لأنهم معرضون لِمس الشياطين بنسبة 99%
-آنجل:واااو...نسبة كبيرة
-جين:ماذا رأيتي أيضا؟
-آنجل:لا شيء آخر
-جين:حاولي مجددا...و هذه المرة إبقي هناك وقتا أطول

طبقت نفس الخطوات التي قمت بها أول مرة و فتحت عينيَّ ببطئ لأرى نفسي في ذلك العالم مجددا...ألقيت نظرة من حولي لأجد مجموعة من الشياطين و الجن تحيط بي...كانت أشكالهم مرعبة و بشرتهم مجعدة و لهم قرون متفاوتة الطول من كائن لآخر و شعر أشعث أيضا...و أكثر ما أرعبني فيهم عيونهم الحمراء بلون الدم

إبتلعت ريقي و تقدمت بخطوات مرتجفة نحو أقرب واحد فيهم محاولة التواصل معه
-آنجل:احم احم مرحبا يا سيد...شيطان أو جني أو لا أعلم ما أنت

نظر نحوي ذلك الكائن ليقفز قلبي رعبا و أحاول التشجع
-الشيطان:أنا شيطان
-آنجل:واااو أنت فعلا تتكلم مثلي
-الشيطان:هل يعتبر هذا إنجازا؟
-آنجل:و أيضا لديك لسان حاذق!
-الشيطان(يتنهد) :أيا يكن...ماذا تريدين أيتها الزُهرية؟
-آنجل(متوترة) :لا شيء...لا أعلم...أعني فقط أردت تجربة الكلام مع كائن غريب
-الشيطان:أتحتاجين المساعدة بشيء؟
-آنجل:لا أبدا...سلمت يداك
في لمح البصر إختفى ذلك الشيطان من المكان و لم يعد له أي أثر فبقيت أمسك قلبي من الصدمة لأنني أخيرا تمكنت من التقدم خطوة في هذا المشروع

كان جين بالقرب مني يراقب ما يحدث و يكاد ينفجر من الضحك لأنه يرى فتاة تكلم الهواء
-جين(يفكر) :بالنسبة لي أنا أعرف مالذي تكلمه...لكن إن رآها شخص غريب هكذا فسيظنها مجنونة ههههههه

نظرت من حولي مجددا لأجد مخلوقا آخر يجلس على الشجرة و قد بدا لي ودودا فتقدمت منه
-آنجل:مرحبا
-الشيطان:مرحبا
-آنجل:هل يمكنني مكالمتك إن لم تمانع؟
-الشيطان:ليس لدي وقت للثرثرة مع البشر
-آنجل:تبدو غير ودود
-الشيطان:لست أبدو غير ودود بل أنا بالفعل غير ودود
-آنجل:هل أزعجتك؟

إستقام ذلك الشيطان من فوق الشجرة و بلمح البصر هجم علي لأسمع صراخا مدويا يثقب أذني و أتراجع للخلف مرعوبة...لكن لحسن الحظ إقترب مني جين و أمسكني قبل أن أسقط للخلف فعدت لعالم البشر
-جين(بقلق) :أنت بخير؟
-آنجل(بخوف) :مرعب...مرعب
-جين:مالذي حصل؟
-آنجل(بخوف) :لا شيء...لنتوقف هنا أرجوك
-جين:لنعد للمنزل

بينما يحصل كل ذلك كان تاي بالقرب منا يتجسس علينا و عرف بشأن تمكني من التكلم مع مخلوقات العالم الآخر
-تاي(يفكر) :إذا هذا يعني أنها تستطيع إكتشاف حقيقة جيمين ببساطة...و إن عرفت فستتهرب منه و تفشل خطته و بهذا ستلغى الخطة و يتم تحريرنا من العقد و لن يتأذى أحد...رائع...و أخيرا لن أشعر بالذنب تجاهها أو تجاه نفسي

إجتمع كل من جيمين و تاي و هوسوك في الفندق ليخبراه بآخر المستجدات حول الخطة
-جيمين:مالجديد؟
-هوسوك:آه...لا شيء سيدي...لم نتوصل لأي أمر مهم قد يساعدنا
-جيمين:ماذا عن ذلك الحقير؟
-تاي:هو فقط يتجول بالجوار...و للآن لم يلتقي بآنجل
-جيمين(بإستغراب) :حقا لم يفعل!
-تاي:نعم
-جيمين:متأكد؟
-تاي:كل التأكد
-هوسوك:معه حق...أنا أيضا كنت أراقب و لم يحصل شيء
-جيمين:ماذا بشأن الفضولية فلورا؟
-هوسوك:آه...تلك...إنها حاليا بعيدة عن خطتنا فلا تقلق سيدي
-جيمين:جيد...لم يبقى الكثير...فقط أسبوعان

أوصلني جين للمنزل و حين دخلت عانقتني فلورا بحرارة
-آنجل:ماذا حصل؟
-فلورا:ظننت أنني لن أراكِ مجددا
-آنجل:ههههه و كأنني كنت في حرب
-فلورا:إنها أسوأ من الحرب...الفرق بينهما أن الحرب عدوها واضح أما في حالتك فهو ثعلب في جلد أرنب
-آنجل:مالقصة؟
-فلورا:أعلم أنك لن تصدقيني لكن تاي و هوسوك يتجسسان عليك
-آنجل:و لماذا قد يفعلان ذلك؟
-فلورا:لا أعلم...لكن نيتهم سيئة هم و جيمين
-آنجل:لا أرى لهم مصلحة مما يفعلونه
-فلورا:و ما أدراك؟
-آنجل:لأنني بحد ذاتي لست مستفيدة من نفسي فكيف سيستفيد الناس
-فلورا:متى ستتوقفين عن قول هذا الكلام و تفتحين عينيك للواقع؟
-آنجل:أوووف عدنا لتلك القصة

أمسكت بي فلورا من كتفاي الإثنين و وقفت بوجهي بكل جدية
-فلورا:أحقا لا تلاحظين أمورا غريبة حين تكونين مع جيمين؟أي شيء؟
-آنجل:لا أبدا
-فلورا:متأكدة؟
-آنجل:مالذي قد ألاحظه؟
-فلورا:لا أعلم...أي شيء قد يساعدني على فهم ما يريده منك
-آنجل:لا

تركت فلورا كتفاي ثم سارت نحو سريرها و إستلقت عليه بإحباط
-فلورا:تبا له
-آنجل:هل...
-فلورا(تقاطعها) :لاااا لست أغار من علاقتكما
-آنجل:لم أكن سأسأل عن هذا
-فلورا:ماذا إذا؟
-آنجل:هل تخرجين مع هوسوك مؤخرا؟
-فلورا:أففففف نعم...كنا نخرج...لكن الآن طلبت منه أن لا يريني وجهه الحقير مجددا
-آنجل:لماذا؟
-فلورا:لنفس السبب الذي أقوله لك مرارا و تكرارا
-آنجل:أظنك متأثرة بإنطباعك الأول تجاه جيمين
-فلورا:لاااا
-آنجل:صدقيني إن تعرفتي عليه عن قرب فستغيرين رأيك
-فلورا(بتقزز) :لا لا لا...هذا ما كان ينقصني

قاطعنا صوت هاتف فلورا و هو يرن فحملته و ردت على المكالمة
-فلورا:نعم أمي

تركت فلورا تتكلم براحتها في الغرفة ثم توجهت نحو المطبخ لأحضر شيئا آكله...بعده بلحظات رأيتها تخرج و تجمع بعضا من أغراضها المهمة كملابسها و حاسوبها و كتبها
-آنجل:ماذا هناك؟
-فلورا:تعرضت أمي لكسر في ساقها و علي الذهاب للمنزل للإعتناء بها
-آنجل:هذا مؤسف
-فلورا:سأعود حالما تشفى
-آنجل:لا بأس خذي وقتك فوالدتك أهم
-فلورا:إسمعي...لا أريد تكرار الكلام مليون مرة...كوني حذرة في تعاملك مع جيمين و لا تذهبا لأماكن فارغة وحدكما

كان كلام فلورا لا يهمني فهي دائما تكرر نفس القصة لكنني حاولت مجاراتها هذه المرة فقط حتى تذهب لبيت أهلها مرتاحة
-آنجل:حاضر
-فلورا:إن عدت و وجدتك خالفتي أوامري فسأقتلك
-آنجل:ههههه لن أفعل
-فلورا:باي...إهتمي بنفسك
-آنجل:و أنت أيضا

بعد أن غادرت فلورا مباشرة ذهبت و إرتديت معطفي و توجهت نحو الفندق لأكلم جيمين و أفهم مالذي يجري هنا

دخلت غرفة جيمين بعد أن فتح لي الباب و رمقته بنظرة باردة ليس لها أي تفسير
-آنجل:أحتاج بعض الشرح
-جيمين:شرح لما؟
-آنجل:هل حقا تتجسس علي؟

إبتسم جيمين بالكاد ثم توجه نحو زجاجة الشراب الموضوعة على الطاولة و سكب كأسا له
-جيمين:تريدين؟
-آنجل:لا

بعدها جلس على الأريكة ممسكا بالكأس و هو ينظر لي بثقة كأنني لم أطرح عليه السؤال من الأساس
-آنجل:إنني أكلمك
-جيمين:نعم؟هل قلتي شيئا؟
-آنجل:سألتك إن كنت حقا أرسلت تاي و هوسوك ليتجسسا علي؟
-جيمين(بإبتسامة) :و لما قد أفعل ذلك؟
-آنجل:و أنا ما أدراني؟
-جيمين:لا لم أفعل
-آنجل:فلورا ما تزال مصرة على أنك شخص سيء و هذه المرة تقول أن معها الدليل
-جيمين(بسخرية) :هههه فلتحضره إذا...ماذا تنتظر؟

إستقام جيمين و سار بخطوات بطيئة إلى أن وقف خلفي و وضع فمه على أذني و همس بوسوساته الخبيثة المعتادة
-جيمين(بهمس) :ملاكي...لما تواصلين السماح لها بملئ رأسك بالتفاهات...إنها غيورة و حاقدة و تريد تفريقنا بكل الطرق...إنسي ثرثرتها و ثقي بشيطانك فهو الوحيد الذي لن يضرك مهما ضرك الجميع
-آنجل(بشرود) :صحيح...إنها تكذب...إنها تغار من علاقتنا
-جيمين(بهمس) :رأيتي؟فقط تجاهلي ثرثرتها و ستكون الأمور بخير
-آنجل(بشرود) :سأتجاهلها



مر ذلك الأسبوع بسلام و لم يحصل فيه أي شيء مهم...كنت أنا و جيمين نلتقي بشكل طبيعي و نسيت موضوع تحذيرات فلورا نهائيا...إضافة إلى أنها في بيت أهلها مؤخرا لتعتني بأمها المريضة و أنا أعيش وحدي و يمكنني فعل ما أريد دون أن أن أقلق من ثرثرتها المتواصلة حول موضوع جيمين

وصلت الإمتحانات الجامعية و كنت غير مستعدة لها بالمرة...أعني أن أي شخص بضروفي لن يتمكن أبدا من التركيز على الدراسة

حاولت وقتها تنظيم وقتي و أخذت إجازة عن العمل و أهم شيء أنني قررت أن أتوقف عن مقابلة جيمين و تضييع الوقت حتى تمر الإمتحانات ثم نلتقي مجددا

ذهبت نحو الفندق حيث كان جيمين ينتظرني و بطبيعة الحال كنت حزينة لكنني مجبرة...أما هو فإرتسمت على وجهه تلك الإبتسامة الجميلة المعهودة
-جيمين:إشتقت لك
-آنجل(بخجل) :أنا أيضا
-جيمين:لنخرج معا...ما رأيك؟
-آنجل:بخصوص ذلك...علي التكلم معك
-جيمين:خيرا
-آنجل:الإمتحانات قريبة و علي أن أدرس...يكفيني كل الوقت الذي ضيعته
-جيمين:إذا فأنت تقولين أن الوقت الذي نقضيه معا يعتبر ضائعا
-آنجل:لاااا ليس كذلك...لكن عليك تفهمي
-جيمين:لا بأس...دراستك أولى...ماذا عن العمل؟
-آنجل:فكرت أن آخذ إجازة
-جيمين:فهمت
-آنجل:أنت لست غاضبا مني صحيح؟
جيمين(بإبتسامة) :أبدا...هذا حقك...دراستك أولى أما أنا فلن أهرب بعيدا
-آنجل:سنلتقي لكن ليس كثيرا
-جيمين:طبعا
-آنجل:سأعود للمنزل الآن
-جيمين:أعطني قبلة قبل أن تذهبي

قبلته قبلة سطحية ثم نظرت لوجهه الجميل و توجهت نحو الباب لأغادر...كنت كلما خطوت خطوة شعرت أنها آخر مرة أراه فيها و لكن لما أشعر بذلك؟...لقد تعلقت به بجنون لدرجة أنني إن لم أكلمه كل يوم أشعر بالفراغ...هذه المشاعر ليست مجرد إعجاب أو حب يمحى مع الزمن...أظن أنها عشق...نعم لقد عشقته بشدة و سأعاني الكثير بسبب غيابي عنه

وصلنا إلى باب الغرفة و حان وقت وداعنا...وقفت مقابلة لجيمين و نظرت لعينيه بحزن و لكن يبدو أنني أشتاق له قبل أن نفترق حتى...أتسائل كم من المؤلم لو أننا إنفصلنا بالفعل و كيف سأعيش دقيقة بدون رؤية وجهه الفاتن الساحر
-جيمين(بإبتسامة) :إهتمي بنفسك ملاكي...أحبك

كان سيغلق الباب و يدخل لكنني أوقفته و قبلته على شفتيه لفترة طويلة و لم يلبث إلى أن بادلني القبلة و عانقني بكلا ذراعيه
-آنجل(بحزن) :سأشتاق إليك كثيرا
-جيمين:لا تتكلمي كما لو أننا لن نرى بعضنا ثانية...نحن سنلتقي بعد أسبوع لمشاهدة ظاهرة القمر الدموي صحيح؟
-آنجل:أوه حقا...لقد نسيتها
-جيمين:هههه إذا تجهزي
-آنجل:بالطبع سأكون جاهزة



✴برأيكم : هل ستكتشف آنجل حقيقة جيمين قبل أن يضحي بها؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

عشقت شيطان (النسخة القديمة) Empty
مُساهمةموضوع: رد: عشقت شيطان (النسخة القديمة)   عشقت شيطان (النسخة القديمة) Icon_minitime1الجمعة يونيو 04, 2021 8:53 pm

رواية عشقت شيطان : الفصل الخامس عشر


في الفندق كان هوسوك يطوف بالغرفة ذهابا و إيابا و هو يفكر إلى أن عاد تاي و نزع حذاءه و رمى نفسه على السرير
-تاي:بما تفكر؟
-هوسوك:بقي أسبوع واحد على ظاهرة القمر الدموي و حينها سنتحرر من العقد و نحصل على رغباتنا
-تاي:لا أعلم ما رأيك بالموضوع يا صديقي لكنني قررت التراجع
-هوسوك:أنت جاد؟
-تاي:طبعا
-هوسوك:لكنك ستموت
-تاي:فكرت في إحتمال يمكنه حل هذه الورطة بأقل الخسائر
-هوسوك:ما هو؟
-تاي:الآنسة آنجل تمكنت أخيرا من التحكم بقواها و التكلم مع الشياطين
-هوسوك:ماذا!هذا يعني...
-تاي:بلى...معناه أنها قد تستطيع إكتشاف حقيقة الشيطان جيمين و هدم خطته
-هوسوك:هذا يعني أيضا بأننا لن نحصل على مطالبنا
-تاي:عن أي مطالب تتحدث يا فتى؟لم أعد أريد شيئا إذا كان على حساب إنسانة بريئة
-هوسوك:أتعلم؟لقد فكرت في نفس الشيء...لا يمكنني مواجهة فلورا مجددا إن حصل لآنجل مكروه
-تاي:لهذا السبب علينا تمني أن تكتشف حقيقته و تتخرب الخطة
-هوسوك:و ماذا لو أخذها بالغصب حتى لو كانت تعرف حقيقته؟
تاي:ماذا!
-هوسوك:هو بالتأكيد لن يهتم لصراخها و ترجيها و سيجرها للطقوس الشيطانية يوم إكتمال القمر الدموي
-تاي(بإحباط) :مهلا!لم أفكر في هذا الإحتمال!
-هوسوك:إذا فلا فائدة من أحلامنا الواهية...أنجل ستتأذى لا محالة و لا يمكن لأحد منع جيمين

شعر كلاهما بالإحباط الشديد و صمتا لفترة بينما يحاولان إيجاد إحتمال آخر قد يغير الموقف
-تاي:مهلا!أنت تحب فلورا و لا تريدها أن تتأذى صحيح؟
-هوسوك:بلى
-تاي:أي أن الشخص الذي يحب لا يمكنه إيذاء محبوبه مهما كانت الضروف
-هوسوك:لما تتكلم كأنك لم تواجه شعور الحب في حياتك
-تاي(بإعتيادية) :لأنني بالفعل لم أواجهه...لذا سأستفيد من خبرتك
-هوسوك:مالقصة؟إشرح لي فأنا لا أفهم شيئا
-تاي:جائتني فرضية جديدة...ماذا لو أن الشيطان جيمين قد أحب آنجل بالفعل...ألن يمنعه هذا من إيذائها؟

نظر له هوسوك لفترة بوجه متجهم ثم إنفجر من الضحك
-تاي:لما تضحك؟
-هوسوك:هههههه قال يحبها قال ههههه أنت مجنون ههههههه
-تاي(بجدية) :صديقي...الموضوع لا يضحك
-هوسوك:هههههههه بلى ههههههه شيطان يحب بشرية ههههههههه إنه مضحك ههههههه
-تاي:ممممم هو بالفعل مضحك و لكن...منذ أن بدأت هذه التجربة مع الشيطان صرت أفكر بأن أي شيء ممكن

توقف هوسوك عن الضحك ثم نظر لتاي بجدية و كأنه يوافقه الرأي
-هوسوك:هذا إحتمال ضعيف جدا...تقريبا بنسبة 1%
-تاي:أليس غريبا كيف أنه يعاملها بلطف شديد و عاطفة رغم كونه مجرد شيطان
-هوسوك:فعلا...يعاملها بإهتمام زائد
-تاي:رأيت؟لست خبيرا بالحب لكن من خلال مراقبة الناس عرفت أنه يمكن تزييف المشاعر و لكن الإهتمام لا
-هوسوك:معك حق!إنه فعلا مهتم بها كفتاة
-تاي:إن حصل فعلا و قرر جيمين التراجع فهكذا ستحل القصة و لا حاجة لأن نؤذي أنجل أو نفعل أي شيء
-هوسوك:أتمنى ذلك


في ذلك الوقت ذهبت لزيارة سولجي لأطمئن على صحتها فهي ما تزال تتعالج في المستشفى...خاصة بعد ما حصل معها مؤخرا و رؤيتها للعيون الحمراء فقد شعرت بالفضول لمعرفة المزيد حول الموضوع فأنا أصدقها

دخلت الغرفة لأجد سولجي تجلس بجوار النافذة و تشاهد الناس الذاهبين و القادمين
-آنجل:مرحبا
-سولجي:آنجل!سررت بزيارتك
-آنجل:ماذا تفعلين يا فتاة؟عودي لفراشك و ارتاحي فجراحك لم تشفى بعد
-سولجي:أريد الخروج من هنا فقد مللت
-آنجل:أعلم أن الوضع ممل لكن عودي للفراش هيا

إصطحبت سولجي لسريرها و غطيتها ثم أمسكت بيدها
-آنجل:لا أود الضغط عليك أو تذكيرك بما حصل و لكنني أشعر بالفضول حول الكائن ذو العيون الحمراء الذي رأيتِه

فجأة شعرت بيد سولجي ترتجف و تغيرت ملامح وجهها للخوف
-سولجي(بإرتجاف) :ربما يعود
-آنجل:لا لا لن يعود...لن أسمح له
-سولجي(بإرتجاف) :أنا لست مختلة عقليا...لقد رأيته بالفعل و حاول قتلي
-آنجل:أصدقك
-سولجي(بإرتجاف) :أنا لم أخطئ بشيء و لكنه هاجمني...أخاف أن يعود مجددا و يفعلها
-آنجل:إن أراد لمسك فليقتلني أولا
-سولجي(بإرتجاف) :لاااا لا تقولي ذلك...مخالبه حادة و مؤلمة...لا أريدك أن تجربيها
-آنجل:أخبريني...أين رأيته بالضبط؟
-سولجي(بإرتجاف) :كان بآخر الرواق و لكن لم يظهر منه سوى ظله بسبب الضوء المنعكس...بعدها هاجمني رغم أنني لم أفعل له أي شيء
-آنجل:ربما هاجمك فقط لأنك رأتي حقيقته
-سولجي(بإرتجاف) :لا أعلم...حقا لا أعلم...مهما كنتُ أصرخ طالبة النجدة فلا أحد يرد علي
-آنجل:حسنا لننسى الموضوع...إتفقنا؟
-سولجي:إتفقنا

نمت تلك الليلة بعد أن أنهكني التعب و غرقت في نوم عميق...الأمور التي تحصل مؤخرا تجعل الإنسان يتعب نفسيا و جسديا...لا بل تسوقه للجنون

حلمت هذه المرة مجددا بالفتاة المصلوبة و ثلاث أشخاص ينظرون لها دون أن يساعدوها...أصبح ذلك الحلم يتكرر على مرآي في أوقات كثيرة و هذا ما جعلني أشعر بالريبة حوله...كيف فجأة إختفت الكوابيس و الشياطين ذات العيون الحمراء و حل مكانها هذا الحلم الذي يتكرر و يتكرر دون أن أفهم المغزى منه


في اليوم التالي إستيقظت و نظرت من حولي...نظرت للساعة لأجدها السابعة صباحا...نهضت و تناولت فطوري و إغتسلت و جلست أدرس للإمتحانات

إستغرقت وقتا طويلا في الدراسة إلى أن آلمني رأسي لكن هذه المرة على الأقل شعرت أنني بدأت أتعمق بالدروس و أفهمها

أخذت فترة راحة قصيرة و ذهبت لأتناول غدائي...مر أسبوع منذ غادرت فلورا المنزل و لكنني لم أعتد بعد على غيابها...المكان ممل بدونها...عادة ما كانت تضيف جوا مرحا للمنزل أما الآن فكل شيء ممل

جلست على طاولة المطبخ بعد أن جهزت الطعام ثم أخذت أقضم من شطيرة اللحم التي أعددتها ريثما تذكرت قدرتي الغريبة التي لا يمتلكها أحد...بما أنني تمكنت من التحكم بها نوعا ما فلماذا لا أستخدمها مرة أخرى و أحاول تعويد نفسي عليها...إنها أمر ولد معي و سيموت معي و تهربي هكذا لن يغير شيئا...و بدل تضييع الوقت عليَ تسخيرها جيدا و التحكم بها

جلست و ارتخيت على الكرسي و أغمضت عيني و فعلت كما كنت أفعل كل مرة...هذه المرة حين فتحت عيناي رأيت شيطانا يزحف في أعلى زاوية الغرفة...بدا لي شكله مرعبا و خاصة أنه يحدق بي
-آنجل(متوترة) :احم...مرحبا

في لمح البصر ركض ذلك الشيطان بعيدا خارج المنزل و غادر و لأنني مجرد بشرية فلم أتمكن من اللحاق بسرعته المذهلة
-آنجل:لماذا هرب!لا بد من أنني أخفته...نعم بشرية تخيف شيطانا ههههههه هذا مضحك

تجولت في باقي المنزل محاولة إيجاد كائنات أخرى إلى أن وجدت كائنا مختلفا هذه المرة و لم يكن شكله مخيفا مثل الشيطان الذي رأيته بل هو جميل و منير و ناعم
-آنجل:مرحبا
-الجني:مرحبا سيدتي
-آنجل:هل أنت شيطان؟
-الجني:لا...جني
-آنجل:آااا لهذا شكلك مختلف
-الجني:ليس شكلي فحسب بل حتى مواصفاتي
-آنجل:أتعني أن الجن يختلفون عن الشياطين؟
-الجني:كثيرا
-آنجل:أخبرني مالفرق؟
-الجني:الشياطين كلهم أشرار و قبيحو المظهر...أما الجن فيهم الطيب و فيهم الشرير
-آنجل:ماذا عنك؟
-الجني:لست شريرا لا تقلقي
-آنجل:أوووو إرتحت الآن...لكن أخبرني ماذا تفعل في منزلي؟
-الجني:نحن الجن نتواجد في كل مكان...هذه حياتنا
-آنجل:أيعني أنكم تراقبوننا و تعرفون كل أسرارنا التي لا يعرفها أي أحد؟
-الجني:طبعا
-آنجل(محرجة) :أوووه...معناه أنك تعرف...
-الجني:نعم...أعرف أنك تستخدمين إصبعك للعق علبة الإيسكريم حين تنتهي
-آنجل(محرجة) :ههههه لم أقصد ذلك...هناك أسرار عني أخطر من ذلك
-الجني:أعرفها كلها فأنا معك في البيت طوال الوقت
-آنجل(محرجة) :أنت لن تخبر أحدا صحيح
-الجني:و من سأخبر؟لا أحد يستطيع رؤيتي غيرك
-آنجل(بإرتياح) :ههههه هكذا أحسن
-الجني:هل من خدمة سيدتي؟
-آنجل:خدمة؟آاااه لا أبدا
-الجني:إن إحتجتي أي خدمة أو معلومة فيمكنك طلبها مني و من باقي إخوتي الجن
-آنجل(بإستغراب) :و لما قد تنفذون طلباتي؟
-الجني:هذا عملنا...نحن الجن موضوعون لخدمة الإنسان الزهري
-آنجل:إذا إن طلبت منك إحضار المثلجات لي الآن فستفعل؟
-الجني:ما هذا الطلب السخيف!
-آنجل:ههههههه أردت فقط التجربة
-الجني:حسنا

لم تمضي ثواني حتى وجدت صحن مثلجات كبير بكل النكهات موضوعا أمامي فإنصدمت
-آنجل:وااااو إنك مثل علاء الدين و المصباح السحري
-الجني:لا تأكلي المثلجات في الشتاء و إلا ستمرضين
-آنجل(بإبتسامة) :لن أفعل...طلبتها فقط حتى أتأكد من صدق كلامك
-الجني:إسمعي يا زُهرية...ليس كل الجن جيدين و ليسوا كلهم يلبون الطلبات بدون مقابل لذا إحذري مِن مَن تطلبين
-آنجل:فهمت...شكرا لك على تعليمي يا سيد...؟
-الجني:آريس
-آنجل:تشرفت بمعرفتك آريس
في لمح البصر إختفى آريس من المنزل و بقيت بمفردي أبتسم...إنها حقا تجربة رائعة جعلتني أشعر بأن كوني زُهرية ليس بالأمر المخيف و السيء...بل و شوقتني لمعرفة المزيد حول الموضوع

في ذلك الوقت ذهب جين للفندق الذي أعمل فيه و وجد جونجوا تقف في الإستقبال
-جونجوا:كيف أساعدك؟
-جين:أنت صديقة آنجل صحيح؟
-جونجوا:بلى...إن أتيت لرؤيتها فلن تجدها لأنها في إجازة
-جين:لا...لا...لم آتي لأجلها بل لكي أسألك عن حبيبها
-جونجوا:جيمين؟
-جين:نعم...هل تعرفين أين أعثر عليه؟
-جونجوا:إنه نزيل هنا عندنا في الفندق
-جين:معقول!
-جونجوا:بلى
-جين:هل يمكنني زيارته؟
-جونجوا:طبعا...سأعطيك رقم غرفته
-جين(بإبتسامة) :جيد جدا

توجه جين نحو غرفة جيمين و دق جرس الباب و حين فتح له إنصدم و تراجع للخلف...تقدم منه جين بخطوات بطيئة و كلما فعل كلما إبتعد الآخر
-جيمين:ماذا تريد؟
-جين:من تكون؟
-جيمين:أنت من تكون؟لقد جئت لغرفتي ثم تسألني هذا السؤال!
-جين:أعرفك نفسي...أنا جين...صديق آنجل الذي تطلب منها الإبتعاد عنه طول الوقت

بدأت قوى جيمين تخور بسبب إقتراب جين منه...هو يعرف أنه محمي من الشياطين و لا يمكنه قتله لكن إن بين له ضعفه فسيعرف حقيقته
-جيمين:أنت الذي تحاول التقرب من ملاكي إذا
-جين:ملاكك!وااو...إسم رومنسي
-جيمين:لا أفهم مالذي تريده
-جين:لا شيء...أردت فقط التعرف على حبيب صديقتي...بدوت لي شخصا مثيرا للريبة في البداية لكن الآن غيرت رأيي...أنت عادي
-جيمين:و أنت وغد...إبتعد عن آنجل
-جين:سأفعل...لا أحب سرقة أي فتاة من حبيبها على كل حال

إبتسم جين و انحنى بأدب ثم غادر الغرفة و أغلق الباب خلفه...كان يريد التأكد من نوايا جيمين تجاهي لكنه كان واثقا في كلامه و ثابتا مما جعله يغادر دون أن يستفيد شيئا

بعد أن غادر جين خارت قوى جيمين ليرمي نفسه على الأرض و يحاول إستجماعها...لم يرد أن يسكت هذه المرة أيضا و لذلك قرر وضع حد لهذه القصة

إجتمع جيمين بتابعيه تاي و هوسوك في غرفته و هو لا يكاد يقوى حتى على التحرك
-تاي:سيدي...أنت بخير؟
-جيمين(بعصبية) :ذلك الحقير...إنه يهدد بقائي...يجب قتله
-تاي:من؟
-جيمين(بعصبية) :جين و من غيره؟إن بقي يحوم بالجوار فسيفسد خطتي
-هوسوك:هو لم يفعل شيئا لحد الآن
-جيمين(بعصبية) :هل تنتظران أن يقتلني لكي تتحركا؟ها؟
-تاي:هل تعمد إيذائك؟
-جيمين(بعصبية) :لم يتعمد...لكن وجوده بالجوار يستنزف طاقتي و من الممكن أن أختفي بمجرد أن يلمسني
-هوسوك:إذا فهو يؤذيك من دون أن يدرك ذلك؟
-جيمين:بلى...أقتلاه...لا أريد تهاونا أكثر...أريد أن تكون هذه آخر مرة أرى فيها وجهه المشؤوم
-تاي و هوسوك:حاضر سيدي

ذهب تاي و هوسوك لغرفتهما و جلسا يتكلمان حول الموضوع و هما مترددان
-تاي:أنا لم أجرؤ في حياتي على قتل ذبابة فلما أقتل بشريا!
-هوسوك:لأنك وقعت العقد
-تاي:تبا لهذا العقد التافه...لقد ندمت عليه أشد ندم
-هوسوك:جهز نفسك...سنقوم بالعملية هذه الليلة
-تاي(بدلال) :لا أريد
-هوسوك:نحن لن نقتله فعليا بل سنبعده عن طريق الشيطان جيمين لبعض الوقت
-تاي:مالذي تخطط له؟
-هوسوك:سنؤذيه و ندخله المستشفى فحسب...هكذا لن يتمكن من الوقوف في وجه جيمين مجددا و لن يتأذى
-تاي:واااو أنت تفكر بذكاء هذه الأيام...ما سرك؟
-هوسوك:فقط أريد إنهاء هذه المهزلة بأقل خسائر ممكنة و التحرر من العقد
-تاي:ههههه أنت طيب يا صديقي...لا تصلح أن تكون عبدا للشيطان
-هوسوك:بل لا أحد يستحق أن يكون عبدا له...الأمر خطير
-تاي:معك حق...حين أتحرر هذه المرة سأقدر نفسي أكثر و أحاول الإبتعاد عن كل ما يتعلق بالعقود و الشياطين...لا بأس بأن تكون لقيطا طالما أنت مسالم و لا تؤذي أحدا على حساب مصالحك
-هوسوك:رأيت؟أخيرا بدأت تفهم للحياة
-تاي:هذا بفضلك يا صديقي

في تلك الليلة ذهب تاي و هوسوك نحو منزل جين و والدته السيدة جيون...كان جين حينها قد دخل المنزل و ذهب لغرفته لكي ينام...السيدة جيون تنام باكرا أما هو فيقضي الوقت خارجا و يعود في وقت متأخر

فتح جين باب غرفته بهدوء و قبل أن يشغل الضوء أحس بشخص موجود معه في الغرفة و ما إن كاد يلتفت حتى هجم عليه هوسوك و حاول جرحه في ذراعه بالسكين

تراجع جين ليتفادى الصدمة بأعجوبة و يقف محدقا بوجه هوسوك الذي يغطي وجهه بقناع
-جين:من أنت؟

لم يرد هوسوك و حاول التهجم عليه مجددا بينما جين يتفادى الهجمات واحدة تلو الأخرى...و في آخر لحظة أخذ منه السكين و رماه تاركا إياه دون سلاح
-جين:لنتواجه رجلا لرجل و بدون أسلحة

قام كلاهما بالعارك و لكم بعضهما بقوة إلى أن أمسك جين بالسكين و كان سيطعن به هوسوك لولا أن تاي تدخل و طعنه من ضهره لتبدأ دماءه بالسيلان و تملأ كل الغرفة

كان مكان الإصابة خطيرا و من المحتمل أن يقتل جين و هذا ما جعل تاي يشعر بالهلع و يهرب ثم لحق به هوسوك


ركض تاي بعيدا و هو يرتجف و مهما كان هوسوك ينادي عليه فهو لا يرد عليه و لا يبدي أي إهتمام...إلى أن توقف يحدق بقفازيه المملوئين بالدم
-هوسوك:صديقي
-تاي(بإرتجاف) :سيموت
-هوسوك:ما كان عليك إصابته في ذلك المكان
-تاي(بإرتجاف) :لو لم أفعل ذلك لقام بإيذائك
-هوسوك:لقد تخربت الخطة...الآن فلنأمل أن ينجو
-تاي(بإرتجاف) :هذا مرعب...قد يموت بسببي...أنا لم أقتل أحدا في حياتي
-هوسوك:لن يموت...لا تقلق
-تاي(بإرتجاف) :ماذا لو مات؟
-هوسوك:حينها أنا سأتحمل المسؤولية كونك فعلتها لأجلي

كان تاي يرتجف بإستمرار و يحدق بالفراغ شارد الذهن و هذا ما جعل هوسوك يشعر بالذنب و يضع مسؤولية ما حصل على عاتقه...لكن لم يكن لديهما خيار سوى الإنتظار و رؤية ما سيحصل لعل الأمور تؤول للأحسن

في صباح اليوم التالي نهضت و ذهبت لإجراء أول إمتحان...كنت وقتها متوترة و أول ما فكرت فيه هو إرسال رسالة لجيمين لأشعر بتحسن و أيضا لأنني أشتاق إليه...كتبت له رسالة فيها (شيطاني...هل أنت بخير؟إشتقت لك كثيرا...أنا الآن على وشك إجراء الإمتحان...قم بتشجيعي فأنا لا شيء بدونك)

إنتظرت عدة لحظات حتى وصلني الرد من عنده (ملاكي...فايتينغ...أعلم أنك ستفعلينها لأنك ذكية و مجتهدة)

كلمة واحدة من جيمين جعلتني أحس بالنشاط و الطاقة تسري في جسدي و هذا ما حصل...لقد بدأت الإمتحان بكل نشاط و جاوبت على كل الأسئلة التي أعرفها بسرعة البرق

كان هناك أيضا أسئلة صعبة لم تكن لدي أي فكرة عن إجابتها فبقيت أنظر للورقة بشرود و أنا أعصر دماغي

بينما أضيع الوقت على شيء لا أملك إجابة له أخذني الفضول لأعرف هل قاعة الإمتحانات تحتوي على كائنات العالم الآخر أم أنها ليست كذلك...ربما كان تفكيري تافها و لكن أستمتع حين أفعل ذلك
-آنجل(تكلم نفسها) :هيا شغلي الرادار

أغمضت عيناي و إسترخيت لأنتقل للعالم الآخر و كان ذلك سريعا...الأمر يصبح أبسط بالنسبة لي في كل مرة

كانت القاعة بالفعل تحوي على كائنات غريبة و كان أحدها بالقرب مني
-آنجل(بهمس) :هي أنت!
-الجني:ماذا؟
-آنجل(بهمس) :ماذا تفعل هنا؟
-الجني:هذا هو المكان الذي أعيش فيه
-آنجل(بهمس) :تعيش في الجامعة؟ألم تجد مكانا أفضل لتبقى فيه؟
-الجني:و لما يهمك الأمر من الأساس؟
-آنجل(بهمس) :معك حق

لاحظ الأستاذ أنني أتصرف بطريقة غريبة فظن أنني أغش و إقترب مني
-الأستاذ:أحذرك

واصلت التظاهر بأنني أكتب على ورقة الإجابة و بعد أن رحل نظرت نحو الجني مجددا
-الجني:بدل التركيز عليَ ركزي على إمتحانك
-آنجل(بهمس) :لا شيء يخطر ببالي
-الجني:كان عليك المذاكرة
-آنجل(بهمس) :تعرف...حين تكون حياتك مليئة بالحوادث الغريبة فلا يمكنك التركيز على شيء

إلتزمت الصمت للحظات حينما مر الأستاذ بجانبي و ركزت على ورقتي محاولة كتابة أي شيء لكن لا شيء يخطر على بالي
-آنجل(بهمس) :أخبرني يا جني...هل لديكم إمتحانات و دراسة مثل التي لدينا؟
-الجني:لا
-آنجل(بهمس) :و لا حتى وظائف و مراكز عمل؟
-الجني:لا
-آنجل(بهمس) :هل تعرف أجوبة هذا الإمتحان
-الجني:بلى
-آنجل(بهمس) :لا أظن ذلك
-الجني:قلت بلى
-آنجل(بهمس) :إذا ساعدني...أنا في ورطة و لا أريد الرسوب
-الجني(بتململ) :حسنا

ساعدني الجني في حل بعض أسئلة الإمتحان فخرجت منه و أنا متحمسة و متأكدة أنني سأحصل على علامة جيدة لكن ما إن كدت أخرج من باب الجامعة حتى شعرت بالذنب الشديد
-آنجل(تفكر) :هذه الموهبة أهم من أن أستخدمها في الغش...عيب علي...ما بالي!علي التوقف و المذاكرة جيدا و أخذ علامتي بكل أحقية...لا مجال للغش بعد الآن...سأفعلها بمفردي و إلا فلا



✴برأيكم : من يكون الشيطان الذي هرب حينما رأته آنجل؟و هل سيموت جين بسبب الضربة التي تلقاها من تاي؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

عشقت شيطان (النسخة القديمة) Empty
مُساهمةموضوع: رد: عشقت شيطان (النسخة القديمة)   عشقت شيطان (النسخة القديمة) Icon_minitime1الجمعة يونيو 04, 2021 8:55 pm

رواية عشقت شيطان : الفصل السادس عشر


خرجت من قاعة الإمتحانات بكل حماس و سعادة بعد أن ساعدني الجني اللطيف الذي كان بجانبي و ما إن كدت أعود للبيت حتى وردني إتصال من السيدة جيون
-آنجل:طاب يومك سيدتي
-جيون:آنجل...أنا لست بخير...جين موجود بالمستشفى
-آنجل:خيرا؟!
-جيون:لقد تم الإعتداء عليه البارحة من قبل رجلين
-آنجل(بقلق) :هل هو بخير الآن؟
-جيون:نعم...لكن عليك المجيء للمستشفى لأن علي مكالمتك بموضوع
-آنجل:سآتي فورا

توجهت للمستشفى على وجه السرعة و هناك قابلت السيدة جيون و أخذتني لغرفة جين...لحسن الحظ إصابته لم تكن خطيرة لكنهم أجروا له عملية خياطة للجرح و طلبوا منه البقاء في السرير لعدة أيام
-آنجل:كيف تشعر الآن؟
-جين:ههههه بشيء يحرق في ضهري...مثلما يحرق الملح الجرح
-آنجل:من هذان الحقيران اللذان فعلا ذلك؟هل تعرفهما؟
-جين:لا...خاصة و أنه ليس لدي أي خلافات مع أي شخص
-جيون:أظن أن للأمر علاقة بآنجل
-آنجل:أنا؟!
-جين:كفى أمي...أخبرتك أنه من المستحيل أن يكون الأمر كذلك
-جيون:قلتي من قبل أن أحدهم إستهدف صديقتك فلورا و سولجي أيضا
-آنجل:بلى
-جيون:إذا جاء الدور على جين
-جين:أمي!!
-جيون(بحدة) :أغلق فمك...علينا إخبارها لكي تأخذ حذرها من الآن فصاعدا
-جين:لكن ليس بهذه الطريقة...أنت هكذا تقولين لها بأن الجميع يتأذى بسببها و هو أمر خطأ

شردت بذهني لللحظات أحاول التفكير بالموضوع...هل حقا أنا السبب في تأذي هؤلاء الناس؟لكن لما هم وحدهم من يتأذون بينما أنا المعنية بالموضوع لم يحصل معي شيء!!
-آنجل:ألم ترى هذه المرة عيونا حمراء؟
-جين:لا
-آنجل:غريب!!من المفروض أن يكون هناك رابط بين الحوادث لكنني لا أجد شيئا
-جيون:لنتكلم في الخارج

خرجت أنا و السيدة جيون و جلسنا في رواق المستشفى على إحدى الكراسي
-آنجل:أنا بالفعل أشعر و كأنني السبب في تأذي من حولي و لكن ما الحل لإيقاف ذلك؟
-جيون:الحل بقص المشكلة من جذورها
-آنجل(بإنفعال) :كيف سأجد الجذور من الأساس؟الأمر يبدو كما لو أنني أركض وراء خيط خفي...لا أعلم حتى من عدوي...لا أعلم مالذي يريده...لا أعلم لما يؤذي أصدقائي بدلا مني
-جيون:أحيانا يكون عدونا أقرب مما نعتقد لكننا لا نراه

تمعنت في كلام السيدة جيون بعض الشيء إلى أن خطرت على بالي فكرة...حينها أغمضت عيني و دخلت للعالم الآخر و شاهدت في آخر الرواق نفس الشيطان الذي رأيته في بيتي و حينما رآني أحدق به هرب ثانية و إختفى
-آنجل:إنه هو مجددا
-جيون:من؟
-آنجل:هناك شيطان غريب رأيته مرتين للآن و هو يهرب كلما كشفته
-جيون:معقول أنه هو من ترينه في كوابيسك؟و نفسه أيضا الذي هاجم أصدقائك؟
-آنجل:لا أعلم
-جيون:أبقي نظرك عليه...إياك و السماح له بالإقتراب منك فبالتأكيد نيته خبيثة و إلا ما كان ليهرب
-آنجل:فهمت

قبل أن أعود للبيت أردت أن أسأل السيدة جيون عن أمور أخرى بخصوص موضوع العالم الآخر...لذلك أخبرتها عن منام الصليب الذي أراه مؤخرا
-جيون:لا أعلم ماذا يعنيه ذلك بالضبط و لكن ما أعرفه أن الزُهريين يملكون رؤيا صادقة
-آنجل:ماذا تعني؟!
-جيون:أي أن بعضا من أحلامهم تكون رؤية للمستقبل
-آنجل:أي أنني سأواجه ذلك الموقف و أرى فتاة الصليب؟
-جيون:إحتمال
-آنجل:ترى من تكون فتاة الصليب تلك؟و من الثلاثة الذين معها؟
-جيون:بما أنك قررتي إستكشاف قواك فسأعطيك كتابا يتكلم عن الإنسان الزهري و ستعرفين الكثير
-آنجل:هذا أفضل

ذهبت للبيت و وضعت الكتاب على مكتبي...كان عنوانه مكتوبا بخط يكاد يختفي (الإنسان الزهري) ...أوراقه قديمة و رائحته كرائحة الغبار...فتحته...كان فيه حوالي 100 صفحة و كلها متآكلة على الجوانب و متسخة...إضافة لصور عديدة و رموز غير مألوفة و مخيفة...و في إحدى الصفحات رأيت عنوانا يتكلم عن ظاهرة القمر الدموي
-آنجل:أوووف أنا أشعر بالفضول لقراءته لكن لدي إمتحانات...علي الدراسة أولا و بعدها سأتفرغ لهذا الأمر

هممت بالدراسة وقتها دون أن أعرف أن عداد حياتي يسجل العد التنازي و لم يبقى له سوى 6 أيام فقط


في الفندق إجتمع جيمين بتاي و هوسوك
-جيمين:قتلتماه؟
-هوسوك:لا...حاولنا لكنه لم يمت
-جيمين(بإنزعاج) :أوووف...لو لم يكن محميا ضد الشياطين لتخلصت منه بنفسي...أنتما لا تفعلان أي شيء بشكل صحيح

تأفأف جيمين مرات متوالية ثم نهض و وقف بجانب النافذة ليرى أن القمر قريب جدا و على وشك الإكتمال
-جيمين:بقيت 6 أيام فقط...هل حضرتما كل ما نحتاجه؟
-تاي:نعم سيدي
-جيمين:أولا مكان هادئ و عالي
-تاي:هناك مثله في أحد ضواحي سيؤول
-جيمين:ثانيا رسم دائرة بالدم في ذلك المكان
-هوسوك:سنرسمها بدمنا إن أردت ذلك سيدي
-جيمين(بخبث) :تابعان جيدان...ثالثا نحتاج لعضام و جثث مستخرجة من القبور
-تاي:سيدي...أنا و هوسوك نبشنا ثلاثة عشر قبرا لأجلك و كل شيء جاهز
-جيمين:هههههه جيد جدا...بقي المكون الرئيسي...جثة آنجل و دمها

إقشعر بدن كل من هوسوك و تاي من التقزز و الخوف لينطق تاي بدون وعي
-تاي:أيمكن أن تؤذيها و أنت تحبها؟

نظر نحوه جيمين بإنزعاج و إقترب منه بخطوات بطيئة و حدق بعينيه الخائفتين لفترة
-جيمين:أطبق شفتيك أو ستسبقها للجحيم

شعر تاي بالخوف فصمت و أنزل رأسه
-جيمين:يمكنكما المغادرة...سأتولى البقية بنفسي
-تاي و هوسوك:حاضر سيدي


في تلك الليلة أكملت مراجعة دروسي و أكلت طعامي ثم أخذت قسطا من الراحة على سريري...لم أرى جيمين منذ يومين و هذا الأمر يجعلني أشعر بالجنون...أريد رؤيته بشدة و إلا لن يرتاح قلبي

بدون تردد إندفعت كالغبية و ذهبت نحو الفندق و طرقت باب غرفة جيمين بقوة من شدة الإشتياق و حين فتح لي عانقته بحرارة و أغمضت عيناي لأشعر بجسده الذي أعتبره ملجأ و راحة لي

لم يكن جيمين متفاجأ مما فعلته بل بادلني العناق هو أيضا و قبلني على رأسي مرات متوالية دليلا على أنه يفتقدني بجنون مثلما أفتقده
-آنجل:إشتقت لك
-جيمين:أنا أيضا

من شدة إشتياقي له لم أستطع أن أتركه مطلقا لذا عانقته لفترة طويلة و كان هو يفعل المثل...ليس هناك راحة مثل الراحة التي يشعر بها الإنسان حين يعانق من يحب

في آخر المطاف بعد أن إكتفيت من معانقته إبتعدت عنه و فتحت عيناي و لكنني دون أن أدرك إنتقلت للعالم الآخر...و حين نظرت بوجه جيمين رأيت شيطانا بعيون حمراء يبتسم لي!

تجمدت في مكاني من الصدمة و بقيت أحدق بجيمين...هل ما أراه حقيقة أم أنني أتوهم!!إنه شيطان و ليس بشريا!!طوال الوقت كان كذلك و لكنني لم أنتبه لأمره بسبب إنجرافي وراء الحب و عدم محاولتي البحث عن حقيقته بتاتا

دقائق و أنا أحدق به مصدومة و قد كان جيمين مستغربا مثلي
-جيمين:آنجل؟
-لا رد
-جيمين:مالأمر؟
-لا رد

كنت وقتها تائهة في دوامة...مازلت لم أصدق ما تراه عيناي الآن...فقط وقفت أحدق به بشرود و مهما كان يصرخ علي أن أستيقظ فأنا لم أكن أهتم

بعد لحظات عدت لعالم البشر و رأيت جيمين بشكله البشري البريء و الوسيم...من كان يصدق أن حقيقة هذا الرجل هي شيطان قبيح و مخادع
-آنجل(بشرود) :آه...آه...مالذي يجري هنا؟
-جيمين(بقلق) :أنا الذي علي سؤالك

فكرت حينها في مهرب من تلك المعضلة...لا أريده أن يعرف أنني كشفته و إلا سيؤذيني...أخبرني ذلك الجني الذي كلمته بان الشياطين كلها شريرة و هذا يضمن جيمين أيضا...لذا فكرت في طريقة ما للخروج من هناك بدون أن أكون محل شك
-آنجل:كنت أشعر بمغص شديد في بطني
-جيمين(بقلق) :و الآن؟
-آنجل:الآن أشعر بتحسن
-جيمين:لقد أخفتني...تعالي و إجلسي
-آنجل:لا لا...سأغادر
-جيمين:لكنك أتيتي للتو
-آنجل:بلى...لكن علي المغادرة...أتيت فقط حتى أراك
-جيمين:هل أوصلك؟
-آنجل:لا لا لا...لا تتعب نفسك...أعرف الطريق
-جيمين:حسنا ملاكي

سار جيمين ناحية باب الغرفة و لحقت به...وقتها كنت سأخرج مباشرة لكنه شدني من معصمي و أمسك بخداي ليقبلني قبلة رومنسية على شفتاي...وقتها كنت في دوامة مشاعر غير مفهومة على الإطلاق...كنت أشعر بالخوف و التقزز و الرعب و الغرابة و الصدمة
-جيمين:إهتمي بنفسك ملاكي
-آنجل(بشرود) :أنت أيضا

خرجت نحو الرواق و سرت بخطوات بطيئة و شرود و حينها مرت هاني بجانبي
-هاني:طاب يومك آنجل

كنت وقتها شاردة الذهن و لم أسمع شيئا و هذا ما أقلق هاني فلحقت بي و أمسكت بذراعي لأقفز من الخوف
-هاني:آنجل!
-آنجل(بشرود) :آه هاني أهلا
-هاني:كلمتك و لم تردي...أهناك خطب ما؟
-آنجل(بشرود) :لا...أبدا...ماذا قد يكون
-هاني:تصرفاتك غريبة
-آنجل(بشرود) :غريب!!مالغريب!!
-هاني:هل كنتِ عند جيمين؟
-آنجل(بشرود) :جيمين!!هل حقا هناك بشري يدعى جيمين!!
-هاني(بقلق) :متأكدة أنك بخير؟
-آنجل(بشرود) :بلى...سأعود للبيت

تركت هاني قلقة علي و مشيت نحو البيت...كان الشارع مضلما و الناس في بيوتهم يحتمون من البرد ما عدا أنا...كنت أسير عدة خطوات و أتوقف و أكرر نفس السؤال (هل حقا جيمين شيطان؟) مازلت لا أستطيع إستيعاب ذلك...أين ذكرياتنا الجميلة التي قضيناها معا؟أين حبنا الأبدي الذي تعاهدنا عليه؟أين الثقة العمياء التي أعطيناها لبعضنا؟...هو فعلا لا يحبني و لا يهتم لأمري بل يفعل كل ذلك لأجل هدف ما

أثناء مروري بالطريق إشتريت عدة زجاجات شراب و ذهبت للمنزل...أنا عادة لست من النوع الذي يشرب إلا إن مررت بوقت عصيب...و أظن أن هذا هو الوقت المناسب لأشرب و أفقد الوعي و أنسى واقعي المؤلم

دخلت المنزل و وقفت أحدق بالجدران من حولي بشرود...أشعر بألم خانق في صدري و لا يمكنني حتى التنفس براحة...عقلي مشوش...أنفاسي مضطربة...جسدي يرتجف بقوة و أشعر بالبرد...أمسكت بوجهي و كنت سألطمه من شدة الحزن الذي يساورني إلا أنني تمالكت نفسي

حاولت كبت الغيض في داخلي لكنني لم أستطع مما جعل شهقاتي ترتفع و دموعي تنهمر بدون توقف لساعات و ساعات...أخذت زجاجات الشراب و تجرعتها دفعة واحدة و أنا أكاد أموت من القهر و مع كل رشفة أرى وجه جيمين أمامي لتزيد رغبتي أكثر بشرب المزيد و المزيد

في السابق كنت حين أتحطم فإن جيمين أول من أركض إليه ليخفف عني و لكن ماذا عساي أفعل الآن و هو سبب ما أنا عليه...هذا الشعور جعلني أحمل زجاجات الشراب و أضربها بالحائط لتنكسر و يتطاير الزجاج بكل مكان مثل قلبي الذي تمزق لأشلاء...سرت في الغرفة و أنا ثملة حتى دست على قطعة زجاج فجرحتني و سال الدم من رجلي الحافية...نظرت للدم الذي يسيل على الأرض و حملت قطعة زجاج حادة و وضعتها على رقبتي

في زاوية الغرفة سمعت صوت الجني آريس ينادي علي
-آريس:هل هكذا تحل المشاكل؟
-آنجل:لا...لكن في حالتي نعم
-آريس:أعلم ما مشكلتك و أعلم أن الإنتحار ليس حلا أيضا لذا ضعي قطعة الزجاج جانبا

رميت قطعة الزجاج ثم ألقيت بجسدي المتعب على الأرض و أنا أتنهد
-آنجل:هل تعلم أنني أعطيته ثقة و حبا أعمى؟
-آريس:أعلم
-آنجل:هل تعلم حجم الألم الذي يجتاحني
-آريس:أعلم
-آنجل:لا...لا تعلم...فلا أحد يحس بالجمر إلا من داس عليه

أغمضت عيناي لأفقد الوعي و أغوص في نوم عميق إلى صباح اليوم التالي


في الغد فتحت عيناي لأجد نفسي ما أزال نائمة على الأرض و الزجاج مبعثر من حولي...تذكرت أن لدي إمتحانا فأسرعت و تجهزت و حملت أغراضي متجهة لمركز الإمتحان رغم أن نفسيتي متعبة و عقلي مشوش

حين ألقيت نظرة على الهاتف في الطريق وجدت رسالة من جيمين تقول (صباح الخير...أتمنى لك التوفيق في الإمتحان...أبذلي جهدك حتى تتخرجي و نحتفل معا...أحبك ملاكي)

شعرت بالإنزعاج و الغضب الشديد وقتها...كيف يتجرأ و يواصل التمثيل علي و مالذي قد يستفيده من هذا على كل حال؟...رددت عليه بإيموجي إبتسامة لكنني في الحقيقة كنت أحترق كرها و غيضا

ذهبت لقاعة الإمتحان و أجريت إمتحاني ثم عدت للبيت لأنضف قطع الزجاج من ليلة أمس ثم رميت جسدي على الأرض أفكر...أشعر بالقهر على نفسي لأنني لا أستطيع الهروب من هذه الورطة...الإنتحار ليس حلا...و الهروب بعيدا أيضا ليس حلا لأنني أخاف أن يتأذى شخص آخر بسببي من الذين أحبهم

فجأة طرأ على بالي سؤال غريب...هل يمكن للشياطين أن تتنكر كبشر؟و كيف ذلك؟...الإجابة يملكها شخص موجود هنا معي بالمنزل...إنه آريس

دخلت العالم الآخر مجددا فوجدت آريس بجانبي
-آنجل:آريس...أحتاج مساعدتك
-آريس:حول ماذا؟
-آنجل:أخبرني...هل الجن و الشياطين يمكنها التحول لبشر؟
-آريس:نعم...أحيانا
-آنجل:أنت تعرف الشيطان جيمين صح؟
-آريس:نعم
-آنجل:أخبرني بكل ما تعرف عنه
-آريس:ليس من السهل جمع معلومات عن الشياطين لأنهم غير ودودين و حين تقتربين منهم تصبحين في خطر...لكن ما أعرفه أن من الصعب الظهور بهيئة إنسان إلا إذا كان شيطانا ذا مكانة رفيعة
-آنجل:إشرح لي أرجوك
-آريس:في عالم البشر هناك السلطة و المال...و في عالم الشياطين هناك القوة و التجبر...أي أن الشيطان الأقوى هو الذي يتحكم ببقية الضعفاء...و كلما كان طاغيا أكثر كلما حصل على ميزات أكبر
-آنجل:إذا فجيمين شخصية مرموقة في عالم الشياطين
-آريس:بلى...هو بالفعل من الندرة الذين يمكنهم التشكل بهيئة بشري لوقت طويل
-آنجل:مالذي يريده مني؟و لما يستمر بالتمثيل أمامي؟
-آريس:لا أعلم...و لكن إن أردتي يمكنني أن أعرف لأجلك إلا أن الأمر خطر
-آنجل:لا...لا أريد التضحية بأحد آخر

إبتسمت و نظرت نحو آريس...كان جنيا لطيفا و مسالما و إرتحت له كثيرا
-آنجل:لما تساعدني؟
-آريس:لأنني خادمك سيدتي
-آنجل:ههههه لا تناديني بسيدتي...لا رسميات بيننا
-آريس:أتحتاجين شيئا؟
-آنجل:لا

إنصرف آريس عن المكان و ذهبت لأدرس لإمتحان الغد...حاولت بذل جهدي قدر المستطاع و سأرضى و لو بعلامة مقبول لأن ما أمر به هذه الأيام يجعلني أفقد صوابي و تركيزي...إضافة إلى أنني لا أريد أن أغش مجددا و أسرق الإجابات من الجن الموجودين في قاعة الإمتحان


في مساء أحد الأيام كنت أدرس فسمعت جرس الباب...نهضت لأفتح لأنصدم بأنه جيمين و على وجهه إبتسامة خبيثة...تراجعت للوراء عدة خطوات و حاولت تمالك نفسي كي لا أكشف مع أنني في أعماقي أكاد أموت من الرعب
-جيمين(بإبتسامة) :مفاجأة!
-آنجل:جيمين...يالها من مفاجأة سارة
-جيمين:سارة!إذا لماذا لست سعيدة؟

حاولت الإبتسام بالكاد لكن بدت إبتسامتي متكلفة و سطحية
-آنجل:بسبب ضغوطات الإمتحانات فأنا أمر بوقت صعب
-جيمين:أتفهمك

إقترب جيمين مني و عانقني و كاد قلبي وقتها يتوقف من الخوف و ملامحي باردة
-جيمين:لم أزعجك صحيح؟
-آنجل:أبدا
-جيمين:إشتقت لرؤيتك فأتيت
-آنجل:لا مشكلة
-جيمين:هلا تناولنا الغداء معا؟
-آنجل:بالتأكيد

لم يكن ذلك توقيتا مناسبا أبدا...أنا هنا أكاد أموت من الخوف و علي أن أدرس بينما هو يأتي و يتظاهر بأن كل شيء طبيعي و فوق ذلك يقول أنه إشتاق إلي!من أين تأتيه هذه الطاقة للتمثيل؟لو كنت مكانه لسئمت منذ زمن...أشعر بالفضول لأعرف ماذا يريد مني

طلب جيمين الطعام و أوصله لنا موصل الطلبات ثم جلسنا نتناوله...أنا كنت مركزة على طعامي محاولة تخفيف التوتر عني لكن هو يواصل النظر إلي و يبتسم...أردت أن أكشفه و أخبره أنني أعرف كل شيء لكنني خائفة...خائفة من أن يقتلني هنا و لا يعرف عني أحد
-جيمين:ملاكي
-آنجل:ها؟
-جيمين:سنلتقي يوم ظاهرة القمر الدموي صحيح؟
-آنجل:صحيح
-جيمين:لقد وجدت مكانا جميلا نذهب إليه لنتمكن من رؤيته أفضل
-آنجل:أين؟
-جيمين:في أحد الهضبات الموجودة في ضواحي سيؤول
-آنجل:و لما لا نشاهده من هنا فقط؟
-جيمين:لأن منظره في المدينة لن يكون واضحا مثل الضواحي الأخرى
-آنجل:صحيح
-جيمين:سأنتظرك في الفندق و نذهب معا
-آنجل:حسنا
-جيمين:أنا متشوق لذلك اليوم
-آنجل:أنا أيضا

أحاطني جيمين بذراعيه و تراجع للخلف لنسترخي كلانا على الأريكة...وقتها كان قلبي يدق بقوة و هذا ما جعله يلاحظ توتري
-جيمين:متوترة؟
-آنجل:لا أبدا...من قال ذلك؟
-جيمين:قلبك ينبض بسرعة
-آنجل:ربما...لأنني إشتقت لك و لعناقك
-جيمين:ممممم أتعلمين ماذا يعني هذا؟
-آنجل:ماذا؟
-جيمين:بأنك تريدينني بجانبك اليوم

إبتلعت ريقي و تنهدت بهدوء...لم أكن أريده أن يبقى معي فأنا أصلا أتحسس من وجوده و أكرهه
-آنجل:فعلا و لكن...لدي إمتحانات...أتذكر ما إتفقنا عليه سابقا؟
-جيمين:نعم...قلتي أنه بعد أن تكملي الإمتحانات سنلتقي براحتنا
-آنجل:نعم
-جيمين:أود ذلك حقا و لكنني أشتاق إليك...ألا يمكننا البقاء معا وقتا أطول...اليوم فقط...أعدك أن لا أزعجك بعدها
-آنجل:لا...لا...لا

سحبت جيمين من يده و أخذته نحو باب الخروج و دفعته خارجا
-آنجل:سنلتقي حين أنهي الإمتحانات
-جيمين(بإنزعاج) :لما تتصرفين هكذا فجأة!

لقد كدت أن أكشف لذلك علي التصرف و تحسين الوضع...إبتسمت بتكلف و قبلت جيمين على خده
-آنجل:أحبك
-جيمين:و أنا أيضا ملاكي
-آنجل:باي...إهتم بنفسك

أغلقت الباب خلفه بعد أن ودعته ثم وضعت كفاي على وجهي و جلست أرضا...أنا متأكدة من أن موتي قريب على يديه...لست أهتم إن مت أم لا فالمشاعر التي تعتريني تقتلني و تمزقني في اليوم مئة مرة



✴برأيكم : كيف ستتصرف آنجل و هل ستجد حلا قبل أن تتم التضحية بها؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

عشقت شيطان (النسخة القديمة) Empty
مُساهمةموضوع: رد: عشقت شيطان (النسخة القديمة)   عشقت شيطان (النسخة القديمة) Icon_minitime1الجمعة يونيو 04, 2021 8:56 pm

رواية عشقت شيطان : الفصل السابع عشر


بعد أسبوع حافل بالإمتحانات وصلت عطلة نهاية الأسبوع...كان يومها يوم السبت و هو اليوم الذي ستحدث فيه ظاهرة القمر الدموي...ذلك اليوم لم أشعر بالراحة...بدا كما لو أنه آخر يوم في حياتي...كما أخبرتني السيدة جيون فإن حدس الزُهريين حقيقي

جلست في غرفتي أرتب خزانة المستندات التي أصبحت في حالة فوضى بسبب الإمتحانات و أثناء تجولي بين الكتب وجدت الكتاب الذي أعطته لي السيدة جيون عن الإنسان الزهري...مازلت لم أقرأ منه و لا صفحة و أصلا من يهتم؟أشعر بأنه لن يفيدني في شيء سوى قلب حياتي أكثر مما هي مقلوبة...وضعت الكتاب على مكتبي و خرجت لآخذ جولة حول المدينة لآخر مرة و أصفي ذهني

في ذلك الوقت ذهب تاي و هوسوك إلى مكان معزول في سيؤول و هو عبارة عن هضبة صغيرة عالية يمكن من خلالها رؤية القمر الدموي بوضوح
-هوسوك:هذا هو الموقع...لنبدأ العمل
-تاي(بحزن) :الآنسة آنجل ستموت
-هوسوك(بحزن) :أعرف
-تاي(بحزن) :هل سنتركها تموت؟
-هوسوك(بحزن) :لا أعلم...مازلت مترددا
-تاي(بحزن) :إن نحن هربنا الآن و تركنا هذه الطقوس الشيطانية فهل ستتمكن من النجاة؟

ربت هوسوك على كتف تاي ثم تجاهله و أخرج عضام الموتى من صندوق السيارة ليبدأ الطقوس بمفرده
-تاي(بحزن) :ما يزال الوقت مبكرا على التراجع

تجاهله هوسوك و أكمل في عمله لكن تاي بقي واقفا يراقب بحزن
-هوسوك(بعصبية) :أنا أيضا لا أريد فعلها و لكن هل لدي خيار آخر؟تعال و ساعدني
-تاي(بحزن) :حسنا

قام كلاهما بتجهيز المكان و رسم دائرة بدمهما و توزيع عضام الجثث على كل قطر الدائرة و في وسطها قاما بوضع صليب
-هوسوك:إنتهينا...الآن لننتظر أن يأتي السيد جيمين
-تاي(بحزن) :أتمنى أن يغير رأيه و لا يأتي
-هوسوك:أتمنى ذلك أيضا

مع حلول المساء كانت فلورا في منزل أهلها تساعد أمها في الجلوس على السرير و شغلت لها التلفاز لتشاهداه معا...أثناء مرور الإعلانات رأت فلورا إعلان ظاهرة القمر الدموي
-والدة فلورا:سيحدث اليوم...جميل
-فلورا:تذكرت...آنجل متهورة و لن تستمع لتحذيراتي المتواصلة حول الحذر من جيمين...علي الذهاب إليها
-والدة فلورا:ماذا قلتي؟
-فلورا:لا شيء...تذكرت أمرا و علي العودة لمنزل صديقتي لبعض الوقت

عادت فلورا لمنزلي و حينما دخلت لم تجد أحدا هناك...بعدها دخلت غرفة النوم و ألقت نظرة عليها لتجدها فارغة أيضا

ألقت نظرة على الغرفة لتجد كتاب الإنسان الزهري موضوعا على الطاولة و بما أنها من عشاق قراءة الكتب إقتربت منه و ألقت نظرة على عنوانه
-فلورا(بإستغراب) :الإنسان الزهري!ما هذا العنوان الغريب!و لما قد تأتي آنجل بكتاب كهذا!

قاد الفضول فلورا إلى قراءة بعض من الكتاب و حينما قرأت أول صفحة عرفت من يكون الإنسان الزهري و ما مواصفاته و حينما رأت أنه يملك خطا أفقيا في يده تذكرت أمرا
-فلورا:خط أفقي!أليس لدى آنجل واحد مثله!فعلا...حينما سألتها عنه قالت أنه مجرد عيب خلقي و ليس بالأمر المهم

أكملت فلورا قراءة بعض الصفحات و هي مصدومة إلى أن وصلت لصفحة تتكلم عن ظاهرة القمر الدموي...و ما زادها صدمة هو الفقرة الأولى التي قرأتها من تلك الصفحة (هناك رابط قوي بين الإنسان الزُهري و ظاهرة القمر الدموي...حيث أن القمر و الشمس يكونان على مستوى واحد مع كوكب الزُهرة و هذا يعطي القمر لونا أحمر مميز و يكسب الإنسان الزهري طاقة مضاعفة)

توقفت فلورا عن القراءة للحظات حتى تستوعب ما يجري بعدها أكملت

(...و يمكن للإنس و الشياطين الإستفادة من دم الإنسان الزهري في الحصول على المجد و القوة و ذلك بالتضحية به صلبا و قتلا أمام القمر الأحمر...)

لم تستطع فلورا إكمال القراءة لأنها أخيرا فهمت كلما يجري...إهتمام جيمين المفاجئ بي...حادثة إغتيالها في الشارع...حادثة سولجي...حادثة جين...تصرفان جيمين و هوسوك و تاي الغريبة...العيون الحمراء الغامضة التي يتحدث عنها الجميع...كوابيس العيون الحمراء...كل ذلك أصبح واضحا وضوح الشمس
-فلورا:إذا فهم سيقومون بالتضحية بآنجل لأجل شيطان!...علي منعهم

نظرت فلورا للساعة فوجدت أن ظاهرة القمر الدموي لم يبقى لها سوى دقائق و حينما ألقت نظرة على الكتاب عرفت أن تلك الظاهرة تستمر ساعة و نصف بالضبط أي ما يزال هناك وقت كثير لتنفيذ الطقوس

حملت فلورا هاتفها و اتصلت بي و لكنني وقتها أغلقت هاتفي على جيمين حتى لا يتصل بي و يزعجني بينما أتجول في المدينة لآخر مرة
-فلورا(بإنزعاج) :تبا!ربما تأخرت...علي الركض للفندق

ركضت فلورا بأقصى سرعة لديها نحو الفندق الذي يبعد عن بيتنا ربع ساعة تقريبا و كانت تلهث من التعب و العطش و تصتدم بالناس المارين دون إكتراث...كان همها الوحيد إنقاذي قبل أن يتم التضحية بي و من شدة خوفها إنزلقت و سقطت في الدرج و تأذت رجلها
-فلورا(بقلق) :آنجل...علي إنقاذ آنجل

لم يكن يهمها الجرح المؤلم و الدماء التي تنزل من ركبتها و حاولت إكمال طريقها و هي تعرج حتى وصلت للفندق و وجدت لي هناك في الإستقبال
-فلورا(بقلق) :آنجل...أين آنجل؟
-لي(بإستغراب) :مالقصة!
-فلورا(بقلق) :هي هنا صحيح...أخبريني أنها ما تزال في الفندق
-لي:لا...لم أرها تأتي
-فلورا:و جيمين؟
-لي:نعم...هو الآن بغرفته
-فلورا:تبا له...سأريه

صعدت فلورا نحو غرفة جيمين و طرقت الباب بقوة و حين فتح لها دخلت و بسقت على وجهه
-فلورا(بعصبية) :أيها الحقير الوضيع...إن لمست شعرة منها فسأقتلك

نظر جيمين لمكان البسقة على قميصه ثم عبس بوجهه
-جيمين:ظننت أنني لن أرى وجهك اللعين مجددا
-فلورا(بعصبية) :لقد عرفت بخصوص مخططك للتضحية بآنجل أيها اللعين...ظاهرة القمر الدموي...الإنسان الزهري...كل هذه الأمور أصبحت مكشوفة لي
-جيمين(بإبتسامة ساخرة) :كيف تمكنتي من معرفة ذلك!أنت حقا بطلة و تستحقين تمثالا تكريميا بعد موتك

حملت فلورا زهرية كانت موضوعة بالغرفة و أشارت بها في وجه جيمين كتهديد
-فلورا(بعصبية) :اليوم...إما أن أموت أنا أو تموت أنت...لا مجال ليعيش كلانا...لن أسمح لك بإيذاء آنجل حتى لو مت في سبيل ذلك
-جيمين(بسخرية) :ههههه كم أنت وفية...مؤسف أن آنجل لم تقدرك حق تقدير...لقد ظنت أنك تغارين من علاقتنا
-فلورا(بعصبية) :لا ألومها...هناك شخص حقير يلعب برأسها
-جيمين:أنت لن تبقي بعيدة عن المشاكل إذا؟
-فلورا(بعصبية) :لا و ألف لا...سأنقذ آنجل و أنت ستدفع الثمن و تنقرض
-جيمين(بخبث) :كما ذكرت سابقا...هذا إنذارك الثالث...أي أن الموت يدق الباب عليك

إبتسم جيمين بخبث و أضائت عيناه باللون الأحمر مما جعل فلورا تنصدم...هي كانت تظنه عبدا للشيطان لكن لم يخطر على بالها أنه الشيطان بحد ذاته...لكنها رغم ذلك بقيت ممسكة بالمزهرية و في أتم إستعداد للهجوم

بدأ جسد جيمين البشري يتحول شيئا فشيئا...إختفت بشرته و حل محلها جلد أحمر مجعد...عيناه الجميلتان تحولت للحمراء بالكامل و صارت أضيق و أحد...نمت له قرون مخيفة على رأسه و شعره الجميل الناعم أصبح اشعثا و متسخا...جسده الرجولي المتناسق تحول لجسد عملاق و مخيف...أضافره صارت أطول و أحد من السيف...بإختصار لقد رأت الشيطان أمام عينيها
-جيمين(بإبتسامة خبيثة) :لنحضى ببعض المتعة هههههه


كنت وقتها ما أزال أتجول في المدينة بشرود...نظرت لساعتي لأجد الوقت قد حان للذهاب لمقابلة جيمين...مازلت خائفة و غير مرتاحة لكن علي إنهاء ذلك و الراحة من هذا العالم

توجهت نحو الفندق لأجد لي و ألقي عليها التحية بحزن
-لي:أنت هنا؟كانت فلورا تبحث عنك
-آنجل:لماذا؟
-لي:لا أعلم...بدا الأمر طارئا
-آنجل:أين هي الآن؟
-لي:صعدت لغرفة جيمين
-آنجل(بصدمة) :لما ذهبت إليه!
-لي:حقا لا أعلم لكنني غير مرتاحة فقد بدت عليها العصبية الشديدة تجاه جيمين
-آنجل(بقلق) :بسرعة...أعطني مفتاح غرفة جيمين الإحتياطي
-لي:حسنا

أخذت المفتاح و ركضت نحو غرفة جيمين و دون إنتظار إقتحمت الغرفة لأجد فلورا مرمية أرضا و الدماء تحيط بها من كل جهة و جيمين الشيطان بجسده الحقيقي المرعب يقف عند رأسها

صدمت مما رأيته و لكن ركضت نحو فلورا و جثوت عندها و أنا أحاول تمالك نفسي و أحركها محاولة إيقاظها
-آنجل(بإرتجاف) :فلورا... فلورا ...عزيزتي...إستيقظي
-لا رد
-آنجل(بإرتجاف) :آسفة...لقد حذرتني منه مرارا و تكرارا و لكنني لم أستمع إليك...ردي علي...قولي أي شيء...لا تموتي
-لا رد

أحسست بيد جيمين على كتفي فأبعدتها بعنف و أكملت محاولاتي لإيقاظ فلورا دون جدوى...لذلك أنزلت رأسي على معدتها الغارقة بالدماء و بدأت أبكي
-جيمين:لنذهب
-آنجل(ببكاء و عصبية) :دعني و شأني
-جيمين:هذا ليس طلبا بل أمرا
-آنجل(ببكاء و عصبية) :أجبرني
أمسك بي جيمين رغما عني و حملني بينما أصرخ و اضربه و في لمح البصر إنتقل بي حيث مكان الطقوس

نظرت من حولي لأجد تاي و هوسوك يحدقان بي بحزن و ذراعيهما ما يزالان ينزفان من الدم الذي إستخدماه لرسم دائرة الطقوس
-جيمين:إربطاها على الصليب

تقدم كلاهما مني و جراني نحو الصليب و نظرا لوجهي الباكي و المنزعج
-آنجل(ببكاء) :كيف تفعلان بي ذلك؟لقد وثقت بكما و إعتبرتكما صديقاي

تجاهل كلاهما كلامي و ربطاني علي الصليب...لحظات حتى هبت رياح باردة شديدة و تقلب الجو...بعدها نظرنا للقمر لنجد أنه بدأ في الإحمرار شيئا فشيئا و هذا يعني بداية ظاهرة القمر الدموي

وقتها أنزلت رأسي و تقبلت الأمر الواقع...ماذا عساي أفعل في هذا الحال...أنا في خطر و لن يتمكن أحد من إنقاذي...إضافة لألم الخذلان الذي أعيشه من تاي و هوسوك و جيمين هناك أيضا فلورا التي لا أعلم إن كانت ما تزال حية أم لا

هذا يشبه المنام الذي رأيته مرات عدة...أنا كنت الفتاة المصلوبة و الثلاث أشخاص الذين كانوا معي هم جيمين و تاي و هوسوك...أستحق ذلك لأنني فتاة ساذجة

بعد لحظات إكتسى القمر بلون أحمر كامل و أصبح كبيرا و بارزا كما لو أنه على بضع خطوات منا...حان وقت بداية الطقوس...حانت اللحظة التي سأموت فيها
-جيمين(يفكر) :حانت اللحظة التي كنت أنتظرها...الآن سأحصل على القوة التي تمنيتها...آسف يا ملاكي...أردت أن نقضي وقتا أطول معا و لكن علي المغادرة...أنت أيضا ستغادرين لمكان أجمل و هو الجنة...لا تظني أن ما فعلته هو لمصلحتي فقط بل لمصلحتك أيضا...الناس يعتبرونك مجرد وسيلة للمجد و هذا يزعجني...فليغادر كلانا مرتاحين

تقدم جيمين و نظر بوجهي المطأطأ
-جيمين:الآن...إجرحاها من رجلها

لم يرد عليه كل من هوسوك و تاي إلى أن كرر الجملة لهما مرة ثانية...حينها إقترب تاي و وضع السكين بتردد على رجلي
-جيمين:أسرع

كانت يد تاي ترتجف بشدة و عقله مشوش و لم يتجرأ على لمسي
-جيمين(بعصبية) :إفعلها و إلا أقسم بأنني سأجعلك تسبقها للجحيم

شعر تاي بالخوف فقام بإحداث جرح في كلا رجلاي لتنزل الدماء منهما بغزارة و تسيل داخل الدائرة المحيطة بنا...بعدها سمعت تاي و هوسوك يتمتمان بكلمات غريبة و مخيفة لا معنى لها و رأيت نورا يسطع من جيمين ليملأه بالقوة...وقتها بدأت أشعر بطاقتي تنخفض شيئا فشيئا و بأنه سيغمى علي...إضافة لشعوري بروحي بدأت تخرج من قدمي ببطئ

أغمضت عيناي مودعة للحياة و فكرت في كل الذين أحبهم... عائلتي...إخوتي ...فلورا...هاني و لي و جونجوا و سولجي و هايلين...السيدة جيون و جين...إضافة لجيمين الذي أحببته في يوم ما و تاي و هوسوك اللذان وثقت بهما

فتحت عيناي مرة أخرى لأجد شخصا خامسا غيرنا...إنه شيطان...لكنه أضخم من جيمين و واضح انه أقوى منه
-جيسوب:مفاجأة...هل إشتقت إلي يا أخي؟
-جيمين(بعصبية) :أنت...مالذي تفعله هنا؟
-جيسوب:لا شيء على الإطلاق هههههه...أتيت لأراك و أنت تغش
-جيمين(بعصبية) :لا مجال للغش في عالم الشياطين...البقاء للأقوى
-جيسوب:هههههه في حالتك لا...أنت مسكين...لا تثق بنفسك و لا بقواك...لذلك تستخدم فتاة زهرية حتى تهزمني
-جيمين(بعصبية) :إخرس...هذا شيء يخصني
-جيسوب:بما أنه يخصني أيضا فسأتدخل هههههه

تقدم مني الشيطان المدعو جيسوب و أفلتني من الصليب و حملني بين ذراعيه...كنت وقتها على وشك الموت لذلك لم أفعل شيئا سوى المراقبة...آخر ما رأيته أن الضوء الذي كان يحيط بجيمين تحول إلى نار و بدأ يصرخ بألم...و من بعيد هوسوك و تاي يراقبان بخوف...بعدها فقدت الوعي



فتحت عيناي مجددا لأجد نفسي في غرفة صغيرة غريبة جدرانها متسخة و ليس لها لا أبواب و لا نوافذ...كان الأمر أشبه بوجودي في صندوق مغلق و لكن ما جذب إنتباهي هو الإضاءة الخافتة و الجو الدافئ المكتئب...أدركت حينها أنني لست في عالم البشر...حاولت قدر المستطاع إغماض عيناي و العودة لعالمي لكنني لم أنجح...يبدو أنني علقت في هذا العالم و لا مهرب لي

حاولت السير لكن شعرت بالجروح التي في رجلاي تحرقني...النزيف توقف لكن الألم حاد جدا...جلست على الأرض مجددا و تذكرت ما جرى...يبدو أنني لم أكن أحلم...إن جيمين بالفعل شيطان و قد حاول التضحية بي هو و هوسوك و تاي...و كل ما حصل أيضا حقيقي...حتى فلورا الآن في خطر...أتمنى فحسب أن يكون أحد قد لاحظ وجودها و أسعفها قبل أن تموت

بعد دقائق من الإنتظار ظهر ذلك الشيطان الذي خطفني من العدم و وقف عند رأسي
-آنجل:من أنت؟
-جيسوب:أنا أخ الشيطان المتهور الذي خدعك و أنت كالغبية وثقتي به بكل سهولة
-آنجل(بإنزعاج) :صحيح...كل ما قلته صحيح
-جيسوب:له له له لا تحزني فالرجال ملايين في هذه الحياة...أوبس...هل قلت الحياة؟قصدت الجحيم
-آنجل:مالذي تتكلم عنه؟
-جيسوب:سأرسلك للجحيم هههههه
-آنجل:هل ستقتلني؟
-جيسوب(بسخرية) :نعم و ماذا ظننتي؟أنني أنقذتك لأنني طيب؟ههههههه أنا شيطان يا فتاة...كما أن دم الزهريين لذيذ جدا و سيمدني بقوة أكبر...لقد وكلت شيطانا ليتجسس عليك لكنك تكشفينه في كل مرة

لم يصدمني الكلام الذي قاله فأنا بالفعل تعرضت للخذلان مليون مرة و محاولات القتل لم تعد تخيفني...كلما فعلته هو التراجع للخلف و البقاء على إستعداد تام لأي هجوم
-جيسوب:هههههه لم تعودي تخافين شيئا
-آنجل:لقد شهدت حوادث قتل و إعتداء و دم مرات كثيرة...تعرضت للخذلان مرات كثيرة...تمت التضحية بي من قبل أشخاص إعتبرتهم أغلى من نفسي...رأيت الجن و الشياطين و كلمتهم...فلما قد أخاف منك أنت؟

كلامي كان مستفزا بالنسبة له مما جعله يغضب و يضغط على قبضته بقوة
-جيسوب(بعصبية) :أقسم أنني سأعلق رأسك على حائط غرفتي لتبقي عبرة للثرثارين أمثالك

تجهز جيسوب للهجوم علي و وقتها ظننت أن الموت يلوح لي من بعيد...شريط حياتي أصبح يتكرر أمام عيناي و بدأت أتذكر أيامي الجميلة و الحزينة...مهلا!رأيت ذكرى مهمة...رأيت آريس و السيدة جيون يخبرانني ببعض مميزات الإنسان الزُهري...قالا لي بأن لديه خدما من الجن ينفذون أوامره و يحمونه...إنها فرصتي لكي أنجو من هذه المعضلة و أختبر صحة ما سمعته منهما
-آنجل(تصرخ) :يا خدم الإنسان الزهري...أنا أستدعيكم

لم أرمش حتى فوجدت آريس واقفا بيني و بين جيسوب الذي لم يبدأ هجومه بعد
-آريس:سيدتي
-آنجل:آريس...إقضي عليه فهو يريد أذية سيدتك
-آريس:أمرك

في غمضة عين إمتلأت تلك الغرفة الشبيهة بالصندوق بمختلف أنواع الجن و على رأسهم آريس الذي يقودهم...تجهم وجه جيسوب و تراجع للخلف محاولا الهرب و لكن سرب الجن هجموا عليه و قاموا بتمزيقه إربا إربا أمام مرأى عيناي...ما يحصل بالفعل يستحق جائزة أوسكار للدراما و الأكشن!


فتحت عيناي مجددا لأجد نفسي مستلقية على بلاط غرفتي...حدقت في السقف لفترة محاولة تذكر ما حصل...بدا أشبه بالحلم...هل يعقل أن كل شيء كابوس مرعب من كوابيسي!

ركضت نحو النافذة لأجد لون القمر أحمر و لكنه إختفى بلمح البصر...لقد إنتهت ظاهرة القمر الدموي و إنتهى معها كابوس عشته لثلاث أشهر...الحمد لله...الآن لن أقلق بشأنها حتى الثمانية عشرة سنة القادمة

أغمضت عيناي لأدخل في العالم الآخر فوجدت آريس واقفا بجانبي و إبتسمت له
-آنجل:شكرا جزيلا لك...لولاك أنت و باقي الجن لما نجوت من هناك
-آريس:هذا واجبي سيدتي
-آنجل:هيييي لا تنادني سيـ...

تذكرت أمر جيمين حين كان يطلب مني أن لا أناديه بسيدي...و منه تذكرت أمر فلورا أيضا
-آنجل(بقلق) :فلورا!
-آريس:إنها بخير...لقد نقلت للمستشفى
-آنجل:علي الإطمئنان عليها

ركضت بأقصى سرعة للمستشفى فوجدت لي تنتظر خارج غرفة العمليات بينما فلورا بالداخل
-آنجل:هل هي بخير؟
-لي:لا أعلم...نحن ننتظر النتيجة
-آنجل:أرجو أن تكون بخير

بعد دقائق خرج الطبيب و أخبرنا أن حالتها مستقرة و أنها تحتاج للراحة فحسب...ذلك الأمر جعلني أعود للحياة مجددا و أرمي بثقل كبير عن كاهلي بل و جعلني أبكي من الفرح

من شدة حماسي للموضوع أخبرت السيدة جيون بكل ما حصل معي و أخبرتني أن الأمور ستكون بخير و لست بحاجة للقلق بشأن التضحية بي حتى الثمانية عشرة سنة القادمة...و أخبرتني أيضا أنها لا تعرف إذا كان جيمين قد نجا هو و تابعاه من الحادثة أم أنهما إحترقا لأن مقاطعة الطقوس الشيطانية فيها خطر كبير على المشاركين فيها...هذا الكلام جعلني أشعر بالحزن رغم أنهم يستحقون ذلك لكن اولئك الأشخاص كانوا سببا في رسم الإبتسامة على وجهي ذات يوم

هذه التجربة التي مررت بها علمتني أشياء لا يمكنني تعلمها في أي مدرسة...من الآن فصاعدا سأقدر حياتي و موهبتي في رؤية الجن و الشياطين



✴برأيكم : هل سينجو جيمين و تاي و هوسوك؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

عشقت شيطان (النسخة القديمة) Empty
مُساهمةموضوع: رد: عشقت شيطان (النسخة القديمة)   عشقت شيطان (النسخة القديمة) Icon_minitime1الجمعة يونيو 04, 2021 8:57 pm

رواية عشقت شيطان : الفصل الثامن عشر


إستيقظ جيمين بعد إغماء دام لعدة أيام ليجد نفسه نائما على سرير في غرفة صغيرة...كان يحس بأن جسده يحترق و أنه لا يقوى على الحراك مطلقا...رفع كلتا يديه ليحدق بهما بإستغراب شديد و هو يرمش مرارا و تكرارا

دخل تاي الغرفة التي هو فيه ليبتسم بلطف
-تاي:سيدي...أنت بخير!!أخيرا إستيقظت!!
-جيمين:كم نمت؟
-تاي:أسبوع كامل...ظننا أنك دخلت غيبوبة...مالذي يجري معك؟

حدق جيمين بيديه مجددا ثم نظر لتاي
-جيمين:لا أعلم...حقا لا أعلم مالذي يجري
-تاي:سأحضر لك شيئا تأكله
-جيمين:حسنا

خرج تاي لغرفة المعيشة و كان هوسوك يلعب بهاتفه
-تاي:لقد إستيقظ أخيرا
-هوسوك:حقا!!
-تاي:بلى...يبدو أنه مريض
-هوسوك:يا مغفل...منذ متى الشياطين تمرض؟
-تاي:و منذ متى تدخل في غيبوبة هههههههه

دخل تاي المطبخ و أعد سلطة خضار لجيمين مع كوب عصير و أخذها له مع هوسوك و جلسا بجانبه...لكنه كان شاردا و يحدق بيديه فقط
-هوسوك:حمدا لله على سلامتك سيدي
-جيمين(بشرود) :شكرا

حمل جيمين الشوكة بهدوء و تناول بعضا من السلطة ليشعر بإختلاف شديد بين طعم الطعام في السابق و الآن
-جيمين(بشرود) :مالذي يحدث!!
-تاي:ماذا؟
-جيمين(بشرود) :هذا الطعم!!إنه مختلف

لمس هوسوك جبهة جيمين فوجدها ساخنة للغاية
-هوسوك:أظنه بسبب المرض...حرارتك مرتفعة
-جيمين(بشرود) :حرارتي!!مرض!!لكن الشياطين لا تمرض...مالذي يجري!!

نظر تاي و هوسوك لبعضهما بإستغراب...ثم وقف جيمين يسير بترنح إلى أن خرج من المنزل...كان موجودا في منزل تاي في مزرعته و هذا أكثر مكان آمن يمكنهم الهرب إليه فلا بد أنهما ملاحقان من الشرطة الآن

نظر جيمين نحو الأفق و أغمض عينيه مرارا و تكرارا ثم حدق بيديه بصدمة مجددا
-جيمين(بشرود) :مالذي يحصل!!لما لا يمكنني التحول لشكلي الشيطاني!!مالذي يحصل!!مالذي يحصل!!

دخل جيمين البيت و لحق به تاي و هوسوك اللذان لم يعودا يفهمان شيئا على الإطلاق...شاهداه و هو يقف بجانب موقد النار ثم أشعله و وضع يده على اللهيب لتحرقه و يصرخ بألم...لم يكن تاي و هوسوك يفهمان شيئا من الذي يجري فركضا نحوه ليمنعاه و لكنه دفعهما و واصل إحراق يده
-هوسوك:سيدي...مالذي تفعله؟
-جيمين(يصرخ) :أنا مخلوق من النار...لماذا أتألم من لهيب بسيط!!لا يجب أن يحصل ذلك

إنبطح جيمين أرضا و بدأ بضربها بيديه بشدة و البكاء بصوت عالي أمام ناظري تاي و هوسوك اللذان شعرا بالقهر على حاله رغم أنهما لا يفهمان بالضبط مالذي يجري
-جيمين(بشرود) :لقد علقت بجسد البشري للأبد

شعر هوسوك و تاي بالصدمة مما سمعاه و حاولا الإقتراب من جيمين و لكنه أشار لهما بالإبتعاد...بعدها سار مترنحا إلى أن وصل للغرفة التي كان نائما فيها و أغلق الباب على نفسه
-تاي:مسكين...حاله تسوء أكثر منا
-هوسوك:فعلا...ليس هناك أسوأ من أن تكون شيطانا عالقا في جسد بشري
-تاي:علينا الوقوف بجانبه حتى و لو كان يعاملنا بِشَر في السابق
-هوسوك:أوافقك



منذ حادثة القمر الدموي تغيرت حياتي كثيرا و أصبحت جادة و باردة أكثر مما كنت حتى...لقد رميت بقصة جيمين بعيدا و نسيتها و حتى هو لم يظهر بحياتي مجددا و لا حتى تاي و هوسوك فعلا

بالنسبة لفلورا و سولجي و جين فقد تحسنت صحتهم جميعا و خرجوا من المستشفى و إتفقنا على أن نغلق قضية جيمين و ننساها نهائيا و كأنها لم تحدث من الأساس


مرت ثلاث سنتين و نصف منذ تلك الحادثة و قد تخرجت من الجامعة و تركت العمل في الفندق...أصبحت أعمل كموظفة في البنك الحكومي و راتبي ممتاز...إضافة لأنني ما أزال أعيش مع فلورا في نفس البيت و الحياة تمضي بشكل عادي


في أحد الأيام أنهيت عملي و عدت للمنزل مساءا...سرت نحو البيت على قدماي لأن البنك ليس ببعيد عنا...و طوال الطريق كنت أسير و ابتسم للحياة مهما كانت قاسية علي


حين وصلت للبيت وجدت فلورا تعد العشاء بينما تقرأ الوصفة من موقع على النت
-فلورا:إن لم تنجح فسأقيم الموقع بربع نجمة
-آنجل:عادة ما تكون وصفات النت فاشلة
-فلورا:أخبريني...هل سبق و جربتي شيئا على النت و نفع؟
-آنجل:لا...لا أذكر حصول شيء كهذا
-فلورا:ممممممم ستكون هذه آخر مرة لي أفعل فيها ذلك
-آنجل:هذا أفضل

إنتهينا من طبخ الطعام و تناولناه...لم يكن بذلك السوء و لكن لم يكن ممتازا أيضا
-آنجل:سأشطب ذلك الموقع من قائمة مصادري المستقبلية
-فلورا:أنا أيضا

بعد أن تناولنا الطعام حملت الصحون لأجليها في المغسلة فقاطعتني فلورا بكلام كانت مترددة طويلا لقوله
-فلورا:لقد إلتقيت بهوسوك اليوم

فجأة إنزلقت الصحون من يدي و كادت تنكسر لولا أنني أمسكتها بسرعة البرق...كلامها هذا جعلني أتجمد في مكاني للحظات شاردة الذهن
-فلورا:ربما ما كان علي أن أتكلم عن الموضوع...آسفة
-آنجل(ببرود) :لا...لا مشكلة في التكلم عنه...أكملي
-فلورا:متأكدة أنك ستتحملين سماعه؟
-آنجل(ببرود) :تتكلمين كما لو أنني سأغضب و أبكي و أنتحر...قولي ما تريدين قوله
-فلورا:إسمعي...نحن لم نلتقي بتاي و هوسوك منذ ثلاث سنوات
-آنجل(ببرود) :بل سنتين و نصف
-فلورا:أيا يكن...لقد أخبرني هوسوك أنه كان مجبرا على فعل ما فعله لأنه وقع عقدا مع جيمين و هو نادم و يريد طلب العفو منك إلا أنه خائف و خجل من تصرفاته السابقة
-آنجل(ببرود) :من يسمعه لوهلة سيصدقه
-فلورا:لا أعلم ماذا عنك...لكن بالنسبة لي صدقته و سامحته هو و تاي
-آنجل(ببرود) :أنا أيضا أسامحهما...بدا لي ذلك اليوم أنهما لم يريدا المشاركة في الطقوس لكن جيمين هددهما
-فلورا:هذا كل ما أردت قوله لك
-آنجل(ببرود) :أين يعيشان الآن؟
-فلورا:لا أعلم...قال هوسوك أنهما بعيدان عنا كثيرا كي لا يسببا لنا المشاكل لكن لم يخبرني أين يستقران
-آنجل(ببرود) :أسلوب ذكي للهروب من المشاكل
-فلورا:في حال أردتي الكلام معهما فيمكنني الربط بينكم
-آنجل(ببرود) :لا حاجة لذلك...لا مصلحة لي بهما...أخبريهما أنني أسامحهما و إنتهى...لا حاجة لطلب العفو مني وجها لوجه
-فلورا:حسنا

بعد أن جليت الصحون ذهبت لغرفة المعيشة و رميت نفسي على الأريكة...كنت متعبة جدا من العمل في البنك لذلك إسترخيت و قررت مشاهدة التلفاز...لكن جهاز التحكم كان بعيدا عني و أشعر بالكسل
-آنجل:آااريس
-آريس:نعم سيدتي؟
-آنجل:ناولني جهاز التحكم
-آريس:للمرة المليون...نحن الجن وجدنا لنخدمك في أمور مهمة و ليس لنحضر لك جهاز التحكم و نلتقط قبعتك التي أخذتها الرياح و نساعدك على الغش في الإمتحان
-آنجل:هل ستحضرها أم لا؟
-آريس(يتنهد) :أنت لن تفهمي أبدا

بلمح البصر طار جهاز التحكم ليدي فشغلت التلفاز على برنامج مضحك
-آنجل:آرييييس
-آريس(بتململ) :ماذا أيضا؟
-آنجل:ناولني زجاجة المشروب الغازي من الثلاجة
-آريس:أوووف...من بين كل الزُهريين العاقلين على كوكب الأرض تم إختياري أنا فقط لأكون خادمك...تبا
-آنجل:هل ستحضرها أم تكمل ثرثرتك هذه؟
-آريس(بتململ) :حاضر

أحضر لي آريس زجاجة المشروب ففتحتها و شربت منها رشفة و أغمضت عيناي من شدة الغازات
-آنجل:آاااريس
-آريس:أوووووف ماذا؟
-آنجل:هل...
-آريس(يقاطعها بعصبية) :لن أنفذ أي طلب سخيف بعد الآن...إحترمي مكانتي و لو قليلا
-آنجل:لم أكن سأطلب شيئا...فقط سؤال بسيط
-آريس:ما هو؟
-آنجل:أنت تستطيع معرفة معلومات عن أي مخلوق على وجه الأرض صحيح؟
-آريس:بلى
-آنجل(بتردد) :إذا...هل...؟
-آريس:ماذا؟

أردت بشدة أن أسأله عن جيمين لكنني كنت خائفة و متوترة من الإجابة...رغم أنني أكرهه من أعماق قلبي لكن الفضول يشدني لأعرف هل إحترق و اختفى يوم ظاهرة القمر الدموي أم أنه ما يزال حيا
-آنجل:لا...لا شيء...إنسى الأمر

نهضت من على الأريكة و توجهت للحمام لآخذ حماما دافئا فأنا الآن بحاجة للإسترخاء أكثر من أي وقت آخر


في ذلك الوقت كان جيمين في المزرعة يقوم بمساعدة تاي و هوسوك على الأعمال الفلاحية و كان الجو باردا جدا لكنهما طلبا منه أن يحضر الماء للخنازير

أخذ جيمين الدلو و ذهب للبئر ثم وضع الدلو أمام الحنفية ليمتلأ بينما ينفخ على أصابعه و يرقص من البرد
-جيمين:تبا...أكره هذا الجسد البشري...إنه يبرد بسرعة

بعد أن إمتلأ الدلو أخذه للخنازير ثم أغلق الباب و عاد لداخل المنزل حيث كان تاي و هوسوك يجلسان و يشاهدان التلفاز و هما يضحكان...حينها جلس بجانبهما و هو قاطب لحاجبيه بإنزعاج
-جيمين:أنتما هنا تستمتعان بينما أنا في الخارج أتجمد بردا
-هوسوك:تتكلم كما لو أننا نطلب منك ذلك دائما
-تاي:لا تنسى أن علينا تقاسم العمل حتى لا يأكل أحد حق الآخر
-جيمين:لا داعي لتكرر السيناريو كل مرة فهو ممل
استلقى جيمين على الأريكة و إستدار ليعطي هوسوك و تاي ضهره ثم أغمض عينيه محاولا النوم...لكن محاولاته بائت بالفشل كلما إستمع لأحاديثهما و كم أنهما مهتمان ببعضهما و سعيدان معا كالأخوين تماما...لعل تاي ولد لقيطا لكن تجربته مع جيمين أكسبته هوسوك كأخ...و ايضا هوسوك خسر حبيبته لكن تاي عوضه عن كل ما يحتاجه لينسى أمرها و يقرر المضي قدما
-تاي:لنعد البسكويت معا
-هوسوك:هيا
-تاي:هههههه أنا من سيعده هذه المرة فآخر مرة حينما أعددته أنت كان صلبا كالصخرة
-هوسوك:أوافقك هههههه

ذهب تاي و هوسوك للمطبخ و قاما بتجهيز المكونات و وضعها على المائدة و أصوات ضحكهما و إستمتاعهما تصل لجيمين لتجعله يشعر بالغيرة و الوحدة
-جيمين(يفكر) :يبدوان لطيفين معا...إن علاقتهما أكبر من علاقة الأخوة...إنهما توئمان روحيان...أحسدهما...منذ تحولت لبشري لحد الآن لم أحضى بشخص أكلمه و أمزح معه...ليتني أستطيع مشاركتهما ما يفعلانه حينها قد أشعر بالرضا عن نفسي و لو قليلا

مع كل لحظة تمر كانت أصوات تاي و هوسوك تعلو أكثر و تزعج جيمين خاصة بعد أن رآهما يلعبان بالطحين و يرشان بعضهما...لذلك نهض من مكانه و توجه نحوهما في المطبخ
-جيمين(يصرخ) :إهدآااا...أحاول النوم هنا

هدأ تاي و هوسوك للحظات ثم نظرا لبعضهما و إبتسما بخبث
-تاي:هل تفكر فيما أفكر يا صديقي؟
-هوسوك:هههههه بالضبط
-جيمين:هي...مهلا...بما تفكران!!

حمل تاي و هوسوك بعض الطحين و رشاه على جيمين ليغطي رأسه بذراعيه
-جيمين(يصرخ) :توقفااا...سألقنكما درسا...توقفاااا

لم يكترث كلاهما لصراخه و واصلا رشه بالطحين إلى أن سئم منهما و حمل الطحين بكفه هو الآخر و رشهما...هكذا بدأ الجميع يستمتعون و أصوات الضحك و المرح تملأ المكان حتى جيمين إستمتع بها

في يوم الغد أنهيت عملي في البنك و قبل أن أخرج جاء جين و ألقى علي التحية
-جين:مرحبا
-آنجل:أهلا جين...لم تخبرني أنك ستأتي
-جين:لنخرج و نلعب البولينغ...ما رأيك؟
-آنجل:لست بارعة كثيرا في تلك اللعبة لكن لا بأس
-جين:هيا

كنت سأخرج لكن لاحظت ثلاثا من زميلاتي في العمل ينظرن إلي بإستحقار...كل ذلك لأنهن رأين جين معي و هو شاب وسيم و أنيق و أي فتاة تتمناه...إضافة لحقدهن الغريب علي لأنني فتاة باردة و مهما تصرفن معي فأنا لا أبدي لهن أي ردة فعل

ذهبت تلك الليلة أنا و جين لقاعة البولينغ و لعبنا عدة جولات...و بالرغم من أنني لم ألعب هذه اللعبة من قبل إلا أنني تغلبت عليه و في كل مرة أسقط الأوتاد و أفوز
-جين:لا بد أنكن تستعينين بأصدقائك الجن
-آنجل:لاااا أقسم لك أنني لم أفعل
-جين:حظ متبدئين
-آنجل:تصحيح...إنه حظ زُهريين
-جين:لنلعب جولة أخرى...إن فزت...ستصبحين حبيبتي
-آنجل:هههههههه و إن خسرت
-جين:فإنني لن أظهر أمامك مجددا
-آنجل(بإستغراب) :لما تتكلم هكذا
-جين:بدون سبب...توافقينني؟

عبست بوجهي ثم إنسحبت لأجلس على أحد الكراسي الموجودة بالقرب من هناك و لحق بي جين
-جين:لا تريدين اللعب؟
-آنجل:لا أريد...كلامك أزعجني
-جين:أعلم أننا صديقين و لكن...أنا أنظر لك على أكثر من ذلك...أشعر أنني أنتظرك بلا فائدة و أنت لن تحبيني مطلقا
-آنجل:لما علينا أن نكون في علاقة؟تعجبني صداقتنا كثيرا
-جين(بجدية) :لكن أنا لست مرتاحا...مشاعري تجاهك لن تختفي ما دمنا أصدقاء...لا أريد التعلق بشخص لن يكون لي
-آنجل:جين...لا تتصرف هكذا
-جين:ضربة واحدة سنحكم من خلالها على هذه العلاقة
-آنجل:جين!!
-جين:لنبدأ

حمل جين كرة البولينغ بعد أن تجاهل كلامي و رماها بعشوائية نحو الأوتاد...تدحرجت الكرة ببطئ إلى أن إنحرفت عن المسار و لم تصب أي شيء
-جين:رأيتي
-آنجل:جين...
-جين:لم أفز...هذا مؤسف...ستنتهي علاقتنا هنا
-آنجل:جين إسمعني...
-جين:تشرفت بمعرفتك...أنت إنسانة طيبة و أتمنى لك التوفيق في حياتك
-آنجل:كفى...

إنحنى جين أمامي بهدوء ثم غادر ببرود دون أن ينظر خلفه أو يعطي أي إهتمام لما سأقوله...ربما معه حق...أنا لا أعطيه أي فرصة ليتقرب مني و كل ذلك بسبب جرح الماضي التي تسبب لي جيمين به...أظن أنني لن أحب مجددا و لن أستطيع إدخال أي شاب لحياتي...هذا بالأحرى ما سيحصل لاحقا


في المزرعة كان تاي و هوسوك معا يستمتعان بالجلوس حول النار و مشاهدة النجوم و قاما بوضع قطعة لحم على النار لتنشوي و أخذا معهما قيتارا
-تاي:أنا سأعزف
-هوسوك:و أنا سأصفق و أغني

بدأ كلاهما بالعزف و الغناء و التصفيق بسعادة و كأنهما شخصان جديدان لا يملكان لا هموما و لا أحزانا سابقة...بعدها أحضرا زجاجات الشراب و جلسا يشربانها و يستمتعان بوقتهما

ألقى جيمين نظرة على النافذة ليقطب حاجبيه بإنزعاج
-جيمين:الجو في الخارج بارد و لكنهما يفضلان فعل ما يفعلانه!!كم هما مغفلان

بقي جيمين يراقبهما بحزن و مع مرور الوقت شعر بالغيرة من سعادتهما و علاقتهما القوية ليعيد ستار النافذة و يدخل
-جيمين:مشاعر البشر السخيفة تشه

مرت عليه دقائق في الداخل يشعر بالوحدة إلى أن قرر إرتداء معطفه و الخروج للجلوس معهما
-جيمين:ماذا تفعلون هنا؟الجو بارد
-هوسوك:هناك هذه النار الدافئة و أيضا علاقتنا التي تحمينا من كل برد

أشاح جيمين بوجهه بإنزعاج ثم جلس بجانبهما
-جيمين:احم احم...أتمانعان إن جلست هنا؟
-تاي:أبدا
-هوسوك:تفضل...إشرب معنا

قدم هوسوك زجاجة الشراب لجيمين ليلتقطها بهدوء و يرتشف منها
-جيمين:الأمر مزعج حين تكون بشريا...هناك ملايين الأمور تقلقك...إضافة لأبسط الأشياء التي تعكر مزاجك
-تاي:فعلا...لكن أجمل ما في البشر أيضا مشاعر الحب و الوفاء و الصداقة
-جيمين:مازلت لا أعرف شيئا كهذا
-هوسوك:أنت حتى لا تجرب
-جيمين:لا أحتاج مشاعركم السخيفة...أنا هكذا بأحسن حالاتي

تجاهل كلاهما كلامه و أكملا مشروبهما و هما يبتسمان أما هو فأنها زجاجته بسرعة و عاد للمنزل
-تاي:أريد التكلم معه عن آنجل لكنني خائف
-هوسوك:لا تفعل...ليس هذا وقتها
-تاي:حسنا


في يوم الغد ذهبت للعمل و كانت زميلاتي الثرثارات يرمقنني بنظرة مزعجة جعلت مزاجي يتعكر...لم أكن من النوع الذي يرد على أي أحد لكنني قررت أن أتدخل و أوقفهن عند حدهن

حين وصلت فترة الإستراحة تركتهن حتى ذهبن للحمام و وقفت في الخارج أنتظر ردة فعلهن على ما سيحدث

في الداخل وقفت ثلاثتهن عند المرآة يقمن بتتفقد مكياجهن
-الأولى:رأيتن آنجل؟لقد حصلت على حقيبة من ماركة غالية اليوم
-الثانية:لا بد أن الرجال الذين تخرج معهم أهدوها إياها
-الثالثة:ههههههه تبيع نفسها لأجل الحقائب...يالها من فتاة رخيسة
-الثانية:الشاب الذي كان معها البارحة بدا وسيما جدا و أنيقا
-الأولى:مقارنة بها هي لا تستحقه...أعني ليست جميلة جدا
-الثالثة:فعلا...مالمميز بها حتى خرج معها

فجأة أصبحت أضواء الحمام تشتعل و تنطفئ على الفتيات ليتجمدن مكانهن من الخوف
-الأولى:لعل هناك مشكلة في الكهرباء

لم يكن ما حصل مخيفا لهن كثيرا إلى أن صارت الحنفيات تشتغل بنفسها و أبواب المراحيض تنغلق و تفتح بسرعة مما جعلهن يصرخن بأعلى صوتهن و يهربن من المرحاض

كنت في الخارج متكأة على الحائط حين رأيتهن يهربن فإبتسمت إبتسامة جانبية ساخرة
-آنجل:هههههه أحسنت آريس
-آريس:إلى متى سأظل أقوم بهذه الأمور السخيفة ها؟
-آنجل:ههههه آسفة...أنت جني مخضرم و تستحق مكافأة على ما تقدمه لي
-آريس:لا يهم
-آنجل:أولئك الفتيات يزعجنني بثرثرتهن...يستحققن ما حصل معهن
-آريس:البشر أحيانا يحملون مشاعر الحقد تجاه بعضهم بدون سبب
-آنجل:أكره ذلك فيهم أكثر منك

إستقمت من على الحائط و سرت نحو مكان عملي الذي هو عبارة عن مكتب صغير عليه حاسوب
-آنجل:إنني أفكر في تاي و هوسوك طوال الوقت...ترى كيف حالهما الآن؟
-آريس:إن أردتي فيمكنني التجسس عليهما لأجلك
-آنجل:لا تفعل أرجوك
-آريس:كما تريدين سيدتي
-آنجل:لست حاقدة عليهما و لكن في نفس الوقت لا أريد مقابلتهما
-آريس:أنت خائفة؟
-آنجل:لا...من ماذا قد أخاف برأيك؟
-آريس:لا أعلم...البشر يخافون من أبسط الأمور و التجارب
-آنجل(تتنهد) :ربما ما يخيفني هو أنهما جزء من جرح الماضي الذي مازلت أعاني منه
-آريس:تخافين تذكر حبيبك...
-آنجل(تقاطعه) :لا يمكنك فعليا تسميته بحبيبي و لكن...لا يهم...ماذا لو ذهبت و زرتهما؟ما رأيك؟
-آريس:فرصة جيدة للتصالح
-آنجل:ليس تصالحا و إنما...هما صديقاي و أريد أن أزورهما و أطمئن عليهما
-آريس:سأحضر لك عنوانهما في ثواني
-آنجل:نعم إفعل ذلك رجاءا



✴برأيكم : هل ستلتقي آنجل بجيمين حين تذهب للمزرعة؟و مالذي سيحصل معهما؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

عشقت شيطان (النسخة القديمة) Empty
مُساهمةموضوع: رد: عشقت شيطان (النسخة القديمة)   عشقت شيطان (النسخة القديمة) Icon_minitime1الجمعة يونيو 04, 2021 8:58 pm

رواية عشقت شيطان : الفصل التاسع عشر


في يوم الغد ذهبت للعنوان الذي أحضره لي آريس و أخذت معي بعض الأغراض كالحلويات و الفواكه و غير ذلك...توقفت بسيارتي في مزرعة تاي الصغيرة لأجدها خضراء و جميلة...لا بد أنه يبذل جهدا هو و هوسوك للإهتمام بها

ترجلت من السيارة و أنا أحمل الأغراض بيدي و كان الجو وقتها شبه ممطر لأننا في الشتاء...سرت عبر طريق صغير و أنا أشغل موهبتي في رؤية المخلوقات الغريبة فوجدت أن تلك المزرعة مليئة بالشياطين و الجن و هذا أمر طبيعي فلا مكان يخلو منها...لكن لم يكن ذلك هدفي بل أردت أن أرى إن كان جيمين بالجوار أم أنه مات بالفعل منذ حادثة القمر الدموي

وصلت لمنزل تاي و هوسوك بعد خطوات و كان كوخا صغيرا و لكنه جميل و دافئ...بعدها طرقت الباب و بقيت أنتظر

فتح تاي الباب لينصدم بي و يحدق بدون نطق أي كلمة
-آنجل:مرحبا...كيف حالك؟
-تاي(بصدمة) :ب ب بخير...آنسة آنجل!!
-آنجل:هههههه نعم إنها أنا
-تاي(بصدمة) :ك ك كيف...عرفتي مكاننا؟
-آنجل:هل هو أمر لا يجب أن أعرفه؟
-تاي(بصدمة) :لا...فقط...أنا...مصدوم
-آنجل:أيمكنني الدخول؟
-تاي:تفضلي

دخلت المنزل خلف تاي و جلست على الأريكة بهدوء ثم أعطيت ما أحضرت لتاي
-تاي:ما كان عليك إتعاب نفسك
-آنجل:لا بأس

أخذ تاي الأغراض ثم عاد إلي مع بعض العصير و قدمه لي
-تاي:أعددت هذا العصير بنفسي...أتمنى أن يعجبك

تجرعت بعضا من العصير ثم وضعت الكوب على الطاولة و كل ذلك و أنا أفكر في ما أقول و من أين أبدأ الكلام
-آنجل(بإبتسامة) :لذيذ جدا
-تاي:شكرا
-آنجل:أين هوسوك؟
-تاي:لقد ذهب للمدينة و سيعود
-آنجل:مؤسف...لقد أردت مقابلته بشدة
-تاي:هل الموضوع مهم؟
-آنجل:ليس كثيرا...أردت فقط أن أكلمكما بشأن الخلافات التي صارت بيننا منذ سنتين و نصف
-تاي:أنا حقا خجل منك
-آنجل:لا لا تخجل...أعلم أنكما كنتما مجبران...أخبرتني فلورا بكل شيء
-تاي:حقا ما فعلناه لا يغتفر
-آنجل:لا عليكما...تفهمت الأمر

أنزل تاي رأسه و صمت بينما بقيت أراقبه
-تاي(يفكر) :إن جيمين في غرفته الآن...أتمنى أن لا يخرج من هناك و إلا سيقابل الآنسة آنجل و تحصل فضيحة
-آنجل:فيما تفكر؟
-تاي:لا شيء

بينما أشرب من كأس العصير سكبت بعضا منه بالخطأ على قميصي و إتسخ
-آنجل:أوبس
-تاي:أووو مشكلة
-آنجل:هلا تدلني على الحمام لو سمحت؟
-تاي(يفكر) :مشكلة...إن الحمام موجود بجوار غرفة جيمين مباشرة...أتمنى أن لا يخطر على باله الخروج الآن

أخذني تاي للحمام الموجود في الطابق العلوي فقمت بشطف العصير بالماء و جففته ثم خرجت و ألقيت نظرة من حولي...بدا لي الطابق العلوي مرعبا فهو مظلم و بارد و فيه غرفة واحدة و حمام فقط...ربما كانت تلك الغرفة تستخدم كمخزن فقط أو أنها فارغة...حين شغلت موهبتي في رؤية المخلوقات الغريبة وجدتها مملوءة بالكائنات المخيفة مثل الحجيم تماما

شعرت بالخوف من ذلك المكان و سمعت صوت باب يفتح من خلفي فأسرعت نحو الدرج و بسبب الظلام و التوتر إنزلقت رجلي بالخطأ و كدت أقع من الدرج لولا أن ذراعا أمسكت بي من الخلف و شدتني لأعلى لتمنعني من السقوط...كنت على وشك أن أتدحرج كالكرة على الدرج لكن تم إنقاذي بأعجوبة...للحظة ظننت أنه آريس فهو يتدخل عادة في المواقف الحرجة و لكن حين رفعت رأسي و نظرت كان هناك وجه بالكاد يظهر في تلك الإضاءة الخافتة...وجه لم أره منذ سنتين و نصف تقريبا لكن ملامحه الساحرة محفورة في ذاكرتي...لم أكن أصدق ما أراه و ظننت أنني أتوهم من شدة إشتياقي له لذلك وقفت بهدوء أراقب فحسب...بالنسبة إليه فلم يبدي أي ردة فعل سوى أنه نظر في وجهي للحظات ثم عاد للغرفة التي كان فيها و أغلق الباب

دقائق و أنا واقفة مكاني أحاول فهم مالذي يجري...هل هذا حقا جيمين!!و لكن لماذا هو على هيئة بشري و هالته هالة بشرية و لم أتمكن من رؤيته على حالته الشيطانية الأصلية...من المفروض أن موهبتي مفعلة الآن أي أنني أستطيع رؤية حقيقته

نزلت بشرود للطابق السفلي و قلبي يدق مثل الطبلة ثم جلست بجانب تاي الذي كان ينتظرني و شعر بالقلق من تصرفاتي
-تاي:هل من خطب؟
-آنجل:لا أبد...أنا بخير...المهم...بما أنك بخير أنت و هوسوك فيمكنني المغادرة
-تاي:كما تريدين
-آنجل:حين يعود سلم لي عليه
-تاي:سأفعل

خرجت من منزل تاي و ركبت سيارتي عائدة للمدينة التي أسكن فيها و كل ما كنت أفكر فيه هو جيمين أو بالأحرى الشخص الذي رأيته و بدا لي أنه يشبه جيمين

استغرقت عدة أيام و أنا أفكر في نفس الموضوع و أشعر بإضطراب في النوم و الأكل و ذهني شارد إلى أن قررت أن أفهم كل ما يحصل

عدت للمزرعة التي يسكن فيها تاي و هوسوك لأجدهما خارجا يجلسان بجانب البيت و حينما رأياني تقدما مني و إنحنيا بإحترام
-هوسوك:آنسة آنجل...سرتنا زيارتك
-آنجل:لقد أتيت قبل أيام لكنك لم تكن موجودا
-هوسوك:علمت ذلك
-آنجل:إذا...كيف حالك؟
-هوسوك:بأفضل حال
-آنجل:مممم جيد

وقفنا كلنا بالخارج و لم يكن أي منهما يريد دعوتي للدخول لذلك شعرت بأنه غير مرغوب بي هناك و أنهما لا يريدان مني الإقتراب من جيمين لذلك قررت قول ما لدي بصراحة و المغادرة بسرعة
-آنجل:إسمعا
-تاي و هوسوك:نسمعك
-آنجل:لا أعلم إن كنت أتوهم أم لا لكنني رأيت جيمين في منزلكما المرة الماضية...أخبراني هل هو حقا موجود هناك؟
-لا رد
-آنجل:ربما يجدر بكما إخباري فأنا بحاجة لفهم ما يجري
-لا رد
-آنجل:لا تريدان الكلام إذا
-تاي:نريد ذلك و لكن جيمين طلب منا الصمت
-آنجل:أخبراني و سيبقى كل شيء بيننا فقط
-هوسوك:الحقيقة...جيمين الآن يعاني وقتا صعبا بسبب تحوله لبشري
-آنجل:تحول لبشري!!كيف؟
-هوسوك:لا نعلم...لكن منذ أن فشلت طقوس الشيطان التي قمنا بها تحول لبشري و هو يعيش بدون أمل
-تاي:أنا قلق عليه فهو يحتجز نفسه في غرفته طوال الوقت و يعاملنا كالغرباء و لا نية له في فعل أي شيء بتاتا
-آنجل:حاولتما معه؟
-هوسوك:بالتأكيد فعلنا...هو لا يبذل أي جهد لتحسين حياته أساسا
-آنجل:دعاني أكلمه
-هوسوك:لا لا لا...هكذا سيتعقد الأمر أكثر لذا أرجوكي لا تتدخلي
-آنجل:هوسوك...من فضلك...أحتاج لمكالمته
-هوسوك:هو قال بنفسه أنه لا يريد رؤيتك مجددا لذا أنا آسف
-آنجل:إذا تظاهرا بأنكما لم ترياني و أنا أدخل المنزل...ما رأيكما؟
-تاي:آنسة آنجل إفهمينا أرجوك...هو لا يريد مقابلتك

عبست بوجهي للحظات ثم توجهت نحو المنزل متجاهلة كلام تاي و هوسوك و دخلت بينما يلحقان بي محاولين منعي...لم أكن في مزاج للتفكير في الموضوع حتى لذلك فعلت ما علي و صعدت السلالم إلى أن وقفت أمام غرفة جيمين
-تاي(بهمس) :إياك و فعلها
-آنجل:إن لم أفعلها فلن يرتاح قلبي
-هوسوك(بهمس) :آنسة آنجل من فضلك
-آنجل:لقد قررت و إنتهى

طرقت الباب بهدوء على غرفة جيمين و دخلت...كان وقتها مستلقيا على سريره و حين رآني استقام من مكانه و ملامح الصدمة تعتريه
-آنجل:مرحبا
-جيمين(ببرود) :غادري
-آنجل:أهذا ما تقوله لشخص لم تره لسنتين و نصف؟
-جيمين(ببرود) :أمفروض أن أرحب بك و أقيم لك إحتفالا؟
-آنجل:لم أقل ذلك
-جيمين(ببرود) :إذا غادري
-آنجل:ألا تشعر بالفضول لمعرفة لما أتيت؟
-جيمين(ببرود) :لتتشمتي بمصيبتي
-آنجل:لاااا أبدا...بدا لي أنك لست بخير لذا أتيت لمواساتك

إقترب مني جيمين ببطئ و صار يلتف حولي و وقتها لا يمكنني ان أصف لكم كيف كان قلبي يدق بسرعة هائلة كالطبلة
-جيمين:أنا لا أحتاج شفقتك...غادري
-آنجل:ليست شفقة
-جيمين:أي نوع من البشر أنتِ؟لقد قمت بخداعك و كدت أودي بحياتك لكنك تجاهلتي كل ذلك و جئتي لتكلميني
-آنجل(بحزن) :كل البشر يخطؤون...
-جيمين(بعصبية) :لست بشريا
-آنجل:حسنا...كل الشياطين يخطؤون
-جيمين:لا مجال للخطأ...كل ما تفعله الشياطين هو أمر مقصود...بإختصار لست نادما على ما فعلته...غادري

عاد جيمين ليستلقي في سريره و وضع ذراعيه على رأسه...و لكنني لم أغادر بل بقيت أنظر له بعينين دامعتين
-جيمين:ألم تغادري بعد؟أتريدين أن أطردك؟

نهض مجددا و تقدم مني ثم شدني من ذراعي ليخرجني من الغرفة لكنني أفلتت يدي و وقفت أمامه بثقة
-آنجل:جيمين...مازلت أحبك

إستدار نحوي جيمين ببطئ و بدت عليه الصدمة مما سمعه لكنه تجاهل الأمر بسرعة و عاد ليستلقي في سريره
-آنجل:إسمعني هذه المرة فقط...أنا لا أكرهك و لست حاقدة عليك بشأن ما حصل...لقد خلقت شيطانا و هذا ليس بيدك...أعلم أن الشياطين شريرة...و لكن الآن تغير كل شيء...أنت بشري...أنت الآن تملك الخيار لتكون طيبا أو شريرا
-جيمين(ببرود) :لا تتدخلي فيما لا يعنيك
-آنجل:بل هو يعنيني...أتعرف؟كنت مشتاقة لك بجنون لدرجة أنني أراك في أحلامي...مازلت أحب جيمين الذي كان يهتم بي و يناديني ملاكي...متأكدة أنه لم يكن يريد أذيتي في أعماقه حتى لو كان شيطانا
-جيمين(ببرود) :أنت تخرفين
-آنجل:لنمنح علاقتنا فرصة و لنعد لبعضنا

تجمدت ملامح جيمين و لم يرد علي...كل ما كان يفعله هو التحديق بالسقف
-آنجل:حين رأيتك بعد كل هذه المدة شعرت أن قلبي يدق كالطبلة...مازال كذلك...إن لمسته الآن فستعرف كم أنا مشتاقة إليك و أريد أن نعود لبعضنا...حتى لو كنت غبية حين إنخدعت بك أول مرة فلا يهمني...أريد أن أكون تلك الغبية التي تقع بحبك مجددا
-جيمين(ببرود) :غبية بالفعل
-آنجل:أنا سأنتظر جوابك...حتى لو إضطررت لإنتظاره لسنوات فلا مانع لدي...المهم أن تعطيني أملا و لو كان صغيرا

إنحنيت بهدوء و خرجت من الغرفة متوجهة نحو باب الخروج...مع كل خطوة أخطوها عبر الدرج كانت دموعي تسيل و نفسيتي تتعب أكثر

ودعت تاي و هوسوك ثم ركبت سيارتي عائدة للمدينة التي أعيش فيها...و بمجرد أن غادرت ركض كلاهما نحو غرفة جيمين و وقفا عند الباب
-تاي:أتظن أنه غاضب منا؟
-هوسوك:ربما

قبل أن يدخلا سمعا صوت جيمين ينادي عليهما بغضب فدخلا عنده ركضا
-جيمين(بعصبية) :أيها الحقيران...قلت لكما إنني لا أريد رؤيتها فلماذا سمحتما لها بالدخول
-تاي:أردنا أن نساعدك
-جيمين(بعصبية) :على ماذا؟
-تاي:بدا أنك تمر بوقت عصيب بسبب آنجل
-جيمين(بعصبية) :غير صحيح
-هوسوك:أنت متأكد أنها ليست السبب؟
-جيمين:بتاتا
-هوسوك:إذا لماذا تبقى في غرفتك طوال الوقت؟!
-جيمين(بعصبية) :هذا أمر يخصني أنا فقط...غادرا...و إياكما إحضارها إلى هنا أو السماح لها بدخول غرفتي
-تاي:لكننا لم نحضرها...لقد عرفت مكاننا بنفسها
-جيمين:ربما أخبرها خدمها من الجن
-هوسوك:الجن!!
-جيمين:إنسيا الأمر...غادرا فأنا أريد النوم

خرج تاي و هوسوك من غرفة جيمين و توجها لغرفة المعيشة
-تاي:لما تظن أنه إنفعل هكذا؟هل قالت له شيئا؟
-هوسوك:و أنا ما أدراني
-تاي:لنحضر العشاء يا صديقي
-هوسوك:ماذا سنطبخ؟
-تاي:ممممم لا أعلم
-هوسوك:ليتنا سألنا جيمين عما يود أكله
-تاي:سأصعد و أسأله

صعد تاي بهدوء و طرق باب غرفة جيمين ثم دخل
-جيمين(بعصبية) :ماذا تريد الآن؟لقد قلت أريد النوم
-تاي:ماذا تحب أن تتناول للعشاء؟
-جيمين:لاااا شيء...دعوني و شأني...لا أريد أن آكل شيئا
-تاي:يا فتى...نحن نحاول مساعدتك هنا فساعدنا قليلا
-جيمين:لا حاجة لي بمساعدتكما...إبقيا بعيدين عني فحسب
-تاي(بإنزعاج) :لقد بدأت أسأم من تصرفاتك
-جيمين:إذا أخرج

تنهد تاي محاولا كبت غيضه لكنه لم يستطع فركض نحو جيمين و أمسكه من قميصه بعنف و نظر في عينيه بحدة
-تاي(بعصبية) :هل تظن أنك الوحيد الذي يعاني من مشاكل في حياته؟ها؟أنا أيضا كنت أعاني الإكتئاب مثلك و أنت أعلم مني بذلك
-لا رد
-تاي(بعصبية) :طوال الوقت كنا نتفهمك و نعاملك بلطف لكي تخرج من إكتئابك و لكنك لا تساعدنا بالمرة
-لا رد
-تاي(بعصبية) :لقد علقت بجسد بشري و هذا ليس خطأ أي أحد سواك لذا تحمل مسؤولية أفعالك
-جيمين:ماذا تعني بخطأي؟
-تاي:هناك مثل بشري يقول "من حفر حفرة لأخيه وقع فيها" أي أنك كنت تحاول خداع آنجل فإنقلب عليك الخداع و خسرت قواك الشيطانية
-لا رد
-تاي(بعصبية) :عليك أن تنسى الموضوع فما تفعله لن يفيدك شيئا...عش كبشري و إنسى ما فات

أفلت تاي قميص جيمين ثم خرج من الغرفة ليتركه حائرا و حزينا مما قاله...هو بالفعل يدرك أن ما حصل قد حصل و لا يمكن تغييره لكنه خائف من حياة البشر...هو يظن أنهم أغبياء و تافهون و مشاعرهم تطغى عليهم لذلك يخاف من هذه الحياة


تلك الليلة لم أتمكن من النوم بسبب تفكيري المفرط بجيمين...الأمر تجاوز الإدمان و الجنون...لا أستطيع محوه من رأسي مهما حاولت

نهضت من فراشي بينما فلورا غارقة في نوم عميق ثم ذهبت و وقفت بجانب النافذة...كان القمر مكتملا و منيرا و ضوءه الساطع ينير السماء ليذكرني بأيام ظاهرة القمر الدموي...تلك الأيام حيث كنت أنا و جيمين نشاهد النجوم و القمر معا و نعيش أجمل لحظات حياتنا

في نفس الوقت لم يتمكن جيمين من النوم فنظر عبر النافذة ليرى القمر مكتملا و النجوم أكثر لمعانا و وضوحا
-جيمين(يفكر) :أتذكر ملاكي...إنها تحب هذا المنظر كثيرا و تطلب مني دائما الذهاب لرؤيته معا...ترى هل تستحق علاقتنا فرصة كما قالت لي؟هل سأكون شخصا جيدا بالنسبة إليها؟أنا خائف فحسب من أن أسبب لها الألم لذلك أريد البقاء بعيدا عنها...مازلت أحبها بجنون رغم كل شيء


في صباح اليوم التالي إستيقظ جيمين و نزل من غرفته إلى غرفة المعيشة حيث كان تاي يفطر و هوسوك يجلس بجانبه ليتحدثا...و على غير العادة إبتسم لهما مما جعلهما ينصدمان
-جيمين(بإبتسامة) :صباح الخير
-تاي:هل ما أراه صحيح؟هههههه
-جيمين(بإبتسامة) :نعم صحيح...أنا بالفعل أبتسم
-هوسوك:تبدو وسيما و أنت تبتسم
-جيمين:حقا!!
-هوسوك:بكل تأكيد
-تاي:تعال و تناول فطورك

جلس جيمين بجانبهما و أكل فطوره و هو يبتسم و كانت أنظار تاي و هوسوك عليه لأنهما أخيرا تمكنا من رؤيته سعيدا
-جيمين:هوسوك...صديقي
-هوسوك(بتعجب) :صديقك!!
-جيمين:بلى...سأناديك صديقي
-هوسوك:هههههه ناديني كما تريد
-جيمين:هل يمكنني إستعارة بذلتك لأجل موعد
-هوسوك:أوووو موعد...يال فرحتي بك...بالتأكيد
-جيمين:و أيضا سيارتك
-هوسوك:لاااا مشكلة...أغراضي هي أغراضك
-جيمين:شكرا صديقي

إرتدا جيمين بذلة هوسوك و مشط شعرة و وضع العطر ثم توجه بسيارته لسيؤول

في ذلك الوقت كنت أنا و فلورا في المنزل حين رن جرس الباب
-آنجل:إفتحي أنتِ
-فلورا:لا أنتِ
-آنجل:أنا فتحته البارحة إنه دورك
-فلورا:أطلبي من جنيك أن يفتحه
-آنجل:آريس إفتحه

-آريس:احم احم

-آنجل:فهمت...ستفتحه فلورا
-فلورا:لاااا
-آنجل:إن فتحتيه أنت هذه المرة فسأفتحه أنا غدا
-فلورا:أوووف حسنا

ذهبت فلورا لتفتح الباب و إنصدمت حين رأت جيمين بملابس فخمة و مظهر جذاب يحمل باقة ورد
-فلورا:أنت!!
-جيمين:مساء الخير
-فلورا:تريد آنجل صحيح؟
-جيمين:بلى
-فلورا:تفضل

أدخلته فلورا لغرفة المعيشة و حينما رأيته إعتدلت بجلستي و نظرت له بعينين ثملتين لم ترى هذه الوسامة منذ سنوات...بعدها تقدم مني و قدم لي باقة الورد فأمسكتها و وضعتها في المزهرية
-فلورا:سأخرج لأترككما تتحدثان براحتكما
-آنجل:حسنا
-جيمين:رافقتك السلامة

خرجت فلورا و بقينا نحن الإثنان جالسان بجانب بعضنا...كل منا يريد أن يتكلم و لكن لم نعرف من أين نبدأ و كيف نعبر عن مشاعرنا
-جيمين:ملاكي...
-آنجل(بصدمة) :ها؟
-جيمين:لقد إزددتي جمالا بعد أن كبرتي سنتين و نصف
-آنجل(بإبتسامة) :أعلم ههههههه
-جيمين:ملاكي...
-آنجل:أنت تقتلني حين تقول لي تلك الكلمة
-جيمين:ملاكي...

بدون وعي مني أمسكت جيمين من وجنتيه و قبلته على شفتيه بقوة...جمعت في تلك القبلة كل أشواقي و السنين التي إفترقنا فيها لأجعلها قبلة رومنسية و عميقة و أسطورية...و بدون تردد بادلني جيمين القبلة ليجعلني أثمل من مذاق شفتيه اللتين حرمت منهما طوال السنوات الماضية...إنها شفاه بطعم العسل يجعلك مذاقها تنسى أنك في حضرة شيطان حاول قتلك

فصل جيمين القبلة بهدوء و نظر لوجهي المخدر
-جيمين(بإبتسامة) :أنت لن تتحرشي بي مجددا صحيح؟
-آنجل:ههههه لا أضمن لك ذلك فأنا مشتاقة لك لحد الجنون
-جيمين:ههههههههه ستستغلين الفرصة بما أننا وحدنا؟
-آنجل:مممممممممم ربما

قبلت جيمين مرة أخيرة برفق على شفتيه ثم نهضت من أمامه محاولة إغاضته...لكنه إبتسم و نهض ليلحق بي و قام بمعانقتي بحرارة كما لم يفعل من قبل
-جيمين:أحبك ملاكي
-آنجل:أحبك...أحبك شيطاني


الأيام تمر بسرعة حين تكون برفقة من تحب...هكذا الحال معي أنا و جيمين...لقد واصلنا حياتنا معا و رمينا خلفنا خصاماتنا التافهة

قام جيمين بإستئجار بيت في سيؤول و صار يعمل و يجني المال مثله مثل أي شخص آخر...في البداية واجه صعوبات كثيرة في التأقلم كبشري لكنني وقفت معه و علمته و شجعته على أن يبذل جهدا أكبر حتى يحصل على الإستقرار و الحياة الشريفة

بالنسبة لفلورا و هوسوك فهما يخفيان عنا علاقتها...لكن فلورا فوتت عليها أمرا مهما و هو أن ما من شيء يخفى على الإنسان الزُهري...أنا أعلم جيدا أنهما يخرجان منذ فترة و لكن لا أفهم ما حاجتهما بإخفاء الحقيقة عني...بالعكس لو أخبراني لشجعتهما أكثر فأنا أراهما مناسبان لبعضهما كثيرا...لكن لا يهم...فليفعلا ما يشاءان...فلورا كبيرة بالفعل و لا حاجة لأريها ما تفعل


✴برأيكم : مالذي سيحصل في الفصل القادم و الذي هو آخر فصل؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

عشقت شيطان (النسخة القديمة) Empty
مُساهمةموضوع: رد: عشقت شيطان (النسخة القديمة)   عشقت شيطان (النسخة القديمة) Icon_minitime1الجمعة يونيو 04, 2021 8:59 pm

رواية عشقت شيطان : الفصل العشرون (الأخير)


بعد مرور أشهر جلست أنا و جيمين في مكان بعيد عن المدينة نشاهد القمر و النجوم لأنني طلبت منه ذلك...بينما أرخي رأسي على كتفه الحنون بدأت أفكر في أن هذه العلاقة وصلت للهوس...أنا تقريبا مهووسة به تماما و لا اعلم ماذا سيحصل لو إنفصلنا مرة أخرى...بالتأكيد سأقتل نفسي
-جيمين:أردت فتح موضوع مهم معك و لكنني متوتر من ردة فعلك
-آنجل:ما هو؟
-جيمين:لقد وصلنا لمرحلة متقدمة من علاقتنا صحيح؟
-آنجل:بلى...هذا ما كنت أفكر فيه
-جيمين:لما لا نتقدم خطوة أخرى بعد و ننهي الطريق الذي بدأناه

حين سمعته يتكلم عن إنهاء الطريق الذي بدأناه شعرت أنه يلمح لي بالإنفصال...ربما سئم مني لأنني ملتصقة به طوال الوقت...أصبح قلبي يدق كالطبلة مجددا و هذا أمر أكرهه في نفسي لأنه سيسمع دقات قلبي و يكشفني

حملت رأسي عن كتف جيمين ببطئ و تظاهرت بالبرود...لا يمكنني البكاء أمامه و توسله ليبقى معي...ليس علي ذلك فأنا آنجل الفتاة الباردة
-جيمين:مالأمر؟لما تغيرت ملامح وجهك؟
-آنجل(ببرود) :لا شيء...هيا قل ما عندك
-جيمين:حسنا...لا تغضبي مني إتفقنا؟
-آنجل(ببرود) :لا لن أفعل...هذه حياتك و أنت حر فيها
-جيمين:إسمعي...أنا حقا خائف من ردة فعلك...لكن ألا تظنين أن هذه العلاقة...

قاطعته بدون تفكير و وضعت إصبع سبابتي على شفتيه لأسكته...لم أستطع سماعه يقولها...لا يمكنني سماعها...إنها تؤلم كثيرا
-آنجل(بحزن) :لا تقلها أرجوك...إن أردت المغادرة فإفعل ذلك فحسب...غادر دون إخباري
-جيمين:أغادر!!
-آنجل(بحزن) :أنا سأنزل من سيارتك...إن كنت حقا تريد الإنفصال فغادر و اتركني هنا وحيدة...لكن لا تقلها...لا تفعل أرجوك
-جيمين:مهلا!!مالذي تتحدثين عنه؟
-آنجل:إفعلها فحسب

نزلت من سيارته و وقفت أشيح ببصري بعيدا عنه...حينها إبتسم و نزل من السيارة هو الآخر و عانقني من الخلف
-آنجل(بحزن) :فقط إفعلها و غادر...لا حاجة للشفقة علي
-جيمين:يبدو أن طريقتي في التمهيد للأمور فاشلة
-آنجل(بحزن) :لا أبدا...فهمت كل شيء...إفعل ما تراه مناسبا
-جيمين:حسنا

بقي جيمين يعانقني لفترة دون النطق بأي شيء و كنت حينها سأبكي
-آنجل(بحزن) :ألن تغادر؟
-جيمين:و لما أفعل؟لقد جئنا لنرى القمر و النجوم معا
-آنجل(بحزن) :لكنك تريد إنهاء علاقتنا
-جيمين:نعم أريد إنهائها و لكن ليس بالطريقة التي تفكرين فيها
-آنجل(بحزن) :كيف؟
-جيمين:تعرفين...العشاق يمرون بمراحل أثناء علاقتهم... تعارف ...موعد...حب...قبلة إلخ إلخ إلخ
-آنجل(بحزن) :لقد قطعنا كل تلك المراحل بالفعل
-جيمين:بقيت المرحلة النهائية التي يتمناها كل شخصين يحبان بعضهما
-آنجل(بصدمة) :هل تقصد...!!
-جيمين:بالضبط

إنقلب مزاجي من الحزن إلى الغضب و شددت جيمين من أذنه
-آنجل(بعصبية) :أيها المنحرف...كيف تفكر بي بهذه الطريقة ها؟هل تظنني وضيعة؟سأقتلك
-جيمين(بصراخ) :آاااي ملاكي...هذا مؤلم...آسف...لم أقصد ما ببالك
-آنجل(بعصبية) :ماذا قصدت إذا؟تكلم تكلم
-جيمين(بصراخ) :تزوجيني

تركت أذن جيمين و وضعت يداي على فمي من الصدمة محاولة أن أستوعب ما سمعته للتو...هل طلب يدي للزواج حقا؟...هل أنا في حلم؟ليتني لا أستيقظ مطلقا إن كان حلما
-آنجل(بصدمة) :كرر ما قلته للتو
-جيمين:ملاكي...هل تتزوجينني؟
-آنجل(بصدمة) :لاااا أخاف أن يكون حلما...لا أريد الإستيقاظ الآن
-جيمين:هههههه ليس حلما...تزوجيني يا ملاكي

إحتجت لوقت طويل حتى أصدق ما سمعت حينها عانقت جيمين بحرارة
-آنجل:موافقة
-جيمين:خفت أن ترفضي
-آنجل:و لما قد أرفض؟
-جيمين:من المجنونة التي تقبل الزواج بشيطان برأيك؟
-آنجل:احم احم...أنت لست شيطانا...أنت بشري مثلي...توقف عن ذكر قصة الشيطان هذه فهي تزعجني
-جيمين:لكن هذا لن يغير حقيقة أنني كنت شيطانا في يوم من الأيام
-آنجل:هفففففف إخرس

تجاهلت كلام جيمين و ركبت السيارة ثم لحقني هو الآخر
-جيمين:لا أعرف الكثير عن عادات الزواج عند البشر لذا هلا تعلمينني؟
-آنجل:حسنا...غدا سأعلمك


في يوم الغد ذهبنا نحن الإثنين لمتجر للمجوهرات و ألقينا نظرة على مجموعة من الخواتم
-آنجل:أول خطوة...خواتم الخطبة
-جيمين:أيجب أن يكون خاتما غالي الثمن؟
-آنجل:ليس شرطا...المهم أن نضعهما كرمز لعلاقتنا
-جيمين:مممممم فهمت

نظر جيمين للخواتم إلى أن وجد واحدا منقوشا عليه ملاك بأجنحة
-جيمين:أووو هذا يناسبك كثيرا
-آنجل:إنه جميل...لكن لا اعتقد أنه مناسب لخطبة
-جيمين(بإحباط) :ممممم حسنا سأختار لك غيره

قطب جيمين حاجبيه و واصل البحث عن خاتم آخر لكنني شعرت بالذنب فحملت خاتم الملاك و وضعته في إصبعي
-آنجل:لا بأس بتغيير القواعد...حياتنا كلها مليئة بالتناقضات لذا...سآخذ هذا
-جيمين:إن كان لا يناسبك فلا تفعلي
-آنجل:لا لا...يناسبني كثيرا
-جيمين(بإبتسامة) :لنشتريه

أنهينا أول خطوة و التي هي إختيار خواتم الخطبة ثم توجهنا للخطوة الثانية...إختيار ثوب و بذلة العريس و العروس

ذهبت أنا و جيمين لأحد المتاجر المختصة بملابس العرس و جربنا مجموعة من الملابس إلى أن عثرنا أخيرا على ما يناسبنا...بالإضافة إلى أنني إخترت بذلة بيضاء لجيمين لأنني أحب اللون الأبيض و لكي نجعل شخصيته أكثر نقاءا بالنسبة لشيطان...و أيضا اخترت لنفسي ثوبا أبيض طويلا و مرصعا بالزينة و الجواهر و حرصت على جعله قريبا للأزياء التي يلبسها الملائكة في الأفلام و القصص الأسطورية

ثالث خطوة هي إختيار مكان الزفاف و هو أصعب جزء...و ذلك بسبب أسعار القاعات الغالية و الخدمات...و بما أن جيمين من سيدفع ثمنها فراتبه قليل و لا يكفي لإختيار واحدة فخمة

تجولت أنا و هو على عدة قاعات لكن أي منها لم تنل إعجابي...أشعر بشيء ما ناقص لا أفهم ما هو...كما لو أنني لست مرتاحة للزفاف في القاعات أو أن حدسي الزُهري يخبرني بشيء ما

عند آخر قاعة وقفت أنا و جيمين ننظر من حولنا و نرى تجهيزات القاعة
-جيمين:أعجبتني...سعرها مقبول و الإطلالة جميلة
-آنجل:ممممم فعلا و لكن...ليست المكان الذي أريد الزواج فيه
-جيمين:مالذي يخطر ببالك؟
-آنجل:لا أعلم...لقد رأينا 7 قاعات إلى الآن لكن لا أعلم لما لست مرتاحة لها
-جيمين:و مالقاعة التي تتخيلينها في رأسك؟
-آنجل:مممممممم لا أعلم...لكن حين أراها سأرتاح لها على الفور
-جيمين:هل نذهب لمشاهدة قاعات أخرى؟
-آنجل:لا...لا...هذا يكفي
-جيمين:لكننا لم نختر واحدة بعد و زفافنا قريب
-آنجل:سأفكر اليوم و أرد لك الجواب
-جيمين:حسنا ملاكي...إفعلي ما ترينه مناسبا
-آنجل:لنذهب و نتسلى

في تلك الليلة خرجت أنا و جيمين معا لنشاهد فلما و كان الوقت ليلا...الساعة لم تتجاوز العاشرة و الجو دافئ و جميل ليخرج العشاق فيه في مواعيد

بينما نتجول في الخارج نظرت للسماء لتخطر على بالي فكرة لحفل زفاف أسطوري
-آنجل:وجدتها...حفل زفاف تحت ضوء النجوم و القمر
-جيمين:معقول!!
-آنجل:بلى...لطالما كنت أنا و أنت من عشاق الفلك...أريد أن نتزوج أمام مرأى القمر و النجوم
-جيمين:كيف سنجد قاعة زفاف بلا سقف
-آنجل:أيها الغبي...لا أريد قاعة...أريد مكانا واسعا فحسب
-جيمين:مثل حديقة؟
-آنجل:بالضبط
-جيمين:هل يمكننا إستئجار حديقة؟
-آنجل:نعم هناك أماكن مخصصة يمكننا إقامة زفافنا فيها و لكنها ستكون أغلى بقليل من القاعات العادية
-جيمين:مممممم موافق...سأحقق لملاكي حلمها و أقيم لها زفافا تحت ضوء القمر و النجوم
-آنجل:إلا أن هناك مشكلة صغيرة جدا
-جيمين:ماذا أيضا؟
-آنجل:هنا في المدينة من الصعب رؤية السماء بوضوح

نظر جيمين لأعلى ليجد أن إضاءة المدينة طاغية على إضاءة النجوم و القمر و بالكاد يظهرون
-جيمين:هذا مؤسف
-آنجل(بإحباط) :مممممم لا يهم...هي مجرد حفلة زفاف و مدتها ساعتين فقط...لما علينا التدقيق بكل شيء
-جيمين:لا تحزني ملاكي...سنجد حلا
-آنجل:لا يهم...المهم أنك معي

سرنا بضعة خطوات أنا و جيمين متشابكا الأيدي إلى أن خطرت على باله فكرة
-جيمين:وجدتها...لنقمها في مزرعة تاي و هوسوك
-آنجل:في المزرعة!!
-جيمين:أعلم أن الضروف هناك ليست ممتازة و لكن يمكننا تحويلها لمكان جميل بمساعدة البقية
-آنجل(بإبتسامة) :من يهتم...المهم أننا نستطيع الزواج تحت ضوء القمر
-جيمين:نعم...لنجعل ليلة زفافنا ليلة أسطورة تحت أضواء السماء
-آنجل:ههههههه موافقة

إحتجنا لأيام من أجل التجهيز لزفافنا في المزرعة...كانت الأجواء هناك جميلة و الحقول الخضراء تغطي المكان و هذا ما جعل الديكور يبدو أكثر حيوية...و بمساعدة فلورا و تاي و هوسوك قمنا بتجهيز الموقع و تنظيفه و كراء الديكور و الطاولات و أغراض الزفاف المعتادة

بقيت الخطوة ما قبل الأخيرة و هي كتابة الدعوات للمعزومين...و هذا ما فعلته أنا و جيمين حين إلتقينا في منزلي
-آنجل:أريد دعوة بعض من زملائي في الجامعة
-جيمين:حسنا
-آنجل:ماذا عنك؟من تريد أن تدعو؟
-جيمين:هههههه لا تمزحي...لا أعرف أحدا من الأساس
-آنجل:و لا حتى أشخاص عرفتهم بالصدفة؟
-جيمين:لا
-آنجل:مممممم ماذا عن أفراد عائلتك؟
-جيمين:هل فقدتي ذاكرتك؟ليس لدي عائلة

صمتت لبعض الوقت و أنا أفكر في عائلة جيمين
-آنجل:ترى أين باقي أفراد عائلتك من الشياطين؟
-جيمين:أبي توفي...أمي لم أراها طوال حياتي و لا أعرف عنها شيئا...أما أخي فتعرفين أنه مات يوم ظاهرة القمر الدموي
-آنجل:أووو مؤسف
-جيمين:لكنك أنتِ عائلتي...لا حاجة لي بالباقين
-آنجل(بإبتسامة) :أنت لطيييف جدا
-جيمين(بإنزعاج) :كيف تدعين شيطانا باللطيف!!
-آنجل:هههههه أعلي تذكيرك أنك لم تعد شيطانا؟
-جيمين:احم احم

إبتسمت و أنا أكمل كتابة الأسامي على بطاقات الدعوة إلى أن خطر جين على بالي
-آنجل:لندعو جين...ما رأيك؟
-جيمين:أيعقل أنه سيلبي الدعوة؟
-آنجل:لا أعلم...لنجرب
-جيمين(بإنزعاج) :لكنه سينظر لك و أنا أغار
-آنجل:هههههه إرتح...جين لم يعد يراني أكثر من فتاة كان يعرفها ذات يوم
-جيمين:مازلت غير مرتاح
-آنجل:ههههههه شيطاني اللطيف



في يوم الزفاف:
أخيرا وصل ذلك اليوم الذي كنتُ أتطلع له طوال حياتي...أشعر بالأدرينالين يتدفق في كل أنحاء جسمي و بأنني لا أكاد أقوى على الإنتظار من شدة الحماس

أقمنا حفل الزفاف في المزرعة كما خططنا و تحت ضوء النجوم و القمر...و قمنا يتجهيز المكان ليبدو ملائما لجو المعزومين بغض النظر عن أنه مكان منعزل و ممل

في داخل المنزل كنت جالسة بثوب الزفاف أنتظر إلى أن جاء إلي جيمين و أمسك بذراعي و أخذني لنسير على السجادة الحمراء وسط تصفيق المعزومين...إلى أن وصلنا حيث الشخص الذي سيعقد قراننا رسميا...حينها طرح علينا بعض الأسئلة الخاصة بقبول الزواج و العهد الذي على المتزوجين إدلاءه و في نهاية المطاف أعلننا زوجا و زوجته

بعد أن إنتهت المراسم أمسك جيمين بيدي و وقف وسط المعازيم و صرخ بأعلى صوته ليجذب الإنتباه
-جيمين(يصرخ) :إنتباه جميعا

نظر له كل من في المكان ليرفع رأسه للسماء و يراقب القمر و النجوم
-جيمين(يصرخ) :فلتشهد علي النجوم و القمر بأنني سأسعد آنجل و أجعلها تعيش كالأميرة

صفق الجميع لجيمين و حتى أنا فعلت ذلك...بعدها أكملنا مراسم الزفاف بشكل طبيعي و تكلمنا مع الحضور و تناولنا الطعام

في الجهة الأخرى كان هوسوك هو من يقوم بتصوير الزفاف و كان يملأ الجو بهجة بشخصيته المرحة...و قد بدأ يتجول على الحضور ليصورهم و أولهم تاي
-هوسوك:مرحبا يا صديقي...معك الكمرا الآن...مالذي تريد قوله للعريسين؟
-تاي:ممممم أريد أن أقول...أتمنى لكما زواجا سعيدا و أن تعيشا بدون مشاكل...و أن أجد زوجة أنا أيضا عن قريب
-هوسوك:ههههههه لا تمزح...تريد الزواج؟
-تاي:طبعا...و هل تظن أنك أنت و جيمين فقط يحق لكما الإرتباط؟
-هوسوك:احم احم لا تفضحني أمام الكمرا...إخرس

تجاهل هوسوك تاي و ذهب ليصور فلورا التي كانت تتناول الطعام بمفردها في إحدى زوايا الحفل
-هوسوك:مرحبا حبيبتي...ماذا تفعلين؟
-فلورا:آكل كما ترى
-هوسوك:توقفي و إلا ستسمنين
-فلورا(بإنزعاج) :إن لم تخرس فسأحشو فمك بالطعام الذي في يدي دفعة واحدة
-هوسوك:حسنا حسنا...مالذي تريدين قوله للعروس؟
-فلورا:أولا أريد أن أقول لآنجل بأنني سعيدة لها...حتى و لو لم أكن أشجع هذه العلاقة في البداية و لكنني غيرت رأيي...إن جيمين شخص طيب و يستحق فرصة...ثانيا أقول لجيمين بأنني سأقتله إن جعل آنجل حزينة...هذا كل شيء
-هوسوك:شكرا حبيبتي...لننتقل لشخص آخر

سار هوسوك يبحث بين المعزومين إلى أن وجد جين و والدته يجلسان في إحدى الطاولات فوجه الكميرا نحوهما
-جيون:مهلا مهلا لا تصورني...لا أحب ذلك
-هوسوك:لكن عليك المشاركة كونك من معارف العروس
-جيون:احم احم...ماذا تريد؟
-هوسوك:قولي شيئا للعروس ليبقى ذكرى
-جيون:احم احم...آنجل...إن حدث و قررتي الزواج مرة ثانية فإياك السماح لهذا الشاب خصيصا بالتصوير
-جين:ههههههههههه مرة ثانية
-هوسوك(بإنزعاج) :حرام عليك...فقط أريد ترك ذكريات جيدة من ناس جيدين لآنجل
-جين:ههههه لا تهتم لها فهي تمازحك...دعني أنا أتكلم
-هوسوك:الكمرا لك
-جين(ينظر للكمرا) :مرحبا آنجل...مرحبا جيمين...إن رأيتما هذا التسجيل فتذكراني...أتمنى أن تنجبا ولدا و تسمياه جين و يكون بنفس وسامتي...أعلم أن هذا صعب فهناك جين وسيم عالمي واحد و لكن إبذلا جهدكما
-جيون:لا أصدق أنني أنجبت ولدا كهذا من بطني
-جين:هههههههه هل تنكرين أنني ورثت الجمال عنك؟
-جيون:أووووف الصبر يا الله
-هوسوك:مممممم أظن أن هذا يكفي

هرب هوسوك من هناك ليذهب للمائدة التي تجلس فيها زميلاتي الخمس السابقات اللواتي كن يعملن معي في الفندق...هاني و جونجوا و هايلين و سولجي و لي
-هوسوك:مرحبااااا كيف حالكن بنات؟
-هاني:مرحباااا
-لي:تماااااام
-هوسوك:هل تردن قول شيء للعروس و العريس؟
-هايلين:أنا سأبدأ...أنا
-هوسوك:هيا
-هايلين(تنظر للكمرا) :هل تذكرين المخلوقات ذات العيون الحمراء؟

أسرعت هاني و وضعت يدها على فم هايلين لتسكتها ثم توجهت الكمرا نحوها
-هاني:هههههه إنها تخرف...لننسى الموضوع...آنجل و جيمين كونا جيدين مع بعضكما و عيشا حياة سعيدة
-جونجوا:و لا تتفرقا أبدا أبدا مهما كانت الضروف
-سولجي:و تذكرا أننا سنبقى بجانبكما و نسادكما
-لي:تشيييييييييز
-هوسوك:تشيز!!ما هذا!!
-لي:لا أعلم...ليس لدي شيء أقوله فصديقاتي قد قلن كل شيء
-هوسوك:هههههه المهم المشاركة...شكرا لكُن

في نهاية المطاف وجه هوسوك الكمرا نحوي أنا و جيمين
-هوسوك:الدور عليكما
-آنجل:ماذا أقول؟
-هوسوك:صفا شعوركما...كيف تشعران اليوم؟
-آنجل:إنه شعور أشبه بالخيال...حماس زائد و سعادة لا توصف
-هوسوك:و أنت جيمين؟
-جيمين:أشعر بأنني ولدت بشريا من جديد هههههه أمر مضحك صحيح ههههههههه
-آنجل(ببرود) :لا ليس مضحكا
-هوسوك(ببرود) :لا يجب أن تلقي النكت بتاتا
-آنجل:المهم...لقد مررنا في حبنا بمطبات كثيرة...و مشاكل كثيرة...لكن لأننا أقوياء تغلبنا عليها و أزهر حبنا من جديد
-جيمين:أحبك ملاكي
-آنجل(بخجل) :أووووه جيمين حبيبي
-هوسوك:احم احم...سأغادر و أنتما تغازلا في راحتكما

إبتعد هوسوك عنا و حمل الكمرا موجها إياها نحو وجهه ليختم التصوير
-هوسوك:هذه كانت التغطية الحصرية لزفاف الملاك آنجل مع الشيطان جيمين...أراكم في تغطية أخرى...ربما سأغطي زفافي بنفسي من يدري؟ههههههههه وداعا


تلك الليلة كانت من أجمل الأيام بالنسبة لنا...أخيرا إجتمعنا أنا و شيطاني في منزل واحد و صرنا أسرة متكاملة و دافئة...من كان يصدق أن هذا سيحصل في يوم الأيام...أنا شخصيا لا أصدق...لقد مررت بأيام صعبة ظننت فيها أن جيمين مجرد شيطان مخادع و قبيح...لكنني أخطأت...إنه شيطان بقلب ملاك...مهما كانت حقيقته فهو سيبقى الشخص الوحيد الذي أثق به و أحبه

هكذا إنتهت قصتي أنا و جيمين بالزواج...و بعدها أنجبنا أطفالا و كونا أسرة جميلة و دافئة...هذا ما كان يتمناه كل منا حتى لو كان أصلينا مختلفان...أنا مخلوقة من تراب و هو مخلوق من نار لكننا تجانسنا لنشكل عنصرا جديدا يسما الحب




النهاية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

عشقت شيطان (النسخة القديمة) Empty
مُساهمةموضوع: رد: عشقت شيطان (النسخة القديمة)   عشقت شيطان (النسخة القديمة) Icon_minitime1الجمعة يونيو 04, 2021 9:00 pm

الخاتمة:

تم بحمد الله الإنتهاء من الرواية...و أتمنى أنها نالت رضاكم و إعجابكم

أحببت أن أقدم شكري لكل الذين دعموني و كالعادة هم كثيرون لذا لن أذكر أسمائهم...و خاصة صديقتي آنجل و هي صاحبة الفكرة و هي التي ساعدتني على جمع بعض المعلومات المهمة و أعطتني اقتراحات إستخدمتها في الرواية

بالنسبة لموضوع الرواية فهو تقريبا موضوع متداول في علم السحر و التنجيم لذلك أحببت إستغلاله من أجل إضافة معلومات لرصيدكم و تسليتكم في نفس الوقت...و إليكم بعض المعلومات المهمة التي ضمَّنتها في هذه الرواية:

✴أولا:الإنسان الزهري : معروف عن الإنسان الزهري أنه إنسان مميز أو إبن للجن و ليس بشريا كاملا...تحصل معه أمور خارقة للطبيعة و لديه صفاة مميزة يمكن معرفته من خلالها

✴ثانيا : صفاة الإنسان الزهري : يشاع أنه يملك علامات نادرة لا توجد إلا عند قلة من الناس:
-خط أفقي في كف اليد على عكس الناس الطبيعيين الذين يملكون خطوط عشوائية
-بشرة بيضاء كالحليب
-إنفلاق في اللسان
-لون دمه قريب للزَهري

✴ثالثا : مميزات الإنسان الزهري:
-يمكنه التكلم مع الجن و الشياطين و رؤيتهم و هم يلبون كل طلباته و لا يؤذونه
-الرؤيا التي يراها أغلب الوقت تتحقق
-لديه حدس قوي
-لديه حظ موفق و تحدث معه صدف لا تحدث مع أي إنسان طبيعي

✴رابعا : أهميته في عالم السحر :
يقال أنه له فائدة عظيمة و ذلك لأن السحرة يستخدمونه للوصول للكنوز و التقرب من الجن و الشياطين لأجل مصلحة خاصة

✴خامسا : رأي الدين الإسلامي في قصة الإنسان الزهري :
من خلال بحثي حول الموضوع وجدت بأنه ما من أدلة دينية تتكلم عن الإنسان الزهري و حتى الأئمة يصرحون بأنه مجرد حجة واهية يستخدمها السحرة لصرف عقول الناس عن الجريمة الحقيقية و هي قتل البشر من أجل التقرب للشيطان...إضافة لأن الإنسان الذي يرى الجن و الشياطين غير موجود فقد وضح الله تعالى في قرآنه الكريم أن الإنسان حين يولد يولد معه غشاء على عينه يمنعه من رؤية كائنات العالم الآخر

و في النهاية هذه تبقى مجرد أسطورة أحببت إستغلالها من أجل كتابة موضوع هذه الرواية و جعلها أكثر تشويقا...لا تنسوا ترك تعليقاتكم و رسائلكم و وضع إعجاب في حال ما أعجبتكم الرواية...و نلتقي في عمل آخر بإذن الله...كانت معكم...



بثينة علي



*تاريخ البدأ : 22 ماي 2020
*تاريخ الإنتهاء : 16 جوان 2020
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
 
عشقت شيطان (النسخة القديمة)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حياة زائفة (النسخة القديمة)

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
❤ منتدى بثينة علي ❤ :: ❤ منوعات ❤ :: ❤ كتبي القديمة ❤-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: