تحدي المئة يوم : الخاتمة
سلااااااام أحبتي
بما أنه آخر يوم لي في التحدي فقد قررت أن أحدثكم قليلا وأعوضكم عن كل تلك المرات التي كنت فيه أنشر تحديثات الأيام نسخ لصق
أعلم أن لا أحد يهتم لكن تظاهروا أنكم مهتمون فحسب
المهم
ثلاث أشهر وعشر أيام بالتفصيل...من تاريخ 25 أفريل إلى 2 جويلية 2022
كانت تلك أجمل الأيام في حياتي...بحيث قررت فيها تغييرها جذريا وترك الآفة التي دنست قلبي وخربت الجانب الروحاني من حياتي وصلتي بربي
لقد احتجت وقتا لأتخذ قرار بدء التحدي ولكن دنيا نصحتني بالتهور وأنا ممتنة لها كونها بصمة تغيير جذري في حياتي
لقد التزمت بالجدول التزاما تاما وقللت من الأغاني يوما بعد يوم وكان صعبا للغاية في بدايته بحيث كنت أستمع للأغاني أكثر من أربع ساعات في اليوم وهذا بحد ذاته مرض وتضييع للوقت ولذلك فكان قرار الإقلاع بمثابة تحدٍ كبير لي...الأغاني كانت جزءا لا يتجزأ من حياتي والتخلص منها مثل تخلي الأم عن رضيعها الذي ربته لثلاث سنوات وأحبته بشغف
لكن ذلك الحب لم يولد سوى المرض...لقد ابتعدت عن الصلاة وصرت لا أرتاح للقرآن المسموع ولا أقرأه...وربما مرت أشهر متتابعة لم أصلي فيها...لا أتذكر حقا...لأنني لم أكن أهتم...وحتى ضميري لم يكن يؤنبني...كما لو أن الأغاني والموسيقى قتلت ضميري ونفسي اللوامة
قرأت ذات يوم بأن العبد إن تخلى عن شيء لوجه الله فسيعوضه بشيء أجمل منه...والحمد لله لقد عوضني الله بالسعادة والرضا التام عن نفسي وعوضني بالتوبة...فقد صرت ملتزمة بالصلاة بل وصرت أخاف أن تفوتني وأنتظرها بفارغ الصبر...وأصبحت أستمع للقرآن يوميا بسعادة ودون الشعور بضيق في صدري كالسابق
حتى وقتي أصبح فيه بركة أكثر...ففي السابق كنت أضيع 4 ساعات في اليوم على الأغاني أما الآن فتلك الساعات متاحة لي لأقوم بها بأشياء مفيدة أكثر
أستطيع أن أقول أن تفكيري تغير وأنا أحاول التغيير من نفسي للأحسن أكثر من السابق...لست نادمة بل أنا سعيدة للغاية على كل تلك الأمور التي عوضني الله بها مقابل ترك الأغاني
لا أقول أن الأغاني دائما سبب تعاستنا...فليس الناس سواسية في البلاء...فمثلا هناك من يسمع الأغاني ولا يدمنها ولا تؤثر به...تماما مثل من قد يدمن السجائر وآخر لا...والبعض يدمنون السرقة وآخرون يرونها فعل سيء...كل شخص ابتلاه الله بإدمان مختلف...لكن الحقيقة تبقى واحدة وهي أن الأغاني تأثيرها خطير على الجانب الروحاني للإنسان
وفي النهاية أحببت نصحكم...أنتم أيضا لا تفوتوا عليكم هذه اللذة الرائعة والتحدي الرائع...هناك خير وفير ينتظركم في نهاية الطريق وسعادة ورضى تام عن النفس لأنكم تركتم شيئا لوجه الله وأنقصتم حجم الذنوب عنكم...وحتى وقتكم سيصبح فيه بركة أكبر
صحيح أننا جميعا تعلقنا بالأغاني وكانت بعضها مكتوبة كما لو أنها لنا...بحيث تفهمنا وتخفف عنا حين نكون مهمومين أو مضغوطين...لكن للإدمان سلبيات دائما...وسلبيات الأغاني أن نشوتها زائفة ومن عدو الله الذي هو الشيطان...فلماذا نستبدل النشوة التي أعطانا الله (القرآن) بنشوة عدوه الشيطان (الأغاني)
سأكون سعيدة لو أنكم تخبرونني أنني كنت نقطة تحفيز لكم لتبدؤوا هذا التحدي الجميل أو على الأقل جعلتكم تفكرون بالأمر قليلا
سأنشر مقالا حول الموضوع في كتابي "فلسفة بثينة علي" لأوصل تجربتي للناس لعلهم يستفيدون منها إن شاء الله
وفي النهاية...أستودعكم الله أحبتي...سعدت ببدء التحدي معكم وسأسعد أكثر لو تبدؤونه معي أنتم أيضا
سلام
بثينة علي