❤ منتدى بثينة علي ❤
أهلا و سهلا بكل من زار منتدانا ????????

بثينة علي ترحب بكم و تتمنى لكم قراءة ممتع مع أجمل الروايات الكورية ????
❤ منتدى بثينة علي ❤
أهلا و سهلا بكل من زار منتدانا ????????

بثينة علي ترحب بكم و تتمنى لكم قراءة ممتع مع أجمل الروايات الكورية ????
❤ منتدى بثينة علي ❤
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

❤ أهلا بكم في عالم رواياتي عالم بثينة علي ❤
 
الرئيسيةالرئيسية  اليوميةاليومية  أحدث الصورأحدث الصور  س .و .جس .و .ج  بحـثبحـث  الأعضاءالأعضاء  المجموعاتالمجموعات  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 بَيْنَ حِبْرٍ وَوَرَق!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

بَيْنَ حِبْرٍ وَوَرَق!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: بَيْنَ حِبْرٍ وَوَرَق!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   بَيْنَ حِبْرٍ وَوَرَق!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الجمعة يناير 06, 2023 8:10 pm

بين حبر وورق: المقدمة



السلام عليكم ورحمة الله وتعالى وبركاته

آمل أن تكونوا بأفضل حال جميعا 🥹

هذه المرة سأكتب لكم قصة وسأشارك بها في مسابقة سفراء الخيال

أعلم أنني أشارك في المسابقات كثيرا هذه الأيام لكن لا تستغربوا فأنا نشيطة وعدت عودة قوية ʕ ꈍᴥꈍʔ

المهم

لن أطيل الثرثرة عليكم ولنبدأ في قصتنا مباشرة





بثينة علي


عدل سابقا من قبل بثينة علي في الخميس مارس 09, 2023 1:16 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

بَيْنَ حِبْرٍ وَوَرَق!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: بَيْنَ حِبْرٍ وَوَرَق!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   بَيْنَ حِبْرٍ وَوَرَق!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الجمعة يناير 06, 2023 8:13 pm

بين حبر وورق: الجزء الأول



يقال أن خير صديق في الأنام هو الكتاب، وأنه إن ملكت من معرفة الكتب وعلومها أغنتك عن سنوات من الجهل والهفوات.

نحن في زمن أصبح فيه الذي يهتم بالعلوم ويناقشها فيلسوف، والذي يكرس وقته للدراسة مملا ورتيب، والذي يبدي عشقه للكتب ويطالعها باستمرار "دود كتب".

هكذا الحال مع بطلتنا "مايوكا أوغو" عاشقة العلوم والكتب، فمنذ طفولتها تعشق القراءة وتكرس كل أوقات فراغها للمطالعة في شتى العلوم والآداب، وبسبب عشقها هذا فالكل يدعونها بدودة الكتب ويعاملونها على أنها مملة وبالكاد تجد أصدقاء يهتمون لها حقا، لكن حتى هي لا تلقي بالا للأصدقاء فصديقتها العظمى هي المكتبة وأصدقاؤها المؤنسون الصغار هم الكتب.

الآن مايوكا في العشرين من عمرها وهي ترتاد جامعة "طوكيو سايتوكو" كلية علم النفس الإكلينيكي وحلمها أن تصير طبيبة نفسية لأنها مهتمة بالمجال منذ سنوات.

سارت عقارب الساعة ببطء مشيرة للساعة الرابعة مساءً وهو وقت خروج الطلاب من صفوفهم وعودتهم للمنازل.

تثاءبت مايوكا بتعب بعد أن مرت بيوم مليء بالمحاضرات الشيقة المتعبة ،جمعت أغراضها وتوجهت نحو مخرج الجامعة واستقلت الحافلة للعودة للمنزل.

أثناء تواجدها بالمنزل سمعت تذمر أختها "ريو" المتكرر وهي تحاول الاتصال بصديقها ولكنه لا يرد على مكالماتها فقالت بحزن:

-«أووووه ليس مجددا، إنها المرة المليار التي ننفصل بها بطريقة مثيرة للشفقة»

عبست مايوكا بوجهها وجلست تتابع التلفاز غير آبهة للنيران التي تحرق صدر أختها، ثم أردفت ريو بعد أن حدقت بالهاتف لدقائق:

-«هل يعقل أنه مع فتاة غيري الآن؟ هل ارتبط بهذه السرعة ونسيني؟ هل يعقل أنه جاد قي انفصاله عني؟»

اكتفت مايوكا بالاستماع فقط فعادة حين تتدخل في علاقات أختها العاطفية ينتهي الأمر بشجار حاد بينهما، ثم قالت ريو:

-«بالطبع ليس جادا، سأرسل له فورا وأخبره أنني أفتقده وأريد مصالحته»

حملت هاتفها وما كادت تلمس الشاشة حتى أوقفتها مايوكا ممسكة بذراعها قائلة:

-«هل أعطيكِ نصيحة؟»

-«احتفظي بها لنفسك، دائما نصائحك تزيد الطين بلة»

-«نصائحي تزيد الطين بلة لأنها واقعية، ثم ما مشكلتك؟ لا تريدين سماع الحقيقة المرة؟ أنتِ صغيرة وتفكيرك منحصر في قوقعة العواطف»

-«سأفعل ما يحلو لي، اهتمي بشؤونك»

توجهت ريو نحو المطبخ لتحضر شيئا تشربه، ولأن مايوكا حريصة على أختها صرخت عليها من غرفة المعيشة معطية رأيها في الموضوع:

-«في علم النفس البشري الممنوع مرغوب، تجاهليه لفترة وتظاهري أنكِ تجاوزتِ أمره ولو لم يعد لكِ بعد أسبوع بنفسه لن يكون اسمي "مايوكا أوغو"»

-«حسنا فهمنا أنكِ تدرسين طب النفس، لا حاجة للفلسفة المستمرة في كل مواضيع الحياة حتى تذكرينا»

ضج المكان بالتيارات السلبية الصادرة من كلا الأختين، هكذا الحال دائما كلما أبدت مايوكا رأيها بحياة ريو العاطفية الفاشلة، هي عنيدة وأختها الكبرى تحب تقديم النصائح لها لأنها تعرف كمية الهفوات والأخطاء التي ترتكبها.

ذهبت مايوكا للمطبخ وفتحت الثلاجة باحثة عن شيء تملأ به بطنها الذي نهشه الجوع، حملت علبة عصير ليمون وموزة وأخذتها لغرفتها وبقيت تحدق بها لدقائق وتكلم نفسها:

-«عصير ليمون 7 سعرات حرارية، وموزة 47 سعرة، هكذا لن يزيد وزني، ممتاز»

أخذت تتصفح هاتفها بهدوء بينما ترتشف من عصيرها فاستوقفها منشور جديد وهو عبارة عن إعلان لافتتاح أضخم مكتبة في طوكيو في ركن قريب من منطقتها وهي تضم نسخا من أعظم المؤلفات العالمية والنادرة، صرت قبضتيها بحماس وهي تتشوق لهذه اللحظة التاريخية التي ستزور فيها هذه المكتبة الجديدة لتأخذ من مناهل العلم ما تحتاجه وتنتقل لمرحلة جديدة.

خرجت من غرفتها فوجدت أختها في غرفة المعيشة تتابع مسلسلا بوليسيا فجلست بجانبها تتابعانه معا، بعد دقائق تحدث مايوكا قائلة:

-«عرفت القاتل»

ردت عليها ريو بتجهم:

-«لا أحد سألك»

-«أنا جادة، هل ترين "كرستينا"؟ لقد استخدمت يدها اليسرى لحمل الكوب والقاتل أعسر لأنه أطلق النار بيده اليسرى كما ذكرت الشرطية»

اشرأبت ريو نحو أختها الكبرى قاطبة حاجبيها بغضب عارم وقالت:

-«ألم أطلب منكِ أن تبقي لسانكِ داخل فمك؟ لماذا خربتي علي متعة المسلسل؟ لا أريد منكِ إفساد أي شيء بعد الآن بفلسفتكِ المزعجة»

-«وما المشكلة في أن أعطيكِ رأيي في شيء معين وأساعدكِ في تحليل الأمور؟ ألستُ أختكِ الكبرى التي يجب أن تعطيكِ من خبراتها؟»

-«لا أحتاج شيئا منكِ فشخصيتكِ لئيمة ودائما تتفلسفين في أشياء لا تعنيك، دعيني أفعل ما أريد وكفي عن إظهار نفسكِ ذكية مثقفة»

من سوء حظ مايوكا أنه يتم فهمها دائما بشكل خاطئ على أنها تدعي الفهم والثقافة ولكن الأمر غير صحيح فهذه طبيعتها المعتادة في حبها للتعليق على كل الأمور ودقة ملاحظتها لكل شيء يستحق التدقيق.

في صباح اليوم التالي توجهت بطلتنا للمكتبة الجديدة وتجولت بين رفوق الكتب بحماس متمنية أن ترى ما يجذب انتباهها وبالفعل وجدت عشرات الكتب التي تعبر عن اهتماماتها وميولها وأخذت تتصفحها واحدة تلو الأخرى ملقية نظرة عامة عليها لتقرر أيا منها ستأخذها وأيا منها تتركها للمرة القادمة.

على رف إحدى الخزائن لمحت كتابا مهترئا قديما قارب غلافه على التآكل والغبار متراكم عليه كما لو أنه لم يُقرأ من دهور.

قادها فضولها لإمساك الكتاب فتفحصته من الخارج وبدا غريبا ومرعبا لدرجة أنها كانت ستعيده لمكانه في أي لحظة، لكن ما أسفر عن فضولها هو عنوان الكتاب "أحجية العالم البدائي"

فتحت أول صفحة فوجدت عبارة مكتوبة تقول:

"هل أنت قادر على حل الأحجية؟ هل تستطيع الخروج من المغامرة حيا؟ إن كنت كفؤا للتحدي فواصل قلب الصفحات"

تحمست لمعرفة قصة هذه الأحجية وارتفع الأدرينالين في جسدها فقلبت الصفحة، وأيضا وجدت عبارات مكتوبة بخط صغير تقول:

"حين تدخل هذه المغامرة لن تستطيع الخروج منها إلا بعد حل اللغز"

"اللغز يقول: تشير الساعة للواحدة ليلا والمكان منير من حولك، لؤلؤة واحدة مميزة ستنقذ يومك، تحت شجرة ذات رائحة جميلة، هناك معك شخص لا يمكن الثقة به ولكن تبين أنه الوحيد الذي لن يخذلك"

قطبت إحدى حاجبيها متعجبة لما قرأته ثم قلبت الصفحة، فجأة ظهر نور ساطع من الكتاب يخطف الأبصار ويبث الرعب في النفوس، أخذها بلمح البصر فاختفت من المكان وانغلق الكتاب ثم عاد لمكانه على الرف.

فتحت مايوكا عينيها فشعرت بأن رؤيتها ضبابية ولم تستطع أن تلمح أي شيء من حولها، كل ما كانت تراه هو اللون الأخضر المنتشر بكل مكان والذي تسبب باستغرابها.

زحفت شيئا فشيئا لتلمس أي شيء قريب منها ولكنها شعرت بشيء ناعم كالفرو أمامها، تلمسته قليلا من أسفله للأعلى فأحست برأس عملاق وأسنان حادة وأنياب ضخمة، شيئا فشيئا اتضحت الرؤية أمامها فانصدمت مما رأته، كان هناك أسد ضخم البنية يقف على بعد سنتمترات منها، والأسوأ أنه زأر في وجهها بكل قوة فتجمد جسدها من الخوف وصارت ترتجف ولم تستطع حتى الوقوف والهرب بعيدا.



عدل سابقا من قبل بثينة علي في الثلاثاء يناير 24, 2023 11:43 am عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

بَيْنَ حِبْرٍ وَوَرَق!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: بَيْنَ حِبْرٍ وَوَرَق!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   بَيْنَ حِبْرٍ وَوَرَق!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الثلاثاء يناير 10, 2023 10:06 pm

بين حبر وورق: الجزء الثاني



قبضت مايوكا ذراعيها من الخوف وحدقت بالأسد المفترس الذي يقف أمامها وهي متجمدة من الرعب، كانت تنوي الهروب لكنها تعلم سرعة الأسود الفائقة لذا لا مهرب لها، أغمضت عينيها فحسب وانكمشت كالقنفذ وبقيت تنتظر نهايتها المحتومة.

فجأة، سمعت صوت رجل ينادي من بعيد:

-«سيزر، ها أنت ذا، هل عثرت على فريسة جديدة؟»

نظر الرجل لجسد مايوكا الذي يرتجف وحدق بها للحظات وعندما رفعت رأسها شاهدت شكله، كان رجلا أربعينيا طويل القامة أبيض البشرة ويرتدي ملابس تبدو وكأنها بدائية ومن جلد النمور، رفعت جزئها العلوي من على الأرض وبادلته النظرات وكان يبدو متعجبا منها، ثم قال:

-«من تكونين؟»

-«من أكون؟! أنت من تكون؟! ولماذا ترتدي هكذا؟»

-«أنتِ لماذا ترتدين هكذا؟»

-«يبدو أنني وصلت بالخطأ لمكان منعزل في طوكيو سكانه لم يصلهم التحضر والتكنولوجيا بعد»

-«ما هي التكنولوجيا؟»

-«لا تسأل كثيرا، أين أجد أقرب محطة هنا؟»

-«محطة؟! ماذا تكون؟ هل هي نوع طعام؟»

-«انسى الموضوع»

نظرت خلفها فنسيت أن الأسد المتوحش ما يزال على بعد خطوات منها لذا صرخت وركضت بعيدا لتختبأ خلف الرجل، فقال هذا الأخير:

-«ههههههه لا تقلقي، سيزر كائن مسالم ولا يؤذي البشر»

-«مسالم؟! متى كانت الأسود مسالمة؟»

-«لم تكن كذلك أبدا، لكني ربيته منذ كان شبلا فقد ماتت والدته»

-«لا أهتم، ما أزال أراه متوحشا جدا»

-«من أين أنتِ؟»

-«من طوكيو»

-«ههههههه جميل، ما هذا المكان بالضبط؟ هل هي قبيلة من قبائل الشرق أم الغرب؟»

-«طوكيو ليست قبيلة بل مدينة»

-«ههههه لا أفهم أي شيء من كلامك، تبدين وكأنك من عالم آخر، وأيضا ملابسك...غريبة جدا»

-«أوووه تبا! المهم، سأذهب للبحث عن طوكيو، وداعا، شكرا لأنك لم تسمح لأسدك ببلعي بلقمة واحدة»

-«مهلا، الظلام سيحل، هل ستذهبين حقا؟ يمكنك المبيت في منزلي، عائلتي لطيفة وزوجتي تحب الضيوف»

نظرت للسماء فلاحظت احمرارها وشعرت بالخوف فهمست لنفسها:

-«امممم، أظن أنه يجب علي التمهل قليلا»


اصطحبها للقبيلة التي يعيش فيها وكانت بالقرب من الجبال، كان بعض سكانها يعيشون في الكهوف والبعض الآخر في بيوت بسيطة من أوراق الأشجار والغصون والنباتات الحبلية، كانت ملابسهم أيضا بدائية وأرجلهم حافية وجميعهم يحدقون بمايوكا باستغراب ونظراتهم تلك لا تسر البتة.


وصلا أخيرا للكهف الذي يعيش فيه الرجل الطيب فسمعا صراخا قادما من الداخل:

-«آلان هل عدت؟ الأولاد جائعون»

دخلا فوجدا زوجة الرجل وحينها اكتشفت مايوكا أن اسمه آلان، كانت زوجته أيضا إنسانة بسيطة وهادئة ومبتسمة فقالت بهدوء:

-«أهلا، من الضيفة؟»

رد عليها زوجها:

-«أعرفك على ضيفتنا، يبدو أنها ضلت طريقها ولا مكان تبيت فيه»

حدقت بها الزوجة من رأسها لقدميها فاستغربت من ملابسها ولكنها ابتسمت وقالت:

-«تشرفنا، أنا مايا زوجة آلان، يبدو أنك من قبيلة مختلفة جدا، ملابسكم جميلة، من أي حيوان تصنعونها؟»

-«لا أحب ارتداء شيء من صنع الحيوانات البريئة، هذا القماش قطني مئة بالمئة»

حدقت بها مايا للحضات وهي ترمش باستغراب ثم حاولت تلطيف الجو:

-«ههههه قماش قطني ههههههه يالها من كلمة جميلة، أظن أنكم تستخدمون كلمات مختلفة عن كلماتنا»

أدركت مايوكا أن سكان تلك القبيلة بسطاء العقول وغير حضاريين لذا عرفت كيف تتعامل معهم.


من خارج الكهف دخل شاب يبدو وكأنه في نفس عمر مايوكا وكان قاطبا حاجبيه ويبدو من شكله أنه غاضب، حينها قال بصوت حاد:

-«كنت أستمع لكل شيء، لقد طفح الكيل، من هذه الفتاة الغريبة التي أحضرتموها لمنزلنا؟ ماذا لو كانت من الهاجانغ؟»

ردت مايوكا وهي قاطبة حاجبيها:

-«لست من الهاجانغ، ما هو الهاجانغ على كل حال؟ أنا مجرد بشرية تبحث عن منزلها»

-«الهاجانغ هم أعداؤنا ويخططون لمهاجمتنا بأي لحظة»

-«لست منهم، أنا من طوكيو»

-«لا يمكنني الثقة بك، أعلم أن خلفك شيئا ما ولهذا سأراقبك»

ثم خرج من الكهف وترك الجميع في دهشة، حينها قالت والدته:

-«ييرما يشك بكل شيء حتى ضله لذا اعذريه»

-«اسم ييرما غريب، لكن لا بأس، من حقه أن يخاف»



نظرت مايوكا فجأة للجزء المظلم من الكهف فانتفضت من الفزع حين رأت شخصا يقف هناك ثم هرب بسرعة للداخل، فأردفت بنبرة تدل على الخوف:

-«من ذاك؟!»

ردت عليها مايا بينما تضع الحطب للنار ليبقى الكهف منارا لأطول فترة ممكنة:

-«تلك ابنتي، إنها خجولة نوعا ما لذا لن تخرج من هناك أبدا، لا تقلقي بشأنها»

تعجبت مايوكا من أمرها لكنها تجاهلتها وتوجهت للجلوس أمام النار لكي تتدفأ، ومن هناك بقيت تراقب العائلة وهم يطبخون عشاءهم البدائي المكون من الفطر المشوي ومجموعة من الفواكه التي لم تراها طوال حياتها، وبينما هي هناك صارت تتذكر كيف وصلت لهذا المكان، وما كان صادما بالنسبة لها هو تذكرها لقصة الكتاب واللغز والضوء، حينها همست وهي تقول:

-«أيعقل أن ذلك حقيقة؟! أم أنه مجرد وهم أم حلم راودني بالأمس؟»

ردت عليها مايا:

-«هل قلتِ شيئا ما؟»

-«لا، كنت أحدث نفسي فقط»

في ذلك الوقت الذي كانت فيه مايوكا منهمكة بالتفكير كان زعيم القبيلة التي أتت إليها يجلس متربعا على الأرض وأمامه نار تنير كهفه فرمى فيها مجموعة من عظام الحيوانات وأغمض عينيه للحظات وقال وهو يتمتم لحنا غريبا:

-«هناك زائر غريب مختلف سيأتي للقرية، إن لم نتخلص منه ستتم إبادتنا»

حينها تحدثت زوجته:

-«اليوم عائلة آلان أحضرت فتاة غريبة ذات ملابس مختلفة، هل يعقل أن تكون...»

قاطعها وهو يصرخ بغضب:

-«ذلك الأرعن، كيف سمح بإدخال غرباء للقرية؟ الحيطة والحذر واجبان فنحن معرضون لهجوم الهاجانغ في أي لحظة»

-«حتى أنا قلت ذلك»

-«علي الحديث مع ذلك السخيف وجها لوجه»




بعد أن نضج العشاء تناولت مايوكا طعامها ورغم أنه غريب لكنه لذيذ، ثم نامت في فراش من جلد الحيوانات وكانت حياة البدائية ممتعة ولكنها في نفس الوقت قلقة من أن لا تتمكن من العودة مجددا لمنزلها، كما أنها بحاجة لاستخدام الانترنت لكن بطارية هاتفها نفذت ولا يوجد شبكة في المنطقة.

في صباح اليوم التالي استيقظت وهي لا تدري كيف نامت بالأمس من فرط التفكير، كانت متحمسة للغاية لأنها اليوم ستبحث عن طريقة للعودة لطوكيو لذا أسرعت لمقابلة مايا التي كانت تكنس الكهف بمكنسة من أغصان الأشجار وقالت:

-«صباح الخير، هل هناك جبل عالٍ جدا في المنطقة؟»

-«أجل هناك واحد خلفنا، لماذا؟»

-«إن استطعت تسلقه فربما أنظر من حولي وأجد مدينة قريبة وسأذهب إليها وأتصل بالمساعدة»

-«ههههههه ممتاز، لكن ما هي المدينة؟»

-«لا تهتمي، يبدو أن علي تذكر أنكم لستم من مدينتي لذا علي التكلم معكم بأسلوب يناسب بساطتكم»

نظرت لها مايا لعدة لحظات وهي تبتسم ملتزمة الصمت حتى تكلمت مايوكا:

-«سأذهب الآن»

-«مهلا، على أحد أن يرافقك فقد يصيبك مكروه»

ثم نظرت جانبا فرأت ابنها ييرما يقوم بصنع شيء من الخشب

-«ييرما، رافقها، ولا تنسى أن تهتم بها جيدا ولا يصيبها خدش واحد»

-«ههههههه تريدين مني أن أحمي الدخيلة المخادعة؟»

-«نعم أنا آمرك بذلك لذا اذهب معها فورا»

لم يناقش ولم يقل أي شيء بل حمل رمحه وسار أولا ثم لحقت به مايوكا وكان أسرع منها في خطواته لذا اضطرت أن تركض لتجاريه.

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

بَيْنَ حِبْرٍ وَوَرَق!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: بَيْنَ حِبْرٍ وَوَرَق!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   بَيْنَ حِبْرٍ وَوَرَق!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الثلاثاء يناير 24, 2023 12:12 pm

بين حبر وورق: الجزء الثالث



استيقظت ريو أخت مايوكا من نومها فشعرت بالهدوء الشديد في البيت، في العادة أختها تعد الفطور الآن أو تتابع شيئا على التلفاز فهو يوم عطلة.

نهضت وتوجهت للمطبخ فوجدته فارغا، حتى أن كوب أختها لم يتوسخ وهذا يعني أنها لم تستخدمه، حينها خاطبت نفسها قائلة:

-«أيعقل أنها لم تستيقظ للآن؟! مستحيل! ليس من عاداتها، كما أنني نمت بالأمس باكرا ولا أذكر في أي ساعة عادت»

توجهت لغرفتها فوجدتها فارغة والسرير مرتب تماما، حتى كل أغراضها بقيت كما هي منذ الأمس.

-«هل نامت خارج المنزل؟!»

حملت هاتفها بعد صراع دام لدقائق فالعلاقة بينهما جد متوترة واتصلت بأختها ولسوء الحظ وجدت هاتفها مغلقا.

-«أيعقل أنها غضبت مني لذا تركت المنزل؟ لكنني لم أقصد جرحها بكلامي وهي تعرف ذلك، لقد كنت غاضبة فحسب»

في ذلك الوقت سارت مايوكا عبر ممر ضيق خلف ييرما ليوصلها لقمة الجبل، كان سريعا جدا مما أزعجها فهي خائفة أن تفقده، حينها قالت بتذمر:

-«ألا يمكنك أن تبطئ قليلا؟ قدماي تؤلمانني»

تجاهل تذمرها وزاد من سرعة خطواته أكثر، وصلا لسفح الجبل وبدآ بالصعود من طريق سهلة تؤدي للأعلى وبمجرد أن سارت مايوكا عدة عشرات أمتار تعبت وأردفت:

-«رجاءً...لنتوقف...أشعر بالتعب»

-«مدللة»

رمى كلماته الباردة تلك وأكمل سيره فهمست بتذمر:

-«ياله من قليل ذوق»

واصلا السير إلى أن وصلا لقمة الجبل أخيرا فشعرت مايوكا بالسعادة، وحينما ألقت نظرة على المنطقة بالأعلى لم تجد سوى الجبال العالية والمساحات الغابية الواسعة، لا أثر لطوكيو على الإطلاق ولا لأي عمران أو حضارة، حينها قالت بقلق وخوف:

-«مستحيل! ما الذي يجري وكيف وصلت هنا؟!»

بدأت تتذكر أمر اللغز مجددا وتلك الكلمات الغريبة التي قرأتها في الكتاب، ما حصل بالفعل لم يكن حلما بل هو واقع مرعب وعليها حل اللغز وإلا ستعلق هناك للأبد، بعد أن طافت في مكانها بتوتر لفترة فإذا بييرما يوجه رمحه في وجهها فتجمدت من الخوف، حينها أردف الأخير بنبرة حادة مليئة بالحقد:

-«نحن وحدنا الآن، لِمَ لا نحظى بنقاش جاد؟»

-«هل تحاول قتلي؟»

-«يمكنني ذلك، لكن لو قلتِ كل ما أريد سماعه فسأتركك تذهبين»

-«حسنا، وما الذي تريد سماعه؟»

-«هل أنتِ من الهاجانغ؟ ولماذا أتيتِ؟»

-«لا لست منهم»

قرب الرمح من رقبتها أكثر ليضغط عليها وقال:

-«لا أصدقك»

-«هل هناك أي شيء يثبت أنني منهم؟»

-«لا، ولا شيء يبرؤك أيضا، يمكنني قتلك ورميك هنا لتأكلك الحيوانات المفترسة والعودة للمنزل وإخبار أهلي أنكِ عدتِ لديارك، لذا الصراحة أفضل لك»

-«أعرف، وأنا أقول الصراحة، لا أعرف الذين تتحدث عنهم ولا علاقة لي بهم لا من قريب ولا بعيد»

-«يبدو أنك مصرة على التظاهر بالبراءة، ودعي حياتك»

جهز نفسه ليطعنها بالرمح ولكنه سمع صوتا خلفه فالتفت بسرعة فرأى خنزيرا بريا يركض باتجاهه، أسرعت مايوكا بالابتعاد ثم صرخت على ييرما:

-«إنه يسير باتجاه مستقيم ولا يستطيع الالتفات لذا حاول الهروب في خطوط متعرجة»

رغم أن كلامها صحيح لكنه تجاهلها وقام بالركض في اتجاه مستقيم وقاد الخنزير نحو المنحدر ثم رمى نفسه بعيدا وتركه يسقط من الأعلى.

تخلصا الآن من الخنزير لذا ابتسم ييرما بخبث وقال:

-«الهرب للجبناء، علينا التخلص منه لأنه لن يتوقف عن مطاردتنا أيتها الفهيمة»

-«لا بأس بخطتك أيضا»

فجأة هجم عليه طائر عملاق فانبطحت مايوكا لكن ييرما لم يجد الوقت الكافي لذا تراجع للخلف وسقط من على المنحدر لكن في آخر لحظة تمسك بالحافة.

أسرعت مايوكا لتتفقده فوجدته يجاهد ليرفع نفسه لأعلى لكن دون جدوي، حينها مدت يدها له وصرخت بذعر:

-«تمسك بيدي»

-«لا أريد، يمكنني فعلها بنفسي»

وضع رجله على الجبل وحاول التسلق لكن المكان الذي لامسه انهار وسقط وانزلق معه وكاد يذهب للهاوية.

صرخت مايوكا:

-«توقف عن الكبرياء وهات يدك»

بدأت ذراعه تتعب فاستسلم للأمر الواقع وأعطاها  يده وبصعوبة رفعته، لكن شعر بألم شديد في ذراعه بسبب تشبثه لفترة، حينها قال وهو مطأطئ الرأس:

-«لماذا أنقذتِ حياتي؟ أليس هدفك من الأساس إبادة قبيلتنا؟»

-«أنت مضحك»

-«لست أمزح هنا»

-«ولا أنا، يمكنك قتلي لو أردت، لكن الحقيقة تبقى واحدة، وهي أنني لا أعرف شيئا عن الهاجانغ»

حدق بعيونها بنظرة مرعبة وبادلته النظرة هي أيضا، وحين أدرك أنها جادة حمل رمحه ومضى في طريقه عائدا للمنزل، لم تسغرق هي وقتا طويلا حتى لحقت به فلا مكان لديها لتذهب إليه.

في منزل مايوكا كانت أختها ريو تطوف ذهابا وإيابا وتردد جملة واحدة:

-«هل أخبر والداي؟ هل أبلغ الشرطة؟ لا ليس بعد، علي السؤال أولا»

حملت هاتفها واتصلت بأصدقاء مايوكا الذين تعرفهم لكن جميعهم قالوا أنه لا أثر لها ولم يروها
وهذا ما زادها قلقا:

-«أتمنى أن تعود بسرعة وإلا سأفقد صوابي»



أما بالنسبة لمايوكا فقد عادت لمنزل العائلة البدائية وسمحوا لها بالبقاء لبعض الوقت، لكن الوحيد الذي لم يرتح لوجودها هو ييرما.

بينما الأم مايا تقوم بنتف ريش الطائر الذي اصطاده زوجها حديثا كانت تواجه صعوبة في ذلك بينما تراقبها مايوكا، وبعد أن راقبت لبعض الوقت قررت التدخل:

-«سيدتي، أعتقد أن عليك استخدام الماء المغلي وسيزول الريش بسرعة»

توجهت نحو النار وأحضرت إيناء الماء المغلي ثم سكبته على الطائر فاصبح الريش يزول بسهولة، حينها ابتسمت مايا:

-«مذهل! يالها من حيلة ذكية!»


وبينما الوالد يقوم بسقي أزهار في إناء فخاري لاحظت عليه مايوكا الحيرة فتوجهت نحوه ووجدته يحدق بالأزهار وهي ذابلة فقال لها:

-«ما بال الأزهار؟ أحاول جاهدا جعلها تنمو لكنها تموت منذ أول ثلاث أيام لها، أريد تزيين الكهف لكن لا جدوى مما أفعله»

-«النباتات بحاجة للشمس من أجل القيام بعملية التركيب الضوئي واليخضور»

-«ماذا؟!»

-«أعني الشمس هامة لجعل النباتات تبقى على قيد الحياة، لا تضعها هنا، أخرجها للشمس»

-«وهل ستنجح الحيلة؟»

-«متأكدة أنها ستنجح»

أخرج آلان النباتات للخارج فابتسمت مايوكا، بعدها نظرت للخلف فرأت الفتاة في نهاية الكهف تحدق بها ثم هربت، أرادت أن تذهل إليها بشدة لكن الجميع موجودون من حولها لذا خافت من اقتحام خصوصيتها.

من الخلف كان ييرما يقف متكئا على جدار الكهف بطريقة جادة دون النظر في وجه مايوكا أو الالتفات لها ثم رمى كلماته الباردة من بعيد:

-«تحبين التدخل في كل شيء والتظاهر أنكِ ذكية»

-«لا ألومك، الجميع يظنون ذلك في طوكيو أيضا»

-«هل تحبين المساعدة أم تتظاهرين كذلك لجذب الانتباه وثقة الناس من حولك؟»

-«طبعا أحب المساعدة»

-«مازلت لا أصدقك»

-«ولماذا لم تقتلني حين سنحت لك الفرصة؟»

رمقها بنظرة حادة ثم حمل رمحه وغادر الكهف راكضا، حينها تنهدت وشعرت بحزن عميق وفكرت في أختها ريو التي كانت تتشاجر معها طول الوقت ولا بد أنها قلقة عليها للغاية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

بَيْنَ حِبْرٍ وَوَرَق!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: بَيْنَ حِبْرٍ وَوَرَق!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   بَيْنَ حِبْرٍ وَوَرَق!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الثلاثاء يناير 24, 2023 5:09 pm

بين حبر وورق: الجزء الرابع



تواصلت ريو مع رجال الشرطة وأخبرتهم عن اختفاء أختها لذا بدأت التحقيقات في هذه القضية، وعندما عادت للمنزل جلست على الأريكة وصارت تنظر للمنزل من حولها وكم هو هادئ بغياب مايوكا وبطريقة مخيفة جدا، وبسبب حزنها الشديد استلقت عى الأريكة وبدأت ذرف الدموع التي حبستها ليومين كاملين، كان قلقها يتزايد وخوفها من أن مكروها أصاب أختها يجعلها تشعر بضيق في صدرها، حتى أنها لم تخبر والديها للآن فهي خائفة من ردة فعلهما، لذا تريثت فحسب وانتظرت قليلا لعل التحقيقات تصل شيء.

بينما هي ممددة غارقة في دموعها رن هاتفها فانتفضت من الفزع وركضت لإمساكه ظانة أنها أختها مايوكا، لكن خاب ظنها حين أدركت أنه حبيبها السابق الذي تخاصمت معه والذي كانت تنتظر اتصاله بفارع الصبر، لكنها الآن يائسة بسبب فقدان أختها لذا لم تشعر بأي سعادة.

عادت للاستلقاء على الأريكة بحزن وتجاهلت اتصاله، ومهما واصل الاتصال بها مرارا وتكرارا فهي لم ترد بل اكتفت بوضع الهاتف جانبا والبكاء.

أما مايوكا فقد جلست في الكهف أمام النار تحاول تذكر اللغز الذي تم إعطاؤه لها لتحله، عصرت دماغها بجد لتتذكر الجمل التي قرأتها، الأمر صعب هذه المرة رغم أن ذاكرتها قوية بالعادة وتتذكر الأمور المهمة بسرعة.

-«الساعة الواحدة ليلا؟ مكان منير؟ شيء كهذا، لكن من أين قد يأتي النور في الساعة الواحدة ليلا؟ هل يعني هذا أن أبقى بجانب النار؟ لا أظن ذلك»

ثم واصلت تذكر اللغز بجهد وصعوبة ولكنها لم تتذكر أي شيء فقالت بتذمر وهي تضرب رأسها:

-«أوووه يالها من لعبة غشاشة! كيف يمكنني حل لغز لا يمكنني تذكره؟»

دخل آلان وابنه الكهف مرة أخرى فوجدا مايوكا بقرب النار:

-«هل تريدين الذهاب معنا للشاطئ لنصطاد المحار؟»

التفت نحوه ييرما وقال بنبرة حادة:

-«أبي! لماذا علينا أخذها معنا؟ إنها غير موثوق بها»

-«لا تقل ذلك أمامها فلم أرى منها أي أذية، إنها ضيفتنا وعلينا معاملتها جيدا حتى تغادر»

تضايق ييرما من الأمر وخرج أولا بينما التفت آلان نحو مايوكا:

-«اعذريني على تصرفاته»

خرجا من الكهف فوجدا زعيم القبيلة وطاقمه بانتظارهما وقال الزعيم:

-«آلان، أعتقد أن الوقت حان لنتحدث عن ضيفتك»

-«ما بالها؟»

-«تقول النبوءة أن هذه الضيفة ستسبب الدمار لقريتنا لذا فلتطردها»

-«ما الذي تقوله حضرة الزعيم؟»

-«لقد حذرتك، قم بطردها فورا»

-«مستحيل، أعرف مايوكا جيدا، منذ جاءت لم أرى منها إلا الخير لذا لا تحاول إقناعي»

-«الأمر راجع لك، لو حصل شيء في القرية بسببها فأنت ستتحمل المسؤولية»

-«سأفعل، رغم أنني متأكد أنه لن يحصل شيء، مايوكا تائهة وستبقى عندنا حتى تجد منزلها»

انصرف الزعيم ومن معه فنظرت مايوكا نحو آلان وقالت:

-«من هذا؟»

-«زعيم القبيلة، دائما يقول كلاما لا أعلم من أين يأتي به، يقول أن تنبؤاته لا تخطئ، أراها دائما مخطئة وتعقد الأمور»

-«لا يمكن التنبؤ بالمستقبل، إنه دائما يفاجؤنا»

-«أتفق معك في ذلك»

توجه آلان للشاطئ ومعه مايوكا وييرما الذي كان رافضا تماما لفكرة أن تذهب معهم لهذا بقي يراقبها ويضع عينيه عليها طوال الطريق.

بدأ آلان برحلة صيد المحار فنزل في الماء يبحث هو وييرما حتى جمعوا عددا لا بأس به من المحار وصاروا يفتحونه ويفرقون اللحم عن الأصداف، وبينما يفعلون ذلك عثر آلان على لؤلؤة شفافة اللون بعد أن انعكست عليها أشعة الشمس صارت تلمع بطريقة مذهلة، فقالت مايوكا:

-«مذهل! أيمكنني الحصول عليها؟»

-«طبعا، إنها لا تؤكل على كل حال وكنت سأرميها»

أدركت مايوكا أنهم لا يعرفون بعد القيمة المادية لللؤلؤ، فلؤلؤة كتلك لو كانت حاضرة في طوكيو لكان سعرها خياليا.

لم يكتفِ ييرما من جمع المحار فعاد للبحر وسبح مسافة بعيدة فوجد منطقة مليئة بالمحار، وبينما هو منهمك في جمعها قام آلان بفتح الأصداف وبقيت مايوكا تراقب فقط.

عندما التفتت لييرما رأت بالقرب منه شيئا ما يسبح باتجاهه فصرخت:

-«ييرما، هناك قرش بجانبك»

التفت ييرما بسرعة وفي آخر لحظة ابتعد عن طريق القرش وحاول الهرب لكن القرش ظل يطارده خاصة أنه أسرع منه في السباحة.

كان آلان خائفا على ابنه ولم يعرف ما يفعله لذا ظل يصرخ عليه أن يهرب، أما مايوكا فلم تستطع الوقوف مكتوفة الأيدي وصرخت:

-«سأساعده»

حملت الرمح وأسرعت باتجاهه تسبح وحاول آلان الصراخ عليها لتعود ولكن لم يوفق في ذلك فقد سبحت نحو ييرما والقرش وصارت تلفت انتباهه وصرخت:

-«ييرما، القروش لا يمكنها التركيز على هدفين في آن واحد لذل سأحاول إلهاءه وأنت أصبه بالرمح»

رمت له الرمح وحاولت جذب انتباه القرش فاتجه نحوها وفي تلك اللحظة طعنه ييرما بالرمح من الخلف وسالت دماؤه في البحر وأصبح لون الماء مخيفا.

عاد الاثنان للشاطئ وهما يتنفسان بسرعة ومازالت أمارات الخوف والفزع بادية عليهما، فصرخ آلان في وجهيهما:

-«كلاكما متهوران، أنت كيف تسبح في مكان بعيد وأنتِ كيف تعرضين حياتك للخطر؟ على كل حال الحمد لله أنكما بخير»

ثم قال ييرما ببرود:

-«لم أطلب منها المساعدة، إنها تتدخل فيما لا يعنيها وتتظاهر بالذكاء والحنكة»

ردت عليه مايوكا بغضب:

-«العفو»

بعد عودتهم للمنزل قاموا بطبخ القرش وأعطوا قطعة لمايوكا لكنها شعرت بالتقزز منه وقالت:

-«لا شكرا، أعتقد أن القرش من الحيوانات التي لا يجوز أكلها»

نظرت لنهاية الكهف فرأت الفتاة الغريبة تنظر لها مجددا ثم هربت فأردفت:

-«ألا تريد ابنتك حقا الخروج من هناك؟ أشعر بالحزن عليها لأنها لا تخالط العالم الخارجي»

أجابتها مايا:

-«في النهاية هي من تريد ذلك، ولو أرادت الخروج ستخرج بالتأكيد»

رغم ذلك شعرت مايوكا بالقلق من تلك الفتاة وأسباب اختفائها وبقيت تفكر بها لوقت طويل.

اقترب منتصف الليل ومايوكا تتقلب في فراشها وتفكر باللغز وهذه المرة تذكرت شيئا جديدا:

-«شجرة ذات رائحة جميلة؟! هذا يعني أن علي البحث عن شجرة عطرة الرائحة وهي مفتاح من مفاتيح اللغز»

نهضت من مكانها لتغادر الكهف فرأت في نهايته الفتاة الغريبة تحدق بها، لكنها هذه المرة لم تشأ تركها تضيع منها لذا توجهت نحوها وتأكدت أن الكل نائم.

ركضت الفتاة لنهاية الكهف فتبعتها مايوكا وحاصرتها لكنها غطت رأسها بيديها وقالت بصوت مرتجف هادئ:

-«رجاءً ابتعدي، رجاءً»

-«آسفة لإخافتك لكن لا تقلقي، لا أريد إيذاءك بل أن أكون صديقتك، أنا مايوكا وأنتِ؟»

-«لا أريد مصادقة أحد، دعيني وشأني»

-«أتفهم ذلك، لكن أيمكنني رؤية وجهك على الأقل؟ لماذا تخفينه؟»

-«هذا أمر لا يخصك»

اقتربت منها أكثر فصارت ترتجف ظنا منها أنها ستؤذيها، لكنها اكتفت بتمرير يديها على خصلات شعرها لتشعرها بالأمان وقالت:

-«خصلات شعرك جميلة، ولا بد أن وجهك جميل أيضا، لا تخافي مني»

-«وجهي ليس جميلا...»

أبعدت يديها عن وجهها أخيرا فتمكنت مايوكا من رؤيته أخيرا ويال الأمر المحزن أنها اكتشفت أن الفتاة مشوهة خَلقيا في أنفها.

-«ألهذا السبب لا تحبين الخروج؟»

ردت عليها بحشرجة:

-«وجهي قبيح ولا أستطيع أن أريه لأحد، أنا وحش، أتمنى الموت حقا، أما أنتِ فجميلة جدا وليس لديك أي عيوب»

-«لماذا تقارنين نفسك بالناس؟ هذا أمر يحطم المعنويات»

-«معك حق، لا وجه للمقارنة بين بشري ووحش»

أنزلت رأسها وضمت ركبتيها بحزن فشعرت مايوكا بالشفقة عليها وقالت:

-«هل لديك حلم ما؟»

-«أريد أن أشرف عائلتي وأصبح من الطبقة المخملية في القرية والتابعة للزعيم، وأريد الزواج من ابن الزعيم»

-«ولماذا لا تفعلين؟»

-«لأنه لن يطيق رؤية وجهي كل يوم، أنا بارعة في الصيد والأعمال المنزلية والحرف اليدوية والقتال ولكنني قبيحة ولا أعتقد أنه سيلتفت لواحدة مثلي»

-«لا أرى فتاة قبيحة، كل ما أراه فتاة مليئة بالأمل والطموح، لكن كنصيحة مني، لا تحتاجين لتكوني زوجة ابن القبيلة لتثبتي أنكِ موهوبة وقوية، أثبتي هذا لنفسك فقط، ولا ترمي نفسك على أحد فمن أرادك سيتقبلك بعيوبك كلها ويطلب يدك، كوني متأكدة من ذلك»

رغم أن الفتاة ليست راضية عن كلام مايوكا مئة بالمئة لكنها ابتسمت في النهاية.

-«إذًا ما اسمك؟»

-«اسمي إينو»
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

بَيْنَ حِبْرٍ وَوَرَق!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: بَيْنَ حِبْرٍ وَوَرَق!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   بَيْنَ حِبْرٍ وَوَرَق!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الثلاثاء يناير 24, 2023 5:13 pm

بين حبر وورق: الجزء الخامس (الأخير)



حان منتصف الليل ومايوكا لا تستطيع النوم لذا خرجت من الكهف تنظر حولها، فجأة تصنمت مكانها من الصدمة حين رأت الغابة في الجهة البعيدة تحترق وتلتهم الأشجار.

فجأة تذكرت التلميح الذي في اللغز والذي يقول "تشير الساعة للواحدة ليلا والمكان منير من حولك"

-«النور! ربما سيكون صادرا من الحريق! هذا يعني أنه لم يتبقى لس سوى إيجاد شجرة ذات رائحة عطرة»

ركضت باتجاه الغابة بمفردها دون إخبار أحد وكان الوضع خطرا لكن ماذا عساها تفعل فهي الطريقة الوحيدة لحل اللغز.

همت بشم الأشجار واحدة تلو الأخرى قبل أن تلتهمها النيران وكانت كلها ذات رائحة كريهة أو عادية لذا من الصعب إيجاد الشجرة المقصودة.

نظرت من حولها فأدركت أن النيران تنتشر بسرعة ثم نظرت للساعة فوجدت الواحدة ليلا قد اقتربت.

-«علي الإسراع قبل الساعة الواحدة وإلا سأفشل في حل اللغز»

انهمكت في البحث أما في كهف العم آلان فقد استيقظ ييرما ونظر حوله فلم يجد مايوكا نائمة في فراشها، فجأة سمع صوت فوضى من الخارج وعندما خرج وجد الناس يركضون يمينا وشمالا خائفين يصرخون بعد أن رأوا النار تلتهم الغابة، حينها قطب حاجبيه وشدد على قبضته وقال مكلما نفسه:

-«عرفت من الفاعل»

بينما النار تلتهم الغابة كانت مايوكا تركض جاهدة لتهرب من ألسنتها بعد أن تأخرت بعض الشيء في الخروج من هناك، وبينما تركض رأت ييرما واقفا في طريقها ومعه رمحه ثم قال لها بحدة:

-«كما توقعت، تشعلين النار في الغابة وتهربين، يالك من حقيرة»

-«لم أشعلها»

-«كل الأدلة ضدك، تستيقظين وحدك والكل نيام وتتواجدين في مكان الجريمة، ما من دليل أقوى من ذلك»

-«لكنني حقا لم أفعل، أتيت لأقوم بأمر...»

صمتت حين أدركت أنها في موقف صعب فهي لا تستطيع إخباره بقصة اللغز فهو لن يصدقها.

ثم أردف ييرما بحدة:

-«سيكون عقابك عسيرا»

ركض ناحيتها وباغتها بسرعة فهو ذكي وسريع في القتال لذا لم تشعر بشيء سوى وهو يمسكها ويقيد يديها للخلف.

أخذها للقبيلة فقاموا بربطها جيدا في عمود ووقف الزعيم أمامها بينما الكل مجتمعون عليها، حتى آلان وزوجته مايا شعرا بالخيبة عندما عرفا بالقصة.

قال الزعيم بينما يرفع صوته عاليا ليسمعه الجميع:

-«هذه الفتاة المخادعة التي أمامكم جاءت للقبيلة على أساس أنها تائهة وخدعتنا ثم قامت بحرق الغابة بطريقة شنيعة فماتت الحيوانات والطيور، ألا تستحق عقابا قاسيا؟»

صرخ أحد بين الحشد:

-«لنغرقها في البحر»

ثم صرخ آخر:

-«لا بل لنطعمها للأسود الجائعة»

ثم صرخ شخص ثالث:

-«بل إن ذبحها هو أفضل حل»

تجاهل الزعيم عقابهم ثم نظر لييرما وقال:

-«أنت من قبضت عليها لذا ستختار نوع العقاب»

-«أفضل عقاب هو معاملتها بمثل جريمتها، ما دامت حرقت فعليها أن تُحرق»

شعرت مايوكا بالخوف الشديد وكانت على وشك البكاء بينما الجميع يهتفون سعادة بهذا العقاب العادل، أو لنقل هو عادل في نظرهم هم فقط.

ثم نظر الزعيم لآلان وزوجته:

-«أنتما من أحضرتماها للقبيلة، وأنتما من عليكما تحمل المسؤولية أيضا، لكن بما أن ابنكما كشف الحقيقة فسأتغاضى عن كل شيء»

أحنى الاثنان رأسهما بخجل وأردف الزعيم متحدثا مع كل القبيلة:

-«غدا سننفذ الحكم صباحا، يمكنكم الانصراف للنوم، أما هذه الوضيعة فستبقى مربوطة في العمود طوال الليل»

انصرف الجميع وتركوها فشعرت بحزن عميق ودمعت عيناها لأنها ستموت مظلومة وفي مكان غريب وبعيد عن أهلها.

مع تقدم الوقت بدأت تتعب من الوقوف وصارت آثار الحبل تؤلمها وتتسبب بتورم بشرتها، كان موقفا مؤلما جدا ولا يسعها فعل شيء لتنجو.

فجأة أحست بشخص يسير خلفها ويقترب منها، كانت تسمع خطواته لكن لم تستطع الالتفات له ورؤيته، وضع يديه على الحبال التي تقيدها وفكها بصعوبة لأنها مربوطة بإحكام، وأخيرا استطاعت أن تتحرر فشعرت بالسعادة والتفتت خلفها قتفاجأت بإينو ابنة آلان فقالت متفاجئة:

-«هذه...»

قاطعتها إينو بوضع يدها على فمها وتحدثت بهمس:

-«اشششش سيستيقظون، لنهرب بسرعة»

أمسكت يدها وأخذتها بعيدا بينما الكل نيام ولا يعرفون شيئا عن الذي يحصل.

أما في منزل مايوكا في طوكيو فقد استيقظت أختها ريو من النوم فذهبت لهاتفها مباشرة واتصلت بالشرطة وسألتهم عن أوضاع القضية ولكنهم أخبروها أنهم لم يتوصلوا لأي شيء.

تنهدت بعمق وجلست على الأريكة حزينة فسمعت صوت الجرس يرن وشعرت بالحماس وركضت نحوه ظانة أنها مايكو، لكن عندما فتحته وجدت حبيبها السابق "ميتازوكي" ومعه باقة ورد ويحاول أن يبتسم، ثم قال بتوتر:

-«مرحبا ريو، آسف لإزعاجي لك في الصباح الباكر ولكن لم تردي على مكالماتي العشر الأخيرة لذا قررت المجيء، آمل أنكِ بخير»

خاب أملها وشعرت بالحزن وفي نفس الوقت لم ترد الكلام معه لأنها حزينة بما يكفي، ثم قالت بهدوء وبرود:

-«لا أفهم لماذا تتصل بي ولماذا أتيت لمنزلي، ألم تقل بعظمة لسانك أن علاقتنا انتهت؟»

-«دائما أغضب وأقول كلاما لا أقصده، آسف»

-«تماما كما قالت مايوكا، بأنك ستعود راكضا ككلب لو تجاهلتك، أتعلم كم أنا غبية لأنني تشاجرت مع أختي لأجلك؟»

أغلقت الباب في وجهه بقوة وبقيت تنظر للهاتف بتوتر.

-«إن لم تعد اليوم فسأتصل بوالداي»

في الجانب الآخر كانت مايوكا نائمة في مكان معزول في مغارة صغيرة وعندما فتحت عينيها أدركت أن النهار قد انتصف بالفعل وهي ما تزال نائمة، كل ذلك بفعل التعب.

نظرت عند رأسها فوجدت ورقة شجر عملاقة وفيها بعض الخضروات والفواكه، يبدو أن إينو تركتها لها لتأكلها.

نهضت وتناولت الطعام ثم ألقت نظرة على المغارة من الخارج فوجدتها معزولة في مكان غريب في الغابة.

-«علي البقاء هنا حتى تعود إينو»

استغلت إينو ذلك اليوم في البقاء في القبيلة وعرفت أن الجميع يبحثون عن مايوكا ولا يعرفون بعد من حررها، وبالفعل أبقت الأمر سرا عن الجميع حتى حان منتصف الليل وناموا ثم هربت لمقابلة مايوكا في المغارة.

قالت مايوكا بسعادة:

-«ها أنتِ ذا! البقاء وحدي طوال اليوم ممل»

-«كان علي التأكد من أن أمري لم يكشف، لا تقلقي فهذا المكان معزول وبعيد ولا أحد سيفكر في المجيء له»

-«والآن ما الحل؟ لا أريد البقاء مختفية هكذا»

-«سنرى لاحقا، لكن قبل ذلك أود أن أريك شيئا»

أغمضت لها عينيها وأخذتها لمكان مجهول وعندما وصلتا قالت إينو بحماس:

-«الآن يمكنك الرؤية»

أزالت يديها وعندما رأت مايوكا المنظر أمامها انبهرت بشجرة عملاقة جميلة الشكل ذات ورود وردية زاهية متفتحة وحولها اليراعات المضيئة تطير يمينا وشمالا وتضيء المنطقة لتبدو وكأنها إضاءة مصابيح حقيقية.

ركضت مايوكا للشجرة وصارت تقفز وتدور من جمالها وقالت:

-«رائحة المكان زكية أيضا»

-«إنها من الأزهار، أحب الجلوس هنا في فصل الربيع والاستمتاع بالاضاءة والرائحة العبقة، للأسف لا يمكنني المجيء سوى في الليل لأنني أخاف أن يرى الناس وجهي القبيح»

-«أتساءل لماذا تساعدينني عكس الجميع؟»

-«لأنني رأيتك وأنتِ تغادرين أمس وبالفعل كانت النار مضرمة في الغابة ولا علاقة لك بها»

-«ليت أهلك يصدقون ذلك أيضا»

-«شكرا لك»

-«ها! على ماذا؟»

-«لأنك كنتِ لطيفة معي، ولم تهربي من قبحي، إنها أول مرة يعاملني شخص خارج عائلتي هكذا»

ابتسمت مايوكا ثم جلست تستمتع بالمنظر، فجأة تذكرت أمر اللغز وبأن تلك هي الشجرة ذات الرائحة العطرة لذا صرخت بحماس:

-«أجل إنه الحل»

ثم تذكرت جملة أخرى من جمل اللغز:

-«تشير الساعة للواحدة ليلا والمكان منير من حولك، لؤلؤة واحدة مميزة ستنقذ يومك، تحت شجرة ذات رائحة جميلة، هناك معك شخص لا يمكن الثقة به ولكن تبين أنه الوحيد الذي لن يخذلك»

ثم نظرت لإينو فهي بالفعل الشخص الذي لا يمكن الثقة به لكنها أنقذت حياتها في النهاية، وأخيرا اللؤلؤة الشفافة التي وجدتها في آخر رحلة لها لجمع المحار وقد كانت تحتفظ بها بالفعل.

نظرت للساعة فوجدتها الواحدة ليلا فأخرجت اللؤلؤة من جيبها وحملتها لتنظر من خلالها فرأت ضوءا لامعا يملأ المكان وبدأ ينتشر من حولها شيئا فشيئا، إنه نفس الضوء الذي أتى بها لهناك.

بعد أن أدركت أنها ستغادر أخيرا نظرت نحو إينو وعانقتها لآخر مرة وقالت بحشرجة:

-«سأشتاق لك، إلى اللقاء...»

فتحت مايوكا عينيها بصعوبة فوجدت نفسها في المكتبة والمكان مظلم، نظرت للكتاب الذي على الرف وقطبت حاجبيها ثم أخذته وركضت به نحو سلة القمامة:

-«هذا مكانك، كتاب خطير»

وضعت يدها في جيبها فوجدت اللؤلؤة الشفافة ما تزال هناك، لذا ابتسمت وقررت الاحتفاظ بها للذكرى.

عادت للمنزل في ذلك الوقت المتأخر من الليل وهي في حال يرثى لها، متعبة، متسخة، جائعة وعطشانة، وعندما فتحت الباب وجدت أختها ريو تنتظر في غرفة المعيشة، نظرت كل منهما للأخرى بعدم تصديق ثم ركضت ريو نحوها وعانقتها بحرارة وهي تبكي قائلة:

-«أختي...أنا...آسفة للغاية، الحمد لله...أنكِ بخير، أين كنتِ طوال هذه المدة؟ لقد...كدت أموت من القلق عليك حتى أنني...لم أستطع النوم الليلة»

ابتسمت مايوكا وربتت على ظهرها ثم بادلتها العناق وقالت بصوت منخفض:

-«أنا أيضا اشتقت لك، واشتقت لطوكيو...يا أختي»




النهاية

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

بَيْنَ حِبْرٍ وَوَرَق!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: بَيْنَ حِبْرٍ وَوَرَق!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   بَيْنَ حِبْرٍ وَوَرَق!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الثلاثاء يناير 24, 2023 5:15 pm

بين حبر وورق: فقرة الأسئلة



سلااااام أيها الأعزاء الكرام

معنا اليوم فقرة الأسئلة والتي من خلالها سأتعرف على آرائكم ونقاشتكم حول القصة...والأسئلة ستكون كالتالي:

• ما رأيكم بالقصة؟

• كم تقيمونها من 10؟

• أي نقد؟

• هل تظنون أنها ستفوز بمسابقة سفراء الخيال؟







والآن هل لديكم أي أسئلة وملاحظات لشخصياتها؟

• مايوكا

• ريو

• آلان

• مايا

• ييرما

• إينو

• زعيم القبيلة

• حبيب ريو

• بثينة علي (حتى أنا اسألوني عن القصة)

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

بَيْنَ حِبْرٍ وَوَرَق!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: بَيْنَ حِبْرٍ وَوَرَق!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   بَيْنَ حِبْرٍ وَوَرَق!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الثلاثاء يناير 24, 2023 5:16 pm

بين حبر وورق: الخاتمة



سلام الله عليكم

ها قد وصلنا أخيرا لنهاية القصة

أتعلمون أن هذه القصة تمت كتابتها قبل سنة أو سنتين تقريبا وكادت تتعفن في المكتبة حرفيا (◉‿◉) وأخيرا تم نشرها

المهم...ادعوا لي أن أفوز بالمسابقة وإن كان هناك أي تحديثات بفوزي سأنشرها لكم


وووووسلام

• تم النشر : من 6 إلى 24 جانفي 2023






بثينة علي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
 
بَيْنَ حِبْرٍ وَوَرَق!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فِي السَّمَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)
» مُخَلٍّصِي قِط!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)
» رِوَايَة فَجْوَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)
» المِثْلِيَّة الجِنْسِيَّة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)
» عَجْرَفَة وَاهِيَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
❤ منتدى بثينة علي ❤ :: ❤مؤلفاتي❤ :: ❤ قصص قصيرة ❤-
انتقل الى: