❤ منتدى بثينة علي ❤
أهلا و سهلا بكل من زار منتدانا ????????

بثينة علي ترحب بكم و تتمنى لكم قراءة ممتع مع أجمل الروايات الكورية ????
❤ منتدى بثينة علي ❤
أهلا و سهلا بكل من زار منتدانا ????????

بثينة علي ترحب بكم و تتمنى لكم قراءة ممتع مع أجمل الروايات الكورية ????
❤ منتدى بثينة علي ❤
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

❤ أهلا بكم في عالم رواياتي عالم بثينة علي ❤
 
الرئيسيةالرئيسية  اليوميةاليومية  أحدث الصورأحدث الصور  س .و .جس .و .ج  بحـثبحـث  الأعضاءالأعضاء  المجموعاتالمجموعات  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 مَثْوَى الدُّمَى المَسْكُونَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

مَثْوَى الدُّمَى المَسْكُونَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: مَثْوَى الدُّمَى المَسْكُونَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   مَثْوَى الدُّمَى المَسْكُونَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الثلاثاء مارس 14, 2023 3:09 pm

مثوى الدمى المسكونة: المقدمة



السلااااام عليكم (. ❛ ᴗ ❛.)

ها قد عدنا والعود أحمد هههههههههه

المهم...أتمنى أن تكونوا بخير

وكالعادة لا أشعر بالنشاط إلا عندما أكتب رواية للمسابقات لذا ها أنا ذا أعود لكم بمشاركتي في مسابقة النوفيلا الحرة لعام 2023

لا مجال للخسارة هذه السنة (✷‿✷) العام الماضي تأهلنا لآخر مرحلة وهذه السنة يجب أن نحصل على اللقب (طبعا إن شاء رب العالمين)

لن أثرثر أكثر، يمكنكم تفقد حساب المسابقة من هنا OpenNovellaContestAR

أما بالنسبة للتصنيف فكما هو واضح في العنوان فسيكون تصنيف الرعب (✷‿✷) الذي لا أجيد الكتابة فيه هههههه، والفكرة ستكون رقم 25


إذًا لنبدأ مشاركتنا الجميلة




تاريخ النشر: 14 مارس 2023

بثينة علي

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

مَثْوَى الدُّمَى المَسْكُونَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: مَثْوَى الدُّمَى المَسْكُونَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   مَثْوَى الدُّمَى المَسْكُونَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الثلاثاء مارس 14, 2023 3:10 pm

مثوى الدمى المسكونة: الفصل الأول



الكثير من الناس لديهم خطط مستقبلية دقيقة يمشون عليها باتزان، قد لا يعرفون ما يخبئ لهم المستقبل ولكنهم يسعون جاهدين للعمل الدؤوب من أجل جعله أخف حملا عليهم.

القصة تبدأ مع بطلتنا المراهقة الصينية "نينغ نينغ" والبالغة من العمر 18 عاما، والتي هي على أبواب الانتقال للمرحلة الأخيرة من الثانوية حيث تحدد مستقلها وطموحها وتخصصها الجامعي، لكنها وبكل صراحة لا تملك أي فكرة عما تريد دراسته إن نجحت العام المقبل.

رن جرس الساعة الثانية عشرة من أجل أن يعود الطلاب لمنازلهم بعد آخر امتحان لهم، وقفت الأستاذة على المنصة بينما الجميع يجمعون أغراضهم وقالت:

-«يا طلاب، لا تنسوا أن تستغلوا عطلة الصيف في التفكير في طموحاتكم المستقبلية لأنكم بعد عودتكم ستنشغلون بالدراسة والامتحانات وقد تقررون قرارا خاطئا تندمون عليه لما تبقى من حياتكم، احرصوا دائما أن تفكروا بتخصص يستهويكم ويجذبكم ولن تملوا بسرعة إن درستموه، لا تضعوا المال معيارا لاختياركم فهذا خاطئ، وأخيرا عطلة صيفية سعيدة»

جمعت نينغ نينغ أغراضها بهدوء ووضعت حقيبتها على ظهرها ثم عادت للمنزل بعد أن ودعت صديقاتها اللواتي قد لا تراهن لمدة صيف كامل، ليس وكأنها ستذهب للمريخ أو عطارد، بل هم لديهم خطط رائعة لقضاء الصيف أما هي فلا مكان لها غير المنزل ولا نشاطات مهمة لديها سوى الأعمال المنزلية والدراسة والتجول من حين لآخر في شوارع المدينة المملة.

عادت للمنزل فألقت التحية على والدتها ووجدتها تتحدث على الهاتف فذهبت مباشرة للمطبخ لتأكل، ليس لديها غير والدتها فوالدها منفصل عن أمها ولا إخوة لديها لذا حياتها مملة بالمعنى الحرفي.

انتهت والدتها من المكالمة فجلست الاثنتان أمام التلفاز بينما نينغ نينغ منهمكة في الأكل، فقالت والدتها بقلق:

-«يا إلهي! أنا محتارة»

التفتت نحوها نينغ نينغ وتوقفت عن الأكل وقالت:

-«ما الخطب أمي؟»

-«جدك في حال سيئة جدا، لقد كبر في السن وأصابه الخرف وقال الجيران أنهم عثروا عليه تائها في الحي أكثر من مرة ولا يعرف حتى أين منزله، جارته أخبرتني بذلك وهي صديقة قديمة لي»

-«هذا فظيع!»

-«الخطأ كله خطأ والدك، لماذا لم يأخذه للعيش معه؟ أليس أباه؟ أشفق على ذلك المسكين الذي تخلى عنه كل أولاده عديمي الرحمة»

-«والدي يتخلى عن الناس ببساطة، لقد تخلى عني وعنك ولم يعد يتصل حتى، والآن تخلى عن والده»

شعرت والدتها بالحزن الشديد عليها فيبدو أنها مازالت مستاءة من طلاق والديها ومغادرة الأب حياتها هكذا ببساطة دون أي اتصالات، بعد أن هدأ الجو المشحون قليلا قررت الأم الكلام:

-«نحن نساء قويات عزيزتي ولا نحتاج أحدا، تذكري ذلك دوما»

-«أجل أمي، قويات جدا»

-«سأحاول التواصل مع عمتك فلعلها تجد حلا لجدك المسكين، ليس لدي حل آخر فلا يمكنني رؤيته بهذه الحال دون تصرف، حتى لو لم تعد تربطني علاقة بتلك العائلة فالإنسانية أهم من كل شيء»

ابتسمت نينغ نينغ ابتسامة جميلة لوالدتها وقالت:

-«أتعلمين أمي؟ والدي خسر الكثير حين تخلى عنك»

شعرت والدتها بالخجل فضربتها بخفة على كتفها، بعدها قامت واتصلت بالعمة ويبدو أن النقاش لم يجري كما يبدو فالعمة امرأة عصبية وخبيثة واتهمتها بأنها تحاول نشر الفتنة في العائلة، وقالت لها أن أمور العائلة لا تخصها فهي لم تعد منهم.

تنهدت الأم بقلة حيلة وذهبت للجلوس مع ابنتها في غرفتها وقالت:

-«كنت أعلم أن هذا سيحصل ولكن على الأقل حاولت»

كانت نينغ نينغ تشعر بالملل الشديد بالفعل رغم أن العطلة بدأت للتو، وحين فكرت أنها ستمضيها كلها بهذه الطريقة شعرت أن عليها التصرف وقالت:

-«أمي! لا مشكلة لديك في أن أتواصل مع جدي صحيح؟»

-«طبعا، لست من ذلك النوع الذي يحب قطع صلة الرحم»

-«حسنا إليك الفكرة، أظن أن العطلة ستمر بطريقة مقرفة كالعادة، ماذا لو شغلت نفسي بشيء مختلف هذه المرة؟»

-«مثل ماذا؟»

-«مثل زيارة جدي في الريف والاعتناء به، أعتقد أنه سيكون جيدا لكلينا، هو سيحصل على شخص يضع عينه عليه وأنا أحاول فعل شيء مختلف عن كل مرة»

نظرت لها والدتها بحزن ويبدو أن الاقتراح لم يعجبها، بعد لحظات قالت:

-«أنا وأنتِ لم نفترق أبدا إلا حين تذهبين للدراسة أو أذهب للعمل، هذا يعني أنكِ ستبتعدين عني لثلاث أشهر كاملة؟! هذا فظيع»

-«أعتقد أنه أمر صعب، لكنه لدواعٍ إنسانية أليس كذلك؟»

-«أجل، أجل، دواعٍ إنسانية»

رغم حزن الوالدة الشديد على ابنتها لكنها تقبلت الأمر ففي النهاية عليها الاعتياد على فراقها.

في صباح اليوم الموالي تجهزت نينغ نينغ وأهم شيء أنها أخذت معها دفاترها وكتبها لتدرس للسنة النهائية فبالطبع سيكون الوضع مملا هناك لدرجة الموت.

أوصلتها والدتها بالسيارة لمنطقة ريفية حيث يعيش الجد وتوقفت أمام منزله، حينها قالت الأم:

-«وصلنا، منزل جدك هناك لم يتغير شكله منذ كنتِ تزورينه قبل خمس سنوات»

-«أرى ذلك»

-«هيا اذهبي إليه واعتني به وبنفسك جيدا»

-«ألن تدخلي معي لإلقاء التحية عليه؟»

-«لا أعتقد ذلك، تعرفين جيدا أنه لا يحبني منذ تزوجت والدك»

-«صحيح، حسنا إذًا، اهتمي بنفسك»

عانقتا بعضهما بحب ثم نزلت نينغ نينغ مع حقيبتها ولوحت لوالدتها من خلال الزجاج فصرخت الأخرى:

-«لا تنسي أن تتواصلي معي يوميا وترسلي لي كل جديدك»

-«سأفعل أعدك»

انطلقت الوالدة مبتعدة بالسيارة فتنهدت نينغ نينغ بعمق واستدارت نحو منزل جدها وهي تحدث نفسها قائلة:

-«رغم أنني أعرف أنني سأندم لكن لا فرق بين الاعتناء بعجوز وبين البقاء في منزلي طوال اليوم»

جرت حقيبتها وانطلقت نحو منزل الجد ووقفت أمام الباب، كان هناك صوت موسيقى صاخبة للغاية من الداخل وبلغة غير مفهومة البتة، رنت عليه الجرس مرة، مرتين، ثلاث وأخيرا سمعها وفتح الباب.

حدق الاثنان ببعضهما ثم ابتسم الجد وعانقها بسعادة قائلا:

-«حفيدتي نينغ نينغ! لم أراك منذ سنوات، انظري كم كبرتِ، لقد صرتِ بنفس طولي تقريبا»

-«ههههه أجل جدي، سعيدة أنك تذكرتني فقد أخبروني أنك تنسى كثيرا»

-«من أخبرك؟!»

-«ههه عمتي»

-«تلك المرأة البائسة، دعينا منها»

تنهدت بعمق لأنه لم يدقق في الأمر فلا تود إخباره أن والدتها هي من أخبرتها فسيظن أنها تتجسس عليه رغم خصاماتهم العائلية.

دخلت المنزل خلف جدها فلاحظت أنه لم يتغير مطلقا ولو بشبر، كل شيء على حاله حتى الآثاث وكانت الأغاني حقا صاخبة ثم قال الجد:

-«ما رأيك بذوقي في الموسيقى؟ هذه أغاني عربية والمغنية تدعى أم كلثوم، أظن أن أغانيهم أفضل من الأغاني الشعبية الصينية أليس كذلك؟»

ثم انفحر ضاحكا بينما ابتسمت نينغ نينغ بتكلف وجلست بجانبه على الأريكة وتحدثا لبعض الوقت حتى بدأ الظلام يحل، حينها خرجت لتلفي نظرة على المكان من حولها، كان الجو نظيفا جدا والرياح دافئة ومريحة، والناس منشغلون بأعمالهم والبعض منهم يتجولون في الخارج وآخرون يركبون الدراجات.

أخذت جولة حول المنزل من الخلف فانصدمت حين رأت مقبرة مرعبة على بعد أمتار وهذا جعلها تشعر بعدم الراحة، فتحت عينيها بقوة ثم ركضت داخل المنزل فوجدت الجد يطبخ الطعام وقالت:

-«جدي، دع عنك، أنا سأطبخ»

أخذت منه الملعقة وحركت الأكل بينما هو جالس يستريح على الكرسي فقال:

-«يبدو أنني كبرت في السن وصرت لا أقوى على الوقوف طويلا»

-«لا داعي لتقوم بأي أعمال منزلية بعد الآن وإلا ما فائدة مجيئي»

-«ههههه سعيد حقا، أشعر بسعادة حين يكون معي أحد أفراد عائلتي»

ثم صمت لفترة وقال:

-«كيف سمحت لكِ والدتك بالمجيء؟»

-«في الحقيقة والدتي ليست من النوع الذي يحب المشاكل العائلية، هي مدركة تمام الإدراك أنها ولو كانت قد تخاصمت مع كل العائلة فلا يمكنها قطع روابط ابنتها بهم»

هز الجد رأسه بهدوء لكن يبدو أنه لم يقتنع بحرف مما قالته، ثم أردفت:

-«لاحظت أن هناك مقبرة قريبة من هنا، لا أعتقد أنها كانت موجودة من قبل صحيح؟»

-«صحيح أنها جديدة لكن يبدو أنها تمتلئ بسرعة، الناس هنا يموتون بشكل غريب»

نظرت له بتوتر ثم أردف:

-«يوما ما سيكون مكاني بينهم، ولن أستغرق وقتا طويلا على ما يبدو»

رمت نينغ نينغ الملعقة من يدها ثم توجهت له وعانقته وهي على وشك البكاء وقالت:

-«جدي! توقف أنت تخيفني»

-«هههههه أمزح فحسب»

ثم نهض من الكرسي وحين وصل عند باب المطبخ استدار لها وقال:

-«لا أعتثد أنه أمر يحتمل المزاح فأنتِ تعلمين أننا سنموت جميعا»

انزعجت من كلامه مجددا وصرخت عليه بغضب:

-«جدي!»

تناولت نينغ نينغ العشاء مع جدها وبينما يأكلان ويتحدثان فجأة نظر نحوها الجد باستغراب وقال:

-«هاه! من تكونين؟! وماذا تفعلين هنا؟!»

-«جدي، إنها أنا، حفيدتك نينغ نينغ»

-«حفيدتي! هل أنتِ ابنة هيتاو؟»

-«لا، تلك عمتي، أنا أكون ابنة ابنك شياولين»

صار ينظر لها باستغراب ثم نظر للمنزل من حوله وكأنه لم يتعرف عليه، وأخيرا نهض وصار يحوم في القاعة وهو يردد:

-«علي العثور على منزلي»

كان سيخرج لكن نينغ نينغ لحقت به بسرعة وأعادته وهي تقول:

-«أنت في منزلك ويبدو أنك متعب، اذهب للنوم هيا»

أخذته لسريره وغطته جيدا ثم قامت بإعداد كأس بابونج له ليسترخي وينام بسرعة وأخيرا قبلته على جبهته وأغلقت الباب وغادرت.

بينما تتجول في المنزل لمحت النافذة مفتوحة فذهبت لترى الجو خارجا، لكن اهتز جسدها من الخوف حين رأت منظر المقبرة مواجها للنافذة مباشرة، والأمر المرعب أكثر أن هناك إنارة مسلطة عليها ويمكنك رؤية كل شيء بالتفصيل.

أسدلت الستائر بسرعة وابتعدت عن النافذة ثم ذهبت لتفقد البيت.

كان به مطبخ وغرفة نوم وحمام وغرفة معيشة حيث ستنام، وهناك غرفة أخرى مغلقة لا تعرف ماذا يوجد بها، أخذها الفضول نحو تلك الغرفة فوضعت يدها على مقبض الباب وبطريقة ما شعرت بتيارات من الرعب تنتشر داخل جسدها مما أخافها بشدة وجعلها تتراجع.

-«لعل لصا سيهاجمني من خلف الباب، علي عدم الذهاب إلى هناك، قد تكون أفلام الرعب مجرد أفلام لكن لا يعني ذلك أنها لم تحصل في الواقع»

تمددت في فراشها وأغمضت عينيها وبسبب شعور غير مريح صارت تتقلب بقوة في فراشها وتحدق بستائر النافذة.

تنهدت بانزعاج ونهضت من هناك وتوجهت للنافذة ثم ألقت نظرة خاطفة عبر الستائر للخارج، كانت الساعة آنذاك منتصف الليل وكانت المقبرة هادئة ومسالمة ورغم ذلك لم تستطع النوم مرتاحة ولطالما ساورها شعور غير مريح.

فجأة سمعت صوتا خلفها فانتفضت من الرعب واستدارت فرأت شخصا يقف على مقربة منها وصرخت صرخة قوية ثم ركضت وشغلت الإنارة، ويال سخافتها! إنه جدها والذي يبدو أنه يتجول في المنزل لأنه يحتاج شيئا ما.

تنهدت بسرعة ووضعت يدها على قلبها الذي يدق بسرعة وقالت بصوت متقطع:

-«جدي! أخفتني...هل من خطب؟»

نظر نحوها ثم نظر للمنزل من حوله وقال:

-«أين هم؟»

-«من هم؟!»

-«الضيوف الذين أتوا»

-«لم يأتِ أحد، إنه منتصف الليل فلماذا قد يأتي أي أحد بهذا التوقيت؟!»

-«بالعكس هذا توقيتهم المفضل، يحبون التجول هنا في هذا الوقت حيث الهدوء والسكينة»

تجمدت الأخرى في مكانها وارتجفت يداها ثم ابتسمت بتكلف محاولة تلطيف الجو:

-«ههه جدي! يبدو أن مرض الخرف أثر فيك كثيرا، عد لنومك هيا»

نظر لها للحظات ثم نسي كل شيء وقال:

-«من تكونين؟!»

-«تبا! ليس مجددا»

أخذت جدها للسرير مجددا حتى خلد للنوم ثم عادت لغرفة المعيشة واتكأت في فراشها تحدق بالسقف وهي قلقة، كان كلام جدها يشغلها، إنه كلام مرعب جدا ويبدو كما لو أنه رأى أشياء لا تبشر بالخير.

أغمضت عينيها وغاصت في نوم عميق بعد تفكير دام لفترة طويلة وأثناء نومها كانت تحلم بأنها في تلك المقبرة المرعبة تقف وسط القبور والظلام شديد، كانت مرعوبة للغاية ومن شدة خوفها أحست بثقل أطرافها وعدم قدرتها على الحركة.

حاولت الصراخ على جدها الذي يراقبها من نافذة المنزل ولكن صوتها مكتوم، إنه حقا لأمر مرعب.

فتحت عينيها فوجدت الساعة السادسة صباحا، ياله من نوم سيء حظيت به، ربما لم تنم سوى ثلاث ساعات طوال الليل ولطالما شعرت بأن وجودها هناك غير مرغوب به.

استيقظت وأعدت الفطور رغم تعبها وأخذته لغرفة جدها وابتسمت قائلة:

-«ها هو ذا الفطور، عصير وفطائر، أم أنك تفضل شيئا آخر؟»

-«لا شكرا لك، هذا مناسب»

أخرجت أدويته من الدرج وساعدته في تناولها ثم خرجت لتجد شيئا تقوم به، وبما أن الجد عجوز ولم ينظف بيته جيدا منذ زمن فقد قررت التنظيف عنه ومسح الغبار وتنظيف الزجاج والآثاث.

وبالفعل نظفت غرفة المعيشة والمطبخ وغرفة الجد والحمام.

أخيرا تبقت لها غرفة واحدة وهي التي لم تدخلها ليلة أمس خوفا من أن يكون بها مجرم، وبما أنه وقت النهار فقد حملت أدواة التنظيف بكل شجاعة ودخلت الغرفة، ويال الصدمة حين رأت ما رأته وتراجعت فورا.

كانت هناك عشرات الدمى المحشوة موضوعة على عدة رفوف وكانت كلها تبدو قديمة ولكنها سليمة ولطيفة، رغم أن الدمى جميلة بالعادة لكن قلب نينغ نينغ لم يرتح للأمر.

تظاهرت بالشجاعة وصارت تطوق عليها وتحدق بها بنظرة حادة وكانت تبدو كما لو أنها تبادلها النظرات هي الأخرى.

اكتفت من الرعب لهذا اليوم لذا أفلتت سلة مواد التنظيف وركضت نحو جدها وهي متوترة وقالت:

-«جدي! تلك الغرفة...لماذا يوجد بها ذلك العدد من الدمى؟»

-«إنها ألعابي»

جعلها هذا تبتلع ريقها من الخوف فهو يثبت أن جدها مختل عقليا يلعب بالدمى وردت بينما شفتاها ترتجف:

-«ج ج ج جدي! أنت كبير لتلعب بالدمى، تخلص منها رجاءً فهي لا تريحني»

انفجر الجد من الضحك حينها وقال:

-«هل ظننتِ حقا أنني ألعب بها؟ لا، بل كنت قبل فترة تاجرا أبيع الدمى بالجملة، لكن صحتي خانتني وأنا أبيع آخر دفعة، لم أستطع التخلص منها فقررت أن أحتفظ بها كذكرى للأيام الخوالي»

-«أوه جدي! كلامك أراحني وفسر لي الكثير من سوء الفهم، لكن جديا، إنها مخيفة»

قهقه الجد بصوت خافت وقال:

-«أنتِ لم تري شيئا بعد»

ارتسمت على وجه الأخرى نظرة خوف وقلق ثم أردف الآخر:

-«قصدت لم تري شيئا من الدنيا، هناك اللصوص والقتلة المتسلسلون والأفاعي والعقارب وآلات تقطيع اللحم في المصانع، كلها أشياء تستحق أن تخافي منها أكثر، أما الدمى فهي لا تؤذي أي أحد»

فكرت بطلتنا في كلام الجد وكان معه كل الحق، إنها مجرد دمى من القماش والبلاستيك فلا داعي لتضخيم الأمر أكثر.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
 
مَثْوَى الدُّمَى المَسْكُونَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مُخَلٍّصِي قِط!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)
» فِي السَّمَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)
» ابْتِذَالِاتُ الوَاتْبَاد!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)
» رِوَايَة المُومْيَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)
» كَانَتْ أُمِّي!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
❤ منتدى بثينة علي ❤ :: ❤مؤلفاتي❤ :: ❤روايات كورية❤-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: