❤ منتدى بثينة علي ❤
أهلا و سهلا بكل من زار منتدانا ????????

بثينة علي ترحب بكم و تتمنى لكم قراءة ممتع مع أجمل الروايات الكورية ????
❤ منتدى بثينة علي ❤
أهلا و سهلا بكل من زار منتدانا ????????

بثينة علي ترحب بكم و تتمنى لكم قراءة ممتع مع أجمل الروايات الكورية ????
❤ منتدى بثينة علي ❤
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

❤ أهلا بكم في عالم رواياتي عالم بثينة علي ❤
 
الرئيسيةالرئيسية  اليوميةاليومية  أحدث الصورأحدث الصور  س .و .جس .و .ج  بحـثبحـث  الأعضاءالأعضاء  المجموعاتالمجموعات  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 رِوَايَة فَجْوَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1234
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة فَجْوَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رِوَايَة فَجْوَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة فَجْوَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الجمعة أبريل 01, 2022 11:26 pm

رواية فجوة : المقدمة



فرولاااااتي ومتابعيني الأعزااااااااء

السلام عليكم جميعا

كيف حالكم؟

أتمنى أن الجميع بخير

قبل البدء لا تنسوا الصلاة على النبي محمد صلى الله وسلم وبارك عليه

مؤخرا أصبحت الكتابة شيئا صعبا علي...أتذكر في يوم من الأيام أنني كنت متحمسة لها ويمكنني إنهاء فصلين في يوم...لكن لا أعلم ما دهاني هذه الأيام...ربما مللت...من يدري!

لكن السؤال هل سأعتزل عما قريب؟

هل سيأتي يوم أقول لكم فيه أنني سأتوقف عن الكتابة للأبد!

هل حقا سأتخلى عن عشقي للكتابة بعد سنتين من النجاحات!

لا أحد يعلم

المهم 

لن أصرع رأسكم أكثر من ذلك...لنترك موضوع الاعتزال جانبا ولننتقل لموضوع روايتنا الجديدة

ما رأيكم بالعنوان؟

رائع أليس كذلك؟

عميق جدا ومختصر في كلمة واحدة وطبعا لن تفهموا ما علاقته بالرواية حتى تقرؤوها

ما رأيكم بأسلوبي الجديد ها؟

أول رواية لي لن يكون فيها لا بتس ولا إكسو ولا غيرهم (◉‿◉) سيكون غريبا وقد أخسر أغلب متابعيني بسببه لكن لا بأس

حان وقت التجديد

منذ بدايتي في مجال الأدب كنت أكتب فقط عن بتس لكنني الآن مللت من الكتابة بسببهم

ملاحظة : أنا لا أقصد الإساءة للفرقة بأي شكل من الأشكال لكن لو كنتم تكررون نفس الشيء مرة بعد مرة ستشعرون بنوع من الملل والخمول وهذا ما حصل معي

لكن متأكدة أنكم ستتفهمونني وتدعمونني فأنا من أصنع الروايات الجيدة والأبطال وليسوا هم من يصنعونني

المهم 

الرواية إهداء مني لصديقتي نجوى التي صرعت رأسي وهي تندب لكي أكتب لها...وأخيرا ها قد حان الأوان لأجعلها تسكت قليلا وتتوقف عن الدراما وتتزوج بجارهم الأصغر منها سنا الذي هي معجبة به والذي سيكون بطل الرواية

لا تنسوا دعمي مرة أخرى بإعجاب + تصويت + تعليق لطيف ينم عن أخلاقياتكم الرائعة  + ضعوا الرواية في مكتباتكم وقوائم قراءتكم لعلها تعجب رفاقكم

لنقل بسم الله ولنبدأ

آه نسيت...قبل البدء سأقدم لكم ملاحظة هامة وهي أن بطلة الرواية المدعوة "نانا" اسمها فعليا "نانا" ولكن البطل "يونجاي" يدعوها "نونا" وهذا ليس خطئًا كتابيا بل كلمة "نونا" يقولها الفتيان للفتيات الأكبر منهم سنا من باب الاحترام ومعناها "أختي الكبرى"...أعلم أن أغلبكم يعلمون ذلك لكن ربما هناك من لا يعلم أو يعتقد أنني كتبت " نونا" بدل "نانا" بسبب خطأ إملائي 

المهم ها قد أخبرتكم وبالنسبة للذي تجاوز المقدمة ولم يقرأها فقد فاتته أهم المعلومات طوال حياته  (. ❛ ᴗ ❛.)

ملاحظة هامة : روايات الحب هي مجرد روايات خيالية غرضها الترفيه فقط والحب الحقيقي خارج إطار الزواج غير موجود والشخص المخلص الذي لا يخون غير حقيقي البتة لذا لا تنخدعوا بالخزعبلات التي ترونها في رواياتي أو أي روايات أخرى لأن الواقع والروايات مختلفان تماااااااما

لنوقف الثرثرة ونقل بسم الله



 بثينة علي 



عدل سابقا من قبل بثينة علي في الأربعاء فبراير 15, 2023 8:52 am عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1234
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة فَجْوَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة فَجْوَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة فَجْوَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الخميس مايو 05, 2022 5:05 pm

رواية فجوة : الفصل الأول



في إحدى ضواحي ماسان الهادئة يعيش فتى في التاسعة عشرة من عمره يدعى "يونجاي" ويدرس في السنة الأخيرة في الثانوية

يونجاي شخص جاد جدا ومثابر في دراسته ويحاول أن ينجح لكي يسعد والدته التي تتمنى رؤيته رجلا ناجحا في المستقبل على عكس أخيه الأكبر الذي ترك دراسته وتبع الطريق الخطأ حيث يتسكع مع رفاقه الفاسدين طوال الوقت ويغازل الفتيات

بينما يونجاي يدرس في غرفته شعر ببعض التوعك فوقف من مكانه يسير في الغرفة وحينما مر بالنافذة رأى منزل الجيران الذي بجانبهم وعبر نافذته رأى جارتهم الجديدة المدعوة "نانا" تتحدث على الهاتف وتبتسم فبقي يحدق بها للحظات ونسي نفسه

بعد أن أدرك ما يفعله أغلق ستائر نافذته بسرعة وعاد لكرسيه ووجهه تلون لللون الأحمر

قاطعته والدته وهي تحمل كوب عصير وتدخل الغرفة
-الأم:يونجاي...هل أنهيت المراجعة؟

حاول بكل جهده التصرف بطريقة عادية ثم التفت نحو أمه
-يونجاي:بلى...تفضلي
-الأم:أردت التحدث معك بموضوع حول جارتنا الجديدة
-يونجاي(بتوتر) :ما بها؟
-الأم:لقد أوقعت اليوم خاتمها الماسي وعندما أردت إعادته لها صعدت الحافلة
-يونجاي:يمكنكِ إعادته لها الآن
-الأم:بلى...لكن في الحقيقة...لا أشعر بالراحة تجاهها...إنها تبدو غريبة أطوار
-يونجاي:حسنا وما الحل؟
-الأم:هلاَّ تعطيه لها فأنتما تلتقيان كل صباح عند الموقف صحيح؟
-يونجاي:آه...بلى
-الأم:تفضل...أعطه لها
-يونجاي:سأفعل...اتركي الأمر لي

في الصباح توجه يونجاي لموقف الحافلة وبقي ينتظر وهو ينظر نحو ساعة يده
-يونجاي(يفكر) :من المفروض أن تأتي الآن فأين هي؟

جاءت الحافلة ولكنه لم يستطع الذهاب قبل أن يرى نانا ويكلمها لذلك انتظرها رغم أن لديه امتحان

بعد دقائق جاءت نانا وهي تركض ونفسها يكاد ينقطع ثم وقفت في الموقف وهو بجانبها

نانا شابة في الخامس والعشرين من عمرها وتعمل في شركة...انتقلت للعيش في المنزل المجاور ليونجاي بمفردها وهو يراها كل صباح فتلقي عليه التحية لكن لم يملك ولو مرة الجرأة للتحدث معها أولا لذلك يقف بجانبها وينتظرها لتكلمه ومؤخرا أصبح يشعر بالإعجاب ناحيتها خاصة أنها أنيقة ولطيفة

هذه المرة حاول أن يتشجع ويتكلم معها أولا لعله يتخلص من عقدته ويحل مشكلة الخاتم
-يونجاي(بتوتر) :صباح الخير نونا
-نانا:أهلا...اسمك يونجاي على ما أذكر...ما الذي تفعله هنا؟ هل تأخرت في النوم أنت أيضا؟
-يونجاي:لا...أقصد نعم
-نانا:كيف دراستك؟
-يونجاي:جيدة
-نانا:أحسنت...أريدك أن تتخرج بأعلى الدرجات وتصير شخصا ناجحا

وضعت يدها على شعره وبعثرته قليلا وهي تبتسم فعطس فجأة وبطريقة غريبة
-نانا:أوبس تأخرت كثيرا عن العمل...سآخذ تاكسي...أراك لاحقا
-يونجاي:مهلا...أود أن أعيد لكِ...

ذهبت ركضا نحو موقف السيارات لأن انتظار الحافلة قد يؤخرها أكثر أما يونجاي فقد كان سيكلمها في موضوع الخاتم ولكنه تراجع عن ذلك لأنها مستعجلة...فجأة تذكر أن لديه دراسة وقد تأخر عنها

ذهب للثانوية وأجرى الامتحان رغم تأخره وفي فترة الغداء اجتمع بصديقه في الكافيتيريا

لدى يونجاي صديقان...تشاو الذي يحب اللهو والغش في الامتحانات وجيسو المهووسة بالمستحضرات التجميلية
-تشاو:لماذا لم تساعدني حين سألتك عن السؤال الرابع؟
-يونجاي:لأن عليك أن تدرس وتجيب عليه بنفسك
-تشاو:ممل...ساعدني المرة القادمة في سؤال أو سؤالين
-يونجاي:في أحلامك

كانت جيسو في الحمام تقوم بتعديل مظهرها ثم جاءت إليهما وجلست معهما
-جيسو:ترااا ما رأيكما في الماسكارة الجديدة التي اشتريتها؟
-تشاو:ما هي الماسكارة؟!
-جيسو:بفففف انظر لعيناي
-تشاو:ما بهما؟
-جيسو:الماسكارة توضع على العينين...هل تلاحظ كم أصبحت عيناي جميلتان؟
-تشاو:لا ألاحظ أي تغير
-جيسو(بانزعاج) اخرس...يونجاي ما رأيك؟
-يونجاي:جيدة
-جيسو:هذا فقط؟!
-يونجاي:مذهلة...ارتحتِ؟
-جيسو:أريد رأيك الصريح
-يونجاي:لا خبرة لي في هذا الشيء لذا كان من الأفضل أن لا تسأليني
-جيسو:فهمت...لكن ماذا عن تأخرك هذا الصباح
-يونجاي(بتوتر) :ماذا؟!
-جيسو:ليس من عاداتك التأخر...هل واجهتك مشكلة ما؟
-يونجاي(بتوتر) :آه...أبدا...استغرقت في النوم فحسب
-جيسو:حسنا

أنزل يونجاي رأسه وبقي يحدق بطبقه وهو يفكر بالفتاة التي تعجبه ولم يستطع أن يخرجها من رأسه مطلقا...كل شيء فيها يجعله ينجذب نحوها ويريد قضاء الوقت معها...جنونها، أناقتها، كلامها، لطفها، تفكيرها، مرحها...كل الصفاة التي فيها تجعله يرغب بها كحبيبة
-يونجاي(يفكر) :تبا! إنها أكبر مني...لماذا أنا تافه لهذه الدرجة؟ علي تجاهل تفكيري التافه بها

في المساء عاد للمنزل فوجد أمه تنشر الغسيل
-الأم:أهلا بني...هل أعدت لها الخاتم؟
-يونجاي:بخصوص ذلك...لم أستطع
-الأم:قلبي لن يرتاح إلا إذا أعدناه لها فلا بد أنها قلقة لضياعه
-يونجاي:ربما معك حق...سأذهب الآن وأعيده لها
-الأم:شكرا لك

ذهب لمنزل نانا وقبل أن يدخل تنفس بعمق وجمع شتات أفكاره كما لو أنه يريد دخول حرب...مرت دقائق وهو متردد وأخيرا رن جرس الباب ولم يلبث إلا لحظات حتى فتحت له نانا
-نانا:آه...يونجاي...أهلا بك
-يونجاي:آسف لإزعاجك...أود إعطاءك شيئا ما
-نانا:تفضل إذًا
-يونجاي:لا لا...كلمة واحدة وسأغادر
-نانا:أوووه هيا...تفضل

سحبته من يده وأدخلته المنزل غصبا عنه...من شدة صدمته بقي واقفا مكانه بعينين مفتوحتين حتى أنه يمكنكم سماع قلبه وهو يدق وصوت بلعه لريقه

كانت تلك أول مرة يدخل منزلها لذا هو متوتر ومتعرق خاصة أنهما وحدهما هناك وهو يكن لها الإعجاب
-نانا:تعال...اجلس

جلس على الأريكة بينما ذهبت نانا للمطبخ...كان منزلها عاديا ويحتوي على آثاث بسيط وهذا طبيعي فهي قد انتقلت حديثا

كان التلفاز مشتغلا على مسلسل كوري ولكنه لم يركز معه طويلا

بعد لحظات عادت نانا ومعها صحن فاكهة وكوب عصير وأخذت قطعة فاكهة بالشوكة وقدمتها له
-يونجاي:أشكرك...لكنني لم آتي لآكل
-نانا:لا تكن خجولا...كل هيا...وبعدها سنتكلم عن كل ما تريد
-يونجاي:احم احم...نونا...أتيت لأعيد لكِ هذا

وضع الخاتم على الطاولة وعندما رأته عبست بوجهها
-نانا(بإحباط) :هف قدري أن يلتصق بي هذا الخاتم
-يونجاي:ألا تريدينه؟
-نانا:لا...سأمنحك إياه
-يونجاي(بصدمة) :لكن...أليس هذا ألماسا حقيقيا!؟
-نانا:بلى لكنني لا أحتاجه

نظر من حوله مجددا للآثاث والسجاد وكذلك ملابس نانا...كل شيء يبدو رخيص الثمن فما الذي يجعلها ترمي خاتم ألماس بهذه البساطة
-يونجاي:سأحتفظ لكِ به إن أردتِ ويمكنكِ استعادته متى شئتِ
-نانا:لا لا لا...لا أريده حقا...إنه يمثل ذكرى سيئة بالنسبة إلي...خذه أرجوك
-يونجاي:حسنا

قربت الشوكة من يده مجددا وابتسمت
-نانا:أنت لم تأكل شيئا...تفضل
-يونجاي:لا...حقا لا أريد
-نانا:هل تحب ألعاب الفيديو؟

كان محتارا بين موقفين...كان متوترا ويريد المغادرة قبل أن يفضح نفسه وفي نفس الوقت شعر بأنه يريد البقاء معها أكثر فأكثر لذا هز رأسه دليلا على الموافقة
-نانا:مذهل...لطالما أردت شخصا يلعب معي ألعاب الفيديو فاللعب وحدي ممل

جلس كلاهما أمام شاشة التلفاز وأمسكا آداتي التحكم وبدأت اللعبة التي هي عبارة عن رجلان يتقاتلان بالسيوف...بدأت نانا اللعب بالفعل وأبرحت يونجاي ضربا بينما هو بالكاد يعرف كيف يسير للأمام والخلف ويقفز

في النهاية تغلبت عليه دون أن تنقص منها قطرة دم واحدة
-نانا:أأنت متأكد أنك تحب ألعاب الفيديو؟
-يونجاي:أكيد...لنجرب مجددا وسأتغلب عليك

هذه المرة شغلا لعبة لسباق السيارات وبدون أي منازع فازت نانا
-نانا:إذًا؟
-يونجاي:يمكنني الفوز لكنني تركتك تفوزين لأنكِ فتاة

نظرت له لثانيتين ثم انفجرت من الضحك وشدته من كلا خديه كما يشد الكبار الأطفال الصغار فعطس مجددا
-نانا:أوووه كم أنت لطيف يونجاي! تماما مثل الأطفال
-يونجاي(بخجل) :عمري 19 عاما
-نانا:هههههههه لكنك تبدو لطيفا...ليت لدي أخا صغيرا لطيفا مثلك
-يونجاي(بخجل) :لنعد لللعب
-نانا:هل لعبت لعبة فيديو من قبل؟
-يونجاي(بتوتر) :مممممم بلى
-نانا:هههههههه حسنا أصدقك

نظرت للساعة فلاحظت أن الوقت تأخر والظلام على وشك أن يحل
-نانا:أوه تذكرت...علي الخروج مع صديقتاي الآن...هل تخرج معنا؟
-يونجاي:لا...استمتعوا
-نانا:بما أننا صرنا أصدقاء فيمكننا تبادل الأرقام صحيح؟

انصدم مما قالته ووقف يحدق بها بفم مفتوح ثم استجمع شتات نفسه بسرعة
-يونجاي(بتوتر) :بلى...لا مشكلة

سجل لها رقمه ثم خرج كلاهما...هي ذهبت لمقابلة صديقتيها وهو عاد لمنزله

حين دخل غرفته أغلق الباب خلفه واتكأ عليه وهو مصدوم مما حصل للتو...هل يعقل أن الفتاة التي تعجبه طلبت رقمه؟! هل يعقل أنهما كانا يلعبان ألعاب الفيديو معا!؟ هل يعقل أنها قامت بشده من خديه بطريقة لطيفة!؟

لطم وجهه ليتحسس مكان يديها وشعر بأنه سيموت من الإثارة
-يونجاي(يفكر) :مهلا! علي تعلم لعب ألعاب الفيديو

فتح حاسوبه بسرعة وقام بإجراء مكالمة فيديو مع زميلته من الصف جيسو
-جيسو:يونجاي! كيف حالك؟
-يونجاي:مرحبا جيسو...أود طلب معروف منك...هلاَّ تعلمينني ألعاب الفيديو؟
-جيسو(بصدمة) :أأنت جاد؟! لم أراك طوال حياتي تلعب ألعاب الفيديو! حتى أنك ذكرت ذات مرة أنك تكرهها وهي مضيعة للوقت وخلايا الدماغ
-يونجاي(بتوتر) :ههه بلى...أتذكر ذلك...لكن لا بأس ببعض التسلية صحيح؟

رمشت بعينيها عدة مرات من شدة الصدمة ثم صارت تضغط على أزرار الحاسوب
-يونجاي:اممم ماذا تفعلين؟
-جيسو:دقيقة

فجأة ظهر تشاو معهم في نفس المحادثة
-يونجاي(بانزعاج) :كنتِ تتصلين بتشاو!
-جيسو:كرر له ما قلته للتو
-يونجاي:أريد تعلم لعب ألعاب الفيديو...
-تشاو:ههههههه كررها مجددا ههههههه
-يونجاي(بانزعاج) :انسيا الأمر
-تشاو:ههههههه يونجاي! كيف تحولت من دحيح لطالب مستهتر؟!
-يونجاي(بانزعاج) :لم أتحول...ما أزال أنا لكن أحببت لعب ألعاب الفيديو
-تشاو:ههههههه سأموت من الضحك...لا تقلها مجددا
-جيسو:ما الذي جعلك تتغير فجأة أيها الدحيح؟

غضب يونجاي فأغلق المكالمة عليهما وذهب للتمدد في سريره...فجأة تذكر خاتم الألماس الذي في جيبه فأخرجه ونظر إليه بتمعن
-يونجاي:ما أجمله! لا أصدق أنها كانت تضعه في أصابعها الرقيقة الصغيرة!

قام بحمل الخاتم ووضعه في علبة صغيرة ثم خبأها في مكان آمن في خزانته وفي نفس اللحظة سمع صوت والدته تنادي عليه للعشاء

جلس يونجاي مع والدته على مائدة العشاء وما إن كادا ينتهيان حتى جاء أخوه الأكبر "يونو" وجلس معهم على الطاولة وهو يدخن سيجارة

يونو شاب فاسد الطباع ويفعل كل ما يريده دون تردد...يبلغ من العمر 26 عاما وهو ميكانيكي
-يونجاي(بانزعاج) :توقف عن التدخين في المنزل فأنا أكره رائحة السجائر
-يونو:شاب دلوع

استنشق يونو نفسا كبيرا من السيجارة ثم نفخها على يونجاي فصار يسعل بقوة
-يونجاي:قلت لك توقف...أنت كبير على ذلك
-يونو:أنت أيضا كبير على دلع الفتيات هذا
-الأم:ما الذي تخططان له بشأن مشاريعكما المستقبلية؟
-يونجاي:علي أولا النجاح والتخرج من الثانوية وبعدها سأقرر
-الأم:أووه بني...أنت طموح جدا وذكي وأكيد ستنجح بأعلى النتائج
-يونجاي:شكرا أمي الحبيبة
-يونو(بسخرية) :شكرا أمي الحبيبة...لماذا لا تذهب وتنام بجانبها أيضا أيها الدلوع
-يونجاي(ببرود) :ليست فكرة سيئة

بالنسبة ليونجاي فهو بارد المشاعر ويصعب استفزازه...أما أخوه الأكبر يونو فهو مزعج ويحاول بأي طريقة إهانته وحينما يرى منه البرود وعدم الاهتمام يغضب أكثر
-يونو:تشه...أيا يكن...سأخرج مع أصدقائي ولن أعود باكرا لذا لا تقلقي علي
-الأم:بني...لا تشرب كثيرا مثل الأمس...أخاف عليك من السرطان
-يونو:نحن الشباب نحب الخروج والشرب فلا تقلقي
-الأم:رافقتك السلامة بني

خرج يونو من المنزل فوضعت أمه يدها على خدها
-الأم:إنه كبير لكنه طائش...أخاف أن يتورط في المشاكل
-يونجاي:هل تريدين أن أنصحه؟
-الأم:وما الفائدة؟ إنه لا يستمع إلى أحد...فقط لو يمكنني إقناعه بأن حياتنا أفضل من حياة الملايين

ذهبت نانا للمطعم والتقت بصديقتيها وتناولوا الطعام معا...كان هاتفها يرن كل لحظة لذا أطفأته وأكملت عشاءها
-سوران:كيف حالك مع خطيبك؟
-نانا:ليس خطيبي...لقد انفصلنا
-سوران:لماذا؟
-نانا:لا نناسب بعضنا
-سوران:سمعت أنه من عائلة ثرية جدا فلماذا تقولين ذلك؟
-نانا:المال ليس كل شيء...أريد رجلا كاملا ومنفتح العقل...وسيما وواعيا...أنيقا ومتحفظا...وكل هذه الصفاة لا أتوقع إيجادها في ذلك الوغد
-إيليت:هل هناك شيء لا نعرفه؟
-نانا:طبعا لا
-سوران:أنتِ تضيعين الفرصة...أتذكرين كم كنتِ تتذمرين في السابق لأنكِ لم تجدي شابا مناسبا لك ويتقدم لطلبك بجدية؟ لماذا الآن هذه التصرفات؟
-نانا:توقفا عن الكلام عني...لنشرب

شربت نانا لحد الثمالة وبسبب فقدانها لوعيها صارت تقول كلاما لا يجب أن تقوله
-نانا(بثمالة) :إن عائلتي تجبرني على الزواج به...لا أريده...إنه ممل...يقول أنه يحبني منذ أول مرة رآني فيها...هذا كذب...فقط أريد رجلا مختلفا...أريده ذكيا ومتحفظا ويحب ألعاب الفيديو
-سوران:لا أريد إحباطك لكن الشخص المثالي غير موجود في العالم
-نانا(بثمالة) :فقط أريد رجلا مناسبا لي ألا يوجد بهذا العالم أي رجل أرتاح له؟ ماذا أفعل؟ أخبراني يا صديقتاي
-إيليت:إنها دائما هكذا تثمل وتبدأ بالتخريف
-سوران:لنوصلها للمنزل
-نانا(بصراخ) :لا أريد...أريد أن أثمل وأثمل حتى الجنون...دعاني وشأني
-سوران:أخفضي صوتك فالناس يسمعون
-نانا(بصراخ) :أريد رجلا يفهمني...كل الرجال مخادعون وأوغاد

شدتها كل من سوران وإيليت وأخذتاها لخارج المطعم بعد أن دفعتا الحساب وأثناء سيرهم في الطريق كانت نانا تترنح يمينا وشمالا
-نانا(بثمالة) :أحضرا لي كوب ماء
-سوران:هفففف نانا توقفي عن الدلال
-نانا(بصراخ) :قلت لكما كوب ماء

تأفأت كلاهما من الانزعاج ثم ذهبت سوران مسرعة للمطعم واشترت لها قنينة ماء بلاستيكية
-نانا(بثمالة) :أكره البلاستيك...أحضري لي قنينة زجاجية
-سوران(بحدة) :هذا يكفي...دائما ينتهي بك الأمر بالثمالة والتحول لمخلوق مزعج
-إيليت:لنأخذها للمنزل بالحافلة
-نانا(بثمالة) :لاااا...أريد تاكسي خاصة ولن أتحرك من هنا حتى تحضراها

جلست على الأرض وثنت ذراعيها ورجليها بينما الناس يمرون ويحدقون بها باستغراب
-إيليت:هففف سأحضر تاكسي وأعود
-نانا(بثمالة) :مازلت عطشى

بسبب تأخر الوقت واجهت إيليت صعوبة في إيجاد سيارة أجرة ولكن حالفها الحظ بإيجاد واحدة متوقفة عند الحي المقابل

أوصلتا نانا أمام باب منزلها ثم أنزلتاها هناك وغادرتا...كان الحي فارغا ومظلما ولا ينيره سوى أعمدة الإنارة ومن شدة ثمالتها شعرت بالدوار وجلست على الرصيف تستعيد قوتها

في نفس الوقت كان يونو أخ يونجاي الأكبر عائدا للمنزل فرآها جالسة بجانب منزلها
-يونو:أوووبس! انظروا لذلك الجسد الجميل
-نانا(بثمالة) :هل تحاول التحرش بي؟

اقترب منها شيئا فشيئا وحين وقف بجانبها وقفت هي الأخرى
-يونو:أنتِ الجارة الجديدة إذًا! لماذا لا تقومين بدعوتي لمنزلك...

لم يكمل جملته حتى ضربته بحقيبتها لوجهه فتراجع للخلف من قوة الضربة
-نانا(بصراخ) :عااااا متحرش وقح

ركضت نحوه وصعدت على ظهره ثم عضته من أذنه بأقصى قوة لديها ومن شدة الألم صار يصرخ ويركض من مكان لمكان حتى امتلأ الحي بالصراخ

كان يونجاي ووالدته نائمين لكن استيقظا على صراخ يونو فركضا للخارج ووجدا جميع الجيران مستيقظين يشاهدون نانا وهي تعض يونو من أذنه

أسرعت الأم نحو نانا وأنزلتها من على ظهره ثم عانقته بذراعيها
-الأم(بحدة) :ما الذي تفعلينه بابني؟
-نانا(بثمالة) :لقد حاول التحرش بي
-يونو:إنها تكذب...لم أفعل...كانت ثملة وأردت مساعدتها فضربتني
-الأم:أيتها السخيفة...قبل أن تتهمي ابني توقفي عن تعاطي الكحول كالفاسقات
-نانا(بثمالة) :ومن حضرتك حتى تملي علي ما أفعله؟
-الأم:أنا هي والدته أيتها المختلة
-يونو(بألم) :آي أذني
-الأم:ابني المسكين! دعني أرى

ألقت عليها نظرة فوجدتها تنزف بشدة
-الأم(بحدة) :إن أصاب ابني أي أذى فسأقاضيك
-نانا(بحدة) :يستحق هذا الملعون لأنه تكلم عن جسدي
-الأم:يال وقاحتك! تستخدمين الألفاظ النابية أمامي وأمام كل هؤلاء الجيران!
-نانا(بثمالة) :لو أحسنتِ تربيته أولا لكان كل شيء على ما يرام

قالتها بكل وقاحة ثم دخلت منزلها تاركة الأم في صدمة من تصرفاتها
-الأم(بصدمة) :إنها حقا...متخلفة

بقي يونجاي أمام باب المنزل يراقب كل شيء بالتفصيل وعندما دخلت نانا منزلها أسرع نحو أمه ليتفقدها
-يونجاي:هل مر كل شيء على خير؟
-الأم(بحدة) :أبدا...هذه الفتاة سيئة وقد أدركت ذلك منذ أول لحظة رأيتها فيها

ساعدت الأم يونو على الوقوف واصطحبته للبيت أما يونجاي فوقف للحظات ينظر لمنزل نانا وقد شعر أنها انظلمت فربما يكون يونو هو الظالم حقا لكن والدته تصدقه



عدل سابقا من قبل بثينة علي في الأربعاء فبراير 15, 2023 8:53 am عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1234
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة فَجْوَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة فَجْوَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة فَجْوَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الأحد مايو 08, 2022 6:37 pm

رواية فجوة : الفصل الثاني



توجه يونجاي لموقف الحافلة ووقف هناك بضع دقائق حتى جاءت نانا ووقفت بجانبه وابتسمت له
-نانا:صباح الخير يونجاي
-يونجاي:نونا! ظننت أنكِ لن تكلميني مرة ثانية
-نانا:لماذا؟
-يونجاي:بعد ما حصل البارحة بينك وبين عائلتي
-نانا:ههههههه حسنا هذه قصة أخرى...مشكلتي مع أخيك وأمك وليست معك
-يونجاي:آسف على ما فعله أخي...وأرجوكِ لا تغضبي من أمي فهي تصدق أي شيء يقوله لأنها لا تعرفه جيدا
-نانا:ههههه لا يهم...لقد أبرحته ضربا وهذا مريح لي ولأعصابي...تعجبني نفسي أحيانا حين أكون ثملة...لو كنت واعية وقتها لما استطعت فعل شيء
-يونجاي:آسف على التدخل ولكن...لماذا ثملتِ بتلك الطريقة أمس؟ هل لديك مشاكل خاصة أم هذا بسبب الخاتم؟

صمتت فجأة ونظرت أمامها متجاهلة النظر في عيونه
-نانا:هههههه الجو رائع اليوم...ليته لم يكن لدي عمل لخرجت في نزهة
-يونجاي:فهمت...لا تريدين التحدث عن الموضوع
-نانا:هل جدولك فارغ لنهاية الأسبوع؟
-يونجاي:لا...لدي امتحانات
-نانا:آاااه...مؤسف...كنت سأطلب منك الخروج معي
-يونجاي(بتوتر) :احم احم...تذكرت أن الامتحانات الأسبوع القادم
-نانا:ممتاز...يمكننا أن نخرج معا إذا لم تمانع
-يونجاي(بتوتر) :ط ط طبعا

بعثرت شعره بيدها فشعر بالخجل وعطس
-نانا:هههههههه كم أنت لطيف!
-يونجاي(بتوتر) :احم احم...أنا شاب الآن
-نانا:مهما كبرت فسأشعر أنك أخي الصغير اللطيف

وصلت الحافلة التي تقلها فشدت يونجاي من خده مرة أخيرة ثم صعدت
-يونجاي(بابتسامة) :إنها حقا لطيفة...لطيفة بطريقة تجعلني أجن

في استراحة الغداء جلس يونجاي مع صديقيه يتناولون الطعام
-جيسو:يونجاي...ما رأيك بأحمر الشفاه الجديد الذي أستعمله؟ ألا تبدو شفاهي أكثر بروزا وجمالا؟
-تشاو:ولماذا تسألينه كأنه صديقتك؟
-جيسو:تشه...اخرس...لم أسألك أنت لأنك تفسد المرح دائما
-تشاو:لا ذنب لنا إن كنا لا نهتم بمستحضرات التجميل
-جيسو:اهتما قليلا
-تشاو:بدل ذلك صادقي من يهتم...فتيات مثلك مثلا
-يونجاي:توقف تشاو...أنت هكذا تجرحها
-جيسو:لا عليك...تعودت على قلة ذوقه
-يونجاي:أنهيت طعامي...سأغادر

رمى ما تبقى من طعامه في علبة المخلفات ثم توجه نحو خزانته ليحضر دفاتره من أجل الدراسة للامتحانات...حين وصل للخزائن رأى فتاةً غريبة تفتح خزانته وعندما رأته قادما هربت
-يونجاي(يفكر) :تلك الفتاة...هل يعقل أنها سرقت شيئا من أغراضي! علي إمساكها وأخذها للناظر

ركض خلفها إلى أن وصل للدرج فوجدها في الأسفل
-يونجاي:مهلا...انتظري

عندما رأته ينادي عليها هربت بأقصى سرعة فركض خلفها...كانت ترتدي كعبا عاليا لذا كان من السهل أن يلحق بها وعندما بلغها وقف في طريقها
-سيلا(بخجل) :ابتعد عن طريقي
-يونجاي:لا بد أنكِ سرقتِ شيئا ما من خزانتي لذا هربتِ
-سيلا(بخجل) :غير صحيح
-يونجاي:لنرى ذلك

أمسكها من يدها وسحبها ومهما حاولت تخليص نفسها لم تستطع إلى أن بلغا خزانته...وبعد أن أفلتها فتح الخزانة ليرى ما الناقص فيها من أغراضه فوجد رسالة تفوح منها رائحة عطر
-يونجاي(بخجل) :احم احم
-سيلا(بخجل) :لست أنا من وضعها...لا تنظر لي هكذا
-يونجاي(بتوتر) :آه...حسنا...أصدقك

احمر كلا خديهما خجلا مما جعلها يركضان لأبعد ما يستطيعان

وصل يونجاي لصفه فغطى وجهه بيديه وكان لونه أحمر...وبسبب شروده بالتفكير لم يلاحظ تشاو الذي ضربه من الخلف فأفزعه
-تشاو:ههههههه أخفتك صحيح؟
-يونجاي:هذا ليس ممتعا
-تشاو:ما الذي تفعله؟ لماذا أنت منكمش مثل القنفذ؟
-يونجاي:امممم...لا شيء
-جيسو:وجهك! لما هو محمر هكذا؟ هل رأيت مشهدا محرجا في طريقك إلى هنا؟
-يونجاي:بلى...هناك فتاة طلبت مواعدتي وتركت لي رسالة في خزانتي
-تشاو(بحماس) :مذهل! وأخيرا سنراك مرتبطا
-يونجاي:ومن قال أنني سأرتبط؟
-تشاو:هفففف مفسد المرح...أود أن أراك مرتبطا ولو لمرة في حياتي...أشعر أنك ستبقى أعزب طوال حياتك
-يونجاي:لدي دراستي
-تشاو:وما المشكلة في أن تدرس وتملك حبيبة في نفس الوقت؟
-يونجاي:ستتراجع علاماتي وأنشغل بمواضيع تافهة
-تشاو:ههههههههه هذا في المسلسلات فقط...لكن في الواقع أنت من تتحكم بكل شيء
-يونجاي:ارتبط بها أنت إن أردت
-تشاو:ههههههههههههه أتمنى...لكنها تريدك أنت...لا بد أنها أمضت أياما تراقبك حتى جمعت عنك الكثير من المعلومات
-يونجاي:مُطاردة!
-تشاو:بالضبط...ما اسمها؟
-يونجاي:مكتوب في الرسالة "سيلا"

كانت جيسو تستمع إليهما وهي صامتة وفي النهاية تنهدت
-جيسو:أنتما غريبا أطوار
-تشاو:حتى أنتِ...لديكِ هوس مخيف بمستحضرات التجميل
-جيسو:سأخرج لأستنشق الهواء...أراكما حين يرن الجرس

خرجت نحو الحديقة وفي طريقها رأت سيلا
-جيسو:أرى أنكِ استجمعتِ شجاعتكِ أخيرا واعترفتِ له
-سيلا:تشه...لا علاقة لك
-جيسو:كل أخبارك عندي للأسف...يونجاي يخبرني بكل شيء فنحن مقربان
-سيلا:لا يهمني...أحب يونجاي كثيرا وسأجعله يحبني هو الآخر
-جيسو:كيف ذلك؟ سمعت بأذناي للتو أنه لا يريد المواعدة ضمانا لدراسته
-سيلا:سأكون صديقة له إذًا...مثلي مثلك
-جيسو:لا نريد ضم أحد لمجموعتنا لذا ارتاحي
-سيلا:يال سخافتك...لا يهمني الانضمام لمجموعتكم بقدر اهتمامي للبقاء مع يونجاي
-جيسو:فلتحلمي...لن يهتم لأمرك...نقطة انتهى الكلام

انتهى يونجاي من دوامه المسائي وتوجه نحو الحافلة عائدا للبيت وبينما يمر بالحي انتبه أن هناك رجلا يقف عند منزل نانا ويطرق الباب وكان يبدو متوترا

توقف عن السير وحدق بالرجل فالتفت نحوه مما جعله يكمل سيره لكنه نادى عليه
-دايكوك:عفوا...هل تسكن في هذا الحي؟
-يونجاي:بلى
-دايكوك:هل تعرف آهن نانا؟
-يونجاي:بلى
-دايكوك:أنتظرها منذ الصباح لكنها ليست موجودة...ألا تعرف متى تعود؟
-يونجاي:أبدا
-دايكوك:آه...شكرا

دخل يونجاي المنزل وصعد لغرفته ونظر عبر النافذة فرأى الرجل ما يزال ينتظر أمام منزل نانا

فكر مليا في سبب التصاق ذاك الشاب بنانا وبعد لحظات قرر أن يستجمع شجاعته لذا حمل هاتفه وأرسل رسالة لها متظاهرا أنه طبيعي لكنه كان يتعرق مع كل حرف يكتبه

كتب في الرسالة "مرحبا نونا...هناك شاب يقف أمام منزلك وينتظرك فأرجو أن تعودي بسرعة لأنه يبدو منزعجا من كثرة الانتظار"

لم تلبث إلا لحظات حتى ردت نانا في رسالة قائلة "حقا؟ هلاَّ التقطت له صورة خلسة لأعرف من هو؟"

تردد قليلا ولكن في النهاية أخرج هاتفه من النافذة وأخذ صورة لدايكوك وبعد أن أرسلها لها لم يتلقى منها أي رد

جلس على مكتبه وحاول الدراسة للامتحانات لكنه لم يستطع التركيز وظل يختلس النظر نحو هاتفه من فترة لفترة منتظرا أن يأتيه رد منها

بعد مرور ساعات حل الظلام وما إن كاد يشعر باليأس حتى وصله رد كتبت فيه "هل يمكنك المجيء لكشك الطعام الموجود في الحي المجاور؟"...ورغم تردده لكنه شعر برغبة كبيرة في الذهاب ورؤية المرأة التي يحبها

ذهب للمكان المطلوب منه فوجدها تجلس في إحدى الطاولات منهمكة في تناول الشعيرية السوداء وعندما اقترب منها نظرت له ثم ابتسمت وعانقته

كان يونجاي فاقدا للوعي في تلك اللحظات وتمنى أن تعانقه أكثر خاصة أنه شعر برغبة في العطاس بينما تعانقه
-نانا(بحماس) :شكرا يونجاي...شكرا...لقد أنقذتني من شيء مزعج

مع عناقها له شعر بالحكة في أنفه ثم عطس بقوة
-نانا:ها! هل أنت مصاب بالزكام؟
-يونجاي(بخجل) :أبدا
-نانا:هل تعلم؟ بقيت أيام على اليوم الأسود للعزاب لكنني أريد الاحتفال به اليوم...أأنت مرتبط؟
-يونجاي(بخجل) :لا
-نانا:ههههه لا تكذب...أرى وجهك تحول للأحمر...هيا أخبرني إن كنت مرتبط

شعر بإحراج شديد لذا غطى وجهه بيديه
-يونجاي(بخجل) :أقسم لكِ ليس الأمر كذلك
-نانا:ههههه فهمت...لا داعي لتفسر أي شيء على كل حال...لنتخيل أنه اليوم الأسود وكلانا عازبين ولنحتفل
-يونجاي(بتوتر) :حسنا

جلسا على الطاولة وطلبت له طبق شعيرية سوداء مثلها...هذا النوع من الشعيرية تقليد كوري يقوم به الكوريون غير المرتبطين كل عام في شهر إبريل

بينما تأكل كان الآخر يسترق النظرات نحوها خاصة حين تقوم بضم شفتيها وشد خيوط الشعيرية داخل فمها فقد شعر بالجاذبية تجاهها لكنه حاول تمالك نفسه
-يونجاي:من ذاك الشاب الذي يقف أمام منزلك؟

رفعت نظرها نحوه ثم عادت للتحديق بطبقها مجددا وهي صامتة
-يونجاي:لا تريدين إخباري...مجددا؟
-نانا:هههههه يونجاي...ما رأيك أن نتناول السوجو؟
-يونجاي:سوجو! لكنني لم أشرب في حياتي...أعني...أنا كبير لكنني لا أريد تعلم عادات سيئة كالتدخين والكحول
-نانا:سأشربها بنفسي إذًا

لم يرتح لتلك الفكرة لكنها كبيرة وتعرف ما تفعل...وبعد أن طلبت السوجو شربته دفعة واحدة وبين كل كأس وكأس لاحظ الانكسار في عينيها كما لو أنها تخرج ما داخلها من حزن وأسى على المشروبات الكحولية

مع مرور الوقت ثملت ونامت على الطاولة وبينما ينظر إليها شعر بأن قلبه يدق ومشاعره تتحرك وتصير أعمق وأعمق...كل ما في تلك الفتاة يعجبه وهو لا يريد تركها مهما حصل لذا حاول إيقاظها
-يونجاي:نونا...هل نمتِ؟

حركت رأسها يمينا وشمالا ثم رفعته بتعب وبطء لترتكز على الكرسي فغطى شعرها وجهها
-نانا(بثمالة) :المكان مظلم هنا...من أطفأ النور؟
-يونجاي:لا أحد...الإنارة ما تزال موجودة
-نانا(بثمالة) :لقد فقدت بصري!
-يونجاي:ها!

شعر بالخجل لكنه تشجع وأبعد شعرها ليظهر وجهها الذي يعشق تفاصيله
-نانا(بثمالة) :هههه ها أنت يونجاي! متى أتيت؟
-يونجاي:يبدو أنكِ لم تعودي تعين شيئا...هيا للمنزل

سار هو أولا لعلها تلحقه لكنها عادت للنوم على الطاولة مجددا
-يونجاي:يوهو! علينا المغادرة

لم ترد عليه لذا عرف أنها ثملة جدا لدرجة لن تستطيع الذهاب وحدها للمنزل...كان مترددا في مساعدتها فهذا سيجعله يضع يديه عليها وهو لا يحب أن يلمس أي فتاة دون إذنها
-يونجاي(بتوتر) :نونا...من فضلك...لنغادر...هل يمكنكِ السير؟

رفعت رأسها بتكاسل ونظرت نحوه
-نانا(بثمالة) :احملني على ظهرك
-يونجاي(بصدمة) :ها! لماذا علي ذلك؟
-نانا(بثمالة) :لأنني نونا
-يونجاي:كانت فكرة سيئة أن تشربي لهذا الحد
-نانا(بثمالة) :احملني
-يونجاي:تشه

جلس على الأرض وأعطاها ظهره
-يونجاي:هيا اصعدي

رمت نفسها على ظهره بقوة ولحسن الحظ لم تسقط أرضا...بعد أن ثبتها على ظهره جيدا سار بها نحو المنزل لكن في الطريق رأت قطة تبحث في القمامة
-نانا(بثمالة) :قطة! لطالما أردت الحصول على قطة جميلة وناعمة كتلك
-يونجاي:جميل
-نانا(بثمالة) :أحضر لي تلك القطة
-يونجاي:ليس وقتها
-نانا(بثمالة) :قلت أحضرها...أحضرها...أحضرها

قامت بضربه على ظهره وهي تصرخ فقطب حاجبيه وأنزلها
-يونجاي:تشه...حسنا

توجه نحو القطة وحاول إمساكها لكنها هربت...لحق بها فركضت بعيدا ولم يكن بيده حل سوى الركض خلفها لذا ركض وركض باستمرار إلى أن أمسكها

أعطاها القطة لكنها أفلتتها
-نانا(بثمالة) :إنها سوداء...أكره القطط السوداء
-يونجاي(بانزعاج) :رائع...بعد كل الركض الذي ركضته والتعب أفلتِها ببساطة
-نانا(بثمالة) :أريد آيسكريم
-يونجاي:تشه...علينا للعودة للمزل أولا
-نانا(بصراخ) :آيسكريم
-يونجاي:أي نكهة؟
-نانا(بثمالة) :نكهة اللحم
-يونجاي:اللحم! متى كان هناك آيسكريم بنكهة اللحم!؟
-نانا(بثمالة) :أريده فورا
-يونجاي(بانزعاج) :هلاَّ توقفنا عن التغابي؟ لنعد للمنزل هيا

حاول حملها مجددا على ظهره لكنها دفعته
-نانا(بصراخ) :النجدة...أحدهم يحاول التحرش بي

شعر بالخجل وتراجع للخلف وكان كل الناس ينظرون إليه وحتى المارة يرمقونه بنظرات الحقد
-نانا(بثمالة) :أين آيسكريم اللحم؟
-يونجاي:يا إلهي صبرك!

جلس يونجاي بعيدا عن نانا بعدة خطوات وبينما يراقبها كانت تتصرف بطريقة غريبة وتتظاهر أنها تعزف غيتارا

بعد فترة نهضت لتسير وهي تترنح وتوجهت نحو طريق المنزل فلحقها وراقبها لعلها تقع في مشكلة وطوال الطريق كانت تتصرف بغرابة إلى أن وصلت لمتجر يبيع ثياب الزفاف

نظرت لواجهة المتجر فرأت ثوب عروس فضفاضا أبيضا وبجانبه بذلة للعريس فوضعت يدها على الزجاج وبدت متأثرة وحزينة

كان الآخر يراقبها فرأى الدموع اغرورقت في عينيها وبينما يقترب نحوها وضعت يدها أمامه كحاجز لكي لا يقترب أكثر
-نانا(بحشرجة) :ابقى بعيدا...أنا لا أبكي...لقد دخل شيء في عيني
-يونجاي:لم أقل شيئا بعد
-نانا(بحشرجة) :أعلم أنك قلت بينك وبين نفسك
-يونجاي:لا لم أفعل
-نانا(بحشرجة) :أخبرني...هل بنيت أحلاما من قبل وتحطمت في غمضة عين؟
-يونجاي:الحقيقة...لا
-نانا(بحشرجة) :ولا أنا...لنذهب

سارت أولا وهي تمسح قطرات دموعها ورغم أنها ثملة وتقول أشياء سخيفة لكنه أحس بكمية القهر والحزن التي تجتاحها بسبب موضوع ثوب الزفاف

وصلا أخيرا للحي الذي يعيشان فيه وقبل أن يدخلاه اختبأت نانا خلف عمود الكهرباء ونظرت يمينا وشمالا ثم مرة أخيرة نحو بيتها فلم تجد أحدا
-نانا(بثمالة) :ممتاز...لقد رحل
-يونجاي:ماذا تفعلين؟
-نانا(بثمالة) :لا أعرف

اتكأت على عمود الكهرباء وجلست ببطء على الأرض وضمت ساقيها
-يونجاي:نونا...هلاَّ عدتِ لمنزلك؟
-نانا(بحزن) :ليس بعد
-يونجاي:من فضلك...أنتِ ثملة
-نانا(بحزن) :ما يزال الوقت مبكرا على العودة للمنزل...أريد البقاء هنا...على الأقل الشارع واسع ولن أشعر بالضيق والوحدة
-يونجاي:هل تشعرين بالوحدة حقا؟
-نانا(بحزن) :كثيرا...ودائما

تنهدت بعمق وأنزلت رأسها فشعر بأن قلبه يتمزق عليها...هذه أول مرة يشعر بالحزن على إنسانة لا تمت له بأي صلة...ربما لأنه تعلق بها كثيرا ولم يحب فتاة مثلما أحبها...ورغم الفجوة الزمنية التي بينهما فهو يريدها بشدة
-يونجاي(بتوتر) :نونا...إن كنتِ...تشعرين...بالوحدة...فأنا سأبقى بجانبك...وأحاول التخفيف عنك...رغم أنني فاشل في التخفيف عن الناس...لكنني...سأبذل جهدي لأجلك

حدقت به للحظات ثم ابتسمت
-نانا:لنلعب الغميضة إذًا
-يونجاي:غميضة!
-نانا:هيا...أنا سأعد للعشرين وأنت جد لك مكانا تختبئ فيه
-يونجاي:لكن نونا! هذا طفولي!

نهضت مجددا واستدارت نحو عمود الكهرباء ووضعت رأسها عليه
-نانا:واحد إثنان ثلاثة أربعة...الفلاح يعمل في المزرعة...خمسة ستة سبعة ثمانية...الشرطي قبض على الجانية...

لم يفهم شيئا مما تتمتم به لكنه ابتسم وركض ليختفي خلف سيارة أحد الجيران

بعد أن انتهت من العد استدارت لتبحث عنه وبينما هو مختبئ عند السيارة خرج صاحبها
-يونجاي(بتوتر) :ههه أعتذر

نهض وكشف مخبأه فرأته نانا
-نانا(بصراخ) :عثرت عليك

ركضت نحوه لتمسكه لكنه هرب منها فواصلت مطاردته وهي تضحك من أعماق قلبها ولكنها لم تستطع إمساكه فقد كان أسرع منها...ورغم أن ما يفعلانه طفولي وتافه لكن يونجاي ضحك واستمتع من أعماق قلبه مع المرأة التي يحبها

في صباح اليوم التالي استيقظت نانا فوجدت نفسها في سريرها والفوضى شديدة من حولها ومحتويات محفظتها من نقود ومستحضرات تجميل مرمية على الأرض
-نانا(بتعب) :ماذا حصل!؟ هل اقتحم أحدهم المنزل!؟

فركت رأسها ثم نهضت بسرعة ونظرت لجسدها
-نانا:ما من آثار لعنف جسدي

نهضت من سريرها وفتشت المنزل فوجدته مرتبا...كما لو أن صاحب الفوضى سببها في غرفتها فقط
-نانا:غريب!

ارتدت ملابسها وتجهزت للذهاب للعمل وبعد أن تأكدت من كل شيء عرفت أنه ما من شيء سُرق لذا خرجت لتقف أمام موقف الحافلة

بعد لحظات أتى يونجاي فوجدها تقف عند الموقف لذا شعر بنبضات قلبه تزداد أكثر
-نانا:أووه يونجاي...صباح الخير
-يونجاي:صباح النور
-نانا:لقد ثملت أمس ولا أتذكر الكثير سوى أنك كنت معي فهل أزعجتك؟
-يونجاي(بتوتر) :ههه أبدا
-نانا:ماذا عن غرفتي؟
-يونجاي:آه بشأن ذلك...لقد دخلتِ الغرفة وصرتِ تقفزين وترمين الأشياء يمينا وشمالا ولحسن الحظ كنت هناك وإلا لحطمتِ كل شيء
-نانا:أوبس! يال حظي لأنك كنت هناك
-يونجاي:لا بأس...سأساعدك في ترتيبها
-نانا:لا يهم...المهم أنك وقفت معي...حين أشرب أصبح مجنونة ومتهورة
-يونجاي:ألا تظنين أن عليكِ الإقلاع عن الشرب؟
-نانا:لماذا؟!
-يونجاي:الكحول مضر جدا وأنتِ تعلمين ذلك
-نانا(بلطف) :أووه يونجاي! أنت لطيف حين تقلق علي

شدته من خديه بلطف مما جعل مشاعره تتحرك فعطس عطسة قوية
-نانا:ههههه لن أحظى أبدا بأخ صغير لطيف مثلك...أشكرك يونجاي...سأحاول الأخذ بنصيحتك

قاطعتهما الحافلة التي تقل نانا لذا ركبتها بسرعة بعد أن ودعت يونجاي فبقي ممسكا خديه من الخجل
-يونجاي(يفكر) :لماذا أعطس كثيرا مؤخرا؟ هل أصبت بالزكام يا ترى؟

وصلت نانا للشركة التي تعمل فيها وحين جلست على مكتبها رأت صديقها "إيليان" يحدق بها
-إيليان:هل أنتِ متفرغة اليوم بعد العمل؟
-نانا:بلى
-إيليان:ماذا لو خرجنا لشرب القهوة معا؟
-نانا(بحماس) :أووو هذا مذهل! لطالما اردت الخروج مع صديق ما...الملل يكاد يقتلني
-إيليان:أراكِ بعد العمل إذًا



عدل سابقا من قبل بثينة علي في الأربعاء فبراير 15, 2023 10:23 am عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1234
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة فَجْوَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة فَجْوَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة فَجْوَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الأحد مايو 08, 2022 7:04 pm

رواية فجوة : الفصل الثالث



بعد انتهاء العمل خرجت نانا من الشركة فرأت إيليان ينتظرها عند البوابة ملوحا لها
-إيليان:هيا بنا
-نانا:إلى أين سنذهب؟
-إيليان:سآخذك لمقهاي المفضل
-نانا:أوووه هيا بنا

ذهبا للمقهى وبينما يحتسيان القهوة فإذا بإيليان يبدو متوترا
-إيليان:نانا...هلاَّ تحدثنا قليلا؟
-نانا:بلى...تفضل
-إيليان:أعلم أنه مر زمن قصير منذ انتقلت للعمل في الشركة...لكن منذ رأيتك أول مرة...أحسست بشيء غريب
-نانا(باستغراب) :عفوا! أحسست بماذا؟
-إيليان:شيء مثل...سعادة غامرة
-نانا:أتمازحني؟
-إيليان:أبدا...أنا حقا أتكلم بجدية...استمعي إلي أولا
-نانا:تكلم
-إيليان:هل سمعتِ بالحب من أول نظرة؟
-نانا:سمعت
-إيليان:هذا بالضبط ما حصل معي...طوال الوقت كنت أتمنى إخبارك لكن شعرت بالخجل
-نانا:لهذا صرنا أصدقاء؟
-إيليان:أنتِ ظننتِ أننا صرنا أصدقاء...لكن أنا...كنت أراكِ أكثر من ذلك طوال الوقت
-نانا(بحدة) :يكفي
-إيليان:ها!
-نانا(بحدة) :الرجال دائما يرددون نفس السيناريو...قال حب من النظرة الأولى قال...هل أنتم تحبون أساسا؟
-إيليان:نانا! ما هذا الكلام؟
-نانا(بحدة) :ظننتك صديقا جيدا ولكن تبين أنك مجرد مخادع يحاول التلاعب بمشاعري
-إيليان:لكنني حقا...معجب بك
-نانا(بحدة) :معجب أو وقعت في حبي؟ لا تغير أقوالك كل ثانيتين
-إيليان:لماذا كل هذه العصبية؟ كل ما أردته أن أعترف لكِ بمشاعري
-نانا(بحدة) :سأعطيك ملخصا عنكم أنتم الرجال...أولا تقعون في حب الفتاة من أول نظرة ثم تركضون خلفها حتى توافق عليكم وعندما توافق تقضون معها بعض الوقت حتى تتعلق بكم ثم تتركونها
-إيليان:لكنني لست...
-نانا(بحدة) :ومللت ايضا من سيناريو "و لكنني لست كبقية الرجال" لماذا لست مثلهم؟ ما الذي لديك وليس لديهم؟ فقط توقف عن التغابي وأغلق على الموضوع

حملت حقيبتها وخرجت من هناك عائدة للمنزل وحينما وصلت ألقت بجسدها المنهك على الأريكة
-نانا:تشه...أود لمرة في حياتي أن أصادق شابا دون أن يحاول التقرب مني ومواعدتي...أين أجد واحدا؟

نظرت عبر النافذة فرأت منزل يونجاي
-نانا:ترى ماذا يفعل؟

حملت هاتفها وأرسلت رسالة ليونجاي مكتوبا فيها "مرحبا أخي الصغير...ماذا تفعل؟"

وبينما يونجاي يتناول طعامه وصلته الرسالة فرمى كل شيء ورد عليها "آكل...يا نونا"

بعد لحظات ردت عليه "أحتاجك الآن في منزلي...هل يمكنك المجيء؟"

وعندما رأى رسالتها احمر خداه فرد "سأكون هناك"

نزل عبر السلالم وعند الباب رأى والدته
-الأم:إلى أين أنت ذاهب؟
-يونجاي(بتوتر) :لمنزل صديقي
-الأم:لا تتأخر فقد طبخت الحبار للعشاء وأعلم كم تحبه
-يونجاي:حسنا

ذهب لمنزل نانا ورن الجرس وبعد لحظات فتحت له
-نانا(بحماس) :يونجاااااي...أخي الصغير اللطيييف

أمسكته من خديه وشدته بقوة فعطس تلقائيا
-يونجاي(بألم) :هذا مؤلم
-نانا:تعال...أشعر بالحزن لذا أريد البقاء معك
-يونجاي:خيرا! هل حصل شيء ما؟
-نانا:أبدا...مجرد أمر تافه ولا أعلم إن كان علي إخبارك به
-يونجاي:سيسرني سماعه حتى لو كان تافها
-نانا:حسنا

حكت له قصتها مع صديقها اليوم فانزعج كثيرا مما سمعه
-يونجاي(بانزعاج) :إذًا ما يزعجك أن شابا طلب مواعدتك؟ أليس من المفروض أن تكوني سعيدة؟
-نانا:سعيدة! على ماذا؟ على خوفي من العلاقات والرجال؟

فجأة أدركت أنها قالت كلاما لا يجب أن تقوله لذا حاولت تصحيح الوضع
-نانا:أقصد...لو كانوا صادقين لكنت سعيدة...لكنني لا أؤمن بالحب من أول نظرة...إطلاقا

تذكر يونجاي نفسه فجأة فحبه لها كان من أول نظرة
-يونجاي:صدقيني...الحب من أول نظرة...موجود
-نانا:يونجاي...أنت صديقي الوحيد الآن...يمكنني أن أبقى معك دون أن أقلق من أن تخدعني أو تطلب مواعدتي...أشكرك حقا

نظر لها فرأى ابتسامتها البريئة المرسومة على شفتيها...كانت تلك الحادثة هي ما جعله يدرك أنه لن يكون معها أبدا طوال حياته
-يونجاي(ببرود) :نونا...أريد أن أسألك
-نانا:تفضل
-يونجاي(ببرود) :أريد فقط إجابة على سؤالي ولن أسألك مرة أخرى...ما سر كرهك وخوفك من العلاقات؟

كانت تتوقع سؤاله لذا لم تتفاجأ كثيرا وبالمقابل نهضت وأحضرت زجاجة شراب من الثلاجة
-نانا:فجأة أشعر برغبة في الشرب
-يونجاي(بصراخ) :لا لا لاتفعلي
-نانا:لماذا أنت خائف لهذه الدرجة؟
-يونجاي:لأنكِ تصبحين مجنونة حين تثملين...لا تفعلي أرجوكِ...من أجلي فقط
-نانا:كما تريد...في النهاية علي احترام رغباتك لأنك أنت من ستعاني معي

عرف يونجاي فورا أنها لا تريد إخبار أحد لذا تركها تفعل ما تريده
-يونجاي:حسنا...يبدو أنكِ بخير الآن...سأعود للمنزل
-نانا:اهتم بنفسك

عاد للمنزل وبمجرد أن دخل من الباب رأى أمه تقف أمامه بينما تثني ذراعيها وتقطب حاجبيها من الغضب
-الأم(بغضب) :كنت عند تلك الفتاة الوقحة؟
-يونجاي:اممممم بلى
-الأم(بغضب) :لماذا؟
-يونجاي:بدون أي سبب
-الأم(بغضب) :ألا تذكر ما فعلته بأخيك؟
-يونجاي:وماذا لو أن كلامها صحيح؟ ماذا لو أن أخي حقا تحرش بها؟ كلانا نعلم أنه يدخن ويخرج مع رفقاء السوء وهذا يجعله منحطا اجتماعيا...نوعا ما
-الأم(بغضب) :أبدا...ابني لا يفعلها...أعرفه جيدا
-يونجاي:أؤكد لكِ أنكِ لا تعرفين شيئا
-الأم(بغضب) :يكفي...لن أغير رأيي بها مهما حصل...لقد قالت أنني أسأت تربية ابني
-يونجاي:حسنا...لقد بالغت في ذلك لكنها كانت ثملة
-الأم(بغضب) :لا أريدك أن تقابلها مجددا طوال حياتك ولا أن تكلمها...هل تفهم؟
-يونجاي(بإحباط) :تشه...مفهوم
-الأم:جيد...ولد مطيع

صعد لغرفته واستلقى على سريره وأمسك هاتقه ليرى رسائله مع نانا وبدون أن يدرك ابتسم ابتسامة جميلة...أراد مراسلتها بشدة والاطمئنان على أحوالها ولكن لا يجب أن يكون هكذا ويبين لها أنه مهووس بها

في يوم الغد ذهب للثانوية وبما أنها فترة امتحانات فقد كان يدرس طوال الوقت ويبذل جهده وبعد أن انتهى الامتحان جلس في ساحة الثانوية مع رفاقه
-جيسو:كيف أبليتما؟
-تشاو:كارثة
-يونجاي:لا أعلم
-جيسو:تشاو حقا فاشل لكن ماذا عنك يونجاي؟ ألم تدرس طوال الأسبوع؟
-يونجاي:حسنا...حاولت ولكن...
-جيسو:ولكن...؟
-يونجاي:مؤخرا هناك بعض الأمور تشغلني...نوعا ما
-تشاو(بخبث) :فتاة؟
-يونجاي(بتوتر) :لا لا لا أبدا
-تشاو(بخبث) :هههههه توقعت...أنت واقع في الحب مؤخرا لذا تتصرف بغرابة...أمسكتك
-يونجاي:لاااا...حقا ليس الأمر كذلك

بينما ثلاثتهم يتناقشون ظهر أمامهم كويلي والذي هو أحد زملائهم في الصف وهو مغرور وذو شعبية واسعة لامتلاكه وسامة خارقة
-كويلي:أنت...يونجاي
-يونجاي:هل تكلمني؟
-كويلي:لقد طلبت منك مساعدتي في السؤال الثالث فلماذا لم تفعل؟
-يونجاي:ولماذا أفعل؟
-كويلي(بحدة) :لأنني أريد ذلك...طلبت منك مساعدتي فساعدني...لماذا عليك أن تكون أنانيا هكذا؟ احتفاظك بالمعلومات لن يفيدك بشيء
-يونجاي:الأنانية هي أن أتعب وأدرس بعدها تأتي أنت وتنجح بتعبي
-كويلي(بحدة) :يال وقاحتك...وتقول هذا في وجهي؟

رمش يونجاي بعينيه مرتين
-يونجاي:ولماذا لا أقوله في وجهك؟
-كويلي(بحدة) :لئيم...فقط واجهني رجلا لرجل
-يونجاي:لماذا؟
-كويلي(بحدة) :لا أحب أن يستهزئ بي أي أحد
-يونجاي:ومتى استهزأت بك؟
-كويلي(بحدة) :اخرس وتعال لتواجهني

كانت ردة فعل يونجاي باردة جدا فقد ظل يحدق بكويلي دون نطق أي حرف أما الآخر فتتطاير شرارات الكره من عينيه...بعد أن عرف بقية الطلاب بالمشكلة اجتمعوا عليهم ولكن القضية لم تدم طويلا فقد أنهاها يونجاي بسرعة
-يونجاي:ممم حسنا...لا أتوقع أن هذه طريقة لحل النزاع...إن أردت أن تنجح فادرس...لنذهب رفاق

سار يونجاي أولا ولحقت به جيسو ومعها تشاو أما كويلي فشعر بالغضب أكثر لأن يونجاي تجاهله بتلك الطريقة المحرجة وأمام الجميع
-كويلي(بغضب) :أنت...يالك من جبان...ستدفع الثمن غاليا

من بين الطلبة المتفرجين كانت سيلا الفتاة المعجبة بيونجاي تقف وتضع يديها على خديها وتراقبه بلطف بينما يبتعد
-سيلا(تفكر) :أوووه ياله من شخص بارد وقوي! هذا يعجبني ويقودني للجنون أكثر

سار يونجاي مع صديقيه عبر أروقة الثانوية وهم يتحدثون
-تشاو:واو يونجاي! لقد كنت مذهلا في مواجهة كويلي
-يونجاي:مذهل! ولكن ما الذي فعلته بالضبط! لقد أغلقت الموضوع ورحلت ببساطة
-تشاو:ههههه ويبدو أن هذه نقطة ضعف كويلي...أحسنت
-يونجاي:لا يهم
-تشاو:والآن لنكمل ما كنا نتحدث عنه...هل هناك فتاة ما؟

توقف يونجاي فجأة عن السير واستدار نحو تشاو
-يونجاي(بتوتر) :أبدا...صدقني
تشاو:ههههه لا داعي للخجل...بالطبع سنشجعك أنا وجيسو ونساعدك كي تتقرب منها
-يونجاي(بتوتر) :لا داعي لكل ذلك فأنا لا أحب أي فتاة
-تشاو:أووه هيا...اعترف فحسب

اكتفت جيسو من الاستماع لثرثرتهما فقررت الذهاب
-جيسو:اعذراني...سأذهب
-يونجاي:إلى أين؟
-جيسو:لا تهتما...سأعود فورا
-تشاو(بهمس) :واضح أنها ذاهبة لتقوم بتعديل وجهها بمستحضرات التجميل
-جيسو(بصراخ) :سمعتك

سارت جيسو عبر أروقة الثانوية وصولا إلى أحد الصفوف الدراسية ودخلت فوجدت سيلا تكتب شيئا على ورقة
-جيسو(بحدة) :ماذا تفعلين؟
-سيلا:وما علاقتك؟

أخذت الورقة من يدها فرأت عليها كلمات حب ليونجاي
-جيسو(بسخرية) :تشه...تافهة...هل تظنين حقا أنه سيقرأ رسالتك ويتأثر ويقع في حبك؟
-سيلا:ولِمَ لا؟
-جيسو(بحدة) :لا تحلمي...أبدا

مزقت الورقة لقطع ثم رمتها في وجهها
-سيلا:لماذا كل هذا الحقد والغيرة؟ ما الذي أخطأت به عندما أردت التقرب من يونجاي وكسب قلبه؟!
-جيسو(بحدة) :لا أريدك أن تتقربي منه لأنكِ ستنضمين لمجموعتنا وهذا مقزز
-سيلا:حقيرة
-جيسو(بحدة) :لست أحقر منك...أيتها الحشرة الطفيلية...يونجاي سيكون لكِ في أحلامك فقط

رمت كلماتها الحادة ثم خرجت من القاعة لتجد أن تشاو يقف عند الباب ويتصنت على حديثهما
-تشاو(بخبث) :تتشاجران على يونجاي!؟ هههههههههههه جيسو! لم أكن أعلم أنكِ معجبة بيونجاي أيضا

انفجر من الضحك عليها فغضبت بشدة وصفعته على وجهه ثم أكملت طريقها
-تشاو(بألم) :أووه الفتيات...مخيفات حقا

في نهاية اليوم عاد يونجاي للمنزل وبينما يتناول طعامه مع والدته وصلته رسالة في هاتفه من نانا كتبت فيها "غدا عطلة نهاية الأسبوع...نفذ وعدك لي ولنخرج معا في نزهة"

ابتسم تلقائيا من الرسالة فلاحظت أمه ذلك لذا حاول ضبط أعصابه
-الأم:تبدو سعيدا اليوم
-يونجاي:بلى...أبليت جيدا في امتحانات الفصل الأول
-الأم:ممتاز...كم تبقى على امتحانات التقدم الجامعي؟
-يونجاي:8 أشهر
-الأم:أتمنى أنك مستعد منذ الآن
-يونجاي:طبعا...أنا أبذل كل جهدي
-الأم:ممتاز...أنا فخورة بك
-يونجاي:أمي...أين يونو؟ لم أعد أراه كثيرا في المنزل
-الأم:قال أنه ذاهب في رحلة مع أصدقائه
-يونجاي:إلى أين؟
-الأم:لا أعلم...لم يخبرني بالكثير...أحاول الاتصال به لكنه يغلق الخط علي
-يونجاي:تشه...ياله من ابن عاق...كيف وصل به الأمر إلى هنا؟ لماذا لا يحترم وجودك فقط
-الأم:دعه فهو لم يعد صغيرا لنريه ما يفعله
-يونجاي:حتى لو كبر الإنسان فعليه أن يستمع للذين هم أكبر منه ويحترمهم...أنا كبير أيضا لكن هل خالفت أوامرك قبلا؟
-الأم:هناك فرق شاسع بينكما...فقط دعه يفعل ما يريده فكونه شهد موت والده جعله يصاب بعقدة نقص غيرت طباعه
-يونجاي:أعلم...لا أتذكر شيئا عن الحادثة لكن هو يتذكر...أتمنى أن يشعر بتحسن عما قريب

في يوم الغد تجهزت نانا وارتدت ملابس دافئة فرغم أن فصل الربيع أتى لكن الجو بارد...وقبل أن تخرج لتقابل يونجاي تفقدت هاتفها فوجدت رسالة منه تقول "لنلتقي عند الجبل"

توجهت نحو الجبل بالحافلة فوجدته ينتظرها عند البوابة والسبب في طلبه أن يلتقيها هناك هو أن والدته طلبت منه عدم مقابلتها مجددا لذا خاف أن تراهما معا
-نانا(بحماس) :يونجااااي!
-يونجاي:نونا...مرحبا
-نانا:لماذا لم تنتظرني في الحي لنأتي معا؟
-يونجاي(بتوتر) :هههه ظروف
-نانا:لنذهب

صعدا الجبل شيئا فشيئا وطوال الوقت كانا يتحدثان ويضحكان ولكن هذه المرة أخذت نانا خطوة جريئة والتقطت لهما صورة معا
-يونجاي:نونا! ألا بأس بأن أظهر معكِ في الصور؟
-نانا:طبعا...لماذا هذا السؤال الغريب؟
-يونجاي:أعني...إنها أول مرة تلتقط لي فتاة ما صورة...معها
-نانا:هههههه أوووه يونجاي!

قامت بشده من كلتا خديه بقوة فاحمر وجهه ونتيجة لتحرك مشاعره عطس مرة أخرى
-نانا:أووبس! يبدو أنك أصبت بالزكام بسبب الجو البارد أعلى الجبل
-يونجاي:لا لا أبدا...ليس كذلك

خلعت الوشاح الذي على رقبتها ثم وضعته على رقبته كما لو أنها تهتم بأخيها الصغير تماما
-نانا(بابتسامة) :لا أريدك أن تمرض...فقط ابقى بخير لأجلي

نتيجة لكلامها اللطيف احمر خداه أكثر وفقد القدرة على الكلام
-نانا:أوبس! خداك ورديان! أظنك أصبت بالحمى...دعني أدفئك

ما كادت تضع يديها على خديه حتى أمسكهما وأبعدهما ثم سار مكملا طريقه نحو أعلى الجبل
-يونجاي(ببرود) :لنكمل

ابتسمت ولحقت به إلى أن وصلا لقمة الجبل فوقفا يشاهدان المنظر من حولهما
-نانا:وااااو! إنه منظر ساحر
-يونجاي:بلى

بعد أن استمتعا بمشاهدة المنظر جلسا جانبا يتناولان طعام الغداء بينما يراقبان الطبيعة الجميلة من حولهما...كان يونجاي بالكاد يستطيع مضغ طعامه لأنه يشعر بالخجل والحماس مع نانا

بينما يأكلان أخرجت هاتفها وتصفحت الصور التي التقطتها وهي تبتسم
-نانا:كم هي جميلة! انظر يونجاي
-يونجاي:صحيح
-نانا:لنلتقط واحدة أخيرة...ابتسم للكاميرا...سيلفي والجبل من خلفي
-يونجاي(باستغراب) :ها!
-نانا:ههههه لا تهتم

التقطت لهما صورة معا ثم أكملت تناول طعامها...كان يونجاي سيطلب منها طلبا لذا تردد كثيرا وفي النهاية قرر أن يتشجع
-يونجاي(بتوتر) :نونا...هل يمكنكِ إرسال تلك الصورة لي...أعني إن لم تمانعي طبعا...لكن إن شعرتِ بالإهانة من طلبي فسأسحبه فورا
-نانا:ههههههه يونجاي أنت سخيف...لا مشكلة في ذلك...سيسرني أن أرسلها لك فأنت موجود فيها أصلا

ابتسم ثم أكمل تناول طعامه معها وبعد الأكل قضيا وقتا ممتعا فوق الجبل ثم عادا للمنزل في نهاية اليوم

من شدة سعادة يونجاي نسي أن أمه منعته من الخروج معها لذا عادا معا للحي وهما يتحدثان ويضحكان ولكن ما إن كادا يصلان للمنزل حتى رأيا دايكوك يقف هناك مجددا
-نانا(بصدمة) :لا...عليه أن لا يراني وإلا علقت معه مجددا

نظر يونجاي من حوله فلم يرى سوى حاوية القمامة لذا سحب نانا واختبآ خلفها وبسبب الرائحة القوية شعرا بعدم الراحة

رفعت نانا رأسها ونظرت نحو منزلها فرأت أن دايكوك ما يزال ينتظر
-نانا(بانزعاج) :تبا...لا أريده أن يراني...حقا لا أريد

عادت للجلوس وضمت ركبتيها إليها بإحباط بينما يونجاي يراقبها
-يونجاي(بتوتر) :نونا...هل يمكنني أن...أسأل من هذا؟
-نانا(بحزن) :مجرد شخص متطفل
-يونجاي:هل يزعجك؟
-نانا(بحزن) :لا أعلم...يمكنني ببساطة إخباره بأنني لا أريد رؤيته لكن سأشعر بالذنب من جرح مشاعره
-يونجاي:هل هو...؟
-نانا:خطيبي...أو بالأحرى شخص تمت خطبتي له دون علمي حتى
-يونجاي(باستغراب) :ماذا!
-نانا(بحزن) :لا تهتم...لا أريد إزعاجك بمشاكلي الشخصية
-يونجاي:أبدا...سيسرني لو أن نونا تثق بي وتخبرني بأمورها الخاصة

ابتسمت ثم قامت بشده من خده فوسخته بالتراب المتراكم على يدها ولكن رغم الوضع المقرف الذي هما عليه شعر بالخجل وعطس
-نانا:هههههه أنت رائع يونجاي...أين سأجد أخا صغيرا مثلك؟ آسفة على توسيخ وجهك
-يونجاي(بخجل) :لا مشكلة

بقي مختبئين خلف حاوية القمامة إلى أن حل الظلام ورحل دايكوك...وبعد أن رفع يونجاي رأسه لأعلى لم يجده فاستدار نحو نانا ووجدها نائمة وهي جالسة
-يونجاي(بابتسامة) :جميلة وساحرة...تماما كالأميرة النائمة

أيقظها ثم خرجا من مخبئهما متوجهين كلٌ لمنزله
-نانا:هل ستعود للمنزل متسخا هكذا؟
-يونجاي:بلى
-نانا:ألن يبدو الأمر غريبا لوالدتك؟
-يونجاي:صحيح...لكنني سأتسلل مباشرة للحمام وأغتسل
-نانا:أخاف أن تراك...تعال لمنزلي من فضلك...ما حصل كان غلطتي لذا علي تحمل المسؤولية

لم يشأ تفويت فرصة كهذه للبقاء مع حبيبة قلبه لذا ذهب معها للمنزل واغتسل وهم بالمغادرة لكنها أوقفته
-نانا:ماذا تحب على العشاء؟
-يونجاي:لم نتفق على أن نتناول العشاء
-نانا:ههههه أعلم...لكن صحبتك ممتعة لذا أريد البقاء معك أكثر

بمجرد سماع كلامها عطس عطسة قوية
-نانا:أوبس...لقد أصبت بالزكام بسببي
-يونجاي:أبدا...أظن أنه أمر طبيعي فأنا أعطس كثيرا مؤخرا

أخذته نحو المدفأة وأحضرت له كرسيا ليجلس عليه تماما مثل الأم التي تخاف على صغيرها من أن يتأذى
-نانا:ابقى عند المدفأة كي لا تمرض أكثر...سأحضر شعيرية وأعود...لا تذهب قبل أن تتناول العشاء معي
-يونجاي(بابتسامة) :لا أمانع...لا تتأخري كثيرا



عدل سابقا من قبل بثينة علي في الأربعاء فبراير 15, 2023 11:21 am عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1234
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة فَجْوَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة فَجْوَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة فَجْوَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الإثنين مايو 09, 2022 2:23 pm

رواية فجوة : الفصل الرابع



بينما يتناول يونجاي الطعام مع نانا في منزلها قرر أن يتحدث معها بصراحة ويفهم منها بعض الأمور التي تضايقه
-يونجاي(بتوتر) :نانا...لماذا يستمر ذلك الرجل في المجيء لمنزلك وما قصة الخطبة؟
-نانا(بحزن) :منذ زمن طويل كان والد ذلك الرجل صديقا مقربا لأبي لذا اتفقا على أن يزوجانا حين نكبر...في البداية حين عرفت بالأمر وافقت عليه بسبب...

صمتت فجأة وصارت تحدق بطبقها بحزن أكبر...كما لو أن هناك شيء في صدرها تحاول إخراجه لكنه يجرحها لدرجة أن تخرس وتحاول تناسيه
-نانا(بحزن) :هكذا فقط...وافقت أول مرة لأنني أردت الارتباط والاستقرار...لكن بعدها غيرت رأيي
-يونجاي:ولماذا غيرتِ رأيك؟
-نانا(بحزن) :ذاك الرجل المدعو "دايكوك" يتصرف تصرفات غريبة...يقول أنه وقع بحبي من أول نظرة...لكن من الغبية التي تصدق ذلك؟ الحب من أول نظرة مجرد عذر لإيقاع الفتيات والتلاعب بهن
-يونجاي(بصراخ) :غير صحيح...الحب من أول نظرة حقيقي

شعر بالخجل بعد أن أدرك ما فعله لذا وضع أصابعه على شفاهه
-نانا(بحزن) :لا تكن سخيفا...ستكبر وتدرك كل شيء...الحب كذبة...كله كذبة

أدرك يونجاي أخيرا أن هذه الفتاة أمامه تلقت صدمة عاطفية في حياتها لذا فقدت الإحساس بالحب ودفئه
-يونجاي:إذًا...فخاتم الخطبة الذي أعطيتني إياه كان له؟
-نانا:بلى
-يونجاي:ولماذا لم تعيديه؟
-نانا:حاولت...لكن أسلوبه مزعج لذا لا يمكنني إقناعه بأن هذا الزواج لن يحصل
-يونجاي:آااه فهمت...إذًا فهو لحوح
-نانا:بالضبط...لذا أحاول التهرب منه قدر الإمكان
-يونجاي:وهل ستواصلين التهرب منه طول حياتك فحسب؟
-نانا:هذا مجرد حل مؤقت...سأجد حلا آخر عما قريب

عاد يونجاي لمنزله بعد التاسعة ليلا وبسبب قلقه من أن تراه أمه دخل بهدوء متسللا...لكن ما إن كاد يصعد الدرج حتى سمع صوتا من الخلف
-الأم:يونجاي...هل هذا أنت؟
-يونجاي(بتوتر) :هههه بلى
-الأم:بصري أصبح ضعيفا لذا من الصعب أن أميز أحدا في الظلام
-يونجاي(بتوتر) :سلامتك أمي الغالية
-الأم:أين كنت؟
-يونجاي(بتوتر) :ههه تقصدين الآن؟
-الأم:ليس من عادتك التأخر لهذا الوقت...هل تفعل أشياء من خلف ظهري؟
-يونجاي(بتوتر) :لا أبدا...كنت عند زميل لي ندرس معا
-الأم:لا بأس إذًا...في البداية قلقت عليك وكنت سأتصل بك ولكن لاحقا أدركت أنك لم تعد يونجاي الصغير الذي علي مراقبة أفعاله 24 ساعة

كانت على وشك دخول غرفتها فركض عندها وعانقها من الخلف
-يونجاي(بحزن) :أمي...غير صحيح...مهما كبرت فأنا لا أريدك أن تتوقفي عن مراقبتي...ما أزال ابنك المدلل...صدقيني...فقط ابقي معي

ابتسمت واغرورقت عيناها بالدموع ثم وضعت يدها على وجهه...لم يلاحظ كلاهما أن يونو عاد للمنزل وهو يراقبهما
-يونو(بسخرية) :ههههه هذا سخيف
-الأم:يونو! عدت أخيرا من رحلتك؟ هل أعد لك شيئا تأكله؟
-يونو(بسخرية) :هههههه أنا على عكس أحدهم هنا يمكنني الاعتماد على نفسي والطهو لنفسي...لكن لا تهتمي فقد أكلت خارجا
-يونجاي:تشه...أنت لا تعقل أبدا...أن تعد لك والدتك الطعام هو اهتمام منها وليس دلعا
-يونو:صحيح صحيح...سأخلد للنوم...تصبحين على خير أمي...وأنت يونجاي ضع حفاظات واخلد للنوم
-يونجاي(ببرود) :شكرا لقلقك علي...سأفعل

كان يونو سيشتمه لبروده ولكنه تنهد فحسب وذهب لغرفته لينام...وضع تلك العائلة حقا غريب فالابن الأصغر مهذب وعاقل والأكبر عكسه تماما فاسد الطباع ووقح...أما والدتهما فهي تعاني كل يوم لشعورها بالوحدة وخوفها على كلا ولديها من أن يتأذيا خاصة أن والدهما متوفي

في تلك الليلة بينما يونو نائم صارت تراوده الكوابيس حول تلك القصة التي يحاول نسيانها منذ سنوات ولكنه لا يستطيع...تلك القصة غيرت حياته تماما وجعلته يصاب بعقدة نفسية

بينما هو داخل الحلم رأى نفس الشيء الذي حصل منذ 16 عاما...رأى نفسه في السيارة مع والديه وأخيه يونجاي...كان حينها في العاشرة أما يونجاي ففي الثالثة...وبينما هم عائدون للمنزل بالسيارة ويضحكون ويغنون ضربت شاحنة سيارتهم فحطمتها وللأسف فالجهة التي يجلس عندها الوالد اندهست بطريقة مرعبة لدرجة أن المسعفين أخرجوه منها قطعا مطحونة...ولحسن الحظ لم تتأذى الأم ويونجاي وأخوه

بينما يشاهد المسعفين يحملون أباه وهو قطع أصيب بصدمة نفسية وصار يخاف من الدم...وبسبب فقدانه لأبيه الذي كان يحبه كثيرا شعر أن شيئا ما في داخله تحطم لذا تربى وحيدا وصار يبتعد عن والدته خوفا من أن يصيبها مكروه هي الأخرى...كان يظن أن أي شيء جميل نتمسك به في الحياة سنفقده لذا حاول عدم التمسك بأي شيء ولا حتى عائلته

استيقظ من نومه فوجد نفسه يتعرق ونفسه مضطرب جدا وقلبه يدق بقوة لذا قام من مكانه وشرب كوب ماء ونظر لصورته العائلية المعلقة على الحائط والتي تجمعه بوالديه وأخيه
-يونو(بحزن) :أبي...أرجوك لا تأتِ في منامي بعد الآن فقد أفقد صوابي إن فكرت بالموضوع أكثر

في يوم الغد ذهبت نانا لمنزل أسرتها وبمجرد أن رنت الجرس وفتحت لها والدتها دخلت مباشرة وهي غاضبة
-نانا(بانزعاج) :ألا يمكننا إيقاف هذه المهزلة؟
-سيدة آهن:أي مهزلة؟!
-نانا:لماذا أعطيته عنوان منزلي؟
-سيدة آهن:امممم حسنا...لأنه خطيبك ومن حقه أن يعرف
-نانا(بصراخ) :ليس خطيبي...أرجوكم دعوني منه...أريد أن أختار خطيبي بنفسي
-سيدة آهن:أوووه نانا...لا يمكنكِ ذلك...لا يجب أن ننكث بعهد والدك مع صديقه
-نانا(بحزن) :أخبريني...هل سعادة ابنتك أهم من عهد سخيف؟
-سيدة آهن:طبعا لا...لكن ابن صديق والدك ثري وسيجعلكِ سعيدة بالتأكيد
-نانا(بحزن) :لا فائدة من النقاش معك...لن تفهميني أبدا

شعرت بالحزن لذا ذهبت لمنزلها وقامت باحتساء الجعة حتى ثملت مجددا

بينما يونجاي في غرفته سمع أصوات شخص يصرخ من الخارج وعندما نظر عبر نافذته رأى نانا وهي تحمل ملعقة طهو على أنها مايكروفون وتغني بصوت عالٍ عبر نافذتها
-يونجاي(يفكر) :تبا...ليس مجددا

أسرع نحو منزلها وحرص على أن يتسلل لكي لا تراه أمه وبمجرد أن فتحت له الباب بدت ثملة وصارت تترنح يمينا وشمالا
-نانا(بثمالة) :يونجاي! صغيري اللطيف

أدخلها للمنزل بسرعة وأغلق الأبواب والنوافذ
-يونجاي(بحدة) :ما الذي تفعلينه!؟ تغنين عبر النافذة وتزعجين الجيران!
-نانا(بثمالة) :هههههه ما رأيك بصوتي؟
-يونجاي:تشه...توقفي عن ذلك
-نانا(بثمالة) :هل أغني لك؟ صوتي جميل
-يونجاي:أعلم...لكن هلاَّ أجلنا الموضوع لوقت لاحق؟
-نانا(بثمالة) :سأغني في النافذة إذًا
-يونجاي:لااااا
-نانا(بثمالة) :ستستمع لي غصبا عنك وإلا سأغني في النافذة
-يونجاي:تشه...حسنا

بدأت بالغناء وكان صوتها مرعبا ومؤلما لطبلة الأذن لكن يونجاي تحمل العذاب واستمع إليها طوال نصف ساعة وبعد أن انتهت رمى نفسه على الأرض وهو يحمد ربه لأنه تحرر
-نانا(بثمالة) :لماذا لم تصفق لي؟ لم يعجبك صوتي صح؟
-يونجاي:لا لا لا ليس كذلك
-نانا(بثمالة) :أنت وقح يونجاي...كيف تعاملني هكذا؟ ليس لديك أي ضمير

نظر إليها بعينين متجهمتين ثم تنهد وصفق غصبا عنه
-نانا(بثمالة) :احتفظ بها لنفسك...أنا جائعة...أريد تناول الساناكيه
-يونجاي:لا يمكنكِ تناوله هنا في البيت...عليكِ الذهاب للمطعم لتجديه طازجا
-نانا(بصراخ) :الساناكيه...أريد الساناكيه وإلا سأقلب المنزل على رأسك

تنهد بقلة حيلة ثم غادر منزلها ليحضر لها الساناكيه الطازج والذي هو عبارة عن أخطبوط يتم أكله وهو حي يتحرك مع صلصة الصويا...وبعد أن أحضره لها من مكان بعيد حدقت به لعدة ثواني ثم أبعدت الطبق عنها
-نانا(بثمالة) :مقزز...إنه ما يزال يتحرك...لن آكل هذا الشيء
-يونجاي(بحدة) :بعد أن أحضرته لا تريدين أكله!

نظرت نحوه بنظرة حادة فتجمد مكانه
-نانا(بثمالة) :أريد لحم الأرنب
-يونجاي(بانزعاج) :تشه...سيقضى على أعصابي اليوم

احتاجت نانا وقتا لتتعب وتغوص في نوم عميق وبقي يونجاي بجانبها يحرسها إلى أن استعادت وعيها وفتحت عينيها في نهاية اليوم
-نانا(بتعب) :ي ي يونجاي! ما الذي حصل؟
-يونجاي:كالعادة...ثملتِ وسببتِ المصائب
-نانا:أوبس! ليس مجددا
-يونجاي:ألم تقولي أنكِ ستتوقفين عن الشرب؟
-نانا:آه...نعم...قلت لك سأحاول لكنني لم أعدك بذلك
-يونجاي:أنا حزين...حقا حزين لأنكِ تمرين بوقت صعب ولا أستطيع مساعدتك
-نانا:غير صحيح...أنت تساعدني دون أن تدري...أنت حقا شخص رائع ومهتم لأمري وبدونك كنت سأشعر بوحدة أكبر من ذلك
-يونجاي:هذا يعني أنكِ ما تزالين وحيدة!
-نانا(بحزن) :نوعا ما...الوحدة التي أشعر بها في الليل رهيبة حقا...المنزل فارغ وهادئ ولا أحد لأكلمه...أحيانا أتمالك نفسي...وأحيانا أستسلم وأبكي على حالي الميؤوس منها

دون وعي منه قام بإمساك كلتا يديها
-يونجاي(بتوتر) :اتصلي بي إن شعرتِ بالوحدة ليلا...أو حتى تواصلي معي عبر الرسائل النصية...ولا بأس أن تبكي بينما تحدثينني على الهاتف...أحيانا...فقط أحيانا...لا أريدك أن تبكي كثيرا فما يحزنك يحزنني

تأثرت من كلامه فضغطت على يديه بقوة أكبر واغرورقت عيناها بالدموع
-نانا(بحزن) :أشكرك...حقا أشكرك

في يوم الغد اجتمع يونجاي بصديقيه تشاو وجيسو في الكافيتيريا ليتناولوا طعامهم
-يونجاي:رفاق...لِمَ لا نخرج معا؟
-تشاو(بخبث) :ربما لن أستطيع...اذهب مع جيسو
-يونجاي:وماذا عنك؟
-تشاو(بخبث) :لعل جيسو تريد الخروج معك مؤخرا ولكنها...

لم يكمل كلامه حتى داست جيسو على رجله بقوة ومع كل لحظة تضغط فيها يتألم لكنه يحاول البقاء هادئا
-يونجاي:ها! ماذا هناك؟
-تشاو(بألم) :لا شيء
-جيسو(بانزعاج) :قد قيل قديما "الشرور تأتي من اللسان"
-يونجاي:وما علاقتي؟
-جيسو(بابتسامة) :لا علاقة لك أبدا...إن أنهيت طعامك فلنغادر
-يونجاي:بلى...أنهيت

حمل طبقه وسار أولا تاركا خلفه جيسو وتشاو فاستغلت جيسو الفرصة لتكلمه
-جيسو(بحدة) :أبقِ فمك مغلقا ولا تتفوه بالحماقات وإلا ستندم

بعدها حملت طبقها ولحقت بيونجاي
-تشاو:واو! وأخيرا ظهر الجانب المظلم من اللطيفة جيسو

ذهب يونجاي ورفاقه للصف وجلسوا يتحدثون إلى أن أتت سيلا ومعها علبة من الحلوى ووضعتها على طاولة يونجاي
-سيلا(بخجل) :مرحبا يونجاي...آمل أنك حظيت بغداء شهي...لقد أعددت هذه الحلوى خصيصا لك ولا بد أنك ستحبها فهي لذيذة ومليئة بالحب والأمل
-يونجاي(بتوتر) :هه شكرا

بينما هما يتحدثان أدارت جيسو وجهها للجانب الآخر حتى لا ترى وجه سيلا فلاحظها تشاو
-تشاو(بهمس) :لا داعي للغيرة فيونجاي لا يهتم لها

شعرت جيسو بالغضب منه وداست على قدمه مرة أخرى فجعلته يتألم
-سيلا(بخجل) :لا تشكرني...تستحق أكثر من ذلك
-يونجاي(بتوتر) :هه حقا! شكرا على كلامك اللطيف

كانت جيسو تحدق بسيلا بطريقة مرعبة كما لو أنها تريد مهاجمتها وقتلها ولكن الأخرى لم تعرها أي اهتمام وأظهرت لها لسانها دليلا على السخرية
-سيلا:باي يونجاي...أراك لاحقا

بعد أن غادرت سيلا فتح يونجاي علبة الحلوى ونظر لشكلها فكانت تبدو لطيفة وجميلة
-تشاو:يجب أن نتشاركها
-جيسو(بحدة) :تلك الفتاة مقرفة ومزيفة...ولا بد أنها تظن أنه يمكن شراؤك ببعض الحلوى
-يونجاي:لماذا أنتِ غاضبة؟
-جيسو(بحدة) :لست غاضبة
-تشاو(بخبث) :بل أنتِ غاضبة وهذا واضح وضوح الشمس...لا تنكري مشاعرك جيسو ولا تكذبي على نفسك

لم تتحمل كلامه المستفز وضربته بقوة على بطنه بقبضتها حتى كاد يتقيأ ولكن يونجاي لم يفهم مطلقا ما سبب شجارهما المستمر هذا
-تشاو(بألم) :لقد تحولت هذه الأيام لكيس ملاكمة
-جيسو(بحدة) :تستحق
-يونجاي:كفى يا رفاق...لماذا صرتما تتصرفان هكذا مؤخرا؟
-جيسو(بحدة) :أخبرني...أنت لن تواعد تلك الفتاة أبدا صحيح؟
-يونجاي:أكيد

بينما يتحدثون قاطعهم صوت زميلهم من الخلف المدعو "كويلي"
-كويلي:يونجاي أنت حقا حقير...كيف تعامل الفتيات هكذا كما لو أنك أفضل منهن؟ أنت حتى لست وسيما ولا تملك أي مميزات
-يونجاي:ها! وكيف عاملتهن بالضبط؟
-كويلي:لا تتظاهر بالبراءة...أعطتك فتاة ما للتو علبة حلوى وعبرت لك عن إعجابها لكنك تقول أنك لن تواعدها
-يونجاي:نعم لا أريد مواعدتها ولا التلاعب بمشاعرها فأين الخطأ في ذلك؟
-كويلي(بحدة) :أيها الوغد المتلاعب بالكلمات
-يونجاي:حقا لا أفهم ما مشكلتك...لماذا أنت مهتم لأمر الفتاة وتريدني أن أواعدها؟
-كويلي(بحدة) :ومن يهتم لتفاهاتك؟ أنا لا أطيقك منذ اليوم الذي لم تساعدني فيه في الامتحان
-يونجاي:آه...هكذا إذًا...مازلت لا أريد مساعدتك
-كويلي(بغضب) :أيها الوغد المستفز المزعج الحقير...أنا أكرهك وأكره كل ما يتعلق بك...انقلع من هذه الثانوية فلا مكان لأمثالك هنا...تظن أنك ذكي ومحبوب عند الفتيات بينما أنت مجرد حبة بطاطا مشوهة لذا لا تغتر بنفسك كثيرا

كان كل طلاب الصف يشاهدون ما يحصل ورغم كمية الإهانات التي قالها فقد كان يونجاي غير مهتم البتة
-يونجاي(ببرود) :حسنا...شكرا على رأيك

انذهل جميع من في الصف من برودة أعصابه حتى صديقيه تشاو وجيسو...أما كويلي فقد كان سينفجر من الغضب ولكنه قرر إنهاء النقاش على الفور وجلس مكانه
-تشاو(بهمس) :كيف يمكنك تجاهله هكذا!؟ لو كنت مكانك لصفعته
-يونجاي(بهمس) :هكذا...لا أريد تضييع وقتي معه
-تشاو(بهمس) :أنت حقا غريب أطوار

بينما نانا في العمل خرجت لتشتري طعامها وعند بوابة الشركة قابلت دايكوك يحمل باقة ورد ونظر كل منهما للآخر بصدمة...كانت تود الهروب ولكن لا تستطيع ذلك فهذه المرة وجدها وحسم الأمر
-نانا(بتوتر) :ههه سيد دايكوك...أهذا أنت أم أنني أهذي؟
-دايكوك:بلى...هذا أنا...كيف حالك آهن نانا؟
-نانا(بتوتر) :بخير...لماذا أتيت؟

أعطاها باقة الورد ووقف ينظر لها بشرود
-نانا:أشكرك...ما المناسبة؟
-دايكوك:ما من مناسبة...لكن سمعت أن عيد ميلادك الأسبوع القادم...هل يمكننا...
-نانا(تقاطعه) :آاااه كدت أنساه...يالني من مغفلة...شكرا لأنك ذكرتني...لكن لم تخبرني بعد ما الذي أتى بك؟
-دايكوك:آااه...الحقيقة...فقط...أردت رؤيتك
-نانا(بابتسامة) :بصفتك ماذا؟
-دايكوك:لا أعلم...أعني...أأنتِ متأكدة أنكِ تريدين إنهاء علاقتنا؟ والدي ما يزال مصرا على أنكِ عروسي وهو يصرخ في وجهي دائما ويقول أن علينا تجهيز موعد الخطبة والزفاف
-نانا:فهمت...هو ما يزال يضغط عليك لهذا تستمر بالبحث عني
-دايكوك:هل تعرفين أنني أتيت لمنزلكِ مرتين سابقا لكنني لم أجدك؟
-نانا:حقا! هذا فظيع! لم أكن أعلم...اعذرني فأنا أعمل لوقت متأخر وأبقى في الخارج بعد العشاء
-دايكوك:حسنا...هل حقا أنتِ متأكدة من قرارك؟
-نانا:بلى...فقط دع أمر والدك لي...سأذهب إليه بعد العمل وأشرح له كل شيء
-دايكوك:شكرا لك

ذهبت للحمام وغسلت وجهها ويديها ثم نظرت في المرآة
-نانا(تفكر) :هذا مزعج...مهما حاولت التهرب منه سيلحق بي ويجد أماكن تواجدي...علي حسم الأمر اليوم وإلى الأبد

أنهت عملها في المساء وعندما خرجت عبر البوابة رأت دايكوك ينتظرها بسيارته
-دايكوك:سأوصلك
-نانا(تفكر) :تبا! متى سيفهم هذا المزعج أنني أتحاشى مقابلته

استسلمت للأمر الواقع وصعدت السيارة ثم أخذها نحو شركة والده وبمجرد أن صعدا لمكتب والده ورآهما شعر بسعادة غامرة
-سيد كيم:نانا! دايكوك! وأخيرا رأيتكما معا
-نانا:سيد كيم...كيف حالك وكيف صحتك؟ آمل أنك بخير
-سيد كيم:ههههه بألف خير...لو تعلمين كم أنا مسرور لأنني رأيتكما معا أخيرا...لا بد أنكما أتيتما لنتفاهم بخصوص تفاصيل الخطبة والزفاف
-نانا:لا أبدا...هناك أمر آخر
-سيد كيم:كلي آذان صاغية
-نانا:الحقيقة...أنا وابنك دايكوك تكلمنا في الموضوع وفكرنا بأن زواجا كهذا متسرع جدا
-سيد كيم:عفوا! ماذا تقصدين!؟
-نانا:أنت وأبي اتفقتما على جمعنا معا ولكن هل تظنان أننا سنكون منسجمين؟ لا بد أنكما كنتما صديقين مذهلين لتقررا زواج أولادكما ولكن صدقاني من الأفضل أن يختار كل شخص حياته بنفسه وليس أهله هم من يختارونها له

فجأة تجهم وجه السيد كيم وتراجع للخلف وجلس على كرسيه...أسرعت نانا لتطمئن عليه فوجدته يرتجف بشدة ويضع يده على رأسه
-نانا:عمي...هل أنت بخير؟
-سيد كيم:أريد دوائي...إنه في الدرج هناك

أسرعت وأحضرت له دواءه مع كوب ماء ورغم أنه تناولهما ولكنه ما يزال متعبا
-سيد كيم:لا بأس...سأكون بخير...أنا مصاب بضغط الدم
-نانا:حقا! لم أكن أعلم...أتمنى لك الشفاء

أمسكها من كلتا يديها فشعرت بجسده المرتجف وعينيه الحزينتين
-سيد كيم:آهن نانا...من فضلك...لا تكسري خاطري...لطالما ظننتك المرأة المناسبة لولدي وإن تزوجك فسأموت وأنا مرتاح...عائلتكم معروفة بالأخلاق والشرف وسيكون مذهلا أن نزوج ابننا بفتاة من عندكم

نظرت نانا نحو دايكوك فرأت كم كان قلبه يتمزق لأجل والده الذي جل ما يريده هو زواج ابنه من امرأة جيدة ومتخلقة وبسبب ذلك صمتت وأغلقت على الموضوع



عدل سابقا من قبل بثينة علي في السبت فبراير 18, 2023 6:42 pm عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1234
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة فَجْوَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة فَجْوَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة فَجْوَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الإثنين مايو 09, 2022 2:24 pm

رواية فجوة : الفصل الخامس



أوصل دايكوك نانا نحو منزلها وفي الطريق كانا يتكلمان عن موضوع زواجهما وعن أبيه الذي يصر على هذا الزواج بالتحديد
-نانا(بحزن) :هذا مؤلم...والدك يبدو متمسكا بهذا الزواج كثيرا وإن ألغيناه فأخاف أن تتأذى صحته
-دايكوك:بلى...لهذا أحاول مقابلتك طوال الوقت لنناقش الموضوع لكن حين أخبرتني أنكِ ستحلين المشكلة شعرت بالأمل...لكن بما أنكِ استسلمتِ فهذا يعني...
-نانا(تقاطعه) :لم أستسلم...لكن الآن يفترض بنا أن نكسب وقتا أكبر لحين نجد حلا نهائيا

وصلت السيارة للمنزل فنزلت منها نانا ولسوء الحظ كان يونو يغادر منزله أيضا في نفس اللحظة فرآها تفتح الباب وتدخل
-يونو(يفكر) :تلك الفتاة الرخيصة التي عضتني من أذني ما تزال تعيش هنا! يال وقاحتها...ربما علي الانتقام لما فعلته بي

دخلت نانا للمنزل وتوجهت نحو المطبخ لتعد شيئا تأكله وطوال الوقت كانت تفكر في مشاعر السيد كيم والحزن الذي رأته في عينيه...وبينما تفتح الثلاجة رأت زجاجات السوجو هناك لذا شعرت برغبة في الشرب بما أنها حزينة
-نانا:لا...لا يجب أن أواصل هكذا وإلا سأصبح مدمنة للكحول وأسبب المشاكل لنفسي

بسرعة أغلقت الثلاجة وذهبت لإعداد الطعام لكن بعد أن انتهت منه لم تتمكن من أكل شيء بسبب مزاجها المتقلب وحزنها

لم يبقى لديها حل سوى أن تحضر شخصا يشاركها الطعام لعلها تشعر بتحسن ولم يكن لديها أحد سوى يونجاي لذا صورت له الطعام وأرسلته في رسالة مكتوب عليها "عشاؤك اليوم علي...هل ستأتي؟"

بينما يونجاي في منزله وصلته الرسالة فابتسم تلقائيا لكنه تذكر أنه تناول العشاء بالفعل فعبس مجددا
-يونجاي(يفكر) :لا يهم إن اكتسبت وزنا زائدا...سأتعشى للمرة الثانية مع نونا ولن يوقفني أحد

ذهب لمنزل نانا متسللا ففتحت له الباب واستقبلته
-نانا:أهلا بك...عشاء الليلة هو شطيرة بيض...أعلم أنه عشاء متواضع ولكنني أحب الأكل السريع
-يونجاي:لا مشكلة...أحب شطائر البيض

جلسا على المائدة وبدآ يأكلان وبينما يونجاي يسترق النظرات نحوها لاحظ أنها هادئة ومملة على غير عادتها
-يونجاي:نونا...هل من خطب؟ عادة تستقبلينني بطريقة مختلفة أما اليوم...
-نانا(تقاطعه) :لا شيء...فقط أشعر بالوحدة والطعام يبدو سيئا حين أتناوله وحدي لذا قررت إحضارك لتأكل معي
-يونجاي:آه...فهمت...إن كنتِ تشعرين بالوحدة فلماذا لا تعودين للعيش في منزل أهلك؟ أم أن ظروفك لا تسمح؟
-نانا:أبدا...فقط لا أريد العيش معهم...إنهم مزعجون...أمي تتذمر من تصرفاتي دائما وأبي يحاسبني على أبسط الأشياء...ولي أخ أكبر ولكنه في الجيش الآن
-يونجاي:حسنا...إن كان البقاء معهم غير مريح لكِ فوجودكِ هنا أفضل...ابقي هنا وعيشي حياتك كما يحلو لك وأنا سأدعمك
-نانا(بابتسامة) :هذا لطيف منك

فجأة تحولت ابتسامتها لعبوس وحزن
-نانا(بحزن) :ولكنني خائفة من المستقبل...لا أحد يعلم ما الذي سيواجهني...خاصة بعد ما حصل معي اليوم
-يونجاي:خيرا! ماذا حصل اليوم؟
-نانا(بحزن) :ربما...سيكون زفافي عما قريب...
-يونجاي(بصدمة) :زفافك!

حكت له ما حصل اليوم بالتفصيل بحزن عميق وبالمقابل كان يشعر بالانزعاج والغيرة من خطيبها
-نانا(بحزن) :يونجاي...أنا لا أريد أن أضحي بسعادتي لأجل الناس...ستتدهور صحة السيد كيم إن لم أوافق على هذا الزواج...لكن ماذا عني؟ أريد العيش مع الرجل الذي أريده
-يونجاي:ومن الرجل الذي تريدينه؟
-نانا(بحزن) :هذه هي المشكلة...لم أعثر عليه بعد...أصبح ذوقي في الرجال متطلبا جدا لدرجة أنني أفكر بأنني سأبقى عزباء طوال حياتي

مع كل حرف يسمعه كان قلبه يتحطم أكثر ولكن الشيء الوحيد الذي أراده أن يرى نانا سعيدة ومرتاحة لذا حاول نصحها
-يونجاي(ببرود) :نونا...لنتكلم بجدية...لماذا ترفضين هذا الزواج؟
-نانا(بحزن) :هكذا
-يونجاي(ببرود) :لماذا هكذا؟ أنتِ قلتِ سابقا أنكِ تخافين من العلاقات فلماذا لا تتغلبين على خوفكِ وتفعلينها...كلنا نخاف من أشياء في حياتنا ولكن إلى متى؟ علينا تخطي مخاوفنا وفعلها فورا وإلا لن نفعلها أبدا

رغم أن كلامه منطقي لكنها لم تتقبله لذا قامت من على المائدة وذهبت لغرفتها لتحبس نفسها فيها...لم يتحمل يونجاي هروبها هذا لذا وقف خلف الباب ليكلمها
-يونجاي(ببرود) :مهما كنتِ خائفة فأنا سأشجعك...ربما لاحقا حين تجربين هذا الزواج وتصبحين سعيدة ستأتين وتشكرينني لأنني نصحتك...فكري جيدا بما قلته لك...بالنسبة للخاتم فأنا ما أزال محتفظا به لذا سأرده لكِ غدا حين نلتقي عند موقف الحافلة...تصبحين على خير

عاد لمنزله واستلقى في سريره لينام ولكنه لم يتمكن من ذلك...طوال الوقت كان يفكر في نانا وما قاله لها وبسبب ذلك هو الآن يشعر بالألم والحزن

بعد دقائق من التقلب في الفراش أمسك هاتفه وفتح الشاشة على الصورة التي التقطتها له في الجبل ولكنه لم يستطع أن يبتسم هذه المرة لأنه يعرف عواقب ما فعله
-يونجاي(يفكر) :هل ستأخذ كلامي على محمل الجد؟ أتمنى حقا أن لا تفعل...إن فعلَت فسأندم لبقية حياتي

في يوم الغد توجه للموقف ووقف ينتظر الحافلة التي ستقله لثانويته وطوال الوقت كان ينظر يمينا وشمالا لعل نانا تأتي

بعد فترة من الانتظار لم تأتي وحتى أنه لم يتلقى منها أي رسائل أو إشارات فمازال لا يعرف إن كانت غاضبة منه أو وافقت على اقتراحه...مع مرور الوقت تأخر عن الصف لذا اضطر للذهاب وتركها وقرر الانتظار والصبر لرؤية ما سيحصل

بعد الدوام الصباحي خرج مع رفيقيه للكافيتيريا وجلسوا يتناولون طعامهم وكانت جيسو تنظر في المرآة طول الوقت وتتفحص بشرتها
-جيسو(بابتسامة) :رائع...المرهم الجديد الذي اشتريته لتنقية البشرة يعمل بشكل جيد
-يونجاي:مازلتِ مع مستحضرات التجميل تلك!
-جيسو:طبعا...على الفتاة أن تهتم ببشرتها منذ الصغر وإلا ستتقدم في السن بسرعة وتندم
-تشاو(بخبث) :متأكدة أن السبب ليس أحدهم
-جيسو:أبدا...أنا أهتم بجمالي لأجل نفسي وليس لأجل أي أحد
-تشاو(بخبث) :لنسأل يونجاي عن رأيه بجمالك إذًا

طفح الكيل بها لذا حملت حفنة من الأرز بيدها وقامت بحشوها في فم تشاو بقوة حتى امتلأ وصار يتساقط هنا وهناك على ملابسه والطاولة...حاول مضغ طعامه بصعوبة إلى أن ابتلعه كاملا
-تشاو:شكرا لمساعدتي في تناول طعامي...أيتها الأنثى اللطيفة المسالمة
-جيسو(بحدة) :هذا لكي تتعلم كيف تغلق فمك قبل أن يتم حشوه بما يغلقه

وضع يونجاي يده على خده وبقي يحدق بهما غير مدرك لأي شيء
-يونجاي:ما الذي يحصل بينكما مؤخرا؟
-تشاو:تشه لا تهتم

ذهب يونجاي لخزانته وعندما فتحها وجد فيها ظرفا أحمر تفوح منه رائحة العطر...بعد أن فتحه وجد بداخله توقيعا من سيلا لذا أدرك أنها هي من أرسلته
-يونجاي(يفكر) :هذه الفتاة...هل ستبقى تلاحقني هكذا؟

تذكر ما قالته له نانا آخر مرة عن أنها تنزعج من لحاحة خطيبها المدعو "دايكوك" وتحاول التهرب منه قدر الإمكان
-يونجاي(يفكر) :هل يعقل أنها تشعر بنفس ما أشعر به الآن؟ هل حقا لا تريد هذا الزواج؟

رفع رأسه فجأة فرأى سيلا تقف بالقرب منه لتراقب ردة فعله عندما يقرأ الرسالة...ولأجل أن لا يجرح مشاعرها ابتسم لها
-يونجاي:شكرا على الرسالة...إنها لطيفة
-سيلا(بخجل) :آه...أنت أيضا لطيف
-يونجاي:طابت أمسيتك

انحنى لها ثم استدار ليغادر...طوال الطريق كان يتساءل...هل عليه أن يطبق نفس النصيحة التي أعطاها لنانا على نفسه...هل مواعدة سيلا ستكون أفضل له ولها ولنانا؟ هذا الحب الذي لن يتحقق يجعله يتألم مؤخرا لذا ربما يجدر به نسيان كل شيء والمضي في حياته
-يونجاي(يفكر) :تشه...يجب أن لا أتسرع...قرار كهذا قد يجعلني أندم طوال حياتي

في المساء ذهبت نانا مع صديقتيها سوران وإيليت للمطعم
-إيليت:لم نتعشى معا منذ زمن
-سوران:من المزعج حقا أن أعمالنا تشغلنا حتى من أن نلتقي
-إيليت:آه بالمناسبة سوران...سمعت أنه تمت خطبتك
-سوران:بلى
-إيليت:احكي لي عنه قليلا...كيف تعرفتما وكيف طلب يدك؟
-سوران:أوووه لقد كان موقفا رومنسيا حقا...دعيني أحكيه لك...

طوال فترة بقائهم في المطعم كانت نانا تأكل فحسب وتحدق في طبقها حتى أنها لم ترفع رأسها عنه...خاصة حين تكلمت صديقتاها عن الخطبة والزواج فقد شعرت بضيق أكبر في صدرها خاصة أنهما تبدوان كما لو أنهما تريدان إغاضتها
-نانا(بحزن) :أريد أن أشرب
-إيليت(بخوف) :مهلا مهلا...لا تفعلي يا فتاة
-سوران(بخوف) :آخر مرة حين ثملتِ سببتِ لنا الفضائح
-نانا(بحزن) :لن أفعل هذه المرة
-سوران(بخوف) :لا أحد سيضمن لنا لذا نراك غدا
-إيليت(بخوف) :باي...تصبحين على خير

بعد أن غادرتا شعرت نانا بالوحدة أكثر لذا طلبت عدة زجاجات سوجو إلى أن ثملت وكادت تفقد الوعي

أثناء عودتها للمنزل كانت تترنح يمينا وشمالا وتتلفظ بأشياء سخيفة وبمجرد أن وصلت إلى مدخل الحي وجدت يونو يقف هناك بينما يدخن سيجارة
-يونو:أووه انظروا من هنا...الفتاة التي أكلت جزءا من أذني
-نانا(بثمالة) :من أنت!؟
-يونو:نسيتيني بتلك السرعة؟ أذني ما تزال متورمة بسببك أيتها الحشرة الحقيرة

أخذ آخر نفس من السيجارة ثم رماها جانبا وتقدم منها ثم أمسكها من ياقة قميصها ودفعها للحائط
-يونو(بحدة) :عليكِ دفع الثمن اليوم
-نانا(بثمالة) :أبعد يدك
-يونو(بحدة) :لم يولد بعد من يأكل أذني

صمتت نانا وحدقت به للحظات وكانت على وشك أن تفقد الوعي ومع كثرة الشرب استفرغت على ملابسه فتراجع للخلف
-يونو(بتقزز) :أيتها الوضيعة...لا تأتيني منكِ سوى المشاكل

ثبتها على الحائط ممسكا إياها بيده اليسرى أما اليمنى فرفعها للأعلى مستعدا ليلكمها...لكن في آخر لحظة تدخل أحدهم وأمسك بيده بقوة وعندما التفت نحوه وجده يونجاي
-يونو(بحدة) :أفلتني
-يونجاي:لا
-يونو(بحدة) :قلت لك أفلتني ولا تتدخل...أكمل طريقك هيا
-يونجاي:لا
-يونو(بحدة) :يالك من وغد متدخل

أفلت يونو نانا ثم وجه لكمته لوجه يونجاي فأسقطه أرضا
-يونو(بحدة) :هذا ما يحصل لمن يتدخل في شؤوني...لا تظن أنني لن أؤذيك
-يونجاي:أعلم أنك ستفعل دون رحمة
-يونو(بحدة) :ممتاز...بما أنك تعرف فانقلع من هنا ودعني أكمل ما بدأته

توجه يونو نحو نانا فنهض يونجاي بسرعة وشده من ذراعه محاولا إبعاده عنها لكنه قام بلكمه مرة أخرى على وجهه فأسقطه أرضا
-يونو(بحدة) :لا تجعلني أكسر أسنانك

كانت نانا بالكاد تستطيع الوقوف فكل ذلك الكحول الذي شربته جعلها تكاد تفقد الوعي...لكن بسبب رؤيتها ليونجاي تحت التعنيف شعرت بالحزن عليه ووقفت رغما عن جسدها المتعب
-نانا(بصراخ) :أنت! إياك أن تؤذي أخي الصغير
-يونو(بحدة) :إنه أخي أيضا ويمكنني فعل ما أريده به
-نانا(بصراخ) :ليس ونونا موجودة...أنت أخ سيء...لو كنت مكان يونجاي لما اعتبرتك أخا من الأساس

ركضت نحوه وصعدت على ظهره ثم قامت بعضه من الأذن الأخرى السليمة وما هي إلا لحظات حتى صار يصرخ ويلتف حول نفسه محاولا إبعادها عنه...وعندما سمع الجيران صوت الصراخ وشغلوا أضواء منازلهم كانت نانا قد فقدت الوعي بالفعل وسقطت من على ظهره فهرب بعيدا وتركها هي ويونجاي

أسرع يونجاي نحوها ليطمئن عليها فوجدها تغوص في نوم عميق وفي نفس اللحظة رأى والدته تقف بعيدا عنه أمام المنزل وتلوح له ثم ركضت نحوه
-الأم(بقلق) :يونجاي...ما الأمر؟

نظرت الأم لنانا المرمية أرضا ثم تفحصتها جيدا
-الأم:ما بها؟
-يونجاي:أغمي عليها...بسبب الإكثار من الكحول
-الأم:هذه الفتاة حقا غريبة أطوار...متى يمكنها الاهتمام بصحتها قليلا والتوقف عن الشرب كالفاسقات!
-يونجاي(بحدة) :أمي...كفى
-الأم:ها!
-يونجاي(بحدة) :قبل أن تتهميها لماذا لا تعرفين ظروفها أولا...هل تعتقدين أن شخصا بكامل قواه العقلية سيشرب هكذا في كل مرة؟ ألم تفكري أنها حزينة أو أن الحياة ضاقت بها؟ ماذا عن ابنك؟ ألا يشرب كثيرا أيضا؟ أم أن هذا مسموح له فقط لأنه رجل أما النساء فلا؟
-الأم(بصدمة) :هل ترفع صوتك علي لأجل هذه؟

شعر بالحزن والندم على ما قاله لكنه بالتأكيد لم يقصد أن يفعل ما فعله...كان كل مقصوده من الكلام هو جعل أمه تفهم بأننا لا نعرف ما بقلوب الناس لذا لا يحق لنا الحكم عليهم
-يونجاي:آسف أمي...لم أقصد
-الأم(بحزن) :لا عليك
-يونجاي:ساعديني...سأوصلها للمنزل

أخرجت الأم مفتاح المنزل من حقيبة نانا ثم فتحت الباب بينما حملها يونجاي على ظهره ووضعها في سريرها...وبسبب إضاءة المنزل القوية تمكنت الأم من رؤية الكدمات التي على وجهه
-الأم(بقلق) :ما هذا الذي على وجهك؟ من ضربك؟

أراد أن يخبرها بالحقيقة لكن ما الفائدة فهي لن تصدقه بما أن نانا لها علاقة بالموضوع
-يونجاي:لا شيء
-الأم:لا تقل أن تلك الفتاة الثملة هي من ضربتك
-يونجاي:لا أبدا...سقطت بالخطأ على حافة الدرج...أما نانا فصدقيني لقد وجدتها مغمى عليها في الشارع وأردت مساعدتها وهذا كل شيء
-الأم:أراد أخوك مساعدتها من قبل ولكنها عضته من أذنه...لا بد أنها هي ولكنك لا تريد الاعتراف
-يونجاي:لا...أقسم أنها ليست هي...حافة الدرج هي السبب
-الأم:هذا فظيع! لنعد للمنزل ولأضع لك مرهما للكدمات

في يوم الغد استيقظ يونجاي وارتدى زيه المدرسي وبينما يتناول الفطور مع والدته جاء يونو وجلس معهما فلاحظت الأم أنه يرتدي قبعة شتوية داخل المنزل
-الأم:لماذا تضع قبعة شتوية في مكان دافئ؟ ألا تعلم أن هذه أحد أسباب أمراض الزكام والصدر والتهاب الأذن الوسطى؟ عليك خلعها وحين تخرج قم بارتدائها
-يونو:خرافات
-الأم:ليست خرافات...جسمك الآن متأقلم مع درجة الحرارة العالية وعندما تخرج ستنخفض حرارته وتمرض
-يونجاي:أمي! من أين لكِ بهذه المعلومات؟ هل صرتِ تقرئين الكتب مؤخرا؟
-الأم:إنها خبرة السنين...معلومات لن تعثر عليها في أي كتاب
-يونجاي:أمي معها حق...استمع لكلامها
-يونو(بسخرية) :كنت سأفعل ولكن بما أنك تدخلت يا حبيب أمك فلن أفعل
-الأم:كفى أنتما...هيا غادرا قبل أن يجن جنوني
-يونجاي:يبدو أنكِ منزعجة جدا مؤخرا...أعتذر عن أي شيء ارتكبناه نحن الاثنين
-الأم:لا يهم...أسرعا وإلا ستتأخران

خرج يونجاي وتوجه نحو موقف الحافلة وبينما ينتظر أتت نانا ووقفت بجانبه ونظر كل منهما في عيني الآخر
-نانا:يونجاي! صباح الخير...كيف حالك اليوم؟
-يونجاي(بحزن) :بخير
-نانا:مهلا...ما به وجهك؟ هل تأذيت بسببي أمس؟
-يونجاي(بحزن) :ليس بسببك...الأمر أن أخي لا يعرف حدوده
-نانا:هذا فظيع! علي الكلام معه فورا
-يونجاي:لا...أرجوكِ لا...دعينا فقط نغلق الموضوع بما أنه مر على خير
-نانا:كما تريد
-يونجاي(بحزن) :أردت الاعتذار لك
-نانا:عن ماذا؟
-يونجاي(بحزن) :عن كلامي السخيف يوم تحدثنا عن خطبتك
-نانا:لا بأس...حقا لا ضرر في كلامنا عن الأمر
-يونجاي(بحزن) :لكنني شعرت أنني جرحتك...معكِ حق حين رفضتِ دايكوك حين لم تشعري بالراحة معه...وفوق هذا أتيت أنا وقلت لكِ كلاما سخيفا لا أقدر حتى على تطبيقه على نفسي
-نانا(بلطف) :أوووه يونجاي! كم هذا لطيف! تبدو وسيما جدا وأنت تتأسف
-يونجاي(بخجل) :ها! أبدو ماذا!

بسبب احمرار خديه لم يستطع النظر في وجهها لذا استدار للجانب الآخر وبما أنها تحب إزعاجه فقد استغلت الوضع وقامت ببعثرة شعره حتى شعر بالعاطفة وعطس
-يونجاي(بانزعاج) :يكفي...هذا مزعج
-نانا:وهو المطلوب هههههه
-يونجاي:هههههه

بعد أن ذهب للثانوية جلس بقاعة المطالعة وحاول البحث عن الأسباب التي تجعله يعطس طوال الوقت بدون سبب فقد ظن أنه مصاب بمرض مزمن وذلك عبر هاتفه

بينما يبحث جاءت جيسو وجلست بجانبه
-جيسو:تدرس؟
-يونجاي:لا...أريد معرفة السبب الذي يجعلني أعطس كثيرا مؤخرا
-جيسو:وهل عثرت على شيء؟
-يونجاي:لا...يُقال أن معظم الأسباب قد تكون بسبب الزكام أو الحساسية لكن أنفي لا يسيل وحرارتي عادية وما من أعراض تحسس علي
-جيسو:ترى ما هو السبب إذًا؟!

فكر كلاهما للحظات ثم خطرت على بالها فكرة
-جيسو:أين حصل لك هذا الأمر بالضبط وهل حصل أمام حيوان أو غرض محدد؟

حاول تذكر سلسلة العطسات التي تواجهه فأدرك أنه كلما عاملته نانا بلطف أو لمسته يعطس تلقائيا
-يونجاي(بخجل) :إنها هي! هل لدي حساسية منها؟!
-جيسو:ما هي؟
-يونجاي(بخجل) :لا أحد...البتة
-جيسو:لون وجهك أحمر! هل لديك حمى؟
-يونجاي(بخجل) :أبدا
-جيسو:حسنا...لا تنسى الذهاب للعيادة وإجراء فحص طبي
-يونجاي(بخجل) :شكرا على اهتمامك
-جيسو:أراك لاحقا

غادرت جيسو المكتبة فاستغل الفرصة وبحث في غوغل عن الأسباب التي تجعل الشخص يعطس إذا رأى شخصا يحبه...وفي النهاية وجد مقالا يتكلم عن الموضوع كتب فيه "كشفت الدراسة عن أنه نتيجة لاضطراب معين في إشارات المخ فإن بعض الأشخاص يحدث لديهم تداخل في الإشارات ما يجعلهم يعطسون عندما تمر بخواطرهم أفكار تتعلق بنشاط أو علاقة عاطفية...وهذا أمر طبيعي لكنه علامة سيئة لأنه يكشف مشاعر الشخص حين يود إخفاءها"!

قطب يونجاي حاجبيه وأعاد الهاتف لجيبه وغادر المكتبة
-يونجاي(يفكر) :آمل أن لا تعرف نانا عن هذه المعلومة وإلا ستكتشف أمري



عدل سابقا من قبل بثينة علي في السبت فبراير 18, 2023 6:41 pm عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1234
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة فَجْوَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة فَجْوَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة فَجْوَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الإثنين مايو 09, 2022 2:25 pm

رواية فجوة : الفصل السادس



سارت جيسو عبر أروقة الثانوية وبينما تذهب لوجهتها رآها تشاو
-تشاو(يفكر) :جيسو! ترى إلى أين تتجه!؟

بينما سيلا جالسة في الصف بمفردها جاءت إليها جيسو ووقفت عندها بينما تثني ذراعيها وتحدق فيها بغضب
-سيلا(بانزعاج) :ماذا هناك أيضا؟
-جيسو(بحدة) :مازلتِ ترسلين الرسائل الغرامية ليونجاي؟
-سيلا:نعم...وماذا في ذلك؟
-جيسو(بحدة) :لقد طلبت منكِ سابقا الابتعاد عنه
-سيلا:حقا! لم أسمعك
-جيسو(بحدة) :يبدو أنكِ صماء...دعيني أساعدك

أمسكت وجهها وقربت شفاهها من أذنها
-جيسو(بصراخ) :ابتعدي عن يونجاي أيتها الطفيلية...هو لن يعطيك أي قيمة فاهتمي قليلا لكرامتك ودعيه وشأنه

بعدها دفعتها فصارت الأخرى تضع يدها على أذنها من الألم
-سيلا:لست صماء لتلك الدرجة...كل ما في الأمر أنني لا أريد الاستماع لك
-جيسو(بحدة) :سأعلمكِ كيف تستمعين إذًا

أمسكت بها من شعرها وقامت بشدها بقوة والأخرى تتألم وتحاول تخليص نفسها
-جيسو(بحدة) :والآن؟ هل ستتقربين من يونجاي مرة أخرى؟
-سيلا(بألم) :بلى
-جيسو(بحدة) :ماذا ماذا؟
-سيلا(بألم) :بلى بلى بلى

ضغطت على شعرها بقوة أكبر مما جعلها تصرخ وتستنجد
-جيسو(بحدة) :والآن؟ ألم تغيري قرارك بعد؟
-سيلا(بألم) :آي...سأغيره على جثتي...آااااي
-جيسو(بحدة) :طفح الكيل...سأقتلك

فجأة ظهر أحدهم من الخلف وقام بوضع يده على يد جيسو
-تشاو:جيسو...دعيها
-جيسو(بحدة) :لماذا تلحق بي دائما؟ دعني أفعل ما أريده دون تدخلك
-تشاو:دعيها

تركت جيسو شعر سيلا ثم وقفت تثني يديها بغضب
-تشاو:لقد تماديتِ...لماذا تتنمرين عليها؟
-جيسو:ليس تنمرا
-تشاو:وماذا تسمينه؟ عناق؟
-جيسو:وأنت ما علاقتك بيننا من الأساس؟
-تشاو:لا أحب رؤية فتاة تتأذى

وقف تشاو مقابلا لسيلا ثم أمسك يديها
-تشاو(برومنسية) :تذكري أنني أنقذتك أيتها الجميلة لذا أنتِ مدينة لي
-سيلا(بتقزز) :يععع

قامت بدفعه للخلف وبينما ينظر حوله لاحظ أن جيسو غادرت بالفعل لذا لحق بها
-تشاو:جيسو...لنتكلم
-جيسو:أغلق الموضوع
-تشاو:هل أنتِ مهووسة بيونجاي لدرجة أن تتنمري على أي فتاة تتقرب منه؟
-جيسو:لماذا تحشر أنفك في خصوصياتي من الأساس؟
-تشاو:لأنني أشعر بالخيبة...أنتِ لم تكوني يوما هكذا...جيسو التي أعرفها كانت طيبة ومسالمة
-جيسو:ما أزال جيسو التي تعرفها
-تشاو:لا أظن...دعينا فقط نتناقش في الأمر كشخصين عاقلين...ما الذي يجعلك ترغبين بضرب كل من يقترب من يونجاي إن لم تكن الغيرة؟
-جيسو(بصراخ) :ليست غيرة ولست أحبه

بسبب صراخها سمعها كل الطلاب الذين من حولها وظلوا يحدقون بها هي وتشاو
-تشاو:اهدئي...لا تسببي لنا الفضائح...أي أحد كان مكاني ورأى ما رأيته سيعرف فورا بأنكِ مهووسة بيونجاي...لماذا لا تعترفين له فحسب وسنرى من ستكسب قلبه أنتِ أم الفتاة الأخرى
-جيسو(بحدة) :يكفي...لا أريد النقاش في الموضوع أكثر...

بينما يتحدثان سمعا صوت يونجاي ينادي عليهما من بعيد
-يونجاي(بصراخ) :يا رفاق...الصف على وشك البدء...سأسبقكما
-تشاو(بخبث) :ما رأيكِ بكلامي؟ هل ستعترفين؟

فاجأته بصفعة قوية على وجهه لدرجة أن أطراف أصابعها انطبعت عليه ثم أكملت طريقها متوجهة نحو الصف
-تشاو(بألم) :الفتيات...مرعبات حقا

عاد يونجاي في المساء لمنزله وقبل أن يفتح الباب ويدخل نظر نحو منزل نانا وشعر بأنه يريد رؤيتها بشدة ولكنها ما تزال تعمل

بعد أن دخل غرفته واستلقى على سريره يرتاح أغمض عينيه ولكن تذكر ما قرأه اليوم في المكتبة عن الدراسة الغريبة ودون أن يدرك وجد نفسه يتخيل أنه يعانق نانا ويقبلها فعطس مرة أخرى
-يونجاي(يفكر) :تبا! آمل أن لا تكتشف أمري بسبب هذا العطاس السخيف

بقي في غرفته يراجع للامتحانات إلى أن حل الظلام وبينما هو منشغل رن هاتفه معلنا عن رسالة نصية جديدة

حمل هاتفه بلا مبالاة فوجد رسالة من نانا تقول فيها "أنقذني...أنا في ورطة" وبسبب هذه الرسالة رمى كل شيء من يده وركض نحو منزلها

حين وصل طرق الباب لفترة فتأخرت في فتحه وهذا ما زاده قلقا...لكن أخيرا فتحت وهي مطأطأة الرأس وتضع كلتا يديها على الجزء السفلي من وجهها

دخل كلاهما المنزل لكن نانا بقيت على نفس الحال شعرها يتدلى على وجهها بحيث لا يتمكن أحد من رؤية ملامحها
-يونجاي(بقلق) :نونا...هل أنتِ بخير؟ ماذا حصل؟
-نانا(ببرود) :حصل شيء مرعب
-يونجاي(بقلق) :تكلمي...هل اقتحم أحد البيت؟ هل سرق أي شيء مهم؟
-نانا(ببرود) :لا
-يونجاي(بقلق) :ماذا إذًا؟
-نانا(ببرود) :إنه مرعب

استدارت نحوه ورفعت رأسها
-نانا(بخجل) :لقد نمى لي شارب

حدق بها للحظات ثم ضرب وجهه بيده
-يونجاي:شارب! مجرد شارب! ظننت أن مكروها أصابك
-نانا(بخجل) :لكنه شارب...أنا امرأة...لا يجب أن ينمو لي شارب...هذا خطأ

حاول أن ينظر تحت أنفها ويدقق ولكنه لم يرى أي شيء
-يونجاي:وأين هو؟
-نانا:ألا تراه؟ إنه موجود...سيسخر الجميع مني الآن
-يونجاي:أنا حقا لا أرى أي شيء
-نانا:أمعن النظر عن قرب

اقترب منها وبصعوبة تمكن من رؤية عدة شعرات ظهرت تحت أنفها...لكن ما لفت انتباهه أكثر هو شفتيها اللتين كانتا قريبتين من وجهه بدرجة كبيرة لذا تراجع للخلف
-يونجاي:بالكاد يمكنني رؤيتها بالعين المجردة
-نانا(بخجل) :هذا بالنسبة لك...لكن ماذا عن الناس الآخرين؟ هناك من يلاحظ أبسط الأمور...ماذا عن صديقاتي؟ ماذا سيقلن إن عرفن أنني حصلت على شارب؟
-يونجاي:على فكرة...يمكنكِ حلاقته ببساطة
-نانا(بقلق) :حلاقة! أليست الحلاقة أمرا يفعله الرجال؟ إنه محرج للغاية...لا أريد أن أفعلها كل أسبوع مثل الرجال

بدت مضطربة جدا وصارت تحوم من مكان لمكان بتوتر لذا حاول مواساتها بأي طريقة
-يونجاي:لا تحزني...أنا ليست لدي لحية ولكنني بخير...فقط اعتبريها فرصة لتجربة شيء جديد
-نانا:حقا لا تملك لحية!
-يونجاي(بتوتر) :الحقيقة...لحيتي لم تنمو بعد ههه...هذا مضحك...أنا في التاسعة عشرة ولكنني بدون لحية
-نانا(بحزن) :رائع! أنا امرأة ونمت لي وأنت شاب لم تنمو لك! رائع حقا

جلست في غرفة المعيشة مطأطئة رأسها بإحباط ويونجاي بجانبها
-يونجاي:نونا...لا تحزني أرجوكِ...لا بد من حل ما
-نانا:سأزور طبيب
-يونجاي:لأجل سبب تافه كهذا؟
-نانا:وما الحل برأيك؟
-يونجاي:ربما يمكننا أن نتفقد الإنترنت...أفعل ذلك دائما قبل أن أضخم الأمور وأستشير الأطباء
-نانا:فكرة ممتازة...لا بد أن هناك كثيرين عبر النت يعانون من نفس مشكلتي

أخرج هاتفه من جيبه وفتح محرك غوغل وأول ما ظهر له على القائمة هو آخر بحث أجراه بعنوان "لماذا أعطس كلما رأيت الفتاة التي أحبها" وقبل أن تقرأ نانا المكتوب سحب هاتفه بسرعة وخبأه خلفه
-نانا:ماذا؟!
-يونجاي(بتوتر) :الحقيقة...ليس لدي إنترنت على الشريحة
-نانا:استخدم النت التي لدي...سأعطيك الرقم السري
-يونجاي(بتوتر) :لا لا لا حقا لا يهم
-نانا:ماذا تقصد بلا يهم؟ ألا تريد مساعدتي على إيجاد حل؟
-يونجاي(بتوتر) :استخدمي هاتفك...ما رأيك؟
-نانا:أووه حسنا...لكن لماذا وجهك أحمر؟

لم يستطع تحمل كمية الإحراج لذا ودعها وركض خارجا
-يونجاي(بتوتر) :تذكرت أمرا طارئا...أراكِ غدا

بعد أن عاد لمنزله أحكم إغلاق الباب على نفسه وارتمى في سريره متقلبا على وجهه
-يونجاي(بخجل) :كم هذا محرج! إن أكملت التصرف هكذا فستكتشف أمري قريبا

كان يوم الغد يوم عطلة لذا خرج يونجاي للحي متوجها للسوق وأثناء طريقه رأى نانا ترتدي ملابس رياضية وتركض
-نانا:مساء الخير يونجاي

شعر بالخجل مما حصل أمس لذا حاول أن يبدو طبيعيا ولا يفضح نفسه
-يونجاي:مساء الخير
-نانا:إلى أين؟
-يونجاي:طلبت مني أمي إحضار عدة حاجيات من المركز التجاري
-نانا:تذكرت...أنا أيضا لم أتناول طعاما صحيا منذ زمن لذا ربما يجدر بي الذهاب معك فورا

نظر نحو منزله فرأى أمه عبر النافذة تحدق بهما
-يونجاي:إنها أمي...الحقي بي

أسرع بالسير أولا وعندما ابتعد عن الحي لحقت به نانا
-نانا:ما الأمر؟ والدتك لا تريدك أن تحدثني؟
-يونجاي:اعذريها...لقد صدقت كلام أخي الخبيث
-نانا:مممممم من حقها...لو كنت مكانها لصدقت ابني أولا
-يونجاي:لكنني لن أتوقف عن مقابلتك...أعدك

ابتسمت وضربته على ظهره بلطف
-نانا(بابتسامة) :لماذا أنت رائع هكذا؟

شعر بالخجل فأحنى رأسه وأكمل سيره مسرعا
-نانا:ههههه انتظرني

وصلا للمركز التجاري وقاما بالتجول عبر الرفوف واختيار ما يحتاجانه...وعندما وصلا لركن حفلات الميلاد توقفت نانا وحدقت بالشموع الملونة على شكل أرقام
-نانا:تذكرت...بعد غد عيد ميلادي السادس والعشرون
-يونجاي:حقا؟
-نانا(بحزن) :أنا أتقدم في العمر كثيرا...ورغم ذلك مازلت وحيدة ويائسة...ماذا أفعل؟ لو كنت مكاني ماذا ستفعل؟
-يونجاي:الحقيقة...لست قلقا بشأن الارتباط
-نانا:أنا بلى...في مجتمعنا...المرأة تنقص جاذبيتها مع تقدم العمر ومع الوقت لن يرغب أحد بها
-يونجاي:بالنسبة لي النساء الناضجات أفضل

فجأة أدرك أنه قال كلاما لا لازمة له لذا شعر بأنها ستخاصمه...في البداية التفتت نحوه وبدت متأثرة ولكنها ابتسمت
-نانا:أخي الصغير...أنت دائما ترفع معنوياتي بنكتك اللطيفة...شكرا جزيلا

بعدها أكملت سيرها تاركة إياه خلفها في حيرة من أمره
-يونجاي(يفكر) :جميع الناس من حولي لاحظوا أنني واقع في الحب فلماذا هي لم تلاحظ ذلك؟ حتى حين لمحت لها قبل قليل بدت كما لو أن كلامي كلام عادي وتسمعه مني كل يوم...ترى هل هي غبية أم أنها تتظاهر؟

سارت نانا حتى وصلت نحو العربات التي يتم وضع المشتريات فيها والتي تسير بعجلات فخطرت على بالها فكرة
-نانا:يونجاي...هل تلعب؟
-يونجاي:ألعب ماذا؟
-نانا:لعبة العربة المتحركة
-يونجاي:ها! وكيف يلعبونها؟

صعدت في العربة وقام بدفعها بقوة وانطلقا بين أروقة المجمع التجاري يصرخان ويضحكان وكادا أن يصطدما بالزبائن أكثر من مرة

كانت نانا ترفع يديها في السماء وتصرخ كما لو أنها في مدينة الملاهي وحتى يونجاي شعر لأول مرة أن هذه الألعاب الصبيانية ممتعة قليلا خاصة حين تكون مع أقرب إنسانة لقلبه

لم تستمر متعتهما كثيرا ففي آخر لحظة رأيا أمامهما مجموعة من علب الأناناس المعلب موضوعة في وسط الرواق وللأسف تأخر يونجاي في إيقاف العربة فاصطدما بها وأوقعاها كلها وكعقاب لهما أجبرهما الموظف على إعادتها لمكانها

بينما يجمعان العلب ويرتبانها فوق بعضها نظرت نحوه وانفجرت من الضحك
-نانا:ههههههه أنت دائما واقع في المشاكل بسببي...كيف بإمكاني رد الدين لك لأنك تشاركني كل همومي؟
-يونجاي:كل ما أريده هو رؤيتكِ سعيدة
-نانا(بابتسامة) :أنا سعيدة للغاية...ربما تأتيني أوقات أشعر فيها بالوحدة والحزن والألم...ولكن هناك أخرى أيضا تجعلني أبتسم غصبا عني...وأنت من هذه اللحظات...يا أخي الصغير

بفضل كلماتها اللطيفة تلك عرف أنه سند ودافع لأحدهم ليتمسك بالحياة...ربما لم يكن سابقا يهتم لمساعدة الناس ومشاعرهم ولكنه الآن عرف أن زرع البسمة على شفاه إنسان قد يعود علينا بالمثل أيضا

مر يوم الغد بشكل طبيعي لكن في نهاية اليوم قرر يونجاي بعد الخروج من الثانوية أن يذهب ويشتري هدية لنانا بمناسبة عيد ميلادها الذي هو في الغد

بينما يسير في المجمع التجاري كان يبحث عن هدية يشتريها لكن أغلب الهدايا تبدو طفولية إلى أن وصل إلى متجر للعطور
-يونجاي(يفكر) :أتوقع أنه هدية مناسبة...النساء يحببن هذه الأشياء كثيرا

اشترى زجاجة عطر وبمجرد أن خرج من باب المتجر رأى تشاو يقف على مقربة منه
-تشاو:يونجاي! ماذا تفعل هنا؟

حاول يونجاي أن يبدو طبيعيا وخبأ الكيس خلفه
-يونجاي:لا شيء...أتجول فحسب
-تشاو:عطر نسائي!
-يونجاي(بتوتر) :عن أي عطر نسائي تتحدث!
-تشاو:الذي تحمله...هل لديك حبيبة؟
-يونجاي(بتوتر) :لا أبدا...من قال أنه نسائي؟
-تشاو:اسم الماركة الموجود على الكيس يثبت ذلك...تكلم...هل هو لحبيبتك؟

سرق تشاو الكيس الذي فيه العطر وأخذ نفسا منه
-تشاو:واو! رائحة مذهلة...حبيبتك ستكون مسرورة
-يونجاي(بتوتر) :أبدا...إنه لوالدتي...اليوم عيد ميلادها وأريد أن أفاجئها
-تشاو:آاااا فهمت...ماذا عن السي دي الذي أعطيتك إياه؟ متى ستعيده لي؟
-يونجاي:أووبس...نسيته مجددا
-تشاو:أحتاجه اليوم...لا يهمني أمرك...أحضره فورا
-يونجاي:رافقني للمنزل وسأعطيك إياه

أخذه لمنزله وأعطاه السي دي وقبل أن يغادر قام بتحية والدته
-تشاو:طاب يومكِ آجوما
-الأم:لماذا لا تبقى على العشاء؟ نادرا ما يزورنا رفاق يونجاي ومجيئك اليوم أسعدني
-تشاو:أتمنى ذلك...لكن بما أنه عيد ميلادكِ فعليكِ قضاؤه مع عائلتك...لن أزعجكم...وعيد ميلاد سعيدا
-الأم:لكنه ليس عيد ميلادي
-تشاو:لكن يونجاي قال...

أسرع يونجاي بإغلاق فمه ودفعه خارج المنزل
-يونجاي:بما أنك حصلت على السي دي الخاص بك فما رأيك أن تغادر؟
-تشاو(بخبث) :عيد ميلاد أمك ها؟ عرفت أنها كذبة...ذلك العطر لفتاة ما ولا تريد الاعتراف...يبدو أنك واقع في الحب بجنون
-يونجاي(بخجل) :لا لا...ما من شيء مما تظنه
-تشاو:كما تريد...لا تعترف...لكنني سأفضحك وأعرف من هي بطريقتي الخاصة

ابتسم بخبث ثم غادر مما جعل يونجاي يشعر بالقلق منه فمن المحرج أن يكتشف أنه معجب بشابة أكبر منه بست سنوات

في يوم الغد وصل تشاو للثانوية وأول ما فعله هو الوقوف في وسط الرواق ومراقبة الذاهب والآتي
-تشاو(يفكر) :حان وقت التحريات...ترى من هي الفتاة التي أهداها يونجاي زجاجة عطر كتلك؟ من تكون يا ترى؟ هل هي...

نظر نحو خزانة يونجاي فرأى هذا الأخير يخرج كتبه منها وعلى بعد خطوات منه تقف سيلا والتي تحاول الكلام معه ولكنها تشعر بالخجل
-سيلا(بخجل) :يونجاي...مرحبا
-يونجاي:أهلا
-سيلا(بخجل) :الحقيقة...أردت أن أسألك...هل لديك أي مواعيد اليوم؟ أعني بعد الخروج من الثانوية
-يونجاي:آه...بلى
-سيلا(بإحباط) :هذا مؤسف...لقد أردت أن...نخرج معا...ونتعرف على بعضنا أكثر

لم يعرف كيف يرفضها فأي شيء يفعله ويقوله سيجرح مشاعرها لذا بقي مترددا يفكر فيما سيقوله

كان تشاو ما يزال يراقبهما من بعيد ورأى كم كان مترددا وقلقا
-تشاو(يفكر) :هل يعقل أنها حبيبته ولكنه يخفي الأمر عنا؟! هذا واضح من طريقته في الكلام...حان وقت الاكتشاف بنفسي

أسرع نحو سيلا ثم قرب أنفه من رقبتها وبقي يشم العطر الذي تضعه وبالمقابل انصدمت الأخرى وأعطته صفعة قوية على وجهه
-سيلا(بغضب) :وقح

غادرت غاضبة وتركت تشاو يمسك وجهه من قوة الصفعة بينما يونجاي ينظر له
-يونجاي:تستحق ذلك
-تشاو(بانزعاج) :شكرا لصراحتك

ذهب يونجاي للصف رفقة تشاو فوجدا جيسو تقوم بوضع أحمر شفاه
-تشاو(يفكر) :جيسو أيضا من المحتمل أنها تواعد يونجاي خفية عني وكلاهما لا يريدان الاعتراف...يجب أن أتأكد

اقترب من جيسو واضعا أنفه على رقبتها ليشم العطر الذي تضعه وبالطبع لم يعجبها ذلك فضربته بأحمر الشفاه نحو وجهه حتى تحول شكله لشكل الجوكر
-جيسو(بغضب) :كررها مجددا وسترى
-يونجاي:هههه أنت لا تتعلم من أخطائك أبدا تشاو
-تشاو(بتجهم) :تبا!

في المساء تم تعليق نتائج الامتحانات فذهب الجميع لرؤيتها وكالعادة كان اسم يونجاي في أول القائمة أما جيسو وتشاو فحصلا على علامات لا بأس بها
-تشاو:مبارك لك يونجاي
-جيسو:تستحق
-يونجاي:ههه شكرا لكما

كانت إحدى زميلاتهم في الصف تدعى سويونغ واقفة بجانبهم وأرادت أن تهنئ يونجاي
-سويونغ:يونجاي...مبارك لك...لقد كانت المنافسة بيني وبينك قوية هذا العام لكنك تفوقت علي بجدارة
-يونجاي:هه ابذلي جهدك الفصل القادم وتجاوزيني
-سويونغ:سأفعل هههه
-تشاو(يفكر) :ترى هل هي الفتاة التي أعطاها العطر!؟ علي أن أتأكد

للمرة الثالثة تقدم تشاو من سويونغ وقام بشم رائحة رقبتها وكرد فعل منها تراجعت للخلف وضربته بقبضتها إلى أسنانه حتى صارت لثته تنزف
-يونجاي(بإحباط) :تشه...أنت لا تتغير أبدا تشاو

بينما يسير ثلاثتهم عائدين للبيت قاطعهم كويلي أمام بوابة الثانوية
-كويلي(بحدة) :يونجاي
-يونجاي:نعم؟
-كويلي(بحدة) :حصلت على أعلى علامة في الصف...هل أنت راضٍ الآن؟
-يونجاي:كثيرا
-كويلي(بحدة) :يالك من مستفز...تتفاخر لأنك حصلت على علامات أفضل مني؟

تذكر يونجاي أنه عيد ميلاد نانا وعليه المغادرة فورا ليغلف الهدية ويشتري الكعكة
-يونجاي:أراك لاحقا...كويلي

ركض بسرعة تاركا خلفه الجميع مما جعل كويلي يغضب أكثر
-كويلي(بغضب) :انتظر فقط حتى أمسك بك



عدل سابقا من قبل بثينة علي في السبت فبراير 18, 2023 7:05 pm عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1234
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة فَجْوَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة فَجْوَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة فَجْوَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الإثنين مايو 09, 2022 2:52 pm

رواية فجوة : الفصل السابع



بينما نانا في عملها نادتها موظفة الاستقبال
-الموظفة:نانا...شخص يدعى "كيم دايكوك" يريدك

قطبت نانا حاجبيها وكانت ستمزق الأوراق التي بيدها من شدة الغضب
-نانا:أخبريه أنني لست هنا...قولي أنه تم تسريحي باكرا
-الموظفة:للأسف...أخبرته بالفعل أنكِ هنا

كادت نانا أن تنتف شعرها ولكن في النهاية هدأت وتنفست بعمق مهدئة نفسها ثم نزلت لمقابلته أمام البوابة
-نانا:أووو دايكوك! يالها من مفاجأة! لم أتوقع أن تزورني مجددا هنا
-دايكوك:ههه أنتِ خطيبتي وعلي ذلك
-نانا:بخصوص ذلك...ألم نتفق على إنهاء الأمر؟
-دايكوك:أعلم...لكن اليوم عيد ميلادك...وأبي طلب مني إحضارك للمنزل لكي نحتفل بك
-نانا:لماذا يصر والدك على هذا الزواج لتلك الدرجة؟ هل هناك شيء لا نعرفه كلانا؟
-دايكوك:لا أعلم
-نانا:دعنا فقط نغلق الموضوع ولنتظاهر أنه ما من شيء حصل
-دايكوك:لكن والدي...
-نانا(تقاطعه) :لست بحاجة لتنفيذ كل ما يقوله...أخبره أنك لم تجدني
-دايكوك:لكنه...مريض

شعرت بالذنب من أن يصاب السيد كيم بنوبة ارتفاع ضغط دم مجددا لذا استسلمت
-نانا:حسنا...خمس دقائق وينتهي دوامي ونذهب معا

بينما نانا واقعة في ذلك المأزق ذهب يونجاي لمتجر الحلويات واشترى لها كعكة عيد ميلاد صغيرة ثم وضعها في غرفته مع الهدية وبقي ينظر عبر النافذة منتظرا أن تعود لكي يذهب لمنزلها ويحتفل معها...لكن هذه المرة...لم تعد في الوقت الذي يفترض أن تعود فيه

بينما ينتظر ذهبت نانا مع دايكوك لمنزله وبمجرد أن دخلت عبر الحديقة رأت المنزل الفاخر الذي لديه وكمية الأموال التي ينفقها على حديقته حتى أن الخادمات استقبلاهما وأدخلاهما لحيث ينتظر والده
-سيد كيم:آنسة نانا...مرحبا بك
-نانا:أشكرك...إنها أول مرة أرى منزلكم لذا أنا مندهشة
-سيد كيم:ههههه هل أعجبك؟
-نانا:نعم...جميل وراقٍ جدا
-سيد كيم:تفضلي أرجوكِ

جلست على المائدة المليئة بأشهى أنواع الأطعمة فكاد يسيل لعابها
-سيد كيم:لا نعرف ما طعامك المفضل لذا طلبت من الخادمات تحضير كل ما يمكن...هناك لحوم وحساء وخضروات ومقبلات وفواكه ووجبات خفيفة ومأكولات بحرية

نظرت من حولها فلم تجد أحدا على الطاولة إلا هي ودايكوك ووالده
-نانا:هل سنأكل وحدنا؟
-سيد كيم:سنأكل فقط ما نريده ونرمي الباقي
-نانا:هذا إهدار للطعام
-دايكوك(بهمس) :فقط افعلي ما يطلبه
-نانا(بهمس) :آه...حسنا

بدأت نانا الأكل ولأنها تشعر بالخجل من تواجدها وسط رجلين فقد كانت تأكل بهدوء وتروٍ...لكن بينما تحمل الشوكة نظر السيد كيم ليدها
-سيد كيم:أين خاتم الخطبة؟
-نانا:آه...ذاك الخاتم...لقد نسيته
-سيد كيم:كيف تنسين شيئا مهما كهذا! عليك ارتداؤه دائما لكي يدرك الشباب أنكِ مخطوبة ولا يحاولوا التقرب منك
-نانا:لا تقلق بشأن ذلك...لست بتلك الجاذبية
-سيد كيم:لكن رغم ذلك عليكِ ارتداؤه
-نانا:ربما المرة المقبلة

ابتسمت له بتكلف ثم واصلت الأكل وبعد الانتهاء أخذت الخادمات الطعام المتبقي والأطباق ونظفن الطاولة ووضعن الكعكة والشموع والهدايا
-نانا:واو! هذا حقا احتفال ضخم! لم يكن عليكما ذلك
-سيد كيم:كنَّتي تستحق أكثر من ذلك
-نانا:أشكرك

بقي يونجاي ينتظر ويراقب النافذة ولكن في كل مرة يرى فيها منزل نانا يجد الأضواء مطفأة...وبعد أن تأخر الوقت وكاد ينام سمع صوت سيارة تتوقف في الحي وأسرع لنافذته فرأى نانا وهي تنزل من سيارة دايكوك ثم توقفا ليودعا بعضهما

انصدم مما رآه وشعر بالخيبة خاصة وأنه ينتظرها منذ ساعات ليحتفل معها بعيد ميلادها لكن في النهاية هي كانت برفقة الشاب المدعو "دايكوك"

أسدل ستائر نافذته وعاد للنوم في سريره محاولا تناسي موضوع عيد الميلاد والهدية وأغمض عينيه

بعد لحظات سمع صوت رسالة واردة على هاتفه ففتحها بتكاسل وانصدم حين قرأ اسم نانا وهي تقول له "إن لم تنم فلنلتقي الآن عند مدخل الحي"

ابتسم ثم حمل الكعكة والهدية كما أخرج الخاتم الذي كان مخبئا تحت ملابسه والذي أعطته له نانا ثم تسلسل خارج المنزل وذهب إليها

كانت نانا تنتظر عند مدخل الحي بينما تجلس عند إحدى الأشجار وتحدق بالنجوم
-نانا:آسفة حقا لإزعاجك في هذا الوقت...لا بد أنك كنت على وشك النوم
-يونجاي:أبدا...كنت مستيقظا أدرس
-نانا:بالحديث عن الدروس...سمعت أن اليوم هو موعد النتائج
-يونجاي:بلى...لقد حللت في المرتبة الأولى
-نانا:إنها أخبار مذهلة! لهذا تحمل الكعك في يدك؟
-يونجاي:آه...لا...هذا لكِ أنتِ...بمناسبة عيد ميلادك
-نانا:تذكرت عيد ميلادي!
-يونجاي:طبعا...أنتِ قلتِ أنكِ تكرهين عيد ميلادك لذا أردت أن أحاول جعله جيدا...نوعا ما

قدم لها الكعكة والهدية فأمسكتهما وابتسمت بسعادة
-نانا:هذه حقا...أجمل هدية حصلت عليها...لكن هلاَّ أسديت لي معروفا؟
-يونجاي:طبعا
-نانا:غني لي أغنية عيد الميلاد
-يونجاي(بانزعاج) :هذا سخيف...لن أفعل
-نانا:من فضلك يونجاي
-يونجاي(بانزعاج) :لا...أبدا
-نانا:هههههه أنت رائع...انظر لوجهك حين تنزعج

جلسا يتناولان الكعك على جانب الرصيف وكان ينظر إليها من حين لآخر وكم كانت لطيفة وهي تبتسم
-يونجاي:إذًا...كيف كان يوم ميلادك؟
-نانا(بحزن) :لا بأس به...ذهبت اليوم لمنزل دايكوك واحتفلت معه ومع والده...لكنني شعرت بالغرابة...ليست هذه حفلة عيد الميلاد التي أريدها

شعر بالاستياء نوعا ما ولكنه حاول التصرف باعتيادية
-يونجاي:هذا رائع...لديكِ الكثير من الناس يتذكرون عيد ميلادك ويحتفلون معك
-نانا(بحزن) :لكن ليس هذا ما أريده...أريد فقط أن أفعل ما أريده دون أن أخاف من جرح مشاعر الناس
-يونجاي:لماذا برأيكِ تصر تلك العائلة عليك؟
-نانا:لأنه عهد بين والدي وصديقه السيد كيم أولا...ولأنهم يعرفونني ويعلمون أنني فتاة رائعة ومهذبة وأنفع أن أكون من عائلتهم ثانيا
-يونجاي:إذًا فهم يرون فيكِ مواصفات المرأة المثالية؟
-نونا:نوعا ما...أقصد بلى...هذا ما يظنونه...لكنني لست كذلك...أنا امرأة فاسدة
-يونجاي:لا تكذبي على نفسك...أنا أعرفك...وأعرف كم أنكِ مهذبة وطيبة...لو لم تكوني كذلك لما استمرت صداقتي بكِ كل هذه المدة
-نانا(بابتسامة) :شكرا يونجاي
-يونجاي:راودتني فكرة...لكن لا أعلم إن كانت ستعجبك...بما أنهم يظنونك الفتاة المثالية المناسبة لهم فلماذا لا تكسرين ظنهم...أعني مَثلي بأنكِ لستِ كما يظنونك...وهكذا حلت المشكلة

فتحت نانا فمها من الصدمة للحظات ثم وضعت يديها على كتفي يونجاي وهزته
-نانا(بصراخ) :آااااه...هذه فكرة مذهلة...أين كنت تخبؤها طوال هذا الوقت؟
-يونجاي:حقا؟!
-نانا(بصراخ) :أود أن أعانقك...تعال
-يونجاي(بخجل) :لا لا لا...من فضلك لا تفعلي

هرب منها ولكنها لحقت به وحاولت عناقه ورغم أنه يريد ذلك لكنه شعر بالخجل والتوتر...في النهاية أعطاها خاتم الخطبة الذي كان بحوزته وقام بتشجيعها
-يونجاي:فايتينغ نونا...يمكنكِ فعلها
-نانا(بحماس) :أجل...انتظرني غدا وسأحضر لك أخبارا سارة

عاد يونجاي للمنزل متسللا على أطراف أصابعه ولكن أمه ظهرت أمامه في الظلام
-الأم:أين كنت في هذا الوقت؟
-يونجاي(بتوتر) :ههه كنت...كنت...هنا فقط أتمشى في الشارع
-الأم:هل خرجت لتدخن؟
-يونجاي(بتوتر) :لا أبدا...تعرفين أنني أكره التدخين والكحول وكل الأمور الغير صحية
-الأم:صرت مؤخرا تتصرف تصرفات غريبة!
-يونجاي(بتوتر) :حقا! إن كان خروجي من المنزل في هذا الوقت يزعجك فلن أخرج مجددا

بينما يتحدثان دخل يونو المنزل وهو ثمل
-يونو(بثمالة) :لقد عدت
-الأم:هل ثملت مجددا؟
-يونو(بثمالة) :يجب ذلك...أشعر بمزاج جيد اليوم
-الأم:اذهب للنوم فقط...سنتكلم غدا
-يونو(بثمالة) :وكأنني رأيت يونجاي قبل قليل يكلم تلك الجارة الوقحة التي عضتني من أذني

ما هي إلا لحظات حتى استدارت الأم نحو يونجاي ورمقته بنظرة مرعبة جعلته يبتلع ريقه
-يونجاي(بتوتر) :سأشرح لك
-الأم:لا أعتقد أن لديك ما تقوله
-يونجاي(بتوتر) :فقط استمعي إلي

ذهبت لغرفتها متجاهلة إياه فلحق بها وأغلق الباب خلفه
-يونجاي:أمي...لا تغضبي مني...أنا لم أقصد مخالفة أوامرك لكن نانا ليست كما تظنينها
-الأم:وكيف هي إذًا؟
-يونجاي:إنها فتاة رائعة وطيبة وقد فهمتِها بشكل خاطئ
-الأم:ما الذي فعلته لك حتى انقلبت علي؟
-يونجاي:صدقيني لم تفعل لي شيئا...تقربت منها وعرفت أي نوع من الناس تكون...أنتِ فقط تظلمينها
-الأم:افهم أنك تجرحني بتصرفك هذا...والآن أنا متعبة...دعني أنام
-يونجاي(بحزن) :كما تريدين

بعد أن عاد يونجاي لغرفته شعر بالذنب...لقد كانت والدته تريد إيصال رسالة غير مباشرة له بأن عليه الاختيار بينها وبين نانا لذا زاده الوضع حيرة

في الغد ذهبت نانا لمنزل دايكوك دون إخباره في الصباح الباكر وعندما سمع هو ووالده خبر قدومها شعرا بالسعادة

دخلت غرفة الأكل فوجدتهما يتناولان فطورهما
-سيد كيم:الجو باكر جدا
-نانا:بلى...أردت فقط أن أتحرى بعض الأمور التي جعلتني مستيقظة طوال الليل من الحماس
-سيد كيم:مثل ماذا؟
-نانا:أنتما ثريان صحيح؟
-سيد كيم:بلى
-نانا:لنفترض أنني تزوجت دايكوك...كم سآخذ من ثروته؟

نظر كل من دايكوك ووالده لبعضهما باستغراب
-دايكوك:النصف
-نانا(بحماس) :حقا! إذًا إن تزوجتك فسأرتاح من وضع الفقر المخزي الذي أنا فيه؟

صار السيد كيم يتبادل النظرات مع دايكوك وكلٌ منهما يبدو قلقا
-نانا:مهلا...عندي سؤال آخر...إن مات دايكوك فهل سأحصل على كل ثروته
-دايكوك(بتوتر) :لماذا تتحدثين عن الموت هكذا؟
-نانا:مهلا! حتى السيد كيم عجوز وسيموت عما قريب...أيعني هذا أنني سأحصل على ثروته وثروتك؟

فتح السيد كيم فمه من الصدمة ولكنه ظل صامتا وترك الكلام لدايكوك
-دايكوك(بتوتر) :عزيزتي...اهدئي...لماذا تتكلمين عن الموت الآن؟ هذا المزاح ثقيل ولا يعجبني
-نانا:لست أمزح...ههههه أقصد نعم...أنا أمزح...لست مجنونة لأتمنى لكما الموت لأجل الحصول على ثروتكما...هناك نساء كثيرات حول العالم يفعلنها لكنني لست بذلك السوء هههههههه
-دايكوك:هل تناولتِ الفطور؟
-نانا:لا...كنت عند صانع الوشوم

رفعت كم ذراعها وأرته وشما مزيفا ولكنها تريد إقناعه أنه حقيقي وأنها فتاة فاسقة
-نانا:انظر...أليس جميلا؟
-دايكوك(بتوتر) :عزيزتي...يكفي من فضلك
-نانا:مهلا...هناك واحد أيضا في مكان خاص...أتريد أن أريك إياه؟
-دايكوك(بصدمة) :سمحتِ لأحدهم...أن يرى...جسدك؟!
-نانا:هههههههه كم أنت سخيف دايكوك...طبعا يجب علي أن أكشف عن جسدي أمام صانع الوشوم لكي يضع لي وشما وإلا فكيف سيضعه؟ فوق الملابس؟ ههههه

لم يستطع دايكوك إخفاء صدمته أكثر هو ووالده وقبل أن يطرداها من المنزل رن هاتفها فاستدارت للخلف وردت بينما تتظاهر بالهمس
-نانا(بهمس) :نعم حبيبي؟ لا تتصل بي الآن...أعلم أنك لا تستطيع الصبر لكن من فضلك اصبر قليلا فأنا على وشك خداع مجموعة من الأثرياء والحصول على ثروتهم وبعدها نتزوج ونعيش الرفاهية على ظهرهم

بعد أن أغلقت الخط استدارت نحو دايكوك ووالده اللذان ما يزالان مصدومين
-نانا(بابتسامة) :إذًا...متى ستموتان؟ أقصد...متى الزفاف؟

ذهب يونجاي للثانوية وبينما يتناول طعامه في الكافيتيريا بمفرده كان يفكر بنانا ووالدته وما هي الطريقة التي تجعله ينهي الموضوع دون أن يجرح أيا منهما

قاطع حبل أفكاره تشاو وجيسو وهما يجلسان معه
-تشاو:ما الأمر يونجاي؟ لماذا لم تنتظرنا لنأتي معا؟
-يونجاي:كنت جائعا لذا سبقتكما
-جيسو:أخبرني...هل حاولت سيلا التقرب منك مؤخرا؟
-يونجاي:لا...ربما ملت
-جيسو:تلك العلكة لن تمل لذا لا تفرح كثيرا
-تشاو(بخبث) :حتى لو لم تمل فهناك من سيمسح الأرض بها حتى تمل...لا تخف يونجاي فالمعجبات من حولك كثيرات

نظر تشاو نحو جيسو فوجدها تستشيط من الغضب
-يونجاي:أنهيت طعامي...أراكما في الصف

حمل طبقه وسار عدة خطوات لكنه سمع صوت شيء ما ارتطم خلفه لذا استدار فلم يجد سوى جيسو تلوح له فهز كتفيه وغادر...وبعد أن خرج تبين أن جيسو قامت بضرب تشاو بطبقها المعدني حتى ظهرت نتوءة من رأسه
-تشاو(بألم) :يوما ما ستكسرين جمجمتي
-جيسو(بحدة) :إذًا اعرف كيف تروض لسانك
-تشاو(بألم) :حقا أنتِ لا تتقبلين المزاح
-جيسو:الآن فقط عرفت ذلك؟

بينما نانا في عملها لم يتوقف هاتفها عن الرنين نهائيا مما أزعجها وجعلها ترد غصبا عنها
-سيدة آهن(بغضب) :أيتها الابنة العاقة المزعجة...ألم أخبركِ أن تتزوجيه؟ لماذا فعلتِ ذلك؟ لماذا قمتِ بتشويه سمعتنا وجعلتِ عائلة السيد كيم تظن أننا لم نحسن تربيتك...هل أعجبكِ ما فعلته؟ على الأقل فليكن لديكِ حس بالمسؤولية وقدري جهدنا وتعبنا طوال هذه الأيام في تربيتك...أيتها الوقحة المدللة...سآتي اليوم لمنزلك وأجعلك تدفعين الثمن غاليا...أتظنين أنني لن أضربك؟ بلى سأضربك بل وسأبرحكِ ضربا حتى تفقدي الإحساس بجسدك

كانت نانا تضع الهاتف على أذنها وتستمع فحسب ولم تتمكن من قول أي شيء
-سيدة آهن(بغضب) :جديا هل كان عليكِ فعل ذلك؟ فقط قولي أنكِ لا تريدين الزواج منه وسنحل الموقف من دون أن تلجئي للطرق الوسخة
-نانا:ولكنني قلتها مليون...
-سيدة آهن(بغضب) :ليس قرارك...كل ما أردته هو رؤيتكِ سعيدة...أتعلمين كم ستعانين لو تزوجتِ شخصا فقيرا في زمننا هذا؟ سيأكلك الدود...نعم سيأكلكِ الدود أيتها الحثالة
-نانا:أمي...هذا يكفي...سأقطع الخط
-سيدة آهن(بغضب) :إياك و...

لم تكمل الكلام حتى أغلقت الخط
-نانا(تفكر) :مشكلة جديدة

وقبل أن تفكر في العودة لمقعدها حتى رن هاتفها يعلن عن اتصال من أبيها
-نانا(تفكر) :رائع...سأحصل على المزيد من الشتائم لليوم

في المساء أنهى يونجاي حصصه الدراسية وسلك الطريق نحو المجمع التجاري لأن والدته طلبت منه شراء مكونات الكيميتشي...وعندما وصل رأى عربة التسوق وتذكر نانا فابتسم
-يونجاي(يفكر) :غريبة تلك الفتاة! حقا غريبة!

أمسك العربة ثم نظر أمامه فرأى أروقة المجمع شبه فارغة وابتسم...بعدها دفع نفسه بالعربة وانطلق بأقصى سرعة له وهو يتخيل أنه برفقة نانا...بمرور الوقت شعر بتحسن وزالت عنه الحيرة لكن واجهته امرأة تقف في وسط الرواق فاصطدم بها ووقعت أغراصها وأغراضه وانتشرت في كل مكان
-يونجاي:أعتذر...إنه خطئي...اعذريني أرجوكِ
-سيدة آهن:لا بأس

جمع الأغراض لها وساعدها في أخذها لطاولة البيع
-يونجاي:أعتذر مجددا
-سيدة آهن:لا بأس...أنا التي كنت أتحدث على الهاتف ولم أنتبه لك
-يونجاي:لكن ما يزال خطئي لأنني ألعب بالعربة في مكان فيه مشاة
-سيدة آهن:لن ألومك فلدي ابنة أكبر منك لكنها تلعب بالعربات

ابتسم حين عرف أنه لا يبدو غريب أطوار أمامها وشعر بالسعادة لاعترافها بكل صراحة أن ابنتها مجنونة مثله...لكنه لم يدرك أنها نفسها نانا التي يحبها

عاد يونجاي للمنزل وأعطى المشتريات لأمه ثم صعد لغرفته...نظر عبر النافذة فرأى أن إنارة منزل نانا مطفأة لذا فمن الواضح أنها ليست هناك...أصلا هذا ليس موعد عودتها لذا لا فائدة من أن يتوقع وجودها

في نهاية اليوم عادت نانا لمنزلها ومن شدة الضغط الذي واجهته ذلك اليوم والشتائم التي أكلتها من قبل والديها شعرت أنها غير مرتاحة لذا أرسلت رسالة ليونجاي

كان الأخير يرتب خزانته حين وصلته الرسالة وبدون وعي منه صار يرتجف...كان مكتوبا في الرسالة "كان يوما صعبا وأتوق لرؤيتك والفضفضة لك...تعال لمنزلي إن لم يكن لديك شيء"
-يونجاي(يفكر) :ماذا أفعل؟ هل أخبرها بأنني لن أتمكن من رؤيتها ومحادثتها مرة أخرى؟

لم يستطع المقاومة ورد عليها برسالة كتب فيها "لن أستطيع المجيء اليوم...آسف" ومع كل حرف يكتبه كان يرتجف

بعد لحظات ردت عليه "لا مشكلة...هلاَّ تحدثنا عبر مكالمة صوتية؟"...وبالطبع لأن يونجاي يحبها كثيرا ولا يرفض لها طلبا فقد رد عليها بـ "نعم"

بعد لحظات رن الهاتف فرد
-نانا:مساء الخير يونجاي...كيف كان يومك؟
-يونجاي:جيد...ماذا عنك؟
-نانا:الحقيقة...لم يكن جيدا...لهذا أردت محادثتك...أنت الوحيد الذي أستطيع أن أكلمه لساعات وأشعر بالراحة
-يونجاي:أشكرك...ماذا حصل؟

أخبرته بالقصة كاملة عن ما فعلته مع دايكوك ووالده وعن قرارهما بإنهاء الخطبة وإعادتها للخاتم لهما كما حدثته عن الشتائم التي تلقتها من والديها
-يونجاي:فعلتِ خيرا...أنتِ حرة الآن
-نانا:صحيح...انظر عبر نافذتك

وقف عند النافذة فرآها تلوح له من غرفة نومها
-نانا:هكذا أفضل...أشعر بأنك معي
-يونجاي:نونا...هناك أمر أود إخبارك به...والدتي عرفت بأمرنا حين خرجنا معا بالأمس وهي لا تريد مني محادثتكِ بعد الآن
-نانا:آه...توقعت ذلك...وما رأيك بالموضوع؟
-يونجاي:لا أعلم
-نانا:سأنصحك...عليك الاستماع لوالدتك فهي تعرف مصلحتك...لا يعني هذا أن نصير عدوين ولكن...أنا مع والدتك رغم أنها ظلمتني

صمت وهو يستمع لكلامها وشعر بالحزن يتخلله
-نانا:تصبح على خير...تشرفت بمعرفتك

بعدها أغلقت الخط ودخلت الغرفة...أما هو فقد وقف لدقائق على نفس الوضعية محاولا استيعاب ما يحصل...رغم أنه لم يخبرها بقراره لكنها اتخذت قرارا من عندها وتخلت عنه...ببساطة



عدل سابقا من قبل بثينة علي في الأحد فبراير 19, 2023 12:55 pm عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1234
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة فَجْوَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة فَجْوَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة فَجْوَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الإثنين مايو 09, 2022 3:17 pm

رواية فجوة : الفصل الثامن



استلقت نانا في فراشها لتنام وبمجرد أن أغمضت عينيها سمعت صوت أحدهم يطرق الباب بقوة
-نانا(بانزعاج) :عرفت من الطارق

فتحت الباب فهجمت عليها والدتها التي كادت تضربها لكن والدها أمسكها بسرعة
-سيدة آهن(بغضب) :اتركني عليها...سأعيد تربيتها من جديد...هذه الفتاة سببت لي الفضائح وإن لم أؤدبها بيدي فلن أرتاح
-سيد آهن:نانا...معكِ دقيقة واحدة للتبرير وإلا سأفلت أمك
-نانا:ليس لدي ما أقوله فأنتما تعلمان مبرري ولطالما طلبت منكما تناسي موضوع الخطبة ولكنكما أصريتما عليه
-سيدة آهن(بغضب) :وإلى متى سنتناساه؟ إلى أن تعنسي؟
-نانا:لو عنست فعلى الأقل سأعنس وأنا راضية عن نفسي
-سيدة آهن(بغضب) :أيتها الحقيرة...فقط دعيني أضع يداي عليك

أفلتت والدة نانا نفسها ثم هجمت عليها تشدها من شعرها وأذنيها والأخرى تصرخ وتستنجد...كان يونجاي يسمع كل شيء من منزله وشعر بالقلق عليها ولكن في النهاية تذكر أنها قررت مقاطعته للأبد

إنها إجازة الصيف التي تدوم 3 أشهر وتقسم السنة الدراسية نصفين...استغل يونجاي الفرصة للدراسة والتركيز على الامتحانات النهائية أكثر وطوال تلك الفترة لم يلتقي أو يتواصل مع نانا

في أحد الأيام كانت عائدة للمنزل وبمجرد أن دخلت الشارع رأت شخصا مألوفا يقف بجانب منزلها

سارت ببطء وساقيها ترتجفان إلى أن وصلت إليه فنظر كل منهما للآخر وشرد...كانت بالكاد تستطيع الوقوف فجسدها يرتجف وضربات قلبها مضطربة ونفسها يكاد ينقطع
-سونغ:نانا...مر زمن طويل
-نانا(ببرود) :كيف أساعدك؟
-سونغ:الحقيقة...لا شيء...فقط أردت رؤيتك
-نانا(ببرود) :كيف عرفت عنوان منزلي؟
-سونغ:سألت صديقتكِ سوران
-نانا(ببرود) :ألم يكن عليها أن تسألني أولا؟
-سونغ:أعلم...لكنني أعرف أنكِ لن توافقي على رؤيتي
-نانا(ببرود) :لماذا أتيت إذًا؟
-سونغ:للسؤال عنك...كيف حالك؟ كيف تقضين أيامك؟
-نانا(ببرود) :أشكرك حقا لكن علي الذهاب
-سونغ:مهلا...نانا...لقد فكرت في الموضوع وعرفت أنني مدين لكِ بشيء...لقد وعدتك بالزواج ولكنني لم أفي بوعدي لذا أنا هنا
-نانا(ببرود) :تقصد أنك تود التقدم لخطبتي؟
-سونغ:بلى...كان إهمالا مني أن أخلف وعدي...الرجال لا يخلفون بوعودهم...سأكون رجلا للنهاية وأنفذ وعدي لك
-نانا(ببرود) :فقط لهذا السبب؟
-سونغ:بلى...فقط لذلك
-نانا(ببرود) :أشكرك حقا لتذكري بعد هذه المدة ولكن لا أريد فتح الموضوع مجددا...لقد تم إغلاقه للأبد وانتهى
-سونغ:كما تريدين...تصبحين على خير

دخلت منزلها وأغلقت الباب خلفها دون أن تلاحظ أن يونجاي كان يراقب كل شيء عبر فتحة الستائر بنافذته...ورغم أنه ليس قريبا كفاية ليسمع ما كان يدور بينهما من حوار لكنه أدرك أنه موضوع معقد ومتوتر

بعد أيام من تلك الحادثة كان يدرس في غرفته فسمع صوت سيارة تتوقف في الحي وعندما ألقى نظرة رأى سيارة مركز العقارات
-يونجاي:مندوب العقارات لا يمكن أن يأتي بنفسه إلا إذا كان الموضوع مهما...ما الذي يجري؟

بقي يراقب فرأى نانا تقف مع مندوب العقارات وبعد أن تفاهما ركب سيارته وغادر وبسبب شعوره بعدم الراحة بقي يفكر في الموضوع

بعدها بأيام لاحظ شاحنة تتوقف أمام منزل نانا ومجموعة من الرجال ينقلون الآثاث ويضعونه فيها
-يونجاي(بصدمة) :ستنتقل!

خرج بسرعة للحي دون أن يلقي بالا لأن أمه ستراه وتوجه نحو منزلها فوجدها تقف عند الباب
-يونجاي:نونا...ماذا هناك؟
-نانا:أوه أهلا يونجاي...أنا أنقل أغراضي فحسب...سأنتقل
-يونجاي:لماذا!؟
-نانا:ماذا تعني بلماذا؟ هل يجب أن أبقى هنا للأبد؟
-يونجاي:ليس الأمر كذلك ولكن...ظننت أنكِ أحببتِ البقاء في هذا الحي
-نانا:أنا كثيرة التنقل...قبل أن أستقر هنا جربت أماكن كثيرة...إضافة لأنه ما من سبب يجعلني أبقى
-يونجاي:ماذا عني؟
-نانا:أنت! ألم تقرر أن تقطع علاقتك بي؟
-يونجاي:متى قطعتها؟ ألم تكوني أنتِ من أردتِ ذلك وأغلقتِ الخط في وجهي؟
-نانا:لكنك توافقني
-يونجاي:لا لم أوافقك...أعلم أنها والدتي ولكنكِ أختي الكبرى أيضا
-نانا(بلطف) :أوووه يونجاي! لماذا أتأثر كلما سمعت كلامك؟ تعال

قامت بشده من خديه بلطف فعطس
-نانا:أنت الوحيد الذي يستحق أن أبقى لأجله...لكنني لن أستطيع ذلك للأسف
-يونجاي:لماذا؟ ربما يمكنني مساعدتك
-نانا:ههههه هذا لطيف منك...لكن لا أريد التكلم في الموضوع
-يونجاي(بحزن) :لكنني حقا...لا أريدك أن تذهبي...إن كان الأمر بسبب عائلتي وإزعاجهم لك فسأكلمهم وأجعلهم يعتذرون منك
-نانا:أمك نعتتني بالفاسقة وأخوك حاول التحرش بي لكنني لم أرد الانتقال بسببهم...المشكلة مختلفة عن ذلك
-يونجاي:فقط أخبريني بها...أقسم بأنني سأبذل قصارى جهدي لحلها
-نانا(بحزن) :الماضي يلاحقني
-يونجاي:ها! أي ماضٍ؟
-نانا:دقيقة...سأنقل أغراضي وأكلمك

بعد أن نقل الموظفون جميع أغراض البيت بقي فارغا ولا يتواجد به أي شيء سوى فراش ووسادة وغطاء وصندوق أغراض شخصية
-نانا:سأنام هنا الليلة...وغدا أوقع عقد الخروج
-يونجاي:لماذا تصرين على المغادرة؟
-نانا(بحزن) :أخبرتك...الماضي يلاحقني...سأهرب
-يونجاي:أي ماضٍ؟
-نانا(بحزن) :سؤال جيد

توجهت نحو النافذة ووقفت بجانبها تضع أصابعها على الزجاج وتمررها بتوتر
-نانا(بحزن) :منذ سنتين ونصف كان هناك شاب وفتاة أحبا بعضهما بجنون ووعدا بعضهما بأنهما لن ينفصلا أبدا وسيتزوجان في المستقبل حتى لو وقف كل العالم ضدهما...لكن الشاب لم يكن شخصا جيدا...كان مليئا بالنفاق والخداع والأكاذيب وعندما انفضح أمره تدمر عالم الفتاة
-يونجاي:وذاك الشاب هو...
-نانا(بحزن) :حبيبي السابق...لقد بحث عني وعثر على منزلي وقال أنه يريد الزواج مني...بحجة ماذا؟ بحجة أنه وعدني وعليه تنفيذ وعده حتى بعد انفصالنا
-يونجاي:ظننت أنكِ لا تملكين ماضٍ عاطفي فأنتِ لم تخبريني عنه من قبل
-نانا(بحزن) :نعم لم أخبرك...ولم أخبر أحدا عدا الذين كانوا يعرفوننا وقت العلاقة...ظننت أنني إن تجاهلت الأمر فحسب فسيصبح طي النسيان...لكن على من كنت أكذب؟ تلك الوحدة والفراغ اللذان بقلبي يدفعانني للهاوية...بسببه صرت أخاف من العلاقات ولا أستطيع أن أحب أحدا...كما لو أن قلبي تم خطفه مني...تم خطفه من قبل ذلك الرجل المنافق...حتى حين دخلت في علاقة مؤقتة مع دايكوك فقد كانت نيتي أن أنسى حبيبي السابق لكن هذا جعلني أتذكره أكثر...حقا لا فائدة من حياتي إن كنت سأبقى مترددة وخائفة هكذا

شعر يونجاي باستياء شديد وبأن قلبه يؤلمه ولكن جل ما كان يفكر فيه هو محاولة مواساة نانا التي تبدو أسوأ حالا منه
-يونجاي:نونا...كل شيء سيكون على ما يرام
-نانا(بحزن) :ما من شيء على ما يرام...لقد تدمر عالمي...علي الهرب لأبعد مكان وإن اضطر بي الأمر فسأغادر البلد
-يونجاي:ما الحوار الذي دار بينكما بالضبط؟
-نانا(بحزن) :قال أنه يريد الزواج بي وأنا رفضته بكل برود ودخلت المنزل
-يونجاي(ببرود) :أخبريني الحقيقة...هل السبب هو أنكِ تريدين الزواج به لكنكِ مترددة
-نانا(بحزن) :أبدا...إن كان هناك شيء أنا متأكدة منه فهو رفضي له...مستحيل أن أعود لشخص خدعني...قد أبدو لك عاطفية لكنني لست بلهاء
-يونجاي:لم أقصد ذلك...هذا مجرد سؤال
-نانا(بحزن) :أنا فقط...لا أطيق رؤية وجهه...أشعر بالتقزز منه...والجرح أيضا ما يزال يؤلم
-يونجاي:لا أعتقد أنه سيعود مجددا لذا لا داعي لترك المنزل لأجله
-نانا(بحزن) :لا أعلم إن كان سيفعل لكن علي الهرب بأي طريقة...لا أريد مواجهته مرة أخرى...لا أريد أن ينتابني ذلك الشعور بأنني أريد شتمه والصراخ عليه والبكاء...حقا لا أريد أن أبين له بأنني ما أزال مجروحة منه
-يونجاي:افعليها...يمكنكِ ذلك
-نانا(بحزن) :لا أستطيع
-يونجاي:لا يعني صراخك وتأنيبك له أنكِ ضعيفة أمامه بل العكس...إن وقفتِ في وجهه بكل ثقة وقلتِ له ذلك الكلام فمتأكد أنه سيعرف قدره ولن يضايقكِ مجددا
-نانا(بحزن) :هذا أصعب جزء...سأحتاج شجاعة خارقة لأفعلها
-يونجاي:أنا سأشجعك...فقط افعلي ما يستوجب فعله وتذكري أنه إن لم تجدي من يساندك فأنا موجود...أنا أخوكِ الصغير وإن لم أراكِ سعيدة فلن أكون سعيدا...وتذكري أيضا أنني أريد منكِ البقاء في الحي لأجلي فقط ولكن الخيار يعود لك
-نانا(بلطف) :أوووه يونجاي! كم أنت إيجابي ولطييييييف

عانقته عن غفلة منه وأحكمت إغلاق ذراعيها عليه ومن شدة صدمته لم يعرف ما يفعل فحاول إبعادها ولكن دون جدوى...مع كل لحظة تمر كان ينظر من حوله ليدرك أن الفتاة التي يحبها تعانقه وهما في المنزل وحدهما لذا تحركت مشاعره وعطس
-نانا(بابتسامة) :شكرا لك أخي

بسبب كلام يونجاي شعرت نانا بالأمل والرغبة في التمسك بالحياة وبذلك قررت البقاء في الحي وتصالحت معه وعادت الأمور لسابق عهدها

بينما ترتب أغراض المنزل وتعيدها لمكانها جاء يونجاي ليساعدها وبقيا معا يلعبان ألعاب الفيديو وفي كل مرة كانت تفوز عليه
-نانا(بحماس) :ههههه أجل...فزت عليك للمرة المليار اليوم
-يونجاي(بانزعاج) :هذا ليس عدلا...نازليني في شيء أجيده
-نانا:أتذكر أول يوم التقينا فيه وقد قلت لي أنك تحب ألعاب الفيديو
-يونجاي:حسنا...كذبت...أنا دائما هكذا أحب التظاهر أنني بارع في كل شيء
-نانا:ههههه هذا لطيف...صراحتك تعجبني
-يونجاي(بخجل) :ههه شكرا
-نانا:ما الذي تحبه؟
-يونجاي:مممم دعيني أفكر...أحب المطالعة والرياضيات وعلم الفلك والنفس والاجتماع و...
-نانا(تقاطعه) :كل ما يتعلق بالعلم؟ لا أحب ذلك
-يونجاي:حسنا...هذا كل شيء
-نانا:أنت مختلف عني كثيرا...أنا أكره العلوم...لا أعلم كيف وصلت لما أنا عليه وكيف أكملت سنواتي الدراسية
-يونجاي:ههه ربما الحظ
-نانا:ربما

حان وقت العشاء ولأن نانا متعبة من ترتيب المنزل والأغراض لم تملك الطاقة للطبخ
-نانا:عشاؤك على حسابي اليوم
-يونجاي:ماذا سنأكل؟
-نانا:برغر
-يونجاي:مممم حسنا

خرجا لتناول الطعام في أحد المطاعم وبينما يجلسان على الطاولة كانا يتحدثان ويضحكان ومن لحظة لأخرى يسترق يونجاي النظرات نحوها وكم كانت تبدو لطيفة وهي تبتسم

قاطعهما شاب غريب ووقف بجانب طاولتهما
-الشاب:عفوا يا آنسة...هل لي بالقليل من وقتك؟
-نانا:تفضل
-الشاب:رأيتك بينما أجلس هناك وفكرت في أن أحصل على رقمك

نظرت نانا نحو يونجاي فوجدته يحدق بالطاولة محاولا تجاهل الشاب الذي يغازل الفتاة التي يحبها
-نانا(بتوتر) :هه أشكرك لكنني لا أريد
-الشاب:لماذا؟ هل أنتِ مرتبطة؟
-نانا(بتوتر) :الحقيقة...لا
-الشاب:إذًا لماذا ترفضين؟
-نانا(بتوتر) :لأنني...في الحقيقة...
-الشاب:أنا شخص جيد...إن كنتِ قلقة مني فجربيني أولا
-نانا(بتوتر) :أنا...

طفح الكيل بيونجاي فنهض من كرسيه وضرب الطاولة بقوة بيديه
-يونجاي(بحدة) :ألا تفهم أنها تحاول رفضك؟
-الشاب:ومن تكون أنت أيها الطفل؟
-يونجاي(بحدة) :طفل!
-نانا:مهلا مهلا...توقفا لو سمحتما
-يونجاي(بحدة) :فقط ارفضيه...لماذا عليكِ دائما أن تترددي قبل الإجابة؟!
-نانا:يونجاي اهدأ أرجوك...لنخرج من هنا

سحبته من ذراعه قبل أن يتطور الشجار وخرجا يتمشيان في الشارع...في اللحظات الأولى لم ينطق بأي شيء لذا حاولت اختلاق موضوع للكلام معه
-نانا:واو! البرغر الذي يعده ذلك المطعم مذهل...هل أعجبك؟
-يونجاي(ببرود) :هل أنا حقا طفل بالنسبة إليك؟
-نانا:ها! ما هذا السؤال؟
-يونجاي(ببرود) :وأنتِ لماذا لا تستطيعين قول لا؟
-نانا:ما بالك؟
-يونجاي(ببرود) :وهل كان عليه مغازلتك أمام عيني؟
-نانا:وما المشكلة؟ أعني هل انزعجت؟
-يونجاي(ببرود) :بالطبع سأنزعج...أي أحد يزعج نونا فهو يزعجني...أتذكرين أنكِ أخبرتني بمشكلتكِ مع الرجال؟ هذا يعني أنكِ انزعجتِ حين حاول رجل التقرب منك
-نانا:ههه معك حق...أنت حقا تعرفين تمام المعرفة...شكرا لاهتمامك
-يونجاي(ببرود) :والآن أجيبيني عن السؤالين الآخرين

حدق الاثنين في بعضهما بصمت...نانا لا تعرف كيف تجيب ويونجاي يخاف من سماع الإجابة...لكن لحسن حظهما سمعا صوت أحدهم ينادي على نانا فتغير مجرى الأمور...إنهما صديقتا نانا "سوران" و "إيليت"
-سوران:نانا! يالها من مفاجأة أن نراكِ هنا اليوم
-نانا:صديقتاي...أهلا
-إيليت:هل أنتِ ذاهبة للشرب؟ إن كان نعم فدعينا نفترق كما لو أننا لم نلتقي ههههه

نظرت كلاهما نحو يونجاي وتفحصتاه من رأسه لقدميه
-إيليت:من هذا؟ حبيبك!
-سوران:لا تقولي أنكِ من جماعة البيدوفيليا!
-نانا:ماذا! لا أبدا...يونجاي مجرد صديق
-سوران:أخفتني...ظننت أنكِ تواعدين شابا قاصرا...هذا جنون
-نانا:يونجاي ليس قاصرا...عمره 19 عام
-سوران:آااه هكذا إذًا...لكنه ما يزال يبدو صغيرا...لديه وجه طفولي حقا
-إيليت:يبدو مرعبا وهو يحدق بنا هكذا...ما به!؟
-نانا:توقفا عن الحديث عنه...بالطبع لن أواعد من هو أصغر مني سنا لذا غيرا الموضوع

اكتفى يونجاي من الاستماع إليهم فركض بعيدا دون أن ينطق بأي كلمة
-نانا(بصراخ) :يونجاي...ما القصة؟
-سوران:يبدو أنه انزعج
-إيليت:أتفق
-نانا:أكان عليكما التحدث عنه هكذا بصوت عالٍ؟
-إيليت:لا تقولي أنه حساس مثل الفتيات
-نانا:أليس بشرا؟ لماذا تتكلمين كما لو أنه لا يملك مشاعر؟
-إيليت:آسفة
-سوران:أنا أيضا أعتذر
-نانا:لست أنا من يفترض أن تعتذرا منها

ركضت نانا بحثا عن يونجاي فلم ترى له أي أثر عبر طريق العودة...لكن بينما تمر بالحديقة رأته يجلس على أحد الكراسي ورأسه للأسفل فركضت نحوه
-نانا:يونجاي...ها أنت ذا...لقد قلقت عليك

لم يرد

-نانا:اسمع...أعرف أن ما قالته تلك المغفلتين عنك فظيع...أنت لست قاصرا...ربما تبدو صغير السن من مظهرك لكنك حقا من أذكى وأنضج الناس الذين عرفتهم...لا تدعهما تؤثران عليك

رفع رأسه نحوها فرأى القلق والحزن في عينيها...لكنها لم تكن تعرف أن سبب انزعاجه ليس ما تظنه...مجرد ذكرها أنها لن تواعد شابا أصغر سنا منها وسخريتها من الموضوع بتلك الطريقة هما ما جعلاه يغضب
-يونجاي(ببرود) :لا يهم...لننسى الموضوع...أريد البقاء وحدي
-نانا:هنا!
-يونجاي(ببرود) :بلى
-نانا:حسنا...سنبقى هنا...رغم أن الجو بارد جدا

جلست بجانبه ومن حين لآخر كانت تحدق به لترى إن كان ما يزال غاضبا
-نانا:أتحب أن أغني لك؟
-يونجاي:ها!
-نانا:أي نوع من الأغاني تفضل؟
-يونجاي:ولا نوع
-نانا:سأغني لك عشوائيا إذًا

وقفت مقابلا له وأخرجت من حقيبتها أحمر شفاه متظاهرة أنه ميكروفون
-نانا(تغني) :نم يا صغيري نم الآن...أغمض عينيك وطر في الأحلام...فوق الشمس القمر الأبيض...سوف تلاقيني بسلام

رغم أن صوتها ليس جيدا لكنه ابتسم بعض الشيء ثم انفجر من الضحك خاصة حين تذكر الأيام التي كانت تثمل فيها ويضطر لسماع غنائها
-يونجاي:ههههههه رغم أنني منزعج لتشبيهي بالطفل في الأغنية لكن لا بأس...أشكرك...أشعر بتحسن
-نانا:ههههههه ربما صوتي سيء لكن لديه مزايا شفائية سحرية
-يونجاي:ههههه أرى ذلك

خرجا من الحديقة وذهبا للتمشي والابتسامة مرسومة على وجهيهما
-نانا:أشكرك
-يونجاي:على ماذا؟
-نانا:على وقوفك معي في محنتي...لو لم تأتي وتطلب مني البقاء وتساندني بكل ذلك الكلام الإيجابي لاستسلمت فورا
-يونجاي:العفو...الحق علي...ما كان علي ترككِ من البداية دون سند
-نانا:ههههه لنلتقط صورة معا

أخرجت هاتفها من جيبها ورفعته وقبل أن تلتقط الصورة رأت جيسو وتشاو يحدقان بهما
-تشاو:يونجاي! ها أنت ذا
-يونجاي:تشاو...جيسو...ما الذي تفعلانه هنا؟
-جيسو:نتجول...مللنا من الدراسة فقررنا الخروج...ولأنك ممل لم ندعوك

حدق تشاو بنانا للحظات ثم اقترب منها ووضع وجهه قرب رقبتها ليشم العطر ولكن لم يدم الأمر طويلا فقد سحبته جيسو من الخلف وأبعدته عنها
-نانا(بتوتر) :يبدو أن عطري أعجبك
-جيسو(بانزعاج) :متى ستتعلم الأخلاق؟
-نانا:يونجاي...لم تعرفني على صديقيك
-يونجاي:آه...هذان تشاو وجيسو وهما زميلاي من الصف
-نانا:سررت بالتعرف على أصدقاء يونجاي...أنا نانا وأكون أخته الكبرى
-تشاو:هل لدى يونجاي أخت كبرى؟
-نانا:لا ليس تماما...أنا أخته الكبرى بالخيال فقط...نحن أصدقاء منذ 5 أشهر وقد تقربنا من بعضنا كثيرا
-جيسو:أوه...جميل
-نانا:سيكون رائعا أن تأتيا لزيارتي ذات يوم فأصدقاء يونجاي هم أصدقائي...أخبراه وسيدلكما على منزلي...لا تخافا فأنا أعيش وحدي ولن تزعجا أحدا
-تشاو:سنفكر بالأمر
-جيسو:لا مشكلة

بينما جيسو وتشاو عائدان للمنزل كان تشاو يبتسم بخبث
-تشاو:احزري ماذا؟ لقد عثرت على حبيبة يونجاي الموعودة
-جيسو(بصدمة) :حقا! من؟
-تشاو:نانا
-جيسو:أخته الكبرى! مستحيل...أنت مجنون
-تشاو:أعلم أنكِ مصدومة وتريدين الإنكار لكي لا يتقرب يونجاي من غيرك ولكنني عرفت كل شيء وبالدليل
-جيسو:وما دليلك يا فطحل؟
-تشاو:ذات يوم رأيت يونجاي يشتري عطرا نسائيا وعندما سألته عن الموضوع احمر وجهه وتوتر...في النهاية اضطررت لشم رقبة كل فتاة أراها معه حتى أتأكد...واحزري ماذا؟ تلك الفتاة نانا تضع نفس العطر
-جيسو(بصدمة) :مستحيل...هذا يفسر لماذا كان متوترا وهادئا قبل قليل...كما لو أنه خائف من أن نلاحظ مشاعره
-تشاو:رأيتِ؟
-جيسو:ههههه تشاو...رغم أنك مغفل لكنك أحيانا تكتشف الغامض والمثير...والآن توقف عن الشمشمة كالكلاب
-تشاو:ههههه حاضر



عدل سابقا من قبل بثينة علي في الأحد فبراير 19, 2023 12:56 pm عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1234
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة فَجْوَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة فَجْوَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة فَجْوَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الثلاثاء مايو 10, 2022 1:24 am

رواية فجوة : الفصل التاسع



بعد أن قضت نانا وقتا ممتعا مع يونجاي في الخارج عادا نحو المنزل وهما يتمشيان ببطء وعن غير قصد ضربت حذاءها بالأرض فانكسر كعبها
-نانا:أوبس...هذا سيء

حاولت المشيء بكعبها المكسور لكنه كان يزعجها ويجعلها تسير بطريقة غير مريحة وبما أن الجو شديد البرودة فلن تستطيع خلعه

سبقها يونجاي وأعطاها ظهره ثم انحنى لتصعد فوقه
-نانا(بابتسامة) :لطيف

صعدت فوق ظهره وعندما أحاطت ذراعيها حول رقبته شعر بعاطفة قوية وبقلبه يخفق بقوة مما جعله يعطس...طوال الطريق كان يحاول تمالك أعصابه لكي لا يعترف بمشاعره ولحسن حظه توقف عن التفكير حين شم رائحة عطرها
-يونجاي:هل هذه رائحة العطر الذي أهديتكِ إياه؟
-نانا:طبعا...أنت أهديتني إياه لأضعه أم ماذا؟
-يونجاي:قصدت...لقد وضعته حقا!
-نانا:بلى
-يونجاي:واو! لم ألاحظ ذلك إلا الآن
-نانا:إنه العطر المفضل لدي...رائحته مميزة
-يونجاي(بابتسامة) :سرني سماع ذلك

أوصلها أمام منزلها ثم أنزلها وغادر بسرعة ولكن ما لم يكن يعرفه هو أن أخاه يونو كان بالقرب من هناك وقد حمل هاتفه والتقط تسجيل فيديو لهما معا
-يونو:هههههه هذه ستكون قنبلة الموسم أمام أمي

عاد يونجاي للدراسة في الثانوية بعد عطلة الصيف وكالمعتاد عادت إليه الحياة الروتينية المعتادة من استيقاظ في الصباح الباكر والدراسة والبحوث والواجبات وما إلى ذلك

بينما يتناول الفطور مع والدته استيقظ يونو وجلس معهما
-يونو:أووه رأسي
-الأم:أخبرتك مرارا وتكرارا أن لا تسرف في الشرب وإلا ستتأذى صحتك
-يونو:لست طفلا لتملي علي ما أفعله
-يونجاي:أسلوبك في معاملة أمي وقح جدا
-يونو:أتعلم ما الوقح؟ حسنا لن أخبرك...سنتكلم عنه لاحقا
-يونجاي:أمي...أراكِ لاحقا...سأذهب
-الأم:رافقتك السلامة بني

خرج يونجاي من المنزل إلى الثانوية وبعد أن درس الحصص الصباحية جلس يتناول الطعام في الكافيتيريا مع صديقيه...وكالعادة حملت جيسو المرآة وحدقت بها محاولة تعديل حواجبها بقلم الحواجب
-جيسو:مذهل...قلم الحواجب هذا مثالي...ما رأيكما؟
-تشاو:مجددا!
-جيسو:اخرس أنت...أكلم يونجاي فقط
-تشاو:قلتِ "ما رأيكما"
-جيسو:أعني يونجاي والكرسي الفارغ هناك
-تشاو:هذا سخيف
-يونجاي:كفى...توقفا عن الشجار ولو لدقيقة
-تشاو:هي التي تزعجني
-جيسو:وهو الذي يستفزني
-يونجاي:لماذا لا نغير الموضوع؟
-جيسو:بما أن فصل الخريف قد وصل والجو جميل وهادئ فلِمَ لا نخرج معا؟
-يونجاي:فكرة جيدة
-تشاو(بخبث) :ويمكنك دعوة نانا أيضا
-يونجاي(بتوتر) :ههه نانا؟ لماذا؟
-تشاو(بخبث) :يبدو أنها تريد قضاء الوقت معنا وهذه فرصة مناسبة
-يونجاي(بتوتر) :فكرة سيئة
-تشاو(بخبث) :لماذا لا تريدنا أن نلتقي بها؟ هل هناك شيء تخاف أن نعرفه؟
-يونجاي(بتوتر) :لا أبدا
-تشاو:هههههه كشفتك

قاطعتهم سيلا وهي تحمل طبق طعامها
-سيلا:عفوا

نظر الجميع نحو يونجاي فشعر بتوتر أكبر
-يونجاي:نعم؟
-سيلا:هل يمكنني مشاركتكم طعام الغداء إن لم تمانعوا طبعا؟

بمجرد سماع ذلك حدقت بها جيسو بغضب ولكن الأخرى لم تهتم لها...كان الجو مشحونا هناك والجميع ينظرون ليونجاي منتظرين قراره
-يونجاي:طبعا...تفضلي

أمسكت سيلا بالكرسي لتجلس عليه لكن جيسو قررت التدخل وضربته بقوة برجلها فسقط أرضا
-جيسو(بغضب) :أحذرك من الجلوس معي على طاولة واحدة...تعرفين أنني لا أطيقك

تجاهلتها سيلا وحملت الكرسي ووضعته في مكانه وجلست بكل ثقة
-جيسو(بغضب) :ستكون هذه فرصتكِ الأخيرة

انقضت عليها تشدها من شعرها والأخرى لم ترضى بالإهانة لذا حاولت الدفاع عن نفسها وتحولت الكافيتيريا إلى فوضى ولولا تدخل المدير لما حلت المشكلة ولما انتهى ذلك الشجار المرعب

تم اصطحاب سيلا وجيسو لمكتب المدير فلحق بهما يونجاي وتشاو وفي الطريق تحدثا عن الموضوع
-يونجاي:ما الرعب الذي يحصل بين جيسو وسيلا؟! لماذا تكرهان بعضهما لهذه الدرجة!؟
-تشاو:أحقا لا تعرف؟
-يونجاي:لا أعرف ماذا؟
-تشاو:يالك من غبي حقا...رغم أنك ذكي في الدراسة لكن في أمور أخرى تبدو كما لو أنك لا تستعمل عقلك
-يونجاي:أخبرني بالموضوع بدل أن تسخر مني
-تشاو:لأنك محظوظ...هناك فتاتان تتشاجران لأجلك وأنت لا تعلم
-يونجاي:حقا! ومن هما!؟

ضرب تشاو وجهه بيده بكل خيبة أمل
-تشاو:أيها المغفل...أقصد جيسو وسيلا
-يونجاي:مهلا مهلا...أتقول أنني السبب في شجارهما؟ كيف ذلك؟ لقد كنت حاضرا حين تشاجرتا وبالطبع كان شجارهما بسبب الكرسي
-تشاو:يبدو كأنه لأجل كرسي لكنه ليس كذلك...سيلا تحاول التقرب منك وجيسو تريد منعها لأنها تحبك
-يونجاي:لا مستحيل...كلانا نعرف أن هذا هراء...جيسو ليست معجبة بي
-تشاو:أتراهن على ذلك؟
-يونجاي:أراهن بكليتي اليمنى
-تشاو:حسنا...مراهنة جيدة...تعال معي لمكتب المدير ولنسألها حين تخرج

وصلا لمكتب المدير ولحسن الحظ وجدا الباب مفتوحا لذا استطاعا سماع كل ما يدور بالداخل

كانت جيسو وسيلا جالستين على الكراسي والمدير يوبخهما وكل منهما حاقدة على الأخرى
-المدير:مذهل...تحولت الثانوية لحلبة مصارعة...ما رأيكما أن نقيم بطولة مصارعة أيضا؟ ما اسمكما؟
-جيسو:كيم جيسو
-سيلا:كيم سيلا

كتب المدير اسميهما على الحاسوب فظهر ملفهما الكامل
-المدير:إحداكما ابنة كيم دونغهي والأخرى ابنة كيم دونغهي أيضا!؟ أنتما أختان!
-جيسو:للأسف
-المدير:لماذا كل هذا الحقد والشجار إذا كنتما أختين؟
-سيلا:اسالها هي حضرة المدير...أنا لا مانع لدي في أن نعيش بتفاهم وسلام
-جيسو:لا تتظاهري بالبراءة فأنتِ تعلمين بالضبط لماذا أكرهك
-المدير:كفى كفى...سأستدعي والدكما وهو سيتكفل بالباقي...انصرفا

خرجت جيسو وسيلا من مكتب المدير فوجدتا يونجاي وتشاو يقفان عند الباب وهما مصدومان
-سيلا(بحماس) :يونجاي! هل أتيت لتطمئن علي؟
يونجاي(بتوتر) :ههه أظن ذلك
-تشاو(بصدمة) :أنتما أختان
-جيسو:للأسف
-تشاو(بصدمة) :ولماذا لم تخبرينا؟
-جيسو:ولماذا أخبركما؟
-تشاو:نحن صديقاك
-جيسو:لا أريد لأحد أن يعرف أن هذه الحشرة الطفيلية هي أختي
-تشاو:ماذا! لكن لماذا!؟
-سيلا:الأمر واضح...إنها تخجل بي
-جيسو:وربما أكرهك لحد الجنون...ما رأيك؟
-سيلا:أريد فقط أن أعرف لماذا كل هذا الحقد؟
-جيسو:وتسألين؟ أحقا لا تعرفين؟
-سيلا:لا
-جيسو(بحدة) :لهذا أكرهك...لأنكِ تخطئين في حقي وتتظاهرين أنكِ لا تعرفين
-سيلا:ولكنني حقا لا أعرف
-جيسو(بحدة) :الويل لكِ مني
-تشاو:مهلا مهلا...لا تقولا أنكما ستعودان للشجار
-سيلا:لا...لكن فقط لو أخبرتني سبب حقدها علي حينها سأحاول حل الموضوع
-تشاو:أنا سأخبركما...السبب هو يونجاي أليس كذلك؟
-سيلا:يونجاي!
-جيسو:تشه...ليس يونجاي
-تشاو:ألستِ معجبة به؟
-جيسو:آه...بخصوص ذلك...أخبرتك مرات عدة بأن السبب ليس يونجاي لكنك لا تصدقني...أنا حقا أحب يونجاي كصديق فقط...حين كنت تسألني عن الموضوع كنت أغضب بسبب أنني لا أريد أن يعرف أحد حقيقة علاقتي بسيلا
-تشاو(بصدمة) :ماذا؟! هذا يعني أن تحرياتي كانت سخيفة
-يونجاي:أخبرتك...لو كانت جيسو معجبة بي لعرفت على الفور...لست غبيا لتلك الدرجة
-تشاو:أووو هكذا إذًا...لكن ما السبب الحقيقي؟
-جيسو(بحدة) :أغلق الموضوع
-تشاو:حسنا حسنا

في المساء عاد يونجاي للمنزل فوجد والدته تجهز صندوق طعام
-الأم:يونجاي...هل يمكنك أخذ الطعام لورشة تصليح السيارات الخاصة بأخيك؟
-يونجاي:لكنه يكره حين تدللينه لذا أظنه سيرميه
-الأم(بحزن) :أنا قلقة...أخوك فقد الكثير من الوزن مؤخرا...أظن أنه لا يتغذى جيدا أو يعاني من أزمة مالية
-يونجاي:حتى أنا لاحظت
-الأم(بحزن) :أرجوك بني خذها له...أشعر بالتعب لذا لا يمكنني المشي إلى هناك
-يونجاي:أنا أفعل هذا لأجلكِ وليس لأجله
-الأم:شكرا بني

حمل يونجاي صندوق الطعام وتوجه نحو ورشة التصليح الخاصة بأخيه لكنه لم يجد أحدا هناك رغم أن البوابة مفتوحة
-يونجاي(يفكر) :إنها فرصة جيدة لأترك له الطعام وأغادر

وضع الطعام على الطاولة وما إن كاد يخرج حتى رأى رجلا أصلع يدخل الورشة
-الرجل:تشا يونو يعمل هنا صحيح؟
-يونجاي:بلى
-الرجل:أين هو الآن؟
-يونجاي:لا أعلم
-الرجل:كاذب...أنت تعلم لكنك تتستر عليه
-يونجاي:أتمنى ذلك لكنني هنا لأحضر له الطعام وأغادر
-الرجل:إن التقيت به فأخبره أن يحضر لنا نقود القمار التي اتفقنا عليها وإلا سنحطم الورشة على رأسه
-يونجاي:قمار! ما الذي يجري!؟
-الرجل:أخبره بذلك فقط...معه أسبوع واحد
-يونجاي:سأفعل

نظر الرجل لعلبة الطعام ثم حملها وأخذها
-الرجل:سآخذ هذه فهي حقي
-يونجاي:حسنا

الآن عرف يونجاي أن شكوك والدته كانت حقيقية...يالها من معجزة...قلب الأم حقا أهم وسيلة لمعرفة مشاعر ومشاكل الأبناء

انتظر طويلا وأخيرا جاء يونو للورشة
-يونو:هاه! ماذا تفعل هنا؟
-يونجاي:الرجل الذي يدين لك بنقود القمار قال أن عليك تسديد الدين قبل أسبوع وإلا سيحطم الورشة
-يونو:أيها الوسخ...تتدخل في خصوصياتي؟
-يونجاي:لم أتدخل...لقد أخبرني بنفسه دون أن أسأله عن أي شيء
-يونو:والآن غادر وتظاهر أنك لم تسمع أي شيء
-يونجاي:لا تظن أنني سهل لهذه الدرجة...لماذا دخلت القمار؟ هل تريد أن تضيع حياتك؟
-يونو:لا علاقة لك
-يونجاي:أعلم...لكنني لن أترك الأمر يمر بسهولة...سأخبر أمي

استدار ومشى عدة خطوات لكن كلام يونو أوقفه على الفور
-يونو:أتظن أنني الوحيد الذي يفعل أمورا خلف ظهر أمي؟ ربما يجب أن تأتي وتشاهد هذا الفيديو الذي قمت بتسجيله

قطب يونجاي حاجبيه وعاد أدراجه فرأى أخاه يحمل هاتفه ويعرض فيديو له حين كان يحمل نانا على ظهره
-يونو:أنت تملك شيئا ضدي وأنا أيضا...لا تجبرني على إظهار حقيقتك أمام أمي
-يونجاي:أهدافي تختلف عن أهدافك...أنا أريد أن أريك الصواب بينما أنت تريد تدمير ثقة أمي بي
-يونو:بما أنك تعرف أن ثقة أمي ستتدمر فلماذا تواصل الخروج مع تلك الفتاة؟ هل هي أهم من التي أنجبتك وربتك؟
-يونجاي:يبدو أنك كذبت الكذبة وصدقتها...أنا مع نانا لأنها مظلومة وأعرف حقيقتك
-يونو:ههههههه لكن لأمي كلام آخر...صحيح؟

حدق كل منهما في الآخر بتحدي وكل يريد فرض سيطرته على الآخر
-يونجاي:وماذا ستفعل بشأن مال القمار؟
-يونو:سأتدبره...فقط أبقِ فمك مغلقا ودعني أتولى أموري بنفسي أيها الفضولي
-يونجاي:حسنا...حظا موفقا إذًا

عاد يونجاي للمنزل حزينا وطوال الطريق كان يفكر بالمأزق الذي وقع فيه أخوه...رغم علاقتهما المتوترة لكنه يحبه ويحترمه وكانت نيته طوال الوقت إيجاد حل لمشكلته

وصل للحي فرأى منزل نانا والأضواء شغالة فيه لذا استغل الفرصة وزحف على أطراف أصابعه وطرق جرس منزلها
-نانا:يونجاي! أهلا بك
-يونجاي:أود الكلام معك
-نانا:طبعا...تفضل

دخل فوجدها تأكل الشعيرية فسكبت له طبقا
-نانا:ما الأمر؟ تبدو شاحبا
-يونجاي(بحزن) :لدى أخي مشكلة...لقد تورط في القمار وهو يدين بالمال لأحدهم
-نانا:أوبس! هذا سيء
-يونجاي(بحزن) :أعلم...أشعر انه يذهب للهاوية يوما بعد يوم...منذ أن توفي أبي أمام عينيه أصبحت حالته النفسية سيئة وقد فعل ملايين الأمور التي لا تمت للمنطق والأخلاق بصلة...أخاف أن يتورط في أمور أسوأ وحينها إن حصل له شيء فأمي ستتحطم
-نانا:مؤسف
-يونجاي(بحزن) :علي التصرف...لا أريد رؤيته يعاني فهذا يعني معاناة أمي أيضا...إن ساعدته في تسديد الدين فهل ستحل الأمور؟ أعني أنه عنيد ولن يوافق لكن ما أفعله لأجل أمي وليس لأجله...صحيح أنه هددني بإخبار أمي عن الفيديو الذي صوره لنا معا ولكن لا أهتم
-نانا:أي فيديو؟
-يونجاي:فيديو لي وأنا أحملك على ظهري قبل شهر تقريبا
-نانا:آه
-يونجاي:يبدو أنني تحدثت كثيرا...سأصمت
-نانا:لا أبدا...لقد تركت لك الحرية لتعبر عن كل ما لديك وبعدها سأعطيك رأيي...إنها أول مرة تكلمني عن خصوصياتك لذا أنا مستغربة
-يونجاي:آه...بلى...لم أنتبه لذلك
-نانا:هههههه لقد أخبرتك بأسراري عشرات المرات وبالمقابل أنت أخبرتني مرة واحدة...هذا عجيب حقا...أتساءل إن كنت أنا التي تثرثر كثيرا أم أنك أنت الكتوم
-يونجاي:أظنني أنا الكتوم
-نانا:بل أنا الثرثارة...أو أنك أخيرا صرت ترتاح لي
-يونجاي:لا أبدا...أنا حقا أرتاح لكِ منذ أول مرة تقابلنا فيها ولكنني لا أملك أسرارا كثيرة لأخبركِ بها...حياتي شبه عادية ولا يوجد بها ما يستحق الكلام عنه

أمسكته من كلتا خديه وشدته بقوة فاحمر خداه وتوتر
-نانا(بحزن) :أنا أيضا مرتاحة معك كثيرا...أتعلم؟ من الصعب مصادقة الرجال لأنهم يفكرون فقط في الحب والعلاقات وهذا لا يريحني...لطالما تمنيت صديقا مثلك أقضي الوقت معه دون أن يقع في حبي ويخرب صداقتنا

شعر يونجاي بالاستياء حيال ما سمعه وأراد أن يهرب من الموقف فإن واصل هكذا سيفعل أو يقول شيئا يندم عليه
-يونجاي(بحزن) :ماذا بشأن مشكلة أخي؟
-نانا:آه...صحيح...كنت سأخبرك بأن تتركه يحل مشاكله بنفسه فهو على ما يبدو ليس من الناس الذين يحبون تدخل الناس في مشاكلهم...لكن إن حدث تطور جديد أخبرني
-يونجاي:حسنا

في الغد ذهب يونجاي للثانوية وبينما يحضر حصة الجغرافيا أعطاهم الأستاذ بحثا وطلب منهم أن ينجزوه مثنى مثنى فنغزت جيسو كتف يونجاي
-جيسو(بهمس) :لنقم به معا
-يونجاي(بهمس) :موافق

ذهب يونجاي مع جيسو لمنزلها وصعدا لغرفتها
-جيسو:تفضل
-يونجاي:واو! أول مرة آتي لمنزلك
-جيسو:هذه غرفتي...ما رأيك؟

نظر من حوله فلاحظ أن غرفة جيسو منظمة جدا وزاهية بالألوان الأنثوية كالوردي والبنفسجي...وعند مكتبها توجد مرآة وأمامها الكثير من مستحضرات التجميل
-يونجاي:متوقع منك
-جيسو:تفضل بالجلوس

جلس أمام المكتب وجلست هي بجانبه
-يونجاي:لنبدأ
-جيسو:اصبر قليلا...سنأكل أولا فأنا جائعة
-يونجاي:سنأكل لاحقا
-جيسو:لكنني حقا لا أستطيع الدراسة بمعدة خاوية...سأشعر بالتعب وعدم القدرة على التركيز
-يونجاي:حسنا حسنا

عادت سيلا من الثانوية ودخلت المطبخ فوجدت والدتها تحضر الشاي والكعك
-سيلا:يبدو أن لدينا ضيوفا
-سيدة آبي:بلى...جيسو أحضرت زميلها لينجزا البحث معا
-سيلا:زميلها! من يكون؟
-سيدة آبي:يدعى يونجاي
-سيلا(بصدمة) :ماذا ماذا! ما مواصفاته؟
-سيدة آبي:لست متأكدة...لكنه هادئ وخجول ومهذب
-سيلا(بصدمة) :يونجاي هنا! في منزلي!
-سيدة آبي:ها! لماذا ردة الفعل هذه!

ركضت سيلا نحو غرفتها وغيرت زيها المدرسي إلى ملابس منزلية ثم سرحت شعرها وبقيت تنتظر

بعد دقائق نادت والدة جيسو عليها لتذهب وتأخذ الكعك والشاي فاستغلت سيلا الفرصة ودخلت على يونجاي وهو بمفرده وأغلقت الباب خلفها
-سيلا(بحماس) :يونجاي! أنت هنا! لا أصدق!
-يونجاي(بتوتر) :ههه سيلا...أهلا بك

جلست في الكرسي الذي بجانبه وأمسكت بكلتا يديه
-سيلا(بحماس) :يالها من فرصة! أنت وأنا الآن وحدنا في الغرفة
-يونجاي(بتوتر) :ههه أين جيسو؟
-سيلا(بحماس) :ومن يهتم...أنا وأنت سنقضي بعض الوقت مع بعضنا دون إزعاج أختي المتطفلة

وضعت ذراعيها على رقبته واقتربت منه حتى كاد وجهاهما يتلامسان...كان يونجاي خجولا كالعادة لذا احمر خجلا وحاول التهرب
-يونجاي(بتوتر) :ماذا تفعلين!؟
-سيلا:في حياتي لم أكن قريبة إليك هكذا...أشعر أنني في الجنة
-يونجاي(بتوتر) :من فضلك...لا تجعليني أقع في موقف محرج
-سيلا:لا تقلق يونجاي...أريد فقط أن أكون حبيبتك
-يونجاي(بتوتر) :فكرة سيئة
-سيلا:أوووه هيا! ألا أعجبك ولو قليلا؟
-يونجاي(بتوتر) :لا أريد...مشاكل...مع أختك

فتحت جيسو الباب ودخلت ومعها صينية الشاي والكعك وبمجرد أن رأتهما معا قريبين لتلك الدرجة أوقعت كل شيء على الأرض
-جيسو(بغضب) :سيلااااااا

انقضت عليها وشدتها من شعرها وقامت بسحبها من المكتب إلى الباب بينما يونجاي يشاهدهما وخائف من التدخل...بسبب أصوات الصراخ والفوضى سمعتهما والدتهما وركضت لترى ما الذي يجري
-سيدة آبي(بتجهم) :شجار آخر...للمرة المليون
-يونجاي:هل تتشاجران كثيرا؟
-سيدة آبي(بتجهم) :خمس مرات في اليوم فقط...وقد تكون أكثر
-يونجاي(بصدمة) :خمس مرات! وهل ينتهي بهما الأمر بالشد من الشعر؟
-سيدة آبي(بتجهم) :نعم...كثيرا...علي حلاقة شعرهما كالصلعان لأضمن أن إحداهما لن تقتلع رأس الأخرى مع شعرها
-يونجاي:هذا فظيع!

في النهاية اضطر يونجاي للعودة لمنزله دون أن يتقدما في البحث خطوة واحدة...لكن المرة القادمة سيفكر في اصطحاب جيسو لمنزله بدل الذهاب لمنزلها

عاد للمنزل فوجد والدته تطبخ العشاء
-يونجاي:أمي...سأساعدك
-الأم:لا داعي لذلك حقا
-يونجاي:لا مشكلة لدي...أشعر بالملل وأريد فعل شيء ما
-الأم:ههههه حسنا...سأخبرك ماذا تفعل وأنت طبق
-يونجاي:حاضر
-الأم:اغسل اللحم وأخبرني...كم تبقى لك على الامتحانات النهائية؟
-يونجاي:شهران فقط
-الأم:هل أنت جاهز؟
-يونجاي:بلى...إنني أبذل كل جهدي
-الأم:حظا موفقا لك بني

تذكر فجأة مشكلة أخيه وكان خائفا من إخفاء الأمر عن والدته خاصة وأنها ستغضب كثيرا إن اكتشفت الأمر بنفسها...لكن في النهاية عليه أن يثق بأخيه ويتمنى أن تحل المشكلة بسرعة



عدل سابقا من قبل بثينة علي في الأحد فبراير 19, 2023 12:57 pm عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1234
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة فَجْوَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة فَجْوَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة فَجْوَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الثلاثاء مايو 10, 2022 1:25 am

رواية فجوة : الفصل العاشر



بقيت نانا في مكتبها لتنهي العمل الذي عليها وفي النهاية بعد أن سلمت الوثائق طلبها المدير إلى مكتبه
-نانا:نعم حضرة المدير؟
-المدير(بحدة) :ما هذا؟

رمى الوثائف على المكتب فتفحصتها نانا
-نانا:أليست هذه الوثائق التي عملت عليها اليوم؟
-المدير(بحدة) :وما رأيك؟
-نانا:آه...صحيح...إنها هي
-المدير(بحدة) :إنها مليئة بالأخطاء
-نانا:ماذا؟ كيف؟
-المدير(بحدة) :وتسألينني أنا؟ اسألي نفسك...لماذا كل هذه الأخطاء تكلمي؟
-نانا:أنا حقا لا أملك أدنى فكرة...ظننت أنها صحيحة
-المدير(بحدة) :ركزي على عملك...خطأين آخرين بعد وسأضطر لطردك
-نانا:من فضلك لا تفعل...من الصعب أن أجد وظيفة كهذه
-المدير(بحدة) :تعرفين ما عليكِ فعله إذًا
-نانا(بحزن) :حاضرة

ذهبت لمكتبها وأعادت الحسابات والمعاملات من الصفر واضطرها ذلك للعمل ساعات إضافية...وبينما تعمل شعرت بالعطش واشترت عبوة كوكا كولا وعندما فتحتها انكسر ظفرها
-نانا(بتجهم) :رائع! علي الآن قص كل أظافري وإعادة تربيتها من الصفر...تبا

ضربت رأسها بالمكتب عدة مرات ثم أنهت عملها وخرجت من بوابة الشركة متجهة للمنزل...بينما تسير نحو موقف الحافلة فإذا بأمطار غزيرة تنزل من السماء وتغسلها من رأسها لقدميها لذا اضطرت للركض حتى الموقف وكادت أن تموت من التعب

عندما وصلت للحافلة وجدت الكثير من الركاب لذا اضطرت للوقوف...وبسبب الزحام شعرت بيد أحدهم تلمس خصرها لذا استدارت فلم تجد سوى شاب خلفها
-نانا(بغضب) :أنت من لمست خصري صحيح؟
-الشاب:ومتى ذلك!
-نانا(بغضب) :لا تتظاهر أنك بريء...لقد أحسست بيدك تلمس خصري
-الشاب:كيف تجرئين على اتهامي وتشويه سمعتي أمام كل هؤلاء؟
-نانا(بغضب) :عن أي سمعة تتحدث؟ أتعتبر أن المتحرشين يملكون سمعة؟ شخص وقح وعديم أخلاق مثلك لا يجب أن يذكر السمعة نهائيا
-الشاب:تتهمينني بالتحرش ثم تحرجينني أمام الناس بكلامك التافه! أين القانون الذي يحمي مخربي السمعة؟
-نانا(بغضب) :لا تتكلم عن القانون حين لا تطبقه

بينما تستمر تلك الحرب الطاحنة تدخلت سيدة عجوز تجلس عند المكان الذي تقف فيه نانا
-العجوز:الحقيقة هذا خطئي...لقد لمستك دون قصد...أعتذر لأنني سببت هذه المشكلة

شعرت نانا لحظتها أنها وضعت نفسها في موقف محرج وتمنت لو أن الأرض تنشق وتبتلعها
-الشاب:رأيتِ؟

أنزلت رأسها فورا فقد كان الجميع يحدقون بها ويتهامسون عنها لذا اضطرت لترك الحافلة والنزول في أول محطة تتوقف عندها

كان المنزل ما يزال بعيدا في المحطة التي نزلت فيها ولكنها شعرت برغبة في البقاء وحدها والسير في طريق العودة بدل ركوب الحافلة وتذكر ذلك الموقف المحرج

بينما تسير في الشارع تحت المطر كانت حالها مزرية وملابسها مبللة من رأسها لقدميها وحذاؤها يحمل أطنانا من المياه وبعد أن سارت لعدة خطوات رأت كلبا يقف في وسط الطريق
-نانا(بخوف) :كلب لطيف...لا تهاجمني...أنا أحبك

سارت ببطء وبمجرد أن تجاوزته ركضت بأقصى سرعة لديها...وبالطبع أكثر ما يستفز الكلاب هو رؤية شخص يركض لذا يظنونه سارقا أو متسللا فيركضون نحوه لذا ركض الكلب خلفها وهي الأخرى شعرت بالخوف فركضت وهي تصرخ وتستنجد والناس يشاهدونها ويضحكون على مظهرها

عادت أخيرا للمنزل بعد أن عانت الكثير من المشاكل وبمجرد أن غيرت ثيابها واستلقت على سريرها رن هاتفها

نظرت للهاتف بتكاسل فرأت اسم أمها على الشاشة وردت
-نانا:ألو...مرحبا أمي
-سيدة آهن:نانا...احزري ماذا؟ لدي لكِ أخبار سارة
-نانا:مثل ماذا؟
-سيدة آهن:صديقتي لديها ابن ثري ووسيم ويود الزواج...وللأسف لم يعثر على عروس بعد
-نانا:أتمنى التوفيق له
-سيدة آهن(بحدة) :اخرسي...تعلمين ما أعنيه
-نانا:كالمعتاد
-سيدة آهن(بحدة) :هذه المرة ستقابلينه وتتزوجينه وتتوقفين عن أحلام العنوسة خاصتك
-نانا:أمي...أنا حقا متعبة اليوم فلا تزيديني
-سيدة آهن:طبعا ستتعبين فأنتِ في السادس والعشرين ومازلتِ عانس...أليس الافضل لكِ لو أنكِ الآن في منزلك تعدين العشاء لزوجكِ العائد من العمل وأطفالكِ يلعبون من حولك؟
-نانا(بانزعاج) :كفى كفى كفى...لا مزيد من العتاب فهذا اليوم كان من أسوأ أيام حياتي وليس هناك ما يزيده سوءا
-سيدة آهن:علي معاتبتك فأنتِ لا تفهمين سوى بالعتاب
-نانا(بانزعاج) :أمي! أرجوكِ كفى

أغلقت الخط ثم ذهبت نحو التلفاز وشغلت الأغاني على أعلى درجة ورمت نفسها على الأريكة...بينما تحدق بالسقف وتستمع للموسيقى شعرت بأن العالم يدور بها
-نانا(بتعب) :يبدو أنني مرضت بسبب المطر...تشه...ياله من يوم غريب ومليء بالنحس

بينما يونجاي في منزله يدرس سمع صوت الأغاني المرفوعة على صوت عالٍ جدا ولم يستطع التركيز بأي شيء...وقف أمام النافذة وبحث عن مصدر الصوت فعرف أنه قادم من منزل نانا
-يونجاي(يفكر) :هل يعقل أنها ثملت مجددا؟

نزل عبر السلالم فرأى أمه تتحدث على الهاتف الأرضي مع أحدهم لذا وقف مكانه ليرى مع من
-الأم:نعم...رقم منزلها 611...من فضلكم أسرعوا فهي تزعجني...شكرا لكم
-يونجاي(يفكر) :المنزل رقم 611 هو منزل نانا!

أغلقت والدته الخط واستدارت نحوه
-الأم:ألم تخلد للنوم بعد؟
-يونجاي:لا...من كنتِ تكلمين؟
-الأم:الشرطة
-يونجاي:لماذا! هل من مشكلة؟
-الأم:كل هذه الفوضى ولم تعرف المشكلة بعد!
-يونجاي:لكن هل يستحق الأمر استدعاء الشرطة؟
-الأم:تعلم أنني لا أحب تلك الفتاة لذا لن أذهب وأطلب منها خفض الصوت بأدب
-يونجاي:كان عليكِ إخباري
-الأم:لا أريدك أن تكلمها أيضا وأنت تعرف ذلك
-يونجاي:حسنا

بينما نانا في منزلها جاءت إليها سيارة الشرطة وطرقت الباب
-نانا:عفوا! كيف أساعدك؟
-الشرطي:لقد بلغتنا شكوى من أحد الجيران أنكِ تسببين الفوضى والساعة الآن التاسعة ليلا أي أن الشكوى تثبت ضدك
-نانا(بتوتر) :هه صحيح...أعتذر...سأغلق التلفاز حالا

أسرعت لإغلاق التلفاز وعادت للوقوف مع الشرطي عند الباب
-الشرطي:ستحصلين على تحذير لكن المرة القادمة سأعطيكِ مخالفة
-نانا(بتوتر) :هههه طبعا...طبعا
-الشرطي:أتمنى أن لا نضطر للعودة مجددا
-نانا(بتوتر) :ههه طبعا...سأحرص على تطبيق القوانين من الآن فصاعدا
-الشرطي:ممتاز...تصبحين على خير

بعد أن غادر أغلقت الباب واتكأت عليه
-نانا:أوووف ما هذا اليوم المنحوس! أكاد أفقد صوابي

وما إن كادت تنهي جملتها حتى رن أحدهم جرس الباب مجددا
-نانا(بصدمة) :أتمنى أن لا تكون الشرطة مجددا

فتحت الباب فإذا به يونجاي
-نانا:يونجاي! لم تنم بعد؟
-يونجاي:رأيت سيارة الشرطة فقلقت عليك...هل حصل شيء؟
-نانا:لا...لقد تم تنبيهي فقط وكل شيء بخير
-يونجاي:جيد
-نانا:هل تريد أن تتفضل؟
-يونجاي:لا...أتمنى لكِ ليلة سعيدة...علي الذهاب قبل أن تلاحظ أمي
-نانا:مهلا...يونجاي
-يونجاي:نعم
-نانا:لقد مررت بيوم صعب ومليء بالحوادث السيئة...هل تظن أنني ارتكبت خطئا في حق أحدهم حتى يحصل معي ذلك؟
-يونجاي:الحوادث السيئة غالبا قد تكون مؤشرا جيدا
-نانا:مؤشرا جيدا على ماذا؟
-يونجاي:لا أحد يعلم...ستكتشفين بنفسك

أرادت أن تفتح له الباب ليغادر لكنها سمعت صوت الجرس يرن مجددا
-نانا:غريب...جرس منزلي يرن كثيرا اليوم

فتحت الباب فتفاجأت برؤية حبيبها السابق يقف على عتبة بابها وشكله مزرٍ
-سونغ(بحزن) :نانا...أريد الكلام معك...من فضلك...استمعي إلي...أرجوكِ

حدقت به للحظات وأحست بالشفقة عليه لذا استدارت نحو يونجاي
-نانا:يونجاي...انتظرني في الداخل لو سمحت

دخل يونجاي غرفة نومها ولكنه بقي متوترا وخائفا من أن تعود لحبيبها السابق لذا وقف عند الباب ليتمكن من سماع ما يدور بينهما

كان الجو متوترا في الخارج فقد كانت نانا متجهمة الوجه وسونغ يبدو حزينا ومتوترا
-نانا:ما الأمر؟
-سونغ(بحزن) :نانا...أتوسل إليك...سامحيني
-نانا:بشأن ماذا؟
-سونغ(بحزن) :الماضي
-نانا:فهمت...لا بأس...أسامحك
-سونغ(بحزن) :لا تقولي لي سامحتك بهذه البساطة
-نانا:وماذا أقول إذًا!
-سونغ(بحزن) :قوليها لي فقط في حال قررتِ العودة إلي
-نانا:العودة إليك! لماذا تريد أن نعود؟
-سونغ(بحزن) :لأنني لا أستطيع إخراجك من رأسي...لقد حاولت مرارا وتكرارا أن أنساك لكن صورتكِ وذكرياتي معك تصيبني بالجنون وتظهر في دماغي دوما...أنا حقا نادم على كل شيء...أود أن أصحح خطئي ويعود كل شيء كما كان سابقا...نانا...أحبك...أفتقدك

حاول معانقتها لكنها تراجعت للخلف بسرعة
-نانا(بغضب) :مهلا مهلا...بعد كل هذه المدة مازلت تريد العودة إلي؟
-سونغ:بلى
-نانا(بغضب) :أتظنني سهلة لتلك الدرجة؟ هل أبدو لك غبية؟
-سونغ:لا لم أقصد ذلك
-نانا(بغضب) :لن أعود إليك...لن يحصل أبدا...لم أعد تلك المهووسة التي تحبك وتخاف جرح مشاعرك...أنا الآن حرة ولا أحتاج أمثالك
-سونغ:لكن نانا...لقد اعتذرت
-نانا(بغضب) :اعتذارك السخيف ضعه في قفاك...لا أحتاجه...لا أحتاجك أنت بالكامل...لطالما تمنيت أن أقول لك هذا الكلام من قلبي دون الشعور بالسوء عليك وأخيرا قد جاءت الفرصة...أنت أيها المغرور المدلل من تظن نفسك؟ شاروخان؟ أنت حتى لست وسيما ولا ظريفا...كيف أحببتك بالضبط إنني مستغربة من نفسي...أقسم أنك تشبه ركبتي لا بل ركبتي أجمل منك...تظن أنك بخداعك لي سأعود لك كالكلب؟ لااا لم تحزر...عندما أتعلق بشخص أفعل كل شيء لأجله لكن حينما يغدر بي أرميه في البالوعة
-سونغ(بتوتر) :نانا...أنتِ تبالغين
-نانا(بغضب) :لست أبالغ...انقلع من حياتي...انقلع فورا...حين كنت محطمة ويائسة بسببك لم تأتِ...والآن حين نسيتك وأكملت حياتي سعيدة جئت لتخرب سعادتي...لن أسمح لك...فقط حاول الظهور هنا مرة أخرى وأقسم أنك ستدفع الثمن
-سونغ:وماذا ستفعلين؟
-نانا(بغضب) :سأريك

أحضرت مقلاة من المطبخ ثم ركضت نحوه لتضربه بها وبمجرد أن رآها شعر بالخوف وهرب عائدا لمنزله
-نانا(بصراخ) :فقط جرب الاقتراب من هنا مجددا وسأبرحك ضربا

بينما يستمع يونجاي لكل شيء من الداخل تحول قلقه لابتسامة وشعر أن فتاته تمكنت أخيرا من قول كل ما بداخلها دون أن تخاف من جرح مشاعر الناس الذين آذوها...الآن بعد أن حصل ما أراده يمكنه البقاء بجانبها دون الخوف من أن يبقى قلبها معلقا مع شخص آخر

دخلت نانا المنزل واستلقت على سريرها وعلى وجهها ابتسامة عذبة وبينما يونجاي يراقبها أحس بنفس سعادتها
-نانا:أوووه ياله من شعور! أشعر برحابة صدر...كما لو أن حملا انزاح عني
-يونجاي:كان كلامك رائعا
-نانا:كان هذا الكلام مخزنا في صدري لسنتين ونصف وفي كل مرة كنت أتخيل أنني أعاتب ذاك الأهوج حتى صرت أعرف بالضبط ما أقوله له...أتعلم؟ في النهاية هذا الانفجار العظيم لم يكن سوى بسبب تراكم الضغوطات والمشاكل علي لذا أنا مدينة لكل ذلك الحظ السيء الذي واجهته اليوم
-يونجاي:سعيد بسماع ذلك
-نانا:الآن سأنام مرتاحة...من كان يدري أن يوما مروعا كهذا سينتهي هذه النهاية السعيدة

في الغد وبينما يونجاي يتجول في الثانوية مع صديقيه تشاو وجيسو فإذا بسيلا تمر بجانبهما
-سيلا(بلطف) :مرحبا يونجاي

بمجرد أن سمع صوتها اختبأ خلف تشاو
-سيلا(بلطف) :لا تقلق فلن أحاول الاقتراب منك مجددا
-جيسو:فقط حاولي...كوني ممتنة أنني لم أخبر أمي عما حصل وإلا كانت ستقتلك
-تشاو:ماذا حصل؟
-جيسو:أنت لا تتدخل
-يونجاي:ما حصل أنهما تتشاجران كالعادة
-تشاو:أنا حقا أشعر بالفضول تجاه السبب الذي يجعلكما تتشاجران طوال الوقت
-سيلا:أنا مثلك...لو كنت أعرف لربما حللت الموضوع
-جيسو:لا يمكنكِ حله...إنه أكبر من أنفك
-سيلا:حسنا...ماذا عن المحاولة؟
-يونجاي:لماذا لا تخبريننا فقط ما الذي فعلته حتى نكون في الصورة ونلومها معكِ إن أمكن
-جيسو:حسنا سأقول...تجهزا

أشارت بإصبعها نحو سيلا كما لو أنها توجه إليها اتهاما بالغ الخطورة
-جيسو(بدرامية) :هذه الحقيرة المستفزة التي أمامكم...خربت أحمر شفاهي المفضل

هدوء رهيب عم المكان وصمت من جميع الموجودين هناك تلاه صوت صرصور الليل
-تشاو:تمزحين؟

جثت جيسو على ركبتيها وكانت على وشك البكاء
-جيسو(بدرامية) :لقد كان سعره غاليا وقد أحببته بجنون...إنه ماركة مذهلة ولن أجد مثلها أبدا حتى ولو قلبت الدنيا رأسا على عقب...كان سندي وحياتي وكل شيء لدي والآن بعد أن خسرته لن أستطيع المواصلة...

رفعت رأسها فرأت يونجاي وتشاو وسيلا مبتعدين غير آبهين لما تقوله
-سيلا:سأدعوكما على الصودا
-يونجاي وتشاو:موافقان

نفضت جيسو ملابسها بسرعة من التراب العالق عليها وركضت خلفهم
-جيسو(بصراخ) :انتظروني

في استراحة الغداء اجتمع يونجاي بصديقيه ليتناولوا الطعام
-تشاو:يونجاي...لماذا لا تخبرنا عنها؟
-يونجاي:من!
-تشاو:نانا...أقصد وقوعك في حبها
-يونجاي(بتوتر) :لا أعلم عما تتحدث
-تشاو:إذاً...لماذا لون وجهك أحمر؟
-يونجاي(بتوتر) :هههه حقا؟

أخرجت جيسو مرآتها ووضعتها في وجه يونجاي فنظر لنفسه وأدرك كم هو محرَج
-جيسو:فقط أخبرنا...لا داعي لأن تكون كتوما هكذا فنحن صديقاك
-يونجاي(بتوتر) :حقا ما من شيء مهم لأقوله
-تشاو:في المساء سأخبرها بأنك تحبها إذًا
-يونجاي(بصراخ) :لاااا لا تفعل
-تشاو:ستخبرنا أم ماذا؟
-يونجاي:تشه...حسنا حسنا...أنا معجب بها وماذا في ذلك؟
-تشاو:كم عمرها بالضبط؟
-يونجاي:26
-تشاو:وأنت 19!
-يونجاي:سأبلغ العشرين خلال أيام فما المشكلة؟
-تشاو:أظنك جننت...تبدوان كالآجوما وابنها
-يونجاي(بتجهم) :تشبيهك مثل وجهك
-جيسو:لا أظن أن علاقتكما ستستمر أكثر من شهر
-يونجاي:لكنني لا أريد أي علاقة
-تشاو:ماذا تريد إذًا؟
-يونجاي:لا شيء سوى البقاء بجانبها ومساندتها
-جيسو:هذا مرعب...أنت تقتل نفسك لأجل إسعادها
-يونجاي:لا أبدا...أنا بخير...بما أنها غير مرتبطة فسأكون بخير...وبعد أن ترتبط وتتزوج سأتراجع وأتركها
-جيسو(بحزن) :ألن يؤلمك ذلك؟
-يونجاي:الحقيقة...ليس مؤلما كالبقاء معها وهي متزوجة
-جيسو(بحزن) :هذا حقا محزن...لم أكن أعلم أنك هكذا يا يونجاي
-يونجاي:دعونا من ذلك...متى سنكتب البحث الذي أعطانا الأستاذ؟
-جيسو:اليوم
-يونجاي:لنذهب لمنزلي إذًا
-جيسو:وماذا عن منزلي؟
-يونجاي:تذكري ما حصل آخر مرة هناك
-جيسو:لا تقلق...هذه المرة إن حاولت سيلا الاقتراب منك فسأقتلها
-تشاو:اقتربت منك! واو! هذا جريء جدا
-يونجاي:أول مرة تعرفت عليها كانت خجولة جدا وبالكاد تستطيع رفع ناظريها نحوي
-جيسو:قلة أدبها جعلتها تنسجم بسرعة

في المساء أنهى يونجاي حصصه الدراسية وذهب مع جيسو لمنزلها وبينما هما في غرفتها يدرسان عادت سيلا ورأت حذاء يونجاي في خزانة الأحذية
-سيلا:أمي...هل لدينا ضيوف؟
-سيدة آبي:نعم...يونجاي من المرة الماضية
-سيلا(بحماس) :مجددا!
-سيدة آبي:إياك وإزعاجهما مجددا وإلا ستضربك جيسو
-سيلا:طبعا أمي

بينما جيسو ويونجاي يدرسان معا فإذا بجيسو تنهض من كرسيها لتخرج
-يونجاي:إلى أين؟
-جيسو:الحمام
-يونجاي:لكن ستأتي سيلا
-جيسو:لن تفعل...أظن أنها تعلمت الدرس منذ آخر مرة
-يونجاي:أتمنى ذلك
-جيسو:لن أتأخر

بمجرد أن خرجت وأغلقت الباب خلفها استغلت سيلا الفرصة ودخلت عند يونجاي وعندما رآها وقف من الكرسي وهرب نحو زاوية الغرفة
-سيلا(بخبث) :يونجاي...مرحبا
-يونجاي(بخوف) :أرجوكِ لا تكرريها مجددا...من فضلك
-سيلا(بخبث) :لكنني لن أفعل شيئا...لا تقلق
-يونجاي(بخوف) :حسنا غادري إذًا
-سيلا(بخبث) :بعد أن...

ركضت نحوه ومن شدة خوفه أغمض عينيه ولكن ما كان يظنه لم يحصل لأنها شدته من يده وأخذته نحو المكتب وجلست بجانبه...وبينما يراقبها حملت أحد أقلام جيسو الملونة وأخذت يده ورسمت على معصمه قلبا وكتبت تحته اسميهما
-سيلا:هذه هدية مني لك...أتمنى أن تنال إعجابك

رفع يده وحدق بالرسمة للحظات
-يونجاي:لماذا رسمتها؟
-سيلا:حتى تعرف بقية الفتيات أنك لي فقط وتبتعدن عنك

نهضت من على الكرسي وغادرت وقبل أن تغلق الباب خلفها ابتسمت ليونجاي ولوحت له...بعد أن ذهبت رفع يده وبقي يحدق بالرسمة التي عليها
-يونجاي(يفكر) :ليت نانا تفكر هكذا تجاهي

بعد الانتهاء من البحث وقف يونجاي عند باب المطبخ مع جيسو ووالدتها
-سيدة آبي:زرنا مجددا
-يونجاي:شكرا
-سيدة آبي:خذ معك بعض الفطائر فقد أعددتها قبل قليل

مد يديه ليمسك بطبق الفطائر فلاحظت جيسو الرسمة التي على معصمه
-جيسو(بصراخ) :سيلاااااااااا...هل فعلتها مجددا؟

أخرجت سيلا رأسها من غرفتها
-سيلا:فعلت ماذا؟
-جيسو(بصراخ) :سأريك

هجمت عليها وقامت بشدها من شعرها والأخرى تحاول تحرير نفسها ورغم أن الحرب هناك طاحنة لكن والدتهما عادت للمطبخ لتغسل الأواني
-يونجاي:عمتي...عليكِ فعل شيء لهما
-سيدة آبي:لماذا؟ ستتعبان بالفعل بعد عدة دقائق وتتوقفان
-يونجاي:لكن ماذا لو تأذت إحداهما؟
-سيدة آبي:ههههههه لا تقلق...أنا معتادة على الأمر...لن يكون هناك سوى بعض الخدوش والكدمات وستشفيان منها بسرعة

أدرك يونجاي أن الأمر طبيعي بين أي أخوين أن يتشاجرا ولكن لن ينتهي بهما الأمر لقتل بعضهما...لذا هز كتفيه وعاد لمنزله وهو يفكر بشجاراته مع أخيه



عدل سابقا من قبل بثينة علي في الأحد فبراير 19, 2023 12:58 pm عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1234
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة فَجْوَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة فَجْوَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة فَجْوَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الثلاثاء مايو 10, 2022 1:26 am

رواية فجوة : الفصل الحادي عشر



بينما جيسو في غرفتها طرقت عليها سيلا الباب ودخلت
-سيلا:مرحبا
-جيسو:ما الأمر؟ تحولتِ لمهذبة فجأة
-سيلا:حان الوقت لكي أغير من نفسي
-جيسو(بصدمة) :من أنتِ؟ لستِ أختي بكل تأكيد
-سيلا:لننهي كل الخلافات التي بيننا ونتصالح
-جيسو(بصدمة) :حسنا

أخرجت سيلا من جيبها أحمر شفاه وأعطته لجيسو
-سيلا:إنه أحمر شفاهي المفضل...بتقديمه لكِ أشعر وكأنني أقدم شيئا من روحي...لكن كما قلتِ فإنكِ خسرتِ أحمر شفاهكِ المفضل أيضا وعلي تفهمك
-جيسو(بلطف) :أووه إنها أول مرة تكلمينني بهذا الأسلوب

أمسكت جيسو أحمر الشفاه وفتحته فوجدته مستخدما وعلى وشك الانتهاء
-جيسو(بتجهم) :يالكِ من مخادعة...أتعتبرين هذا هدية اعتذار؟
-سيلا:أعلم انه مستخدم لكن صدقيني فهو يعني الكثير لي
-جيسو:تشه...النية هي الأهم
-سيلا:متفقتان إذًا؟
-جيسو:هههه بلى
-سيلا(بحماس) :ويمكنني أن أنضم إلى مجموعتك؟
-جيسو:لا...أبدا...ولا في أحلامك
-سيلا(بتجهم) :تبا...إذًا أعيدي لي أحمر شفاهي

سحبته منها وهربت ركضا
-جيسو(بصراخ) :كنت أعلم أن كل هذا لأجل مصالحك

بعد أن عاد يونجاي للمنزل تناول طعامه وغير ثيابه وقبل أن يخرج رأى يونو يغادر الحمام
-يونجاي:مهلا...هل حللت مشكلتك؟
-يونو:وما علاقتك؟
-يونجاي:اممممم فقط أردت الاطمئنان على أمورك
-يونو:احشر أنفك الصغير مثلك في مكان آخر
-يونجاي:كما تريد...آسف لتدخلي

فاجأتهما أمهما وهي تخرج من غرفة نومها فصمتا
-الأم:يونو...هل أنت جائع؟ هل أعد لك الطعام؟
-يونو:سآكل في الخارج
-الأم:أنت تتناول الطعام كثيرا في الخارج فلماذا لا تشاركنا؟ طعام المنزل صحي ولذيذ وتوفيري
-يونو:ربما لاحقا
-الأم:ومن فضلك عد باكرا لكي لا أقلق عليك
-يونو:حسنا

غادر المنزل وعندما نظر يونجاي لوجه والدته رأى كم كانت حزينة وقلقة
-الأم(بحزن) :متى سأستطيع معانقته مجددا؟
-يونجاي(بابتسامة) :عانقيني أنا بدلا عنه

كانت دموع الأم على وشك الانهمار لكنها ابتسمت وعانقت يونجاي بحرارة
-الأم:أشكرك يونجاي...أنت الوحيد الذي يجعلني أشعر بأن الأمور على خير ما يرام رغم أنها أحيانا ليست كذلك
-يونجاي:لا تقلقي عليه...إنه كبير ويعرف كيف يهتم بنفسه
-الأم:أحيانا أشعر أنه ضائع ولا يعرف ما يفعل...على أحدهم أن يدله
-يونجاي:سأحاول معه...صدقيني سأبذل جهدي
-الأم:ممتاز...والآن بما أنك عدت فيمكنني المغادرة
-يونجاي:إلى أين؟
-الأم:خالتك مريضة وعلى شفا حفرة من الموت لذا سأذهب للاعتناء بها وقد أبقى في بيتها طويلا
-يونجاي:لكنكِ متعبة هذه الأيام...هل أرافقك؟
-الأم:لا...لديك دراسة...ثم لا تقلق...سأكون بخير وخالاتك الأخريات سيكن هناك ليساعدنني
-يونجاي:جيد...رافقتكِ السلامة
-الأم:اعتني بنفسك وكل من المطاعم لحين عودتي
-يونجاي:حاضر

بعد مغادرتها ذهب يونجاي لمنزل نانا وبمجرد أن دخل أوقفته عند الباب
-نانا:مهلا...أريد بطاقة هويتك
-يونجاي:ها! لماذا؟
-نانا:سر
-يونجاي:هل ستقومين برفع شكوى ضدي؟
-نانا:ههههههه لا أبدا...فقط أعطني إياها

أعطاها بطاقته فنظرت إليها نظرة عميقة ثم أعادتها إليه
-يونجاي:جديا...لماذا تخططين؟
-نانا:هههه أخبرتك أنه سر...ستعرف في الوقت المناسب...لنلعب ألعاب الفيديو

جلسا أمام مشغل الألعاب وعندما أعطته نانا يد التحكم مد يده ليمسكها فظهرت الرسمة التي رسمتها له سيلا على معصمه
-نانا(بلطف) :أوووه يونجاي! هل حصلت على حبيبة؟

نظر لمعصمه وتذكر الرسمة فخبأ يده خلف ظهره
-يونجاي(بتوتر) :لا أبدا...ليس الأمر كما تظنين...لا أملك حبيبة
-نانا:أشعر بالغيرة

انصدم مما سمعه ووسع عينيه ظانا أنها تغار عليه وتحبه
-نانا:أشعر بالغيرة لأنك مرتبط وأنا لا...إذًا ما هو هذا الشيء؟
-يونجاي(بتوتر) :صدقيني لست مرتبطا...وهذه الرسمة...قصتها مختلفة تماما
-نانا:هههه أخبرني بها إذًا
-يونجاي(بتوتر) :حقا لا أريد التكلم عنها...فقط لنغلق الموضوع ونلعب الألعاب الإلكترونية

بدآ بلعب الألعاب الإلكترونية وكالمعتاد كانت نانا الوحيدة التي تفوز...وبينما هما مركزان على اللعب رن هاتف يونجاي فترك اللعبة ليرى الرقم الذي يتصل به
-يونجاي:أليس هذا رقم الشرطة؟
-نانا:ها! ما الذي حصل!؟
-يونجاي:لا أعلم...سأرى

فتح الخط ووضع الهاتف على أذنه وهو يرتجف من الخوف فقد أصابه شعور رهيب بأن هناك شيئا سيئا قادما على الطريق
-يونجاي:ألو
-الشرطي:تشا يونجاي؟
-يونجاي:بلى
-الشرطي:يؤسفنا أن نبلغك أنه حصل حادث سير مروع في أحد الطرق الفرعية وتأذى الكثير من الناس ووالدتك واحدة منهم...أتمنى أن تحضر للمستشفى المركزي للاطمئنان عليها
-يونجاي(بقلق) :شكرا...سأذهب فورا

أسرع بارتداء حذائه وهو يرتجف ولم يكلم نانا عن أي شيء حتى قلقت عليه
-نانا:ماذا هناك؟
-يونجاي(بقلق) :أمي أصيبت بحادث سير...أنا ذاهب لرؤيتها في المستشفى
-نانا:يا إلهي! سآتي معك
-يونجاي(بقلق) :هيا

رافقته نحو المستشفى ولكن لم يسمحوا لهم بدخول قسم الطوارئ هم وكثير من الناس الذين جاؤوا ليطمئنوا على أهلهم...وبسبب عدد المصابين الكثير طُلب منهم الانتظار فترة من الزمن وحين ينتهون من كل المرضى سيخبرونهم بأحوال كل واحد منهم
-يونجاي(بقلق) :أتمنى أن تكون بخير
-نانا:ماذا عن أخيك؟ هل يعلم؟
-يونجاي:لا أظن...لو كان يعلم لأتى
-نانا:اتصل به
-يونجاي:لكنه مزعج
-نانا:عندي شعور أنه لا يعلم لذا اتصل به فورا
-يونجاي:حسنا

أخرج هاتفه وتردد كثيرا لكن في النهاية اتصل بيونو

كان يونو وقتها يقف على قارعة الطريق يدخن سيجارة إلى أن ورده اتصال
-يونو(بسخرية) :تشه...أول مرة يتصل بي هذا المدلل...لا بد أن نهاية العالم قريبة

رد على المكالمة وأخذ نفسا قويا من السيجارة لكنه أوقعها حين سمع ما يقوله يونجاي
-يونجاي:يونو...أمي في المستشفى...لقد تعرضت لحادث سير وحياتها في خطر

لم يتمكن يونجاي من سماع شيء سوى صوت ارتطام ثم انقطع الخط
-نانا:ماذا قال؟
-يونجاي:لا شيء...أغلق الخط في وجهي
-نانا:ياله من لئيم! كيف لم يسأل عن صحة أمه حتى!
-يونجاي:دعينا لا نحكم عليه...ربما هو مصدوم أو أنه قادم الآن
-نانا:صحيح...لننتظر ونرى

حاول يونو السيطرة على نفسه لكنه أحس فجأة بالعالم يدور حوله وبأنه لا يقوى على الوقوف على قدميه...كان كل ما يراه هو صورة والده الذي مات في الحادث وهو مقطع لأشلاء وبسبب مخاوفه أحس أن أمه ستكون على نفس الحالة

استند على الحائط ليوازن نفسه وسار بخطوات بطيئة إلى أن طلب سيارة أجرة وتوجه نحو المستشفى...طوال الطريق كان يرتجف ويهذي لدرجة أن سائق السيارة لاحظ ذلك وأعطاه قنينة ماء

وصل أخيرا للمستشفى وهذه المرة لم يستطع تحمل القلق لذا دخل هناك ركضا وتعثر بالدرج...ورغم شعوره بألم في ركبته نهض بسرعة وتوجه إلى قسم الطوارئ

كانت نانا تحاول مواساة يونجاي بشتى الوسائل إلى أن لمحت يونو يركض نحوهما ثم أمسك بيونجاي من ياقة قميصه مهددا
-يونو(بغضب) :أيها الوغد...إنه خطؤك...لو أنك لم تسمح لها بالمغادرة لما حصل كل هذا

أمسكته نانا من يديه ودفعته بعيدا عن يونجاي
-نانا:لا تلم أخاك فهو الآخر لم يكن يعلم أن هذا سيحصل وإلا لمنعها من الذهاب
-يونو(بغضب) :لا تتدخلي
-نانا:حسنا...تمالك نفسك...لن أتدخل ما دام الوضع هادئا بينك وبين يونجاي
-يونو(بغضب) :إن حصل شيء لأمي فأنت من ستدفع الثمن

جلس يونو في كرسي بعيد عنهما وظل الجميع صامتين إلى أن جاءت الممرضة
الممرضة:من لديه مريض في الداخل؟
-يونجاي:أنا
-الممرضة:أعطني الاسم لو سمحت
-يونجاي:السيدة تشا هيجو
-الممرضة:إنها بخير...مجرد كسر في ذراعها نتيجة ارتطامها بالكرسي...يمكنك الدخول ورؤيتها

بينما يونو يستمع لذلك لم يبدي أي ردة فعل تذكر ثم استدار مغادرا لكن نانا لاحظت ذلك وأرادت التدخل
-نانا:لا تذهب...ادخل وتحدث مع والدتك
-يونو:لا شأن لك
-نانا:أعلم أنه لا شأن لي...لكن...من ردة فعلك عرفت كم تحب أمك وتخاف عليها...لا تتظاهر بالكبرياء وهيا ادخل
-يونو:للمرة الثانية لا شأن لك...مرة أخرى بعد وسأقول كلاما يجعلك تندمين

نغزها يونجاي من يدها لتتوقف لكنها لم ترضى ذلك قبل أن توصل جميع المشاعر والأحاسيس التي تنتابها
-نانا:اسمع...أعلم بخصوص ما حصل لوالدك وبأنه توفي أمام عينيك وتم إخراجه أمامك مقطعا لقطع...أعلم أنك تعاني منذ طفولتك خوفا من أن يتكرر ذلك المشهد...أنت تمتلك عقدة تجعلك تخاف التعلق بالناس مثلي تماما...أنا أيضا أخاف من الوقوع في الحب...لذلك فقط عليك تجاوز هذه العقدة...اذهب لأمك هيا فلا بد أنها تنتظرك
-يونجاي(بهمس) :نونا...من فضلك
-نانا:عانقها وقبلها على جبهتها وأخبرها أنها غالية عليك وتخاف فقدانها...فقط لا تدع شيئا من الماضي يحطم علاقتك بأمك لأنها إن أصابها مكروه أو رحلت فستندم طوال حياتك لأنك لم تعبر لها عن مدى حبك

بقيت تنتظر رد فعله وعندما استدار نحوها بدا في قمة الغضب
-يونو(بغضب) :أنت أيها الدلوع المدلل...هل أخبرت حبيبتك بمشكلتي؟ كيف تجرأت على ذلك؟
-يونجاي:ليست حبيبتي
-يونو(بغضب) :بالطبع ليست حبيبتك لأنك تكن لها مشاعر من طرف واحد...لقد تحديت أوامر أمك لأجلها وفعلت المستحيل فقط لتبقى بجانبها فلا تتظاهر بعكس ذلك أيها الحقير

التزم يونجاي الصمت فورا أما نانا فحدقت به منتظرة أن يجيب بشيء ما فهي لم تصدق ما تسمعه
-يونو(بغضب) :ها قد أفشيت سرا مهما من أسرارك...هل هذا ممتع؟ إذًا لماذا أفشيت سري؟ لماذا تكلمها عني أصلا؟ ما بالك أيها الوغد؟ تعرف جيدا أنني أكره أن يعرف الناس بقصتي فلماذا أخبرتها؟

لحسن الحظ تدخلت الممرضة وأوقفت الشجار وطلبت من الجميع التزام الهدوء
-يونو:سأخبرك بشيء أخير...هذه الفتاة التي تبوح لها بأسرار عائلتك ستتركك في النهاية...أنت بالنسبة لها مجرد طفل...هل تسمع؟ طفل...لا تتوقع منها أن تبادلك الحب فهذا مستحيل...احلم فقط بأحلام من مقامك وليس أكبر منك

غادر يونو المستشفى وترك الجو مشحونا بالطاقة السلبية...كان يونجاي بالكاد يستطيع رفع رأسه من الأرض لذا حاولت نانا تدارك الأمر وابتسمت بتكلف
-نانا:اذهب واطمئن على والدتك هيا...لا تقلق علي...سأعود للمنزل...حظا موفقا

هز رأسه بالموافقة ثم أسرع لغرفة الطوارئ...بعد مغادرته خرجت نانا ووقفت عند باب المستشفى وبينما الرياح تلعب بشعرها أغمضت عينيها وتنهدت بحزن فقد أدركت أن شيئا ما سيتغير بينها وبين يونجاي منذ هذا اليوم

بينما يونجاي يتجول في قسم الطوارئ رأى الكثير من الناس الذين يعانون من إصابات بليغة والبعض منهم مغطى بغطاء أبيض والبعض الآخر على خير ما يرام...وفي النهاية رأى أمه مستلقية على أحد أسرة الإسعاف
-يونجاي:أمي!
-الأم:يونجاي عزيزي...ما هذا الغباء؟ لماذا لا يسمحون لي بالمغادرة؟ إنه مجرد كسر

عانقها وابتسم من أعماق قلبه
-يونجاي:الحمد لله أنكِ بخير...كسر في الذراع لا يقارن بأولئك الذين وُضع عليهم الغطاء الأبيض
-الأم:لنعد للمنزل...هذا المكان لا يريحني ففيه الكثير من الدم
-يونجاي:فورا...سأوقع وأعود لآخذك

اصطحب يونجاي أمه للمنزل واشترى لها الطعام من الخارج ثم نامت بعد أن تناولته

بعد ان صعد لغرفته تفقد هاتفه فوجد رسالة من نانا تطلب منه أن يقابلها عند مدخل الحي لأمر ضروري

ذهب للمكان المطلوب فوجدها تجلس تحت الشجرة التي احتفلا تحتها بعيد ميلادها وبدت غريبة وباردة الملامح
-يونجاي:لقد أتيت
-نانا:تعال...لدي سؤال مهم لك وأجبني بصراحة
-يونجاي:نعم؟
-نانا:هل ما قاله يونو اليوم صحيح؟

التزم يونجاي الصمت نهائيا وتركها تحدق به بترقب
-نانا(بحدة) :فقط تكلم...قلها...هل أنت حقا واقع في حبي؟
-يونجاي:بلى

ابتسمت بسخرية واستدارت للاتجاه المعاكس لكن سرعان ما تحولت ابتسامتها لتكشيرة مرعبة
-نانا(بحدة) :لماذا فعلت ذلك؟ لماذا قررت تخريب صداقتنا الجميلة؟ لقد وثقت بك وائتمنتك على كل أسرار حياتي فلماذا خنت الأمانة؟ ما الذي سنفعله الآن؟ لن نستطيع أن نخرج معا ونكون عفويين مع بعضنا...يونجاي...أنت حقا مثير للشفقة وبائس...

أنهت كلامها بصرخة عالية ولكنها لم تكتفي من توبيخه بعد
-نانا(بحدة) :هل كنت تنتظر مني حقا أن أحبك؟ ما الذي تظنه؟ أنا أكبر منك بست سنوات...أنا وأنت سنكون أضحوكة أمام الناس...فقط اشرح لي ما الذي فعلته بحقك حتى تخرب علاقتنا هكذا...أريد فقط ضربك وضربك ملايين المرات حتى تتعلم التصرف بعقلانية...توقف عن حبي لو سمحت لأنني لن أبادلك المثل...أبدا
-يونجاي(ببرود) :لقد فهمتِ الأمر بشكل خاطئ...أنا لا أنتظر منك الحب المتبادل...لقد استسلمت منذ زمن...ولم أكن أخطط حتى لأعترف لك...لقد أردت فقط أن أبقى بجانبك وأشجعك لحين تجدين شريك حياتك...كنت فقط أستمر بالعطاس حين تقتربين مني وهذا الشعور يحمسني...أعلم أن ما فعلته لا يغتفر لكنه لم يكن قراري...لقد انجذبت نحوك حتى دون أن أشعر...آسف حقا إن كان تصرفي الغير مسؤول هذا قد آذاكِ بأي شكل من الأشكال
-نانا(بحدة) :توقف عن الاعتذار...لا أحتاج اعتذاراتك...أحتاج فقط شيئا يغطي خيبة الأمل التي أشعر بها الآن
-يونجاي(ببرود) :أنا مثلك أعلم أن صداقتنا انتهت بخيبة أمل...آسف جدا...آسف مليون مرة وليس بيدي غير الاعتذار...تصبحين على خير

عاد يونجاي لمنزله واستلقى على سريره فبدأت تأتيه الذكريات التي تجمعه بنانا وأحدها يوم تقابلا أول مرة

• قبل 11 شهر :
انتقلت نانا للحي حديثا ولم تكن تعرف الكثير عن النقل والمرافق العامة...وعندما خرجت للعمل صباحا وقفت في موقف الحافلات ويونجاي بجانبها
-نانا:عفوا...هل لي بسؤال؟
-يونجاي:تفضلي
-نانا:الحافلة رقم 16 تمر من هنا صحيح؟
-يونجاي:بلى
-نانا:شكرا لك

صمت كلاهما ووقفا ينتظران الحافلة ولكن يونجاي شعر بشعور غريب حين تلاقت أعينهما بينما يتكلمات...كانت تلك المرأة جميلة جدا في نظره ولطفها وصوتها الرقيق هما ما زاداها جمالا
-نانا:هل تعيش في هذا الحي؟
-يونجاي:بلى
-نانا:أين منزلك؟
-يونجاي:هناك...إنه مطلي باللون الرمادي
-نانا:جميل...أنا أعيش بجانبه مباشرة...أمر مذهل أن أتعرف على جيراني بهذه الطريقة...اسمي آهن نانا...ما اسمك؟
-يونجاي:تشا يونجاي
-نانا:تشرفت بك...واسمك أيضا لطيف جدا...سأحاول حفظه
-يونجاي:شكرا
-نانا:في أي صف تدرس؟
-يونجاي:السنة النهائية في الثانوية
-نانا:جيد...اهتم بدراستك جيدا...أنا تخرجت منذ سنوات وأعمل في شركة هواتف
-يونجاي:بالتوفيق
-نانا:ههههه آسفة لأنني أتحدث كثيرا معك منذ أول لقاء...هذه عادتي...أتكلم كثيرا وأسأل كثيرا وأحب تكوين الصداقات...أرجوك لا تظن أنني غريبة أطوار
-يونجاي:لا أبدا...لم أظن ذلك

توقفت الحافلة التي تقل نانا فانحنت ليونجاي ثم ركبتها
-نانا:نهارا سعيدا...اعتني بنفسك

بعد أن صعدت الحافة أحس بسعادة غامرة وابتسم تلقائيا...عادة هو لا يأخذ أي انطباعات عن الناس من أول مرة لكن تلك الشابة جعلته يشعر بكمية اللطف والإيجابية والقلب الأبيض الذين تمتلكهم

•••••••••••••••••••••••

بينما يفكر في ذكرياتهما معا ويتألم كانت نانا هي الأخرى جالسة على الكرسي بقرب النافذة وتحدق بالخارج...كان الظلام دامسا في السماء كسواد قلبها ذاك اليوم لذا شعرت باكتئاب قاتل...فجأة عاد لها شعور الوحدة القديم...شعور أن لا تجد أبدا من يفهمها ويساندها حين تكون حزينة...لم يكن لديها سوى يونجاي ولكنه الآن غير موجود

مررت أصابعها على زجاج النافذة وهي تتنهد بعمق ومع كل تنهيدة تشعر أن صدرها يضيق بدل أن يتسع...ربما صداقتها بيونجاي آذتها أكثر مما آذاها الحب

هكذا وببساطة انتهت روايتهما معا وقد تقرر أن يكون ذلك اليوم هو آخر صفحة تجمعهما معا

عاد يونو للمنزل في وقت متأخر فوجد يونجاي ينتظره في غرفة المعيشة ويشاهد التلفاز
-يونجاي:في حال أردت أن تعرف فهي بخير وقد نامت منذ فترة طويلة
-يونو:أعلم ذلك...لقد تعمدت المجيء بعد موعد نومها
-يونجاي:ما فعلتَه اليوم كان قذرا جدا وبسببه خسرت صداقة الآنسة نانا...لكن لن ألقي اللوم سوى على نفسي لأنني أنا من بدأت تسريب أسرارك
-يونو:جيد أن تعترف بخطئك...هذا سيعلمك أن لا تتدخل في شؤوني مرة أخرى
-يونجاي:هل ستذهب عند أمي أم ماذا؟
-يونو:سأفكر بالأمر
-يونجاي:لا تستغرق كثيرا للتفكير فأمي حساسة وستنجرح إن لم تطمئن عليها في محنة كهذه
-يونو:لا تملي علي ما أفعله أيها المدلل
-يونجاي:حسنا حسنا...لكن فكر بعقلانية أرجوك...أفعالك تؤذيها بطريقة غير مباشرة...لقد أخبرتني اليوم أنها تريد معانقتك...فقط تخلى عن القليل من كبريائك وعانقها
-يونو:أوووف يالك من متفلسف...قلت لك سأفكر في الأمر
-يونجاي:كما تريد...تصبح على خير

حدق كل منهما بالآخر لعدة لحظات ثم ذهبا لغرفتهما للنوم...بينما كانا يتناقشان كانت والدتهما مستيقظة وقد استمعت لكل حديثهما وهي الآن تشعر بالفضول أكثر لمعرفة ما يحصل بينهما وما علاقة نانا بالموضوع

قبل أن يستلقي يونجاي في سريره نظر عبر النافذة فرأى الضوء الخاص بغرفة نوم نانا ما يزال شغالا...حتى هي الأخرى لم تتمكن من النوم باكرا
-يونجاي(بهمس) :ليلة سعيدة...نونا...كما لو أننا لم نتخاصم من الأساس...ربما ستغيرين رأيكِ غدا



عدل سابقا من قبل بثينة علي في الأحد فبراير 19, 2023 1:02 pm عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1234
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة فَجْوَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة فَجْوَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة فَجْوَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الثلاثاء مايو 10, 2022 1:49 am

رواية فجوة : الفصل الثاني عشر



استيقظ يونجاي في الصباح وجهز الفطور له ولوالدته ثم انتظرها حتى قامت من سريرها واستقبلها بوردة
-يونجاي:صباح الفل لأمي الغالية...كيف حالك اليوم؟
-الأم:ههههه كم هذا لطيف! أصبحت تدللني أكثر من ذي قبل
-يونجاي:تستحقين ذلك...هل تحتاجين أي شيء؟
-الأم:أبدا...رافقتك السلامة
-يونجاي:سأعود في استراحة الغداء وأحضر لكِ معي الطعام فانتظريني
-الأم:لا حاجة لذلك...ثانويتك ليست قريبة وقد تتأخر ولا تملك الوقت الكافي لتأكل أنت أيضا
-يونجاي:لا بأس...سأكون بخير حين أراكِ بخير

دخل يونو المطبخ فقاطع حديثهما
-يونو:لا تقلق بشأن ذلك أيها المدلل فلدي صديق يملك مطعما وخدمات توصيل...سأطلب منه أن يوصل لها الطعام والحساب علي
-الأم:فكرة مريحة للجميع

نظر يونجاي في عيون يونو لفترة محاولا أن يلمح له بشيء ما
-يونو:اذهب لدراستك
-يونجاي:إلى اللقاء أمي

بسبب تأخر الوقت ركض يونجاي نحو الموقف وهو ينظر لساعته وقبل أن يصل إليه رأى نانا تقف هناك ويبدو أنها هي الأخرى تأخرت...بسبب العلاقة المتوترة التي بينهما توقف عن الركض ومشى بهدوء لكي لا يلفت انتباهها ثم وقف خلفها

رغم أنها حزينة وتفتقده لكنها ظلت مخفضة رأسها تحدق بالرصيف خوفا من أن يتقابلا...لكن لم تكن لديها أي فكرة أنه يقف خلفها بعدة خطوات

شعرت بشيء يحك عينها لذا أخرجت المرآة من حقيبتها وبعد أن تفقدتها وجدت أنه ما من شيء...لكن عن دون قصد قامت بإمالة المرآة جانبا فرأت يونجاي خلفها يحدق بها وكرد فعل منه حاول النظر بعيدا

بعد أن أدركت أنه خلفها خبأت المرآة في حقيبتها وتظاهرت أنها لم ترى شيئا حتى أنها لم تنتبه لحافلتها التي أتت إلا في آخر اللحظات فركبتها بسرعة وغادرت

ذهب يونجاي للثانوية وقام بحضور حصصه الدراسية إلى أن حان موعد الاستراحة فاتصل بأمه
-يونجاي:هل تناولتِ غداءك؟
-الأم:بلى...لقد وصلني للتو
-يونجاي:بصحتك...كلميني إن احتجتِ أي شيء

قطع الخط وجلس بجانب رفيقيه اللذان كانا يلعبان حجرة ورقة مقص وكلاهما يختاران نفس الحركة
-جيسو:كف عن تقليدي
-تشاو:أنتِ كفي عن ذلك
-يونجاي:الامتحانات النهائية قريبة
-تشاو:نعلم
-جيسو:نحن ذاهبان اليوم للسينيما...هل تأتي؟
-يونجاي:لا
-جيسو:كالمعتاد...ما كان علي سؤالك
-تشاو:الدراسة مملة أحيانا لذا علينا الترفيه عن أنفسنا
-يونجاي:لكنك تدرس خمس دقائق وتلهو أربع ساعات...لا تحاول التظاهر بأنك تلميذ مجتهد
-تشاو:معك حق...كشفتني

في نهاية اليوم ذهبت جيسو مع تشاو للسينيما وبينما يشاهدان الفيلم رأيا نانا تجلس في كرسي قريب منهما وبدت حزينة وبالكاد ركزت على عدة لقطات من الفيلم
-جيسو:إنها الآنسة نانا التي يحبها يونجاي
-تشاو:لنرسل له رسالة لعله يغير رأيه ويأتي

التقطت جيسو صورة لها كانت بالكاد ظاهرة فيها وأرسلتها ليونجاي وكتبت تحتها "تعال...حبيبتك هنا"

بينما يونجاي في الحافلة عائد للمنزل وصلته الرسالة فانصدم ولكنه لم يستغرق وقتا طويلا ورد "لا أريد...لقد تشاجرنا...لم يعد هناك أي شيء بيننا ولا حتى الصداقة...إياكما والكلام معها...ثم هي ليست حبيبتي"
-جيسو:تشاجرا! لماذا؟
-تشاو(بخبث) :لنصالحهما
-جيسو:رأيت ما قاله يونجاي
-تشاو(بخبث) :ومتى استمعنا لكلام يونجاي؟
-جيسو:هههههه معك حق

عند انتهاء الفيلم أسرع كل من تشاو وجيسو لللحاق بنانا
-جيسو:آنسة نانا
-نانا:أو! أهلا
-جيسو:نحن تشاو وجيسو صديقا يونجاي...هل تتذكريننا؟
-نانا:آه بلى
-جيسو:هل أنتِ منشغلة الآن؟
-نانا:لا...تم تسريحي من العمل مبكرا فأردت الترفيه عن نفسي...تعاليا...سأدعوكما على المثلجات

ذهب ثلاثتهم للمقهى وطلبت لهم نانا المثلجات على حسابها
-نانا(بتردد) :كيف حال يونجاي؟
-تشاو:بأفضل حال
-جيسو:ليس تماما...أشعر بأنه هادئ جدا مؤخرا وهذا يحصل حين يكون حزينا
-نانا:ألم يخبركما؟
-تشاو:عن ماذا...؟
-جيسو(تقاطعه) :بلى أخبرنا...قال أنكما تشاجرتما وهو حزين جدا

نظر تشاو لجيسو فغمزت له ليعرف أنها خطة لمعرفة ما يجري بينهما في حين حكت نانا رأسها بتوتر
-نانا:هذا محرج نوعا ما
-تشاو:آاااه بلى...أقصد لا ليس محرجا...أنا وجيسو نراه أمرا عاديا لذا لا تخجلي منا
-نانا(بتوتر) :الحقيقة...لا أشعر بالراحة أبدا حين أفكر أن شابا أصغر مني بست سنوات يحبني...رغم أنه لا يريد مني شيئا لكن شعور الذنب يساورني...ربما تأذى بسببي كثيرا
-تشاو:واو!
-جيسو:لماذا لا تواعدينه فحسب؟
-نانا(بتوتر) :لا يمكنني...أشعر أنني سخيفة لمجرد تفكيري بذلك...إنه حقا أمر مثير للشفقة...وأيضا يونجاي...ما يزال تحت سن العشرين...هذا محرج
-جيسو:لا بد أنه سيستاء كثيرا لسماع ذلك
-نانا(بتوتر) :بلى...ربما
-تشاو:أوافقك الرأي آنسة نانا فلو أنني واعدت فتاة تكبرني لشعرت أنها مجرد علاقة مصلحة

نغزته جيسو من ذراعه فصمت فورا
-جيسو:إذًا فأنتِ مقتنعة تماما بأنه لن يكون هناك شيء بينكِ وبينه؟
-نانا(بتوتر) :لا أعلم...ربما
-جيسو:أرى التردد في كلامك
-نانا(بتوتر) :بلى...لقد تم وضعي في موقف محرج لذا أحتاج تصفية ذهني
-جيسو:أتفهمك
-نانا:آه...أمر آخر قبل أن أغادر...عرفت أن عيد ميلاد يونجاي بعد أيام لذا من فضلكما أوصلا له التهاني دون أن تخبراه باسمي...ولا تخبراه أيضا عن نقاش اليوم
-جيسو:كما تريدين

عادت جيسو للمنزل وجلست في غرفة المعيشة تضع قناعا للبشرة على وجهها وعندما حملت هاتفها أرسلت ليونجاي رسالة كتبت فيها "أحدهم يهنؤك بعيد ميلادك"

فتح يونجاي الرسالة فظن أن المقصودة بها هي سيلا لذا رمى الهاتف جانبا وعاد لما كان يفعله بكل برود

انتظرت جيسو رده لدقائق إلى أن دخلت سيلا غرفة المعيشة
-جيسو:أتعلمين؟ أدركت أن هذا العالم كشبكة العنكبوت...أحدهم يحب هذا والآخر يحب ذاك وذاك يحب شخصا آخر وتستمر السلسلة إلى ما لا نهاية
-سيلا:وما علاقتي؟
-جيسو:أنتِ ضمن هذه السلسلة دون أن تعرفي
-سيلا:ها! ما قصدك؟
-جيسو:فقط أردت أن أعرف...لماذا أغلب الناس يحبون من طرف واحد؟ لماذا دائما نجد السلسلة مستمرة؟ لماذا لا تتوقف عند شخصين يحبان بعضهما؟
-سيلا:لو كان هذا ممكنا لجعلت يونجاي يحبني
-جيسو:لماذا ما تزالين تحبينه رغم رفضه المستمر لك؟
-سيلا:ومتى رفضني؟
-جيسو:ملايين المرات وبطريقة غير مباشرة
-سيلا:هو لم يقلها بصراحة لذا أظن أنه سيوافق يوما ما
-سيلا:افتحي دماغك الغبي...لم يقلها مباشرة لكي لا يجرح مشاعرك...إنه صديقي وأعرف أنه...

كانت ستخبرها عن قصته مع نانا وحبه الكبير لها لكنها تراجعت
-جيسو:لا تهتمي...

بعد عودة يونجاي للمنزل ذهب للاطمئنان على والدته مباشرة
-يونجاي:جيد أنكِ بخير
-الأم:هههههه أنت ترد لي كل الدلال الذي أعطيتك إياه
-يونجاي:علي ذلك...فقط ارتاحي

دخل المطبخ وخطرت على باله فكرة...بما أن ذراع والدته مكسورة فعليها تناول طعام نظيف وصحي بدل طعام المطاعم
-يونجاي(يفكر) :إنها أول مرة أدخل المطبخ بمفردي...حسنا...أتمنى أن تفيدني تعليمات أمي طوال هذه السنين

فتح الإنترنت وبحث عن أول طبق صحي وأخرج المكونات ثم بدأ الطهو بمفرده ولأول مرة...كان حال المطبخ مزريا ولكن لا بأس بذلك فكله يهون لأجل والدته

بعد أن انتهى من الطبخ أخذ لها طبق شوربة الخضار ووضعه أمامها على المائدة وعلى وجهه ابتسامة عريضة
-يونجاي:تراااا...تعبي الخاص...هنيئا مريئا
-الأم:يبدو أنني أنجبت طباخا وأنا لا أعرف...رائحته شهية
-يونجاي(بثقة) :وماذا ظننتِ؟ أنا بارع في كل مجالات الحياة...فقط ضعيني أينما تشائين وسأفي بالغرض
-الأم:هههههه لنتذوق ونرى

تذوقت ملعقة من شوربة الخضار فابتسمت
-الأم:واو! من دون مجاملة...هذه ألذ شوربة خضار تذوقتها...سآكل كثيرا اليوم
-يونجاي(بثقة) :ههههه بالتأكيد...كلي كل الطنجرة

بينما هما يأكلان عاد يونو للمنزل باكرا وأخذ ملعقة أمه وتذوق من طبقها
-يونو:ممممم طعام هذا المطعم لذيذ...أين يقع؟
-الأم:يونجاي هو من أعده

رمى يونو الملعقة وصار يبسق
-يونو:هذا أسوأ ما تذوقت في حياتي
-الأم:هههههههههه
-يونجاي(بثقة) :لا يمكنك تغيير أقوالك في كل دقيقة
-يونو:أعترف...ليس سيئا لكنه مالح
-يونجاي:ههههههههههههه حسنا صدقتك

مرت الأيام وشفيت ذراع والدة يونجاي وعادت الأمور لسابق عهدها...ورغم كل التغيرات التي حصلت في تلك العائلة فإن يونو لم يتمكن من التعبير عن حبه لعائلته بصراحة ولو لمرة...ربما تغيرت الكثير من الأمور في هذه الرواية لكن يونو هو الوحيد الذي لم يتغير

أما بالنسبة لعلاقة نانا ويونجاي فقد ظلت على حالها أيضا...كانا كل صباح يلتقيان في موقف الحافلة ويتجاهلان بعضهما رغم أنهما يريدان الكلام بشدة

أراد طوال الوقت أن يطمئن على حالها وأحيانا يفكر طوال الليل كيف يسألها حين يقابلها في اليوم الموالي...لكن حين تأتي اللحظة فهو يشعر بالشلل والصمم ولا يستطيع فعل شيء سوى الوقوف ومراقبتها تصعد حافلتها وتغادر

أما هي الأخرى فقد تغيرت أمور كثيرة في حياتها...لم تعد نانا القديمة المرحة التي عرفها...لم تعد تستمتع بألعاب الفيديو ولم تعد تركب عربات مركز التسوق...لم تعد تتصرف على طبيعتها المجنونة ولم تعد تريد مصادقة أي أحد

حاولت أكثر من مرة أن تنتقل من ذلك الحي وتذهب لمكان آخر ولكن شيئا ما يجبرها على البقاء والتعلق به...إنه وفائها لصداقتها بيونجاي وتعلقها بالذكريات القديمة

تلك الفجوة العمرية التي بينهما كانت سببا في تخريب علاقة صداقة من أجمل الصداقات...والآن لن تحل الأمور بسهولة أبدا

وصلت الامتحانات النهائية التي كان ينتظرها يونجاي وقد قدم لها بكل ثقة وترقب ولم يبقى سوى أن ينتظر النتائج ويختار الجامعة التي سيرتادها...وبالفعل قال كل أساتذته بأنه سيحصل على فرص ذهبية للدراسة في أشهر الجامعات الكورية...لكن المؤسف في الأمر أنه بذهابه للجامعة لن يستطيع رؤية عائلته ولن يأتي لمدينته إلا في الإجازة الصيفية

ذات يوم وبينما نانا تتجول في المدينة التقت بتشاو
-تشاو:مرحبا آنسة نانا
-نانا:مرحبا
-تشاو:مر زمن منذ تقابلنا آخر مرة
-نانا:بلى...تعال لنتجول معا فأنا أشعر بالوحدة
-تشاو:كيف حالك؟
-نانا:بخير
-تشاو:هل تقابلين يونجاي؟
-نانا:ليس كثيرا...منذ توقفت الدراسة لم أقابله
-تشاو:وهل من جديد بينكما؟
-نانا:لا
-تشاو:على الإطلاق؟
-نانا:لقد قررنا إنهاء روابط الصداقة بيننا وهذا كل شيء
-تشاو:شيء محزن...كنت أظنكما ثنائيا لطيفا وستتصالحان بسهولة
-نانا:لسنا ثنائي
-تشاو:قصدت ثنائي أخ وأخته الكبرى...لم أقصد ما تظنينه
-نانا:لا يهم...سأجد شخصا يحل مكانه
-تشاو:وأين ستعثرين عليه؟

توقفت عن السير ونظرت نحوه بعد أن جاءتها فكرة ذهبية بأن تجعله يحل محل يونجاي بما أنه في نفس عمره
-نانا(بابتسامة) :لنصبح صديقين مقربين
-تشاو:حسنا
-نانا(بابتسامة) :لنشتري الآيسكريم

قامت بشده من خديه ولكنه انفجر من الضحك
-نانا:لماذا تضحك؟
-تشاو:ههههههههه هذا سخيف جدا...ما هذه الحركة الغريبة؟ هههههههه من فضلك لا تكرريها مجددا

شعرت نانا حينها أن ردة فعل يونجاي كانت ألطف وأكثر عفوية لذا شعرت بالإحباط

أخذته لمتجر المثلجات واشتريا المثلجات لهما معا وبينما يأكلانها كانت نانا تحكي له قصتها ومشاكلها في العمل ولكنه يأكل فقط دون اكتراث لها
-نانا:إذًا ما رأيك؟ هل علي ترك الشركة؟
-تشاو:ولماذا تسألينني؟
-نانا:لعل لديك وجهة نظر سليمة حول الموضوع...انصحني
-تشاو:أنا فاشل في نصح نفسي فكيف أنصح الناس؟

شعرت بالإحباط ووضعت رأسها على الطاولة
-تشاو:آنسة نانا

رفعت رأسها بسرعة ونظرت نحوه بترقب
-نانا:بماذا ناديتني؟
-تشاو:آنسة نانا
-نانا:هل يمكنك مناداتي نونا؟
-تشاو:يبدو أنكِ تفتقدين يونجاي كثيرا
-نانا(بتوتر) :هههه لا أبدا...أحب أن تتم مناداتي نونا
-تشاو:نونا

بسبب ما سمعته أحست أن قلبها يخفق لكن رغم ذلك فهي لا تشعر بأي شيء ناحية تشاو...إنه بالنسبة لها مجرد بديل ليونجاي لكنه بديل فاشل...من الصعب إيجاد شخص يمتلك نفس مواصفات يونجاي وتفكيره الناضج ولطافته
-نانا:هل تحب ألعاب الفيديو؟
-تشاو:كثيرا
-نانا:لنلعب أنا وأنت جولة

ذهبا لنادي الألعاب الإلكترونية وبدآ لعب لعبة القتال الثنائي ولكن هذه المرة خسرت نانا مما جعلها تُحني رأسها وجعل دموعها تتسلل عبر خدها
-تشاو(بحماس) :هههههه أنا الفائز...لقد فزت عليك...ههههههه أنا الفائز

نظر لها فأدرك أنها غارقة في دموعها
-تشاو(بتوتر) :مهلا...لا تبكي...آسف لأنني فزت عليك...لنكررها وستفوزين بالتأكيد
-نانا(ببكاء) :لست أبكي على اللعبة
-تشاو(بتوتر) :ما الأمر إذًا؟
-نانا(ببكاء) :لنغادر
-تشاو:لكن دورنا لم ينتهي بعد

خرجت نانا أولا دون أن تنهي دورها ولحق بها تشاو وبينما تمشي في الطريق كانت تفكر في أن يونجاي دائما يخسر أمامها لذا من الصعب أن تجد شخصا يملك مواصفاته

عندما وصلت لأحد المطاعم نظرت عبر الزجاج فرأت الطاولة التي جلسا فيها معا حين طلب شاب ما رقمها وغضب يونجاي
-نانا(تفكر) :لم أكن أعرف بمشاعره وقتها...ولم أكن أحترمها حتى

فجأة خطر على بالها أن تدخل وتشرب ولكن تذكرت ما اتفقت عليه مع يونجاي بأن تقلع عن الشرب نهائيا فضربت رأسها بكلتا يديها
-نانا(بصراخ) :ما بالي لا أفكر إلا في الأشياء التي تجمعني به! هذا جنون!
-تشاو:بالمناسبة أنا هنا

نظرت خلفها لتشاو ثم قفزت من التوتر
-نانا:عد لبيتك...ليس هناك ما نتحدث فيه
-تشاو:متأكدة؟
-نانا:بلى
-تشاو:حسنا...أراكِ لاحقا...اتصلي بي حين تريدين الخروج لتناول الآيسكريم

عادت نانا للمنزل وأول ما فعلته أنها ألقت نظرة على النافذة فرأت نافذة يونجاي مغطاة بالستائر
-نانا(بإحباط) :منذ تشاجرنا لم يُزل الستائر عن نافذته...شيء محبط حقا

تتوالى الأيام وتمر بلمح البصر إلى أن حان اليوم الذي يتم فيه إعلان نتائج تخرج طلاب الثانوية...وكما هو متوقع نجح يونجاي بنتائج ممتازة ونجح صديقاه تشاو وجيسو أيضا

ذهبت جيسو لمنزل يونجاي لتهنئه وجلسا في غرفته يتحدثان
-جيسو(بحماس) :أنا حقا سعيدة...ثلاثتنا أصبحنا طلابا في الجامعة...نحن كبار الآن وسنتمكن من أن نمتلك وظيفة ونعيش في منزل مستقل
-يونجاي:بلى
-جيسو:ما الذي ستدرسه؟
-يونجاي:القانون...أريد أن أصبح قاضي عدل
-جيسو:ممتاز...تفكير جيد...أنا سأدرس اللغة الفرنسية...لطالما حلمت بالذهاب لفرنسا

نظرت للنافذة فرأت الستائر مسدلة
-جيسو:عليك تجديد هواء الغرفة

توجهت للنافذة وما إن كادت تمسك الستائر حتى أوقفها يونجاي ممسكا بكلتا يديها
-يونجاي:لا حاجة لذلك
-جيسو:لماذا؟!
-يونجاي:هكذا

لاحقا حين غادرت جيسو نظرت للجهة التي تطل عليها نافذة يونجاي فرأت منزل نانا وهذا ما جعلها تستدعي تشاو لحالة طارئة
-جيسو:لقد طفح الكيل...يونجاي حزين ويشتاق لنانا كثيرا
-تشاو:هي أيضا تفتقده وهذا واضح من كلامها وتصرفاتها
-جيسو:لدي خطة
-تشاو:أخبريني بها

بدأ تشاو بتنفيذ الخطة وأرسل رسالة لنانا لكي يلتقيا في أحد المطاعم
-نانا:ها قد أتيت...ماذا هناك؟
-تشاو:سأدعوكِ للطعام اليوم احتفالا بتخرجي من الجامعة
-نانا:أنا التي يجب أن أدعوك
-تشاو(بخبث) :لا أمانع
-نانا:ههههههه

في نفس الوقت كانت جيسو أيضا في منزل يونجاي تحاول أن تقنعه بالخروج ولكنه رفض ذلك بسبب مزاجه المتعكر وحزنه
-جيسو:أرجوك...أشعر بالملل وليس لدي سواك
-يونجاي:لديك تشاو
-جيسو:الحقيقة...أظن أن لديه حبيبة
-يونجاي(بصدمة) :حقا!
-جيسو:بلى...لهذا لم أعد أخرج معه...دعه يقضي الوقت مع حبيبته ولنخرج أنا وأنت...أشعر بالحزن الشديد فقد كان أقرب شخص لي في المجموعة وبعد ارتباطه أشعر بالوحدة

رغم أن كلامها كان مجرد أكاذيب لإقناعه لكنها أتقنت الدور
-يونجاي:حسنا
-جيسو(بحماس) :ممتاز

سحبته من يده وأخذته ليتجول قليلا في المدينة وفي نهاية المطاف تظاهرت أنها تمر على المطعم الذي فيه نانا وتشاو
-جيسو:أنا جائعة...لنأكل شيئا

سحبته من ذراعه وحاولت إدخاله للمطعم ولكنه توقف بعد أن رأى نانا من خلال زجاج المطعم الشفاف...حاولت جيسو سحبه للداخل لكنه تجمد في مكانه رافضا الدخول
-جيسو(بحزن) :أرجوك...فقط تظاهر أنك أتيت هنا بالصدفة...أنتما صديقان...لماذا تفعلان ذلك ببعضكما؟ كل منكما يريد مصالحة الآخر

سحب يده ليتحرر منها ثم غادر عائدا للمنزل ولم يكن منها سوى أن دخلت وقابلت نانا وتشاو وحركت رأسها يمينا وشمالا دلالة على الرفض ففهمها تشاو

حان موعد ذهاب يونجاي للجامعة فحمل حقائبه وتوجه نحو موقف الحافلة رفقة والدته...وبالصدفة كانت نانا معهما هناك تنتظر الحافلة
-الأم:اعتني بنفسك بني...لا تجعلني آتي لزيارتك كل أسبوع
-يونجاي:سأفعل
-الأم(بحزن) :سيكون المنزل فارغا بدونك...عد بسرعة أرجوك

قبلته على جبهته ثم انتظرت معه الحافلة حتى أتت وصعدها...وبينما يجلس في كرسيه كانت نانا تقف في الخارج وكان لديها الفرصة لتلوح له وتودعه لكنها لم تفعل أي شيء بل اكتفت بمراقبته يرحل هكذا دون اكتراث....حتى هو الآخر لم يملك الجرأة لمحادثتها ولا حتى أرسل لها رسالة نصية ليودعها...هكذا ببساطة افترق كل منهما


عدل سابقا من قبل بثينة علي في الأحد فبراير 19, 2023 1:24 pm عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1234
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة فَجْوَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة فَجْوَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة فَجْوَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الثلاثاء مايو 10, 2022 2:10 am

رواية فجوة : الفصل الثالث عشر



مرت أشهر منذ تقابلت نانا بيونجاي آخر مرة وطوال تلك الفترة كانت منشغلة بحياتها المملة الروتينية التي بالكاد تحتمل تكرارها كل يوم

بينما تعمل في مكتبها كان عليها الكثير من الضغط لذا حاولت إنهاء عملها باكرا وتوجهت مع صديقتيها نحو المطعم ليتناولن العشاء
-سوران:أوووه كان هذا اليوم متعبا للغاية...ليتنا نحصل على إجازة
-نانا:ما من أعياد قادمة لذا لا تظني أننا سنحصل على إجازة إلا بعد فترة طويلة جدا
-إيليت:مجرد التفكير في ذلك يجعلني أشعر بالإحباط
-سوران:هل تريدان أن نقضي هذه الليلة في الشرب؟
-نانا:لا لا لا...أقلعت عن الشرب نهائيا
-سوران:معقول!
-نانا:بلى
-إيليت:حسنا...لن نشرب نحن أيضا

طلبت ثلاثتهن الطعام وأكملن حديثهن بينما يأكلن ويضحكن لكن نانا توقفت عن الضحك فجأة حين وصلن لموضوع حساس
-إيليت:خطيبي يقول أن زفافنا سيكون بعد ثلاث أشهر لذا تجهزا...من منكما تريد أن تكون وصيفتي؟

التزمت نانا الصمت وأكملت تناول طعامها بهدوء
-سوران:أنا سأكون وصيفتك
-إيليت:حسنا إذًا...تجهزي لأفضل زفاف سترينه في حياتك
-سوران:هل ستحجزين قاعة هنا في المدينة؟
-إيليت:لا أظن...ربما سنحجز يخت...زوجي ثري جدا وأظنه سيحضِّر لي مفاجأة رائعة
-سوران:يال حظك! بالنسبة لي فحبيبي لم يطلب يدي بعد...ربما علي الصبر قليلا وعدم استعجاله
-إيليت:طبعا...إن استعجلتِ الرجال فسيتركونك...لكن إن تظاهرتِ بالبرود تجاههم فسيحاولون إرضاءك

من بعيد كان هناك شاب يراقب الفتيات الثلاثة وهن يأكلن ثم تقدم منهن ليتكلم مع إيليت
-الشاب:عفوا يا آنسة...أيمكننا الخروج في موعد؟

رفعت له إيليت يدها كاشفة عن خاتم خطبتها
-الشاب:أعتذر إذًا...أنا غير مرتبط وأريد حبيبة
-سوران:لا تنظر إلي فأنا مرتبطة

لم تبقى سوى نانا فنظر الجميع نحوها منتظرين جوابها لكنها غارقة في التفكير
-نانا:ها! ماذا هناك؟
-الشاب:هل يمكننا الخروج في...
-نانا(تقاطعه) :لا

لم تنهي طعامها وخرجت مسرعة تسير في الشوارع وتفكر
-نانا(تفكر) :أمي أيضا تريدني ان أرتبط وتحاول تعريفي على الكثير من الشباب...لكنني لا أملك الجهد لبدء علاقة جديدة...أشعر بالوهن لمجرد التفكير بالأمر

وصلت لمدخل الحي فرأت جيسو تجلس عند جانب الطريق وتعبث بجوالها
-نانا:جيسو!
-جيسو:آنسة نانا! أهلا بك
-نانا:يال سعادتي! لم أرك منذ زمن...كيف حالك؟
-جيسو:بخير
-نانا:كيف حال الجامعة؟
-جيسو:حصلنا على إجازة صيفية الآن
-نانا:هذا جيد...لا بد أن أجواء الجامعة متعبة بالنسبة لك
-جيسو:كثيرا...أصعب حتى من الثانوية...لكنني شعرت بسعادة بالغة لأنني تعلمت تحدث الفرنسية قليلا
-نانا:أووه كلميني بالفرنسية الآن
-جيسو:Bonsoir Nana... Ravi de te revoir (الترجمة : مرحبا نانا سعيدة برؤيتك مجددا)
-نانا:هههههه لم أفهم شيئا...ماذا تفعلين هنا؟
-جيسو:J'attends quelqu'un... tu auras des ennuis quand il viendra (الترجمة : أنتظر أحدهم...ستكونين في ورطة حين يأتي)
-نانا:ههههه هل تشتمينني؟
-جيسو:non (الترجمة : لا)
-نانا:هههههه جيد...أعرف هذه الكلمة...من الأفضل أن لا يكون كلاما سيئا
-جيسو:لا تقلقي...ليس سيئا بالمرة...قلت أنكِ إنسانة جميلة وجذابة والرجال سيفعلون المستحيل لأجلك
-نانا(بخجل) :هههههه هل حقا أنا كذلك؟
-جيسو:بالطبع...بالنسبة لي أنتِ كذلك
-نانا(بخجل) :شكرا

سمعت كلاهما صوت ركض من الخلف وقبل أن تستدير نانا وترى من صرخت جيسو
-جيسو:يونجاي...ها أنت ذا!

بسبب تلك الكلمة تجمدت نانا مكانها وشعرت بقلبها يدق بسرعة وقوة وبالكاد استطاعت الثبات على وقفتها

كان يونجاي هو الآخر قد تعرف عليها دون أن يرى وجهها...كانت تعطيه ظهرها لكنه تعرف عليها جيدا وكيف لا وقد كانت تلك الإنسانة في مرحلة من حياته تقضي الكثير من الوقت معه...شعر بالتردد كثيرا لكنه فضل عدم إحراج نفسه وذهب إليهما
-جيسو:يونجاي...انظر من هنا...إنها الآنسة نانا...التقيتها الآن بالصدفة وبقينا نتحدث...لماذا لا تكلمها أنت أيضا فلا بد أنك لم تراها منذ زمن...سأترككما الآن وأعود للمنزل...فايتينغ

غادرت ركضا وتركتهما يحدقان بالأرضية الإسفلتية...رفعت نانا رأسها أخيرا بعد كل ذلك التوتر ونظرت نحوه لأول مرة منذ أشهر...لقد تغير كثيرا منذ آخر لقاء...لقد غير تسريحة شعره برفعه لأعلى مما جعله يبدو أكثر وسامة ونضوجا...حتى ملابسه عصرية وأنيقة
-نانا(بابتسامة) :مرحبا يونجاي...كيف حالك؟
-يونجاي:بخير
-نانا:ماذا عن دراستك؟
-يونجاي:بخير
-نانا:هل كل أمورك تمام؟
-يونجاي:بلى
-نانا:آه...هذا ممتاز...سعيدة بسماع ذلك

صاد صمت رهيب المكان مما جعلهما يشعران بعدم الارتياح...حاولت نانا خلق فرصة للكلام معه لكنه بدا هادئا وغير مكترث
-نانا:هل الجامعة جيدة؟
-يونجاي:بلى
-نانا:آمل أنك تأقلمت هناك بسرعة
-يونجاي:نعم
-نانا:ههههههه كعادتي أسأل كثيرا...آسفة...فقط أردت أن أطمئن عليك
-يونجاي:أشكرك

عادا لوضعية الصمت الغير مريح لبعض الوقت ثم فكرت نانا في طريقة لجعل الوضع أكثر ألفة
-نانا:كيف حال والدتك؟
-يونجاي:ممتازة
-نانا:هههههه كنت سأقول لك سلم لي عليها لكن لا بأس فهي لا تطيقني
-يونجاي:نعم
-نانا:بما أن كل أمورك تمام فسأذهب الآن
-يونجاي:رافقتك السلامة

انحنى لها ثم استدار وغادر...وبعد أن اختفى بعيدا ركضت نحو منزلها وصارت تضرب رأسها بالحائط مرات متوالية
-نانا(بحزن) :حالي حقا يرثى لها...لقد شعرت بذلك مجددا...أعتقد أنني متشككة بمشاعري تجاهه...لا أعرف بعد هل أنا حقا أشتاق إليه لأنني أحبه أم لأننا كنا أصدقاء في الماضي

مرت ساعات كانت فيها غائصة في التفكير بعمق إلى أن نسيت الشاي فوق النار مما جعل الماء يتبخر والإبريق يحترق
-نانا(بتجهم) :رائع...رائع حقا

حملت هاتفها ونظرت له وهي ترتجف...كانت لديها رغبة عارمة في أن تعرف حقيقة مشاعرها لذا كتبت رسالة ليونجاي وأرسلتها

كان يونجاي جالسا في إحدى الحدائق فوصلته الرسالة وقد كان مكتوبا فيها "تعال لمنزلي...أحتاج محادثتك" وبمجرد أن قرأ الرسالة شعر بتردد كبير
-يونجاي:لن أذهب

انتظرته في غرفة نومها لوقت طويل إلى أن رن جرس الباب فركضت لتفتح وجاء بالفعل من كانت تنتظره

تلاقت أعينهما فأخذا دقيقة صمت يستجمعان شتات نفسيهما
-نانا:تفضل

دخل منزلها وجلس في غرفة المعيشة مباشرة...لا حاجة لتخبره من أين الطريق فهو يعرف تفاصيل ذلك المنزل جيدا

جلست بجانبه على الأريكة وكل منهما متوتر
-نانا:هل تشرب شيئا؟
-يونجاي:لا...أشكرك
-نانا:أعددت الشاي للتو فهل أحضر لك؟
-يونجاي:لا...فقط اختصري ما لديك
-نانا:هل أنت مستعجل؟
-يونجاي:لا...لكن لست مرتاحا لوجودي في منزل فتاة غريبة بمفردنا...وفي الليل

انصدمت من ما سمعته وضاع منها كل الكلام الذي كانت تخطط لقوله مسبقا
-نانا:فتاة غريبة؟ أنا غريبة؟
-يونجاي:إن أزعجك كلامي فيمكنكِ تجاهله ببساطة
-نانا:حسنا...تبدو وسيما بمظهرك الجديد...الملابس تجعلك تبدو كجنتلمان...وتسريحة شعرك حقا جميلة...أنت تبدو أكبر قليلا بها...لكنك ما تزال أصغر مني...ما سرك؟ هل تضع مستحضرات تجميل معينة تجعلك تبدو أصغر؟
-يونجاي:أبدا

غرزت إصبع بنصرها في خده ثم فعلت نفس الشيء في خدها
-نانا:فعلا...بشرتك أكثر نضارة مني...دعني ألمسك مجددا

قربت إصبعها من وجهه ولكنه هذه المرة أمسك يدها وأبعدها
-يونجاي(ببرود) :أرجو أن تتوقفي عن ذلك...ما تفعلينه تافه
-نانا:تافه! تقول تافه؟

نهضت من مكانها وصارت تطوف بغرفة المعيشة يمينا وشمالا
-نانا:لماذا لا تتوقف أنت الآخر عن التصرف كأنك لم تعد يونجاي الذي أعرفه
-يونجاي(ببرود) :لأنني لست هو فعلا

رمى كلماته القاضية ثم نهض متجها نحو الباب
-نانا:سنكتشف ذلك

ركضت خلفه وقبل أن يصل إلى الباب قاطعت طريقه ووقفت على أطراف أصابعها ووضعت شفتيها على شفتيه تقبله بكل إحساس ورومنسية...لم يستغرق إلا ثوانٍ وصار يبعدها عنه بعد أن حكه أنفه وعطس عطسة قوية ثم أمسكها من كلتا كتفيها
-يونجاي(بصدمة) :ما الذي تفعلينه؟! أنتِ ثملة!
-نانا:لست ثملة
-يونجاي(بصدمة) :هذا ما يقوله الثملون عادة...توقفي من فضلك
-نانا(بصراخ) :قلت لك لست ثملة...لم أكن صاحية طوال حياتي أكثر من هذه اللحظة

بعد أن أدرك أنها فعلا صاحية فتح الباب وغادر المنزل ركضا...أما هي فقد وضعت يديها على شفاهها وانفجرت من الضحك
-نانا(بحماس) :لقد قبلته...حقا...هذا مذهل...ولقد عطس أيضا

في صباح اليوم التالي أجرت نانا مكالمة مع تشاو
-نانا(بحماس) :تشاااو...لقد قابلت يونجاي و...
-تشاو:مهلا...يونجاي لديه حبيبة الآن فلماذا تقابلينه؟
-نانا(بصدمة) :ماذا قلت! أنت تمزح...إنه مقلب صحيح؟
-تشاو:لا...أقسم أنه ليس مقلبا أو خدعة مني...يونجاي حقا مرتبط الآن
-نانا(بصدمة) :هل حبيبته تدعى سيلا؟
-تشاو:لا...مهلا...كيف تعرفين سيلا؟ هل أخبركِ عنها؟
-نانا:لا...عرفت صدفة لكن لا يهم...أخبرني أكثر عن حبيبته...من تكون؟
-تشاو:تعرف عليها في الجامعة وهي من نفس بلدتنا...إنها فتاة جذابة وتدعى كاراميل
-نانا:هههه هل كانت أمها تتوحم على الحلويات حين كانت حاملا بها؟
-يونجاي:أظن أنها ولدت خارج كوريا...لكنها من أم كورية وهذا ما أعرفه
-نانا(بإحباط) :رائع...ومتى كان لدي الحظ في هذه الأمور
-تشاو:لا تحزني
-نانا:لماذا لم تخبرني عنها سابقا؟
-تشاو:ولماذا أخبرك؟ أقصد بصفتك من؟
-نانا(بإحباط) :معك حق...أنا لا شيء بالنسبة ليونجاي...مجرد غريبة الآن...مجرد ماضٍ

أنهت محادثتها مع تشاو واستلقت على سريرها بإحباط تتشمت بنفسها ثم ضربت رأسها بكلتا يديها
-نانا(بصراخ) :أوووه تبا...تبا...لقد قبلت شخصا مرتبطا...فرحتي لم تستمر يوما كاملا حتى

وقف يونجاي عند موقف الحافلة وبعد عدة دقائق نزلت كاراميل من إحدى الحافلات
-كاراميل:أنا هنا
-يونجاي:أهلا
-كاراميل:لنتجول قليلا
-يونجاي:ليس قبل أن تخبريني...ما الشيء المهم الذي تريدين إخباري به؟
-كاراميل:كل شيء في أوانه صدقني

كانت نانا ذاهبة لممارسة الرياضة وحين رأتهما معا اختبأت خلف إحدى الأشجار
-نانا:هذه هي كاراميل! واو! تبدو جذابة حقا!

بينما يسيران ويتحدثان كانت نانا خلفهما ولكنها بعيدة لذلك لم تستطع سماع ما يدور بينهما
-كاراميل:أظن أنه معجب بي...لقد راسلني أكثر من مرة...انظر
-يونجاي:قولي له أنكِ مرتبطة
-كاراميل:حاولت ولكنه ما يزال يزعجني...يظن أن علاقتنا فقط لأجل إغاضته وأنني مازلت واقعة في غرامه
-يونجاي:ياله من سخيف!
-كاراميل:لهذا أقول لك...لنقابله نحن الاثنين معا
-يونجاي:حقا لا أريد...لا يريحني أن أقابل حبيبك القديم خاصة وأن هناك مشاكل ستحصل
-كاراميل:سأتدخل وأحل النزاع
-يونجاي:لا وألف لا
-كاراميل(بتجهم) :يالك من جبان...ماذا لو تحرش أحدهم بزوجتك في المستقبل فماذا ستفعل؟ هل ستقول أنك تكره المشاكل؟
-يونجاي:نعم...خاصة إن كانت زوجتي أنتِ
-كاراميل(بتجهم) :واو! يالك من رومنسي
-يونجاي:الجميع لديهم أسبابهم

واصلت نانا اللحاق بهما وبديا منسجمين كثيرا في الكلام
-نانا:ترى ما الذي يناقشانه؟

بعد فترة دخلا في وسط زحام الناس وبعد أن تبعتهما لاحظت أنهما ضاعا منها
-نانا(بصراخ) :تبا

نظرت إلى جانبها فرأتهما يقفان بانتظار إشارة المرور لتتغير ورأوا بعضهم
-نانا(بصدمة) :يونجاي!
-كاراميل:يونجاي...هل تعرف هذه الفتاة؟
-يونجاي:آه...بلى...إنها جارتي

ابتسمت نانا بزيف واقتربت منهما
-نانا:مرحبا...أنا نانا جارة يونجاي
-كاراميل:وأنا كاراميل...حبيبته

حاولت نانا ضبط أعصابها في حين أنها في أعماقها تتمنى ضربها بقوة
-نانا:هههه أهلا بك...سرني لقاؤك
-كاراميل:بما أنكِ جارة يونجاي فيمكنني أن أعرف منكِ الكثير من الأمور التي يحاول إخفاءها عني...لنصبح صديقتين ههههه
-يونجاي:كارميل!

لم تعجب النكتة نانا لكن رغم ذلك كان عليها التظاهر بأنها تضحك
-نانا:هههههه أنتِ مرحة
-كاراميل:ههههه أعلم...كنت أمازحك فقط...لكن أخبريني الحقيقة...هل يحضر يونجاي حبيباته السابقات للمنزل؟ هههههههههههه
-يونجاي(بحدة) :كاراميل

حاولت نانا مرة أخرى إجبار نفسها على الضحك
-نانا:هههههه لا...لكن سمعت سابقا أنه يقضي الوقت مع إحداهن في منزلها
-يونجاي(بصدمة) :ما الذي تقولينه؟
-نانا:نحن نمزح...هذا واضح...كلانا تحاول تلطيف الجو كما ترى
-كاراميل:صحيح...لكن أظن أن الجو أصبح سلبيا جدا هنا
-يونجاي:يبدو أنكما مستمتعتان بالمزاح...سأغادر

اجتاز الطريق بسرعة فلحقته نانا لتوقفه لكنها تعثرت عند الحافة وسقطت فتأذت ركبتها
-نانا(بألم) :آااي

ركضت نحوها كاراميل أولا ثم عاد يونجاي أدراجه
-يونجاي:أنتِ بخير؟
-كاراميل:أين تأذيتِ؟
-نانا(بألم) :ركبتي

رفعت لها كاراميل البنطال فرأت كم كانت ركبتها مجروحة وتنزف بشدة
-كاراميل:معي مناديل

قامت بمسح الدم بالمناديل وحاولت إبقاء المنديل على الجرح حتى جف نهائيا
-نانا:أنا بخير الآن

حاولت السير على رجلها لكنها شعرت بالألم وجلست مجددا
-كاراميل:يونجاي...احملها على ظهرك أرجوك

في البداية تردد ولكن لاحقا أعطاها ظهره فصعدت عليه وحملها ليوصلها للمنزل رفقة كاراميل

طوال الطريق كانت تضع ذراعيها حول رقبته مما جعلها تشعر بسعادة غامرة...على الأقل هي تستطيع لمسه الآن والشعور بدفئه...حتى هو الآخر كان متحمسا لفكرة أنه حصل على فرصة أخرى ليحملها على ظهره بعد كل تلك المشاكل والشجارات التي حصلت

حين وصلوا للمنزل وضعها في سريرها
-كاراميل:هل تشعرين بتحسن؟
-نانا:بلى
-كاراميل:اقترب وقت الغداء...قد تكونين جائعة
-نانا:ليس كثيرا
-كاراميل:عليكِ تناول طعامك باكرا فهذا صحي أكثر...يونجاي
-يونجاي:نعم؟
-كاراميل:اشتري لنا الطعام
-يونجاي(بتردد) :حسنا

خرج ليشتري الطعام فاستغلت كاراميل الفرصة واقتربت من نانا
-كاراميل:بعد أن تخلصنا منه...هناك الكثير لنتحدث فيه
-نانا(بتوتر) :مثل...ماذا؟
-كاراميل:هل تعرفين أي شيء عن ماضي يونجاي؟
-نانا(بتوتر) :أبدا
-كاراميل:أحتاج لأعرف عنه الكثير...إنه شخص غامض...فقط لو أستطيع معرفة أي معلومة كانت عنه صغيرة أم كبيرة
-نانا(بتوتر) :لا أعرفه جيدا ولكنه شخص جيد وناضج

رغم أن كلام نانا سيجعل كاراميل تلتصق بيونجاي أكثر لكنها فضلت قول الحقيقة...كانت الفرصة لديها لتخبرها أنه منافق وكاذب ويتلاعب بالفتيات لكن لم تجرؤ على فعلها
-كاراميل:أشكرك أوني

شعرت نانا أن كاراميل حقا مختلفة عما كانت تظنها...بسبب كونهما تريدان نفس الشخص فقد ظنت أنها مغرورة ومزعجة...لكن الحقيقة تختلف تماما...إضافة لكونها ساعدتها اليوم وطلبت من يونجاي حملها
-كاراميل(بحزن) :الآن لن أجد سببا للانفصال
-نانا(باستغراب) :تريدين الانفصال
-كاراميل:وماذا ظننتِ؟ أنني غيورة؟ في الحقيقة أردت إيجاد عذر للانفصال عنه
-نانا:لماذا؟
-كاراميل:ليس غيورا ولا مهتما لأي شيء يخصني...أحاول جاهدة جعله يتأثر حين أتكلم عن حبيبي السابق لكن بالكاد يرف له جفن...أحيانا أشعر أن العلاقة من طرف واحد...وأشك بأن هناك فتاة أخرى في حياته

ابتسمت نانا دون أن تشعر وحين أدركت ما تفعله حاولت ضبط سعادتها المتفجرة
-كاراميل:ليس هذا فقط...إنه بارد وممل وهادئ...ليس نوعي...نحن لا ننسجم...أنا لا أقصد الإساءة له بأي شكل من الأشكال ولكن بالطبع هناك فتيات سينسجمن معه...لكن أنا لا...لست مناسبة له أبدا...أدركت ذلك منذ أول شهر لنا في المواعدة
-نانا:هل تحتاجين حقا سببا للانفصال عنه؟
-كاراميل:طبعا...لا يمكنني تركه دون سبب فهذا يبدو مهينا
-نانا:يونجاي من النوع المتفهم...هو بارد جدا ولا تهمه الخسائر بقدر ما تهمه راحة الأطراف الذين هم معه...قد يكون غريب أطوار بالنسبة للكثيرين لكنه حقا إنسان رائع ومتفهم...فقط افعلي ما يمليه قلبك وستجدينه أول المشجعين لك
-كاراميل:واو! تبدين كما لو أنكِ تعرفين يونجاي جيدا...هل أنتما حقا مجرد جيران؟
-نانا(بتوتر) :ههههه صديقان فحسب...ليس أكثر من ذلك صدقيني
-كاراميل:كلامك شجعني...سأفعلها يعني سأفعلها
-نانا:فايتينغ

عاد يونجاي مع وجبة الطعام أخيرا فأمسكته كارميل من معصمه وسحبته معها نحو الباب
-يونجاي:ماذا عن الطعام؟
-كاراميل:اتركه لنانا ولنذهب

بعد أن خرجا ذهبا للمقهى وطلبا القهوة
-كاراميل:جيد...هذه ستكون آخر قهوة نشربها معا
-يونجاي:ماذا هناك!؟
-كاراميل:الموضوع مهم للغاية...علينا عدم تأجيله أكثر
-يونجاي:قبل ذلك...هل يمكنني قول شيء؟
-كاراميل:تفضل
-يونجاي:لقد فكرت في الأمر كثيرا وأنا قلق من ردة فعلك...لا أريد أن أجرح مشاعرك...أريد أن ننفصل

انفجرت كاراميل من الضحك لدرجة أنها صارت تضرب الطاولة بيدها
-كاراميل:ههههههه يالها من صدفة غريبة! أردت قول نفس الشيء بالضبط وكنت خائفة من رد فعلك
-يونجاي:ههه أنتِ أيضا؟
-كاراميل:بلى...هذه العلاقة لا تأخذ منحى جيد
-يونجاي:متفقان إذًا؟
-كاراميل:متفقان

تصافح كلاهما وشربا آخر قهوة لهما معا...من الجميل أن يحصل الناس على انفصال بالتراضي وخاصة إن كانوا غير منسجمين كليا...هذه كانت بالضبط نهاية علاقة يونجاي بكاراميل


عدل سابقا من قبل بثينة علي في الأحد فبراير 19, 2023 1:45 pm عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1234
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة فَجْوَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة فَجْوَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة فَجْوَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الثلاثاء مايو 10, 2022 2:51 am

رواية فجوة : الفصل الرابع عشر



جلست نانا في غرفتها تحدق بالسقف وتبتسم ثم شعرت بالجوع فأحضرت شيئا خفيفا لتأكله...وبينما تأكل سمعت أحدهم يرن جرس الباب فذهبت لتفتح وكانت المفاجأة!
-نانا:يونجاي!

ابتسم يونجاي ودخل المنزل ثم لحقت به...كان الجو بينهما متوترا وكل منهما يحاول الابتسام رغم كل ما حصل سابقا
-نانا:إنها مفاجأة أن تزورني بنفسك...بدون أن أدعوك
-يونجاي:لا أعلم بما كنت أفكر...فجأة وجدت قدماي تتجهان إلى هنا
-نانا:هناك أمور كثيرة أريد أن أعرفها منك...لنلعب لعبة الصراحة

جلس على الأريكة وجلست هي مقابلا له ورغم أن كل منهما متوتر لكنهما فضلا المواجهة
-نانا:لماذا واعدت تلك الفتاة؟
-يونجاي:ظننت أنني كشاب طبيعي قد كبرت وحان وقت الارتباط...في البداية كانت مجرد تجربة لكن لاحقا أدركنا أننا غير مناسبين لبعضنا
-نانا:إجابة مقنعة...دورك
-يونجاي:لماذا قبلتني؟
-نانا:ههههه هذا سؤال محرج
-يونجاي:لا بأس...لن أنظر إليك...أجيبي

أولى وجهه للجهة الأخرى فشعرت بشجاعة أكبر لقول ما لديها
-نانا:أردت أن أعرف حقيقة مشاعري تجاهك وحقيقة مشاعرك أيضا فأنت تعطس كلما صارت بيننا أمور عاطفية...كانت هذه الطريقة الوحيدة
-يونجاي:وهل عرفتِ؟
-نانا:ههه يحق لك أن تسأل سؤالا واحدا في كل دور
-يونجاي:حسنا
-نانا:دوري...هل أنا أول واحدة قبلتها؟
-يونجاي:الحقيقة...بلى
-نانا:أوووو! لا تقل أنك واعدت كاراميل لأشهر ولم تقبلها! هههههههه هذا مضحك
-يونجاي:ماذا عنك؟ أجيبي عن نفس السؤال
-نانا(بتوتر) :هه هل يجب علي أن أفعل؟
-يونجاي(بانزعاج) :هكذا إذًا

وضع يده على خده وبدا عليه الانزعاج فجلست بجانبه وحاولت إرضاءه
-نانا:أووه هيا...لا تتصرف هكذا...تعلم أنني حظيت بعلاقات سابقة وكنت أظن أن كُلا منها هي العلاقة الموعودة
-يونجاي(بتجهم) :كم واحدة بالضبط؟
-نانا:مهلا...لا يحق لك السؤال مرتين
-يونجاي(بتجهم) :دورك
-نانا:هل ما تزال تكن لي نفس المشاعر السابقة؟
-يونجاي:لو لم أكن كذلك فماذا أفعل هنا؟ دوري...كم علاقة كانت لكِ سابقا؟
-نانا:حسب ما أتذكر...كانوا 3 فقط
-يونجاي:هذا قليل مقارنة بعمرك
-نانا:وماذا ظننت؟ أنني أواعد كل من هب ودب؟ لست سيئة لتلك الدرجة
-يونجاي:دورك
-نانا:متى انجذبت لي أول مرة؟
-يونجاي:منذ أول محادثة لنا...حين التقينا عند موقف الحافلة...ماذا عنك؟
-نانا:لقد مررت بمراحل للوصول لما أنا عليه اليوم...عندما عرفت بمشاعرك كنت مستاءة جدا...لم أرد منك أن تحبني...كنت أنانية وقتها لأمنعك...لكن مع الوقت شعرت بشعور مؤلم وحزين...كنت فقط أحتاج أن أراك لأعرف هل أنا حقا أحبك أم أنه مجرد اشتياق بين أصدقاء قدامى...لكن...لاحقا...عندما قبلتك...عرفت كل شيء...لقد كنت حقا منجذبة نحوك ولا داعي للإنكار أكثر
-يونجاي(بابتسامة) :هذا الكلام يفتح النفس...دورك
-نانا:هههههه هل تريد عناق؟
-يونجاي:احم احم...سأحتسبها كسؤال لذا ضاع دورك سدى...لا أريد أي عناق قبل أن نصارح بعضنا بكل شيء...إذًا...ما أكثر ذكرى من ذكرياتنا لازلتِ تبتسمين بسببها حتى الآن؟
-نانا(بابتسامة) :حين كنت سأنتقل طلبت مني البقاء بطريقة لطيفة وقلت لي كلاما إيجابيا...لحد الآن مازلت أبتسم بسبب تلك الكلمات...أشكرك حقا
-يونجاي:بعيدا عن لعبة الصراحة...أريد أن أعرف ما فائدة ما نفعله...أنا وأنتِ الآن نعترف بأشياء ولكن ما الذي قد نصل إليه من كل ذلك؟
-نانا:أفهم ما تلمح له...هل تريد أن تطلب مني المواعدة بطريقة رومنسية؟ أم سنتواعد فقط بدون أي طلبات أو رسميات؟

وضع يده على شفتيه وصار يفكر لبرهة
-يونجاي:آه...ليس بهذه الطريقة...علي أن أكون مستعدا أولا

خرج لحديقتها وقطف باقة ورد حمراء من أول نبتة رآها وأخذها لها
-نانا:أوووه كم هذا لطيف!
-يونجاي:ليس بعد

ركع على قدم واحدة قدم باقة الورد لها فانفجرت من السعادة
-يونجاي:هل توافقين أن نكون معا؟

أمسكت الباقة لتشم رائحتها وصارت تقفز مكانها من الفرح
-نانا(بحماس) :هذا مذهل...أشعر بكل جسمي يذوب...حقا لم أحظى بشعور كهذا منذ زمن طويل...يونجاي...أنا حقا...

توقفت عن الكلام ووضعت يديها على شفاهها وكانت على وشك أن تبكي
-نانا(بحشرجة) :هذا حقا...لطيف...لم أتخيل أنني سأحظى بيوم كهذا...وبعلاقة حقيقية...وحب حقيقي وجديد

اقترب منها ومسح دموعها رغم أنه يشعر بالغرابة لفعله لذلك أول مرة
-يونجاي:لا تبكي...كل هذا حقيقي...سنحاول أن نكون سعداء من الآن فصاعدا

لم تستطع تحمل كل تلك الكمية من اللطافة وأحاطت ذراعيها حول عنقه...كان هو الآخر يشعر بالتوتر ولكنه حاول التغلب على خجله لذا قرب شفاهه من شفاهها وقبلها برومنسية...دامت تلك القبلة طويلا لدرجة أن كلاهما فقد الإحساس بالعالم من حولهما وكلاهما يريد فقط البقاء على ذلك الحال للأبد

رغم الفجوة العمرية التي بينهما ولكنهما اتفقا وتمكنا من بناء جسر منيع من مشاعر الحب يربطهما معا...لكن ماذا سيكون رأي المجتمع في ذلك؟!

استمرت علاقتهما لأيام مما جعل كل منهما يغير طريقة تفكيره وحتى ملابسه...ففي يوم من الأيام وقفت نانا أمام المرآة وهي تبتسم
-نانا:مظهري يبدو مملا...علي فعل شيء ما وإلا سيتركني يونجاي...ترى ماذا أغير؟

نظرت لنفسها بتعمق من رأسها لقدميها فخطرت على بالها فكرة وركضت لإحضار المقص...وبسبب حماسها للمظهر الجديد سحبت عدة خصلات أمامية وقصتها بالمقص لكن النتيجة...!!
-نانا(بصراخ) :لاااااااااا غرتي!

وقف يونجاي في أحد الحدائق منتظرا وصول نانا لكنها تأخرت للغاية وبعد وقت طويل جاءت وهي تضع قبعة
-يونجاي:وأخيرا! كدت أبلغ عن ضياعك
-نانا(بحزن) :ها أنا ذا
-يونجاي:لماذا تضعين قبعة فالجو حار؟
-نانا(بحزن) :من الشمس
-يونجاي:لا توجد شمس...نحن تحت الأشجار...اخلعيها

أخذ منها القبعة فصرخت وغطت جبهتها بيديها
-نانا:أعدها
-يونجاي:ما الأمر؟
-نانا(بحزن) :غرتي...لقد أردت تقصيرها لكن النتيجة كانت...كارثة

أبعد يديها عن رأسها فظهرت غرتها...كانت تبدو أقصر من الغرة الطبيعية وجزء من جبهتها ظاهر مما جعلها تشعر بالخجل
-يونجاي:كم هي لطيفة!
-نانا:ما هي؟
-يونجاي:غرتك
-نانا:هل تفعل ذلك لتجعلني أشعر بتحسن؟
-يونجاي:لا...تعرفين كم أكره المجاملات...إنها حقا لطيفة...تجعلكِ تبدين أصغر سنا
-نانا(بصدمة) :حقا! لااااا...لا تقلها
-يونجاي:أقسم لك
-نانا(بخجل) :لطالما أردت سماع هذا الكلام منك...أردت ولو لمرة أن أبدو أصغر قليلا لكي نبدو منسجمين
-يونجاي:هههههه و ماحاجتكِ بذلك؟ أنا أتقبلك كما أنتِ لذا لا حاجة للشعور بالحرج مني...أما الباقون فلا يهموننا البتة
-نانا:هههه معك حق
-يونجاي:بما أنه أول موعد غرامي لنا فإلى أين سنذهب؟
-نانا:لا أعلم...الناس عادة يذهبون للمطاعم والسينيما والحدائق ولكنها تبدو طرقا كلاسيكية...أريد فعل أشياء معك لم يفعلها أي أحد من قبل
-يونجاي:مثل ماذا؟
-نانا:لا أعلم...إن خطرت على بالك فكرة أخبرني
-يونجاي:حتى ذلك الوقت...لنتمشى

بينما يتمشيان وردت نانا مكالمة من والدتها
-نانا:ليس وقتها
-يونجاي:لعله أمر طارئ
-نانا:ليس هناك شيء سوى أنها ستعرفني بشاب جديد
-يونجاي:وماذا ستقولين لها بخصوص ذلك؟
-نانا:ربما حان الوقت

فتحت الخط على والدتها فلم تسمع سوى صراخها
-سيدة آهن(بصراخ) :ناناااا أين أنتِ؟
-نانا:مع حبيبي

تفاجأ يونجاي من ما سمعه وحتى والدة نانا شهقت بعمق
-سيدة آهن(بحماس) :وأخيرا! وأخيييرا! بعد أن صرتِ في السابع والعشرين؟
-نانا:كما ترين
-سيدة آهن:يا فرحتي...وأخيرا استخدمتِ عقلك الفارغ...ظننت أنكِ ستعنسين
-نانا:هل أعرفكِ به؟
-سيدة آهن:طبعا...وربما سأقبل رأسه أيضا لأنه وافق على متطلبة مثلك
-نانا:سآتي فورا

أغلقت الخط ثم سحبت يونجاي من ذراعه
-يونجاي:مهلا لماذا هذا التسرع؟ الوقت ليس مناسبا
-نانا:بل هو الوقت المناسب لإسكات أمي
-يونجاي:لكنني متوتر
-نانا:ستلتقي بها عاجلا أم آجلا لذا تعال فحسب

أخذته نحو منزل والديها وقبل أن يدخلا نظرا لبعضهما وتشجعا ثم رنا الجرس

فتحت والدتها الباب ونظرت إليهما لكنها لم تستطع إخفاء ردة فعلها حين رأت يونجاي وشهقت بعمق
-نانا:مرحبا
-سيدة آهن:من هذا الـ...
-نانا:حبيبي
-سيدة آهن:تمازحينني؟
-نانا:أبدا

جاء الوالد إليهم فوجدهم مجتمعين عند الباب
-سيد آهن:تفضلا

دخل أربعتهم لغرفة المعيشة وكان كل منهم يحدق بالآخر بصمت...أما والدة نانا فقد كان الغضب يحرقها من الداخل
-سيد آهن:عرفينا عليه
-نانا:يدعى يونجاي
-سيدة آهن:كم عمره بالضبط؟
-نانا(بتوتر) :20
-سيدة آهن(بصراخ) :ماذا!
-يونجاي:عفوا...إنه 21
-سيدة آهن(بصراخ) :وما الفرق؟
-نانا(بتوتر) :هه طبعا هناك فرق
-سيدة آهن(بغضب) :هل تريدين مني أن أجن؟ من هذا الذي أحضرته من الشارع ليمثل معك؟
-نانا:ليس تمثيلا أقسم لك...أنا ويونجاي حقا واقعان في الحب
-سيدة آهن(بغضب) :توقفي عن قول الترهات...إنه أصغر منكِ ليس بسنة أو سنتين بل بست سنوات
-نانا:لكنني أحبه وأرتاح معه
-سيد آهن:عزيزتي...اهدئي...لقد قالت أنها تريده لذا علينا احترام رغبتها
-سيدة آهن(بغضب) :كيف أحترم رغبتها؟ هذه الفتاة تريد الزواج بشخص يصغرها سنا وبالطبع لن يتزوجا في الوقت الحاضر مما يعني أنها ستقضي حياتها تنتظر أن يؤسس نفسه ويعود لطلب يدها...عمرها يضيع هباءً ومن يدري إذا كان سيتزوجها أم لا...ومع الوقت ستدخل سن الثلاثين ولن يرغب بها أي أحد
-نانا:أنتِ تحملين الموضوع أكثر من طاقته
-سيدة آهن(بغضب) :من حقي أن أقلق عليك...أنتِ سخيفة ولا تفكرين بعقلك
-نانا:ما أعرفه هو أنكِ تبالغين...يونجاي فعلا أصغر مني لكنني سأنتظره
-سيدة آهن(بغضب) :وما الذي سيضمن أنكما ستستمران معا؟

بعد أن استمع يونجاي للموضوع من وجهات نظر مختلفة قرر التدخل
-يونجاي:أنا سأضمن لكِ ذلك
-سيدة آهن:الوعود لا معنى لها...أريد شيء أهم بكثير
-يونجاي:أنا مستعد للارتباط بنانا قانونيا
-نانا:ماذا!
-سيدة آهن:ماذا!
-سيد آهن:ماذا!
-يونجاي:بلى...سأتزوجها متى أردتما

بقي الجميع مصدومين بأفواه مفتوحة وكل منهم لا يعرف ما يقوله بعد القنبلة التي رماها يونجاي
-نانا:ربما علينا النقاش بالأمر وسنكلمكم لاحقا...وداعا أبي...وداعا أمي

سحبت يونجاي من ذراعه وأخرجته للشارع
-يونجاي:والدتكِ تبدو مألوفة...كما لو أنني رأيتها من قبل
-نانا:دعنا منها...ما الذي قلته في الداخل؟
-يونجاي:قلت ما قلته وأنا مستعد لتحمل مسؤوليته
-نانا:لكن لماذا أنت واثق من نفسك لهذه الدرجة؟
-يونجاي:لا أعلم...ربما حبنا هو الذي أعطاني هذه الثقة
-نانا:أنت لا تملك منزلا ولا وظيفة
-يونجاي:أعلم...لكنني سأجد وظيفة بدوام جزئي إلى حين أتخرج بعد ثلاث سنوات وأقوم بكراء بيت وأحصل على وظيفة وأعيل عائلتي
-نانا:ماذا عن عقد القِران والزفاف؟
-يونجاي:إن أردتِ أن نعقد قِراننا الآن فتعالي معي فورا للمحكمة وسأفعلها دون أي تردد...لكن بالنسبة للزفاف وانتقالنا للعيش مع بعضنا فربما سيحتاج وقتا
-نانا(بحزن) :هذا يعني أننا لن نستطيع العيش مع بعضنا كزوجين حقا إلا بعد سنوات...سيكون زواجنا مجرد توقيع على ورق...ليس هذا ما أردته
-يونجاي:آسف لذلك...ربما لن أستطيع إعطاءك كل ما تريدينه
نانا:لا أبدا...صدقني لا أريد منك أي شيء سوى أن تفعل ما يريحك...وبما أن هذا الزواج لا يريحك فلا تجبر نفسك عليه
-يونجاي:لا تحملي هم فأنا حقا مصر
-نانا:لكنك...صغير...ما تزال الحياة وردية أمامك

أحنت رأسها بحزن فرفعه لها يونجاي بأطراف أصابعه ثم أمسك بكلتا يديها
-يونجاي:لماذا لا تفهمين؟ الحياة الوردية التي أريدها هي معكِ أنتِ...فقط دعي الأمر لي
-نانا(بحزن) :هذا مؤثر...أنت حقا تضحي بالكثير لأجلي...أنت رائع يونجاي

عانقته بحرارة وفي وسط الطريق
-يونجاي(بخجل) :هذا ليس المكان المناسب

بحلول المساء ذهبا لمنزل نانا وجلسا معا
-نانا:أوه كم هذا مريح! الآن بعد أن ارتبطنا يمكننا فعل الكثير من الأشياء الرومنسية وبما أنك تأتي لمنزلي فسنترك عددا لا يعد ولا يحصى من الذكريات
-يونجاي:حسنا...ما هي أول ذكرى علينا تخليدها معا؟
-نانا(بخبث) :مثلا...نحصل على بعض المرح...والقبل

انفجر يونجاي ضاحكا ثم قبلها بسرعة على خدها دون أن يعطس
-يونجاي:لم أعد أعطس حين أكون معك...أظن أنني تغيرت كثيرا خلال الأيام التي كنا فيها معا
-نانا:أتمنى أنه ليس مؤشرا أنك بدأت تفقد مشاعرك تجاهي
-يونجاي:هههه أبدا...لا تقلقي
-نانا:هل أنت جائع؟ سأطهو لك
-يونجاي:بل أنا سأطبخ...حين كنت في السكن الجامعي كان رفاقي يطلبون مني إعداد الطعام لهم لأن طبخي لا يقاوم
-نانا:أم أنهم استغلوك
-يونجاي:هذا الاحتمال وارد...لكنه لا يغير حقيقة أنني طباخ مذهل...لنذهب...سأريك

دخل المطبخ وبدأ بتجهيز المقادير بينما جلست نانا في غرفة المعيشة تنتظره...ولكن يبدو أن يومهم لم يمتلأ بما يكفي من المشاكل فظهرت مشكلة جديدة

بينما نانا تقلب قنوات التلفاز سمعت صوت جرس الباب يرن فذهب لتفتح وهل تتوقعون من القادم؟

كانت مذهولة لذا تراجعت للخلف فحسب وبقيت صامتة
-الأم:أين يونجاي؟
-نانا:ليس هنا
-الأم(بحدة) :لا تكذبي...رأيته يدخل منزلكِ قبل دقائق...أين هو؟

سمع يونجاي صوت أمه لكنه لم يصدق حتى ذهب ورأى بنفسه
-يونجاي(بصدمة) :أمي!
-الأم:عرفت أنك لم تقطع علاقتك بها بعد
-يونجاي:ربما حان الوقت لنكون جديين ونتحدث
-الأم:ما علاقتك بهذه المنحطة؟ لماذا ما تزال تقضي الوقت معها؟
-يونجاي:أولا اهدئي ومن فضلك عامليها باحترام...ثانيا أنا وهي لسنا مجرد صديقين...نحن حبيبان
-الأم(بصدمة) :ماذا!
-يونجاي:ولقد قررت...سأتزوجها قانونيا وقريبا
-الأم(بصدمة) :زواج! بهذا السن! وهذه السرعة! ومع هذه الفتاة الفاسفة!

لم تستطع تحمل كل ذلك الكم من الصدمات فصفعت يونجاي بقوة على وجهه
-الأم(بغضب) :ما الذي تتفوه به!؟ قل أن ما قلته مزحة؟!

أمسك يونجاي خده المتورم وواجه أمه بكل ثبات وقوة
-يونجاي:أنا أحبها...وأرجو أن تباركي لنا هذا الزواج
-الأم(بغضب) :لا وألف لا...أقسم أنك إن تزوجتها فسأتبرأ منك للأبد
-يونجاي:أمي...أرجوكِ...لا تكوني عثرة أخرى في طريقنا فلدينا ما يكفي
-الأم(بغضب) :بل سأكون أسوأ عثرة في حياتك...كيف تتوقع مني أن أقبل زواجك في هذا السن ومع هذه الفتاة التي تعرف أنني لا أطيقها
-يونجاي:ولماذا لا تحترمين رغبتي فحسب؟
-الأم(بغضب) :لأنك صغير ولا تعرف كيف تتصرف...أنتم الشباب تركضون خلف المشاعر وتنسون باقي الأشياء كالمسؤولية والالتزام
-يونجاي:أعلم أننا شباب متهورون...لكننا حقا سعداء بتهورنا
-الأم(بغضب) :لا وألف لا...لن أتركك تتهور...فقط الحق بي للمنزل ولنكمل حديثنا

خرجت الأم أولا وقبل أن يلحق بها يونجاي حاول تهدئة نانا بقبلة على خدها
-يونجاي:سيكون كل شيء على ما يرام
-نانا(بحزن) :أرجو ذلك...حين تستقر الأمور أرسل لي رسالة نصية
-يونجاي:حسنا...تصبحين على خير

عاد للمنزل بعد والدته فوجدتها تنتظره وهي تطوف حول المكان بقلق وتوتر
-الأم:لا أصدق أنني عشت لأرى يوما كهذا...لقد خيبت ظني بك يونجاي...لقد ارتكبت أبشع الأخطاء التي قد تؤذيني وتؤذيك
-يونجاي:ماذا عن يونو؟
-الأم:ما به؟
-يونجاي:يشرب ويقامر ويغازل الفتيات ويتحرش بهن ويدخن ويفعل أبشع الأفعال لكن ظنكِ لم يخب به...أما أنا فبمجرد أنني واعدت الفتاة التي أحب وقررت الزواج بها خيبت ظنك؟ ألا تظنين أن الكيل قد طفح؟
-الأم:قصة يونو مختلفة...
-يونجاي:ما المختلف؟ كلانا ابناك...ما الذي يميزني عنه حتى ترفعي سقف توقعاتك بي مقارنة به؟ هل يجب أن أتحرش بالفتيات وأقامر وأشرب وأدخن حتى تصيري راضية عني تمام الرضى؟
-الأم(بحدة) :توقف عن اتهام أخيك بأمور جديدة...متى قامر ومتى تحرش بالفتيات؟
-يونجاي:ربما عليكِ سؤاله بنفسك حين يعود للمنزل في منتصف الليل ثملا

دخل يونجاي غرفته وأغلق الباب بقوة وانتهى من ذلك النقاش العقيم فهو يعرف أن أي حرف سيقوله سيكون بلا فائدة أمام تفكير والدته السلبي تجاه نانا

بعد أن حمل هاتفه وجد رسالة من نانا تسأله إن كان مر الأمر على خير فرد عليها بأن طمأنها وأخبرها أن النقاش انتهى بسرعة وهدوء...لكن على من يكذب...هذا النقاش لن ينتهى أبدا إلى أن ينفصلا...سواء من طرف والدته أم من طرف عائلة نانا

بالحديث عن عائلة نانا فقد كانوا يجلسون في المنزل
-سيدة آهن:ذاك الشاب يونجاي مألوف بالنسبة لي...ترى أين رأيته؟!
-سيد آهن:لا أعلم...لم أشعر بأنه مألوف
-سيدة آهن:غريب...إنه على حافة تفكيري لكن لا أستطيع التذكر

بعد فترة تذكرت أين رأته
-سيدة آهن:أجل...لقد رأيته في المجمع التجاري وقد أوقع أغراضي ثم ساعدني في حملها
-سيد آهن:حقا! يالها من صدفة غريبة!



عدل سابقا من قبل بثينة علي في الأحد فبراير 19, 2023 2:25 pm عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1234
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة فَجْوَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة فَجْوَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة فَجْوَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الثلاثاء مايو 10, 2022 4:27 pm

رواية فجوة : الفصل الخامس عشر



استيقظ يونجاي من النوم فحدق بالسقف لدقائق وهو حزين
-يونجاي:أتمنى فقط أن أمي غيرت رأيها

نهض من فراشه واغتسل وجلس على مائدة الطعام رفقة والدته التي كانت تبدو أهدأ من ليلة أمس
-الأم:يونجاي
-يونجاي:صباح الخير
-الأم:ربما كنت قاسية جدا عليك أمس أليس كذلك؟
-يونجاي:ربما
-الأم:أنت تظن أنني أميز بينك أنت ويونو لكن هذا غير صحيح...يونو منذ طفولته لم يكن مقربا مني مثلك...لكن أنت...لقد أعطيتك كل وقتي وجهدي وحبي وعلمتك كل الأشياء الجيدة والمفيدة فقط لكي لا تصبح مثله...لا يعني ضغطي عليك أكثر أنني أميزكما عن بعضكما
-يونجاي:فهمت وجهة نظرك
-الأم:أما بخصوص تلك الفتاة فربما علي ترك مشاعري السلبية تجاهها...لكن ما يشغلني أنك مازلت صغير والارتباط في سن كهذا سيدمر حياتك بالكامل
-يونجاي:علي فعل ذلك لكي يوافق والداها...إنها الطريقة الوحيدة لأضمن لهما حبي لها
-الأم:من هما والداها؟ أين يسكنان؟
-يونجاي:لماذا تسألين؟
-الأم:مجرد فضول
-يونجاي:بل تريدين الذهاب إلى منزلهما...صحيح؟
-الأم:علي مقابلتهما عاجلا أم آجلا لذا عليك إخباري
-يونجاي:آسف لكن الوضع متأزم حاليا وتقابلكم في ظروف كهذه لن يزيد الوضع إلا سوءا...سأبلغهما سلامك حين ألتقيهما...باي أمي

أسرع بالمغادرة وترك أمه تضع يدها على خدها من الحسرة...لم يستغرق يونو إلا لحظات وخرج من غرفته
-يونو:ما هذه الفوضى في الصباح الباكر!؟ هل حقا يونجاي سيتزوج؟
-الأم(بحزن) :بلى...هذا ما يقوله
-يونو:هذا جنون...ما يزال حليب أمه في فمه
-الأم(بحزن) :أحاول إقناعه لكن دون جدوى
-يونو:ترى من تعيسة الحظ هذه؟
-الأم(بحزن) :الجارة التي عضت أذنك
-يونو:تمزحين!
-الأم(بحزن) :العالم واسع ومليء بالنساء ولم يرى منهم سوى تلك!
-يونو:هل ستوافقين؟
-الأم:مستحيل...إلا تلك الفتاة لن أسمح لها بأن تكون فردا من عائلتي
-يونو:أعرف كم يونجاي عنيد لذا ستعانين كثيرا في إبعاده عنها
-الأم:ماذا عنك؟ متى ستتزوج؟
-يونو:في الفردوس إن شاء الله
-الأم:تشه...لدي أغرب ولدين في العالم...أحدهما سيتزوج وهو صغير ويدمر حياته...والآخر لن يتزوج أبدا...يبدو أنني سأعاني كثيرا قبل أن أموت

بعد خروج يونجاي من منزله وقف عند موقف الحافلة بانتظار نانا حتى جاءت
-نانا(بابتسامة) :ياااا أنت هنا! هذا أجمل وجه يمكن أن يراه شخص في الصباح
-يونجاي:سأرافقك لعملك
-نانا(بحماس) :حقا! هذا رومنسي...لطالما أردت أن أطلب منك ذلك لكن ظننت أنك لا تريد
-يونجاي:أحب فعل كل الأمور المتعلقة بك
-نانا(بحماس) :لنذهب هيا

جلسا معا في الحافلة وفي مقعد واحد وكل منهما يخبئ ابتسامة لطيفة في داخله...ولكن يبدو أن نانا لم تستطع إخفاء مشاعرها لذا أمسكت بيده وشابكت أصابعهما مع بعض
-يونجاي(بخجل) :نحن وسط حافلة
-نانا(بهمس) :لا أهتم للناس

وضعت رأسها على كتفه وأغمضت عينيها بعمق فشعرت بالسعادة الغامرة وصارت تبتسم تلقائيا...كان هو أيضا سعيدا لكنه شعر بالخجل وسط نظرات الناس المتوجهة إليهما

وصلا إلى مقر الشركة بعد ربع ساعة فوقف في الشارع يودعها
-يونجاي:سأغادر الآن...أتمنى أن تحظي بيوم ممتع
-نانا(بابتسامة) :إنه ممتع بالفعل لأنك فيه...لكنني أشعر بالكسل...اشحنِّي بالطاقة الإيجابية هيا

مدت شفاهها له منتظرة أن تحصل على قبلة لكنه اكتفى بالعبوس والتجهم
-يونجاي:نحن...في شارع
-نانا:وماذا في ذلك؟ رأيت الكثير من العشاق يقبلون بعضهم في الشارع
-يونجاي:وماذا كانت ردة فعلك؟
-نانا:قلت أنهم لطفاء
-يونجاي:فعلا؟ ولم تظني أنها قلة أدب؟
-نانا:مطلقا
-يونجاي:لن أفعل ذلك
-نانا:أوووه هيا...الشارع فارغ الآن فلا أحد سيرانا

نظر من حوله فلم يجد أحدا ثم قبلها على شفتيها بسرعة
-يونجاي:هذا كافٍ...اذهبي للعمل
-نانا:ليس كافيا لكن حسنا...أراك في المساء

وقفا يحدقان ببعضهما وكل منهما يريد أن يرى الآخر وهو يغادر
-نانا:هههه اذهب أنت أولا
-يونجاي:لا...أنتِ أولا
-نانا:بل أنت

قاطعهما صوت فتاتين تناديان على نانا فصمتا على الفور
-سوران:أووه نانا...صباح الخير
-إيليت:ما بها غرتك؟ هل تعاركتِ مع المقص؟

شعرت نانا بالإحراج وكانت ستغطي غرتها بيدها لكنها تذكرت أن يونجاي يحبها لذا تمالكت أعصابها
-نانا:هذا يونجاي...أظنكما تعرفانه
-سوران:آااه صديقك الصغير في السن
-إيليت:تشرفنا يونجاي...ماذا تفعل هنا؟
-يونجاي(بتوتر) :كنت مارا من هنا بالصدفة ورأيت نانا...ثم قررت الكلام معها
-نانا:هذا غير صحيح...لقد أتينا معا...نحن مرتبطان
-سوران:ماذا!
-إيليت:واو! هذا غريب!
-نانا:أخيرا أنا مرتبطة...لذا لا تحاولا إغاضتي بأحاديثكما عن علاقاتكما
-سوران:لكن يا نانا أليس أصغر منك؟
-نانا:وماذا في ذلك؟
-سوران:لقد تبين أنكِ فعلا أنك البيدوفيليا
-نانا:ما الذي تقولينه!؟

لم يستطع يونجاي التزام الصمت أكثر فتدخل
-يونجاي:وهل تعلمين حقا ما معنى مصطلح بيدوفيليا؟
-سوران:أظن أنهم الأشخاص الذين يحبون العلاقات مع الأشخاص الأصغر سنا
-يونجاي:تظنين؟ هل هذا يعني أنكِ لستِ متأكدة؟ لماذا تريدين إظهار نفسك كفتاة مثقفة باستخدام مصطلحات في علم النفس لا تعرفين معناها أصلا

شعرت سوران بالإحراج وضاع منها الرد أما نانا فحاولت إمساك ضحكتها غصبا
-يونجاي:البيدوفيليا هو نوع من الأمراض النفسية يرغب فيها المريض بالتحرش بالقاصرين وهو ليس أي مصطلح يمكنك إطلاقه على صديقتكِ لتقومي بإغاضتها لأنكِ تغارين منها
-سوران:تشه...أغار منها!؟ من قال ذلك؟
-يونجاي:لا حاجة لأن يخبرني أحد...أنتما الاثنتان تحاولان إزعاج نانا رغم أنها لم تُسئ إليكما يوما
-نانا:وبخصوص أن يونجاي قاصر فأنتما غبيتان حقا...يونجاي صغير في السن لكنه يملك نضوجا ووعيا وأخلاق عالية أكثر منكما...إنه رَجلي
-إيليت:تشه...قالت رجل قالت...أين الرجولة؟ لا أرى سوى مراهق صغير
-يونجاي:هذا رأيك...لكن أنا ونانا نعرف حجمي ونضوجي جيدا وهذا كافٍ...أصلا أنتما لم تريا بعد الأربع شعرات التي نمت تحت أنفي...لدي لحية الآن وهذا أمر رائع

كانت إيليت وسوران تشعران بالغرابة من كلام يونجاي بالإضافة لنيلهما ما يكفي من الردود القوية لذا غادرتا بهدوء
-نانا:واوا! لم أتوقع أنك قوي في قصف الجبهات
-يونجاي:تعلمت فنون الرد من كتاب يسمى عن...
-نانا(تقاطعه) :لا عليك...انسى أمري فأنا عكسك أكره شيئا اسمه الكتب
-يونجاي:هاتان حقا صديقتاك؟
-نانا:كانتا...الآن لا علاقة لي بهما...اكتشفت أنهما حقا تحقدان علي وتبحثان عن أسوأ الطرق لإهانتي...أنا لم أفعل لهما شيئا حتى حين كانتا تكلمانني عن العلاقات والزواج عمدا لإغاضتي...أما بعد أن ارتبطت عرفت أنهما ليستا سعيدتين لأجلي
-يونجاي:بل واستغلتا موضوع الفجوة العمرية التي بيننا لإغاضتك
-نانا:لم تستأ من كلامهما صحيح؟
-يونجاي:لا...منذ أيام الثانوية كانت لدي برودة أعصاب مذهلة لذا لا أعتقد أن موضوعا سخيفا كهذا سيزعجني
-نانا(بابتسامة) :هذا هو رجُلي

حين ذهبت نانا للعمل وجلست في مكتبها وردتها مكالمة من أمها
-نانا:نعم أمي؟
-سيدة آهن:هل انفصلتما أم ليس بعد؟
-نانا:لا
-سيدة آهن:تشه

في يوم الغد اتصلت بها صباحا وفي نفس التوقيت
-سيدة آهن:هل انفصلتما اليوم؟
-نانا(بتجهم) :لا
-سيدة آهن:تبا

في اليوم الموالي اتصلت بها أيضا وفي نفس التوقيت
-سيدة آهن:أخبريني أنكما انفصلتما اليوم
-نانا(بتجهم) :يؤسفني أنني لن أزف لكِ البشرى السارة هذا اليوم
-سيدة آهن:أوووه

وفي اليوم الذي بعده أيضا حصل نفس الشيء وورد نفس الاتصال في نفس التوقيت
-نانا:أمي...يكفي إزعاجا أرجوكِ
-سيدة آهن:أردت أن أطمئن فقط إذا كنتما قد انفصلتما
-نانا:لا لم ننفصل...من فضلك توقفي عن الاتصال

وبعد عشر أيام متوالية من الاتصال سئمت نانا من حياتها
-سيدة آهن:هل انفصلتما أم...
-نانا(بصراخ) :لااااا وألف لااااا دعيني وشأني فأنا لن أنفصل عنه لمجرد أنكِ تملكين عقدة من العنوسة

كان كل من مع نانا في المكاتب المجاورة ينظرون نحوها والبعض منهم يتهامسون ويضحكون عليها
-نانا(بتوتر) :هه أعتذر منكم

بعد الدوام توجهت نانا لمنزل والديها وقررت حسم الموضوع للأبد...وكالعادة استقبلها أمها بتكشيرة مرعبة
-نانا:ربما حان الوقت لتتوقفي عن الضغط علي؟
-سيدة آهن:ألم يقل أنه سيتزوجك؟
-نانا:نعم...أليس هذا ما تريدينه؟
-سيدة آهن:قال ذلك قبل أسبوعين تقريبا فلماذا لم يفعل شيئا حتى الآن؟
-نانا:لقد واجه مشاكل مع والدته
-سيدة آهن:طبعا...توقعت ذلك...حتى هي لن تسمح له بتخريب شبابه لأجل فتاة على وشك أن تعنس
-نانا(بتجهم) :شكرا لكلامك الإيجابي
-سيدة آهن:انفصلي عنه
-نانا:لا
-سيدة آهن:اطلبي منه الزواج إذًا
-نانا:لقد ناقشته في الموضوع ووعدني أنه بعد ثلاث سنوات سيتخرج ويشتري لي منزلا ويحصل على وظيفة كقاضي عدل ثم سنتزوج
-سيدة آهن(بصراخ) :ثلاث سنوات! هذا يعني أنكِ ستكونين في الثلاثين حينها
-نانا:يؤسفني القول أن هذا هو خيارنا الوحيد
-سيدة آهن(بصراخ) :لااااااااا سأبرحك ضربا وستعرفين حينها التفريق بين الخيارات وبين تدمير حياتك

نهضت والدتها لتضربها لكن أباها أمسكها
-سيد آهن:نانا...فكري جيدا قبل اتخاذ أي قرار...الآن اذهبي قبل أن تتحرر والدتك وتقتلك
-نانا:لن أتوقع منكما تفهمي فأنتما لا تعرفان كمية الحب الذي نكنه أنا ويونجاي لبعضنا

عادت للمنزل بعد أن فكرت طويلا بموضوع زواجها من يونجاي وعلاقتهما المعقدة وفي النهاية طلبت منه المجيء لأنها تريد رؤيته بشدة
-يونجاي:ما الأمر؟

عانقته بحرارة ووضعت شفاهها على رقبته تستنشق رائحته التي تجعلها تهدأ على الفور
-يونجاي:هل من مشكلة؟
-نانا:أبدا...أريد معانقتك فحسب
-يونجاي:لكِ ذلك
نانا:أريد أن نعد معا كعكة
-يونجاي:ولماذا كعكة؟
-نانا:لا أعلم...هكذا فحسب خطر على بالي
-يونجاي:حسنا إذًا...لنعد أجمل كعكة لأجلك

بدآ بتحضير المكونات وقاما بإعداد الكعكة معا وفي النهاية زينتها نانا بالكريما وأصبحت جاهزة
-نانا:ممتاز...بما أننا أعددناها معا فستكون ألذ كعكة في العالم...هل تريد أن تتذوق اللقمة الأولى؟
-يونجاي:سيشرفني ذلك

أخذ بعضا من الكريما بإصبعه وبدل أن يتذوقها تقدم من نانا ومسحها على شفتها السفلية

بعد أن تبادلا النظرات لدقائق حانت اللحظة التي كانا يترقبانها...وضع شفاهه على شفتها السفلى وأخذ يمتص الكريما العالقة عليها ومع كل لمسة كانت نانا تغمض عينيها وتشعر بالقشعريرة تسري في جسدها وفجأة ابتعدت عن يونجاي بسرعة وعطست
-يونجاي:هههههههه مصابة بالزكام!
-نانا:لا...بل أظن أنني أصبحت مثلك أعطس حين أشعر بالعاطفة الشديدة
-يونجاي:هههههه لطيفة

أخذت المزيد من الكريما ووضعتها على شفاهها
-نانا:أتريد أن تلعقها أم لا؟

ابتسم بلطف ثم أحضر منديلا ومسح الكريما عن شفاهها
-يونجاي:حسنا هذا يكفي...لنترك بعض العاطفة والرومنسية للأيام القادمة
-نانا(بتوتر) :هه كما تريد
-يونجاي:كما أن شاربك يبدو لطيفا هكذا بدون كريما
-نانا(بتجهم) :لا تذكرني بمشكلة شاربي فهي تقززني
-يونجاي:ألم تجدي لها حلا بعد؟
-نانا:لا...للأسف

عاد يونجاي للمنزل بعد أن قضى الوقت مع نانا وعندما دخل المطبخ رأى يونو أمام الثلاجة يشرب من زجاجة المياه
-يونو:أين كنت؟
-يونجاي:عند رفيقي
-يونو:أي واحد؟
-يونجاي:لماذا صرت فضوليا تجاهي فجأة؟
-يونو:لأن ما على رقبتك يفضحك...بالتأكيد لم تكن عند صديقك
-يونجاي:ما الذي على رقبتي!؟
-يونو:أيها المغفل...كن حذرا المرة القادمة حين تقبلك حبيبتك فأي دليل سيجعل أمي تغضب
-يونجاي:ها!

صعد يونجاي لغرفته ونظر في المرآة فرأى علامة قبلة مطبوعة على رقبته بأحمر الشفاه
-يونجاي(بصدمة) :لا بد أنها علقت بي حين عانقتني نانا...يال الإحراج...لقد رأى يونو ذلك!

بعد أيام قامت نانا بعمل فحوصات طبية وأخذتها للطبيب فأمسك التقرير وهم بقراءته بينما الأخرى تنتظر بقلق
-نانا(بتوتر) :طمني...هل لدي أي مشكلة؟
-الطبيب:ليست مشكلة خطيرة...سبب نمو شارب لكِ هو أنكِ تملكين خللا في الهرمونات...جسمك يفرز هرمونات ذكرية بنسبة أكبر بقليل
-نانا(بقلق) :وما الحل؟ أخاف في المستقبل أن تصبح لحيتي أطول من لحية بابا نويل
-الطبيب:الحل بسيط...يمكنني إعطاؤك أدوية لعلاج هذا الخلل الهرموني...لكن ليكن في علمك أنها ستكون حبوب منع حمل
-نانا:وهل لا بأس بتناولها وأنا غير متزوجة؟
-الطبيب:لا بأس...لكن لا تستمري في تناولها وقتا طويلا حتى لا تسبب لكِ العقم
-نانا(بإحباط) :على أساس أن لدي فرصة للزواج حتى أفكر في الإنجاب
-الطبيب:وأعطيتكِ إياه أيضا لأن وزنكِ تحت الطبيعي...حاولي الاهتمام بصحتك قليلا
-نانا:شكرا حضرة الطبيب

ذهبت نانا للصيدلية واشترت حبوب منع حمل وبمجرد أن خرجت اتصلت بيونجاي
-نانا:اسمع...لقد كنت عند الطبيب وقام بتشخيصي على أنني أعاني خللا في الهرمونات لذا علي تناول حبوب منع الحمل لموازنة هرموناتي...ففي حال رأيتها في منزلي فلا تفكر بأمور سيئة عني...أخبرتك مسبقا حتى لا نقع في سوء فهم
-يونجاي:حسنا
-نانا:ماذا تفعل الآن؟
-يونجاي:أحاول البحث عن وظيفة في الإنترنت
-نانا:عندما تنتهي تعال لمنزلي

أغلقت الخط ثم أسرعت نحو منزلها وبدأت تحضير العشاء ليونجاي حتى يتناولاه معا

أنهى يونجاي بحثه وقبل أن يخرج من المنزل نادته أمه
-الأم:يونجاي...اذهب للسوق وأحضر لي المشتريات
-يونجاي:حاضر

خرج للحي وأثناء سيره التقى بوالدة نانا ويبدو أنها أتت لرؤية ابنتها
-سيدة آهن:يونجاي...صحيح؟
-يونجاي:بلى
-سيدة آهن:يالها من صدفة مذهلة...لقد أردت محادثتك منذ زمن لكني لا أملك أي طريقة للتواصل معك
-يونجاي:هل تحتاجين شيئا عمتي؟
-سيدة آهن:لنتحدث

ذهبا للمقهى وطلب لها يونجاي القهوة رغم أنها لا تبدو مستمتعة بالجلوس معه
-سيدة آهن:أنت الشاب الذي اصطدم بي في المركز التجاري...لندخل في صلب الموضوع...تعلم أنني لا أحبك ولا أحب علاقتك بنانا
-يونجاي:بلى
-سيدة آهن:سأطلب منك الانفصال عنها
-يونجاي:مستحيل
-سيدة آهن:لماذا مستحيل؟ هل تريد مبلغا معينا مقابل ذلك؟
-يونجاي:أبدا...سبب بقائي معها هو رغبتي بذلك
-سيدة آهن:إذًا فلن أستطيع رشوتك
-يونجاي:لا تبدين ثرية لدرجة أن تقدمي الرشاوي
-سيدة آهن:حين يتعلق الأمر بابنتي ومصلحتها فقد أفعل الكثير...لا أريد حياتها أن تتدمر...على عكسك...أنتم الرجال حقا أنانيون...تحصلون على الشيء حتى لو كان غصبا عن الآخرين
-يونجاي:إن كنتِ تقصدين مواعدتها فأنتِ تعلمين أنني لم أجبرها على أي شيء
-سيدة آهن:لكنك أخذت قلبها وعقلها ومهما قلت لها فستصدق على الفور...اتركها فقط
-يونجاي:إن كان همك الزواج فسأتزوجها
-سيدة آهن:وماذا لديك؟ الجواب لا شيء...حياتك العملية والمالية فاشلة
-يونجاي:أحتاج فقط بعض الوقت وسأكوِّن نفسي وأعطيها كل ما تحتاجه
-سيدة آهن(بحدة) :لا تدمر حياتها...اذهب والهو مع فتاة في سنك...أما نانا فتحتاج رجلا وليس طفلا

ضربت الطاولة براحة يدها حتى انسكبت عدة قطرات من القهوة ثم غادرت تاركة إياه في حزن عميق

ذهب لمنزل نانا وبسبب مزاجه المتعكر لم يستطع حتى الابتسام في وجهها
-يونجاي(بحزن) :هل أنا حقا طفل؟
-نانا:بلى
-يونجاي(بتجهم) :شكرا
-نانا:ههههه أقصد أنك طفلي الصغير
-يونجاي:أنا جاد في كلامي...لماذا يستمر الجميع بمناداتي بالطفل؟ أنا في الواحد والعشرين
-نانا:ربما لأنك تملك وجها طفوليا...أحسدك
-يونجاي:لكن مظهري الطفولي لا يعني أنني أشرب الحليب من الرضاعة وبأنني غير قادر على الزواج وتأسيس أسرة
-نانا:إن كنت قلقا بشأن ذلك فأنا لا أهتم...أراك رجلا ناضجا وواعيا أكثر من الكثيرين

عانقها بحرارة وطبع قبلة على جبهتها
-يونجاي:لن أسمح لأحد بإبعادك عني...نونا
-نانا:نونا! لم أسمعك تناديني هكذا منذ زمن
-يونجاي:ربما بسبب علاقتنا
-نانا:ما رأيك أن نعطي بعضنا ألقابا لطيفة؟
-يونجاي:مثل ماذا؟
-نانا:لا أعلم...بدل نونا ما رأيك أن تناديني باسم رومنسي أكثر...مثلا عزيزتي أو...
-يونجاي(بخجل) :ح ح بيبتي صح؟
-نانا(بحماس) :بلى...هذا ما أردت سماعه...هل يمكنك مناداتي هكذا؟
-يونجاي(بتوتر) :هه ربما
-نانا:أوووه هيا...نادني
-يونجاي(بتوتر) :ح ح ح...
-نانا:هيا هيا هيا
-يونجاي(بتوتر) :ح ب ي ب ت ي
-نانا(بصراخ) :آاااا هذا لطيف

هجمت عليه حاضنة إياه بقوة فأسقطته على الأريكة وهما على تلك الوضعية
-نانا(بلطف) :كل شيء من عندك لطيف...أتمنى فقط لو تقول لي تلك الكلمة كثيرا فهي تجعلني أشعر بالحماس
-يونجاي:ماذا عنك؟
-نانا:حبيبي هههه

ابتسم كلاهما وبسرعة البرق سحبها نحوه وقبلها على شفتيها وحتى هي بادلته واستمرت قبلتهما لوقت طويل لدرجة أنهما تخدرا وفقدا جميع حواسهما وإدراكهما



عدل سابقا من قبل بثينة علي في الأحد فبراير 19, 2023 7:00 pm عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1234
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة فَجْوَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة فَجْوَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة فَجْوَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الثلاثاء مايو 10, 2022 7:51 pm

رواية فجوة : الفصل السادس عشر



ذهبت جيسو لمنزل يونجاي لتقابله دون علمه لكنها لم تجده بل وجدت والدته فقط
-الأم:لعله في منزل تلك الوضيعة
-جيسو:من!؟
-الأم:صديقته...المدعوة نانا
-جيسو(بصدمة) :ماذا! يونجاي ونانا أصبحا حبيبان؟!
-الأم:لا أحب استعمال هذا المصطلح
-جيسو:كما ترغبين...متى بدأت علاقتهما؟
-الأم:منذ أشهر
-جيسو(بصدمة) :وأنا لا أعرف!
-الأم:وحتى أنهما سيتزوجان
-جيسو(بصدمة) :زواج! ودون أن أعرف أيضا!
-الأم(بحزن) :أنتِ صديقة مقربة منه أليس كذلك؟ أيمكنكِ الكلام معه رجاءً؟
-جيسو:بلى...أخبريني ما القصة؟
-الأم(بحزن) :يونجاي ما يزال صغيرا وغير قادر على المسؤولية والالتزام...أرجوكِ أن تطلبي منه العدول عن هذه الفكرة وتذكري له الأضرار الناجمة عنها
-جيسو(بتوتر) :تقصدين...أضرار الزواج؟ لكنني لا أرى أي أضرار له
-الأم(بحزن) :لكنه ما يزال في الواحد والعشرين وتلك الفتاة تكبره بست سنوات...هل من المقنع أن تري اثنين في هذا السن يتزوجان؟
-جيسو:الحقيقة...لا أرى مشكلة في ذلك...بالنسبة لي فالانسجام هو الأهم...فإن كان ابنك مرتاحا مع نانا فيجب أن تكوني سعيدة له...هناك الملايين حول العالم يعانون في رحلة البحث عن زوج ينسجمون معه ويفشلون في ذلك
-الأم(بحزن) :لكنه...صغير
-جيسو:رغم أنني لا أمانع ارتباطهما لكن سأكلمه لأجلكِ عمتي
-الأم:شكرا جزيلا لك

بقي يونجاي في منزل نانا يتناولان الطعام ويقضيان الوقت معا إلى أن رن جرس الباب
-نانا:غريب...لا يزورني أحد عادة سواك
-يونجاي:قد يكونان والداك
-نانا(بخوف) :لااااا...استتر فورا...لا أريد الدخول معهما في نقاش جديد

أدخلته لغرفة نومها وأغلقت الباب ثم ذهبت للتأكد من القادم وعندما فتحت وجدتها جيسو
-جيسو:مرحبا...آسفة على إزعاجك لكنني أحتاج يونجاي لدقيقة
-نانا:أووه جيسو...هذه أنتِ! جميل أن تشرفي منزلي اليوم
-جيسو:أشكرك
-نانا:تفضلي...يونجاي بالداخل

اختبأ يونجاي خلف الباب فقد كان يشعر بالإحراج لأن جيسو ستراه هناك
-جيسو(بصراخ) :يونجاي...ستكون في ورطة حين أمسك بك
-نانا:هل حدث شيء؟
-جيسو(بتجهم) :بلى...ترتبطان...وتنويان الزواج وأنا آخر من يعلم؟
-نانا:الحقيقة...لستِ آخر من يعلم بل أنتِ أول من يعلم
-جيسو:حقا!
-نانا:لم نخبر أحدا غير عائلاتنا...حتى رفاقنا وأقاربنا لا يملكون أي فكرة
-جيسو:زواج! مباشرة!
-نانا:ليس بعد...لكن كيف عرفتِ بالموضوع؟
-جيسو:عمتي أم يونجاي هي من أخبرتني...وأخبرتني أنه هنا أيضا
-نانا:معقول أنها تعرف بوجوده عندي!
-جيسو:لا أعتقد أنه يذهب لمكان غير منزله أو منزلك...ففي حال أراده أحدهم فليبحث في هذين المكانين وسيجده...أعرف يونجاي منذ زمن وهو شخص منطوٍ ويحب البقاء في المنزل فقط
-نانا:ههههه لم أكن أعرف
-جيسو:والآن أخبريني أين هو لكي أقوم بتقطيعه ورشه بالملح

هزت نانا كتفيها لأنها لا تريد البوح بمكانه فقررت جيسو معرفته بنفسها...ومن خلال ملاحظة حركاتها اكتشفت أنها تسترق النظرات نحو باب غرفة النوم
-جيسو(بصراخ) :عثرت عليه

ركضت نحو غرفة النوم وضربت الباب برجلها بقوة فاصطدم بأنف وفم يونجاي وأسقطه أرضا
-جيسو:أوبس! آسفة
-نانا(بقلق) :أنت بخير؟
-يونجاي(بألم) :وما رأيك؟
-نانا(بقلق) :أنفك ينزف

أعطته نانا منديلا وضعه على أنفه ثم جلست بجانبه على السرير تتفحصه...أما جيسو فشعرت بالخجل من نفسها لما فعلته
-جيسو:آسفة...حقا آسفة
-يونجاي(بألم) :لا بأس...توقعت أن شيئا سيحصل فأنتِ لا تهدئين حتى تري أحدهم يتألم
-جيسو(بتجهم) :لا تبدو من كلامك كما لو أنك سامحتني
-نانا:سيكون بخير بعد أن يتوقف النزيف

بينما نانا تعتني بنزيف يونجاي كانت جيسو تنظر من حولها وتراقب منزل نانا جيدا...كانت غرفة النوم بسيطة وجميلة والآثاث عادي...لكن لفت انتباهها شيء موضوع على منضدة السرير
-جيسو(بصدمة) :هذا يبدو كـ...ك ك ك

تلعثمت وبقيت تشير بإصبعها نحو المنضدة وعندما استدار كل من يونجاي ونانا ليعرفا ما القصة لاحظا وجود علبة حبوب منع الحمل موضوعة هناك فنظرا لبعضهما بصدمة
-نانا(بصراخ) :لااا الأمر ليس كما تظنين
-يونجاي(بصراخ) :ليست لنانا...أقصد هي لنانا لكن هناك أمر لا تعرفينه
-جيسو(بصدمة) :أيها المنحطان
-نانا(بصراخ) :استمعي لي أولا
-يونجاي(بصراخ) :نعم...استمعي لنا أولا

استغرقت جيسو وقتا طويلا وهي تؤنب يونجاي ونانا وتكرر نفس الكلام...وأخيرا تركت لهما المجال ليفسرا الموضوع فأخبرتها نانا عن قصتها مع الطبيب ونمو الشارب
-جيسو(بتجهم) :واو! استغرقتِ فقط ربع ساعة لتحيكي هذه الكذبة الجميلة...فقط اعترفا بأنني كشفتكما وانتهى الموضوع
-نانا:لكنني أخبرتك بالحقيقة...أنا ويونجاي حقا محافظان في علاقتنا ولا يمكن أن نتركها تذهب لذلك الاتجاه
-جيسو(بتجهم) :لا أصدقكما...للأسف

كان يونجاي ما يزال ممسكا بالمنديل على أنفه ويستمع للنقاش الذي يجري وفي النهاية طفح به الكيل فنهض وأحضر الكشف الطبي والفحوصات ووصفة الدواء ورماها على وجه جيسو ببرود
-جيسو(بإحراج) :هه هذا الأمر حقيقي إذًا...آسفة لظني السوء بكما
-يونجاي(بتجهم) :ممتاز

بعد مغادرة جيسو جلس يونجاي على الأريكة واضعا المنديل على أنفه ثم جلست نانا بجانبه وحدقت بوجهه
-نانا:علي إخفاء تلك الحبوب فإن رآها والداي سأقع في كارثة أكبر
-يونجاي:امممم
-نانا:هل توقف النزيف؟
-يونجاي:بلى...لكنه ما يزال يؤلم
-نانا:دعنى أرى

أزال المنديل عن وجهه فظهر أنفه المتورم وشفاهه التي جرحت جراء الضربة
-نانا:أوبس! يبدو مؤلما
-يونجاي(بتجهم) :هذه هي جيسو...أحيانا أقول أن الحيوان الذي يمثلها هو الثور
-نانا:ههههه ماذا عني؟ ما الحيوان الذي يمثلني؟
-يونجاي:ربما القطة
-نانا:هههههه هذا لطييييف...أما أنت فلا بد أن الحيوان الذي يمثلك هو الهامستر
-يونجاي:لماذا الهامستر؟
-نانا:لأنك لطيييييف وصغير

وضعت يديها على خديه وقامت بقرصهما بلطف مثل الأيام الخوالي...وبسبب لطفها انفجر يونجاي من الضحك فآلمه أنفه وفمه
-يونجاي(بألم) :آوتش...علي التوقف عن الضحك لفترة
-نانا:يؤلمك؟
-يونجاي:قليلا

قبلته على أنفه ثم ابتعدت بسرعة وهذه الحركة العفوية فاجأته وجعلته يشعر بالخجل
-نانا:ماذا عن الآن؟ هل خف الألم؟
-يونجاي(بابتسامة) :قليلا
-نانا:دعني أتولى الأمر إذًا

قبلته عدة مرات متوالية على أنفه وفي كل مرة كان يشعر بأن الألم يخف حقا وبأنه يريدها أن تكرر ذلك طوال اليوم
-نانا:هل زال الألم الآن؟
-يونجاي:تماما...لكن هناك المزيد في شفاهي
-نانا:يمكنني علاجها

قبلته مرة واحدة وابتعدت عنه لكنه لم يرضى بذلك
-يونجاي(بتذمر) :هذا كل شيء؟ أريد المزيد
-نانا:كم بالضبط؟
-يونجاي:إلى أن يتوقف الألم

قبلته خمس مرات متوالية ولأنه مستمتع بالأمر حاول استغلالها
-يونجاي:مازال يؤلم

قبلته مرة أخرى عدة مرات لكنه لم يكتفي أيضا
-يونجاي:لم يتبقى الكثير وسيشفى
-نانا:ههههه فلنتوقف هنا...كما قلت لي سابقا فعلينا الاحتفاظ ببعض العاطفة للأيام القادمة

عانقها وكلاهما كان سعيدا من أعماق قلبه...قد لا يكون في صالحهما أن يتزوجا الآن...لكن لا بد من أن يضيء لهما حبهما الطريق لإيجاد حل لهذه المشاكل العويصة التي تواجههما

الفجوة العمرية التي بينهما تنغلق شيئا فشيئا...ولم يبقى سوى الصبر والانتظار حتى تحل كل المشاكل

استغل يونجاي أيام الإجازة الصيفية وباشر العمل في متجر لبيع الآثاث كمحاسب ومسؤول عن السلع...لحسن حظه أن هناك وظائف بسيطة يستطيع عملها بدون شهادة جامعية

كانت هذه أول مرة يعمل فيها في هذا المجال لذلك احتاج وقتا أطول ليتأقلم...وبسبب انشغاله الشديد لم يعد يرى نانا سوى في الليل وفي عطلة نهاية الأسبوع

ذات يوم أحد خرجا في موعد غرامي بما أنه يوم عطلة وطوال الطريق كانا يفكران أين يذهبان
-نانا:ما رأيك؟ هل هناك مكان مميز نذهب إليه اليوم؟
-يونجاي:لا أعلم
-نانا:وجدتها...هل تجيد التزلج على الجليد؟
-يونجاي:ليس كثيرا
-نانا:علمني ما تعرفه إذًا
-يونجاي:لا بأس بذلك

ذهبا إلى قاعة التزلج على الجليد وارتديا الأحذية وأدوات الحماية وقبل أن يذهبا التصقت نانا بذراعه وفركت رأسها به بلطف كما تفعل القطط
-نانا:هذا جميل...أشعر بالقشعريرة تسري بجسدي كلما خرجنا في موعد معا
-يونجاي(بابتسامة) :هل تحبينني لتلك الدرجة؟
-نانا:أحبك؟ هل تظن ذلك؟
-يونجاي(بتجهم) :أليس هذا السبب الذي نتواعد لأجله؟
-نانا:يونجاي أنت مخطئ...أنا لا أواعدك لأنني أحبك
-يونجاي(بصدمة) :ماذا؟!
-نانا(بصراخ) :بل أنا أواعدك لأنني أعشقك وأريد أكلك مثل قطعة مارشملو

بسبب صراخها سمعها كل من كانوا حولهم يرتدون أحذية التزلج مما جعل الجو مشحونا بالإحراج
-يونجاي(بهمس) :يكفي إحراجا...لنذهب
-نانا:لكنني قلت شيئا رومنسيا جدا للتو...ألن تعطيني مكافأة؟
-يونجاي:لااااا...أعلم في ما تفكرين

نهض مسرعا وابتعد عنها فانفجرت من الضحك
-نانا(بصراخ) :انتظرني...ألم تعدني أن نتزلج معا؟

حاول تعليمها التزلج على الجليد واستغرق الأمر وقتا طويلا لذلك فقد كانت بالكاد تعرف كيف تتزلج مترا واحدا دون أن تتوقف
-نانا:هففف أستسلم
-يونجاي:لم نتقدم ولو خطوة واحدة
-نانا(بإحباط) :كنت أتمنى تعلم التزلج اليوم ولكن يبدو أن مجيئي دون فائدة

نظر من حوله فرأى الكثير من الناس يتزلجون...كان القيام بتلك الخطوة محرجا أمام كل ذلك الكم من الناس لكن رغبته في إسعاد نانا طغت عليه أكثر
-يونجاي(بخجل) :لنتزلج معا

أعطاها ظهره ثم أخذ يديها ووضعهما على خصره
-يونجاي:تمسكي جيدا...سننطلق

انطلق وهي ملتصقة به ولم تمر إلا دقائق حتى علت أصوات صراخها واستمتاعها بالتزلج...كان كلاهما سعيدا بتلك الجولة رغم أن الكثير من الناس يراقبونهما...لكن من يهتم...حين يحب الإنسان فإن من حقه أن يتخطى كل القوانين

في نهاية الجولة تجهزا للمغادرة وأثناء سيرهما في الرواق المؤدي للمخرج استغلت نانا الفرصة وأمسكته من ياقة قميصه ثم حاصرته للحائط
-يونجاي(بخجل) :نحن في مكان عام
-نانا:ومن يهتم؟ لا أستطيع مقاومتك أكثر
-يونجاي:يا إلهي كم تحبين التقبيل! حتى في الأماكن العامة!
-نانا:هههه أراهن أنك تحبه مثلي...أغمض عينيك

أغمض عينيه ومد شفاهه لها لكنه توقف حين سمع صوت أحدهم قادم إلا أن الوقت تأخر فقد تم فضحهما بالفعل من قبل كويلي
-كويلي(بسخرية) :مهلا مهلا...أليس هذا هو الدحيح يونجاي!
-يونجاي(بتجهم) :كويلي...هذا ما كان ينقصني
-كويلي(بسخرية) :يبدو أنك حصلت على حبيبة أخيرا...لكن ما الذي أراه؟ تبدو كأمك
-نانا(بتجهم) :من التي تبدو كأمه؟
-كويلي(بسخرية) :وأيضا هي التي تقبلك؟! ما الذي يجري؟ أيكما الرجل أنت أم هي؟
-يونجاي:لقد كنت تهينني طوال أيام الدراسة في الثانوية...لكن بما أنك وصلت لنانا فقد تجاوزت الحدود
-كويلي(بسخرية) :هههه وماذا ستفعل؟ ستضربني؟ أم أنك ستسمح لحبيبتك بالدفاع عنك؟
-يونجاي(ببرود) :لا هذه ولا تلك...لقد سامحتك...امضي في طريقك

أمسك يد نانا وأخذها مبتعدا عن هناك فهو يعرف نقطة ضعف كويلي جيدا
-كويلي(بغضب) :أنت...مازلت مستفزا مثلما كنت في أيام الثانوية...ستدفع الثمن

بينما يتمشيان في الحديقة كانت نانا تفكر في أن يونجاي هادئ حقا وغير مبالي حين يتعلق الأمر بالمشاكل
-نانا:أتعلم؟ أنت أبرد إنسان رأيته في حياتي
-يونجاي:بما أنكِ تمسكين يدي الآن فلا بد أنكِ تشعرين بالدفء
-نانا:هههه لم أقصد ذلك...جسدك دافئ لكن مشاعرك...
-يونجاي:لو كانت مشاعري باردة لما كنا نحظى بعلاقة جميلة ورومنسية الآن
-نانا:هههههه يالك من مزعج...ليس هذا ما قصدته...أنت تتعامل مع المشاكل بهدوء تام...لو كنت مكانك لضربت ذاك الشاب ضربا مبرحا
-يونجاي:ليس بيدي فهو أطول مني ويتدرب في النادي أيضا
-نانا:هههههه لا تقل أنك خائف
-يونجاي:أمازحك...أعرفه منذ زمن وهو مجرد متنمر...إن حاولتِ تجاهله فسيصمت ببساطة...أعرف الكثير من أمثاله والدخول معه في نقاش لن يكون لمصلحتي...أكره وجع الرأس
-نانا(بلطف) :أوووه هذا هو الهمستر اللطيف خاصتي

شدته من خديه بلطف فأبعد يديها بسرعة
-يونجاي(بانزعاج) :للمرة المليون نحن في مكان عام...وثانيا لست هامستر صغير فأنا أطول منك
-نانا:ههههههههه تزيدني جنونا حين تنزعج وتنفخ خدودك مثل الهامستر
-يونجاي(بتجهم) :لست هامستر

بينما يسيران في الطريق رأيا طاولة لبيع الإكسسوارات
-نانا(بحماس) :يااا تعال...سأشتري لك شيئا جميلا يربطنا مع بعضنا
-يونجاي:لا أحب الإكسـ...

ما كاد يكمل جملته حتى سحبته معها وأخذته نحو الطاولة
-البائعة:أهلا وسهلا بكما...كل هذه الأغراض بدولار واحد
-نانا:هل لديك أي شيء يمكن لشخصين مرتبطين ارتداؤه؟
-البائعة:بلى

أعطتهما علبة من الأساور التي عليها نصف قلب وكل اثنين يكملان بعضهما...أخذت نانا أحدها ووضعته في يدها ثم وضعت الآخر في يد يونجاي
-نانا:ياااا ما أجمله! لنشتريه بالمناصفة وهكذا كل منا يُعتبر اشترى واحدا للآخر
-يونجاي(بتجهم) :أكره الإكسسوارات...خاصة إكسسوارات اليدين
-نانا:عليك أن تحبها لأجلي
-يونجاي(بتجهم) :وماذا لو رفضت؟
-نانا(بحدة) :سأنفصل عنك
-يونجاي:هييي مهلا! كنت أمازحك
-نانا:أحسنت...فتى مطيع

راقبتهما البائعة لفترة وهما يتشاجران وهمت تبتسم بلطف
-البائعة:أنتما حقا ثنائي لطيف
-نانا:حقا! لم نعتد على سماع ذلك من الناس
-البائعة:لماذا؟
-نانا:إنهم يسخرون من علاقتنا لأنني أكبر منه بست سنوات...كما أنه يملك وجها طفوليا لذا فهو يبدو تحت الثامنة عشرة مهما تقدم في العمر
-البائعة:الناس سينتقدونك حتى لو كنتِ زوجة رئيس كوريا نفسه...أنا متأكدة لو أنكما لم تملكا مشاكل في العمر لوجدوا شيئا آخر ينتقدونكما لأجله
-نانا:معكِ حق
-البائعة:فقط تمسكا ببعضكما وارميا كلام الناس خلفكما فهو لا ينفع ولا يغني من جوع...وإياكما السماح لأي أحد بالتدخل في خصوصياتكما...أنتما تبدوان منسجمين فلا علاقة للعمر أو اللون أو الجنسية أو الطبقة الاجتماعية بكما
-يونجاي:يعجبني تفكيرك...أتمنى لو كان كل الناس يملكون مستوى الوعي الذي عندك سيدتي
-نانا:فعلا...زاد احترامي لك...أتمنى أن نلتقي مجددا
-البائعة:هههه أشكركما...فايتينغ

في ذلك الوقت كانت جيسو في غرفتها تحاول ترطيب بشرتها وهي تحدق بنفسها في المرآة
-جيسو:أووه ما أجملني! أشعر أنني أغرق في حب نفسي يوما بعد يوم...موااح كم أنتِ جميلة جيسو

فتحت درج مستحضرات التجميل لتخرج أحمر الخدود ولكنها لم تعثر عليه
-جيسو(بصراخ) :سييييلا

كانت سيلا في غرفتها تستمع للموسيقى فضربت جيسو عليها الباب بقوة
-سيلا(بصدمة) :أفزعتني...ما بالك!؟
-جيسو(بغضب) :أحمر الخدود خاصتي...أين هو؟
-سيلا:وأنا ما أدراني؟
-جيسو(بغضب) :بل أنتِ الوحيدة التي تدرين عن كل أغراضي المفقودة
-سيلا:أووه حسنا...كنت سابقا أسرق أغراضك لكن هذه المرة أنا حقا بريئة
-جيسو(بغضب) :كاذبة...أعيديه فورا
-سيلا:لكنه حقا ليس معي

كانت ستضربها لكنها تذكرت التجاعيد التي ظهرت لها بسبب عصبيتها الشديدة
-جيسو:اهدئي جيسو...اهدئي...بشرتك تحتضر
-سيلا:واو!
-جيسو:سأتفاهم معكِ لاحقا

اتصلت بيونجاي وتشاو والتقوا ثلاثتهم في المقهى...كان يونجاي مشغولا بهاتفه ويبتسم أما تشاو فكان يشعر بالملل لذا ظل يستمع لشكوى جيسو لساعات
-جيسو:لقد سئمت منها...إنها أسوأ أخت عرفتها البشرية...هل يحتاج أحدكما أختا لأتبرع بها له؟
-تشاو(بتململ) :أحتاج حبيبة وليس أخت...لدي اثنتان منهما بالفعل
-جيسو:لكن هل تسرقان مستحضراتك؟
-تشاو:ليس لدي مستحضرات
-جيسو:لكن لو جربت شعوري لوددت حمل أغراضك ومغادرة المنزل
-تشاو:لم يبقى لنا الكثير لنعود للجامعة لذا سيتحقق مرادك
-جيسو(بحدة) :هذه المرة لن أعود للمنزل أبدا وسأستقل في حياتي الخاصة
-تشاو:ألم تقولي ذلك العام الماضي أيضا؟
-جيسو:لا أتذكر

نظر كلاهما نحو يونجاي فوجداه منهمكا في العبث بهاتفه والابتسامة لا تفارق ثغره
-تشاو:يوهووو! نحن هنا أيضا
-يونجاي:آه...هل قلتما شيئا؟
-جيسو:من تراسل؟
-يونجاي(بتوتر) :هه أمي
-تشاو:لماذا تخفي عنا الأمر فنحن نعرف بالفعل
-يونجاي:من أخبرك؟
-جيسو:هههه أنا أخبرته
-يونجاي(بتجهم) :لا سر يبقى سرا عندك
-تشاو:لا داعي للخجل من الموضوع فأنا وجيسو ندعمكما
-يونجاي(بتجهم) :أشكركما

سمعت جيسو صوت هاتفها يرن في حقيبتها فوضعت يدها هناك لتخرجه ولكنها بدل أن تخرج الهاتف أخرجت علبة أحمر الخدود
-جيسو(بصدمة) :ما الذي تفعله هنا!؟
-تشاو:أليس هذا أحمر الخدود الذي صرعتِ رؤوسنا بالكلام عنه منذ الصباح؟ ألم تقولي أن سيلا من أخذته؟
-جيسو(بتوتر) :ههه يبدو أنني تذكرت...أنا من وضعته في حقيبتي لأستخدمه عند الضرورة
-تشاو:سيلا المسكينة...تم اتهامها زورا بشيء لم تفعله
-جيسو(بتوتر) :هه لكنها ما تزال لصة أغراض



عدل سابقا من قبل بثينة علي في الأحد فبراير 19, 2023 10:17 pm عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1234
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة فَجْوَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة فَجْوَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة فَجْوَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الثلاثاء مايو 10, 2022 8:20 pm

رواية فجوة : الفصل السابع عشر



لم يبقى الكثير لكي يعود يونجاي للجامعة لذا استغل الفرصة للخروج مع أصدقائه والبقاء مع والدته أكثر...وفي كل مرة كانت تحاول استدراجه بالكلام حتى يخبرها بأي معلومة تخص عائلة نانا لكنه رفض ذلك

بينما يتناول القهوة مع تشاو كان كلاهما يشكوان همومهما لبعضهما وحصل هذا لأول مرة منذ انتقالهما للجامعة
-يونجاي:لم نجلس جلسة كهذه منذ أيام الثانوية
-تشاو:أنت تقضي الوقت مع حبيبتك كثيرا...هذا متوقع...لو ارتبطت أنا أيضا سأنسى أصدقائي
-يونجاي:لم أنساكما...أنا حقا مشغول مؤخرا فقد حصلت على وظيفة ولم أعد أملك الوقت الكافي حتى للبقاء مع نانا
-تشاو:جيد...أنت تجد وقتا لي الآن...لكن ماذا عن جيسو؟
-يونجاي:سأدعوها للخروج لاحقا...اليوم لنتكلم رجلا لرجل...لكن بما أننا ذكرنا جيسو...ما قصة عراكاتها المستمرة مع أختها؟
-تشاو:هؤلاء هن الفتيات...يغضبن لأتفه الأسباب...من الصعب فهمهن
-يونجاي:وهل تفهمهن أنت؟
-تشاو(بثقة) :بلى...عاشرت الكثير منهن وأعرف كل تفصيلة فيهن
-يونجاي:علمني القليل
-تشاو:أولا...الفتيات حساسات...نحن الشباب يمكننا إبراح بعضنا ضربا والتصالح في اليوم الموالي...لكن الفتيات عكسنا تماما فبإمكانهن مخاصمة بعضهن لعشر سنوات لمجرد أن إحداهن أخبرت الأخرى أن تسريحة شعرها لا تلائمها
-يونجاي:غريب...أشعر أن نانا ليست كذلك
-تشاو:هناك نسبة 2% فقط استثناء
-يونجاي:لا بد أن نانا تنتمي لهذا الاستثناء القليل
-تشاو:إليك معلومة أخرى...المرأة قد تكون حقودة لكن وردة بلاستيكية ترضيها إن كانت من الشخص الذي تحبه
-يونجاي:علي تذكر هذا في حال أردت إرضاءها
-تشاو:ولماذا ترضيها؟ حاول أن تكون رجلا قويا وتضع كبرياءً لنفسك
-يونجاي:وماذا لو كنت أنا المخطئ؟
-تشاو:نحن الرجال لا نخطئ...دعها هي تتوسلك لتسامحها
-يونجاي(بتجهم) :أفكارك هذه غير صائبة مئة بالمئة
-تشاو:ستكتشف يوما ما أنني محق
-يونجاي(بتجهم) :لا أحتاج أن يأتي يوم ما وأكتشف...أحتاج فقط تشغيل عقلي وجانب المنطق لدي وسأعرف
-تشاو:تشه...كما تريد

عاد يونجاي للعمل كمحاسب في متجر لبيع الآثاث وبينما يعمل وردته مكالمة من نانا
-يونجاي:مرحبا
-نانا:لقد أتيت للمتجر الذي تعمل فيه وأنا أنتظرك عند الباب
-يونجاي:حقا!

خرج نحو الباب فوجدها تنتظره وبمجرد رؤيته عانقته
-يونجاي(بخجل) :زملائي يشاهدون

ابتعدت عنه وعندما نظر خلفه وجد جميع الموظفين الذين معه يحدقون به ولكنهم أشاحوا ببصرهم وعادوا لعملهم عندما لاحظهم
-يونجاي(بإحراج) :فضيحة أخرى
-نانا:أتيت لأشتري آثاثا جديدا فهل يمكنك مساعدتي؟
-يونجاي:أتمنى لكن عملي هو تسجيل السلع الموجودة وليس بيعها...هل أطلب من أحدهم مساعدتك؟
-نانا:لا...كان هذا مجرد سبب تافه لكي أبقى معك...لكن من يهتم للآثاث ما دمت غير موجود
-يونجاي:أنا عائد لعملي...تعالي معي للمكتب

أدخلها نحو مكتب الوثائق ثم جلس في مكانه محاولا العودة لعمله...أما هي فجلست على أحد الكراسي مقابلة له ووضعت يدها على خدها تنظر إليه بسعادة

مرت لحظات وهو يحاول نقل الحسابات والبيانات من الأوراق إلى الحاسوب لكن نظرات نانا نحوه توتره وتفقده تركيزه
-يونجاي(بتوتر) :لا أستطيع التركيز...هلاَّ عذرتني؟
-نانا:هل أغادر؟
-يونجاي:لا...فقط حاولي النظر لشيء آخر
-نانا:سأحاول

ركزت على كوب القهوة الموضوع على المكتب لكنها رغم ذلك تسترق النظرات نحوه من حين لآخر مما جعله يتوقف عن العمل
-يونجاي(بتوتر) :آسف على وقاحتي لكن هلاَّ أدرتِ الكرسي للاتجاه الآخر...مازلت لا أستطيع التركيز
-نانا:أوووه لا أستطيع...كيف يمكنني مقاومة كل هذه الوسامة؟
-يونجاي:أنا أيضا لا أستطيع مقاومتك وهذا ما يجعلني عاجزا عن التركيز
-نانا:أووه هذا لطيف!

ركضت نحوه وشدته من خدوده بقوة
-نانا:الهامستر خاصتي لطيف مثل المارشميلو

فجأة سمع كلاهما صوت نحنحة من الخلف فابتعدا عن بعضهما...كان القادم هو إحدى الموظفات
-الموظفة:احم احم...يونجاي...لقد وصلت السلع الجديدة

وضعت له وثيقة السلع وغادرت مسرعة
-يونجاي(بتجهم) :هذا هو يوم الفضائح بكل تأكيد
-نانا(بحزن) :آسفة...لن أزعجك مجددا

انحنت له وبدت مستاءة من ما يحصل وقبل أن تغادر أسرع نحوها ووقف في طريقها
-يونجاي:إنه وقت الغداء...لنأكل

ذهبا للمطعم وبينما يونجاي يأكل كانت نانا تحدق بالطعام
-نانا(بحزن) :أنا آسفة...أشعر أنني سببت لك الفضائح بما يكفي...لن آتي مجددا
-يونجاي:ولكنني أريدك أن تأتي
-نانا(بحزن) :لا تريد...أعلم أنك تقول هذا فقط لتواسيني
-يونجاي:إنها أول مرة أشعر أن العمل ممتع...كما أن الوقت مر سريعا...لم يحصل لي هذا من قبل...بفضلك فالأشياء العادية المملة تصبح مميزة وممتعة
-نانا(بحزن) :لكنني أشعر أنني صرت مصدر إحراج لك
-يونجاي:هذا ما يبدو لك...لكنني مستمتع حقا بكل لحظة
-نانا(بحزن) :لا أصدقك
-يونجاي(بتوتر) :ح ح ح حبيبتي...صدقيني...أنا أقول الحقيقة

رفعت رأسها بحماس وابتسمت من أعماق قلبها
-نانا(بحماس) :لقد قلت تلك الكلمة التي أحبها
-يونجاي:لحظة واحدة

خرج من المطعم وذهب لأقرب متجر ورود واشترى باقة ورد لها فقد تذكر عندما أخبره تشاو أن الأنثى كائن رقيق قد تجعله أبسط الأمور سعيدا

عاد للمتجر وقدم الباقة لها فانفجرت من السعادة والحماس لمجرد رؤيتها واخذت تحضنها وتشمها
-نانا(بحماس) :هذا رومنسي جدا...عليك أن تفعل ذلك من حين لآخر
-يونجاي:سأفعل...أعدك بذلك

بعد أن انتهيا من تناول الطعام خرجا متوجهين نحو موقف الحافلة وأثناء الطريق مرا بمتجر للملابس يعرض في واجهته ملابس المرتبطين عبارة عن سروالين وقميصين بنفس اللون
-نانا(بحماس) :ألن يكون لطيفا أن نرتدي ملابس متشابهة وأساور متشابهة حين نخرج في موعد؟

تذكر السوار ونظر لمعصمه
-نانا(بحدة) :أين السوار الذي أهديتك إياه؟ هل ضيعته؟
-يونجاي:أبدا...تركته في المنزل
-نانا(بحدة) :أتمنى أن يكون ذلك صحيحا لأنك إن ضيعته فسأنفصل عنك
-يونجاي(بتوتر) :هههه فهمت

دخلت المتجر واشترت الملابس لهما ثم أعطته إياها وودعته وغادرت

عاد يونجاي للمتجر الذي يعمل فيه وكان الجميع يحدقون به ويبتسمون
-موظف:أيها الهامستر...أين كنت؟
-يونجاي(بانزعاج) :تمازحني صح؟
-موظف:هههههههه أتمنى أنك استمتعت بغدائك...أيها الهامستر

قطب يونجاي حاجبيه وتوجه نحو المكتب وأثناء الطريق رأى موظفتين قادمتين باتجاهه وبينما تتهامسان سمعهما تقولان كلمة "هامستر"
-يونجاي(يفكر) :هل يعقل أن الخبر انتشر؟!

دخل المكتب وصار يفتش عن السوار على مكتبه وعلى الأرضية وفي جيوب بنطاله ولم يعثر عليه إلى أن دخلت إحدى الموظفات
-الموظفة:أيها الهامستر...أريد قائمة الحسابات لهذا الأسبوع

كان سيلطم وجهه من شدة الإحراج ولكن بمجرد تذكر أن سوار نانا ضاع منه شعر بأسى وعجز
-يونجاي:هل رأيتِ بالصدفة أي سوار على الأرض؟
-الموظفة:لا...هل أخبر الآخرين أيها الهامستر؟
-يونجاي(بتجهم) :نعم لو سمحتِ
-الموظفة:حسنا أيها الهامستر
-يونجاي(بتجهم) :بالمناسبة لا داعي لأن تحشري كلمة هامستر في كل جملة تقولينها
-الموظفة:ومتى قلت هامستر أيها الهامستر؟
-يونجاي(بتجهم) :انسي الأمر
-الموظفة:ههههههه أمازحك...لن أقولها لك مجددا أيها الهامستر
-يونجاي(بتجهم) :رائع...سأعاني لأيام

عاد يونجاي للمنزل مسرعا وفتش غرفته بأكملها...فتش الخزائن والسرير والأرضية والمكتب وكل مكان اعتاد على السير فيه

حينما باءت محاولته بالفشل انتقل إلى المنزل وفتشه شبرا شبرا لكن دون جدوى
-يونجاي(بقلق) :هل يعقل أنه ضاع في الخارج! أتمنى أن لا يكون ذلك صحيحا وإلا لن أعثر عليه أبدا

جثى على ركبتيه وأكمل بحثه تحت الأرائك والطاولات وبينما أمه مارة بالجوار رأته
-الأم:ماذا تفعل؟
-يونجاي:لقد ضيعت سواري المفضل
-الأم:هل لونه أسود وعليه نصف قلب؟
-يونجاي(بحماس) :بالضبط
-الأم:إنه معي...لقد وجدته مرميا في الصالة

أعطته إياه فضغط عليه بقوة وعيناه اغرورقتا بالدموع...لاحظت أمه ذلك فأدركت أن ذلك السوار عزيز عليه
-الأم:هل هو هدية من صديقتك؟
-يونجاي(بتوتر) :هه بلى
-الأم:أحقا تحبها لتلك الدرجة؟
-يونجاي(بتوتر) :هه أمي...ما قصة هذه الأسئلة؟
-الأم:يبدو أنها تعاملك جيدا لتحبها لتلك الدرجة
-يونجاي:نعم...لقد كانت دائما جيدة معي في كل شيء...إضافة لأننا نتفق ونتشابه في كثير من الأشياء
-الأم:سعيدة بسماع ذلك
-يونجاي:هل وافقتِ على علاقتنا؟
-الأم:بشرط واحد...أن لا تتهور وتتزوج الآن
-يونجاي(بحماس) :بالطبع...لكِ ذلك

عانق والدته بحماس وكاد أن يحملها ويركض بها في أنحاء المنزل
-يونجاي(بحماس) :سأكون عند حسن ظنك بي...أعدك بذلك

عاد لغرفته وهذه المرة خبأ السوار في مكان آمن لكي لا يضيع مجددا...فجأة تذكر الملابس التي أهدتها له نانا وقد نسيها في المكتب أيضا
-يونجاي(بتجهم) :إنه يوم مليء بتضييع الأشياء...كنت قلقا جدا على السوار لدرجة أنني أهملت الملابس...لن أتعلم الدرس أبدا

مرت إجازة الصيف بسرعة البرق وحان الوقت ليعود طلاب الجامعات للدراسة وهذا يعني افتراق يونجاي ونانا

في اليوم الذي غادر فيه لم تتمكن من رؤيته بسبب انشغالها في العمل لذلك فاتتها الفرصة وغادر دون أن تراه

تلك الليلة كانت لدى نانا عزومة في منزل أهلها لذا ذهبت إليهم مع علمها أنها ستحظى بالكثير من وجع الرأس

بينما العائلة مجتمعة على المائدة قررت والدتها فتح الموضوع
-سيدة آهن:ابن صديقتي يريد الزواج و...
-نانا:أنا مرتبطة
-سيدة آهن:لا أتحدث عن الارتباط بل الزواج
-نانا:سأتزوج بعد ثلاث سنوات
-سيدة آهن(بحدة) :حين تصبحين في الثلاثينات؟
-نانا:وما المشكلة؟ وقتنا يختلف عن وقتكم والزواج أصبح ممكنا في أي فئة عمرية
-سيدة آهن(بحدة) :لكن ماذا عن الأطفال؟ أتعلمين أنكِ ستفقدين القدرة على الإنجاب إن لم تتزوجي بسن مبكر؟
-نانا:من أخبركِ بهذه المعلومة التافهة؟ لماذا تصدقين الخرافات القديمة؟
-سيدة آهن(بحدة) :ليست تافهه...تأكدي بنفسك من الكتب والمصادر العلمية
-سيد آهن:أمك معها حق...لهذا نحن قلقان...كثير من النساء فقدن القدرة على الإنجاب بسبب تأخرهن في الزواج
-نانا(بإحباط) :من أين ظهرت هذه المعلومة القاسية أيضا!
-سيدة آهن(بحدة) :أعلم أنكِ لن توافقي على أي شاب أعرفكِ عليه...حسنا سأوافق على يونجاي شرط أن تتزوجا في أقرب وقت
-نانا(بصدمة) :ماذا! لكنه خيار صعب...هو ما يزال يدرس وإنجاب طفل قد يزيد الوضع سوءا
-سيدة آهن(بحدة) :لن أرحمه...هو من أراد ذلك وليتحمل المسؤولية...سيتزوجك ويدرس ويعمل ويشتري منزلا وتعيشان معا وتنجبان طفلا في نفس الوقت...وإن تذمر فأقسم أنني سأقطع رأسه
-نانا(بصدمة) :هذا تعذيب
-سيدة آهن(بحدة) :سمعته بنفسك حين قال أنه سيتحمل المسؤولية
-نانا:بلى لكن...هذا أكثر من الكثير...أشعر أنكِ تعاقبينه
-سيدة آهن:هذا صحيح نوعا ما
-نانا(بحزن) :لا أريده أن يعاني
-سيدة آهن:إذًا؟

صمتت نانا لدقائق لتفكر بقرار نهائي يحل هذه المسألة العويصة لكن لم يكن بيدها سوى التسليم بقرار والدتها فعلى الأقل هكذا ستكون مع يونجاي برضى الجميع

بعد أن عادت للمنزل تمددت في سريرها وحدقت بالسقف فشعرت بالفراغ...عادة في هذا الوقت يونجاي هو الذي يؤنس وحدتها ويقضي الوقت معها
-نانا:أوووف أنا في موقف لا أحسد عليه...علي الزواج بيونجاي لكن هل سيتزوجني بإرادته الكاملة وبغض النظر عن الضغوطات التي يتعرض لها من والداي؟

حملت هاتفها واتصلت به ولم يستغرق سوى ثوانٍ ليرد عليها
-يونجاي:نانا!
-نانا(بانزعاج) :ماذا قلت لك؟
-يونجاي:أقصد ح ح حبيبتي
-نانا(بابتسامة) :ممتاز...ناديني هكذا للأبد
-يونجاي:كيف حالك اليوم؟
-نانا(بحزن) :مشتاقة لك...أشعر أنه أبشع يوم في حياتي لأنني لم أراك
-يونجاي:أنا أيضا...نحن عادة نجتمع في هذا الوقت لنتناول الطعام معا
-نانا:أريد رؤيتك
-يونجاي:لا يمكنني العودة إلا في الأعياد والعطلات
-نانا:أرسل لي صورا لكل ما تفعله...أريد أن أشاركك يومياتك كما لو أنني معك
-يونجاي:أنتِ أيضا...ولا تنسي وضع السوار دائما لكي أشعر أننا متصلان
-نانا:حاضر...اليوم حصل شيء مزعج...والدتي أصرت علي بالزواج منك...قالت أنني سأفقد القدرة على الإنجاب إن لم أتزوج صغيرة
-يونجاي:للأسف هذا صحيح
-نانا:كنت تعلم!
-يونجاي:درسنا مرة عنه في الثانوية
-نانا(بتجهم) :هذه هي فائدة التركيز في صف العلوم
-يونجاي:أعتقد أن والدتكِ معها حق...هل تريدين أن نتزوج؟
-نانا:وما رأيك؟
-يونجاي:والدتي قالت أنها ستوافق على علاقتنا فقط إن أجلت الزواج عدة سنوات بعد...هل أعصي أوامرها؟

شعرت نانا لبرهة أن كلام يونجاي كذبة وبأنه يتحجج فقط حتى لا يتزوجها...وبسبب ذلك بدأت تحس بأن الرابطة التي بينهما تأثرت
-نانا:لا أعلم...أحقا علينا الاختيار بين والداي ووالدتك؟
-يونجاي:والديك يبدو صعب إرضاؤهما...لكن والدتي متفهمة وبمرور الوقت سنبين لها أن زواجنا أفضل شيء نفعله
-نانا:لِمَ تخطط؟
-يونجاي:فقط لنفعلها...لنتزوج ومع الوقت سنعيش حياة سعيدة وتقتنع أمي من تلقاء نفسها حين ترانا سعداء
-نانا:لا أعلم...مازلت مترددة
-يونجاي:يمكنكِ أخذ وقتكِ في التفكير...لن أزعجك
-نانا:حسنا...سأغلق الخط الآن...تصبح على خير

لأول مرة منذ بدء العلاقة أحست نانا أن محادثتهما هذه انتهت بطريقة باردة...هناك شعور سيء يساورها حول قراراتها القادمة وللأسف ستحتاج وقتا طويلا للتفكير فيها

في صباح اليوم التالي خرجت نانا للركض في الحي فمرت بجانب منزل يونجاي...فجأة جاءتها رغبة قوية بأن تكلم والدته وتتناقشا لأول مرة بمفردهما فلعلهما تصلان لنتيجة

تقدمت نحو المنزل بخطوات مرتجفة ورنت الجرس ثم انتظرت ثوانٍ حتى فتحت لها والدة يونجاي
-الأم:أنتِ!
-نانا(بتوتر) :مرحبا...دعيني أعرفك نفسي بطريقة رسمية بعيدة عن المشاكل والخلافات المسمومة...أنا آهن نانا
-الأم:لا بد أن يونجاي أخبركِ بشرطي...لكن موافقتي على مواعدتكما لا تعني أن تأتي لزيارتي وقتما تشائين كما لو أن لا شيء حصل سابقا
-نانا:أعلم لكن...أريد محادثتك
-الأم:ادخلي

دخلت نانا المنزل وبالكاد تذكرت شكله من الداخل بسبب توترها...كانت تلك أول مرة لها هناك وهذا جعل قلبها يخفق بقوة...كما لو أن رائحة وهالة يونجاي موجودة في كل مكان
-الأم:ماذا تشربين؟
-نانا:لا تتعبي نفسك...لن أستغرق وقتا طويلا

كان يونو في غرفته نائما وبمجرد أن فتح عينيه سمع صوت نانا ووالدته
-يونو(يفكر) :معقول أنها هي!

مع كل لحظة تمر كانت نانا تتعرق فهي لا تملك أدنى فكرة كيف تبدأ الكلام
-الأم:إذًا...؟
-نانا(بتوتر) :ليس لدي الكثير لقوله غير أن والداي يريدان مني الزواج في الحال ويونجاي أيضا موافق لذا...
-الأم(بحدة) :إذًا فأنتِ لا تهدئين حتى تخربي علاقتي بابني
-نانا:لا...صدقيني فأنا لا أريد إحداث أي ضرر بعلاقتكِ معه
-الأم(بحدة) :هل تعلمين أن يونجاي هو أملي الوحيد للبقاء على قيد الحياة؟ لقد مات زوجي...وابني الأكبر أصيب بعقدة نفسية جعلته يعتبرني كالغريبة...كل ما تبقى لي هو يونجاي...لقد وضعت كل حبي ووقتي وتربيتي وأملي وسعادتي فيه...وفي النهاية تأتين أنتِ وتأخذينه وتجعلينه يعصي أوامري؟ ألا تخجلين من نفسك؟
-نانا(بحزن) :أتفهمكِ حقا لكن...
-الأم(بحدة) :أنتِ أنانية...فقط لأجل إرضاء نفسكِ ووالديكِ تضيعين حياة ابني المسكين...سيتزوجك وبمجرد أن ترزقا بأول طفل سيكون عليه العمل أضعافا مضاعفة والاهتمام بدراسته في نفس الوقت...أحقا تحبينه؟ أي نوع من الحب هذا الذي يسمح لكِ بتدمير حياة شاب في مقتبل العمر فقط لأجل مصالحكِ الشخصية

اغرورقت عينا نانا بالدموع وبالكاد استطاعت حبسها في داخلها
-نانا(بحشرجة) :أنا آسفة
-الأم(بحدة) :فقط افعلي خيرا واتركي يونجاي بحاله...ليس الرجل الوحيد على كوكب الأرض...جدي غيره وعيشي حياتك

هزت نانا رأسها بهدوء ثم انحنت وغادرت دون الدفاع عن نفسها أو قول أي شيء...كانت والدة يونجاي أيضا تجلس مكانها ودموعها الساخنة تنزل من على خدها...أما يونو فاستمع للنقاش حتى انتهى دون أن يظهر نفسه
-يونو(يفكر) :واو! أمي متوحشة اليوم!

لم تستغرق نانا أي وقت للتفكير وعرفت على الفور قرارها النهائي لذا حملت أغراضها ووثائقها وذهبت لمحطة الميترو لحجز تذكرة نحو سيؤول

استغرقت الرحلة ساعات وعندما وصلت للمحطة اتصلت بيونجاي الذي كان في السكن الجامعي
-يونجاي:نانا...أهلا بك
-نانا:أنا في سيؤول الآن
-يونجاي:حقا! ولماذا لم تخبريني لكي أستقبلك؟
-نانا:لا يهم...أحضر هويتك وشهادة الحالة المدنية...أنا أنتظرك أمام المحكمة لنتزوج
-يونجاي(بصدمة) :نتزوج الآن؟ حسنا لن أتأخر

ركض نحو غرفته وأخرج أوراقه بينما زملاؤه في السكن يراقبونه
-إيمو:ستتزوج؟!
-يونجاي:كفوا عن حشر أنفكم في حياتي
-كريس:مؤسف أننا لن نستطيع إقامة حفل توديع عزوبية لك ههههههههه

تجاهلهم ثم خرج راكضا بينما نانا ننتظره أمام المحكمة
-نانا(تفكر) :حان الوقت لأختبر حبك لي يونجاي



عدل سابقا من قبل بثينة علي في الأحد فبراير 19, 2023 10:40 pm عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1234
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة فَجْوَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة فَجْوَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة فَجْوَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الثلاثاء مايو 10, 2022 8:47 pm

رواية فجوة : الفصل الثامن عشر



انتظرت نانا وقتا طويلا حتى جاء يونجاي للمحكمة ووجدها تنتظره أمام البوابة...كانت حالته مزرية وبالكاد يستطيع التنفس من شدة الركض
-يونجاي(بابتسامة) :لقد أتيت...آسف على التأخير...المحكمة بعيدة عن السكن الجامعي
-نانا:لا عليك
-يونجاي:قبل أن ندخل...أردت فقط سؤالك لماذا قررتِ الأمر فجأة؟
-نانا:ألم نتفق عليه البارحة؟
-يونجاي:بلى لكن لم تقولي أنكِ ستأتين إلى هنا
-نانا:أردت أن تكون مفاجأة
-يونجاي:هل حصل شيء هذا الصباح غير رأيك؟
-نانا:أبدا
-يونجاي:حسنا...لكن بشأن زواجنا...ماذا سنفعل؟ أنا لا أملك منزلا ولا وظيفة ولا أي شيء
-نانا:لماذا أنت متردد؟
-يونجاي:لست متردد...لقد أخبرتك أنني كفؤ لها...لكن هل تلائمكِ أوضاعي الحالية؟
-نانا:كثيرا
-يونجاي:حسنا...أنا مستعد...ماذا عنك؟
-نانا:مستعدة

تنهد بعمق ثم مد يده لها
-يونجاي(بابتسامة) :لنذهب

بينما تنظر إليه بدا متوترا ولكن في نفس الوقت كان سعيدا جدا...أعطته يدها وأمسكا ببعضهما وقبل أن يدخلا فتحت حقيبتها لتخرج أوراقها لكنها لم تعثر على الهوية
-نانا:هويتي! لم أحضرها!
-يونجاي:ابحثي جيدا

بحثت جيدا وأفرغت كل ما في الحقيبة ولم تجد شيئا
-نانا:يبدو أنني نسيتها في المنزل...لن نستطيع الزواج اليوم
-يونجاي(بإحباط) :مؤسف أننا قطعنا كل هذه المسافة لأجل لا شيء
-نانا:بقيت ساعة على الغروب وعلي العودة
-يونجاي:لماذا لا تبقين عندي في السكن الليلة؟
-نانا:لكنك تعيش مع ثلاث شباب بالفعل
-يونجاي:سأطردهم إن أردتِ
-نانا:لا أريد إزعاجكم
-يونجاي:بما أنكِ أتيتِ بالفعل فلنقضي الوقت معا...لم نرى بعضنا منذ يومين...أشعر أننا صرنا غريبين نوعا ما

أدركت أنها تتصرف بغرابة بالفعل ذلك اليوم...هما لم يلتقيا ليومين لكنها لم تتحمس لرؤيته...وحتى عندما التقيا عند المحكمة لم تعانقه أو تفعل أي شيء كما كانت تفعل سابقا
-نانا:خذني للسكن

ذهبت معه للسكن وعندما دخلا نظر جميع الشباب الذين في القاعة لهما
-كريس:هذه زوجتك!
-يونجاي(بتجهم) :إياكم ونطق أي حرف وإلا لن أساعد أحدا منكم في الواجبات

التزم الجميع الصمت فسحب يونجاي نانا من يدها نحو غرفة النوم وأغلق الباب خلفه...غرفة النوم عادية وبسيطة وتحتوي على أربع أسرة وخزائن وهناك بعض الأغراض والملابس مرمية هنا وهناك
-يونجاي:أعتذر...الشباب فوضويون
-نانا:أرى ذلك

جلست نانا على سرير يونجاي وجلس بجانبها فلاحظ أنها بالكاد مهتمة لأمره ولم تعد تعامله كالسابق
-يونجاي:أنا آسف
-نانا:على ماذا؟
-يونجاي:لأنني لا أستطيع جعلكِ سعيدة بعد الزواج...ربما سنعاني كثيرا
-نانا:ليس هذا ما يشغلني
-يونجاي:ما الأمر إذًا؟
-نانا:أحبك كثيرا...لهذا أنا حزينة

وضعت رأسها على كتفه وأغمضت عينيها بهدوء أما هو فعانقها بذراعه وأمسك يدها بالأخرى
-يونجاي:لا تقلقي بشأن أي شيء...أنا سأحلها

استدار كلاهما ليتقابل وجهاهما ويتوقف الزمن عند تلك اللحظة...حاول يونجاي أن يقترب منها ويقبلها بهدوء ورومنسية لكنها هجمت عليه تقبله بقوة حتى أسقطته على السرير

في تلك اللحظة انفتح الباب ودخل أحد زملاء يونجاي
-إيمو:يونجاي هل رأيت حذ...

نظر لهما بصدمة ثم أغلق الباب وعاد أدراجه
-يونجاي(بخجل) :فضيحة أخرى...مجددا
-نانا:هل هناك مكان جميل يمكننا الذهاب إليه؟
-يونجاي:نهر الهان يطل علينا من الخلف...تعالي

أمسك بيدها وشابكها مع يده ثم خرجا نحو نهر الهان بينما رفاق يونجاي يراقبانهما
-إيمو:هذا لطيف
-كريس:بل مقزز
-كيريل:تقول ذلك لأنك أعزب
-كريس(بإحباط) :معك حق...محظوظ يونجاي...إنها فتاة جميلة
-كيريل:توقف عن التحدث عن زوجته فإن سمعك سيقتلك
-كريس:الحق يقال

وقف يونجاي ومعه نانا على حافة الجسر ينظران لنهر الهان وهو يتموج مع هبوب الرياح...الجو يميل للبرودة والسماء برتقالية بسبب اختفاء الشمس في الأفق...مكان مناسب حقا لقضاء الوقت مع الشخص الذي تحبه
-نانا(بحزن) :آسفة على إحراجك أمام رفاقك
-يونجاي:لا يهم...بدأت أعتاد على ذلك
-نانا(بحزن) :يوما ما...حين نتزوج...ستعاني الكثير من الإحراج بسببي
-يونجاي:لا يهم أيضا...لكن متى سنتزوج؟ هل ستأتين غدا أيضا؟
-نانا(بابتسامة) :ربما
-يونجاي:ربما! أعطني قرارا نهائيا...هل سنتزوج غدا أم لا؟
-نانا:وماذا لو تزوجنا؟
-يونجاي(بحماس) :إن تزوجنا فسأبحث فورا عن منزل مستقل للإيجار وننتقل أنا وأنتِ للعيش معا
-نانا(بابتسامة) :حقا!
-يونجاي(بحماس) :وسأجد وظيفة بدوام جزئي وأبدأ بجمع المال لأجل شراء منزل وسيارة لأجلك...وقبل أن نتم هذه الثلاث سنوات علينا أن نحصل على طفل...ما رأيك؟ ماذا سنسميه؟
-نانا:ههههههه
-يونجاي(بحماس) :عندي فكرة مذهلة...إن كان فتاة فستسمينها أنتِ وإن كان صبي فسأميه أنا...قد لا نستطيع إحضار مربية في الوقت الراهن لذا ستضطرين لترك عملكِ مؤقتا وتربيته
-نانا(بابتسامة) :هذا طبيعي...لن أسمح لأحد بتربية أطفالي
-يونجاي(بحماس) :وأنا سأساعدك
-نانا:ههههه ستفعل غصبا عنك

قضى كلاهما الوقت وهما يتحدثان عن مستقبلهما معا وعن الأشياء التي يريدان فعلها بعد الزواج والمخططات المستقبلية...ودون أن يشعرا مر الوقت واختفت الشمس في الأفق وبدأ الظلام يعم
-نانا(ببرود) :يونجاي...لدي شيء لأقوله لكن عدني أن لا تقاطعني ولا تقول أي شيء
-يونجاي:لماذا تتحدثين بهذه الطريقة؟
-نانا(ببرود) :عدني
-يونجاي:أعدك...لكن تكلمي فأنتِ تخيفينني
-نانا(ببرود) :بمجرد التفكير في هذه العلاقة فأنا أشعر أننا نتجه لطريق مسدود...نحن لا نملك أي أمل بأن نكون معا...إن تزوجنا فسنغضب أمك وإن لم نتزوج فسنغضب أهلي...نحن في موقف صعب وعلينا فقط التفكير بعقلانية بدل التمسك بخيط ضعيف البنية
-يونجاي(بصدمة) :ما الذي...

قاطعته واضعة إصبعها على شفاهه لكي لا يتكلم
-نانا(ببرود) :لقد وعدتني بأن لا تقول أي شيء...دعني أكمل كلامي...علاقتنا كالمتاهة...مستحيل أن نخرج بحل في الوقت الراهن لذا أُفضل أن ننفصل

قبل أن تنهي كلامها أمسك يونجاي يدها بإحكام
-يونجاي(بصدمة) :لماذا استسلمتِ بهذه السهولة؟
-نانا(ببرود) :لم أستسلم بل وجدت حلا يرضي الجميع...لا أحتاج لسماع رأيك فأنا أعلم ما ستقوله...فقط لننهي الأمر بالتراضي...الوداع يونجاي

قبلته قبلة أخيرة على خده ثم سارت عدة خطوات للخلف وهما يتبادلان النظرات...كان يونجاي مصدوما وبالكاد تمكن من استيعاب ما سمعه وحين ابتعدت عنه استيقظ من غيبوبته وركض خلفها
-يونجاي(بصراخ) :نانا...انتظري

ركضت نانا بسرعة محاولة الهرب منه وركض هو الآخر خلفها إلى أن وصلا لإشارة المرور الحمراء للمشاة لكنها لم تحترمها وعبرت الطريق وسط السيارة وكاد أن يتم دعسها أكثر من مرة لأنها مستعجلة
-يونجاي(بصراخ) :مجنونة...توقفي

انتظر لحظات حتى صارت الإشارة خضراء ثم ركض خلفها لكنه تأخر بالفعل فقد اختفت وسط المشاة
-يونجاي(بقلق) :ما الذي يستوجب علي فعله!؟

حمل هاتفه واتصل بها ولكنها لا تجيب...أعاد الكرة مرتين، ثلاث، أربع، عشرات المرات لكن دون جدوى
-يونجاي(يفكر) :لا بد أنها بالجوار...علي مواصلة البحث عنها

حاول البحث عنها في الشوارع والطرقات والمتاجر المجاورة للمنطقة لكن لا أثر لها إطلاقا...حاول أيضا الاتصال بها لكنها لا ترد على مكالماته...وبينما يحمل الهاتف بيده بدأت قطرات المطر تتساقط ببطء وتتزايد
-يونجاي(بقلق) :ليس وقتها...علي إيجاد نانا أولا

واصل البحث عنها في أماكن عديدة تحت المطر وفي النهاية تبلل من رأسه لقدميه وعاد للمنزل يجر ذيول الخيبة

بينما نانا في الميترو عائدة للمنزل رن هاتفها عشرات المرات مما أزعجها لذا أغلقته ووضعته في الحقيبة ووضعت رأسها على زجاج النافذة تحدق بالعالم الخارجي
-نانا(تفكر) :آسفة...هذا القرار كان صعبا لكنه الأنسب لكلينا

عاد يونجاي للسكن الجامعي مبللا من رأسه لقدميه بعد أن أخفق في إيجاد نانا وبمجرد وصوله استقبله رفاقه بابتسامة عريضة
-إيمو:لماذا عدت؟ كان عليك قضاء شهر العسل مع زوجتك
-يونجاي(بحدة) :لم نتزوج
-إيمو:على رسلك...ما الذي حصل؟ لماذا لم تتزوجا؟ ولماذا أنت مبلل بالمطر؟
-يونجاي(ببرود) :لقد قررت تركي
-كريس:في يوم زواجكما!
-يونجاي(ببرود) :أنا لم أخطئ بشيء معها...لماذا قررت ذلك فجأة؟
-كريس:كلمها
-يونجاي(ببرود) :ليته كانت لدي الفرصة لذلك

دخل غرفة النوم وغير ملابسه ثم استلقى في سريره يفكر بنانا...فجأة صار يعطس باستمرار وأحس بتعب وحرارة شديدة تشعل جسده
-يونجاي(يفكر) :الحمى

حمل هاتفه واتصل بنانا مرة أخيرة فوجد هاتفها مغلقا ثم صفرت المكالمة إعلانا عن بدء تسجيل رسالة صوتية
-يونجاي(بحزن) :نانا...أعطيني فرصة لنتكلم...افتحي هاتفك

وصلت نانا لمنزلها في وقت متأخر واستلقت في سريرها وعندما فتحت هاتفها وجدت عشرات الرسائل الصوتية من يونجاي

شعرت بجسدها ويديها ترتجف وعندما ضغطت على زر الاستماع بدأ عرض الرسائل

الرسالة الأولى:نانا...ما الذي أصابك؟ ردي علي على الأقل

الرسالة الثانية:هل تظنين أن هذا حل؟ أنتِ سخيفة

الرسالة الثالثة:أووه هيا...تغلقين هاتفك منذ ثلاث ساعات...لماذا تفعلين بي ذلك؟

الرسالة الرابعة:لقد أمضينا يوما لطيفا معا وتحدثنا عن زواجنا وأحلامنا فلماذا قررتِ الانفصال فجأة!؟

الرسالة الخامسة:أنا لن أتوقف عن الاتصال بك حتى أحصل على رد أفهمتِ؟

الرسالة السادسة:الجو ماطر للغاية...أخبريني على الأقل أين أنتِ الآن حتى لا أسهر طوال الليل وأنا قلق عليك

لم تستطع مواصلة الاستماع للرسائل أكثر وأغلقت الهاتف مجددا ثم وضعت يدها على قلبها الذي يعتصر من الألم
-نانا(بحشرجة) :آسفة...حقا...آسفة

في صباح اليوم التالي فتح يونجاي عينيه مباشرة وأسرع بحمل هاتفه وتفقده...ليس هناك أي رد أو اتصالات من نانا...وكأنها في ليلة وضحاها نسيت أمره وأكملت حياتها بشكل طبيعي

اتصل بها مرة أخرى لكن وجد هاتفها مغلقا مما جعله يقرر العودة لمدينته ورؤيتها
-يونجاي:اسمعوا ثلاثتكم...لن أكون متواجدا لعدة أيام لذا تدبروا أمر الدروس وأعطوني إياها
-كريس:أنت تتغيب عن المحاضرات! هذه أول مرة في حياتي أراك تفعلها
-يونجاي:للضرورة أحكام
-إيمو:لا تقل أنك ستذهب لرؤية حبيبتك السابقة
-يونجاي(بحدة) :ليست سابقة...ما تزال حبيبتي...فقط حصل شجار بسيط بيننا وسنحله
-إيمو:حسنا...تبدو مخيفا وأنت جاد هكذا

بعد أن استيقظت نانا تجهزت للذهاب للعمل ولكن الوقت تأخر لذا ذهبت ركضا نحو موقف سيارات الأجرة

بينما تعمل كانت تفكر بيونجاي كثيرا وتحاول أن تركز على عملها لكنها تلقت اتصالا منه جعلها تتشوش أكثر...حدقت بشاشة الهاتف بحزن وكادت أن تستسلم وترد
-نانا(تفكر) :علي التصرف وإلا سأستسلم وأتراجع

خرجت من مكتبها وتوجهت نحو البلكونة الخاصة بالشركة ثم ردت عليه ويدها ترتجف
-نانا(بحدة) :ماذا تريد؟
-يونجاي(بصدمة) :نانا...لقد رددتِ أخيرا
-نانا(بحدة) :أسدِ إلي خدمة وتوقف عن الاتصال بي...لا تجعلني أغير رقمي بسببك...ألا تفهم؟ لقد انتهى كل شيء
-يونجاي:لماذا انتهى؟ هذا ما أود فهمه
-نانا(بحدة) :أخبرتك بالسبب...توقف عن إزعاجي فأنا أحتاج هاتفي للعمل
-يونجاي:أخبرتك أنني لن أتوقف عن الاتصال بك حتى أحظى بإجابة مقنعة
-يونجاي:وأنا أخبرتك أنني لا أملك سببا سواه...توقف عن إزعاجي
-يونجاي:حبيبتي...

شعرت بالقشعريرة تسري في جسدها فأغمضت عينيها بقوة...يونجاي يعرف جميع نقاط ضعفها لذا سيكون من السهل التأثير عليها...لكنها قررت أن تهرب بطريقة استراتيجية وتجنب نفسها الهزيمة
-نانا(بحدة) :لا أريد سماع أي شيء منك بعد الآن...فلتغرب عن وجهي

أغلقت الخط في وجهه ثم جلست أرضا تحاول استيعاب ما فعلته للتو وتستجمع شتاة نفسها إلى أن سمعت صوت أحدهم يكلمها
-إيليت:انفصلتِ عن حبيبك!
-سوران:هذا مثير للشفقة
-نانا:أنتما آخر من أريده أن يشفق علي
-سوران:أعصابك...نهاية هذه العلاقة كانت واضحة...لماذا فكرتِ أن ارتباطك بشاب يصغرك سنا سيكون لصالحك؟!
-نانا:وما همكما أنتما؟
-إيليت:بطباعك هذه ستبقين وحدك...لا حبيب ولا حتى صديقات
-نانا:بلهاوات

في المساء عادت لمنزلها حزينة مكتئبة وبمجرد أن دخلت الحديقة رأت يونجاي يقف أمام الباب ويحمل باقة ورد...تبادلا النظرات للحظات ثم قررت حسم الأمر
-نانا(بحدة) :لا أصدق! ما الذي تفعله؟! تطاردني؟
-يونجاي(بحزن) :أيًّا كان الخطأ الذي ارتكبته بحقك فأنا آسف

قدم لها باقة الورد فضربتها بيدها وأسقطتها ثم داست عليها
-نانا(بحدة) :هل تعتقد أنني أحتاج اعتذاراتك؟ ما أريده هو الانفصال
-يونجاي:لم تطلبي رأيي
-نانا(بحدة) :لا أحتاج رأيك لأنهي هذه العلاقة الفاشلة
-يونجاي:هل السبب أنكِ تخجلين بي؟
-نانا(بحدة) :وأخيرا اكتشفت الأمر؟ نعم أنا أخجل من مواعدتك...في البداية بدا لي أمرا عاديا لكن مع الوقت وكلام الناس بدأت أشعر أنها علاقة خاطئة...لن أفعل ما لا يريحني

تركت كلماتها وقعا ساحقا في أذن يونجاي وجعلته يفقد القدرة على التفكير والكلام...كل ذكرياتهما معا صارت تتكرر في ذاكرته وشعر بأنها كانت خدعة

دخلت نانا المنزل وتركته ثم وضعت يدها على قلبها من شدة الألم الذي تشعر به...كانت هذه الجملة أصعب جملة قالتها له على الإطلاق وبسببها سيفهم أنه ما من أمل...لكن في نفس الوقت سيتحطم لأشلاء

بعد عدة دقائق نظرت عبر النافذة فرأته ما يزال واقفا في الحديقة على نفس الحالة التي تركته فيها...كلماتها تلك كانت كالصعقة الكهربائية بالنسبة له واحتاج وقتا ليستعيد وعيه منها

ذهب للتجول في المدينة وبينما هو شارد الذهن مر على كشك يبيع المأكولات السريعة فاشترى منها...وبينما يأكل رأى الناس من حوله يشربون الجعة وهم سعداء وكأنهم لا يملكون أي هم في حياتهم
-يونجاي(يفكر) :ترى هل للجعة هذا التأثير السحري الذي يجعلني أنسى ألمي؟

طلب أول زجاجة جعة له في حياته وحدق بها للحظات وهو متردد...طوال حياته لم يتناول أي نوع من الكحول لذا سيكون مخيفا تجربته لأول مرة

أخذ أول رشفة ولكن لم يشعر بأي شيء لذا زاد الكمية وأخذ يشرب رشفة بعد رشفة حتى أنهى الزجاجة كلها...لم يكن طعمها جيدا أبدا لكن مع الوقت بدأ يشعر بالراحة التامة والدوار ونسي كل المشاعر السلبية التي تساوره

أنهى طعامه وسار عبر الطريق عائدا للبيت وهو يترنح ويحاول جاهدا رؤية الطريق أمامه وبالصدفة مرت سيلا بجانبه ولكنه لم ينتبه لها في حين هي تعرفت عليه
-سيلا:يونجاي؟!
-يونجاي(بثمالة) :يونجاي؟ من هذا؟ أووه تذكرت...إنه اسمي
-سيلا(بصدمة) :لماذا تترنح وتتكلم بهذه الطريقة! هل يعقل أنك تعاطيت الكحول؟!
-يونجاي(بثمالة) :اسمه مشروب السعادة...لم أشعر في حياتي أنني أسعد من اليوم...لماذا لم أتعاطاه من قبل
-سيلا:يال سخافتك...تعال

سحبته وأخذته ليجلسا قليلا ويتحدثا
-سيلا:تبدو حالك مرعبة...ما القصة؟
-يونجاي(بثمالة) :أمر لا يخصك
-سيلا:إن كان بشأن نانا فلا تقلق...أعرف كل شيء...سمعت أختي تحدث تشاو عنكما على الهاتف
-يونجاي(بثمالة) :ليس عنها...من يهتم لها...هي التي ستندم لأنها تركتني
-سيلا(بحزن) :إنه بشأنها إذًا...يبدو أنكما تحبان بعضكما كثيرا
-يونجاي(بثمالة) :لا...لا أحد منا يحب الآخر...نحن مجرد مغفلين نلهو في الأرجاء

من شدة سكره أصبح يتخيل أن سيلا هي نانا لذا حاول معانقتها لكنها ابتعدت عنه بسرعة وركضت بعيدا
-يونجاي(بثمالة) :رائع...صرت أهلوس

واصل طريقه للمنزل وعندما دخل حديقة منزله شعر بالدوار ونام على الأرض...بينما يراقب النجوم شعر بالعالم يدور حوله وبرغبة كبيرة في الاستفراغ لكنه نهض ودخل المنزل بصعوبة

كانت أمه في المطبخ تغسل الأطباق وعندما سمعت صوت فتح الباب ذهبت لترى
-الأم(بصدمة) :يونجاي! ما الذي حصل لك!؟

بسبب تعبه رمى نفسه أرضا فأسرعت أمه نحو ووضعت رأسه على صدرها
-الأم(بقلق) :تكلم ماذا أصابك؟ لماذا أنت مخمور؟
-يونجاي(بثمالة) :لقد انفصلنا...أليس هذا ما تريدينه؟

عانقته والدته بحرارة واغرورقت عيناها بينما تنظر لحاله المزرية وأغمض عينيه هو الآخر ليشعر بالراحة والسكينة في حضنها

بينما نانا في منزلها كانت في كل مرة تنظر فيها لزاوية من زوايا المنزل تتذكر أيامها مع يونجاي...هناك فوق الأريكة كانا يجلسان ويتغازلان...وهناك عند الباب كانت قبلتهما الأولى...وهناك في المطبخ كانا يطبخان...وهناك يلعبان الألعاب الإلكترونية

بسبب الذكريات المؤلمة لم تستطع البقاء في المنزل أكثر لذا قررت الانتقال والابتعاد عن الحي وترك كل ذكرياتها

في يوم الغد استيقظ يونجاي وشعر بالدوار فركض للحمام ليستفرغ

بعد أن خرج رأى يونو في الحديقة الأمامية يدخن فأخذ منه السيجارة واستنشق منها نفسا لكن يونو ضرب يده فوقعت السيجارة
-يونو(بحدة) :لا يهمني أمرك لكن انتبه لأفعالك فهي تضر أمي
-يونجاي:شكرا على النصيحة

انحنى له يونجاي ثم غادر وهو يبتسم...كانت تلك أول مرة يراه يونو في هذه الحال كما أنه بدأ تعلم الكثير من العادات السيئة والتغيب عن الجامعة وتراجع تحصيله الدراسي...ببساطة لم يعد يونجاي القديم


عدل سابقا من قبل بثينة علي في الإثنين فبراير 20, 2023 11:01 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1234
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة فَجْوَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة فَجْوَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة فَجْوَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الثلاثاء مايو 10, 2022 10:05 pm

رواية فجوة : الفصل التاسع عشر



قامت سيلا بترتيب غرفتها وكنس الأرضية وطوال الوقت كانت تفكر بيونجاي...كان من الصعب عليها تصديق سلسلة التغيرات التي حصلت معه لذا قررت أن تتصرف واتصلت بجيسو بينما هي في الجامعة
-سيلا:أختي...آسفة على إزعاجك ولكن...
-جيسو(بصراخ) :هل أخذتِ شيئا من أغراضي وضيعتها مجددا؟
-سيلا:لااا...الأمر بشأن نانا
-جيسو(بصدمة) :من أين تعرفين نانا؟
-سيلا:قصة طويلة...أحتاج رقمها أو عنوان بيتها لو سمحتِ
-جيسو(بحدة) :فهمت ما الذي تريدينه...أحذرك...نانا ويونجاي يتواعدان الآن لذا إياك والتدخل بينهما
-سيلا(بحزن) :لست من ذلك النوع الذي يخرب بين الناس لأجل مصالحه...صدقيني فالأمر ضروري وعلينا إنقاذ يونجاي قبل أن يضيع أكثر
-جيسو:ما به يونجاي!؟
-سيلا:هل تريدين إعطائي رقم نانا أم لا؟
-جيسو:شرط أن تخبريني بما تريدينه منها فإن كان سببا مقنعا سأعطيكِ إياه
-سيلا:حسنا...يونجاي ونانا انفصلا
-جيسو:ماذا! بهذه السرعة! مواعدتهما دامت أربع أشهر تقريبا...لكن ما السبب؟
-سيلا:لا أعلم...لم نخض في التفاصيل أنا ويونجاي...لكن ما صدمني أنه حاول معانقتي بعد أن ثمل
-جيسو(بغضب) :ذلك الحقير...انتظري لحظة...سأكلمه
-سيلا:مهلا...

أغلقت جيسو الخط في وجه سيلا ثم اتصلت بيونجاي ورد عليها
-جيسو(بغضب) :أيها الوغد...لماذا حاولت التلاعب بمشاعر أختي سيلا؟
-يونجاي:ها! متى ذلك؟
-جيسو(بغضب) :وتتظاهر أنك لا تتذكر! إياك وفعلها مجددا...صحيح أنها فظة ووقحة ومزعجة وأكرهها من أعماق قلبي لكن إياك ثم إياك الاقتراب منها...أنت انفصلت عن نانا وهذا يعني أن تخرس وتترك الباقيات بحالهن
-يونجاي:لكنني حقا لا أعلم عما تتحدثين
-جيسو(بغضب) :ستعلم حين ألكمك على وجهك...لنلتقي
-يونجاي:لا أستطيع...لقد عدت لماسان
-جيسو:أليس لديك محاضرات جامعية؟!
-يونجاي:آااه...بلى...تغيبت
-جيسو(بصدمة) :ماذا! تحاول معانقة أختي ثم تتغيب عن محاضراتك! ما الذي يحصل؟! هل أنت حقا يونجاي أم أنه تم استبدالك من قبل الفضائيين؟!
-يونجاي(بتوتر) :لا...أنا يونجاي حقا
-جيسو:مهلا مهلا...حين تأتي لسيؤول أخبرني
-يونجاي:حسنا

استلقى يونجاي على سريره وصار يحاول تذكر ما حصل قبل أسبوع...ليس هناك الكثير من الذكريات سوى أنه شرب الجعة وعاد للمنزل...لكن مهلا...هناك ذكرى غريبة عن وجود سيلا هناك أيضا لكن التفاصيل الباقية مفقودة
-يونجاي(بقلق) :يا إلهي! ماذا لو أن سيلا غاضبة

ذهب يونجاي لمنزل سيلا فاستقبلته والدتها وتحدثا لبعض الوقت ثم نادت على سيلا التي كانت في غرفتها فنزلت إليهما
-سيلا:يونجاي! ما الذي تفعله هنا؟
-يونجاي(بتوتر) :أردت محادثتك...لنخرج ونشرب القهوة
-سيلا(بحزن) :لا أستطيع...أنا غاضبة منك

كانت والدتها تقف بجانبها لذا شعر بالخجل وخاف أن تتحدث أمامها
-يونجاي(بتوتر) :أووه لهذا السبب أتيت...سأشتري لكِ القهوة كهدية اعتذار

ترددت في البداية ثم وافقت فذهبا لإحدى الحدائق واشتريا القهوة
-يونجاي(بتوتر) :أعلم أنه لا فائدة من الاعتذار لكنني حقا آسف...لا أتذكر الكثير عما حصل لكن أيا كان ما فعلته فأنا آسف
-سيلا(بحزن) :لقد تلاعبت بمشاعري...شعرت وقتها بأنني مجرد دمية تستخدمها حين تنفصل عن حبك الحقيقي
-يونجاي(بتوتر) :أقسم أنني آسف ونادم...رغم أنني كنت ثملا ولا أتذكر الكثير لكنني سأقبل بأي عقاب...اشتميني أو اضربيني فأنا لا أبالي
-سيلا:إذًا فلتواعدني
يونجاي(ببرود) :لا أستطيع...لم أعد أريد علاقات جادة بعد الآن...من الآن سألهو فقط ولن أعد أحدا لا بالزواج ولا أي شيء
-سيلا(بحزن) :هل أنت مجروح لدرجة أن تتخلى عن فكرة الارتباط الجاد؟!

تنهد وأصبح يشعر بالألم في صدره مجددا كلما تذكر نانا لذا أخرج سيجارة وولاعة من جيبه وكاد أن يشعلها لولا أن سيلا أوقفته
-سيلا(بحزن) :لو أنك أخبرتني فقط سبب الشجار لكنت حاولت مساعدتكما
-يونجاي(ببرود) :سبب تافه
-سيلا(بحزن) :مهما كان فسأساندكما
-يونجاي(ببرود) :لا...لقد انتهى كل شيء...لن أعود إليها حتى لو جاءت وطلبت مني ذلك...الناس ليسوا لعبة حتى نهينهم ونتركهم ثم نعود إليهم

أدركت سيلا أن يونجاي يئس من هذه العلاقة بالفعل لذا حاولت الكلام مع نانا...وبعد أن سألت تشاو عن عنوان منزلها أعطاه لها وذهبت هناك وللأسف وجدت لافتة مكتوبا فيها "المنزل معروض للإيجار أو البيع"
-سيلا(تفكر) :إذًا فقد غادرت! أين سأعثر عليها الآن؟

لجأت للخطة "ب" وهي إحضار رقم نانا فطلبته من تشاو أيضا واتصلت بها

كانت نانا في منزلها الجديد تتابع التلفاز فوردها الاتصال
-نانا:غريب! هل هذا رقم يونجاي الجديد؟!

فتحت الخط وبقيت تستمع ويدها ترتجف
-سيلا:مرحبا...آنسة نانا؟
-نانا:بلى...من حضرتك؟
-سيلا:أنا سيلا...أكون صديقة يونجاي وأخت جيسو الصغيرة
-نانا:تشرفنا...كيف أساعدك؟
-سيلا:أعلم أنكِ انفصلتِ عن يونجاي لكن ما حدث مؤخرا لا يبشر بالخير
-نانا:ماذا حصل!؟
-سيلا:أريد أن أعرض عليكِ مساعدتكما في التصالح
-نانا:أقدر جهودك لكننا لن نتصالح...المشكلة أكبر من أن نحلها بهذه الطريقة
-سيلا:وهل يمكنني معرفتها؟
-نانا:للأسف لا...لا أريد تدخل أي أحد بيننا
-سيلا(بحزن) :فكري في الأمر من فضلك...يونجاي قد أصبح يتعاطى الكحول ويدخن...ربما يمكنكِ إنقاذه
-نانا(بصدمة) :يونجاي حقا أصبح هكذا؟!
-سيلا(بحزن) :وقال أنه لم يعد يريد علاقات جادة...أخاف أن يفعل أشياء سيئة
-نانا:ولكن لماذا كل هذا؟!
-سيلا(بحزن) :الأمر واضح...يحبك بجنون...لم يستطع تقبل فكرة أنكما انتهيتما للأبد...هذه الأفعال قد تخفف عنه الألم الذي يشعر به لكنها لن تغير حقيقة أنه مهووس بك...تصرفي أرجوكِ
-نانا:حقا لا أستطيع...إن ذهبت للتحدث معه فسيظن أنني أتابع أخباره
-سيلا:من فضلكِ لا تتركي كبرياءك يسيطر عليك...فقط افعليها لأجل ذكرياتكما الجميلة معا...رغم كل خصاماتكما فيونجاي كان السبب في سعادتكِ يوما ما
-نانا(بحزن) :لا يمكنني...ما الذي سأقوله له مثلا؟ توقف عن إيذاء نفسك؟ إنه جسده في النهاية وهو ليس قاصرا
-سيلا(بحزن) :من فضلك...آنسة نانا

تنهدت نانا بعمق ثم فكرت للحظات لعلها تجد حلا آخر
-نانا:ليس برأسي أي شيء...لكن سأكلمكِ حين تخطر على بالي فكرة ما
-سيلا:حسنا...تصبحين على خير

طافت نانا بالغرفة ذهابا وإيابا باحثة عن طريقة لجعل يونجاي يتوقف عن إيذاء نفسه فقاطع تفكيرها جرس الباب...عندما ذهبت لتفتح وجدتها أمها
-سيدة آهن:جلبت لكِ الكرز
-نانا(بحزن) :شكرا
-سيدة آهن:ما بك؟ لماذا وجهكِ متجهم ومجعد مثل جذع شجرة الصنوبر؟
-نانا(بحزن) :لا شيء
-سيدة آهن:جئت أيضا لأخبركِ أن والدكِ يعرف شابا وسيما يعمل معه وهو مقبل على الزواج وطرح علي فكرة...
-نانا(تقاطعها) :أمي...هل هذا وقتها؟ دعيني أولا أقضي بعض الوقت مع نفسي وأعتاد الحياة من دون يونجاي وبعدها سأفكر في علاقات جديدة
-سيدة آهن:انفصلتما؟
-نانا(بتجهم) :بلى...افرحي الآن
-سيدة آهن(بحماس) :آااااااا يال الخبر المذهل! هذا أجمل خبر سمعته في حياتي...أخيرا استخدمتِ عقلك الفارغ لتدركي الواقع من حولك
-نانا(بحزن) :نعم...كما ترين...أنا أعاني هنا من آلام الانفصال
-سيدة آهن(بحماس) :لا يهم...بعد أسبوع ستنسينه كأنه لم يكن...سأعود للمنزل إذًا وأنظم لكِ موعدا مع صديق والدك...وهذه المرة حاولي أن تكوني لبقة قليلا
-نانا(بحزن) :لا أريد...حقا لا أريد...أريد يونجاي فقط
-سيدة آهن(بتجهم) :انسي أمر ذلك الطفل
-نانا(بحزن) :لا أريد نسيانه...إنه أفضل ما حصل لي في حياتي...أوووه أمي

عانقت أمها بحرارة ولكن الأخرى قطبت حاجبيها وأبعدتها عنها بتقزز
-سيدة آهن(بتجهم) :كفى أحلام يقظة...أنتِ وصديق والدك ستتواعدان بعد أيام وتتزوجان بعد شهر ويصبح لديكِ أطفال بعد عام لذا تجهزي وارمي أحلامك السخيفة بعيدا

بعد أن غادرت الوالدة جلست نانا على الأريكة وضمت ركبتيها إليها بينما تقطب حاجبيها بحزن عميق
-نانا(تفكر) :ذلك الغبي...ترى ما الذي يفعله الآن؟!

في ذلك الوقت كان يونجاي ذاهبا للمجمع التجاري ليشتري الأغراض لأمه فمر على ديسكو
-يونجاي(يفكر) :لم أدخل ديسكو طوال حياتي...ترى ما الذي يوجد هناك؟!

تقدم نحوه بخطوات بطيئة ونظر للناس الذين يدخلون ويخرجون ولم يشعر برجليه حتى وجد نفسه في الداخل

كان المكان صاخبا جدا ومليئا بالناس الذين يرقصون...وفي الجانب الآخر بار للمشروبات الكحولية بينما في الجانب المقابل له مجموعة من الطاولات والكراسي والرجال والنساء يجلسون معا ويحتسون الكحول

جلس في البار وطلب زجاجة جعة ثم بدأ بشربها رشفة تلو الرشفة...ولأن مذاقها سيء فقد كان يغمض عينيه ويحاول جاهدا أن يبتلعها دون أن يتقيأها

فاجأه أحد واضعا يده على كتفه فقفز من الخوف واستدار
-تينا:هههه آسفة...هل أخفتك؟
-يونجاي(بثمالة) :من تكونين؟!
-تينا:أدعى تينا...لا تعرفني ولا أعرفك...لكنني كنت أراقبك وبدوت حزينا لذا أحببت التعرف عليك لعلنا نُنسي بعضنا الهموم التي علينا
-يونجاي(بثمالة) :تشرفنا...أدعى يونجاي
-تينا:أنت وسيم...ونوعي المفضل من الرجال...يبدو أننا لن نستغرق الكثير لنكون معا
-يونجاي(بثمالة) :أخبريني ما تنوينه من الأخير...علاقة جادة؟ علاقة عابرة؟ خيانة لزوجك؟ مغازلة؟
-تينا:هههههههه لا أعلم...أظن أن قضاءنا بعض الوقت معا سيكشف كل شيء...أتوافقني؟
-يونجاي(بثمالة) :أكره اللف والدوران...فقط لو أخبرتني ما تريدينه مباشرة لكان أفضل
-تينا:مممم حسنا...ربما مواعدة؟
-يونجاي(بثمالة) :جيد...أحب صراحتك...لأكون صريحا أنا أيضا لا أحب العلاقات الجادة...يمكننا المواعدة فترة مؤقتة ثم يذهب كل في طريقه
-تينا:ههههه موافقة...ألن تدعوني على شيء؟
-يونجاي(بثمالة) :أيتها النادلة...زجاجة جعة أخرى لو سمحتِ

قضيا الوقت يتحدثان ويشربان معا وفي نهاية السهرة ذهبا للمنزل سيرا على الأقدام لأنه غير بعيد...وبما أن منزل يونجاي أولا فقد رافقته تينا إلى أن وصلا مدخل الحي

كانت نانا تقف عند مدخل الحي منتظرة يونجاي وبالضبط تحت الشجرة التي كانا يجلسان تحتها سابقا

بينما تراقب رأتهما من بعيد قادمين فتوقفا عن السير ووقفا مقابل بعضهما
-نانا(تفكر) :من تكون هذه! تبدو فتاة سيئة من ملابسها

واصلت مراقبتهما وحرصت على أن تبقى مختفية خلف الشجرة
-تينا(بثمالة) :لقد قضيت ليلة رائعة...أشكرك
-يونجاي(بثمالة) :أنا أيضا...رقمي عندك...لا تترددي في الاتصال بي حينما تودين الخروج للشرب
-تينا(بثمالة) :ههههه سأفعل...لكن ألا تريد المجيء لمنزلي لنلعب الورق؟
-يونجاي(بثمالة) :مع من تعيشين؟
-تينا(بثمالة) :مع صديقتي...لا تقلق فهي لن تزعجنا لأن لكل منا غرفتها الخاصة
-يونجاي(بثمالة) :هههههه لا...لنجعل علاقتنا سطحية فقط...لا أحب الغوص في تفاصيل أكثر
-تينا(بثمالة) :هههههه هذا مضحك...كيف رفضت العرض...ألست جذابة؟
-يونجاي(بثمالة) :بل جذابة لحد اللعنة...لكنني أفضل العلاقات السطحية
-تينا(بثمالة) :هههههه بدأت أعجب بك أكثر...ربما سأغير رأيي وأتمسك بك بقوة
-يونجاي(بثمالة) :ههه جربي...لن تجدي أي رد فعل مني
-تينا(بثمالة) :أووه كفى ثرثرة...أعطني قبلة وغادر قبل أن أختطفك وآخذك غصبا عنك
-يونجاي(بثمالة) :ههه وماذا لو رفضت؟

أحاطت ذراعيها حول رقبته واقتربت منه لتقبله ولكن نانا لم تستطع التحمل وخرجت ركضا نحوهما
-نانا(بصراخ) :يونجااااي

لحسن الحظ أوقفتهما قبل أن تحصل القبلة ولكنها وقفت متجمدة مكانها بعد أن أدركت ما فعلته
-يونجاي(بثمالة) :ما الذي أتى بكِ إلى هنا؟!
-نانا(بتوتر) :هه كنت...كنت...مارة بالجوار ورأيتك...وأحببت أن ألقي عليك التحية...تبدو بخير
-يونجاي(بثمالة) :هل كنتِ تراقبينني؟
-نانا:لاااا...مجرد صدفة

وضع ذراعه على رقبة تينا وشدها نحوه ليغيض نانا...وبالطبع كانت حزينة لكنها تمالكت نفسها
-يونجاي(بثمالة) :لدي حبيبة مثيرة وجذابة وحنونة وجميلة وأفضل منكِ في كل شيء لذا لا تظني أن الحياة تتوقف عندك
-نانا(ببرود) :بالطبع لا تتوقف عندي ولا أريدها أن تتوقف عندي حتى...سعيدة لأنك تجاوزت الأمر ونسيتني
-يونجاي(بثمالة) :يال وقاحتك! تقولينها بكل بساطة!
-نانا(ببرود) :بلى...فلتعش سعيدا
-يونجاي(بثمالة) :سأذهب معها لمنزلها...بالمناسبة هي تعيش بمفردها
-نانا(ببرود) :أتمنى فقط أن ينتهي بكما الأمر بالزواج
-يونجاي(بثمالة) :ليس هذا ما يفترض بكِ قوله...ألا ترين كم أنا سعيد ومستمتع بحياتي بدونك؟
-نانا(ببرود) :أتمنى لك السعادة الأبدية...ابقى هكذا دائما

شعر بغضب شديد فتركهما وذهب
-تينا(تفكر) :يستخدمني كفأر تجارب لإغاضة حبيبته السابقة! هذه وقاحة...لن أتواصل معه مجددا

لحقت نانا بيونجاي وقاطعت طريقه
-نانا:توقف...هل أنت مخمور؟
-يونجاي(بثمالة) :نعم...وإليكِ بشرى سارة...أنا أدخن أيضا...وأتلاعب بمشاعر الفتيات...كل هذا بسببك
-نانا:خطأ...لا يمكن أن أكون السبب...أنت فقط تضع اللوم علي في أشياء كنت ترغب بفعلها منذ زمن طويل
-يونجاي(بثمالة) :ترى هل هناك أشياء أبشع أستطيع فعلها؟ لقد أصبحت أزور الديسكو وأحتفل مع النساء الجذابات...لقد رفضت عرض إحداهن اليوم ولكن من يدري ما الذي سيحصل لاحقا...ماذا عن القمار؟ سيكون جيدا أن أحذو حذو أخي الكبير
-نانا(ببرود) :انظر لنفسك في المرآة...أنت مقزز...تفكيرك أصبح مقززا وكلامك أيضا

دفعها للخلف محاصرا إياها للحائط ثم رفع يديها لأعلى وحدق بعينيها بحدة
-يونجاي(بغضب) :بسبب من أصبحت شخصا مقززا برأيك؟ أنتِ بالكاد تهتمين لأمر انفصالنا وأنا الوحيد الذي يتألم في هذه العلاقة...لماذا فعلتِ بي ذلك؟ لماذا تلاعبتِ بمشاعري ووعدتني وعودا كاذبة وفي النهاية تخليتِ عني؟ منذ البداية كنتِ تعلمين أنني سأتضرر فلماذا فعلتِ ذلك؟
-نانا(بحزن) :آسفة
-يونجاي(بغضب) :لم أرى بحياتي أسوأ منك...أنتِ لئيمة جدا...لن أعود إليكِ حتى لو طلبتِ مني
-نانا(بحزن) :كن مرتاحا...لن أطلب منك

استفزه كلامها للغاية فأفلتها وقام بضرب رجله للحائط بقوة منفسا عن غضبه...بعد لحظات استدار نحوها
-يونجاي(بحدة) :إنها فرصتك الأخيرة لتصالحيني...إما أن تفعلي ذلك الآن أو ستخسرينني للأبد

اغرورقت عيناها بالدموع وهي تحدق به ثم ابتسمت غصبا عنها وشدته من خديه...وكالعادة تحركت مشاعره وعادت له ذكرياتهما معا
-نانا:أنت شخص رائع يونجاي لكنني آسفة...ربما في المستقبل إن رزقت بولد سأسميه باسمك

بالكاد استطاعت أن تحافظ على ابتسامتها ثم استدارت وولت مغادرة الحي...لكن يونجاي لم يشأ تركها تذهب هكذا فلحق بها وعانقها من الخلف
-يونجاي(بحزن) :ألم نتفق أنني أنا من سأسمي الأولاد وأنتِ تسمين الفتيات؟

تأثرت كثيرا خاصة مع وجود ذراعيه عليها تعانقانها بقوة...لم يبقى الكثير حتى تستسلم وتعلن ضعفها وعودتها إليه

فجأة تذكرت كل تلك المعاناة التي عانياها بسبب فجوة العمر التي بينهما...عائلتها ووالدته ومشكلة زواجهما وكونهما لا يملكان لا منزلا وولا وظائف جيدة...انفصالهما بمثابة طوق النجاة لكليهما

أبعدت يديه عنها بهدوء وبرود ثم واصلت طريقها عائدة للمنزل تاركة إياه خلفها يصر على قبضته من شدة الألم والحزن الذي يشعر به

وصلت لمنزلها وبينما تدخل المفتاح في القفل شعرت بألم شديد في صدرها مما جعلها تعتصر ملابسها عند منطقة القلب

اتكأت على الباب ونزلت ببطء إلى أن جلست ولم تستطع كبح دموعها التي خزنتها طوال هذه الفترة فقط لكي لا تبدو ضعيفة
-نانا(ببكاء) :آسفة يونجاي...أنا حقا حزينة لانفصالنا لكنني جربت الانفصال سابقا وأعرف كيف أتجاوزه

في يوم الغد استيقظ يونجاي في وقت متأخر ودخل المطبخ فوجد والدته تتناول طعام الغداء
-الأم:جيد أنك استيقظت...أشعر بالملل...تعال وكل معي

جلس على المائدة وسكبت له طبقا من حساء أعشاب البحر...حدق فيه قليلا ثم أبعده وتنهد بعمق
-يونجاي:لا شهية لي للطعام
-الأم:لكنه طعامك المفضل
-يونجاي:صحيح...كان كذلك يوما ما
-الأم:هل أعد لك شيئا غيره؟
-يونجاي:لا

نهض عائدا لغرفته لكنه توقف حين نادته أمه مجددا
-الأم(بحزن) :هل هو بسببها؟

تجاهلها وصعد لغرفته وأول ما فعله أنه أخرج السجائر والولاعة وأشعلها واحدة تلو الأخرى حتى امتلأت الغرفة برائحتها

بينما يستمتع بسجائره ضُرب الباب بقوة ودخل يونو وخلفه والدته
-يونو(بغضب) :أهذا ما تجيد فعله؟ النوم وتعاطي الكحول والسجائر؟ لماذا تغيبت عن جامعتك؟
-يونجاي:أحتاج وقتا لأستعيد تركيزي
-يونو(بغضب) :لا تكن سخيفا...كل هذا لأجل فتاة؟ انهض حالا واذهب لجامعتك وإياك أن تتغيب مجددا وإلا سأضطر لاستعمال العنف
-يونجاي:وماذا ستفعل؟

أمسكه من ياقة قميصه بالقوة واليد الأخرى رفعها للسماء مشكلا بها لكمة
-يونو:هذا مجرد تحذير...المرة القادمة سأطبق

ثم دفعه للخلف وغادر فأسرعت أمه نحوه
-الأم:أنت بخير؟
-يونجاي:بلى...لكن منذ متى كان يونو مهتما لأمري هكذا؟!
-الأم:أعتقد أنه حزين لأجلك ولا يريدك أن تضيع حياتك مثله
-يونجاي:أووه! تبين أنني أعني له شيئا أخيرا!



عدل سابقا من قبل بثينة علي في الإثنين فبراير 20, 2023 11:24 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1234
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة فَجْوَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة فَجْوَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة فَجْوَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الثلاثاء مايو 10, 2022 11:29 pm

رواية فجوة : الفصل العشرون



مرت ثلاث سنوات بلمح البصر...هاهو ذا يونجاي يتخرج من الجامعة ويحصل على وظيفة في قسم القانون...وها هي ذي نانا تقضي كل تلك السنوات وحيدة بانتظار الرجل الذي سيحرك قلبها مجددا

وقفت نانا أمام المرآة مرتدية بنطال جينز وقميصا بدون أكمام وهي تحدق بنفسها وتقوم بحركات لطيفة وتتدرب عليها...التفت حول نفسها مرة أخيرة وغمزت ثم شكلت يديها على شكل مسدس وتظاهرت أنها تطلق النار
-نانا:رغم أنني بلغت الثلاثين قبل أيام لكنني ما أزال جذابة

بينما تحاول الابتسام للمرآة وضعت يديها على خصرها نزولا لأسفل
-نانا(بإحباط) :لكن لماذا أفقد الوزن باستمرار؟ لا يعجبني وزني الجديد...46 كيلوغراما! عظام وجهي أصبحت بارزة

رن هاتفها فركضت نحوه وردت
-نانا:آسفة على التأخير...سأكون عندك خلال لحظات

أغلقت الخط ثم ابتسمت وخرجت لتقف بجانب سيارتها الجديدة التي اشترتها منذ ثلاث أشهر ثم ذهبت لتقابل ذلك الشخص

وصلت أخيرا للمطعم فوجدته ينتظرها وعلى وجهه ابتسامة لطيفة
-نانا:ها قد أتيت
-كانغتا:أهلا نانا
-نانا:إنها أول مرة نتقابل...سعيدة بذلك
-كانغتا:أنا أيضا...عندما حدثتني أختي عنك بدوتِ لطيفة...لم يكن حدسي مخطئ...لكن ظننت أنكِ أسمن من ذلك
-نانا:صحيح...وزني مخيف نوعا ما...أعاني من خلل في الهرمونات لذا تظهر علي هذه الأعراض
-كانغتا:لا يهم...تبدين رشيقة كمغنيات الكيبوب
-نانا:ههههه أعلم...رغم أنني لا أحب هذا الوزن

كانغتا يكون أخ صديقة نانا وهذه أول مرة يتقابلان فيها...أي أنه موعد مدبر
-كانغتا:كم عمرك؟
-نانا:ثلاثون وعدة أيام
-كانغتا:أنا سأبلغ الثلاثين بعد شهرين
-نانا:هههه هذا يعني أنك أصغر مني
-كانغتا:أنتِ لن تمانعي ذلك صحيح؟
-نانا:أبدا
-كانغتا:بما أنكِ أكبر مني فسأناديك نونا

ابتسمت ووضعت يدها على خدها تنظر له بسعادة
-نانا(بابتسامة) :يعجبني...ناديني نونا
-كانغتا:ماذا تشربين؟ نونا
-نانا:حليب بالشكلاطة
-كانغتا:سأطلبه فورا وأعود

ذهب لطاولة البيع وبقيت نانا تراقبه وتبتسم لكن سرعان ما تحولت ابتسامتها لعبوس حين نظرت ليدها ورأت السوار الذي يجمعها بيونجاي...تنهدت بعمق وانتظرت حتى جاء عاد ومعه طلبهما ثم شرباه معا وتحدثا قليلا ثم افترقا

بينما هي عائدة للمنزل بسيارتها فكرت في كثير من الأمور...فكرت في زواجها وعلاقاتها الفاشلة كلها وموعد اليوم وأمور أخرى شغلت بالها

عندما دخلت الطريق الرئيسي وسارت بضع مترات رأت سيارة الشرطة تسير خلفها وتشغل الأضواء وهذا مؤشر على أنهم يريدون منها التوقف
-نانا(بخوف) :يا إلهي! ما الذي فعلته؟

أوقفت السيارة جانبا فجاءها الشرطي
-الشرطي:أعطني أوراقك

كانت خائفة خاصة وأنها تكره التورط في أي مشاكل مع الشرطة لذا أعطته كل أوراقها وبعد أن تفحصها أعطاها مخالفة
-الشرطي:ستحصلين على ثاني مخالفة...مخالفة أخرى ويتم سحب رخصتك
-نانا(بصدمة) :ماذا! ماذا فعلت!؟
-الشرطي:تقودين في الليل وأضواء السيارة الخلفية مطفأة
-نانا:ياااا كنت شاردة الذهن ولم أنتبه لها...أرجوك لا تعطيني مخالفة فقد حصلت على الرخصة قبل عدة أشهر فقط وسيكون محبطا أن تُسحب مني في هذه الفترة القصيرة
-الشرطي:لكنك خالفتِ القوانين...عليكِ الحذر فإن لم تنتبهي فأنتِ تعرضين حياتكِ وحياة الناس للخطر...تخيلي أن أحدهم لم يراكي واصطدم بك
-نانا:أنا غبية أعترف بذلك...لكنها ستكون آخر مرة أعدك
-الشرطي:هذا عملي...لكن إن أردتِ أن أخبرك بطريقة لإزالة المخالفتين من ملفك فسأخبرك
-نانا:أخبرني
-الشرطي:عليكِ التوجه للمحكمة والتحدث مع القاضي وهو سيحدد إذا كان سيسحب منكِ المخالفتين أم يعطيك غرامة أم يأخذ رخصتك

لطمت نانا وجهها بكلتا يديها
-نانا:من فضلك لا تقل لي...أتعرف أنني أكره المحكمة أكثر من المقابر؟
-الشرطي(باستغراب) :حقا!
-نانا(بإحباط) :شكرا سيدي

بعد أسبوع ذهبت نانا للمحكمة دون أخذ سيارتها خوفا من أن تسحب رخصتها ودخلت وهي تتسلل كاللصوص وتغطي وجهها بوثائقها التي تحملها في يدها...سارت عبر رواق طويل إلى أن وصلت لقاعة المحاكمة للمخالفات المرورية ووقفت في الطابور مع حشد الناس تنتظر دورها

انتظرت حوالي ربع ساعة فجاء دورها ودخلت القاعة ببطء...ولحسن الحظ وجدت القاضي شخصا لا تعرفه فتنهدت براحة...لكن ما لم تكن تعرفه أن يونجاي رآها وهي تدخل فابتسم بسخرية

كانت المحاكمة على وشك أن تبدأ لكن يونجاي دخل وقاطعها ذاهبا نحو القاضي الذي يجلس هناك
-يونجاي:لنتبادل الأماكن
-كريس:حسنا...أراك بعد الغداء

جلس يونجاي مكان كريس وابتسم بخبث وذهب الآخر للقاعة المجاورة ليحل مكانه...كانت نانا ستنتف شعرها بسبب الموقف الذي وضعت فيه لكنها جلست بهدوء بينما يونجاي يتفقد سجلها
-يونجاي(بابتسامة) :آهن نانا...مخالفتان

ابتسمت بتكلف بينما تصر على قبضتها
-نانا:ههه صحيح
-يونجاي:قبل شهر قمتِ بصدم سيارة أجرة وتسببتِ في ضرر لها والآن ها أنتِ تسيرين في الظلام دون ضوء خلفي...هل تقرين بجريمتك أم لا؟
-نانا:نعم أقر بجريمتي
-يونجاي(بخبث) :حسب القانون فلقد استنفذتِ فرصتين وأنا سأحدد...يا إما بترك المخالفات على حالها أو غرامة مالية أو حذفها...أي أن مصيرك بين يداي
-نانا(بتوتر) :هههه حضرة القاضي...لماذا تتكلم وكأنك تحمل حقدا دفينا تجاهي؟

وضع يده على خده وابتسم بخبث
-يونجاي:حقد دفين! من قال ذلك؟
-نانا(بتوتر) :ههه سعيدة لسماع أنه ما من أحقاد بيننا
-يونجاي:ماذا تفضلين؟ غرامة أم حذف للمخالفات أم لا شيء؟
-نانا(بتوتر) :هه حذف للمخالفات...من منا لا يفضل هذا الخيار الجميل
-يونجاي:يؤسفني قول أن القانون هو القانون وعلي معاقبتك وإلا ستتمادين...غرامة أم لا شيء؟
-نانا(بتوتر) :غرامة؟
-يونجاي(بخبث) :ماذا عن ترك كل شيء على حاله؟ إنه جذاب أكثر
-نانا(بتوتر) :ههه ليس جذابا بالمرة

حاول استفزازها وحمل الختم ليختم به الأوراق
-نانا:ماذا تفعل؟
-يونجاي:أختم الوثيقة التي تثبت أنكِ مذنبة ومخالفاتك ستظل كما هي
-نانا(بصراخ) :لا
-يونجاي:ألا يمكنكِ التحلي ببعض الاحترام؟ أنتِ في حضرة القانون
-نانا:لكنها مجرد أخطاء بسيطة
-يونجاي:هل تعرفين أفضل مني؟
-نانا:لم أقصد...ألا يمكنك تخفيف الحكم قليلا فقط؟
-يونجاي:ممممم سؤال جيد

أخذ ورقة غرامة وكتب عليها مليون وون كوري
-نانا:ماذا تفعل الآن؟
-يونجاي:غرامة مليون وون كوري
-نانا(بصدمة) :مليون وون! هذا يعني 100 ألف دولار أمريكي! سعر سيارة جديدة
-يونجاي:أيهما أفضل؟ أن تدفعي سعر سيارة أم أن لا تستطيعي سياقة أي سيارة طوال حياتك؟
-نانا:هذا ليس عادلا
-يونجاي:معك حق...ربما يجب أن أكون عادلا
-نانا(بسعادة) :حقا؟
-يونجاي:لذا سأطبق عليكِ القانون وأترك المخالفتين على حالهما وإن حصلتِ على الثالثة ودعي رخصتك

أخذ وثيقة أخرى وحمل الختم ولكن نانا ركضت نحوه وأمسكت يده فانكشف معصمها ليظهر السوار الذي اشترياه معا وتعود له ذكرياتهما...مرت لحظات وهو يحدق بيديها اللتان تمسكان يديه ثم أفلتها والتزم الصمت كما لو أنه أصيب بالخرس
-نانا(بحدة) :إن فعلت ذلك فسأفضحك...سأصرخ أمام الجميع بأنك تعاملني بغير عدل فقط بسبب علاقتنا السابقة وتركي لك...ستصبح سمعتك في الحضيض وتصير محط سخرية الجميع

حدق بها للحظات وهو فاقد القدرة على الكلام ثم أخذ سجلها وقام بحذف المخالفتين السابقتين
-يونجاي(ببرود) :تم سحب المخالفتين...مبروك

وبسرعة جمع أغراضه وغادر القاعة تاركا إياها ما تزال تحدق بالوثائق التي على المكتب ثم جمعتها وغادرت

بما أن نانا لم تحضر سيارتها فقد ذهبت لموقف الحافلة مشيا على قدميها وعند البوابة التقت بيونجاي...نظر كل منهما للآخر للحظات ثم تجاهلته وغادرت

طوال الطريق كانت تحدق بالأرض بحزن بسببه...لم تستطع تصديق أنه استغل وظيفته ومكانته في القانون لينتقم منها ويعذبها

بعد أن وصلت لموقف الحافلة وقفت تنتظر حافلتها وبالصدفة نظرت إلى جانبها فرأت يونجاي
-نانا(بصدمة) :أنت! لحقت بي إلى هنا؟
-يونجاي:يبدو أننا نملك نفس الطريق
-نانا:كاذب...لا تلحق بي

أمسك معصمها ورفع كمها فظهر السوار
-يونجاي:لازلتِ تحتفظين به!
-نانا(ببرود) :وماذا في ذلك؟ أحب الإكسسوارات الرخيصة
-يونجاي:لا أعتقد أنها كذلك بالنسبة إلينا...صحيح أن سعرها رخيص لكن قيمتها المعنوية كبيرة...أنا فقط لا أصدق أنكِ ما تزالين تحتفظين به...بالنسبة لخاصتي فقد رميته
-نانا(ببرود) :ولماذا تخبرني؟

شعر بتوتر شديد واحتاج وقتا وشجاعة لينطق بما يريده
-يونجاي:هل يعقل...أنكِ بطريقة ما...مازلتِ تحبينني؟
-نانا:هل هذا ما يشغلك؟

خلعت السوار ورمته في القمامة ثم غادرت سيرا دون أن تنتظر الحافلة...بينما يحدق بها وهي تغادر عض على شفتيه من الحزن وغادر هو أيضا عائدا للمحكمة

بعد أن رأته غادر ركضت عائدة لسلة النفايات وبحثت عن السوار إلى أن وجدته ثم عانقته
-نانا:الحمد لله

في نهاية اليوم ركب يونجاي سيارته عائدا للمنزل وأثناء الطريق رأى متجرا للحيوانات الأليفة وعلى واجهته حيوانات الهامستر لذا لم يستطع التحمل ودخله

بينما ينظر من خلال الزجاج رأى هامستر صغيرة بيضاء لطيفة فابتسم وهو يراقب حركاتها
-يونجاي:سأشتري هذه

أخذ الهامستر للمنزل ووضعها على مائدة المطبخ ثم جهز صندوقها الزجاجي وطعامها ووضعها هناك وبقي ينظر إليها ويبتسم
-الأم:جميل! قررت تربية حيوان
-يونجاي(بابتسامة) :لم أعد أشعر بالوحدة
-الأم:ممتاز

بينما يراقب الهامستر دخل يونو المطبخ
-يونو(باستغراب) :ذاك الطفل المدلل! هل وصلت به التفاهة لأن يلعب مع الحيوانات
-الأم:ألم تكن تلعب مع الحيوانات أنت أيضا حين كنت طفلا؟
-يونو:أنتِ قلتها بعظمة لسانك...حين كنت طفلا...لكن يونجاي في الرابع والعشرين من عمره
-الأم:دعه يفعل ما يريده إن كان لا يضر أحدا

جهز يونجاي للهامستر مكانا بجانب مكتبه وبقي يتأملها
-يونجاي(بابتسامة) :سأسميكِ نانا...على اسم الفتاة التي أحب...لقد كانت تدعوني بالهامستر لذا أنا أحبكِ كثيرا

وضع يده على خده وتحولت ابتسامته لحزن
-يونجاي(بحزن) :أفتقد نانا كثيرا...اليوم تمنيت لو أنها أخبرتني بمشاعرها تجاهي لكنها صرخت في وجهي وغادرت...أريد العودة إليها لكنها تبدو غير مهتمة البتة...طوال تلك السنين لم تتصل بي ولم تندم على تركي...ولا حتى سألت عني كمجرد صديق...أحيانا أتمنى لو أستطيع السفر عبر الزمن وقضاء بعض الوقت معها كما كنا...أعلم أن علاقتنا لن تعود كما كانت أبدا ولكنني مازلت أريدها

ذهبت نانا لأحد المطاعم واشترت الجعة وشربت حتى ثملت...كان كل همها أن تنسى حزنها بسبب تصرفات يونجاي وفي نفس الوقت هي تلوم نفسها على التغيير المرعب الذي طرأ عليه بسببها

من شدة الشرب أغمي عليها لذا اضطرت إحدى النادلات للاتصال برقم عشوائي على هاتفها لكي يأتي ويصطحبها وقد وقع الاختيار على تشاو لأنه آخر من كلمته
-النادلة:عفوا...أنا نادلة في أحد المطاعم...صاحبة هذا الهاتف شربت كثيرا وأغمي عليها لذا عليك المجيء وأخذها
-تشاو:أين العنوان؟

أعطته العنوان فذهب ركضا ووجد نانا نائمة تضع رأسها على الطاولة وقام بهزها عدة مرات لكنها لم تستيقظ
-تشاو:آنسة نانا...من فضلك...لنغادر

لم تستجب له فلم يبقى له حل سوى حملها...وبما أنه غير معتاد على ذلك فقد شعر بعدم الراحة واتصل بيونجاي

كان يونجاي في مطعم آخر مع اثنين من رفاقه يتناولون الجعة بينما يحتفلون بصخب فوردته المكالمة
-يونجاي:أهلا أيها المزعج
-تشاو:إنه خطؤك لذا تعال وخذها...لا يمكنني لمسها
-يونجاي:ها!
-تشاو:سأعطيك العنوان وتعال بسرعة

أرسل له العنوان ولشدة فضوله ذهب هناك...لكن ما إن دخل عبر الباب رأى نانا قد رفعت رأسها لذا اختبأ وبقي يستمع
-نانا(بثمالة) :أين أنا؟
-تشاو:ابقي مكانك...سيأتي يونجاي
-نانا(بثمالة) :لا أريد رؤيته وسماع أي شيء عنه...أكرهه
-تشاو:من فضلكِ اهدئي...أنتِ ثملة ولن تستطيعي العودة للمنزل بمفردك
-نانا(بثمالة) :لماذا كان عليك أن تستدعيه هو بالذات؟ هل تريد أن تراني أضربه؟ إنه مزعج ومستفز للغاية
-تشاو:لأنكما بحاجة للكلام
-نانا(بثمالة) :عن ماذا سنتكلم مثلا؟
-تشاو:أنتما أعلم مني...ألم تسأما من الفراق والاشتياق؟
-نانا(بثمالة) :سئمنا...لكن ما الفائدة فنحن تغيرنا ولم نعد ذلكما الأحمقين اللذين كانا سابقا
-تشاو:قولي الحقيقة...أمازلتِ تحبينه؟

وضعت رأسها على المائدة وبدأت بذرف الدموع
-نانا(ببكاء) :بلى...لكن ليس لدينا خيار...لقد تغيرنا للأبد
-تشاو:لا تقولي ذلك...لا أرى أي تغيير فيكما
-نانا(ببكاء) :أنا أراه...بما أنني استعدت وعيي سأسير للمنزل

كانت تترنح لكن رغم ذلك وقفت على قدميها وسارت نحو المنزل وبالطبع تبعها تشاو ليتأكد من وصولها بسلام...أثناء خروجهما اختبأ يونجاي خلف لوحة الإعلانات وانتظرهما حتى ابتعدا ثم خرج وهو يهز رأسه بخيبة

في يوم الغد انتقلت جيسو لمنزلها الجديد والذي تعيش فيه بمفردها ولأنها كسولة اتصلت بأصدقائها ليساعدوها

وصل تشاو أولا فوجد الأغراض مبعثرة في كل مكان
-تشاو:كل هذه لك؟
-جيسو:ست فقط من هذه الصناديق فيها ملابسي وصندوقين لمستحضرات التجميل وآخرين للأحذية وثلاثة صناديق للحقائب...أما البقية فهي أوراق وزينة غرفة نومي وأدواة التنظيف
-تشاو:تملكين متجرا كاملا
-جيسو:ومن لا يحب الاهتمام بنفسه؟
-تشاو:أنا...لم أغير قميصي منذ شهر
-جيسو(بتقزز) :يع

رن جرس الباب فذهبت جيسو لتفتح ووجدته يونجاي ومعه البيتزا والعصير
-تشاو:أتيت في الوقت المناسب فأنا جائع

جلس ثلاثتهم يتناولون الطعام فرن الجرس مجددا
-جيسو:لماذا لا تفتح الباب يونجاي؟
-يونجاي(بتجهم) :مهلا...من دعوتم أيضا؟
-جيسو(بتوتر) :ههه لا أحد...لا بد أنه ساعي البريد أو أحد الجيران
-يونجاي(بتجهم) :ما الذي تخططان له؟
-تشاو:لا تنظر إلي فهي فكرتها

ضربته جيسو بمرفقها لبطنه فصرخ وتألم
-يونجاي(بتجهم) :افتحاه بنفسكما
-جيسو:تشه...لا فائدة ترجى منك

ذهبت جيسو لفتح الباب فدخلت نانا مبتسمة وعندما رأت يونجاي عبست بوجهها ثم انحنت لهم جميعا
-نانا:مرحبا
-جيسو:جيد أنكِ أتيتِ...كنت سأغضب منكِ لو لم تأتي
-نانا:بالطبع لن أكسر خاطرك
-جيسو:أتودين تناول البيتزا؟
-نانا:أبدا...تناولت طعامي قبل المجيء
-جيسو:حسنا...انتظري دقيقة وسنبدأ

التهى الآخرون بتناول طعامهم بينما تجولت نانا في المنزل...وأثناء مرورها بالجوار شم يونجاي رائحة العطر الذي أهداها إياه فاستغرب لماذا ما تزال تحتفظ به وبكل الأغراض التي تربطهما رغم أنها قالت بنفسها أنه ما من أمل لعلاقتهما

انتهى الجميع من الأكل وبدؤوا التنظيف...قام تشاو بتشطيف الأرضيات بينما يونجاي يمسح الزجاج...أما نانا وجيسوا فقامتا بتعديل الديكور وتنظيم الأغراض في الخزائن والأماكن المناسبة

بعد ساعات من العمل وصلوا للنتيجة النهائية وأصبح البيت نظيفا ومرتبا
-نانا:انتهينا...سأغادر
-جيسو:ماذا عن الاحتفال؟
-نانا:لم تخبريني أن هناك احتفال
-جيسو:يوهو! لقد أصبحت امرأة مستقلة أفلا يستحق ذلك الاحتفال؟
-نانا:بلى
-جيسو:تعالوا جميعا

أخذتهم لغرفة النوم وأحضرت لهم كعكة وعلب عصير ووزعتها عليهم
-جيسو:اليوم يا رفاق...أصبحت lady مستقلة...عليكم أن تكونوا سعداء لأجلي وتحذو حذوي
-تشاو:نانا مستقلة بالفعل...وبالنسبة ليونجاي لا أعتقد أنه سيجرؤ على ترك والدته والانتقال...أما أنا فلا أمل يرجى مني لأن وظيفتي لا تدر الربح الكثير
-جيسو:يمكنك فعلها يوما ما...فايتينغ
-تشاو:لنشرب نخبها

ضرب تشاو وجيسو علبتي العصير ببعضهما أما يونجاي ونانا فبالكاد رف لهما جفن وشرباها دون أي اكتراث لما يجري من حولهما
-جيسو:لنلعب
-تشاو:ماذا نلعب؟
-يونجاي:لعبة الصراحة...ما رأيكم؟
-جيسو:فكرة ممتازة...من سيبدأ؟
-يونجاي:بما أنني أنا من اخترتها فسأبدأ...آنسة نانا

رفعت نانا ناظريها نحوه وأحست بأن قلبها يخفق بسرعة وسيخرج من مكانه...كان هو الآخر متوترا وحدق فيها بحدة
-يونجاي:لماذا تظنين أننا تغيرنا؟ وما وجه التغير بالضبط؟
-نانا:لن أجيب على ذلك
-يونجاي:لنغيره...ما رأيك في الانفصال؟ لا بد أنكِ جربته مرات عدة
-نانا:لن أجيب أيضا
-يونجاي:حسنا تغيير آخر...هل أنتِ عديمة الإحساس؟ لأنني أرى ذلك
-نانا:ما هذه الأسئلة؟!
-يونجاي:سؤال مختلف...كم شابا وعدتِه بالزواج وتركتِه بكل برود خلال هذه السنوات أم أنه أنا فقط؟
-نانا(بحدة) :يكفي

صار الجو مشحونا بالتيار السلبي لكن جيسو وتشاو اكتفيا بالمراقبة
-جيسو:تشاو...تعال معي لنحضر الفوشار من المطبخ

سحبته جيسو وتركا يونجاي ونانا بالداخل صامتين...وبعد أن أغلقا الباب همست جيسو في أذنه
-جيسو(بهمس) :حان الوقت

قامت بإغلاق الباب من الخارج بالمفتاح ثم تظاهرت أنها تود فتحه
-جيسو:أوبس! لا تقولوا أن المقبض عالق
-يونجاي:دعيني أرى

حاول فتح الباب لكنه عالق
-يونجاي:بلى...ماذا سنفعل؟!
-جيسو:سأذهب فورا لإحضار شخص يكسره...لن أتأخر

قام كلاهما بفتح باب الخروج وأغلقاه مجددا ليوهما يونجاي ونانا أنهما غادرا الشقة ويجدا راحتهما بالكلام...لكنهما ظلا صامتين يتأملان الأرضية ويحاولان البقاء هادئين إلى حين عودة جيسو وتشاو



عدل سابقا من قبل بثينة علي في الإثنين فبراير 20, 2023 11:48 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1234
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة فَجْوَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة فَجْوَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة فَجْوَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الثلاثاء مايو 10, 2022 11:59 pm

رواية فجوة : الفصل الحادي والعشرون (الأخير)



ملأت أصوات أقدام يونجاي الغرفة بسبب طوفانه ذهابا وإيابا...بينما جلست نانا على السرير تضم ركبتيها إليها وتدعو من أعماق قلبها أن تعود جيسو وتشاو مع مصلح الأبواب ويخرجهما من ذلك السجن

ساد الصمت هناك لدقائق إلى أن فكر يونجاي في استغلال الوضع والكلام معها
-يونجاي:المكان مليء برائحة العطر الذي أهديتكِ إياه
-نانا(ببرود) :أحب هذا العطر وأشتريه باستمرار...ليس لأنك من اشتريته بل لأنه ذوقي
-يونجاي:لم تجيبي على أسئلتي
-نانا(ببرود) :ولماذا أفعل؟
-يونجاي:من باب الفضول فقط
-نانا(ببرود) :لست بحاجة للإجابة...وأيضا لا تكلمني...لا أريد سماع كلمة واحدة...لم يبقى شيء لقوله
-يونجاي(بحدة) :أنتِ من تركتِني لكنكِ غاضبة...ما هذا التناقض!
-نانا(ببرود) :صه

اتكأ على الباب وبقي يحدق بالفراغ بشرود ثم شعر بقلبه يكاد يخرج من صدره...كانت تلك فرصته ليخبرها انه ما يزال يحبها ويريد العودة إليها لكنه خائف من ردة فعلها

احتاجه الأمر عدة دقائق وفي آخر اللحظات تنهد وسار نحوها ثم جلس عند قدميها...تعجبت هي من الأمر واعتدلت في جلستها ثم نظرت في عينيه وتحركت مشاعرها
-يونجاي:نانا...

قاطعهما هاتفها الذي صار يرن فحملته وعندما رأت المتصل توترت ووضعته جانبا
-يونجاي:من!
-نانا:لا أحد

رن الهاتف مرة أخرى فأخذه منها ورأى المتصل فوجده رقما مسجلا باسم "كانغتا"
-يونجاي:من هذا؟
-نانا:وأنت ما همك؟
-يونجاي:صرتِ تواعدين؟
-نانا:لا...خرجت معه مرة واحدة في موعد مدبر ولم نتخذ قرارا نهائيا بعد
-يونجاي(بحدة) :كالعادة تحبين الخروج في مواعيد مدبرة وتفعلين كل ما تريدينه
-نانا:هل علي تذكيرك أننا انفصلنا؟
-يونجاي(بحدة) :أعلم...لا تظني أنني شعرت بالغيرة...أصلا أنا مرتبط
-نانا:ممتاز
-يونجاي:حبيبتي جميلة وجذابة وهي أصغر مني سنا
-نانا:هذا رائع...يبدو أنك تعلمت الدرس...المرات القادمة لا تواعد من هن أكبر منك سنا لأن النهاية واضحة

استفزه كلامها لدرجة أنه كاد يكسر كل ما من حوله...فكر بأنه لا فائدة من هذه العلاقة حقا فهي لا تهتم ولا تريد الوصول إلى حل
-يونجاي(بغضب) :إنه خطأ جيسو وتشاو...هما من خططا للإغلاق علينا هنا...لا بد أنهما يريدان منا أن نتشاجر حتى يقتل أحدنا الآخر
-نانا:عما تتكلم؟

تجاهلها وذهب نحو الباب وصار يطرقه بقوة
-يونجاي(بغضب) :أنتما...أعلم أنكما تتصنتان خلف الباب...افتحا

فتحت له جيسو الباب ببطء وبدت خائفة منه
-يونجاي(بغضب) :إن حاول أحدكما التخطيط لجمعي بهذه الفتاة مرة أخرى فسأنهي صداقتي به للأبد

حدق به كل من جيسو وتشاو بخيبة ثم غادر وتركهما
-تشاو:كانت فكرتك
-جيسو:ويبدو أنها آلت لمنحى سيء
-تشاو:لم أرى يونجاي غاضبا هكذا طوال حياتي

بعد أن عادت نانا للمنزل حدقت بنفسها في المرآة للحظات وهي حزينة إلى أن رن هاتفها فردت مباشرة
-نانا:ألو
-كانغتا:ماذا تفعلين؟ أيمكننا الخروج اليوم؟
-نانا:لا
-كانغتا:هل من مشكلة؟!
-نانا(بحزن) :أنا آسفة لكنني أحب شابا آخر
-كانغتا:حسنا...أنتِ حرة في مشاعرك
-نانا(بحزن) :يمكننا أن نبقى أصدقاء
-كانغتا:بلى...لكنني معجب بكِ للغاية...تمنيت أن نكون أكثر من ذلك
-نانا:لا يمكننا اختيار ما نريد...نحن ضعفاء أمام قلوبنا
-كانغتا:حسنا...أتمنى لكِ حياة سعيدة

أغلقت الخط ثم عادت للنظر لنفسها في المرآة مجددا وكانت تبدو عابسة أكثر من السابق
-نانا(بحزن) :أفتقد يونجاي

عاد يونجاي للمنزل ثملا تلك الليلة وبقي في حديقة المنزل يتأمل النجوم...وعندما عاد يونو وجده هناك فذهب للجلوس معه
-يونو:لقد رأيت حبيبتك قبل أيام مع شاب آخر يشربان القهوة
-يونجاي(بثمالة) :أعلم...إنها تحب الخروج مع الشباب كثيرا
-يونو:لستَ مختلفا عنها بشيء فأنت أيضا تخرج مع كثير من الفتيات مؤخرا...لقد أصبحت تشبهني
-يونجاي(بثمالة) :وأنا الذي كنت أمقت تصرفاتك ذات يوم...الآن أصبحت مثلك
-يونو:أعلم أنك غير سعيد بما تفعله...أنا أيضا غير سعيد وأود التغيير ولكن ليس لدي العزيمة لذلك
-يونجاي(بثمالة) :نانا هي الوحيدة القادرة على إنقاذي من هذه الدوامة...لقد اشتريت هامستر وأسميتها نانا...لكن ما الفائدة؟ أنا فقط أجمع الأشياء التي تذكرني بها وهذا يجعل نسيانها أصعب
-يونو:ولماذا لا تعود لها فحسب؟
-يونجاي(بثمالة) :لا تريد...رغم كل تلك السنين فهي لا تبدو مشتاقة لي
-يونو:وهل أخبرتها أنك مازلت تحبها؟
-يونجاي(بثمالة) :لا
-يونو:وماذا تنتظر؟
-يونجاي(بثمالة) :لا أعلم لماذا ولكنني أصاب بالخرس كلما رأيتها...خاصة مع برودها وصدها لي...أشعر بأنني كالقمامة أمامها
-يونو:مغفل...تحتاج التشجع ومواجهة العواقب...أخبرني أين يقع منزلها؟ دع الأمر لي وسأصالحكما
-يونجاي(بثمالة) :هل حقا تفعل ذلك لأجلي؟
-يونو:احم احم...مللت من نواحك وتذمرك لأجلها أمام أمي...صوتك يأتي لغرفتي يوميا وأنا نائم ويمنعني من النوم لذا علي مصالحتكما لأنام مرتاحا
-يونجاي(بابتسامة) :أشكرك...لكنني لا أعرف أين تسكن
-يونو:وأين تعمل؟
-يونجاي(بثمالة) :أعرف أين تعمل
-يونو:غدا سنذهب إليها ونجعلكما تتصالحان
-يونجاي:ستذهب معي؟!
-يونو:علي التأكد من أن تعودا لبعضكما ولن أغادر حتى يحصل ذلك
-يونجاي(بابتسامة) :لقد أظهرت أخيرا جانبك الطيب
-يونو:احم احم...ليس هناك جانب طيب كما تدعي...فكما أخبرتك هذا لأجل أن أنام بسلام
-يونجاي(بابتسامة) :ههههه صدقتك

في يوم الغد استيقظ يونجاي باكرا وجهز نفسه ثم ذهب مع يونو للشركة التي تعمل فيها نانا وهو يحمل باقة ورد

وصلا للشركة فوقف يونجاي أمام الباب ينتظر وذهب يونو بعيدا واختبأ وبقي يراقب

بعد مدة من الانتظار وصلت نانا فرأت يونجاي وتلاقت نظراتهما لكنها عبست بوجهها وقطبت حاجبيها وكانت ستكمل سيرها لكنه اعترض طريقها
-يونجاي:مهلا...لا تذهبي
-نانا(ببرود) :ماذا تريد؟
-يونجاي:لا أعلم كيف أشرح لكِ سبب وجودي هنا فأنا نفسي لا أعرفه
-نانا(بتجهم) :أكره الأحاجي...لماذا لا تذهب وتهتم بحبيبتك فقط؟
-يونجاي:أتشعرين بالغيرة؟
-نانا(بتجهم) :أبدا...أنت شاب لعوب لذا ابقى بعيدا عني

تجاوزته وغادرت ولم يستطع اللحاق بها لأنه يعرف أنها تتجاهله...لكن قرر يونو التدخل وركض وقاطع طريقها
-يونو(بحدة) :أنتِ
-نانا(بتجهم) :خيرا أنت أيضا؟
-يونو(بحدة) :ألم تفهمي ما يحاول فعله بعد؟ هل أنتِ بلهاء لهذه الدرجة؟ إنه يحاول العودة إليكِ لكنكِ تتجاهلينه في كل مرة...مازال يحبك وبالأمس أخبرني أنه يغار حين تخرجين مع شباب غيره وقد اشترى هامستر وسماها على اسمك أيضا...توقفي عن التصرف بأنانية وعودي له فلن تجدي من يحبك مثله أبدا

أنهى كلامه ثم غادر تاركا إياهما يحدقان ببعضهما بحزن...بعد لحظات سئمت نانا من الوضع فأومأت برأسها أنْ لا ثم دخلت الشركة

أدرك يونجاي أنها لا تود العودة إليه أبدا حتى بعد أن عرفت أنه ما يزال يحبها لذا وقف مكانه يحدق بالأرض بشرود وضياع وأسقط باقة الورد

بعد لحظات رآها عادت أدراجها ووقفت أمامه ووجهها ممزوج بمشاعر لم يعرف لها أي معنى...كانت تبدو غاضبة وحزينة ومبتسمة وخائفة في نفس الوقت
-يونجاي(ببرود) :إنها فرصتكِ الأخيرة لتصالحيني...وهذه المرة أنا جاد كليا

تبادلا النظرات للحظات وكان شبه متأكد من أنها لن تصالحه...وبالفعل رآها تشد قبضتها وتضربه لصدره مرات متوالية لكنها لم تقصد أذتيه...كانت فقط تود التنفيس عن غضبها

بعد لحظات عانقته وبدأت بالبكاء وبالكاد صدق ما تفعله...هل يعقل أنهما حقا بعد هذا الألم والشوق والانفصال حقا يتعانقان؟!

لم يصدق ذلك ولم تستطع هي قول أي شيء فواصلت معانقته وأبت أن تبعد رأسها عن صدره حتى تزيل كل ذلك الشوق والحنين والوحدة الذين أحست بهم طوال غيابه

بينما هما يتعانقان كان يونو يشاهدهما من بعيد ثم ابتسم وهز كتفيه وغادر وهو سعيد

أنهت نانا عملها في المساء ثم خرجت من الشركة وهي تغني من السعادة فرأت يونجاي ينتظرها على جانب الطريق وأمامه سيارته...ابتسمت له وتقدمت نحوه بهدوء كما لو أنها أول مرة يتقابلان فيها في موعد مدبر
-نانا:دعني أعرفك عن نفسي بطريقة رسمية...أدعى آهن نانا
-يونجاي:تشرفنا...تشا يونجاي
-نانا:هل هذه السيارة ملكك؟
-يونجاي:بلى
-نانا:إنها أجمل من سيارتي...أشعر بالغيرة منك
-يونجاي:سأشتري لكِ واحدة في المستقبل...إن صرت ثريا
-نانا(بحماس) :هل تسمح لي بسياقتها؟
-يونجاي(بتوتر) :بلى...لكن إياكِ ضرب أحد أو نسيان تشغيل الضوء الخلفي
-نانا(بحماس) :هههههه حسنا...لقد تعلمت الدرس بالفعل

ركبا السيارة وطوال الطريق كانا يبتسمان ويسترقان النظرات لبعضهما...بعد حوالي ربع ساعة توقفت السيارة أمام منزل نانا الجديد ونزلا منه

دخل يونجاي المنزل فأدرك أن وضعها المادي تحسن عن ذي قبل
-نانا:تفضل...إنها أول مرة تدخله
-يونجاي:سأعتبرها فرصة لبداية جديدة...كما لو أننا بدأنا التعرف على بعضنا من الصفر...صحيح نونا؟
-نانا(بانزعاج) :لا أحب هذه الكلمة...تبدو رسمية ومملة
-يونجاي:حبيبتي

تجمدت في مكانها من السعادة واغرورقت عيناها فاستغل يونجاي الفرصة وسحبها نحوه وقبلها على شفتيها...لم يستطيعا أن يوقفا تلك القبلة مما جعلهما يكملانها لوقت طويل...وبالصدفة لمست نانا جيب سترته فأحست بعلبة موضوعة هناك...وبسبب فضولها أخرجتها فوجدت بها خاتم
-نانا(بصدمة) :أيعقل؟
-يونجاي:تخربت المفاجأة...أردتكِ أن تريها بطريقة أكثر رومنسية
-نانا(بحماس) :لا...إنها أكثر طريقة رومنسية رأيتها في حياتي...لا أحب الطرق المبتذلة...هل هو ألماس حقيقي؟
-يونجاي:بلى
-نانا(بحماس) :ما أجمله!

وضع الخاتم في أصبعها فبقيت تتأمله وهي مفتوحة الفاه
-يونجاي:المرة الماضية لم أكن أملك شيء حين كنا سنتزوج...لكن الآن لدي المال لأشتري لكِ خاتما وأطلبك بطريقة رسمية بدل باقة الورد الرخيصة
-نانا:لنتزوج الآن
-يونجاي(بصدمة) :فورا!
-نانا:فورا...أريدك أن تكون ملكي وللأبد لكي لا تهرب
-يونجاي:من قال سأهرب؟
-نانا:أخاف أن تفعل بي كما فعلت بك وتتركني...آسفة للطريقة التي تركتك بها تذهب
-يونجاي:أنا الذي يحق لي أن أخاف...أنتِ متقلبة كأمواج البحر
-نانا(بحزن) :تعرف بالفعل لماذا تركتك...لكنك الآن كبير وقادر على الزواج والمسؤولية...أي أنك فعليا لن تهرب لأي مكان

عانقته بقوة حتى كادت تعصر معدته
-يونجاي(بتوتر) :ههه فهمت...لكن ماذا سيكون رأي أهلنا في ذلك؟
-نانا:سنعرف غدا...أما الآن فما رأيك أن ننام معا؟ لطالما أردت أن أنام بأحضانك
-يونجاي(بابتسامة) :حسنا

سحبته لغرفة النوم ثم استلقى أولا واستلقت بجانبه واضعة رأسها وذراعها على صدره
-نانا:أشعر أننا صرنا زوجين
-يونجاي:قريبا سنكون
-نانا:هناك سؤال شغل بالي...لماذا قمت باستغلال منصبك ذاك اليوم لأذيتي؟
-يونجاي:كنت أود إزعاجك لكن في الحقيقة لم أجرؤ أبدا على إيذائك...ألا تعرفينني جيدا؟
-نانا:وقتها لم أعد أعرفك...خاصة مع تغيرك وإدمانك للسجائر والكحول...مهلا...على ذكر السجائر...لم تعد تفوح منك رائحتها
-يونجاي:لقد أقلعت عنها منذ سنة وتوقفت عن الكثير من العادات السيئة أيضا بعد أن تعافيت من الانفصال
-نانا:قليلون هم من يستطيعون ترك التدخين بسهولة
-يونجاي:لم يكن سهلا
-نانا:أووه هل حقا سبب لك حبي كل هذا الألم؟
-يونجاي:هذا السؤال يعني أنكِ لا تعرفين مقدار حبي لك
-نانا(بابتسامة) :حسنا...أخبرني عنه

رن هاتفه فمد يده فوق المنضدة وأتى به ووجد رسائل من الفتيات اللواتي كان يواعدهن
-نانا(بحدة) :من هن؟ أعطني الهاتف

سرقت الهاتف وتفقدته فوجدته يراسل الكثير من الفتيات
-نانا(بغضب) :ما هذا؟
-يونجاي(بتوتر) :لم أعد أراسلهن...حتى أنكِ ترين كيف لم أرد عليهن منذ الصباح لأننا عدنا لبعضنا

اتصلت نانا بأرقام أولئك الفتيات واحدة تلو الأخرى وصرخت عليهن وأخبرتهن أنه سيصبح زوجها قانونيا ولا يحق لأي فتاة الاتصال به...وبينما يونجاي يراقبها شعر بسعادة غامرة لأنه أدرك أخيرا حجم غيرتها عليه

في يوم الغد اتصلت والدة يونجاي به بينما يجهز نفسه للخروج من منزل نانا
-يونجاي:أعلم أنكِ قلقة علي لأنني لم أعد للمنزل أمس لكن لدي أخبار سارة سأخبرك بها لاحقا...انتظريني

تجهز ثم خرج مع نانا متوجهين نحو منزل والديها وكالعادة استقبلتهما والدتها بتكشيرة
-سيدة آهن(بتجهم) :حتى بعد ثلاث سنوات عدتِ بنفس الشاب؟!
-نانا:قررنا الزواج

أرتها الخاتم ففتحت فمها من الصدمة ولكنها تذكرت أنه صغير وحالته المادية سيئة
-سيدة آهن:يمكن لأي أحد شراؤه
-نانا(بتجهم) :لديه سيارة bmw
-سيدة آهن(بصدمة) :bmw! وماذا يعمل؟
-نانا:قاضٍ
-سيدة آهن:أووو لا أصدق! يال الصدفة! أتعرف أنني أحب الوظائف المصنفة في إطار القانون؟
-نانا(بتجهم) :منذ متى؟
-سيدة آهن:أوافق على زواجكما
-سيد آهن:وأنا أيضا
-يونجاي:مرت الأمور على خير هذه المرة
-نانا(بتجهم) :طبعا...لأن المال يتوسطها

بعدها ذهبا لمنزل أم يونجاي وعندما رأتهما يمسكان بيدي بعضهما ابتسمت
-الأم:لا حاجة لقول أي شيء...هنيئا لكما
-يونجاي:ستوافقين؟!
-الأم:طبعا...أنت لم تعد طفلا لأتحكم بك كما أن أكبر خطأ أرتكبه هو التدخل في حياتك مجددا...لقد كان مؤلما رؤيتك تعاني بدون صديقتك
-نانا:صديقتك!
-يونجاي(بهمس) :هي لا تحب المصطلح الآخر
-الأم:ما خططكما؟
-نانا:سنتزوج
-يونجاي:وهذه المرة لا تنسي وثائقك
-نانا:لن أفعل...المرة الماضية فعلتها لأختبر حبك وصدقك تجاهي
-يونجاي:هذه سخافة...بالطبع أنا جاد
-نانا:الكلام لا يكفي أحيانا...طبق
-يونجاي:حسنا سأطبق

من هناك ذهبا مباشرة للمحكمة وقاما بتوقيع ورقة الزواج القانونية...وبعد أن ختمتها الموظفة قدمتها لهما
-الموظفة:مبارك لكما

حدق كلاهما بالوثيقة وكل منهما غير مصدق أن تلك اللحظة التي انتظراها جاءت أخيرا...لم يبقى سوى الزفاف والذي يفكران بأن يكون بعد أسبوع أو أسبوعين

قبل أن يذهبا للمنزل قررا الدخول لأحد المقاهي وشراء المثلجات فوجدا يونو يحدق ببائعة البوضة
-يونجاي:هيي أخي...أنا هنا
-يونو(بتجهم) :تبا لإزعاجك
-نانا:أخي بالقانون...كيف حالك؟
-يونو:من أخوك بالقانون؟ أنا؟ لا تقولي أنكما تزوجتما؟ أنتما لا تصبران
-يونجاي:ماالذي تفعله؟
-يونو:تلك الفتاة جميلة حقا لذا آتي كل يوم لأشاهدها وآكل البوضة
-يونجاي(بخبث) :تغيرت لأجلها إذًا
-يونو(بتجهم) :لا
-يونجاي:ولماذا لا تطلب مواعدتها فحسب؟
-يونو:أشعر بالخجل...إنها أول مرة أطلب مواعدة فتاة بشكل جدي وأخاف أن ترفضني
-يونجاي:أفهمك...وبما أنك ساعدتني فساساعدك
-يونو(بحدة) :ما الذي ستفعله؟

تجاهله يونجاي وذهب نحو طاولة بيع البوضة
-يونجاي:أريد اثنين بوضة بالشكلاطة
-البائعة:دقيقة
-يونجاي:وأيضا...أخي هناك معجب بك ولكنه يشعر بالخجل
-البائعة(بتوتر) :حقا!
-يونجاي:إنه شخص جيد فلا تقلقي...نوعا ما
-البائعة(بتوتر) :شكرا لإخباري...سأفكر بالأمر

أخذ البوضة ثم عاد مع نانا نحو السيارة
-يونجاي:سأريك مفاجأة
-نانا:هذا الأسبوع مليء بالمفاجآت!

أخذها لمبنى موجود في وسط ماسان ثم فتح باب أحد الشقق وأدخلها
-يونجاي:إنها شقتنا
-نانا(بصدمة) :اشتريت شقة بهذه السرعة!
-يونجاي:ليس بعد...علي تسديد ثمنها إن عملت لخمس سنوات
-نانا:ستحقق في خمس سنوات ما لم يحققه أقرانك في 20 سنة...لديك منزل وسيارة ووظيفة رائعة
-يونجاي:كل هذا لأجلك...لن أسمح لأحد بأن يقول أنني لا أملك شيئا لأعطيك إياه...سأريك شيء آخر

أخذها لإحدى الغرف وأراها صندوق الزجاج وبداخله الهامستر
-يونجاي:أعرفكِ على نانا الهامستر
-نانا(بلطف) :أوووه ما أجملها! علينا أن نحضر لها هامستر ونسميه يونجاي أيضا...سأذهب لأستحم الآن

دخلت نانا الحمام وعندما نظرت في المرآة اكتشفت كم كانت تبدو سعيدة بكل التغيرات التي طرأت على حياتها
-نانا:بما أن مظهري ممل فعلي قص غرتي مجددا...لكن هذه المرة أعرف كيف أفعلها

أخذت المقص وحاولت تفادي الخطأ الذي ارتكبته في السابق ثم قصت غرتها وبمجرد أن انتهت تحولت ابتسامتها لعبوس
-نانا(بصراخ) :لااااا خربتها مجددا

عندما انتهت ذهبت للجلوس بجانب يونجاي على الأريكة وعانقته بكلتا ذراعيها وحين رأى غرتها ابتسم بلطف
-يونجاي:تذكرني بأيامنا الخوالي
-نانا(بتوتر) :أنا لا أتعلم من أخطائي أبدا
-يونجاي:دائما جميلة وفاتنة مهما فعلتِ بنفسك
-نانا(بلطف) :أووووه يونجاي! أريد عضك...تعال
-يونجاي(بانزعاج) :هل تظنين نفسك كلب؟ دعيني وشأني

حاول الهرب منها لكنها لحقت به وصارا يركضان في المنزل ويقلبان الدنيا رأسا على عقب بصراخهما وضحكاتهما...استمر الوضع هكذا لوقت طويل وفي النهاية استسلم وقبلها قبلة قوية تحمل في طياتها كل الشوق والحنين الذي كانا في فترة انفصالهما

بعد أيام من زواجهما القانوني أعلنا عن حفل زفافهما وبدآ العيش معا كعائلة وأكملا حياتهما معا وحققا كل الأحلام التي سعيا لأجلها...وفي النهاية اختفت الفجوة التي كانت بينهما وانتصر حبهما

ربما هناك مشاكل تواجه العلاقات الجادة كالمجتمع واللون والعمر والجنسية والطبقة الاجتماعية لكن الحب أقوى منها كلها...وفقط من يتمسك بحبه بقوة يستطيع تجاوزها كلها وإكمال الحياة بسعادة







النهاية



عدل سابقا من قبل بثينة علي في الإثنين فبراير 20, 2023 2:42 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1234
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة فَجْوَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة فَجْوَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة فَجْوَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الأربعاء مايو 11, 2022 12:02 am

رواية فجوة : فقرة الأسئلة



سلام أيها المتابعون اللطفاء

آمل أنكم استمتعتم بالرواية

سأطرح عليكم الآن مجموعة من الأسئلة وعليكم الإجابة عليها إن أحببتم...طبعا الأمر اختياري وليس إجباري

• ما رأيكم بالرواية؟

• كم تعطونها تقييم من 10؟

• من شخصيتكم المفضلة؟

• من أكثر شخصية كرهتموها؟

• ما أكثر موقف رومنسي أحببتموه؟

• ما أكثر موقف أحزنكم؟

• كم تعطون الرواية من 10 ككوميديا؟

• ما رأيكم يشجارات سيلا وجيسو؟ 

• موقف صدمكم في الرواية؟






والآن لننتقل لفقرة اسألوا شخصيات الرواية وكالعادة أنتم اسألوهم وأنا سأجيب بصفتي هم...طبعا لأنني هم (◉‿◉) أنا التي اخترعتهم

• يونجاي

• نانا

• جيسو

• تشاو

• سيلا

• والدة ووالد نانا

• والدة يونجاي

• يونو

• دايكوك

• كويلي

• كريس والذين معه (نسيت أسماءهم)

• دايكوك ووالده

• هونغ حبيب نانا السابق

• كاراميل

• الكاتبة بثينة علي (حتى أنا اسألوني عن الرواية)

هذا كان كل شيء 

ووووو سلام


عدل سابقا من قبل بثينة علي في السبت مارس 04, 2023 11:38 pm عدل 3 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1234
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة فَجْوَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة فَجْوَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة فَجْوَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الأربعاء مايو 11, 2022 12:08 am

رواية فجوة : الخاتمة



جلست بثينة على الأريكة تقرأ كتابا وبدت مندمجة مع ما تقرؤه لدرجة أنها لم تلاحظ الكاميرا التي تسجل

عن طريق الصدفة رفعت رأسها فرأت الجميع يحدقون بها فاعتدلت وتجهزت للكلام

"ها أنتم ذا يا رفاق! لم أنتبه لكم! كيف حالكم جميعا؟ أتمنى أن تكونوا بخير؟"

"اليوم استأجرت لكم أريكة فخمة وموقع تصوير فما رأيكم؟"

"رواية رائعة أخرى انتهت صحيح؟ أنا حزينة بقدركم يا رفاق فقد كانت هذه من أروع الروايات التي كتبتها...وبالطبع هي من أروع ما قرأتموه...قد تتساءلون كيف عرفت؟! ولماذا أنا واثقة من نفسي لهذه الدرجة؟! طبعا لأنكم وصلتم إلى هنا معناه أنكم تابعتموها للأخير وأعجبتكم هيهيهيهيهي "

"هل تعلمون أنني وقعت بحب يونجاي رغم أنني أنا من اخترعته ʕ ꈍᴥꈍʔ إنه مثير للإعجاب أكثر من شيومين من رواية الوسيم والقبيحة وجونسو من رواية طفلتي...أتمنى لو كان هناك شخص مثله في الواقع لكنت تزوجته على الفور"

"لا عليكم...دعكم من سخافتي...هذه المرة ليس لدي الكثير لأقوله سوى أنني حزينة بسبب حادثة *جمال بن اسماعيل* رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه وانتقم من كل من آذاه...أتمنى أن تدعوا له بالرحمة ولقاتليه بالسجن والإعدام"

"وبالنسبة للفائدة من هذه الرواية فأنا حقا لا أعلمها  (◉‿◉) إن كنتم قد تعلمتم شيئا فأخبروني"

"آه تذكرت...قد لا تكون هذه فائدة بارزة ومهمة بالرواية لكن أحببت الحديث عنها...بالنسبة للأشخاص الذين هم كيونو ويونجاي فهم كثيرون في هذا العالم...قد يصابون بصدمات نفسية مما يجعلهم يتصرفون بسوء تجاه الناس وتجاه أنفسهم لذا علينا تفهمهم أولا ثم محاولة مساعدتهم ثانيا وإن كنا لا نستطيع المحاولة فلنكتفي بتركهم وشأنهم بدل الحكم عليهم وإيذائهم بألفاظنا السامة"

"أنا اليوم متعبة لأنه كان يوما طويلا ومليئا بالضيوف (◉‿◉)  إضافة لأنني صبغت شعري بالأشقر كدمى باربي (. ❛ ᴗ ❛.) لكنني سهرت لهذا الوقت لأكمل لكم الفصل...ألا أستحق قبلة؟ لا تخافوا فليس لدي كورونا"

"بالنسبة للرواية القادمة فستكون أقرب مما تظنون ربما غدا أو بعد غد...نعم لقد قررت تنزيلها في وقت قريب وذلك لأسباب غير مهمة"

"اهتموا بأنفسكم أحبائي وأراكم في عملي القادم...سلااااااااااااام"



• النسخة الأصلية : من 13 جويلية إلى 17 أوت 2021

• النسخة المعدلة : من 5 إلى 11 ماي 2022




بثينة علي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
 
رِوَايَة فَجْوَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» رِوَايَة طِفْلَتِي!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)
» رِوَايَة المُومْيَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)
» رِوَايَة عَبْرَ الزَّمَن!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)
» رِوَايَة فِي طَيِّ النِّسْيَان!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)
» رِوَايَة يَوٍْمِيَّات مُرَاهِقَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
❤ منتدى بثينة علي ❤ :: ❤مؤلفاتي❤ :: ❤روايات كورية❤-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: