❤ منتدى بثينة علي ❤
أهلا و سهلا بكل من زار منتدانا ????????

بثينة علي ترحب بكم و تتمنى لكم قراءة ممتع مع أجمل الروايات الكورية ????
❤ منتدى بثينة علي ❤
أهلا و سهلا بكل من زار منتدانا ????????

بثينة علي ترحب بكم و تتمنى لكم قراءة ممتع مع أجمل الروايات الكورية ????
❤ منتدى بثينة علي ❤
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

❤ أهلا بكم في عالم رواياتي عالم بثينة علي ❤
 
الرئيسيةالرئيسية  اليوميةاليومية  أحدث الصورأحدث الصور  س .و .جس .و .ج  بحـثبحـث  الأعضاءالأعضاء  المجموعاتالمجموعات  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 رِوَايَة مُرَاهِقَة جَانِحَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)

اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1234
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة مُرَاهِقَة جَانِحَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رِوَايَة مُرَاهِقَة جَانِحَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة مُرَاهِقَة جَانِحَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1السبت أبريل 02, 2022 5:11 am

رواية مراهقة جانحة : المقدمة



السلاااام عليكم ʕ ꈍᴥꈍʔ

بثينة علي رجعت لكم بمقطع جديد من الفرن  (◠‿◕)

احم احم 

يجب ان أجد لنفسي مقدمة مميزة وأتوقف عن سرقة مقدمات بعض اليوتيوبرز

المهم

كيف حالكم رفيقاتي؟

ورفاقي إن كان هناك ذكور (فقط حتى لا تقولوا أنني أضطهد الرجال ولا أرحب بهم في حسابي)

أتمنى أن الجميع بخير

هل صليتم اليوم على النبي ﷺ؟

لم تصلوا؟

إذًا صلوا عليه الآن...بلسانكم وليس في قلبكم 

وحتى لو صليتم عليه فصلوا الآن أيضا لتنالوا شفاعته يوم القيامة

مر وقت طويييييل جدا يا رفاق صحيح؟ أكثر من شهر منذ نشرت آخر رواية وشهر تقريبا منذ نشرت آخر قصة قصيرة

هذه الأيام قررت أن أجري بحوثات سرية خطيرة جدا (. ❛ ᴗ ❛.)...فتحت الواتباد وبدأت دراسة الأعمال واحدة تلو الأخرى لأعرف ما هو النوع الذي يفضله الناس هذه الأيام وأكتب مثله

وطبعا وجدت الإجابة وهي "القصص الجنسية والمثلية"

لكن ما الحل؟ أنا لا أريد بيع مبادئي وكتابة روايات محرمة فقط لأجل الشهرة!

حينها فتحت بروفايلي وبقيت أتأمل رواياتي الفاشلة بيأس (احم احم رواياتي ليست فاشلة هذا فقط للدراما)

حينها رأيت روايتي الوسيم والقبيحة وقد قاربت 11 ألف قراءة!

ورواية هاناكو شبح الحمام أيضا وقد قاربت 5 آلاف قراءة!

وهناك رواية "يوميات مراهقة" التي اقتربت من تحصيل 2 ألف قراءة!

ورواية "فجوة" اقتربت من تحقيق 1 ألف قراءة رغم أنها نشرت منذ فترة قصيرة!

حينها فكرت...ترى ما سر نجاح هذه الروايات وما الرابط بينها؟!

فجأة عرفت (. ❛ ᴗ ❛.)

كلها روايات مدرسية تتكلم عن المدرسة الثانوية ومشاكل المراهقين

حينها عرفت الإجابة (ง'-̀̀'́)ง أنا سأكتب رواية مدرسية تتحدث عن سن المراهقة ووووووو وييييييي 

المهم

بما أنني مللت من روتين البطلة الرائعة الطيبة التي ليس لها مثيل فقررت أن أغير قليلا وأجعلها شريرة ومغرورة ومتنمرة هاهاها وجانحة (تارارارااااا)

شرح المصطلحات:
• جانحة = فاسدة الطباع ومنحرفة ولا تسمع كلام أحد ولا حتى والديها وتخالط رفقاء السوء 

هذه الشخصية استوحيتها من صديقتي "توباك" والتي هي تقريبا "باد" و "تومبوي" وتحب أسلوب الأمريكان المنحرفين

طبعا بطلة الرواية لا تمثل توباك بالضبط فبالعكس هي مهذبة ولطيفة وطيبة لكن أنا أضفت بعض البهارات لأجعل الرواية تحكي وتعرض مشاكل المراهقين أكثر

بطل الرواية سيكون آيدول  ولكن عليكم أن تحزروا من هو...طبعا هو واحد من كراشاتي المليون 

تلميح : ليس من بتس 

تلميح آخر : ليس من إكسو ولا غوت 7 ولا سوبر جونيور ولا آنفينيت

تلميح أخير : لم أكتب عنه من قبل

اكتبوا لي تخميناتكم هنا (وبالنسبة لجماعة الواتباد تظاهروا أنكم لم تروه على غلاف الرواية) ✺◟(∗❛ัᴗ❛ั∗)◞✺

ملاحظة هامة : روايات الحب هي مجرد روايات خيالية غرضها الترفيه فقط والحب خارج إطار الزواج غير موجود والشخص المخلص الذي لا يخون غير حقيقي البتة لذا لا تنخدعوا بالخزعبلات التي ترونها في رواياتي أو أي روايات أخرى لأن الواقع والروايات مختلفان تماااااااما

واو! يبدو أنني ثرثرت كثيرا اليوم

لنقل بسم الله...ولنبدأ




بثينة علي



عدل سابقا من قبل بثينة علي في الثلاثاء فبراير 07, 2023 2:04 pm عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1234
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة مُرَاهِقَة جَانِحَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة مُرَاهِقَة جَانِحَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة مُرَاهِقَة جَانِحَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الثلاثاء مايو 24, 2022 12:40 am

رواية مراهقة جانحة : الفصل الأول



يقال أنك في حياتك إن تجاوزت سن المراهقة ولم ترتكب حماقات تدخلك للسجن ولم تدخن أو تتعاطى الكحول أو المخدرات أو تقم بأشياء متهورة بنفسك فأنت حقا قد حققت إنجازا لا مثيل له

سن المراهقة ليس كباقي مراحل العمر...بهذه الفترة بالذات يكون الإنسان ما بين مرحلة الطفولة والنضوج...فأحيانا يحسب نفسه بالغا لا أحد يملي عليه الأوامر...وأحيانا يتصرف بطفولية وتهور دون أن يهتم للعواقب

وروايتنا هذه المرة هي ملخص لكل ما ذكر في الأعلى

في سيؤول...تتواجد ثانوية من أكبر الثانويات وهي ملك لرجل يدعى "هان جونغ وو" وقد يتبادر لذهنكم أنها ثانوية طبيعية ككل الثانويات يدرس فيها الطلاب طوال اليوم ويغادرون في المساء

لكن لا!

لا بد في كل رواية من أن يكون هناك شيء مختلف وإلا ما كان يستحق أن يُكتب عنه

دخلت بطلة روايتنا المدعوة "هان كارولين" أو "كارلا" كما يناديها رفاقها المقربون إلى الصف الذي تدرس فيه مع رفاقها الثلاثة وعندما أرادت الجلوس على كرسيها رأت عليه شيئا لزجا كالمخاط ويبدو أنه مرهم نبتة الألوفيرا
-كارلا(بحدة) :من منكم فعل هذا؟!

نظر إليها كل طلاب الصف وأي منهم لم ينطق بأي شيء
-كارلا(بحدة) :قلت تكلموا...لأنني إن وجدت الفاعل فسيدفع الثمن

مرة أخرى لم يجبها أي أحد فصارت تطوف على طلاب الصف وتشم أيديهم إلى أن وصلت للطالبة المدعوة "ميناه" فوجدت رائحة الألوفيرا في يديها
-كارلا(بحدة) :إنها أنتِ
-ميناه(بتوتر) :لا...لست أنا

شدتها من شعرها وأخذتها نحو كرسيها وجعلتها تركع على ركبتيها بجانب الكرسي
-كارلا(بحدة) :العقيه
-ميناه(بخوف) :آسفة حقا...لن أكررها مجددا
-كارلا(بحدة) :قلت العقيه...حالا

صارت ميناه تبكي ورغم ذلك لم تهتم كارلا لأي شيء وجعلتها تلعق الكرسي حتى اختفى منه مرهم الألوفيرا نهائيا

قد تتساءلون ما قصة هذه الفتاة "كارلا" ولماذا هي عنيفة هكذا؟

كارلا شابة في السنة الأخيرة من الثانوية تبلغ من العمر 17 عاما...هي فتاة طويلة القامة بحيث يبلغ طولها 172 سنتمتر...هي ابنة مدير الثانوية والكل يكرهونها لأنها تفعل ما يحلو لها دون تدخل والدها الذي يدافع عنها في كل شيء...حتى أنها لا ترتدي الزي المدرسي مثل باقي الطلبة وهذا هو التمييز بأم عينه...فلو أن طالبا غيرها جاء بدون زي مدرسي لتعرض للعقاب

لكن الغريب في حياة كارلا ليس كل ما ذكرناه في الأعلى...كارلا أيضا لديها أسلوب ذكوري في الملابس...منذ المتوسطة تحب هذا الأسلوب بل وتعشقه...لذا ترتدي ملابس وأحذية ذكورية وقصة شعرها قصيرة وبسيطة كالذكور...هي حتى لا تحب مستحضرات التجميل والموضة بل تفعل كل ما يفعله الرجال بالعادة من تصرفات إلى كلام بصوت خشن

هناك أيضا جانبها المظلم والجانح فهي تحب أغاني البوب الأمريكي والراب وتعتبر "توباك" قدوتها...وتفعل أمورا ممنوعة خلف ظهر والديها وتكره أن يملي عليها أي أحد الأوامر

حانت استراحة الغداء فخرجت ميناه من الصف متوجهة للكافيتيريا لكن كارلا دفعتها وأسقطتها على الأرض فجرحت ركبتها
-كارلا(بابتسامة) :لِمَ لا نكمل نقاشنا يا فتاة الألوفيرا؟ هههه

لحسن الحظ رآهم الأستاذ لذا ذهب نحوهم
-أ.تاو:كارولين...لقد طلبت منكِ التوقف عن إزعاج زملائك بهذه الطريقة...لا يعني كونك ابنة المدير أنكِ تستطيعين إيذاء غيرك
-كارلا:هي بدأت
-أ.تاو:لا يهمني من بدأت...احكيا القصة للمدير...فورا

قهقهت كارلا بهدوء ثم ذهبت مع ميناه لمكتب المدير...هي تعرف فعلا نهاية الموضوع فوالدها لن يمسها بأي سوء

قام المدير بالسماح لميناه بالمغادرة وأبقى كارلا داخل مكتبه
-الأب:كارلا...تعرفين كم مرة حذرتك من الدخول في مشاكل مع رفاقك
-كارلا:ليس خطئي أنهم يغارون مني لأنني رائعة...كلهم يكرهونني يا أبي ويكيدون مكيدة لي
-الأب:لماذا كلهم؟
-كارلا:ألا تفهم؟ لأنني ابنتك...ابنة المدير...صدقني إنهم يفعلون ذلك متعمدين لتشويه سمعتي أمامك ولتخرجني من هنا
-الأب:كلامك غير منطقي
-كارلا(بانزعاج) :إذًا سأخبر أمي بكل شيء
-الأب(بتوتر) :لا لا لا...لا تخبري أمك...أرجوكِ...دعينا نمرر الموضوع كما لو أنه لم يكن
-كارلا:كان عليك قول هذا من البداية أبي العزيز

خرجت من مكتب المدير وهي تمضغ العلكة والتقت برفاقها في الكافيتيريا

تتكون مجموعة كارلا منها هي وثلاث أشخاص آخرين ويلقبون أنفسهم بـ"عصابة الجانحين" وتعتبر مجموعتهم من أشهر مجموعات الثانوية لأنها بقيادة ابنة المدير المتنمرة قوية النفوذ

أول أعضاء العصابة هي "نينا"...فتاة تحب الأسلوب العميق والمرعب وهي متقنة لفنون القتال

الثانية هي "هيلسي" وهي فتاة تحب السفر وتجربة كل الأمور الغريبة وهي أيضا فضولية وكل أخبار الثانوية عندها

الثالث هو "يونجون" وهو من أوسم شباب الثانوية وذو شعبية كبيرة بين الفتيات

ثلاثتهم يبلغون من العمر 17 عاما

جميع من في الثانوية يتمنى الانضمام لتلك المجموعة رغم أن من فيها متنمرين ولا يطاقون...ولكنهم المجموعة الوحيدة التي لديها مميزات كثيرة وحماية من قبل المدير ولا أحد يجرؤ أن يقف في طريقها سواء طلاب أو معلمين...ويحصلون دائما على أشياء أكثر من البقية...على سبيل المثال وجبتَي تحلية في فترة الغداء
-نينا:كيف سار الأمر؟
-كارلا:كالمعتاد...هددته بأمي فأغلق الموضوع فورا
-يونجون:هههههههههه أبوكِ يخاف من أمك كثيرا...هذا لطيف...أتذكر أن أبي يضرب أمي من حين لآخر
-كارلا:وماذا تفعل أنت؟
-يونجون:لا شيء...لكن أحيانا أود إبراحه ضربا ليجرب شعور الألم...هل أفعلها اليوم؟
-نينا:أوووه هيا يا رفاق...نحن جانحون لكن لا يجب أن يصل بنا الأمر لضرب أحد والدينا...مهما كان فللوالدين فضل كبير جدا جدا علينا
-هيلسي:من يهتم؟
-نينا:أنا أهتم...لا أحب سماع أشياء كهذه...كونوا سيئين مع الجميع إلا والديكم يا رفاق
-كارلا:أوووه الجميع لديهم مشاكل إلا أنا
-نينا:أنتِ بغنى عنها صدقيني...لو حصلت مشاكل في منزلك لتمنيتِ الموت
-كارلا:لا أظن...فقط سأغادر المنزل وأتركهم يتشاجرون براحتهم وانتهى
-هيلسي:وإلى أين ستذهبين؟
-كارلا:سأفكر بالأمر لاحقا...من يريد تحلية إضافية؟

رفع كل من في الطاولة أيديهم فذهبت كارلا للموظف الذي يوزع الطعام
-كارلا:أريد أربع أطباق تحلية إضافية
-الموظف:ألم تأخذي؟ ثم لماذا أربعة؟
-كارلا:ألا تعرف من أنا؟
-الموظف:لا
-كارلا:يبدو أنك جديد...أنا كارولين ابنة المدير وعليك أن تعطيني التحلية فورا وإلا سأتحدث مع أبي بشأنك ومن يدري فقد تطرد في أول يوم عمل لك
-الموظف:لكن هذا ليس...

فجأة نغزته الموظفة التي كانت توزع الحليب بجانبه
-الموظفة(بهمس) :أعطها التحلية...إنها مزاجية

قطب الموظف حاجبيه وأعطى لها 4 قطع تحلية أخرى فأخذتها لرفاقها
-كارلا:إنه مال أبي ومع ذلك يرفضون إعطائي منه...دائما نفس السيناريو مع الموظفين الجدد...علي أن أخبر أبي بأن يحذر كل موظف جديد من إزعاجي
-هيلسي:مهلا...أريد طبقا آخر من حساء الخضار
-يونجون:وأنا أيضا

في المساء عادت كارلا للمنزل وعند البوابة التقت بزوجة أبيها السابقة السيدة "سيموني" فتجاهلتها ولم تلقي التحية عليها حتى
-سيموني:ألم يأمركِ والدكِ بإلقاء التحية علي؟ لماذا عليكِ أن تكوني بغيضة هكذا؟
-كارلا(ببرود) :أنا حرة
-سيموني:لماذا الحقد ناحيتي؟ هل أمك من تملؤك بهذه الأفكار؟
-كارلا:على سيرة أمي...ما الذي كنتِ تفعلينه عندها؟
-سيموني:إنه أمر يخص الكبار
-كارلا:يبدو أنكِ لا تخجلين من نفسكِ آجوما
-سيموني(بحدة) :كفي عن مناداتي بآجوما...مازلت شابة...أنا أصغر من والدتكِ في السن حتى
-كارلا:آجوما...ابتعدي عنا...لا أعلم ما الذي تريدينه...لقد انتهت علاقتكِ بوالدي منذ تطلقتما ولكنكِ مصرة على المجيء لزيارتنا من حين لآخر...لا تدعيني أضربك
-سيموني(بحدة) :وقحة مدللة...والداكِ حرفيا فشلا في تربيتك
-كارلا:لم يربيني والداي...أنا ربيت نفسي بالطريقة التي تريحني...انقلعي من أمامي...آجوما

بقيت سيموني تستشيط غضبا بينما دخلت كارلا المنزل ورمت حذاءها جانبا وتمددت على الأريكة
-كارلا:أوووه إنه يوم جميل لمشاهدة التلفاز...أين أمي؟
-الخادمة:السيدة هان في غرفتها...يبدو أن السيدة سيموني قالت لها كلاما جارحا مرة أخرى
-كارلا:أوووه يا إلهي! إن فعلت ذلك مجددا فسأركض خلفها وأمسح بها الحي...لماذا تحاول التفريق بين والداي حتى بعد هذه السنوات من طلاقهما؟ بدل بذل كل هذا الجهد كان عليها البحث عن رجل يناسبها لتتزوجه...حقا الآجومات غريبات أطوار

بقيت تقلب قنوات التلفاز وتتابع الأخبار إلى أن خرجت والدتها من الغرفة وواضح من عينيها المحمرتين أنها كانت تبكي
-كارلا:أومونااااا...تعالي هنا...اشتقت إليك
-الأم:سأعود بعد أن أدخل الحمام
-كارلا:لا داعي لإخفاء الدموع...تعالي

جلست بجانبها فعانقتها بقوة
-كارلا:أومونا...ما الذي قالته لكِ تلك السافلة؟
-الأم:عيب عليكِ مناداة شخص أكبر منكِ بهذه الألفاظ
-كارلا:لماذا تحترمينها رغم أنها فظة معك؟! سأعطيك طريقة مضمونة ستجعلها تبتعد عنكِ للأبد...أمسكيها من شعرها وأسقطيها أرضا وجريها حول بلاط المنزل حتى يلمع من النظافة...ما رأيك؟
-الأم:كارلا...أنتِ صغيرة ولا تفهمين ما الذي يجري
-كارلا:بل أفهم...هذه الوسخة تريد العودة لوالدي صحيح؟
-الأم:لا أعلم...حقا لا أعلم ماذا تنوي...لكن لا تشغلي بالك...هذه المواضيع خاصة بالكبار فقط وهي بيني أنا ووالدك
-كارلا:حسنا...لكن خطتي ما تزال بين يديك...طبقيها متى طفح بكِ الكيل
-الأم(بابتسامة) :حسنا ههههههه

حان وقت وجبة العشاء وعاد الأب للمنزل واجتمع أفراد العائلة يتناولون الطعام كالمعتاد...لم تحدث الأم الأب إطلاقا ولم ترحب به حتى بعد عودته
-الأب(بهمس) :هل قلتِ شيئا لوالدتك؟
-كارلا(بهمس) :لا
-الأب(بهمس) :لماذا هي غاضبة مجددا إذًا؟
-كارلا(بهمس) :أظن أن الآجوما سيموني قالت لها شيئا عنك
-الأب(بهمس) :زوجتي السابقة جاءت اليوم أيضا؟!
-كارلا(بهمس) :نعم...وجعلتها تبكي
-الأم(بحدة) :توقفا عن الهمس أنتما

انتفض كلاهما من الفزع واعتدلا في جلستهما
-الأب:عزيزتي...هل من خطب؟
-الأم(بحدة) :لن أخبرك ما الخطب أمام ابنتنا...دعنا ننهي العشاء وبعدها لنا نقاش طويل

نظر الأب لكارلا فهزت كتفيها معلنة استسلامها

بعد وجبة العشاء بقيت كارلا في غرفة المعيشة مستلقية على الأريكة تتصفح الإنترنت على هاتفها بينما الفوضى تملأ غرفة والديها...كان صراخهما يعلو المكان وهي جالسة مكانها لا تحرك أي ساكن
-الخادمة:سيدتي الصغيرة...ألا تريدين مساعدتهما على إنهاء الشجار؟
-كارلا(ببرود) :ومن سيستمع لي؟ كلاهما غاضبان ولن يهدآ حتى يفرغا جل الغضب في بعضهما
-الخادمة:ألا تشعرين بالفضول لمعرفة سبب شجارهما؟
-كارلا:لا...أمور كبار

في يوم الغد استيقظت كارلا في الصباح الباكر وتجهزت للذهاب للثانوية...بعد أن انتهت جلست على مائدة الفطور مع والدتها
-الأم:لن تأخذي زيك المدرسي اليوم أيضا؟
-كارلا:ولماذا أفعل؟ والدي مدير الثانوية ولا أحتاج الالتزام بأي شيء
-الأم:كما تريدين

سمعت كارلا صوت زمور سيارة والدها من الخارج فذهبت وصعدت معه ليوصلها...وبمجرد وصولهما لموقف سيارات الثانوية رأيا زوجة أبيها السابقة تقف بجانب سيارتها وتنتظر
-الأب:صباح الخير سيموني
-سيموني:أظن أنه يجب علي زيارتك إلى الثانوية بدل الذهاب لمنزلك ومقابلة زوجتك
-الأب:لهذا كانت غاضبة مني أمس؟
-سيموني:ليست مشكلتي أنها غيورة وتريد وضعك في صندوق منعزل عن العالم الخارجي...بالأمس سمعت منها الكثير من الإهانات و...
-كارلا(تقاطعها) :كفي عن الكذب...أمي لا تفعلها
-سيموني:وهل سمعتِ نقاشنا بنفسك؟
-كارلا:لم أسمعه...لكن لطالما شتمتكِ أمامها لكنها تحذرني وتمنعني من ذلك...هذا دليل على أنها تحترمك...لا تفتري عليها...ثم لماذا أنتِ هنا؟
-الأب(بحدة) :كارلا!
-كارلا:إن علمت أمي أنكما تلتقيان وتتسامران هنا فستربطكما معا في سكة حديد وتمر فوقكما بقطار سرعته 500 كلم في الدقيقة
-الأب(بحدة) :يكفي...أنا وسيموني لا نفعل شيئا خاطئا...لقد قررنا الدخول في تجارة مربحة وهذا كل شيء
-كارلا:أووه هكذا إذًا! لهذا أمي غاضبة...من حقها أن تغضب
-الأب:سيموني...لندخل...سنناقش الأمر في مكتبي...واعذريني على فظاظة ابنتي
-سيموني:لا عليك...المراهقون هكذا دائما

سار الأب أولا ثم لحقته سيموني أما كارلا فبقيت واقفة في الخلف قاطبة حاجبيها...نظرت إلى جانبها فوجدت سيارة سيموني الفاخرة التي جنتها من أملاك والدها وثروته عند الطلاق
-كارلا:هذه المرأة لا تريد تركنا وشأنها ومن فوق كل ذلك جعلت أمي تبكي...حسنا...لن أبقى مكتوفة اليدين هكذا...لقد طفح الكيل

أحضرت مضربا خشبيا وقامت بتكسير زجاج سيارتها كله كما قامت بخدش هيكلها وطلائها بالزجاج عشوائيا وفي النهاية أحضرت رشاش ألوان وكتبت عليها "آجوما"

قبل أن تغادر رآها الحارس لذا ركض نحوها
-الحارس:لا يمكنكِ فعل ذلك
-كارلا:بل يمكنني...إنها ثانوية والدي

قالتها بنبرة يملؤها الغرور ثم ذهبت لصفها

بعد حوالي نصف ساعة عادت سيموني لسيارتها ففتحت فمها من الصدمة...تقدمت منها بخطوات متثاقلة وكادت تلطم وجهها إلى أن جاء نحوها الحارس
-الحارس:آسف على ذلك لكنني أعرف الفاعل
-سيموني(بغضب) :أعرف من الفاعل...سأجعلها تدفع الثمن

بعد انتهاء الدوام الصباحي تم استدعاء كارلا لمكتب والدها ووجدت سيموني هناك...ورغم أنها تعرف السبب لكنها بقيت هادئة
-الأب:اعتذري منها
-كارلا:مِن هذه الآجوما؟
-سيموني(بحدة) :لست آجوما...ثم ما كل هذا الحقد؟ هل والدتك من طلبت منكِ فعل ذلك؟
-كارلا:لا تقحمي والدتي...لا أحد يملي علي الأوامر حين أريد الانتقام من أحد...أنتِ جعلتِ والدتي تبكي وتستحقين
-سيموني(بحدة) :من الذي سيصلح سيارتي الآن؟
-الأب:سأشتري لك غيرها...تقبلي اعتذاراتي من فضلك
-كارلا:لا تتعب نفسك لأنني سأخربها أيضا
-الأب(بغضب) :كارلا! لقد تجاوزتِ الحدود

تجاهلته وذهبت للكافيتيريا وجلست مع رفاقها في الطاولة الخاصة بأفراد العصابة فقط
-نينا:كارلا...أريد المزيد من تحلية الموز
-يونجون:هل هناك مشكلة؟ لماذا تم استدعاؤك لمكتب المدير؟
-هيلسي:يا رفاق...أظن أن أحدهم معجب بي

كان رفاقها يحاولون خلق حديث معها لكنها كانت سارحة الذهن
-كارلا:كفى...لست بخير اليوم...دعوني وشأني

التهى أربعتهم بتناول الطعام فجاءت إليهم فتاة ومعها علبة شكلاطة فاخرة ووضعتها على طاولتهم
-إيمي(بلطف) :مرحبا عزيزتي كارلا...أتمنى بأنكِ حظيتي بيوم جميل...أعجبني حذاؤك الجديد كثيرا...من أي علامة تجارية هو؟
-كارلا:قولي ما تريدين دون تملق ومقدمات
-إيمي:أووه حسنا...أحضرت لكِ هذه الشكلاطة أنتِ ورفاقك فلعلنا نصبح أصدقاء وتضمونني لمجموعتكم...أنا حقا من أشد المعجبات بكم وأنتم عصابة رائعة...أنتم قدوتي
-كارلا:ربما لا تعرفين ذلك لكن فريقي مكتمل ولا يحتاج أعضاء جدد...أحب الرقم 4 كثيرا
-إيمي:آه حسنا...لكن ماذا عن خمسة؟ أهو جميل؟
-كارلا:ما رأيكم شباب؟
-نينا:رقم بشع
-يونجون:لا أريد فتيات أخريات في الفريق...إن أردتِ ضم أحدهم فمن الأفضل أن يكون شابا حتى لا أشعر بالوحدة
-هيلسي:نو نو نو بالمرة...تشكيلتنا رائعة ولا تحتاج المزيد
-كارلا:سمعتِ؟
-إيمي:آه حسنا...لكن أما من طريقة لأنضم؟
-كارلا:أنا أضم فقط رفاقي المقربين لذا لا تتعبي نفسك...أتمنى أن يفهم الجميع ذلك وانتهى...وبالنسبة للشكلاطة سأحتفظ بها

شعرت إيمي بخيبة أمل لذا طأطأت رأسها وغادرت...وبعد رحيلها فتح الجانحون علبة الشكلاطة وتناولوا منها
-يونجون:رائع أن تكون ضمن عصابة كهذه
-نينا:ههههه نعم...الجميع يحسدوننا
-هيلسي:يونجون...رأيتك أمس مع فتاة فمن تكون؟
-يونجون:حبيبتي الجديدة
-هيلسي:هل ستضمها للعصابة يوما ما؟
-يونجون:هههههههههه ماذا؟ من قال ذلك؟ أنا لا أحبها حتى
-نينا:لا تقل أنها الثالثة هذا الأسبوع
-يونجون:نعم هي الثالثة هذا الأسبوع
-نينا:واو! ما أسرعك في تغيير الحبيبات
-يونجون:علي ذلك...لا يمكنهن مقاومة وسامتي والشامة التي أسفل عيني
-نينا:هههههههه انظروا لهذا المغرور
-هيلسي:دعيه يغتر...من حقه ذلك...هو وسيم حقا
-نينا:نحن أيضا جميلات
-هيلسي:لكننا لسنا مغرورات هههههههه...أو ربما قليلا فقط

كانت كارلا تضع يدها على خدها وتستمع لثرثرتهم إلى أن رأت ميناه من بعيد تجلس في طاولة بمفردها...نهضت من كرسيها وذهبت نحوها فلحقها البقية ليروا ما القصة

عندما رأت ميناه كارلا من بعيد صارت ترتجف من الخوف
-كارلا:فتاة الآلوفيرا...هذه أنتِ! لم أظن أنكِ ستأتين للثانوية مجددا لكنكِ أتيتِ
-ميناه(بخوف) :آسفة حقا...لم أقصد إيذاءك
-كارلا:وماذا قصدتِ من وضع مرهم الآلوفيرا على كرسيي؟ أن أظنه مخاط؟
-ميناه(بخوف) :سوف أعوضك صدقيني...أخبريني بكل ما تريدينه وسأنفذه
-كارلا:اممم حسنا...كلي المزيد من مرهم الآلوفيرا
-مينا(بخوف) :لكن طعمها...
-كارلا:لا يهمني طعمها...لقد حاولتِ حفر حفرة فوقعتِ فيها...أعطيني علبة المرهم فورا

كانت ميناه ترتجف وهي تضع يديها في حقيبتها وتخرج مرهم الآلوفيرا ثم أعطته لكارلا ففتحت الغطاء وسكبته على شعرها
-كارلا:حسنا...سأخفف العقاب وأسكبه على رأسك بدل جعلك تلعقينه مجددا...وليكن هذا درسا مهما لك وللجميع...لا أحد يجب أن يتجرأ ويتحدى هان كارولين



عدل سابقا من قبل بثينة علي في الثلاثاء فبراير 07, 2023 2:05 pm عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1234
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة مُرَاهِقَة جَانِحَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة مُرَاهِقَة جَانِحَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة مُرَاهِقَة جَانِحَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الأربعاء مايو 25, 2022 11:55 am

رواية مراهقة جانحة : الفصل الثاني



تجولت كارلا بين أروقة الثانوية وخلفها صديقتاها تتبعانها أينما ذهبت
-نينا:هل تظنين أن أستاذ النشاط البدني سيأتي اليوم؟
-هيلسي:لا أتمنى ذلك...أشعر بالتعب
-نينا:أنا مثلك...أمس كنت أتزلج لوقت متأخر ولم أتمكن من النوم
-هيلسي:لماذا لم تتصلي بي لأذهب برفقتك؟
-نينا:حتى أنا لم أخطط لذلك...سأتصل بالجميع المرة القادمة
-هيلسي:سمعت أن بطولة للتزلج ستقام
-نينا:متى؟
-هيلسي:سأرسل لكِ التفاصيل على فايبر
-نينا:أوووه هذا مشوق...يجب أن أشارك

بينما ثلاثتهم يسيرون مروا على مكان فارغ فوجدوا يونجون مع فتاة جديدة يتغازلان
-هيلسي:يونجون! أليس ممنوعا على جميع أعضاء عصابتنا أن يكلموا البقية؟ لقد خرقت القانون
-كارلا:دعيه...لا يعتبر هذا خرقا
-هيلسي:أيعني ذلك أنني إن واعدت أحدا فلن تطرديني؟
-كارلا:قلتِ مواعدة؟ لكن يونجون لا يواعدها بل يتلاعب بها فقط...أليس هذا ما يفعله الجانحون؟

فتحت الفتاة التي مع يونجون فمها من الصدمة ثم ابتعدت عنه
-يونجون:حسنا...كان أمرا واضحا لكنها غبية ولا تفهم
-الفتاة(بغضب) :أنت وقح ومخادع
-يونجون:لا أحد أجبرك...لقد أتيتِ لي بنفسك وسمحتِ بأن يتم خداعك

ما كاد ينهي كلامه حتى تلقى صفعة قوية على وجهه...كانت الفتاة غاضبة للغاية ونسيت أنه من عصابة الجانحين وهذا يعني أنها في ورطة

قطبت كارلا حاجبيها مما رأته ثم سارت عدة خطوات نحو يونجون لكنه مد يده أمامها ومنعها من الاقتراب أكثر
-يونجون:لا بأس...ليست مؤلمة

ثم التفت نحو الفتاة
-يونجون:لقد أنقذت حياتك...اذهبي

غادرت الفتاة ركضا في حين اقتربت كارلا من يونجون فرأت أصابع الفتاة مطبوعة على وجهه من شدة الصفعة
-كارلا:كن حذرا...الجانحون لا يشفقون على أحد...لا تجعلني أطردك
-يونجون:ليست شفقة لكنه خطئي...أستحق ذلك
-كارلا:بل تلك الفتاة هي الساذجة لأنها تثق بأي كان...لا تجعلني أكرر كلامي في كل مرة
-يونجون(بابتسامة) :حاضر أيتها الزعيمة...لا تقلقي على تلميذك فهو متهور لكنه ذكي

ربتت على كتفه ثم سارت أولا ولحقها الثلاثة الباقون ليذهبوا لقاعتم الخاصة حيث لا أحد يزعجهم

أخرج يونجون سيجارة من جيبه وولاعة وكان على وشك إشعالها
-كارلا:أعطني واحدة
-يونجون:لماذا لا تشترين علبة وتريحينني؟
-كارلا:لا يمكنني ذلك...أمي تفتش أغراضي وأبي كذلك يفتش هذه القاعة لذا سأكون في ورطة إن وجدني أدخن
-يونجون:ألم يكتشف الأمر بالفعل من رائحتك؟!
-كارلا:لا...أنا أدخن قليلا فقط وقبل أن أذهب للمنزل أستخدم العلكة أو معطر الفم
-نينا:ذكية!
-هيلسي:أنا أيضا أريد سيجارة
-يونجون(بتجهم) :أكره حين تأخذان سجائري وتتركانني
-نينا:أمي دائما تقول أن التدخين مضر
-كارلا(بسخرية) :لم أعتدكِ صحية وحريصة على نفسك هكذا!
-نينا:معكِ حق...لكن في أعماقي لا أحب التدخين ولا أفهم ما الفائدة منه
-كارلا:قولي هكذا من البداية

سرقت كارلا سيجارة يونجون من فمه وأخذت منها عدة أنفاس ثم أعادتها له
-يونجون(بتجهم) :لا شكرا...احتفظي بها...لعابك عليها
-كارلا:شكرا

في المساء بعد أن أنهت الحصص المسائية وضعت معطر الفم لتختفي رائحة السجائر ثم ركبت السيارة مع أبيها وعادا للمنزل

عندما دخلت هي ووالدها وجدت والدتها جالسة في غرفة المعيشة تشاهد ألبوم الصور ثم أغلقته ووضعته جانبا عندما شاهدتهما يدخلان
-الأم:كارلا...تعالي

جلست بجانبها فعانقتها وعندما رآهما الأب دخل الغرفة وتركهما تتحدثان
-كارلا:أمي...هل أنتِ بخير اليوم؟
-الأم:مطلقا...مازلت كما أنا
-كارلا:لماذا؟
-الأم:عزيزتي...إياكِ أن تحبي طوال حياتك

تعجبت منها وبقيت تنصت لها باهتمام
-الأم:حتى لو تزوجتِ فإياكِ التعلق برجل وجعله مركز حياتك...وإن استطعتِ فلا تتزوجي أبدا...كوني حرة في عواطفك إن أردتِ أن تبقي سعيدة للأبد
-كارلا:ما مناسبة هذا الكلام؟
-الأم:مناسبته أنني أحبك وأخاف عليك
-كارلا:كم أنتِ غريبة أمي! ولكن سأخبرك ما فعلته اليوم...لقد انتقمت لكِ من الأفعى سيموني
-الأم(بصدمة) :ماذا فعلتِ؟
-كارلا:دمرت سيارتها تماما ههههههه
-الأم:لاااا...هل ربيناكِ على هذه التصرفات؟ لماذا فعلتِ ذلك؟
-كارلا:لقد جعلَتكِ تبكين
-الأم:لكن ماذا في ذلك؟
-كارلا:لا أحد يجرؤ أبدا على جعل أمي تذرف الدموع...ليس وأنا حية...أحبكِ أمي وسأحرق الجميع لأجلك

عانقتها مما جعلها تبكي
-الأم(ببكاء) :أتعلمين؟ أنتِ الشيء الوحيد الذي لم أندم عليه في زواجي...أظن أنني محظوظة بك...على عكس والدك

بينما هما تتعانقان كان الأب يستمع لكلامهما من أمام الباب لذا شعر بالاستياء من حقيقة أن كارلا قريبة من أمها أكثر من أبيها...لكن ما صدمه أيضا أن الأم دائما تمنعها من إيذاء سيموني حتى لو كانت عدوتها اللدودة...لكن سيموني مصرة أنها هي من تحرض ابنتها عليها لفعل تلك الأشياء

في يوم الغد اجتمع الجميع في الصف قبل بدء الدوام وعند وصول كارلا مرت بجانب طالب يدعى "تشوي سوبين" وقد كان غائصا في النوم لذا وضع رجله بالخطأ في طريقها وتعثرت بها
-كارلا(بحدة) :أنت!

رفع رأسه بسرعة وانحنى اعتذارا لها عدة مرات
-سوبين:آسف...إنه خطئي...يبدو أنني استغرقت في النوم
-كارلا:تشه...لا يهم...كن حذرا أين تضع رجلك مجددا

جلست مكانها وخلفها بقية رفاقها
-نينا:أليس ذاك سوبين النعسان؟
-كارلا:أظن ذلك...لدي صعوبة في تذكر أسماء الطلاب
-هيلسي:ياله من تلميذ كسول! لماذا ينام دائما هنا!؟
-كارلا:للأسف بعض الطلاب مهملون هكذا
-نينا:إنه وسيم رغم ذلك...ويناسب ذوقي هههه
-كارلا:ماذا؟! لديك مشكلة في بصرك

بينما يتناقشون جاءت إحدى طالبات الصف ووقفت عند كارلا
-إيرين:كارلا! مرحبا عزيزتي...ما أخبارك اليوم؟
-كارلا:بخير
-إيرين:أخبريني هل تحتاجين أي أحد يكتب لكِ الواجبات أو يشرح لك؟ أنا أول طالبة في الصف ويسرني أن أساعدك مقابل أن تعطيني بعضا من امتيازاتك
-كارلا:تقصدين أن أضمك لفريقي؟
-إيرين:ههههه بالضبط
-كارلا:كيف أضمك لفريقي وأنتِ تصبغين شعركِ بالوردي؟! هل رأيتِ أحدا يتبنى الأسلوب العميق يصبغ شعره بألوان زاهية كهذه؟
-إيرين(بتوتر) :اممم لا أعلم...هل أغير لون شعري؟ أي لون تفضلين؟
-كارلا:ليست قضية شعر...نحن أفراد العصابة الجانحة نتبنى الأسلوب العميق من الداخل والخارج...لا يعني مظهرك من الخارج أنكِ عميقة فقط بل تصرفاتك
-إيرين(بتوتر) :هل أغيرها لأجلك؟
-كارلا:للمرة المليار...أنا أضيف فقط من يروق لي...وحين أرى أحدا يروق لي فإنني ببساطة أذهب إليه وأخبره بذلك بنفسي دون الحاجة أن يأتي ويتودد إلي بالشكلاطة والمصالح...فهمتِ أم أكرر؟ لا حاجة لأن أكرر حتى ولو لم تفهمي لأنني لست معلمة في قاعة الدرس...ببساطة اسألي أي أحد من هؤلاء وسيشرح لك

نظرت إيرين من حولها فرأت الجميع يستمعون للمحادثة وهذا ما زادها إحراجا لذا جلست مكانها وغطت وجهها بيديها

بدأت الحصة الأولى وكانت حصة إنجليزية...وبسبب أن الأستاذ الأصلي أخذ إجازة مرضية فقد أحضروا أستاذا بديلا عنه وبدا عصبيا ومخيفا من أول نظرة

عندما رآه بقية الطلاب التزموا أماكنهم ورغم أنه جديد فلم يعرف بنفسه كثيرا سوى أن اسمه "تشو" وبدأ الدرس مباشرة

أولا قام بكتابة الدرس على السبورة وطلب منهم نقله...وبينما يكتبون ذهب ليتجول بين الطلاب فرأى أن كارلا لا تكتب
-أ.تشو:يا طالبة...لماذا لا تكتبين؟
-كارلا:ليس عندي دفتر
-أ.تشو:وأين دفترك؟
-كارلا:أخبرتك ليس عندي...أكره المادة لذا ليس لدي دفتر لها
-أ.تشو:مهلا مهلا...ما هذه السخافة التي أسمعها؟ ثم أين زيك المدرسي؟
-كارلا:لم أرتديه منذ ثلاث سنوات تقريبا
-أ.تشو:وما عذرك؟
-كارلا:والدي مدير هذه الثانوية
-أ.تشو(بحدة) :عذر واهٍ...من تظنين نفسك؟ لا يعني كونك ابنة المدير أن تتصرفي كما يحلو لك...هذا يعد تكبرا وفعليا لا شيء يميزك عن باقي رفاقك حتى تتكبري عليهم
-كارلا:هذا رأيك أنت
-أ.تشو(بحدة) :المرة القادمة إن لم تأتي بدفترك وزيك المدرسي فلن أسمح لكِ بدخول حصتي

وقفت من مقعدها ونظرت في عيونه بحدة
-كارلا:أتحاول طردي في ثانوية أبي؟
-أ.تشو(بحدة) :هذا الكلام لا يمر علي...قالت ثانوية أبيها...لقد انتهى النقاش
-كارلا:يؤسفني أن أقول أنني سآتي وبدون زي وكذلك بدون دفتر...ثم لا علاقة لك بي فأنت تتقاضى راتبا من مال أبي وهذا يجعلك موظفا عند عائلتي

عادت للجلوس مكانها ثم وضعت ساقيها على الطاولة
-أ.تشو(بحدة) :أنزلي ساقيك وإلا سأكسرهما لك
-كارلا:جرب فقط...

قبل أن تنهي جملتها أتتها صفعة قوية على وجهها جعلتها تستدير للجهة الأخرى وهذا ما جعل كل طلاب الصف يشهقون شهقة رعب واحدة...كان البعض منهم مصدوما مما فعله الأستاذ والبعض شعروا بالنصر لأنه انتقم لهم منها

رغم قوة الصفعة التي تلقتها لكنها نظرت نحوه بهدوء ثم جمعت أغراضها وتوجهت نحو الباب وضربته برجلها بقوة ثم تركته دون أن تغلقه خلفها حتى
-أ.تشو(بحدة) :قليلة أدب...أرأيتم مصير الذي يخالف أوامري؟
-الطلبة:نعم أستاذ

ذهبت كارلا لمكتب والدها المدير وهي تبكي دموع التماسيح
-كارلا(ببكاء) :أبي...لقد ضربني أستاذ الإنجليزية الجديد
-الأب:لماذا!؟
-كارلا(ببكاء) :لقد طلب مني إحضار زيي المدرسي لكنني لا أريد ارتداءه...إنه أنثوي جدا وأنت تعلم أنني أكره الملابس الأنثوية
-الأب(بتوتر) :لكن عزيزتي...ألا تظنين أنكِ تبالغين؟ واجب عليكِ ارتداء الزي المدرسي مثلكِ مثل باقي الطلبة
-كارلا(ببكاء) :حتى أنت يا أبي انقلبت ضدي؟ لقد أكلت صفعة ألا تفهم؟ يبدو أن علي إخبار أمي لتحل الموضوع
-الأب(بتوتر) :لا لا لا أرجوكِ لا...دعينا لا نقحم أمك في الموضوع وإلا سينكسر كل آثاث البيت وزينته على رأسي اليوم...ما الذي أفعله لإرضائك؟
-كارلا:اطرده
-الأب:لكن هذا غير عادل
-كارلا(ببكاء) :وهل من العدل أن يضرب ابنتك في ثانويتك؟ هذا ظلم...علي ترك أمي تتولى الأمور
-الأب(بتوتر) :لا من فضلك...دعيه لي...سأحل المشكلة

في نفس المساء من ذاك اليوم...كانت كارلا متجهة للكافيتيريا لتقابل أصدقاءها لكنها رأت أستاذ الإنجليزية البديل يحزم أغراضه في صندوق ليغادر...تقابل كلاهما عند الممر فنظرت له وابتسمت بخبث ثم تجاوزته وهي تشكل أصابعها على شكل علامة النصر (✌🏻)

وصلت للكافيتيريا وجلست مع البقية في طاولتهم الخاصة
-كارلا:احزروا ماذا؟ حللت الأمر وتم طرد الأستاذ الجديد
-يونجون:واو! أنتِ حقا مذهلة
-نينا:لا أراها فكرة صائبة...الطرد قد يترك مشكلة في ملفه التعليمي
-كارلا:أووه انظروا للفتاة الإنسانية
-نينا:ههههه إنسانية؟! لا لا لا أبدا...فليذهب للجحيم إن أراد
-كارلا:نخبكم

حمل الجميع قناني الكولا وضربوها ببعضها ثم شربوا منها
-يونجون:رفاق...أتريدون أن نلتقي اليوم ونشرب الجعة؟
-كارلا:وأين سننام؟ أهلنا سيقتلوننا إن اكتشفوا أننا عدنا للمنزل في حالة ثمالة
-نينا:يونجون! مازلنا قاصرين...جميعنا في السابعة عشرة
-يونجون:وماذا في ذلك؟ لا أعلم لماذا يتم منع القاصرين من تعاطي الكحول فلا فرق بينهم وبين الكبار سوى سنوات قليلة
-هيلسي:معه حق...لنجرب رشفة
-كارلا:حقا لا أريد...الكحول ليس كرائحة السجائر...لا يمكن إخفاؤه...إن عدت للمنزل ثملة فلا حل للكذب على أهلي
-يونجون:ههههههه مساكين...أنا شاب ويمكنني النوم خارج المنزل
-هيلسي:أووه أحسدك...الشباب لديهم مميزات أكثر من الفتيات
-كارلا:ألا تريدون أن أن تأتوا للثانوية دون زي مدرسي؟
-يونجون:لا
-نينا:أحب الزي المدرسي فهو لطيف
-هيلسي:وأنا لست بتلك الجرأة لذا سأرتديه
-كارلا:حسنا...كما ترغبون...لقد أعطيتكم امتيازات عدة لكنكم لا تريدون استغلالها

في مساء ذلك اليوم عادت كارلا للمنزل وبقيت تنجز واجباتها المدرسية إلى أن وصلتها رسالة من نينا تقول فيها "سنذهب للتزلج...هل ستأتين؟"

لم تتردد طويلا وأخرجت لوح تزلجها من الخزانة ثم ركضت خارجا
-الخادمة:إلى أين؟ هل أنهيتِ واجباتك؟
-كارلا:بلى

ذهبت لحلبة التزلج فوجدت رفاقها هناك يتزلجون على ألواحهم
-كارلا:مرحبا رفاق

جلست في الأعلى وبقيت تراقب يونجون ونينا وهما يتزلجان بينما هيلسي تتصفح الأخبار على هاتفها

كان يونجون يتزلج ذهابا وإيابا وفي كل مرة يضرب فيها يد كارلا ويعد مرات تزلجه دون أن ينزلق أو يتوقف
-كارلا:ممتاز...أريد أن أجرب
-يونجون:هل تستطيعين كسر رقمي؟ خمسة وثلاثون مرة تزلج دون أي أخطاء
-كارلا:راقب هذا

وضعت لوح التزلج أرضا وصعدته ثم انطلقت به على الحلبة ذهابا وإيابا ولكنها توقفت حين سمعت هيلسي تصرخ
-هيلسي(بصراخ) :رفاق...فرقة ice تقيم حفلا هذه الليلة في إحدى قاعات الحفلات والمراهقون مسموح لهم بالدخول

اجتمع ثلاثتهم عليها ليقرؤوا الخبر من الهاتف وانفجروا من السعادة...فرقة ice هي فرقة عميقة وأغانيها هي المفضلة لدى أربعتهم لذا عليهم الحضور
-كارلا:يجب أن نذهب
-نينا:ولكن كيف؟ الحفلة تقام في منتصف الليل وأهلنا لن يسمحوا لنا بالذهاب وما من وسيلة نقل تعمل في ذلك الوقت
-كارلا(بخبث) :سأسرق سيارة والدي
-هيلسي:ألن يغضب؟
-كارلا:عادة ينام باكرا لذا لن يراني
-يونجون:وأنا سأقود
-كارلا:ممتاز...ماذا عنكما؟ هل ستأتيان؟
-نينا:بلى
-هيلسي(بتردد) :اممم أود ذلك ولكن...أهلي متشددون قليلا
-نينا:أووه هيا...لن يكون الوضع ممتعا في غياب أحدنا
-هيلسي(بتردد) :سأرى بشأن ذلك...إن تمكنت من الهروب سأتواصل معكم

ضرب الجميع كفهم ببعض وأكملوا التزلج لبعض الوقت إلى أن حل الليل وعادوا لمنازلهم

كانت كارلا في غرفة المعيشة تكمل واجباتها ووالدتها بجانبها تشاهد التلفاز
-كارلا:أووه ياله من يوم متعب...يجب أن أنام
-الأم:الآن؟ لكن الوقت مبكر
-كارلا:صحيح...لكنني متعبة...أرجوكم لا تزعجوني لأي ظرف كان...حتى لو احترق المنزل فلا توقظوني
-الأم:حسنا...ليلة سعيدة
-كارلا:ماذا عن أبي؟ هل نام؟
-الأم(بتجهم) :فلينم نومة أبدية...لا يهمني أمره
-كارلا:سأرى بنفسي

فتحت باب غرفة والديها فوجدت أباها مستلقيا على السرير يتابع التلفاز ولحسن الحظ أنه يضع مفاتيح السيارة على المنضدة بجانب الباب لذا مدت يدها وأخذتها

وقبل أن يراها ذهبت لغرفتها والحماس يقتلها ثم أخرجت كومة ملابس من الخزانة ووضعتها على السرير وغطتها لتبدو وكأنها نائمة

بعد أن جهزت كل شيء تسللت للمرآب ودخلت السيارة ثم وضعت المفتاح فيها وشغلت المحرك
-كارلا:رأيت أبي يقودها أكثر من مرة فما الصعوبة في ذلك؟

شغلت السيارة وانطلقت ولكن كان صعبا عليها التحكم بها خاصة وأنها لم تقد بنفسها من قبل

بعد أن وصلت لحلبة التزلج ركنت السيارة وأرسلت رسالة للجميع وخلال دقائق كانوا عندها متحمسين ومستعدين
-يونجون:لم أتوقع ان تأتي هيلسي
-هيلسي:لن أفوت هذه الفرصة معكم
-يونجون:هيا لننطلق

تولى يونجون القيادة وركبت كارلا بجانبه بينما نينا وهيلسي من الخلف

انطلق أربعتهم وصاروا يهتفون ويصفقون ثم شغل يونجون أغنية أجنبية ورفع الصوت للحد الأقصى
-كارلا:أريد توباك
-يونجون:انتظري...هذه أغنيتي المفضلة
-كارلا:قلت أريد توباك فورا
-يونجون(بتجهم) :حسنا حسنا...يالك من عنيدة

شغل إحدى أغاني توباك وانطلقوا متوجهين للحفل الذي يبعد عنهم مدينة كاملة وهم يغنون ويهتفون

في الطريق واجهتهم دورية شرطة
-يونجون:لا تخافوا...لن يشكوا بنا إن تصرفنا بطبيعية

أطفأ الأغاني وسار بالسيارة ببطء والبقية أيضا ظلوا هادئين إلى أن وصلوا للدورية
-الشرطي:أوقف السيارة

كان يونجون سيموت من الخوف لكنه أوقف السيارة
-الشرطي:تبدو قاصرا
-يونجون(بتوتر) :هذا ما يبدو...لكن عمري 20 بالفعل
-الشرطي:رخصتك وبطاقة هويتك

نظر يونجون لبقية رفاقه وهو متجمد من الخوف
-يونجون(بهمس) :الخطة البديلة...اهربوا

فتح أربعتهم باب السيارة وحاولوا الركض بعيدا لكن الشرطة أمسكت بهم جميعا وأخذت السيارة لمركز الشرطة

بينما والد كارلا نائم وردته مكالمة من الشرطة
-الأب:ألو
-الشرطية:سيد هان جونغ وو...هناك مشكلة تخصك...تم القبض على أربع مراهقين يركبون سيارتك دون رخصة وإحداهن ابنتك

فتح الأب فمه من الصدمة ثم ذهب لغرفة كارلا وأزال الغطاء فوجد مجرد كومة ملابس...وأخيرا ذهب للمرآب ولم يجد السيارة وكانت مختفية مع المفاتيح

رغم تأخر الوقت ذهب لمركز الشرطة لإحضار كارلا ولحسن الحظ أنها قاصر وإلا لوقعت في مشكلة قانونية

أثناء الطريق للمنزل كان يواصل توبيخها والصراخ عليها بينما هي صامتة فحسب
-الأب(بغضب) :قولي شيئا...لا تتظاهري بالبراءة
-كارلا:لا أتظاهر...مهما قلت لك فلن تغير رأيك
-الأب:أووف حسنا...إلى أين كنتِ ذاهبة؟
-كارلا:حفل فرقتي المفضلة
-الأب:ولماذا لم تطلبي مني أخذك؟
-كارلا:لأنه في وقت متأخر...وسيكون مختلطا ومليئا بالشباب الثملين
-الأب:جيد أن الشرطة أوقفتك...وأنتِ معاقبة
-كارلا(ببكاء) :أستحق ذلك لأنني خالفت أوامرك...أنا حقا فتاة سيئة...عاقبني بأسوأ ما لديك أرجوك

شعر بالشفقة عليها لذا ربت على ظهرها بلطف
-الأب:لا تبكي...أنتِ غالية علي ولن أعاقبك...الكل يخطؤون
-كارلا:وماذا عن أمي؟
-الأب:دعينا لا نخبرها

غمز لها وأكمل سياقة السيارة فابتسمت بخبث...لطالما كانت دموعها المزيفة تحل الموضوع وهذا ما زادها غرورا وتهورا



عدل سابقا من قبل بثينة علي في الثلاثاء فبراير 07, 2023 2:29 pm عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1234
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة مُرَاهِقَة جَانِحَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة مُرَاهِقَة جَانِحَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة مُرَاهِقَة جَانِحَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الأربعاء مايو 25, 2022 12:28 pm

رواية مراهقة جانحة : الفصل الثالث



ذهبت كارلا للثانوية وقابلت بقية رفاقها
-كارلا:مازلتم على قيد الحياة؟ رائع! أنا سعيدة بذلك
-يونجون:كاد أبي يقتلني هههههههه
-نينا:تمت مصادرة هاتفي وحاسوبي
-هيلسي:أما أنا فأقسمت أمي أن ترسلني للمخيم الصيفي
-كارلا:ههههههههههه هذا مضحك يا رفاق...لقد قضي عليكم
-يونجون:ماذا عنك؟ لا بد أن عقابك كان الأسوأ بما أنكِ سرقتِ سيارة كاملة
-كارلا:هههههه عقابي هو...لا شيء...لقد توددت لأبي بالدموع المزيفة فسامحني
-نينا:أووه حياتكِ حقا مثالية...أحسدك...لديكِ والدان يحبانك والكثير من النقود وثانوية كاملة كل طلابها يخافونك ويحترمونك
-كارلا:أضيفي أنني رائعة وجميلة

انفجر الجميع من الضحك ثم صعدوا لقاعة الدرس وجلسوا أماكنهم...بينما الجميع مشغولون بالكلام كانت هيلسي تراقب شباب وشابات الصف...هذه عادتها دائما أن تراقبهم وترى من يحب من...ومن معجب بمن...ومن يواعد من
-هيلسي:يا رفاق...انظروا هناك...لدينا ثنائي جديد في الصف

التفت الثلاثة خلفهم فوجدوا ميناه وسيونجو يتحدثان معا ويبتسمان
-كارلا:فتاة الآلوفيرا ارتبطت!
-نينا:لا يناسبان بعضهما
-يونجون:كان عليها مواعدتي فأنا أوسم منه
-كارلا:هل تود حقا مواعدتها؟ ألا تتذكر ما فعلته بي آخر مرة؟
-يونجون:حسنا أعترف أنها كانت متواقحة معك...لكنها جميلة حقا
-كارلا(بتجهم) :خائن
-يونجون:حسنا لا تغضبي...سأفعل شيئا يرضيك

نظر يونجون خلفه نحو سيونجو
-يونجون:عزيزي سيونجو...فتاتك الجديدة جميلة لكن التي رأيتك معها أمس في المجمع التجاري أجمل
-ميناه(بصدمة) :ماذا؟! من هذه؟!
-سيونجو:ما الذي تقوله أنت؟! لم يحصل أن ذهبت لهناك مع أي فتاة أصلا
-ميناه(بغضب) :مخادع

صفعته صفعة قوية ثم غادرت الصف أما الجانحون فقد انفجروا من الضحك لأجل الكوميديا التي تحصل
-كارلا:أنت رائع يونجون
-نينا:يونجون...هل فكرت يوما في دخول علاقة جادة؟
-يونجون:هههههه أبدا
-هيلسي:في حال أردت ذلك فأنا موجودة
-نينا:لا...أبدا...لا تناسبان بعضكما...لكن ماذا عن كارلا؟ أشعر أنكما حقا صديقان مقربان لدرجة أنكما ستصلحان كحبيبين

نظر كل من كارلا ويونجون لبعضهما وقطبا حاجبيهما
-كارلا(بتجهم) :تعلمون أنني أكره العلاقات
-يونجون(بتجهم) :أنا أيضا
-نينا:فكرا في الأمر جيدا...أنتما رائعان معا...تحتاجان فقط لتعزيز علاقة الحب لديكما
-يونجون(بتقزز) :مستحيل
-كارلا(بتقزز) :مجرد التفكير بالأمر يجعلني أرغب في ضرب رأسي بالحائط
-نينا:كما تريدان...على الأقل حاولت معكما

بينما الجميع منشغلون بالكلام دخلت طالبة من الصف المجاور وقامت بالوقوف على المصطبة
-لياليا:أعيروني انتباهكم لو سمحتم...سأجري اليوم استبيانا يخص هذه الثانوية لأرى رأيكم فيها ونسبة رضاكم عنها وسيتم نشر الإحصائيات في مجلتنا الخاصة...أرجو منكم جميعا الإجابة على الأوراق التي سأوزعها الآن

قامت بتوزيع الأوراق على الطلاب وكانت هيلسي تتابعها بعينيها فرأتها تضع الورقة أمام سوبين ولكنه شعر بالخجل وأحنى رأسه
-هيلسي:سوبين النعسان معجب بلياليا؟!
-كارلا:ومن تكون لياليا هذه على كل حال؟
-هيلسي:إنها فتاة الإذاعة المدرسية...ألا تعرفينها؟
-كارلا:لا أعرف اسمها...لكنني أسمعها تثرثر أحيانا في الإذاعة
-يونجون:إنها جذابة...قد أرتبط بها
-كارلا(بتجهم) :أهذا ما يهمك؟
-يونجون:هههههه طبعا
-نينا:مؤسف...ظننت للحظة أنه يحب الفتيات المسترجلات مثلا
-كارلا(بتجهم) :سخيفة حقا

بعد انتهاء الحصة خرج أفراد عصابة الجانحين لقاعتهم الخاصة
-كارلا:نينا...تعالي نصور مقطعا للتيكتوك
-نينا:ما الأغنية؟
-كارلا:أغنية "صديقتي المفضلة"
-يونجون:إنها مليئة بالكلام البذيء فهل سيعجب هذا والديكما؟
-كارلا:هههههه ومن يهتم؟ سأبكي دموع التماسيح أمامهما وأقول ببساطة أنني لا أعرف كلمات الأغنية لأنها بالإنجليزية
-نينا:هههههه ولهذا أنتِ صديقتي المفضلة
-كارلا:تعالي

وضعت كارلا الهاتف على الطاولة وشغلت الكاميرا وبدأت ترقص وتغني على الأغنية ومن حين لآخر تعانق نينا

بينما هما تستمتعان بوقتهما دخلت لياليا القاعة بعد طرق الباب
-لياليا:هل من المسموح وضع الأغاني على صوت مرتفع في الثانوية؟
-كارلا:وما شأنك؟
-لياليا:معك حق...لا شأن لي...هناك طالب هنا يدعى يونجون صحيح؟
-يونجون:بلى...إنه أنا
-لياليا:الناظرة تريدك والميكروفون معطل لذا أرسلتني لأخبرك
-يونجون:لأجل ماذا؟
-لياليا:لا أعرف
-يونجون:سأعود يا رفاق...انتظروني

سارت لياليا أولا وسار يونجون خلفها ثم لحق بها ليسيرا معا
-يونجون:أووه مرحبا لياليا...ربما لا تعرفينني لكنني أعرفك من برنامجكِ الإذاعي
-لياليا:أهلا
-يونجون:تبدين فتاة لطيفة
-لياليا:أعلم ذلك
-يونجون:هل تعلمين أيضا أنني أكثر شاب جذاب في الثانوية وكل الفتيات يردنني؟
-لياليا:وأعلم أيضا أنك تتلاعب بمشاعرهن وتواعدهن لفترة قصيرة

توقف عن المشيء للحظات ثم لحق بها مجددا
-يونجون:ليس كذلك...فقط عرفت أنهن لا يناسبنني
-لياليا:لا أفهم لماذا تخبرني بذلك
-يونجون(بتوتر) :ههه ألا أعجبك؟
-لياليا:أووه فهمت...يبدو أنني أنا التي تعجبك
-يونجون(بتوتر) :لا...فقط أردت أن أختبر مدى توافقنا
-لياليا:لا حاجة لتنكر ذلك...يؤسفني القول أنك لست نوعي...أكره الفتيان السيئين...أحب فقط الشباب الطموحين والأذكياء والهادئين
-يونجون(بتوتر) :ههه فهمت...يبدو أن لا أمل لدي
-لياليا:الناظرة تنتظرك...أسرع

ركض عبر الممر فرأى سوبين يقف خلف العمود بالصدفة فظنه يتجسس
-يونجون:أنت...توقف عن التجسس
-سوبين(بتوتر) :ح ح ح حسنا

في يوم الغد اجتمع أفراد العصابة في قاعتهم الخاصة فرفعت نينا كم ذراعها لتريهم الوشم الذي حصلت عليه
-نينا:تراااا...وشم حقيقي
-كارلا(بصدمة) :يااااه! كيف حصلتِ عليه؟ أريد واحدا
-نينا:ههههههه أمازحكم...إنه يزول بالماء
-كارلا:علي الحصول على وشم حقيقي أيًا ما كان ما أفعله
-نينا:لن تستطيعي بما أنكِ قاصر
-كارلا:ألا يمكنني إيجاد شخص يضع الوشوم للقاصرين أيضا؟
-نينا:ربما...ولكن لا بد أن عمله غير قانوني
-كارلا:علي إيجاد واحد
-يونجون:ما كل هذا الإصرار لأجل وشم؟!
-كارلا:لنحصل على وشوم متشابهة...ما رأيكم رفاق؟
-يونجون:كيف!؟
-كارلا:أقصد وشما خاصا نكتب عليه اسم عصابتنا
-يونجون:موافق
-نينا:موافقة ولكن من سيضعه لنا
-كارلا(بخبث) :لا تقلقوا بشأن ذلك

بحثت كارلا طويلا إلى أن وجدت صانع وشوم بالقرب من منزلها فذهبت إليه
-كارلا:أرجوك...سأدفع لك ضعف السعر
-صانع الوشوم:لا...مستحيل
-كارلا:ثلاث أضعاف
-صانع الوشوم:أنتِ لا تفهمين يا صغيرة...سأكون في مشكلة مع والديك والشرطة إذا فعلت ذلك...لا أريد إنهاء مستقبلي لأجل المال لذا انصرفي

عبست بوجهها ثم بحثت عن غيره وأخبرته أنها ليست قاصر...ولكي يتأكد طلب هويتها وبهذا فشلت خطتها

بعدها ذهبت لصانع وشوم آخر وأخبرته أن والديها أعطياها الإذن لكنه رفض ذلك وطلب أن يأتيا إليه شخصيا ويكلماه وبذلك فشلت خطتها مجددا

في يوم الغد ذهبت للثانوية وجلست في القاعة الخاصة بمفردها إلى أن جاء بقية أصدقائها
-كارلا(بتجهم) :لم أنجح في ذلك...لقد رفضوا جميعا
-نينا:أما نحن فنجحنا

رفع ثلاثتهم أكمامهم فظهر عليها وشم على شكل جمجمة
-كارلا(بصدمة) :أهو حقيقي؟
-نينا:بل نصف حقيقي...يدوم أسبوعا كاملا...بحثت في النت طويلا ووجدته لأجلك...يبدو أنكِ أردتِ وشوما متشابهة لعصابتنا وها قد حققت أمنيتك
-كارلا(بابتسامة) :أووه نينا! أنتِ حقا أفضل صديقة

أخرجت نينا الوشوم من حقيبتها ووضعت واحدا لكارلا وبهذا أصبح لدى أربعتهم وشم على شكل جمجمة في معصمه
-نينا:اشتريت الكثير منها...لذا في حال اختفى وشم أحدكم أخبروني
-يونجون:ألم تقولي أن والديك صادرا هاتفك وحاسوبك؟
-نينا:هههههه سرقتهما في الليل...لا تخافوا علي رفاق...ما دمت من عصابة الجانحين فلا خوف علي

انفجر الجميع من الضحك عليها وصاروا يتباهون بوشومهم الرائعة التي حصلوا عليها...كانت هذه الأشياء التافهة بالنسبة لهم كمراهقين هي أشياء مذهلة...لذا حرصوا على فعل ما يحلو لهم وعيش مراهقتهم كما يرغبون

ذهبت كارلا نحو خزانتها لتحضر كتبها ولكنها انصدمت حين رأت الخزانة مليئة بصلصة الطماطم من الداخل والخارج...يبدو أن أحدهم يريد أن يتحداها ويؤذيها

لم تستغرق وقتا طويلا للتفكير بل ذهبت مباشرة لقاعة كاميرات المراقبة الخاصة بالثانوية وقامت بمشاهدة التسجيلات إلى أن عرفت الفاعل أخيرا

بعد أن ذهبت للصف توجهت نحو طالبة تدعى "هيورين" وشدت شعرها بقوة
-كارلا(بحدة) :صلصة الطماطم ها؟
-هيورين(بألم) :عما تتحدين؟ اتركي شعري
-كارلا(بحدة) :لا تتظاهري بالبراءة...كل شيء مسجل في كاميرات المراقبة...الآن ملابسي وأغراضي وكل كتبي تم تخريبها بسببك
-هيورين(بخوف) :آسفة...لم أقصد

رأت الأستاذ قادما من خلال النافذة فتركت شعرها
-كارلا(بحدة) :سنتفاهم في استراحة الغداء

ثم جلست مكانها وتركت الكل من حولها يثرثرون...كانت هيورين ترتجف من الخوف أيضا لأنها ستكون الضحية الجديدة لها وعندما تكره أحدا فقد قضي عليه

في استراحة الغداء ذهبت كارلا للكافيتيريا وتناولت طعامها بهدوء ثم جمعت كل الكاتشاب الموجود في قاعة الطبخ وذهبت للقاعة الخاصة بالعصابة

في نفس الوقت كانت هيورين تختبئ في حديقة الثانوية بين الشجيرات وهي ترتجف من الخوف بعد أن سمعت أنهم يبحثون عنها ولكن للأسف عثر عليها يونجون وجرها غصبا نحو قاعة العصابة
-كارلا:مرحبا يا فتاة الكاتشاب
-هيورين(ببكاء) :آسفة...حقا آسفة...لقد أخطأت بحقك...أعلم كم قلبك طيب
-كارلا:توقفي عن التمسكن...أنتِ من أوصلتِ نفسك إلى هنا

قامت نينا بتفريغ كل أغراض هيورين في حين حملت كارلا زجاجة الكاتشاب وسكبتها على أغراضها بهدوء
-هيورين(بخوف) :أرجوكِ لا
-كارلا:أخبريني لماذا فعلتِ ذلك وسأقرر إن كنت سأسامحك أم لا؟
-هيورين(بخوف) :لأنني أكرهك...لطالما تصرفتِ بتعالٍ علينا وأنا أكره ذلك...تصرفاتك تستفزني واستضعافك لبقية الطلاب يثير غيضي
-كارلا:أوبس...هل حقا أنا كذلك؟

حملت زجاجة كاتشاب أخرى وسكبتها على رأسها فصارت تبكي
-كارلا:سأتصرف كما يحلو لي...ويمكنني تحويل حياتك هنا إلى جحيم فما رأيك؟
-هيورين(ببكاء) :لا...من فضلك
-كارلا:لنعقد صفقة...بما أنكِ دمرتِ كل دفاتري فعليكِ إعادة كتابتها من الصفر...فإن فعلتِ ذلك خلال يومين سأصفح عنك
-هيورين(ببكاء) :سأفعل...أعدكِ بذلك...وأقسم أنني لن أزعجكِ مجددا
-كارلا:حسنا...انصرفي
-هيورين(ببكاء) :شكرا لك...شكرا جزيلا

غادرت ركضا والكاتشاب يتساقط من ملابسها على الأرض
-كارلا:تبا! توسخت الأرضية الآن...من سينظفها؟
-هيلسي:لماذا سمحتِ لها بالمغادرة؟
-كارلا:لا جهد لدي في إعادة كتابة كل دروسي...سنرى ما الذي ستفعله خلال عطلة نهاية الأسبوع
-يونجون:أووه مؤسف...تمنيت رؤيتها تعاني أكثر
-نينا:حقا لا حياء لديها...كيف تفعل شيئا كهذا مع ابنة المدير!؟
-كارلا:لا يهم...أظن أنني شفيت غليلي منها

يوم الغد كان يوم عطلة نهاية أسبوع لذا بقيت كارلا في المنزل تشاهد فيلما على نيتفليكس وتأكل الفوشار

كانت والدتها أيضا تحاول ممارسة رياضة اليوغا بجانبها
-الأم:ممتاز...مقاس خصري أصبح أفضل
-كارلا:نعم...أنتِ مذهلة أمي
-الأم:أتعلمين؟ أود إنجاب طفل
-كارلا(بصدمة) :ماذا؟! وتخسرين هذا القوام الرائع؟!
-الأم:لا أعلم...القوام لا يهمني...أشعر بالوحدة كثيرا خاصة أنكِ كبرتِ وأصبح لديك دراسة وأصدقاء تنشغلين بهم طوال الوقت
-كارلا:وكيف ستنجبينه وأنتِ وأبي متخاصمان؟
-الأم(بتجهم) :كدت أنسى ما فعله بي ذاك الوسخ...أظن أننا سنبقى متخاصمين لوقت طويل
-كارلا:نعم أرجوكما ابقيا متخاصمين فأنا لا أريد أي أطفال جدد في عائلتي

وصل إشعار لهاتف كارلا ففتحت عينيها من الصدمة...كان ذلك إعلان تخفيضات من متجر معروف للملابس
-كارلا:أريد التسوق
-الأم:سأعطيكِ بطاقتي
-كارلا:لا لا لا...أريد بطاقة أبي فهو يستحق الخسائر لما فعله بك
-الأم:ههههههههه كم أعشقكِ لأنكِ تفكرين بعقلانية

أخذت بطاقة والدها وكتبت رسالة لرفاقها تقول "هيا بنا للتسوق...سأشتري لكم كل ما تريدونه"

ولم تمضي دقائق حتى رأت الجميع ينتظرونها عند باب المركز التجاري
-كارلا(بخبث) :وقت التسوق

اشترت لنفسها المزيد من الملابس الرجولية الغالية الثمن واشترت بعضا منها أيضا ليونجون...أما هيلسي ونينا فقد أخذتاها لمتجر للملابس النسائية واشتريتا الكثير من الملابس ومستحضرات التجميل

في نهاية اليوم أعادت البطاقة لوالدها وعندما تفقدها صار يلطم وجهه بسبب الخسائر الفادحة التي أتت بها له



انتهت عطلة نهاية الأسبوع وعادت كارلا للثانوية وأول ما فعلته أنها ذهبت نحو هيورين
-كارلا:ترى هل كتبتِ ما طلبته منك؟
-هيورين:بلى...كتبت كل المواد...تفضلي

أخذت الدفاتر وتفقدتها وهي تهز رأسها
-كارلا:خطك سيء لكن لا بأس بذلك...حسنا...لقد سامحتك
-هيورين:شكرا جزيلا...شكرا

ذهبت للقاعة ركضا وجلست مكانها بهدوء ونظام كما لم تفعل من قبل
-يونجون:ههههه من أنتِ؟ لستِ كارلا التي أعرفها
-كارلا:الأستاذة يوكو قادمة لذا فلتخرس
-يونجون:ما الذي يجري معكِ بالضبط؟!
-نينا:أظن أنها معجبة بالأستاذة يوكو
-كارلا(بلطف) :إنها ألطف وأجمل أستاذة في العالم وبفضلها صرت أحب التاريخ بعد أن كنت أظنه مجرد خزعبلات لا فائدة منها
-نينا:جميل...يبدو أنني الوحيدة التي لن تحب التاريخ حتى لو كانت دراسته تُربح ذهبا
-يونجون:لا أراها جميلة
-كارلا(بتجهم) :ذوقك رديء...المهم أنني أنا أراها جميلة
-نينا:لا تقل شيئا سيئا عنها وإلا ستأكلك كارلا

دخلت الأستاذة يوكو للصف فرحب بها جميع الطلاب وأولهم كارلا
-كارلا:أستاذتي...هل أمسح لكِ السبورة؟
-أ.يوكو:سيكون من دواعي سروري

قامت بمسح السبورة ثم التزمت مكانها وبدأ الدرس...طوال الوقت كانت الأستاذة تقدم درس التاريخ وكانت كارلا تضع يدها على خدها وتركز معها وعندما تطرح الأسئلة ترفع يدها وتجيبها أولا
-أ.يوكو:يبدو أن كارلا ذاكرت كثيرا لدرس اليوم...أحسنتِ كارلا...أنتِ قدوة لبقية الطلاب

حين سمع الطلاب كلامها كادوا ينفجرون من الضحك...لم يمر إلا دقائق حتى رن الجرس معلنا عن انتهاء الحصة

أخرجت كارلا تفاحة من حقيبتها وأعطتها للأستاذة يوكو
-أ.يوكو:أووه هذا لطيف...شكرا كارولين...أحب التفاح كثيرا
-كارلا:سعيدة بذلك...لم أعلم ما الذي تحبه الأستاذات عادة لذا أردت تطبيق ما أراه في الرسوم المتحركة وأحضرت تفاحة
-أ.يوكو:لا عليكِ حقا...لقد أعجبتني هديتك
-كارلا:حسنا...احظي بيوم جيد أستاذتي
-أ.يوكو:وأنتِ أيضا عزيزتي كارولين

خرجت كارلا من الصف وذهبت مع رفاقها للكافيتيريا وجلسوا يتناولون طعامهم ويتحدثون
-كارلا(بابتسامة) :هل رأيتم الأستاذة يوكو اليوم؟ لقد كانت عيناها متلألأتان ببريق مميز
-هيلسي:ألم تكن تلك عدسات؟
-كارلا(بتجهم) :لا...تلك عيونها الأصلية...ثم لا أحد طلب رأيك
-نينا:أخبرتكم أنها ستأكلكم
-يونجون:أظن أنها تفعل ذلك لنيل العلامات الإضافية
-كارلا:تقصد إعطاءها الهدايا؟! لااااا...أقسم أنه عن طيب خاطر
-نينا:ههههههه كشفناك

في الحصة المسائية اجتمع الطلاب في الصف يدرسون مادة الرياضيات فدخل عليهم طالب جديد وسيم وذو قامة مذهلة وعضلات بارزة فلا بد أنه يتدرب في النادي...كانت أغلب فتيات الصف تحدقن به بإعجاب إلى أن جلس مكانه
-أ.مورس:أنت الطالب المنتقل حديثا صحيح؟ عرفنا عن نفسك
-ريك:أنا ريك...أبلغ التاسعة عشرة من عمري
-أ.مورس:يبدو أنك أكبر من طلاب صفك فهل رسبت قبلا؟
-ريك:تقريبا
-أ.مورس:الجميع يرحبون بك هنا ويتمنون لك سنة دراسية سعيدة

جلس ريك خلف كارلا ووزع عليهم الأستاذ مورس أوراق امتحان تجريبي
-ريك:عفوا أستاذ...ولكنني أتيت اليوم فهل يعقل أن أجري امتحانا؟
-أ.مورس:إنه امتحان غير رسمي لأرى به قدرات الطلبة على التعلم لذا ببساطة أجب عن ما تعرفه وما لا تعرفه سأشرحه لاحقا للجميع
-ريك:فهمت

بدأ جميع الطلبة الإجابة على الاختبار وكذلك ريك ولكنه واجه صعوبة في أحد الأسئلة فضرب كرسي كارلا برجله
-ريك(بهمس) :السؤال الرابع يا هذه

تجاهلته وأكملت الإجابة على أسئلتها فقام مجددا بضرب الكرسي برجله بشدة أقوى
-ريك(بهمس) :أنا أكلمك أيتها المسترجلة

تجاهلته للمرة الثانية فلم يتوقف عن إزعاجها مما جعلها تنهض من مقعدها
-كارلا(بصراخ) :أستاذ...هذا الطالب الجديد يريد الغش
-أ.مورس:ريك! إنه مجرد امتحان تجريبي فما هذا التصرف؟
-ريك:أعتذر أستاذ...لن أكررها
-أ.مورس:غير مقعدك

جلس ريك في مقعد آخر لكن ظل حاقدا على كارلا وبقي يحدق بها من حين لآخر متمنيا أن يبرحها ضربا

في مساء ذلك اليوم عادت كارلا للمنزل مع والدها بالسيارة وطوال الطريق كانت تحدثه عن ما جرى معها في يومها
-كارلا:جاء اليوم لصفنا طالب جديد
-الأب:نعم أعرفه
-كارلا:يبدو شكله مخيفا...ماذا تعرف عنه؟
-الأب:لقد قرأت كل ملفه...لقد تم طرده من ثانويته القديمة بسبب تدخله في شجارات عدة
-كارلا:واو!
-الأب:ماذا تعنين بواو؟
-كارلا:أقصد...هذا فظيع...يبدو شخصا غير سوي
-الأب:لقد وقع على بند يخص عدم افتعال المشاكل في ثانويتنا وإلا سيتم طرده من أول مرة
-كارلا:لااااا يا أبي...لا تطرده
-الأب:لن أفعل...لكن إن حاول التسبب بالمشاكل فعلي ذلك ضمانا لحماية أمن ثانويتي
-كارلا:ههههه فهمت


عدل سابقا من قبل بثينة علي في الثلاثاء فبراير 07, 2023 10:42 pm عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1234
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة مُرَاهِقَة جَانِحَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة مُرَاهِقَة جَانِحَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة مُرَاهِقَة جَانِحَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الأربعاء مايو 25, 2022 1:21 pm

رواية مراهقة جانحة : الفصل الرابع



بقيت كارلا في غرفتها تتظاهر بأنها تنجز واجباتها المدرسية ولكنها في الحقيقة تفتح محادثة ثلاثية مع يونجون وهيلسي عبر الهاتف
-كارلا:لدي لكم خبر صادم...أريد ضم شخص جديد لعصابتنا
-يونجون:الأستاذة يوكو؟
-كارلا:ماذا! لا أيها الغبي...إنه شاب
-يونجون:من!
-كارلا:الطالب الجديد في صفنا
-هيلسي:منذ متى تعرفان بعضكما؟
-كارلا:لم نتعارف حتى الآن...لكنه مناسب لمواصفاتي...عرفت اليوم أنه مطرود من ثانويته القديمة بسبب المشاكل...أضيفا لذلك أنه محبوب الفتيات ومفتول العضلات وهذا يمنحنا هيبة أكبر
-يونجون:يال الهول! ليت نينا تسمع ذلك
-هيلسي:هاتف نينا تمت مصادرته لذا أظن أنها فوتت الكثير
-يونجون:كارلا...أمتأكدة من قرارك؟
-كارلا:طبعا...فقط دعا أمر الكلام معه لي

في يوم الغد ذهبت كارلا للثانوية وجلست مع بقية رفاقها يتناقشون حول موضوع ريك ولكن ما لم يعرفوه أنه هو الآخر يبحث عنهم في كل أنحاء الثانوية إلى أن وجدهم
-ريك(بحدة) :أنتِ...لدي كلام معك
-كارلا:أنا أيضا

اقترب منها ثم دفعها لتتراجع للخلف وتكاد تسقط
-كارلا(بحدة) :ما مشكلتك؟
-ريك(بحدة) :حين أطلب منكِ المرة القادمة مساعدتي في الامتحان فأنتِ مجبرة على فعلها وإلا سأقتلك

انطلقت شهقة قوية من أفراد العصابة الثلاثة من هول ما سمعوه
-نينا:ألا تعرف مع من تتحدث؟ إنها ابنة المدير
-ريك(بحدة) :حتى ولو كانت ابنة الرئيس فلا يهمني...لا أحب أن يجادلني أحد في أوامري

كلامه هذا استفز كارلا مما جعلها تحمل زجاجة الماء وتضربها برأسه فسببت له جرحا صغيرا
-كارلا(بحدة) :جرب الاقتراب مني...أقسم أنك ستطرد من هنا

ابتسم ابتسامة خبيثة ثم قام بفرقعة أصابعه وتقدم منها ولكمها لكمة قوية على وجهها...لم يكتفي بذلك فقط بل شدها من شعرها القصير ورفعها للأعلى مما جعلها تتألم للغاية
-نينا:يونجون...افعل شيئا
-يونجون:وماذا بيدي؟ إنه أضخم مني
-هيلسي:جبان
-يونجون:تتكلمين عن الجبن؟ واجهيه انتِ إذًا
-نينا:يجب على أحدنا أن يتصرف

ركضت نينا بأقصى سرعة لديها ودخلت مكتب المدير دون استئذان
-نينا(بقلق) :حضرة المدير...أعتذر على الوقاحة لكن كارلا في مشكلة...الحق بي فورا

بعد دقائق وصلت ومعها المدير لقاعة العصابة فوجدت ريك يمسكها من ملابسها بعنف وهي بالكاد تقوى على الدفاع عن نفسها فتدخل المدير وأبعده عنها
-الأب(بحدة) :لقد تماديت حقا

هدأ ريك قليلا ووقف خجلا من تصرفه أمام المدير
-الأب(بحدة) :عرفت أنك تحب المشاكل لكن ليس من أول يومين...ما الذي تفكر أن تفعله بفتاة ضعيفة؟ تقتلها؟
-ريك:هي من بدأت

نظر يونجون ونينا وهيلسي لبعضهم بتوتر فجميعهم يعرفون القصة بالتفصيل لكن ليس لديهم الجرأة للكلام إلا إذا أرادوا الوقوع في المشاكل أيضا...فكرت نينا للحظات وأدركت أن السكوت عن الحق أمر سيء وعليها مساندة صديقتها
-نينا:مهلا مهلا...يؤسفني القول أن هذا كذب...لقد جاء ريك نحو كارلا وهددها لتساعده في الامتحان وعندما رفضت قام بتعنيفها
-الأب:جيد...يبدو أن القصة واضحة...تفضل أمامي لمكتبي لأن لدي نقاشا طويلا معك ومع والديك

مرت أيام على تلك الحادثة ولم يأتي فيها ريك للثانوية بسبب تعرضه للفصل المؤقت إلى أن يتم إصدار قرار نهائي بشأنه...طوال تلك الفترة انتشرت الشائعات عن شجاره مع كارلا وأصبح الجميع يعرف بالقصة

رغم وجود كل تلك البلبلة حول كارلا فهي لم تكن تهتم البتة...كانت فقط تمارس أنشطتها الطبيعية وتدرس كما لو أن لا شيء حصل

وصل يوم الاثنين وهو اليوم المفضل لكارلا لأنها تدرس فيه حصة التاريخ عند الأستاذة "يوكو"

عندما دخلت الأستاذة يوكو للصف رأت كارلا تقف عند المكتب مستعدة لمسح السبورة
-أ.يوكو:أوووه كارولين...ما كل هذه الكدمات على وجهك؟
-كارلا:آه...واجهتني مشاكل...لا تقلقي فأنا بخير

وضعت الأستاذة يوكو يدها على وجه كارلا وصارت تتفقده مما جعلها تشعر بالخجل والسعادة
-أ.يوكو:كوني حذرة من الوقوع في المشاكل...تعلمين أنكِ طالبتي المفضلة وسأشعر بالقلق عليك
-كارلا(بخجل) :ح ح ح حاضرة

جلس الجميع أماكنهم وبدأت الأستاذة يوكو في شرح الدرس وعندما قاربت الحصة على الانتهاء جمعتهم لتعلن شيئا مهما
-أ.يوكو:لدي لكم مفاجأة...الأسبوع القادم سآخذكم في رحلة لقصر "غيونغبوك" في سيؤول

صار الجميع يهتفون ويصفقون متحمسين للرحلة
-أ.يوكو:وهل تعلمون ما الشيء الأروع من الرحلة؟ إنه بحث نظري

تحول حماس الجميع لعبوس بعد أن عرفوا سبب الرحلة
-أ.يوكو:أنتم مكلفون ببحث نظري حول قصر "غيونغبوك"...عليكم كتابة بحث عنه وإرفاق صور تلتقطونها بأنفسكم من داخل القصر...لكن عليكم إبراز موهبتكم في التصوير...وأفضل بحث سيحصل على نقاط إضافية للامتحان
-كارلا(بهمس) :علي الحصول على هذه النقاط لكي أثبت نفسي أكثر أمام الأستاذة يوكو

أخرجت الأستاذة قائمة الطلبة وتفقدتها
-أ.يوكو:سأبدأ باختيار فرق التلاميذ المكونة من شخصين...دعونا نبدأ بالطلبة المجتهدين

أول اسم وقعت عليه عينيها هو اسم " هان كارولين"
-أ.يوكو:كارولين
-كارلا:نعم؟
-أ.يوكو:ستكونين أنتِ الأولى...ولكي نوازن الوضع علي اختيار شخص مثل...

نظرت للخلف فوجدت سوبين يضع يده على خده وهو على وشك النوم
-أ.يوكو:تشوي سوبين
-كارلا:ماذا! سوبين النعسان؟!
-سوبين(بصراخ) :ماذا؟ حاضر...لم أكن نائما
-أ.يوكو:أنت وكارلا ستشكلان فريقا جيدا بما أن نشاطك تراجع كثيرا مؤخرا
-كارلا:لكن أستاذة...
-أ.يوكو(بلطف) :كارولين...أنتِ أذكى طالبة هنا وسوبين تقريبا يتوجه للهاوية...أيمكنكِ إنقاذه؟ لعله يتعلم الاجتهاد منكِ ويتحسن...أنا أعتمد عليك عزيزتي

بسبب لطفها لم تستطع كارلا سوى هز رأسها بالموافقة رغم أنها تعلم في نفسها أنها ستندم على ذلك كثيرا

في نهاية الحصة وبينما سوبين يجمع أغراضه أحس بأحدهم يقف عند طاولته فرفع رأسه ورأى كارلا
-كارلا(بحدة) :أيها النعسان...إياك وتخريب بحثنا...أعلم أنك فاشل في كل شيء لكنني مضطرة لأعتمد عليك
-سوبين:ولكن متى سنلتقي؟
-كارلا:ههههه نلتقي؟ أنت تمزح صحيح...لا حاجة لنلتقي...أنهِ البحث وأرسله لي في الغد
-سوبين:لكنه عمل مشترك
-كارلا:أنت اكتب الجزء النظري وأنا سألتقط الصور...ما رأيك؟
-سوبين:حسنا...لكن...أنا مشغول في الغد و...
-كارلا(بحدة) :مشغول بالنوم؟
-سوبين:الحقيقة...لا...لكنني حقا مشغول...دعينا فقط نلتقي وننهيه بسرعة
-كارلا(بتجهم) :أووف حقا لا يعتمد عليك أيها النعسان...حسنا...أين نلتقي بالضبط؟
-سوبين:غدا لدينا حصة فارغة في المساء...لنذهب لمقهى
-كارلا:يال الهول! إن رآني أحد أتسكع معك فسيظنني فاشلة
-سوبين(بتجهم) :هل تقصدين أنني فاشل؟
-كارلا:نعم...وماذا ستفعل حيال ذلك أيها النعسان؟
-سوبين(بتجهم) :حسنا...لا شيء لأفعله

خرجت كارلا لتلحق ببقية رفاقها فمرت بلوحة الإعلانات ووجدت إعلانا جديدا كتب فيه أنه تم طرد الطالب الجديد "ريك" من الثانوية بسبب تسببه بالمشاكل...هذا الخبر صنع يوما جميلا بالنسبة إليها لذا صارت تقفز من الفرح وتركض متجهة نحو الكافيتيريا
-كارلا(بحماس) :هل سمعتم هذا يا رفاق؟ لقد تم طرده
-يونجون:لم أتفاجأ كثيرا...بما أنكِ طردتِ أستاذا كاملا من قبل فلن يصعب عليكِ طرد تلميذ مشاغب بملف ملوث
-كارلا:ههههههه أحسنت القول صديقي
-نينا:ماذا عن سوبين؟
-كارلا(بتجهم) :أوه لا تسأليني...أستسلم تماما حين تطلب مني الأستاذة يوكو أي شيء...قد أعطيها عيناي ذات يوم دون أن أدري
-هيلسي:ههههههه هذا مضحك...أنتِ وسوبين حقا أكثر ثنائي متناقض في الصف
-كارلا(بتجهم) :ماذا أقول عن شعوري؟ أتمنى فقط أن لا ينام في وسط البحث

صار الثلاثة يضحكون ويتحدثون عن سوبين بالسوء ويستخرجون كل عيوبه متناسين أن كل بشري لديه عيوب ومحاسن حتى هم بحد ذاتهم...إلا نينا التي كان يبدو عليها أنها تستلطفه وتنزعج لأجله

بعد إنهائهم للغداء ذهبوا للحديقة الخلفية للثانوية وجلسوا يتحدثون...أخرج يونجون سيجارة من جيبه وأشعلها وبدأ يدخنها
-كارلا:أعطني سيجارة أنا أيضا...لم أدخن منذ يومين

أخرج سيجارة وأعطاها لها فأشعلتها ودخنتها بهدوء
-كارلا:ماذا سنفعل في عطلة نهاية الأسبوع يا رفاق؟
-يونجون:أتذهبون للرقص في الديسكو؟
-كارلا:وكيف سندخل وأربعتنا قاصرون؟
-يونجون:سنتسلل...ما رأيكم؟
-كارلا:كيف؟
-يونجون:لدي خطة...لننتظر ليحل الليل ونكسر إحدى النوافذ الخارجية
-نينا:هذه تعتبر سرقة واقتحام
-يونجون:لكننا قاصرون والقانون لن يفعل شيئا حيالنا

نظر أربعتهم بخبث لبعضهم بعد سماع كلام يونجون
-كارلا(بخبث) :أنت حقا عبقري...تمنيت لو أحظى بزوج ذكي مثلك
-يونجون(بخبث) :هذا اعتراف بالحب أم ماذا؟
-كارلا(بتجهم) : لا ترفع ضغطي وإلا...
-يونجون:هههههههه أمازحك

فجأة ظهرت الناظرة أمامهم فانتفضوا من الخوف ورموا السجائر جانبا
-الناظرة(بحدة) :هل كنتم تدخنون في الثانوية؟

شعر الجميع بالخوف وعرفوا أن أحدا رآهم وأخبر الناظرة عنهم...وما كان من كارلا سوى أن تجد خطة لإنقاذ نفسها لذا قامت بفرك يديها في العشب لتزول رائحة السجائر وغمزت ليونجون ليفعل مثلها ثم مضغا العلكة بالنعناع واختفت الرائحة نهائيا

أخذتهم الناظرة لمكتب المدير وقام بتوبيخهم
-الأب(بحدة) :لقد خاب ظني بكم حقا وعلى رأسكم ابنتي
-كارلا(بحزن) :أبي...كيف تشك بي؟
-الأب:أحد الطلاب رآكم تدخنون وبلغ عنكم
-كارلا(بحزن) :إنه يكذب...ألا تعرف أن الجميع هنا يكيد لي المكائد؟
-الأب:أروني أيديكم

قام المدير بشم أيديهم فلم يجد أي رائحة للسجائر
-الأب:غريب! هل يعقل أنه يكذب؟
-كارلا:كما أخبرتك أبي...الجميع يريدون تدمير حياتي فلا تعطهم الفرصة
-الأب:ربما معكِ حق...آسف لشكي بكم
-كارلا:أوووه أحبك أبي الغالي

عانقته وبينما هي على تلك الوضعية نظرت لرفاقها وابتسمت بخبث وابتسموا لها هم أيضا

بعد خروجهم من مكتب المدير توجهوا نحو قاعتهم وهم يتحدثون
-كارلا(بحدة) :من هذا الذي يحفر قبره بالملعقة؟
-نينا:يبدو أننا حصلنا على الكثير من الأعداء
-هيلسي:طبيعي...نحن رائعون ومن لا يستطيع الانضمام لنا يحاول تدميرنا
-كارلا:فقط دعوه يقع بين يداي وسنرى بشأنه

في يوم الغد وبحلول المساء انتهت دروس كارلا فحملت محفظتها وخرجت لتتجه للمنزل ولكن سمعت صوت سوبين ينادي عليها من الخلف
-سوبين:كارولين...انتظري
-كارلا:نعم؟
-سوبين:البحث...هل نسيتي اتفاقنا؟
-كارلا(بتجهم) :نعم يبدو أنني نسيت...لنذهب

سارت أولا ولحق بها سوبين...وما إن ابتعدا قليلا عن الثانوية ودخلا عبر أحد الشوارع حتى رأيا ريك يقاطع طريقهما ومعه شابان آخران
-ريك(بابتسامة) :هان كارولين...أهلا وسهلا بك زميلتي الغالية
-كارلا:أنت!
-ريك:هناك دين عليكِ رده لي
-كارلا:ماذا تقصد؟
-ريك:بسببك طردت من الثانوية وعاقبني والدي بالأعمال الشاقة...ربما هناك في الثانوية لديكِ من يحميك لكن في الخارج...لا أحد...إنه وقت مناسب لتصفية الحسابات أليس كذلك؟

كاد قلبها أن يتوقف من الخوف لذا نظرت نحو سوبين وكان هو الآخر يعض على شفتيه من الخوف
-كارلا(بصراخ) :اهرب

ركضا عائدين للخلف وطبعا لحق بهما ريك ولاحقهما طوال الطريق

بعد فترة وصلا لمجموعة من البنايات الضيقة لذا دخلا بينها محاولين تضييعهم ولكن دون جدوى فقد كان ريك سريعا في الركض وكاد يمسكهما

بعد أن ركضا طويلا وصلا لمكان مكتظ بالناس فاختبآ خلف نبتة للزينة ومر ريك عليهما ولم يراهما

جلسا أرضا يتنفسان بقوة بعد كل الجهد الذي بذلاه في الركص فأنفاسهما كانت على وشك أن تنقطع
-سوبين(بتعب) :يا إلهي! لماذا تقحمينني في هذا؟
-كارلا(بتعب) :ومن طلب منك...أن تلحق بي؟
-سوبين(بتعب) :أنتِ من طلبتِ أن أركض
-كارلا(بتعب) :صحيح...البحث

ذهبا لمقهى وبدآ يبحثان في الإنترنت ويستخرجان المعلومات المطلوبة...وبسبب تعب سوبين الشديد فقد كاد ينام وهو جالس
-كارلا(بصراخ) :هذا ليس وقت النوم
-سوبين:أعلم...دعينا فقط ننتهي بسرعة فأنا متعب
-كارلا:وماذا فعلت حتى تتعب؟ أنت تظل نائما في الصف والأساتذة دائما يوجهون لك الملاحظات

تحولت ملامحه لملامح حزينة ولكنه سرعان ما تظاهر بالابتسام
-سوبين:معكِ حق...أنا تلميذ فاشل...دعينا نبذل جهدنا ونحصل على العلامات الإضافية
-كارلا:أووه...حسنا

انتهيا بعد ساعتين من البحث ثم جمعا أغراضهما وخرجا عائدين للبيت
-كارلا:منذ الآن لا تعرفني ولا أعرفك...تظاهر أننا لم نتقابل ولم نقم بأي شيء معا إلى يوم الرحلة المدرسية
-سوبين:ولماذا؟
-كارلا:هل جننت؟ أنا من عصابة الجانحين...أول القوانين عندنا هي ممنوع التجول مع شخص خارج عصابتنا
-سوبين:ألستِ أنتِ من وضع هذه القوانين؟
-كارلا:أجل أجل...وعلي تطبيقها لأحظى باحترام بقية الأعضاء
-سوبين:أظن أنه لا داعي لها

رمقته بنظرة مرعبة فصمت فورا وأدار وجهه
-سوبين(بتوتر) :حسنا...وداعا

في يوم الغد ذهبت كارلا للثانوية وهي متحمسة ليوم جديد ولكن انصدمت حين رأت أن لوحة الإعلانات مليئة بملصقات فيها صورة لها وهي تدخن ومكتوب تحتها "كارولين تدخن خلف ظهر والديها"
-كارلا(بصدمة) :من بالضبط نشر ذلك؟
-هيلسي:أوووه هذا مرعب! لديكِ كارهون جدد
-كارلا:كما أقول دائما فهؤلاء يحاولون حفر قبرهم بالملعقة

قامت بإزالة كل الملصقات ومزقتها ثم ذهبت للصف...لكن الصدمة أنها وجدت المزيد منها معلقا على الجدران
-كارلا:ياله من جريء! يود الموت مباشرة؟

قامت بإزالة كل الملصقات أيضا وهي تكتم غضبها العارم ثم نظرت لبقية الأعضاء
-يونجون:بمن تشكين؟
-كارلا:لو لم يكن ريك مطرودا لقلت أنه هو
-نينا:كارلا لديها الكثير من الأعداء لذا أظن أن الكل مشكوك بأمرهم
-يونجون:لكن من أين أتى هذا الشخص بصورتك وأنتِ تدخنين؟
-كارلا(بتجهم) :لا أعلم...لكن مقصده منها بالتأكيد توريطي مع والدي
-يونجون:صحيح...لقد أمسك ضدك دليلا قاطعا لا يمكن إنكاره

في استراحة الغداء ذهبت كارلا لخزانتها لتضع أغراضها فوجدت كل الخزائن عليها ملصقات لها أيضا...كان الجميع من حولها يتحدثون عنها ويتهامسون وهذا ما أغضبها للغاية...لكن المقلق في الموضوع الآن أن عليها تفقد كل الأماكن ونزع الملصقات منها لتضمن أن أباها لن يراها

طفح الكيل بها فذهبت لغرفة كاميرات المراقبة لترى التسجيلات ولكن عندما راجعتها اكتشفت أن الملصقات موجودة فقط في أماكن لا يصلها التصوير
-كارلا(باستغراب) :غريب! هذا الشخص الذي فعل ذلك يبدو كما لو أنه يعرفني جيدا ويعرف طرق تحقيقي بالضبط!

لحقت برفاقها نحو الكافيتيريا بينما كان سوبين ذاهبا لخزانته...وعندما رأى الملصقات حمل أحدها وقام بقراءته
-سوبين:أحدهم يحاول إزعاج كارولين!

فجأة سمع صوت المدير من مكبر الصوت يريد منه التوجه لمكتبه لذا ذهب إليه وخبأ الملصق في محفظته
-الأب:تشوي سوبين...لقد تلقيت الكثير من الشكاوي من الأساتذة يخبرونني فيها بأنك تنام في أغلب الحصص
-سوبين(بحزن) :آسف بشأن ذلك
-الأب:أخبرني ما الذي يجري معك؟
-سوبين(بحزن) :لا شيء
-الأب:أخشى أنك إن لم تخبرني فسأضطر لاستدعاء والدتك
-سوبين:لا أرجوك...من فضلك حضرة المدير...أعدك أنني سأبذل جهدي وأتحسن...فقط امنحني فرصة
-الأب:وعد؟
-سوبين:نعم...وعد
-الأب:حسنا...سنرى خلال هذا الشهر...إن لم تتحسن سأستدعي والدتك
-سوبين(بسعادة) :شكرا حضرتك...شكرا جزيلا

مرت أيام وكارلا تتعرض للإزعاج من تلك الملصقات...وحتى الآن الفاعل مجهول ولا أحد يعرف عنه أي شيء

كانت في كل صباح تأتي باكرا وتمزقها قبل أن يراها والدها ولكن رغم ذلك تعرضت سمعتها للتشويه وأصبحث حديث الكل لأنها تدخن رغم كونها فتاة وقاصر

ذاك اليوم في درس اللغة الكورية طلب الأستاذ من الطلاب بالتناوب أن يقوموا للسبورة ويحلوا الأسئلة وعندما جاء دور هيلسي صعدت وكتبت كلمة "ظهر" بطريقة خاطئة...فمن المفروض أن تكتب (뒤) ولكنها كتبتها (퇴)

استغرب من الأمر فهذه ليست المرة الأولى التي يرى فيها هذه الكلمة تكتب بشكل خاطئ...وبعد أن أخرج الملصق الذي يسيء لكارلا من حقيبته أدرك أن هناك تشابها كبيرا في الخط وفي الخطأ الإملائي أيضا
-سوبين(يفكر) :أليست تلك الفتاة من عصابتها؟

بعد انتهاء الدوام وبينما كارلا تجمع أغراضها لتغادر أوقفها سوبين
-سوبين:لنتحدث...موضوع طارئ

نظر رفاق كارلا الثلاثة لها فتنحنحت من الإحراج
-كارلا:ألم أقل لك أن لا تكلمني مجددا حتى موعد الرحلة المدرسية؟
-سوبين:أعلم...لكن هلاَّ استمعتِ لي؟ إنه أمر مهم جدا
-كارلا:لا

تجاهل كلامها وشدها من ذراعها وأخذها خارج الصف
-كارلا(بحدة) :ما هذه الوقاحة؟!
-سوبين:كارولين...لا تثقي بهيلسي...لقد رأيت اليوم دليلا على أنها من نشرت تلك الملصقات عنك
-كارلا:أمجنون أنت؟! إنها فرد مهم من عصابتي وهي صديقتي المفضلة...كيف تخونني خيانة كهذه؟
-سوبين:أعلم ان الأمر صعب للتقبل...لكن هيلسي اليوم كتبت كلمة ظهر بشكل خاطئ وعندما قارنتها مع ما كتب في الملصق وجدت...
-كارلا:ما هذا الدليل السخيف؟ كل شخص معرض ليسهو في الإملاء
-سوبين:أعلم...لكن كل ما أردت قوله أنها قد تكون الفاعلة لذا خذي حذرك
-كارلا:كم أنت سخيف! ألهذا ضيعت وقتي؟! حسنا لننسى الموضوع...لا تكلمني مجددا مفهوم؟
-سوبين:كما تريدين

لحقت برفاقها وبقي سوبين يراقبها من الخلف
-سوبين:على الأقل حاولت...لا أريد أن أسكت وأتستر على الموضوع فقد يكون حقيقة فعلا



عدل سابقا من قبل بثينة علي في الثلاثاء فبراير 07, 2023 11:02 pm عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1234
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة مُرَاهِقَة جَانِحَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة مُرَاهِقَة جَانِحَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة مُرَاهِقَة جَانِحَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الأربعاء مايو 25, 2022 5:42 pm

رواية مراهقة جانحة : الفصل الخامس



حان وقت الرحلة المدرسية وكانت كارلا على أتم استعداد وتبتسم طوال الوقت خاصة حين تتذكر أن الأستاذة يوكو ستكون معهم في الرحلة وترافقهم لساعات طويلة...ولكن الجميع لم يتوقفوا عن الحديث عنها بسبب الملصقات التي ظهرت مؤخرا

ركب الجميع الحافلة وعند وصولهم لقصر "غيونغبوك" نزلوا وتفقدتهم الأستاذة وسجلت أسماءهم جميعا
-أ.يوكو:انتباه...حين ندخل من مدخل القصر عليكم المضي لإنجاز بحثكم والتقاط الصور...وبإمكانكم أيضا رؤية المعالم التاريخية وسؤال الموظفين عنها حين تجدونهم في الداخل...لكن لا أريد أي مشاكل...مفهوم؟
-الطلبة:مفهوم

دخل الجميع لداخل القصر وانتشروا...كانت كارلا أيضا على وشك أن تذهب لالتقاط الصور بمفردها لكنها سمعت سوبين من الخلف ينادي عليها
-كارلا(بهمس) :مزعج
-سوبين:كارولين...كيف حالك؟
-كارلا:بخير
-سوبين:لم تنسي مجددا أننا سنعمل على البحث معا صحيح؟
-كارلا(بتجهم) :كلا...لم أنسى
-سوبين:هيا...لدينا الكثير لنقوم بتصويره
-كارلا:هل لديك كاميرا؟
-سوبين:لا
-كارلا:وبماذا سنصور؟
-سوبين:هاتفي

أخرج هاتفه من ماركة سامسونغ قديم الإصدار
-كارلا:تنحى جانبا

أخرجت من محفظتها هاتف "آيفون 11 برو ماكس" ولوحت به متباهية أمامه
-سوبين:ممتاز...هكذا ستكون فرصة نجاحنا في البحث أكبر

بدأ الجميع بالتقاط الصور لكل مناطق القصر من الباحة إلى داخل القصر والأغراض التي فيه

وبعد أن انتهوا تقريبا ذهبت كارلا لأحد الأروقة الصغيرة فوجدت لافتة مكتوب عليها "ممنوع الدخول"
-كارلا:يجب أن ندخل
-سوبين:لكن هذا ممنوع
-كارلا:هههههه لا أهتم
-سوبين:لكنني حقا لا أريد الوقوع في المشاكل
-كارلا:لا أحد أجبرك على الدخول معي

أزالت اللوحة بهدوء ودخلت...وعندما بقي سوبين وحده شعر بالخوف ولحق بها...وفي الداخل وجدا بهوا صغيرا يقود للجهة الأخرى من القصر وفيها حديقة جميلة يمر بها نهر
-كارلا:واو! مكان جميل
-سوبين:ترى لماذا لا يسمح لأحد بالمرور؟ المكان عادي

فجأة سمعا صوت أحد يتحدث لذا اختبآ خلف شجرة الكرز الكبيرة...كان الصوت يقترب منهما إلى أن وقف تقريبا بجانبهما...وبعد أن دققا عرفا أنه صوت هيلسي ومعها زميلتها في البحث "ميناه"
-هيلسي:واو! ألا توجد أغراض ثمينة هنا لنأخذها كتذكار؟
-ميناه:لا أنصحك بلمس أي شيء وإلا سنتعرض للمشاكل القانونية
-هيلسي:يالك من جبانة! لماذا لا تتشجعين قليلا وتكونين كعصابة الجانحين؟
-ميناه(بتجهم) :ببساطة...لأنني لا أريد جلب المشاكل لنفسي مثلكم
-هيلسي:كارلا كانت لتقضي عليكِ لو سمعت ذلك
-ميناه:فقط لنخرج فقد شاهدنا ما يكفي
-هيلسي:مهلا...دعيني أخبرك سرا عن كارلا ولكن لا تخبري أي أحد
-ميناه:ما هو!؟
-هيلسي:أنا من نشرت عنها كل تلك الملصقات
-ميناه(بصدمة) :لماذا؟!
-هيلسي:لأنها تستحق ولن أهدأ حتى يكتشف والدها الأمر...أنتِ تكرهينها صح؟ ما رأيك أن تساعديني في الانتقام منها؟
-ميناه:حسنا أنا أكرهها منذ حادثة مرهم الآلوفيرا لكنني أفضل الإبقاء على كرهي لنفسي
-هيلسي:لا تحتفظي به...إن اجتمعنا أنا وأنتِ فسندمرها وسأكون أنا زعيمة الجانحين وأضمك
-ميناه:أنا لدي سبب لأكرهها...لكن ماذا عنك؟ أليست صديقتك؟ ألم تعاملكِ بطريقة جيدة وتعتبركِ صديقتها المقربة؟
-هيلسي:لكن أنا لا أعتبرها كذلك...إنها مقرفة ومغرورة...حتى بالنسبة لنا نحن أفراد العصابة فهي تعاملنا بدونية وتأمرنا كما لو كنا خدامها...لا أعلم من تظن نفسها ولكنني أكاد أتقيأ كلما رأيت وجهها
-ميناه:احتفظي بمشاكلك لنفسك فالجدران لديها عيون وآذان

فجأة سمعتا صوت أحدهم من الخلف يقول "بل الأشجار لديها عيون وآذان" وعندما التفتتا وجدتا كارلا وسوبين خلفهما

تلون وجه هيلسي بالأزرق من شدة الرعب وتراجعت للخلف بخطوات مرتجفة
-كارلا(ببرود) :الشرور تأتي من اللسان حقا...لنتفاهم لاحقا...الآن لدينا بحث ننجزه

خرجت بسرعة وركضت متوجهة نحو خارج القصر...سوبين أيضا نظر نحو هيلسي وميناه ثم لحق بها فلم يجدها في بهو القصر

بحث عنها طويلا وحينما لم يجدها ذهب للخارج فوجدها جالسة على أحد الكراسي بجانب الطريق وهي مطأطئة رأسها...كان وجهها شاحبا وخالٍ من أي ملامح...كما لو أنها تلقت صدمة قتلت كل مشاعرها

اقترب منها شيئا فشيئا وحين أحست بوجوده أبقت ناظريها نحو الأرض
-كارلا(ببرود) :لا تظن أنني سأشكرك على تحذيري سابقا
-سوبين:لم أتوقع ذلك منكِ أساسا...ما فعلته كان لأجل أن لا أشعر بتأنيب الضمير لاحقا لأنني أخفيت عنكِ شيء مهما كهذا
-كارلا:انصرف الآن...أريد البقاء وحدي
-سوبين:حسنا

ابتعد قليلا ونظر من حوله فوجد مجموعة من البائعين يبيعون الأغراض التذكارية والحلويات فذهب يتجول عندهم

وبينما ينظر للأغراض وجد امرأة عجوزا غريبة الشكل تبيع حلوى سوداء صغيرة وأشكالها تبدو مسننة وغريبة
-سوبين:أووه هذه الحلوى...أتذكرها...كنا نأكلها حين كنا صغارا
-العجوز:ليست هي...حلواي مختلفة تماما عن أي حلوى قد تتذوقها في حياتك...تدعى حلوى الأمنيات...هي قادرة على تحقيق المعجزات لك

صار يرمش بعينيه مرات متوالية
-سوبين:أحقا هي كذلك؟
-العجوز:لا بد أنك تظنني مختلة عقليا...أخبرني...ألا تتمنى أن تتحسن حياتك؟
-سوبين:بلى
-العجوز:خذ منها وجرب
-سوبين:حسنا...أعطني واحدة

نظر خلفه فرأى كارلا ما تزال على حالها
-سوبين:مهلا...أعطني اثنتين

أخذ تلك الحلوى وذهب عند كارلا
-سوبين:ترااا...تفضلي...هذه الحلوى تبدو شهية...تلك العجوز هناك قالت أنها تحقق الأمنيات ههههه...مجنونة...اشتريتها فقط منها لأنني لا أريد إحراجها...ثم من مظهرها هي تبدو من الناس الذين يستغبون الآخرين لكسب المال

نظرت كارلا للخلف فلم تجد أي عجوز
-كارلا:أين هي؟
-سوبين:يبدو أنها غادرت سريعا

أخذت منه قطعة الحلوى ونظرت إليها ثم وضعتها في حقيبتها
-كارلا(ببرود) :محاولة جيدة لكنني أكره كل ما هو حلو

ثم حملت حقيبتها وغادرت فلحق بها...وبعد دقائق انتهت الرحلة وعاد الجميع لمنازلهم

في يوم الغد ذهبت كارلا للثانوية وعندما دخلت قاعة العصابة وجدت يونجون ونينا أما هيلسي فغير موجودة
-كارلا:من اليوم هيلسي خارج فريقنا...إنها خائنة...هي التي نشرت الملصقات
-نينا(بصدمة) :تمزحين!
-يونجون(بصدمة) :كيف تمكنت من فعل ذلك!؟
-كارلا:تريد الانقلاب علي...لكن خسأت...اليوم سننهي مسيرتها معنا
-نينا:هل ستطردينها من الثانوية؟
-كارلا:ربما لا...سأتركها هنا حتى يتسنى لي ضربها كل صباح إلى أن تمل وتطلب من والديها نقلها
-نينا:مذهل! أنتِ رحيمة بها على غير العادة
-يونجون:أهذه رحمة؟ كيف تكون الوحشية إذًا؟
-كارلا:أحضراها لي

في ذلك الوقت كانت هيلسي تتسلل ببطء في الثانوية محاولة تفادي الجميع...كادت تنجح في ذلك لكنها أحست بيد تمسكها من الخلف وتسحبها
-يونجون:كارلا تنتظرك...هيا بنا
-هيلسي(بخوف) :يونجون...دعني أذهب أرجوك...أنت صديقي ألست كذلك؟
-يونجون:آسف لكن خيانتك لكارلا تعني أنكِ تستطيعين خيانتي أيضا...أكره أمثالك...لنذهب

جرها وهي تقاوم إلى أن أدخلها القاعة المخصصة للعصابة ثم دفعها لتجثو أرضا

كانت كارلا جالسة في كرسي فاستدارت نحوها كما يفعل زعماء المافيا في الأفلام...طبعا فقط لتخلق جو الدراما والرعب
-كارلا(ببرود) :أهلا بالخائنة
-هيلسي(بخوف) :لقد كنت أمزح...هل صدقتِ حقا ما سمعتِه؟ أنتِ صديقتي المقربة فكيف أخونك؟
-كارلا(ببرود) :اسألي هذا السؤال لنفسك...أو أقول لك...لا تسأليه...فقط تحملي العواقب

شدت يدها وكشفت عن معصمها فظهر الوشم المشترك الذي وضعوه معا وتعاهدوا على أن يبقوا أصدقاء أوفياء
-كارلا(ببرود) :لم تعودي منا...لذا عليك خلعه

أشارت ليونجون فأعطاها سكينا حادا للغاية ثم مررته بهدوء على مكان الوشم محاولة إخافتها
-كارلا(ببرود) :سأزيل لكِ هذا الوشم بطريقتي...ودعي قطعة من جلدك
-هيلسي(ببكاء) :لاااا من فضلك...أنا آسفة...سأقوم بإزالته بنفسي وأحكه بالليفة حتى يختفي...رجاءً سامحيني

دفعتها فسقطت مستلقية على الأرض...وبسرعة نهضت واعتدلت كما كانت جاثية على ركبتيها
-كارلا(ببرود) :المؤسف في الأمر أنني لا أستطيع إيذاءك...مازلت أشعر بالوفاء ناحيتك...أحتاج وقتا وسأجعلك تدفعين الثمن...أعدك

استغرقت كارلا أياما حتى تشفى من الصدمة وبعدها قررت معاقبة هيلسي بالطريقة التي خانتها بها...قامت بنشر ملصقات في كل أنحاء الثانوية تحوي صورة لها وهي تدخن ومكتوب عليها "تدخين القاصرات أصبح موضة...إليكم أيضا من يدخن" وبسبب تلك الملصقات أصبحت منبوذة وابتعد عنها الجميع

بما أنها عطلة نهاية الأسبوع فقد أخذت كارلا جولة في المدينة على قدميها وراجعت بينها وبين نفسها الكثير من المواضيع...كانت ما تزال مجروحة من خيانة هيلسي لذا أصبحت خائفة من أن يخونها البقية وتبقى وحيدة...ورغم أنها لم تبين ضعفها أمام نينا ويونجون ولكنها في أعماقها ما تزال خائفة

بينما تتجول رأت شابا يركب مع حبيبته فوق دراجة نارية
-كارلا:أوووه هذا جميل! أتمنى لو كان لدى أحد رفاقي دراجة نارية لنركبها معا ونتسابق...سيكون الوضع حماسيا بجنون

ركضت نحو منزل يونجون فوجدته يساعد أباه الميكانيكي في ورشته
-كارلا:مرحبا يونجون...مرحبا عم سام
-سيد سام:مرحبا كارولين...كيف حال والديك؟
-كارلا:إنهما بخير...يسلمان عليك
-يونجون:سأنتهي خلال دقائق وآتي

بعد انتهاء يونجون أحضر له ولكارلا علبتي صودا
-يونجون:ما سر هذه الزيارة المفاجئة؟
-كارلا:هل تحب سباق الدراجات النارية؟
-يونجون:أووه كثيرا
-كارلا:ما رأيك أن تشتري واحدة ونركبها معا؟
-يونجون:أبي لن يوافق...اقترحت عليه الفكرة من قبل بالفعل وكاد يصفعني
-كارلا:لماذا؟
-يونجون:يقول أن ركوبها خطر وأنا شخص متهور...لا يهم...حين أكبر وأعمل سأشتري واحدة بنقودي
-كارلا:لا يمكنني انتظارك لذلك الوقت...أريد ركوبها فورا
-يونجون:ألستِ مدللة والديك؟ اطلبي منهما واحدة
-كارلا:مستحيل أن يوافقا
-يونجون:أنتِ خبيثة...لديكِ طرقك في إقناعهما

غمز لها فابتسمت بخبث...وبعد أن عادت للمنزل وجدت والدتها تقرأ كتابا فجلست بجانبها والبسمة تكاد تشق وجهها
-كارلا(بلطف) :أمي...هل تعلمين أنني أريد الذهاب للثانوية وحدي من الآن فصاعدا؟
-الأم:لماذا؟
-كارلا(بلطف) :أكره مرافقة والدي لي على الدوام
-الأم:أأفهم أنكِ تريدين الذهاب بالحافلة؟
-كارلا:لا...أريد وسيلة تنقل جديدة...ربما دراجة نارية
-الأم:أوووه لا تمازحيني...منذ متى الفتيات يقدن الدراجات النارية؟!
-كارلا:لست فتاة...انظري لملابسي...هل الفتيات يرتدين هذا؟
-الأم:أوووف كارلا...توقفي عن الكذب على نفسك...أنتِ فتاة...أعلم أنكِ تحبين الأسلوب الذكوري لكن الحقيقة لن تتغير
-كارلا(بتجهم) :لماذا أنجبتني فتاة؟ الفتيان حياتهم أروع وأكثر سهولة ويملكون دراجات نارية وينامون في الخارج ويفعلون كل ما يريدونه
-الأم:حتى الفتيات لديهن جانب مميز يتمناه كل الذكور
-كارلا:لو كان كذلك فلماذا أريد أن أكون ولدا؟
-الأم:مجرد قولك عبارة "أريد أن أكون ولدا" لن تجعل منك ولدا...الأنوثة موجودة فيك...في طباعك ولطفك وحنانك وتصرفاتك
-كارلا(بتجهم) :ما الذي أدى بنا لهذا النقاش؟ ألم نكن نتحدث عن الدراجة النارية؟
-الأم:بالمختصر...لن تحصلي عليها
-كارلا:حسنا...ربما أبي لديه رأي آخر
-الأم:أبوكِ لن يبذر المال على هذه التفاهات
-كارلا:وهل يشمل التبذير أيضا السيارة التي اشتراها لزوجته السابقة سيموني الآجوما أم لا؟

فجأة تحول وجه الأم لوجه مرعب مليء بالحقد والغضب فنهضت فورا وضربت باب غرفة الأب برجلها فأفزعته
-الأم(بغضب) :تشتري سيارة لسيموني؟ ما الذي تريده بالضبط؟ أخبرني إن كنت تريد العودة إليها وسأتفهم الموضوع بصدر رحب
-الأب:آه! مهلا...دعيني أشرح لك
-الأم(بغضب) :دائما حججك الفارغة...سئمت من تصديق تفاهاتك...لماذا تشتري لها سيارة في حين أنا زوجتك لم تفكر في شراء سيارة لي؟
-الأب:لكن لديكِ واحدة بالفعل وسائق خاص
-الأم(بغضب) :إذًا اشتري لابنتي دراجة نارية فورا
-الأب:مستحيل...أتريدين أن تعرضي حياتها للخطر؟ الدراجات النارية خطيرة جدا ويصعب التحكم بها
-الأم(بغضب) :مثلك تماما...لا تتحكم بك سوى سيموني التي تسوقك كالنعجة
-الأب(بحدة) :ما هذا الكلام؟! أنا وسيموني انفصلنا ولو كنت حقا مهتما بها فلماذا طلقتها وتزوجتك؟

حملت الأم الأغراض الوجودة في الغرفة وصارت ترميها يمينا وشمالا فالبعض منها تحطم لأشلاء والبعص الآخر بقي على حاله

كانت كارلا تستمع لشجارهما وعندما تطور الوضع للتكسير والتحطيم استسلمت وذهبت لغرفتها لتنام
-كارلا(بتجهم) :ليس هذا ما أردت أن تؤول إليه الأمور...على كل سأحاول مرة أخرى قريبا

في الغد ذهبت للثانوية والتقت برفيقيها
-يونجون:إذًا؟ هل نجحتِ في إقناع والديك؟
-كارلا:أبدا...حاولت التحايل ولكن لا شيء ينفع
-يونجون:طبيعي أن يرفضوا خاصة لو كانوا يعرفونك جيدا ويعرفون تهورك
-كارلا:أوووف...أتمنى حقا لو كنت ولدا...حينها لن يترددوا في شرائها لي وسأركبها بكل أريحية
-يونجون:أنا ولد أيضا ولكن لم يشتريها أبي لي لذا ابتهجي

فجأة رأوا من بعيد سوبين وهو يقترب منهم
-سوبين:مرحبا كارولين...هل...

قاطعته ممسكة بذراعه وأخذته بعيدا عنهما
-كارلا(بحدة) :هل أذكرك دائما بنفس القصة؟
-سوبين:أعلم أعلم...لكن تعلمين أن موعد تسليم البحث بعد يومين لذا علينا وضع التعديلات النهائية اليوم
-كارلا:كدت أنسى!
-سوبين:لنلتقي في نفس المكان غدا
-كارلا:لا...لا أريد أي مشاكل أو مطاردات مرة أخرى...لنلتقي في منزلي
-سوبين:حسنا...كما ترغبين

مرت لياليا بجانبهم فتوتر سوبين وصمت
-كارلا(بسخرية) :هههههههه هل تحبها؟
-سوبين(بخجل) :لا
-كارلا(بصراخ) :هيييي لياليا فتاة الإذاعة...تعالي هنا لدقيقة

فجأة تحجر سوبين في مكانه كما لو أنه رأى شبحا
-لياليا:نعم؟
-كارلا:ما أخبار الإذاعة؟
-لياليا:امممم جيدة؟
-كارلا:البرامج التي تقدمينها مؤخرا جميلة
-لياليا(باستغراب) :اممم شكرا

نظرت لياليا لسوبين فوجدته متحجرا كالتمثال وهمست بهدوء "غريب" ثم غادرت
-كارلا:ههههههههه انظر لشكلك
-سوبين(بخجل) :هذا ليس ممتعا
-كارلا:بل ممتع...ممتع جدا...انظر لنفسك كيف تبدو ههههههه...لماذا لا تعترف لها بمشاعرك فحسب؟
-سوبين(بخجل) :لا أستطيع...لا يمكنني الكلام بمجرد رؤيتها
-كارلا:هههههههه غريب

في الغد ذهب سوبين لمنزل كارلا وطرق الباب ففتحت له الخادمة
-سوبين:عفوا...هذا منزل المدير هان؟
-الخادمة:بلى
-سوبين:لا بد أنكِ والدة كارولين
-الخادمة:بل الخادمة
-سوبين(بدهشة) :أوه...فهمت

دخل المنزل فتفاجأ من الديكور والآثاث باهض الثمن وأدرك أن كارلا ثرية حقا

ذهبت الخادمة ونادت على كارلا بينما كانت والدتها في المطبخ وخرجت
-الأم:أوه مرحبا...أنت زميل كارلا من الثانوية؟
-سوبين:بلى...هل حضرتك أختها الكبرى؟
-الأم:ههههههههه أنت ظريف...أنا أمها

نظر لها من رأسها لقدميها فانصدم
-الأم:ههههه أعلم أنني مازلت شابة...أخبرني ما اسمك؟
-سوبين:تشوي سوبين
-الأم:اسم جميل...منذ متى أنت وكارلا أصدقاء؟
-سوبين(بتوتر) :منذ فترة قصيرة...جدا

خرجت كارلا نحو سوبين ثم شدته من ذراعه وأدخلته غرفة نومها...حين نظر من حوله تفاجأ من غرفتها التي تبدو كغرفة صبيان
-كارلا:هل جئت لتنجز البحث أم لتشكل صداقات مع عائلتي؟
-سوبين:آسف...فقط أمك لطيفة
-كارلا:ابدأ البحث فورا وإياك والخروج عن الموضوع الرئيسي وسؤالي عن أي شيء يخص عائلتي
-سوبين:حسنا

بدأ كلاهما البحث فجاءت الخادمة ووضعت أمامهما طبقا من فاكهة الموز
-كارلا(بحدة) :لا أحب الموز...قلتها مليون مرة
-الخادمة:لكن ليس في المنزل سواه...ثم اتركيه للضيف ليأكله
-كارلا(بحدة) :هل الضيف يأكل وأنا لا؟ أريد فاكهتي المفضلة حالا...اذهبي للسوق وأحضريها
-الخادمة:حاضر سيدتي الصغيرة

أخذت الخادمة طبق الفواكه وخرجت فأشفق سوبين عليها...لكن لم يرد أن تصرخ كارلا في وجهه هو الآخر وأكمل معها البحث

عادت الخادمة بعد ربع ساعة مع طبق من الفراولة وكوبي كولا
-كارلا:ممتاز...الآن يمكنني الأكل

نظرت لسوبين فوجدته يحدق بالطبق بطرف عينه
-كارلا:إن كنت لا تحب الفراولة فسأطلب منها إحضار شيء آخر لك
-سوبين:لا...لا داعي...أنا لا أمانع تناول أي شيء

خلال الفترة القصيرة التي تواجد فيها هناك أدرك أنها تمتلك ملايين الأشياء التي يحلم بها...لديها أهل يدللونها والكثير من النقود ومنزل رائع وثانوية كاملة باسم والدها تفعل فيها ما تشاء...لطالما تمنى الناس أشياء كهذه

رافقت كارلا سوبين للباب وهناك قابلت والدها وتمسكت بذراعه
-كارلا:أوووه أبي العزيز...كيف كان يومك؟
-الأب:ممتاز
-كارلا:هل غيرت رأيك في شراء دراجة نارية لي؟
-الأب:لا...أبدا
-كارلا(بانزعاج) :لا تكلمني مجددا إذًا
-الأب:لا تغضبي...سأشتري لكِ سيارة بدل ذلك...العام القادم...ما رأيك؟
-كارلا:أووه عندها سأصبح في الثامنة عشرة وأحصل على رخصة
-الأب:بالضبط
-كارلا:اتفقنا

قبلت خد أبيها ثم دخلت معه المنزل وسوبين ما يزال يراقبهما...ومجددا شعر بالغيرة من حياتها التي تبدو مثالية للغاية وحسدها كثيرا



عدل سابقا من قبل بثينة علي في الثلاثاء فبراير 07, 2023 11:31 pm عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1234
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة مُرَاهِقَة جَانِحَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة مُرَاهِقَة جَانِحَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة مُرَاهِقَة جَانِحَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الخميس مايو 26, 2022 8:39 am

رواية مراهقة جانحة : الفصل السادس



في نهاية اليوم استلقى سوبين في فراشه وأخرج دفتر ملاحظاته وبدأ بكتابة خاطرة جديدة له فحواها "اليوم أدركت شيئا مهما...زميلتي كارولين من الصف تملك حقا حياة مثالية...أحسدها كثيرا...لديها المال والشعبية القوية وكل طلباتها مستجابة...أمها أيضا تبدو في غاية الشباب أما أمي فهي تبدو عجوزا رغم أنها ما تزال في الأربعينات...أمي مريضة جدا مؤخرا أما والدتها فتتمتع بصحة جيدة...والدها يحبها ويدللها وسيشتري لها سيارة بينما أنا سأحتاج سنوات من العمل الجاد لأحصل على واحدة...فقط لو كان لدي حياتها لكنت أنا وأمي بألف خير"

أنهى خاطرته ثم أعاد الدفتر لحقيبته ولكنه رأى قطعة الحلوى التي اشتراها في الرحلة المدرسية وحدق بها للحظات وتأمل شكلها الغريب

في نفس الوقت أيضا كانت كارلا تعاني من عدم قدرتها على النوم لذا فتحت درج المكتب لتخرج حاسوبها لكنها وجدت قطعة الحلوى التي أعطاها لها سوبين يوم الرحلة...بقيت تحدق بها هي الأخرى وتذكرت عندما أخبرها أنها تحقق الأمنيات
-كارلا:تشه...قد يبدو سخيفا...لكنني أتمنى أن أستيقظ غدا وأجد نفسي قد تحولت لولد...رغم أن هذا قد يبدو مستحيلا

وضعت قطعة الحلوى في فمها وابتلعتها وفي نفس الوقت ابتلع سوبين قطعته
-سوبين:أتمنى لو كانت لدي حياة مثالية ككارولين...فقط لأسبوع واحد...هذا ما أتمناه

خلدا للنوم وغاصا قي نوم عميق أشبه بالغيبوبة...كانت تلك الليلة غريبة عليهما وأحسا فيها براحة كبيرة كما لو أنهما سافرا لعالم السعادة الأبدي

في صباح اليوم التالي استيقظ سوبين مرتاحا جدا كما لو أنه نام لسنوات وأشبع رغبته بالنوم طويلا

كان أول شيء أحس به هو فرشة السرير التي تبدو من القطن المريح والغطاء والوسادة اللذان يشعرانه بشعور جيد
-سوبين:امممم مريح

فتح عينيه ونظر من حوله فأدرك أنه ليس في غرفته...تلك الغرفة تبدو مألوفة جدا ولكنه لا يتذكر أين رآها
-سوبين:أين أنا؟

وضع يده على رأسه فأحس بشعره أطول من المعتاد فتوجه نحو المرآة ركضا ونظر لنفسه لكن انعكاسه كان كارلا
-سوبين(بصراخ) :آاااااا لقد تحولت لكارولين

في نفس الوقت استيقظت كارلا من النوم ومن شدة كسلها لم تلاحظ حتى أنها ليست في غرفتها...توجهت نحو المرآة لتمشط شعرها فرأت انعكاس سوبين
-كارلا:سوبين النعسان؟! ماذا تفعل في غرفتي؟!

رمشت بعينيها للحظات ثم رفعت يدها وانصدمت بأن انعكاس سوبين أمامها يتحرك مثلها بالضبط...وحتى صوتها أصبح خشنا كصوت رجل
-كارلا:ها! هل ما زلت نائمة؟!

قامت بفرك عينيها بقوة ونظرت للمرآة مجددا وأخيرا أدركت ما يجري
-كارلا:لقد صرت ولدا! أمنيتي تحققت!

وضعت يديها على وجهها تتلمسه بابتسامة ثم لمست صدرها نزولا إلى ساقيها
-كارلا:مهلا...لماذا سوبين بالضبط؟! وإذا كنت أنا هنا في جسد سوبين فإذًا سوبين موجود في جسدي؟

-------------

ملاحظة : حين أكتب "سوبين" معناها سوبين يتكلم في جسد كارلا...وعندما أكتب "كارلا" معناها كارلا تتكلم في جسد سوبين

---------------------

كان سوبين في منزل كارلا في ذلك الوقت يركض في أنحاء الغرفة...لم يعرف ما يفعل حتى وبمن يتصل...بحث عن هاتفه فلم يجد سوى هاتف كارلا الآيفون فأعاده إلى مكانه وخرج من الغرفة

كانت والدة كارلا متوجهة نحو الحمام وكانت ما تزال ترتدي ملابس النوم القصيرة المكشوفة لذا تراجع للخلف وغطى وجهه
-سوبين(بصراخ) :لاااا آسف سيدتي...آسف
-الأم(باستغراب) :كارلا! لماذا تنادينني بسيدتي؟!

لم يجبها وركض حافي القدمين خارج المنزل بملابس نوم كارلا وكان مظهره يبدو كالمجانين

وصل أخيرا لمنزله فصار يضرب الباب بهستيرية ويصرخ بأعلى صوته
-سوبين(بصراخ) :أمي...أمي....افتحي لي الباب...أنا سوبين...لن تصدقي ما حصل

واصل الطرق والصراخ ثم تذكر أن والدته مصابة بكسر في ساقها لذا لن تستطيع النهوض بسهولة...لكن وسط تفكيره انفتح الباب وخرجت كارلا داخل جسده
-كارلا:أووه هذه أنا! لم أكن أعلم أنني جذابة هكذا من بعيد
-سوبين(بصراخ) :كاروليييين...لقد حصلت كارثة
-كارلا:أعلم أعلم...لا داعي للصراخ...منظرك يبدو لطيفا وأنت أقصر مني هكذا هههههه
-سوبين(بصراخ) :كيف يمكنك إلقاء النكت ونحن هكذا؟!
-كارلا:لأن هذا ما تمنيته...لقد تمنيت أن أتحول لشاب...بغض النظر عن أنني تحولت لك وهذا بحد ذاته مرض لكنني راضية
-سوبين(بصراخ) :ماذا سنفعل؟! ماذا عن حياتنا وعائلاتنا ومدرستنا؟
-كارلا:بإمكان كل تلك الأمور أن تنتظر...أنا الآن شاااب وييييي

هتفت بصوت عالٍ فأمسكها سوبين من كتفيها وهزها مرات متوالية
-سوبين(بصراخ) :أنتِ مسرورة لكنني لست كذلك...أريد العودة لجسدي فورا
-كارلا:أووف حسنا...كم أنت ممل
-سوبين:مهلا...علي إعداد كوب قهوة لوالدتي

دخل للمنزل وقام بإعداد كوب قهوة ثم وضعه على المائدة لتستيقظ أمه وتجده وجر كارلا من ذراعها وأخذها خارجا
-سوبين:برأيك كيف انتهى بنا الأمر في جسدي بعضنا؟
-كارلا:بالنسبة لي أظنها حلوى الأمنيات...لقد تناولتها أمس وتمنيت أن أتحول لشاب
-سوبين:لكن هذا جنون...هل تصدقين شيئا اسمه حلوى الأمنيات؟
-كارلا:وهل تصدق تبادل الأجسام؟ أعلم أن لا حل آخر لك غير أن تصدق
-سوبين:أففف هذا صحيح...علينا البحث عن تلك العجوز فلعل لديها الحل
-كارلا:أي عجوز؟
-سوبين:التي باعتني قطعتي الحلوى
-كارلا:أووه صحيح...لا بد أنها تعرف الحل

استقل كلاهما الحافلة وذهبا لقصر "غيونغبوك" ووقفا في نفس المكان الذي قابل فيه سوبين العجوز المرة الماضية
-سوبين:من المفروض أنها هنا
-كارلا:ماذا لو كان لديها أيام محددة للعمل؟
-سوبين:سنرى

تجول سوبين على البائعين الموجودين في المنطقة لكن إجاباتهم كانت كالتالي:
-لا لم أقابل عجوزا تبيع هنا من قبل
-لم أسمع عنها
-أتقولين أن هناك عجوزا تبيع الحلوى هنا؟! لا أبدا...أنا هنا منذ أشهر ولم أراها
-لماذا ترتديان ملابس النوم في الخارج؟

وما زاد الأمر رعبا أن الجميع يقولون أن تلك العجوز غير حقيقية ولم يراها أي أحد من قبل
-كارلا:أمتأكد أن الأمر حقيقي؟ بدأت أظن أنك تتوهم
-سوبين(بتجهم) :وبماذا تفسرين تبادلنا للأجسام؟
-كارلا:لا بد من وجود تفسير علمي لذلك
-سوبين(بتجهم) :ما من تفسير علمي لذا لا تتعبي نفسك

نظرت له للحظات وابتسمت ثم شدته من خديه
-كارلا:أوووه ما ألطفني وأنا مرتبكة...لم أكن أعلم أن خداي لطيفان ولينان هكذا
-سوبين(بتجهم) :أهذا وقت وقوعك في حب نفسك؟ نحن نعاني مشكلة هنا
-كارلا:أووه ماذا لو كان هذا مجرد حلم وسنستيقظ منه؟
-سوبين(بتجهم) :حلم ها؟

كان بجانبه طاولة لبيع الكتب فحمل أحد الكتب وقرأ منه عدة جمل
-سوبين(بتجهم) :كلنا نعلم أن القراءة في الحلم مستحيلة لكنني قرأت الآن كما ترين
-كارلا:اممممم ماذا لو كنت أنا من أحلم وحلمت أنك تقرأ وهذا يجعل الحلم واقعي

ضرب رأسه بكفه وأعطى الكتاب لها فتمكنت من قراءة عدة جمل
-كارلا:معك حق...نحن لا نحلم

نظر إليهما البائع بحاجبين مقطوبين
-البائع:هل ستشتريان هذا أم ستستمران بتلويثه بالجراثيم؟

وضعت كارلا الكتاب مكانه ثم ركضت بعيدا مع سوبين
-سوبين(بحزن) :علينا إيجادها...لا يمكنني البقاء في هذا الجسد طويلا
-كارلا:أوووه ما ألطف وجهي وأنا حزينة
-سوبين(بحدة) :كارولين! توقفي عن الإعجاب بنفسك
-كارلا:أوووه وأنا أيضا مذهلة حين أغضب
-سوبين(بتجهم) :لا حل معك...يبدو أن علينا الاعتياد على الوضع مؤقتا
-كارلا(بحماس) :أتعني أنك ستسمح لي باستخدام جسدك مؤقتا؟
-سوبين(بتردد) :ن ن ن نعم...مؤقتا فقط...لكن اعتني به
-كارلا:مهلا...أحتاج دخول الحمام

سارت عدة خطوات ولكنه سحبها من الخلف
-سوبين(بصراخ) :لاااا إياك ودخوله إلا للضرورة القصوى
-كارلا:لكنها ضرورة قصوى

جلس أرضا وصار يلطم وجهه من الإحراج
-سوبين:قضي علينا...هذا محرج...ما الذي سنفعله إن بقينا هكذا للأبد...هذا محرج للغاية

بقيت تراقبه وترمش بعينيها باستغراب حتى انتهى من الدراما التي يقوم بها
-كارلا:هل أذهب للحمام أم لا؟
-سوبين:اذهبي وخلصيني

ذهبت للحمام العمومي بجانب الطريق وكانت ستدخل للقسم الخاص بالنساء لكننا تذكرت أنها لم تعد امرأة

فتحت الباب الخاص بالرجال ونظرت من حولها فبدا المكان عاديا وفيه رجل يدخن
-كارلا:هل لي بسيجارة لو سمحت؟
-الرجل:اشتري واحدة لنفسك
-كارلا:أووه...صحيح...أنا شاب هههههه يمكنني أن أدخن في الشارع وفي أي مكان أريده...أنا شاب هههههههه

ربتت على كتفه ثم دخلت المرحاض وهي سعيدة...كان الرجل مستغربا من تصرفاتها وظنها ثملة أو مجنونة لذا أكمل تدخين سيجارته وتجاهلها

بعد خروجها من الحمام وجدت سوبين ينتظرها وهو يخفي وجهه من الخجل
-سوبين:لنذهب
-كارلا:رأيت؟ لم يحصل شيء لذا لا تبالغ المرة القادمة

ركض بعيدا من شدة الإحراج نحو موقف الحافلة ووقف هناك إلى أن لحقت به وهي تسير بهدوء وتتبجح كما يفعل الرجال

بينما ينتظران الحافلة رأت كشكا قريبا فذهبت إليه وبعد فترة عادت وهي تحمل علبة سجائر في يدها
-سوبين(بصراخ) :لاااا ماذا تفعلين؟!
-كارلا:أريد أن أدخن كما ترى
-سوبين(بصراخ) :لا تدخني في جسدي
-كارلا:لماذا؟!
-سوبين(بصراخ) :لأنه جسدي...انتظري حتى تعودي لجسدك ثم افعلي به ما تشائين
-كارلا:أحقا لا تدخن؟
-سوبين:نعم
-كارلا:غريب! كل الشباب الذين أعرفهم يدخنون
-سوبين:ومن هم هؤلاء؟
-كارلا:هناك يونجون و...مهلا...لا أعرف شابا غير يونجون
-سوبين(بتجهم) :ليس كل الشباب متشابهين...أنا شخصيا أحب الحياة الصحية وآكل طعاما صحيا وأبتعد عن كل الأفعال الخاطئة كالتدخين والكحول وما إلى ذلك
-كارلا:حقا إنه لمضيعة للوقت أن تكون شابا
-سوبين(بتجهم) :ولماذا تظنين أن كلمة شاب متعلقة بكل شيء سيء؟
-كارلا:لأن هذه الحقيقة...أنتم الشباب عادي عندكم أن تخاطروا بحياتكم وتدخنوا وتثملوا وتناموا خارج المنزل وتغازلوا الفتيات وطبعا عند فعلكم لكل هذا فلا أحد يلومكم...بينما لو كانت فتاة فعلت أيًا من هذه الأشياء سيأكلها المجتمع
-سوبين:لا فائدة حقا من الكلام معك...أنتِ تفهمين كل شيء بشكل خاطئ ومهما حاولت معك فلن تفهمي
-كارلا:ولهذا لا تتدخل في شؤوني مجددا

وضعت السيجارة في فمها فأخذها منها ورماها في سلة القمامة
-كارلا(بحدة) :مزعج
-سوبين(بتجهم) :حافظي على جسدي مؤقتا فقط وعندما تستعيدين جسدك افعلي ما تشائين به

قطبت حاجبيها ووقفت تنتظر الحافلة معه إلى أن جاءت ثم ركباها وعادا للمنطقة التي يسكنان فيها وجلسا على جانب الرصيف
-سوبين:اسمعي...لنتفق على شيء...سأتظاهر أنني أنتِ وتظاهري أنني أنا مؤقتا حتى نجد حلا للمشكلة
-كارلا:ليست مشكلة بالنسبة لي...أحب كوني شابا
-سوبين(بتجهم) :وحذاري الكحول والسجائر
-كارلا(بتجهم) :فهمت

نظر لساعته فأدرك أنها الرابعة مساءً
-سوبين(بصدمة) :لا...لقد نسيت المقهى
-كارلا:أي مقهى؟
-سوبين:علي الذهاب

ركض عدة خطوات ثم تذكر أنه ليس في جسده لذا رجع عند كارلا وأمسكها من ذراعها وأخذها معه

وصلا للمقهى أخيرا فجاءت المديرة نحوه
-المديرة:تشوي سوبين...دوامك يبدأ الساعة الواحدة فلماذا لم تأتِ؟
-سوبين:آسف...كان لدي ظروف و...

نسي للحظة أنه لم يعد في جسده بل ذاك جسد كارلا الذي هو فيه
-المديرة(باستغراب) :من تكونين؟!
-سوبين:أوبس! آسفة...أنا صديقة سوبين وسأعمل مكانه مؤقتا لأنه مريض
-المديرة:مريض! لكن ها هو الآن بصحة وعافية!
-سوبين(بتوتر) :أعلم...لكنه متعب في أعماقه...أليس كذلك سوبين؟

نظر سوبين لكارلا فقطبت حاجبيها
-كارلا:بلى
-سوبين:رأيتِ...إنه متعب...سأحل مكانه لعدة أيام
-المديرة:وفي هذه الحالة لمن أعطي الراتب؟
-سوبين:لي...أقصد له...لسوبين الحقيقي طبعا
-المديرة(باستغراب) :الحقيقي؟!
-سوبين(بتوتر) :هههه كنت أمازحك...أعطيها لتشوي سوبين
-المديرة:أيًا يكن...اذهبي للعمل فورا إن كنتِ تريدين أن تحلي مكانه

اقترب سوبين من أذن كارلا وهمس بها
-سوبين(بهمس) :يمكنكِ المغادرة الآن فقد حلت المشكلة

ذهب بسرعة وارتدى مريلة العمل ثم بدأ يعمل كنادل ويعد القهوة للزبائن ويقدمها لهم...ورغم أن مهمة كارلا هناك انتهت إلا أنها بقيت في الخارج تراقبه من زجاج الواجهة وهو يعمل...كان يبذل أقصى جهده ويركض يمينا وشمالا وهذا جعلها تشعر بالاستغراب للحظات لأنها لم تتوقع أبدا أنه يعمل بدوام جزئي

بحلول الساعة العاشرة ليلا خلع سوبين مريلته ومسح أرضية وموائد المقهى ثم خرج من هناك متوجها للبيت...لكن إلى أي بيت سيذهب الآن فهو لم يعد سوبين بل هو كارولين وعودته لمنزله ستشكل علامة استفهام

على بعد خطوات رأى كارلا تقف في منتصف الطريق ومعها كيس
-سوبين:ماذا تفعلين هنا؟ لماذا لم تغادري بعد؟
-كارلا:هل تناولت العشاء؟
-سوبين:لا
-كارلا:تعال إذًا...لا تجعل جسدي يجوع كثيرا فأنا أصاب بالمغص إن لم آكل...ثم لا أريد فقدان الوزن فأنا جلد على عظم من الأساس

اقترب منها فأعطته الكيس الذي بيدها وكان يحتوي على سندويتشات من اللحم
-سوبين(بحزن) :لا يمكنني تناول هذا
-كارلا:ماذا تحب إذًا؟
-سوبين:الأمر ليس أنني لا أحبه...إنه غالي الثمن ولا أستطيع رده لكِ بما أنني أوفر المال
-كارلا:ومن طلب منك أن تدفع لي؟!
-سوبين:بدون مقابل؟
-كارلا:طبعا...كما قلت سابقا فعليك الأكل وإلا سيعود كل الضرر على جسدي

جلسا على جانب الطريق وبدأت كارلا بالأكل أما سوبين فأعاد السندويتش الخاص به للكيس
-كارلا:لا تقل أنك تشعر بالذنب لذا لا تريد الأكل
-سوبين(بحزن) :لا...لا بد أن أمي ستحتاجه أكثر مني
-كارلا:أمك؟!
-سوبين(بحزن) :لقد كسرت ساقها وتحتاج وقتا طويلا لتشفى وعلي الاعتناء بها
-كارلا:ماذا عن والدك؟ أين هو؟
-سوبين(بحزن) :متوفي...منذ كنت طفلا
-كارلا:آه...وإخوتك؟
-سوبين(بحزن) :لا أحد غيري
-كارلا:إذًا لهذا تعمل بدوام جزئي لتعيل أسرتك
-سوبين:أشعر بنعاس شديد...علي الخلود للنوم...فورا...كان يوما متعبا
-كارلا:أيها النعسان...لا تقل أنك ستنام...

لم تكمل جملتها حتى رأته يسقط للخلف ويغوص في نوم عميق...حينها فهمت قصته مع النوم...لطالما كان ينام في الصف بسبب العبء الثقيل الذي عليه وهي تظنه كسولا وفاشلا في دراسته

حملته على ظهرها وأوصلته إلى منزلها ثم أيقظته
-سوبين:أين الطعام؟
-كارلا:ها هو معي

أعطته كيس الطعام فأعاده لها
-سوبين:خذيه لأمي لو سمحتُ...أعلم أنها تنتظرني الآن لأعد لها العشاء لذا من فضلك...لا أريد أن أطلب منكِ الاعتناء بها فهذه مهمتي...فقط اجعليها لا تشك بنا...وبالنسبة للطعام لا تقلقي فأنا أيضا سآكل في منزلك
-كارلا:حسنا

سلكت كارلا الطريق نحو منزل سوبين في حين صعد هو لمنزلها وطرق الباب ففتحت له والدتها وعانقته بحرارة
-الأم:أووه كارلا...قلقت عليك...كيف تختفين ليوم كامل دون أن تخبرينا؟! حتى هاتفك تركتِه هنا
-سوبين:حقا؟!
-الأم:هيا ادخلي

أدخلته وأجلسته على الأريكة ثم اتصلت بالأب ليعود لأنه كان يبحث عن كارلا بسيارته في الخارج...وبعد عودته التموا جميعا عليها كما لو أنها كانت غائبة عنهم لسنوات
-الأم(بصراخ) :شوهوا...أحضري الطعام لكارلا
-الخادمة:حاضرة

أحضرت أصنافا عديدة من الطعام والفواكه ووضعتها بجانب سوبين لكنه لم ينطق بأي شيء
-الأب:ماذا حصل؟ أين كنتِ؟
-سوبين:أنا؟ كنت في الخارج
-الأب:لماذا لم تتصلي بنا أو تخبرينا أنك ذاهبة؟ منذ الصباح لم نسمع عنكِ أي شيء
-سوبين:آسفة
-الأم:لا بد أنكِ جائعة...تناولي الطعام هيا

أعطته العيدان وبقيت تشاهده وهو يأكل بهدوء...كلا الوالدين أحسا بشيء غريب فكارلا عادة ليست هادئة هكذا عند الأكل
-الأم:هل الطعام بارد أم أنه لم يعجبك؟ سأطلب من الخادمة استبداله
-سوبين:لا...من فضلك سيدتي...لا داعي لذلك
-الأم:سيدتي!
-الأب:سيدتك!

نظر كلا الوالدين لبعضهما من الصدمة وبعد أن أدرك سوبين أنه أخطأ حاول تصحيح خطئه
-سوبين:أقصد...أمي العزيزة...آسفة لهذا الخطأ

أكمل تناول الطعام بينما بقي الوالدان مشغولي البال بسبب تصرفات ابنتهما الغريبة

بعد انتهائه من تناول الطعام أخذته والدة كارلا للحمام ليستحم وجهزت له الخادمة الملابس التي سيرتديها وعندما نظر في المرآة شعر بالخجل من حقيقة أنه سيخلع ملابسه ويرى جسد فتاة
-سوبين(بتوتر) :يمكنني فعلها...فقط سأخلع ثيابي دون أن أنظر

قام بوضع يده أسفل القميص ورفعه قليلا ولكنه تراجع فورا وضرب وجهه بقوة
-سوبين(بصراخ) :لا يمكنني فعل ذلك

وبسبب خجله الشديد استحم بالملابس وعندما انتهى غيرها وهو مغمض العنين ومرفوع الرأس لأعلى

أما في مكان آخر فكانت كارلا ذاهبة لمنزل سوبين فوجدت مجموعة من الشباب يشعلون نارا على جانب الطريق ويشربون معا...ابتسمت بخبث ثم ذهبت نحوهم وجلست
-كارلا:مساء الخير شباب...لا تهتموا لي فأنا شاب مثلكم يحب اللهو والمرح
-رجل1:من أنت؟!
-كارلا:أخبرتك...أنا شاب مثلكم

انفجر الجميع من الضحك عليها ثم أعطوها زجاجة جعة
-رجل1:تبدو متحمسا...ما اسمك؟
-كارلا:امممم سوبين
-رجل1:جميل...كم عمرك؟
-كارلا:امممم 20
-رجل1:مذهل...للحظة ظننتك قاصر وكنت سأطردك من هنا
-رجل2:منذ متى تهتم للشخص إن كان قاصرا أو لا!؟
-رجل1:هههههه معك حق...لا أهتم...لنشرب نخب صديقنا الجديد

ضرب الجميع زجاجاتهم في بعضها ثم شربوها دفعة واحدة...ما هي إلا لحظات حتى دخلت كارلا في حالة ثمالة وصار الجميع يرقصون ويحتفلون ويغنون متناسين كل همومهم وأحزانهم



عدل سابقا من قبل بثينة علي في الأربعاء فبراير 08, 2023 2:09 am عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1234
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة مُرَاهِقَة جَانِحَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة مُرَاهِقَة جَانِحَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة مُرَاهِقَة جَانِحَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الخميس مايو 26, 2022 9:07 am

رواية مراهقة جانحة : الفصل السابع



بعد منتصف الليل ذهبت كارلا لمنزل سوبين وهي ثملة وعندما طرقت الباب فتحت لها والدته وكانت جالسة على كرسي متحرك لأن رجلها مغطاة بالجبيرة
-سيدة تشوي(بقلق) :بني...هل أنت ثمل؟!
-كارلا(بثمالة) :ههههه لا...من قال ذلك؟
-سيدة تشوي(بقلق) :تعال...اجلس

جلست على الأريكة وهي متعبة فأمسكت والدة سوبين بيدها
-سيدة تشوي(بقلق) :لقد اختفيت ليوم كامل وحتى أنك لم تأخذ هاتفك لذا شككت أن مكروها ما أصابك...أخبرني ما بك؟
-كارلا(بثمالة) :لا شيء...لا شيء مهم
-سيدة تشوي(بقلق) :أعلم أنك دائما تنكر ما تمر به...أنا آسفة لأنني ضغطت عليك مؤخرا...بسبب كسر قدمي تركت كل الأمور على عاتقك...أنت من تعيلني وتطبخ وتنظف وتدرس لامتحان الجامعة وأنا عالة عليك...آسفة بني...آسفة

عانقتها وبدأت بذرف الدموع...رغم أن كارلا كانت ثملة لكنها تذكرت تلك اللحظة بالتفصيل...تذكرت أن حياة سوبين حقا مليئة بالضغوطات التي لا يتحملها شخص قاصر...لكن رغم ذلك هو يبدو في كامل حماسه وابتهاجه

خلدت للنوم في غرفة سوبين ووجدت هاتفه على المنضدة...لحسن الحظ لم يكن به كلمة سر لذا تفقدته وأرسلت رسالة لهاتفها الآيفون كتبت فيها "هل نمت؟"

كان سوبين نائما بعمق في سريرها لكنه استيقظ حين سمع تنبيه الهاتف لذا فتحه من خلال بصمة الوجه ووجد رسالة
-سوبين:هذا رقمي! لا بد أن كارولين تحاول مراسلتي

قام بقراءة الرسالة ثم رد عليها "نعم كنت نائما...أخبريني كيف حال أمي؟"

ردت عليه "لا تقلق...أعطيتها الطعام وهي نائمة الآن"

رد عليها "أشكرك...والداكِ أيضا بخير وقد قلقا عليكِ اليوم لأنكِ اختفيتِ دون إعلامهما"

ردت عليه "سأرى بشأنهما لاحقا"

رد عليها "كارولين...دعينا نتقن دور بعضنا من فضلك...غدا سنذهب للثانوية لذا أرجوكِ خذي دوري بالشكل الصحيح"

ردت عليه "لا تقلق...سأفعل"

خلدا للنوم تلك الليلة وفي صباح اليوم التالي استيقظ سوبين أولا وخرج لغرفة المعيشة فوجد والدا كارلا يتناولان فطورهما
-الأب:واو! هذا مبكر! الساعة ما تزال السادسة والنصف صباحا
-سوبين(بتوتر) :ههه يبدو أنني نمت جيدا ليلة أمس
-الأب:ممتاز...جهزي نفسك وسأوصلك

اغتسل وتناول فطوره ثم ذهب للخزانة ليغير ملابسه...كانت كل ملابس كارلا رجولية لذا شعر بأنها ليست مناسبة للدراسة

بعد فترة خرج نحو والدة كارلا التي كانت تأكل فاكهة العنب بهدوء وهي تقرأ كتابا
-سوبين:عفوا...ولكن أين زي كارولين المدرسي؟
-الأم(باستغراب) :ها!
-سوبين:أعني...زيي المدرسي
-الأم(باستغراب) :لا أعلم...اسألي شوهوا

ذهب للخادمة وهي تغسل الملابس في الحمام
-سوبين:عفوا...هل تعرفين أين وضعت زيي المدرسي؟
-الخادمة:أووه...ربما رأيته قبلا لكن أين؟!

فتحت خزانة الحمام فظهر الزي المدرسي معلقا فيها وحوله العناكب والصراصير
-سوبين(بصدمة) :هل كان دائما هكذا؟
-الخادمة:لا أعلم...أنتِ لم ترتديه أبدا
-سوبين:وماذا أرتدي عادة؟
-الخادمة(باستغراب) :سيدتي الصغيرة! هل أصابك شيء؟ هل فقدتِ ذاكرتك فجأة؟
-سوبين:ما يوجد في خزانتي هو ما أرتديه أليس كذلك؟
-الخادمة(باستغراب) :نعم

صعد لغرفته مجددا وفتح الخزانة واختار منها أول شيء رآه
-سوبين:ملابس كارولين حقا من ماركات مشهورة! مذهل! طوال حياتي لم أحلم بارتداء شيء كهذا!

ارتدى ملابسها ثم ذهب مع والدها بالسيارة نحو الثانوية...عندما وصلا وجدا سيموني في الموقف
-سيموني:صباح الخير
-الأب:صباح النور سيموني

نظر الأب لسوبين على أنه كارلا
-الأب:كارلا...ألقي التحية على السيدة سيموني وهذه المرة لا للكلام المعيب
-سوبين:آه...مرحبا سيدتي...طاب يومك...آمل أنكِ بخير

انحنى لها بلطف مما جعلها تفتح عينيها من الصدمة...حتى والد كارلا تفاجأ للحظة
-سيموني(بتجهم) :لقد أحضرت الوثائق القانونية التي طلبتها مني...لندخل لمكتبك ونتناقش

سارت سيموني مع الأب ثم توقفت ونظرت للخلف حيث يقف سوبين
-سيموني(بحدة) :إياكِ وتدمير سيارتي مجددا
-سوبين:آه...حاضر

دخل سوبين الثانوية وكان كلما مر بأحد من الطلاب ابتسموا له...كانت هذه عادة الجميع مع كارلا فهم يتملقونها ليلفتوا انتباهها

وقف لبعض الوقت في ساحة الثانوية إلى أن أحس بيد تضربه على ظهره لدرجة أنها كادت تجعله يتقيأ
-نينا:كارلااااا...افتقدتك

عانقته وصارت تفرك وجهها بوجهه ظانة أنه كارلا لكنه شعر بالخجل ودفعها بعيدا
-سوبين(بتوتر) :يكفي...أظن أن مشاعركِ وصلتني
-نينا:ههههه أيتها الشقية...لماذا لم تردي على رسائلي هذين اليومين ولم تأتي حتى لزيارتي؟ لقد أعاد لي والداي هاتفي
-سوبين:انشغلت
-نينا:أوووه لا بد أنكِ تخططين لشيء شيطاني جديد...أخبريني
-سوبين:لا...ليس كذلك
-نينا:آه بالمناسبة...أنا ويونجون نريد اقتحام الديسكو الليلة فهل تأتين؟
-سوبين:لا أستطيع
-نينا:ها! ولماذا؟!
-سوبين:مشغولة
-نينا:كارلا! هل أنتِ مريضة؟!

تحسست جبهته فوجدت حرارته طبيعية
-نينا:جديا...لا تبدين بخير...هل قمتِ بأي شيء أمس؟
-سوبين:أووه بلى...تذكرت أنني مارست الرياضة لوقت طويل
-نينا(باستغراب) :أنتِ تمارسين الرياضة؟!

رغم محاولاته المتكررة لإصلاح الوضع لكنه في كل مرة يتسبب بتساؤل جديد...ومهما حاول محاكاة شخصية كارلا فقد كان دائما يفشل
-سوبين:أعني أنني قمت بنشاط يتطلب مجودا رياضيا لذا أنا متعبة
-نينا:هههههههههه قولي هذا من البداية...لا بد أنه شيء شيطاني...أخبريني
-سوبين:عفوا...لكن هل رأيتِ تشوي سوبين اليوم؟
-نينا(باستغراب) :تشوي سوبين! سوبين النعسان! لماذا تسألين عنه!؟
-سوبين:آه...نحن مشتركان في البحث معا...هل نسيتِ؟
-نينا:أووه صحيح...للحظة ظننت أنكِ تريدين الكلام معه ههههه
-سوبين(بتوتر) :ههههه لا أبدا

تأخر الوقت كثيرا وكاد الجميع يدخلون صفوفهم لكن لا أثر لكارلا على الإطلاق...انتظرها سوبين طويلا في الساحة وحين بقيت عدة ثوانٍ لبدء الدرس رآها من بعيد وهي تدخل من البوابة مرتدية ملابس عصرية وغالية الثمن وتضع مصاصة في فمها ونظارات شمسية وترفع شعرها لأعلى بطريقة جذابة...كانت تجذب انتباه الفتيات وأغلبهن وقعن في حب الأسلوب الجديد لتشوي سوبين...أو هذا على الأقل ما ظننه

فتح سوبين فمه من الصدمة ثم ركض وأخذها لرواق فارغ
-سوبين(بحدة) :ما الذي فعلتِه بجسدي!؟
-كارلا:أسلوب جديد...عصري وجذاب ويستحق كل المال الذي أنفقته
-سوبين(بحدة) :لكنه جسدي...أنتِ هكذا تشوهين سمعتي...وأين الزي المدرسي؟
-كارلا:لا أحتاجه فأنا ابنة المدير
-سوبين(بحدة) :هل أذكرك بأنكِ لم تعودي ابنة المدير؟ أنتِ الآن تشوي سوبين
-كارلا:أعصابك دود...أراهن أن لياليا ستقع بحبك إن رأتك هكذا
-سوبين(بحدة) :لا أريد للياليا أن تراني في هذا الوضع المزري...أعيدي لي جسدي إن كنتِ ستفعلين به ذلك
-كارلا:حسنا...وكيف يفترض أن أعيده لك؟
-سوبين:أوووف وهذه المشكلة...ما الحل؟ ماذا نفعل؟

صمتا ليفكرا للحظة ثم قفزت كارلا بحماس ورفعت يدها لأعلى
-كارلا:وجدتهاااااا
-سوبين:ماذا؟
-كارلا:رأيت في مسلسل بأن شخصين تبادلا الأجسام ولكي يعودا لطبيعتهما عليهما تقبيل بعضهما

قبل أن تنهي كلامها غادر وهو يغطي وجهه بكفيه فلحقت به
-كارلا:إنها مجرد فرضية...لماذا أنت متسرع في الحكم هكذا؟ لم أقل أنها صحيحة بل قلتها كحل مؤقت فقط
-سوبين:ارتدي زيك المدرسي
-كارلا:مممممم لا
-سوبين(بحدة) :كارولين!
-كارلا:هههههههه جسدك رائع...أنت طويل ورشيق لذا فالملابس تناسبك أكثر مني
-سوبين(بحدة) :لا تحكي لي قصة حياتك بل ارتدي الزي فورا

بينما يسيران قابلا الناظرة وهي تتجول بين الأروقة
-الناظرة:الصفوف بدأت...ماذا تفعلان هنا؟
-سوبين(بتوتر) :نعتذر عن ذلك...كنا فقط ذاهبين للحمام
-الناظرة:كارولين اذهبي...أنت...أين زيك؟

نظر سوبين نحو كارلا وعلى وجهه علامات القلق
-كارلا:زيي؟ لا أحبه ولا أريد ارتداءه...ثم مع قوام رائع كهذا ما حاجتي للزي المدرسي؟

صار سوبين يلطم وجهه من الإحراج والخوف في نفس الوقت
-الناظرة:ربما التحدث مع المدير سيحل الأمر؟ لسنا في عرض أزياء يا سيد تشوي
-كارلا(بتململ) :أيًا يكن

استدارت لتذهب لمكتب المدير لكن سوبين تمسك بها
-سوبين(بتوتر) :حضرة الناظرة...أنا من طلبت منه عدم ارتداء الزي
-الناظرة:ها! لماذا؟
-سوبين(بتوتر) :حتى أتمكن من رؤية قوامه الرائع...أنا معجبة به

رمشت الناظرة بعينيها عدة مرات ثم أدخلت إصبعها في أذنها لتتأكد من أنها تسمع جيدا
-كارلا(بصراخ) :هيييي أنت! ما الذي تقوله؟! أنا لست معجبة بك! لا تشوه سمعتي بأمور غير صحيحة
-سوبين(بهمس) :وهل يحق لكِ تشويه سمعتي وعدم ارتداء الزي المدرسي؟
-كارلا(بصراخ) :عدم ارتداء الزي ليس كارثة مثل الهراء الذي تقوله...تراجع عنه فورا...أخبرها أنه غير صحيح
-سوبين(بهمس) :لنجري اتفاقا...ما رأيك؟
-كارلا(بحدة) :انتظر فقط حتى أعود لجسدي وسأجعلك تدفع الثمن

كانت الناظرة تقف على بعد خطوات منهما وتستمع لتمتماتهما وهي ما تزال مصدومة إلى أن لاحظاها أخيرا
-سوبين(بتوتر) :هههه دعكِ منه...سيحضر زيه المرة القادمة دون شك...صحيح سوبين؟
-كارلا(بتجهم) :واصل أوهامك
-سوبين(بحدة) :صحيح حبيبي سوبين؟
-كارلا(بتجهم) :بلى
-سوبين:رأيتِ؟
-الناظرة:أووه حسنا...أتمنى أن لا يخلف وعده

تركتهم الناظرة وذهبت لعملها فتنهد سوبين براحة
-سوبين:الصف بدأ...هيا
-كارلا:مهلا...هل أحضرت هاتفي؟
-سوبين:بلى...سأعطيه لكِ في الاستراحة

دخلا الصف واعتذرا من الأستاذة بسبب تأخرهما
-أ.كو:سوبين! أين زيك؟

نظرت كارلا له فوجدته يقطب حاجبيه وفهمت مقصوده
-كارلا:نسيته في البيت...أعدك أنني سأحضره غدا
-أ.كو:حسنا...تفضلا

جلست كارلا في مكانها القديم لكن حين رأت الجميع يحدقون بها باستغراب تذكرت قصة تبادل الأجساد وذهبت للجلوس مكان سوبين

بدأ الأستاذ كو تسجيل الغياب لذا نادى على طلاب الصف واحدا تلو الآخر
-أ.كو:تشوي سوبين

نهض سوبين من مكانه ورفع يده ظانا أنه ما يزال في جسده لكن الجميع رمقوه بنظرات غير مريحة والبعض صاروا يضحكون بصوت خافت
-أ.كو:امممم كارولين! لقد ناديت سوبين وليس أنتِ...أم أنكِ تحتاجين شيئا؟
-سوبين(بتوتر) :ههههه لا...ظننت أنني سمعت اسمي...أعتذر

جلس مكانه ووضع يديه على وجهه ليخفي إحراجه...أما الأستاذ كو فبقي ينادي باسم "تشوي سوبين" بينما كارلا مشغولة بتعديل شعرها في زجاج النافذة إلى أن رمى عليها سوبين القلم
-كارلا:آه...حاضرة...أقصد حاضر
-أ.كو:ما بال الجميع اليوم؟!

بعد تلك الحصة جاء موعد حصة التاريخ مع الأستاذة يوكو وقامت بأخذ البحوث منهم إلى أن جاء دور كارلا وسوبين
-أ.يوكو:كارولين وسوبين...أعطياني البحث
-سوبين:آه...إنه مع كارولين

فجأة عم الصمت كل الصف من غرابة ما سمعوه...لحظات حتى أدرك سوبين أنه أتى بمصيبة
-سوبين(بتوتر) :أه...إنه معي

أخرج البحث من محفظته وأعطاه للأستاذة وفي نهاية الفترة الصباحية خرجا لساحة الثانوية
-سوبين:أوووه من الصعب حقا محاكاة حياتك
-كارلا:هههههه أما حياتك فليست بتلك الصعوبة
-سوبين(بتجهم) :إياكِ والتعامل مع البقية بسوء...سمعتي أصلا مشوهة بسبب نومي في الصف فلا حاجة لزيادة الأمر سوءً
-كارلا:لا تحمل هم

جاء نحوهما يونجون ونينا فصمتا على الفور
-يونجون(باستغراب) :ماذا تفعلان معا؟!
-كارلا:رفاق...دعوكم منه...لنذهب لتناول الطعام
-يونجون:نتناول الطعام معك أنت؟!
-كارلا:آه...قصدت سأذهب لتناول الطعام...وداعا كارلا
-سوبين(بتوتر) :لا تتركيني وحدي معهم

نظر سوبين للخلف فرأى كلاهما مستغربين منه ثم تنحنح من الإحراج
-يونجون:لقد دعاكِ بكارلا! أليس المفروض أن هذا الاسم متوفر لرفاقك وعائلتك فقط؟
-سوبين:حقا!
-يونجون(باستغراب) :ألا تعرفين ذلك؟
-نينا:ههههههههه دعها وشأنها فهي أكيد تمازحك...أخبرينا كيف جعلتِ سوبين يتحول لشاب وسيم في يوم وليلة؟
-سوبين(بتوتر) :لم أفعل له أي شيء
-نينا:أتعلمين؟ إنه الآن جذاب لحد الجنون...ماذا لو تقربت منه وواعدته؟
-سوبين(بتوتر) :لا أنصحك
-نينا:أووه صحيح...هو يحب لياليا...لكن من يهتم؟ أود مواعدته فقط لأنه وسيم...لا يهمني أمره أو من يحب ومن يواعد
-يونجون:أووه أصبحتِ مثلي ههههههههه...جميل أن يواعد الشخص دون التزامات وقواعد
-نينا:هل من حبيبات جديدات؟
-يونجون:بلى هناك واحدة...دعيني أحكي لكِ عنها

تنهد سوبين براحة بعد أن غيروا الموضوع أخيرا وبقي صامتا يستمع إليهما فحسب...كانا من حين لآخر يتحدثان بطريقة مخلة بالأدب لذا اضطر لتحملهما غصبا عنه

مر اليوم الأول على خير وكان فيه سوبين يلحق بأفراد العصابة فقط ويكتفي بالصمت لكي لا يسبب أي شكوك

بعد خروجه من الثانوية رأى الجانحين يتجهون نحوه
-يونجون:عليكِ المجيء معنا اليوم فنحن سنقتحم الديسكو
-سوبين:لا علاقة لي...لا أريد الوقوع في المشاكل
-يونجون(باستغراب) :ها! أأنتِ جادة؟

تذكر سوبين أن عليه التصرف ككارلا لكن رغم ذلك فهو لا يريد القيام بأي أفعال سيئة
-سوبين:تذكرت أن أهلي طلبوا مني العودة للمنزل باكرا...لدينا عشاء عائلي
-نينا:ها! مع من بالضبط؟!
-سوبين(بتجهم) :لا تهتما...سأغادر

خرج من البوابة وسار عدة خطوات لكنه سمع صوت أحدهم يناديه من الخلف
-نينا(بصراخ) :إلى أين؟ ألن تذهبي مع والدك في السيارة؟

قطب حاجبيه ثم عاد أدراجه متوجها نحو موقف السيارات...كان والد كارلا ينتظره منذ عشر دقائق وكاد يتصل ليسأل عن ابنته
-الأب:ها أنتِ ذا! ما الذي كنتِ تفعلينه؟
-سوبين(بتجهم) :لا شيء مهم...لنذهب

استغلت كارلا فرصة أنها شاب وقامت بالكثير من الأشياء التي لطالما تمنتها...أول ما فعلته هو أنها ذهبت لشاب رأته على جانب الطريق مع دراجته النارية
-كارلا:هل تعيرني دراجتك لساعتين؟
-الشاب:وكم ستدفع؟

أعطته حزمة من المال وأخذت الدراجة النارية وانطلقت بها بأقصى سرعة عبر المدينة...ومن شدة حماسها لم تضع الخوذة حتى بل تركت الهواء يلعب بشعرها طوال الطريق

ابتعدت تماما عن المدينة وسارت عبر الطريق السيار الواسع وهي تقود وترفع رأسها ويديها لأعلى وتصرخ بأعلى صوتها...كان جميلا لها أن تجرب شعور أن تكون شابا حرا لأول مرة...فالفتاة مقيدة في حياتها وتتعرض للانتقاد مهما فعلت

أنهت جولتها بالدراجة النارية وأعادتها لصاحبها ثم استلقت على الرصيف تحدق بالسماء بحماس والبسمة تكاد تشق وجهها

أخرجت هاتفها الآيفون من جيبها فوجدت رسالة من رقم سوبين كتب فيها "كيف حال والدتي؟ لم أستطع الذهاب للعمل اليوم بسبب أن والديك أجبراني على البقاء في المنزل والقيام بالواجبات المدرسية"

تذكرت كارلا أنها لم تذهب لمنزله مطلقا لذا ركضت إلى هناك مسرعة

حاولت والدة سوبين الطبخ بمفردها إلى أن سمعت كارلا تدق جرس الباب ففتحت لها
-سيدة تشوي:عزيزي...عدت أخيرا؟ تعال...لقد طبخت لك
-كارلا:امممم شكرا

جلست على المائدة وكل ما وجدته عليها هو خبز محمص وبيض مقلي
-كارلا(بحدة) :أتمازحينني؟ أنا لا أحب البيض...ثم ما هذا الطعام؟ لا يأكله حتى المتسولون
-سيدة تشوي:حقا؟! وماذا تريد أن تأكل بني؟
-كارلا(بحدة) :لا أريد أي شيء...دعيني وشأني

صعدت لغرفة سوبين وأغلقت الباب بقوة...نظرت من حولها فوجدت الغرفة فوضوية جدا بسببها...عندما جاءت إليها أول يوم كانت نظيفة ومرتبة ولكن يبدو أنها نسيت أن سوبين لا يملك خادمة لذا فهو مضطر لفعل كل شيء بنفسه
-كارلا:ترى ما الذي يخفيه سوبين في أغراضه؟! أشعر بالفضول هههههههه...هل من أسرار خطيرة وصدمات خارقة للطبيعة؟ قد يبدو شابا مملا ولكن متأكدة أنه يخبئ خلفه كوارث...هذا النوع من الشباب مثير للريبة

فتحت الخزانة ورأت كل الملابس والأحذية وكذلك الأغراض الجانبية

في الدرج السفلي رأت دفتر ملاحظات والذي كُتب فيه الكثير من الأمور الخاصة
-كارلا:ههههههه سيكون من الممتع معرفة كيف يفكر سوبين

بدأت بقراءة صفحاته وقرأت الكثير عن لياليا صاحبة البرنامج الإذاعي المدرسي والتي سوبين معجب بها...ومع كل جملة تقرأها تنفجر من الضحك أكثر

قرأت أيضا عن حياته الخاصة ومشاكله العائلية بحيث أن والده متوفٍ منذ طفولته ووالدته هي التي تعيله...وبسبب إصابتها بكسر في رجلها فهو الذي يعمل الآن ليعيلها وفي نفس الوقت يدرس ويطبخ ويقوم بالأعمال المنزلية ويحاول التخفيف عن أمه التي تجهش بالبكاء من حين لآخر بسبب قلقها عليه
-كارلا(ببرود) :من المفروض أن أتأثر ولكن لماذا لم يحصل شيء؟

وصلت للصفحة الأخيرة والتي كتبها قبل أن يتبادلا الأجساد بليلة واحدة وكان يحكي فيها كم أنه يحسدها على حياتها المثالية بينما هو يملك الكثير من الضغوطات والأحزان

في أحد الصفحات أيضا كان قد كتب "أود الانتحار ولكنني خائف من تدمير حياة أمي أكثر مما هي مدمرة...ليس لديها غيري لذا أنا مضطر للعيش لأجلها"

أحست كارلا بدمعة ساخنة تتسلل عبر خدها ولكنها لم تعرف السبب حتى...لطالما كانت عديمة المشاعر في التعامل مع الجميع ولكنها هذه المرة تأثرت حقا وشعرت بالحزن

سمعت مجددا صوت إشعار من هاتفها وعندما تفقدته وجدته رسالة من سوبين يقول فيها "ردي علي...أخبريني كيف هي أمي...لا تجعليني أقلق أكثر"

ورغم قلقه المتزايد فلم تعره أي اهتمام وأعادت الدفتر لمكانه وبقيت تلعب بهاتفها محاولة تناسي ما قرأت



عدل سابقا من قبل بثينة علي في السبت فبراير 11, 2023 11:58 am عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1234
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة مُرَاهِقَة جَانِحَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة مُرَاهِقَة جَانِحَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة مُرَاهِقَة جَانِحَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1السبت مايو 28, 2022 9:36 am

رواية مراهقة جانحة : الفصل الثامن



بقيت كارلا تعبث بهاتفها في غرفة سوبين إلى أن سمعت صوت جرس الباب وعندما ذهبت لتفتح وجدته سوبين بجسدها
-كارلا:ماذا تفعل هنا!؟
-سوبين(بتجهم) :لماذا تسألينني ماذا أفعل في منزلي؟
-كارلا:أعني أن الظلام قد حل...أهلي لا يسمحون لي بالخروج في هذا الوقت
-سوبين:هناك ما علي فعله

دخل المطبخ فوجد والدته تتناول الطعام
-سوبين:أووه مساء الخير سيدتي...أدعى كارولين...أنا رفيقة سوبين من الثانوية...كيف حالك؟ لا بد أنكِ تحتاجين المساعدة...انظري لهذا المنزل...يبدو غير مرتب...وهذه الأواني غير نظيفة...سأساعدك في تنظيفها

ذهب مباشرة للمغسلة وقام بجلي الأواني بينما والدته تنظر له وهي لا تفهم أي شيء

بعد أن انتهى من الأواني قام بتنظيف المطبخ ومسح الأرضية وأخيرا انتقل لغرفته ورتبها بعد الفوضى التي تركتها كارلا فيها
-سوبين(بحدة) :هل كنتِ تقيمين عرض أزياء هنا؟
-كارلا:حرفيا...نعم
-سوبين(بتجهم) :أود فقط لو تتوقفين عن التصرف ككارولين للحظة واحدة
-كارلا:تشه...أيًا يكن

واصل التنظيف إلى أن رأى دفتر ملاحظاته موضوعا بين حزمة الملابس
-سوبين(بتوتر) :لا تقولي أنكِ قرأتِ ما بدفتري
-كارلا:آه...ذاك الدفتر؟ ما قصته؟ هل هناك شيء مميز فيه؟
-سوبين(بتوتر) :لم تقرئيه صحيح؟
-كارلا:أبدا...ظننته شيئا يخص الدراسة

حضن سوبين الدفتر ثم أبقاه معه
-سوبين:الحمد لله

حاولت كارلا إخفاء ملامح وجهها فقد كذبت عليه في قولها أنها لم تقرأ ما في الدفتر...لكنها لم ترد إحراجه...ذاك الدفتر يحتوي حياة سوبين باختصار وليس من حق أحد قراءته

خرجت من الغرفة فوجدت والدة سوبين تجر كرسيها المتحرك نحو غرفتها
-سيدة تشوي:سوبين...تعال

لحقت بها نحو غرفتها
-سيدة تشوي(بهمس) :من تكون هذه؟ ولماذا تتصرف بغرابة؟
-كارلا:زميلتي من الصف
-سيدة تشوي:ولماذا تتنقل في البيت كما لو أنها تعرفه وتقوم بتنظيفه؟ وفي منتصف الليل!
-كارلا:ألا تحبين المساعدة من الآخرين؟
-سيدة تشوي:الحقيقة...لا أشعر بالراحة لها فأنا لم أقابلها ولا مرة ولكننها تتصرف كما لو أنها تعرفني منذ سنوات
-كارلا:لا تقلقي...يبدو أنها تحب فعل الخير

في صباح اليوم التالي التقى كل من سوبين وكارلا في الثانوية وكانا ما يزالان على نفس الحال متبادلي الجسد...هذه المرة ارتدت كارلا الزي المدرسي خوفا من أن يفضحها سوبين

كانت قلقة من أن يراها البقية معه لذا اختارا مكانا لا يوجد فيه أي طلاب
-سوبين(بإحباط) :لم يتغير شيء...ظننت أنني سأستيقظ ذات يوم وأجد نفسي قد عدت لجسدي
-كارلا:مازال الوقت مبكرا
-سوبين(بتجهم) :مبكر بالنسبة لك...أنا لا يعجبني أن أكون فتاة...ثم حياة الفتاة صعبة وأهلك منعوني من الخروج في الليل خوفا من أن أضيع مجددا...ما هذه الحياة المقرفة؟!
-كارلا:أوووه جيد أن هناك شابا اعترف أخيرا بأن حياة البنات مقرفة
-سوبين:علينا العودة لقصر "غيونغبوك" فلعلنا نجد العجوز هناك
-كارلا:أوووه كفى...نحن نتعب أنفسنا...مستحيل أن نجدها هناك
-سوبين:تقولين هذا لأنكِ تستمتعين بحياتي كشاب
-كارلا:حسنا...لن أنكر ذلك

فجأة سمعا صوت أحدهم ينادي باسم "كارولين" من الخلف فالتفتا كلاهما...كان الصوت قادما من لياليا فتاة الإذاعة وكانت تحمل في يدها ورقة ثم اقتربت من سوبين ظانة أنه كارلا
-لياليا:كارولين...لقد قرأت إجاباتك على الأسئلة لكن لا أفهم لماذا رسمتِ عليها صورا عشوائية...أعلم أنكِ لا تهتمين لكن على الأقل كان عليكِ ترك الورقة فارغة

بينما لياليا تحدث سوبين ظانة أنه كارولين كان متجمدا مكانه من الخجل وتحول لون خديه للأحمر
-لياليا:من فضلك لا تتصرفي هكذا فأنا لم أخطئ بحقك في أي شيء لتسخري مني هذه السخرية...أعلم انكِ ابنة المدير لكن هذا مبالغ فيه جدا

نظرت كارلا لأقدام سوبين فوجدتها ترتجف وبالكاد استطاع الحفاظ على وقفته وتوازنه
-كارلا(تفكر) :علي إنقاذه قبل أن يغمى عليه

جرته من قميصه وأخذته لرواق آخر فارغ متجاهلة لياليا وقد كان شكله كالإسفنجة المبلولة يتمايل يمينا وشمالا

أمسكته من ياقة قميصه وثبتته بالحائط بقوة فأحست باضطراب تنفسه ونبضات قلبه
-كارلا(بحدة) :أنت حقا غبي وجبان...كيف تشعر بالخجل رغم كونك شاب؟! لو أنك ولدت فتاة كان أفضل لك

احتاج سوبين للحظات حتى يعود لرشده ثم جلس أرضا وعانق ساقيه
-سوبين(بهدوء) :عندما تكلمني...أشعر أنني أفقد الوعي
-كارلا(بتجهم) :افقد الوعي في جسدك لا جسدي...إن كنت تحبها لهذه الدرجة فأخبرها فحسب
-سوبين:لا أملك الجرأة
-كارلا:مهلا...أنا أنت الآن...أتريد أن أساعدك؟ هل أعترف لها بدلا عنك؟
-سوبين(بتوتر) :لا لا لا...من فضلك لا...أرجوكِ...خطوة كهذه تحتاج تخطيطا طويلا...ماذا لو رفضتني؟ ماذا لو أنها مرتبطة؟ ماذا لو كانت تحب آخر؟
-كارلا:لن تعرف حتى تسألها بنفسك
-سوبين:كما أخبرتك...أحتاج تخطيطا طويلا لذلك...وشجاعة كبيرة...وجرأة أيضا

دخلا للصف وبدأت الحصة مع الأستاذ مورس...كان كل منهما شارد الذهن وينظر للآخر لدرجة أن نينا ويونجون لاحظا ذلك

بعد نهاية الحصص الصباحية كان سوبين سيجمع أغراضه ويذهب عند كارلا لكن نينا أمسكته من ذراعه وجرته للخارج
-نينا:عزيزتي كارلا...تعالي معي لأريكي شيئا ما
-سوبين(بانزعاج) :تشه ما هو؟
-نينا:بما أن لا أحد يسمعنا فلنتحدث بصراحة...هل وقعتِ في الحب مؤخرا؟
-سوبين:ها! لا
-نينا:أحد ما صارحني بأنه يحبك

لم يرد سوبين أن يتدخل في خصوصيات كارلا لذا حاول إغلاق الموضوع
-سوبين:آه...ربما ليس الوقت المناسب لإخباري
-نينا:بل هو الوقت المناسب...ذاك الشخص مهتم لأمركِ كثيرا لكنكِ لا تلاحظينه...يبدو أنكِ مهتمة بسوبين أكثر منه
-سوبين(بتوتر) :ههههه يبدو أنكِ فهمتِ الأمور خطأ...من قال أنني مهتم...أقصد مهتمة لسوبين؟
-نينا:ألستِ كذلك؟
-سوبين:لا
-نينا:ممتاز...إنها بشرى سارة...هل تريدين أن أخبرك من هو ذاك الشخص الذي يحبك؟

للحظة شعر بالفضول لذا أومأ برأسه أنْ نعم
-نينا:تشوي يونجون
-سوبين:ها! يونجون! تمزحين؟
-نينا:لست أمزح...لقد أراد مؤخرا إخبارك بذلك ولكن شعر بالخوف...هل من أمل أن أراكما معا؟
-سوبين(بتوتر) :لست الشخص المناسب لتسأليه هذا السؤال
-نينا:ههههههههه أنتِ غريبة...ومن أسأل إذًا؟
-سوبين:حسنا...لنؤجل الموضوع
-نينا:حسنا...يبدو أنكِ مشوشة جدا مؤخرا...سأترككِ تفكرين

بينما يسيران وصلا للحمامات
-نينا:أوه...تعالي معي للحمام
-سوبين(بخجل) :الحمام!؟
-نينا:أووه هيا...لا تتصرفي كما لو أنكِ لم تدخلي حمامات البنات في حياتك

سحبته من ذراعه وأدخلته لحمام الفتيات...حين نظر حوله لم يجد سوى مجموعة من الفتيات يثرثرن ويضعن مساحيق التجميل...وطبعا حين رأينه تبسمن له ظنا منهن أنه كارلا

على بعد خطوات منه رأى لياليا وهي تكلم صديقاتها وبالصدفة التفتت له وأول ما فكر فيه أنه من المحرج رؤيتها له في حمام الفتيات لذا ستتشوه صورته أمامها...للأسف نسي تماما أنه ليس في جسده ولن تتعرف عليه لكن رغم ذلك تحول وجهه لللون الأحمر وبقي يحدق بها بتوتر...استدارت نينا للخلف لترى ما يلفت انتباهه وبعد لحظات سمعت صوت شيء يرتطم بالأرض وحين استدارت وجدت سوبين قد أغمي عليه
-نينا(بقلق) :كارلا!

اجتمعت الفتيات حوله وقاموا بتبريد وجهه إلى أن عاد لوعيه بعد عدة دقائق...كان هذا موقفا محرجا حقا بالنسبة له ولن ينساه طوال حياته

بعد أن عاد لوعيه ذهب مع نينا للتجول في أنحاء الثانوية وهو يتمايل
-نينا:هل أنتِ بخير الآن؟
-سوبين(بتعب) :ظننت أن حالي سيكون أسوأ...لكن لا بأس...أستطيع رؤية الطريق أمامي الآن

بينما يسيران لمحا يونجون على بعد أمتار منهما مع فتاة وعلى وشك تقبيلها لولا أنه رآهما فتركها
-يونجون:اذهبي

بعد مغادرة الفتاة نظر يونجون نحو سوبين بنظرات غريبة...حتى سوبين هو الآخر بادله النظرات وبقيا هكذا إلى أن اقترب منه هو ونينا
-يونجون:انسيا ما رأيتماه...هذه الفتاة للتسلية فقط
-نينا:هههههه ولماذا تخبرنا بذلك؟ نحن نعلم
-يونجون:ما خطة اليوم أيتها الزعيمة؟
-سوبين:آه...خطة؟ لم أفكر في واحدة
-نينا:هل نذهب للتزلج في المساء يا رفاق؟
-يونجون:فكرة جيدة...في أي ساعة؟
-سوبين:لا أستطيع للأسف...لدي أمر مهم أنجزه
-نينا:مثل ماذا؟
-سوبين:مممممم لا تفكرا كثيرا...فقط دعاني أنجزه

تركهما وركض باحثا عن كارلا التي لم تظهر منذ فترة ولا بد أنها أوقعت نفسها في مشكلة

عندما مر بمكتب المدير رآها في الداخل ويبدو أنها واقعة في مشكلة لذا طرق الباب ودخل
-سوبين:أبي...هل تسمح لي بالدخول؟
-الأب:ادخلي كارلا

دخل سوبين ونظر نحو كارلا التي كانت جالسة على الكرسي وإحدى رجليها فوق الأخرى...جلسة تقلل من احترام المدير حقا لكنها لا تهتم البتة
-سوبين:ما الذي فعله؟
-الأب:لقد أمسكته يدخن في قاعة الصف

شهق سوبين شهقة قوية ووضع يده على فمه ثم قطب حاجبيه ونظر لكارلا التي كانت لا تبالي البتة
-سوبين(بلطف) :أبي...إنه صديقي...من فضلك لا تعاقبه
-الأب:منذ متى!؟
-سوبين(بلطف) :منذ فترة قصيرة...أرجوك دعه يغادر...كل المراهقين في سنه يخطؤون
-الأب:أعلم لكن يا عزيزتي علي الاتصال بوالدته فقد تمادى...
-سوبين(بصراخ) :لاااا...من فضلك...أتوسل إليك...أعدك أنه لن يفعلها مجددا...سأتولى حراسته بنفسي وأخبرك في حال فعلها...من فضلك
-الأب(باستغراب) :اممممم حسنا!
-سوبين:أووه جيد...والآن يا سيدة كارلا...أقصد سيد سوبين لنذهب و...

التفت خلفه فوجد كارلا قد غادرت...لحق بها ركضا فوجدها متوجهة للصف ولكنه وقف في طريقها
-سوبين(بحدة) :كيف تشوهين سمعتي بهذه الطريقة؟ أتريدين تدمير حياتي؟
-كارلا(ببرود) :اغرب عن وجهي...سأفعل ما يحلو لي ما دمت ولدا
-سوبين(بحدة) :لماذا لا تتوقفين عن كونكِ مثيرة للشفقة؟ ألا تفهمين أن هذا غير ممتع؟ حياتي ستذهب للهاوية بسببك...توقفي عن كونكِ غير مسؤولة على الأقل في جسدي فقط

أمسكته من ياقة قميصه وشدته نحوها...وفي نفس اللحظة مر بجانبهما يونجون ونينا فوقفا يستمعان لما يحصل
-كارلا(بحدة) :أتجرأ على قول هذا الكلام لي؟ ربما نسيت من أنا
-سوبين(ببرود) :لست نادما على أي حرف قلته...أنتِ حقا أسوأ شخص قد يتبادل معه الإنسان جسده

أزاح يديها عن رقبته بعنف ودفعها بعيدا...لقد وصل به الأسى لذروته...كان مستعدا للدخول معها في شجار لو تطلب الأمر لكن سمع صوت يونجون يتدخل ليفك الشجار
-يونجون(بحدة) :أنت...من تظن نفسك حتى تمسك كارلا بهذه الطريقة؟
-كارلا:تشه...هذا سخيف...أنت لا تعلم حتى عن من تدافع

أمسكها يونجون من ياقة قميصها ودفعها للخلف لتلتصق بالحائط ثم رفع يده الأخرى لأعلى مهددا
-كارلا(بحدة) :يونجون! ما بالك؟! ألا تعلم عن من تدافع؟

كان سوبين مستمتعا بالأمر فظهرت ابتسامة عذبة على شفاهه...لقد انقلبت الأدوار فعلا ووقعت كارلا في شر أعمالها...حينها فقط قرر أن يذيقها ما أذاقته ويشوه سمعتها هي أيضا

تمسك بذراع يونجون وأبعده عن كارلا
-سوبين(بلطف) :عزيزي يونجون...لا تلوث يديك به...هل تعلم أنك تبدو وسيما جدا اليوم؟
-نينا(بصدمة) :ها!
-يونجون(بصدمة) :ها!
-كارلا(بحدة) :ما الذي تفعله؟
-سوبين(بلطف) :عزيزي يونجون...ربما تأخر الوقت كثيرا ولكنني قررت أن أعترف لك...أنت أوسم مخلوق رأيته في حياتي وأنا واقعة بحبك منذ كنت في بطن أمي...فهلاَّ تعطيني شرف أن أكون صديقتك الحميمة والوحيدة؟
-كارلا(بحدة) :لاااااا توقف

تدخلت كارلا وأبعدتهما عن بعضهما
-كارلا(بحدة) :هذا غير صحيح...أنا لست معجبة بيونجون وأنت تحفر قبرك بالملعقة...سأريك
-سوبين(بحدة) :وماذا ستفعلين؟ هل تركتِ شيئا سيئا لم تفعليه أصلا؟
-كارلا(بحدة) :سترى

خلعت قميصها وبقيت عارية الصدر وبدأت تركض في أنحاء الثانوية مما جعل سوبين يلطم وجهه ثم انطلق خلفها يحاول إيقافها

بقيت نينا ويونجون في نفس المكان وهما يرمشان باستغراب
-نينا:واو يا صديق...نحن لا نرى هذه العجائب كل يوم!
-يونجون:غريب! هل هذان حقا كارلا وسوبين!؟ ما الذي يجري!؟ ولماذا يتصرفان كالمخبولين!؟

واصل سوبين الركض خلف كارلا إلى أن تعبت ثم أمسكها من رجلها وتمسك بها بقوة كي لا تهرب
-سوبين(بحدة) :خطوة واحدة وسأخلع ملابسي وأركض في الثانوية أيضا...ليس لدي شيء أخسره فهو ليس جسدي حتى

فتحت كارلا عينيها من الصدمة ووقفت مكانها فورا كالتمثال المتحجر...أما سوبين فلم يتوقع أن تتوقف حقا فحتى لو لم تستمع لكلامه فهو لن يجرؤ على فعلها لذا كان خائفا للغاية

بينما لياليا تمر بجانبهم توقفت لترى كارلا عارية الصدر وعندما رآها سوبين خلع سترته وغطى صدرها العاري ثم أدخلها لأحد الصفوف وأغلق الباب
-سوبين(بتعب) :يا إلهي! كان ذلك وشيكا
-كارلا:اسمع...لنتفق
-سوبين(بحدة) :كان المفروض أننا اتفقنا سابقا ولكنكِ خنتِ العهد
-كارلا:صحيح...لكن هذه المرة لن أفعلها...ما دمت تحافظ على كرامتي فلن أفعلها
-سوبين:جيد...رغم أنكِ لستِ أهل ثقة لكنني مضطر لأثق بك...وتذكري تهديداتي
-كارلا(بتجهم) :حسنا...هنا في الثانوية لن أفعل أي شيء

ثم ابتسمت بخبث وصافحته...وقالت في نفسها "ولكن في الخارج سأفعل كل ما يحلو لي"

بينما هما يتصافحان سمعا صوت جرس الحصص المسائية
-كارلا:أوبس! لم نتناول طعام الغداء بعد!
-سوبين(بتجهم) :بسببك

في المساء ذهب سوبين لمنزل كارلا وبينما ينجز فروضه المدرسية شعر بالقلق على والدته لذا أرسل رسالة لكارلا يقول فيها "كيف هي والدتي الآن؟" لكنها لم ترد عليه

ظل يرسل لها الرسائل وبعد نصف ساعة من الانتظار طفح به الكيل فقرر الذهاب هناك...ولكن بمجرد أن خرج من الغرفة رأى والدا كارلا يمسكان بالهاتف وكل منهما يشده نحوه
-الأم(بحدة) :لماذا لا تريدني ان أقرأ رسائلك؟
-الأب:هذه خصوصياتي
-الأم(بحدة) :خصوصياتك مع حبيبتك السكرتيرة؟
-الأب:عما تتحدثين؟ أنتِ تتوهمين بلا شك

أفلتت له الهاتف ثم ابتعدت عنه
-الأم(بحدة) :هناك سبب لشكوكي لذا لا تظن أنك الشخص البريء الذي تضيق عليه زوجته الخناق
-الأب:أوووف مجددا!

استدارت نحو سوبين ثم أشارت له بيدها نحو الغرفة
-الأم:كارلا...ادخلي غرفتك وضعي الموسيقى على صوت عالٍ فورا
-سوبين:آه...حاضر

دخل سوبين غرفة كارلا ووضع أذنيه على الباب وبقي يتنصت
-الأم(بحدة) :لا تظن أنني سخيفة...لقد خرجت للغداء مع سكرتيرتك الطفيلية...هل تظن أنني غبية؟
-الأب:تشه مجنونة...أين دليلك؟

أحضرت له مجموعة من الصور ورمتها عليه وعندما نظر لها انصدم حين رأى نفسه وهو يقبل السكرتيرة في المطعم وهناك أيضا صور لهما وهما يتعانقان في السيارة
-الأم(بحدة) :مفاجأة...لقد عينت شخصا ليراقبك وبمالك الخاص
-الأب(بغضب) :كيف تفعلين شيئا كهذا؟ لقد تجاوزتي الحدود حقا
-الأم(بغضب) :لماذا الغضب؟ ألست انا من يحق لها أن تغضب؟ والآن هل ستتوقف عن هذه الأفعال أم ستتظاهر بالبراءة وتقول أنها فوتوشوب؟
-الأب(بغضب) :أنتِ مهووسة ومريضة...وماذا لو خرجت في موعد مع سكرتيرتي؟ على الأقل هي لطيفة ومسالمة على عكسك...كلما غضبتِ كسرتِ كل آثاث المنزل

جلست الأم على الكرسي من هول ما سمعته وبدأت عيناها تتبللان بالدموع...حاولت طويلا كبت مشاعرها ولكنها استسلمت في النهاية وجهشت في البكاء
-الأم(ببكاء) :لقد تمنيت أن تتوقف ذات يوم وتعود لرشدك...لقد صبرت معك طويلا لأنني أحبك...لم أرد تدمير عائلتنا وحياة ابنتنا...أنا أيضا مررت بتجربة طلاق والداي لذا أعرف جيدا كيف يحس الأطفال حيال ذلك...خصوصا أنها مراهقة...لكن يبدو أنك أنت من تريد تدمير هذه العائلة بيديك

دخلت غرفة النوم وحملت حقيبتها ووضعت فيها مجموعة من الملابس ثم خرجت...وقبل أن تطرق باب غرفة كارلا حاولت مسح دموعها ثم دخلت
-الأم:كارلا
-سوبين:نعم؟
-الأم:سأذهب لمنزل أهلي لبعض الوقت...لا تقلقي فليس هناك شيء خطير...فقط أريد البقاء وحدي قليلا...اهتمي بوالدك جيدا وبالمنزل في غيابي

عانقته مرة أخيرة وقبلت جبهته ونظرت لوجهه بابتسامة مزيفة ثم جرت حقيبتها خلفها وغادرت

تبعها سوبين بعينيه عبر النافذة حتى ركبت سيارتها وغادرت ثم أحس بيد على كتفه وعندما استدار وجد الخادمة تحاول مواساته
-الخادمة:سيدتي الصغيرة...لا تقلقي...هذه عادتهما دائما يتشاجران ثم يتصالحان
-سوبين:مهلا...أليست هذه أول مرة؟
-الخادمة:عفوا!
-سوبين:أقصد أول مرة يتشاجران فيها بسبب الخيانة؟
-الخادمة:لا على ما أذكر...والدتكِ دائما تراقب والدكِ وكل تحركاته وقد اكتشفت أنه على علاقة بكثير من النساء
-سوبين(بحزن) :هذا فظيع!

خرج سوبين من الغرفة فوجد والد كارلا ما يزال واقفا في نفس المكان الذي كان فيه...نظر كلاهما في عيون بعضهما مما جعل الأب يشعر بالذنب ولكنه غادر فورا وركب سيارته تاركا المنزل في تلك الفوضى

لم يبقى في المنزل سوى سوبين والخادمة التي حاولت ترتيب الفوضى...أما سوبين فقد كان يجلس على الأريكة ويضم ركبتيه بحزن
-سوبين(بحزن) :كيف أخبر كارولين الآن أن والديها تشاجرا؟ والأسوأ كيف أخبرها بقصة الخيانة؟ ألن يتسبب هذا في خيبة ظنها بوالدها؟!



عدل سابقا من قبل بثينة علي في السبت فبراير 11, 2023 11:59 am عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1234
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة مُرَاهِقَة جَانِحَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة مُرَاهِقَة جَانِحَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة مُرَاهِقَة جَانِحَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1السبت مايو 28, 2022 9:37 am

رواية مراهقة جانحة : الفصل التاسع



ذهب سوبين لمنزله ركضا باحثا عن كارلا لكنه رآها وهي تدخن في الشارع على بعد أمتار منه
-سوبين(بصراخ) :لا تلوثي جسدي بتلك السموم

ركض نحوها فهربت منه وواصلا الركض لمسافة طويلة إلى أن وصلت لموقف سيارات الأجرة فركبت إحداها وانطلقت بها مبتعدة وهي تخرج لسانها له عبر الزجاج الخلفي
-سوبين(بحدة) :تبا...ستقودني هذه الفتاة للجنون

قرر حينها الذهاب للعمل وتعويض ما فاته ولكن المديرة وبخته طويلا وكادت تطرده ورغم ذلك توسلها لفترة حتى أبقت عليه من موظفي المطعم

عند الساعة العاشرة مساءً انتهى من العمل فقرر تفقد والدته بنفسه واشترى لها كيسا من الأغراض ثم ذهب إليها

طرق الباب وانتظر دقائق حتى قامت أمه من السرير وجلست في كرسيها المتحرك ثم فتحت عليه
-سوبين(بلطف) :مرحبا سيدتي...كيف حالك؟
-سيدة تشوي:بخير...أنتِ صديقة سوبين؟ أليس الوقت متأخرا؟
-سوبين:أعلم...لكن أحضرت لكِ المشتريات...سوبين من طلب مني إحضارها لأنه مشغول حاليا
-سيدة تشوي:أوه...حسنا...أشكرك لتكبدك كل هذا العناء في هذا الوقت المتأخر

أدخل الأغراض ووضعها في الثلاجة لكن ما استغربته والدته أنه كان يضع الأغراض في مكانها المناسب بالضبط ويعرف كل تفصيلة في المنزل
-سوبين:هل تحتاجين شيئا؟ هل أساعدكِ في الأعمال المنزلية؟
-سيدة تشوي:لا أريد إتعابك حقا
-سوبين:لا عليك...حقا أحب مساعدتك...أنتِ لطيفة

رغم الغموض الذي كان يغلف الموقف لكن والدة سوبين ابتسمت له دون أن تعرف أنه هو الذي يكلمها حتى
-سيدة تشوي:نعم...لدي بعض الملابس المتسخة هناك فهلاَّ تساعدينني؟
-سوبين:بكل سرور

في حين كان سوبين يقوم بالأعمال المنزلية ذهبت كارلا لإحدى قاعات الرقص والتي تبعد عن حيها ساعة تقريبا واحتفلت مع جميع الناس والمراهقين بالأغاني العالية والرقص والألعاب المتنوعة...لم تحتوي الحفلة على هذه النشاطات فقط بل كان هناك كحول وملابس فاضحة والكثيرون فاقدون للوعي من كثرة الشرب

بينما ترقص وتقفز جاءت نحوها فتاة جميلة ترتدي ملابس فاضحة وبيدها كوب كحول
-سانغمي:مرحبا أيها الوسيم...شاهدتك وأنت ترقص وحدك...لا بد أنه ليست لديك رفيقة بعد
-كارلا:هههههه ولماذا أحتاج رفيقة؟
-سانغمي:تعرف...لنرقص معا...أنت لطيف...أعجبني حماسك وجنونك

وضعت ذراعيها حول رقبة كارلا مما أزعجها للغاية وعندما كانت على وشك دفعها سمعت هاتفها يرن...كان المتصل هو سوبين فتجاهلته مطفئة إياه وأكملت الرقص
-سانغمي:لا بد أنها حبيبتك
-كارلا:خخخخخ بل كريهتي
-سانغمي(باستغراب) :عفوا؟! لم أفهم قصدك
-كارلا:قصتي معقدة ولا يمكنني شرحها لك لكن بالمختصر لا يغرك الشكل الخارجي فأنا فتاة
-سانغمي:هههههه تمزح...لا أرى سوى شاب طويل ووسيم أمامي فكيف تكون فتاة؟
-كارلا:المهم أنني حذرتك وأنتِ حرة

شعرت سانغمي بالخوف لذا ابتعدت عنها وتركتها تحتفل وترقص إلى أن تجاوزت الساعة منتصف الليل

بعد انتهاء الحفلة ركبت سيارة أجرة أخذتها للمنزل وفي داخلها رمت نفسها على الكرسي الخلفي بينما السائق ينظر لها من الزجاج الأمامي
-كارلا(بثمالة) :ماذا؟! تريد التحرش بي؟! أنا شاب...لن تستطيع أيها المسكين

قطب السائق حاجبيه وأكمل السياقة صامتا إلى أن أشعلت سيجارة
-السائق:ممنوع التدخين في سيارتي
-كارلا(بثمالة) :لماذا؟ أنا شاب الآن ويمكنني فعل ما أريده
-السائق:وما علاقة كونك شابا بفعل ما تريده؟
-كارلا(بثمالة) :لا أعلم...ابحث عن العلاقة وستجدها
-السائق:ثم لماذا تتكلم كما لو أنك كنت فتاة ذات يوم؟ أم أنه مفعول الكحول؟

انفجرت كارلا من الضحك على ما قاله السائق
-كارلا(بثمالة) :هههههه أنت مضحك...مهلا توقف...أريد التقيؤ

أوقف السيارة فركضت لأول شجرة رأتها وتقيأت عندها الكثير من السوائل التي شربتها...كان من الصعب التعامل مع كل ذلك الكحول خاصة أنها قاصر وغير معتادة على الشرب بهذه الكمية

بعد وصولها للمنزل طرقت الباب ففتح لها سوبين
-سوبين(بحدة) :ها أنتِ ذا! لماذا تفعلين ذلك؟!

من شدة تعبها سقطت عليه فأمسكها...كانت تترنح بشدة لذا أخذها للسرير ووضعها هناك وغطاها ولم يملك حتى الوقت للكلام معها فقد غاصت في نوم عميق بالفعل
-سوبين(بتجهم) :هذه الفتاة تدمر حياتي حرفيا...علي إيجاد طريقة لاستعادة جسدي قبل أن يتفتت ويصبح ملجئا لكل أنواع القمامة...على كلٍ يبدو أنني لن أستطيع إخبارها بشأن مشكلة والديها

عاد سوبين لمنزل كارلا فوجده هادئا تماما...لم يجد أحدا مستيقظا سوى الخادمة
-الخادمة:سيدتي الصغيرة...وأخيرا عدتِ؟ لقد قلقت عليك...السيد هان ليس بخير...لقد عاد للمنزل ثملا جدا
-سوبين:لم يسأل عني؟
-الخادمة:لا...حاولت طمأنته بأن الأمور بخير لكنه واصل الصراخ باسم والدتك...ما الحل؟ هل نتصل بها لتعود؟
-سوبين:لا أعلم...ماذا كان شخص عاقل سيفعل في هذه المواقف؟
-الخادمة:لا أعلم أنا أيضا...علينا الانتظار قليلا لعل والدتك تهدأ وتعود
-سوبين:حسنا

في صباح اليوم التالي استيقظت كارلا متعبة بسبب رنين منبه الهاتف وذهبت لتغتسل ثم دخلت المطبخ فوجدت والدة سوبين جالسة بجانب الطاولة
-سيدة تشوي:بني...أود الكلام معك
-كارلا:نعم؟
-سيدة تشوي:هناك أمر غريب بشأن كارولين تلك أم أنني أنا الوحيدة التي تشعر بذلك؟
-كارلا:لا أعلم
-سيدة تشوي:إنها تعتني بالمنزل جيدا...لماذا تفعل ذلك؟ هل بينكما علاقة ولا تريد إخباري؟
-كارلا:عفوا! ماذا تقصدين؟
-سيدة تشوي:أعني هل تخطط لضمها كفرد من العائلة؟ ربما لهذا السبب تريد تمثيل دور الزوجة الصالحة...هل أنتما مرتبطان؟
-كارلا(بتوتر) :لا لا لا غير صحيح...أقسم أنه ما من شيء بيننا...فقط هي تحب التدخل بكل شيء وأيضا ربما تحب المساعدة
-سيدة تشوي:أووه هل هذا هو الأمر؟ حسنا...هل هي معجبة بك إذًا وتريد لفت انتباهك؟
-كارلا(بتوتر) :هههه أبدا...أنتِ تسيئين الفهم تماما...حقا كلانا لا يفكر بأي شيء تجاه الآخر
-سيدة تشوي:هكذا إذًا! ظننت أن هناك شيئا...رغم كل ذلك فهي لطيفة جدا...لكن هل يسمح لها أهلها حقا بالخروج في وقت متأخر كذاك؟ أليست صغيرة؟
-كارلا(بتوتر) :هههه بلى...أهلها متفتحون قليلا

بعد ذهاب سوبين للثانوية انتظر كارلا حتى أتت ثم ركض خلفها وشدها من أذنها بقوة
-سوبين(بحدة) :لا تكتفين أبدا من المشاغبة ها؟
-كارلا(بألم) :آااخ دعني أشرح لك
-سوبين(بحدة) :لا شيء في العالم سيفسر هروبك مني والعودة ثملة بعد منتصف الليل لذا لا تحاولي
-كارلا(بألم) :حقا الأمر هو...

فجأة أحس سوبين بمغص في بطنه فأفلتها ووضع يديه على منطقة الحوض
-سوبين(بألم) :مؤلم...ما سر هذه التشنجات فجأة

رمشت كارلا بعينيها عدة مرات
-كارلا:في أي يوم من الشهر نحن؟
-سوبين:5...على ما أظن

رمشت كارلا بعينيها مرة أخرى وكانت تعابير وجهها لا تبشر بالخير ثم بعد لحظات ارتاحت وابتسمت
-كارلا:لا...ليس ما أفكر فيه
-سوبين:وما الذي تفكرين فيه؟

صمت كلاهما يحدقان ببعضهما ثم أدرك سوبين ما تقصده فجثى أرضا على ركبتيه من شدة الإحراج
-كارلا:على كل حال أنت مضطر للتأقلم مع الأمر عاجلا أم آجلا...لا أحد يعلم متى نعود لجسدينا
-سوبين(بإحباط) :إن عدت لجسدي فسأشكر الرب لأربع وعشرين ساعة متواصلة

أخرجت كارلا هاتفها الآيفون والتقطت صورة لنفسها بجسد سوبين وهي تقوم بحركات لطيفة
-كارلا:أوووه غمازتك لطيفة! لطالما أردت غمازة
-سوبين(بتجهم) :هذا ليس وقت الـ...

قاطعهما صوت يونجون وهو ينادي عليهما من الخلف ثم تقدم منهما
-يونجون:واو! يبدو أنكما تتقابلات كثيرا مؤخرا! هل أصبحتما صديقين وأنا لا أدري؟
-كارلا:ههههههههه في أحلامك أن أصادق هذا الـ...

تذكرت كارلا أنها في جسد سوبين فصمتت
-يونجون:وماذا يفعل هاتف كارلا بحوزتك؟

نظرت كارلا ليدها فوجدت أنها مازالت تحمل الآيفون
-كارلا(بتوتر) :ههه لقد...لقد كنت فقط ألتقط بعض الصور به
-يونجون(باستغراب) :تلتقط صورا لنفسك بهاتف كارلا؟!
-كارلا(بتوتر) :هههه بلى...دقة الصورة فيه عالية...كارلا خذي هاتفك...وداعا شباب

دست هاتفها في جيب سوبين ثم ركضت بعيدا لتبدو مقنعة...بقي يونجون يحدق بسوبين للحظات محاولا تدارك الأمور
-يونجون:لنتحدث
-سوبين:أسمعك
-يونجون:لقد عرفت بشأن مشاعرك تجاهي
-سوبين(بتوتر) :تقصد أمس! حين قلت أنني أريد أن أكون صديقتك الحميمة؟
-يونجون:لا...حين أخبرتِ نينا أنكِ تحبينني...الحقيقة أنني أراكِ صديقة مقربة ولا يمكنني رؤية غير ذلك...اعذريني
-سوبين:مهلا...ألست أنت من أخبرت نينا أنك تحبني؟
-يونجون:أنا؟! متى حصل ذلك؟!
-سوبين:أمس
-يونجون:لا أبدا...أنا وهي لم نتكلم عنكِ مطلقا
-سوبين:إذًا هل يعقل أن...؟!

نظرا بجانبهما فرأيا نينا تتجسس عليهما وعندما اكتشفا أمرها استدارت للجهة الأخرى وصارت تصفر متظاهرة أنها لم تفعل أي شيء
-يونجون(بتجهم) :نينا...هل كانت خطة منك؟
-نينا:حسنا أعترف...أنتما تشكلان أجمل ثنائي...أوسم شاب في الثانوية والفتاة الأكثر شعبية ونفوذ...ألن تكون علاقتكما مثالية؟
-سوبين(بتجهم) :ولهذا كذبتِ علينا وأخبرتنا أن كل منا صارحك بحبه للآخر؟
-نينا:نعم هههه
-يونجون:لقد شككت بالأمر في البداية...أعني من قد يصدق أن كارلا متحجرة المشاعر قد تحب أحدا ههههههههههه

انفجر كل من يونجون ونينا من الضحك أما سوبين فلم يجد أي نكتة في الموضوع
-سوبين:الصف سيبدأ...هيا

غادر أولا وتركهما فلحقا به يسيران ببطء
-نينا:ألا تلاحظ أن كارلا تغيرت كثيرا؟
-يونجون:أوافقك...صارت مملة
-نينا:أتمنى أن تعود لرشدها قريبا...لا يعجبني الوضع هكذا أبدا

في استراحة الغداء خرج الجميع من الصف ولم يبقى سوى سوبين الذي كان متعبا لذا وضع رأسه على الطاولة ونام...فجأة أحس بشيء يضربه على رأسه فرفعه بسرعة ووجد كارلا تقف بجانبه قاطبة حاجبيها
-كارلا(بتجهم) :رائع...اللقب الذي سأحصل عليه قريبا هو "كارولين النعسانة"
-سوبين:أنا أعمل في المساء طويلا ثم هذا خطؤك...لقد بت أمس أنتظر عودتك إلى بعد منتصف الليل
-كارلا:لا حاجة للقلق علي...أنا ولد
-سوبين(بتجهم) :لست قلقا عليك بل على جسدي...الله وحده أعلم ما الذي أدخلته إليه
-كارلا:لا تقلق...لن أتعاطى المخدرات إن كان هذا ما يخيفك
-سوبين(بتجهم) :لكنكِ تعاطيتِ كل شيء آخر غيرها
-كارلا:صحيح...سنناقش الموضوع لاحقا...الآن أعطني هاتفي ودعني أغادر قبل أن يراني أحد معك مجددا

أخرج الهاتف من جيبه وقبل أن يعطيه لها تذكر إخبارها بأمر مهم
-سوبين(بحزن) :تذكرت أمرا...علي إخبارك به
-كارلا:لا يهم
-سوبين(بحزن) :إنه بشأن والديك...إنه خبر سيصدمك

كانت ستغادر الصف لكنها توقفت مكانها فورا ولم تستدر نحوه حتى
-كارلا(ببرود) :هل تشاجرا مجددا؟
-سوبين:آه...بلى...يبدو أنكِ معتادة على الأمر
-كارلا(ببرود) :بماذا انتهى الشجار؟
-سوبين:والدتك...لقد تركت المنزل
-كارلا(ببرود) :إن كانت تركت المنزل فلا بد أنه خانها مجددا مع امرأة أخرى
-سوبين(بصدمة) :ماذا؟! تعرفين كل شيء؟! وكيف ردة فعلك؟
-كارلا(ببرود) :لا أهتم...هما دائما هكذا لكن في النهاية يعودان لبعضهما وكأن لا شيء حصل

انصدم من برودها وعدم اكتراثها للموضوع وما زاده صدمة مغادرتها دون النطق بأي حرف

عندما خرجت من الصف ركضت عبر الأروقة وعيونها تكاد تدمع واصطدمت بنينا عند باب حمام الفتيات

نظرت لها نينا وتداركت تعابيرها وحزنها ولكنها غطت وجهها بسرعة ودخلت حمام الأولاد
-نينا(تفكر) :سوبين يبكي؟!

بقيت كارلا في داخل أحد المراحيض تبكي وهي تضم ساقيها في حين اجتمع سوبين بأفراد العصابة في الكافيتيريا
-نينا:يا جماعة...أظن أن سوبين النعسان يمر بوقت صعب مؤخرا...لقد رأيته يبكي

لفت كلامها انتباه سوبين فتوقف عن الأكل وأنصت لها باهتمام
-يونجون:ونحن ما علاقتنا بذلك؟!
-نينا:لا علاقة لكم...أعلم...لكن كانت عيونه جذابة وهو يبكي...إنها تنفع كرسمة
-يونجون:لا يهم...حدثيني عن ابنة عمك...هل هي مرتبطة؟
-نينا(بتجهم) :لا تقل أنك حددت الهدف على ابنة عمي...إياك والاقتراب منها وإلا سأقتلك

بينما هما يتحدثان غاص سوبين في تفكير عميق بسبب كارلا وبمجرد أن أنهى طعامه ذهب للبحث عنها

كان يعلم بالفعل أنها في حمام الأولاد لذا انتظرها عند الباب حتى خرجت...وبمجرد رؤيتها له غطت وجهها وسارت متجاهلة إياه
-سوبين:مهلا...لا تتجاهليني
-كارلا:لا يجب أن يرانا أحد معا...إنهم يشكون بأمرنا بالفعل
-سوبين:عيناكِ محمرتان...هل كنتِ تبكين؟
-كارلا:لا...شيء ما دخل بعيني
-سوبين:عيناكِ الاثنتان؟
-كارلا:نعم وما الخطأ في ذلك؟
-سوبين:كنتِ تبكين بسبب والديكِ...صحيح؟

تغيرت ملامحها وكانت على وشك البكاء مجددا لذا جلست أرضا وغطت وجهها بيديها...صار جميع المارة من جانبهم يحدقون بهم وظنوا أن سوبين يتوسل أمام رجلي كارولين
-سوبين(بهمس) :يكفي...الجميع ينظرون لنا...ارفعي رأسك لو سمحتِ...ليس مكانا مناسبا للبكاء

ذهبا للصف وأغلقا الباب وهناك فقط لن يزعجهما أحد لأن لا أحد يأتي للصفوف عادة
-كارلا(بحشرجة) :دائما يفعلان ذلك...لقد سئمت...أود فقط أن أترك البيت لسنوات لعلهما يعقلان
-سوبين:آسف بشأن ذلك...لم أكن أعلم أنه يزعجك...بدوتِ غير مهتمة
-كارلا(بحشرجة) :أنا دائما غير مهتمة...حين يتشاجران أدخل غرفتي وأضع سماعاتي فحسب...أحاول الهروب لعالم آخر...وطوال الوقت آمل أن لا ينتهي الشجار بانفصالهما
-سوبين:غريب! اليوم رأيت جانبا غريبا منكِ لم أتوقع أن أراه طوال حياتي...تبين أنكِ لستِ باردة المشاعر كما ظننت
-كارلا(بحدة) :والآن إياك وإخبار أحد بما تعرفه...أنا لم أخبر حتى أفراد عصابتي لذا إن تسرب السر فأنت الملام الوحيد...مفهوم؟
-سوبين:فهمت...ما كنت لأقول حتى لو لم تحذريني...أنا أيضا أملك مشاكل عائلية وأظنكِ تعرفينها أيضا...أصبحنا متعادلين

رفع إصبع خنصره وقربه منها...كانت تلك الحركة تعني الاتفاق والثقة المتبادلة...للحظة أحست أنها بدأت تثق به وكانت ستعطيه خنصرها لكنها تراجعت وضربت يده
-كارلا(بتجهم) :هذا سخيف

مر ذاك اليوم على خير وجاء صباح اليوم التالي

ذهب سوبين صباحا ليشتري دواءً لمغص المعدة وأثناء مروره بالطريق رأى العجوز التي باعته حلوى الأمنيات
-سوبين(بصراخ) :مهلا...انتظري

كان الشارع مزدحما وهي في الجانب الآخر من الطريق لذا رمى الكيس من يده وركض متجاوزا السيارات أمامه وضربته سيارة أسقطته أرضا
-السائق(بقلق) :أنتِ بخير؟
-سوبين:بلى لا تهتم

قام من الأرض ودون أي تضييع للوقت ركض عبر الطريق ومر للجانب الآخر ولكنه لم يجد العجوز

نظر من حوله ومر للشارع الذي بجانبه فوجدها في آخر الطريق وعلى وشك الاختفاء في زقاق ضيق
-سوبين(بصراخ) :توقفي أرجوكِ...نحن نحتاج مساعدتك

ركض باتجاهها وبمجرد أن دخلت الزقاق اختفت...حين وصل إليها بحث في الأحياء المجاورة ولكن لم يجد لها أي أثر...كما لو أنها تبخرت في الهواء
-سوبين(يفكر) :هذه العجوز غريبة حقا!

عاد للمنزل وتفقد ذراعه فوجد بعض الجروح البسيطة وقام بتعقيمها ووضع ضمادا عليها ثم ذهب للثانوية مع والد كارلا

ذاك اليوم وبينما كارلا في استراحة الغداء تتناول طعامها وصلتها رسالة من والدتها على الهاتف تقول فيها "هذا المساء لا تذهبي للبيت مع والدك...سأوصلكِ بنفسي" لذا انتظرت سوبين حتى انتهى من غدائه وأخذته للصف حيث لا يمكن لأحد رؤيتهما معا
-سوبين:لن تصدقي...لقد رأيت العجوز اليوم
-كارلا:لا أهتم...والدتي تريد مقابلتي...أي مقابلتك...عليك انتظارها اليوم بعد الدوام
-سوبين:وكيف أتعامل معها بعد كل ذلك؟
-كارلا:تعامل بشكل طبيعي...اقضيا بعض الوقت معا ثم غادرا
-سوبين:لست متأكدا مما أفعله
-كارلا(بتجهم) :إذًا يجدر بي مرافقتك
-سوبين:ألن يبدو الأمر غريبا؟
-كارلا:لا أعلم...قد يبدو كذلك...لكن سأتمالك نفسي وأبقي فمي مغلقا
-سوبين:حسنا...وماذا لو سألت لماذا أحضرتك؟
-كارلا(بحدة) :لن تسأل لذا لا تتغابى هكذا
-سوبين:أوووه حسنا...لن أنطق بأي حرف

بعد انتهاء الصفوف الدراسية بقيت كارلا مع سوبين ينتظران بجانب الطريق إلى أن رأيا والدة كارلا قادمة بسيارتها ثم نزلت
-الأم:كارلا! حبيبتي

عانقت سوبين بحرارة وقبلته على جبهته وكان يشعر بعدم الراحة لذا نظر لكارلا التي كانت ستنفجر من الضحك عليه

بينما كارلا تبتسم كانت تريد بشدة معانقة والدتها فهي تفتقدها كثيرا لكن لا تستطيع ذلك في الوقت الراهن
-الأم:لنذهب للمقهى...لدي الكثير لأحكيه لك
-سوبين:مهلا...صديقي أيضا سيأتي معنا...لدينا بحث الآن وبمجرد أن ننهي لقاءنا سنذهب لكتابته
-الأم:أووه أهلا...آسفة لأنني لم أرحب بك...كنت متحمسة لرؤية ابنتي
-كارلا(بتوتر) :هههه لا مشكلة

ذهب ثلاثتهم للمقهى وطلبت الأم لهم ما يشربونه
-الأم:كيف حال دراستك؟
-سوبين:آه...بخير
-الأم:هل بدأت الإمتحانات؟
-سوبين:ليس بعد
-الأم:أعلم أنكِ ستشرفينني هذه المرة مثل المرات السابقة
-سوبين:ههههه أكيد
-الأم:هل تعتنين بالمنزل جيدا في غيابي؟
-سوبين:طبعا...رغم أنني لا أفعل شيئا...الخادمة تقوم بكل شيء
-الأم:لطالما كانت شوهوا نعم الخادمة...مؤسف أنني لن أجد مدبرة منزل مثلها

لم تنتبه كارلا لمغزى الكلام ولكن سوبين تفاجأ لأنه شك أن هناك أمرا ما...لكن تمنى أن يكون الأمر مختلفا عما يفكر فيه



عدل سابقا من قبل بثينة علي في السبت فبراير 11, 2023 12:00 pm عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1234
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة مُرَاهِقَة جَانِحَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة مُرَاهِقَة جَانِحَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة مُرَاهِقَة جَانِحَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1السبت مايو 28, 2022 9:38 am

رواية مراهقة جانحة : الفصل العاشر



قضت الأم وقتا مرحا مع كارلا وسوبين وتحدثوا في الكثير من المواضيع لوقت طويل وحين اقترب الغروب قررت الإفصاح عما في داخلها
-الأم:سوبين...لو سمحت...أريد الانفراد بابنتي

نظر سوبين لكارلا فقطبت حاجبيها علامة للرفض
-سوبين:ألا يمكنكِ الكلام أمام صديقي؟
-الأم:إنه أمر عائلي وخاص للغاية
-سوبين:حسنا

نظر نحو كارلا وكانت مترددة لكنها نهضت وغادرت المقهى
-الأم:ما سأقوله الآن هو قراري النهائي وأتمنى أن تتقبليه...إنه ليس مجرد قرار اتخذته في ليلة وضحاها بل فكرت فيه لسنوات

على الفور فهم ما تقصده لكنه تمنى في أعماق قلبه أنه فهم الموضوع بشكل خاطئ
-الأم:أريد الطلاق من والدك...أظن أنه طفح الكيل بي...أبوكِ لن يتغير...أنا فقط أضيع وقتي...حان الوقت لأستعيد شبابي وأفعل ما أريده

فجأة أمسك بيديها بقوة
-سوبين(بحشرجة) :أرجوكِ لا تتسرعي...عائلتكِ تحتاجك...لا تدمري حياة ابنتك...أتوسل إليك...فكري مرة أخرى
-الأم:أفكر للمرة المليار مثلا؟ الوضع ميؤوس منه...أنا الوحيدة التي تتأذى
-سوبين(بحشرجة) :ماذا عن ابنتك؟ أقصد عني؟
-الأم:سأمنحك الخيار...إن أردتِ البقاء مع والدك فسأتفهم هذا...أما إن قررتِ المجيء معي فهو الأصوب لك
-سوبين(بحشرجة) :لكن...حياة ابنتك...ألن تتحطم؟
-الأم:فترة مؤقتة وتنسين كل شيء...لستِ الوحيدة في العالم التي تطلق والداها...كما أن كلانا سيتزوج دون شك...لن أبقى عازبة طوال حياتي...طبعا سأبدأ ببناء حياتي من الصفر وأعثر على حبيب جديد وأتزوجه
-سوبين(بحشرجة) :لكن ألا تحبينه؟
-الأم:وما فائدة أن أحبه بينما قلبي ينكسر يوميا بسببه...مللت من إذلال نفسي ومن عهوده الكاذبة...لن تفهميني حتى تذوقي مرارة ما ذقته
-سوبين(بحشرجة) :وهل أخبرته؟
-الأم:بلى...في البداية صرخ علي ولكن لاحقا هدأ وتفهمني

ساد الصمت لدقائق مما جعل الجو يزداد كآبة...لم يملك سوبين أي تعليق آخر لذا أنهى النقاش معها وخرج نحو كارلا التي تنتظره في الخارج...ودعا الأم ثم ذهبا للمنزل مشيا على الأقدام بعد أن كذبا عليها وأخبراها أن لديهما بحثا مشتركا يقومان به
-كارلا:عما تكلمتما؟
-سوبين(بحزن) :لا شيء...كانت فقط تشتكي من أبيك
-كارلا:غريب! هي لم تشتكي لي ولا مرة...إنها كتومة جدا
-سوبين(بحزن) :تبدو علاقتكما رسمية جدا
-كارلا:لا...هي كتومة ولكنها قريبة مني أكثر من أبي
-سوبين(بحزن) :طبيعي...الأم أقرب للأولاد من الأب...أظن أن الأمر نفسه بيني وبين أمي

في النهاية قرر عدم إخبارها بطلاق والديها حتى يجد حلا مؤقتا...ومن يدري فربما يغيران رأيهما ويقرران التراجع

بينما يسيران للمنزل تذكر سوبين أنه تأخر عن العمل
-سوبين:أووه لا! مجددا...المديرة ستطردني هذه المرة
-كارلا:اذهب إذًا
-سوبين:أراكِ لاحقا...وإياكِ أن تتسببي بالمشاكل
-كارلا(بتجهم) :حسنا

فجأة شعر بأحدهم يشده من يده ويرميه أرضا
-ريك:كارولين ها! لقد تمنيت أن نتقابل بالصدفة في أنحاء المدينة ويبدو أن أمنيتي تحققت
-كارلا(بصدمة) :ريك!

نظرت كارلا لسوبين ثم ركضت بعيدا وتركته خوفا من أن تتعرض للأذى...لم يبقى هناك سوى سوبين الملقى على الأرض فأمسكه ريك من قميصه ورفعه لأعلى
-ريك:هههههههه حان الوقت لنصفي الحسابات

وضع سوبين يديه على قبضة ريك وحاول تخليص نفسه ولكن لم يستطع فهو أضخم وأقوى من جسد كارلا النحيل

تذكر أن لديه زجاجة عطر في جيبه فإذا تمكن من الوصول إليها سيرشها نحو عينيه ويخلص نفسه...وعندما مد يده نحو جيبه رأى كارلا تعود مجددا وقامت بركل ريك نحو ركبته ففقد التوازن وأفلت سوبين...وبدون تفكير أمسكته من ذراعه وسحبته معها
-سوبين(بحدة) :جيد أنكِ عدتِ وإلا كنت سأخاصمك للأبد
-كارلا:لا يهم...وفر جهدك للركض

ركضا بعيدا واختبآ في زقاق ضيق والتزما الصمت تماما...كانا يتنفسان بسرعة وضربات قلبهما مضطربة والخوف يتملكهما من أن يظهر ريك في أي لحظة ويضربهما

انتظراه لدقائق ولأنه لم يظهر أدركا أنهما ضيعاه

التفتا نحو بعضهما وابتسما فلاحظا أنهما ما يزالان يمسكان بيدي بعضهما وكانت كارلا هي الأولى التي تفلته
-كارلا:ذاك الأهوج ما يزال يتمنى قتلي...كيف بإمكانه الاحتفاظ بالحقد كل هذه الأيام؟
-سوبين:أشعر أن هدفه الأساسي في الحياة الآن هو ضربك ههههههه
-كارلا:هههههههه معك حق...هذا مضحك وسخيف
-سوبين(بتجهم) :لا أصدق أنكِ هربتِ وتركتني
-كارلا:أوووبس من قال ذلك؟ كنت ذاهبة لأحضر المساعدة
-سوبين(بتجهم) :كفي عن الكذب
-كارلا:جديا...لا أعلم لماذا هربت من الأساس...ولا أعلم لماذا عدت أيضا
-سوبين:أعرف السبب...لأنكِ متسرعة لكن قلبكِ طيب
-كارلا(بتجهم) :ماذا؟! قلبي طيب؟! لا لا لا وألف لا...أنا والطيبة خطان متوازيان لا يلتقيان...لا تتعب نفسك في إقناعي فأنا أعرف نفسي
-سوبين:جديا...أظن أن الذي يعرفكِ عن قرب يدرك كم أنتِ طيبة...ربما ما كنت لأعرف ذلك لو لم نحظى بتجربة تبادل الأجسام هذه...لهذا...أنا ممتن

لم تملك كارلا أي رد...لذا اكتفت بالصمت والتحديق في الأرض بشرود...كانت هذه أول مرة يفهم أحد ما تمر به من الداخل بالتفصيل...الجميع يحكمون عليها من مظهرها وتصرفاتها وانطباعهم الأول عنها...لكن سوبين هو الوحيد الذي تمكن من قراءة قلبها وطباعها الحقيقية

عندما افترقا ذهبت كارلا للاحتفال مجددا بينما ذهب سوبين لعمله وتم توبيخه من المديرة مجددا

بالنسبة لكارلا فقد حظيت بليلة مليئة بالرقص والشرب مجددا...وعند عودتها للمنزل وضعت يدها في جيبها فأدركت أن المال الذي معها قد نفذ
-كارلا(بثمالة) :أووف هذا مروع...ما الذي يجدر بي فعله الآن؟

وقفت في وسط الطريق وتمنت أن يشفق عليها أحد ويصطحبها ولكن لا أحد مهتم لمساعدة شاب...كان هناك فتاة بجانبها وقفت في الطريق فتوقفوا لمساعدتها وأخذوها معهم
-كارلا(بتجهم) :أراهن أنني لو كنت فتاة لساعدوني

للحظة أدركت أن حياة الشباب ليست أبدا كما تبدو...هناك أمور معقدة لن يفهمها إلا من يجربها...كاهتمام الناس مثلا فهم يتعاطفون مع الفتيات أكثر من الشباب ويتوجهون لمساعدتهم أولا
-كارلا(بتجهم) :يبدو أنني سأضطر لللجوء للخداع

ركبت إحدى سيارات الأجرة وعندما أوصلها لوجهتها نزلت وسارت مباشرة دون دفع فلس واحد

لحق بها السائق وأمسكها من ذراعها لكي لا تهرب
-السائق:المال
-كارلا:ولكنني دفعته لك
-السائق:متى؟
-كارلا:قبل أن أنزل
-السائق:كاذب...أتريد أن تستغبيني؟
-كارلا:هذا ما تظنه
-السائق:قلت لك ادفع

قام بدفعها فشعرت بالإهانة
-كارلا(بحدة) :كيف تجرؤ على معاملتي هكذا؟ أتعامل كل زبائنك بهذه الطريقة؟
-السائق:الذين لا يدفعون فقط
-كارلا(بحدة) :سأعلمك كيف تعامل آنسة

قامت بضربه بلكمة على وجهه فأسقطته ثم انهالت عليه بالركلات بقوة حتى صار يستنجد ويصرخ...فعلت كل هذا وهي ثملة ولذلك لم تكن في رشدها

بينما سوبين يحاول النوم في غرفة كارلا تلقى اتصالا من رقم مجهول
-سوبين:ألو
-الشرطي:معكم مركز الشرطة...هل هذه هان كارولين؟

ابتلع ريقه من الخوف لأن الأمر مريب بعض الشيء
-سوبين:نعم
-الشرطي:لقد تم القبض على تشوي سوبين وهو يعتدي على سائق سيارة أجرة بالضرب المبرح بعد أن منعه من الذهاب قبل دفع المال...نود شخصا يدفع الكفالة وإلا سينام هذه الليلة في السجن

بمجرد سماع ذلك أغلق الخط وتحولت ملامحه لتكشيرة غضب مرعبة

ذهب لمركز الشرطة وتحدث مع الشرطي ولحسن الحظ سمحوا له بمحادثة كارلا في الزنزانة
-كارلا:سوبين! الحمد لله أنك أتيت...أخرجني من هنا أرجوك
-سوبين(بحدة) :لقد خاب ظني بك
-كارلا:صدقني لم يكن مقصودا...ذاك العجوز حاول تقليل الأدب معي وكنت خائفة فضربته
-سوبين(بحدة) :وما الذي يجدر بي فعله؟ أدفع الكفالة بمالي الذي أتعب ساعات لجمعه؟
-كارلا:أخبر أبي أنني صديقك وسيدفعها
-سوبين(بحدة) :ربما مبيت ليلة واحدة في الزنزانة سيكبح جماحك...صحيح؟
-كارلا(بصدمة) :لا...لا تقل أنك ستتركني هنا! ظننت أننا أصدقاء
-سوبين:لا تستعطفيني فأنا أميز من يستحق التعاطف حقا...ليلة سعيدة

ابتسم بنصر ثم غادر وتركها تصرخ عليه من الخلف
-كارلا(بصراخ) :سوبين...لن أسامحك...سيأتي يوم تحتاجني ولن أساعدك

جلست داخل الزنزانة ولم يكن معها سوى رجل سمين أقرع...كانت صغيرة وخالية من أي آثاث لذا هم مضطرون للنوم على الأرض

بينما هي متكئة على الحائط نظر نحوها الرجل السمين
-الرجل:ههههه يا فتى...ما اسمك؟
-كارلا(بتجهم) :لا أصادق غرباء الأطوار
-الرجل:لماذا أنت هنا؟
-كارلا:ضربت سائق تاكسي وتهربت من دفع المال
-الرجل:أمر بسيط مقارنة بي
-كارلا:وماذا فعلت؟
-الرجل:احزر
-كارلا:سطوت؟
-الرجل:لا
-كارلا:تعاركت؟
-الرجل:لا
-كارلا:أكلت ولم تدفع؟
-الرجل:لا
-كارلا:هل هو أمر سيء جدا؟
-الرجل:تقريبا
-كارلا:لم أستطع أن أحزر...أستسلم...أخبرني أنت
-الرجل(بخبث) :تحرشت بطالبة ثانوية ههههههههه

رمشت كارلا بعينيها عدة مرات ونظرت من حولها...كانت ما تزال وحيدة خلف القضبان هي وذاك الرجل لذا شعرت بالخوف
-الرجل(بخبث) :طلاب الثانوية جذابون...في أي صف تدرس أنت؟
-كارلا(بصراخ) :لاااا أخرجوني من هنا

هربت للجانب الآخر من الزنزانة وهي تضرب القضبان وتصرخ
-كارلا(بصراخ) :أخرجوني...ما بالكم تضعونني مع متحرش في مكان مغلق؟!
-الشرطي:أظنه عقاب مناسب لك لكي لا تسبب المشاكل مجددا
-كارلا(بصراخ) :لااااا هذا ليس عدلا...سأشكوك للضابط المسؤول عنك...أين إنسانيتك؟ أترضاها على نفسك؟ على الأقل ضعني في زنزانة أخرى
-الشرطي:لا توجد زنزانة أخرى إلا زنزانة النساء
-كارلا(بصراخ) :ضعني هناك أتوسل إليك...ماذا لو تحرش بي هذا الشخص؟
-الشرطي:أظنك فقدت عقلك من تأثير الكحول...لماذا قد يتحرش بشاب؟
-كارلا(بصراخ) :لكنني حقا فتاة...أقسم أنني فتاة...لماذا لا يصدقني أحد؟

جثت على ركبتيها وطأطأت رأسها بإحباط
-كارلا:إنها ثاني مرة أتمنى لو كنت فتاة
-الشرطي:لا تخف ما دمنا هنا...وفي حال حاول هذا المتحرش فعل أي شيء سنقوم بكهربته
-كارلا:وماذا لو غادرتم؟
-الشرطي:لن نغادر...دائما نحن نعمل في الليل
-كارلا(بسعادة) :آاااه الحمد لله...شكرا لقوانينكم الرائعة لأنها ستنقذني من كارثة

مر الوقت سريعا وانتصف الليل ولكن كارلا لم تستطع النوم...كان كل ما تفعله هو البقاء متيقظة خوفا من الرجل السمين...كانت تلك أكثر الليالي رعبا بالنسبة لها ولن تنساها طوال حياتها

لحسن الحظ بقي شرطيين في داخل القاعة يقومان بعملهما ثم ذهب أحدهما وبقي واحد يجلس على المكتب...شيئا فشيئا شعر ذاك الشرطي بالنعاس وغفى على المكتب وبقيت كارلا بمفردها

بالصدفة نظرت للرجل الذي معها فوجدته فاتحا عينيه ويحدق بها ويبتسم فلم يكن بيدها سوى أن تدعو لذا وضعت يديها على وجهها
-كارلا(بخوف) :أيها الحظ...أرجوك أنقذني...إن خرجت من هذه القاعة على قيد الحياة فسأقلع عن التدخين والكحول وفعل الأشياء السيئة وسأعامل الجميع في الثانوية بلطف وأعتذر منهم على كل ما بدر مني ولن أتدلل على والداي ولن أصرخ في وجه الخادمة وسأعتذر من ريك خصيصا وأهديه باقة ورد...وسأعتذر من سوبين أيضا...أعد بذلك...فقط أنقذني

فجأة سمعت صوت باب الزنزانة يفتح
-الشرطي:أنتما...إنها السادسة صباحا...انتهى وقت الحجز...رافقتكما السلامة

ركضت كارلا أولا مبتعدة عن ذاك المكان ثم وقفت في وسط الطريق تتنفس بعمق
-كارلا(بسخرية) :تشه...لم أعد بأي شيء

ذهبت للثانوية وبمجرد دخولها وجدت سوبين ينتظرها أمام الباب
-سوبين(بحدة) :سعيدة الآن؟ أمي بقيت تتصل طوال الليل...أظنها كانت قلقة للغاية...خذي هاتفي واتصلي بها...أرسلت لها رسائل وأخبرتها أنني نائم عندي صديقي لكنها ما تزال قلقة...اتصلي بها لتسمع صوتي وتهدأ
-كارلا(بتعب) :إنه خطؤك...كان عليك إخراجي من هناك

أمسكته من خصلات شعره وشدته بقوة
-سوبين(بألم) :يكفي...ستجعلين نفسكِ صلعاء
-كارلا(بتعب) :لقد كانت أسوأ ليلة عشتها في حياتي...كابوس حقيقي...لم أتوقع ولو لمرة أنني سأتمنى العودة فتاة
-سوبين:وأنا سعيد أنكِ تعلمتِ الدرس
-كارلا(بتعب) :أريد النوم...فورا

سارت بخطوات متثاقلة نحو الصف ورمت وجهها على الطاولة لتغوص في نوم عميق

بحلول استراحة الغداء ذهب الجميع للكافيتيريا إلا كارلا التي بقيت نائمة لتعوض الليلة المرعبة التي قضتها

كان بجانبها طالبتان تضعان أغراضهما في الحقيبة وتتكلمان
-هيورين:المدير هان سيتطلق من زوجته!
-ميوون:هذا ما يتناقله الطلبة
-هيورين:إذًا فكارولين ستكون في مشكلة
-ميوون:لا أعلم ولكن يبدو أنها تعاني من مشاكل نفسية كثيرة مؤخرا...ألا ترين كم أصبحت هادئة؟ أظنه التأثير السلبي لطلاق أهلها
-هيورين:مهلا...أليس ذاك النائم هناك صديقها؟
-ميوون:نعم...دعينا نغادر قبل أن يسمعنا

بعد أن خرجتا وأغلقتا الباب رفعت كارلا رأسها وشردت لدقائق...كانت تستمع لكل ما تقولانه وتظاهرت أنها نائمة فقط لتسمع القصة بأكملها...شعرت أنها مجرد إشاعات ولكن بسبب المشاكل التي بين والديها مؤخرا فلا بد أن هذا الكلام صحيح

ركضت نحو الكافيتيريا وأمسكت سوبين من ذراعه أمام يونجون ونينا وشدته لتأخذه خارجا لمكان فارغ ثم حاصرته للحائط وأمسكت ياقة قميصه بكلتا يديها
-كارلا(بحدة) :أتجرؤ على إخفاء طلاق والداي؟
-سوبين:عرفتِ!
-كارلا(بحدة) :طبعا سأعرف فالشائعات متداولة في كل الثانوية
-سوبين:صدقيني لم أخبر أحدا
-كارلا(بحدة) :لست أتهمك بشيء...فقط أعد لي جسدي...أريد مصالحة والداي فورا
-سوبين:أتمنى ذلك ولكن كيف؟!
-كارلا(بحدة) :الحل الوحيد هو أن تقبلني...ربما تكون فرضية غريبة ولكن لو نجحت فكلانا سيعود لحياته الطبيعية
-سوبين(بصراخ) :لا...لا يمكنني
-كارلا(بحدة) :لماذا لا يمكنك؟ عليك فعلها وإلا كلانا سيبقى في هذه الحال المزرية والأسوأ أنني لن أتمكن من مصالحة أبواي وإن وقعا عقد الطلاق سيفوت الأوان
-سوبين:آسف ولكن هذا مخجل
-كارلا(بحدة) :ما المخجل بالضبط؟ قلت لك قبلني فورا...قبلني...أتفهم؟

فجأة سمعا صوت شخص يضحك بصوت خافت وعندما استدارا وجدا نينا ويونجون يحدقان بهما ويحاولان كتم ضحكاتهما...يبدو أنهما لحقا بهما واستمعا لآخر جزء من المحادثة
-سوبين(بخجل) :لاااا ليس الأمر كما تظنانه
-نينا:هههههه كارلا! عثرتِ على عاشق...كم هذا لطيف!
-يونجون:هههههه سوبين النعسان! أنت أيضا أدهشتني
-نينا:هههههه هيا يونجون لنتركهما يتبادلان القبل
-سوبين(بخجل) :لااااا...انتظرا

لحقهما سوبين بسرعة وقاطع طريقهما
-سوبين(بخجل) :من فضلكما لا تسيئا فهمي...لم يكن يقصد أنه يعشقني أو شيء من هذا القبيل
-يونجون:ههههههه أوه كارلا...ومن يهتم؟ قبليه فحسب كما أفعل أنا...الأمر ممتع...صدقيني

غمز له يونجون فشعر بالتقزز وارتجف جسده ثم أغلق الموضوع من شدة خجله وخوفه من النقاش معهما فهما لا يعرفان البته أي حدود للكلام بل يقولان فقط ما يخطر على بالهما

في المساء انتهت حصة النشاط البدني وغادر الجميع قاعة الرياضة إلا كارلا التي بقيت جالسة في المدرج فذهب سوبين وجلس بجانبها
-سوبين:آسف لعدم إخبارك...ظننت أنهما سيغيران قرارهما لهذا أجلت الأمر
-كارلا(بحزن) :أمي لم تقرر شيئا كهذا من قبل...أظن أن قرارها نهائي
-سوبين:لم تعودي غاضبة مني؟
-كارلا(بحزن) :مازلت
-سوبين:حسنا...أريد أن أعطيكِ هدية اعتذار...لكن أخبريني...هل قبلتِ أحدا من قبل؟

رفعت كارلا رأسها نحوه باهتمام
-كارلا:لا
-سوبين:كل هذه الشعبية التي لديك ولم تقبلي أحد؟
-كارلا:من الصعب أن أجد شخصا يحبني حقا...الجميع يتقربون مني فقط لأنني ابنة المدير...ولهذا لم أثق بأحد ولم أواعد أحد...ماذا عنك؟
-سوبين:أنا أيضا...الجميع يظنونني غريب أطوار بسبب خجلي...حتى لو اعترفت لي فتاة فسأشعر بالخجل وأهرب...وعندما أريد مواعدة فتاة ما فلا يمكنني الاعتراف لها...وهكذا أخسر ببساطة...الفتيات يحببن الشاب الجريء الذي يفعل المستحيل لأجلهن ويعبر عن مشاعره لهن بطلاقة...أما أنا فالخجل عيبي الأول الذي دمر جزءا مهما من حياتي العاطفية
-كارلا:هكذا إذًا!
-سوبين:أخبريني...لا مانع لديكِ من أن نتبادل قبلة واحدة؟
-كارلا(بتجهم) :لا...سأشعر بأنني أقبل نفسي فحسب

نظر كل من منهما في عيني الآخر ثم رفع سوبين يده ببطء ووضعها على رقبتها وقربها منه شيئا فشيئا

ما هي إلا لحظات حتى التقت شفاههما في قبلة لطيفة وهادئة مما جعل قلب كارلا يقفز فأغمضت عينيها وذابت فيها نهائيا...كانت تريد مواصلتها لوقت أطول لتحصل على المزيد من ذاك الشعور المميز ولكن سوبين أنهاها بسرعة بسبب شعوره بالخجل والتوتر

نظر كل منهما في وجه الآخر فأدركا أن كل شيء باقٍ على حاله
-سوبين(بإحباط) :تشه...ما كان علينا تصديق تلك الفرضيات الغبية...أصلا من الأحمق الذي قد يفكر أن قبلة قد تحقق معجزة وتعيدنا إلى جسدينا

كان يكلمها لكنها كانت غائصة في أحلامها وما تزال تحلم بتلك القبلة الأسطورية
-سوبين:كارولين!
-كارلا:آه...نعم...معك حق
-سوبين:لنغادر هيا

مد لها يده ليساعدها على النهوض فحدقت به للحظات وهي ما تزال تشعر بشعور غريب...وفي النهاية مدت يدها له وغادرا الثانوية معا



عدل سابقا من قبل بثينة علي في السبت فبراير 11, 2023 12:03 pm عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1234
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة مُرَاهِقَة جَانِحَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة مُرَاهِقَة جَانِحَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة مُرَاهِقَة جَانِحَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1السبت مايو 28, 2022 9:40 am

رواية مراهقة جانحة : الفصل الحادي عشر



عادت كارلا لمنزل سوبين وهذه أول مرة تعود فيها باكرا وذلك بسبب أنها لا تملك أي نقود للاحتفال والسهرات والطعام الفاخر

عندما دخلت المنزل كانت جائعة للغاية لذا ذهبت للثلاجة لتبحث عن شيء تأكله ولم تجد سوى الخضر واللحم والبيض...عادة حين تجوع فإن خادمتها تعد لها الطعام أما الآن فعليها إعداده بنفسها أو تموت جوعا
-كارلا(بتجهم) :وياليتني أتقن الطبخ...لا أعلم ما الذي سينتج من يداي...أهو طعام أم سم كيميائي قاتل

فتحت الإنترنت وبحثت عن وصفة سهلة ثم بدأت إعدادها للعشاء...بعد أن وضعتها على النار ذهبت لتتجول في المنزل فوجدت ألبوم الصور موضوعا في خزانة الصالون...أخرجته ونظرت للغلاف ثم جلست على الأريكة وصارت تتصفحه

بينما ترى الصور شاهدت الكثير لسوبين وهو صغير وأثناء المرحلة المتوسطة وبداية المراهقة...وهناك صور له أيضا وهو رضيع
-كارلا:هههههه أوووه ما ألطفه! هذا جميل!

بينما هي شاردة في صوره جاءت والدته وألقت نظرة معها
-سيدة تشوي:أوووه جميل...دعنا نسترجع الذكريات معا

ساعدتها كارلا في الجلوس بجانبها على الأريكة ووضعا الألبوم أمامهما وصارا يشاهدان الصور ويضحكان
-سيدة تشوي:أوووه هذه...أتذكرها؟ كنت حينها في الروضة وبكيت كثيرا لدرجة أنني بكيت معك...كم كنت مدللا
-كارلا:ههههههه حقا؟
-سيدة تشوي:وهذه حين اشتريت لك لعبة ماروكو وعندما رآها رفاقك سخروا منك وقالوا أن ألعابك أنثوية...وقتها كنت تبكي كثيرا وتطلب مني لعبة أخرى
-كارلا:ههههههه هذا محرج حقا
-سيدة تشوي:أوووه وهذه...انظر...إنها من تخرجك من الإعدادية...وقتها كنت تخبرني دائما أن حلمك أن تصير محاميا
-كارلا:محامٍ! لم أتوقع ذلك
-سيدة تشوي:ألا تتذكر؟
-كارلا:أووه بالطبع أتذكر...كنت أمازحك
-سيدة تشوي:أوووه بني...الوقت يمضي سريعا وأنت تكبر بسرعة...لا أريد فراقك في الجامعة العام المقبل

وضعت ذراعيها حول كارلا وعانقتها فتأثرت وبادلتها العناق
-سيدة تشوي:لم تعانقني منذ أيام...أنت مؤخرا باردا جدا ناحيتي...كما لو أنك لست سوبين اللطيف المرح الذي أعرفه...أعلم أنك تمر بوقت صعب ولكن لا تبتعد عني بهذه الطريقة بل احكي لي كل شيء
-كارلا:حسنا...أعددت العشاء لأجلك...آمل أن يعجبك

بعد أن جهز العشاء جهزت كارلا المائدة وتناولت الطعام مع والدة سوبين...لم يكن طعمه سيئا لكنه مقبول بالنسبة لفتاة لم تطبخ طوال حياتها

قامت أيضا بجلي الصحون وتنظيف المطبخ وهذا ما أسعد والدة سوبين كثيرا لأنها تظن أن ابنها عاد لرشده وطبيعته القديمة...لكن الحقيقة أن كارلا بدأت تشعر بالانجذاب لسوبين وكل شيء يتعلق به

بعد أن انتهت شعرت بالتعب لذا رمت نفسها على السرير
-كارلا(بتعب) :أووه يا إلهي! طبخت العشاء فقط وجليت الأواني لكنني أشعر كما لو أنني حفرت كوكب الأرض بملعقة

حملت هاتفها وتفقدت الإشعارات فلم تجد أي رسائل أو مكالمات من سوبين
-كارلا(بتجهم) :لماذا لم يتواصل معي!؟ هل هو مشغول بشيء ما؟! أتمنى أن يكون كذلك ولم ينسى أمري

بقيت تتصفح الهاتف لدقائق إلى أن تذكرت مشكلة والديها لذا شعرت بالإحباط والحزن
-كارلا:ربما حان الوقت للتصرف...لا يمكنني ترك عائلتي تضيع من يداي

كتبت رسالة لوالدتها محتواها "مرحبا أمي...صديقي سوبين يريد التحدث معكِ غدا لأمر ضروري...هلاَّ انتظرته بعد الدوام أمام الثانوية؟"

بعد دقائق ردت عليها "طبعا بنيتي...سأنتظره هناك...لكن أرجو أن لا أقابل والدك فما فيا يكفيني"

ما كادت تضع هاتفها جانبا حتى سمعت صوت إشعار معلنا عن رسالة جديدة من سوبين...شعرت فجأة بقلبها يقفز وبكهرباء تسري في كل جسدها...وغصبا عنها ابتسمت ابتسامة عريضة كان الجميع ليلاحظوها من حولها

كان قد كتب لها في الرسالة "لا تقولي أنكِ هربتِ من المنزل مجددا...على كل حال أردت أن أسأل عن أمي...أعلم أنكِ ستتجاهلينني كالعادة"

وعلى الفور ردت "سوربرايز! ها أنا أرد"

رد عليها "يال العجب! ما المناسبة؟!"

ردت عليه "يجب أن تشكرني فقد أعددت العشاء لأمك ونظفت المطبخ"

رد عليها "كاذبة!"

ردت عليه "هل أنا من النوع الذي يكذب في سخافات كهذه!"

رد عليها "معجزة حقيقية...إذًا لا داعي لمجيئي اليوم"

كانت ستطلب منه المجيء فقط لتراه ولكنها أحست أنه ما من داعٍ لهذه الحركة الغريبة لذا كتبت له "نعم...تصبح على خير"

تمددت في سريرها مجددا وعانقت الهاتف ثم ابتسمت...فجأة صارت تشعر بالحماس لهذه الحياة البائسة...كما لو أن هناك شيئا دخل حياتها فجأة ليغيرها للأبد

في يوم الغد ارتدت ملابسها بسرعة وتوجهت لأحد المقاهي لمقابلة والدتها بجسد سوبين
-الأم:صباح الخير سوبين...لقد أقلقتني...هل هناك خطب؟
-سوبين:أمي...أقصد...سيدة هان
-الأم:نعم؟
-سوبين:لقد عرفت بطلاقك من المدير هان...الخبر صدمني
-الأم:كارلا من أخبرتك؟
-كارلا:لا...جميع من في الثانوية يتحدثون عن الأمر...أرجوكِ تراجعي عن قرارك
-الأم:إنها أمور عائلية لذا لو سمحت ابقى بعيدا عنها
-كارلا:أعرف كل شيء...أعرف بخيانته لك وأعرف عدد الحبيبات اللواتي اضطررتِ للتعامل معهن...زوجك زير نساء صحيح؟
-الأم:لا بد أن كارلا من أخبرتك بذلك...مستحيل أن تعرف من تلقاء نفسك
-كارلا:حسنا...نعم...لكنها لم تقصد إفشاء أسرارها العائلية...الحقيقة أنها بكت طويلا حين عرفت...هل يرضيك رؤيتها هكذا؟
-الأم:أعلم ما ستمر به...لكن أنا أيضا أستحق السعادة في حياتي
-كارلا:إذًا ابنتكِ لا تهمك؟
-الأم:فترة مؤقتة وتنسى...لكنني سأفعل المستحيل لتغطية مكان والدها حتى لا تشعر بغيابه
-كارلا:مستحيل أن يغطي أي شيء مكان الأب...لا تكذبي على نفسك
-الأم:الأب لن يعطيها سوى النقود لذا أنا سأتكفل بالأمر
-كارلا:غير صحيح...الأب هو العطف والحنان والدعم النفسي والجسدي
-الأم:سأكون كل ذلك...لا تقلق

أوشكت كارلا أن تبكي لذا تمالكت نفسها وتمسكت بيدَي والدتها بقوة
-كارلا(بحشرجة) :من فضلك فكري بالأمر...إنه مؤلم رؤية العائلة تتفكك هكذا
-الأم(باستغراب) :يا فتى! يبدو أنك منسجم مع قصة عائلتي أكثر مني أنا بالذات
-كارلا(بحشرجة) :لا شيء بإمكانه إنهاء هذه المهزلة غيرك...فقط خذي وقتا أطول بالتفكير
-الأم:أنت غريب أطوار يا فتى...شكرا لمحاولتك ولكن هذه نهاية الحكاية

حملت حقيبتها ثم غادرت لأنها لم تشأ الخوض في النقاش أكثر خاصة أنها بالفعل قررت ولا شيء في العالم سيغير رأيها
-كارلا:تشه...الشيء الوحيد الذي قد يوقفها هو أنا...لكن لن أستطيع ذلك ما دمت في جسد سوبين

سارت بضع خطوات في الشارع ثم تذكرت أن سوبين يعمل الآن لذا ذهبت عنده للمقهى

في البداية شعرت بالخجل من محادثته لكن في النهاية تشجعت ودخلت المقهى وجلست في إحدى الطاولات
-سوبين:كارولين! أتيتِ؟
-كارلا:أريد كابوتشينو لو سمحت...لكن فلتعلم أنني لا أملك المال
-سوبين:ههههه لا مشكلة...سأدفع ثمنها لك

قدم لها كوب كابوتشينو ثم جلس بجانبها
-سوبين:لم أتوقع أن تأتي إلي
-كارلا:أتيت لأكلمك بخصوصنا...أريد حقا العودة لجسدي بأسرع وقت فقد ذقت ذرعا...والداي سيتطلقان وإن لم نجد طريقة لنعود لأجسادنا فقد يفوت الأوان
-سوبين:وما الحل؟ تلك العجوز لن تظهر لنا فجأة
-كارلا:هل نذهب لقصر "غيونغبوك" مجددا؟
-سوبين:نعم...لا حل آخر لدينا...لنذهب إليه غدا...تعلمين أن المكان بعيد ولدي عمل الآن
-كارلا:نعم...دعنا لا نعود قبل أن نجد حلا لمشكلتنا هذه
-سوبين:نعم

بحلول المساء أنهى سوبين عمله فخرج مع كارلا متوجهين نحو البيت...بينما يمران على سد المياه توقفت كارلا وركضت نحو حافة السد تشاهد أمواج المياه وهي تتحرك مع هبوب الرياح
-كارلا:هذا مكاني المفضل...ما رأيك به؟
-سوبين:جميل...لكنه غريب
-كارلا:أحب الجلوس هنا أحيانا...المكان هادئ وما من أحد يأتي إليه غيري...حين أستلقي فوق العشب وأراقب السماء أشعر بشعور جيد
-سوبين:ههه جميل
-كارلا:بإمكانك أن تذهب

ابتعدت عنه قليلا واستلقت على العشب وبدأت تحدق بالسحب في السماء...ما هي إلا لحظات حتى جاء سوبين واستلقى بجانبها وفعل مثلها
-كارلا:ها!
-سوبين:أنا أيضا أريد عيش التجربة...إن لم تمانعي طبعا
-كارلا:طبعا أمانع...إنه مكاني الخاص

تجاهلها وبدأ يحدق بالسحاب وهو يتحرك مع هبوب نسمات الهواء
-سوبين:منظر جميل...يبدو السحاب كما لو أنه سيسقط علينا...أليس كذاك؟
-كارلا:آه...بلى
-سوبين:هذا رائع...شكرا جزيلا لإعطائي فرصة عيش هذا الشعور...إنه مريح

فجأة شعر بتشنجات في بطنه فنهض ووضع يديه عليه
-سوبين(بألم) :أود فقط معرفة ما سر هذه التشنجات المزعجة
-كارلا:هل تناولت بذور دوار الشمس؟
-سوبين:بلى
-كارلا(بصراخ) :أيها الغبي...بذور دوار الشمس تسبب لي آلاما في الأمعاء...كيف لم تنتبه؟
-سوبين:وأنا ما أدراني! كان عليكِ تحذيري من قبل
-كارلا(بصراخ) :كان على الخادمة إخبارك
-سوبين:لم أتناولها في البيت
-كارلا(بصراخ) :أحسنت...سأصاب بتشنجات الأمعاء لأيام طويلة...اذهب للطبيب
-سوبين:حسنا...سأفعل في المساء...ولكن لماذا تصرخين في وجهي في حين أنك أدخلتِ كل شيء غير صحي في جسدي ومهما حذرتك لا تستمعين؟ أظن أن هذا لا يقارن بما سببته لكِ من ضرر أليس كذلك؟
-كارلا(بتجهم) :اصمت لو سمحت...آخر ما ينقصني ثرثرتك

في تلك الليلة عاد سوبين للمنزل فوجد والد كارلا يجلس في غرفة المعيشة ويتابع التلفاز...بدا الأمر غريبا جدا فهو لم يكلمه منذ أيام إلا للأمور الضرورية...حتى في طريقهما بالسيارة نحو الثانوية فهما لا يتحدثان إلا نادرا
-سوبين:أبي

نظر نحوه الأب بنظرة باردة
-الأب:نعم؟
-سوبين:ألن تغير قرارك في الطلاق؟
-الأب:لست أنا من قرر ذلك
-سوبين:لكن...أنت أيضا لديك قرار في الموضوع...بإمكانك منع الأمر من الحدوث
-الأب:لا أظن...لماذا علي منعها؟ هي التي قررت ذلك وهي التي ستندم

تنحنح سوبين ثم قرر الكلام بصراحة
-سوبين:على ماذا تندم؟ لأنها تعيش مع زير نساء؟ أظن أنك النادم الوحيد هنا لأنك خسرت امرأة أحبتك بصدق

تفاجأ الأب من الطريقة التي تكلم بها سوبين
-الأب:لدي المال ولدي كل المقومات لأتزوج أخرى بمجرد أن أتطلق منها
-سوبين:وهل ستستمر بخيانة زوجتك الأخرى أيضا؟
-الأب:هذا أمر لا يخصك
-سوبين:يخص من إذًا إن لم يخص ابنتك؟
-الأب(بحدة) :كارلا...توقفي عن تقليل الأدب مع الكبار...لقد حذرتكِ من ذلك مرارا وتكرارا...اذهبي لغرفتك فورا...لا تجعليني أقول كلاما سيغضبك
-سوبين(بتجهم) :حسنا

دخل سوبين الغرفة وتمدد في السرير في حين كانت كارلا في منزله تحاول إعداد الطعام...وأثناء نضوج الطعام على النار قامت بجلي الصحون ونفض الغبار وشطف الأرضية وهي تضع مريلة المطبخ

بعد أن انتهت ألقت بجسدها المنهك على الكرسي
-كارلا(بتعب) :حياة سوبين حقا تسبب الإنهاك...لقد قمت بالأعمال المنزلية فقط وتعبت...لا أستطيع تخيل الضغط الذي يعيشه حين يضطر للدراسة والعمل والأعمال المنزلية معا

حملت هاتفها وكانت سترسل له رسالة لتخبره فيها أنها اهتمت بمنزله في غيابه ولكنها شعرت بالإحراج...مؤخرا أصبحت تتوتر كلما فكرت في محادثته...بطريقة ما أصبح كل شيء يخصه مثيرا للتوتر والقلق

في تلك الليلة نام سوبين بعمق وبينما يحلم رأى نفسه واقفا في الساحة المقابلة لقصر "غيونغبوك"

نظر من حوله فرأى اللافتات التي يتم تعليقها في الشوارع ولكن الغريب فيها أن الكتابة فيها مشوشة ولا يستطيع قراءة أي شيء

بجانبه يوجد رجل يبيع الكتب فحمل أحد الكتب ووجد حروفها عبارة عن خربشات وطلاسم غير مفهومة البتة

نظر خلفه فرأى كارلا تجلس على نفس الكرسي الذي رآها تجلس عليه أول مرة حين ذهبوا لقصر غيونغبوك في الرحلة المدرسية وهي مطأطئة رأسها...والغريب أيضا أنها في جسدها الأصلي
-سوبين(بصراخ) :كارولين!

رفعت رأسها فتفاجأت وتقدمت منه
-كارلا:أنا أرى أمامي تشوي سوبين...هذا يعني أنني عدت لجسدي وأنت عدت لجسدك!
-سوبين:ولكن كيف ذلك!؟
-كارلا:لا أعلم...لا أتذكر ما حصل ولا كيف وصلنا إلى هنا حتى...هل تتذكر أنت؟
-سوبين:لا

نظر الاثنان حولهما بشرود وشعرا بشيء غريب
-كارلا:مهلا...اللافتات! هل يعقل أننا نحلم؟ تذكرت آخر مرة حين أخبرتني أننا لا نستطيع القراءة في الحلم
-سوبين:بلى...لكن ماذا تفعلين في حلمي؟
-كارلا:أنت ماذا تفعل في حلمي؟ هل يعقل أنني أراك يوميا في الواقع ولحقت بي للحلم أيضا؟!
-سوبين:حلم مشترك!
-كارلا:سخافة...لكن لا تفسير آخر

بينما يحدقان من حولهما رأيا العجوز التي تبيع حلوى الأمنيات فركض نحوها سوبين وأمسكها من كتفيها
-سوبين(بصراخ) :أنتِ! لن تهربي مني مجددا...ما هذه المشكلة التي أوقعتنا فيها؟
-العجوز(بتجهم) :أيها المتهور...أفلتني

ضربته بعكازها على رأسه فأفلتها
-سوبين:كيف أتألم داخل حلم! أنتِ غريبة
-العجوز:لن أهرب لأي مكان فمهمتي انتهت معكما وحان الوقت لتوضيح الأمور
-كارلا:أي أمور؟
-العجوز:يبدو أنكما تعلمتما الدرس...المراهقون أمثالكم يخطؤون في حق أنفسهم كثيرا لذا أنا هنا لأجعلهم يعيشون تجربة مختلفة يندمون فيها على تهورهم
-سوبين:معكِ حق...لقد تمنيت حياة أفضل...لكن في الحقيقة كل شخص له مشاكله الخاصة...علينا فقط الرضى بأنفسنا
-العجوز:وأنتِ أيتها المسترجلة...ماذا تعلمتِ؟
-كارلا:لم أتعلم شيء...مازلت أريد أن أصبح ولدا

قام سوبين بقرصها من ذراعها ولكنها لم تتألم
-كارلا(بسخرية) :هاهاها لا يمكنك جعلي أتألم داخل الأحلام
-سوبين(بحدة) :كارولين! لا تقولي كلاما سخيفا لأنها قد تجعلنا نتبادل الأجسام مرة ثانية
-كارلا:امممم دعني أفكر...أوووه نعم...أظن أنني تعلمت شيئا...حياتي الرائعة أفضل من حياة الملايين خاصة لو كنت ولدا فبالتأكيد كل الضغوطات تقع على كاهلك...بالإضافة...رغم أن الفتاة أحيانا مظلومة ومقيدة لكن المجتمع يساعدها ويتعاطف معها أكثر من الشاب...هذا ما تعلمته

ابتسم سوبين تلقائيا لسماع كلامها فمن العظيم لفتاة متهورة وجانحة أن تتعلم درسا قيما كهذا
-سوبين:والآن...هل ستعيديننا لجسدينا؟
-العجوز:من قال ذلك؟
-سوبين(بصدمة) :لن تعيدينا!
-العجوز:لست أنا من يجدر بها أن تعيدك...أنت عليك إعادة نفسك بطريقة ما

لطم سوبين وجهه بقوة وكان سيلطمه مرة ثانية لولا أن العجوز أضافت شيئا
-العجوز:أنت تمنيت أن تعيش حياة كحياة زميلتك لأسبوع واحد فقط صحيح؟
-سوبين:حقا فعلت؟
-العجوز:بلى...قبل أن تبتلع الحلوى
-سوبين:لا أتذكر
-كارلا:أسبوع؟ دعني أتذكر...نحن تبادلنا الأجسام يوم الأحد...هذا يعني أنه بعد أن ننام سنستيقظ في صباح اليوم الأحد
-سوبين(بحماس) :وهو أسبوع مكتمل!
-كارلا(بحماس) :وينتهي مفعول الأمنية!
-سوبين(بصدمة) :مهلا...أيعني ذلك أنني لو لم أتمنى أسبوعا فقط لبقينا متبادلَي الأجسام للأبد؟!

فتحا عينيهما من الصدمة ثم نظرا للعجوز فابتسمت ابتسامة لطيفة...لحظات حتى رأياها تتلاشى وتختفي كالضباب ثم تناثرت في الجو

فتحت كارلا عينيها بسرعة فائقة كما لو أنها رأت كابوسا ثم نظرت من حولها...وجدت نفسها في غرفتها فركضت نحو المرآة ووجدت أن انعكاسها الفعلي هو الآن كارلا
-كارلا(بصدمة) :لا أصدق! لقد عدت لجسدي! أميييييي

ركضت خارج الغرفة ثم تذكرت أن والدتها تركت البيت لذا وقفت مكانها متصنمة من الحزن والإحباط...لحظات وخرجت الخادمة من المطبخ مع الفطور
-الخادمة:سيدتي الصغيرة...تعالي لتناول الفطور
-كارلا(بحزن) :أمي...ألم تغير رأيها؟
-الخادمة:للأسف لا
-كارلا(بحزن) :أريد مقابلتها الآن

دخلت الغرفة مجددا فوجدت هاتف سوبين معها...بسبب تبادلهما الأجساد فقد تبادلا الهواتف أيضا

حملت هاتفه وركضت عبر الطريق المؤدي لمنزله وفي المنتصف وجدته هو الآخر متوجها إليها

وقفا يحدقان ببعضهما من بعيد ثم ركض نحوها وعانقها بينما يضحك من السعادة وعندما تركها ضربته على رأسه وأظهرت تكشيرتها
-كارلا(بتجهم) :لا وقت للاحتفال...أعطني هاتفي

تبادلا الهواتف فأرسلت رسالة لوالدتها تقول فيها "أريد لقاءك"
-سوبين:لمن تكتبين؟
-كارلا:حان الوقت لأستعيد حياتي وأسرتي
-سوبين:بالتوفيق إذًا
-كارلا:اسمع...دعنا لا نحدث بعضنا مجددا...أظن أنني للحظة تناسيت أننا لسنا أصدقاء...أرجو أن لا تكلمني مجددا وإن سألك أي أحد عني فأخبرهم أنه لم يكن شيء بيننا ولن يكون
-سوبين:للحظة ظننت أننا سنكون أصدقاء جيدين
-كارلا:لا تخدع نفسك...نحن مختلفين كثيرا...أنت هادئ وخجول وأنا جانحة ومتهورة...أين رأيت صديقين بهذه المواصفات؟
-سوبين:لا أعلم...بدا لي أمرا عاديا
-كارلا:بالنسبة لي لا
-سوبين:اممم حسنا...بالنسبة لي فقد كانت تجربة رائعة أن أعيش في جسدك مؤقتا

رفع يده لها ليصافحها وابتسم فظهرت غمازته الجميلة التي جعلتها تكاد تغير رأيها مرة أخرى...كان من الصعب عليها مقاومة ذلك لكنها ضربت يده مبعدة إياها
-كارلا:مع السلامة

سارت عائدة نحو طريق المنزل وعندما ابتعدت قليلا استدارت نحوه فوجدته يسير مبتعدا هو الآخر...كان يبدو سعيدا بعودته لذا لم يلتفت لها ولم يدع مزاجها المتعكر يفسد فرحته

بعد أن عادت للبيت انتظرت رد والدتها إلى أن كتبت لها "لا أستطيع اليوم...لقد ذهبت في إجازة لبوسان لعدة أيام...سأقابلك حينما أعود"
-كارلا:هذا لحسن حظي...بقاؤها بعيدة بعض الوقت قد يغير رأيها...أتمنى فقط أن تشعر بشعور أفضل بعد أيام



عدل سابقا من قبل بثينة علي في السبت فبراير 11, 2023 12:04 pm عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1234
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة مُرَاهِقَة جَانِحَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة مُرَاهِقَة جَانِحَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة مُرَاهِقَة جَانِحَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1السبت مايو 28, 2022 2:13 pm

رواية مراهقة جانحة : الفصل الثاني عشر



ذهبت كارلا للثانوية وبمجرد دخولها من الباب صرخت "لقد عدت" بصوت عالٍ جعل كل من حولها يسمعها

ركضت متوجهة لقاعة الجانحين الخاصة وركلت الباب برجلها
-كارلا(بصراخ) :احزروا من عاد...إنها كارلا
-نينا:من أين عدتِ؟ من جسد سوبين؟
-كارلا(بصدمة) :ك ك ك كيف عرفتِ؟
-نينا:ههههههه أمازحك...تبدين أنتِ وسوبين كما لو أنكما تبادلتما الأجسام...لقد كنتما تتصرفان بطريقة متعاكسة
-يونجون:صحيح...لو لم نكن نعلم أن تبادل الأجسام مجرد خرافة علمية لصدقنا أنكِ أنتِ وسوبين تبادلتما الأجسام
-كارلا(بتوتر) :أكان الأمر واضحا لتلك الدرجة!؟
-نينا:ههههه المهم...أهلا بعودتكِ لطبيعتك
-كارلا(بتوتر) :شكرا

دخلت الصف وعندما رآها الجميع صمتوا كما لو أنهم كانوا ينمونها

توجهت نحو السبورة ووقفت بجانبها ثم ضربت عليها ليهدأ الجميع
-كارلا:انتباه...بشأن الشائعات المتداولة عن أن والداي سينفصلان...أحببت إخباركم أنها خاطئة وإن أمسكت الشخص الذي نشرها فسأجعله يدفع الثمن...ثاني شيء...إن أمسكت أحدا يتحدث عنها أو يتناقلها أيضا فسيدفع الثمن...وقد أعذر من أنذر

ثم جلست مكانها بكل غرور تاركة الجميع في حيرة...قبل أيام كانت هادئة وتتصرف بغرابة واليوم عادت لجنوحها فجأة!

استدارت نحو مقعد سوبين فوجدته يكتب الدروس التي فاتته على دفتره...ومنذ تلك اللحظة قررت أنها لن تراقبه نهائيا ولن تستسلم للضعف الذي تشعر به حين تراه...الفتيات عادة في سنها يفكرن بالحب والارتباط لكن هي لا تريد ذلك...تعلم أنها بالفعل أكثر الأشخاص شعبية في الثانوية ولا تحتاج أحدا يكملها

مرت الأيام ولا أحد تكلم مع الآخر...لا هي ولا سوبين...كانا فقط يمران بجانب بعضهما كالغريبين...كما لو أن قصصا كثيرة لم تحصل بينهما...وهذا ما صدم الجميع لدرجة أنهم ظنوا أنفسهم كانوا يحلمون

في أحد الأيام قرر سوبين أخيرا بعد تفكير طويل أن يعترف بمشاعره للياليا...رغم أنه خجول في هذا الموقف ولكن تجربته مع كارلا جعلته أكثر جرأة وإقداما على فعل الأشياء الصعبة

قام بكتابة بطاقة ملونة لها وعلقها في خزانتها وعندما ذهبت إليها مع صديقاتها قرأت "أنا معجب بكِ منذ أشهر...إن كنتِ تشعرين بالفضول لتعرفي من أنا فتعالي للسطح الساعة الرابعة بعد انتهاء الدوام"
-هيونا:أنتِ محظوظة...جاءك طلب مواعدة جديد
-لياليا:طبيعي...لا ألومهم
-هيونا:هل ستقابلينه؟
-لياليا:وماذا تقترحان؟
-هيونا:أقترح أن تذهبي فلعله يناسب ذوقك
-أونجو:نعم...لا تحرجي المسكين
-لياليا:سنرى

بينما كارلا في قاعة الجانحين ركض عندها يونجون
-يونجون:كارلا...احزري ماذا؟
-كارلا:ماذا؟
-يونجون:عاشقك الولهان سيعترف بحبه لفتاة الإذاعة اليوم
-كارلا:ماذا!
-يونجون:رأيت سوبين يعلق اعتراف حب على خزانة لياليا لتقابله بعد الدوام على السطح
-كارلا(بحدة) :ليس عاشقي...ثم لماذا تقص لي قصته؟!
-يونجون:لكن ما حصل بينكما
-كارلا(بحدة) :لم يحصل أي شيء...لو كنت تعرف عما تحدثنا ذاك الوقت لما حكمت علينا
-يونجون:م م م ماذا؟! لكنه كان يطلب منكِ أن تقبليه...هل هناك تفسير آخر غير أنه يحبك؟
-كارلا(بتجهم) :نعم...ربما كان يحاول التظاهر أنه مهتم لأمري لكي ينضم للجانحين...لكنني اكتشفت أمره لاحقا

رغم أن الأمر غير صحيح لكن كارلا حاولت قدر المستطاع تبرير ما حصل لكي لا يزعجها يونجون
-يونجون:أوووه هكذا إذًا! كيف يجرؤ؟! علينا أن نعاقبه لفعله ذلك...لنبرحه ضربا
-كارلا(بحدة) :لا لا لا...دعه وشأنه...لقد عاقبته بالفعل
-يونجون:وبِمَ عاقبتِه؟
-كارلا(بتوتر) :امممم بشيء ما...لا يهم فذاكرتي ضعيفة...المهم أنه دفع الثمن غاليا
-يونجون:حسنا...سأمرر الموضوع

بعد انتهاء الدوام خرجت كارلا من قاعة الصف مع رفاقها وحين نظرت خلفها رأت سوبين ما يزال جالسا في مقعده ومن الواضع أنه خائف ومتوتر ويحاول استجماع شجاعته
-كارلا:اذهبا أنتما...سنلتقي غدا
-نينا:حسنا...باي
-يونجون:أيًا ما كان ما ستفعلينه فلن أسامحك إذا لم تقصي علينا القصة غدا
-كارلا(بتجهم) :لن أفعل شيئا...لا تخف

ودعاها وغادرا فبقيت واقفة بجانب الباب ورأت سوبين وهو يخرج ثم توجه للممر المؤدي للسطح في حين أن الجميع غادروا بالفعل

شعرت بالتردد طويلا وصارت تلتف في المكان ذهابا وإيابا وفي النهاية قررت أنها لن تراقبه فهي بالفعل قررت تناسي أمره للأبد

في ذلك الوقت جلس سوبين على حافة السطح وحاول النظر بعيدا لإخفاء توتره الواضح...فجأة سمع صوت أقدام خلفه فتجمد مكانه من التوتر وأحس بقلبه ينتفض مرة واحدة لدرجة أن توازنه النفسي اختل
-لياليا:أنت هو؟

عندما سمع صوتها زادت نبضات قلبه وابتلع ريقه ثم أدار وجهه ناحيتها ببطء ونظر كلاهما للآخر
-لياليا:مرحبا يا فتى

ساد الصمت المكان لعدة دقائق فشعرت لياليا بعدم الراحة وقررت خلق موضوع للكلام معه
-لياليا:مرحبا...ما اسمك؟
-سوبين(بتوتر) :تشوي...سوبين
-لياليا:من أي صف؟
-سوبين(بتوتر) :3 باء
-لياليا:جميل...أخبرني كيف عرفتني؟
-سوبين(بتوتر) :لا أتذكر...أعتذر
-لياليا:هههههههه ولماذا تعتذر؟ على كل حال دعنا ننسى كل هذه التفاهات ونتحدث عن علاقتنا...اسمع...أنا فتاة مستقلة ولهذا لا أريد المواعدة حاليا...لكن سيسرني لو أننا نكون أصدقاء ونلقي التحية على بعضنا من حين لآخر

مدت له يدها لتصافحه ولكنه بقي شاردا معها للحظات...بعد أن تدارك الموقف رفع يده وصافحها وبقي ممسكا بها للحظات إلى أن أفلتته بنفسها
-لياليا:وداعا

بينما تغادر بقي يراقبها من الخلف وهو ما يزال متوترا ومتصنما مكانه...وضع يده على قلبه فشعر به سيخرج من مكانه ثم رفع يده التي صافحتها لينظر إليها...رغم أنه سعيد بذلك لكن في نفس الوقت شعر بالحزن لأنها رفضته وطلبت مصادقته

عندما نزلت لياليا عبر السلالم وجدت صديقاتها ينتظرنها ليعدن معا
-هيونا:ترى كيف كان؟
-لياليا:لطيف...لكن غريب أطوار
-أونجو:أنتِ تقابلين غرباء الأطوار كثيرا هذه الأيام
-لياليا:حظي

عادت كارلا للمنزل مع والدها وبمجرد أن دخلا المنزل استدارت نحوه لتكلمه
-كارلا:هل ستذهب لإعادتها أم لا؟
-الأب:من؟
-كارلا:من! وكأن هناك غيرها
-الأب:لا يوجد أحد...لا هي ولا غيرها...اعتادي على الأمر

حملت مزهرية الزجاج من على المنضدة ورمتها أرضا لتنكسر لأشلاء
-كارلا(بحدة) :لن أعتاد على خسارة والدتي...من الأفضل أن لا تتفوه بهذا الكلام مجددا
-الأب:تماما كوالدتك...إن غضبت تلجأ للتكسير...فلتفهما أن الأغراض لا ذنب لها في نوبات غضبكما
-كارلا(بحدة) :أبي...توقف عن اللعب بالنار...أعدها للمنزل وتوقف عن حفر قبرك بالملعقة
-الأب:لن أنتظر طفلة حتى تأتي وتريني ما أفعل
-كارلا(بحدة) :طفلة؟! ومن تظن نفسك؟ أنت حتى تقوم بتصرفات مراهقين وتنعتني بالطفلة؟ فلتعلم أنني أعقل منك
-الأب(بحدة) :كارولين! اخرسي
-كارلا:حسنا سأخرس...لكن لا تتوقع أنك محق في كل شيء فقط لأنك كبير...لا عيب أن تقدم لك طفلة النصيحة...لأن هذه الطفلة حرفيا تعرف التصرف أفضل منك

بعد أن رمت كلامها البارد دخلت الغرفة وأغلقت الباب بقوة ورمت نفسها على السرير

أخرجت هاتفها الآيفون ونظرت له وهي متوترة
-كارلا:تشه...ما كان علي التكلم مع أبي بهذا الأسلوب...لكنه حقا لا يفهم أنه مخطئ...هو الوحيد القادر على إصلاح الأمر

تفحصت هاتفها فلم تجد أي رسائل أو مكالمات جديدة...كل ما هنالك رسائلها مع سوبين حين كانا في جسدي بعضهما ولكنها الآن لم تعد سوى ذكريات
-كارلا:من كان سيصدق أنني سأشعر بأي شيء نحو ذاك الغبي

فتحت معرض الصور وصارت تقلب بينها فوجدت الصورة التي التقطتها وهي في جسد سوبين
-كارلا(بحزن) :من كان يصدق أن هذه أنا...ترى ما الذي حصل معه اليوم؟ هل اعترف لفتاة الإذاعة تلك؟ وما ردة فعلها ناحيته؟

صارت تتخيل في رأسها اعترافا رومنسيا بين سوبين ولياليا وفي النهاية يتبادلان القبل

انتفضت من خيالها واقشعر بدنها لمجرد فكرة أنهما سيكونان معا
-كارلا:هذا مقزز...لكنني لن أتدخل...فليتواعدا

رمت هاتفها جانبا وأغمضت عينيها لتحاول النوم فظهر خيال سوبين في دماغها وتذكرت ابتسامته الجميلة وغمازته اللطيفة

فتحت عينيها بسرعة وتجهمت بسبب تفكيرها المستمر فيه وفجأة شعرت بالمغص في أمعائها مما جعلها تضع يديها على بطنها
-كارلا(بألم) :غبي...ما كان عليه تناول بذور دوار الشمس...سأقتله المرة القادمة حين ألتقيه

في يوم الغد ذهبت كارلا للثانوية وبينما تقف عند خزانتها رأت لياليا وهي آتية من الممر بمفردها...تظاهرت أنها تفتش في خزانتها حتى جاء سوبين لخزانته أيضا

بقيت تراقبهما دون أن يدركا وكانا يتجاهلان بعضهما ثم صعدا لصفوفهما
-كارلا(تفكر) :لا أظن أنهما يتواعدان...أظنها رفضته

أفزعتها نينا وهي تعانقها من الخلف فانتفضت من الرعب
-نينا(بصراخ) :كارلاااااا...اشتقت لك
-كارلا(بتجهم) :أخفتني...كفي عن فعل ذلك من الخلف
-نينا:ههههه أحب ذلك...خاصة حين تكونين سارحة بخيالك...في ماذا كنتِ تفكرين؟
-كارلا(بتجهم) :لا شيء...لنصعد للصف

سارتا نحو الصف فلمحت كارلا من بعيد سوبين وهو يجلس في حديقة الثانوية مطأطئا رأسه وكان يبدو عليه الإحباط الشديد
-نينا:إلى ما تنظرين؟
-كارلا:لا شيء...لنذهب

أكملتا سيرهما متوجهتين نحو الصف فرأيتا شابا يطارد ورقة أخذتها الرياح ولأنها أتت في طريق كارلا التقطتها
-بومغيو:شكرا جزيلا

أعطته الورقة وبالصدفة نظرت لها فرأت عليها رسمة عميقة ثم أعطتها له
-كارلا:هل ترسم؟
-بومغيو:الرسم هوايتي
-كارلا:أيمكنني أن أرى؟
-بومغيو:طبعا

أعطاها الرسمة فشاهدتها واندهشت من كمية التفاصيل المذهلة التي فيها...كانت أول مرة تقابل رساما بارعا وجها لوجه فهي بالعادة لا تحب الفنون

أعادتها له ببرود وتظاهرت أنها غير مهتمة ثم مشت خطوتين واستدارت
-كارلا:ما اسمك؟
-بومغيو:بومغيو...تشوي بومغيو

هزت رأسها له ثم واصلت طريقها مع نينا وعندما وصلتا للصف جلستا في مقعديهما
-نينا:إنه شاب وسيم...لكن أنتِ ويونجون أفضل
-كارلا(بتجهم) :لا تظني أنني مهتمة به
-نينا:ههههه ظننت وانتهى
-كارلا:ذاك الشاب رسوماته عميقة ومظلمة...سيكون رائعا أن نطلب منه رسم وشم خاص بنا
-نينا:أوه فهمت في ماذا تفكرين

جاء يونجون من الخلف ووضع ذراعه عليهما فأفزعهما
-يونجون:وفي ماذا تفكر؟
-كارلا(بتجهم) :حتى أنت تعلمت أسلوب المباغتة من الخلف أيها المزعج
-يونجون:ههههههه ما الجديد؟
-نينا:نفكر في الحصول على وشم خاص بعصابتنا
-يونجون:وهل عثرتما على شخص يرسم الوشوم للقاصرين؟
-كارلا:لا...لكن سيكون وشما مؤقت...إلى حين نبلغ العشرين
-نينا:أوووه تبا...مازالت ثلاث سنوات...من الذي عين العشرين كسن قانوني؟ أريد أن أقطع رأسه
-كارلا:لو كنت رئيسة كوريا فسأسمح للجميع بفعل ما يريدون
-يونجون:نتطلع لذلك اليوم...حينها سيعيش أطفالنا القاصرون في رخاء وسعادة ويفعلون ما يريدون ههههههه

بدأ الدرس فاستغلت كارلا الفرصة ونظرت للخلف فوجدت سوبين يضع يده على خده بإحباط وهو غارق في التفكير...بسبب شروده ذاك اليوم أحست أنه ليس بخير...كانت هناك رغبة قوية بداخلها تدفعها لمحادثته ولكنها لا تريد البقاء معلقة به هكذا

في استراحة الغداء ذهبت نحو خزانتها لتضع أغراضها بمفردها فمرت على بومغيو وهو جالس على أحد الكراسي في حديقة الثانوية ويخربش على دفتره

في البداية أرادت تجاهله لكن حين ألقت نظرة على رسمته من الخلف اندهشت وتوقفت
-كارلا:جميل!

عندما سمعها انتفض من الرعب واستدار
-بومغيو:أووه! أخفتِني!
-كارلا:أترسمني؟
-بومغيو:أردتها أن تكون مفاجأة...لا تنظري
-كارلا:لماذا قد تفكر بمفاجأتي؟ أنا حتى لا أعرفك
-بومغيو:لا أحد منا يعرف الآخر...لكن في المرة الماضية حين طارت رسمتي والتقطتِها رأيت منظرك وقد سبب لي الإلهام
-كارلا:ههههه ظننت أنك ستقول "سبب لي الكوابيس"...على كل حال لا أعلم ما الإلهام في القصة...انا فقط التقطت الرسمة
-بومغيو:هههه أعلم أنني غريب أطوار
-كارلا:أيمكنني رؤيتها؟
-بومغيو:بلى...لكنها غير مكتملة

أراها الرسمة فرأتها بشكل أوضح...كان جسدها مرسوما من الخلف وبالأعلى مجموعة من الأوراق التي تطير حولها بينما ترفع يدها لتلتقط إحداها...قد تبدو رسمة غريبة ولكنها متقنة للغاية
-بومغيو:هناك المزيد من التفاصيل التي سأضيفها للأرضية لذا انتظريني
-كارلا(بابتسامة) :شكرا لك بوميغيو...أنت حقا لطيف

احمر خداه من الخجل فأدار رأسه للجهة الأخرى مما جعل كارلا تضحك عليه بخفة

بعد مرور أيام...عادت والدة كارلا لسيؤول والتقت بها في نفس المقهى الذي تلتقيان فيه دائما
-الأم:ههههه لقد كانت عطلة مذهلة...كيف قضيتِ أيامك؟
-كارلا:نوم وأكل ودراسة فقط
-الأم(بتجهم) :ماذا عن والدك؟ لا بد أنه يخرج مع النساء كثيرا
-كارلا:حتى الآن لم أراه يخرج مع أي امرأة...هو فقط يواصل العودة للمنزل ثملا وينادي باسمك
-الأم:تكذبين!
-كارلا:لا...إنه حقا نادم على ما فعله لكن كبرياءه يمنعه من الاعتذار
-الأم:هذه مشكلته...حتى حين يكون مخطئا فهو يواصل التظاهر بالكبرياء...فلنرى بماذا سيفيده كبرياؤه...ماذا قررتِ؟
-كارلا:لا شيء...ستعودان لبعضكما وأعيش مع كليكما
-الأم:تفهمي الوضع ولو لمرة
-كارلا(بصراخ) :ومنذ متى أتفهم؟ لطالما كنتِ تعرفين أنني أفعل فقط ما أريده...وأنا لا أريد هذا الطلاق لأنه يؤذيني أكثر منكما

بسبب صراخها التفت لها جميع من في المقهى وصاروا يتمتمون
-الأم(بهمس) :اهدئي...إنه أمر عائلي ولا داعي لنشره
-كارلا:إن لم تعودا لبعضكما فسأصرخ الآن وأسبب فضيحة...آسفة ولكنه لمصلحتكما ومصلحتي

حدقت بها الأم لعدة لحظات ثم قطبت حاجبيها ونهضت وضربت الطاولة بقوة
-الأم(بغضب) :من تظنينني؟ والدك؟ تعلمين أن بإمكاني إبراحك ضربا أمام كل هؤلاء ولا أحد سيمنعني...كارلا...أنتِ قليلة أدب لتهددي والدتك...لا تنسي أن جزءا من طباعك الشائنة ورثتها مني لذا لا يمكنكِ مجاراتي في العناد والمشاكل...انقلعي للبيت...نفس واحد وسأحول حياتك لجحيم

صارت كارلا ترتجف من الخوف فقد نسيت أن والدتها أكثر عنادا وجنونا منها ومن والدها لذا ركضت خارج المقهى وعادت نحو المنزل
-كارلا:حتى خطة التهديد لم تنجح

في المنزل وجدت الخادمة تعد الغداء وجلست معها في المطبخ
-كارلا(بإحباط) :شوهوا...ماذا أفعل؟ والدتي لا تريد العودة وأبي لا يريد إعادتها
-الخادمة:هل باشرا إجراءات الطلاق؟
-كارلا:ليس بعد...كلاهما متردد ويريد كسب الوقت ليأتي الآخر ويصالحه
-الخادمة:أتفق...والداكِ رغم الخلافات التي بينهما لكنهما حقا يحبان بعضهما لكن مشكلة السيد هان أنه زير نساء
-كارلا:وماذا نفعل؟
-الخادمة:إن أثبتنا لأمك أن أباك تغير فستحل المشكلة
-كارلا:فكرة سديدة...سأجد خطة وأجمعهما معا

أخبرت كارلا والدها أن واحدا من أولياء أمور الطلبة يريد رؤيته في مطعم وجرته إلى هناك...في حين أخبرت والدتها أن هناك مشكلة خطيرة تواجهها وعليها مساعدتها ثم أعطتها نفس عنوان المطعم وحجزت لهما طاولة باسم "هان كارولين"

حين ذهبا إلى هناك انصدما من رؤية بعضهما
-الأم(بتجهم) :أهلا
-الأب:كان علي توقع ذلك من كارلا فهي لا تتدخل عادة في عملي
-الأم(بتجهم) :سأغادر

استدارت لتغادر فوجدت كارلا خلفها
-كارلا:أمي...أبي يريد قول شيء...اسمعيه
-الأب:لا أريد قول شيء
-كارلا:أبي!
-الأب:حسنا

دفعت والدتها وأخذتها نحو الكرسي لتجلس مع أبيها في الطاولة
-كارلا:تكلما براحتكما

تركتهما وجلست في مكان قريب تراقب...في البداية كانا غاضبين وبعد لحظات هدآ واستعدا للكلام
-الأم:ليس لدي اليوم بطوله...هل لديك ما تقوله؟
-الأب:لا
-الأم:توقعت...هذه مضيعة للوقت

أرادت الوقوف ولكنه أوقفها
-الأب:مهلا...سأتكلم
-الأم:تفضل
-الأب:لست المخطئ الوحيد هنا...أنتِ أيضا مخطئة
-الأم(بحدة) :ما الذي تقوله؟ وبماذا أخطأت؟
-الأب:طباعك حادة وتصرفاتك معي منفرة...الرجل لا ينجذب للمرأة التي تستحقره...ربما لهذا السبب تشاجرنا
-الأم(بحدة) :والآن تضع اللوم علي؟ ألا تظن أن المشكلة أنك لا تكتفي بامرأة واحدة؟
-الأب:لا
الأم(بحدة) :أيها الرجل الوسخ...لقد ذقت ذرعا منك

حملت كوب العصير الذي على الطاولة وسكبته على وجهه ثم حملت الأطباق والمزهرية ورمتها أرضا
-الأم(بغضب) :كيف تجرؤ على إلقاء اللوم علي وأنت الذي لا تخلو من جميع أنواع العيوب؟ لطالما كنت بخيلا وعجوزا وكريها ولكنني تحملتك وضحيت بشبابي لأجلك...يا ناكر الجميل كيف تنسى كل ما قدمته لك طوال زواجنا أيها النتن...كل ما أردته هو كلمة اعتذار ويحل كل شيء

ضربت الكرسي برجلها ثم خرجت من المطعم تاركة الجميع يثرثرون حولها...أسرعت كارلا نحو والدها وأعطته مناديل فمسح وجهه من العصير
-الأب:حتى أغراض المطعم لم ترحمها
-كارلا(بتجهم) :ما كان عليك ذكر عيوبها في موقف كهذا
-الأب:الجميع مليئون بالعيوب وعليها تقبل ذلك
-كارلا:لكن ليس هذا الوقت المناسب لتستخرج عيوبها...لقد فعلت الكثير لأخطط لكل ذلك وأنت أفسدته
-الأب:لا تخططي لشيء مجددا...فقط دعينا وشأننا...الآن علي دفع ثمن ما كسرته تلك المجنونة
-كارلا(تفكر) :سنرى



عدل سابقا من قبل بثينة علي في السبت فبراير 11, 2023 12:06 pm عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1234
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة مُرَاهِقَة جَانِحَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة مُرَاهِقَة جَانِحَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة مُرَاهِقَة جَانِحَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1السبت مايو 28, 2022 2:41 pm

رواية مراهقة جانحة : الفصل الثالث عشر



توجه سوبين للثانوية ثم توقف في الطريق ليشتري دفترا جديدا وفي المتجر عندما دخل وجد مجموعة لطيفة من علاقات المفاتيح على شكل دمى صغيرة معروضة للبيع...بينما ينظر لها ويبتسم لاحظه البائع
-البائع:خيار مناسب في حال أردت إهداء واحدة لحبيبتك
-سوبين:آه لا...ليست حبيبتي...ثم لا أريد شراءها بل أعجبني منظرها فقط
-البائع:أعلم أنك ستعود لاحقا وتجد أنها نفذت...لا تضيع الفرصة

استمع سوبين لكلامه واشتراها ثم ذهب بها للثانوية

انتهت الحصص الصباحية فخرج سوبين من صفه ووقف بالقرب من قاعة الإذاعة يشجع نفسه على الكلام مع لياليا
-سوبين(يفكر) :هيا يا فتى...تشجع...يمكنك فعلها...بمجرد أن تأتي نادي عليها واسالها عن أحوالها ودراستها ثم أعطها الهدية...فقط افعلها

استدار فجأة فرأى لياليا قادمة مع صديقاتها ولأنها ليست بمفردها لم يستطع المناداة عليها بل بقي واقفا في الرواق يحدق بالحائط وينتظرها لتمر

وصلت لياليا عنده مع صديقاتها ثم توقفت
-لياليا:سوبين؟

استدار نحوها فاحمر خداه خجلا...حاول التشجع والتصرف بطبيعية قدر الإمكان ولكن كلما نظر في وجهها شعر بالجو يزداد سخونة
-لياليا:بنات...اذهبن...سألحق بكن

دخلت الفتاتان قاعة الإذاعة وبقي سوبين مع لياليا بالخارج
-لياليا:لماذا أتيت هنا؟ هل تحتاج شيئا؟
-سوبين(بتوتر) :الحقيقة...

كانت كارلا تمر بالجوار متوجهة نحو الكافيتيريا ورأتهما واقفين معا فتوقفت على الفور
-كارلا(تفكر) :يتواعدان!

أخرج سوبين من جيبه علاقة المفاتيح ثم أعطاها للياليا
-لياليا:هذه لي؟
-سوبين:بلى
-لياليا:أوووه ما ألطفها! كيف عرفت أنني أحب هذه الأشياء؟
-سوبين:لم أعرف...كانت مجرد صدفة
-لياليا:صدفة رائعة حقا...أشكرك

بقيت تحدق بالعلاقة للحظات وكانت تبدو سعيدة جدا...حاول سوبين اختلاق موضوع للحديث معها وما كاد ينطق حتى تحدثت هي أولا
-لياليا:لدي برنامج إذاعي الآن...أراك لاحقا سوبين
-سوبين:أووه...وداعا

رفع يده ولوح لها فدخلت لغرفة الإذاعة وتركته واقفا في الخارج...فجأة ارتسمت على وجهه ابتسامة عريضة بسبب ما فعله...كانت هذه أول خطوة يبدي فيها شجاعته في التعامل مع لياليا

في حين كان سوبين يطير من الفرح كانت كارلا تنزل عبر الدرج وهي تستشيط من الغضب

ذهبت لقاعة الجانحين وضربت الكرسي بقوة ثم أخرجت هاتفها من جيبها وأظهرت صورة سوبين التي التقطتها حين كانت في جسده
-كارلا(بحدة) :أنت نذل...أنا أكرهك...ما الذي فعلته لك لياليا تلك لتحبها أكثر مني؟!

من شدة غضبها ضربت الهاتف بالحائط ولأنه آيفون لم يصب بأي خدش
-كارلا(بغضب) :فتاتك السافلة تلك ليست أفضل مني...سأريك

خرجت من القاعة وكانت ستذهب لسوبين وتفرغ فيه غضبها ولكنها توقفت عن السير بمجرد أن رأته ذاهبا للكافيتيريا من بعيد...فجأة تحول غضبها لضعف...للحظة أدركت أن ما تفعله خاطئ...هو لم يفعل أي شيء سيء سوى أنه أهدى الفتاة التي يحبها هدية بسيطة تعبيرا عن حبه

جلست على الأرض واتكأت على حائط الرواق وكان مظهرها يبدو كالمتسولة وهي مطأطئة رأسها ومثقلة بضعفها وشرودها...مر عليها الكثير من الطلبة وكانوا ينظرون لها ويمرون...لا أحد لديه الجرأة ليتفقدها أو يسأل ما بها...بقيت على تلك الحال إلى أن مر بومغيو بجانبها فتوقف عندها
-بومغيو:كارولين؟

رفعت رأسها نحوه وكانت تبدو في غاية البرود
-بومغيو:أنتِ بخير؟
-كارلا(بشرود) :لا أعلم
-بومغيو:إن لم يكن الأمر مزعجا لك فهل لي أن أعرف ما المشكلة؟
-كارلا(بشرود) :أنا مترددة حيال شيء ما...أشعر أنني جبانة فيما يتعلق به...لكنني في نفس الوقت لا أحتاجه
-بومغيو:أيمكنني تقديم نصيحة لك؟
-كارلا(بشرود) :اممم
-بومغيو:أيًا كان هذا الشيء فعليكِ تخطي هذا التردد ووضع النقاط على الحروف...ربما قد يفوت الأوان وتخسرين للأبد وحينها ستتمنين عودة الزمن للوراء لكنه لن يعود...الملام الوحيد هو أنتِ

صمتت وهي تتأمل كلماته ثم نهضت وسارت عبر الرواق...بعد لحظات استدارت نحوه
-كارلا:بومغيو...أتحب الانضمام لعصابتي؟
-بومغيو:أتمنى ذلك...لكن أسلوبكم لا يناسبني...لن تغضبي إن رفضت صحيح؟
-كارلا:أبدا...أنت حر...لكن أشعر بالامتنان لك...لنصبح أصدقاء
-بومغيو(بابتسامة) :يسرني ذلك حقا

لوحت له من الخلف ثم غادرت متوجهة نحو الكافيتيريا حيث بقية رفاقها
-نينا:أين كنتِ؟
-كارلا:كنت أبحث عن نفسي الضائعة
-نينا:بدون مزاح
-يونجون:صرتِ تقضين الوقت بدوننا هذه الأيام...هل هناك شيء لا نعرفه؟
-كارلا:إن كنت تقصد علاقات سرية فلا تتعب نفسك...ليس لدي غيركما في هذه الثانوية...أحيانا ألتقي بومغيو ونتحدث ولكن لا شيء محدد بيننا
-يونجون:من هو؟ ولماذا لا أعرفه؟
-نينا:شخص يعتبر كارلا ملهمته
-يونجون:أوووه معجب سري!
-كارلا:كفى أنتما...ليس معجبا...هو حتى لا يحاول التقرب مني بل كل ما يفعله إلقاء التحية علي من حين لآخر
-نينا:ولا تمانعين؟
-كارلا:طبعا لا أمانع

انصدم كلاهما وأخذا نظرة خاطفة نحو بعضهما
-نينا:هل أنتِ بخير كارلا؟
-يونجون:أتذكر ذات يوم أنكِ منعتِ جميع أفراد العصابة من الكلام مع أي أحد
-كارلا:حسنا نعم...أظن أنه حان وقت تجديد القوانين

شعر كل من يونجون ونينا بالغرابة للتغيير الكبير الذي طرأ على كارلا ولهذا أراد يونجون أن يحاول جعلها تعود لطبيعتها
-يونجون:رفاق...ما رأيكم أن نذهب لقاعة القمار اليوم؟
-نينا:فكرة ممتازة...لم أقامر منذ زمن
-كارلا:طبعا سنذهب...إن لم يأتِ أحدكما فسأقضي عليه...لا متعة بدونكما
-نينا:سأكون هناك دون شك
-يونجون:سأفوز عليكما
-كارلا:سنرى
-يونجون:الآن أشعر أنكِ كارلا التي أعرفها ههههه

ضرب الجميع أيديهم ببعض ثم اتفقوا على الموعد المحدد الذي يلتقون فيه

في مساء ذلك اليوم ذهب ثلاثتهم لصالة القمار أو هذا ما يسمونها...هي ليست صالة قمار فعليا بل هي مقهى عادي يتيح القمار للقاصرين لكن ذلك غير قانوني

جلس الجميع على الطاولة يتبادلون النظرات ثم تم توزيع الأوراق

بدأت اللعبة وفي كل مرة كان أحدهم يلقي بورقة على الطاولة واستمر اللعب لساعة تقريبا إلى أن رمى يونجون الورقة الرابحة وفاز
-يونجون:هههههه لا تصفقوا رجاءً...أعلم كم أنا رائع
-نينا(بتجهم) :لا أحد سيصفق لك...صفق لنفسك بنفسك
-يونجون:أستحق ههههه

صفق لنفسه عدة مرات ثم قام بجمع المال الذي على الطاولة وصار يعده
-يونجون:إن واصلت الفوز عليكما هكذا فسأشتري دراجة نارية في وقت قريب
-كارلا:أووه حقا؟ وستسمح لي بركوبها معك؟
-يونجون:بلى
-نينا(بلطف) :ياااااه! ستكونان ثنائيا رائعا! تواعدا وستكتمل فرحتي
-كارلا(بتجهم) :مجنونة
-يونجون(بتجهم) :لن يحصل
-نينا(بتجهم) :إن لم أراكما معا فسأموت غير مرتاحة
-كارلا(بحدة) :وإن لم توقفي أوهامك فستموتين الآن
-نينا:أوووه حسنا...لنلعب جولة جديدة...أنا من ستوزع البطاقات

استمتعوا باللعب لوقت طويل ولم تنتبه كارلا لتأخر الوقت...لكن من يهتم...والدها مشغول بمشاكله العاطفية حاليا ولا يسأل عنها كثيرا ولا يطلب منها العودة باكرا كما اعتادت والدتها

في نهاية اليوم انتهى ثلاثتهم من اللعب وأغلب المرات فاز يونجون...أثناء عودتهم للبيت مروا بالمقهى الذي يعمل فيه سوبين فشعرت كارلا بالتوتر وأدارت وجهها
-يونجون:لنشرب شيئا معا قبل أن نفترق...بما أنني ربحت الكثير من المال اليوم فسأدعوكما
-نينا:فكرة جيدة
-كارلا(بتوتر) :لا...إنها فكرة سيئة جدا...أراكم غدا يا رفاق فطريقي من هنا

تجاهلتهم وذهبت في طريقها مما جعلهم يستغربون
-نينا:حقا لا أفهم كارلا هذه
-يونجون:أصبح التعامل معها صعبا جدا مؤخرا...أتريدين شرب أي شيء؟
-نينا:بلى...قهوة مثلجة...لنذهب

عادت كارلا للمنزل فوجدت والدها نائما والخادمة تقوم بتنظيف المطبخ
-الخادمة:أهلا بعودتك
-كارلا(بإحباط) :شوهوا...أنا لست بخير...ليت والدتي كانت هنا لأخبرها بذلك
-الخادمة:أخبريني...ربما يمكنني مساعدتك
-كارلا(بإحباط) :هل سبق أن شعرتِ بالتردد بين أمرين؟ مثلا سمعتك ومشاعرك
-الخادمة:سيدتي الصغيرة! هل يعقل أنكِ مهتمة بأحدهم؟

ضربت كارلا رأسها بالطاولة وأبقت وجهها للأسفل بينما تتحدث
-كارلا(بإحباط) :لا أعلم...حقا لا أعلم إن كان اهتماما أم بسبب ما حصل بيننا
-الخادمة(بصدمة) :ها! وماذا حصل بينكما؟

نظرت كارلا خلفها فلم تجد أي أحد ثم أشارت للخادمة بإصبعها لتقترب منها
-كارلا(بهمس) :عديني أن لا يعرف والداي بالأمر
-الخادمة:أعدك
-كارلا(بهمس) :قبلنا بعضنا...مرة واحدة فقط
-الخادمة:آه...لا بأس...يحصل ذلك كثيرا بما أنكِ في سن المراهقة...ولكن لماذا قبلتما بعضكما؟ أكانت علاقة عابرة أم حصل بالخطأ؟
-كارلا:حسنا...كانت عابرة...على ما أعتقد...أردنا أن نجرب شيئا ما ولم ينجح
-الخادمة:ليس من الجيد أن يستخدمك كفأر تجارب أيًا كان السبب
-كارلا:أعلم...لكن كان كلانا راضيين
-الخادمة:لكن رغم ذلك لا تتهوري فقد توقعين نفسكِ في المشاكل
-كارلا:شكرا على النصيحة...والآن ماذا؟
-الخادمة:إن كان كل منكما منجذبا للآخر فما الذي تنتظرينه؟ أخبريه بمشاعرك
-كارلا:هذه هي المشكلة...لديه فتاة يحبها
-الخادمة:قد تتغير مشاعره إن اعترفتِ له...لا تكتئبي

يوم الغد كان يوم عطلة دراسية فبقيت كارلا في المنزل تحاول ملأ وقتها الذي تشعر فيه بالملل الشديد

اليوم يونجون مشغول بمساعدة أبيه ونينا ذهبت لزيارة أقاربها في مدينة أخرى بسبب وفاة ابن عمتها...لذا لا تملك أي أحد لتبقى معه
-كارلا(تفكر) :يوم ممل...يجب أن أخرج لأدخن وإلا سأجن

خرجت تسير عبر الطرقات إلى أن ابتعدت عن المنزل واختبأت في مكان بعيد عن الناس ودخنت

أثناء تدخينها بدأت تتذكر ذكرياتها مع سوبين والمواقف الطريفة التي حصلت بينهما...كان كل شيء وقتها مسليا ومثاليا...بعد أن أدركت أن من الصعب تجاوز مشاعرها خاصة في سن المراهقة قامت برمي السيجارة على الأرض وأطفأتها بالدوس عليها
-كارلا(بتجهم) :تبا

في ذلك الوقت كان سوبين في المقهى يقوم بتقديم طلبات القهوة للزبائن ومن شدة تركيزه لم ينتبه للوضع من حوله

بعد أن أنهى طلبات الزبائن القدامى ذهب للزبائن الجدد فتفاجأ بأن رأى كارلا تجلس على إحدى الطاولات وتبتسم وتلوح له
-سوبين(بصدمة) :كارولين!
-كارلا:كابوتشينو لو سمحت
-سوبين:حاضر

قدم لها كوب الكابوتشينو وجلس بجانبها
-سوبين:هل أتيتِ لرؤيتي؟
-كارلا:لا...كانت مجرد صدفة...كنت بالجوار فدخلت لأقرب مقهى رأيته
-سوبين:فهمت
-كارلا:يبدو أنك لم تعد تريد محادثتي مؤخرا
-سوبين:لا أبدا...ألستِ من طلب مني أن لا أحادثك مرة أخرى؟
-كارلا:نعم...لكن في السابق ورغم أنني طلبت منك عدم محادثتي فقد كنت تحادثني
-سوبين:أدركت أن تصرفي مزعج
-كارلا:هل أزعجتك بمجيئي؟
-سوبين:لا أبدا...لو تعلمين كم أنا سعيد بمحادثتك مرة أخرى
-كارلا:حقا!
-سوبين:بلى...أردت دائما شكرك...بفضلك تمكنت من تجاوز خوفي وأنا الآن أحاول تغيير نفسي للأفضل...لقد علمتني الكثير بفضل مواقفك في الثانوية

تفاجأت من كلامه فهي لم تتوقع سماع شيء كهذا طوال حياتها
-كارلا:لكن...ألا تراني فتاة متنمرة وشريرة؟
-سوبين:الحقيقة لا...صحيح أن الجميع يقولون ذلك لكن أنا لم أراكِ ولو لمرة تضربين أحدا أو تهينينه دون سبب...أنتِ فقط دافعتِ عن نفسك حين خانتك صديقتك وحين وضعت ميناه مرهم الآلوفيرا على مقعدك وحين خربت هيورين أغراضك بصلصة الطماطم...كلهم بدؤوا الهجوم عليكِ أولا وبالطبع لكل فعل ردة فعل...أنا أحسدك لأنكِ تستطيعين الدفاع عن نفسكِ بشجاعة...أتمنى أن أصبح مسيطرا مثلكِ ذات يوم

تأثرت بكلامه مما جعل ملامحها تتغير وعيناها تمتلآن بالدموع
-سوبين:أنتِ بخير؟

مسحت دموعها في كم قميصها ثم أومأت برأسها بالسلب وابتسمت
-سوبين:الكابوتشينو على حسابي
-كارلا(بابتسامة) :حسنا

أخذت رشفة من كوب قهوتها ثم نظرت نحوه وهو يبتسم لها...كانت ابتسامته قاتلة ومغرية للدرجة التي تجعلها تريد معانقته فورا وإخباره بأنها تحبه
-سوبين:أوه...العمل...استمتعي بقهوتك...سأذهب

بسبب سعادتها في تلك اللحظة حاولت أن تشرب قهوتها ببطء شديد جدا...كان كل ما ترغب فيه هو تمضية وقت أكبر قي مراقبة سوبين...حتى لو كان مشغولا جدا ويكاد ينسى وجودها هناك لكن رؤيتها له يتجول أمامها تجعلها تشعر بالسعادة والأمان

في نهاية اليوم خرج سوبين من عمله فوجدها جالسة عند المقهى الذي يعمل فيه وتتظاهر أنها تحدق بعيدا
-سوبين:لم تغادري بعد؟
-كارلا:كنت أستمتع بالجو هنا...المكان هادئ ومريح
-سوبين:صحيح...هل أصبحنا أصدقاء الآن؟
-كارلا:امممم تقريبا...لكن إياك أن تكلمني في الثانوية فالجميع يظنون أننا على علاقة
-سوبين:هههههه نعم هذا محرج...الناس لا يعرفون قصة تبادلنا للأجسام التي تبدو وكأنها ضرب من الخيال
-كارلا:كانت تجربة جميلة رغم كل شيء
-سوبين:أمي سألتني عنك
-كارلا:ماذا قالت؟
-سوبين:سألت لماذا لم تعودي تأتين
-كارلا:لا سبب لدي لآتي
-سوبين:صحيح...لكن ماذا لو دعوتكِ للعشاء؟
-كارلا:هههههه تمزح
-سوبين:ولماذا أمزح؟ أمي ستكون سعيدة...أعلم أنني لا أملك الكثير لأقدمه لك ولكنني استلمت راتبي أمس وستناول طعاما شهيا
-كارلا:هههههه لا تبالغ...أنا لست هنا لأطلب منك طهو الطعام الغالي لي
-سوبين:أعلم ما تتناولينه في منزلك لذا علي إحضار شيء مناسب لك
-كارلا:أتعلم ما المناسب بالنسبة لي؟
-سوبين:ماذا؟
-كارلا:أن تقبلني مرة أخرى...أنت بارع في التقبيل

فجأة عم الصمت المكان ووضعت كارلا يدها على شفتيها مصدومة مما قالته
-كارلا(بتوتر) :أقصد...أقصد...أنت بارع في التقليل...أعني التقليل من السعرات الحرارية في الطعام...تعرف...لا أحب أن يزيد وزني...المهم فهمتني
-سوبين(بتوتر) :ههههه...وما علاقة هذا بحديثنا؟!
-كارلا(بتوتر) :أخبرتك هذا حتى لا تطهو لي طعاما ثقيل...فهمت؟
-سوبين(بتوتر) :ههه أجل...أظن ذلك

عم الصمت مجددا فتجاوزها ثم ذهب في طريقه ولحقت به
-كارلا:انتظر...لم تخبرني ماذا كنت تفعل هذه الأيام
-سوبين:سأخبرك حين نصل للمنزل

وصلا لمنزل سوبين فوجدا والدته في المطبخ
-كارلا:مساء الخير عمتي...هل تتذكرينني؟
-سيدة تشوي:كارولين! يالها من مفاجأة! قبل أيام سألت سوبين عنك
-كارلا:أخبرني بذلك لذا أتيت لزيارتك...وأحضرت لكِ معي الفراولة
-سيدة تشوي:شكرا جزيلا
-سوبين:هل كنتِ تعدين العشاء؟
-سيدة تشوي:بلى
-سوبين:لا تفعلي...لقد أحضرت لحم الضأن وسأعد الحساء فورا
-كارلا:سأساعدك
-سوبين:وهل تجيدين الطبخ؟
-كارلا:لا...لكن أخبرني ما أفعل وسأساعدك
-سوبين:لا شكرا...لا نريد أن نصاب بتسمم
-كارلا(بتجهم) :أنت نذل
-سوبين:ههههههههه أعلم...لكن جديا...أنتِ ضيفتي...ابقي مع والدتي وأنا سأطبخ
-كارلا(بتجهم) :حسنا

أعد سوبين الطعام وبعد أن نضج جهز المائدة واجتمع ثلاثتهم عليها...كانت كارلا منسجمة مع والدته كثيرا لأنها تحكي لها قصصا مضحكة وترفه عنها...العلاقة بينهما أصبحت أفضل بكثير مما كانت عليه

في نهاية العشاء خرجت كارلا لتعود للمنزل وكان الظلام قد حل
-سوبين:هل أوصلك؟
-كارلا:لا تخف فلا أحد سيجرؤ على التحرش بزعيمة الجانحين
-سوبين(بتجهم) :لم أقصد ذلك...لكنكِ ما تزالين صغيرة والمجرمون كثر
-كارلا:فليحاولوا فقط
-سوبين(بتجهم) :لا فائدة من الكلام معك...تصبحين على خير

استدار ليدخل المنزل فشدته من ذراعه
-كارلا(بتجهم) :أنت خائف أن تقابل المجرمين
-سوبين:لست خائفا...سيري أمامي

ذهبا لمنزلها يتمشيان فنظرت له كارلا وابتسمت وكانت تخطط لمعرفة أموره العاطفية
-كارلا:هل من جديد بشأن فتاتك؟
-سوبين:لياليا؟ لا شيء يذكر...فقط اعترفت لها بمشاعري
-كارلا:حقا! وكيف ردة فعلها؟
-سوبين:لم تكن هناك أي ردة فعل...أظنها غير مهتمة
-كارلا(بابتسامة) :لا بأس...لا تستحقك على كل حال...واعد غيرها
-سوبين:ولماذا أواعد غيرها وأنا مازلت أحبها؟ أنا لا أستطيع التوقف عن التفكير فيها ليل نهار وحتى عندما رفضتني لم أشعر بأي استياء لأنني أعلم أن الحب يأتي بالتدرج وليس من مجرد اعتراف

فجأة توقفت كارلا عن السير وتحولت ملامحها للبرود المرعب...واضح أن كلامه لم يعجبها...بعد لحظات أكملت السير معه
-كارلا(ببرود) :أكمل
-سوبين:هذا كل شيء
-كارلا(ببرود) :لا تجعل من نفسك أضحوكة أمامها...هي لن تغير رأيها بك...أصلا هي مغرورة ووقحة ومتصنعة ولا أعلم ما الذي يعجبك بها
-سوبين(بانزعاج) :كارولين! لا أسمح لك بإهانتها...أعلم أنها لا تناسب ذوقك ولكن لا يعني هذا أن تصفيها بكل تلك الصفاة السيئة...تفهميني من فضلك
-كارلا(بحدة) :ما بال وجهك انقلب فجأة حين تحدثت عنها؟ وأيضا لماذا لا يحق لي الكلام عنها؟ هل تظنها ملائكة؟
-سوبين:ليست ملائكة...وليست شيطانا أيضا...ولكن ما أردت إيصاله هو...احترمي مشاعري على الأقل فأنا أكره رؤيتها تهان هكذا وأتفرج ببساطة

استفزها كلامه كثيرا ولم يعد بوسعها التفكير فيما تقول
-كارلا(بحدة) :رائع! هي أفضل مني إذًا؟ ترى لو أنها تكلمت عني بسوء هل ستستاء أيضا؟
-سوبين:لن يحصل...إنها فتاة مهذبة
-كارلا(بحدة) :وأنا سيئة؟
-سوبين:لم أقل ذلك
-كارلا(بحدة) :فلتعلم أن فتاتك لياليا هي السيئة ولست أنا...إن كنت تعاملني هكذا لأجلها فقد انتهت صداقتنا...الوداع

لم تترك له الوقت حتى ليبرر نفسه بل ركضت نحو المنزل وألقت بنفسها على سريرها...كانت غاضبة للغاية لذا حملت الوسادة وبدأت تضربها بلكمات متوالية وتعصرها بقوة مفرغة غضبها
-كارلا(بغضب) :كيف يجرؤ؟ كيف يقول كلاما كهذا أمامي بعد أن أعطيته نصف قلبي؟! ثم ما المميز بتلك المنحطة لياليا؟ إنها حتى ليست جميلة وتشبه البطيخة المتعفنة الذابلة...الحق علي...لن أكلمه مجددا



عدل سابقا من قبل بثينة علي في السبت فبراير 11, 2023 12:08 pm عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1234
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة مُرَاهِقَة جَانِحَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة مُرَاهِقَة جَانِحَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة مُرَاهِقَة جَانِحَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1السبت مايو 28, 2022 3:15 pm

رواية مراهقة جانحة : الفصل الرابع عشر



ذهبت كارلا للثانوية وعندما دخلت الصف رأت سوبين في مقعده لكنها تجاهلته وجلست مكانها وحتى هو تفهم الأمر ولم يحاول التواصل معها مطلقا منذ يومين

في استراحة الغداء خرج الجميع متوجهين للكافيتيريا وحتى أفراد العصابة
-يونجون:أيهما أفضل؟ تلك أم تلك؟
-نينا:تلك
-يونجون:ماذا عن تلك؟
-نينا:دع تلك...أريدك أن تنظر لتلك...أو ماذا عن تلك فهي أجمل من تلك وتلك وتلك
-يونجون:ههههههههه تلك تنافس تلك في الجمال والسيقان الطويلة
-كارلا(بحدة) :توقفا...ما قصة التلك معكما؟ ولماذا تكرران كلمة "تلك" لدرجة تبعث الاشمئزاز
-نينا:نختار حبيبة جديدة ليونجون
-يونجون:يبدو مزاجك معكرا
-كارلا(بحدة) :نعم مزاجي كالطحالب المتعفنة في قاع البحر...أحدهم أصبح يقارنني بإحدى الفاسقات
-يونجون:من هذا الذي يريد الموت صغيرا؟
-كارلا(بحدة) :لا أحد...انسى...فقط حين يكلمني مرة أخرى ويقارنني بها سأمرغ وجهه بالأرض
-نينا:أليس ذاك سوبين خلفك مع فتاة الإذاعة لياليا؟

فجأة تحول وجه كارلا لوجه مرعب...وما إن استدارت حتى رأت سوبين واقفا في طابور الطعام وبجانبه لياليا...يبدو أنهما التقيا هناك وصارا يتحدثان

كانت كارلا تمسك علبة عصير بيدها فضغطت عليها بقوة شيئا فشيئا حتى انكمشت وسال منها العصير وبلل يديها وانسكب على الطاولة
-يونجون:هل فاتنا شيء؟
-كارلا(بحدة) :اغرب عن وجهي
-يونجون:أنا؟ لماذا؟ ما الذي فعلته؟
-كارلا(بغضب) :اغرب عن وجهي فحسب...لا تجعلني أقلب الطاولة على رأسك
-نينا:ماذا أصابك؟! لا أظن أن يونجون أخطأ بشيء

نهضت كارلا من هناك وذهبت لقاعة الجانحين وركلت الباب برجلها...قامت بضرب الكراسي برجلها والطاولة التي يجلسون عندها حتى كسرت إحدى ساقيها
-كارلا(بصراخ) :أكره لياليا تلك...أكرههااااااااااااااااااااااا

بعد أن أفرغت جل غضبها ذهبت لمكتب والدها
-كارلا(بغضب) :أبي...اطردها من الثانوية
-الأب:من؟
-كارلا(بغضب) :فتاة الإذاعة تلك المدعوة لياليا...لا أريد رؤيتها مجددا وإلا سأقتلها
-الأب:وماذا فعلت؟
-كارلا(بغضب) :أغضبتني
-الأب:هذا ليس عذرا...ثم ألا ترين من ملامحي أنني لست قي مزاج جيد لعصبيتك؟
-كارلا(بغضب) :وهل تراني كذلك؟ أريد طردها فقط وحينها سأدعك وشأنك

نهض الأب من مكانه وضرب المكتب بقوة
-الأب(بحدة) :كارلا! إن لم تخرجي من هنا فورا فسأسرميك خارجا بنفسي...إياك وفرض رأيكِ علي فمزاجي لا يسمح لي بالاستماع لأحد

شعرت بالانزعاج فخرجت من هناك
-كارلا(بانزعاج) :تشه...أبي لم يعد يستمع لي منذ تشاجر مع أمي...إذا كان الأمر كذلك فعلي أن أجعل لياليا ترتكب خطئا لا يغتفر لكي يتم...

نظرت أمامها فرأت انعكاسها على زجاج إحدى نوافذ الصفوف...كانت ملامحها مرعبة والقلق بادٍ جدا على وجهها

رفعت يديها ولامست وجهها بهدوء وهي تنظر لانعكاسها
-كارلا:كيف تحولت لهذه الحال المزرية! لماذا أفعل كل هذا لأجله؟ أنا لست هكذا...كارلا لم تكن يوما متوحشة بهذه الطريقة

بعد أن أدركت ما تفعله تنفست بعمق وهدأت ثم ذهبت للتجول في حديقة الثانوية بمفردها...من بعيد رأت بومغيو وهو يضع سماعات ويحمل ورقة وقلم ويرسم ومن شدة تركيزه لم يلاحظها حتى عندما وقفت خلفه

أرادت أن تكلمه ولكن حين رأته وهو يرسم شعرت بالسعادة والاسترخاء وبقيت تراقبه فحسب ولأنه لا يسمع لم يعرف بشأنها

مرت دقائق إلى أن أنهى رسمته ثم خلع السماعات واستدار فوجدها خلفه وانتفص من الخوف
-كارلا:ههههه لا تقلق...إنها أنا
-بومغيو:هههه مفاجأة جميلة...كنت أفكر فيكِ للتو
-كارلا:وفي ماذا فكرت؟
-بومغيو:أمس أنهيت الرسمة التي رسمتها لك
-كارلا:خبر رائع!

أخرج الرسمة من محفظته وأعطاها لها وعندما ألقت نظرة عليها اندهشت من كمية التفاصيل التي أضافها مع الألوان
-بومغيو:تبدين كأميرة الرياح...بالضبط
-كارلا:لم أسمع عنها
-بومغيو:أسطورة أميرة الرياح تتحدث عن الأميرة "ليانا" من حقبة الملك "تشو جو" حيث كانت تملك القدرة على التحكم بالرياح...الأميرة كانت تحب أميرا من مملكة أخرى وبسبب غضبها عليه تسببت بعاصفة بحرية توافقت مع اليوم الذي كان فيه مسافرا بقاربه فأغرقته ومات
-كارلا:ولماذا غضبت عليه؟
-بومغيو:لأنه تزوج من أخرى غيرها...أظنها أنانية...تريد جعله يحبها غصبا عنه ولأنه رفض أغرقته

فجأة تحولت ملامح كارلا للتجهم ونظرت لبومغيو بحدة
-كارلا(بحدة) :ماذا تقصد؟ قلها بصراحة
-بومغيو(بتوتر) :عفوا! لكن لماذا تقولين هذا الكلام؟ تكلمت عنها هي
-كارلا(بتجهم) :انسى الأمر

عانقت ساقيها وأحنت رأسها بإحباط فبقي بومغيو يتأملها
-بومغيو:أود الاعتراف بشيء
-كارلا:ماذا؟
-بومغيو:لا أملك الجرأة الآن...هل تنتظرينني عدة أيام؟
-كارلا:ههههههههه لا تقل أنك وقعت بحبي

نظرت له لترى ملامح وجهه فأدركت أنه جاد للغاية
-كارلا:لا تقل أن...كلامي صحيح...كنت أمازحك...سأتظاهر أنني لم أقل أي شيء

فجأة أمسك بكلتا يديها ونظر كل منهما في عيني الآخر
-بومغيو:كارولين...أتقبلين أن تكوني مقربة مني؟
-كارلا(بتوتر) :لكن...نحن مقربون...وأصدقاء...ألسنا كذلك؟
-بومغيو:أريد أن نكون أكثر من ذلك...لم أرى في حياتي فتاة رائعة ومثالية مثلك
-كارلا(بتوتر) :ماذا أصابك!؟ أنت لم تكن هكذا من قبل
-بومغيو:أخبريني الحقيقة...أتحبين أحدا؟
-كارلا(بتوتر) :ماذا تعني؟ أي نوع من الحب تقصد؟
-بومغيو:لا داعي للخجل...فقط أخبريني وسأتفهم الأمر

تذكرت أن سوبين بالفعل لديه فتاة يحبها لذا ليس من السهل الاعتراف له...في نفس الوقت بومغيو شاب رائع ومن الجيد مواعدته وبدأ حياة جديدة معه
-كارلا:موافقة...لنتواعد

انصدم من ردة فعلها الغير متوقعة
-بومغيو:تمزحين!
-كارلا:لا...لم أجرب المواعدة من قبل لذا من الرائع دخول تجربة جديدة...كما أنك شاب رائع...احمل محفظتي هيا

رمت له محفظتها ثم سارت أولا
-كارلا:اتبعني
-بومغيو(يفكر) :من أخبرها أن كلمة مقرب تعني خادم؟!

رأت إحدى الفتيات كارلا رفقة بومغيو وسمعتهما يتحدثان عن مواعدتهما فركضت للكافيتيريا ونقلت الخبر لصديقاتها...وصديقاتها بدورهن أخبرن كل من يعرفن في الثانوية وهكذا انتشر الخبر مثل النار في الهشيم

بينما سوبين أمام خزانته يضع أغراضه سمع مجموعة من الفتيات يتحدثن عن كارلا
-ويندي:كارولين تواعد!
-إيرين:بلى...طالبا من الصف "3 ج" لا أذكر اسمه
-ويندي:من كان سيصدق أن أحدا سيقبل بمواعدة تلك المسترجلة
-إيرين:هششش ستسمعك وتنهي مسيرتك هنا
-فيونا:لا بد أنه واعدها فقط للدخول لعصابتها...هؤلاء الشباب لا يؤمن جنبهم
-إيرين:تقولين هذا لأنكِ انفصلتِ عن حبيبك
-فيونا:تشه نعم...لكن جديا يا رفيقاتي أنا أحسدها بسبب كل ما لديها
-إيرين وويندي:نعم نحن مثلك

أخذ سوبين دفاتره وذهب للصف وجلس في مقعده...بعد دقائق جاءت كارلا وخلفها بومغيو يحمل حقيبتها ودخلوا الصف ثم وقفوا خلف مقعد سوبين بعدة خطوات
-كارلا:شكرا عزيزي...رافقني بعد انتهاء الحصص إلى المنزل
-بومغيو:سأفعل

ودعها ثم ذهب وعندما أرادت الجلوس في مقعدها نظرت نحو سوبين ونظر هو الآخر لها ثم أنزل رأسه ونام على الطاولة
-كارلا(تفكر) :كيف بإمكانه أن يتصرف هكذا ولا يكلمني؟! ياله من مزعج

دقائق ثم جاء كل من يونجون ونينا للصف وأمسكا كارلا من كلا ذراعيها
-نينا:تواعدين؟!
-كارلا:واو! الأخبار تنتشر سريعا
-يونجون:كيف تواعدين ولا تخبريننا؟! ومنذ متى كنتِ تواعدين أصلا؟! ألم نتفق أنه لا للعلاقات الجادة؟!

استرقت كارلا نظرة نحو سوبين لتتأكد أنه مازال في القاعة ويمكنه سماع كلامها
-كارلا:نعم...لقد وقعت قي الحب فجأة...أليس أمرا لطيفا؟
-نينا:التغيرات التي طرأت عليكِ هذه السنة مرعبة
-يونجون:ما القصة؟! هل تبادلتِ جسمك مع أحدهم مجددا؟

رغم أن يونجون قالها على سبيل المزاح لكن فجأة رفع سوبين رأسه ونظر لكارلا بفضول
-كارلا:هههههههه توقف عن إضحاكي...حان وقت الارتباط...الوحدة مملة
-يونجون:أوافقك ولكن...قوانين العصابة
-كارلا:تلك القوانين السخيفة أنا وضعتها ويمكنني خرقها متى شئت
-يونجون:غريبة!
-نينا:لم أعد أفهم شيئا من تصرفاتك المتقلبة

انتهت الحصص المسائية وجمع الكل أغراضهم
-يونجون:نراكِ غدا كارلا
-نينا:لا تنسي واجباتك
-كارلا:وداعا رفاق

أنهت كارلا وضع أغراضها في المحفظة وحين استدارت وجدت سوبين ينتظرها عند الباب
-سوبين:كارولين...لنتحدث

بدت ملامحه جدية جدا وهذا ما أسعدها كثيرا...لقد حاولت جعله يشعر بالغيرة من خلال مواعدة بومغيو ويبدو أن خطتها نجحت...رغم أن شلالات السعادة تنفجر بداخلها لكنها تظاهرت بالهدوء
-كارلا:أرى أن أحدهم عاد لمحادثتي
-سوبين:أود فقط مناقشة شيء شغل بالي معك...أتمنى ان تجيبيني بصراحة

مع كل حرف ينطقه كانت تطير من السعادة وحاولت أن تبدو ثقيلة في الاعتراف وغامضة قدر الإمكان
-كارلا:إن كان أمرا خاصا فلن أجيبك لذا لا تتعب نفسك
-سوبين:إنه كذلك نوعا ما
-كارلا:حسنا...لنرى سؤالك...ما هو؟
-سوبين:حسنا سأسأل

استعدت لتلك اللحظة التاريخية ونظرت من حولها...كان الصف فارغا لذا بمجرد اعترافه أنه يشعر بالغيرة ستعانقه بقوة...كان من الصعب عليها إخفاء كل ذلك الحماس لذا كتمت ضحكتها بالغصب
-سوبين:الأمر هو...
-كارلا(بحماس) :نعم؟
-سوبين:هل...
-كارلا(بحماس) :هل...؟
-سوبين:هل أخبرتِ رفاقك بشأن تبادلنا للأجسام؟ سمعتكم قبل قليل تتحدثون عن الأمر لذا هل أخبرتهم؟

فجأة تحولت ابتسامة كارلا إلى عبوس وضربتها موجة عملاقة من خيبة الأمل هشمت عظامها تماما حتى شعرت بالوهن واستصعب عليها البقاء واقفة
-كارلا:هل هذا هو سؤالك؟
-سوبين:بلى
-كارلا:فقط؟
-سوبين:أجل...إن كنتِ لا تريدين الإجابة فسأذهب فلدي عمل الآن

ابتسمت كارلا نسبيا ثم صارت تطوف ذهابا وإيابا بجانبه وهو يراقبها...حاولت جاهدة كتم غضبها ولكن في النهاية ركلت الكرسي فأسقطته
-سوبين(باستغراب) :ماذا...يحصل؟!
-كارلا(ببرود) :ماذا يحصل؟

أسرعت نحوه بوجه غاضب مرعب ومن شدة خوفه تراجع للخلف حتى حاصرته للحائط...رفعت قبضتها بقوة ووجهتها للحائط فارتطمت على بعد وجهه ببضع سنتمترات مما جعله يغمض عينيه

لم تكتفي بذلك بل اقتربت من وجهه ولم يعد يفصلهما إلا بضع سنتمترات وحدقت بعينيه
-كارلا(بحدة) :ما هذا السؤال السخيف؟ ثم من قال أن هذا موضوع خاص ويستحق أن تجعلني أنتظر كل هذه المدة لتتلفظ به؟ ظننت أنك ستطلب يدي للزواج مع كل هذه الدراما
-سوبين:أطلب يدك!
-كارلا(بحدة) :اخرس
-سوبين:ولماذا قد أطلب يدك وأنتِ تمتلكين حبيبا؟

فجأة شعرت بالهدوء يغزو جسمها وشلالات من السعادة تتدفق داخله
-كارلا(بسعادة) :إذًا فقد لاحظت الأمر؟
-سوبين:بلى
-كارلا(بسعادة) :وماذا كانت ردة فعلك؟
-سوبين:سعيد جدا لأجلك...أتمنى أنني أنا ولياليا مثلكما...ساعديني في كسب قلبها

مجددا شعرت بخيبة أمل كبيرة وارتفع هرمون الغضب عندها...كانت ستلكمه بيدها الثانية لكنها رأت بومغيو يقف عند الباب
-بومغيو:ماذا تفعلين؟ تضربينه؟

أعطت سوبين نظرة أخيرة مرعبة ثم ابتعدت عنه
-كارلا(بحدة) :إن كلمتني مجددا فسأحطم أسنانك

خرجت من القاعة غاضبة ولحقها بومغيو
-بومغيو:ما الذي يحصل؟
-كارلا(بحدة) :لننفصل
-بومغيو:لكن...لماذا؟ لقد تواعدنا لساعات قليلة جدا
-كارلا(بحدة) :أدركت أننا لسنا متناسبين
-بومغيو:حسنا...كما تريدين...لكننا مازلنا أصدقاء صحيح؟
-كارلا(بتجهم) :أيًا يكن

عادت للمنزل وقامت بربط قبضة يدها بضماد...بسبب الضربة التي وجهتها للحائط وهي غاضبة تأذت أصابعها والآن يدها تؤلمها كثيرا
-كارلا(بإحباط) :العصبية ستقودني للجنون...علي المرة القادمة التفكير قبل الإقدام على أي شيء

بقيت تحدق بقبضتها قليلا حتى تذكرت الكلام الذي قاله لها سوبين اليوم وقد جرحها كثيرا لدرجة أنها تمنت لو لم تسمعه
-كارلا(بصراخ) :شوووهواااا

سمعت الخادمة اسمها فرمت كل شيء من يدها وركضت نحو كارلا
-الخادمة:ما الخطب؟
-كارلا(بإحباط) :إنه وغد...يحبها أكثر مني...أتمنى لو أستطيع جعلهما يذهبان في رحلة بالقارب وأشغل طاقة الرياح خاصتي وأغرقهما معا
-الخادمة:أووه هذه تذكرني بأسطورة أميرة الرياح ليانا التي أغرقت...
-كارلا(بصراخ) :أعرفها...لا داعي لتذكيري بها
-الخادمة:ألا تظنين أن الأميرة ليانا أنانية وشريرة لأنها قتلت الأمير...
-كارلا(بصراخ) :يكفي...هي ليست كذلك...لا يمكنكِ الحكم عليها حتى تضعي نفسكِ مكانها
-الخادمة:حاضر سيدتي لكن لماذا كل هذا الغضب؟
-كارلا(بتجهم) :دعيني وشأني فقط

في يوم الغد ذهب سوبين للثانوية وركض نحو قاعة الإذاعة ينتظر قدوم لياليا
-سوبين:صباح الخير
-لياليا:أهلا سوبين...هل تنتظرني؟
-سوبين:بلى...لدي لكِ شيء لكن هذا ليس المكان المناسب لأعطيكِ إياه...قابليني بعد الصف في قاعة الرياضة
-لياليا:سيسرني ذلك
-سوبين:شكرا...طاب يومك

كانت السعادة واضحة على وجهه وهو متوجه للصف لدرجة أنه لم يلاحظ حتى مروره بجانب كارلا ويونجون ونينا
-نينا:أليس هذا سوبين؟
-كارلا(بتجهم) :لا أعرف أحدا بهذا الاسم...لنذهب

مر ذلك اليوم على ما يرام إلى أن انتهت الدروس في المساء...جمع سوبين أغراضه بسرعة وكان متحمسا للغاية وواضح أن محفظته محشوة بشيء كبير ومميز...وضعها على ظهره وركض للخارج فلاحظت كارلا ذلك لذا جمعت أغراضها بسرعة ولحقت به

جلس سوبين في قاعة الرياضة على أحد المدرجات وهو يحتضن حقيبته حتى سمع صوت الباب يفتح فوقف بسرعة...ولكن ابتسامته تحولت لعبوس حين رأى كارلا

بسبب الوضع الذي بينهما صمت فقط والتزم مكانه إلى أن اقتربت منه كارلا
-كارلا:ما الذي يجعلك تبتسم طوال اليوم؟
-سوبين:لا شيء
-كارلا:هناك شيء ما في حقيبتك...أريد أن أراه
-سوبين:لا يوجد سوى الكتب و...

ما كاد ينهي كلامه حتى سحبت منه المحفظة وأخرجت الدب الأبيض المحشو الذي بداخلها
-كارلا(بسخرية) :تشه...ستهديها هذا الشيء؟ هذا سخيف...من بعمرها مازال يلعب بالدمى؟ ثم اختيارك للهدايا سخيف وطفولي

جرحت كلماتها تلك قلبه وجعلته يشعر أنه سخيف في اختيار هديته لذا التزم الصمت وأبقى نظره نحو الأرض
-كارلا:كنت ستحرج نفسك حقا...الفتيات يحببن المجوهرات والهواتف الغالية الثمن والملابس الفاخرة والحقائب والأحذية...لكن هذا الدب المحشو يبدو سخيفا للغاية! من اقترح عليك الفكرة أخبرني أرجوك

لم ينطق بأي كلمة بل حمل محفظته وتجهز للخروج...هو حتى لم يأخذ الدب من عند كارلا بل تركه لها
-كارلا:هييي مهلا! خذ هديتك...لا تتركها هنا

قبل أن يصل للبوابة رأى لياليا قادمة عبر زجاج نافذة القاعة فتراجع للخلف وأمسك كارلا وأدخلها قاعة تغيير الملابس
-كارلا(بصدمة) :م م م ماذا تفعل؟ تتحرش بي؟

كانت في أعماقها سعيدة بذلك وكانت على وشك معانقته
-سوبين:هشششش...لياليا قادمة...إن رأتنا معا فلا أعرف كيف سأشرح لها
-كارلا(بتجهم) :تتصرف كأنها زوجتك...وماذا لو رأتك معي؟ لا شيء بينكما
-سوبين:مازلت أسعى لكسب قلبها لذا لن أجعلها تظن السوء بي...سأبقى وفيا حتى لو لم نكن على علاقة

استفزها كلامه كثيرا لذا أرادت الانتقام وعانقته بذراعيها بقوة
-سوبين(بصدمة) :ماذا تفعلين؟
-كارلا(بتجهم) :ما رأيك بهذه الوضعية؟ هي لن تفهمنا بطريقة سيئة صحيح؟
-سوبين:كارولين...توقفي...سترانا
-كارلا:أتمنى أن ترانا

حاول تحرير نفسه منها لكنها شبكت أصابعها ببعضها وهذا يجعل المهمة شبه مستحيلة

في نفس الوقت دخلت لياليا القاعة ونظرت من حولها فلم تجد أي أحد
-لياليا(بصراخ) :سوبين شي...هل أنت هنا؟

ألقت نظرة على المكان ولم تجد أحدا لذا جلست على المدرجات تنتظر...في نفس الوقت حاول سوبين تحرير ذراعيه ولم يستطع
-كارلا(بهمس) :ما رأيك بالصراخ لكي تأتي وترانا معا ها؟
-سوبين(بهمس) :لاااااا أرجوكِ لا

فتحت كارلا شفاهها شيئا فشيئا لتصرخ فحاول سوبين إسكاتها ولكن ذراعيه مقيدتان لذا بقي أمامه حل واحد لا مهرب منه

قام بعض شفاهها بأسنانه محاولا إسكاتها وفي تلك اللحظة شعرت بقشعريرة تسري في كل جسدها...كانت الفراشات والضفادع والديناصورات وكل أنواع الحيوانات ترقص في بطنها

رغم أن الأمر مؤلم قليلا بسبب تشديد أسنانه عليها لكنها شعرت أنه أجمل ألم حصلت عليه...كانت فقط تتمنى أن يستمر بفعل ذلك لوقت أطول ولكن بسبب فقدانها للوعي تدريجيا شعرت بالضعف واستسلمت تاركة إياه يبتعد...وفي اللحظة التي حرر فيها ذراعيه وضع إحدى يديه على فمها والأخرى قيدها بها لكي لا تهرب

جلست لياليا لفترة تقارب الربع ساعة وعندما أيقنت أن سوبين لن يأتي غادرت...وقبل خروجها وجدت الدب الأبيض ملقى على الأرض فحملته ووضعته على المدرجات لعل صاحبه يعود لأخذه وغادرت

وفي اللحظة التي خرجت فيها وأغلقت الباب خلفها أفلت سوبين كارلا ونظر عبر زجاج بوابة غرفة التغيير الصغيرة المستدير
-سوبين:أوووه كان ذلك وشيكا

نظر نحو كارلا فوجدها تضع أصابعها على شفاهها وتبتسم بطريقة تبدو وكأنها ثملة
-سوبين(بقلق) :آسف على ما حصل...لا تظنين أنني تحرشت بك صحيح؟

نظرت له بابتسامة أكثر إشراقا تعبر عن رضاها التام عما يجري ثم ربتت على كتفه
-كارلا:لا عليك...لم أظن بك أي سوء

ثم ركضت مبتعدة من هناك وهي تقفز بخطوات متمايلة وتدندن لحن أغنية سعيدة من شدة حماسها وسعادتها بما حصل اليوم وكان شكلها يبدو غريبا بحيث كانت كلما التقت انسانا غريبا في الطريق ابتسمت له

لم تكتفي بذلك بل كلما رأت كلبا أو فراشة أو عصفورا أو قطة في الطريق فهي ترحب بهم بسعادة...لقد جنت تماما



عدل سابقا من قبل بثينة علي في السبت فبراير 11, 2023 12:09 pm عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1234
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة مُرَاهِقَة جَانِحَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة مُرَاهِقَة جَانِحَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة مُرَاهِقَة جَانِحَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1السبت مايو 28, 2022 3:49 pm

رواية مراهقة جانحة : الفصل الخامس عشر



عادت كارلا للمنزل وهي سعيدة فاستقبلتها الخادمة
-كارلا(بسعادة) :عزيزتي شوهوا
-الخادمة:أهلا بعودتك سيدتي...هل أحضر لكِ شيئا تأكلينه؟
-كارلا(بسعادة) :لا...ارتاحي اليوم...شكرا جزيلا لك...أحبك

تعجبت الخادمة من كلامها وقطبت حاجبيها بينما الأخرى ذهبت للبيانو وجلست عليه وصارت تمرر أصابعها عليه لتعزف لحنا عشوائي
-كارلا(بسعادة) :أوووه ما أجمل هذا الصوت!
-الخادمة(باستغراب) :لكن سيدتي! ألم تقولي أنكِ تكرهين الفنون!
-كارلا(بسعادة) :أعشق الفنون...أود تعلم عزف مقطوعات البيانو الصعبة...ما رأيك؟
-الخادمة(باستغراب) :لكن...اقترحت والدتكِ الأمر سابقا ورفضتِ!
-كارلا(بسعادة) :لا يهم...تواصلي مع أول أستاذ بيانو ترينه في طريقك واحجزي لي دروسا خصوصية معه
-الخادمة:حاضر

قامت كارلا بعزف أغنية تعرفها بالبيانو وصارت تغني معها وهي تبتسم
-كارلا(تغني) :مثل عيدان الطعام لا يمكن الأكل بواحدة...مثل يد واحدة لا يمكنها التصفيق وحدها...مثل حذاء منفرد يحتاج زوج...مثل جناح واحد أنا أحتاجك لأطير...ولهذا السبب أريدك ولهذا السبب أريد أن أكون معك...وأتطلع للغد معك

لم تتوقف عن ترديد نفس اللحن والأغنية لوقت طويل وكل هذا والخادمة واقفة بجانبها تنظر لها باستغراب
-الخادمة(تفكر) :ربما علي الاتصال بوالدتها

أنهت العزف ثم استدارت نحو الخادمة
-كارلا(بسعادة) :هل تحتاجين إجازة؟ ولأي مكان تريدين الذهاب؟ سأطلب من والدي أن يدفع التكاليف عنك
-الخادمة(بصدمة) :ها؟!

في صباح يوم دراسي بقيت كارلا في حديقة الثانوية تستمع للموسيقى وتدندن معها اللحن وهي تبتسم إلى أن قابلها بومغيو بالصدفة
-بومغيو:كارولين...صباح الخير
-كارلا(بسعادة) :صباح الخير والورود الحمراء المتفتحة في وسط حديقة تمتد على مرأى البصر
-بومغيو:أووه ما كل هذا؟ تبدين سعيدة جدا
-كارلا(بسعادة) :إنه يوم رائع...لا يمكن أن يكون أفضل من ذلك...السماء صافية والطيور تزقزق والنسيم عليل
-بومغيو:لم أفهم بعد ما سبب كل هذا
-كارلا(بسعادة) :ما من سبب...أخبرني هل تحب الدببة البيضاء؟
-بومغيو:كالذي هناك؟

أشار خلفها وحين استدارت وجدت الدب الأبيض الذي أحضره سوبين مع لياليا وهي متوجهة به لقسم المفقودات
-كارلا:لحظة...سأعود فورا

لحقت بها وأوقفتها قبل أن تصل لقسم المفقودات
-كارلا:إلى أين ستذهبين بهذا الشيء؟
-لياليا:لقسم المفقودات
-كارلا:ههههههههه نعم ذاك هو مكانه المناسب...أو أقول لك...ارميه في القمامة

أخذته منها وكانت سترميه في سلة المهملات لكن الأخرى خطفته منها بسرعة وعانقته
-لياليا:لاااااا لا توسخيه...إنه حقا لطيف
-كارلا:ها! لطيف! لا تقولي أنكِ تحبين الألعاب المحشوة!
-لياليا:ومن لا يحبها؟ لا تقولي أنكِ لا تحبينها

رمشت كارلا بعينيها للحظات ثم أخذت الدب من يدها والأخرى لم ترضى تركه فبقيت كل منهما تشده من ذراع
-كارلا(بحدة) :هذا لي...اتركيه...سأرميه في القمامة
-لياليا:لاااااا أعطيني إياه أن كنتِ لا تحتاجينه
-كارلا(بحدة) :إنه ملكي وأنا حرة فيه...اتركيه
-لياليا:لم تقولي أنه لكِ من البداية
-كارلا(بحدة) :ها قد قلت الآن...اتركيه

رأت كارلا سوبين قادما من الجهة الأخرى فتوترت ودفعت لياليا وسقطت كلاهما خلف الشجيرات الكثيفة...مر سوبين بجانبهما ولم يراهما وعند ابتعاده نهضت كارلا من على العشب
-لياليا(بانزعاج) :لقد توسخت تنورتي

تجاهلتها وحملت الدب ثم ركضت به نحو مكب النفايات ورمته
-كارلا:لن أسمح لها بالحصول على هدية سوبين مهما كلفني الأمر...سأكون أميرة الرياح ليانا وأدمر علاقتهما للأبد ههههههههههههههه

صعدت لياليا لقاعة الإذاعة وهي تمسك بتنورتها التي توسخت بعد أن دفعتها كارلا
-لياليا(بتجهم) :تبا...علي تغيير ثيابي...لا يمكنني الدراسة هكذا

حينما وصلت عند باب قاعة الإذاعة سمعت شخصين يتحدثان بالداخل
-بومغيو:هههههه أتظن أنها ستقع بحبي قريبا؟
-كاي:ولِمَ لا؟ أنت وسيم وجذاب...ثم رأيت كيف تعاملك على خلاف بقية الطلبة
-بومغيو:لقد طلبت مني الانضمام لعصابتها ورفضت
-كاي:كيف فعلت ذلك؟! أليس هذا هدفك منذ البداية؟
-كاي:بلى...لكن أردت أن أكون ثقيل الوقوع لكي تقع بي أكثر وتظن أنني طيب للغاية
-كاي:ووقعت في الفخ...كم هي ساذجة ههههه

فتحت لياليا الباب عليهما ودخلت متظاهرة أنها لم تسمع أي شيء
-لياليا:صباح الخير شباب
-كاي:لماذا تأخرتِ؟ تأخر وقت الإذاعة الصباحية
-لياليا:واجهتني ظروف...سأعتذر للمدير بسبب تقصيري
-كاي:هل أحل محلك؟
-لياليا:لا...سأذهب الآن للمدير وأخبره وسيتفهم الوضع
-كاي:حسنا

تظاهرت أنها تتفقد مكتب الأغراض وقامت بتشغيل ميكروفون الإذاعة ثم غادرت وتركتهما هناك
-كاي:ماذا ستفعل بشأنها الآن؟
-بومغيو:سأوقعها بحبي لأبعد الحدود ثم أحصل على كل الامتيازات التي لديها هههههه
-كاي:بالنسبة للوقوع في الحب لا أعلم لكن كصديقين أظنها توافقت معك كثيرا
-بومغيو:لا تستهن بسحري...كارولين فتاة ساذجة وخداعها سيكون سهلا...تخيل بمجرد أن طلبت منها المواعدة وافقت كالغبية
-كاي:ثم انفصلت عنك في نفس المساء
-بومغيو:لا تستعجل...ستعود لي حتما...فقط انتظر

أنهى محادثته مع صديقه ثم خرج متوجها لصفه...كان الجميع يحدقون به وهذا ما زاد الوضع غرابة بالنسبة له

بعد لحظات لحقه صديقه كاي وهو يركض مضطربا
-كاي(بصراخ) :بومغيو! حصلت كارثة
-بومغيو:ماذا؟
-كاي(بصراخ) :المايكروفون كان شغالا حين كنا نتناقش...كل الثانوية عرفت ما كنا نتحدث عنه

تراجع بومغيو للخلف وهو مصدوم
-بومغيو(بصدمة) :ت ت ت تمزح...قل إنها م م م مزحة

فجأة سمعا صوتا من مكبر الصوت
-الناظرة:الرجاء من الطالبين تشوي بومغيو وهيونين كاي التوجه لمكتب المدير فورا
-بومغيو(بتجهم) :قضي علي
-كاي(بخوف) :وأنا ما ذنبي؟ لم أكن من خطط لكل ذلك

بدأت الصفوف الدراسية وجلس الجميع أماكنهم...المكان الوحيد الفارغ هو مكان كارولين التي لا أحد يعلم عنها أي شيء منذ الصباح
-يونجون:هل كارلا غائبة اليوم؟
-نينا:لا أعلم...لم أراها هذا الصباح مطلقا

استدارت نحو سوبين الذي كان غائصا في التفكير
-نينا:هل رأيت كارلا اليوم؟
-سوبين:لا...ولماذا تسألينني؟ ليست صديقتي
-نينا:حقا؟ نظرا لتصرفاتكما الغريبة فأنتما تثيران الشك
-سوبين:أعلم أن هناك أمورا غريبة تحصل بيننا لكن لن تتوقعي ما هي فهي أشبه بالخيال
-نينا:صارحني بالحقيقة...هل كنتما على علاقة سرية؟
-سوبين(بتوتر) :حقا لا أفهم ما الذي يجعلكِ تظنين ذلك
-نينا:أتذكر يوم أخبرتها أن تقبلك؟ وأيضا هي تشعر بالغصب كلما رأتك مع فتاة لذا أتوقع أنها تغار عليك...وكلا الفرضيتين تقولان أنكما على علاقة سرية وانفصلتما
-سوبين(باستغراب) :تغار علي؟

استرجع سوبين جميع ذكرياته مع كارلا فاكتشف أنها بالفعل تصبح عصبية حين يتعلق الأمر بلياليا...لكنه ابتسم بسخافة في النهاية
-سوبين:هههههه لا مستحيل...كارولين لا تهتم لأمري حتى...أنا بالنسبة لها مجرد نحس رافقها لمدة معينة من حياتها...أتمنى فقط أن تجد الشخص المناسب لها
-نينا:واو! تبدو صادقا من كلامك...رغم ذلك مازلت مصرة أن هناك شيئا لا نعرفه أنا ويونجون
-سوبين:مجرد التفكير بالأمر يجعلني أضحك ههههههه

حانت استراحة الغداء فخرج سوبين ليتناول طعامه وبالصدفة قابل لياليا عند ماكينة الطعام
-لياليا:سوبين شي! أين ذهبت أمس؟ لم أعثر عليك في قاعة الرياضة
-سوبين(بتوتر) :آسف حقا بشأن ذلك ولكن غادرت دون إخبارك بسبب ظرف طارئ
-لياليا:هل كل شيء على ما يرام الآن؟
-سوبين:بلى
-لياليا:تعال لنشرب شيئا معا...لدي شيء لأقوله لك

اشترى علبتي كولا ولحق بها للسطح وهو متحمس ووقفا معًا يشاهدان المنظر من أعلى
-لياليا:اليوم حصل شيء رهيب...لا تخبر أحدا...اتفقنا؟
-سوبين:أكيد
-لياليا:أحدهم تكلم عن كارولين وأنا شغلت المايكروفون لأفضحه أمام كل الثانوية
-سوبين(بصدمة) :كان أنتِ إذًا؟
-لياليا:أكره المنافقين...لا تستغرب
-سوبين:مذهل...إذًا أنتِ تعمدتِ ذلك لتكشفي ألاعيبه لكارولين؟
-لياليا:لا تخبرها بذلك...قد تفهمني بشكل خاطئ
-سوبين:هي لم تأتي اليوم على كل حال
-لياليا:بلى أتت...قابلتها هذا الصباح
-سوبين:حقا؟! وأين ذهبت إذًا؟ لم تحضر الصفوف الصباحية
-لياليا:لا أملك أدنى فكرة...آمل أن مكروها لم يصبها

شرد بذهنه لدقائق متذكرا الكثير من التفاصيل حولها...فجأة انتبه لشيء مهم وكان عليه الاختيار بين البقاء مع حبيبة قلبه لياليا والذهاب لمساعدة كارلا

فكر للحظات وصار الصراع النفسي يضايقه حتى قرر أخيرا ما سيفعله
-سوبين:آسف لكن علي الذهاب

انحنى لها بسرعة ثم نزل عبر الدرج دون أن يفسر الموضوع مطلقا...كان يعلم أنه ضيع فرصة مهمة لن تتكرر لكن شيء بداخله يخبره أن كارلا تحتاجه

ذهب لقاعة الجانحين ودخل فلم يجد سوى نينا ويونجون
-سوبين:نينا...من فضلك...ساعدي كارولين
-نينا:ما بها؟
-سوبين:أعلم أين قد تكون...ولا أستطيع الدخول إليها...ساعديها من فضلك
-نينا:طبعا...خذني إليها

أخذها لحمام الفتيات وأخبرها أن كارلا عادة حين تكون حزينة جدا تفضل البكاء في الحمامات بمفردها ولا تخبر أحدا

دخلت نينا الحمام وتفقدت المراحيض واحدا تلو الآخر فوجدتها مفتوحة إلا واحدا مغلق فطرقت عليه بقوة
-نينا(بتجهم) :كارلا...أعلم أنكِ بالداخل...اخرجي أو سأقفز عليكِ من أعلى

وعلى الفور استجابت لها وفتحت الباب وكان شكلها يبدو مزريا من كثرة البكاء وعينيها وخدودها وأنفها تصبغوا باللون الأحمر
-كارلا(ببكاء) :نينا...سعيدة أنكِ أتيتِ بنفسك

عانقتها وبدأت بالبكاء بصوت عالٍ فرغم كل تلك الساعات من البكاء ما تزال تكتم داخلها الألم والحزن الحارق
-كارلا(ببكاء) :لقد ظننته صديقي وحاولت ضمه للعصابة لكن تبين أنه نذل...أخبريني ماذا أفعل فأنا لم أعد أستطيع الثقة بأحد...لقد كان حقا ممثلا بارعا واعتقدته شخصا هادئا ولطيفا ولكنه خان صداقتي...لقد حطمني ذلك حقا يا صديقتي...لقد حطمني
-نينا:حسنا لا تبكي عزيزتي...انظري للجانب الإيجابي فالأفضل أن ألاعيبه انكشفت
-كارلا(ببكاء) :لكن قلبي انجرح...ماذا أفعل يا نينا؟
-نينا:لا تفعلي شيئا...دعي الأمر لي

خرجت نينا من هناك مسرعة وتوجهت نحو الصف الذي يدرس فيه بومغيو وضربت الباب برجلها
-نينا:هل رأى أحدكم بومغيو؟

أجابتها إحدى الطالبات أنها رأته قبل قليل في ساحة الثانوية فركضت هناك مسرعة

كان بومغيو بالفعل جالسا مع رفيقه كاي يتحدثان ويضحكان لأن المدير وبخهما فقط على فعلتهما ولم يسبب لهما مشاكل أكبر
-نينا(بصراخ) :أنت...ستدفع الثمن
-بومغيو:هل أرسلتكِ تلك المسترجلة لتدافعي عنها؟
-نينا:لم ترسلني...أنا سأضع لك حدا بنفسي...كيف تجرؤ على خداع صديقتي؟
-بومغيو:هههههه وماذا في ذلك؟ كأنها أول فتاة تنخدع
-نينا:قد تكون لك مجرد فتاة...لكن بالنسبة لي هي أعز وأغلى صديقة

ركضت نحوه وركلته برجلها في بطنه فأسقطته أرضا وعندما رآها الناس من حولهم التموا ليشاهدوا الشجار

نهض بومغيو من الأرض ونفض ملابسه ثم أظهر وجهه المخيف
-بومغيو:لا أحب ضرب الفتيات...لكن أنتِ جنيتِ ذلك على نفسك...استعدي

حاول ضربها ولكنها تصدت لذراعه ببراعة وقامت بلويها بسرعة فشعر بالألم...بعدها حاول ركلها برجله ليفقدها توازنها ولكنها تصدت له وداست على رجله ثم غافلته ورفعته من تحت كتفه ورمته على الأرض بعنف حتى كادت تكسر ضلوعه

حاول مجددا ضربها لكنها تفادته وجعلته يتعثر فوقع على فمه وتألم كثيرا...وبسبب زيادة الشجار حماسا علا هتاف الجميع وصراخهم
-نينا:ههههههه ربما لا تعرف...لكنني حاصلة على الحزام الأحمر في الدفاع عن النفس...هل يسعدك رؤية نفسك تذل أمام فتاة؟

قاطع المدير ذاك الشجار فانفض الجميع من حوله
-الأب(بغضب) :لمكتبي فورا
-نينا(بابتسامة) :قضي عليك...إنه والد صديقتي...أما أنت...مسكين حقا هههههههه

رمت كلامها المستفز ثم توجهت أولا لمكتب المدير وهي سعيدة...أما بومغيو فقد حاول الوقوف لكن شعر بكل أطرافه تؤلمه

بقيت كارلا في قاعة الجانحين رفقة يونجون وكان يحاول التخفيف عنها
-كارلا(بحزن) :لم أتصور في حياتي أنني سأثق بشخص ما مجددا لكن بومغيو خدعني وجعلني أدرك أنه ما من شخص يستحق
-يونجون:أوووه كفى...أنا ونينا كذلك صديقاك وأنتِ تثقين بنا صحيح؟
-كارلا(بحزن) :لا أعلم...بدأت أشك

أمسكها من كتفيها وهزها يقوة
-يونجون:يكفي...لا تضعفي الآن...لطالما عهدناكِ قوية وواثقة بنفسك
-كارلا(بحزن) :حتى هي لا أثق بها...إنها تخذلني دائما وتثق بمن لا يستحقون...أولا هيلسي والآن بومغيو
-يونجون:دائما هؤلاء الأشخاص الذين يعكرون حياتك سيكونون موجودين...كوني قوية وتجاوزيهم...لأجلي أنا ونينا...وأيضا ثالث شخص يهتم لأمرك
-كارلا:من هذا الشخص الثالث؟
-يونجون:إنه شخص أخبرنا أنكِ حزينة وتحتاجين لمساعدة ودلنا على مكانك
-كارلا(باستغراب) :غريب! لكنني حقا لا أعرف شخصا غيركما يهتم لأمري...ترى من هو؟
-يونجون:سوبين

بمجرد سماع ذلك رمشت كارلا بعينيها عدة مرات والتزمت الصمت فورا...لم تتوقع أبدا أن شخصا كسوبين سيعاملها هكذا ويفهمها دون حتى أن تتكلم!

في نهاية اليوم ذهب سوبين للعمل في المقهى...وبينما يسلم طلبات القهوة رأى كارلا واقفة عند الباب وتحدق به بحزن
-سوبين:كارولين...تفضلي...هل من خدمة؟
-كارلا(بحزن) :لدي شيء أقوله

أغمضت عينيها وأخذت نفسا عميقا جدا لتخبره بكل شيء
-كارلا:آسفة حقا على الكلام الذي قلته لك ذاك اليوم...هدية الدب تلك كانت رائعة لكن لا أعلم لماذا تدخلت بينكما...عرفت لاحقا أن لياليا تحب الدمى المحشوة كثيرا...أصلا لا أعلم من أنا لأقرر بدلا عنها...لقد عاملتك بازدراء مرات عدة ولكنك لم تكرهني رغم ذلك...واليوم أيضا حين طلبت من نينا أن تساندني في الحمام شعرت أنني مدينة لك باعتذار بسبب معاملتي السيئة لك...سامحني أرجوك وغض النظر عن كل ما فعلته معك سابقا

قالت كل ذلك بسرعة شديدة وهي ما تزال مغمضة العينين...وفي النهاية أحست بشيء على رأسها فنظرت ووجدت سوبين يضع يده على رأسها ويبتسم
-سوبين:لست ألومك...أنا لست طفلا صغيرا لكي أغضب وأخاصمك
-كارلا:ولكنني تماديت
-سوبين:لا أعلم...أظن أن لديكِ أسبابك...أظن أنكِ وحيدة وليس لديكِ حبيب يهديكِ الهدايا لذا تشعرين بالغيرة من الذين يحبون...أليس هذا السبب الحقيقي؟

فجأة صارت شرارات النار تتطاير من رأسها وشددت على قبضتها
-كارلا(بتجهم) :ماذا تقصد بأنني أغار من الذين يحبون؟ هل أبدو لك كما لو أنني فأرة هدايا؟ والدي ثري وإن احتجت أي شيء فسيشتريه لي بدل أن أنتظر رجلا غبيا ليهديني إياه
-سوبين(بتوتر) :لا تنزعجي اتفقنا؟ لكن المشكلة ليست بسعر الهدية بل بقيمتها المعنوية...ربما لديكِ المال لكن الشخص الذي يعطيكِ هرمون السعادة حين يهديكِ شيئا غير موجود

زاد كلامه الوضع تأزما مما جعلها تكاد تنفجر من الغضب
-كارلا(بغضب) :لست بحاجة لأحد كهذا...هذا الشخص ضعه في منخارك لأنني وحيدة وسعيدة...وشيء آخر...لا تكلمني مجددا

قالتها بصراخ ثم خرجت من المقهى وهي تضرب الأرض بقدميها...نظرت من حولها فوجدت أن منزل يونجون هو أقرب مكان لها لتفرغ فيه غضبها فذهبت إليه
-كارلا(بغضب) :يونجون...عاركني
-يونجون(باستغراب) :لماذا؟
-كارلا(بغضب) :أنا غاضبة وأريد شخصا أضربه
-يونجون:وأنا ما دخل أمي بالموضوع؟

ركضت نحوه وحاولت لكمه فأمسك قبضتها...بقيا يتعاركان لبعض الوقت وكانت عنيفة معه للغاية لدرجة أنها أحيانا تقترب كثيرا من توجيه لكمة لوجهه ولكنه ينجو بأعجوبة

في نهاية النزال جلسا أرضا يشربان شيئا باردا ريثما يرتاحان
-يونجون:لست كيس ملاكمتك
-كارلا:أنا غاضبة...أحدهم قال لي أنني أغار من الذين يحبون لأنني وحيدة
-يونجون:أمر طبيعي...أنا أغار من الذين يستطيعون الحفاظ على علاقتهم لأكثر من شهر

نظرت له كارلا بحدة فصمت فورا
-كارلا(بحدة) :لا تقل أنك أيضا تظنني غيورة...لو أردت الارتباط فسأفعل ذلك بكل سهولة وأنت تعرفني جيدا
-يونجون(بتوتر) :حسنا حسنا...لساني سيؤدي بي للمشاكل ذات يوم

استمر خصام كارلا وسوبين عدة أيام لم يتحدثا فيها مطلقا...كانا كلما تقابلا يتجاهلان بعضهما ويديران وجههما...ورغم أن كلاهما يريد محادثة الآخر فهو يختبئ خلف قناع الكبرياء والتظاهر بعدم الاكتراث

استيقظت كارلا في صباح أحد الأيام ونظرت للساعة فوجدتها العاشرة صباحا...نظرت للتاريخ فأدركت أنه يوم عيد ميلادها الثامن عشر فوضعته جانبا ببرود
-كارلا(بتجهم) :يوم مزعج...خاصة إن كان يوم سبت

نهضت من فراشها وفتحت الباب فوجدت الخادمة تكنس الأرضية
-كارلا:أين أبي؟
-الخادمة:خرج للتسوق...هل تحتاجينه؟
-كارلا:لا...انسي الأمر

ارتدت حذاءها وذهبت للتمشي في المدينة فوصلتها رسالة من عند نينا تهنؤها بعيد ميلادها وتعتذر منها لأنها لا تستطيع الاحتقال معها اليوم
-كارلا(بتجهم) :ومن يهتم؟ لن أحتفل أصلا...إنه يوم كئيب وممل

تجولت قليلا في المدينة وجلست في الحديقة تأكل الآيسكريم إلى أن وصلها اتصال من الخادمة
-كارلا:ألو
-الخادمة(بقلق) :كارولين...بسرعة...والدك جاء قبل قليل ومعه المحامي...سيوقع ورقة الطلاق
-كارلا(بصدمة) :ماذا؟! قادمة فورا...اشغليهما حتى أصل
-الخادمة:حسنا



عدل سابقا من قبل بثينة علي في السبت فبراير 11, 2023 11:34 pm عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1234
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة مُرَاهِقَة جَانِحَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة مُرَاهِقَة جَانِحَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة مُرَاهِقَة جَانِحَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1السبت مايو 28, 2022 4:26 pm

رواية مراهقة جانحة : الفصل السادس عشر



ركضت كارلا عبر الشوارع المزدحمة بالناس وقطعت الطريق وهي تركض دون التفكير حتى في السيارات المسرعة التي تمر إلى أن وصلت للمنزل

فتحت لها الخادمة الباب بعد أن رنت الجرس فركضت نحو الصالون لتجد والدها مع المحامي يتشاوران حول موضوع الطلاق والثروة التي يمتلكها

لم تنطق بأي حرف بل حملت ورقة الطلاق من على الطاولة ومزقتها لقطع
-الأب(بغضب) :ما الذي تفعلينه؟
-كارلا:توقف...إياك وفعلها...إن فكرت فقط بفعلها فستندم لبقية حياتك
-الأب(بغضب) :تهددينني؟ ألا تظنين أنكِ تماديتِ؟
-كارلا:هذا حتما أسوأ عيد ميلاد عشته في حياتي...ما هذه الهدية التي تنويان إعطائي إياها؟
-الأب(بغضب) :لا علاقة لكِ بالموضوع...زواجنا كان خطئا وها نحن ذا نصححه
-كارلا:إذًا أجبني...هل أنا غير مهمة لك ولها؟

صمت للحظات ثم نظر للمحامي
-الأب:جهز ورقة طلاق أخرى...مازلت مصرا ولن يمنعني أحد

شددت كارلا على قبضتها وركضت خارج الصالون وحين وصلت عند الباب صرخت بقوة
-كارلا(بصراخ) :أنا ذاهبة ولن أعود مجددا...انسى أن هناك فتاة اسمها كارولين كانت ابنة لك...اعتني بنفسك

ركضت خارج المنزل ورغم أن كلامها مثير للقلق لكن والدها مصر أنها ستعود في نهاية اليوم حين تشعر بالتعب والجوع

مرت الساعات والدقائق بالتوالي إلى أن حان وقت الغروب...نظر الأب لساعته بقلق وصار يطوف في الغرفة ذهابا وإيابا...مازال لم يوقع عقد الطلاق بعد لكن رغم ذلك كان ما يزال مصرا على إنهاء هذا الزواج

تجاوز الوقت الغروب والأب يحوم حول نفسه حتى نزل الظلام ومن شدة قلقه اتصل بوالدة كارلا على الهاتف
-الأم:مرحبا...هل قدمت ورقة الطلاق للمحامي؟ بالنسبة لي فقد قدمتها...متى نذهب للمحكمة؟
-الأب:تشورونغ...دعينا من ذلك...سبب اتصالي مختلف...هل قابلتِ كارلا اليوم؟
-الأم:لا
-الأب:هي ليست معكِ إذًا؟
-الأم:لا...هل حدث شيء؟
-الأب:كارلا مختفية منذ الصباح
-الأم:لعلها مع يونجون أو نينا...سأتصل بهما
-الأب:مهلا...لقد قالت كلاما مخيفا هذا الصباح لذا أخشى أن لا نتمكن من إيجادها بسهولة
-الأم(بقلق) :ماذا قالت؟
-الأب:أن أنسى أمرها نهائيا ولست والدها من الآن فصاعدا...وبأنها لن تعود للمنزل مجددا
-الأم(بحدة) :وأنت تركتها تذهب ببساطة؟ ما بالك؟ أي نوع من الآباء أنت؟ ألا يمكنني حتى تركها معك؟
-الأب:آسف...لقد أخطأت
-الأم(بحدة) :اذهب وابحث عنها...وأنا أيضا سأبحث عنها عند رفاقها

بلغ الأب عن كارلا كمفقودة ولكن الشرطة رفضت مساعدته كون أول القوانين هي الانتظار 24 ساعة حتى يتم اعتبار الشخص مفقودا فعلا وتتدخل الشرطة...وبسبب ذلك ذهب في جولة بسيارته في المدينة ليبحث عنها بنفسه

أما والدتها فقد ذهبت لمنزل يونجون ونينا وسألتهما عنها وقالا أنهما لم يرياها طوال اليوم
-نينا:سيدتي...أنا حقا لا أعلم أين كارلا لكن لِمَ لا تسألين المزيد من أصدقائها؟
-الأم:لا أعرف أحدا غيركما حقا...أوووه وهناك أيضا سوبين...أتعرفين أين يعيش أو هل لديكِ طريقة للتواصل معه أنتِ أو يونجون؟
-نينا:لا...نحن لا نعرف أي شيء عنه...لكن اسألي زوجك فهو يعرف أهله بما أنه مدير الثانوية التي يدرس فيها
-الأم:صحيح...أنتِ ذكية

عاد سوبين للبيت بعد انتهاء عمله فوجد والدته تتكلم على الهاتف
-سيدة تشوي:لا أعلم أي شيء ولم ألتقيها اليوم...هل هي بخير؟

وضع سوبين الأغراض التي معه في المطبخ ثم وقف بجانب والدته
-سوبين:أمي لقد عدت
-سيدة تشوي:أهلا بني...أنا أكلم المدير هان الآن
-سوبين(بتوتر) :صدقيني لم أسبب أي مشاكل
-سيدة تشوي:أعرف...لكن هناك مشكلة وكارولين اختفت وهو يسألنا إذا كنا رأيناها اليوم بحكم كوننا نعرفها
-سوبين:كارولين اختفت!
-سيدة تشوي:ألم تقابلها؟
-سوبين:أبدا
-سيدة تشوي:حسنا سأخبر المدير هان بذلك

بقيت والدته تتحدث على الهاتف بينما صعد لغرفته وكان على وشك أن يبدأ إنجاز واجباته المدرسية ولكنه تذكر كارلا فهي متهورة وبإمكانها فعل أشياء سيئة
-سوبين:هل يعقل أنها...

ارتدى حذاءه وركض خارجا دون إخبار والدته فقد كانت منشغلة بالهاتف...في حين كانت كارلا جالسة على حافة السد تشرب زجاجات الكحول ثم ترميها للأسفل
-كارلا(بثمالة) :إن قفزت من هنا سأموت...وسينتهي كل شيء...لا دموع...ولا طلاق...ولا كآبة...ولا انتظار لشخص لن يأتي لأجلي مهما حصل

فجأة سمعت أحدهم خلفها ينادي فاستدارت
-سوبين:كارولين...لا تتهوري...أعلم أنكِ حزينة ولكن دعينا نتفاهم

قامت بفرك عينيها مرات متوالية حتى تأكدت أنه سوبين حقا فابتسمت
-كارلا(بثمالة) :لقد أتيت! رغم أنني لم أكن أنتظر قدومك حتى!

اقترب منها ليوقفها وهي بدورها وقفت وبسبب ثمالتها شعرت بالدوار وكادت تسقط للخلف لولا أنه شدها من ذراعها بسرعة وسحبها نحوه ليسقط وتسقط فوقه

رفع نظره للسماء وبقي يحدق بالنجوم في حين كانت كارلا نائمة على صدره تتحسس نبضات قلبه وحرارة جسده التي بدأت تحس بالأمان والسعادة ما إن شعرت بها

رفع يديه ولامس وجهها وأطرافها فأدرك كم كانت تشعر بالبرد
-سوبين:ستتجمدين من البرد...هيا سأعيدك للمنزل

كان سيقف لكنها لم ترضى الابتعاد عنه مطلقا
-كارلا(بثمالة) :لا أريد...ليس لدي منزل الآن...لقد أقسمت أنني ما دام والداي سيتطلقان فإنني لست ابنة أي منهما...صدقني لا أستطيع العيش بدون أحدهما
-سوبين:لا تفكري هكذا...أنا أعيش مع والدتي فقط والأمور على خير ما يرام
-كارلا(بثمالة) :لا تكذب على نفسك...أعرف ما تمر به بدون والدك...شخص غيري كان ليصدق لكن أنا عشت في جسدك وأعرف الكثير عنك

استقام بجزئه العلوي ثم أمسكها من كتفيها ولأنها ثملة حاولت التظاهر أنه سيغمى عليها ووضعت رأسها على كتفه
-سوبين:لنذهب لمنزلي...لا تقلقي لن أخبر أحدا أنكِ معي

ابتسمت بسخرية ونزلت دمعة من عينها غصبا عنها
-كارلا(بثمالة) :أشكرك

حملها على ظهره نحو منزله ووضعها على الأريكة وغطاها لتشعر بالدفء خاصة أن أطرافها كانت على وشك التجمد...تذكر أول مرة حملته على ظهرها حين كانت أجسامهما متبادلة لذا هو ممتن لها كثيرا
-سيدة تشوي:سأتصل بأهلها
-سوبين:مهلا...لا تفعلي...هي لا تريد رؤية أحد الآن...دعيها وشأنها أرجوكِ
-سيدة تشوي:لكن بني...هذا لا يجوز...أهلها سيموتون من القلق عليها
-سوبين:أعلم...لكن ربما من الأفضل أن يبقوا بعيدين عنها هذه الليلة ريثما تتحسن صحتها...سأذهب لأعد لها الزنجبيل الساخن لكي لا تصاب بالزكام

ذهب للمطبخ وقام يتقطيع الزنجبيل ووضعه على النار ليغلي إلى أن سمع صوت جرس الباب...وعندما ذهب ليفتح رأى والدا كارلا يقفان على الباب وهما قلقان
-الأم(بقلق) :أين هي؟

دخلت الأم بسرعة ولحقها الأب ثم قطب سوبين حاجبيه ولحقهما

اجتمع كلاهما على كارلا يؤنبانها بينما هي فاقدة للتركيز ونظرها متوجه نحو الأرض
-الأم(بقلق) :غبية...لا تهربي مجددا...هل تعلمين أنني كدت أصاب بضغط الدم بسببك؟ كان عليكِ الكلام معي وبعدها سنحل المشكلة
-الأب:لنذهب للمنزل

رفعت كارلا نظرها نحو سوبين وشعرت بخيبة الأمل فقد ظنت أنه هو من استدعى والديها...ورغم غضبها منه عادت للنوم على الأريكة وتجاهلت الوضع
-الأم:ألا تريدين العودة؟
-كارلا(بثمالة) :لا مجال للعودة
-الأب:تشورونغ...ساعديني في حملها
-كارلا(بصراخ) :قلت لكما لن أذهب

نهضت من مكانها بينما تترنح وابتعدت عنهما
-كارلا(بصراخ) :حتى ولو أخذتماني غصبا للمنزل فهذا لا يجدي نفعا...سأهرب مجددا والمرة القادمة لن أهرب لمنزل أحد بل سأصبح متشردة تنام في الطرقات وحينها حاولا إيجادي
-الأم:كارلا...ماذا تريدين؟
-كارلا(بصراخ) :ألم تفهما حتى الآن ما أريده؟ أريدكما معا...أعلم أنني لا أستطيع إجباركما على أن تطيقا بعضكما...لكنني أريدكما بجانبي أنتما الاثنان

نظر الوالدان لبعضهما ثم هز الأب رأسه
-الأم:حسنا...إن كان كذلك فأنا سأعود للمنزل وألغي الطلاق...أراضية الآن؟

ركضت نحوهما وعانقتهما بقوة وبدأت بذرف الدموع
-الأم(بتجهم) :وأيضا غدا سيكون لنا نقاش طويل بسبب رائحة الكحول التي تفوح منك
-كارلا:عمري 18 سنة الآن
-الأم(بتجهم) :أيًا يكن...يبدو أنكِ انحرفتِ في غيابي...حان الوقت لأعيد تربيتكِ من جديد

ضحك سوبين بخفة عليها وشعر بسعادة بالغة وهو يراها بين أحضان والديها...كانت تلك ليلة شاقة بالنسبة للجميع لكن جيد أن الأمور عادت لطبيعتها

في اليوم التالي ذهب جميع الطلاب للثانوية وقد تبقت دقائق على الدروس حتى تبدأ

تجول سوبين في الثانوية باحثا عن لياليا فوجدها على السطح تجلس كالعادة وتتناول قطعة شكلاطة
-سوبين:صباح الخير
-لياليا:أووبس كشفتني...لا تخبر أحدا أنني أتناول الشكلاطة فقد أخبرت صديقاتي أنني أتبع حمية
-سوبين:هههه حسنا
-لياليا:ما بال عينيك؟
-سوبين:لم أنم طوال الليل...أمر ما شغل بالي
-لياليا:ما هو؟
-سوبين:والدا كارولين عادا لبعضهما لأنها هربت من المنزل
-لياليا:حقا؟ وما أدراك بالأمر؟

أدرك أنه من الأفضل أن لا يخبرها بعلاقته بكارلا لكي لا تفهمه بشكل خاطئ
-سوبين:سمعت القصة من أحدهم
-لياليا:لا تصدق كلام الناس فهم يألفون كثيرا
-سوبين:محقة
-لياليا:أتمنى السعادة لكارولين أيًا ما كانت ظروفها
-سوبين:غريب كيف لا تكرهينها مثل البقية وخاصة أنكِ ساعدتها تلك المرة في فضح تلاعب بومغيو بها
-لياليا:ولماذا علي كرهها؟ هي لم تفعل أي شيء لي
-سوبين:ألا تظنين أنها مغرورة ومتنمرة؟
-لياليا:لا
-سوبين:غريب! حتى عندما رسمت في ورقة الاستقصاء؟
-لياليا:شيء تافه...دعنا لا نتحدث عنها...لنتحدث عنك...تبدو وسيما اليوم

تفاجأ مما سمعه وصمت على الفور...حاول ضبط نفسه لأنه شعر أنه سيبدأ بالارتجاف في أي لحظة

كانت تلك فرصة ذهبية بالنسبة له لذا حاول تحريك أصابعه ليمسك يدها...وفي كل لحظة يحرك ساكنا يشعر بالخجل ويتراجع فورا وهو عابس

فجأة أحس بيد تتموضع على يده فاستدار بسرعة ورأى لياليا وهي ممسكة بيده بلطف...ابتسم كلاهما للحظات وكان سيطلب منها مواعدته مرة أخرى لكنه سمع صوت صديقاتها ينادينها عند الدرج
-لياليا:سأذهب الآن...أراك لاحقا

بعد مغادرتها بقي سوبين يحدق بالأفق وهو مستغرب...لم يستطع تصديق أن الفتاة التي لطالما تمنى نظرة منها قامت للتو بإمساك يده من تلقاء نفسها...علاقتهما تطورت كثيرا في فترة قصيرة وهذه علامة على أنهما سيتواعدان قريبا جدا

عند بوابة الثانوية دخلت كارلا وخلفها يونجون ونينا يسيرون في أروقة الثانوية بكل ثقة وبرود...كانت كارلا ذاك اليوم تبدو أقوى ملايين المرات مما كانت عليه...كان رأسها مرفوعا لأعلى وابتسامتها المبهرة تعكس كمية السعادة والثقة اللتان تتخللانها

توجهت مباشرة لأحد الصفوف ودخلت بثقة وتوجهت للمقعد الذي يجلس فيه بومغيو وعندما رآها أدار وجهه ولكنه تأخر في ذلك لأنها عثرت عليه بالفعل
-كارلا:مرحبا صديقي القديم...لا بد أنك محظوظ لأنك ما تزال في هذه الثانوية حتى الآن

تجاهلها وتظاهر أنه يقرأ في دفتره لكنها أخذت منه الدفتر ومزقته ورمته عليه
-بومغيو(بحدة) :ما الذي تفعلينه؟
-كارلا:حمدا لله أنك تحدثت...لدينا حساب لنصفيه
-بومغيو:لست نادما على ما فعلته وتستحقين كل شيء...أمرتاحة الآن؟
-نينا:يا إلهي! ألا تخجل من نفسك؟
-بومغيو:لم أفعل شيئا خاطئا لأخجل من نفسي
-كارلا:استغليتني وخدعتني وتقول هذا؟
-بومغيو:الحق عليك لأنكِ سخيفة
-يونجون(بحدة) :اخرس...لا تجعلني أبرحك ضربا
-بومغيو:أنت آخر من يحق له أن يتكلم...أنت تخدع الفتيات ولكنك منزعج لأنني خدعت صديقتك

خطى يونجون خطوة نحوه ليلكمه ولكن كارلا أوقفته
-كارلا:ليس هذا ما أتينا لأجله

أخرجت الرسمة التي رسمها لها وأشارت بها في وجهه ثم مزقتها ورمتها في القمامة
-كارلا:فنك الرديء في مكانه الأصلي الآن
-بومغيو(بسخرية) :ليس هذا ما قلتِه أول مرة حين قدمته لك
-كارلا:صحيح...لكن لماذا تحاول أن تتحداني؟ ألا تعرف أنني أستطيع إنهاء مسيرتك؟
-بومغيو:هههههه مضحكة...أنا أتحداكِ لأنني لا أهتم...بقي يومان وأنتقل من هذه الثانوية المقرفة

بدت كارلا في موقف ضعيف أمامه خاصة أن الطلاب من حولها بدؤوا بالتهامس...لكنها ما كانت لترضى أبدا أن تخسر لذا قررت إعطاءه هدية قبل رحيله وصارت تصفق له
-كارلا:هههههه برافو...فعل ذكي أن تقدم طلب تغيير للثانوية...لكن دعني أودعك بطريقتي

توجهت نحو السبورة ووقفت ليتمكن الجميع من رؤيتها وسماعها
-كارلا:انتباه جميعا...على بومغيو أن يعتذر فورا مني وأمامكم
-بومغيو:أنتِ تتوهمين
-كارلا:في حال لم يعتذر فسأعطي كل من يضربه دولارا واحدا...أي أنكم ستحصلون على أموال بقدر ضربكم له...هل أنتم مستعدون؟

بمجرد سماع ذلك وقف أغلب طلاب الصف وجهزوا أنفسهم لضربه بينما الآخر وقف من كرسيه وتراجع للخلف
-بومغيو(بحدة) :أيتها الـ...
-كارلا:تؤ تؤ...لا أنصحك بذلك لأنك ستتحول لكيس ملاكمة إن لم أنقذك بنفسي...اعتذر هيا

وقف كل من نينا ويونجون على الجانب وبقيا يشاهدان العرض باستمتاع...وفي اللحظة التي التم فيها نصف طلاب الصف على بومغيو صرخ بأعلى صوته
-بومغيو(بصراخ) :حسنا أنا آسف...أوقفيهم
-كارلا:آسف على ماذا؟
-بومغيو(بصراخ) :على خداعك...وعلى التظاهر أنني صديقك ومحاولة كسب عطفك...الآن أوقفيهم
-كارلا:حسنا يا رفاق...تم إلغاء الاتفاق

صار الجميع يتذمرون ثم جلسوا أماكنهم بينما وقفت كارلا أمام بومغيو بثقة
-كارلا:هكذا نكون قد علمنا درسا مهما لأحدهم...لنذهب

خرجت من الصف ولحقها يونجون ولم تبقى سوى نينا في الداخل فلم تستطع المغادرة دون التشمت بوضع بومغيو
-نينا(بسخرية) :ههههههه يا إلهي كم هذا مثير للشفقة! أولا تبرحك فتاة ضربا ثم تعتذر غصبا عنك لتنقذ نفسك من ورطة كهذه! لماذا تسببت لنفسك بهذه الأضحوكة؟ لو كنت مكانك لهربت عائدة للمنزل وبكيت في حضن أمي ههههههه

خرجت وهي تضحك ومن شدة الإحراج الذي شعر به بومغيو ضرب الكرسي برجله ثم ركض خارجا وتوجه للحمام...وبينما يسير في الرواق جاءت فتاة تركض خلفه وضربته على أحد كتفيه فاستدار نحوها
-بومغيو:هل أعرفك؟

أعطته هاتفها ليرى شيئا ما...وبينما يراه ابتسم بخبث شديد
-بومغيو:هههههه حان الوقت لأنتقم من كارولين وأذيقها الأمرين

بعد انتهاء الصفوف الصباحية جمعت كارلا أغراضها وتجهزت للخروج ولكنها رأت سوبين يقف عند طاولتها...ورغم أن سعادتها كادت تفضحها لكنها تكلمت معه ببرود
-كارلا:نعم؟
-سوبين:لست أنا من اتصل بوالديكِ صدقيني...لست خائنا...أمي من فعلت ولكن كانت نيتها صافية فهي أم وتعرف ما تعانيه الأمهات من قلق على أبنائهم
-كارلا:لا أصدقك
-سوبين:لكن حقا لست السبب
-كارلا:إن كنت تريد إرضائي فاشتري لي الحليب بالشكلاطة
-سوبين:سأشتريه لك
-كارلا:سامحتك

كان كل من يونجون ونينا في الخلف يستمعان لفحوى الحديث وهما يرمشان بالتناوب
-يونجون(بهمس) :هل حقا تحب كارلا الحليب بالشكلاطة؟
-نينا(بهمس) :معلومة جديدة

ذهبت كارلا مع سوبين بمفردهما يسيران عبر الرواق إلى أن وصلا للدرج الذي يؤدي للسطح
-كارلا:لنصعد
-سوبين(بتوتر) :مهلا...لا تذهبي
-كارلا:لماذا؟
-سوبين:لياليا تجلس في الأعلى دائما لذا علينا البقاء بعيدين عنها

كانت تمسك علبة الحليب بالشكلاطة بيدها ومن شدة غضبها بدأت تضغط عليها ببطء
-كارلا(بتجهم) :إذًا أتقول أنك تراقبها وتحفظ أماكن تواجدها؟
-سوبين:مؤخرا تطورت علاقتنا كثيرا...أتصدقين أنها أمسكت بيدي بنفسها؟ أظنها بدأت تحبني...لا أريد أن ترانا معا وتفهمني بشكل خاطئ...لنذهب لمكان لا يمكن لأحد رؤيتنا فيه

مع كل حرف كانت تضغط على علبة الحليب بالشكلاطة إلى أن فجرتها وسالت على الأرض
-كارلا(بحدة) :يبدو أنك سعيد جدا بذلك
-سوبين:طبعا أنا سعيد...ومن لا يحب التقرب من الفتاة التي يحبها؟

ضربت رجلها بالأرض بقوة ورمت علبة الحليب
-كارلا(بغضب) :وماذا عني؟
-سوبين:ها! وماذا عنك!؟
-كارلا(بغضب) :أحقا لم تلاحظ؟ كل رفاقي لاحظوا ولكن أنت أيها الغبي ألم تلاحظ؟

نظر لها للحظات وهو يرمش ثم ضرب قبضته بيده الأخرى
-سوبين:وجدتها...لقد لاحظت...لقد وضعتِ أحمر شفاة برتقالي...منذ متى تضعين مساحيق التجميل؟!
-كارلا(بغضب) :لاااا ألا تلاحظ تصرفاتي؟ أنا منزعجة للغاية من علاقتكما
-سوبين:معقول؟!
-كارلا(بغضب) :أتعرف ماذا يعني ذلك؟
-سوبين:أعلم أنكِ تشعرين بالغيرة لكن لا بأس ستجدين رجلا يهتم بكِ أيضا
-كارلا(بغضب) :لااا أيها الغبي...أنا أشعر بالغيرة لكن ليس لهذا السبب...ركز قليلا

فكر للحظات محاولا إيجاد إجابة
-سوبين:وجدتها...هل يعقل أنكِ لا تدعمين علاقتنا ولا تريننا مناسبين؟! أشكر لكِ اهتمامك لكن تعرفين كم أحبها ولن...

ما كاد يكمل كلامه حتى ضربت يديها برأسها وصارت تشد شعرها وتقفز مكانها بغضب
-كارلا:أنت حقا مغفل...لا أمل يرجى منك البتة

ركضت نحو قاعة الجانحين فوجدت يونجون ونينا
-نينا:ها قد أتت أميرة الحليب بالشكلاطة
-يونجون:تبدين غاضبة
-كارلا(بغضب) :لست كذلك
-يونجون:متأكدة؟
-كارلا(بغضب) :قلت لست كذلك

حملت أول كرسي في طريقها وضربته بعرض الحائط بقوة ثم وقفت تشدد قبضتها وتتنفس بغضب كثور في حلبة مصارعة
-نينا(بهمس) :من الأفضل أن نسكت لكي لا يحصل لنا مثل الكرسي
-يونجون(بهمس) :أوافقك...على الأقل الكراسي لا تحس



عدل سابقا من قبل بثينة علي في السبت فبراير 11, 2023 11:56 pm عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1234
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة مُرَاهِقَة جَانِحَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة مُرَاهِقَة جَانِحَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة مُرَاهِقَة جَانِحَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الإثنين مايو 30, 2022 6:57 pm

رواية مراهقة جانحة : الفصل السابع عشر



ذهبت كارلا لقصر غيونغبوك وبحثت طويلا في حديقة القصر حتى عثرت على امرأة عجوز تبيع الحلوى في وسط الطريق
-كارلا(بسعادة) :أيتها العجوز غريية الأطوار...حمدا لله أنني وجدتك
-العجوز:هل نعرف بعضنا؟
-كارلا:بلى...لقد تقابلنا في الحلم
-العجوز:عفوا!؟
-كارلا:ألا تتذكرينني؟ أنا كارولين المسترجلة
-العجوز:لا
-كارلا:حسنا أعلم أن الكبار في السن ذاكرتهم ضعيفة...لكن لا يهم...لقد أتيت من مكان بعيد لأطلب منكِ معروفا...أريد الحصول على حلوى الأمنيات مجددا لكي أتمنى أن يقع سوبين في حبي وينسى لياليا للأبد
-العجوز:ماذا؟! من هم هؤلاء؟ ثم ما علاقتي بكل ما يجري؟
-كارلا:ليس لكِ علاقة...أعطني حلوى الأمنيات وسأتكفل بالباقي بنفسي
-العجوز:ليس لدي منها
-كارلا:أنتِ تبيعينها صحيح؟
-العجوز:لا...أنا أقدمها فقط لمن يحتاجها...ولا أظن أنكِ تحتاجينها
-كارلا:أقسم أنني أحتاجها...الشاب الذي أحبه على وشك مواعدة أكثر فتاة مزعجة في الثانوية وعلي منعه أو سأخسره للأبد
-العجوز:هذا سبب سخيف لأهدر عليه حلوى الأمنيات الغالية خاصتي
-كارلا:أرجوكييييييييييي
-العجوز:لا تتعبي نفسك فأنا متحجرة المشاعر
-كارلا(بتجهم) :حسنا...لقد طفح الكيل

أخذت كارلا حفنة من الحلوى التي كانت على طاولة البيع وخبأتها في جيبها
-كارلا:أصبح بحوزتي الكثير من الأمنيات وسأجعلكِ تندمين
-العجوز(بتجهم) :تلك مجرد حلوى عادية...خذي منها ما شئتِ
-كارلا(بصراخ) :لااااا أيتها العجووووز...ساعديني من فضلك...سأدفع لكِ أي مبلغ تريدين
-العجوز:ولهذا لا أريد مساعدتك...أكره المراهقين المدللين الذين يظنون أن المال يحل كل شيء
-كارلا(بتجهم) :إذًا فالمال لا ينفع معك...ماذا ينفع إذًا؟
-العجوز:أن تغربي عن وجهي
-كارلا(بتجهم) :مازلت لم أحصل على ما أريده
-العجوز:بدل أن تأتي وتطلبي مساعدتي حاولي التنازل عن القليل من الكبرياء...خذي الأمور ببساطة وابذلي جهدك وكوني لطيفة ولو قليلا
-كارلا:لا أفهم ما الذي تقصدينه ببذل جهدي...

فجأة فتحت عينيها فوجدت نفسها في غرفتها نائمة والساعة ما تزال الثالثة صباحا
-كارلا(تفكر) :كان حلما إذًا...لكن ما الذي قصدته تلك العجوز بأن أبذل جهدي؟ هل تقصد أن أعترف بمشاعري فقط؟ مازلت غير مستعدة لذلك خاصة أمام غبي مثله...ربما علي تأجيل الأمر قليلا

ذهبت كارلا للثانوية وهي تسير بثقة ثم توجهت لحمام الفتيات...كان الحمام يحتوى مجموعة من البنات يتصفحن الهاتف إلى أن رأت إحداهن شريط فيديو منشورا في الصفحة الرسمية للثانوية على فيسبوك والتي يتابعها كل الطلاب تقريبا

عندما رأته مررته لصديقاتها ليرينه وبدأن جميعا بالضحك والتمتمة والبعض منهن انصدمن

خرجت كارلا من المرحاض وغسلت يديها فانتبهت أن كل البنات يشرن إليها ويثرثرن لكنها لم تلقي بالا للأمر فهن دائما هكذا

خرجت متوجهة نحو الصف وجلست مقعدها وكان الجميع من حولها أيضا يثرثرون دون توقف ويحدقون بهواتفهم من حين لآخر ويضحكون

دقائق ثم دخلت نينا لقاعة الصف وشدت كارلا من ذراعها وأخذتها لقاعة الجانحين حيث ينتظرها يونجون أيضا
-نينا:يا فتاة ما الذي فعلته؟
-يونجون:كان الأمر حقيقيا إذًا وليس وهما مني أنا ونينا
-كارلا:ما هو؟
-نينا:لا تتظاهري أنكِ لا تعرفين فكل الثانوية الآن تعرف
-كارلا:تعرف ماذا؟
-يونجون:هل كانت قبلة حقيقية أم فقط للمتعة؟
-كارلا:أي قبلة؟ ما الذي يجري؟!

أخرج يونجون هاتفه من جيبه وأظهر لكارلا فيديو كانت فيه تقبل سوبين في المدرج الموجود بقاعة الرياضة ويبدو أن أحدا قام بتصويرهما
-يونجون:إذًا شكوكنا كانت صحيحة...هناك شيء بينكما
-نينا:أصلا الأمر واضح من طريقة تعاملكِ معه...والآن بما أنكِ انكشفتِ أخبرينا ما الذي يجري بينكما

بينما يحدثانها كانت تنظر للفيديو وتكرره مرات متوالية وهي ذائبة من الرومنسية
-كارلا(بلطف) :يا إلهي! كم نبدو لطيفين معا!

نظرت نحو يونجون ونينا فوجدتهما متجهمي الوجه ينتظران ردا منها
-كارلا:أقصد من هذا الحقير الذي صورها؟! لا يحق له فضح اثنين يتبادلان القبل حتى لو كان هناك علاقة بينهما حقا
-نينا:ألن تخبرينا ماذا هناك؟
-كارلا:لحظة واحدة

جلست على الكرسي بعيدة عنهما وبقيت تعيد مشاهدة الفيديو مرارا وتكرارا وفي كل مرة تشعر بالقشعريرة تسري في جسدها
-نينا:أووه لا فائدة
-يونجون:ترى من فعل ذلك؟
-نينا:أحد أعداء كارلا دون شك...هل تعرف شخصا مختصا بالتهكير؟ علينا إيجاد الشخص الذي نشر الفيديو
-يونجون:نعم لدي صديق...اتركي الأمر لي
-نينا:أخاف أن تسبب هذه الفضيحة لكارلا مشاكل مع عائلتها

نظر كلاهما لكارلا فرأيا شكلها السخيف وهي تبتسم والقلوب تتطاير من رأسها
-نينا:أظن أنها غير قلقة حيال الأمر
-يونجون:دعيها...لنذهب ونبحث عن سوبين فهو الوحيد الذي قد يعطينا معلومات صحيحة

دخل سوبين لصفه وجلس في طاولته وأخرج بسرعة دفاتره ليحل واجباته التي نسيها أمس بسبب انشغاله...كانت نظرات الجميع عليه مما جعله يشعر بعدم الراحة
-هيورين:سوبين...هل هناك علاقة بينك وبين كارولين حقا؟
-سوبين:ها! من قال؟
-هيورين:أحقا لا تعلم؟ أنت حديث الثانوية اليوم
-سوبين:وماذا فعلت بالضبط؟
-هيورين:افتح صفحة الفيسبوك الرسمية وشاهد أحدث الأخبار

فعل كما قالت وانصدم حين رأى نفسه في أول الصفحة يقبل كارلا في قاعة الرياضة
-سوبين(بصدمة) :من فعل ذلك؟! من نشره!؟
-سيونجو:أخبرنا أولا لماذا أخفيت علاقتك بها؟ أم هي التي استغلتك؟
-سوبين:لا...ليس هناك بيننا أي علاقة حقا...لا في السابق ولا الآن...أنتم تفهمون الأمر بشكل خاطئ
-هيلسي:لا تنكر...الإنكار لم يعد له فائدة فلو لم تكونا على علاقة سابقة فلماذا تتبادلان القبل؟
-سوبين:إنه حقا أمر لا يمكن شرحه

فُتح الباب ودخل كل من يونجون ونينا
-يونجون:هل ما رأيته في الفيديو صحيح؟
-سوبين:لا...أقسم أنه غير صحيح...أنا وكارولين مجرد صديقين وما حصل ذاك اليوم له قصة مختلفة
-نينا:احكها لنا إذًا
-سوبين:لا يمكنني أن أحكيها لك لأنها تبدو من نسج الخيال
-نينا:اسمع...لا تنكر...أيًا كانت علاقتك بكارلا فنحن سنشجعك...فقط اعترف
-سوبين(بصراخ) :لماذا لا يفهم أحد؟ أنا وكارولين مجرد صديقين ولا أعتقد أنها تفكر بشيء ناحيتي لأنها تحب فقط العميقين أمثالها
-نينا:ها! من قال ذلك؟ كارلا لديها أسلوب عميق لكنها ما تزال مراهقة والمراهقات يقعن بالحب عن غفلة
-سوبين:حقا! ولكننا حقا مختلفان
-يونجون:لو كنتما كذلك لماذا تبادلتما القبل؟ وتواعدتما أيضا

صار سوبين يضرب رأسه بالطاولة مرات متوالية من شدة غضبة
-سوبين(بصراخ) :للمرة المليون...أنا وكارولين...لم نتواعد أبدا...نحن مجرد صديقين

بعد دخول الأستاذ بثوانٍ دخلت كارلا الصف وهي سعيدة وجلست مكانها ثم استدارت نحو سوبين ولوحت له...ولأن لديه ما يكفي من الفضائح قرر تجاهلها والتظاهر أنه لا يعرفها أبدا

مر ذلك اليوم كالكابوس بالنسبة لسوبين...كان إن ذهب للمكتبة بدأ الناس بالسخرية منه والضحك عليه...وإن ذهب للجلوس في حديقة الثانوية كل من مر بجانبه يقول "كارولين" ثم ينفجر من الضحك ويهرب

وعندما بقي في الصف وحده ضايقه زملاؤه بسخريتهم المتواصلة منه وظنهم أن كارلا استخدمته مؤقتا ثم رمته كالجورب المستخدم

حتى عندما ذهب للكافيتيريا اضطر للأكل وهو يغطي وجهه بالدفتر إلى أن رأى أحدهم يسحب طبق طعامه
-إيليان:سوبين الصغير اللطيف هههههه لماذا تخبئ وجهك؟ لقد بحثت عنك طويلا
-سوبين(بتجهم) :إيليان دعني وشأني
-إيليان:سمعت أنك كنت تواعد ابنة المدير ثم تخلت عنك...ترى كيف شعورك؟
-سوبين(بتجهم) :لا تعليق لدي على الموضوع فهو صعب الشرح ولن يصدقني أحد

حاول أخذ الطبق منه لكنه خبأه خلف ظهره
-سوبين(بتجهم) :ماذا تريد؟
-إيليان:أتتذكر زميلتنا إيرين من المدرسة المتوسطة حين كانت معجبة بك ورفضتني؟
-سوبين(بتجهم) :هي رفضتك وأنا ما علاقتي؟
-إيليان:ههههه حان الوقت لأتشمت بك أيضا وأجعلك تندم على أخذ الفتاة التي أحبها
-سوبين:أخبرتك أنها هي من رفضتك فما علاقتي بالموضوع؟

فجأة أحس إيليان بشيء يسحب الطبق من خلفه ويأخذه منه...استدار الجميع فوجدوا كارلا غاضبة
-كارلا(بحدة) :لماذا تحاول إزعاجه؟
-إيليان:أووه كارولين! آسف لم أقصد

أشارت لسوبين برأسها ليلحق بها
-كارلا:تعال وتناول الطعام معنا

أخذت طبقه وذهبت لطاولة العصابة ثم لحقها وهو يسير بهدوء ويرتجف بسبب نظرات الناس إليه...جلس على طاولة العصابة مع البقية فنظر يونجون ونينا لبعضهما وكانا سيتحدثان
-كارلا:ممنوع الكلام...سوبين متوتر الآن فلا تزعجاه

أكمل الجميع طعامهم في صمت وكانوا يحدقون بسوبين من حين لآخر وهو يأكل بهدوء وبالكاد يستطيع حمل الملعقة من شدة توتره

عند انتهائه من الأكل حمل طبقه ووقف من كرسيه فسحبته كارلا من يده ووقفت بجانبه
-كارلا:أعيروني انتباهكم جميعا

نظر جميع من في الكافيتيريا لها باهتمام وما زادهم استغرابا هو تشبثها بذراع سوبين
-كارلا:كفوا عن مضايقة سوبين فهو الآن فرد من عصابتي ومن يتعرض له سيتعرض لي شخصيا...أما بالنسبة لكلامكم بأننا كنا معا سابقا وانفصلنا فسأوفر عليكم الجهد وأخبركم أننا عدنا لبعضنا الآن وسنتواعد رسميا لذا توقفوا عن إزعاجه وإلا سأطردكم من هنا

علا صوت الصراخ والهتاف من هذا الخبر المفاجئ الذي لم يتوقعه أي أحد...كانت كارلا راضية وتبتسم كثيرا في حين كان سوبين مندهشا
-سوبين:مهلا...كارولين...ما الذي تفعلينه؟! نحن لا نتواعد ولم نكن نتواعد
-كارلا:ههههه أصبحنا

أمسكت يده بقوة فانصدم...نظر من حوله باحثا عن لياليا فرآها عند البوابة تخرج مغادرة ويبدو أنها عرفت كل شيء

أمسكت كارلا سوبين من يده وجرته نحو قاعة الجانحين وسط نظرات الجميع وثرثرتهم
-كارلا:من الآن فصاعدا يمكنك دخول هذه القاعة وقتما تشاء فأنت عضو من عصابتي
-سوبين:مهلا...ما الذي تفعلينه؟
-كارلا:أحميك
-سوبين:لا...أقصد ما الذي يحصل؟ ما هذا القرار الغريب فجأة بأن نتواعد؟
-كارلا:ألا يعجبك الأمر؟ أنا ابنة المدير وأكثر الفتيات شعبية هنا ومواعدتك لي هي شيء يحلم به المئات من الطلبة
-سوبين:لكن...هذا لا يهمني...إنها مجرد مظاهر...ما قصدته أننا لا نحب بعضنا فلماذا نتواعد؟ اشرحي لي فرأسي سينفجر من التفكير
-كارلا:أووه فهمت...أنت مستغرب لماذا اثنان لا يحبان بعضهما يتواعدان؟
-سوبين:بالضبط
-كارلا:أنا أحبك...أخبرني ماذا ستفعل حيال ذلك؟
-سوبين(بصدمة) :تمزحين!
-كارلا:هل أبدو كما لو أنني أمزح؟ لقد طلبت مواعدتك بالفعل أمام كل هؤلاء الناس
-سوبين:لم تطلبي أي شيء...قررتِ بنفسك دون أن تسأليني حتى
-كارلا:صحيح...لكن لدي سبب لذلك...أنت تضيع من بين يداي وأظن أنني لن أستطيع التحمل أكثر...لذا وجدتها فرصة مناسبة لأحصل عليك
-سوبين:لكن كارولين...
-كارلا:ناديني كارلا فقط...نحن الآن ثنائي
-سوبين:اسمعي...أنا لا أعرف ما الذي جعلكِ تحبين شخصا سخيفا مثلي...مازلت لا أستطيع تقبل الأمر
-كارلا:ولِمَ لا؟ لماذا تستصغر من نفسك؟ أنت شخص محبوب والكثيرات يردنك...خاصة أنا...أريدك بشدة

اقتربت منه شيئا فشيئا ووضعت ذراعيها حول رقبته
-كارلا:أنت لن تتركني صحيح؟ أنا حقا مدينة لك بكل شيء...لقد انتظرت هذه اللحظات طويلا حتى أكون معك...ابقى معي رجاءً

اقتربت من أذنه بهدوء وهمست "أحبك" ثم عانقته بحرارة...حينها أدرك أنه عالق معها للأبد ولا حل لرفضها فهي عنيدة...وفي حال أخبرها أنه يحب لياليا ويريد الارتباط بها فقد تؤذيها وتحول حياتهما لجحيم

في الحصص المسائية ذهب سوبين لصفه وجلس في مقعده وكارلا أيضا جلست في مقعدها ولكن لم يعجبها مكانها لأنها لا تستطيع رؤية سوبين إلا إذا استدارت لذا اختارت المقعد الذي بجانب سوبين وذهبت نحو صاحبه
-كارلا:مينوو...هلاَّ تبادلنا المقاعد؟ أريد الجلوس بجانب حبيبي
-مينوو:لا مشكلة

تبادلا معا ثم نظرت لسوبين وابتسمت وأمسكت يده
-كارلا(بحماس) :رائع...من الآن فصاعدا أنا وأنت سنجلس بجانب بعضنا ونمسك يدي بعضنا ونتحدث كثيرا

نظر سوبين من حوله فرأى كمية الناس الذين يسخرون منه فشعر بالإحراج وضرب رأسه بالطاولة
-سوبين(بتجهم) :إن استمر الوضع هكذا فسأموت من الإحراج

دخل الأستاذ مورس للصف وقبل أن يبدأ تقديم الدرس لاحظ ان كارلا تمسك يد سوبين
-أ.مورس:عفوا...آنسة كارولين وسيد سوبين...هل أذكركما أننا في درس؟
-سوبين(بتجهم) :أفهم ذلك لكن ماذا عنها؟
-كارلا:نحن مرتبطان حديثا أستاذ...لا بد أنك شعرت بنفس مشاعرنا حين ارتبطت أول مرة
-أ.مورس:ألا يمكنكما الصبر حتى تخرجا من حصتي؟

حاول سوبين إفلات يدها غصبا وبصعوبة فعل ذلك
-سوبين(بهمس) :دعينا نفعلها لاحقا...أما الآن فلا أريد أي مشاكل مع الأساتذة فملفي عليل من الأساس
-كارلا(بلطف) :حسنا صغيري...لكن بعدها سنعود للمنزل ونحن ممسكان بيدي بعضنا

أرسلت له قبلة في الهواء فأدار وجهه للناحية الأخرى متجاهلا أياها وللأسف لاحظ ذلك كل طلاب الصف الذين ينظرون نحوهما
-سوبين(بإحراج) :مهزلة

بعد انتهاء الصفوف المسائية خرج جميع الطلبة متوجهين لمنازلهم وسوبين أيضا جمع أغراضه ولكن كارلا تمسكت بذراعه
-كارلا:سترافقني للمنزل سيرا على الأقدام صحيح؟
-سوبين:لدي عمل لذا لا أستطيع
-كارلا:هل عملك أهم مني؟
-سوبين(بتجهم) :لا أعلم...ما رأيك؟
-كارلا:ههههههه أنا أهم طبعا
-سوبين:لا أفهم لماذا علي إيصالك في حين لديكِ سيارة والدك
-كارلا:لأننا مرتبطان...ومازال هناك الكثير لنفعله أيضا كمرتبطين...مثلا أن نخرج في موعد ونشتري خواتم متشابهة وملابس متشابهة ونعترف بعلاقتنا لوالدينا
-سوبين:لااااا...إلا الاقتراح الثالث...لا يمكنني إخبار والدتي عن علاقتنا
-كارلا:ولماذا؟
-سوبين:لأننا ببساطة ما نزال صغارا وعلاقتنا بدأت اليوم فقط و...

كان سيخبرها أنه حب غير متبادل ولكن صمت لكي لا يجرح مشاعرها
-سوبين(بتجهم) :مازلت لا أريد إخبار أحد عن هذه العلاقة...تفهميني
-كارلا:لا مشكلة...المهم أنك معي...لنذهب

شابكت يدها مع يده ثم أخذته نحو موقف السيارات حيث ينتظرها والدها
-الأب(باستغراب) :ها! لماذا تمسكين يده؟
-كارلا:أبي...أعرفك على الشاب الذي أحبه...لقد بدأنا نتواعد اليوم
-سوبين(بتوتر) :كارولين...أليس هذا مبكرا جدا؟
-الأب(بتجهم) :ما الذي قلته بالضبط؟
-كارلا:لماذا تغيرت ملامح وجهك؟ أنتما تعرفان بعضكما بالفعل
-الأب(بتجهم) :ولهذا لست مرتاحا له...علاماته كارثية وتصرفاته منفرة وتم استدعائه لمكتبي عدة مرات
-كارلا:تغاضى عن ذلك لأجلي فأنا أحبه كثيرا
-الأب(بتجهم) :وهل لدي حل آخر؟ حسنا دعيني أكلم صديقك على انفراد
-كارلا:حسنا...سأكون في السيارة في حال احتجتما شيئا

صعدت كارلا السيارة وتركت الاثنين واقفان عند المدخل
-الأب(بحدة) :هل تعلم ماذا يعني أن ترتبط بابنتي؟ معناه أن عليك أن تكون شخصا مثاليا وتهتم بها ولا تجرحها أبدا وخاصة الخيانة...إياك وخيانتها للأبد وإلا سأقطع رأسك هل تفهمني؟
-سوبين(بتوتر) :حضرة المدير هان...لا تفهم كلامي على أنه تقليل أدب ولكن ألا تظن أنك تبالغ؟ أنت تخون زوجتك وتجرحها وتهمل عائلتك ثم تطلب مني أن لا أفعل كل هذه الأشياء لابنتك؟
-الأب(بحدة) :لسانك طويل حقا
-سوبين:أووه آسف...لم أقصد ذلك حقا ولكن هذه الحقيقة
-الأب(بحدة) :بدأت لا أطيقك منذ الآن...أتمنى أن تنفصل علن ابنتي في أقرب وقت...غادر فورا...سأصطحبها معي

صعد الأب السيارة ثم شغل المحرك
-كارلا:مهلا...سأذهب مع سوبين سيرا
-الأب:سوبين مشغول الآن...أنا سأوصلك
-كارلا(بتذمر) :أوووه أبي...أنت دائما تفسد كل شيء

عاد الأب للمنزل وصعد الدرج بهدوء وهو يفكر في كلام سوبين الذي واصل التردد في أذنه مرارا وتكرارا إلى أن دخل المنزل ووجد زوجته جالسة في غرفة المعيشة
-الأم:أين كارلا؟
-الأب:في الخارج...أظنها لن تأتي
-الأم:غريب...إنها نشيطة جدا هذه الأيام ولا تعود للمنزل كثيرا
-الأب:اليوم حصل شيء سيء...ابنتنا دخلت في علاقة حب

فجأة تغيرت ملامح وجه الأم للإحباط
-الأم:كنت أعلم أن هذا اليوم سيأتي فابنتنا مراهقة الآن...لكن رغم ذلك أنا خائفة عليها فالرجال مخادعون
-الأب:ليس كلهم
-الأم:عندما تقع المرأة في الحب فلا يمكنها أن تميز الرجل الصادق من المخادع...أليس هذا ما حصل معنا نحن الاثنين؟

بدت خيبة الأمل ظاهرة من كلامها لذا زاد شعوره بالذنب
-الأب:تشورونغ
-الأم:نعم؟
-الأب:لا...لا شيء...انسي الأمر
-الأم:من هو الشخص الذي ارتبطت به كارلا؟ هل أعرفه؟
-الأب:بلى...تشوي سوبين
-الأم:تشوي سوبين الشاب اللطيف الذي ساعدها يوم هربت؟
-الأب:نعم...لهذا السبب هربت عنده...تبدو سعيدة جدا معه
-الأم:حسنا...يبدو شابا جيدا...لكن في نفس الوقت لست مرتاحة له لأن الشباب الذين يبدون هادئين ومهذبين هم عادة بارعون في التمثيل لا أكثر...مثل أحدهم مثلا
-الأب:أعلم أنكِ تقصدينني بكلامك...لكن دعينا نغلق الموضوع...نحن عدنا لبعضنا لنكون والدي كارولين فقط وليس كزوجين...عواطفنا ومشاكلنا لنرمي بها في عرض الحائط
-الأم:لم أقصد أي شيء...فقط أحببت إعطاءك أمثلة من الواقع لتفهم قصدي...لكن تبين أنك حساس...على كل سأتحدث معها عن الأمر لاحقا...ولا ضير في أن أقابل سوبين وأكلمه أيضا



عدل سابقا من قبل بثينة علي في الأحد فبراير 12, 2023 8:09 am عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1234
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة مُرَاهِقَة جَانِحَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة مُرَاهِقَة جَانِحَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة مُرَاهِقَة جَانِحَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الإثنين مايو 30, 2022 6:59 pm

رواية مراهقة جانحة : الفصل الثامن عشر



وصل سوبين للمقهى الذي يعمل فيه وارتدى مريلته وباشر العمل ولكنه وقف مكانه حين رأى كارلا تجلس على إحدى الطاولات وعبس
-كارلا:مرحبا صغيري...هل افتقدتني؟
-سوبين(بتجهم) :أنتِ حتى لا تتركين لي الفرصة لأفتقدك
-كارلا:هههههههه أنا افتقدتك كثيرا...كان والدي سيأخذني للبيت لكن بمجرد وصولي جئت إليك لأنني لا أستطيع البقاء دقيقة واحدة بدونك
-سوبين(بتجهم) :يال حظي
-كارلا:لن أزعجك...قم بعملك وأنا ساراقبك فحسب
-سوبين:ولكن لا يمكنني أن أرتاح بينما شخص يراقبني
-كارلا:حسنا لن أراقبك كثيرا...من حين لآخر فقط
-سوبين(بتجهم) :أتمنى فقط أن لا يؤثر هذا على عملي

واصل عمله بينما كارلا تراقبه وهو يتجه ذات اليمين وذات الشمال...وبسبب توتره كان يحاول كبت نفسه والتصرف باعتيادية إلا أنه أسقط كوب القهوة على إحدى الزبونات خطئا
-سوبين:أووه آسف...سأحضر لكِ المناديل فورا
-الزبونة(بحدة) :لا داعي فالقهوة لا تمسح...خذ حذرك المرة القادمة...كان عليك سكبه على الأرض على الأقل

من الخلف جاءت المديرة ووبخته بشدة وعندما عرفت كارلا طفح بها الكيل وتدخلت ودفعت المديرة مبعده إياها عنه
-كارلا(بحدة) :لا تتحدثي معه هكذا
-المديرة(بحدة) :أنا أحدث موظفي...ومن تكونين أنتِ؟
-كارلا(بحدة) :حبيبته...احترميه قليلا واخجلي من نفسك فأنتِ امرأة كبيرة في السن ولا يحق لكِ الاستخفاف بموظفيك الصغار في العمر
-المديرة(بحدة) :لا تتدخلي في شؤون لا تعنيك...للمرة الثانية من حقي توبيخ موظفي إن ارتكب أخطاء
-سوبين:آسف حقا على ذلك...سأصحح خطئي
-كارلا(بحدة) :على ماذا تعتذر؟ هي التي يجب أن تعتذر منك لأنها تقلل من شأنك لأجل خطأ تافه كهذا
-سوبين:كارولين...من فضلك توقفي ودعيني أتصرف بنفسي
-المديرة(بحدة) :فلتتصرف لكن خارج مقهاي...أنت مفصول اليوم...المرة القادمة لا تأتي بها معك أو أفصلك فصلا نهائيا
-كارلا(بحدة) :تهددينه أيتها الـ...

أغلق سوبين فمها ثم جرها بسرعة خارج المقهى وجلسا على جانب الرصيف
-كارلا:أصلا من يحتاجها؟ اتركها وغادر
-سوبين(بحدة) :أنتِ سعيدة الآن؟ لقد تم فصلي ليوم واحد
-كارلا(بتجهم) :وماذا في ذلك؟
-سوبين(بحدة) :لقد خسرت راتب يوم واحد أي طعام لثلاثة أيام
-كارلا:أوو هكذا إذًا؟

أخرجت من جيبها بعض المال ثم وضعته في يده وأغلقت عليه
-سوبين(بتجهم) :ما هذا؟
-كارلا:راتب اليوم...لا تغضب مني أرجوك فقد انزعجت حين رأيتها توبخك
-سوبين(بحدة) :هل أبدو شحادا بالنسبة إليك؟ توقفي عن معاملتي هكذا

أعاد إليها النقود ثم سار عبر الطريق متوجها لوجهة مجهولة...لم تشأ تركه يذهب غاضبا لذا لحقت به وتمسكت بذراعه
-كارلا:لقد حاولت مساعدتك فلماذا تغضب؟
-سوبين(بحدة) :لأنكِ انتقصتِ من قيمتي للتو من خلال فعلك هذا
-كارلا:لم أكن أود إزعاجك حقا...آسفة...ظننت أن هذا يحل الأمور
-سوبين:لا تكرريها مجددا
-كارلا:أعدك...إلى أين سنذهب؟
-سوبين:أنا ساذهب وليس نحن...والوجهة هي منزلي
-كارلا:أوووو رائع...يجب أن تصطحبني لتخبر والدتك عن علاقتنا
-سوبين:لا أريد ذلك...لو سمحتِ انسي الموضوع
-كارلا:لماذا؟ أمك سألتني عن ما إذا كنا مرتبطين حين كنت في جسدك
-سوبين:وماذا قلتِ؟
-كارلا:الحقيقة...وقتها لم يكن بيننا شيء...لكن الآن نحن نتواعد...هيا لنخبرها
-سوبين:مهلا مهلا...كارولين...دعينا لا نخبرها الآن...أنا فقط خائف من ردة فعلها...افعلي ذلك فقط لأجلي

انذهلت كارلا من لطافته وشدته من خديه
-كارلا:أوووه يال لطفك وأنت تطلب مني أمرا ما...حسنا كيف يمكنني أن أقاوم ذلك؟ لن نخبرها حتى تشعر أنك مرتاح
-سوبين:جيد...أرحتني

لم يكن السبب الحقيقي لسوبين هو الخوف من ردة فعل والدته...بل كان متأكدا أن كارلا ليست الفتاة الموعودة التي انتظرها طويلا ليرتبط بها ويخبر الجميع عنها...كل ما كان يدور في ذهنه أنهما سينفصلان خلال فترة قصيرة ما دامت علاقتهما بدأت بحب من طرف واحد

في يوم الغد ذهبت الأم صباحا لمكتب زوجها المدير هان وطرقت الباب لكنها لم تجد أحدا
-الأم:غريب! يبدو أنني أتيت قبله...على كل ليس هذا ما أتيت لأجله بل لأقابل كارلا وسوبين...والآن أين أعثر عليهما؟

جلست قليلا تنتظر زوجها فهي تعلم أنه برفقة كارلا الآن وسيأتيان معا وتسألهما عن سوبين...وبالطبع لم يعرف أحد بوجودها هناك أبدا

انتظرت قليلا حتى سمعت صوت شخص يتحدث من الخارج وعندما نظرت عبر النافذة رأت السكرتيرة قادمة رفقة الأب
-الأم(تفكر) :تلك الحقيرة! لا يجب أن تراني هنا

لحسن الحظ كانت هناك خزانة حائط كبيرة وأبوابها تحتوي على خطوط أفقية لذا اختبأت فيها وأغلقت على نفسها إلى أن دخل الأب المكتب مع السكرتيرة
-الأب:الباب مفتوح! من فتحه وتركه؟
-السكرتيرة:أعتقد أنه خطئي...آسفة سيد هان
-الأب:لا يهم...أخبريني هل جدول الرحلات الترفيهية جاهز؟ وهل تم الإمضاء عليه من قبل هيئة التعليم؟
-السكرتيرة:ليس بعد...سيتم التشاور في ذلك والاتصال بنا
-الأب:جيد...انصرفي الآن

رغم طلبه منها الانصراف لكنها بقيت مكانها تلعب بأصابعها
-السكرتيرة:أيها المدير...لماذا صرت تعاملني برسمية؟
-الأب:هذا ما يجب أن يحصل
-السكرتيرة:لكن ألم نكن قريبين جدا من بعضنا مؤخرا؟ وأيضا وعدتني أن نذهب في رحلة معا
-الأب:آسف لقول ذلك لكن انسي أمري نهائيا...أنتِ صغيرة ويافعة وتستحقين أفضل مني
-السكرتيرة:لكن لا أريد غيرك...أخبرتك سابقا أنني أحبك...ألا تفتقدني؟

اقتربت منه رويدا رويدا ثم وضعت يدها على وجهه لكنه أبعدها بكل برود
-الأب:صحيح أن الرجال مخادعون...لكن الرجل عندما يحب فإنه يبقى متعلقا بامرأة واحدة فقط ويشتاق إليها كل ما ابتعدت عنه...مؤخرا كل شيء ممل بدون تشورونغ...لقد كانت المرأة الوحيدة التي استحقت قلبي بجدارة وأنا نادم لخيانتها...لكن فات الأوان على إصلاح الأمور...أعلم أنها لن تسامحني
-السكرتيرة:ماذا عني؟
-الأب:لا أريدك أن تظهري في حياتي مجددا وإلا سأطردك...لقد انتهى الأمر...إما تشورونغ وإما لا أحد

بقيت الأم في الخزانة مختبئة حتى غادر الأب والسكرتيرة ثم خرجت مسرعة للبحث عن كارلا

في قاعة الخزائن كان يونجون يعانق فتاة أخرى من حبيباته الجديدات ويحاصرها نحو الخزانة
-يونجون:في حياتي لم أرى فتاة بجمالك!
-الفتاة(بخجل) :أوووه كم أنت رائع!
-يونجون:هل تسمعين قلبي؟ إنه ينبض لأجلك فقط

أمسك يدها ووضعها على قلبه
-الفتاة(بخجل) :لا أسمع شيئا لكن فهمت قصدك...أحبك

اقترب منها ليقبلها ولكنه رأى فتاة تقف بجانبه قاطبة حاجبيها وتثني يديها
-يونجون:ماذا؟
-لونا:ماذا؟
-يونجون:لا تنظري إلي هكذا...ما الأمر؟ هل واعدتكِ من قبل وتركتك لهذا أنتِ مستاءة؟
-لونا:خيالك واسع...لكن هذا ليس السبب
-يونجون:فهمت...أنتِ معجبة بي ولا تستطيعين مقاومة جاذبيتي...لا تقلقي فسيأتي دوركِ ذات يوم فأنتِ تبدين جميلة
-لونا(بتجهم) :للمرة الثانية أنت تتوهم...أنا أقف هنا لأنك تقبل فتاتك أمام خزانتي وتمنعني من الوصول إليها

نظر للخزانة بإحراج ثم نظر للونا
-يونجون:أوه..هذه خزانتك؟
-لونا(بتجهم) :نعم...هلاَّ تركتني أفتحها من بعد إذنك أيها المغازل الذي واعد مليون فتاة لدرجة أنه لا يفرق بينهن؟

رمش بعينيه وشعر بإحراج شديد ولأن لونا مستعجلة دفعته بعيدا عن خزانتها ثم أخذت أغراضها وذهبت
-لونا(بهمس) :معتوه

تجولت الأم في الثانوية إلى أن عثرت على نينا أمام صنبور المياه
-الأم:مرحبا نينا...هل رأيتِ كارلا اليوم؟
-نينا:لا...لقد أتيت للتو...لكن أراهن أنها موجودة حيث سوبين
-الأم:وأين أجده؟
-نينا:القاعة...ربما

ذهبت الأم لقاعة الجانحين ودخلت دون طرق الباب فوجدت كارلا نائمة على كتف سوبين فاعتدل فورا وجلس بعيدا عنها
-سوبين(بتوتر) :مرحبا سيدتي
-كارلا:أمي! ما الذي تفعلينه هنا؟
-الأم:أتيت لأكلم سوبين
-كارلا:إن كنتِ ستعاملينه كأبي فلا داعي
-الأم:لا...أنا فقط سعيدة اليوم...لقد سمعت للتو أخبارا إيجابية لذا لن أقلق بشأنكما أبدا
-كارلا:لا بد أن أبي حول المال لحسابك
-الأم(بتجهم) :لا تقولي ذلك أمام سوبين فقد يظنني عبدة للمال
-سوبين(بتوتر) :ههههه طبعا لن أفكر كذلك
-الأم:سوبين...ليس لدي الكثير لأقوله لك...فقط أتمنى أن تعتني بابنتي فهذه أول مرة تواعد فيها...قد تكون متهورة ومدللة وعصبية وتكسر الأشياء كثيرا ولكن تحملها
-كارلا(بتجهم) :مثلك...هذا الشبل من ذاك الأسد
-الأم(بتجهم) :أمسكي فمك فلا أريد ضربك أمام صديقك

وضعت كارلا يديها على شفاهها من القلق...أما والدتها فودعت سوبين وخرجت بعد أن غيرت رأيها بالرجال قليلا بسبب ما حصل اليوم في مكتب المدير

بقيت كارلا مع سوبين في القاعة ملتصقة بذراعه بقوة مما سبب له الإنزعاج
-سوبين(بتجهم) :إنكِ تضغطين على يدي لدرجة تمنعين الدم من المرور
-كارلا:هههههه لا أستطيع تركك...أنت رائع
-سوبين:ترى كيف انتهى الأمر بزعيمة عصابة الجانحين أن تقع بحبي؟
-كارلا:لا أعلم...أنت لطيف
-سوبين:وهل كنتِ تحبين الشباب اللطيفين يوما؟
-كارلا:لا لكن أحببتك أنت...اسمع...ما رأيك أن نتبادل قبلتنا الأولى الآن؟ أقصد أول قبلة لنا بعد أن صرنا حبيبين
-سوبين(بتوتر) :ولماذا؟ الآن؟ نحن وحدنا
-كارلا:لأنني أريد ذلك...هيا قبلني

مدت شفتيها باتجاهه ولكنه ابتعد عنها
-سوبين(بخجل) :دعينا نواعد دون تقبيل...اتفقنا؟
-كارلا:لماذا تتصرف هكذا فأنا حبيبتك!؟
-سوبين(بصراخ) :اسمعي...لا يمكننا التقبيل ما دمنا لا نحب بعضنا
-كارلا:لكننا قبلنا بعضنا بالفعل سابقا
-سوبين:ذاك شيء مختلف...الآن أريد منكِ أن تتفهمي رغبتي في عدم التقبيل...اتفقنا؟
-كارلا(بتجهم) :ممل جدا

قطبت حاجبيها وثنت ذراعيها من الانزعاج ولم تنظر إليه حتى
-كارلا(بتجهم) :هل مازلت تحب تلك الحقيرة لياليا؟

صمت ولم يجبها فهو لا يريد جرح مشاعرها
-كارلا(بتجهم) :انساها ولا تفكر في سواي لأنني حبيبتك وخطيبتك أيضا
-سوبين(بصدمة) :خطيبتي!
-كارلا(بتجهم) :بما أن الجميع يعرفون فنحن خطيبان

ضرب سوبين جبهته بيديه بقوة
-سوبين:منذ متى كانت معرفة الناس بالعلاقة تعتبر خطبة؟
-كارلا(بتجهم) :لو كانت لياليا الوضيعة لتقدمت لخطبتها بنفسك
-سوبين:لن أفعل فنحن صغار جدا...ثم توقفي عن الإساءة لها فهذا يزعجني
-كارلا(بغضب) :إذًا فأنت تحبها
-سوبين:دعينا من هذا السؤال فأنا لا أريد الإجابة عليه
-كارلا(بغضب) :توقعت ذلك
-سوبين:لياليا حقا لا تفكر ناحيتك كما تفكرين ناحيتها لذا كوني ممتنة قليلا...لولاها لما كشفتِ تلاعب بومغيو بمشاعرك فهي التي ساعدتكِ وشغلت المايكروفون
-كارلا(بغضب) :إذًا هي خططت لفضحي منذ البداية وجعلي أضحوكة الثانوية
-سوبين:أووه كفى...قلت لكِ أنها ساعدتك فلماذا تصرين على إهانتها وتعمد فهمها بشكل خاطئ؟!
-كارلا(بغضب) :أنت أعمى فيما يتعلق بها...إن كانت مهمة لك لهذه الدرجة فاغرب عن وجهي ولا تكلمني مجددا

خرجت من القاعة وهي تضرب رجليها بالأرض ثم ضربت الباب بقوة لدرجة كادت تكسره
-سوبين(براحة) :وأخيرا تركتني وشأني

ركض نحو قاعة الإذاعة فوجد لياليا تقف في الخارج وتنظر للطلاب المارين بالأسفل
-لياليا:سوبين!
-سوبين:حمدا لله أنني وجدتك...صدقيني الأمر خارج عن إرادتي

ابتسمت له بتكلف
-لياليا:ماذا تقصد؟
-سوبين:أنا وكارولين لا نتواعد حقا
-لياليا:ولماذا تخبرني بذلك؟ لا أتذكر أن هناك شيئا بيننا
-سوبين:هذا لأنني أريدك أن تفهمي الأمر بالشكل الصحيح
-لياليا:أعلم جيدا أن كارلا شخصية مهمة وكل الشباب يريدون مواعدتها لذا لست ألومك
-سوبين:لكنني حقا لم أطلب مواعدتها...هي قررت كل شيء...سأنفصل عنها عما قريب
-لياليا:وماذا تريد بالضبط؟
-سوبين(بتوتر) :لا أعلم...ربما أن نفتح صفحة جديدة؟
-لياليا:أنت مرتبط الآن...فقط اذهب معها فهذه فرصة لا تعوض...بالإذن

انحنت له ثم غادرت بكل برود مما جعله يشعر بخيبة الأمل

ذهب للصف فوجد أن الأستاذ لم يأتِ بعد...جلس مكانه ونظر لجانبه فرأى كارلا تدير وجهها للناحية الأخرى وما تزال غاضبة منه
-سوبين(يفكر) :أتمنى أن تغضب للأبد

أخرج أقلامه من المحفظة لكن قلمه الأزرق انزلق وسقط عند قدميها

أراد أن يحضره بنفسه ولكنه خاف أن تسيء فهمه لذا نقرها على كتفها بهدوء
-سوبين(بتوتر) :هلاَّ أعطيتني قلمي لو سمحتِ؟ إنه عند قدميك

فجأة تحولت تكشيرتها لابتسامة ونسيت كل شيء ثم أمسكت يده بقوة
-كارلا(بسعادة) :هل رميت القلم عمدا لتكلمني؟
-سوبين:لا لم...

قبلته على خده بسرعة وسعادة أمام كل طلاب الصف فتجمد مكانه
-كارلا(بسعادة) :أسامحك...حسنا نحن مرتبطان مجددا ولن نتشاجر للأبد

شعر بالإحباط لذا ضرب رأسه بالطاولة
-سوبين(بتجهم) :حظ منحوس

في مساء ذاك اليوم اجتمع أفراد العصابة ومعهم سوبين في قاعة الجانحين
-يونجون:أليس عيد ميلادك قبل أيام؟ لماذا لم تحتفلي؟
-كارلا:لا أريد...هذا مزعج
-يونجون:ولكن سن الثامنة عشرة سن مهم جدا ومن المفروض أن تكوني سعيدة
-نينا:ما رأيكِ أن نحتفل غدا
-كارلا:أووه لا أعلم...أعياد الميلاد روتينية ومملة
-يونجون:لكن سوبين هنا...صحيح؟
-كارلا(بحماس) :يااا بلى...بما أن سوبين معي هذه السنة فعلي أن أحتفل...ما رأيك صغيري؟
-سوبين(بتجهم) :براحتك
-نينا:لماذا تنادينه بصغيري؟
-كارلا:لأنه يصغرني بشهرين...أتصدقان ذلك؟
-يونجون(بسخرية) :هههههه صغيري...مضحك
-كارلا:إياك والسخرية من صغيري

عانقت سوبين بقوة وغمرته بكلتا ذراعيها لدرجة صار لا يستطيع الرؤية
-كارلا:أنت رائع صغيري

في تلك الليلة تجول سوبين في الشوارع وبقي ينظر لواجهات المحلات
-سوبين(يفكر) :ماذا أهديها؟ دمية؟ حقيبة؟ باقة ورد؟

جلس على الرصيف وصار يتذكر تصرفات كارلا وصراخها على الخادمة حين لم يعجبها الطعام وكذلك تذكر سخريتها من هديته للياليا...وفي حال حاول شراء هدية باهضة الثمن لها فسيصرف كل نقوده وفي النهاية قد لا تعجبها لأنها بالفعل ثرية ولا ينقصها أي شيء
-سوبين(بحزن) :الحال التي أنا فيها حقا مثيرة للشفقة

بينما هو جالس جلست بجانبه امرأة وابنتها الصغيرة
-الطفلة:أمي...لقد تخرب شعري
-المرأة:تعالي...سأربطه لك

بقي يراقب الأم وهي تربط شعر ابنتها وتضع لها دبابيس الشعر التي انزلقت ثم غادرتا بسرعة

حين نظر للمكان الذي كانتا تجلسان فيه رأى أنهما نسيتا أحد دبابيس الشعر...حمله ونظر من حوله فلم يجد أي أثر لهما لذا بقي ينظر للدبوس للحظات
-سوبين:إنه جميل...ترى هل أشتري لكارولين واحدا؟ لكنها لا تحب الأشياء الأنثوية...حسنا ربما سأترك للغد وأشتري لها هدية صباحا حين أتوجه للثانوية

وضع الدبوس في جيبه وأكمل سيره نحو المنزل في حين كانت كارلا محتجزة في البيت ووالدتها تقف عند رأسها كالجندي
-الأم(بتجهم) :هل تدخنين؟
-كارلا:امممم لا
-الأم(بتجهم) :وما قصة السيجارة التي في محفظتك؟
-كارلا:إنها ليونجون
-الأم(بتجهم) :افتحي فمك

فتحت فمها وحاولت حبس أنفاسها بينما قربت والدتها منها أنفها وبقيت على ذلك الحال حوالي دقيقة
-كارلا:تكادين تدخلين في فمي...ماذا تريدين؟
-الأم(بتجهم) :رائحة نفسك تبدو كسجائر ممزوجة بالنعناع
-كارلا:وما أدراك؟ هل كنتِ تدخنين في صغرك؟

أمسكتها من أذنها بقوة مما جعلها تتألم وتصرخ
-الأم(بحدة) :هل تدخنين؟
-كارلا(بألم) :آي لا لا
-الأم(بحدة) :إن لم تقولي الحقيقة فسأشدك هكذا للغد
-كارلا(بألم) :أنا بريئة لماذا لا تصدقينني؟

شدتها لآخر مرة بقوة ثم أفلتتها لتسقط على السرير وتمسك بأذنها المتألمة
-الأم(بتجهم) :من اليوم فصاعدا سأضعكِ تحت المراقبة وأشتم رائحة أنفاسك وآتي للثانوية خصوصا لأفعل ذلك أيضا...لا تظني أنه يمكنكِ النجاة مني أيتها الصغيرة
-كارلا:فهمت...افعلي ما تريدينه...لكن لا تحتجزيني...أريد الذهاب لرؤية سوبين
-الأم(بحدة) :ممنوع...ساعة عودتكِ للمنزل منذ الآن هي السادسة مساءً...إن لم تعودي في الوقت فسأتصرف معكِ بطريقتي
-كارلا(بتذمر) :أوووه لاااا كيف يمكنني البقاء دقيقة دون سوبين...لا تفعلي بي ذلك
-الأم(بحدة) :لا تجعليني أقلص الوقت للخامسة
-كارلا(بتجهم) :حاضر فهمت

استلقت كارلا في سريرها وصارت تتقلب يمينا وشمالا وبالطبع لم تستطع المقاومة لذا اتصلت بسوبين

كان سوبين حينها يسير في الشارع حين وردها الاتصال
-كارلا(بتذمر) :صغيري...لقد تم احتجازي في المنزل...لن أتمكن من رؤيتك مساءً...أليس هذا بشعا؟

تنحنح سوبين وابتسم براحة بسبب سعادته بهذا الخبر
-سوبين:أووه هذا مؤسف!
-كارلا:لا تقلق صغيري...سنرى بعضنا طوال اليوم غدا
-سوبين:حسنا
-كارلا:أين أنت الآن؟
-سوبين:في الشارع أبحث عن وظيفة
-كارلا:طردت من عملك!
-سوبين:بلى...اليوم اتصلوا بي وأخبروني أنني سببت لهم مشكلة وقاموا بطردي
-كارلا(بحدة) :سأذهب إليهم وأكسر المقهى على رؤوسهم
-سوبين:لا لا لا...لا تتدخلي مجددا...سأحل المشكلة بنفسي...أصلا كنت أخطط للاستقالة فالعمل عندهم لا يعجبني
-كارلا:ممتاز...هم من سيندمون لأجلك صدقني

للأسف كانت هذه كذبة أخرى من كذبات سوبين لإسكات كارلا فمن الصعب إيجاد وظيفة بنفس المواصفات والراتب لكنه قال ذلك ليهدئ من روعها ويجنبها الدخول في المشاكل مجددا...الآن أصبح يفكر مليا في أي حرف ينطقه لكي لا تتدخل هي في شؤونه وتخرب كل شيء



عدل سابقا من قبل بثينة علي في الأحد فبراير 12, 2023 8:30 am عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1234
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة مُرَاهِقَة جَانِحَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة مُرَاهِقَة جَانِحَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة مُرَاهِقَة جَانِحَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الإثنين مايو 30, 2022 7:01 pm

رواية مراهقة جانحة : الفصل التاسع عشر



جلست الأم في غرفة النوم تتابع التلفاز بمفردها وتتناول الفوشار إلى أن جاء الأب وجلس بجانبها
-الأم:هناك مشكلة...كارلا تدخن...أتعلم بالأمر؟
-الأب:حقا؟
-الأم:عليك مراقبتها في الثانوية وأنا ساراقبها هنا...إن اتفقنا أن نفعل ذلك فسنقوم بحمايتها
-الأب:حسنا
-الأم:سأطلب من سوبين أيضا أن يراقبها فلا بد أنها تقضي الكثير من الوقت معه
-الأب:تشورونغ
-الأم:نعم؟

أخرج من خلف ظهره باقة ورد وقدمها لها ببرود دون أن ينظر في وجهها
-الأم:لي؟
-الأب:نعم
-الأم(بسعادة) :لم تهدني الورود منذ سنوات...هذا يذكرني بعلاقتنا في بدايتها...كنا متحمسين للحب كثيرا وعشنا أياما سعيدة
-الأب:أنا آسف...آسف لخيانتك وآسف لخداعك والصراخ في وجهك...وأيضا آسف لتضييع عمرك على التفاهات...قبل أيام طلبت من سوبين أن لا يخون كارلا وأجاب إجابة أذهلتني
-الأم:وماذا أجاب؟
-الأب:بأنني أخدع زوجتي فلماذا أتوقع من الناس أن لا يخدعوا ابنتي...الأمر مؤلم حين يصير مع أشخاص نحبهم...لذا...أعلم أنه ما من فائدة للاعتذار لكن...

أحس بذراعين تحيطان رقبته ثم برأس يوضع على كتفه
-الأم(بابتسامة) :تصير هذه المشاكل أحيانا ولكننا نتعلم من خطئنا في النهاية
-الأب:قبلتِ اعتذراي! لكن كيف! لطالما قلتِ أن علاقتنا العاطفية انتهت
-الأم:رأيت شيئا ما جعلني أغير رأيي
-الأب:ما هو؟
-الأم(بابتسامة) :إنه سر...لكن كن واثقا أنني سعيدة وغير نادمة لأنني معك الآن

في صباح اليوم التالي استغرق سوبين في النوم كثيرا وعندما نهض وجد أن الوقت تأخر فأسرع بالتجهز وركض نحو الثانوية

لحسن الحظ وصل قبل ثلاث دقائق من بدء الدروس فذهب للصف ووجد كارلا تتحدث مع يونجون ونينا
-كارلا(بحماس) :صغيري! أخيرا أتيت!

هجمت عليه معانقة إياه بحرارة أمام كل طلاب الصف وأخذته لمقعده وهي ممسكة بيده
-كارلا:صغيري...هل نمت جيدا أمس؟
-سوبين(بتجهم) :نوعا ما
-كارلا:المرة القادمة علي زيارة منزلك ومساعدتك على النوم
-سوبين:وكيف ذلك؟
-كارلا:أنام بجانبك
-سوبين(بصدمة) :ماذا؟! لااااااا...أنا بخير...فقط توقفي عن إحراجي
-كارلا:هههههه حسنا صغيري...لا تشعر بالحرج فهذا ما يفعله المرتبطون عادة
-سوبين(بتجهم) :متأكد أنهم كانوا أسعد منا

في استراحة الغداء أخذت كارلا رفاقها لقاعة الجانحين فوجدوا على الطاولة كعكة
-كارلا:يبدو أن الكعكة التي طلبتها وصلت

بدأ يونجون ونينا بغناء أغنية عيد الميلاد لها أما سوبين فقد لطم وجهه بعد أن تذكر أنه لم يحضر هدية

أطفأت كارلا الشموع وصفق لها الجميع وأول ما فعلته أنها نظرت لسوبين بحماس وترقب
-كارلا:صغيري...أريد رؤية هديتك أولا

توتر سوبين كثيرا وصار يلعب بأصابعه محاولا تذكر أي عذر يخبرها به
-كارلا(بتجهم) :لا تقل أنك نسيت إحضار هدية لي رغم أننا اتفقنا أن يكون موعد حفل ميلادي اليوم
-سوبين(بتوتر) :هل حقا فعلت؟
-كارلا(بغضب) :كم أنت لئيم! لقد انتظرت طوال الليل لأرى هديتك ولكن يبدو أنك حتى لا تهتم...لو كانت لياليا لأهديتها أفضل ما لديك...انا لم أطلب منك مجوهرات أو هدايا غالية الثمن...كل ما أردته هو هدية تعبر بها عن مشاعرك لي
-يونجون:وهل لديه مشاعر تجاهك أصلا؟

قطبت نينا حاجبيها ثم ضربت يونجون على ذراعه فصمت على الفور
-كارلا(بغضب) :أخيرا عرفت ما أنا بالنسبة لك...شكرا على كل شيء

خرجت من القاعة وضربت الباب بقوة كما تفعل دائما ولكن سوبين شعر بالذنب لذا لحق بها بسرعة وأوقفها
-كارلا(بتجهم) :ماذا؟
-سوبين:مهلا...سأعطيكِ هدية
-كارلا(بحماس) :حقا؟

فتش حقيبته لعله يجد أي شيء يعطيها إياه فلم يجد شيئا...ثم وضع يديه في جيبه ولكنه عثر على الدبوس الذي تركته الفتاة الصغيرة أمس

شعر بالخجل الشديد من أن يعطيه لها وقبل أن يعيده لجيبه رأته لذا وضعت يدها على فمها وابتسمت بسعادة
-كارلا:هذا لي؟

لم يجد أي شيء يقوله لذا هز رأسه ببساطة فأخذت الدبوس تنظر إليه بسعادة ثم وضعته على شعرها وصارت تنظر من خلال زجاج النوافذ لترى كيف يبدو عليها
-كارلا(بسعادة) :كم هو جميل! شكرا جزيلا لك سوبين
-سوبين:لم أعلم أنكِ تحبين الأغراض الأنثوية
-كارلا:لماذا أحضرته إن لم تكن تعلم؟
-سوبين(بتوتر) :أوه صحيح...كنت أعلم
-كارلا(بسعادة) :الحقيقة أنني لا أحب هذه الأشياء لكنه أجمل هدية حصلت عليها...شكرا سوبين...أحبك

قبلته بسرعة على خده ثم واصلت النظر لنفسها في الزجاج بسعادة بينما تنحنح هو من الإحراج ونظر حوله ليرى من رآهما ولحسن الحظ لم يفعل أحد

بقيت كارلا تحدق بالدبوس لساعات وتنظر لنفسها في المرآة وهي سعيدة كما لو أنها حصلت على تاج من الألماس
-يونجون:منذ متى تحبين أغراض الفتيات؟
-كارلا:لأنها من سوبين
-يونجون:لقد بدأتي تتصرفين كفتاة وهذا مرعب
-كارلا(بتجهم) :ومتى تصرفت كفتاة؟
-يونجون:الآن...الفتيات فقط من يضعن زينة الشعر وينظرن في المرآة لساعات
-كارلا(بتجهم) :إنها حالة خاصة بما أنها هدية سوبين
-سوبين:سأذهب للحمام
-كارلا:سأرافقك
-نينا:لماذا لا تدخلين معه أحسن هههههههه
-كارلا:ليست فكرة سيئة ههههههه

أمسكت كارلا بذراعه ورافقته عند بوابة الحمام وكانت ستدخل معه لولا أنه أوقفها
-سوبين:لا تقولي أنكِ أخذتِ كلام نينا على محمل الجد
-كارلا:ما المشكلة في أن أدخل معك لحمام الشباب فأنا أبدو كشاب في النهاية...ثم هذه ثانوية أبي وكل حجر فيها بنقود أبي لذا هي كمنزلي تماما وأفعل فيها ما أريد
-سوبين:لا لا لا لقد جننتِ بالتأكيد
-كارلا:هههههه بسببك...لا تقلق فأنا خطيبتك لذا لا داعي للخجل مني
-سوبين:حسنا لكن...هناك عشرات الشباب بالداخل!
-كارلا:وما المشكلة؟!

قطب حاجبيه وشدها من ذراعها آخذا إياها بعيدا
-سوبين:غيرت رأيي

ذاك المساء بينما جميع الطلاب يدرسون قامت الأستاذة بالتجول عليهم لتأخذ منهم الواجبات إلى أن وصلت ليونجون
-أ.ليهاي:أين واجبك؟
-يونجون:لم أحضره فقد كنت مريضا
-أ.ليهاي:كل مرة حجة مختلفة...أتظن أنني غبية لأصدقك طوال السنة الدراسية؟
-يونجون:حسنا لا تصدقي لكنني صادق
-أ.ليهاي(بحدة) :اخرج من فصلي فورا فقد ذقت ذرعا منك

خرج من الصف وذهب يتجول في أنحاء الثانوية ليضيع الوقت لكنه توقف حين سمع في أحد الأروقة الفارغة صوت فتاة تبكي وتتحدث...قاده الفضول للذهاب خلف الصوت فألقى نظرة خاطفة عليه ورأى فتاة تجلس معطية له ظهرها وتبكي بينما تتحدث على الهاتف
-الفتاة(ببكاء) :لقد انفصل عني اليوم...أشعر أنني لست بخير يا أختي...لا أريد التوسل إليه ولا إذلال نفسي لكن الحقيقة أنني لا أستطيع العيش بدونه

بينما يتصنت عليها جاءت على باله خطة بأن يستغل الوضع لذا خرج من مخبئه وتوجه نحوها يسير بجاذبية
-يونجون:مرحبا يا آنسة...سمعت أنكِ انفصلتِ عن حبيبك للتو...هذا مؤسف...لا تقلقي فأنا سأعوضكِ عنه وأجعلكِ أسعد أميرة في العالم

وقف خلفها مباشرة فاستدارت نحوه لكنه انصدم حين عرف أنها نفسها لونا التي أحرجته أمام خزانتها المرة الماضية
-يونجون(بتجهم) :احم احم...يبدو أنني ظننتكِ شخصا آخر

حاولت مسح دموعها بسرعة وتظاهرت أنها بخير
-لونا:أحسن...اغرب عن وجهي
-يونجون:كم أنتِ فظة! كنت قلقا عليك لكنكِ حتى لم تشكريني على اهتمامي لأمرك
-لونا:لأنني ببساطة لا أطيق أمثالك...أيها اللعوب

قالتها بنبرة مستفزة مما جعله يغضب
-يونجون:عرفت الآن لماذا انفصل عنكِ حبيبك...ليس فيك أي شيء يجذب الرجل ولا حتى لسانك

وقفت من مكانها وتوجهت نحوه وشدته من قميصه بقوة
-لونا(بغضب) :هل تشمتت بي للتو؟ كيف تجرؤ؟ لا تظن أنك تعرف كيف يفكر الرجال لمجرد أنك رجل...أنت حتى لا تساوي ربع رجل
-يونجون:وأنتِ كيف تجرؤين على إمساكي من قميصي هكذا...ألا تعرفين من أي عصابة أنا؟
-لونا(بغضب) :تشوي يونجون من عصابة الجانحين من مواليد 1999 أنت تواعد فتاة مختلفة كل ثلاث أيام وكدت ترسب في الصف الثاني ثانوي بسبب العملية التي أجريتها على لوزيتك وجعلتك توقف الدراسة وكانت تلك السنة التي انضممت فيها لعصابة الجانحين بقيادة هان كارولين
-يونجون(باستغراب) :مذهل! أنتِ تعرفين الكثير عني! هل يعقل أنكِ مطاردة؟
-لونا(بغضب) :أعرف الكثير نعم وذلك لأنني أسمع الفتيات يتحدثن عنك في كل وقت ومكان بدرجة مقرفة...توقف عن الظهور أمامي وإلا سأبرحك ضربا
-يونجون:لا تجرؤين...أنتِ فتاة جميلة...ما رأيك أن نتجاهل الخلافات التي بيننا ونتبادل القبل...لديكِ شفاه جميلة وأنا أيضا...أعلم أنكِ خجلة من الاعتراف بأنني أعجبك لكن عيناك تفضحانك...تعالي لأحضاني

حاول معانقتها لكنها شعرت بالغضب وأمسكت ذراعه ولوتها للخلف وبقيت تشد عليها بقوة
-لونا(بغضب) :لن أسمح لك بخداعي أنا أيضا أيها الفتى اللعوب
-يونجون(بألم) :آااخ مؤلم...لقد تساهلت معكِ لأنني لا أضرب الفتيات..لكن ستدفعين الثمن...كارلا ستريك
-لونا(بغضب) :تختبئ خلف فتاة لتدافع عنك؟! حسنا أيها الجبان...سنرى بشأنك

أفلتت ذراعه ثم ذهبت في طريقها...لم يرد ترك القصة تمر على خير فانتظر حتى انتهت الحصة ثم ذهب نحو كارلا
-يونجون:أيتها الزعيمة...هناك فتاة قامت بلوي ذراعي

نهضت كارلا من مكانها وضربت الطاولة بقوة
-كارلا(بحدة) :من هذه التي تحفر قبرها بالملعقة؟
-يونجون:ليس هذا فقط بل أهانتني مرات عدة وقالت أنني لست حتى ربع رجل
-كارلا(بحدة) :كيف تجرؤ؟ لماذا لم تنهي حياتها؟
-يونجون:لدي مبادئ ولا أضرب الفتيات
-كارلا(بحدة) :صحيح...لكن أنا فتاة...سأتولى أمرها وأجعلها تتوسل للعفو

سمع كل من في الصف بالموضوع فعرفوا أن حربا جديدة ستحصل...انتظروا حتى انتهت الحصص المسائية ثم لحقوا بالعصابة نحو خزانة لونا وكان يونجون من دلهم عليها لأنه يعرفها من المرة الماضية

اجتمع الجميع في قاعة الخزائن وأولهم كارلا ورفاقها الذين كانوا ينتظرون حضور لونا بفارغ الصبر لتولي أمرها

دقائق وأتت وهي تحمل دفاترها ولكنها وجدتهم يعيقون طريقها للخزانة
-يونجون:هذه هي

ساد الصمت للحظات والجميع ينتظرون بشوق لمعرفة ما سيحصل
-نينا:لونا!
-لونا:نينا!
-نينا:عزيزتي! اشتقت لك

عانقتا بعضهما وقامتا بتحية خاصة على طريقة الفنون القتالية بينما البقية لا أحد منهم يفهم شيئا
-نينا:أعرفكم على ابنة عم أخت جد خالة عم أبي...لقد تربيت أنا وهي معًا وتدربنا على الفنون القتالية منذ الطفولة ونحن كالتوأم في كل شيء...لكن للأسف افترقتا في المرحلة الثانوية بعد أن تشاجرت عائلتانا
-يونجون(بصدمة) :تمزحين!
-لونا:انتقلت للثانوية حديثا ولم أعرف حتى أنكِ هنا رغم أنني أسمع الكثير عن عصابتك
-كارلا:مهلا...أنا أعرفك...أنتِ من قمتِ بإعطائي دواءً للغثيان حين مرضت قبل شهر!
-لونا:أووه أجل...تذكرتِني!
-يونجون(بصدمة) :أنتِ أيضا!
-نينا:لم أقابلكِ منذ سنوات يا قريبتي العزيزة...أخبريني ما الجديد؟
-لونا:لا شيء مهم...بعض الانفصال والملل
-نينا:انفصلتِ عن حبيبك الذي مازلت لا أعرفه حتى؟!
-لونا:بل هو تركني...لكن من يهتم...بالتفكير في الأمر هو لا يستحقني...قررت أن أكون نسوية منذ الآن وأنسى أمر الرجال
-كارلا:مذهل! تعجبني قوتك!
-يونجون(بصراخ) :ماذا عن مشكلتي معها؟
-لونا(بتجهم) :اخرس يا أنت...أنت من حاولت التحرش بي أولا لذا أعطيتك ما تستحق...لهذا السبب بالضبط تعلمت فنون القتال
-كارلا:واو! مذهل أن أقابل فتاة بمواصفاتك...تبدين قوية تماما...هل تنضمين لعصابة الجانحين؟
-لونا(بحماس) :بكل سرور! يا إلهي هذا حلم يتحقق! لطالما أردت الانضمام لكم فأنتم قدوتي! أنتم حقا bad بمعنى الكلمة وأسلوبكم يقتلني حرفيا...خاصة أسلوب الـtomboy خاصتك

بعد أن أدرك بقية الطلاب أنه ما من شجار قرروا المغادرة واحدا تلو الآخر ولكن الوحيد الذي لم يتقبل الأمر هو يونجون فقرار كارلا الغريب هذا صدمه
-يونجون:يكفي...كيف تضمينها لفريقنا؟! إنها مزعجة
-كارلا:الإزعاج صفة مهمة لتكون جانحا
-يونجون:لست موافقا على ذلك
-كارلا:ولماذا عليك أن توافق؟ أنا أسست عصابة الجانحين وأنا من أختار أعضاءها
-يونجون(بتجهم) :رائع...الآن أنا ولد وسط مجموعة من الفتيات

نظر الجميع نحو سوبين
-كارلا(بحدة) :كف عن الإساءة لسوبين بطريقة غير مباشرة
-لونا:على الأقل هو أرجل منك ولا يتلاعب بقلوب النساء
-نينا:ههههههه خطفتها من على لساني...كفك

ضربت الاثنتين كفهما ببعض وانفجرتا من الضحك
-كارلا:وأيضا ماذا عني؟ أنا لا أعتبر نفسي فتاة
-يونجون(بتجهم) :لكنكِ تتصرفين كفتاة مؤخرا
-كارلا:مسألة وقت وأنسى أمر الدبوس
-لونا:أنا ونينا لسنا رجلين لكننا نؤمن أننا أفضل من عشر رجال مجتمعين لأننا تدربنا على الفنون القتالية ويمكننا إبراحهم ضربا
-نينا(بحماس) :أووه ومجددا قلتِ ما أردت قوله...أنتِ رائعة...كما لو أننا نقرأ أفكار بعضنا
-كارلا:احكي لنا مشكلة صارت بينكِ وبين أحدهم
-لونا:هناك قصة الرجل الذي تحرش بي في المحطة فأبرحته ضربا
-كارلا:رائعة! نينا أيضا ضربت بومغيو قبل عدة أيام
-لونا:أوووه نعم سمعت بالأمر وللأسف كنت غائبة ذاك اليوم ولم أراه بأم عيني لذا كان محزنا...أنا فخورة جدا بكِ قريبتي

استغرقت الفتيات الثلاث في الكلام ونسوا أمر الأولاد الذين يقفون في الخلف
-يونجون(بتجهم) :يبدو أن الفتيات منسجمات للغاية
-سوبين:صحيح...جيد أن كارولين وجدت صديقة جديدة تستطيع أن تثق بها
-يونجون:أووه حسنا...أنا مضطر...ماذا لو خرجنا معا اليوم أنا وأنت؟ فنحن كلانا ولدان ونفهم بعضنا
-سوبين:غريب أن تطلب مني ذلك لكن حسنا
-يونجون:هيا بنا

ذهب الشابان لمكان هادئ أمام النهر وأشعلا نارا بسبب برودة الجو وبقيا يتدفآن بها
-يونجون:لا ينقصنا سوى الجعة وتكتمل الفرحة
-سوبين:أنا لا أشرب
-يونجون:لم تفعل ذلك ولو لمرة في حياتك؟
-سوبين:لا
-يونجون:مذهل! أعتقد أنك تربيت في أسرة مهتمة وحريصة
-سوبين:أيضا لا...تربيت من دون أب
-يونجون:تمزح!
-سوبين:لا...حقا أنا يتيم...والدي متوفي منذ طفولتي
-يونجون:ترى هل تزوجت والدتك مجددا؟
-سوبين:لا...لقد فضلت تربيتي على بناء حياتها من جديد
-يونجون:إنها حقا أم عظيمة

فجأة تغيرت ملامح يونجون وأصبح كئيبا وهادئا...ولكي لا يفضح تغيره حمل مجموعة من الحصى وصار يرميها في النهر محاولا إيصالها لأبعد مسافة
-سوبين:هذا ضعيف...دعني أريك

أخذ سوبين الحصى ورماها بعيدا فتجاوز يونجون
-يونجون:سأريك

وقف يونجون ورمى حجرا آخر فتجاوز سوبين
-سوبين:هههههه لست أنا من يخسر

بقيا يرميان الحجارة واحدة تلو الأخرى وكل منهما يتمنى الفوز...وأثناء ذلك استغل يونجون الفرصة للتحدث مع سوبين أكثر
-يونجون:كيف حال والدتك؟
-سوبين:بخير
-يونجون:حقا بخير؟
-سوبين:لقد مرت أشهر وهي تضع الجبيرة...ستخلعها عما قريب
-يونجون:أمك مريضة!
-سوبين:مجرد كسر في الساق...كانت تعمل في تنظيف حمامات الساونا لكنها انزلقت من الرطوبة وارتطمت ساقها بالحافة مما أدى لكسر صعب الالتئام

شعر يونجون بالشفقة عليه ولكنه تظاهر بعدم الاكتراث وواصل رمي الحجارة بعيدا
-يونجون:ومن يعيلكما؟
-سوبين:أنا
-يونجون:ولكنك طالب
-سوبين:أدرس طوال اليوم وفي المساء أعمل لوقت متأخر ثم أعود للبيت وأقوم بالواجبات المنزلية والمدرسية

مع كل شيء جديد يكتشفه يونجون عن سوبين فهو يشعر بالشفقة عليه أكثر
-يونجون(بسخرية) :هذا سخيف...لم أتوقع أن يصل بي الأمر لدرجة أن أخبر أحدا بذلك...لكن نحن متشابهان
-سوبين:في ماذا؟
-يونجون:أنا أيضا يتيم الأب...وأعيش مع زوج أمي
-سوبين:لا بأس
-يونجون:العيش مع زوج الأم هو أكبر خطأ...هو لن يعاملك كأطفاله مهما حصل...ستظل الابن الدخيل عن العائلة وستحصل على أكبر قدر من العنف والدونية...أعتقد أن أمك أفضل من أمي فهي لم تضعك بين يدي وحش بشري
-سوبين:وهل تعلم والدتك بما يجري؟
-يونجون:تعلم...لكن حتى هي تعاني مما أعانيه ولا يمكنها التصرف
-سوبين:مؤسف أن يكون الأب غير صالح
-يونجون:الحق على أمي...هي لا تريد الطلاق منه لأن لديها طفلا منه غيري ولا تريد تشريده أيضا مثلي
-سوبين:كم عمره؟
-يونجون:عشر سنوات
-سوبين:فهمت...ما يزال صغيرا جدا
-يونجون:حين كنت صغيرا كنت أبيع كعك الأرز على الطريق لإعالة أمي...في ذاك الوقت هي لم تتزوج بعد...وياليتها لم تتزوج...هناك ملايين القرارات التي يندم عليها الإنسان في حياته...أتعلم؟ أنا لا أرغب بالزواج نهائيا...سأبقى مستقلا طوال حياتي...لا أريد توريط أسرة كاملة معي خاصة أنني أعرف أنني أسوأ أب قد يحصل عليه أحد
-سوبين:لماذا كل هذا التشاؤم؟
-يونجون:أعتقد أنك تعرفني جيدا وتعرف أنني لست أهلا لأكوِّن عائلة...ماذا عنك؟
-سوبين(بابتسامة) :لطالما أردت الحصول على عائلة...مع الفتاة التي أحب

فجأة تحولت ملامحه للعبوس بعد أن أدرك أن هذا الحلم لن يتحقق
-يونجون:وهل ستكون كارلا أم شخصا آخر؟
-سوبين:لا أحد يعلم ما الذي سيتغير من هنا إلى الوقت الذي أكون فيه مستعدا للزواج...لا أحد يدري...ربما تتغير الفتاة التي أحبها وربما يتغير المكان وربما أتغير أنا بحد ذاتي

أمضى كلاهما الوقت في الكلام عن حياتهما ومشاكلهما ومر الزمن بسرعة...كلاهما لم يكن يتوقع أنه سيخبر الآخر عن أي شيء لكن كلما تحدثا كلما صارا عفويين أكثر واكتشفا أن الشبه بينهما كبير...لذا بإمكاننا أن نقول أن هذه ستكون افتتاحية رائعة لصداقة هذين الشابين



عدل سابقا من قبل بثينة علي في الأحد فبراير 12, 2023 6:24 pm عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1234
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة مُرَاهِقَة جَانِحَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة مُرَاهِقَة جَانِحَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة مُرَاهِقَة جَانِحَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الإثنين مايو 30, 2022 7:06 pm

رواية مراهقة جانحة : الفصل العشرون



بما أنه يوم عطلة نهاية الأسبوع فقد بقيت كارلا في المنزل تتابع التلفاز بمفردها فرأت إحدى الممثلات تضع قرطا على سرتها
-كارلا(تفكر) :ياااا ما أجمله! أود حقا الحصول على قرط في سرتي...لا بد أن سوبين سيحبه كثيرا

ركضت نحو والدتها التي كانت تقف أمام المغسلة وعانقتها من الخلف
-كارلا:أميييي أحبك يا أغلى أم في العالم...أنتِ مذهلة
-الأم(بتجهم) :قولي ما تريدين مباشرة
-كارلا:أريد الحصول على قرط في سرتي...ما رأيك؟
-الأم(بتقزز) :أووه هذا مقرف ومؤلم كثيرا...بطني أصبح يؤلمني
-كارلا:لا تخافي فأنا لا أتألم كثيرا...كما أن منظره سيكون رائعا
-الأم:تعلمين رأيي بهذه الأمور...الفتيات المنحرفات فقط هن من يضعن هذه الأشياء
-كارلا:أنا منحرفة...
-الأم(بحدة) :ماذا قلتِ؟
-كارلا:أقصد منحرفة شكليا فقط لكن داخليا لا...تعلمين أنني تربية يديك
-الأم:ببساطة لن أسمح لكِ بذلك لأنه أمر مؤلم وخطير فلا تلعبي بالنار حتى لا تحرقي أصابعك
-كارلا:لكنني راشدة الآن قانونيا وأستطيع تحمل عبء نفسي
-الأم(بحدة) :لا وألف لا...إن فعلتِ ذلك فأقسم أنني سأطردكِ من المنزل
-كارلا:حسنا حسنا غيرت رأيي

خرجت كارلا للتنزه وأول ما فعلته هو البحث عن شخص يصنع الأخرام بالقرب من منزلها ولحسن الحظ كان السن القانوني لخرم البطن هو الثامنة عشر

جلست في قاعة الانتظار والناس يدخلون ويخرجون من الغرفة المجاورة...كانت بجانبها عجوز وكانت تتحدث كثيرا
-العجوز:هل تريدين ثقب أذنيك؟
-كارلا:لا...لدي ثلاثٌ في أذني بالفعل
-العجوز:وماذا إذًا؟
-كارلا:سأثقب سرتي أو ربما أثقب أنفي
-العجوز:يبدو مؤلما
-كارلا:ومن يهتم؟ مظهرها سيكون رائعا على بطني بغض النظر عن أنها ستؤلم قليلا
-العجوز:واحدة من أقاربي خرمت بطنها ولكنها ماتت
-كارلا:هذا مؤسف...فلترقد بسلام...هل كان لديها مرض مزمن؟
-العجوز:لا...كما أخبرتك...ماتت بسبب الخرم
-كارلا:مستحيل أن يكون الخرم قاتلا
-العجوز:الخرم ليس قاتلا...لكن الأخطاء الطبية قاتلة...قريبتي خرمت سرتها لكن بسبب خطأ من الطبيب ثقبت بطنها وأصيبت بالتهاب لأشهر وماتت
-كارلا(بخوف) :تمزحين صحيح؟
-العجوز:لا...البتة

ارتجف جسد كارلا بعض الشيء لكنها تأملت خيرا وبقيت في كرسيها تنتظر دورها
-العجوز:أتذكر أيضا أن الالتهاب سبب لها الألم لأيام وفقدان الشهية والأرق والتقيؤ وغير ذلك من الأمراض...ولو رأيتِ شكلها كيف أصبح في آخر أيام عمرها لانصدمتِ
-كارلا(بخوف) :أظن أنني غيرت رأيي...خرم السرة ليس مهما كحياتي

عاد الطلاب للدراسة بعد عطلة نهاية الأسبوع وبعد صباح شاق من الدروس ذهبوا للكافيتيريا ليتناولوا الطعام

في طاولة الجانحين جلس الجميع ومعهم العضوة الجديدة "لونا" التي رحب الجميع بوجودها ما عدا يونجون

كانت كارلا تتحدث مع البقية وتضحك إلى أن رأت لياليا تجلس على بعد طاولتين عنها ولأنها تكرهها وتريد إبعادها عن سوبين قامت من كرسيها وجلست في حضن سوبين
-سوبين(بصدمة) :م م م ماذا تفعلين؟!
-كارلا:المكان هنا مريح أفضل من الكرسي...لن تمانع إن جلست هنا خلال الغداء صحيح؟
-سوبين(بصدمة) :طبعا أمانع
-كارلا:لا لن تمانع...ما رأيك أن تطعمني أيضا؟ أليس هذا رومنسيا؟
-سوبين:إن أطعمتكِ فهل ستنهضين؟
-كارلا:طبعا

أخذ قطعة دجاج من طبقها وقام بحشوها في فمها بسرعة
-سوبين:الآن انهضي
-كارلا(بتجهم) :لا تكن مملا...نحن حبيبان وهذا ما يفعله الحبيبان...أصلا لو كانت لياليا لفعلت لها أكثر من ذلك
-سوبين:توقفي عن مقارنة نفسك بها فهذا مزعج

كان كل الطلاب حولهم يتحدثون ويضحكون بسبب المهزلة التي تصير...حتى رفاقها من العصابة أزعجهم رؤية سوبين ينحرج هكذا
-كارلا:صغيري...دعني أطعمك...افتح فمك هيا

حملت الملعقة ووجهتها نحو فمه لكنه تجهم بوجهه وانزعج كثيرا...أثناء انتظارها له ليفتح فمه نظرت لشفتيه الوردتين وكم كانتا تبدوان مثيرتين عند النظر لهما عن قرب...لم تستطع تمالك نفسها فاقتربت منه شيئا فشيئا لتقبله لكنه أوقفها في آخر ثانية
-سوبين(بتوتر) :أرجوكِ...لا يمكنكِ فعل ذلك أمام الجميع...خذيني لمكان نكون فيه وحدنا

تحمست للأمر كثيرا بل كادت تقفز من الحماس فنهضت عنه وأخذت بيده مسرعة نحو قاعة الجانحين

حين وصلا للقاعة أدخلته وأغلقت الباب خلفها ولم تنتظر أي لحظة بل هجمت عليه لتقبله لكنه أوقفها
-سوبين(بجدية) :يكفي...أظن أنني ذقت ذرعا
-كارلا:ما الأمر؟
-سوبين:تسألين ما الأمر؟ نحن أضحوكة الثانوية
-كارلا:هم فقط يغارون منا
-سوبين:لا أعتقد ان أحدا سيغار من ثنائي سخيف كهذا...فقط استيقظي من أوهامك
-كارلا(بحزن) :هل تكرهني؟
-سوبين:لست أكرهك...ولا أحبكِ أيضا...افهمي أنني لا أريد الارتباط بك...لقد تحملتك هذه الفترة لكي لا أجرح مشاعرك لكنني ذقت ذرعا

انجرح قلبها لذا فقط صمتت وكانت على وشك البكاء
-سوبين:لا تبكي...فقط تقبلي الأمر...من فضلك
-كارلا(بحزن) :لا يمكنني تقبل الأمر...أنت لي...لقد عينتك من ممتلكاتي بالفعل
-سوبين:أنا أيضا لدي قرار في ذلك...وأنا أقول هذا يكفي

خرج بسرعة من القاعة وأغلق الباب خلفه ثم ركض ليختبئ في مكان ما بعيدا عنها

عثر على نينا تقف عند حديقة الثانوية وتنظر لنفسها في المرآة فحدق الاثنين ببعضهما
-نينا:أين كارلا؟

سمعا صوت كارلا تنادي من الخلف فلم يجد سوبين أي مخبأ فرمى نفسه خلف الشجيرات الكثيفة والتزم الصمت

دقائق ووصلت كارلا للمكان ووقفت بجانب نينا
-كارلا:هل رأيتِ سوبين؟
-نينا:لا...لم يمر من هنا
-كارلا:ترى أين ذهب ذلك المشاكس!

عادت أدراجها لتبحث عنه فراقبتها نينا إلى أن ابتعدت
-نينا:لقد غادرت...اخرج
-سوبين:أشكرك جزيل الشكر...رغم أنني لا أعلم لماذا فعلتِ ذلك
-نينا:الأمر واضح...لقد تجاوزت كارلا حدودها حرفيا...لا بد أنك منزعج للغاية
-سوبين:كثيرا
-نينا:هل تريد أن أكلمها لأجلك؟
-سوبين:أتمنى ذلك حقا...سأكون ممتنا لك
-نينا:تعال...لنجلس ونتحدث

اشتريا شيئا منعشا يشربانه واختبآ في مكان شبه منعزل في حافة حديقة الثانوية
-نينا:أخبرني هل تحب كارلا؟
-سوبين:لا أريد الإجابة على ذلك
-نينا:لا تخف...اعتبرني أختك الكبرى وأجبني بكل صراحة وشفافية
-سوبين:لا أحبها...لكن مؤخرا أصبحت أشعر بعدم الراحة معها...هل من طريقة لإبعادها عني؟
-نينا:لا طريقة لجعلها تكرهك...لكن سأتكلم معها وأطلب منها أن تتوقف عن إحراجك ومعاملتك بهذه الطريقة أمام الجميع
-سوبين:نعم هذا حقا ما أحتاجه...وأيضا لو استطعتِ أخبريها أن تنفصل عني ما دام حبها من طرف واحد

فجأة سمعا صوت أحدهم يتكلم من الوراء
-كارلا(بغضب) :أنتما مختبآن هنا وأنا أبحث في كل مكان؟

شعر كلاهما بالتوتر ووقفا من مكانهما
-كارلا(بغضب) :لا تقولي أنكِ تخونينني معه
-نينا:ماذا؟! ولماذا قد أفعل ذلك؟
-كارلا(بغضب) :كنتِ تعلمين أنني أبحث عنه لكنكِ خبأته عني هنا وانفردتِ به...ألا تسمى هذه خيانة؟
-نينا:أوووه لاااا هذا غباء منكِ أن تفكري هكذا...أنا وسوبين فقط كنا نتحدث كصديقين
-كارلا(بغضب) :لا أصدقك...أفعالك مشكوك فيها فأنتِ تتصرفين بغرابة منذ ارتباطي به...وأيضا ألم تكوني سابقا تقولين أنه نوعك المفضل؟
-نينا:أبدا...لم أفكر في سوبين وخاصة بعد أن عرفت أنك منجذبة له
-كارلا(بغضب) :ما الدليل على كلامك؟

كانت نينا تعلم أن سوبين يستطيع امتصاص غضب كارلا بأي كلمة لطيفة لذا نغزنه من ذراعه
-نينا(بهمس) :قل أي شيء

لم يكن لديه خيار آخر سوى قول شيء ما والمواصلة في هذه العلاقة وإلا ستدفع نينا الثمن
-سوبين:كارولين...اسمعي...نينا تقول الحقيقة...وأيضا آسف لهروبي منك...لا تغضبي مني...عزيزتي

بمجرد سماع تلك الكلمة ركضت نحوه وعانقته بحرارة
-كارلا:أصدقك...قلها مجددا
-سوبين:ما هي؟
-كارلا:كلمة "عزيزتي" قلها مجددا
-سوبين:عزيزتي!
-كارلا(بصراخ) :أوووه هذا لطيف للغاية

من شدة حماسها سحبت وجهه نحوها وقبلته بقوة على شفتيه لدرجة جعلته يكاد يسقط أرضا...ولأن نينا شعرت بالخجل وضعت يديها على عينيها وركضت مبتعدة

ذاك المساء اجتمع أفراد العصابة الثلاثة يونجون ونينا وكارلا في قاعة البيلياردو ليلعبوا معا...في نفس الوقت وجدتها نينا فرصة مناسبة لفتح موضوع سوبين
-نينا:كارلا...اسمعي...لقد التزمت الصمت طويلا لكن الآن طفح الكيل
-كارلا(بحدة) :لا تقولي أنكِ ستعترفين أن لديكِ مشاعر تجاه سوبين
-نينا:لا...لكن الأمر يخصه
-كارلا:ما به؟
-نينا:ألا تظنين أنكِ تزعجينه كثيرا في الآونة الأخيرة؟ أعني تواصلين الالتصاق به طوال اليوم وتعانقينه واليوم كدتِ تقبلينه أمام الجميع وتسببين له الإحراج
-كارلا:وما المشكلة؟ نحن في علاقة
-نينا:أعلم...لكن سوبين شخص خجول وأنتِ تحرجينه ولا تلقين بالا لمشاعره أبدا

فهم يونجون ما تحاول قوله لذا حاول أن يعزز لها
-يونجون:أتعلمين ما الأسوأ؟ الرجال يملون بسرعة حين تلتصقين بهم طوال الوقت لذا سيتركونك بسهولة
-كارلا(بصدمة) :لا!
-يونجون:اسأليني أنا فأنا رجل وأعلم تفكير الرجال...إن كنتِ تريدين الحفاظ على سوبين فأعطه بعض المساحة الخصوصية
-كارلا:ولكنني لا أستطيع...دقيقة واحدة بدونه هي بمثابة الجحيم
-يونجون:وانفصالك عنه هو أعلى درجات الجحيم
-كارلا:محق...ما رأيك في أن أبقى معه 5 ساعات في اليوم؟
-يونجون:ما يزال هذا كثيرا...ربما يمكنكِ البقاء معه فقط في فترة الغداء أما بقية اليوم دعيه وشأنه
-كارلا(بإحباط) :هذا كثيييير
-نينا:فقط فكري بأنه تدريب لكِ على التعايش من دونه
-كارلا:حسنا...سأفعلها

في يوم الغد ذهب سوبين للثانوية فوجد كارلا قد عادت لمكانها القديم بعيدا عنه وعاد الشاب الذي تبادلت معه للجلوس بجانبه...استغرب من الأمر فقد ظنها غاضبة منه لكن حين نظر لنينا وجدها تبتسم له وتشكل أصابعها على شكل علامة إعجاب لذا فهم أنها هي من حلت الأمر

بعد دقائق جاءت إليه فكاد يلطم وجهه لأنها ستعود لإزعاجه مجددا ولكنها بدت باردة جدا
-كارلا(ببرود) :منذ اليوم سنتناول الغداء معا فقط أما بقية الوقت فلن أزعجك...لكن حذاري أن تخونني مع أي فتاة لأنك ستموت وإياها...مفهوم؟
-سوبين:مفهوم

أرادت بشدة تقبيله على خده ولكنها خائفة من إزعاجه لذا عادت للجلوس مكانها ببرود وضربت رأسها بالطاولة من شدة الإحباط

في استراحة الغداء ذهبت نحوه وأمسكته من يديه
-كارلا(بسعادة) :لقد اشتقت إليك
-يونجون(بتجهم) :كارلا
-كارلا:أقصد من يهتم...لنذهب ونتناول الغداء

بينما يأكلون طعامهم وصلت رسالة ليونجون من صديقه المهكر يخبره فيها بأنه اخترق حساب الشخص الذي قام بنشر الفيديو عن كارلا وسوبين في الصفحة الرسمية للثانوية
-يونجون:أخبار مذهلة...لقد هكرنا حسابه
-نينا:وأخيرا! لقد انتظرنا طويلا لأجلِ هذه اللحظة

أجرى يونجون مكالمة مع صديقه المهكر ووضع الهاتف على وضع السماعة ليتمكن الجميع من سماع المحادثة
-يونجون:مرحبا صديقي...هل من جديد؟
-المهكر:يبدو أن من وراء ذلك شخصان وليس شخصا واحدا
-يونجون:من؟
-المهكر:إنها فتاة...ويبدو أنها أعطت الفيديو لصاحب الحساب الوهمي وطلبت منه أن ينتقم...هذا ما قرأته في محادثة بينهما
-يونجون:هل تعرف أي معلومات تدل عليهما؟
-المهكر:نعم...الفتاة لقد عثرت على حسابها وعندي صورة لها نشرتها على ذلك الحساب...أما الشاب فلم أستطع معرفة سوى اسمه لأنها نادته به أثناء كلامها معه
-يونجون:أعطينا المعلومات
-المهكر:الشاب اسمه "بومغيو"

لم ينصدم أي منهم لمعرفة ذلك فلطالما كان بومغيو عدوا لهم
-يونجون:والصورة؟
-المهكر:لحظة

دقائق وأرسل لهم الصورة على هاتف يونجون وعندما رأوها انصدموا لأنها كانت زميلتهم السابقة في العصابة "هيلسي"
-كارلا:هيلسي فعلت ذلك!
-نينا:لا أصدق أن هيليسي ما تزال حقودة عليك حتى بعد أن تركتِها بحالها دون أذيتها
-لونا:من هي هيلسي؟
-نينا:قصة طويلة...لم تكوني موجودة حين كانت عضوة معنا في العصابة
-سوبين:ما الحل؟
-كارلا:الحل أنني أحتاج الكلام مع هيلسي فورا
-نينا:وبومغيو؟
-كارلا:بومغيو انتقل من الثانوية...لكن هذا أفضل فقد أراحني منه...لنرى مع هيلسي تلك

توجه خمستهم نحو الصف وانتظروا هيلسي حتى جاءت ووقفوا في طريقها
-هيلسي:نعم؟
-كارلا:وتسألين؟ أنتِ تعلمين لماذا أنا هنا فلا داعي للتصرف بغباء

ابتلعت ريقها وتراجعت للخلف لكن يونجون حاصرها وأغلق باب الصف
-هيلسي(بخوف) :مازلتِ غاضبة مما حصل سابقا؟ لكنني اعتذرت عن خطأي
-كارلا:لا تقلقي فليس هذا سبب مجيئي...لقد أردت أن...

رفعت كارلا ذراعيها باتجاه هيلسي فأغمضت عينيها من الخوف لكنها فتحتهما مجددا حين أحست بكارلا تعانقها
-كارلا(بسعادة) :شكرا جزيلا...بفضلك فقط أنا وسوبين الآن معا...شكرا لنشركِ الفيديو والتسبب بتلك الفضيحة
-لونا:ماذا!
-يونجون:ها!
-نينا:ما الذي...يجري؟!
-سوبين:ماذا!
-كارلا:أظن أنكِ أردتِ أن تضريني لكنكِ نفعتِني بالمقابل...أنا مدينة لك...يوما ما إن احتجتِ أي شيء أخبريني...وبلغي بومغيو تحياتي أيضا وأخبريه أنني أتقدم له بجزيل الشكر

ثم ابتعدت عنها وغادرت الصف وسط صدمة الجميع...وبسبب هذه النتيجة العكسية كانت هيلسي ستنفجر من الغضب وصارت تضرب طاولتها مرارا وتكرارا

ذهبت كارلا مع سوبين لقاعة الجانحين وحاولت أن تكون باردة قدر الإمكان لكن كلما نظرت إليه شعرت بالدفء والسعادة مما جعلها تبتسم تلقائيا وتقترب منه

حين رآها تقترب تراجع للخلف ووضع يديه على وجهه
-سوبين:لا تحاولي فعل أي شيء دون إذني
-كارلا:ههههه لطيف...أتمنى أن أتمكن من فعل ذلك ذات يوم دون أن نحتاج لوضع الحدود بيننا...ألن يكون لطيفا لو أنك تقبلني بنفسك؟ مثل أول مرة تبادلنا فيها الأجسام
-سوبين:تلك المرة كنا مضطرين

وضعت ذراعيها على رقبته وعانقته بسعادة
-كارلا:هل ستبادلني نفس المشاعر يوما ما؟ أم أنك لن تفعل ذلك طوال حياتك؟
-سوبين:لا أعلم
-كارلا:كيف لا تعلم؟
-سوبين:لا يمكنني التكهن بالمستقبل...لكن فقط دعينا نتواعد دون وعود ورسميات
-كارلا:أود ذلك...لكنها تبدو كعلاقة مصلحة...لذا أُفَضل أن نعد بعضنا بالزواج
-سوبين:أوووه كارلا...توقفي أرجوكِ
-كارلا:أود أن أتوقف...لكن لا أستطيع...أشعر أنني مجنونة حين يتعلق الأمر بك...أرجوك لا تقم بخيانتي...سأموت وقتها...بدل أن تخونني فقط أخبرني أنك لا تستطيع المواصلة وحينها سننفصل
-سوبين:حسنا...أنا لا أستطيع المواصلة...لننفصل

عانقته بقوة أكبر لدرجة كاد يختنق بين ذراعيها
-كارلا(بتجهم) :لا وألف لا...أخبرتك أنني لن أتركك للياليا فأنا أحق بك منها

في ذلك المساء جمع الجميع أغراضهم للمغادرة
-يونجون:يا رفاق...لدي لكم مفاجأة...حصلت على دراجتين ناريتين من أصدقائي
-كارلا(بحماس) :مذهل! إذًا سنقوم بسباق دراجات نارية
-يونجون:هل تأتون؟
-نينا:أنا سآتي طبعا فلا يمكنكم الاستمتاع بدوني
-كارلا:وأنا أكيد...ماذا عنك صغيري؟
-سوبين:لدي عمل كما تعلمين
-كارلا(بإحباط) :ألا يمكنك إيقاف العمل ليوم واحد؟
-سوبين:لا أستطيع للأسف

نغزتها نينا من ذراعها ففهمت أن عليها تركه وشأنه وإعطاءه الوقت ليبقى بمفرده

من بعيد رأوا لونا تنزل من السلالم فنادوا عليها
-كارلا:لونا...هل تأتين معنا لسباق الدراجات النارية؟
-يونجون:لا تقولي أنها ستأتي...للأسف لا يوجد مكان
-لونا:اصمت أنت...من قال أنني سآتي مع وغد مثلك؟ أختي عادت من اليابان وسنستقبلها الليلة من المطار لذا لن آتي
-يونجون:أرحتنا منك
-لونا:أراكم لاحقا رفاق...وأنت يونجون اغرب عن وجهي

ذهب كل من يونجون وكارلا ونينا لإحضار الدراجات النارية من منزل صديق يونجون وعندما قابلوه كان يبدو شابا وسيما ومحبوبا لدى الفتيات لدرجة أن نينا انبهرت حين رأته
-تايهيون:مرحبا رفاق
-كارلا:أنت هو صاحب هاتين الدراجتين الناريتين؟
-تايهيون:إحداهما فقط لي...وبما أنه يوم ممل وليس لدي ما أفعله فماذا لو شاركتكم السباق؟
-نينا(بحماس) :هذا سيكون مذهلا!
-يونجون:هاتين هما نينا وكارلا
-تايهيون:تشرفت...أنا تايهيون...هيا بنا نبدأ السباق
-كارلا:مع من سأصعد؟

نظرت لنينا فرأت كم كانت سعيدة وتحدق بتايهيون طوال الوقت
-كارلا:يونجون أنت صديقي المفضل فلماذا لا نتشارك أنا وأنت السباق؟
-يونجون:حسنا...ونينا ستكون مع تايهيون

ركبت كارلا مع يونجون ونينا مع تايهيون ووضعت ذراعيها حول بطنه وهذا ما أسعدها للغاية
-تايهيون:أول من يصل للطريق الرئيسية لسيؤول سيكون الفائز
-يونجون:اتفقنا

انطلقا معا في نفس الوقت وقادا بأقصى سرعة لديهما عبر الطريق المليء بالسيارات والمشاة متجاهلين أنهم يعرضون حياة الناس للخطر

كان يونجون في المقدمة بمترين تقريبا ولكن تايهيون لم يرضى بالهزيمة لذا زاد السرعة على أقصى ما لديه ففقد التحكم في دراجته النارية تماما ورغم ذلك لم يلقي بالا لنينا التي كانت ترتجف من الخوف بسبب السرعة الشديدة...بعد أن تجاوزهم بقليل أكمل بسرعته القصوى ولكنه لم يرى سيارة أمامه فضغط على الفرامل بسرعة مما سبب انقلاب الدراجة النارية واصطدامها بالسيارة بسرعة لدرجة أن صوت الارتطام دوى من على بعد أمتار



عدل سابقا من قبل بثينة علي في الأحد فبراير 12, 2023 6:46 pm عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1234
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة مُرَاهِقَة جَانِحَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة مُرَاهِقَة جَانِحَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة مُرَاهِقَة جَانِحَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الإثنين مايو 30, 2022 7:07 pm

رواية مراهقة جانحة : الفصل الحادي والعشرون



في مركز شرطة سيؤول جاء والد كارلا مسرعا بعد أن تم الاتصال به لحالة طارئة ووجد كارلا ويونجون في قاعة الحجز
-الأب:ما الذي حصل؟
-الشرطي:تم القبض على ابنتك ومعها ثلاث مراهقين آخرين يقومون بسباق دراجات نارية في طريق عام وتسببوا بحادث
-الأب:هل من خسائر؟
-الشرطي:تأذى اثنين منهم تم نقلهم للمستشفى فورا
-الأب:يا إلهي!

نظر لداخل القاعة فرأى يونجون وكارلا وهما جالسان على الأرض بجانب بعضهما...دخل عندهما فلم ترفع كارلا رأسها من الأرض بتاتا
-الأب(بحدة) :أرأيتِ ما الذي فعله بكِ التهور؟ جيد أنكِ لم تصابي بأي أذى...الآن علي دفع الكفالة لإخراجك من هنا ولكن مشكلة أخرى قد تسبب بسجنك

لم ترفع رأسها نحوه حتى وبقيت على نفس الحال الكئيبة
-يونجون:عمي...
-الأب(بغضب) :اخرس أنت...والداك سيقتلانك
-يونجون:لا تخبرهما
-الأب(بغضب) :كيف لا أخبرهما بعد هذه الكارثة؟
-يونجون:زوج أمي سيقتلني حرفيا...أتفهم كلامي؟ سأموت
-الأب(بغضب) :لو كنت تخشى الموت لما تسببت بمشكلة كهذه...هيا أمامي للسيارة أنت وهي

نهض يونجون من على الأرض ولحق به لكن كارلا لم تتحرك ولم يرف لها جفن
-الأب(بحدة) :قلت لكِ تحركي...لا تجعليني أصرخ عليكِ أمام الناس

لم تذعن لرغبته فشدها من ذراعها غصبا ليجعلها تقف فتفاجأ بوجهها المليء بالدموع
-الأب:لماذا تبكين؟!

مسحت ما تناثر من دموع على خدها ثم خرجت وانتظرته في السيارة إلى أن لحق بها هو ويونجون

أخذ الأب يونجون لمنزله أولا وأخبر أبويه بكل القصة ثم أكمل الطريق نحو المنزل

في البداية لم يقل أب يونجون شيئا ولكن عندما دخلا للمنزل هجم عليه صافعا إياه بقوة حتى ارتطم رأسه بالحائط
-سيد سام(بغضب) :مصائبك لا تنتهي...أتريد أن أقتلك؟

لم يرد عليه لذا هم بضربه ضربا مبرحا وركل بطنه أكثر من مرة حتى أصبح غير قادر على التنفس...ورغم كل الأذى الذي تلقاه لم يقل شيئا

حاولت والدته التدخل وفك النزاع لكنها انضربت هي الأخرى...وفي المرة الأخيرة حاولت إمساك أب يونجون من ذراعيه وصرخت عليه ليلوذ بالفرار

استغل يونجون الفرصة وخرج من المنزل هاربا لا يدري إلى أين يتوجه...كان الجو بارد لذا عانى طويلا من البرد وأصبح مشردا دون مأوى

توقفت سيارة الأب أمام المنزل وقبل أن يبدأ بتأنيب كارلا نزلت بسرعة ودخلت...استقبلتها والدتها بوجه غاضب ولكنها عانقتها وبدأت بالبكاء
-كارلا(ببكاء) :أمي...نينا...لقد رأيت جثتها تطير في الهواء وترتطم بالسيارة بشكل مرعب...أنا خائفة أن تكون ماتت

عانقتها الأم بقوة وزال عنها الغضب
-الأم:أين هي الآن؟
-كارلا(ببكاء) :في المستشفى
-الأم:سأتصل وأسأل
-كارلا(ببكاء) :أرجوكِ لا تفعلي...لن أسامح نفسي إن أصابها مكروه
-الأم:لن يصيبها مكروه إن شاء الله
-كارلا(ببكاء) :لكنني رأيت الكثير من الدماء تنزل من رأسها
-الأم:لا تقلقي...ستكون بخير

مرت تلك الليلة كالكابوس على الجميع...لم تستطع كارلا النوم طوال الليل وهي تفكر بالحادث...يونجون أيضا نام خارج البيت في ذلك الجو البارد...أما نينا فقد دخلت المستشفى وحالتها خطيرة وهي تصارع الموت الآن

في صباح اليوم التالي ذهب سوبين للثانوية وجلس في مقعده لبعض الوقت ولأول مرة لاحظ أن كلا من كارلا ويونجون ونينا لم يأتوا بعد

انتظرهم لبعض الوقت ولكن الأستاذ جاء وبدأت الحصص الدراسية وثلاثتهم غير موجودين

في استراحة الغداء خرج سوبين للكافيتيريا فوجد لونا تجلس على طاولتهم الخاصة وتقرأ مجلات
-لونا:سوبين...تعال لأريك كتب المانغا التي أحضرتها لي أختي من اليابان
-سوبين:هناك أمر غريب...أين البقية؟
-لونا:لا فكرة لدي...ربما اتفقوا على الهروب من الثانوية اليوم...المؤسف في الأمر أنهم هربوا بدوننا
-سوبين:مستحيل أن تهرب كارلا دون أن تطلب مني المجيء معها...وأيضا الأغرب من ذلك أنها لم تتصل بي ليلة أمس وهي بالعادة لا تنام دون سماع صوتي
-لونا:يبدو أنها فقدت اهتمامها بك...فكر قليلا رفيقي...نحن في سن المراهقة ونمل بسرعة
-سوبين:مازلت غير مرتاح
-لونا:إن كنت قلقا عليها فاتصل بها
-سوبين:مستحيل...يكفيني التصاقها بي طوال اليوم
-لونا:هل أفعل أنا؟
-سوبين:حسنا...لكن اسأليها فقط لماذا غابت ولا تقولي أنني من طلبت منك

اتصلت لونا بكارلا عدة مرات ولم ترد عليها
-لونا:غريب!
-سوبين:اتصلي بنينا إذًا لعلها تعرف شيئا

اتصلت بنينا أيضا لكن تبين أن هاتفها مغلق لأنه تحطم أثناء الحادث
-سوبين:اتصلي بيونجون إذًا
-لونا(بتجهم) :مستحيل...ولو أعطيتني مال الدنيا
-سوبين:سأتصل به أنا

اتصل به عدة مرات أيضا ولم يرد لأنه ترك هاتفه في المنزل وهرب
-لونا:بدأت أقلق
-سوبين:أرأيتِ؟ هذا ما قصدته...ليس من العادة أن يغيب ثلاثتهم معا دون أثر ولا يردوا على مكالماتنا
-لونا:هل نسأل المدير هان؟
-سوبين:لا داعي فربما كانوا يخططون لأمر ما وكشفناهم...لنحاول الصبر قليلا فلعلهم يظهرون
-لونا:وهل نملك خيارا آخر؟ من الصعب أن تكون من عصابة جانحين
-سوبين:لنمهلهم حتى الغد ونرى بشأنهم
-لونا:أتفق

ذهب سوبين لخزانته ليضع أغراضه لكنه وقف فجأة حين تذكر أن كارلا مختفية ولا أثر لها...كان الحل الوحيد أن يتصل بها لعلها ترد عليه...ولأنه ذاق ذرعا منها فقد قرر عدم فعل ذلك فهي تزعجه بالفعل وتسبب له الإحراج...لكن في نفس الوقت كان لديه إحساس سيء بخصوص ما يجري

مر ذلك اليوم بشكل طبيعي إلى أن وفي المساء ذهبت لونا للمجمع التجاري لتشتري مواد غذائية لوالدتها...كان الجو ماطرا للغاية لذا أخذت مظلتها ودخلت تتبضع...وعندما خرجت رأت شخصا مألوفا من الخلف يقف عند باب المجمع ويحدق بالسماء بشرود

تقدمت منه ونغزته فانتفض من الخوف واستدار نحوها
-يونجون:لونا!
-لونا:يونجون! أنت بخير؟
-يونجون:بلى
-لونا:لماذا لم تأتِ اليوم للثانوية أنت والآخرون؟
-يونجون(بحزن) :بشأن ذلك...لقد حصلت مشكلة
-لونا:خيرا؟

فجأة صارت بطنه تقرقر من الجوع
-يونجون:أوبس! لم أتناول الطعام منذ أمس...عفوا...هلَّا تعيرينني بعض المال؟
-لونا:عد لمنزلك وكل
-يونجون:لقد هربت من المنزل...بعد كل تلك المشاكل تعرضت للتعنيف لذا قررت عدم العودة مطلقا

تنهدت بقلة حيلة ثم ذهبت لتشتري الطعام له...وبينما يأكل بقيت معه في نفس الطاولة تنظر إليه
-يونجون:لا داعي لتراقبيني...أعلم أنني وسيم لكن تحكمي في نفسك
-لونا(بتجهم) :أنا هنا لأعرف ماذا حل بالبقية ولماذا لا يردون على اتصالاتي
-يونجون:أوه...بشأن ذلك...لقد حصل حادث مأساوي
-لونا(بقلق) :هل تأذى أحد؟
-يونجون:بلى...نينا وتايهيون
-لونا(بقلق) :نينا! ولماذا لم تخبرني؟
-يونجون:كيف أخبرك؟
-لونا:اتصل بي مثلا
-يونجون:ليس معي رقمك ولا أريد الحصول عليه من أي أحد...تعلمين أننا لا نطيق بعضنا
-لونا:أعلم...لكن في حال كهذه علينا التخلي عن الكبرياء...إنها حياة أصدقائنا
-يونجون:أخبريني الحقيقة...اليوم حين لم آتي هل قلقتِ علي؟

انفجر من الضحك ولكن لونا بقيت هادئة تماما
-لونا:نعم لقد قلقت عليك...لا تظن أنني أكرهك لدرجة أن أتشمت بمصائبك...نعم لقد قلقت عليك وحزنت حين عرفت السبب...الحمد لله على سلامتك

بقي مندهشا مما سمعه والتزم الهدوء فورا
-يونجون:غريب! في حياتي لم أراكِ بهذه الرقة واللطف
-لونا:أخبرني الآن أين أجد نينا لأطمئن عليها
-يونجون:في مستشفى سيؤول
-لونا:شكرا

حملت مشترياتها متوجهة بها للخارج ولكنه لحق بها
-يونجون:دعيني أساعدك...طبعا لا تفهمي الأمر على أنني مهتم لأمرك...أود فقط شكرك لشراء الطعام لي
-لونا:لا عليك...أنا فتاة قوية كما أن منزلي ليس بعيدا...سأوصلها بسرعة
-يونجون:حسنا على كل حال...ما كان علي عرض المساعدة على فتاة فظة مثلك

توقع أن تغضب منه وتصرخ عليه لكنها بقيت هادئة ثم أعطته مظلتها
-لونا:خذ هذه...لا بد أنك تحتاجها للتنقل في هذا المطر
-يونجون:وماذا عنك؟
-لونا:لدي أخرى في المنزل...بمجرد عودتي سأحضرها وأذهب للمستشفى
-يونجون:حسنا

ذهبت لونا للمستشفى بعد أن أنهت مشاغلها وسألت عن حال نينا وللأسف أخبرها الأطباء أنها أجرت عملية حرجة لذا هي تحت التخدير الآن ولا يمكنهم إعطاؤها تقريرا مفصلا عن حالها لأنهم حتى هم لا يعرفون ما ستؤول إليه الأمور...وبعد أن فقدت الأمل من الانتظار ذهبت لزيارة كارلا في منزلها لتتفقد أحوالها ولكن والدتها أخبرتها أنها معاقبة ولا يمكنها رؤية أحد أبدا وفي نفس الوقت هي لا تريد ذلك نظرا لحالتها النفسية السيئة

في يوم الغد ذهبت لونا للثانوية والتقت بسوبين قبل بدء الصفوف لأنهما يدرسان في صفين مختلفين وأخبرته أنها عرفت أخبارا عن كارلا ونينا بالصدفة بينما أخفت حقيقة لقائها بيونجون لكي لا يسيء فهمها...وبالفعل قلق كثيرا على نينا ولكن بشأن كارلا لم يكن رد فعله واضحا
-سوبين:هذه نتائج التهور...لطالما حذرتها من ذلك ولكنها لا تسمع
-لونا:لا تزد الطين بلة...إياك وقول هذا أمامها وإلا ستنفصل عنك
-سوبين:فلتنفصل...هذا ما أردته منذ البداية
-لونا:ولماذا لا تقول لها ذلك ببساطة؟
-سوبين:قلت مرارا وتكرارا ولكنها تجبرني على البقاء معها...ألا تفهمين حالي الميؤوس منها حتى الآن؟
-لونا:كارلا صعبة الطباع لكن في النهاية ستتفهم أنكما غير مقدران لبعضكما
-سوبين:نفذ صبري ولا أعلم كيف أتصرف معها...هذا حقا مزعج
-لونا:سوبين...هلاَّ فعلت شيئا لأجلي؟
-سوبين:ماذا؟
-لونا:حال كارلا النفسية أسوأ مما تتخيل...أخبرتني والدتها أنها تلوم نفسها على الحادثة وإن حصل لنينا شيء فهي لن تسامح نفسها البتة...وأنت الوحيد القادر على جعل حالها تتحسن...أعلم ذلك...لأنك لطالما كنت تسعدها وتمتص غضبها...هلاَّ ذهبت لزيارتها وهونت عليها قليلا؟ دون شك ستسمح لك بالدخول
-سوبين:آسف...لا يمكنني...علاقتي بها هي علاقة إجبار...ربما لو كنت مهتما حقا سأفعل
-لونا:افعلها لأجل إنسانيتك وليس لأجل علاقة حب
-سوبين:إنسانيتي هي من أوقعتني معها لذا قررت التخلي عنها للأبد
-لونا:هذا غريب...أنت تعلم أنك سعادة أحدهم ولكنك تأبى مساعدته! يال هذا العالم الغريب حقا! حسنا إن كنت لا تريد فبراحتك...أراك لاحقا
-سوبين:مع السلامة

بحلول المساء عاد سوبين لمنزله وبدأ كتابة واجباته المدرسية ولكنه تذكر كلام لونا اليوم...و رغم أنه ذاق ذرعا من التصاق كارلا به لكنه شعر بالشفقة عليها وافتقد أيامهما معا حين تزعجه

بعد تفكير عميق دام لدقائق حمل هاتفه واتصل بها...رن الهاتف مرة ومرتين وثلاث ولكنها لاتجيب
-سوبين:هذه ليست عاداتها! لا بد وأنها في حالة سيئة حقا

قام بالاتصال بها للمرة الرابعة ولكنه سمع جرس الباب يرن وحينما نزل عبر السلالم سمع رنين هاتف بالقرب منه...استغرب من الأمر وتتبع الصوت حتى قاده للباب وعندما فتحه وجد كارلا واقفة أمامه ممسكة الهاتف بيدها ونفسها يكاد ينقطع من شدة الجري وعيناها حمراوان بالكامل من شدة البكاء

وقبل أن ينطق بحرف ركضت عنده وعانقته بأقصى قوة ووضعت رأسها داخل صدره
-كارلا(ببكاء) :سوبين! نينا ستموت بسببي

بينما تعانقه تنهد بقلة حيلة وربت على ظهرها ولكنه انصدم حين سمع صوت أمه تنادي من الداخل
-سيدة تشوي:سوبين...من على الباب؟

شعر بالتوتر الشديد وأغلق الباب خلفه
-سوبين(بصراخ) :لا أحد أمي...ابقي مكانك

أمسك بكارلا من كتفيها وأبعدها عنه لكنها عادت لمعانقته من جديد
-سوبين:ليس هنا...أمي قد ترانا
-كارلا:اممم
-سوبين:لنذهب لمكان آخر

أخذها للسد المائي الذي تحب الجلوس عنده دائما وطوال الطريق كانت ممسكة بذراعه بقوة
-سوبين:علمت بالأمر من لونا...وأظن أنكِ تماديتِ كثيرا بتهورك...والآن ماذا نفعل؟

نظر نحوها فأدرك أن كلامه جرحها وقد اغرورقت عيناها بالدموع
-سوبين:حسنا آسف...لا تبكي
-كارلا(بحزن) :إنه خطئي...إن ماتت فسأموت أنا أيضا
-سوبين:مازالت حالتها غير معروفة لذا لا تتشامي...سنذهب لاحقا لرؤيتها
-كارلا:سوبين...هل افتقدتني هذين اليومين؟

صمت سوبين واتجه بنظره نحو مياه السد
-سوبين:لم يزعجني أحد طوال هذين اليومين...من الجيد معرفة أن الإزعاج ممتع في بعض الأحيان
-كارلا:هههه هذا لطيف...إذًا سأزعجك دائما

حاولت الضحك قليلا لكنها توقفت وتغيرت ملامح وجهها للحزن حين تذكرت أن صديقتها قد تموت في أي لحظة وعندما لاحظ سوبين ذلك شعر بالحزن وقام بالتربيت على كتفها ليواسيها
-سوبين:مهلا...ألستِ معاقبة؟
-كارلا:هربت
-سوبين(بصدمة) :ماذا؟!
-كارلا:لا يمكنني البقاء في المنزل في حال كهذه...حين وصلتني مكالمتك هربت فورا وأتيت ركضا لمنزلك...الطريقة الوحيدة لكي أتحسن هي أن أبقى معك قليلا
-سوبين(بتوتر) :حسنا

ذهبا للتجول معا وهما ممسكان بيدي بعضهما إلى أن حل الظلام فتناولا العشاء معا...وبينما هما جالسان على قارعة الطريق وردت سوبين مكالمة
-كارلا:من الذي يتصل بك؟
-سوبين:لونا
-كارلا:لا أصدقك
-سوبين:يا إلهي! كفي عن الشك بي في سخافات كهذه! إنها لونا وإن أردتِ سأعطيكِ الخط لتكلميها أولا
-كارلا:صحيح! لماذا تتصل بك لونا؟ هي غير مرتبطة صحيح؟ ماذا لو كانت عينها عليك؟
-سوبين(بتجهم) :لماذا تظنين أنني الشاب الوسيم محبوب الفتيات اللواتي يقعن بحبه من أول نظرة؟ ذاك يونجون وليس أنا
-كارلا:أنت أوسم من يونجون بنظري
-سوبين(بتجهم) :حسنا والآن دعيني أرد على لونا فهي تحرق الهاتف

ابتعد قليلا ورد على لونا لأنه يعلم ما قد يحصل
-لونا:إليك الخبر السار...نينا بخير...لقد استيقظت من التخدير وحالتها مستقرة
-سوبين(بسعادة) :ياله من خبر رائع! كارولين ستفرح كثيرا
-لونا:هل هي معك؟
-سوبين:بلى...سأخبرها بالأمر فورا

أخبرها سوبين عن الموضوع ولم تستطع التحمل أكثر لترى نينا لذا ذهبت إليها للمستشفى رفقة سوبين

بعد أن وصلا دخلا القاعة التي تنام فيها فوجدا والدتها معها...وقفت كارلا عدة دقائق تتأمل نينا من بعيد تشاهد رأسها المضمد وأجهزة الإنعاش المربوطة بها ثم ركضت إليها وعانقتها
-كارلا(بحزن) :آسفة...آسفة حقا لأنني لم آتي قبل الآن
-سيدة هونغ:إنها مصابة بكسور لذا حاولي عدم لمسها
-نينا:أمي! لا تبالغي
-سيدة هونغ:بسبب تهورك...انتظري حتى تشفي وسأريك
-سوبين:هل أنتِ بخير نينا؟
-نينا:أجل...أجريت عملية على رأسي وقفصي الصدري لكنني بخير حقا
-كارلا:هل تتألمين؟
-نينا:قليلا
-كارلا:سأعوضك عن ذلك...هل يخطر على بالك شيء ما؟

توجهت نينا بنظرها نحو والدتها القابعة أمامها ثم ابتلعت ريقها وصمتت
-سيدة هونغ(بحدة) :انسي أمره نهائيا...أعلم ما ستقولينه
-كارلا:من هو؟
-سيدة هونغ:الشاب الذي تسبب بهذا الحادث لنينا...لن أسامحه على فعلته أبدا

همست كارلا في أذن سوبين
-كارلا:يبدو أنها لا تعلم حقيقة ما جرى
-سوبين:من هذا الشاب الذي تتحدث عنه؟
-كارلا:أتوقع أنه تايهيون
-سوبين:من هذا؟
-كارلا:صديق قديم ليونجون...على كل حال لقد ذكرتني بأن أذهب لرؤيته في طريقي
-سيدة هونغ(بحدة) :عما تتهامسان أنتما الاثنان؟
-كارلا:أوه...لا شيء...سعداء لأن نينا بخير
-سيدة هونغ(بحدة) :حتى لو كانت بخير فأنا لن أتركها بخير
-نينا(بتجهم) :نفس القصة مرة أخرى
-سيدة هونغ(بحدة) :أنتِ اخرسي فليس لكِ حق النقاش حتى

كانت والدة نينا عصبية جدا ذلك اليوم لذا لم تترك الفرصة لكارلا وسوبين ليحدثاها حتى...وبعد أن انتهت الزيارة ذهبا لغرفة تايهيون الذي كان يرسم على دفتره
-كارلا:انظروا من مازال على قيد الحياة
-تايهيون:كارلا ههههههه
-كارلا:تبدو أفضل حالا من نينا
-تايهيون:كسر في رقبتي وساقي فقط هههههه
-كارلا:سلامتك...أتمنى لك الشفاء
-تايهيون:وكيف حال نينا؟
-كارلا:بخير...رغم تهشم رأسها وضلعها
-تايهيون:أريد رؤيتها
-كارلا:والدتها لن تسمح لك للأسف
-تايهيون:أرجوكِ كارلا ساعديني
-كارلا:لا تقحمني في الأمر أرجوك فوالدتها مرعبة أكثر من أمي
-تايهيون:أيمكنكِ إيصال رسالة لها مني؟
-كارلا:راسلها على الهاتف
-سوبين:أنسيتي أن هاتفها تحطم؟
-كارلا:أووه صحيح
-تايهيون:أرجوكِ كارلا لا أمل لي غيرك
-كارلا:حسنا حسنا لكن إن تم فضحي وتوبيخي من قبل أمها فسألقي بكامل اللوم عليك

كتب لها تايهيون رسالة وأعطاها لكارلا فذهبت ركضا لغرفة نينا
-كارلا:أعتذر على الإزعاج...نسيت قول شيء لنينا

قطبت والدة نينا حاجبيها ثم انهمكت بترتيب الفوضى التي على الطاولة فاستغلت كارلا الفرصة وأعطت الرسالة لنينا وعندما قرأت أنها من تايهيون ابتسمت بحماس وصارت تعانقها...لحظات حتى استدارت أمها فأخفتها تحت الغطاء
-كارلا:أراكِ لاحقا نينا...سآتي لزيارتك يوميا
-نينا:حسنا

خرجت كارلا للرواق فوجدت سوبين ينتظرها فابتسمت وتمسكت بذراعه وسارا معا نحو طريق العودة
-كارلا:أظن أن نينا عثرت على حب حياتها أخيرا
-سوبين:ظننت أنها الوحيدة من فريقنا التي ستبقى وحيدة طوال حياتها
-كارلا:بالعكس...نينا فتاة مليئة بالمشاعر وأرادت الارتباط منذ زمن لكن قوانين الجانحين منعتها
-سوبين:إذًا يونجون هو الوحيد الذي تبقى
-كارلا:ولونا أيضا...تخيل أن يرتبطا
-سوبين:ههههه مستحيل...يونجون قال أنه لا يريد الالتزام أبدا كما أنهما لا يطيقان بعضهما



عدل سابقا من قبل بثينة علي في الأحد فبراير 12, 2023 9:46 pm عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1234
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة مُرَاهِقَة جَانِحَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة مُرَاهِقَة جَانِحَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة مُرَاهِقَة جَانِحَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الإثنين مايو 30, 2022 7:09 pm

رواية مراهقة جانحة : الفصل الثاني والعشرون



بعد غياب كارلا عن الثانوية ليومين عادت بكل حيوية ونشاط تحت أنظار وكلام الجميع...الكل عرفوا بقصة الحادث ويتساءلون ماذا حل ببقية أفراد العصابة فالآن هناك اثنان ناقصان منهما وهما يونجون ونينا

اجتمع ما تبقى من أفراد العصابة على مائدة الغداء وهذه المرة شدت كارلا العزم لتخبرهم بقرارها
-كارلا:لقد قررت...من الآن سنتوقف عن كوننا جانحين
-لونا:ماذا؟! لكن لماذا؟!
-كارلا:يوم أمس فكرت جيدا...ما أوصل نينا لهذه النقطة هو أسلوب الجانحين المنحرف لذا قررت تصحيح الأوضاع
-لونا(بتذمر) :لا تقولي أننا سنسمي أنفسنا "فريق الفراشات الوردية" أو "صانعوا السعادة" أو "الأشخاص اللطفاء جدا"
-كارلا:اسم فريقنا سيبقى كما هو...لكن لن نكون جانحين...سنتوقف عن فعل الأشياء اللا أخلاقية والمتهورة
-لونا(بتجهم) :الجانحون غير الجانحين؟
-كارلا:بالضبط
-لونا(بتجهم) :سينصدم البقية إن عرفوا ذلك
-سوبين:أظنها فكرة جيدة وأنا أؤيد كارولين
-كارلا(بلطف) :أووه عزيزي! هذا أجمل تأييد حصلت عليه في حياتي

حاولت تقبيله على خده بسرعة لكنه أخفى وجهه بيديه وابتعد
-سوبين:ألم نتفق على الحفاظ على كرامتي قليلا؟
-كارلا:لا أستطيع مقاومتك لذا أفعل ذلك
-لونا(بتجهم) :هي يا جماعة أنا single بائسة هنا أمامكم فاحترموا مشاعري قليلا
-كارلا:وما منعك من الارتباط؟
-لونا(بتجهم) :النسوية...لا أريد الخضوع لرجل مجددا
-سوبين:لا أعلم لماذا تذكرت يونجون وأنتِ تقولين ذلك
-لونا(بحدة) :مقرف...إن كان كلامي يذكرك به فسأصمت
-سوبين:أين هو ولماذا لم يأتِ اليوم؟
-كارلا:لا أعلم...حاولت الاتصال به مرارا أمس

تذكرت لونا أنها قابلته لكن لم ترد إخبارهما بذلك خوفا من أن يفهماها بشكل خاطئ

في المساء انتهت الصفوف فذهبت لونا خلف سوبين وهو عائد للمنزل ونادت عليه في الشارع
-سوبين:أهلا لونا
-لونا:كارلا ستقتلني إن رأتني معك بمفردي...لكن أحتاج منك خدمة لو سمحت
-سوبين:تفضلي
-لونا:يونجون قد هرب من بيته ولا أعلم أين ينام هذين اليومين...هلاَّ قمت بمساعدته؟
-سوبين(باستغراب) :لكن...كيف؟!
-لونا:أعلم أعلم...لم أخبركما بالأمر في البداية لكنني قابلت يونجون
-سوبين(بخبث) :اتصلتِ به لأنكِ قلقة عليه؟
-لونا(بتجهم) :لا تجعلني أضيفك لقائمة المكروهين
-سوبين:ههههه أمزح
-لونا:لقد قابلته بالصدفة وتبين أنه مشرد الآن
-سوبين:حقا؟!
-لونا:أيمكنك مساعدته نيابة عني؟ بأن تأخذ له الطعام والملابس فالجو بارد...وأيضا إياك أن تخبره أنني أنا من أرسلتك
-سوبين:لكن كيف...؟!
-لونا(بتجهم) :لماذا يظن الجميع أنني أعتبر يونجون عدوي الأول؟ صحيح أننا غير متفاهمين لكنه ما يزال صديق أصدقائي...اذهب إليه
-سوبين:حسنا...لكن أين أجده؟
-لونا:لا بد أنه في المركز التجاري بما أن لديهم تدفئة
-سوبين:حسنا...سأخبرك بآخر التطورات لاحقا

ذهب سوبين للمركز التجاري وبحث عن يونجون فوجده جالسا عند النافورة يتأمل ماءها الذي ينزل بهدوء وهو شارد الذهن ففاجأه معانقا إياه من الخلف بوضع ذراعه على رقبته
-سوبين:أصبحت عميقا جدا
-يونجون:أخفتني!
-سوبين:لماذا تفعل بنا ذلك وتغادر دون إخبارنا حتى؟
-يونجون:أصلا لو كان يهمك أمري لسألت
-سوبين:هههههه ما حركات الكبرياء هذه؟
-يونجون:أمازحك...لم أتمكن من التواصل مع أحد كوني لا أملك لا هاتفا ولا مال
-سوبين:ألن تعود للمنزل؟
-يونجون:خلال هذه الفترة فكرت جيدا وقررت أن أستقل بنفسي...سأبدأ حياتي من الصفر وحدي...سأجد وظيفة وأستأجر شقة ولن أبقى تحت رحمة أحد
-سوبين:متأكد؟ أنت أحيانا تبالغ في التهور واستقلالك في هذا السن الصغير سيسبب لك الكثير من الانحراف والمشاكل
-يونجون:نعم متأكد
-سوبين:ماذا عن الثانوية؟
-يونجون:سأعود حين أكون مستعدا نفسيا...حاليا لا أستطيع
-سوبين:هههه ممتاز...ما رأيك أن أدعوك للمبيت في منزلي الليلة؟
-يونجون:كنت أود التظاهر بالخجل والكبرياء لكن لا حاجة...هيا خذني لمنزلك واهتم بي جيدا وأطعمني ألذ طعام
-سوبين(بتجهم) :حين أتزوج مليونيرة
-يونجون:أليست كارلا كذلك؟
-سوبين(بتجهم) :هذا إن استمرت علاقتنا أكثر من سنة من الأساس

في يوم الغد ذهب سوبين للثانوية وأخبر لونا بما حصل مع يونجون وقد فرحت كثيرا لسماعها أنه بخير وقد نام في منزله وأكل وتدفأ جيدا...بقيت الآن مشكلة نينا وهي تتماثل للشفاء
-لونا:هل ترافقني لنزورها اليوم؟
-سوبين:أود ذلك لكن طاقة والدتها السلبية تخيفني
-لونا:ههههه أعلم أنها متشددة ولهذا لديها مشاكل مع عائلتي

فاجأتهما كارلا وهي تجلس معهما ومعها قميصين متشابهين
-كارلا:تراااا صغيري...انظر ماذا اشتريت لنا؟ ملابس متشابهة
-سوبين(بتوتر) :ههه أشكرك كارولين
-كارلا:والآن اخلع زيك المدرسي ودعنا نبدو أجمل ثنائي في العالم
-سوبين:لكن...هذا مخالف للقوانين
-كارلا:صغيري! هذه ثانوية والدي
-سوبين:أراها فكرة سيئة جدا فأنا أكره مخالفة القوانين
-كارلا(بتجهم) :ألا تريد أن نبدو كثنائي؟
-سوبين:ليس كذلك...تفهميني فأنا لا أريد أي مشاكل في ملفي المدرسي ولا يهمني إن كان والدك مديرا أم رئيس جمهورية فأنا أعتبر نفسي طالبا طبيعيا كالبقية
-كارلا(بتجهم) :لا تريد أن ترانا لياليا معا أليس كذلك؟
-سوبين:ماذا ماذا؟! لماذا تقحمينها في كل شيء!؟
-كارلا(بتجهم) :قل أنك مازلت تحبها وتريد الذهاب إليها وأرحني
-سوبين(بصراخ) :تبدين مثيرة للشفقة وأنتِ تغارين منها هكذا

فجأة عم الصمت المكان وأنزلت كارلا رأسها...بعد لحظات من التفكير رفعته نحو سوبين مجددا ثم أمسكته من سترته وأرادت خلعها
-كارلا(بحدة) :ستخلعها وترتدي ما أحضرته لك وترانا لياليا معا وتعرف كم نحن منسجمان ونحب بعضنا
-سوبين(بحدة) :مريضة

دفعها بعيدا عنه وركض فوقفت مكانها مصدومة لسماع تلك الكلمة...هو الوحيد الذي لم تتوقع أن تسمعها منه وستخلف وقعا قاسيا عليها للغاية...لكن رغم كل شيء لم تستطع تركه يذهب غاضبا لذا لحقت به ركضا وتركت لونا تضع يدها على خدها بإحباط
-لونا:تشه single حزينة بائسة...أتمنى لو لدي boyfriend أتشاجر معه هكذا من حين لآخر

ركض سوبين عبر الرواق وقاده المطاف لقاعة الإذاعة...وعندما نظر خلفه سمع صوت كارلا تنادي عليه من أسفل الدرج لذا لم يجد أي طريقة للاختباء سوى قاعة الإذاعة لذا فتح الباب ودخل

اتكأ على الباب مغمض العينين ووضع يده على قلبه وعندما استدار وجد لياليا تنظر نحوه
-سوبين(بتوتر) :أ أ أ آسف على اقتحام المكان هكذا لكن...

سمع صوت كارلا تنادي من الخارج لذا صمت فورا واختبأ تحت الطاولة...كانت تبحث عنه في الرواق ولأنه مسدود فلا شك أنه دخل قاعة الإذاعة لذا تملكها غضب شديد وغيرة وحقد من أنه بالفعل هناك في الداخل عندها

كانت غاضبة لدرجة أنها صرت على قبضتها وأسنانها وتوجهت واضعة يدها على مقبض باب قاعة الإذاعة...وما إن حركته للأسفل حتى هدأت وشعرت بشعور بتأنيب الضمير...هناك احتمال كبير أنهما هناك معا ومنظر كهذا سيجعل قلبها ينفطر لأشلاء لذا تركت مقبض الباب وغادرت

بعد دقائق خرج سوبين من تحت المكتب ونظر عبر النافذة فلاحظ رحيلها وتنهد بعمق...ومجددا نسي أمر لياليا حتى صارت تسعل لتلفت نظره
-سوبين(بتوتر) :نحن نلعب الغميضة
-لياليا:يبدو أن علاقتك بخطيبتك سيئة جدا...لكن هذا لا يعني أن تقتحم القاعة هكذا
-سوبين(بتوتر) :لكنني حقا...أريد أن أنفصل عنها
-لياليا(ببرود) :لا يهمني ولا تحكي لي قصة حياتك...بالتوفيق لكما في كل قرارات حياتكما

بعد أن رأى كم كانت قاسية معه غادر الغرفة بهدوء ورأسه مطأطئ...ولأن قاعة الصف هي المكان الوحيد الآمن فقد ذهب إليها وفتح الباب ولكنه تفاجأ حين رأى كارلا تضع رأسها على الطاولة بإحباط وحزن شديد وحالها لا يسر البتة...حاول التراجع للخلف والتظاهر أنه لم يراها لكن تذكر حين نعتها بكلمة "مريضة" وهي كلمة قاسية لم تصدر منه طوال حياته تجاه أحد

بعد أن فكر للحظات تقدم منها ببطء ووقف عند طاولتها
-سوبين:ماذا تفعلين وحدك؟

لم ترد عليه لكنها رفعت رأسها وأخرجت الملابس التي في حقيبتها ورمتها في القمامة ثم عادت للنوم على الطاولة
-سوبين(باستغراب) :لماذا فعلتِ ذلك؟ أليست ملابس جديدة؟
-كارلا(ببرود) :إن أعجبتك خذها وارتديها كبيجاما قي البيت...وإلا فمكانها القمامة
-سوبين:هل غضبتِ لأنني نعتك بالمريضة؟
-كارلا(ببرود) :لا...لكنك كنت عندها أليس كذلك؟

أدرك أنها كشفت أمره لذا توقف عن المماطلة
-سوبين:لم يحصل بيننا شيء
-كارلا(ببرود) :لا يهمني

رغم قولها لذلك غافلتها دمعة ونزلت من عينها فجعلته يشعر بالذنب فأمسك بوجهها بكلتا يديه واقترب من عينيها وحدق فيهما لدقائق...كانت على وشك الاستسلام له ونسيان ما حصل لكن كبرياءها منعها لذا حافظت على نفس البرود
-سوبين:هل تظنين أنني رخيص لدرجة أن أذهب إليها ونحن نتواعد؟ ربما لو انفصلنا يمكنني ذلك لكن...

قبل أن ينهي جملته عانقته بقوة
-كارلا(بصراخ) :لا تكمل...إياك أن تكمل...نحن لن ننفصل ولن أعطيها الفرصة لتفوز علي وتأخذك هل فهمت؟

تنهد بقلة حيلة لأنه عاد ليعلق معها مجددا ثم شعر بالسعادة لأنها نسيت الجراح التي سببها لها...ربما ما يزال مقدرا له أن يحتملها أكثر...لكن يوما ما سينفجر دون أدنى شك

خرجا معا من القاعة وعندما مرا بساحة الثانوية رأيا لياليا تمر على بعد خطوات منهما فأغمضت كارلا عيونه
-كارلا:إياك والنظر إليها إن كنت صادقا في كلامك لي
-سوبين(بتجهم) :لن أنظر بنفسي فلا داعي لإغماض عيوني فأنتِ تضغطين عليهما كثيرا
-كارلا:هكذا أضمن أن لا ترى
-سوبين(بتجهم) :لماذا لا نبتعد عن المكان فقط
-كارلا:دقيقة...إنها على وشك أن تختفي

رأتهما لونا من بعيد فابتسمت ابتسامة جانبية ولكنها سرعان ما كشرت
-لونا(بتجهم) :مازلت single بائسة

بعد انتهاء الصفوف عادت لونا للمنزل فالتقت في طريقها بسوبين وذهبا معا
-لونا:أردت إخبارك...لن تجد مثلها
-سوبين:ها!
-لونا:إن انفصلت عنها فستندم طويلا...الاهتمام والحب الذي تعطيهما لك رائعان حقا وأي أحد يحلم بهما...أتخيل منظرك بعد أيام من الانفصال عنها...ستشعر بالضيق والتهميش...أنتما حقا ثنائي مذهل لدرجة أنني أغار من علاقتكما
-سوبين:لقد جننتِ
-لونا:أنا جادة...كارلا وثم كارلا...إياك خسارتها وإلا خسرت الكثير

رمت كلامها الغريب الذي لم يفهم منه شيئا ثم واصلت السير بمفردها...قبل أيام كانت تقول له أن ينفصل عنها والآن فجأة تقول ذلك!

ذهبت كارلا في يوم الغد لزيارة نينا في المستشفى ولسوء الحظ أيضا وجدت والدتها معها فهي لا ترضى تركها وحدها أبدا
-كارلا:كيف حالك اليوم؟
-نينا:أتماثل للشفاء
-كارلا:متى ستخرجين؟
-نينا:لا أعلم...أنتظر بفارغ الصبر تعليمات الطبيب
-سيدة هونغ:حالتها ليست مستقرة بعد فلماذا تخرج؟
-نينا(بتجهم) :هل تتوقعين أن أعيش هنا طوال حياتي؟
-سيدة هونغ:حتى لو عشتِ هنا واندفنتِ هنا فهذا لا يهمني لأنني حاقدة عليكِ بالكامل
-نينا:أووه أمي! لا تعامليني هكذا فتعلمين أنني اعترفت بخطئي
-سيدة هونغ:دعينا ننسى الموضوع فعندما تعودين للمنزل سنرى بشأنك

نظرت كارلا لنينا بحزن وعرفت أنها أوقعتها في مشكلة مع والدتها...كانت شاردة وتشعر بالذنب لكن أيقظها صوت والدة نينا
-سيدة هونغ:كارولين...هلاَّ بقيتي مع نينا قليلا؟ سأخرج لأشتري دواءً للصداع من الصيدلية المجاورة ولن أتأخر
-كارلا:طبعا...كوني مطمئنة

كانت نينا ستنفجر من الحماس وبمجرد أن خرجت والدتها تمسكت بملابس كارلا بقوة
-نينا:خذيني لغرفة تايهيون
-كارلا:لكن...أمك...
-نينا:دعينا منها...قلبي مفطور وأريد الاطمئنان على تايهيون فورا...إن لم أفعلها فسأصاب بالاكتئاب...إنها فرصتي الوحيدة أرجوكِ كارلا
-كارلا:حسنا...يبدو أن أمك ستطردني وتمنعني من رؤيتكِ مجددا...لكن لا بأس ما دام هذا يعوض الحادث الذي أوقعتكِ فيه
-نينا(بحماس) :هيا هيا

ركضت كارلا خارج الغرفة وأحضرت كرسيا متحركا ثم ساعدت نينا في الجلوس عليه وجرتها بسرعة نحو غرفة تايهيون في الطابق السفلي

بمجرد أن دخلت غرفته انصدم وحاول الوقوف لمعانقتها لكن رجله ورقبته مكسورتين لذا لم يستطع الحركة مطلقا...اكتفى كلاهما بالجلوس بجانب بعضهما وإمساك يدي بعضهما بينما كارلا تحرس أمام الباب
-نينا(بسعادة) :لا أصدق! تايهيوني! أنت بخير
-تايهيون:نينا! يالها من مفاجأة سارة! افتقدتك كثيرا

حاول لمس وجهها ببطء لكنا ذراعيه تؤلمانه كلما حركهما
-تايهيون:ههههه حالنا حقا مثيرة للشفقة...لا يمكنني حتى لمسك ومعانقتك رغم أنني أريد ذلك
-نينا:مجرد رؤيتي لك هي سعادة غامرة
-تايهيون:قال الطبيب أنني سأخرج اليوم...جيد أنكِ أتيتِ في الوقت المناسب
-نينا:ههههه أعلم...قلبي أحس بك

كانت كارلا تحرس الباب إلى أن رأت ممرضة قادمة
-كارلا:تغازلا لاحقا فأحدهم قادم

دخلت الممرضة القاعة فوجدت نينا هناك
-الممرضة:آنسة نينا! عرفت أنكِ ستكونين هنا...بسرعة...لقد حان وقت الفحص
-نينا(بحزن) :لكنني لم أشبع من تايهيوني بعد
-الممرضة:لا وقت للعلاقات الرومنسية...هيا

كانت نينا ممسكة بيد تايهيون وعندما جرتها الممرضة بقيت ملتصقة بها حتى فرقتهما عن بعضهما بصعوبة
-نينا(بصراخ) :عزيزي...تعال لزيارتي دائما
-تايهيون(بصراخ) :سأفعل...أعدك

أخذت الممرضة نينا خارج الغرفة فأصيبت بالحزن والإحباط وقطبت حاجبيها
-كارلا:على الأقل رأته لمرة واحدة

خلال تلك الأيام كان يونجون مختفيا عن العيان نهائيا وذلك بسبب شجاره مع زوج أمه...لكن بسبب تفكيره الطويل ومراجعته لحياته من الصفر أدرك أنه إن بقي هكذا سيضيع لا محالة

في البداية ذهب لهاتف عمومي واتصل بوالدته بعدة قطع بقشيش تبقت معه وكان هادئا جدا وهو يكلمها
-يونجون(بحزن) :ألو...أمي
-سيدة بيلما(بقلق) :ها أنت ذا! لماذا لم تتصل بي طوال هذه الأيام؟ كيف حالك وكيف تعيش وكيف تتدبر أمورك؟
-يونجون(بحزن) :أنا بخير...فقط أفتقدكِ كثيرا...وأيضا آسف
-سيدة بيلما(ببكاء) :على ما تتأسف؟ أنا التي يجب أن تتأسف...أخبرني أين أنت وسآتي فورا
-يونجون:حسنا

بعد ساعات التقيا في مطعم وأحضرت له معها حقيبة ملابس وصندوقا من الطعام وزيه المدرسي وحقيبته
-سيدة بيلما:أرجوك مهما حصل ومهما شعرت بالضيق فلا تترك دراستك...صدقني ستندم
-يونجون:طبعا لن أتركها...احتجت فقط لأيام لأفهم أنني بحاجة لشهادة جامعية لأعمل
-سيدة بيلما:هذا خبر مفرح

أخرجت هاتفه من جيبها وأعطته له
-سيدة بيلما:لن أطلب منك العودة لذلك الجحيم لكن أرجوك طمني عنك يوميا لكي لا أبيت مستيقظة
-يونجون(بابتسامة) :سأفعل
-سيدة بيلما:ماذا قررت؟
-يونجون:لقد بحثت عن عمل بالفعل وسأبدأ غدا...لقد سمح لي صاحب المتجر بالمبيت هناك لشهر وبعد أن أتقاضى راتبي الأول سأقوم باستئجار غرفة رخيصة السعر...هذا ما قررته
-سيدة بيلما:سعيدة جدا لأنك نضجت وقررت البدء ببناء حياتك بمفردك...ولهذا أحضرت لك شيئا

وضعت يدها في حقيبتها وأخرجت مبلغا ماليا وقدمته ليونجون
-سيدة بيلما:خذ هذا...لا بد أنك تحتاجه كثيرا الآن

أراد أن يرفضه ولكن لم يستطع ذلك فهو في حال يرثى لها وحتى أنه لم يأكل جيدا منذ زمن
-يونجون:شكرا أمي...سأرده لكِ في أقرب فرصة

نهص من كرسيه وعانقها بحرارة ومهما حاولت كبت دموعها لم تستطع لذا استسلمت وبدأت بالبكاء

في يوم الغد ذهب يونجون للثانوية مرتديا زيه المدرسي وبمجرد دخوله من باب الثانوية بدأت الفتيات بالنظر إليه والهمهمة سعادة بعودته أخيرا

توجه مباشرة لقاعة الجانحين وفاجأهم فانفجروا من السعادة وركضوا عنده يرحبون به ما عدا لونا التي اكتفت بالمراقبة عن قرب
-كارلا(بسعادة) :أووه لا أصدق! كيف تغادر هكذا دون طمأنتي عليك؟ سأقتلك
-يونجون:ههههه أعلم أنني أقلقتكم علي لكن احتجت للبقاء وحدي هذه المدة
-سوبين:ستحكي لنا كل شيء بالتفصيل صحيح؟
-يونجون:ههههه بلى

سمع أربعتهم جرس الحصص فنهضوا ليغادروا...غادرت كارلا مع سوبين أولا ثم بقي يونجون لبعض الوقت ينتظر أن يختلي بلونا ثم تقدم منها وأعطاها مظلتها ومبلغا من المال
-لونا:مظلتي!
-يونجون:والمال أيضا...أنا حقا لا أعلم كيف أشكرك لأنكِ وقفتِ معي ذلك اليوم
-لونا:لم أقف معك...أنت أوقعت نفسك في ذلك وأنا فقط فعلت ما قد يفعله أي إنسان لديه قلب ورحمة
-يونجون:لقد فكرت بأمرنا كثيرا لذا...

فجأة انتفض قلبها بعد أن شعرت بأنه جاد جدا في كلامه ويبدو كما لو أنه فكر بها بطريقة مختلفة هذه المرة...قد يكون طلبا للمواعدة
-يونجون:ما رأيك أن نعقد هدنة؟ دعينا لا نتخاصم بعد الآن ونصبح أصدقاء حقيقيين ومخلصين مثلنا مثل باقي العصابة

بقيت متصنمة مكانها تحدق بالمظلة ولم تملك ردا مناسبا للموقف الذي هي فيه...بعد أن أدرك شرودها حاول المغادرة لكن بمجرد وصوله للباب توقف ليحدثها دون أن ينظر إليها
-يونجون:لا أعلم ما خطبي حقا...لكن ذلك اليوم حين أعطيتني مظلتك أحسست بشعور دافئ في داخلي كاد أن يجعلني أبكي...شعور قضى على كل الصقيع الموجود بداخل قلبي...آسف لأنني شخص سافل

بعد رميه لكلماته تلك غادر مسرعا بينما بقيت لونا متجمدة على نفس الحال ودون وعي منها نزلت دمعة من عينها كادت أن تفضحها أمامه لولا أنه غادر بسرعة



عدل سابقا من قبل بثينة علي في الأحد فبراير 12, 2023 10:35 pm عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1234
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة مُرَاهِقَة جَانِحَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة مُرَاهِقَة جَانِحَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة مُرَاهِقَة جَانِحَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الأربعاء يونيو 01, 2022 9:11 pm

رواية مراهقة جانحة : الفصل الثالث والعشرون



ذهب سوبين للحمام ليغسل يديه ولكنه قابل طالبا لا يعرفه ولم يكلمه من قبل
-الطالب:ههههههه خطيبتك تتحكم بك...يالك من خروف...لقد أذللت الرجال حقا

خرج شخص آخر من أحد المراحيض ووضع يده على كتف الأول
-الطالب2:هل تعتبر هذا النذل رجل؟ أنا لا أرى أي أثر للرجولة...خطيبته أرجل منه
-سوبين:هل انتهيتما؟
-الطالب1:إن كنت تقصد من مسح الأرض بك فلا لم ننتهي
-سوبين:أولا تلك ليست خطيبتي بعد...ثانيا هي لا تتحكم بي بل أنا مضطر لمجاراتها حتى لا أجرح مشاعرها وهذا شيء لا تعرفانه بأن الفتيات حساسات جدا
-الطالب2:ههههههههه عذر أقبح من ذنب...إنها تجرك كالكلب خلفها...ما الذي استفدته منها فهي غير جميلة وليس لديها حتى قوام ممشوق كلياليا صديقتك السابقة...ربما لأنك تستفيد منها ماليا؟
-سوبين(بتوتر) :مهلا...إياكما ذكر اسم...

فجأة انفتح باب الحمام الخارجي بقوة بركلة واحدة أفزعت الجميع...كانت تلك كارلا التي تتطاير شرارات الغضب منها
-كارلا(بغضب) :كنت أمام الباب أستمع إليكما وأنتظر بفارغ الصبر خروجكما لأبرحكما ضربا لكن لا مجال للتحمل أكثر...بمن قارنتماني للتو؟

ضرب سوبين رأسه بيده بينما نظر الطالبان لبعضهما وابتلعا ريقهما...تقدمت منهما كارلا وهي تضرب رجليها بالأرض كالمصارع وأشارت بإصبعها في وجههما متناسية أنها في حمام الشباب
-كارلا(بغضب) :إياكما مرة أخرى أن تقارناني بفتاة الإذاعة الرخيصة تلك...وإياكما إزعاج خطيبي الوسيم وإلا سأنهي وجودكما في هذه الثانوية وأجعل الجميع يبرحونكما ضربا من أجل المال

صمت الطالبان لذا أمسكت كارلا بذراع سوبين وجرته خلفها وبمجرد ان ابتعدا سحب يده منها
-سوبين(بحدة) :يكفي...لقد سئمت...إن كنتِ لا تريدين أن يسخر الطلبة مني فلا تعامليني كأنني أنا الفتاة في العلاقة
-كارلا(بتجهم) :لا تقل أن كلامهما أزعجك...سأذهب وأضربهما حالا

أرادت أن ترجع أدراجها لكنه سحبها للخلف
-سوبين(بحدة) :ألا تفهمين أنه ليس خطأهما؟ إنه خطؤك...توقفي عن معاملتي هكذا وإذلالي أمام الجميع...لقد سئمت

بعد صراخه في وجهها غادر وتركها مما جعلها تصاب بحزن عميق...ذهبت لقاعة الطعام فوجدت يونجون ولونا يأكلان معا وهذه معجزة بحد ذاتها لأن ذلك لم يحصل من قبل أبدا
-كارلا(بحزن) :كنت سأنصدم مما رأيته لكنني مصدومة بالفعل...تشاجرت مع سوبين
-لونا:ولماذا الآن أيضا؟

قصت لهما القصة كاملة وهي محبطة
-لونا:مرعب! لماذا يقارنوك بتلك؟
-يونجون:أرى ما قاله الشابان قريبا للصواب

ضربت كارلا الطاولة بغضب مما أفزع يونجون
-يونجون(بتوتر) :أقصد كله فيما عدا ما يخص لياليا
-كارلا(بحزن) :وماذا أفعل ليحبني سوبين أكثر منها؟ أصلا ما الذي يميزها عني؟
-يونجون:دعيني أتذكر...شعرها الطويل، أنوثتها، رقتها، نعومتها، ساقيها النحيلتان وبطنها المسطح، اهتمامها ببشرتها وجمالها أكثر من...

ما كاد ينهي كلامه حتى رأى هالات من الحقد والغيرة تتطاير من كارلا فنغزته لونا حتى يصمت
-كارلا(بغضب) :مازلت أراها نكرة وقبيحة
-يونجون:حسنا...لكن يمكنكِ ربط سوبين بطريقة ما بحيث لا يستطيع تركك حتى لو أراد ذلك
-كارلا:لكنني ربطته بالفعل بعلاقتنا
-يونجون:لا...قصدت أمرا أكبر من الارتباط
-لونا(بحدة) :توقف عن ملأ رأسها بالأفكار المبتذلة
-يونجون:أفكاري مبتكرة غصبا عن أنفك
-لونا(بحدة) :وكأنني لا أسمع مضمونها بأذناي
-يونجون:هل سنعود للشجار مجددا؟
-كارلا(بحماس) :وجدتها
-يونجون:ماذا وجدتِ؟
-لونا:لا تقولي أنكِ ستطبقين أفكار يونجون
-كارلا(بحماس) :نوعا ما...غدا ستريان المفاجأة

في يوم الغد ذهب سوبين لخزانته ليضع أغراضه فوصله اتصال من كارلا...في البداية تجاهلها ولكنه يعرف أنه إن تجاهلها أكثر ستبدأ بالشك به واختلاق دراما جديدة لذا رد عليها
-سوبين(بتململ) :نعم؟
-كارلا:صغيري...انتظرني في قاعة الجانحين اليوم فأنا أحضر لك مفاجأة رائعة لعيد ميلادك
-سوبين:عيد ميلادي اليوم! نسيت ذلك
-كارلا:هذه المرة ستندهش أؤكد لك
-سوبين:أووه حسنا...أراكِ هناك

أغلق الخط بتململ وعرف أن مفاجأتها تلك ستكون نقطة أخرى لشجار جديد بينهما

انتظر في قاعة الجانحين لبعض الوقت إلى أن سمع صوت الباب يفتح خلفه وعندما استدار بقي فمه مفتوحا من الصدمة وعينيه على مصراعيهما

تقدمت منه كارلا بهدوء بكعبها العالي واتكأت على الحائط وهي تبتسم ابتسامة جميلة...هي الآن تبدو مختلفة 180°...هي الآن تبدو كفتاة...أصبح لديها شعر طويل تضع عليه الدبوس الذي أهداه لها...وترتدي ملابس أنثوية وتنورة قصيرة...وتضع القليل من مساحيق التجميل مما زادها جمالا
-كارلا:عيد ميلاد سعيدا...ما رأيك؟
-سوبين(بصدمة) :ش ش ش شعرك!
-كارلا:وضعت شعرا مستعارا
-سوبين(بصدمة) :م م ملابسك!
-كارلا:ما رأيك؟ تبدو التنورة القصيرة رائعة علي صحيح؟
-سوبين(بصدمة) :م م م مستحضرات التجميل!
-كارلا:أعترف أنني لا أجيد وضعها ولكن خادمتنا وضعتها لي لذا إن تخربت سأكون في مشكلة
-سوبين(بصدمة) :هذا لا يصدق!
-كارلا(بابتسامة) :لقد أردت أن تواعد فتاة وليس مسترجلة وها أنا أحقق رغبتك...لا أحد سيسخر منا بعد الآن لأننا سنشكل أجمل ثنائي في الثانوية
-سوبين(بصدمة) :هذا لا يعقل!
-كارلا:ههههه أوه هيا حاول العودة لرشدك قليلا...لنذهب ونتباهى بعلاقتنا

أمسكت بيده وهو ما يزال مصدوما وأخذته في جولة داخل الثانوية والجميع مصدومون من هذه المصيبة التي يرونها...حتى يونجون كان قادما من البوابة فاستقبلته لونا وسحبته جانبا
-لونا:هل رأيت الصدمة؟ كارلا أصبحت فتاة
-يونجون:ههههههه هي فتاة بالفعل
-لونا:بل أصبحت حرفيا فتاة...انظر

أشارت له من بعيد فرأى سوبين وفتاة جميلة وأنثوية تمسك بذراعه
-يونجون(بصدمة) :تلك كارلا!
-لونا:رأيت...إنها صدمة
-يونجون:لكن أظن ان الأسلوب الأنثوي يناسبها أكثر خاصة أنها طويلة
-لونا:لا يهم...تعال لنرى ما الذي ستؤول إليه الأمور

في استراحة الغداء اجتمع الجانحون على طاولتهم الخاصة وكان سوبين ما يزال متوترا من تحول كارلا المفاجئ لذا لم يستطع حتى النظر نحوها كالمعتاد

في الجانب الآخر من الطاولة كانت لونا تجلس بجانب يونجون وكلاهما مستغربين
-يونجون:ما القصة؟
-كارلا:لا شيء...أردت أن أمنح صغيري سوبين الفرصة ليكون مع أنثى
-يونجون:أشجعكِ في ذلك...لكن هل أنتِ مرتاحة؟
-كارلا:أكيد...كل ما يريح عزيزي سيريحني
-يونجون:لماذا أشعر أن هذه كذبة؟
-كارلا:حسنا أعترف...من الصعب السير بتنورة قصيرة والبقاء على نفس مستحضرات التجميل طوال اليوم دون فركها بالخطأ...والإبقاء على خصلات شعري دون أن أقتلعها بالخطأ
-لونا:أرى أنكِ خربتِ الآيلاينر
-كارلا:أوووه ليتني أجيد رسمه
-لونا:سأساعدكِ في رسمه لاحقا
-كارلا(بحماس) :شكرا جزيلا
-يونجون:ههههههه مضحك...الحب فعل بكارلا كل هذا!؟
-كارلا(بخبث) :لست وحدي...لاحظت أنك توقفت عن مواعدة الفتيات منذ مدة...هل عينك على إحداهن ونحن لا ندري؟

فتح يونجون عينيه على مصراعيهما وتوتر لذا صار يتأتئ في كلامه ويحاول الإنكار
-يونجون:غير صحيح...أنا حتى لم أجد فتاة جديدة بعد فلماذا تتسرعين في تقديم الأحكام عني
-كارلا:كيف يعقل أن لا تجد أي فتاة والثانوية ممتلئة بهن!؟
-يونجون(بتوتر) :ليس هناك بعد من تلائم ذوقي المتميز
-كارلا:هههههههههههه كشفتك...لا تكذب أكثر
-يونجون(بحدة) :أصلا لماذا أهتم لكلامك فأنا أعرف نفسي جيدا ولا أحتاج برهنة أي شيء لأي أحد

حمل طبق طعامه وغادر بعد أن أزعجته كارلا ووجد طريقا مسدودا للدفاع عن نفسه...وعند مغادرته انفجرت كارلا من الضحك بينما كانت لونا هادئة وشاردة الذهن ومعها سوبين الذي لم ينطق بأي حرف للآن

في نهاية اليوم انتهت الصفوف وخرج الجميع للعودة لبيوتهم ولكن كارلا استغلت الفرصة ولحقت بسوبين
-كارلا:اليوم عيد ميلادك...لنخرج في أول موعد لنا كشاب وفتاة
-سوبين(بتوتر) :موعد! هذا يبدو محرجا قليلا
-كارلا:هههههه لا تنحرج...لطالما ضحك الجميع علينا وظنوا أنك مجنون لتحب فتاة عديمة الأنوثة مثلي...لكن الآن سنقف وسطهم بكل فخر ونخبرهم أننا ثنائي رائع
-سوبين(بتوتر) :ربما ليس اليوم...مازلت لا أعرف كيف أعاملك
-كارلا:أوووه هيا...عاملني كما كنت تعاملني سابقا

جرته من ذراعه وأخذته لمكتب والدها الذي مازال مندهشا أيضا من تغيرها الكبير
-كارلا(بلطف) :أبي العزيز! اليوم عيد ميلاد سوبين وأحتاج بطاقتك المصرفية لأفاجئه
-الأب(بتوتر) :حسنا لكن...ارأفي بوالدكِ المسكين
-كارلا:طبعا لا تقلق

أول ما فعلته هي أنها ذهبت مع سوبين للمطعم واشترت له مائدة من أشهى الأطعمة وكعكة
-سوبين(بتوتر) :لماذا كل هذا؟!
-كارلا:تستحق يا صغيري الصغير...أظن أنك لم تأكل جيدا مؤخرا فجسدك نحيل جدا
-سوبين:لكن لن أستطيع إنهاء كل شيء
-كارلا:من يهتم؟ كل ما تريده وسيرمون الباقي
-سوبين:هذا تبذير!
-كارلا:لا تقلق فسأدفع ببطاقة والدي...أنت فقط كل فهو يوم ميلادك وسأدللك

شعر بالذنب من تبذير الطعام لذا بدأ الأكل وأنهى الأطباق واحدا تلو الآخر...حتى حين شعر بالشبع لم يتوقف وقام بابتلاعه بسرعة إلى أن شعر بالتثاقل وبأن بطنه تؤلمه

وجهتهما التالية كانت متجر الملابس وبينما يتجولان كانت كارلا تختار فقط الملابس التي على مقاس سوبين فأمسك يدها
-سوبين:لا أريدها
-كارلا:إنها هدية عيد ميلادك!
-سوبين:لا أريد كل هذا فهو كثير وغالي الثمن
-كارلا:لا تقلق فوالدي يملك الكثير من المال في بطاقته
-سوبين:أنتِ لا تفهمين...القصة ليست قصة مال بل هي قصة كبرياء...لا أريد أن تصرف علي فتاة
-كارلا:لست مجرد فتاة...أنا خطيبتك
-سوبين:أعلم ما تحاولين فعله وما الذي تريدين الوصول إليه ولكن هذا لا يزيد سوى الأمور سوءا...لا أحتاج فتاة تصرف علي...كل ما أحتاجه فتاة تفهمني

طفح الكيل بها فاستدارت نحوه بوجه مقلوب
-كارلا(بحدة) :لقد فعلت كل شيء لإرضائك ولكن مازلت تظن أنني لا أفهمك؟
-سوبين:نعم أنتِ لا تفهمينني لأنكِ حتى لا تحاولين ذلك...وفوق كل هذا حاولتِ إظهار نفسكِ كفتاة ليس لأن هذه طبيعتك بل لأنكِ تودين أن تنافسي لياليا في الأنوثة...افهمي أنني أريد فتاة حقيقية وليس مصطنعة

مع كل كلمة يقولها زاد غضبها أكثر لذا قامت بخلع الكعب العالي الذي ترتديه ورمته جانبا...ثم قامت بشد شعرها فأزالت الخصلات الاصطناعية تماما ورمتها على الأرض
-كارلا(بغضب) :كل تلك التضحيات التي فعلتها لأجلك أنت دائما تردها لي خيبة قاتلة...أظن أننا سنبقى في طريق مسدود إلى أن تقرر رمي عنادك
-سوبين(ببرود) :لننفصل بالتراضي...لو سمحتِ
-كارلا(بغضب) :لا وألف لا...دعني وشأني

عادت كارلا للمنزل وهي تحك رأسها بعد أن كادت تخلع خصلات منه مع الشعر المستعار...أما سوبين فذهب للتمشي في المدينة وحاول إيجاد حل لخلافاته الدائمة معها

كانت تلك عطلة نهاية أسبوع ولم يتقابلا نهائيا ولم تتصل به أو تتواصل معه بأي طريقة وهذا يعني أنها غاضبة منه حقا...ورغم علمه أنها ستعود لإزعاجه عاجلا أم آجلا فقد فضل عيش تلك الأيام بسلام دونها وعدم محاولة التواصل معها لإرضائها كما المرات السابقة

بعد مرور ذلكما اليومين ذهبت كارلا للثانوية وفاجأت الجميع أيضا بعودتها لأسلوبها الرجولي القديم الذي كانت عليه
-يونجون:لقد أفقدتني صوابي...مرة أنثى ومرة مسترجلة!
-كارلا(بتجهم) :كل ما أفعله لأجله ينتهي بالخذلان...لن أفعل أي شيء لأجله مجددا ولن أملأ رأسي به
-لونا:متأكدة؟
-كارلا(بتجهم) :طبعا متأكدة

بعد مرور 5 دقائق:
ذهبت كارلا للصف ولم تجد سوبين...ورن الجرس وطاولة سوبين فارغة...وأخيرا بدأت الحصة وانتهت وهو لم يأتِ بعد

احترق قلبها لتعرف ما خطبه فانتظرت حتى حانت استراحة الغداء ثم انطلقت لمنزله لتبحث عنه...كان الجو ماطرا للغاية كونه فصل الربيع لذا اضطرت لأخذ مظلتها والذهاب هناك...وعندما وصلت بجانب منزله وجدته جالسا في حديقة المنزل تحت المطر دون مظلة وملابسه مبللة بالكامل
-كارلا(بقلق) :سوبين! ما بك؟!

نظر نحوها بنظرات باردة خالية من أي حياة أو مشاعر ولم ينطق بأي شيء فعانقته وغطته بالمظلة جيدا لكي لا يتبلل أكثر...كان يرتجف من البرد لذا حاولت وضع ذراعيها عليه
-كارلا(بقلق) :أخبرني ما الأمر؟ أنت تقلقني كثيرا
-سوبين(ببرود) :أمي...أصيبت بانسداد شرياني وتحتاج عملية عاجلة قبل أن تموت
-كارلا(بقلق) :يا إلهي! أين هي بالضبط؟
-سوبين(ببرود) :المستشفى...ولكنني لا أملك المال...أنا حقا قمامة ولا فائدة لي في الحياة...كل ما أفعله أنني عالة عليها وما كانت لتعاني هكذا لو لم أكن في حياتها
-كارلا(بحزن) :لا تقل ذلك...كلامك سخيف...لولاك لكانت والدتك فقدت الأمل من الحياة منذ زمن...أنت أملها الحقيقي صدقني...أنت ما يجعلها تستمر إلى الآن بعد أن فقدت والدك

وضع رأسه على كتفها واكتفى بالصمت...ولأنها قلقة عليه قامت بأخذه لداخل المنزل وألبسته الكثير من المناشف وشغلت الموقد ثم حملت هاتفها واتصلت بوالدها
-كارلا(بحزن) :مرحبا أبي...أرجوك أحتاج مساعدتك لأمر طارئ
-الأب:خيرا؟
-كارلا(بحزن) :والدة سوبين تحتاج عملية طارئة وإلا ستموت...أرجوك ادفع تكاليف العملية
-الأب:هل جننتِ؟ لماذا علي ذلك؟
-كارلا(بحزن) :من فضلك...إن سوبين حزين الآن وهذا يجعلني حزينة للغاية...افعلها لأجلي فقط
-الأب:حسنا...سأتصل بالمستشفى وأرى
-كارلا(بسعادة) :شكرا جزيلا أبي...أحبك

عادت للجلوس بجانب سوبين وقامت بتمرير المنشفة على شعره
-كارلا:شعرك مازال مبللا...لا تقلق لقد حللنا المشكلة وأمك ستكون بخير
-سوبين(ببرود) :لماذا كل ذلك؟ كنت سأبيع منزلنا
-كارلا:وتسألني لماذا؟ لا يمكنني تركك وحدك...نحن خطيبان وهذا يعني أنني معك في السراء والضراء...دعك من المنزل واحتفظ به فأنت تحتاجه
-سوبين(ببرود) :سأرد لكِ المال يوما ما...فقط انتظريني
-كارلا(بابتسامة) :لا بأس خذ وقتك...المهم أن تكون والدتك بخير

ذهب سوبين للمستشفى مع كارلا وهناك قابلا والدها وأخبرهما أن كل شيء يجري بشكل جيد وستبدأ عمليتها بعد ساعة وكل ما عليهم هو الانتظار إلى أن تنتهي ليخبرهم الطبيب بالنتائج

كان سوبين تائها وشاردا فقد خاف أن لا تنجح العملية ويفقد والدته مثلما فقد والده...لكن كارلا حاولت طمأنته طوال الوقت إلى أن انتهت وخرجت منها سليمة معافاة

في نهاية اليوم عاد سوبين متعبا للمنزل ولحقت به كارلا لأنها تريد التهوين عليه قليلا وعندما وصلا لباب المنزل استدار ليودعها
-سوبين:شكرا على كل شيء...أنا مدين لك ولا يمكنني التعبير الآن لأنني متعب...سنتحدث غدا
-كارلا:ألن تسمح لي بالدخول؟
-سوبين:لكن الوقت متأخر والمنزل فارغ
-كارلا(بحماس) :رائع...سنقضي موعدا غراميا وحدنا في منزلك لأول مرة
-سوبين(بصدمة) :مجنونة أنتِ...أي موعد غرامي في الليل؟
-كارلا(بحماس) :عندي خطة أفضل...بما أنك مهموم هذه الليلة فسأنام بجانبك وأخفف عنك...أليس لهذا السبب نحن خطيبان؟
-سوبين(بصدمة) :لا يمكنكِ ذلك

دخل المنزل وأغلق الباب خلفه فصارت تطرق عليه
-كارلا(بإحباط) :أووه هيا! أنا لم أقصد إزعاجك...كل ما أريده الوقوف معك كي لا تشعر بالحزن والوحدة

لم يرد عليها من خلف الباب لذا تنهدت بقلة حيلة وسارت عدة خطوات...لكن فجأة سمعت صوت الباب خلفها يفتح وأسرع سوبين نحوها وقبلها على خدها ثم عاد للمنزل وأغلق الباب وصرخ من خلفه
-سوبين:هذه هدية امتنان لكِ على ما قدمتِ لأجلي اليوم

وضعت يدها على خدها فلاحظت أنه يحترق من شدة الخجل...صارت تضحك بصوت خافت وتقفز مكانها بهدوء...كانت تلك أول مرة يقبلها سوبين بإرادته دون أن تطلب منه وبطريقة مفاجأة لذا هي الآن تشعر بشعور دغدغة جميل في داخلها

في يوم الغد ذهبت كارلا للثانوية بكل فخر ولحسن الحظ قد عثرت على يونجون قبل الكل
-كارلا(بفخر) :لقد ربطته

لم يفهم يونجون أي شيء لذا بقي يرمش بعينيه
-يونجون:ربطتِ ماذا؟
-كارلا(بثقة) :ربطت صغيري سوبين...هو الآن مدين لي بالمال وبحياة والدته وهكذا لن يستطيع تركي للأبد...أليس هذا ما قصدته بربطه؟
-يونجون:أوه فعلا! لم يخطر ببالي ذلك لكنها فرصة جيدة...ما بها والدته؟
-كارلا:أصيبت بانسداد شرياني
-يونجون:هذا مؤسف...هل سوبين بخير؟
-كارلا:أظن ذلك...لقد قام بتقبيلي على خدي لأنني فعلت ذلك لأجله...أظن علاقتنا بدأت تتحسن
-يونجون:أوه جميل! حسنا هذا جيد...سعيد لكما

قاطعتهما فتاة قامت بنغز يونجون من ذراعه
-سونمي(بابتسامة) :مرحبا يونجون هل تتذكرني؟
-يونجون:ها! سونمي!
-سونمي:جيد أنك تذكرت...كيف حالك؟
-يونجون:بخير
-سونمي:قلقت عليك حين تغيبت عن الثانوية هذه الأيام
-كارلا:هل يفترض بي المغادرة وترككما تتحدثان؟
-سونمي:نعم من فضلك
-يونجون:لا...لا تفعلي...ليس لدي شيء لأقوله
-سونمي:هههه حسنا...يبدو أنك خططت سابقا للانفصال عني مثلما تفعل مع الفتيات عادة...ظننت أن علاقتنا حقيقية وأنك تحبني حقا
-يونجون:أنا لا أحب أي فتاة...ولا أريد علاقة جادة مع أي فتاة
-سونمي:حسنا...أتفهم

سار يونجون أولا ولحقت به كارلا
-كارلا:غريب! أنت ترفض فتاة رغم أنها توددت لك!
-يونجون:هذا ما حصل
-كارلا(بخبث) :هذا يثبت نظرية أنك تحب...كشفتك
-يونجون(بتجهم) :تشه...مزعجة



عدل سابقا من قبل بثينة علي في الثلاثاء فبراير 14, 2023 12:58 pm عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1234
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة مُرَاهِقَة جَانِحَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة مُرَاهِقَة جَانِحَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة مُرَاهِقَة جَانِحَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الأربعاء يونيو 01, 2022 9:12 pm

رواية مراهقة جانحة : الفصل الرابع والعشرون



بما أن والدة سوبين في المستشفى فقد ذهب الأخير لزيارتها والاطمئنان عليها وأثناء طريقه مر بالمتجر الذي يعمل فيه يونجون والتقيا يشربان القهوة
-يونجون:سمعت بما حصل لوالدتك وسعيد أنها بخير
-سوبين:نعم الحمد لله...لولا كارولين لآلت الأمور لمنحى كارثي
-يونجون:هههههه يال حظك...بحصولك على كارلا حصلت على كل شيء...لو كنت مكانك لبقيت في النعيم أطول مدة ممكنة
-سوبين:لكن حتى النعيم لديه مساوئ...كارلا عنيدة ومدللة وغيورة لحد الإزعاج...بإمكانها أن تخرب علاقاتها مع الجميع لأجلي وأنا لا أريد ذلك
-يونجون:أحسدك...ليت لدي مثلها
-سوبين:لن تحسدني لو كنت تعيش تحت رحمتها صدقني
-يونجون:هههههه لا بأس...أخبرني كيف كان يوم ميلادك؟
-سوبين:كارثة...تشاجرت معها مجددا ثم تصالحنا ولكن على العموم كان ذاك اليوم مشكلة أخرى من مشاكلنا حين بذرت نقود أبيها على الطعام والملابس لي
-يونجون:محظوظ حقا...أتذكر أنها كانت تشتري لي الملابس ذات يوم
-سوبين(بتجهم) :لست مرتزقة لتصرف علي فتاة
-يونجون:ههههههه لكن اعتبرها هدايا يوم ميلادك...أنا أيضا سأشتري لك هدية يوما ما لكن ليس هذه الفترة فأنا مفلس كما تعلم
-سوبين:لا يهم...المهم أن تحل كل أمورك

غادر سوبين واضعا يديه في جيبه وهو يسير عبر الطريق ويدندن أغنية يعرفها منذ فترة قصيرة علقت في رأسه...أثناء طريقه توقف ليشتري شيئا حلوا يأكله من ماكينة البيع لكنه صادف لياليا تشتري منها نفسها...لم يكلمها مطلقا ولم يزعجها بل انتظرها حتى انتهت واستدارت نحوه
-لياليا:أمر غريب أن لا ألتقي بك مع خطيبتك
-سوبين(بتوتر) :ليست ملتصقة بي لتلك الدرجة
-لياليا:أتمزح؟
-سوبين(بتوتر) :حسنا أعلم أنها تبالغ في التصاقها بي لكنها تعطيني بعض المساحة أحيانا

نظر ليدها فلاحظ أنها تمسك محفظة نقودها بيدها وفي السحاب علقت الهدية التي أعطاها لها قبل أشهر...تحركت مشاعره لأنه أدرك أن هديته تلك قد تعني لها شيئا ما...لكن بالنظر لوضعهما فلا بد أنها احتفظت بها دون أي سبب
-لياليا:أرى أنك لاحظتها...نعم مازلت أحتفظ بها...إنها جميلة جدا...لا أعلم كيف استطعت معرفة ذوقي بتلك الطريقة
-سوبين(بتوتر) :مجرد صدفة صدقيني
-لياليا:أين كنت؟
-سوبين:عند والدتي...إنها في المستشفى...أردت البقاء معها أكثر لكن لم ترضى وطلبت مني العودة للدراسة للامتحانات
-لياليا:مؤسف...لن أزعجك إذًا
-سوبين:لا لا لا أبدا...أيًا كان فلا أعتقد أنني سأذهب للدراسة...بالي مشغول عليها
-لياليا:لنتجول معا لعلك تشعر بتحسن
-سوبين(بتوتر) :حسنا

ذهبا للتمشي معا لعدة دقائق وكل منهما صامت...بعد أن وصلا للحديقة جلسا على أحد الكراسي وحاول سوبين أن يفتح معها أي موضوع فمن المحرج البقاء صامتين هكذا
-سوبين:الجو جميل...

في نفس اللحظة نطقت لياليا
-لياليا:هل تحبها؟

تفاجأ من الأمر ونظر لها باستغراب فكانت تبدو متوترة وغير طبيعية
-لياليا:أتحب كارولين حقا؟ أم السبب في بقائك معها حتى الآن هو أمر آخر؟
-سوبين(بتوتر) :السبب هو...هي لا تريد الانفصال عني
-لياليا:لقد انتظرتك لتنفصل عنها لكنك تأخرت كثيرا...إلى متى سأنتظر؟ ألم تعدني بذلك؟

زادت دهشته بسماع ذلك وصارت ذراعيه ترتجفان
-سوبين(بصدمة) :تنتظرينني؟ هل حقا كنتِ تنتظرينني طوال هذه المدة؟ لكن لماذا لم تقولي ذلك؟
-لياليا:لا أعلم...ربما لأنني اعتقدت أنك عالق معها لا محالة...أو لأن لدي كبرياء...أو لأنني لا أثق بالرجال حتى
-سوبين(بصدمة) :ت ت تريدين مواعدتي؟
-لياليا(بتجهم) :تشه توقف عن التحدث بهذه الطريقة فأنت تحرجني
-سوبين(بتوتر) :حسنا...لكن ما سمعته اليوم هو صدمة
-لياليا:ما ستسمعه صادم أكثر...أتتذكر بعد أن طلبت مواعدتي بأيام؟ بدأت أشعر بمشاعر تجاهك لكن لم أستطع تحديد ما هي بالضبط...كنا أحيانا نتحدث كمجرد صديقين لكن في أعماقي ظننت أن علاقتنا ستتطور أكثر...إلى أن بدأت أسمع أخبار مواعدتك لكارولين فقد شعرت ببعض الحزن...لكن كنت أعلم أنها تغصبك على مواعدتها وبقيت أنتظر فحسب...توقعت أن تنفصل عنها في وقت أبكر وتعود لطلب مواعدتي...والآن كلما رأيتكما معا شعرت بـ...
-سوبين(يقاطعها) :يكفي لو سمحتِ...هذا صادم حقا...طوال هذا الوقت الذي كنت فيه أظن أن مشاعري من طرف واحد كنتِ أنتِ تنتظرينني؟
-لياليا:بلى
-سوبين:هي ليست مزحة أو مقلبا أليس كذلك؟
-لياليا:ما بالك! على أي أساس أمزح معك فنحن لسنا لا أصدقاء ولا أعداء ولا أي شيء

صمت لدقائق ليفكر ورأسه في الأرض...حتى لياليا أحست بغرابة بعد الاعتراف بكل ذلك وأبقت نفسها صامتة...بعد لحظات رن هاتفه وعندما رفعه وردته مكالمة من كارلا فانتفض قلبه من الفزع
-لياليا:يبدو أنها أحست بأنك في موقف صعب...لا ترد

تذكر سوبين كمية الغيرة التي تشعر بها كارلا تجاه لياليا لذا لم يرتح للموضوع مطلقا وبقي يحدق بالهاتف الذي يرن مرارا وتكرارا...وفي النهاية أخفضته لياليا للأسفل ووضعت كلتا يديها على يده التي تحمل الهاتف
-لياليا:لنتواعد بالسر...لست بحاجة لقطع علاقتك بها فهي لن تتركك عن قريب
-سوبين(بصدمة) :لكن...ماذا لو انكشف أمرنا؟
-لياليا:أيًا منا تحب وتهتم لمشاعرها أكثر؟ أجبني

توتر بشدة وتذكر بأنه إن فعل ذلك حقا فهذا سيجعله خائنا وفتى لعوب يواعد فتاتين في نفس الوقت...لكن لياليا محقة في كلامها...كارلا ستبقى ملتصقة به فقط للأبد ولن تتركه بحاله وهكذا سيضيع وقته ويخسر الفتاة التي يحبها
-لياليا:أجب هيا
-سوبين(بحزن) :أنا وأنتِ معجبان ببعضنا لكن...
-لياليا:مهلا...لا تجب...حين تكون مستعدا للإجابة اتصل بي...اكتب رقمي عندك

رفع هاتفه ونظر إليه فوجد كارلا ما تزال تتصل به وإن عرفت ما يفعله فستكون كارثة
-سوبين:لا حاجة لأحضر رقمك...فقط سأكلمك بما أننا في نفس الثانوية
-لياليا:كما تريد

في نفس الوقت كانت كارلا في غرفتها تحاول الاتصال به ولأنه لا يرد قطبت حاجبيها
-كارلا:لماذا لدي إحساس سيء تجاه الموضوع؟ علي زيارته لأتأكد

نهضت لياليا وسارت أولا ثم لحق بها سوبين وتمشيا إلى أن وصلا بقرب منزله فتوقفا يحدقان ببعضهما وهما متوتران...نقاش كالذي خاضاه اليوم كان أغرب ما حصل معهما
-لياليا(بابتسامة) :إن كارولين مزعجة...لن تتركنا بسلام أبدا...إن لم نلعب من تحت الطاولة فلن نستفيد شيئا
-سوبين:لدي سؤال...ألا بأس بالنسبة لكِ أن تواعدي شخصا يواعد أخرى؟ أعني ألن تشعري بالغيرة؟

تغيرت ملامح وجهها وتوترت ولكنها بدل أن تجيبه عانقته بكلتا ذراعيها مما جعله ينصدم ويتجمد مكانه...لم تكتفي بذلك فقط بل وقفت على أطراف أصابعها وقبلته على شفتيه برومنسية إلا أنه انتفض من الخوف وأبعدها عنه
-سوبين(بصدمة) :لماذا فعلتِ ذلك؟
-لياليا(بتوتر) :آسفة...لم أتمالك نفسي

وبمجرد أن استدار للجهة الأخرى رأى كارلا واقفة تحدق بهما بصدمة وخذلان وعيناها على وشك الخروج من مكانهما من شدة الحزن...مجرد رؤية سوبين لذلك جعلته يدرك أنه واقع في مصيبة لا مخرج منها وبأنه الآن أصبح خائنا ومخادع

خطى خطوة نحوها لكنه توقف حين رآها تهرب بعيدا دون الإدلاء بأي كلمة...مد يده ناحيتها ولكنه تجمد على نفس الوضعية بعد أن أدرك كمية الكره والحزن اللذان تشعر بهما الآن

استدار نحو لياليا بتعابير وجه باردة جدا ووجهه قد تحول لللون الأصفر
-سوبين:قضي علينا
-لياليا(بتوتر) :أوه آسفة...كان خطئي...آسفة حقا...سأذهب وأعتذر منها
-سوبين(ببرود) :لا فائدة...لقد وقعنا في مشكلة لا مهرب منها

لم يدخل سوبين المنزل رغم تأخر الوقت وحلول الظلام وبقي يجلس في الخارج مع لياليا وقد بقي ربع ساعة تقريبا على نفس الحال باردا وهادئا مشوش الذهن لا يستطيع تصديق ما حصل للتو
-لياليا(بحزن) :هل أنت خائف لأنها انفصلت عنك؟
-سوبين(بشرود) :بل لأن حياتي وحياتك في الثانوية ستتحول لجحيم...لا تنسي الصلاحيات التي تملكها كارولين...نحن الاثنين سنعاني طوال السنة من التنمر والتحقير والتعنيف
-لياليا(بخوف) :يبدو أنني نسيت ذلك
-سوبين(بشرود) :كارولين لن ترحمنا أبدا...خاصة أنتِ...ما الذي سنفعله؟
-لياليا:سأدافع عن نفسي
-سوبين(بشرود) :لا فائدة...ستستخدم أكثر الطرق نذالة ووحشية لإيذائك وأنتِ تعلمين ما الذي فعلته ببومغيو وهيلسي حين خاناها وببقية الطلاب الذين أزعجوها
-لياليا(بقلق) :خاصة إن كان الأمر متعلقا بك فستربطنا معا في جنزير وترمينا في البحر! أو تحرقنا أو تحرض الجميع لضربنا
-سوبين(بشرود) :وسنطرد من الثانوية بمجرد ذهابنا في الغد...لا أستطيع التصديق أن أيامي هناك انتهت بعد أن فعلت أمي المستحيل لإدخالي إليها...مستحيل أن يتم قبولي في ثانوية أخرى وأنا لا أملك أي مال أو واسطة
-لياليا(بحزن) :لم أعرف ذلك...آسفة حقا على الورطة التي أقحمتك فيها
-سوبين(بشرود) :مازلت الملام...أظن أنني لو كنت أقوى بكثير وفرضت رأيي على كارولين بأنني لا أريد مواعدتها فما كان ذلك ليحصل
-لياليا(بحزن) :لا بأس...الإنسان يكون ضعيفا أمام المشاعر أحيانا...هي عنيدة وتحتاج إعادة ضبط من الصفر بسبب دلالها ومبالغتها في الهيمنة
-سوبين:اسمعي...غدا سأحميك...لا تدخلي الثانوية بدوني
-لياليا:حقا!
-سوبين:أيًا من كان الذي يؤذيك فسأقف في وجهه رجلا لرجل...المهم أنني لن أسمح لهم بإيذائك
-لياليا(بلطف) :أووه هذا لطيف! لم أتخيل أنني سأسمعك تقول ذلك طوال حياتي
-سوبين:وقعنا قي المصيية معا وسنخرج معا...ثقي بي
-لياليا:هل يعني ذلك أننا سنتواعد؟

فكر للحظات ثم صمت فهو أصبح مشوشا لدرجة أنه لم يعد يستطيع اتخاذ أي قرار
-لياليا:حسنا أفهم ما تمر به...لنؤجل الكلام عن علاقتنا حتى تهدأ الأمور مع كارولين

لم تمر تلك الليلة على سوبين بخير أبدا...كانت نفسيته متعبة وملايين المشاعر تعتريه...أولا خوف على نفسه وعلى لياليا...وثانيا شعور قاتل بالذنب لأنه جرح قلب كارلا التي أحبته بصدق ووثقت فيه ثقة عمياء وصدقت كل ما يقوله

طوال الليل كان يفتح هاتفه ويرى هل من اتصالات ورسائل منها تؤنبه فيها أو تخبره بأي شيء لكنها اختفت نهائيا ولم تذكر الموضوع مطلقا وهذا يؤزم الأحداث أكثر

لم يشعر حتى متى غفى إلى أن رن جرس السابعة صباحا معلنا عن بدء يوم دراسي جديد...نهض بتململ وشرود وجهز نفسه وهو على نفس الحال من أمس ثم توجه للثانوية يسير بخطوات بطيئة كمن هو ذهب لساحة الإعدام

وصل أخيرا فوجد لياليا تنتظره في الخارج والأحوال معها تبدو طبيعية جدا
-لياليا:صباح الخير...عيناك تبدو كما لو أنك لم تنم طوال الليل
-سوبين:صحيح...يبدو أنني قلق للغاية على ما سيحصل
-لياليا:لا تخف...أيًا كان فسنواجهه معا
-سوبين:أجل
-لياليا:لندخل

خطيا أول خطواتهما داخل الثانوية ولم يلاحظا أي شيء غريب...كان الطلبة يمرون من حولهما بشكل طبيعي ولا أحد مهتم البتة...حتى أنه لا أثر لكارلا فقد توقع أن يجدها في انتظاره
-سوبين:لم تأتي بعد على ما يبدو
-لياليا:سأذهب لقاعة الإذاعة
-سوبين:مهلا...سأرافقك...أشعر أنها تنتظركِ هناك
-لياليا:صحيح...لم أفكر في الأمر

صعدا معا لقاعة الإذاعة ولم يوقفهما أي أحد أو يزعجهما...حتى بعد أن دخلا وجدا كاي بالداخل يلعب بالحاسوب
-كاي:أسرعي لياليا فلدي شيء أود استشارتك به
-لياليا:ألم يأتِ أحد للبحث عني؟
-كاي:لا...مثل من؟
-لياليا:أي أحد
-كاي:لا...تعالي بسرعة فعلينا ضبط توقيت النشيد الوطني لأنني عطلته بالخطأ داخل الحاسوب

نظر سوبين نحو لياليا باستغراب ثم أشار لها فذهبت عند كاي ليتفاهما...بعد أن راقب الوضع من حولهما لبعض الوقت لم يجد أي شيء خطير لذا خرج من القاعة وتوجه لصفه ورجلاه ترتجفان ظنا من أن كارلا هناك تنتظره

وصل أخيرا لقاعة الصف وفتح الباب فوجد الطلبة في مقاعدهم وكارلا جالسة في مقعدها ورفيقيها واقفان بجانبها يحاولان الكلام معها لكنها تضع رأسها على الطاولة ولا تكلم أحد
-لونا:كارلا...لقد جاء سوبين...انظري...لا بد أن مزاجك سيتغير الآن

لم تعرها أي اهتمام وبقيت على نفس الحال الكئيب وهذا ما زادهما استغرابا
-يونجون:تشاجرتما؟
-لونا:ما القصة؟

وبالطبع لم ترد عليهما أيضا ولم تخبرهما بأي شيء يخص المشكلة واكتفت بإبقاء رأسها طول الوقت على الطاولة حتى انتهت الحصص الصباحية

حين خرج الجميع لاستراحة الغداء حملت كارلا أغراضها وتجاوزت سوبين دون أن تنبس له بأي حرف وبالطبع صدمه ذلك فقد توقع رد فعل أكبر من ذلك وأعنف...أسرع يونجون ولونا لللحاق بها فأخذتهما للكافيتيريا وجلست واضعة رأسها على الطاولة وبجانبها طبق طعامها الذي لم تستطع أخذ قضمة واحدة منه
-يونجون:أخبرينا ما الذي يجري معك؟ لم أركِ تعيسة هكذا منذ تشاجر والداك
-لونا:هل قال لكِ سوبين كلاما جارحا؟

انتظراها حتى ترد ولم تفعل
-يونجون:إذًا فقد انفصلتما؟
-لونا:أو هو انفصل عنكِ بالأحرى؟

ومرة أخرى انتظرا ردها لكنها تأبى قول أي شيء كون مجرد الكلام يعذبها
-يونجون:ربما علي سؤاله بنفسي

ما كاد يقف من مقعده حتى رفعت وجهها المرعب نحوه وضربت الطاولة بقوة
-كارلا(ببرود) :إن حاول أحدكما ذكري أمامه وسؤاله عن الموضوع فأقسم أن صداقتي به ستنتهي عند هذه النقطة...احذرا

ثم أعادت دفن وجهها في طاولة الطعام وعادت لكآبتها المطلقة

بينما هي في حال يرثى لها كان سوبين مع لياليا في قاعة الإذاعة يأكلان الطعام بمفردهما خفية عن البقية ويحاولان إبقاء لقاءاتهما سرية قدر المستطاع

كان سوبين شارد الذهن ويأكل ببطء وهدوء
-لياليا:الأمر يبدو غريبا...أتظن أن هناك مؤامرة تحاك في الخفاء ضدنا؟
-سوبين(بشرود) :لا أعلم حقا...لكن كارلا بدت اليوم يائسة تماما من هذا الموضوع...أظنها فقدت اهتمامها بي
-لياليا:إنها نقطة لصالحنا
-سوبين(بشرود) :في حياتي لم أراها هكذا...حتى حين تمت خيانتها من صديقين لها فقد كانت تبكي...هذه المرة هي لم تبكي ولم تعطي أي رد فعل...ولا حتى انتقمت! مع أنها تكرهك وتريد التخلص منكِ منذ مدة
-لياليا:لا بد من أنها نضجت كثيرا...كما تعلم الصدمات المتوالية تجعل الإنسان ينضج

استمر سوبين بالأكل هادئا إلى أن أمسكت لياليا بيده وابتسمت
-لياليا:بما أن الأمور مرت على خير فهذا يعني أننا سنخرج علاقتنا للعلن

شرد بخياله بينما تحدثه ولم يسمع منها أي حرف...كان فقط يسمع همهماتها ويفكر في أن هناك شيء غريبا وخاطئا يحصل بالجوار

بقيت كارلا على نفس الحال ذلك اليوم بحيث لم ترضى محادثة أحد أو إخبار أحد عن المشكلة التي وقعت لها...أتى يوم الغد أيضا وهي على تلك الحالة تجلس على أحد كراسي الثانوية وتطأطئ رأسها والطلبة من حولها يمرون وينظرون لها ثم يغادرون

حاول يونجون مرارا إضحاكها والكلام معها وكذلك حاولت لونا شراء الطعام المفضل لها لكنها لم ترفع رأسها من الأرض
-لونا(بحزن) :من فضلكِ لا تفعلي ذلك...لم أعتد على كارلا الضعيفة هذه...أيًا ما كانت مشكلتك فأعدك أننا سنساندك
-يونجون(بحدة) :لا تكوني ضعيفة هكذا...لا مجال للضعف في فريق الجانحين
-كارلا(ببرود) :هلاَّ تركتماني أنفرد بنفسي؟ إلحاحكما يتسبب لي بالاكتئاب أكثر

كان يونجون سيصرخ على حالها الميؤوس منه لكن لونا نغزته وهمست له بالمغادرة وابتعدا عنها
-يونجون(بحدة) :لماذا هي سخيفة هكذا؟ أيًا كانت مشكلتها فسنساعدها
-لونا:لا تزد الطين بلة...هناك أمور لا تحب الفتيات الحديث فيها كونها حرجة جدا
-يونجون(بحدة) :وماذا أفعل؟ رؤيتي لصديقتي المفضلة هكذا تحرق قلبي
-لونا:سنعرف في النهاية لذا...

لم تكد تنهي جملتها حتى لاحظت أن يونجون توقف عند الرواق وبقي ينظر من بعيد لسوبين ولياليا وهما جالسان معا...فجأة صر على قبضته وتوجه نحوهما وبالطبع لحقت به لونا
-يونجون(بحدة) :ماذا تفعل مع هذه بينما صديقتي هناك محطمة الفؤاد؟ لا تقل أن الذي ببالي صحيح

لم يرد عليه سوبين فاستفزه ذلك وذهب إليه ممسكا به من ياقة قميصه يشده بقوة
-يونجون(بحدة) :ما الذي فعلته لها؟ تكلم أيها الوغد
-لونا:يونجون اهدأ
-يونجون(بحدة) :مستحيل أن لا يكون السبب فتاة الإذاعة هذه

كان سوبين حزينا بما يكفي فلم يرد بأي حرف ولم يحاول تحرير نفسه حتى تدخلت لياليا وأبعدته عنه مشكلة حاجزا بينهما
-لياليا:إنه خطئي...أنا قبلته وكارولين رأتنا
-يونجون(بحدة) :قبلتها وأنت مرتبط بكارلا؟ ما الذي فعلته!؟
-لياليا(بصراخ) :توقف...قلت أنه خطئي...أنا من قبلته دون إذنه
-يونجون(بحدة) :وهو استمتع بالأمر ولم يمنعك رغم أنه مرتبط...كلاكما ساقطين فلا داعي للتبريرات
-لياليا:لا أبرر أي شيء...نعم حصل وآسفان لذلك
-يونجون(بحدة) :بما سينفع الأسف بعد أن دخلت كارلا في حالة اكتئاب حاد؟ حاولا حل المشكلة لو كنتما رجلا وامرأة حقا
-لياليا:ليس كل الحق علينا بل هو على صديقتك لأنها متمسكة بشخص لا يحبها
-يونجون(بحدة) :اخرسي ولا تجعليني...

بعد أن استمع سوبين للنقاش طويلا قرر التدخل
-سوبين(بشرود) :يونجون توقف...اذهب فحسب وقف بجانب كارلا حتى تتحسن
-يونجون(بحدة) :أنت حقا غبي...تظنها ستتحسن وهي تكن لك كل تلك المشاعر؟
-سوبين(بشرود) :لكن الحقيقة واحدة...أنا لست مركز حياتها وستتجاوزني عاجلا أم آجلا...فقط اعتني بها وخفف عنها حتى تمر القصة
-يونجون(بحدة) :وقح...أناني...مخادع...الآن صرت أكرهك بعد أن كنا أصدقاء...لنذهب لونا...لم يبقى شيء لقوله أمام هذا الخائن



عدل سابقا من قبل بثينة علي في الثلاثاء فبراير 14, 2023 12:59 pm عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
 
رِوَايَة مُرَاهِقَة جَانِحَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 2انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» رِوَايَة يَوٍْمِيَّات مُرَاهِقَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)
» رِوَايَة فَجْوَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)
» رِوَايَة طِفْلَتِي!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)
» رِوَايَة المُومْيَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)
» رِوَايَة أحْبَبْتُ مُوَظَّفِي!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
❤ منتدى بثينة علي ❤ :: ❤مؤلفاتي❤ :: ❤️ روايات txt ❤️-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: