❤ منتدى بثينة علي ❤
أهلا و سهلا بكل من زار منتدانا ????????

بثينة علي ترحب بكم و تتمنى لكم قراءة ممتع مع أجمل الروايات الكورية ????
❤ منتدى بثينة علي ❤
أهلا و سهلا بكل من زار منتدانا ????????

بثينة علي ترحب بكم و تتمنى لكم قراءة ممتع مع أجمل الروايات الكورية ????
❤ منتدى بثينة علي ❤
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

❤ أهلا بكم في عالم رواياتي عالم بثينة علي ❤
 
الرئيسيةالرئيسية  اليوميةاليومية  أحدث الصورأحدث الصور  س .و .جس .و .ج  بحـثبحـث  الأعضاءالأعضاء  المجموعاتالمجموعات  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 كَانَتْ أُمِّي!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

كَانَتْ أُمِّي!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: كَانَتْ أُمِّي!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   كَانَتْ أُمِّي!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الإثنين ديسمبر 26, 2022 2:44 pm

كانت أمي: المقدمة



سلااااام أحبتي أسعد لك مساءكم وجعلكم دوما من المبتهجين المسرورين

كيف حالكم؟

مرت أشهر على آخر مرة شاركت فيها بمسابقة...حسنا هذه المرة ها أنا ذا أعود إليكم لأسطر بقلمي الجاف لأشهر أبرع الأحرف والكلمات وأبهجكم (. ❛ ᴗ ❛.)

كيف بالله الكلام البليغ اللي تعلمتو؟ ʕ ꈍᴥꈍʔ

المهم

المسؤول عن المسابقة هو فريق النقد رعاهم الله ويمكنكم تفقد حسابهم من هنا CriticsTeam

ومشاركتي ستكون في قسم المشاركات المفتوحة من فئة العاطفية فأتمنى أن تنال إعجابكم وأتمنى أن تبرع أحرفي في نسج حبكة مختلفة تستهوي القارئ وتبحر به لعالم المتعة دون حدود

خخخخخ كلام بليغ مجددا ʕ ꈍᴥꈍʔ

المهم...تابعوا القصة ولي كلام مهم لكم في النهاية

أوووو سلام




بثينة علي


عدل سابقا من قبل بثينة علي في الخميس مارس 09, 2023 11:31 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

كَانَتْ أُمِّي!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: كَانَتْ أُمِّي!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   كَانَتْ أُمِّي!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الإثنين ديسمبر 26, 2022 2:57 pm

كانت أمي: الجزء الأول



أسدلت الشمس الستار مختفية في الأفق مانحة إياه لونا برتقايا ساحرا ينعكس على المساحات الترابية الواسعة ويحول لونها للبني الداكن.

صوت صراخ من مكان قريب ينادي:«هيا يا أطفال فالشياطين تتجول بالأنحاء حين تغرب الشمس»

كان ذلك صوت أمي يحثنا لنترك عنا الركض في الحقول الواسعة وننضم لها في المنزل ونغلق الأبواب فكما جرت العادة فليس من المحبب التجول بعد آذان المغرب في الخارج ولهذا تنبهنا أمي دوما وتخيفنا بفكرة الشياطين التي تخطف الأطفال.

كانت عائلتي عائلة دافئة وسعيدة، مكونة من أمي وأبي وإخوتي بالترتيب؛ حميد وفريد وأنا ونجوى ومراد ووردة وأخيرا صالح آخر العنقود.

كنا نعيش في منطقة ريفية ووالدي سائق شاحنات يسافر لأيام ليوصل البضائع عبر الصحاري الواسعة لذا نبقى مع أمي في منزلنا الريفي الصغير ونوصد الأبواب بإحكام ونحظى بأيام طبيعية وسعيدة.

لقد مررنا بأيام عادية وحياة عادية وظروف عادية وتوالت السنون في تلك المنطقة الريفية إلى أن انتقلنا للعيش في المدينة لتحسين ظروفنا.

في نفس المنطقة التي نقطن فيها كانت تعيش معنا شابة يتيمة الوالدين تربي أخاها الصغير ولأن حالها يرثى لها فقد أشفق عليها والدي الحبيب وأرسل لها الهبات والهدايا والقوت؛ لا لشيء إلا لأنه كان إنسانا طيب القلب ذا خصال حميدة، لكن الطيبة الزائدة أحيانا تودي بصاحبها للهاوية.

مع مرور الوقت تعلق والدي بتلك اليتيمة وأحبها حبا لا حب بعده وقرر أن يتقدم للزواج منها، وبالطبع كانت ردة فعل أمي الصدمة والإعراض واللطم والبكاء، لكن هيهات! حين يقرر الرجل قرارا حاسما كالزواج فلا شيء سيمنعه.

تزوج والدي وكانت تلك أشد الأيام صعوبة على أمي، لقد تحطمت، انجرحت، تعذبت، خسرت الكثير من النعم التي كانت غارقة بها، بل وإنها تركت المنزل لأيام وتركتنا تحت رحمة زوجة أبينا التي لم ولن تكون مشاعرها ومحبتها لنا كمحبة الأم الحقيقية.

احتاجت أمي وقتا لتتحسن نفسيتها وتعود للمنزل وذلك بفضل كلام الناس فقد نصحوها دوما بأن لا تترك أطفالها وتبقى معهم ولا بأس بالتخلي عن بعض حقوقها في سبيل أن تعيش مع زوجها فلا ملاذ لها غيره والعالم لا يرحم المرأة المطلقة، وطبعا كانت جدتي والدة أمي هي أكثر من تتردد عليها لتقنعها بفحوى كلامها.

لقد عشنا مع زوجة أبي في منزل واحد ولم يمر يوم دون مشاكل أو صراعات أو نقاشات حادة بين الزوجتين، خاصة مع حمل زوجة أبي أكثر من مرة فقد أنجبت له الأطفال وهذا جعل المنافسة حادمة بين الزوجتين من أجل نيل حقوق أكثر لها ولأطفالها، لكن هيهات فأبي كان منجذبا دوما لزوجته الثانية وأطفالها واختلفت معاملته لنا 180 درجة.

ومع نهاية الاستعمار الفرنسي حصل والدي على جواز سفر فرنسي وانتقل لفرنسا تاركا كلا الزوجتين، لم يفهم أي أحد ما قصة هذا الهروب المفاجئ، ربما هرب من المسؤولية والأطفال، لقد ظن في البداية أن الزواج متعة وسعادة لكن ضغط الأطفال والشجارات المستمرة بين الزوجتين جعله يهرب بعيدا دون أن يسأل عنا حتى.

كانت أمي في وضع بائس جدا بحيث لم تكن تملك حتى ما تطعمنا، ولا حتى لديها ما تدفؤنا به في برد الشتاء، كنا جميعا نتغطى بلحاف واحد لا يقي من البرد، فحينا يتصدق الناس علينا ببعض الحطب نتدفأ عليه وحينا نتجمد بردا ونبكي قهرا على حالنا.

أتذكر أيضا كم جعنا، بل كنا نتضور جوعا ونبكي بشدة وأمي تبكي حزنا علينا وتلوم أبي وتصرخ: "اذهبوا لوالدكم ليطعمكم، لماذا تبكون لي؟"

كانت حالنا يرثى لها، وكانت أمي تخرج لأحد الجيران في استحياء وتطلب منه بعض الدقيق وتصنع لنا منه العصيدة، وكانت العصيدة عندنا من ألذ ما نتذوقه، كيف لا ونحن جياع طول اليوم، وكانت أمي تتظاهر أنها تأكل معنا لكنها في الحقيقة لا تبتلع سوى لقمة أو لقمتين، ذلك فقط حتى نشبع نحن وتنام هي جائعة كالعادة.

لم تستطع أمي احتمال ما يجري معنا لذا أخذتنا وذهبت عند جدتي لأن لا مكان آخر ولا قوت لدينا، وطبعا عانت الاثنتين من صعوبة  الحياة وتربيتنا.

أتذكر أن أخي الصغير مراد أصيب بالمرض الشديد؛ فارتفعت درجة حرارة جسمه الصغير الهزيل ولم يكن لدى أمي وجدتي الكثير لعلاجه، أتذكر كم كان الجو باردا في الشتاء فاضطرت جدتي لأن تحمله على ظهرها وتنطلق به لمكان بعيد لطبيب تعرفه ولكن رغم كل محاولاتها فقد أصيبت إحدى ساقيه بالعجز واحتاج أشهرا ليعود للمشي مجددا ولكن ساقه مازالت متضررة وأصابه ذلك بإعاقة نسبية.

مرت سبع سنوات كنا فيها لا نعرف أي أخبار عن أبينا الذي اختفى دون رجعة ولكنه عاد أخيرا، والصادم في الأمر أن بعض إخوتي لا يعرفونه ولا يتذكرونه حتى فقد كانوا صغارا وكبروا وهو بعيد عنهم، كان الأمر سيان مع أطفال الزوجة الثانية فهم لا يعرفون حنان الأب قط.

بعد عودة والدي عاد للعيش معنا تحت سقف واحد وعادت الأمور لمجراها الطبيعي، لكن السعادة لا تدوم طويلا بحيث عاد لينجذب أكثر لزوجته الثانية سواء في المعاملة أو المصروف أو حتى معنا نحن فقد أصبح يبدو وكأنه لا يحبنا.

لم يمر الكثير حتى كره أمي وصار يعنفها بشدة ويعاملنا معاملة سيئة نحن أيضا، وأخيرا تركنا وأخذ زوجته وأطفاله منها وذهبوا للعيش في منزلها والذي يبعد عنا عدة أمتار فقط، وهنا انقلبت حياتنا رأسا على عقب، فلا عاد يأتي لزيارتنا إلا قليلا وزوجته هي المتحكمة في المصاريف والقوت وهي التي ترسل لنا ما تريده وبمكيال.

لقد بقينا تحت رحمتها لسنوات واختلفت معاملة والدي لنا كثيرا، الجميع يقولون أن زوجته الثانية مارست عليه سحر الربط وإلا فلماذا تغير هذا التغير المرعب الذي لا يستوعبه العقل.

كبرنا وكبر أخي حميد وصار هو الذي يعيل عائلتنا، لكن مع كبره وكبر بقية الشباب صار الوضع صعبا، بحيث أن أمي كانت من النوع الذي يقدس الذكر ويستحقر الأنثى، كانت تقف مع إخواني دوما ضدي انا وأخواتي وتضعنا تحت رحمته، ولو أنهم قاموا بقتلنا لأي سبب فهي لن تنبس لهم بكلمة.

أتذكر أن إخوتي الشباب قد ضغطوا علي ضغطا عصيبا، لم أكن أخرج أبدا سوى للدراسة، وحتى دراستي أوقفوني عنها في سن مبكر لا لسبب سوى أنهم يظنون أن المرأة عار ولا يجب تركها على راحتها ويجب حبسها في البيت لأنه مكانها.

أتذكر كم كانت أمي تفرق بيننا بحيث تعطي كل خير من الطعام والملبس للذكور وتعطينا البقايا نحن الفتيات، لطالما تمنيت أن أكون ولدا لأعيش النعيم الذي يعيشونه، كوني فتاة جعل مني مجرد جثة نائمة في تابوت.

لكن القشة التي قصمت ظهر البعير هي اليوم الذي زوجوني فيه غصبا وأنا مازلت طفلة في السادسة عشرة ألعب بالعرائس، كان ذلك قرار والدي لأنه عثر لي على عريس وهو من أقارب صديقه، بكيت ولطمت وتوسلتهم أن لا يزوجوني لأنني صغيرة ولكنهم أبوا أن يستجيبوا لرغبتي، كان هم أبي الوحيد التخلص من وجودي أنا وبقية أخواتي لذا سعى لتزويجنا بأي رجل مناسب يلقاه في طريقه، وكانت تجربة مرعبة أن أذهب لمنزل لا أرتاح له ولا أعرف أهله ولكن هذا ما سيحصل مع كل فتاة في مرحلة ما من حياتها.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

كَانَتْ أُمِّي!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: كَانَتْ أُمِّي!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   كَانَتْ أُمِّي!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الخميس ديسمبر 29, 2022 1:19 am

كانت أمي: الجزء الثاني



كانت معاناة أمي معنا معاناة ما بعدها معاناة، فحتى عندما كبرنا فقد حصلت معنا مصائب عديدة وكأن بيتنا غارق في غياهب النحس.

لنبدأ أولا من أخواي الكبيرين حميد وعبد العلي؛ بعد زواجهما حصلت مشاكل لا حصر لها فقد تزوج الاثنان ولكن زوجة عبد العلي كانت امرأة منافقة وسارقة لذا استعارت مجوهرات الذهب الخاصة بزوجة أخي حميد وباعتها وكل مرة تسألها عنها تتجاهل الأخرى كلامها أو تقول لها أن المجوهرات مخبئة لذا لا يجب أن تقلق عليها، وبالفعل مر الزمن وطفح الكيل لذا تم البحث في الأمر وكشف الحقيقة، وهنا قام أخي عبد العلي بضرب زوجته ضربا مبرحا وصار يكرهها وتعقدت الأمور وكبرت المشاكل في بيتنا الصغير، ومنذ تلك الحادثة انتقل أخي حميد مع زوجته وأطفاله للعاصمة وعاشوا هناك ولم يعودوا يزورون أحدا منا إلا من المناسبة للمناسبة أو عندما يكون هناك أعراس.

أما بالنسبة لأخي عبد العلي مع زوجته السارقة فقد حصلت بينهم ملايين المشاكل بسبب حساسية تلك الحادثة ولحد هذه اللحظة فالأوضاع بينهما سيئة جدا وراح ضحية ذلك الأطفال الذين أصبحوا يتعرضون للتعنيف بسبب المشاكل والضغط بين الوالدين.

بالنسبة لأختي نجوى فقد كانت الأكثر نحسا بين كل إخوتي، لقد تزوجت رجلا فقيرا وتعرضت لأسوأ التحقير من أفراد عائلته الذين كانوا يحقدون عليها دون سبب، وللأسف تعرض زوجها لحادث عمل سبب له مشكلة في ساقه فأصبحت حالته حرجة وأخبره الطبيب أن عليه أن يرتاح وإلا ستتفاقم الإصابة لتصبح إعاقة دائمة في ساقه، لكن ما الحل وهو رجل البيت وحالته المادية أصلا صعبة منذ البداية؟!

كانت أيضا حالة أختي نجوى مع الإنجاب صعبة نوعا ما بحيث كل أطفالها الثلاثة احتاج مجيئهم للحياة عملية جراحية مكلفة، وأحيانا اضطرت لبيع مجوهراتها من الذهب لأجل إنقاذ حياتها وحياة أطفالها.

ليس هذا فقط بل إن ابنها الأصغر أصيب بورم في أمعائه الغليضة وساءت صحته وكلما تدبرت المال لإجراء عملية له وتم استئصال الورم فإنه يعود من جديد، وهكذا استمر الوضع معها وهي تركض من مستشفى لطبيب لصيدلي وتصرف الكثير من النقود لأجل علاجه.

وأخيرا المشكلة الكبرى بحيث أنها في أيام رمضان المباركة ذهبت لتشتري ثيابا جديدة لأطفالها مع عائلتها وأثناء غيابهم نشب حريق واحترق جزء من منزلها وكادت أن تصبح مشردة في الشارع لولا مساعدة الجيران وإطفائهم للحريق في الوقت المناسب، لكن بسبب ذلك الحريق والحمد لله تم منحها شقة في المدينة لأنها تعتبر من المنكوبين الآن، هذا هو الشيء الوحيد الذي يمكن أن نقول أنه جيد.

أما بالنسبة لأخي مراد فكما ذكرت سابقا فإنه يعيش مع إعاقة في ساقه بحيث يستطيع المشي ولكن ليس كالناس الطبيعيين، كان ميكانيكيا ورجلا شهما ومثابرا رغم إعاقته لكن عيبه أنه رجل فاسد بحيث خالط رفاق السوء فعلموه شرب الكحول والركض وراء النساء وما شابه ذلك، وحتى بعد زواجه فهو لم يغير هذه العادات لكن خفف منها قليلا، رغم أن زوجته قمة في الحسن والجمال والأخلاق وتهتم به أشد اهتمام ولكن زير النساء لا يتغير، أو بالأحرى هو بحاجة لمعجزة لتغيره.

التالي في هذه العائلة هي أختي وردة، وحياتها كانت فاشلة بالمرة، لقد تزوجت من رجل يكبرها بعشرين سنة مطلق ولكنه متشدد جدا في الدين وغيور ما جعله يدمر حياتها ولا يسمح حتى لنسمة الهواء أن تلمسها، كان رجلا عصبيا ومزعجا لذا كانت المشاكل بينهما مستمرة طوال اليوم.

للأسف تزوجت أختي صغيرة ومن رجل كبير وأنجبت الكثير من الأطفال، ورغم تناولها لحبوب منع الحمل ولكنها كانت تحمل كل سنة أو سنتين تقريبا، وفقط في 15 سنة أنجبت وحدها 7 أطفال وهذا ولد عليها ضغطا كبيرا، لقد تعبت من التربية والاهتمام بالأطفال فقط وراحت حياتها رأسا على عقب، ذاك الضغط الشديد جعل علاقتها بزوجها تصبح أسوأ فكانا يتشاجران كثيرا ويصل به الأمر لتعنيفها بشدة.

كانت تتركه عدة مرات مع الأطفال وتهرب عند أمي، فقط لترتاح من المشاكل، ومرات كثيرة حاولت الطلاق منه ورمي كل أطفالها الذين أصغرهم بعمر السنة ولكننا حاولنا تهدئة الوضع دائما ونصحها لكي لا تفرط في زوجها وأطفالها المساكين.

ذات مرة وكلت محاميا بالاستعانة بأختي ابنة أبي من زوجته الثانية وكانت تملأ رأسها بأفكار التحرر وبأنها لا يجب أن تسمح لحياتها بالضياع لأجل الأطفال، كانت تحثها على الطلاق والعيش مستقلة أو الزواج مجددا، طبعا هي بحد ذاتها مطلقة ومتزوجة مرة أخرى لأنها من النوع الذي لا يهتم بأي شيء أو أي أحد.

تغيرت أختي وردة كثيرا وتدهورت صحة أمي وهي  تراقبها تضيع هكذا، حتى أنها حلقت شعرها على الصفر كالرجال وهذا صدمنا جميعا، لم تعد وردة الملتزمة الحكيمة الهادئة التي عرفناها، كانت صبورة ومتفهمة، كانت تتريث وتفكر بعقلانية قبل أي حركة تقدم عليها، أما الآن اختلف كل شيء.

والآن وصلنا للمصيبة الكبرى وآخر العنقود، الرجل الذي دمر العائلة وبث المشاكل فيها، إنه أخي الأصغر صالح، ولكنه ليس اسما على مسمى أبدا.

أخي صالح شاب متهور، فاشل اجتماعيا وزوجيا، كسول، اتكالي، عديم حياء، وكل ما أصابه هو بسبب دلال أمي له؛ بحيث منذ نعومة أظفاره لا تعاتبه ولا تحدثه عن العمل ولا تحاسبه بأي طريقة، كان عالة على بقية الإخوة بحيث يأكل معهم ويسترزق معهم بدل أن يبذل جهده ويعمل.

في صغره كان يخالط الفاسدين فتعلم منهم التدخين والمخدرات مما أصابه بأمراض ذهنية كالوسواس والهلوسة وما شابه ذلك، وربما خرج من تلك التجربة الصعبة لكنه ما يزال يعاني من آثارها لحد الآن.

قررت أمي أن تزوجه لعله يتغير _بعد أن دمرت حياته طبعا_ وبالفعل أتت له بعروس من أقاربنا، وقد ظنت أنه سيبذل جهده ليعيل زوجته وأطفاله لكنها ارتكبت كارثة أكبر مما ظنت، فهو لم يتغير ولو بمقدار شبر واحد، بل وأصبحت كل مسؤولية الأطفال عليها هي فصارت تربيهم وتكسوهم وتشتري لهم أغراض المدرسة وما شابه ذلك.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

كَانَتْ أُمِّي!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: كَانَتْ أُمِّي!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   كَانَتْ أُمِّي!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الخميس ديسمبر 29, 2022 8:22 am

كانت أمي: الجزء الثالث



من حسن حظي أنني تزوجت في مكان بعيد عن المنطقة التي يعيش فيها والداي وإخواني فتلك المدينة كانت ملئى بالمشاكل والخلافات العائلية والاستغلال، ولكن رغم ذلك لم تتركني أمي بحالي.

بعد أن تقدمت بالسن تعلمت حرفة الخياطة والحمد لله وصرت أجني منها رزقي ورزق أطفالي، ورغم أن زوجي لا بأس به ماديا لكنني فضلت مساعدته على أعباء الحياة بسبب غلاء المعيشة، لكن أمي لم تترك ذلك الرزق لي، لقد كانت تأتي من فترة لفترة وتتودد وتشكو لي لكي أعطيها من نقودي، وبالفعل يرق قلبي لنا فهي أمي في النهاية، لكنها أبدا لم تكن تمنحني ولو كلمة شكرا على ما أفعله لها، بالنسبة لها إن أعطيتها المال فأنا ابنة جيدة، وإن لم أعطها لأنني لا أملك فأنا ابنة ساخطة وعاقة ولا منفعة لي، ثم توبخني بحرقة لدرجة أن تجعلني أبكي، وياليت النقود لها، إنها تأخذها لتصرفها على فواتير الكهرباء والغاز وكساء أطفال أخي الكسول صالح، ولتشتري له السجائر والأكل بينما هو بطول الحائط نائم في فراش الراحة يتباهى.

كنت أيضا أعطيها القوت من سكر ودقيق وخضروات ولحوم لتطعم بها عائلة أخي فهي الوحيدة التي تهتم لأمرهم وتعيلهم، ورغم كل ذلك كنت أتلقى منها أقسى معاملة في حال أي تقصير صغير، ولا ننسى أنها دوما تهتم لأبنائها الشباب على حساب النساء، فكلما تذمرت عليها بأن لديها أبناءً شبابا لتأخذ المال منهم تغضب وتقول جملتها المعتادة:«أبنائي المساكين ليس لديهم وأنتِ تعرفين حالتهم المادية، ماذا عنك؟ إن زوجك يعمل وأنتِ تعملين أليس كذلك؟»

دائما نفس القصة تعاد وتعاد، بأن أولادها الرجال مساكين أما النساء فهم مجبرون أن يصرفوا عليها لتذهب بالمال لابنها صالح وعائلته وتعيلهم.

لم نكن نحن النساء فقط من نعاني معها بل كان إخوتي الشباب أيضا يعانون الأمرين، بالنسبة لأخي حميد فقد أخبرتكم أنه انتقل للعيش في العاصمة بعيدا عن المشاكل والاستغلال وهذا لأنه لم يجد من عائلتنا سوى المشاكل، وهذا من حقه وأتفهمه تماما لأنه ضاق ذرعا ولو كان بيدي ولو كان لي أم كأمي وكنت رجلا لأخذت زوجتي وأولادي بعيدا ليربحو راحة بالهم.

تمادى أخي صالح بالتظاهر بالمرض ووصل به الأمر لأن يتظاهر بأنه مجنون حتى يكسب تعاطف أمي وتصرف عليه وعلى زوجته وأطفاله، وبسبب تماديه تسبب بالمشاكل كثيرا وكان يركض في الطرقات ويقطع الطريق لكي يجبر الدولة على إعطائه سكنا ترقويا، وآن ذاك كانوا يوزعون السكن كل حوالي خمس أو سبع سنوات والراغب بالحصول عليه يمكنه التسجيل، وبالفعل أغلب إخواني هناك أودعوا ملفهم وينتظرون النتائج بفارغ الصبر.

بخصوي السكن فأخي صالح يعيش مع أمي وأسرته في منزل قديم نوعا ما وقد وضع أودع السكن عند الدولة لعلهم يعطونه سكنا في العمارات التي تم بناؤها حديثا، كان يريد ذلك ليرضي زوجته، وكان يعشقها بجنون ويعتبرها هي من تعبت لأجله وحملته أما أمي فيخبرها مرارا وتكرارا أنها لم تبذل أي جهد في حياتها لأجله.

بالنسبة لأخي مراد فرغم إعاقته وتعبه ومصاريف الكراء فقد كانت تضغط عليه ولأن لديه سيارة فكان سائقها الخاص الذي يأخذ ابنها للطبيب.

لقد مرض أخي صالح بشدة وقاطع الطرقات واضطرت أمي للركض به من مستشفى إلى مستشفى _للأمراص العقلية طبعا_ وعندما عاينته الطبيبة أخبرتهم بأنه ليس مريضا وأنه بخير فقط ويتظاهر بأنه مريض لينال العطف والراحة، لكن أمي لم تصدق ذلك لأنها كانت معمية به وتصدقه في كل تمثيله.

أما أخي عبد العلي فكان يمتلك متجر خضراوات وفواكه، وطبعا استغلته جدتي فكانت دوما تذهب إليه وتطلب منه ما لذ وطاب من الخضراوات والفواكه لتأخذها وتطعم أطفال أخي صالح وزوجته بينما هو ممدد على فراش الراحة.

عندما اقتربت نتائج السكن الترقوي من الظهور قام أخي صالح بافتعال مشكلة مع الدولة وأغلق الطرقات كما أخبرتكم وحصلت فوضى في الطريق لذا تدخلت قوات الأمن وأبرحوه ضربا، وبعدها بأيام احترق منزله الذي يعيش فيه مع أمي وغادرت زوجته المنزل بعد أن نفذ صبرها من كسله وإهماله لها ولأطفالها، كل تلك المشاكل صبت على رأسه دفعة واحدة، لكن بسبب تظاهره بالجنون انتبهت له الدولة وحصل على السكن الترقوي، لكن ليس بتلك السهولة، بل كان ذلك السكن من حق أخي مراد ولأنه ممنوع أن يأخذ أخوان معا في نفس الدفعة فقد تم حذف أخي مراد وإعطاء السكن لأخي صالح، وطبعا كان هذا مدمرا له ولعائلته حتى أن زوجته بكت كثيرا كونهم يعيشون طول حياتهم على الكراء وأخي مراد معاق من إحدي ساقيه وقد بدأ يكبر في السن ويتعب.

مرضت زوجة أخي صالح ذات يوم بالزائدة الدودية واحتاجت عملية جراحية، وطبعا لم يتدخل هذا الأخير البتة بل تركها تعاني مع المرض والالتهاب، كان يتكل على جدتي لتدفع لها ثمن العملية لكن لم تجد كيف تفعل ذلك، ذاق الأمر ذرعا بوالدها فتدخل ودفع ثمن العملية لابنته لكي لا تموت، أخبروني هل هناك رجل بهذا البرود يرى زوجته تكاد تموت أمامه ولا يتدخل؟! لقد حرمها من كل شيء، من حقها في الكساء والأكل والعلاج، أي رجل هذا؟!

حصل أخي صالح على السكن ولكن المشاكل لم تنتهي، فعليه دفع الدفعة الأولى لكي يتم إعطاؤه المفتاح وماذا تتوقعون من شخص كسول خامل مثله؟! أن يعمل ويجمع المال بنفسه؟ أبدا، لقد قام بتهديد جدتي بأنه سينتحر لكي تبيع أساور الذهب خاصتها وتدفع له ثمن المفاتيح، وبالفعل كانت جدتي تخطط لذلك لكن زوجة صالح سبقتها ودفعت المال وهذا لأجلها هي، لأجل راحتها، لقد باعت مجوهراتها ودفعت ثمن المنزل لأنها ملت من البيت المهترء القديم وتريد الاستقرار، ويال السخافة أن صالح لم يكترث ولم تأته ذرة كبرياء ليمنعها ويدفع بنفسه، كيف لا وهو مجرد مرتزقة تصرف عليه أمه من التسول من عند الناس.

انتقل خالي مع زوجته وأطفاله للسكن أولا أما أمي فتأخرت عدة أسابيع خوفا من أن يأخذ جدي بيتها ويعطيه لزوجته الأخرى، لكن عندما لحقت بهم بأغراضها تم رميها خارجا وطردها من المنزل من قبل زوجة أخي صالح، والسبب أن أمي رغم اعتنائها بهم لكنها كانت ثرثارة ومزعجة وتتدخل بكل شيء وكلما تنفست زوجة خالي تخنقها، فلا تسمح لها بالخروج أو فعل ما تريده، كانت متسلطة أكثر من الرجال نفسهم.

نعم لقد طردتها ورمت أغراضها خارجا وعندما عرف خالي أبرحها ضربا، طبعا ليس حبا بها ولكن كيف يتم طرد من تصرف عليه وعلى عائلته، مستحيل أن يتخلى عنها بتلك السهولة، حضر تلك الملحمة إبنة أبي والتي تدعى ليلى وقد نقلت الخبر لأمها _أي زوجة أبي_ ونشرته لدى كل أفراد العائلة، ولأن العداوة شديدة بين أمي وضرتها فقد شعرت أمي بالخزي وارتفع ضغطها وأصيبت عينها اليمنى بالعمى، نعم كل تلك المشاكل تجعل الشخص يفقد صوابه.

رغم انتشار الخبر لكن أمي أنكرت كل شيء وتظاهرت كما لو أنه لم يتم طردها نهائيا، وكانت تدافع عن زوجة أخي صالح كلما تكلم عنها أحد وقامت بمعاداته، لا أعلم لِمَ تفعل ذلك! لماذا تبرر لها دائما وتتمسك بها حتى بعد أن طردتها من المنزل! لقد وقف الجميع في ظهرها وقاموا بتوبيخ زوحة خالي وبدل أن تشكرهم أمي انقلبت عليهم وطلبت منهم أن لا يتدخلوا وقالت أن كل ذلك أكاذيب ولم يتم طردها البتة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

كَانَتْ أُمِّي!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: كَانَتْ أُمِّي!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   كَانَتْ أُمِّي!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الخميس ديسمبر 29, 2022 8:36 am

كانت أمي: الجزء الرابع (الأخير)



عادت جدتي للعيش مع أخي صالح وعائلته في الشقة الجديدة وكانت زوجته تستشيط غيضا منها وزاد كرهها لها بعد أن لحقتها إلى هناك، فرفضت أن تطبخ أو تقوم بأي شيء وكانت تكتفي بالبقاء في غرفتها وتغلق الباب على نفسها لكي لا ترى وجهها، هذا الأمر جعل جدتي لا ترتاح في ذلك المنزل ولذا كانت تنتقل على منازلنا جميعا نحن أولادها الآخرين، كانت تارة في منزل أخي عبد العلي وتارة في منزل أخي مراد وتارة في منزل أختي نجوى، وتارة في منزلي.

بالنسبة لأختي نجوى فقد كانت تذهب هناك وتأخذ منها مستلزمات المطبخ كالزيت والملح والطماطم وما شابه ذلك، وعندما عرف زوجها أقسم عليها أنه سيطلقها لو أنها أعطتها أكثر، هذا من حقه فهو مريض وفي وضع مادي يرثى له، ويعمل في مصنع للزجاج ويداه ممزقتان من كل جانب بسبب آثار العمل ثم تأتي أمي وتأخذ ما تريد بسهولة وتأخذه لإطعام عائلة أخي صالح، زوج أختي ليس بخيلا صدقوني بل هو كريم ويعامل الكل بطيبة، لكنه ذاق ذرعا من أمي لأنها لا تملك حياءً وتقول عنه كلاما سيئا دوما وفي وجهه، وفوق هذا تأخذ تعبه ورزق أطفاله.

أما عني أنا فقد كنت أكره اليوم الذي تأتي فيه لزيارتي، لم تكن تأتي لأنها تحبني بل لتأخذ المال من عندي، وتضل لمدة أيام وتبدأ بالثرثرة أمام بناتي وتزعجهن وتتدخل في أمورهن، وإن أخطأن في الأشغال المنزلية توبخهن وتسخر منهم وتناديهن بالكسولات والوقحات والوسخات فقط لأنهن لا يعملن كما تريد هي.

كانت أيضا تأتي بأولاد أخي صالح دوما معها، فيسببون المشاكل كونهم قليلي تربية، وإن تكلمنا معهم أو منعناهم من شيء تبدأ الدراما ونفس القصة تعاد كل مرة، قصة: «أنتم لا تحبونهم ولا تحبون مجيئي وسأغادر ولن أعود...إلخ» فتتوسلها أمي للبقاء وهكذا.

كانت أيضا متطلبة ووقحة فيما يخص الطعام، فكانت لا ترضى بالطعام المتواضع بل تريد يوميا طعاما فخما غالي الثمن غنيا بكل المجموعات الغذائية، ولو ظهر منا أي تقصير تبدأ بالدراما والاستعطاف، كانت تتصرف مع الجميع هكذا ما عدا أخي صالح وعائلته فهي لم تجرؤ يوما ولو أن تطلب منهم صحن بطاطا مقلية وكوب ماء، كانت دوما تحميهم وتدافع عنهم في حين تدوس علينا بقوة ولا تراعي لنا أي ظروف.

كانت عندها أيضا عادة غريبة في تفتيش الخزائن ودخول الغرف دون إذننا وأخذ كل ما تجده في طريقها من صابون أو مصابيح أو بطاريات أو قوت من الثلاجة، عادتها بالسرقة صارت أخطر كلما تقدمت في السن وأصبحت مدللة تتصرف كالأطفال وتغضب من أصغر كلمة، لقد دمر أخي صالح وعائلته عقلها للأسف.

بعد كل ذلك حاولت أن تكون جادة معه وتوقفت عن إطعامه وإطعام عائلته فإن جاع سيلجأ للعمل بالتأكيد، لكن الصدمة أنه لم يفكر بالعمل أبدا، لقد كان يذهب لمنزل أختي نجوى ليأكل ويملأ بطنه بينما أطفاله وزوجته ميتين جوعا في المنزل، كيف يمكن لأي أب أن يكون هكذا؟! لهذا عادت أمي لعادتها القديمة بالتسول منا وعمل دراما حين لا نمنحها ما تريد.

ومع أخذ أمي للمال مني ومن باقي إخوتي _عدا صالح طبعا_ تمكنت من أن تشتري لهذا الأخير آثاثا جديدا فشقته الجديدة التي انتقل إليها فارغة تماما، كيف لا وهو نائمطول اليوم ووالدته من تصرف عليه وتشتري له السجائر، لكن مع كل ما تقدمه له كان منزعجا من أن زوجته لا تريدها هناك معها في الشقة الجديدة، لذا افتعل معها شجارا وطردها من البيت نهائيا، ولم تكن تملك مكانا تذهب إليه.

ذهبت لمنزل خالي مراد لكن زوجته رفضتها، أمر طبيعي فهي داست على الجميع لأجل صالح واستغلتهم لمصالحها وامتصت صبرهم لآخر قطرة، وبسبب ذلك غضبت وذهبت لمنزل أخي عبد العلي لكن زوجته أيضا رفضتها، ومن هناك حملت حقيبتها وخرجت ولا أحد يعلم أين اختفت طوال اليوم.

بعد أن اتصلت لأسأل عنها من أبي عرفت أنها عادت لمنزلها القديم البسيط بالقرب من منزل أبي، واطمأنيت لذلك بعد أن عرفت أن أبي أصبح لطيفا معها ويدفع عنها فاتورة المطعم وهي فقط تطلب ما تريده، كان يعطيها المال أيضا ويأتي لزيارتها دوما، كانت معززة مكرمة في بيتها ومع زوجها.

بقي أخي صالح وحده مع زوجته وأطفاله هناك في الشقة الجديدة بالعمارة، ومع الوقت ندم على طردها من المنزل، ليس لأجلها بل لأنه جاع ولم يجد من يصرف على أطفاله وزوجته ويعطيه المال لشراء ما يريد، لهذا حاول إعادتها وبكلمة منه انصاعت له وعادت، كانت حقا غبية، تركت الرخاء والرزق الوفير وراحة البال وعادت لذلك المنزل الذي يعتبرها أهله مجرد كيس متحرك من المال.

مرت الأيام وأصبح بصر أمي ضعيفا للغاية فأخذتها للفحص على حسابي وتبين أنها تحتاج عملية جراحية متوسطة الكلفة، وطبعا بدأت تتسول إخواني كالمعتاد لتجمع مال العملية لكن لا أحد يثق بها، الأمر راجع لأنها كانت دوما تطلب منهم المال لأجل العلاج والدواء وشراء نظارات وعندما يعطونها تصرفه على صالح وعائلته، لهذا حفظ الجميع حركاتها وأصبحوا لا يعطونها شيئا، لذا توجهت لأبي ووافق على إجراء العملية لها، لكن بعد إجرائها أين ستذهب فالجميع رفضوها بسبب تصرفاتها المنفرة.

بالنهاية قررت المكوث في منزل أخي عبد العلي رغم أن جميع من فيه لا يطيقونها، طبعا لكي تأكل من الخير الذي لديهم ففي منزل صالح ستموت جوعا في مكانها.

مرت الأيام ومرضت أمي مرضا شديدا ورفض الجميع أيضا الاهتمام بها، كانوا يقولون مرارا وتكرارا: «لِمَ لا تذهب لمنزل صالح الذي تقدسه وتدوس على الجميع لأجله؟!» وكان معهم حق، لماذا لا يرعاها هو، أم أنه لا يحتاجها بعد أن أصبحت طريحة الفراش ولا تستطيع جلب المال له؟

تدهورت حالتها كثيرا وكادت تموت وبالطبع لم يهتم أي أحد لها، حينها أحضرتها لمنزلي واعتنيت بها جيدا حتى رغم رفض بناتي لها كونها مزعجة للغاية، لم يمانع زوجي مجيئها بل ساعدني في الاهتمام بها لأن والدته مرت بنفس الأمر قبل وفاتها بوقت، لذا هو يحترم العجائز ويحب إعالتهن لعله يجد من يرعاه في كبره.

مر الزمن وكانت أمي عندي لا أحد يسأل عنها، وقد قضت أياما صعبة بسبب شدة المرض، لكن في النهاية توفيت رحمها الله وتركت في قلبي غصة، وأكثر ما أثر بي أنها على فراش الموت شكرتني وطلبت مني أن أسامحها وقالت أنها راضية عني، أما إخوتي فقالت أنها ستبقى ساخطة عليهم، لكن السؤال هل ما فعلوه من حقهم أم أنه تقصير؟

لم أخبر أحدا عن اقترابها من الموت حتى توفيت، وفي جنازتها عندما جاؤوا يبكون دموع التماسيح طردتهم جميعا، لم يرعوها ولم يراعوها حين كانت حية والآن أيأتون بكل وقاحتهم لمواجهتها؟!

حتى أخي صالح توسلني وبكى طويلا ولكنني كنت ثابتة الرأي وخاصة بشأنه، لقد ندم أشد ندم ولكن ما نفع الندم الآن؟! هو بالذات أكثر من يلام على ما مرت به أمي.

كانت أمي مجرد جثة متحركة عانت وقاست الكثير في تربيتنا، والآن هي عند رب رحيم كريم يرأف بحالها ويريحها من تعب الدنيا وضغوطات المسؤولية


اللهم اغفر لأمي






النهاية

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

كَانَتْ أُمِّي!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: كَانَتْ أُمِّي!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   كَانَتْ أُمِّي!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الخميس ديسمبر 29, 2022 8:38 am

كانت أمي: فقرة الأسئلة



مرحبا أحبتي (◍•ᴗ•◍) أريد منكم أن تجيبوا على هذه الأسئلة بكل صراحة ولا تقلقوا لن أنزعج بل أريد نقدا بناءً لأطور من نفسي

• ما رأيكم بالقصة؟

• كم تقيمونها من 10؟

• ما رأيكم في تصرفات بطلة القصة؟

• ما رأيكم في تصرفات أمها؟

• ما رأيكم في تصرفات صالح؟

• ما أكثر مشهد أحزنكم؟

• هل تعتقدون أن القصة تستحق الفوز بمسابقة العاطفية؟






والآن وجهوا أسئلتكم أو ملاحظاتكم للشخصيات:

• البطلة

• أم البطلة

• والد البطلة

• صالح

• زوجة صالح

• مراد

• عبد العلي

• نجوى

• وردة

• حميد





وووو كان هذا كل شيء لليوم (◍•ᴗ•◍) سلام عليكم


عدل سابقا من قبل بثينة علي في الخميس مارس 09, 2023 11:41 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

كَانَتْ أُمِّي!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: كَانَتْ أُمِّي!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   كَانَتْ أُمِّي!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الخميس ديسمبر 29, 2022 8:40 am

كانت أمي: الخاتمة



سلااااااام أحبتي في الله (◍•ᴗ•◍) ها قد انتهيت من القصة بعد كسل شديد...كنت أتمنى أن أنتهي أبكر من ذلك لأتمكن من المشاركة بقصتي الأخرى في المسابقة لكن يبدو أن الحظ لن يساعدني وأنا مشغولة جدا هذه الأيام للأسف o(╥﹏╥)o

المهم...تمنوا لي التوفيق أحبتي...وفي حال فازت مشاركتي سأبلغكم من خلال نشر فصل هنا في هذا الكتاب

ما أردت إخباركم عنه أيضا أن هذه القصة حقيقية بنسبة 98 بالمئة وهي تحكي قصة أمي شخصيا ومعاناتها مع جدتي والعائلة...الشيء الوحيد الغير حقيقي هو وفاة جدتي...الحمد لله هي حية ترزق للآن حفظها الله ومازالت تستغل أمي ومازالت تجعلنا نكره حياتنا (. ❛ ᴗ ❛.) لكن لا بأس المهم أنها بخير...ومشهد موتها في النهاية كان مجرد إضافة لخلق بعض الدراما لا غير

أتمنى أنكم استمتعتم بالقصة

والآن أستودعكم الله










• تاريخ النشر : من 27 إلى 29 ديسمبر 2022



بثينة علي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
 
كَانَتْ أُمِّي!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» القِطُّ المَنْبُوذ!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)
» فِي السَّمَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)
» القَاتِلَة الصَّامِتَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)
» رِوَايَةُ خَلِّدِينِي!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)
» عَجْرَفَة وَاهِيَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
❤ منتدى بثينة علي ❤ :: ❤مؤلفاتي❤ :: ❤ قصص قصيرة ❤-
انتقل الى: