فَتَاوَى رَمَضَانِيَّة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)

• كتاب فتاوى رمضانية : المقدمة



سلام الله عليكم إخوتي في الله

رمضانكم مبارك وكل عام وأنتم لله أقرب

فكرة جديدة ومميزة خطرت على بالي اليوم ولم ألبث دقيقة وبدأت مباشرة بتنفيذها وهي فكرة أن أعرض لكم كتابا فيه مجموعة من الفتاوى الرمضانية على شكل أسئلة

أعتقد أنه سيكون مفيدا لكم فأغلبكم فتيات دون سن البلوغ ولا تعرفن الكثير عن الدين والفتاوى المتعلقة برمضان خاصة فيما يخص الحيض...وكونه موضوعا حساسا تخجل الفتاة من الحديث عنه فستبقى داخل دوامة عدم المعرفة

المهم

الكتاب سيكون مفيدا لجميع الفتيات خاصة لأنه سيتطرق فتاوى نسائية أكثر ولأن أغلب متابعاتي فتيات

ولو كان لديكم أي تساؤلات حول رمضان أو طلب فتوى فاكتبوها لي لكي أرد عليها في فصول هذا الكتاب ونستفيد كلنا

أو أعطوني موضوعا مهما يستحق الإلمام به لو أنني نسيت ذكره داخل ثنايا كتابنا اللطيف



أراكم في الفصول المقبلة ولا تنسوا دعمه بتصويت + تعليق + إضافة لقائمة قراءتكم أو نشر على صفحتكم لتعم الفائدة ولا تنسوا أن الدال على الخير كفاعله


وسلام




بثينة علي

• كتاب : فتاوى رمضانية
• الموضوع : الصيام دون صلاة



تقول السائلة:

«أنا أصوم ولكنني أتهاون في الصلاة كثيرا وأحيانا يمر علي رمضان ولا أصلي فيه أبدا وقد سمعت أن الذي لا يصلي لا يرفع عمله للسماء فهل حقا صيامي باطل؟»

للإجابة على هذا السؤال علي أن أشير أن هناك فرقا بين من لا يصلي فقط تكاسلا وخمولا وبين الذي يترك الصلاة جحودا وإنكارا

وقد اختلف علماء الدين في الأمر ولكن الأصح هو ما سأذكره لكم تاليا وأوثقه بأحاديث وآيات وأقوال علماء دين في نهاية الفصل

فالذي لا يصليها تكاسلا فقط وفي أيام معينة فقط فقد حبطت أعماله ذاك اليوم وعليه التوبة والثبات على الصلاة لأنها الاختلاف الوحيد بين المسلم والكافر

أما الذي ترك الصلاة جحودا وإنكارا فهذا من الأساس لا يعتبر مسلما لأنه أسقط ركنا من أركان الإسلام والدين دون ركن من أركانه باطل

وفيما يخص الأدلة الدينية فهي كالتالي:


يقول موقع الإسلام سؤال وجواب:

تارك الصلاة لا يقبل منه عمل...لا زكاة ولا صيام ولا حج ولا شيء

روى البخاري عن بُرَيْدَة قال: قال ﷺ: {مَنْ تَرَكَ صَلاةَ الْعَصْرِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ}

ومعنى "حبط عمله" أي: بَطَلَ ولم ينتفع به...فهذا الحديث يدل على أن تارك الصلاة لا يقبل اللهُ منه عملاً...فلا ينتفعُ تاركُ الصلاةِ من عمله بشيء ولا يَصْعَدُ له إلى الله عملٌ

وقال ابن القيم رحمه الله تعالى في معنى هذا الحديث في كتابه الصلاة (ص/65):

"والذي يظهر في الحديث؛ أن الترك نوعان: تركٌ كليٌّ لا يصليها أبداً، فهذا يحبط العملُ جميعُـه، وتركٌ معينٌ في يومٍ معينٍ، فهذا يحبط عملُ ذلك اليومِ، فالحبوطُ العامُّ في مقابلةِ التركِ العامِّ، والحبوطُ المعينُ في مقابلةِ التركِ المعينِ"

وسئل الشيخ ابن عثيمين في فتاوى الصيام (ص87) عن حكم صيام تارك الصلاة؟ فأجاب:

"تارك الصلاة صومه ليس بصحيح ولا مقبول منه؛ لأن تارك الصلاة كافر مرتد، لقوله تعالى: ﴿فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ﴾ التوبة/11

ولقول النبي ﷺ: {بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكُ الصَّلاةِ} رواه مسلم

ولقوله ﷺ: {الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ الصَّلاةُ فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ} رواه الترمذي وصححه الألباني في صحيح الترمذي

ولأن هذا قول عامة الصحابة إن لم يكن إجماعا منهم...قال عبد الله بن شقيق رحمه الله وهو من التابعين المشهورين: "كان أصحاب النبي ﷺ لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة، وعلى هذا فإذا صام الإنسان وهو لا يصلي فصومه مردود غير مقبول، ولا نافع له عند الله يوم القيامة، ونحن نقول له: صل ثم صم، أما أن تصوم ولا تصلي فصومك مردود عليك لأن الكافر لا تقبل منه العبادة"

وسئلت اللجنة الدائمة إذا كان الإنسان حريصا على صيام رمضان والصلاة في رمضان فقط ولكن يتخلى عن الصلاة بمجرد انتهاء رمضان فهل له صيام؟ فأجابت:

"الصلاة ركن من أركان الإسلام وهي أهم الأركان بعد الشهادتين وهي من فروض الأعيان، ومن تركها جاحدا لوجوبها أو تركها تهاونا وكسلا فقد كفر، وأما الذين يصومون رمضان ويصلون في رمضان فقط فهذا مخادعة لله، فبئس القوم الذين لا يعرفون الله إلا في رمضان، فلا يصح لهم صيام مع تركهم الصلاة في غير رمضان، بل هم كفار بذلك كفرا أكبر وإن لم يجحدوا وجوب الصلاة في أصح قولي العلماء"

• كتاب : فتاوى رمضانية
• الموضوع : الحيض قبل المغرب بدقائق



تقول السائلة:

«اليوم وبينما أنا صائمة وقبل آذان المغرب بقليل أحسست بنزول الدورة وحين تأكدت أن الأمر صحيح شعرت بالإحباط والحزن فهل صومي صحيح؟ وهل علي قضاء هذا اليوم؟»



حسب ما جاء في ديننا الحنيف فإن المرأة التي حاضت ولو قبل المغرب بعدة ثوانٍ فيعتبر صيامها باطلا وعليها إعادة صومه


قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في "مجالس شهر رمضان" ص 39:

"وإذا ظهر الحيض منها وهي صائمة ولو قبل الغروب بلحظة بطل صوم يومها، ولزمها قضاؤه"

ولا يجوز لها أن تصوم وهي حائض...فإذا فعلت لم يصح صومها

وقال بن قدامة رحمه الله في "المغني" (4/397) :

"ومتى نوت الحائض الصوم وأمسكت مع علمها بتحريم ذلك أثمت ولم يجزئها"



ولكن الشيء الإيجابي في الموضوع أنه امتحان من الله سبحانه وتعالى وفيه خير كثير...وفيه من الخير ثلاث نذكرها فيما يلي:

-المرأة حتى لو حاضت في آخر اللحظات واعتبر صومها غير صحيح فهي تأخذ أجره

-تنال أجر عملها بأوامر الدين حين تفطر يوم الحيض

-تنال أجر قضاء الدَّين كما أمر الدين الحنيف


لذا في حالات كهذه على المرأة أن لا تجزع بل عليها الصبر والهدوء فالله لا يضيع أجر المحسنين

• كتاب : فتاوى رمضانية
• الموضوع : الأكل والشرب خلال آذان الفجر



تقول السائلة:

«أحيانا أنا وعائلتي يبلغنا آذان الفجر ونحن ما نزال نأكل فهل صيامنا جائز؟»



حسب بحثي وحسب ما عرفته من أغلبية علماء الدين الذين تابعت آراءهم في الموضوع فلا ضرر في إكمال الطعام والمشرب لو كان في يدك خلال الآذان أو كانت اللقمة في فمك

لكن عموما عليك ترك الأكل احتياطا لأنك لا تدري أهو موعد إمساك رسمي أم تنبيه لاقتراب دخول الوقت

يقول الشيخ ابن عثيمين في فتاوى اللقاء الشهري: "لا شك أن الله سبحانه وتعالى ربط الإمساك والإفطار بعلامات محسوسة أفقية، الإمساك بطلوع الفجر، فمتى طلع الفجر ورأيته فأمسك، سواء أذن أم لم يؤذن، ومتى أذن ولم يتبين الفجر فلك الأكل، لكن من المعلوم أننا الآن لا يمكن أن نشاهد الفجر، لأن البلد مضيئة بالأنوار، والناس أكثرهم في الحُجَر لا يشاهدونه، فمن باب الاحتياط أنك إذا سمعتَ المؤذن فأمسك، ولكن لا حرج عليك أن تأكل اللقمة التي في يدك أو تشرب الكأس الذي في يدك"

• كتاب : فتاوى رمضانية
• الموضوع : تأخير الصلاة لبعد الإفطار



تقول السائلة:

«من عاداتي أنا وعائلتي أن نأكل الإفطار أولا وحين نملأ بطوننا نتوجه لصلاة المغرب فهل هذا جائز؟»



حسب ما أجريته من أبحاث فقد أقر كثير من العلماء أن هذا لا يجوز

وقد صحَّ عن النبي ﷺ فيما رواه البخاري ومسلم أنه قال{لا يزال الناس بخير ما عجَّلوا الفِطْر}

وفيما رواه أحمد والترمذي يقول الله عز وجل: {إن أحبَّ عبادي إلى أعجلهم فطرًا}

فإذا تحقق الصائم غروب الشمس بادر بالإفطار الخفيف المحتوي على مادة سكرية لأنه أرفق بالصائم وأقوى له على العبادة

ويُؤْخذ من هذا أن تقديم الفطر على صلاة المغرب هو هدي النبي ﷺ لكن ليس معنى هذا أن يفطر الإنسان إفطاراً كاملاً ويستغرق فيه وقتًا طويلًا ثم يقوم لصلاة المغرب آخر وقتها لأن الصلاة في أول وقتها من أفضل الأعمال

وصلاة المغرب بالذات وقتها ضيق...وقد قال النبي ﷺ فيما رواه أحمد وأبو داود {لا تَزال أمَّتي بخير –أو على الفِطْرة– ما لم يُؤخِّروا المغرب حتى تشتبك النجوم} فلأجل الحرص على الفضيلتين -وهما تعجيل الفطر وتعجيل صلاة المغرب- يكون الإفطار خفيفًا جدًّا على شَراب أو طعام حلو أو ماء ثم تُصلى صلاة المغرب ثم يُكْمل الإفطار بعد ذلك في طمأنينة وراحة بال

أما لو كانوا جماعة في سفر مثلًا فلهم أن يأكلوا ويتعشوا ثم يصلوا...وإن أخروا العشاء وقدموا الصلاة بعدما أفطروا فلا بأس

• كتاب : فتاوى رمضانية
• الموضوع : التوبة الرمضانية والنفاق



تقول السائلة:

«في السابق كنت غير ملتزمة كليا وكنت أنشر منشورات فيها أغاني ومسلسلات لكن في رمضان توقفت وصرت أنشر آيات قرآنية وأحاديث وكلام ديني فصار البعض ينادونني بالمنافقة لدرجة أنني صدقت ذلك وأنا الآن خائفة أن أكون من الناس الذين قال فيهم الله تعالى "ويل للمنافقين"»

في البداية سواء كان الشخص منافقا أم لا فهذا لا يخصنا...الذي ينافق ينافق مع رب العالمين والله هو من يعرف مكنوناته وسيحاسبه بالتأكيد

وقد أمرنا ديننا الحنيف بحسن الظن بالناس والتوقف عن قراءة الأمر بطريقة سلبية دوما فلعل الشخص تاب فعلا

وأنت أيها الذي تسخر من الناس وتدعوهم بالمنافقين هل تعلم أنهم عند الله أحسن منك؟

نعم أنت ملتزم ولا تنافق وتؤدي عباداتك دوما فالله يعطيك حقك

لكن هل تعلم أن الله يحب التوابين الذين يخطؤون ويعودون أكثر من العابدين الثابتين الدائمين؟ فالعابد أصلا ثابت على السراط المستقيم أما التائب فيأخذ أجرا مضاعفا لأنه جاهد نفسه وشيطانه وملذات الحياة من أجل أن يتوب

والله أعلى وأعلم

أما بخصوص سؤال الأخت فليس شرطا أن كل من تغير في رمضان فهو منافق بل هو أمر طبيعي أن تفعل ذلك لأن الله أوجد لنا رمضان ليرى من منا يستطيع ترك المعاصي والآثام لأجل وجهه تعالى وجعل فيه الأجر مضاعفا عن الأيام العادية حتى يتوب العبد المخطئ عن ذنبه

بل أنت مجبر أيها المسلم أن تترك الذنوب والآثام لوجه الله وتنال أجرك كاملا وتجاهد نفسك لذا فهو ليس نفاقا بل توبة

ومن يترك نشر الأغاني والمتبرجات وما شابهها في رمضان فهو شخص قد اختار أن يصوم رمضان عن حق وحقيقة ويترك الآخرين من متابعينه يصومون عن حق وحقيقة

أما عن نيته الحقيقية فنحن لا دخل لنا بها حتى...لنركز على أفعالنا فحسب ولنبذل جهدنا بالطاعات بدل الانتشغال بمن تاب ومن كفر

وبخصوص من يصلي فقط ويتعبد في رمضان هذا شخص ينافق مع الله فبدل أن نسخر منه لندعو له بالثبات والهداية فيمكن أن يهديه الله ويتوب وبدل ذلك سيضل أولئك الأشخاص الذين يسخرون منه أو يأخذون إثما عظيما من السخرية منه...فليس هناك أحد منا كامل...النفس تميل للراحة والتوبة صعبة أمام مغريات الحياة...وكلما كانت الفتن أكثر كلما كان أجر التوبة أكبر

• كتاب : فتاوى رمضانية
• الموضوع : علامات الطهر من الحيض والاستحاضة



تقول السائلة:

«أنا في العشرينات ودائما أواجه مشكلة في معرفة ما إذا كنت قد طهرت أم لا في رمضان لذا أود الاستفسار عن ذلك...وأيضا ما الفرق بين الحيض والاستحاضة؟»


أولا هناك علامتان للطهر من الحيض تختلفان بين النساء

1-نزول القصة البيضاء : وهي ماء أبيض ينزل من المهبل

2-انقطاع الدم انقطاعا نهائيا : وهناك ندرة من النساء لا ينزل الماء الأبيض منهن في الأيام العادية وبطبيعة الحال لن ينزل بعد الحيض أيضا...وهنا عليهن وضع قطن أو قماش أبيض تماما للتأكد من حيضهن ففي حال لم تنزل أي قطرة سواء وردية أو قاتمة بأي شكل من الأشكال فقد طهرن

قال النووي رحمه الله: "علامة انقطاع الحيض ووجود الطهر: أن ينقطع خروج الدم، وخروج الصفرة والكدرة, فإذا انقطع طهرت سواء خرجت بعده رطوبة بيضاء أم لا"


أما فيما يخص الاستحاضة فهناك نساء بعد أن يقضين مدتهن المعتادة للحيض ويطهرن ويغتسلن يرين في ملابسهن بقعة حمراء أو خيوطا تخرج مع القصة البيضاء...فهذا يكون حيضا أيضا وعليهن الانتظار حتى يطهرن تماما فالحيض يكون خلال ال15 يوما الأولى من الدورة وخلال هذه الفترة لا يجوز للمرأة الصلاة والصيام إذا رأت الدم أو اللون القاتم...أما ما بعد ذلك فهو استحاضة ويمكنها التطهر والصلاة والصوم وحتى لو نزل الدم فلن يؤثر في طهرها

يقول الإمام ابن باز رحمه الله:

"وأما من يأتيها الدم متقطعاً، يوم يأتيها الدم ويوم تطهر فإن المشهور عند فقهاء الحنابلة أن من ترى يوماً دماً ويوماً نقاء فإن النقاء طهر والدم حيض ما لم يتجاوز أكثر الحيض وهو خمسة عشر يوماً، وإن تجاوزه صار استحاضة"

• كتاب : فتاوى رمضانية
• الموضوع : تختيم القرآن بسرعة



تقول السائلة:

«اتفقت مع زميلاتي في الصف بأن أول من تختم القرآن ستحصل على هدية ولأنني أريد الهدية فقد قرأته بسرعة وختمته في أسبوع واحد فهل يجوز ذلك؟»

حسب ما ورد في الشرائع الإسلامية فإن قراءة القرآن دون فهم معانيه وتدبره وفهم الغاية من الآية والعبرة منها فهو مجرد قراءة لا فائدة منها إذ قد أمر الله تعالى بترتيل القرآن فإن لم تستطع فاقرأه بهدوء وتأنٍ بالطريقة التي تمكنك من فهمه وهذا من آدابه

قال ابن العثيمين: "ومن آداب قراءة القرآن: أن يرتل القرآن ترتيلا, لقوله تعالى: وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا {المزمل: 4} فيقرأه بتمهل بدون سرعة، لأن ذلك أعون على تدبر معانيه وتقويم حروفه وألفاظه"

فأجر ترتيل القرآن أجر عظيم وأعظم من تختيمه عشر مرات على وجه السرعة

قال النبي صلى الله عليه وسلم: {من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول (الم) حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف}

• كتاب : فتاوى رمضانية
• الموضوع : تذوق الطعام



تقول السائلة:

«جاءني ضيوف ولا أتذكر كم وضعت من الملح في الطعام فاضطررت لتذوقه بطرف لساني ثم رميته فهل يعتبر صيامي باطلا؟»


أنتِ لستِ مفطرة بإذن الله فلقد اتفق العلماء المسلمون على أن تذوق الطعام على طرف اللسان لقياس الملح لا بأس به في رمضان سواء للرجل أو المرأة واعتبروا أن اللسان ليس من الأعضاء التي إن لمسها الطعام تفطر مثل المريء والبلعوم والمعدة

لذا فأنتِ غير مفطرة بإذن الله

قال الصحابي الجليل ابن عباس: {لا بأس أن يذوق الطعام؛ الخل أو الشيء ما لم يدخل حلقه وهو صائم} أخرجه عنه ابن أبي شيبة والبيهقي في السنن الكبرى

هذا في حالة الحاجة فإن لم تدع إلى ذلك حاجة فالأفضل تجنبه لما فيه من المخاطرة بالصيام والله تعالى أعلم

• كتاب : فتاوى رمضانية
• الموضوع : سن الصوم



تقول السائلة:

«ما هو السن الشرعي ليبدأ كل من الذكر والأنثى صوم الشهر الفضيل كاملا؟»


بالنسبة لكلا الجنسين فإن سن الصوم هو البلوغ

عن عليٍّ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: {رُفِعَ القلمُ عن ثلاثةٍ: عَنِ النَّائِمِ حتى يستيقِظَ، وعن الصبيِّ حتى يبلُغَ، وعن المجنونِ حتى يعقِلَ}


والبلوغ لديه ثلاث علامات عند الرجل وأربع عند المراة

أما علامات الرجل فهي كالتالي:
-إفراز المني لأول مرة
-ظهور شعر العانة
-وبلوغ الخامسة عشرة سنة هجرية سواء ظهرت العلامتين الأوليين أم لا فهو بالغ رسميا ببلوغ الخامسة عشرة

أما عند الإناث فهي كالتالي:
-نزول الحيض لأول مرة
-ظهور شعر العانة
-بلوغ الخامسة عشرة سنة هجرية
-الحمل

وبالنسبة للذي بلغ في رمضان سواء من الذكر أو الأنثى فعليه البدأ مباشرة في الصيام من ذاك اليوم أما ما فاته من صيام فلا يؤاخذ عليه بإذن الله

ومن بلغ في وسط النهار وهو مفطر فوجب عليه الصوم بدءا من تلك اللحظة حتى لو كان نصف يوم أو عدة ساعات

• كتاب : فتاوى رمضانية
• الموضوع : يفطر ولا يفطر



تقول السائلة:

«اختلطت علي بعض الأمور هل هي مفطرة أم تجرح الصيام فحسب مثل العطر ومعجون الأسنان والسواك والاستماع للأغاني وغير ذلك...فهل لي أن أعرف حكمها؟»



ملاحظة : أحبتي في الله سأنبهكم إلى أنني نشرت الأحكام دون أدلة دينية لأن ذلك سيجعل المقال طويلا لكنني تأكدت من صحتها أولا قبل كتابتها لذا لو كان لديكم أي شك يمكنكم البحث عن الدليل الشرعي بأنفسكم

بالفعل هناك خلط كبير في زمننا بين أمور تفطر ولا تفطر وتجرح الصيام وفيما يلي قائمة من تلك الأشياء:

أولا : مبطلات الصوم:

مبطلات الصوم هي ما تجعل صومك غير جائز ولا يرفع للسماء...وهي إجمالا سبعة:

-الجماع

-الاستمناء المتعمد

-الأكل والشرب وما كان بمعناهما كالتدخين وغيره

-إخراج الدم بالحجامة

-القيء عمداً

-خروج دم الحيض أو النفاس من المرأة





ثانيا : جارحات الصوم

جارحات الصوم هي أشياء يفعلها المسلم لا تفطره في رمضان لكننا تنقص من أجر صومه...وهذه الأشياء بحد ذاتها محرمة في الدين الإسلامي فكل ما هو محرم ينقص من أجر الصائم مثل:

-النظرة الحرام

-السب والشتم

-الغيبة والنميمة والكذب

-الاستماع للأغاني

-التبرج للمرأة

وغيرها




ثالثا : أشياء لا تفطر:

-الحقنة الشرجية وقطرة العين والأذن وقلع السنّ ومداواة الجراح

-الأقراص العلاجية التي توضع تحت اللسان لعلاج الذبحة الصدرية وغيرها إذا اجتنب ابتلاع ما نفذ إلى الحلق

-ما يدخل المهبل من تحاميل أو غسول أو منظار مهبلي أو إصبع للفحص الطبي

-إدخال المنظار أو اللولب ونحوهما إلى الرحم

-ما يدخل مجرى البول للذكر

-المضمضة والغرغرة وبخاخ العلاج الموضعي للفم إذا اجتنب ابتلاع ما نفذ إلى الحلق

-ما يدخل الجسم امتصاصاً من الجلد كالدهونات والمراهم واللصقات العلاجية الجلدية المحملة بالمواد الدوائية أو الكيميائية

-إدخال منظار من خلال جدار البطن لفحص الأحشاء أو إجراء عملية جراحية عليها

-الاحتلام أثناء النوم

-معجون الأسنان ما لم يُبلع والسواك

-بخاخ الفم

-الرعاف

-دم اللثة...لكن على الصائم الحذر من ابتلاعه

-العطر لكن يجب الحذر من استنشاق رذاذه أو وضعه من قبل المرأة أثناء الخروج فهي تعتبر متبرجة

• كتاب : فتاوى رمضانية
• الموضوع : الإفطار المتعمد والغير متعمد



تقول السائلة:

«ما حكم الأكل أثناء الصيام عمدا؟ وما هي المواقف التي يجوز لي فيها إفطار رمضان؟ وماذا لو أفطرت متعمدة دون أي عذر شرعي؟»


أولا : من أكل في نهار رمضان غير متعمد فحكمه أنه غير مذنب بإذن الله وعليه أن يكمل صيامه كما لو أن لا شيء حصل ولا يقضي يومه

عن النبي ﷺ أنه قال: {من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه}


ثانيا : الحالات التي يجوز فيها الإفطار للصائم:

-المرض الشديد : أبيح الإفطار للذي يسبب له الصوم الهلاك أو أن صيامه لا يؤثر آنيًا لكن يسبب أضرار جسيمة في المستقبل نظرا لحاجة المريض لتناول الدواء في أوقات ثابتة وما شابه ذلك...ويتوجب على المفطر القضاء فقط

-السفر : ويكون في ذلك شروط:

• أنْ تكون مسافة السّفر لا تقلّ عن واحدٍ وثمانين كيلو متراً وهي المسافة التي تبيح قصر الصلاة
• أن يشرع المرء في السّفر قبل طلوع الفجر
• أنْ لا يكون المرء دائم السّفر فلا يصحّ له الفِطر إلا إذا لحقته مشقة من الصوم
ويتوجب على المفطر المسافر القضاء

-كِبَر السِّن : اتفق العلماء على إباحة الفطر لكبير السِّن العاجز الذي تلحقه مَشقّةٌ كبيرةٌ بسبب الصيام أو يخشى على نفسه الهلاك...وهنا لا يتوجب عليه القضاء بل دفع الفدية والتي هي إطعام مسكين على كل يوم

-الحمل والرِّضاعة : ذهب أهل العلم إلى إباحة الفطر في رمضان للمرأة الحامل والمرضع استدلالاً بأدلة كثيرة منها ما جاء في السنّة النبويّة حيث يقول النبي ﷺ:{إن اللهَ وضع عن المسافرِ الصوم وشطرَ الصلاةِ، وعن الحاملِ أو المرضعِ الصومَ أو الصيامَ} وللعلماء تفصيل في المسألة من حيث إذا كان خوف الحامل والمرضع من الصيام وقوع ضرر على أنفسهما وولديهما معاً أم على أنفسهما فقط أم على ولديهما فقط...قال الشافعيّة والحنابلة بجواز الفطر للمرأة الحامل والمرضع ويتوجّب عليهما القضاء دون الفدية إن خافتا على نفسَيهما أو على ولدَيهما مع نفسَيهما...أمّا إن كان الخوف على الولد فقط فيتوجّب دفع الفدية مع القضاء

-الحيض والنفاس : بل ومن الواجب على الحائض والنفساء أن تفطر وإلا أُثمت لأن دم الحيض والنفاس غير طاهر


ثالثا : حكم كفّارة مَن أفطر عمداً في رمضان:

وفي هذه المسألة شقان:

1-الإفطار بالجِماع ويتوجّب قضاء اليوم الذي أفسد صيامه وأداء الكفّارة الواجبة التي بيّن النبي ﷺ مقدارها في حديثه مع الأعرابي الذي أفسد صومه بالجماع حيث أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّه قال: {بيْنَما نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، إذْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يا رَسولَ اللَّهِ هَلَكْتُ. قَالَ: ما لَكَ؟ قَالَ: وقَعْتُ علَى امْرَأَتي وأَنَا صَائِمٌ، فَقَالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هلْ تَجِدُ رَقَبَةً تُعْتِقُهَا؟ قَالَ: لَا، قَالَ: فَهلْ تَسْتَطِيعُ أنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ، قَالَ: لَا، فَقَالَ: فَهلْ تَجِدُ إطْعَامَ سِتِّينَ مِسْكِينًا. قَالَ: لَا، قَالَ: فَمَكَثَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَبيْنَا نَحْنُ علَى ذلكَ أُتِيَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعَرَقٍ فِيهَا تَمْرٌ -والعَرَقُ المِكْتَلُ- قَالَ: أيْنَ السَّائِلُ؟ فَقَالَ: أنَا، قَالَ: خُذْهَا، فَتَصَدَّقْ به فَقَالَ الرَّجُلُ: أعَلَى أفْقَرَ مِنِّي يا رَسولَ اللَّهِ؟ فَوَاللَّهِ ما بيْنَ لَابَتَيْهَا -يُرِيدُ الحَرَّتَيْنِ- أهْلُ بَيْتٍ أفْقَرُ مِن أهْلِ بَيْتِي، فَضَحِكَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتَّى بَدَتْ أنْيَابُهُ، ثُمَّ قَالَ: أطْعِمْهُ أهْلَكَ}

وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه الكفارة تجب بالترتيب لا بالاختيار كما ذهب إلى ذلك جمهور أهل العلم بمعنى أنّه لا يجوز أن ينتقل أحدٌ من الكفارة إلى ما بعدها حتى يتحقّق عجزه عن أداء الكفّارة السابقة...وتفصيل الكفّارة الواردة في الحديث على الترتيب كما يأتي: عتق رقبة ثم صيام شهرين متتابعين ثم إطعام ستين مسكينا

2-أما بشأن غير الجماع (كالأكل والشرب والقيء المتعمد...إلخ) فقد اتفق العلماء على عدم وجود كفارة لشيء غير الجماع من الكتاب والسنة لذا كفارته التوبة والندم والعودة لله وصيام اليوم الذي ضاع هذا لو كان في رمضان الماضي...أما لو كان في رمضان الذي قبل الماضي أي أن الدين انقضى عليه عام كامل فعليك الصيام مع إطعام مسكين على كل يوم

• كتاب : فتاوى رمضانية
• الموضوع : عن صيام الدين



تقول السائلة:

«نحن في أواخر شهر شعبان وأنا لم أقضي ديني بعد فهل هذا جائز؟ وأعتقد أنني لن أتمكن من قضائه في الوقت المحدد فماذا أفعل لو وصل شهر رمضان وأنا لم أقضي منه شيئا بعد؟ وهل هناك أيام محددة لا يستحب صوم الدين فيها؟ وأخيرا نسيت عدد الأيام التي أفطرتها في رمضان الماضي»




أولا : قضاء الدين في رمضان

اتفق علماء الدين على أنه لا بأس بأن تصوم الحائض او النفساء أو المفطر في رمضان دينهم في أواخر شعبان فقد كانت أمنا عائشة رضي الله عنها تترك بعض أيامها لأواخر شعبان...لكن الأفضل التعجيل في صوم الدين فالإنسان لا يدري متى يأتيه أجله...لكن من نسي أو تغافل أو كانت له أعذار فلا بأس بذلك...ونفس الحكم ينطبق على الرحل الذي أفطر لعذر أو سفر




ثانيا : حكم ترك الدين لحول كامل:

إذا لم تصم دينك وجاء رمضان آخر عليه فهنا عليك التوبة والاستغفار والصوم في أقرب وقت مع إطعام مسكين على كل يوم

قال الشافعي: "إِذَا أَفْطَرَ أَيَّامًا مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ لِعُذْرٍ أَوْ غَيْرِهِ، فَالْأَوْلَى بِهِ أَنْ يُبَادِرَ بِالْقَضَاءِ، وَذَلِكَ مُوَسَّعٌ لَهُ مَا لَمْ يَدْخُلْ رَمَضَانُ ثَانٍ، فَإِنْ دَخَلَ عَلَيْهِ شَهْرُ رَمَضَانَ ثَانٍ صَامَهُ عَنِ الْفَرْضِ، لَا عَنِ الْقَضَاءِ، فَإِذَا أَكْمَلَ صَوْمَهُ قَضَى مَا عَلَيْهِ، ثُمَّ يَنْظُرُ فِي حَالِهِ، فَإِنْ كَانَ أَخَّرَ الْقَضَاءَ لِعُذْرٍ دَامَ بِهِ مِنْ مَرَضٍ أَوْ سَفَرٍ، فَلَا كَفَّارَةَ عَلَيْهِ، وَإِنْ أَخَّرَهُ غَيْرَ مَعْذُورٍ فَعَلَيْهِ مَعَ الْقَضَاءِ الْكَفَّارَةُ عَنْ كُلِّ يَوْمٍ بِمُدٍّ مِنْ طَعَامٍ، وَهُوَ إِجْمَاعُ الصَّحَابَةِ"




ثالثا : هناك سبع أيام لا يستحب فيها صوم لا الدين ولا النذر والتطوع وهي واردة كما قال العالم الجليل القرافي:

قال القرافي في شروط الصوم: "الشرط السادس: الزمن القابل للصوم. قال اللخمي: الأيام المنهي عن صيامها ثمانية: الفطر، والنحر، وأيام منى، وأيام الشك، والجمعة، والسبت: أن يخص أحدهما بصيام. أما العيدان فبالإجماع"

*الفطر : طبعا معروف وهو عيد الفطر
*النحر : عيد الأضحى المبارك
*أيام المنى : الأيام الثلاث بعد عيد الأضحى
*أيام الشك : هي ليلة رؤية الهلال لمعرفة إذا كان رمضان أو لا
*الجمعة والسبت أن يخص أحدهما بصيام : أي لا يجب صومهما منفردين بل يا إما صوم ما قبلهما أو بعدهما فمثلا تصوم الجمعة والخميس معا أو الجمعة والسبت معا...وأيضا السبت والجمعة معا أو السبت والإثنين معا




رابعا : حكم من نسي عدد الأيام التي أفطرها في رمضان:

إذا نسيت المرأة عدد الأيام التي عليها بسبب الحيض وشكت هل عليها ستة أو سبعة مثلا لم يلزمها إلا ستة لأن الأصل براءة ذمتها ولكن إن صامت سبعة على سبيل الاحتياط فهو أولى لتبرأ ذمتها بيقين

وإن لم تذكر شيئا عن عدد أيامها فإنها تصوم ما يغلب على ظنها أنها تبرأ به

فقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "امرأة عليها قضاء من رمضان، ولكنها شكت هل هي أربعة أيام أم ثلاثة، والآن صامت ثلاثة أيام فماذا يجب عليها؟"

فأجاب : "إذا شك الإنسان فيما عليه من واجب القضاء فإنه يأخذ بالأقل، فإذا شكَّت المرأة أو الرجل هل عليه قضاء ثلاثة أيام أو أربعة؟ فإنه يأخذ بالأقل، لأن الأقل متيقن، وما زاد مشكوك فيه، والأصل براءة الذمة، ولكن مع ذلك فالأحوط أن يقضي هذا اليوم الذي شك فيه، لأنه إن كان واجباً عليه فقد حصلت براءة ذمته بيقين، وإن كان غير واجب فهو تطوع، والله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملا " -فتاوى نور على الدرب-

• كتاب : فتاوى رمضانية
• الموضوع : عن صلاة التراويح



تقول السائلة:

«هل يجوز لي آداء صلاة التراويح في المنزل؟ وكيف أقوم بآدائها»




أجل يجوز للمرأة آداء صلاة التراويح في البيت بل وتأخذ كامل الأجر عليها دون نقصان



طريقة صلاة التراويح:

أولا يتم صلاة العشاء كأربع ركعات

بعدها تبدأ صلاة التراويح بالنية أولا ثم دعاء الاستفتاح ثم يصلي المصلي ركعتين مع التسليم كما لو أنه يصلي صلاة الفجر وفي كل ركعة يقرأ ما تيسر من القرآن ويحاول أن يطيل فيها قدر الإمكان فكل ما أطالت كلما زاد الأجر والثواب

ولا بأس لغير الحافظ أن يقرأ من المصحف ولا بأس بالذي طال وقوفه أن يقرأ جالسا في حال التعب أو عدم القدرة فهو دين يسر وليس عسر


ويمكن الصلاة جماعة في البيت فيؤُم الأب والابن أفراد عائلتهه وتؤُم المرأة غيرها من نساء بيتها...هذا شيء لا ضير فيه

أما عن عدد الركعات المطلوبة فقد ورد عن النبي ﷺ أنها 11 صلاة كل واحدة فيها ركعتين أي مجموعها 22 ركعة وختامها صلاة الوتر المنفردة بركعة واحدة


عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: {مَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ يَزِيدُ فِي رَمَضَانَ وَلَا فِي غَيْرِهِ عَلَى إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً: يُصَلِّي أَرْبَعًا، فَلَا تَسَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي أَرْبَعًا، فَلَا تَسَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي ثَلَاثًا. قَالَتْ السيدة عَائِشَةُ رضي الله عنها: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَتَنَامُ قَبْلَ أَنْ تُوتِرَ؟ فَقَالَ: «يَا عَائِشَةُ، إِنَّ عَيْنَيَّ تَنَامَانِ وَلَا يَنَامُ قَلْبِي»}




ومن المستحب ختم القرآن في صلاة التراويح أي قراءة جزء يوميا بمقدار صفحة في كل ركعة أما أقل من ذلك فلا ضير فيه

• كتاب : فتاوى رمضانية
• الموضوع : عن ليلة القدر



يقول السائل:

«متى تكون ليلة القدر بالضبط؟ وما هي العبادات التي علي القيام بها في تلك الليلة؟»



حسب ما وردنا قي الأحاديث والقرآن فليلة القدر ليس لها يوم محدد كما هو منتشر في زماننا هذا بأنها في ليلة السابع والعشرين من رمضان...ولم يخصص الله تعالى يوما لها لحكمة لعلها أن يبذل المرء أقصى جهده من أجل التعبد في عدة أيام وليس في يوم واحد فقط

وكما وردنا فهي قد تكون طوال العشر الأواخر من رمضان وعلى المسلم الاجتهاد في تلك الأيام فلعلها ليلة قدر

فروى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها أن النبي ﷺ: {كان إذا دخل العشر الأواخر أحيا الليل وأيقظ أهله وشد المئزر )

فهنا ندرك أن العبادة الأكثر شيوعا للقيام بها في العشر الأواخر هي التقرب لله بقيام الليل ولكن عموما فأي نوع من الطاعات من صدقة وتسبيح ودعاء وقراءة قرآن فهو مقبول بإذن الله وأجره عظيم


فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ﷺ أنه قال: {من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه}


ومن أفضل الأدعية التي تقال في ليلة القدر ما علمه النبي ﷺ لسيدتنا عائشة رضي الله عنها...فروى الترمذي وصححه عن عائشة رضي الله عنها قالت: {قلت يا رسول الله أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال: قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني}


أما عن طريقة آداء قيام الليل فهو أشبه بصلاة التروايح ولكن يكون في آخر الليل وفي الثلث الأخير منه بالضبط

فمثلا على المسلم أن يحسب كم ساعة بين العشاء والفجر...فلو كان هناك ست ساعات مثلا فيقسمها على ثلاثة أي المجموع هو اثنان...ومنه فالوقت المناسب لقيام الليل هو آخر ساعتين من الليل قبل الفجر

وطبعا يُصلى العشاء ثم عشر ركعات مثنى مثنى مع التشهد والسلام وأخيرا ركعة الوتر منفردة كما في سنة نبينا ﷺ

قالت سيدتنا عائشة رضي الله عنها: {ما كانَ يَزِيدُ في رَمَضَانَ ولَا في غيرِهِ علَى إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً}

• كتاب : فتاوى رمضانية
• الموضوع : الأخطاء الفلكية في تقويم رمضان



يقول السائل:

«أحيانا أسمع بأن لجنة الأهلة أو هيئة الأرصاد الفلكية أخطأت في حساب شهر رمضان فيجعلوننا نفطر أول يوم منه أو ننقص من آخره فهل علي إثم لو اتبعتهم وهل علي قضاء اليوم الناقص؟»


أولا على المسلم ترك الوساوس واتباع علماء الدين فيما يقولونه فهم أعلم منا ولا يمكن لناس بسطاء مثلنا أن يدَّعوا أنهم يعرفون عن الدين ومنازل القمر أكثر من العلماء نفسهم لذا علينا اتباعهم حتى لو شككنا في أنفسنا بأنهم مخطؤون

أما في حال كان هناك خطأ منهم فعلا وثبت بطريقة شرعية أن المسلمين أخطؤوا في تحديد بداية شهر رمضان أو نهايته فعليهم أن يتداركوا هذا الخطأ ويقضوا اليوم الذي أفطروه من رمضان وهذا طبعا بعد التحقيق وبعد أن يدرك الخطأ علماء متخصصون في علم الفلك ثم يأتي أحد الثقات ويشهد أنه رأى الهلال ليلة الثلاثين من شعبان ويأخذ القاضي بشهادته


وهنا لا إثم على المسلم بحد ذاته لانه اتبع أهل الجماعة في أوامرهم وبدل ذلك على هيئة الشؤون الدينية أن تأمر المسلمين أن يصوموا اليوم المفقود

فإذا كان رمضان ثمانية وعشرين يوما مثلا ثم رأوا هلال شوال فهذا معناه أنهم فعلا أخطؤوا وأكلوا يوما من رمضان فعليهم أن يقضوا يوما مكان اليوم الذي أخطأوا فيه


قال الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى: "ثبت في الأحاديث الصحيحة المستفيضة عن رسول الله ﷺ أن الشهر لا ينقص عن تسعة وعشرين يوما، ومتى ثبت دخول شوال بالبينة الشرعية بعد صيام المسلمين ثمانية وعشرين يوما، فإنه يتعين أن يكونوا أفطروا اليوم الأول من رمضان، فعليهم قضاؤه؛ لأنه لا يمكن أن يكون الشهر ثمانية وعشرين يوما، وإنما الشهر تسعة وعشرون يوما أو ثلاثون"

وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في الجزء (25) من فتاواه ص 154- 155 أن هذا حدث في زمن علي رضي الله عنه فقد صاموا ثمانية وعشرين يوما وأمرهم علي بصيام اليوم الذي نقصهم وإتمام الشهر تسعة وعشرين يوما" من "مجموع فتاوى الشيخ ابن باز"

وقد وقع هذا في بلاد الحرمين الشريفين عام 1404 هـ وأصدرت اللجنة الدائمة للإفتاء فتواها بوجوب قضاء يوم مكان اليوم الذي أفطروه من أول رمضان


جاء في فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء "لم تثبت شرعا رؤية هلال رمضان عام 1404هـ لدى المسؤولين في المملكة العربية السعودية إلا ليلة الخميس فأصدروا أمرا بإكمال شعبان ثلاثين يوما عملا بالأحاديث الصحيحة في ذلك...وأعلنوا أن بدء صيام شهر رمضان هذه السنة يوم الخميس...ثم تحروا رؤية هلال شوال عام 1404هـ فثبت رؤيته لديهم ليلة الجمعة...فأعلنوا أن عيد الفطر عام 1404هـ يوم الجمعة فصار صومهم ثمانية وعشرين يوما...والشهر القمري لا يكون ثمانية وعشرين إنما يكون تسعة وعشرين أحيانا وثلاثين أحيانا كما ثبت في الأحاديث الصحيحة

وتبين بهذا أن الخطأ في تأخير بدء صوم رمضان...فأعلنوا عن ذلك...وأمروا بقضاء يوم عن اليوم الذي أفطروه أول الشهر إبراء للذمة وإحقاقا للحق"

• كتاب : فتاوى رمضانية
• الموضوع : النوم في نهار رمضان



يقول السائل:

«أحيانا بسبب إنهاكي في السهر أنام طوال اليوم في رمضان وأصحو بعد العصر فقط فعل صيامي صحيح؟»



نعم صيام النائم صحيح وليس هناك أدلة في الشريعة الإسلامية تثبت أن صيامه باطل ما دام يصحو لآداء فرائض الصلاة التي عليه...فالنوم المستمر ليس من أحد أسباب بطلان الصوم ولو استيقظ للحظة واحدة من بين الإمساك والإفطار

ولكن على المسلم الاحتراز من تضييع الصلوات والخير الوفير الذي جاء به شهر رمضان...فبدل تضييع الوقت على النوم فليذهب ويقرأ القرآن أو يصلي النوافل أو يتعبد في المسجد أو يسبح الله ويذكره فالأجر في رمضان مضاعف

هذا دون أن نذكر أن المشاغل لا تتوقف لأجل رمضان فعلى المسلم أن يسعى لكسب رزقه في النهار

يقول الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله:

"لا حرج في النوم نهاراً وليلاً إذا لم يترتب عليه إضاعة شيء من الواجبات ولا ارتكاب شيء من المحرمات، والمشروع للمسلم سواء كان صائماً أو غيره عدم السهر بالليل، والمبادرة إلى النوم بعدما يسّر الله له من قيام الليل، ثم القيام إلى السحور إن كان في رمضان، لأن السحور سنّة مؤكدّة وهو أكلة السحر، لقول النبي ﷺ: {تسحروا فإن في السحور بركة}

وقوله صلى الله عليه وسلم: {فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر}

كما يجب على الصائم وغيره المحافظة على جميع الصلوات الخمس في الجماعة والحذر من التشاغل عنها بنوم أو غيره، كما يجب على الصائم وغيره أداء جميع الأعمال التي يجب أداؤها في أوقاتها للحكومة أو غيرها وعدم التشاغل عنها بنوم أو غيره، وهكذا يجب عليه السعي في طلب الرزق الحلال الذي يُحتاج إليه هو ومن يعول، وعدم التشاغل عن ذلك بنوم أو غيره

والخلاصة أن وصيتي للجميع من الرجال والنساء والصوام وغيرهم هي تقوى الله جل وعلا في جميع الأحوال، والمحافظة على أداء الواجبات في أوقاتها على الوجه الذي شرعه الله، والحذر كلّ الحذر من التشاغل عن ذلك بنوم أو غيره من المباحات أو غيرها، وإذا كان التشاغل عن ذلك بشيء من المعاصي صار الإثم أكبر والجريمة أعظم"

فتاوى الشيخ ابن باز 4 / 156





أما الإغماء الذي يستمر من الفجر للمغرب فهو باطل صيام يومه وعلى صاحبه أن يعيده

ونفس الشيء بخصوص الغيبوبة فكل يوم يقضيه المسلم في غيبوبة من أوله لآخره فهو باطل ويعتبره صاحبه مريضا حسب أحكام الإسلام...وعلى صاحبه بعد استيقاظه أن يطعم مسكينا على كل يوم يصومه كونه غير قادر على الصيام

• كتاب : فتاوى رمضانية
• الموضوع : الاحتلام في رمضان



يقول السائل:

«بينما أنا نائم في رمضان رأيت نفسي أمارس العادة السرية فاستمنيت وحين استيقظت وجدت المني قد سال مني فهل أعتبر مفطرا وهل علي الكفارة؟»



أولا هذا يسمى احتلاما في علم الدين ودعوني أعرف الاحتلام للمتابعين فالبعض لا يعرف ما هو

الاحتلام هو أن يرى النائم نفسه يمارس الجنس أو العادة السرية ويحصل مع ذلك شهوة واستمناء...كل ذلك دون وعي...أو داخل الحلم بالذات


بالنسبة لمن حصل معه الأمر خارج إرادته فلا شيء عليه وصيامه بإذن الله مقبول فقد قال رسولنا ﷺ في حديث صحيح:

{رفع القلم عن ثلاث...والنائم حتى يستيقظ} رواه الإمام أحمد وأصحاب السنن

فإن سال منه المني فيعتبر على جنابة وعليه إعادة الاغتسال غسلا أكبر لكي يباشر صلاته أما لو لم ينزل منه شيء فلا داعي للاغتسال

قال النووي في "المجموع":

"إذَا احْتَلَمَ فَلَا يُفْطِرُ بِالإِجْمَاعِ؛ لأَنَّهُ مَغْلُوبٌ كَمَنْ طَارَتْ ذُبَابَةٌ فَوَقَعَتْ فِي جَوْفِهِ بِغَيْرِ اخْتِيَارِهِ، فَهَذَا هُوَ الْمُعْتَمَدُ فِي دَلِيلِ الْمَسْأَلَةِ"



نفس الشيء بالنسبة للمرأة فلو وجدت ماءً في ثوبها فعليها الغسل وإن لم تجد فليس عليها شيء وصيامها مقبول ومأجور في كلتا الحالتين ولا كفارة عليها

وَرَوَتْ أُمُّ سَلَمَةَ {أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ عَلَى الْمَرْأَةِ مِنْ غُسْلٍ إذَا هِيَ احْتَلَمَتْ؟ قَالَ: نَعَمْ،  إذَا رَأَتْ الْمَاءَ} مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ

• كتاب فتاوى رمضانية : الخاتمة



أعزائي في الله...نصل وإياكم لخاتمة كتابنا اللطيف المختصر...آمل أنكم استفدتم منه وكان في حسن ظنكم

أتمنى أن لا أكون نسيت أي موضوع هذه المرة أيضا هههههه...وفي حال كان كذلك أخبروني في التعليقات لأضيفه

ونبهوني أيضا في حال أخطأت بأي شيء (◉‿◉)


ولا تنسوا متابعة حسابي على إنستغرام bothaina__ali


ستجدون هناك ألطف المنشورات المسلية والمفيدة وتفوتكم الكثير من المتعة (✷‿✷)


والآن سلام الله عليكم ورحمة الله وبركاته



بثينة علي