مُخْتَصَرُ الكَلَام فِي الدِّفَاعِ عنِ الإسْلَام!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)

• مختصر الكلام في الدفاع عن الإسلام : المقدمة



السلام عليكم أحبتي

صلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم

تراااااا ما رأيكم في عنوان الكتاب الجديد؟ (✷‿✷) فخم أليس كذلك؟ رغم أنه طويل لكن لا بأس فهو أفضل من الأول ويعبر عن المحتوى الحقيقي للكتاب

المهم

هذا الكتاب المتواضع يحمل في طياته الكثير من العلم والفائدة وسيكون بإذن الله دليلكم في هذا العالم الذي زُورت فيه الحقائق وأصبح ترك الإسلام أسهل من شرب الماء

فكما ترون مؤخرا فقد انتشرت الكثير من قنوات وصفحات ومروجات الكفر انتشار النار في الهشيم مما أخرج المسلمين من طريق الصلاح إلى طريق الضلال


وسبب نشري للكتاب ليس لمناقشة الكفار وتهيئة الحجج لهم ليؤمنوا بالله والإسلام...ففي الحقيقة أغلبهم كفروا رغم وجود كل الحجج  وكما قال أحدهم "طالب الحق يكفيه دليل...وطالب الهوى لا يكفيه ألف دليل"

لكن كتبته لكم أحبتي لكي لا تنجروا وراء كلامهم وتصدقوهم فمن تجربتي الشخصية فقد رأيت العشرات من الناس يتركون الإسلام على أيدي دعاة الكفر ببساطة وباستخدام الخداع والمغالطات غير المنطقية بطريفة ذكية ومع استغلال جهل الطرف الآخر بالدين

لذا هيا بنا لنبدأ رحلتنا في إنقاذ الناس من الضياع ويمكنكم مساعدتي من خلال إبلاغي في حال كانت هناك شبهة معينة أو تساؤل جعلكم تشُكون بالدين لأبحث عنها وأناقشها وأشرحها لكم أو إن كانت لديكم أي نقطة تريدون مني إضافتها للكتاب


لا تنسوا التصويت ووضع الكتاب في مكتباتكم لكي ينتشر من خلالكم فالدال على الخير كفاعله أو يمكنكم نشره على صفحاتكم لرفاقكم لعلهم يستفيدون منه




والآن لنبحر في صفحات كتابنا الشيق




بثينة علي

• كتاب : مختصر الكلام في الدفاع عن الإسلام
• الموضوع : الله غير موجود



سلام الله عليكم

تقول شبهتنا الأولى:

«الله غير موجود وقد تم خلقنا عشوائيا فاستيقظنا فجأة ووجدنا أنفسنا بشرا دون تدخل أي كيان أو أحد»



هذه الحجة من كثرة ما سمعتها من الكفار حتى أصبحت قاعدة مهمة في حياتهم يرمونها على من هب ودب والغريب أنهم يصدقونها ويعتبرونها منطقية جدا...لكن لنتمعن في هذا المثال أحبتي

تخيل أيها القارئ أن أمسك ذلك الهاتف الذكي الذي في يدك والذي فيه خصائص مذهلة ودقيقة وغريبة وأخبرك أنه صُنع من تلقاء نفسه دون تدخل مصمم ومبرمج وشركات وكذا كذا

ألن يكون الأمر غير منطقي؟

أنت تعرف بالفعل أن هذا الهاتف مستحيل أن يصنع نفسه بنفسه...وتعلم أن لديه صانع...ربما لم تراه وجها لوجه ولا تعرف الكثير عنه لكن رؤيتك لاختراعه المذهل هذا يجعلك توقن أنه مخترع ذكي ومتمكن وذو خبرة كبيرة

قد تكون سمعت عنه من خلال الأخبار ولكنك لم تقابله أبدا

ولله المثل الأعلى...هو من صنع كل شيء ونحن لم نراه قط ولكننا نعرفه من خلال ما خلقه بحكمة وبراعة...ونعرفه من خلال رسله وكتبه التي أرسلها لنا

ثانيا : لنأخذ تعاقب الشمس والقمر كمثال...الكافر يقول أنه لا إله يحركها...لكن أنت كإنسان خذ كُرتين واحدة بيضاء (تمثل القمر) وواحدة صفراء (تمثل الشمس) ضعهما على الأرض وانتظرهما أن تتحركا بمفردهما وتتعاقبا وتدورا مع بعضهما بنفس الزمن دون أي خطأ يذكر...مستحيل أن تتحركا...الآن اركل إحداهما...أجل عندما ركلتها تحركت

هذا يدل أنه مثلما تتحرك الكرة بفعل فاعل فالشمس والقمر وكل ما في الأرض مسير بفعل فاعل وهو سبحانه عز وجل

أنت بقدرتك المحدودة حركت الكرة...وكذلك الشمس والقمر بعظمتهما وكبرهما يحتاجان قدرة عظيمة لتحريكهما وتسييرهما وفق قوانين منظمة ودقيقة

وما أسخف هذين المثالين أمام خلق الإنسان ونظام عمل جسمه المعقد وهرموناته وتقلباته وغير ذلك

حتى الآلات التي خلقها البشر بيديهم مليئة بالعيوب والأعطال فما بالك بجسم الإنسان الكامل المكتمل الدقيق

إن خلقا كهذا يحتاج لخالق عظيم وكبير وليس مجرد صدفة بحتة



بثينة علي

• كتاب : مختصر الكلام في الدفاع عن الإسلام
• الموضوع : القرآن من صنع البشر



تقول شبهة اليوم:

«القرآن مليء بالأخطاء بمختلف أنواعها كالبلاغية والنحوية والعلمية والتكرار وهو من صنع بشر دون شك»



هذه الشبهة أتى بها شخص يناقشك بأدلة فهمها على حسب فهمه المحدود

ففي ديننا الإسلامي هناك أئمة درسوا الفقه الإسلامي وعلوم القرآن لسنواااات طِوال وربما عقود...فكما تعرفون فالقرآن ليس فقط مجرد كلمات بل هو جامع للعلوم المتنوعة مثل:

* الفلك (معرفة مواقيت الإمساك والإفطار من خلال الشمس)

* الدين (التشريعات الدينية)

* النفس (صفاة الأنبياء وصبرهم على قومهم أثناء الدعوة)

* التنمية البشرية (التربية)

* الرياضيات (الإرث)

* علم الاجتماع (كيفية معاملة الناس)

* علم التاريخ (كالحضارات والحروب القديمة وقصص الأنبياء)

وغيرها من العلوم

وبعد سنوات من الدراسة يتمكن أئمتنا أخيرا من فهم القرآن فهما حقا كاملا...ثم يأتي كافر سمع خزعبلات خزعبلية لمدة شهر من دعاة الكفر على يوتيوب فيحاول إقناعك أن القرآن مزيف وعرف هذا من خلال التعمق والدراسة

ولكي أثبت صحة إعجاز القرآن سآتي لكم بأمثلة بسيطة:

-تلقيح الأزهار : اكتشف العلم الحديث أن الرياح هي من تلقح الأزهار...بينما القرآن كان يعرف ذلك قبل 1400 سنة في قوله تعالى: ﴿وَأَرسَلنَا الرِّياحَ لَواقِحَ﴾ *سورة الحجر 22* فهل هذه صدفة يا ترى؟!

-الإخبار عن مسائل الغيب : فهناك أمور ذكرها القرآن وتحققت عبر الزمن مثل انتصار الروم وموت أبي لهب على الكفر وغيرها...فأي كتاب ألفه إنسان هذا الذي يعلم الغيب ولو لم يكن من عند الله؟

-الكون خلق من انفجار عظيم : أليس هذا ما ثقب به الغرب طبلات آذاننا في علومهم؟ لكن ماذا لو أخبرتكم أن القرآن ذكر ذلك وأكده في إحدى آياته : ﴿أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ﴾ *الأنبياء 30*

-تمدد وتوسع الأرض : وهذا أيضا أثبته العلم الحديث لكن القرآن سبقه إليه منذ قرن ونصف في قوله تعالى: ﴿وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ٤٧﴾ *الذاريات 47*...وأن الكون بعد توسعه سيرجع ويتقلص من جديد بدليل الآية : ﴿يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ ١٠٤﴾ *الأنبياء 104*

-خلق الإنسان من طين : تم إثبات أن نفس الخلايا التي تكون منها جسم الإنسان يتكون منها الطين أيضا وذلك بفضل أبحاث معهد "هاوورد هيوز" ومستشفى "ماساتشوستس" وقد كان القرآن قد قال هذا منذ قرون في الآية ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ﴾ *المؤمنون 12*

وهناك آيات ودلائل كثيرة ابحثوا عنها أعزائي ومع كل دليل ستتفاجؤون أكثر وتدركون صحة كون القرآن منزلا من عند الله وما هو بصنع بشر أبدا

أما فيما يخص البلاغة واللغة القوية للقرآن فقد أكد علماء مسلمون لا عد ولا حصر لهم بأن القرآن هو منبع البلاغة وشلالها...لكنني لن أكلمكم عنهم كونهم مسلمين وشهادتهم مجروحة ولن يأخذ بها أحد يريد الطعن في القرآن...لكن سأكلمكم عن علماء اللغة الغربيين والمسيحيين منهم والمستشرقين وما غير ذلك والذين درسوه في فترات طويلة من حياتهم...أي الذين واضح أنهم غير منحازين لطرف الإسلام

-يقول المستشرق شيبس : "يعتقد بعض العلماء أنَّ القرآن كلام محَمَّد...وهذا هو الخطأ المحضُ...فالقرآن هو كلام الله تعالى الموحى على لسان رسوله محَمَّد وليس في استطاعة محَمَّد ذلك الرجل الأمِّي في تلك العصور الغابرة أنْ يأتينا بكلام تحار فيه عقول الحكماء ويهدي به الناسَ من الظلمات إلى النور...وربَّما تعجبون من اعتراف رجلٍ أوروبِّي بهذه الحقيقة لكن لا تعجبوا فإنِّي درستُ القرآن فوجدتُ فيه تلك المعاني العالية والنظم المحكم وتلك البلاغة التي لم أرَ مثلها قطّ...فجملة واحدةٌ تغني عن مؤلَّفات"

-تقول لورا فيشيا فاغليري في كتابها "دفاع عن الإسلام" : "كيف يكون هذا الكتاب المعجز من عمل محَمَّد وهو العربي الأمِّي؟ وعلى الرغم أنَّ محَمَّدا دعا خصوم الإسلام إلى أن يأتوا بكتاب مثل كتابه، أو على الأقلِّ بسورةٍ من مثل سُوَره...وعلى الرغم من أنَّ أصحاب البلاغة والبيان الساحر كانوا غير قلائل في بلاد العرب فإنَّ أحدًا لم يتمكَّن من أنْ يأتي بأيِّ أثر يضاهي القرآن...لقد قاتلوا النبيَّ بالأسلحة لكنَّهم عجزوا عن مضاهاة السموِّ القرآني"

-يقول الدكتور المفكر جونسون : "هل هو شعر؟ لا، ولكن الصعوبة تكمن في التفرقة بينه وبين الشعر...إنه أعلى مقاما من الشعر...هو ليس تاريخا أو نصيحة كنصيحة عيسى عليه السلام في الجبل...ولا هو قول من أقوال بودا أو كتاب من كتب المنطق والفلسفه...ولا هو من نصائح أفلاطون...إنه صوت نبي يستطيع أن يسمعه جميع من في الأرض ويسمع صداه أينما كان"

هذه آراء علماء لغة حقيقيين...ثم يأتي لك شخص لا يحفظ من العربية سوى حروفها وتشكيلاتها ويقول أن القرآن ذا بلاغة سيئة (◉‿◉)

وهناك أقوال بالملايين غيرها يمكنها أن تثبت لكم أن القرآن ليس إلا منزلا من رب العالمين وذو بلاغة ولغة لا يستهان بهما لكن لنكتفي بهذا القدر



بثينة علي

• كتاب : مختصر الكلام في الدفاع عن الإسلام
• الموضوع : محمد ﷺ ليس نبي



أما شبهة اليوم فتقول:

«النبي محمد ﷺ مختل عقليا وليس نبي (وحاشاه أن يكون كذلك)»



جوابي حول هذا هو أن إعجاز النبي محمد من إعجاز القرآن أيضا فهو من أتى به من عند الله...أوليست كل تلك المعجزات التي في كتابه كافية بأن تقنعك أنه ليس شخصا عاديا؟ خاصة لو ذكرنا أنه عاش أمِّيا ومات أميا فمن أين أتى بذلك الكتاب الخارق الذي يعالج كل علوم الحياة؟

إضافة لذلك لنتذكر علامات الساعة التي عرضت في سيرته النبوية...هل من المنطقي أن كل ما قاله عن تلك العلامات قد تحقق؟

نعم أعلم أن هناك بشرا كثيرين يتنبؤون بأشياء وتتحقق ولكن ليس كلها...بعضها قد يخفق وبعضها يتحقق...لكن النبي محمد ﷺ كان من أندر البشر بل الوحيد الذي أتى بعلامات الساعة التي ثبت تحققها جميعها (إلا ما لم يتحقق بعد) فأي بشر طبيعي هذا الذي يملك بصيرة ثاقبة لولا أن الله من أرشده

وفي سياق الحديث عن كونه أميا فقد ورد عنه ﷺ في حديث صحيح رواه أبي داوود:

{في الإنسانِ ثلثمائةٍ وستون مِفْصَلًا فعليه أن يَتَصَدَّقَ عن كلِّ مِفْصَلٍ منه بصدقةٍ . قالوا : ومَن يُطِيق ذلك يا نبيَّ اللهِ ؟! قال : النُّخاعةَ في المسجدِ تَدْفِنُها، والشيءَ تُنَحِّيه عن الطريقِ، فإن لم تَجَدْ فركعتا الضحى تُجْزِئُك}

قال الرسول ﷺ أن عدد المفاصل 360 مفصلا...وقد أثبت العلم الحديث أن هذا العدد صحيح بالضبط والتدقيق

سبحان الله! أوليس محمد أميا لا يفقه من العلوم شيئا؟! من أين أتته هذه المعلومة الدقيقة المفصلة قبل أزيد من 1400 سنة؟! هل وضع إنسانا أمامه وقام بتشريحه وعد مفاصله أم ماذا؟!

ولعلمكم فالعلم الحديث لم يعرف هذه المعلومة إلا قبل 30 سنة فقط...حين تطورت التكنولوجيا وعلم التشريح

أوليس هذا دليلا على نبوته؟ وما أكثر الأدلة! لكنني لن أعرضها لكم جميعها فهذا كافٍ ووافٍ




بثينة علي

• كتاب : مختصر الكلام في الدفاع عن الإسلام
• الموضوع : تعدد زوجات النبي ﷺ



شبهة اليوم تقول:

«لماذا حلل النبي ﷺ لأمته أربع زوجات بينما هو تزوج 11 زوجة؟ ألا يدل هذا على أنه شهواني زير نساء وأناني؟ (وحاشاه أن يكون كذلك)»



إذًا دعوني أجيبكم عن هذا التساؤل

يبدو أن السائل قد خلط بين طبائع البيئات المختلفة...فلكل عصر طبيعته التى يتأثر بها من يعيش فيها...وعصر الرسول ﷺ قد انتشر فيه تعدد الزوجات واتخاذ الجواري ومع ذلك فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن زواجه رغبة فى كثرة النساء كما يدعي الملحدون وإنما كان يرجع إلى أسباب اجتماعية وتشريعية وسياسية...فبكل زوجة من زوجاته يبين لنا حكما معينا أو مغزى ومنه:

أولا : الأسباب الاجتماعية:

-زواجه من السيدة خديجة رضي الله عنها نضج اجتماعي...بحيث يتزوج الرجل المرأة العاقلة الرشيدة ولو كانت تكبره فهو أمر لا ضير فيه...وكان ﷺ فى سن الخامسة والعشرين وظلت معه وحدها حتى توفيت وهو في سن الخمسين

-تزوج بعدها بالسيدة سودة بنت زمعة وكانت أرملة لحاجة بناته الأربع إلى أم بديلة ترعاهن وتبصرهن بما تبصر به كل أم بناتها

-حفصة بنت عمر بن الخطاب تزوجها بعد وفاة زوجها إكراما لأبيها سـنة 3 هـ

-السيدة زينب بنت خزيمة استشهد زوجها فى غزوة أحد فتزوجها سـنة 4 هـ

-السيدة أم سلمة هند بنت أمية توفي زوجها ولها أولاد فتزوجها سـنة 4 هـ

فقد تبين من الزيجات السابق ذكرها أن الرسول ﷺ تزوج بأرامل الشهداء الذين قتلوا فى جهاد المسلمين للمشركين لتطييب نفوسهن ورعاية لأولادهن فكان هذا تعويضًا من الله عز وجل لهن



ثانيًا : الأسباب التشريعية:

-زواجه من السيدة عائشة رضي الله عنها كان بوحي...حيث رأى فى المنام أنه تزوجها...ورؤيا الأنبياء وحي وعليهم تطبيقها

-زينب بنت جحش زوجة زيد بن حارثة الذي كان يدعى زيد بن محمد بالتبني...فنزل قول الله تعالى:

﴿وما جعل أدعياءكم أبناءكم * ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله﴾ *الأحزاب 4-5*

وبعد خلاف مع زوجها طلقت منه وأُمر الرسول ﷺ أن يتزوجها لإقامة الدليل العملي على بطلان التبنى...وذلك سنة خمسة للهجرة



ثالثًا : الأسباب السياسية:

كان لبعض زيجات الرسول صلى الله عليه وسلم بُعد سياسي من حيث ائتلاف القلوب والحد من العداوة وإطلاق الأسرى...إلخ...ومن ذلك:

-زواجه بالسيدة جويرية بنت الحارث سيد بني المصطلق من خزاعة التي وقعت في الأسر...تزوجها سنة 6 هـ

-والسيدة أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان تنصَّر زوجها وبقيت هي على إسلامها وكان للزواج منها كبير الأثر فى كسر حدة أبي سفيان فى العداء للإسلام حتى هداه الله

-السيدة صفية بنت حيى بن أخطب كانت من سبي خيبر أعتقها الرسول وتزوجها سـنة 7 هـ

-والسيدة ميمونة بنت الحارث تزوجها سـنة 7 هـ

مات من هؤلاء اثنتان فى حياة الرسول ﷺ وهما خديجة وزينب بنت خزيمة وتوفي عن تسع

وأما الجوارى فهما مارية القبطية التى ولدت إبراهيم وتوفي صغيرًا وريحانة بنت زيد القرظية

إذًا التعدد بدأ في سن الثالثة والخمسين من عمره فهل هذا دليل الشهوة؟ ومن يشتهي هل يتزوج الثيبات وأمهات الأولاد والأرامل؟ كيف وقد عُرض عليه خيرة بنات قريش فأبى؟!

إن التعدد منه ﷺ كله كان لحكم منها -فضلاً عما سبق- بيان كل ما يقع فى بيت النبوة من أحكام عملا بقوله تعالى: ﴿واذكرن ما يتلى فى بيوتكن من آيات الله والحكمة إن الله كان لطيفا خبيرا﴾ *الأحزاب 34* ولتتشرف به قبائل العرب بمصاهرته لهم وللزيادة في تآلفهم لذلك ولتكثر عشيرته من جهة نسائه فيزداد أعوانه على من يحاربه

المصدر : موقع اليوم السابع



ولو تحدثنا بالمنطق فمن أنت لتحاسب النبي على زواجه من 11 زوجة؟! هل أنت بطهارته؟! هل أنت بأخلاقه؟! هل أنت بعدله ومساواته؟!



بثينة علي

• كتاب : مختصر الكلام في الدفاع عن الإسلام
• الموضوع : تعدد الزوجات ظلم



تقول الشبهة:

«الإسلام ظالم للزوجة من خلال مسألة تعدد الزوجات»



أولا وقبل أن نتحدث عن التعدد وفوائده وخلفيته التاريخية ومصدره فدعونا نتحدث عن أشياء لن يخبركم بها أي كافر والتي لا يعرفها عامة الناس عن التعدد

الله لم يحلل الزواح بأربعة بل أباح الزواج بأربعة...وهناك فرق بينهما بحيث أن الحلال يوجد نص صريح من القرآن والسنة على أنه ممكن أما المباح فهو ما لم ينص على تحريمه فى حكم خاص أو عام...فالإنسان في توسعه من حكمه...بمعنى أنه يجوز له تناول ذلك واستعماله كبعض الاطعمة والألبسة التي لم ينص الشارع على تحريمها عموما أو خصوصا

أما فيما يخص الآية التي تتكلم عن التعدد فهي كالتالي:

﴿وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا﴾ *سورة النساء 3*

فهمنا يتبين لنا إباحة التعدد لكن بعد قراءة ما تبقى من آيات سورة النساء يتبين لنا التالي:

﴿وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً﴾ *سورة النساء 129*

فهنا الله تعالى أجاب على قضية التعدد سابقا أنه يعلم أن وراء هذه الإباحة ظلما للنساء ولا يمكن للرجل أن يعدل بينهن مهما فعل



أما في الشق الثاني لمقالنا فلنتكلم عن الخلفية التاريخية للتعدد عند العرب...فما لا يعلمه الكفار أن تعدد الزوجات المفتوح انتشر في الثقافات والديانات بدون حد فلما أتى الإسلام جعل أقصى حد للتعدد هو أربع من النساء كما ذكر في الآية الكريمة بالأعلى

ولهذا أمر النبي ﷺ من كان قد تزوج أكثر من أربع بمفارقتهن كما ثبت أن غيلان بن سلمة الثقفي أسلم وله عشر نسوة في الجاهلية فأسلمن معه فأمره النبي ﷺ أن يتخير أربعًا منهن ويطلق البقية

لذا فالإسلام لم يظلم المرأة بل خفف عنها ظلمها (هذا إن كانت مظلومة أصلا كما يدعي الكفار) 

من جهة أخرى فالزواج المتعدد هو كالسكين الموضوع على رقبة الزوج فله شروط مهمة...فإن لم يعدل بينهن أو ظلم إحداهن فسيدفع الثمن غاليا يوم القيامة وهذا بحد ذاته تكريم للمرأة حتى أثناء التعدد...بأن يكون الرجل عادلا معها بالضرورة وإلا سيحاسب عليها...عكس الجاهلية فكانت المرأة تعامل معاملة الخادمة مجردة من حقوقها تعيش كدمية جنس لزوجها فحسب

لذا على الرجل أن يفكر مليار مرة قبل أن يقدم على زواج التعدد لأنه قد يتحول من حلال إلى سبب للعذاب الشديد ودخول النار

وزواج التعدد فيه فائدة للمجتمع بحيث يقلل من الزنا فهناك رجل شهواني لا تكفيه امرأة لذا يلجأ للبحث عن بديل لها فبدل أن يفعلها في الحرام أعطاه الله طريقة لفعلها بالحلال وهذا لا يعني أن الإسلام دين ذكوري البتة فهو مثلما أباح التعدد للرجل كذلك وضع قوانين صارمة للحفاظ على حقوق المرأة وخاصة أنه سينال عقابه بدار الخلود التي هي الآخرة

عن النبي ﷺ قال : {من كان له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة وشقه مائل}

ولعلمكم فحسب الإحصائيات عدد النساء أصبح اليوم أضعاف عدد الرجال لذا زواج كل رجل بأربع نساء يحل مشكلة العنوسة والزنا وانتشار الفواحش

وقد يأتي شخص يعبد الغرب ويقول "الإسلام همجي...انظروا للغرب كيف يمنع تعدد الزوجات وقوانينه رائعة"

الإجابة هي لا تكذب على نفسك فرغم منع تعدد الزوجات إلا أن الخيانة الزوجية منتشرة في كل مكان وليست مجرد خيانة بل زنا...ومعدلات الطلاق بسبب الخيانة ترتفع سنويا وتشرد الأطفال جراء هذا القانون الذي يعارض فطرة الرجل...لست أنا من أقول ذلك بل هم الغرب الذين تعبدهم (◉‿◉) راجع الإحصائيات والأخبار واخرج من الكهف الذي تحتجز فيه عقلك قليلا 




بثينة علي

• كتاب : مختصر الكلام في الدفاع عن الإسلام
• الموضوع : محمد ﷺ بيدوفيلي



ويقول ملحد آخر:

«النبي محمد ﷺ بيدوفيلي تزوج طفلة بعمر الست سنوات وهو خمسيني»



كلنا نعلم قصة السيدة عائشة رضي الله عنها وكيف تزوجها النبي محمد ﷺ وهي طفلة في سن السادسة من عمرها...ودعوني أشرح لكم أن النبي رأى نفسه في المنام يتزوحها وبما أن رؤيا الأنبياء حق ووحي فعليهم تنفيذها

أما أنه قد جامعها بعد الزواج مباشرة فهو أمر خاطئ يتحجج به كارهوا الدين لأنه ﷺ لم يجامعها إلا عندما حاضت في سن التاسعة...وفي دين الإسلام حيض الفتاة يعني أنها بالغة جسديا وفكريا وجاهزة للتربية والإنجاب والعلاقات الجسدية

وقد أثبتت الدراسات الحديثة مؤخرا أن الفتاة التي تحيض تركيبة ونضج جسدها يماثل تماما جسد المرأة في سن الثلاثين (ಡωಡ) يعجبني هذا العلم الذي يثبت في كل مرة أن الإسلام على حق

المهم

سيأتي واحد من عبيد الغرب ويقول لي "ما دامت تحت سن الثامنة عشرة فهي قاصر"

في الحقيقة هي قاصر حسب قوانين الغرب الكفار وليس حسب قوانين الإسلام...فمن أفضل من الإسلام في تفسير الأمور ووضع القواعد العادلة أخبروني؟

بما أنك تعرف أن دين الإسلام دين حق فهو لن يأتي لك إلا بالحق...وحيض الفتاة علامة على بلوغها وهذا حق

ولو عدنا بالزمن لعهد النبي ﷺ فسنكتشف أن الأعراف تنص على أن زواج الصغيرات مسموح به...ولو لم يكن مسموحا به لكانت قبيلة قريش أول المعيبين لرسول الله ﷺ على ذلك لأنهم كفار وكانوا ينتظرون أي زلة منه لينتقدوه ويهاجموه...ولأنه متعارف في زمنهم الزواج من الصغيرات حسب العادات والتقاليد فهو لم يلقى أي هجوم وقتها...هذا لأنه لم يفعل شيئا خارج نطاق المسموح وقتها...وجميعنا نعرف أن الأعراف تتغير من زمن لزمن وتخضع للعادات والتقاليد...فتخيل أخي القارئ أن أحاسبك لأنك تملك هاتفا ذكيا في زمن أصبح فيه اتخاذ الهواتف أمرا أساسيا...أليس أمرا غير منطقي البتة؟

وأيضا بمجرد أن تسمع أن نبينا عاش في زمن يسمى "زمن الجاهلية" فستدرك مباشرة أنه لا لوم على كل ما يحصل هناك لأن الجهل يحركهم وقد انتشرت الكثير من الأفعال التي لا يتقبلها العقل والمنطق

ومن جهة فالنساء آن ذاك في عهده ﷺ كن ينضجن أسرع من النساء في عصرنا...بحيث تراهن يَحِضن في سن التاسعة وأجسادهن تنمو أسرع فلو رأيت فتاة بسن العاشرة ستحسبها بسن الثامنة عشر

وسمعت أيضا أن السبب الأكثر رواجا لتزويج الصغيرات وقتها أن المرأة كانت تعتبر عارا وتعامل أسوأ معاملة لذا يقوم الأب بتزويج ابنته التي يحبها باكرا لحمايتها خاصة أن الحروب منتشرة وقد يتم أخذها كسبية وتضيع حياتها...وهذه هي أغلب الأسباب المقنعة التي مستحيل أن يخبركم الكفار بها بل سيغلقون آذانهم وعيونهم كلما جاءتهم فرصة للتطرق والبحث في الخلفية التاريخية لزمنه ﷺ

أما فيما يخص المتحضرين الأجانب الذين يسمون النبي محمد ﷺ بالبيدوفيلي...أوليسو هم من وضعوا قوانين تعطي الأطفال حرية ممارسة العلاقات الجنسية منذ ولادتهم وحرية دخول عالم الإباحية؟  فنرى الآن نصف مراهقيهم أمهات منفردات (لديهم أطفال دون زواج)...بل وليس غريبا أن ترى فتيات المتوسطة عندهم يربون الأطفال والأب مجهول حتى

نعم هم يحللون الزنا الحرام للقاصرين على قولهم لكن يبغضون زواج القاصرين بالحلال

ولو أنك قابلت ذات يوم فتاة بين العشر سنوات والثامنة عشرة سنة تمارس علاقات محرمة دون زواج وقلت لها أن هذا لا يجوز ومازلتِ قاصرا فسيهاجمك المجتمع بحجة أنها حريتها الشخصية التي لا يحق لك التدخل فيها

هذا الأمر يجعلك تفهم أن مشكلتهم ليست مع زواج القاصرات بل هي مع النبي محمد ﷺ نفسه...يريدون إدانته في أي شيء يفعله بينما يفعلون المثل في إطار الحرام بدافع الحرية الشخصية...هذه ازدواجية معايير واضحة


وبالأخير أحبتي أعتقد أن الزمن تغير كثيرا وأصبح زواج الصغيرات في زمننا أمرا خطيرا خاصة مع انتشار الطلاق وذهاب الجيل للهاوية وكون شباب هذا الوقت لا يتحملون المسؤولية ولا يقدرون المرأة إلا من رحم ربي...لذا على الأولياء أن يتقوا الله في أنفسهم ويتركوا بناتهم حتى ينهوا الدراسة على الأقل أو حتى ينضجوا فكريا فالزواج لن يهرب على كل حال



بثينة علي

• كتاب : مختصر الكلام في الدفاع عن الإسلام
• الموضوع : ضعف المسلمين



تقول الشبهة:

«لِمَ جعل الله المسلمين ضعفاء إن كانوا أمته المحببة؟ ولا بد أن الإسلام بحد ذاته هو سبب تخلفهم»



قد يكون الجزء الأول من السؤال منطقيا لوهلة ولكن لنتمهل ونجب عليه رويدا رويدا

لنبدأ من النهاية...من قال أن الإسلام تسبب في تخلف المسلمين؟! أريد من قال ذلك أن يفتح لي كتب التاريخ ويرى حال المسلمين بعد مجيء الإسلام وبالتحديد في زمن الفتوحات الإسلامية

ببساطة سيجد تطورا وازدهارا في الاقتصاد والثقافة والتراث وشتى العلوم...بل وإن الغرب هم من كانوا يأخذون العلم منا

اسألوا عن التجارة مثلا...العرب من اخترعوا الأرقام (1، 2، 3) والغرب تأثروا بنا ومازالوا لحد اللحظة يستخدمون أرقامنا

اسألوا عن ما يسمى الآن رياضيات من اخترعها ومن سماها خواريزميات (لأن الخواريزمي من اكتشفها) لكن الغرب أخذوها ونسبوها لهم

اسألوا عن علم الطب الذي أُخذ عن ابن سينا العربي

اسألوا من رسم أول خريطة في العالم

اسألوا من اخترع أول مضخة ماء في التاريخ وأول طائرة شراعية والكثير من الاختراعات غيرها

واسألوا أيضا من جاء للمخطوطات التي تتكلم عن إنجازات العرب وحذف أسماءهم ووضع بدلها أسامٍ لعلماء أجانب 

ببساطة...للعرب الفضل الكبير في تطور حضارة الغرب...ومن أين أتى العرب بتطورهم؟ لأنهم امتثلوا لتعاليم الإسلام وطبقوها تطبيقا صحيحا...فلما تركوها وصلنا للضعف والتخلف الذي نحن عليه الآن

ونحن كمسلمين نعلم تمام المعرفة أن كل ما يحصل معنا من ضعف واستعباد هو بمشيئة الله عز وجل...فهو من أراد جعل هذه الحياة اختبارا حقيقيا...ففي حال تطور الغرب سنعيش تحت الاستعباد والبلاء وتكثر الفتن ويظهر قوي الإيمان من ضعيفه

قد نعاني الكثير من الظلم والاستبداد بسبب تطور الغرب ولكن ما هي إلا فترة زمنية وستنقلب الموازين...فقد ثبت من خلال السنة النبوية أن الغرب من شدة تطورهم وعدم خوفهم من الله تعالى سيدمرون بعضهم ونعود جميعا للقتال بالسيوف كالسابق ونستعيد مجدنا

ولو كانت مبارزة عادلة بالسيوف لكنا أطحنا بهم من زمن لأن الله معنا وليس معهم...لكن ماداموا يستخدمون أسلحة أكثر تطورا وعددا منا فلن نستطيع عليهم

لكن الحقيقة تبقى واحدة وهي أن الله سيعيد لنا المجد ذات يوم




بثينة علي

• كتاب : مختصر الكلام في الدفاع عن الإسلام
• الموضوع : الله ليس برحيم



وهذه الشبهة تقول:

«لو كان الله غفورا رحيما فلماذا يعذب أمته ويبتليهم بالفقر والجوع والحروب والتشرد والأمراض؟»

حسنا لنفترص أنك كمسلم تعيش حياة هادئة مسالمة وتعيش في رفاهية وسعادة وأمن وأمان ولديك كل شيء تحتاجه بل وفائض منه...لن يصبح للحياة طعم صدقني

بل وهل كانت لتكون الحياة اختبارا لصبرنا وإيماننا لو كنا كذلك؟!

وكمثال آخر:

تخيل أن أباك وعدك أنه سيكافؤك بسيارة إن نجحت في الامتحانات...ألن تبذل كل جهدك من أجل الجائزة؟ نعم ستتعب وتسهر وتتعذب وتحرم نفسك من الأكل والنوم والراحة والخروج للتنزه...لكن طعم الجائزة في النهاية سينسيك كل شيء

ومن جهة تخيل أن أباك وعدك أن يهديك سيارة سواء نجحت أم لا...وبما أنك ستأخذها على كل حال فأنت لن تتعب نفسك بالدراسة حتى...لذا هل تستحق تلك السيارة فعلا وستفرح بها؟

كلا المثالين يعبران عن الحياة...فالامتحانات هي الدنيا والأب هو الله سبحانه وتعالى والسيارة هي الجنة...فالله قد أعطاك بعض المصاعب البسيطة والاختبارات وإن اجتزتها بجد وحكمة سيكافؤك بالجنة...أما أن يجعل حياتك بسيطة وسعيدة ومليئة بالرفاهية وفي النهاية تدخل الجنة بكل بساطة فهذا ليس منطقيا ولا عادلا لأنك ستتساوى مع من جاهد وتعب وتعذب...والله بالطبع أعدل العادلين ولا يضيع أجر المحسنين ولا يساويهم مع من لم يعملوا

لذا تعذب قليلا في الدنيا، امرض، جُع لبعض الوقت، تقبل الظلم...ولوقت قصير فقط (لأن سنين عمرك ستمر كأنها لحظة دون أن تشعر بها) بعدها ستنال مكافأة أبدية وتنسى كل ما مر بك من مصاعب



بثينة علي

• كتاب : مختصر الكلام في الدفاع عن الإسلام
• الموضوع : تحريم الملذات



تقول الشبهة:

«لِمَ خلق الله الملذات كالخمر والخنزير ومنعنا منها؟»



أولا وقبل كل شيء علينا أن نضع في حسباننا أن أي شيء يحرمه الله فيه ضرر لنا...فالخنزير حيوان نجس ويحتوي دودا شريطيا لا يموت مع الطهو ولحمه غير نظيف لكن بالمقابل حلل لنا باقي الحيوانات

والخمر فيه أذى للشخص والمجتمع فبإمكان السكران أن يسرق ويقتل ويزني ويخرب وحتى يؤذي نفسه بالانتحار...لكن بالمقابل حلل لنا كل أنواع المشروبات فما معنى أن نتجاهل المليار شيء الحلال ونركز على الشيء الوحيد الحرام فقط لكي نكفر؟!

ثانيا الله يختبر صبرنا من خلال منعنا من بعض الملذات...مثل الطفل الصغير الذي تطلب منه والدته أن يبقى هادئا طوال اليوم وستكافؤه في المساء بالحلوى

ولله المثل الأعلى...فهو يمنع أشياء عن عباده ليختبر طاعتهم له وليكافئهم في النهاية بأضعاف ما مُنعوا منه وقد جعل من الحكمة أن تلك الأشياء المحرمة ضارة لنا فهل هذا حق ظلم؟



بثينة علي

• كتاب : مختصر الكلام في الدفاع عن الإسلام
• الموضوع : الإسلام دين إرهاب وقتل



يُقال في هذه الشبهة:

«الإسلام دين إرهاب وقتل فهو يقتل الزاني والمرتد واللواطي»



هذه الشبهة صحيحة ولكن لو بحثنا عن السبب الرئيسي والفائدة من هذا التشريع سنقتنع ونغير رأينا

ففي دين الإسلام من الحلال قتل الزاني واللواطي (الذي مارس علاقة اتصال جسدي فقط) والمرتد (أي الذي ترك الإسلام) والقاتل العمد

فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم :{لا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ، يَشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأَنِّي رَسولُ اللهِ، إلَّا بإحْدَى ثَلاثٍ: الثَّيِّبُ الزَّانِي، والنَّفْسُ بالنَّفْسِ، والتَّارِكُ لِدِينِهِ المُفارِقُ لِلْجَماعَةِ}

الثيب الزاني:المتزوج الزاني
النفس بالنفس:الذي قَتل يُقتل

لنبدأ بالزاني...فالزاني لا يمكن قتله إلا إذا ثبت أن رآه شاهدان فإن لم يره غير ربه فلا داعي لتنفيذ التشريع...إضافة لأن الزاني المتزوج فقط هو من يُقتل...أما الأعزب فيُجلد فحسب عقابا له على ما اقترف كون الزنا من أخطر وأكبر الذنوب

إضافة لأن تشريع قتله علانية هو لتخويف المسلمين...فلو أنك كمسلم رأيت شخصا زانيا يُقتل أمام عينيك وأمام الملأ أجمعين ألن تخاف على نفسك من القتل والفضيحة؟

وكما نلاحظ في زمننا هذا فمنذ أن توقف تطبيق تعاليم الدين انتشرت فاحشة الزنا وأصبحت بيوت الدعارة منتشرة وبتصريحات قانونية أيضا...أرأيتم ما يصيب المجتمع المسلم حين لا يتم تنفيذ شرع الله فيه؟

هذا دون أن ننسى أن القتل كفارة للزاني من ذنبه فيذهب لربه تقيا نظيفا كون الزنا كبيرة من الكبائر وفيه خلط للأنسال وتخريب للمجتمع وانتشار للخيانة وتفكيك للأسرة التي هي أهم وحدة من وحدات المجتمع ونقل للأمراض الخطيرة كالآيدز



أما بشأن الرِّدة أو ترك دين الإسلام فتخيل عزيزي القارئ أنه ما من عقاب لترك الدين...ألن يصبح هذا الدين كالسوق؟ يدخل إليه الناس ويخرجون متى شاؤوا؟ وهذا أيضا فيه تخويف للناس من خلال القتل لكي يفكروا جيدا قبل أن يرتدوا

والقتل لا يكون مباشرة بل بعد الاستِتابة...أي تُعطى له مهلة ثلاث أيام ليتوب فإن لم يفعل فسوف يتم تنفيذ حكم الإعدام عليه

ثم هذا ليس شخصاً لم يعرف الحق ولم يمارس ويتعبد وإنما شخص عرف ومارس وأدى شعائر العبادة...فليست العقوبة أكبر مما يستحق وإنما مثل هذا الحكم القوي لم يُوضع إلا لشخص لم تعد لحياته فائدة لأنه عرف الحق واتبع الدين ثم تركه وتخلى عنه...فأي نفس أسوأ من نفس هذا الشخص

وأخيرا اللواطي الذي يتم قتله فقد انتشرت فاحشة اللواط انتشار النار في الهشيم وذلك لمجرد سكوت القانون عن إعدام اللواطيين لذا ذلك العقاب ليس إلا رادعا لخروج تلك الفئة الفاسدة للمجتمع...فنحن الآن وصلنا لقمة الانحلال الأخلاقي وصرنا لا نعرف الذكر من الأنثى وصار اللواطيون يغزون مواقع التواصل الاجتماعي ويخربون عقول أطفالنا...والتصرفات التي يقومون بها مقززة ومنفرة حرفيا ولا يتقبلها العقل...كل هذا لأن القانون صامت عليهم بل ويدعمهم بقوة...لذا ما دام القانون يشجعهم فتيقنوا رؤية الأسوأ وتوقعوا أن تنهش حقوقنا نهشا كما هو حاصل مع الناس في الغرب حاليا حيث كل من يتحدث عنهم يدخل السجن



بثينة علي

• كتاب : مختصر الكلام في الدفاع عن الإسلام
• الموضوع : الله لا يدافع عن نفسه



تقول الشبهة:

«لو كان الله حقيقيا لنزل للدفاع عن نفسه حين تطاولنا عليه»



هذه أيضا من أكثر الحجج التي يذكرها الكفار بحيث يشتمون الله عز وجل وينتظرون منه أن ينزل ليدافع عن نفسه

أرح بالك عزيزي الكافر فالله أبدا لن ينزل إليك...أتعلم لماذا؟ لأنه إن نزل إليك ستراه وتؤمن وتندم وتعتذر طويلا وتركع حتى يصفح عنك وهذا ما لن يحصل أبدا...بل سينتظرك إلى أن تصعد أنت إليه وتقابله يوم لا تنفع توبة أو اعتذار

أعني فكر بها منطقيا...الله وضعك في الدنيا ليختبر إيمانك به دون أن تراه...لكنك بالمقابل تطلب منه أن ينزل لتراه؟! أليس هذا أشبه بمعلم يُري الطالب ورقة عليها كل إجابات الامتحان؟! ما فائدة الامتحان أصلا في هذه الحالة؟!

فقط تمهل وستراه (◉‿◉) أوبس قصدت ستصعد إليه لكنك لن تتمكن من رؤيته...سيراه فقط المؤمنون الأتقياء...أما أنت ستحترق في جهنم وتنادي عليه ليأتي ويتقذك لكنه لن يأتي...هو لم يأتِ حين ناديت عليه في الدنيا ولن يأتي حين تنادي عليه في الآخرة أيضا



بثينة علي

• كتاب : مختصر الكلام في الدفاع عن الإسلام
• الموضوع : الإسلام حلل السبي



والشبهة التالية تقول:

«إن كان الإسلام دين رحمة حقا فلماذا حلل سبي النساء كما نرى هذه الأيام في سوريا وإيران؟ ولماذا كان لدى النبي ﷺ وأتباعه سبايا وجاريات؟»



أولا سأشرح لكم ما هو السبي

السبي هو غنيمة الحرب من نساء يأخذهم المسلمون ليصبحوا من ملك اليمين أي يخدمونهم ويمارسون معهم الجنس...وقد كان مسموحا به في زمن الرسول بالفعل وكان له ﷺ سبيتان

أما الجارية أو ملك اليمين بمصطلح آخر فهي امرأة عادية يتم بيعها في السوق مثل السلعة وقد تكون من السبايا وقد تكون امرأة عادية أو بنتا لشخص ما قام بعرضها في السوق

لكن ما يجهله الملحدون...أو يتظاهرون حوله بالجهل هو أن السبي كان عرفا دوليا في وقته ﷺ أي أن الأمم كانت من قبل تتعامل بالسبايا وليس الإسلام من أتى به

وكانت السبية والجارية وقتها تعامل أسوأ معاملة من تعنيف وأشغال شاقة واغتصاب عنيف بالإكراه وعرض أمام الضيوف ليستمتعوا بها وما شابه ذلك

وعندما جاء الإسلام حاول التخلص من السبي والجواري لكن شيئا فشيئا وليس دفعة واحدة

فبخصوص السبي ففي البداية كان مسموحا...ثم بدأت تظهر القواعد ومنها:
-أن تكون السبية كافرة (أي لا يحل سبي المسلمة)
-أن تكون غنيمة حرب (أي كعقاب لها تصبح سبية لأن زوجها أو والدها كانا طرف نزاع في الحرب وقاتلا المسلمين وممن دمروا وسفكوا الدماء)

ولم يتعامل الإسلام مع السبية على أنها سجينة ذليلة بل أعطاها حقها واحترمها وأمر بمعاملتها معاملة جيدة وعدم تكليفها بأعمال شاقة وجعلها مثل الزوجة تقريبا تلبس كما يلبس صاحبها وتأكل ما يأكل وتعيش معززة مكرمة

ثم شيئا فشيئا نزلت آيات في القرآن الكريم تشجع على عتق السبايا و الجاريات وتركهم في حالهم وجعلها الله من أقرب الأعمال له ولها أجر عظيم كما في قوله تعالى:

{فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ * فَكُّ رَقَبَةٍ} *سورة البلد 11-12*

وقد ورد في كتب علمائنا أن الرسول ﷺ أعتق ثلاثة وستين نفسا بعدد سنوات عمره الشريف إحداهم السيدة صفية بنت حيي التي تزوجها لاحقا...وأعتقت زوجته السيدة عائشة رضي الله عنها وحدها سبعة وستين عبدا وجارية بعدد سنوات عمرها أيضا...وأعتقت السيدة خديجة بنت خويلد زوجة النبي ﷺ عشرات من العبيد والجواري قبل وبعد الإسلام رضي الله عنها...وأعتقت السيدة أم سلمة عشرات العبيد رضي الله عنها...والثابت من حديث البخاري عن جويرية أنه ﷺ : {لم يترك عند وفاته درهمًا ولا دينًارا ولا عبدًا ولا جارية}...وهذا وحده كافٍ للرد على أولئك الحاقدين الذين لا يفهمون (أو يتجاهلون عمدا) كل تلك المواقف التحريرية الخالدة في السيرة العطرة لرسول الله ﷺ

وهو ﷺ يعتبر نفسه بشرا مثلنا يحب شهوة النساء والطعام وما ذلك وهو لم ينكر أبدا طبيعته البشرية لكن رغم ذلك أعتقد الكثير من السبايا والجاريات لوجهه سبحانه وتعالى


وشيئا فشيئا اختفى السبي وذلك فقط بفضل جهود الإسلام والنبي ﷺ

وبالنسبة للجارية ماريا القبطية فقد ظلت مع النبي ﷺ وأنجبت له إبراهيم ولم تُعامل أبدا معاملة العبيد بل كان لها بيت منفصل والنبي ﷺ يصرف عليها وهذا أمر طبيعي كونها كانت موجودة في وقت السبي لكن الأهم ما حصل لاحقا بفضل الإسلام

أقول وأكرر ماريا كانت سبيته في وقت كان فيه اتخاذ السبايا جائزا مفهوم؟

ووددت التحدث عن شيء آخر مهم في الأخير وهو التكافؤ...فلو تتبعنا منطق الكفار بأن يكون الإسلام دين سلام ولا يتعامل بالسبايا فسيكون هناك ظلم في أحد طرفي النزاع...بحيث الكفار يأخذون سبايا المسلمين ويفعلون بهم ما لا تحمد عقباه أما المسلمون فلا يبادلونهم بالمثل فيبقى الكفار سالمين غانمين وهكذا يصبح الوضع ظلما لنا لا يتقبله عاقل...وكلنا نعلم أن العين بالعين والسن بالسن

وأخيرا وليس آخرا فإن ما نراه من مظاهر في وقتنا الحالي من خطف للفتيات والنساء من بيوتهن وسبيهن في سوريا واليمن وإيران وغيرها لا يمت للإسلام بِصلة...تلك طائفة متطرفة تأخذ من الدين ما يعجبها وتفهمه بالطريقة التي تخدم مصالحها

والغبي فقط من يصدق أن جزءا واحدا متطرفا من المسلمين يمثل المسلمين كافة...الإسلام بريء منهم وموقفه واضح وصريح تجاه السبي بأنه حاربه على مراحل حتى اختفى نهائيا ولله الحمد

حتى عند الغرب عندما يقوم رئيس أو مواطن بعمل لا أخلاقي فالجميع يصرخون "إنه لا يمثل إلا نفسه" لكن سبحان الله حين يتعلق الأمر بالإسلام فكل المسلمين متشابهون وسيؤون ويعشقون سبي النساء واغتصابهن

حرفيا ازدواجية معايير 

بعض المصادر : موقع سطور + موقع صيد الفوائد



بثينة علي

• كتاب : مختصر الكلام في الدفاع عن الإسلام
• الموضوع : الله لا يستجيب للدعاء



يقول الكافر:

«ألم يقل الله أنه يجيب دعوة الداعِ إذا دعاه؟ لماذا لم يستجب لآلاف المسلمين الذين يعانون ويدعونه في فلسطين؟ أو دعنا لا نذهب بعيدا...في حادثة سقوط الطفل المغربي ريان في البئر ألم يدعوه كل المسلمين معا فلماذا لم يستجب لهم وينقذ ريان؟ أين رحمته حين احتاجه طفل بريء عالق في ظلمات البئر؟»



نعم الله يجيب دعوة الداعي حين يدعوه ولكن ليس بطريقة مبالع فيها لتلك الدرجة

فتخيل أن أي أحد يدعوه قائلا : "يا الله إنني مريض فاشفيني" ففجأة يُشفى!

ثم يقول : «يا الله أريد رزقا وفيرا» فتظهر أمامه كومة من النقود مثل التي ظهرت في قصة علي بابا والأربعون لصا!

ثم يقول : «يا الله أريد سيارة فيراري» فتنزل عليه سيارة فيراري من السماء!

ثم يقول : «يا الله أريد مثلجات بالشكلاطة» فتنزل عليه ثلاجة كاملة من المثلجات!

تؤ تؤ تؤ هذا تفكير مبتذل ಥ‿ಥ⁩ أنتم هكذا تخلطون بين الله ﷻ وبين جنية أمنيات كلما طلبتم منها شيئا ينزل عليكم

الله لن يعطيك ما تريده بسهولة...بل سيختبرك ويختبر إيمانك به...فيتجاهلك مرة ومرتين وثلاث وحين يراك مصرا فقط يعطيك

وبالمناسبة الله على الأغلب لا يعطيك شيئا إلا إن كان الأمر من مصلحتك...فمثلا لو طلبت منه شيئا فهو سيرى معك...فإن كان ذاك الشيء سيئا لك ويجعلك تتوقف عن عبادته أو يأخذك لمنحى سيء فلن يعطيه لك...لكن إن رأى أنك ستستغله في شيء جيد فسيعطيه لك وبطريقة لم تكن تتخيلها

كمثال : طلبت من الله أن تفوز في اليناصيب...فلو كان الله يعرف أنك إن فزت بها ستصبح مغرورا وتستخدمها لأشياء سيئة كتعاطي الكحول والمخدرات والذهاب لأماكن ممنوعة فلن يعطيك

أما إن عرف أنك ستستغلها في بناء مؤسسات خيرية مثلا أو تزكي منها وتعطي للفقراء فسيعطيها لك دون أدنى شك

ولو لم يعطك فهو من باب الاختبار لا البخل

وأحيانا لا يعطيك دائما ما تريده بالضبط...بل يعطيك شيئا مختلفا يقود لنفس النتيجة

مثلا لو طلبت منه مليون دولار لن يعطيك إياها لكن سيعطيك نعمة الصحة التي إن فقدتها فسيكلفك الركض وراءها أكثر من مليون دولار

عليك أن تؤمن أن الخير دائما فيما اختاره الله

والآن لنعد لقصة ريان...يقول الملحد في الأعلى أن المسلمين أجمعين اجتمعوا ليدعوا لريان أن يخرج من البئر سالما لكنه لم يستجب لهم...لكن أنا أرى أنها رغم كونها حادثة مأساوية ومؤسفة فهناك حكمة منها...فالله أخذ ريان إليه لحكمة خفية لا يعرفها إلا هو...ربما سيكبر ويقوم بأفعال سيئة يؤذي بها الناس أو والديه لذا قبض الله روحه وهو بريء طاهر

والحكمة الظاهرة وهي أن ريان أصبح بطلا بين ليلة وضحاها ولولا موته لما أصبحت قضية الآبار المفتوحة حديث الساعة وقد تم لفت انتباه الجميع لخطورة الأمر وربما تم إنقاذ عشرات الأطفال في البلدان العربية من الوقوع في نفس المصير

ومن جهة قصة ريان لفتت انتباه الجميع لقصة فواز السوري الذي تم خطفه وتعذيبه وتهديد أهله في نفس الوقت وبهذا تدخلت السلطات وتم جمع التبرعات وإنقاذ الطفل والحمد لله

لذا يا رفاق كل شيء له حكمة دبرها الخالق العظيم وبما أن من صفاة هذا الإله الحكمة فلا يحق لنا التسرع في الحكم عليه



بثينة علي

• كتاب : مختصر الكلام في الدفاع عن الإسلام
• الموضوع : قطع يد السارق وحشية



الشبهة التي أتى بها الكافر اليوم تقول:

«أليس قطع يد السارق وحشية؟ لماذا قد يخسر يده لمجرد أنه سرق؟ ربما كان جائعا وربما كان مديونا أو محتاجا»



حسنا حسنا هذه شبهة جيدة لعرضها اليوم...لكن دين الإسلام لديه الإجابة والمبرر لكل شيء...فقط شغل عقلك وأنصت بتمعن وسأخبرك بالقصة بحذافيرها

صحيح أن من يسرق في الإسلام يُقام عليه ما يسمى "حد السرقة" والذي يتمثل في قطع اليد وهو يطبق على الجميع ولو على بنات رسول الله ﷺ وقد وصلنا عن عائشة رضي الله عنها أن قريش أهمهم أمر المرأة المخزومية التي سرقت وستقطع يدها فأرسلوا إليه أسامة بن زيد ليشفع لها فقال ﷺ : {أتَشْفَعُ في حَدٍّ مِن حُدُودِ اللَّهِ، ثُمَّ قَامَ فَاخْتَطَبَ، ثُمَّ قالَ: إنَّما أهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ، أنَّهُمْ كَانُوا إذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ، وإذَا سَرَقَ فِيهِمُ الضَّعِيفُ أقَامُوا عليه الحَدَّ، وايْمُ اللَّهِ لو أنَّ فَاطِمَةَ بنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا}



وقبل كل شيء أبشركم أنه ليس كل من يسرق تقطع يده...هناك شروط هامة يجب أن تتوفر في السارق حتى يُنفَذ الحد عليه وهي:

-بلوغ المال المسروق حدّ النصاب أو أكثر (والنصاب هو مبلغ من المال عند الوصول إليه تجب الزكاة...وبالمناسبة هو ليس مبلغا قليلا بالمرة)

-أن يُؤخذ المسروق من حرزه (أي أن يرد السارق المال الذي سرقه لصاحبه فإن لم يستطع يُقام عليه الحد)

-أن يؤخذ بخفيةٍ عن الناس فلا يعدّ من أخذ مال غيره نهباً أو غصباً سارقاً

-أن يكون المسروق محترماً...فلا يحاسب بسرقة الخمر أو الأصنام أو آلات اللّهو المحرّمة

-ألّا يسرق السارق ممّا يملكه ابنه...أو أحداً من فروعه (أي إذا سرق السارق ابنه او أحفاده فلا يعتبر الشرط متحققا)

-ألّا يسرق السّارق ممّا يملكه والده...أو أحدٌ من أصوله (أي لو كان المسروق ملكا لأباءه او أجداده وما شابه فلا يتحقق الشرط)

-أن يكون السارق بالغاً (البلوغ في الإسلام هو 15 سنة قمرية)

-أن يكون السارق عاقلاً

-أن يكون السارق قاصداً السرقة

-أن يكون السارق مختاراً غير مكرهٍ (أي مثلا لو هدده أحد فلا يعتبر الشرط محققا)

-أن يكون غير مضطرٍّ للسّرقة بسبب الجوع...ولا بدّ في ذلك من دليل

-أن يكون غير مؤتمن على المال المسروق

-ألّا يكون المسروق شريكاً للسارق (في حال كان كل منهما قد دفع النصف مثلا أو الجزء من أجل التجارة فلا يتحقق الشرط)

-أن تثبت السرقة بشهادة شخصين...أو بإقرار السارق إقراراً مفصلّاً بعد اتّهامه بالسرقة

-أن تصل الجريمة إلى السلطات (يقصد هنا أن تصل للمحاكم فالسلطة القضائية هي الوحيدة المسموح لها بتنفيذ الحد وليس أي أحد)

-أن يقوم المسروق منه برفع دعوى على السارق (أي لو لم يشتكي وسامح السارق فلا حد عليه)

وكما هو موضح فالوضع ليس فقط اسرق وتقطع يدك

سرقت قطعة خبز...تعال أقطع يدك

سرقت لعبة...تعال أقطع يدك

سرقت 100 دينار جزائري...تعال أقطع يدك 



الموضوع أعقد بكثير ولو سقط شرط واحد من الشروط لبطُل حد السرقة

سيأتي شخص ما ويقول لي "وماذا لو سرق واستوفت سرقته كل الشروط؟ هل يستحق الأمر أن يخسر يده كاملة؟"

حسنا سأجيبك...لنتخيل أن هناك سارقا في المدينة يدخل المنازل والناس نيام ويأخذ مالهم ومجوهراتهم الثمينة وقد يسرق مفتاح السيارة ويأخذها من القبو دون أن يشعروا حتى

وفي الجهة الأخرى هناك أنت...مواطن مسكين كادح عملت طوال حياتك لجمع المال من أجل توفير حياة كريمة لك ولأطفالك أو كنت تريد البدء في مشروع مربح ونتنظر الفرصة فقط

ومن بين كل ما سُرق هناك سيارتك ومالك الذي تعذبت لأجله سنوات وأغراضك الثمينة...والآن لم يعد لك اي شيء حرفيا وقد تقدمت في العمر ولن تستطيع البدء من الصفر لأنك كبير ومتعب...ها قد تدمرت حياتك برمشة عين

ثم فجأة! ذلك السارق يتم إمساكه من قبل الشرطة وتجتمعون عليه لإقامة الحد في المحكمة

وبعد كل تلك الخسائر التي واجهتها أنت يأتي القاضي في المحكمة ويقول له "أيها المسكين...صحيح أنك نهبت الناس وثرواتهم ومجوهراتهم التي أكلوا التراب لأجل جمع ثمنها وسياراتهم لكن قطع اليد شيء إجرامي وأنت مهما كنت مجرما خطيرا تهدد أمن الناس فلا تستحق أن تفقد يدك لأجل هؤلاء...هيا سر بحالك وأكمل سرقة ونهب كل منزل تمر به»

والآن ما رأيك؟

هناك مثل يقول"لن يحس بالجمرة سوى من داس عليها"

وأنت أيها أيها الشخص الذي يظن قطع اليد ظلما لن تشعر بتهديد السارق على المجتمع إلا إن كنت أنت من تمت تعريتك من رأسك لقدميك...وفي تلك الحال فقط ستقول اقطعوا رجليه أيضا وليس فقط يده

أما إن قام القاضي بقطع يده فسيخاف على يده الأخرى ويتوقف عن السرقة وتتوقف معه جميع السرقات لأن المجرمين صاروا يخافون من ملاقاة نفس المصير...ويحل السلام في المجتمع

المهم...ما أردت قوله أن الإسلام متساهل مع السرقات البسيطة أما المبالغ فيها والمتكررة والتي تهدد أمن المجتمع فهو لها بالمرصاد

وبهذا ندرك أن قطع اليد ليس وحشية حين يتعلق بالوحوش بحد ذاتهم

بعض المصادر المعتمدة : موقع موضوع



بثينة علي

• كتاب : مختصر الكلام في الدفاع عن الإسلام
• الموضوع : من خلق الله؟



وشبهة اليوم تقول:

«إن كان الله خلقنا جميعا فمن خلق الله؟ وذلك الخالق الذي خلق الله من خلقه؟ والذي خلق من خلق الله من الذي خلقه؟»



هذا السؤال أشبه بصندوق تفتحه فتجد فيه علبة ثم تفتح تلك العلبة وتجد فيه أخرى وتفتح الأخرى فتجد علبة وتستمر الحكاية إلى ما لا نهاية بطريقة مضحكة جدا

أتساءل ما الذي خطر على بال الشخص الذي يطرح مثل هذا السؤال...نعم إنه الفراغ والوسواس وما يفعلان بالإنسان 

المهم

لنفترض أن تلك السلسلة العقيمة واقعية وأن الإله الذي خلقنا لديه إله مسؤول عنه خلقه وكل إله وراءه إله آخر خلقة...هذا يجعل عددهم يصل إلى ما لا نهاية

تخيلوا...عالم يحكمه عدد ما لا نهائي من الآلهة...لكن يا سبحان الله إنه عالم منظم ودقيق وليس فيه أي مشاكل أو صراع بين الآلهة

حسنا بما أن لدينا ذلك العدد الذي لا يحصى من الآلهة ألن يقوم صراع فتاك يحاول كل واحد فيه السيطرة على الكون؟

ستقولون "توقفي يا بثينة...لقد قلبتِ الموضوع لفيلم هوليوود مبالغ فيه"

في الحقيقة هذه هي المبالغة التي يأبى الكافرون الإيمان بها...بأن تعدد القوى يولد الصراع

قال تعالى : ﴿مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذاً لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلاَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ﴾ *المؤمنون 91*

جربها من نفسك فقط...لاحظ داخل منزلك وبين إخوتك الكبار...كل منهم يحب السيطرة على البيت ويتسلط على الجميع ويريد جعل كل شيء يسير وفق إرادته...وإن لم يكن لديك إخوة فانظر بين أعمامك وأخوالك...تلك الصراعات لن تتوقف لأن الجميع بطبعهم يحبون أن يكونوا أعلى شأنًا من البقية

هؤلاء البشر عديموا القوى فما بالك بمجموعة من الآلهة لديهم قوى جبارة...ولكان الكون مجرد حطام بسبب صراع هؤلاء الآلهة وعدم اتفاقهم على شيء معين

لكن ولأن هناك إله واحد فالكون يسري وفق نظام دقيق جدا ومنظم والبشر متعايشون فيه بهدوء يعبدون إله واحد فقط


ثم من الجانب المنطقي دعونا نقلبها قليلا في عقولنا...ما حكاية الإله الذي لديه إله آخر؟ أليس هذا تناقضا؟ هذا يبطل صفة الألوهية فالله من المفروض أن يكون غير مخلوق ولا بداية له ولا نهاية...هذا حسب المنطق طبعا...ما محل المنطق من الإعراب حسب اعتقاد الكفار يا ترى؟! وما حاجة الإله بإله آخر ما دام بيده كل شيء؟!



بثينة علي

• كتاب : مختصر الكلام في الدفاع عن الإسلام
• الموضوع : الإسلام انتشر بالسيف



تقول شبهتنا لليوم:

«دين الإسلام يَدعي السلام بينما انتشر من خلال الحروب وقطع الأعناق وسفك الدماء في عهد الرسول ﷺ»



الصلاة والسلام على أشرف الخلق محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

طبعا كالعادة انصرعت رؤسنا بحكاية أن لدى الإسلام تاريخا وحشيا مظلما من الدمار والسفك والنهب والقتل والتدمير والسبي وما إلى ذلك...هذا ما يقوله غير المسلمين وبالضبط الغرب منهم...ومن أجل نشر هذه الفكرة التي لا أساس لها من الصحة فقد تم تخصيص أجندات كاملة لذلك...بحيث تم استخدام الإعلام الغربي من أجل تشويه سمعة الإسلام وجعله مجرد حركة إرهابية شهوانية...وقد نحجوا بذلك فما أكثر غير المسلمين الذين لديهم رهاب الإسلام والذين يشعرون بالخوف لو رأوا شخصا ينطق "الله أكبر" أو رجلا ذا لحية كثيفة وملابس عربية...وما أكثر المسلمين الذين تأثروا بهم أيضا وتركوا الإسلام...وطبعا هم يتحججون بحجة أن داعش أو تيار السلفية الجهادية هم أقوم دليل للبرهنة على صحة كلامهم ويعتبرونهم روح الإسلام الحقيقية وممثليه مستغلين جهل الناس بتعاليم الإسلام الصحيحة

وحتى لو حاولت النقاش مع كافر حول الإسلام والحروب فأول ما سيستحضره لك هو قطع الأعناق بالسيوف الذي حصل في مختلف الحروب الإسلامية...وسيضعون أمامك آيات القتال التي ذكرت بالقرآن ظانين أنهم أفحموك وأخرسوك

نعم دين الإسلام دين سلام...لكن لِمَ لا يفهم هؤلاء أنه لا سلام في الحرب بالذات؟ الحرب لطالما كانت نفسها في كل العصور وعند كل الحضارات...هي عملية فتك طاحنة تحتاج أن تكون وحشيا بكل قوتك لتفوز فيها...متى كانت هناك حرب "كيوت"؟ طبعا لا يوجد فنحن في واقع ولسنا في رسوم متحركة حيث يمكن حل الحروب بالتفاهم والكلام المعسول مقابل السلاح الذي يشهرونه في وجوهنا

حسنا يقول أعزاؤنا الذين يناقشون أن السيف سلاح مرعب ووحشي وفتاك...لكن ألم يروا وحشية الأسلحة التي توجد في عصرنا الحالي؟

هل تعلمون حجم الفتك الذي تُحدثه طلقة عيار 7.62 مم عندما تضرب جسداً حياً بطاقتها الحركية وموجة الصدمة التي تحُدثها؟ إن فتكها لا يُجاريه لا سيف ولا رمح...وهي أبسط وسائل القتل...فهي تُهشّم الرأس وتُفجره فهل هي طريقة لطيفة للقتل؟

ولو انتقلنا إلى عيار 12.5 وعيار 23 مم وصولاً لقذائف عيار 57 وعيار 80 وعيار 120 و180 مم وصواريخ الطائرات وقذائفها...هل تدركون حقاً حجم الفتك في الجسد البشري الذي تحدثه؟ هل سبق وعاينتم ذلك بأنفسكم؟ فهل تفوقت طرق القتل التي يعتمدها المسلمون القدامى من سيف ورمح على التي تعتمدها الجيوش النظامية للدول التي تَدّعي شرعة حقوق الإنسان والحضارة؟ الجواب ببساطة لا والفارق كبير جداً

على الأقل كان سيف الإسلام يضرب رقاب وأجساد مقاتلين في ساحة معركة وهو على أي حال ألطف تشويهاً للجسد بكثير من قوة فتك الفولاذ المتشظي من حشوة TNT

أما فيما يخص كون الإسلام حالة فردية من الحروب والقتل والوحشية والسيوف فدعوني أسأل بالله

ما هي الأساليب التي اتبعها الاسكندر المقدوني في غزاوته وحروبه؟ ما هي الطريق المرهفة التي استخدمها نبوخذ نصر؟ ما هي أساليب الحرب التي انتهجها الجرمان والرومان والقرطاجيون والإسبان والإنكليز والفرنسيون؟ هل كانت حروبهم مُرهفة؟ هل كانت حروبهم كيوت؟ هل استخدموا أعواد القش في حروبهم لضرب الأعداء؟ هل تجنبوا قطع الرؤوس وبتر الأطراف في حروبهم؟ هل حازوا البلاد وسيطروا على باقي الأمم بالكلام المُرهف والحس اللطيف؟ طبعا الجواب لا...تاريخ كل الأمم محفوف بالقتل والوحشية والدمار...بل وإن الولايات المتحدة الأمريكية قد تأسست على أشلاء الهنود الحمر بحيث تم سحقهم بكل وحشية واغتصاب أراضيهم والآن هي ما عليه

ثم إن كان القرآن يحوي آيات القتال فَذلك لأن القتال ضرورة حتمية لأي أمة وإلا فلماذا تقوم كل بلاد الدنيا بِصُنع الجيوش ووزارات الدفاع والأسلحة الفتاكة؟

والنسبة العظمى من آيات القرآن تذكر مفردة "قتال" و"قاتلوا" وهو فعل يدل على المشاركة...أي أن الطرف الثاني مُقاتل في ساحة معركة وليس مواطنا ضعيفا كما الحال الآن في الدول العربية التي غزاها الغرب...وحتى عندما وردت كلمة اقتلوا وهي نادرة فهي أيضاً جاءت في سياق ساحة معركة

ولو سألنا عن الإرهاب الحقيقي والوحشية الكاملة فأصحابها هم أشخاص ذوي بزات أنيقة وثروات طائلة وقصور فخمة يعيشون معززين مكرمين بينما يرسلون جيوش بلادهم للبلدان الأخرى لتدميرها أو بث الفتنة فيها ليتقاتل المسلمون فيما بينهم وتحصل حرب أهلية...فإن كان تاريخ المسلمين مليئا بضرب السيف وطعنات الرمح فإن تاريخ الدول الإرهابية الأجنبية الحالية مليء بأعنف أنواع القتل والتقطيع والتهجير وتمزيق أشلاء البشر والفتنة...ولا ننسى القنابل النووية التي تهدد سلامة الكوكب والتي قد يرمي بها هؤلاء الإرهابيون في أي لحظة دون مراعاة لأي شيء ومخلوق مسكين...فإن كان من إنصاف فهؤلاء هم الإرهاب الحقيقي وليس المسلمين الذين سعوا لنشر العقيدة الصحيحة والسلام

يتم تصوير الإسلام على أنه دين الغزوات والحروب وأن الرسول محمد ﷺ أمضى حياته في الغزو والسبي وسفك الدماء وطبعاً ناهيك عن أن الغزو والسبي كانا عُرفاً عالمياً بين جميع الأمم كما ذكرنا في فصول سابقة...إلا أنهم يحاسبون الإسلام وحده دوناً عن كل الأمم متناسين أنه بنى حضارة ودولة مزدهرة آنذاك في زمن قياسي...وأن كل غزوات الرسول كان الخصوم هم من بادروا إلى العدوان فيها

فلناخذ الآن أمثلة عن بعض غزوات الرسول ﷺ لنفهم الأمر برمته:

-غزوة سفوان : حصلت بسبب أن "كرز بن جابر الفهري" شن غارة على مواشي المدينة دون سبب فخرج الرسول ﷺ ورجاله يطلبون رأسه غضبا مما فعله

-غزوة الكدر : بسبب بمحاولة بني سُليم وبني غطفان الهجوم على المدينة المنورة

-غزوة بني قينقاع : حصلت لأن اليهود أمسكوا امرأة مسلمة وقاموا بتعريتها في السوق وفضحها والسخرية منها شماتة في المسلمين فاستنكر النبي ذلك وواجههم

-غزوة ذي أمر : بسبب هجوم جمع كبير من بني ثعلبة ومحارب على المدينة

-غزوة بني النظير : حصلت لأن يهود بني النظير حاولوا اغتيال النبي ﷺ

-غزوة الخندق : سببها تحريض سادات بن النظير لقبائل العرب على قتال المسلمين وقد استجابوا له

-غزوة بني قريظة : سببها خيانة يهود بني قريظة لعهد السلم وانقلابهم على المسلمين

والكثير الكثير من الغزوات التي كانت أسبابها مبادرة العدوان للهجوم أولا...أما البعض منها فقد كانت من محمد ﷺ وقد كانت مبادرة للصلح والهدنة حيث يذهب مع جيوشه لعقد الصلح وتهدئة الحروب مع بقية القبائل فأحيانا يقبلون صلحه ويعود دون أي أضرار جسيمة وأحيانا يضطر للقتال معهم

هذت فيما يخص المرحلة التي تسبق موته ﷺ أما فيما بعد موته فقد واصل أتباعه من الصحابة رضوان الله عليهم مثل أبي بكر وعمر وعثمان المعارك باسم الإسلام...وقد امتثلوا لقول النبي ﷺ : {أمرت أن أقاتل الناس، حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام، وحسابهم على الله تعالى} رواه البخاري ومسلم

وكما ذكرت سابقا فلفظة "أقاتل" تدل على اشتراك الطرفين في الفعل بطرق شريفة وقتال نزيه وليس هجوما خبيثا مباغتا أو مهاجمة لمدني ضعيف بأسلحة فتاكة مدمرة

والذي لا يفهمه الناس أن زمن النبي وما قبله وبعده كان زمن حروب بحت والبقاء للأقوى وكل القبائل آنذاك تهاجم بعضها وتسفك الدماء من أجل السيطرة على باقي البقاع وعقد التحالفات وإظهار قوة جيوشهم وشجاعتهم...وبالطبع كان المسلمون جزءا من هذه الحرب الطاحنة فإن لم يتصرفوا فلن تتوقف الجيوش المعادية حتى تقضي عليهم وتغزوهم فما كان عليهم سوى شن الحرب باسم الإسلام

آنذاك كان الكل يريدون فرد عضلاتهم ونشر ثقافتهم وتوسيع مجال سلطتهم بالعنف والإجبار والخداع والغدر والاغتيال وكل الطرق المتاحة ولكن جيش المسلمين كان يحمل رسالة عظيمة وهو نشر الدين الحق والسلام في العالم ولا حل آخر أمامه سوى عن طريق السيف والغزو...لكن السيف كان آخر مرحلة فقد كانوا يطلبون من جيش العدو تسليم نفسه والانقياد تحت راية الإسلام لكن العدو يرفض ويقاتل حينا وحينا آخر ينقاد بعد أن يرى قوة وعظمة جيش الإسلام

ورغم أن الحرب عملية فتك طاحنة تدمر وتسلب وتقتل وتبيد لكن أيام الفتوحات الإسلامية والحروب كان ﷺ قد أوصى أتباعه بوصايا عديدة وضوابط عليهم اتباعها ضمانا لنشر السلام وعدم إحداث ضرر...وتقول الوصايا كالتالي:

قال ﷺ : {لا تقطعوا شجرة، ولا تقتلوا امرأة ولا صبيا ولا وليدا ولا شيخا كبيرا ولا مريضا، لا تمثلوا بالجثث، ولا تسرفوا فى القتل، ولا تهدموا معبدا ولا تخربوا بناءً عامرا، حتى البعير والبقر لا تذبح إلا للأكل}

كما أوصى بإحسان معاملة الأسرى رغم أنهم من الأعداء في حين كان الطرف الآخر يقتل الأسرى ويعذبهم ويسيء لهم بطريقة غير إنسانية البتة

طبعا هذه الأمور لن يحدثكم عنها الكافر بل سيتطرق فقط للجانب المظلم من الحرب وهو القتل...متجاهلا أنه لا وجود لحرب دلوعة رحيمة بدون قتل

وأخيرا انظروا بأنفسكم لغير المسلمين حين دخلوا دول العرب مثل سوريا وليبيا واليمن وماذا حل بها من دمار...نعم أولئك هم من ينجر المنبطح خلف تفكيرهم ويطبل لهم بكل قوته...وانظروا أيضا كيف كانت الأمة الإسلامية أمة فخمة بحيث لم تحدث أي دمار مادي بجيش أعدائها (عدا قتل الطرف المحارب)

فهل هناك أرحم من الإسلام حتى في الحرب؟

لذا يا أحبتي في الله ليس هناك ما يسمى بالحرب الكيوت...لطالما كانت الحرب قاسية ووحشية ومليئة بالسفك والسبي والسيوف...وطبعا لا يمكن مواجهة العدوان الذي يهاجمك بأن تضربه على يديه بهدوء وتقول "لا يا دادا لا تفعل ذلك" بل عليك حمل سيفك والدفاع وسفك أكبر قدر من الدماء لتنجو بحياتك وحياة أمتك...هكذا نشأت الأمة الإسلامية أمة قوية بسيفها وذراعها ومهاراتها القتالية





بثينة علي

• كتاب : مختصر الكلام في الدفاع عن الإسلام
• الموضوع : القرآن نسخٌ لكتب تاريخية



وشبهتنا اليوم تقول:

«حين نقرأ القرآن سنكتشف أنه مجرد قصص منسوخة من الكتب القديمة كالتوراة والإنجيل والزبور والكتب التراثية القديمة كاليونانية والإغريقية إلخ إلخ»



يعتمد من طرح هذه الحجة على أن القرآن لم يأتِ من عند الله بل هو مجرد وثيقة تاريخية جامعة للكتب والرسائل السماوية ما قبلها والذي جمعها هو محمد ﷺ

ولكن بحجتهم هذه يبدو أنهم فضحوا أنفسهم وبينوا نبوة محمد ﷺ أكثر...فلنستخدم معا المنطق والعقل لنجيب عليهم

فتخيلوا أحبتي في الله أن رجلا أميا لم يقرأ كتابا من قبل ولم يتثقف ولم يختلط بالعلماء والمثقفين ورغم ذلك تمكن من إحضار كتاب يحتوي قصص الغيب التي رويت في التوراة والإنجيل والزبور وكذلك يحكي الوقائع التاريخية بدقة

كل هذا جاء به شخص أمي لا يجيد القراءة والكتابة!

يتخيل الكفار أن محمد ﷺ لديه مكتبة سرية واسعة شاملة فيها رصيد مذهل من الكتب جمعها كلها وقرأها ولخصها في كتابه القرآن

مذهل! خيال واسع

للمرة المليار محمد نبي أمي لا يعرف لا القراءة ولا الكتابة ولم يختلط بالعلماء ولم يكن لديه أي اطلاع على الكتب التاريخية والرسالات السماوية السابقة 

وبالنسبة لكونه يحتوي قصصا من التوراة والإنجيل والزبور مثل قصة سيدنا عيسى وأمه العذراء مريم فهذا أمر بديهي كون كل تلك الكتب أتت من عند الله...ما الشيء الذي يصعب تصديقه في هذا الموضوع؟ ها؟

الله هو راوي هذه الكتب وبالطبع سيروي نفس القصة في كل منها 



بثينة علي

• كتاب : مختصر الكلام في الدفاع عن الإسلام
• الموضوع : اختلاف الكتب السماوية



وتقول شبهة اليوم:

«إن كانت الكتب السماوية؛ الإنجيل والتوراة والقرآن منزلة حقا من عند الله فلماذا فيها بعض التناقضات مثل أنه في القرآن هناك إله واحد أما في الإنجيل فهناك ثلاث آلهة»



أولا وقبل كل شيء أحب أن أنبه إلى أن الكتب المنزلة قبل القرآن ليست ديانات أصلا بل هي مجرد شرائع

والشرائع نزلت لقوم محددين فقط وزمان محدد...بينما دين الإسلام نزل لأجل كل مكان وزمان وشعب وتفكير...وهو دين جميع الأنبياء والرسل وقد بشروا عنه في كتبهم المقدسة وسنترك هذا الحديث للأخير

أما الآن فلنتكلم عن التناقض الذي جاء في بعض الكتب السماوية والذي يخالف ما جاء به القرآن...القصة وما فيها أن الكتب السماوية التي أتت قبل القرآن هي مجرد كتب محرفة زاد فيها الناس (وبالأخص القساوسة ورجال الدين) وقللوا بما يخدم مصالحهم...لذا من النادر جدا أن تجد صفحة واحدة صحيحة مائة بالمائة كما جاءت عن الله تعالى

وطبعا السبب في ذلك أنها أتت لتؤدي دورها مع نبي معين ولزمن معين ثم تختفي فلا ضير أن يتم تحريفها لاحقا...أما الوحيد الذي لم يتم تحريف أي حرف فيه هو القرآن لأنه كان من المقرر منذ البداية أن يكون الكتاب الأخير من عند الله الذي سيبقى صالحا لكل البشر وحتى عبر تغير الزمان والمكان...وقد ورد في القرآن أنه الكتاب الوحيد المحفوظ من عند الله لقوله تعالى:

 ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ *الحجر 9*

أما عن ما تم ذكره عن الإسلام في الكتب السماوية السابقة فهو كالتالي:

1-هناك إنجيل اسمه "إنجيل برنابا" استبعدته الكنيسة في عهدها القديم عام 492 م بأمر من البابا جلاسيوس...وحرمت قراءته وصودر من كل مكان...لكن مكتبة البابا كانت تحتوي على هذا الكتاب وشاء الله أن يظهر على يد راهب لاتيني اسمه "فرامرينو" فوجد في هذا الإنجيل أنه سيُزعم أن عيسى هو ابن الله وسيبقى ذلك إلى أن يأتي محمد رسول الله فيصحح هذا الخطأ...ويقول إنجيل برنابا في الباب 22 : "وسيبقى هذا إلى أن يأتي محمد رسول الله الذي متى جاء كشف هذا الخداع للذين يؤمنون بشريعة الله" وقد أسلم فرامرينو وعمل على نشر هذا الإنجيل الذي حاربته الكنيسة بين الناس

طبعا سبب إخفاء هذا الإنجيل واضح جلي...وهو أنهم يريدون ترك الناس مخدوعين بقصة الإله الأب والإله الإبن والروح القدس ويصدوهم عن التصديق بالإسلام والاعتراف به واتباعه...ولهذا أخبرتكم في الأعلى أن الإنجيل الحقيقي مختلف كليا عن ما يروجونه في الإنجيل الحالي

2-أما في التوراة:

جاء في سفر أشعيا أيضاً : "وما أعطيه لا أعطيه لغيره، أحمد يحمد الله حمداً حديثاً، يأتي من أفضل الأرض، فتفرح به البَرّية وسكانها، ويوحدون الله على كل شرف، ويعظمونه على كل رابية"

ترجمة : انسلم تورميدا

وهنا نرى اسم محمد جليا واضحا مذكورا في هذا الكتاب الذي جاء من عند الله وبواسطة نبي مختلف تماما...لكن أغلب المترجمين اليهود يترجمونه على أنه اسم مختلف وشخص مختلف...فلنتركهم في تفكيرهم على كل حال ولنلتهي بأنفسنا

بالمختصر المفيد تلك الكتب والرسالات التي بين أيدينا الآن ورد فيها مئة تحريف على أيدي البشر ولهذا تبدو متناقضة مع القرآن...والدين الوحيد عند الله وكل الأنبياء هو فقط الإسلام

مصادر معتمدة في البحث : موقع ملة إبراهيم + موقع إسلام ويب




بثينة علي

• كتاب : مختصر الكلام في الدفاع عن الإسلام
• الموضوع : المسلمون يشربون بول الناقة



وتقول شبهتنا لليوم:

«إذا كان المسلمون طاهرين حقا فلماذا يشربون بول الناقة؟!»



وهنا سيتفاجأ بعض المسلمين كونهم لا يعرفون هذه المعلومة...ونعم هناك حديث نبوي يتحدث عن فعالية بول الناقة لشفاء نوع محدد من الأمراص وهذا الحديث يقول:

عن أنَسِ بْنِ مالكٍ قال: "قدِمَ رهْطٌ من عُرينةَ وعُكْلٍ على النَّبيِّ صلى الله عليه وسلَّم فاجْتَوَوُا المدينة، فشَكَوْا ذلك فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَأْتُوا إِبِلَ الصَّدَقَةِ، فَيَشْرَبُوا مِنْ أَبْوَالِهَا وَأَلْبَانِهَا، فَفَعَلُوا فَصَحُّوا وَسَمِنُوا"

شرح القصة أنه قد جاء للمدينة مجموعة من الناس من عرينة وعكل وأصابهم مرض ما فأمرهم ﷺ أن يشربوا من بول وحليب الناقة ففعلوا وذهب المرض عنهم

أي أن بول الناقة يتم شربه فقط في حالات المرض وليس كما يعتقد البعض أننا نحتسيه كالقهوة والحليب والعصير...وهذا أمر عادي فأصلا هناك كثير من مكونات الحيوانات يتم استخدامها للعلاج والأدوية وعندما يكون الإنسان عليلا فسيتناول العجب فقط في سبيل استعادة صحته

ولا أعلم ما قصة من يعايبون شرب بول الناقة فجميعنا نعلم أن البشر يفتحون الحيوانات بالعادة بعد ذبحها ويخرجون بطونها التي كانت ملئى بالفضلات ويغسلونها ويأكلونها...أما عن الغرب فهم يأكلون أقرف كائنات الله وهو الخنزير الذي يتغذى على فضلاته وعلى الجرذان والفئران والقاذورات...ثم يأتون لمعايبة المسلمين على شربهم لبول ناقة نظيفة لا تتغذى سوى على العشب النظيف...ثم أنني سمعت مؤخرا أن هناك نوع قهوة يعدونه من فضلات حيوان يدعى "زباد النخيل"...وتدعى هذه القهوة بقهوة الزباد

وعلى كل حال فقط ورد أن بول الناقة طاهر تماما

أما العلم الحديث فيعجبني دائما حين يثبت أن الإسلام دين حق ولا يأتي إلا بالحق...فقد أثبتت الدراسات الحديثة -مرارًا وتكرارًا- الفوائد العديدة التي تكمن في ألبان الإبل وأبوالها...وأنها تحتوي على عديد من العناصر والمركبات التي تعمل على شفاء كثير من أمراض الإنسان وتساعد على عافيته ونشاطه...بل أفادت كثير من الأبحاث الدقيقة أنها علاج ناجع لكثير من الأمراض المستعصية في الإنسان...منها سرطان الدم والتهابات الكبد والاستسقاء ومرض السكر...وأثبتت أن لبن الإبل يحتوي على مواد تقاوم السموم والميكروبات...كما يحتوي على مواد تزيد القوة المناعية...وقد يكون هذا هو السر في فائدة ألبان الإبل وأبوالها في علاج كثير من الأمراض

نعم القرآن والسنة أتوا بعلوم الطب بأنواعها وعليها طور المسلمون الطب ونجحوا فيه في عصر الفتوحات الإسلامية...وبالطبع تمت سرقة علوم المسلمين من قبل الغرب وطوروها ليصبحوا ما هم عليه الآن 

مصادر معتمدة في البحث : موقع طريق الإسلام + موقع بيان الإسلام




بثينة علي

• كتاب : مختصر الكلام في الدفاع عن الإسلام
• الموضوع : النبي ﷺ متشبه بالنساء



وشبهتنا الجديدة المتداولة تقول:

«ورد في السنة النبوية أن هناك حديثين صحيحين يثبتان أن النبي ﷺ يرتدي ثوب السيدة عائشة رضي الله عنها وهذا يعني أنه مخنث...ورغم هذا فهو يلعن المتشبهين بالنساء والذين يرتدون ملابسهم!»

حسنا لنرى

الحديثان الصحيحان اللذان يتحدث عنهما الكافر هنا موجودان فعلا وسأعرضهما فرادى كي أتفصل في شرحهما لكم أحبتي

الحديث الأول يقول:

عن صحيح مسلم : {أن أبا بكر استأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع على فراشه، لابس مرط عائشة. فأذن لأبي بكر وهو كذلك. فقضى إليه حاجته ثم انصرف. ثم استأذن عمر. فأذن له وهو على تلك الحال فقضى إليه حاجته. ثم انصرف. قال عثمان : ثم استأذنت عليه فجلس. وقال لعائشة : اجمعي عليك ثيابك}

اشكاليتنا هنا تكمن في جملة "لابس مرط عائشة"

فتقول الشبهة هنا أن "مِرْط عائشة" هي شيء من ملابسها...نعم هم يظنون أن كل شيء تملكه امرأة فهو شيء نسائي بالضرورة

وللرد على شبهة أولئك علينا التوجه لشرح معنى كلمة "مِرط"

وقد جاء في القاموس أن المِرْطُ هو : كساءٌ من خزٍّ أَو صوف أو كَتَّان يُؤتَزر به وتتلفَّعُ به المرأْة والرجل على سواء

أي هو تقريبا مثل الشال يوضع على الرأس والكتفين

أما عن مصطلح "لابس" فيقول العرب "لابِس" إذا وضع الشيء عليه أو جلس عليه...أي كان ملتحفاً بالمِرط أي مكتسيا به وواضعا إياه عليه...وهذا ما يفسر فعله ﷺ "لابس مرط عائشة" وليس مرتديا فستان مبهرجا ورديا كما تبادر لذهن البعض

المرة القادمة قبل أن يطرحوا مثل هذه الشبهات عليهم أن يعلموا أن اللغة العربية غنية بمفاهيمها ومصطلحاتها



أما الحديث الثاني:

يقول فيه رسول الله ﷺ لأم سلمة مرويا على لسان السيدة عائشة رضي الله عنها : {لا تؤذيني في ‏ ‏عائشة ‏فإن الوحي لم يأتني وأنا في ثوب امرأة إلا ‏ ‏عائشة}

وهنا مشكلتهم تكمن في جملة "وأنا في ثوب امرأة"

وحرف "في" هو الذي يسبب لهم سوء فهم بسبب ضعفهم اللغوي...فقد قال فرعون عن السحرة : ﴿وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ﴾ *طه 71* وطبيعي أن لا يقول عاقل أن السحرة صلبهم فرعون فى داخل النخل! بل "في" هنا تعنى على النخل

الأمر الآخر لكي نفهم معنى "في ثوب عائشة" هو البحث عن القصه بكل ملابساتها وظروفها في أحاديث أخرى ليتضح لنا المقصود والمعنى...وهذا هو عين العقل وضمير الباحث عن الحقيقه مع الدراية باستخدام العرب للألفاظ فى مواقف لتدل عن معنى في ذهن المحاور وإليكم الآن حديثا آخر:

يقول الحديث مرويا على لسان السيدة عائشة رضي الله عنها {يَا أُمَّ سَلَمَةَ لاَ تُؤْذِينِي فِي عَائِشَةَ فَإِنَّهُ مَا أُنْزِلَ عَلَي الْوَحْي وَأَنَا فِي لِحَافِ امْرَأَةٍ مِنْكُنَّ غَيْرَهَا}

أوووووبس! هنا يتبين لنا أن الثوب الذي قصده النبي ﷺ لم يأتي بمعنى الثوب الذي نصطلح عليه نحن في عصرنا بل هو بمعنى لحاف وهو الغطاء أو الستره لأن كل نساء النبي لهن ستره ولكن لم يأتي الوحي للنبي ﷺ إلا فى بيت عائشة وهذا لفضلها رضي الله عنها

ومفهوم الحديث أجمع لمن لم يفهم أن الوحي كان يأتي للنبي ﷺ وهو نائم في فراشه مع عائشة طبعا دون وضعية الجماع عافانا الله...وليس بينما يرتدي فستان عائشة الوردي المزين باللمعان والزينة كما يتخيله الكفار

مراجع معتمدة في البحث : منتديات الفرقان الدعوية




بثينة علي

• كتاب : مختصر الكلام في الدفاع عن الإسلام
• الموضوع : والد الرسول ﷺ اسمه عبد الله



شبهة اليوم تقول:

«ألم يمت والد الرسول ﷺ قبل أن يولد؟ كيف اسمه عبد الله والله لم يُعرف إلا بعد مجيء الإسلام؟!»



من يعطي شبهة كهذه فكونوا متأكدين أنه لم يقرأ ولا حرفا واحدا من كتب التاريخ ومن الكتب السماوية الأولى ثم يأتي ويدعي أنه أمسك على المسلمين ممسكا لا يمكن تجاوزه

والإجابة على هذا السؤال أنه نعم كان الناس قبل مجيء النبي ﷺ والإسلام يعرفون الله فاسم الله موجود منذ زمن آدم عليه السلام وموجود في كل الكتب السماوية السابقة...فمنهم من كان يؤمن به ولكنه يشرك فى عبادته الأصنام

كما ثبت فى قوله تعالى : ﴿أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ﴾ *الزمر 3*

﴿وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ﴾ أي وهؤلاء المشركون الذين عبدوا من دونه الأوثان يقولون: ﴿مَا نَعْبُدُهُمْ إِلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى﴾ أي ما نعبد هذه الآلهة والأصنام إلا ليقربونا إلى الله قربى ويشفعوا لنا عنده

ومنه فالله كان معروفا قبل مجيء محمد وليس الإسلام فقط هو من أتى بهذه اللفظة...وبذلك كانت تسمية أسامي كعبد الله أمرا عاديا جدا

مصادر معتمدة في البحث : موقع مصراوي



بثينة علي

• كتاب : مختصر الكلام في الدفاع عن الإسلام
• الموضوع : الإسلام يضطهد المرأة



شبهة اليوم تقول:

«أين هو حق المرأة الذي يدعيه الإسلام؟ فهو يحرمها من حقوقها كالخروج والدراسة والعمل ويعاملها كمجرد دمية جنس يجب أن يتم حبسها لكي لا تثير فتنة غيرها ويجبرها على تغطية شعرها الذي يزعم أنه يثير الرجال...فأين الحقوق بالضبط؟ كما ونحن نسمع كثيرا عن فتيات قُتلن باسم جرائم الشرف وأخريات تم سبيهن وفقا لتعاليم الإسلام...وأخيرا ظلم تعدد الزوجات الذي يكسر فؤادهن»



احم احم

السيد الذي يحاول مناقشتنا هنا يعتقد أن الحقوق محصورة في الحرية الزائدة والتعري وممارسة الجنس والمبيت خارج المنزل والعودة في وقت متأخر وما شابه ذلك...هذه هي حقوق المرأة لديهم

المهم...دعونا نجب عن الأسئلة رويدا رويدا ولنعطي كل جزء حقه

أولا يدعي صديقنا أن الإسلام حرم المرأة من الخروج وحبسها في المنزل...في الحقيقة هذه مجرد خزعبلات...الله لم يحرم المرأة من الخروج بل جعل لها مَحْرَمًا أثناء خروجها

والمحرم هو الأب أو الأخ أو الجد أو العم أو الخال أو بالأصح الأشخاص الذين لا تستطيع الزواج منهم...ولو سألتني عن السبب فهو ليس من باب الظلم بل من باب الإكرام...فأنا وأنت أيها القارئ وكل من على كوكب الأرض نعلم الفرق بين أن تخرج الفتاة مع محرم وأن تخرج بمفردها...فيوم تخرج بمفردها قد تسمع كل أنواع الغزل وقد يتم التحرش بها بواسطة لمسها أو قد يصل حتى الأمر لاغتصابها عافانا الله...لكن لو خرجت مع محرم فأتحدى أي أحد أن يفكر حتى بالنظر إليها



من جهة أخرى المرأة كائن عاطفي وتسير بقلبها على عكس الرجل...أنا شاهدت بأم عيني فتيات بمجرد أن أعطاهم أهلهم الحرية فعلوا كوارث لا تتخيلها عقولكم...المرأة عاطفية وحين تقع بالحب فهي تصبح متهورة وضعيفة الشخصية ويمكن لشاب أن يهددها عاطفيا بتركها لأنها لم تذهب معه لمنزله الفارغ أو إلى منطقة معزولة يكونان فيها وحدهما بحجة الخصوصية والرومنسية وستقع دون أدنى شك في شراكه

حين كنت صغيرة ورأيت أقاربي من حولي يمنعون بناتهم من اقتناء هواتف في سن صغيرة والخروج براحتهم كنت أستنكر الأمر...لكن حين كبرت ووقعت بالحب ورأيت كم أن المرأة ضعيفة أمام التهديد العاطفي الذي يوجهه لها الرجل اقتنعت تماما...واليوم أرفع القبعة لكل رجل يحمي ابنته أو أخته من الذئاب الحقيرة التي تتربص بجسدها في كل مرة

أما بالنسبة لحرية أن تخرج في الليل وتبيت خارج المنزل وتصادق الشباب وتخرج معهم في رحلات  هذه لا تطالب بها سوى الفتاة الوسخة عافانا الله فواضح جدا أنها لا تنوي خيرا...نفس هذا النوع موجود عند الغرب ولذلك كثر القتل والاغتصاب والزنا وأبناء الحرام والإجهاض والكوارث الأخرى 

ثاني شيء حرمان المرأة من حقها في الدراسة والعمل...لا أعلم من أين أتى هذا الذكي بهذا الكلام أصلا  فلو قلبنا القرآن والسنة والإجماع والقياس ما عثرنا على شيء واحد يدل على تحريم هذه الأشياء...فالله في قرآنه الكريم أنزل سورة العلق أو "اقرا" والتي تحثنا على التعلم والعلم والتثقف في جميع مجالات الحياة سواء للمرأة أو الرجل

وبالنسبة للعمل فحتى زوجة النبي ﷺ السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها كانت تعمل وكانت تاجرة من أكبر التجار...ومنها فالدين لم يقطع أبدا رزق المرأة في العمل بل من المستحسن أن يكون خاليا من الرجال لتجنب الفتنة وأن يكون في الوظائف المطلوبة والتي تتطلب كشف العورات كالطب والتمريض وما شابهها

أما فيما يخص العمل في مجالات أخرى فمنطقيا نحن نعرف أن من الصعب علينا كنساء التأقلم في الوظائف الصعبة كالبناء والتجارة والوظائف التي تتطلب جهدا عضليا فنحن حساسات وبالكاد نستطيع رفع قنينة ماء فيها خمس لترات...وتفضيل الإسلام المنزل مكانا للمرأة هو من باب التكريم فتبقى عزيزة مكرمة والرجل يجلب لها المال ليديها ويرعاها ويعتني بها فهنا تم إعفاؤها من تعب كثير وفقا لطبيعة جسدها الرقيقة التي لا تتحمل الكثير من الضغط الجسدي والنفسي والعقلي

ثالثا الإجبار على تغطية الشعر بواسطة الحجاب...نعم الشعر يفتن الرجل وإياك والكذب على نفسك...أنا امرأة يفتنني الشعر فما بالك بالرجال

سيأتي شخص ويقول لي "لا تتحدثي على لساني فأنا رجل ولا تفتتني مجرد بضع خصلات"

الإجابة أوضح مما تظن بكثير...فالشباب في وقتنا أصبحوا مدمنين على الإباحية بشكل مقرف...فتخيل أنه يرى امرأة عارية تماما حتى يعتاد على الأمر فلماذا يُثيره الشعر برأيكم؟

نعم الشعر يثير الرجل...لكن في وقتنا يتعرض الرجال لمستويات أعلى من الإثارة حتى أصبح الشعر إثارة خفيفة بالنسبة لهم

ولو تحدثنا هنا عن الحجاب فما مشكلتهم مع قطعة القماش تلك؟ أعني التعري حرية شخصية كما يدعون صحيح؟ فلماذا لا يكون الحجاب حرية شخصية أيضا؟

الحجاب مجرد قطعة قماش مثلها مثل أي نوع من الملابس ولكنهم يعتبرون أن المحجبة ترتدي طوقا من نار...على فكرة إنه لا يؤلم قسما بالله 

مشكلتهم هي في الدين الإسلامي بالذات...هم يحاولون جعله مخطئا في كل شيء...رغم أن الحجاب لم يمنع أي امرأة قبلا أن تصبح ناجحة

اسألوا عن حليمة عدن، داليا مجاهد، توكل كرمان، ملالا يوسف زي...كلهن محجبات ولهن إنجازات خارقة من حصولهن على جائزة نوبل للسلام إلى إنجازاتهن التأثيرية حول العالم...لكن الإعلام لا يركز على هؤلاء بل يحاول إخفاءهم ليقتنع الجميع بأن الحجاب عائق للنجاح

ومن جهة فالحجاب يعطي المرأة فخامة وعفة فلو سألت رجلا أيهما يريد التحرش بها أكثر المحجبة أم المكشوفة؟ فسيختار المكشوفة تماما مثلما تغري قطعة الحلوى العارية الجائع بدل قطعة الحلوى المغطاة

أعلم أن أحدكم سيقول لقد تحرشوا حتى بالمحجبات...ونعم هذا راجع لكثرة مشاهدة الأفلام الإباحية حتى أصبح الرجل لا يستطيع كبت شهوته وانحلت أخلاقه وأصبح أهم شيء لديه تفريغ شهواته ولو لفظيا على أي أنثى يجدها في طريقه...المشكلة ليست بالدين بل بالزمن الذي نحن فيه وبظروفه

رابعا بالنسبة لجرائم الشرف فللمرة المليار هي لا تمثل الإسلام بأي شكل من الأشكال...تود المراهنة؟ حسنا ابحث لي في زمن الفتوحات الإسلامية عن أي فتاة تم قتلها بسبب أبيها أو أخيها لأنها في علاقة حب أو لأنها زانية...طبعا لن تجد...فوقتها كان القانون هو من يطبق الحد وليس الإخوة والآباء

فالزانية المتزوجة تقتل والعزباء تجلد لتكفير ذنوبهما ولا لأمر آخر غير ذلك

أما ما نراه من جرائم الشرف فهو لا يمت للإسلام بصلة وهو مجرد عذر غبي يستخدمه الكفار ضدك لإقناعك بترك الإسلام مع علمهم بجهلك في الدين

وأخيرا السبي وتعدد الزوجات ولقد تكلمت عنهما في فصول سابقة تفقدوها

لعلمكم ما من دين كرم المرأة من غير الإسلام...فهو يعرف أنها كائن ضعيف عاطفي يتأثر بسرعة لذا أوجد الحلول التي تبعدها عن كل الخطوات التي تؤدي بها للأذية

ومن فضائل المرأة وتكريم الإسلام لها فقد جعلها للرجل سببا من أسباب دخول الجنة كما ورد في الحديث النبوي:

عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال : {قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : مَن كان له ثلاثُ بناتٍ أو ثلاثُ أخَوات، أو ابنتان أو أُختان، فأحسَن صُحبتَهنَّ واتَّقى اللهَ فيهنَّ َفلهُ الجنَّةَ}

فهل هناك تكريم أحسن من أن توصي عليك أحاديث تجعل الرجال يتسابقون من أجل الإحسان للمرأة من أجل دخول الجنة...هذا دون ذكر حق الأم في الإسلام وحق الزوجة

كما وقد كانت الرضيعة توأد في الجاهلية...والوأد هو الدفن في الرمل وهي حية فهم يظنون الأنثى عارا لذا يدفنونها ويحتفظون بالصبي ويكرمونه ويدللونه...ثم جاء الإسلام فأنقذ الإناث كافة من هذا الظلم الواضح

لا بد أن الكفار لم يخبروكم بهذه الأمور...طبعا لن يفعلوا فهم يسعون لإظهار الجانب السيء من الإسلام فقط



بثينة علي

• كتاب : مختصر الكلام في الدفاع عن الإسلام
• الموضوع : شهادة المرأة في الإسلام



تقول شبهتنا الجديدة:

«الإسلام يظلم المرأة في مسألة الشهادة فقد جعل شهادتها ناقصة ويجب أن يكون هناك امرأتان تشهدان معا لتقبل شهادتهما مقابل شهادة الرجل...فمثلا لو افترضنا أنها أمسكت زوجها يخونها مع امرأة أخرى فلا تقبل شهادتها إلا إذا أتت بشاهدة أخرى معها...أما إن شهد الرجل على امرأته أنها خائنة حتى لو لم تخن فستقبل شهادته»



انتشرت فكرة غريبة بين الكفار فأصبحت متداولة بينهم وأصبحوا يطرحونها على المسلمين معتبرينها زلة على الإسلام ومعتبرينها الدليل على أن الإسلام دين ذكوري بحت...وهذه الفكرة هي فكرة أن شهادة المرأة نصف شهادة الرجل في المحاكم...وطبعا المثال المذكور في شبهتنا بالأعلى هو أبسط دليل على ذلك

لكن هذه الشبهة لم تكن إلا شبهة ناتجة عن قصور في فهم القرآن وعدم تعمق في فهم الموضوع



فالقرآن الكريم ذكر عدة مواقف في شأن شهادة المرأة:

-الموقف الأول : أن شهادة المرأة هي نصف شهادة الرجل وقد ذُكر ذلك فقط في شهادة المرأة على الدين في قوله تعالى:

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ ۚ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ ۚ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَن يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ ۚ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا ۚ فَإِن كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ ۚ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِن رِّجَالِكُمْ ۖ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَن تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَىٰ﴾ *البقرة 282*

وهذا الموقف شديد الخصوصية لأن المرأة وقت نزول القرآن وخاصة في المجتمع آنذاك كانت في وضع مادي أضعف من الرجل وكان ذلك قد يكون له تأثير على شهادتها (أي أنه حكم مسبب كما جاء في قوله تعال : ﴿أَن تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَىٰ﴾)

القرآن لم يقر أبدا على العموم بأن شهادة المرأة هي نصف شهادة الرجل...أما الآن فقد اختلفت الظروف فأصبحت المرأة لا تقل ماديا عن الرجل في أغلب الأحيان...ولذا فإن الحكم هنا يختلف باختلاف الظرف والزمان

-الموقف الثاني : أن شهادة المرأة أكبر من شهادة الرجل : ذكر القرآن ذلك في موقف اتهام زوج لزوجته بالخيانة الزوجية...وفي هذه الحالة فإن شهد الرجل خمس مرات بعملية الخيانة وشهدت المرأة نفس عدد المرات بأنها لم تخنه فإن شهادتها تفوق شهادته ويُأخذ بها

أي أنه في هذه الحالة فإن القرآن يقر بأن شهادة المرأة هي أكبر من شهادة الرجل لقوله:

﴿وَٱلَّذِينَ يَرۡمُونَ أَزۡوَٲجَهُمۡ وَلَمۡ يَكُن لَّهُمۡ شُہَدَآءُ إِلَّآ أَنفُسُهُمۡ فَشَهَـٰدَةُ أَحَدِهِمۡ أَرۡبَعُ شَہَـٰدَٲتِۭ بِٱللَّهِ‌ۙ إِنَّهُ ۥ لَمِنَ ٱلصَّـٰدِقِينَ (٦) وَٱلۡخَـٰمِسَةُ أَنَّ لَعۡنَتَ ٱللَّهِ عَلَيۡهِ إِن كَانَ مِنَ ٱلۡكَـٰذِبِينَ (٧) وَيَدۡرَؤُاْ عَنۡہَا ٱلۡعَذَابَ أَن تَشۡہَدَ أَرۡبَعَ شَہَـٰدَٲتِۭ بِٱللَّهِ‌ۙ إِنَّهُ ۥ لَمِنَ ٱلۡكَـٰذِبِينَ (٨) وَٱلۡخَـٰمِسَةَ أَنَّ غَضَبَ ٱللَّهِ عَلَيۡہَآ إِن كَانَ مِنَ ٱلصَّـٰدِقِينَ﴾ (٩)*النور 6-9*

وهو بالضبط ما حدثنا عنه طارح شبهة اليوم في الأعلى...فهنا يقر الإسلام أن شهادتها تفوق شهادته مرتين فلماذا لم يقل أحد أن الدين أنثوي ويدعم المرأة أكثر من الرجل؟ طبعا لا أحد سيقول فهم يريدون إظهار هذا الدين على أنه ظالم للضعفاء والمرأة هي الحلقة الضعيفة في المجتمع

-الموقف الثالث : شهادة المرأة مساوية تماما لشهادة الرجل : ويقول تعالى عن صيام رمضان:

﴿فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ﴾ *البقرة 185*

و"من" هنا تشمل الذكر أو الأنثى...فإن شهدت امرأة الشهر فعليها صيامه فلا فرق بين شهادتها وشهادة الرجل في هذه الحالة

فكما نرى فإن القرآن ذكر في حالة واحدة خاصة (الوصية وقت الوفاة) أن شهادة المرأة نصف شهادة الرجل وفي حالة أخرى (الاتهام بالزنا) تفوق شهادتها شهادته وفي حالة ثالثة (شهادة شهر رمضان) فإنهما متساويان تماما

وذلك يدل أن القرآن لم يقر أبدا على العموم بأن شهادة المرأة هي نصف شهادة الرجل كما يظن البعض...بل على العكس من ذلك تماما فقد جعل شهادتها أكبر من شهادته في أحيان أخرى بل وفي أمور أكثر خطورة وأهمية كما ذكرنا

مصادر معتمدة في البحث : موقع الحرة



بثينة علي

• كتاب : مختصر الكلام في الدفاع عن الإسلام
• الموضوع : وحشية الإسلام في قتل أم قرفة



شبهة اليوم تقول:

«عندنا رجل نصراني يدَّعي أن النبي ﷺ قتل امرأة يقال لها أم قرفة بربط رجليها كل واحدة في حصان ثم زجر الحصانين فشقاها نصفين...فهل هذا الكلام صحيح؟ وهل يصح القتل بهذه الطريقة؟ وهل حقا رسول الإسلام الذي يدعي احترام المرأة يعامل امرأة هكذا؟!»



حسنا إذًا...في البداية أتمنى من الجميع سواء مسلمين أو غير مسلمين أن لا يثقوا بالأحاديث الموجودة في المواقع الإلكترونية مثل الفيسبوك والواتساب أو الإنستغرام ثقة عمياء فهي ليست مصادر علمية يعتمد عليها

ثم من هذا الرجل النصراني الذي أتى بهذا الكلام؟ لو كنت أنت لا تهتم لاسمه فأنا أود أن أعرفه لأتأكد من الكلام حقا...هذا إذا كان الكلام حقيقيا أساسا...لا يوجد شيء في العلم يسمى "قال رجل نصراني" أعطني اسمه لأعرف من هو وهل يستحق أن يؤخذ كلامه على محمل الجد أم لا

القصة التي يرويها لنا الكافر بالأعلى لم تتم روايتها أبدا بهذه الطريقة ولم ترد أي أحاديث عن مضمونها إطلاقا...والقصة الحقيقية تروى على لسان سيدتنا عائشة رضي الله عنها:

قالت عائشة : {وكانت أم قرفة جهزت أربعين راكبا من ولدها وولد ولدها إلى رسول الله ﷺ ليقاتلوه، فأرسل إليهم رسول الله ﷺ زيد بن حارثة فقتلهم وقتل أم قرفة وأرسل بدرعها إلى رسول الله ﷺ فنصبه بالمدينة بين رمحين}

فكما نرى فرسول الله ليس من قتلها وليس بالطريقة التي ذكرت بل تم قتلها بشكل عادي وعلى يد زيد بن حارثة وتم أخذ درعها للرسول ﷺ كدليل وتم وضعه على بوابة المدينة لتكون عبرة لغيرها

وأم قرفة كانت مرتدة أي أنها تركت الإسلام...وكان لها ثلاثون ابنا تحرضهم على قتال رسول الله ﷺ وكانت مُقاتلة أي تسبب الأذى للغير...وفي دين الإسلام المرأة المقاتلة تُقتل أما التي تكون مدنية عادية فلا تتم أذيتها أو قتلها

وبالنسبة للكفار فهم يستخدمون المنطق والعقل ويلجؤون إليه بدل الدين ولكن حين يتعلق الأمر بالإسلام ينسون شيئا اسمه المنطق...فقد صدمهم أن الرسول ﷺ أمر بقتل امرأة ضعيفة مسكينة متناسين أنها هي من بادرت للقتال مع جيش كامل

فتخيل أن امرأة بجيشها تهجم عليك فتتركها تقتلك قائلا «أوه ماي غود أنتِ امرأة لا يمكنني إيذاؤك تفضلي اقتليني»

بالنسبة لهم يريدون أن يكون الإسلام دينا دلوعا غير منطقي وحاشاه أن يكون كذلك...ولا بأس عندهم في قوانين الغرب أن يتم الإعدام على المجرمين في المحاكم بأبشع الطرق كقطع الرأس والإعدام بالرصاص والكهرباء ولكن يصدمهم أنه يجوز للرجل الدفاع عن نفسه في حال كانت امرأة تحاول قتله مع جيش كامل

بعض المصادر المعتمدة في البحث : موقع إسلام ويب



بثينة علي