• ابتذالات الواتباد : سندريلا 2022
ذات مساء يوم ممطر وجميل جلست زوجة الأب أمام المرآة تمشط شعرها الطويل الحريري الأحمر الذي ليس له مثيل في كل بقاع الأرض
حدقت بنفسها بغرور وابتسمت برضا ثم نظرت لخزانة مستحضرات التجميل التي تستخدمها والتي تحوي عشرات المنتجات التبييضية ومنتجات زينة الشعر وإزالة الحبوب والترطيب وما إلى ذلك
-زوجة الأب:ليس هناك أجمل من جمالي الطبيعي
حملت هاتفها آيفون 12 وشغلت الخدمة الصوتية لغوغل
-زوجة الأب:غوغل يا غوغل...من الأجمل من خلال خريطة gps كلها؟
-غوغل:أنتِ جميلة سيدتي وما من امرأة أجمل منك
-زوجة الأب:ما أسعدني بهذا الكلام الحقيقي
-غوغل:لكن لو خلعتِ الميكب وسألتني نفس السؤال فستختلف الإجابة
غضبت زوجة الأب غضبا شديدا ومسحت الميكب كما قال عمي غوغل
وفتحته مجددا
-زوجة الأب:غوغل يا غوغل...من الأجمل خلال خريطة gps بأكملها؟
-غوغل:الأجمل هي تريلا ابنة زوجك
-زوجة الأب(بصدمة) :that so crazy! كيف تجرؤ تلك الـugly على أن تنافسني وتأخذ مني لقب أجمل امرأة في خارطة gps! سأجعلها تدفع الثمن
في نفس الوقت كانت الجميلة تريلا تسير في أنحاء المدينة واضعة سماعات أذنيها وتستمع لأغاني أم كلثوم التي لم يعد أحد يستمع إليها أصلا
مشت عدة خطوات وهي شاردة الذهن فرأت إعلانا على التلفاز العملاق المعلق في وسط المدينة يعرض عليه فيديو...توقفت تشاهده وتقرأ ما كتب فيه ووجدته كالتالي:
"عمدة المدينة يقوم بدعوتكم جميعا لحفل شواء ضخم بمناسبة تخرج ابنه من الجامعة...لا تفوتوا الفرصة فسيكون هناك عروض ترفيهية وخدمات مجانية وشواء ولحوم أبقار لحد التخمة...نراكم هناك"
بعد انتهاء الإعلان ظهرت صورة عملاقة على الشاشة لابن العمدة وفيلم قصير يتحدث عن أملاكه ومنزله وسيارته فانبهرت بثروتـ...أقصد بلطفه وطيبة قلبه
-تريلا:أتمنى لو يمكنني الحصول على زوج ثري مثله
عادت للمنزل بسرعة وفتشت خزانتها فعثرت على ثوب والدتها المتوفاة...كان ذلك كل ما تملكه كون زوجة أبيها لا تشتري لها الملابس بل تشتريها فقط لابنتها الأخرى التي تماثلها في العمر وتدعى "ليمونادا"
ارتدت الفستان ونظرت لنفسها بحماس في المرآة وصارت تتخيل نفسها زوجة لابن العمدة تركب معه سيارة ليموزين وتعيش في فيلا عملاقة ولديها خادمات يفعلن كل شيء لها وحتى يقلمن أظافرها
بينما تحلم دخلت زوجة أبيها الغرفة مع ابنتها ليمونادا ونظرتا لها بغضب
-زوجة الأب(بغضب) ما الذي تفعلينه أيتها الـugly؟
-تريلا:أمي! تعالي لأخبرك بما عرفته...ابن العمدة يخطط لحفلة شواء بمناسبة تخرجه وأريد الذهاب ومقابلته لعلني أصبح زوجته...ستسمحين لي أليس كذلك؟
-زوجة الأب(بصراخ) :مستحيل...أنسيتي أن لديك باكالوريا هذه السنة؟ are you crazy?
-تريلا:لكنني لن أتأخر...سأقابله فقط وأكلمه وأطلب رقمه ثم أعود
-زوجة الأب(بغضب) :never ever...والدك قبل وفاته طلب مني أن أهتم بك وبدراستك...ستبقين هنا وتحلين كل كتاب الرياضيات وإلا سأعاقبك أشد عقاب
خلعت عنها فستانها فمزقته ثم خرجت وضربت الباب بقوة ونزلت للأسفل مع ابنتها ليمونادا
-ليمونادا:what are you doing mom?
-زوجة الأب:تلك الفتاة اليتيمة تريد أن تسبقنا لقلب ابن العمدة وتحصل على ماله وثروته...علينا جعلك تقابلينه أولا وتوقعينه بحبك...It's a final decision
ثم حملت هاتفها وشغلت مساعد غوغل الصوتي
-زوجة الأب:غوغل يا غوغل...ما هي مواصفات ابن العمدة للزوجة المثالية؟
-غوغل:شقراء، نحيفة، بيضاء البشرة، ذات عيون خضراء، ترتدي ثوبا غالي الثمن
-زوجة الأب:so great! اليوم سنصبغ شعرك ونضع لك عدسات green ونشتري لك ملابس غالية الثمن أما بقية الأمور فهي متوفرة لديك بالفعل
-ليمونادا:ولكن ماذا لو كان ذلك خاطئا؟
-زوجة الأب:غوغل لا يخطئ أبدا...ليس مثل فيسبوك وواتساب لذا dont worry
-ليمونادا:حسنا
ذهبتا للتسوق بينما بقيت تريلا في غرفتها تحاول حل كتاب الرياضيات بسرعة ولكنها لم تستطع تجاوز مسألة واحدة حتى...وبسبب ذلك صارت دموعها اللؤلؤية تتساقط على الكتاب وتبلله...منظر يحطم الفؤاد حقا
أخرجت من درج مكتبها قصة للأطفال عنوانها سندريلا وصارت تقلب صفحاتها صفحة بصفحة وتذرف عليها دموع القهر والألم
-تريلا:القصة التي كان يقرؤها لي والدي في طفولتي...يا إلهي كم أفتقده! ليت لدي جنية سحرية تساعدني في حل مشاكلي مثل جنية سندريلا...ليتها تظهر الآن وتساعدني
فجأة سقط شيء غريب من الأعلى ثقب سقف الغرفة وأثار الغبار من حوله فلم تستطع تريلا رؤية شيء سوى ظل كائن لديه أجنحة
-تريلا(بحماس) :إنها جنيتي الخاصة جاءت لتحقيق أمنياتي!
هدأ الغبار قليلا وسمعت صوت أحد يقول "جنية في عينك"
بدأت تتضح الرؤية شيئا فشيئا حتى ظهر رجل غريب بملابس ضيقة وشوارب كشوارب العقيد أبو شهاب من باب الحارة وعلى رأسه قبعة غريبة...وأخيرا هو يرتدي على ظهره حقيبة غريبة ملتصقة بها أشياء تشبه الأجنحة
-تريلا:من أنت؟!
-إيمانويل:Bonjour je m'appelle Emmanuel
-تريلا:وتتحدث بلغة غريبة؟! هل أنت فضائي؟
-إيمانويل:لا أيتها الغبية...فضائي في عينك...أنا إيمانويل...كنت أحاول الطيران مع صديقي بواسطة الحقيبة التي اخترعها...إنه مخترع ويحب العلوم والرياضيات...لكن يبدو أن الاختراع فشل وسقطت فوق منزلك...آسف على الحفرة بالسقف...سأدفع لك لتصلحيها
-تريلا(بحزن) :لا يهم...الحفرة التي بقلبي تؤلمني أكثر
نظر لها بشفقة جعلتها تبعد ناظريها وتتجه نحو النافذة لتنظر بعيدا حيث تكاد تبدأ الاحتفالات
-إيمانويل:Dis-moi ce qui te rend triste
-تريلا(بتجهم) :تحدث بلغة أفهمها
-إيمانويل:بيردون مادموزال بيردون...أنا فرنسي الأصل ولا أعرف الكثير بعد عن لغتكم
-تريلا(بصدمة) :طرت من فرنسا إلى هنا؟!
-إيمانويل:وما الغريب؟! إنها ألمانيا فقط...ليست بالشيء البعيد...على العموم دعينا من الكلام الفارغ...ما الذي يحزنك؟
-تريلا(بحزن) :أريد الذهاب لحفل الشواء الذي ينظمه ابن العمدة الثري...أ أ أقصد الوسيم اللطيف
-إيمانويل:وما يمنعك؟
-تريلا(بحزن) :زوجة أبي...طلبت مني البقاء وحل كتاب الرياضيات لأنني أدرس هذه السنة باكالوريا كما وأنها مزقت ثوب الحفلة الوحيد لدي
-إيمانويل:هذا مؤسف...يجب أن تذهبي
-تريلا:كيف والباب مغلق بالمفتاح؟ وليس لدي حتى ما أرتديه...وأخيرا لدي كتاب كامل لأحله
فرك إيمانويل مؤخرة رأسه يفكر في حل ثم فرقع أصابعه بحماس
-إيمانويل:هل أخبرتك من قبل أنني مصمم أزياء؟
-تريلا:لا لم تفعل
نظرا لبعضهما ورمشا
-إيمانويل:إذًا ها أنا ذا أخبرك...سأحولك من فتاة عادية إلى أيقونة موضة...وسيعجب بك ابن العمدة حتما
-تريلا(بحماس) :حقا ستفعل ذلك لأجلي؟
-إيمانويل:Bien sûr
-تريلا(بتجهم) :أسدِ إلي معروفا وتوقف عن التحدث بالفرنسية
-إيمانويل:هل لديك آلة خياطة؟
رمشت بعينيها وأشارت لزاوية الغرفة نحو آلة خياطة موضوعة على طاولة
-تريلا:صدقني هي لا تخصني ولا أعرف من أين جاءت
-إيمانويل:من يهتم؟ لنبدأ بتحويلك لأجمل فتاة في العالم
-تريلا:لكن احرص على تغيير شكلي حتى لا تتعرف علي زوجة أبي وابنتها
فرقع أصابعه بحماس متجهزا لبدأ العمل ثم فتح خزانتها على مصراعيها وصار ينتقي الملابس ويرميها على الجانب ويختار منها ما يلائم الزي الذي في ذهنه
أخذ المقص وبدأ يقص القماش ويحسب السنتيمترات بحذر ويضيف الزينة واللمعان واستغرق العمل منه ساعتين وأخيرا انتهى
ولأن الغرفة ضيقة غيرت تريلا ملابسها داخل الخزانة ثم خرجت إليه فصرخ عليها
-إيمانويل:تراااااا أقدم لك تصميمي الرائع
نظرت له قاطبة حاجبيها ثم نظرت في المرآة
-تريلا(بتجهم) :بعد كل ذلك الجهد الجهيد هذا ما أنتجته؟ سروال جينز أسود وسترة جلدية سوداء وقميص مكشوف السرة أسود؟
-إيمانويل:مذهل صحيح؟
-تريلا:أبدا...أحببت تذكيرك أنني ذاهبة لحفلة تخرج وليس لتجمع عبدة الشيطان
-إيمانويل:Je comprends tout à fait ma chérie
-تريلا(بغضب) :قلت لك لا تكلمني بهذه اللغة
جلست على الكرسي وبدأت بالبكاء لأنها ستفوت عليها حفلة كهذه
-إيمانويل:لا تبكي...سنجد حلا
-تريلا(ببكاء) :غادر فحسب ودعني وحدي
نظر لها بشفقة وهز كتفيه ثم أمسك حقيبته لعله يجد في دفتر تصاميمه شيئا يمكنه خياطته لها ولكنه تفاجأ بأن وجد ثوبا أسود خارق الجمال براقا طويلا كأثواب الأميرات
-تريلا(بصدمة) :كان معك طول الوقت ولم...
-إيمانويل:Oui oui c'était avec moi
نظرت له بنظرة حادة فصمت فورا ثم أخذت الفستان وجربته عليها وصارت تلتف به بسعادة
-تريلا:كيف فكرت بإحضاره معك؟
-إيمانويل:صدقيني لا أملك أدنى فكرة ماذا يفعله ثوب نساء في حقيبة رجل مسافر
-تريلا:هههههه هذا ما يسمى صدفة خير من ألف ميعاد
-إيمانويل:دعيني أساعدك على الاستعداد
أجلسها على الكرسي وبدأ يصفف شعرها ويضع الميكب لها حتى صارت تبدو مثل:

وقام بتجعيد شعرها...وقبل أن تنظر لنفسها في المرآة تنحنح من الإحراج
-تريلا:أنا متحمسة للغاية...دعني أرى
-إيمانويل:لا لا لا لا أنصحك بذلك...أقصد...أنتِ فاتنة...من شدة جمالك لن تتعرف عليك زوجة أبيك وابنتها
-تريلا(بحماس) :حسنا...أثق بك
ركضت وارتدت السنيكرز الرياضي الخاص بها
مع ثوب السهرة والميكاب المرعب...أقصد الجميل
-تريلا:حللنا مشكلة وبقيت اثنتين...كيف سأحل واجب الرياضيات؟
فجأة سقط عليها من السقف رجل آخر يرتدي أجنحة وأحدق ثقبا آخر
-إيمانويل:Ooooh mon ami Jack te voilà
-جاك:Emmanuel Yale Sérendipité ! Je pensais t'avoir laissé en France
كادت تريلا تنتف شعرها من الغضب وأمسكتهما من ياقتي قميصهما وهزتهما بقوة
-تريلا(بغضب) :أهذا وقت مناسب لتتحدثا بالفرنسية؟ لدي حفلة هنا وكتاب رياضيات غير محلول
-إيمانويل:يال الصدفة! صديقي جاك يعشق الرياضيات وسيحله محلك
-جاك:رياضيات! رياضيات! أين هي؟
ركض نحو المكتب وجلس عليه وبدأ يحل كل الكتاب
-تريلا:المشكلة الأخيرة...كيف أخرج من هنا؟
-إيمانويل(بخبث) :بالطريقة التي دخلت بها أنا
نظر لها بخبث ففهمت مقصوده وبادلته الابتسامة
-إيمانويل:بقيت لمسة أخيرة...مصاصة الحظ
أخرج من جيبه مصاصة وأعطاها لها
-تريلا(بتجهم) :ما حاجتي لهذا الشيء السخيف؟!
-إيمانويل:لا أعلم...فجأة دماغي يقول لي أن أعطيها لك لأنها ستغير مسار القصة
-تريلا:غريب!
استخدمت تريلا حقيبة الطيران مثلما استخدمت سندريلا عربة اليقطين السحرية وطارت نحو الفيلا الخاصة بعمدة المدينة ولسوء الحظ سقطت فوق غرفة الخردة فثقبت السقف ونزلت على مجموعة كبيرة من الأغراض الصلبة
-تريلا:تف...جيد أن القصة عديمة المنطق وإلا تهشمت عظامي
في ذلك الوقت كان الجميع يحتفلون بتناول الشواء إلى أن وصلت زوجة الأب وابنتها ليمونادا للحفل ورأيتا ابن العمدة على بعد خطوات منهما
-ليمونادا:oh my allah rabi! إنه ابن العمدة الوسيم بشحمه ولحمه!
-زوجة الأب:هيا اذهبي وتعرفي عليه...Let's go
دفعتها مباشرة فتعثرت بفستانها الطويل وسقطت عليه فالتقطها...كان مشهدا محرجا بالفعل ولكن رومنسي
-ليمونادا(بتوتر) :أعتذر...لقد تعثرت
نظر لها بتعمق وتبادلا النظرات
-ليمونادا:ما اسمك؟
-روميو:أدعى روميو
-ليمونادا:وأنا جولييت خاصتك...أقصد...تشرفت بك
-روميو:انتبهي لنفسك أثناء السير
ثم غادر بعدم اكتراث تاركا إياها غارقة في جمال عينيه إلى أن ذهبت والدتها نحوها
-زوجة الأب:لماذا لم يطلب الفيس بوك الخاص بك؟ is he blind?
-ليمونادا:لا أعلم...ربما لم أنل إعجابه
في ذلك الوقت خرجت تريلا من غرفة الخردة ونفضت الغبار عن ملابسها...ومباشرة اشتمت رائحة الشواء فصارت تطفو ف الهواء متتبعة إياها إلى أن وصلت للطباخين
-الطباخ:تفضلي وكلي ما تريدينه
-تريلا:أود أن أتظاهر بالخجل ولكن ليس لدي خجل من الأساس ههههههه
جلست على الطاولة وبدأت الأكل بشراهة شديدة لأنها لم تأكل منذ الصباح...كانت تمضغ بفم مفتوح كالغوريلا وتبتلع لقمة بعد لقمة إلى أن انتفخت بطنها وشعرت بالغثيان فركضت نحو الحمام
وكما يحصل في المسلسلات الرومانسية ارتطمت بابن العمدة ونظرا لبعضهما والتقت أعينهما في مشهد رومنسي...لكن مع بثينة علي لا للرومنسية
لأنها من شدة الغثيان تقيأت على ملابسه خخخخخخخخخ
في البداية شعر بالتقزز لكن حين نظر في عينيها مجددا شعر بشعور غريب...وكأن قلبه يقول "دق بم دق بم دق بم" نعم هذا هو صوت الوقوع في الحب
بعد أن ذهب وغير ملابسه عاد إليها فوجدها جالسة في حديقة الفيلا في مكان معزول بمفردها تتناول المصاصة التي أعطاها لها إيمانويل مصمم الأزياء فذهب إليها
-روميو:مرحبا
-تريلا:آسفة على ما حصل
-روميو:لا عليك...سرني ما حصل فلولاه ما كان القدر قد جمعنا
نظرا بعيون بعضهما بسعادة وكانا قد وقعا في الحب تماما...فجأة شغل أحدهم أغنية لأريانا غراندي فبدآ الرقص عليها بجنون مثل قرود الشامبانزي الغاضبة أو مثل مجموعة من الهنود الحمر يحتفلون باصطياد ثور...هل ظننتم أنهم سيرقصون رقصة كلاسيكية رومنسية؟
لاااا فنحن في عام 2022 وليس 1800
وعلى بعد خطوات منهما كانت زوجة الأب وابنتها مختبئتين خلف الشجيرة تكادان تنفجران من الغضب
-ليمونادا(بحزن) :من تلك؟
-زوجة الأب(بغضب) :غوغل كذب علينا...It's lier
حملت هاتفها وشغلت مساعد غوغل الصوتي
-زوجة الأب(بغضب) :غوغل يا ابن السنجابة...ألم تخبرنا أن ابن العمدة روميو يحب الفتاة الفاتنة؟ لكن هذه التي يرقص معها تبدو كما لو أنها هاربة من horror movie
-غوغل:ابن العمدة اسمه روميو؟! ظننت أنك تقصدين ابن العمدة المدعو بيتر
كانت ستضرب الهاتف بالحائط لكن خافت عليه لأنه آيفون 12 وثمنه غالٍ
-زوجة الأب(بغضب) :إذًا ما مواصفات زوجة الأحلام لابن العمدة روميو؟
-غوغل:ترتدي فستانا أسود، قصيرة القامة، تضع مكياجا يشبه المهرجين، شعرها مجعد كالليفة بل أشد، وأخيرا اسمها تريلا
عند سماعها لذلك انصدمت وأوقعت الهاتف أرضا
-زوجة الأب(بصدمة) :تلك المهرجة هي تريلا! What the f*ck!
بينما تريلا ترقص مع ابن العمدة أنهيا الرقصة بأن صفعته بكف لف وجهه لف
-تريلا:هههه أنت بارع في الرقص
-روميو:وأنتِ بارعة في الصفع ههههه
نظرت نحو هاتفها فأدركت أن الوقت تأخر ولا بد أن زوجة أبيها عائدة للمنزل
-تريلا(بقلق) :لا...يجب أن أعود...سررت بمقابلتك روميو وأتمنى رؤيتك قريبا
-روميو:مهلا...أعطني الفيسبوك الخاص بك
-تريلا:اسمه "أميرة السنيكرز الضائعة"
-روميو:والصورة؟
للأسف ركضت دون سماع جملته فحاول اللحاق بها ولكنه لم يستطع
(اكتبولي توقعاتكم هنا ما الذي سيحصل لاحقا
)
وبسبب أنها ترتدي سنيكرز رياضي كانت سريعة كالبرق فلم يستطع اللحاق بها...وبالخطأ سقطت منها مصاصتها ولم تنتبه وغادرت تاركة إياها فوق الدرج
حمل روميو المصاصة ونظر لها بحزن وعانقها ثم أخذها كذكرى لحبيبة قلبه التي فتن بها...وعندما فتح فيسبوك وبحث عن اسمها وجد ملايين الفتيات بنفس الاسم وهذا ضيعه أكثر
عادت تريلا للمنزل راكضة فوجدت زوجة أبيها وابنتها في غرفتها
-زوجة الأب(بغضب) :كنتِ في الحفلة أليس كذلك؟ وأيضا بهذا المظهر المقرف؟ لقد جعلتِ منا أضحوكة...ألم أطلب منكِ حل المسائل الرياضية أيتها الـ ugly?
-تريلا:لقد فعلت
صدمت منها وتوجهت نحو كتاب الرياضيات فوجدته محلولا بأكمله
-زوجة الأب(بصدمة) :How did you do that in a short time?
-تريلا:لأنني ذكية
-زوجة الأب:احم احم...ورغم ذلك لقد خطفتِ ابن العمدة من ابنتي لذا ستعاقبين...عليك حل جميع مسائل الفيزياء واللغة والجغرافيا والتاريخ والفلسفة والأحياء والكيمياء...ولا تخرجي من غرفتك إلا إن انتهيتِ منها كلها
خرجتا وأغلقتا عليها الباب بالمفتاح...واستمر الوضع أسبوعا كاملا...وفي ذات اليوم كان الأمير في غرفته غارقا في التفكير كيف يعثر على حبيبته مجددا واستمر بالتحديق بمصاصتها بشرود
فجأة! خطرت على باله فكرة
(اكتبولي توقعاتكم للفكرة التي يفكر فيها
من يجيب إجابة صحيحة سيفوز بفخذ بقرة مشوي
)
اتصل فورا بأطبائه الخاصين واتفق معهم على فكرة جهنمية...سيأخذون المصاصة ويسحبون عينة من اللعاب الذي عليها ويحللونه ثم يستخرجون الحمض النووي منه ويبحثون عن الفتاة صاحبة نفس الحمض بين كل نساء المدينة
حين سمعت النساء في المدينة بذلك اجتمعن كلهن صفا أماما الفيلا...وكذا النساء من المدن المجاورة جئن سربا مدعيات أنهن أيضا كن في الحفل
وحتى ليمونادا ذهبت لإجراء الفحص ولكن النتيجة كانت سلبية...ورغم معرفة زوجة الأب بصاحبة المصاصة شخصيا إلا أنها لم تنطق بأي حرف وبقيت محتجزة إياها في غرفتها
بينما تريلا تحل المسائل سقط عليها إيمانويل وثقب السقف الذي أصلحه مجددا
-إيمانويل:Bonjour ma chérie comment vas-tu aujourd'hui
رمقته بنظرة حادة فغير اللغة على الفور
-إيمانويل:الدنيا كلها مقلوبة تبحث عنك وأنتِ هنا تتسكعين...أسرعي فالأمير يريد التقدم لطلب يدك
-تريلا(بصدمة) :هل أنت جاد؟!
-إيمانويل:أجل بالتأكيد...إنه يجمع بساق الفتيات ليقارنه ببساقك الذي على المصاصة...أسرعي قبل أن ينتهي وقت الفحص
-تريلا:لكن كيف سأخرج والباب مغلق؟
أعطاها حقيبته الطائرة فابتسمت له
-تريلا:شكرا جزيلا إيمانويل...لا أعرف كيف أرد لك كل ما فعلته لأجلي
-إيمانويل:اشتري لي فيلا وسيارة بعد أن تتزوجي ابن العمدة...والآن أسرعي
ارتدت الحقيبة الطائرة وطارت وسقطت مباشرة في منزل العمدة حيث الفتيات يقفن صفا لآداء الفحص
-تريلا(بصراخ) :أنا هنا...إنها أنا تريلا الفتاة التي قابلتها في الحفل...رجاءً أوقف كل شيء
-روميو:حقا! تعالي لنتأكد إذًا...لنجري الفحص
بسقت تريلا في وعاء وتم أخذ العينة من أجل الفحص...وبعد دقائق عاد الطبيب راكضا ومعه ورقة الفحص
-الطبيب:楼主,结果出来了
-روميو:تكلم بلغة مفهومة يا هذا...تعلم أن لا أحد هنا يتقن الصينية
-الطبيب:لقد ظهرت النتائج...سأقرؤها بصوتٍ عالٍ
-تريلا(بحماس) :وأخيرا سيظهر الحق
-روميو:تكلم هيا
-الطبيب:النتيجة تقول...ليس هناك أي تطابق في الحمض النووي...تريلا ليست الفتاة صاحبة المصاصة
فجأة عم صمت رهيب في المكان وفتحت تريلا فمها من الصدمة
-روميو(بتجهم) :مخادعة...لم أصدقك أصلا
غادر روميو وهو ينفض ريشه بغرور بينما بقيت تريلا على نفس الحالة غير مصدقة لما يجري...بعد دقائق جاء الطبيب مجددا صارخا وأخبرهم أنه تم العثور على صاحبة المصاصة وهي خادمة روميو الخاصة...وبهذا انكسرت قلوب الفتيات وعدن لمنازلهن يجرَّن ذيول الخيبة خلفهن
(بيننا فقط تلك الخادمة عثرت على المصاصة في غرفة روميو ولعقتها دون أن تعرف أنها ستحولها من خادمة إلى زوجة ابن العمدة
هششش لا تخبروا تريلا بذلك)
وقفت تريلا بجانب نافورة المياه تنظر للمياه المتدفقة وتسمع صوتها إلى أن جاء نحوها إيمانويل ووقف بجانبها وأعطاها تفاحة
-إيمانويل:لا عليك...ستجدين رجلا يحبك ويتزوجك
-تريلا:أتعلم؟ بعد أن فكرت اكتشفت أنني أحببت روميو من أجل المصلحة...لكن الذي وقف بجانبي وساندني هو أنت...أعتقد أنني وقعت بحبك
-إيمانويل:يال المفاجأة! أنا أيضا وقعت بحبك منذ أن رأيت عينيك أول مرة...تريلا...أتتزوجينني؟
-تريلا:بكل سرور
النهاية
•••••••••••••••••••••••••••••••••••
فصل اليوم باستضافة عمي غوغل المبجل
احم احم
غضوا النظر عن أنني خلطت بين قصة بياض الثلج وسندريلا فلم أكن أدرك ذلك في البداية
حسنا
يالها من قصة طويلة حقا
ما رأيكم بها؟
لا للتعليقات السلبية فأنا أعلم أنها تستحق جائزة نوبل للإبداع والروعة
المهم
سنتحدث اليوم عن ثلاث أمور مهمة تجلب الابتذال والملل للرواية الجيدة
أولا : الجمل الأجنبية:
نعم نحن نعلم أن شخصيات الرواية قد يكونون أجانب لكن بدل أن تضعوا للكاتب جملا يحتاج للذهاب لغوغل ليترجمها يمكنكم توضيح الأمر من خلال السرد...مثلا: تحدث إيمانويل بلغته الفرنسية قائلا "صباح الخير عزيزتي"
وهكذا
نحن أتينا لنقرأ رواية ونستمتع وليس لنحل تمارين لغات أجنبية...فلو أحببت فاكتب الترجمة وإن لم تحب فاحتفظ بروايتك لنفسك لأن الكاتب قد يتحمل الأمر مرة مرتين لكن حين يكون النص بأكمله غير مفهوم فسيركل روايتك للقمامة
🪚
الأمر سيان مع بعض المصطلحات الأجنبية المعربة...مثل آيسكريم، باراشود، ريموت، ميكاب وغيرها من الكلمات التي لا تمت للعربية بصلة
يمكنك يا عزيزي الكاتب أن تبحث في القواميس عن بدائل الكلمات الأجنبية المعربة وطبعا القاموس سيعطيك كل ما تريده
🪚
فبدل أن تقول ريموت قل جهاز تحكم التلفاز
وبدل أن تقول آيسكريم قل مثلجات
وبدل أن تقول باراشود قل مضلة طائرة
وبدل أن تقول ميكاب قل مستحضرات تجميل
بما أن عربي وتكتب رواية بالعربية فاحترم جد عم ابن أخت خالة العربية
🪚
ثانيا : زوجة الأب الشريرة:
الأمر الرئيسي المقرف الذي تتشابه فيه كل روايات الواتباد المبتذلة العائلية هي زوجة الأب الشريرة الحاقدة اللئيمة التي تريد أن تشوي البطلة على نار هادئة
🪚 لا أريد أن أصدمكم لكنني أعرف زوجات أب طيبات كالعسل مع أبناء أزواجهن بل ويحببنهن أكثر من الأمهات نفسهن
لذا لا بأس بتغيير نمط الروتين المزعج من حين لآخر ووضع الحقائق حتى لو كانت غير متداولة
ثالثا : تسلسل الأحداث غير المنطقي:
نأخذ كمثال أن بطلتنا اليوم كانت بحاجة لشخص يساعدها على التجهز للحفل وفجأة سقط عليها مصمم أزياء جاء من فرنسا خصيصا لأجلها
أو كأن يجد فستانا في حقيبته بعد أن عرف أن البطلة بحاجة إليه!
أو أن تنزل آلة خياطة في الغرفة فجأة بعد أن أرادوا بدء العمل!
يا إلهي يالها من صدف غريبة حقا!
الكتاب يستعملون عادة هذه الصدف المبتذلة لملأ الثغرات ولربط تسلسل الأحداث وجعله مستمر...لكنه ربط غير منطقي بالمرة حسب رأيي ورأي القراء ورأي كل الكتاب المحترفين والنقاد في العالم
لذا بدل وضع صدف غير منطقية...ما رأيك أن تشغل الطنجرة الفارغة التي بين كتفيك وتبحث عن حجة مقنعة وواقعية أكثر
لن تأخذ منك الكثير...فقط فكر وأخرج المبدع الذي بداخلك
الآن نكون قد انتهينا من قصتنا أخيرا
أخبروني هل قرأتم من قبل روايات فيها أحد هذه المشاكل الثلاث التي بالأعلى؟
أو كتبتم مثلها؟
والآن قدموا نصيحة لمرتكبها
وأخيرا ما أكثر جزء أعجبكم وأضحككم في قصة اليوم؟ 🥹
والسلام
بثينة علي