❤ منتدى بثينة علي ❤
أهلا و سهلا بكل من زار منتدانا ????????

بثينة علي ترحب بكم و تتمنى لكم قراءة ممتع مع أجمل الروايات الكورية ????
❤ منتدى بثينة علي ❤
أهلا و سهلا بكل من زار منتدانا ????????

بثينة علي ترحب بكم و تتمنى لكم قراءة ممتع مع أجمل الروايات الكورية ????
❤ منتدى بثينة علي ❤
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

❤ أهلا بكم في عالم رواياتي عالم بثينة علي ❤
 
الرئيسيةالرئيسية  اليوميةاليومية  أحدث الصورأحدث الصور  س .و .جس .و .ج  بحـثبحـث  الأعضاءالأعضاء  المجموعاتالمجموعات  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 فِي السَّمَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1314
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 27

فِي السَّمَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: فِي السَّمَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   فِي السَّمَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الجمعة أبريل 01, 2022 11:43 pm

في السماء : المقدمة



السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

أتمنى أن الجميع بخير

تحية لكل من دخل هذا الكتاب وتحية خاصة للفلسطينيين الأحرار أهل الشهامة والأقدار

لا تنسوا الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

إخوتي في الله

هذه القصة القصيرة هي نتاج لأفكاري الحزينة والمؤلمة عن القضية الفلسطينية...أتمنى الفرج لأهل فلسطين بأقرب وقت

وهي مشاركة في مسابقة "تحدي شيخ جراح 2021" ادعوا لي أن يتم قبولها

سميت البطلة بثينة على اسمي لأنني أحبه وأعتز به (. ❛ ᴗ ❛.) نعم اسمي رائع غصبا عن شعر أرجلكم

لن أطيل عليكم ولنقل بسم الله ولنبدأ




#أنقذوا_حي_الشيخ_جراح
#لا_لتهويد_القدس


الغلاف من تصميم : designsoldiers




بثينة علي


عدل سابقا من قبل بثينة علي في السبت مارس 04, 2023 11:51 pm عدل 2 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1314
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 27

فِي السَّمَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: فِي السَّمَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   فِي السَّمَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الثلاثاء أبريل 05, 2022 6:12 pm

في السماء :



أنا بثينة، ذات الأربع والعشرين ربيعا، ولدت في فلسطين الحرة وترعرعت فيها وأنا من مدينة غزة تحديدا، أرض الشهداء الأحرار

والداي كلاهما على قيد الحياة والحمد لله، أو لنقل مازالا على قيد الحياة حتى الآن، فأنا محظوظة مقارنة بكل الذين مات أهاليهم في الغارات السابقة، لي أخ صغير في السابعة من عمره يدعى "فراس" وهو بهجة بيتنا ونوره

دخلت كلية "العودة" لدراسة القانون ورغم أن والدي طاعن في السن لكنه يعمل من أجل إعالتي وإعالة عائلتنا الصغيرة

يعمل والدي كنجار رغم تعبه وكبره ويجني لنا مبلغا من المال يكفي لإعالتنا، لكن حالته الصحية تتدهور بسبب استنشاقه لرائحة نشارة الخشب يوميا وقد اضطر لزيارة الطبيب أكثر من مرة بسبب هذه المشكلة

ركزت على دراستي واجتهدت بكل ما أوتيت من طاقة حتى أرفع رأس عائلتي وكان حلمي أن أصير محامية وأدافع عن كل من تم ظلمه في هذه الحياة، وأرفع رأس شعبي ووطني الذي بات مدفونا في أقاصي التراب بسبب الذل والظلم الذي نعيشه

لطالما سمعت قصصا من عند أقربائي ومعارفي بأن القانون غير عادل وبأن حقوقهم تستنزف دون اكتراث من السلطات العليا ومهما طالبوا بها فلا حياة لمن تنادي

على ذكر الحقوق فالحياة في فلسطين ليست كالحياة في أماكن أخرى من بقاع العالم، كثير منا يتوقعون الموت كل يوم وفقدان أحبائهم، أتساءل بيني وبين نفسي دائما "ما الذي يريده الصهاينة منا؟!" لقد أخذوا الوطن، لقد أخذوا البيوت، لقد أخذوا الأرواح، لقد سلبوا السعادة، فما الذي تبقى ليأخذوه أيضا؟!

أتذكر أن جدي رحمه الله قبل موته في غارات 2014 كان يجمعني أنا وأبناء عمي حوله ويحكي لنا قصصا من طفولته وكيف بدأ الاحتلال وكيف سلبت حقوقنا وبات دمنا أرخص من رغيف خبز

لكنه الآن عند ربه، ومعه كل أبناء عمي الذين كانوا يستمعون لقصصه الطريفة، كلهم رحلوا وهم ما يزالون صغارا!

حل علينا شهر رمضان المبارك فجلست في غرفتي أرتب خزانتي وأغراضي إلى أن سمعت صوت أمي تنادي علي "يا بثينة، لقد أذن المؤذن، هيا لتناول الإفطار"

ابتسمت بسعادة ورميت كل شيء من يدي، لقد حان وقت الإفطار وملء البطون بما أننا في رمضان وصيامٌ طوال اليوم، خرجت من غرفتي فرأيت أهلي مجتمعين حول المائدة، كانت أمي تقسم علينا الملاعق والشوكات وأبي يمسك بجهاز التحكم ويقلب قنوات التلفاز أما أخي العصفور الصغير فقد صام اليوم معنا ويبدو متحمسا وسعيدا للإنجاز الذي قام به

بدأنا تناول الإفطار والتلفاز شغال على قناة الأخبار، كانت الأوضاع ما تزال محزنة في حي الشيخ جراح، المستوطنون يطالبون السكان الأصليين بترك منازلهم والمغادرة فقط بحجة أنها لهم منذ عشرات السنين، تنهدت على وضعهم المزري، يالهم من مجرمين! ما الذي تركوه من منكر ولم يفعلوه؟! حسبنا الله ونعم الوكيل في الصهاينة

في يوم الغد سمعنا بأن الصهاينة يشنون هجوما على غزة ويرمون الصواريخ في أي مكان يخطر ببالهم، لا بناية سلمت منهم ولا بشر ولا حيوان ولا شجر، بقينا نراقب الأخبار وأعصابنا تغلي وكل أجسادنا ترتجف

فجأة ضرب صاروخ بناية تبعد عنا حوالي كيلومترين، انتفضت من الخوف، تمسكت بقوة بأمي التي كانت هي الأخرى ترتجف لكنها تحاول تهدئتنا والتظاهر بالقوة

طلب منا أبي أن نجمع أهم أغراضنا استعدادا للمغادرة فإن اقترب مجال إطلاق الصواريخ منا أكثر فسنضطر لمغادرة المنزل، هذا إذا لم يسقط فوق رؤوسنا ويفتتنا لأشلاء

مرت علينا أيام جفانا فيها النوم، كان أخي يصرخ بقوة كلما سمع صوت إطلاق صواريخ بالقرب منا، أما أبي فكان يبيت قائما في الصلاة يدعو الله أن يفرج علينا في أقرب وقت

أعصابنا تدمرت، وقلوبنا اعتصرت، وأجسامنا انتفضت مع كل صاروخ وكل هزة أرضية تدوي بالقرب منا، لكن رغم ذلك نحن لم نكن نردد سوى "الله أكبر، الحمد لله" بعد كل صاروخ يضرب الأرض ولا يصيب منزلنا

سمعنا ورأينا الكثير من الأخبار في التلفاز عن الناس الذين فقدوا عائلاتهم ومنازلهم والبعض منهم أصيب إصابات خطيرة جعلته يفقد جزءا من جسمه، أصبت بالوسواس من كل ما يجري، صرت أتخيل نفسي كل لحظة والصاروخ يضرب بيتي ويمزق جسدي وجسد عائلتي

صرت أخاف الابتعاد عنهم، حتى حين يقرر أبي المغادرة لتفقد الأوضاع خارجا فأنا أتمسك بذراعه وأبدأ بالنواح، أخاف أن يضربه صاروخ بالخارج ويموت بدوني، وبنفس الوقت أردته أن يبقى معنا فإن متنا نموت معا وإن عشنا نعيش معا، هذه كانت أمنيتي الوحيدة إن شاءَ اللهُ أن تصعد روحي للسماء

جلست في غرفتي وبجانب عائلتي أعانق كلا من أمي وأخي الصغير بينما أبي جالس في الصالون، تبادرت لذهني الكثير من الأسئلة، ما الذي يريده الصهاينة بالأرض والبيوت والغلات والملذات الدنيوية وهم سيعيشون فيها فترة مؤقتة ثم يموتون، لم أستطع الحصول على إجابة، الله وحده هو من يعلمها

جلست أمام المرآة وحدقت بنفسي، كانت ملامحي كملامح شبح، لم أهتم بنفسي منذ فترة، وحتى أنني أهملت غذائي إلى أن اصفر وجهي، كما لو أنني خالية من الروح والابتسامة

أردت أن أغير جوي وجو عائلتي لعل أمورنا تتحسن قليلا، أخرجت علبة الألوان الفرشاة وصرت أرسم لأخي رسومات لطيفة على الورق وألاعبه، وبعد رؤية أمي لنا ونحن نبتسم أخيرا ابتسمت هي الأخرى

لم نكتفي بالرسم على الورق بل رسمنا أيضا علم فلسطين على وجوهنا وصرنا نصرخ بصوت عالٍ "عاشت فلسطين، فلسطين لم تمت بل هي حية في قلوبنا"

صرنا نصرخ ونركض في أنحاء المنزل والبهجة لا تفارق ثغرنا وثغر أمنا

كتبنا على المرآة "فلسطين لم ولن تموت" وصرنا نضحك ونصفق، كما لو أننا حررناها بهذه الكلمات البسيطة، كما لو أنه خيال أصبح حقيقة

لم تكتمل فرحتنا فقد سمعنا صوت صاروخ آخر يضرب منزل جارنا فانتفضنا من الخوف وعانقنا بعضنا، صار أخي يبكي وركض أبي نحو النافذة فأدرك أن الصهاينة يشنون غارات جوية على حينا، أسرع أبي للغرفة التي نحن فيها وصرخ بصوت مضطرب "احملوا حقائبكم، سنغادر"

كانت حقيبتي جاهزة بالفعل لذا حملتها وتوجهت نحو الباب ثم توقفت ونظرت خلفي، يبدو أن أهلي ما يزالون مشغولين بجمع حقائبهم

صرخ علي أبي "انزلي يا بثينة، سيارتي في الأسفل، اصعديها وسنلحق بك"

كنت مضطربة وأرتجف ورددت "ماذا عن أخي؟"

رد أبي "إنه خائف لذا اتركيه معنا، ثوانٍ ونلحق بك، أسرعي"

ترددت للحظات ثم جررت حقيبتي خلفي ونزلت للشارع حيث سيارة أبي، وضعت حقيبتي في صندوق السيارة وجلست في المقاعد الخلفية ويدي ترتجف وساقاي تتحركان باستمرار

رأيت على بعد أمتار مني منزل الجيران وقد تحول لأشلاء وحوله الناس يحاولون إنقاذ كل من بقي على قيد الحياة، رأيت أشخاصا مغطين بالدم لذا وضعت كفاي على وجهي وبقيت أنتظر مجيء أهلي

بحلول الساعة الثالثة مساءً، ومع شمس العصر الحارقة سمعت صوت صاروخ يضرب بجانبي، انتفضت من الخوف، كاد قلبي أن يتوقف، لم أجرؤ حتى على رفع رأسي والنظر أين ضرب بالتحديد، لقد كان الأمر واضحا

فتحت باب السيارة وخرجت ووقفت في وسط الشارع، عيناي مفتوحتين على مصراعيهما وجسدي يرتجف، لم تنزل دمعة واحدة من عيني، لا أدري ما أصابني، كما لو أنه سيغمى علي لكن ما أزال في منتصف الطريق بين الوعي والإغماء

سرت بخطوات متثاقلة ومع كل خطوة أحسست أنني أسير على الزجاج حافية، خالية من أي ملامح، وجهي أصبح بلون الورق الأبيض من شدة الخوف

وقفت أمام حطام بيتي أشاهده دون حراك، ركض نحوي مجموعة من الرجال وصاروا يحفرون تحت الركام وأحدهم التفت نحوي وصرخ بخوف وتوتر "هل هذا بيتك؟ هل كان فيه أحد؟"

لم أستطع أن أجيبه، كانت كلماته تتردد في أذني مرارا وتكرارا وأعرف الإجابة لكن شعرت بثقل في لساني ولم أستطع نطق شيء

بعد فترة تركني وذهب ليتفقد الأوضاع مع البقية والآخرون اتصلوا بسيارات الإسعاف ولكن ضرب الصواريخ سبب أضرارا في الطرقات مما صعب مهمة وصول الإسعاف

جثوت على ركبتاي وعلى نفس الحالة التي كنت فيها، خالية من أي مشاعر، لا دموع ولا تعابير وجه تبين ما أنا عليه، صرت أناجي وأصرخ في داخلي "يااا رباااه! يا الله! يا كريم! لماذا كان علي أن أخرج من المنزل؟! لماذا لم أبقى معهم؟ لماذا غادروا بدوني؟ يا رباااااه! أنزل علي صاروخا يُلحقني بهم"

ركضت نحو الحطام وجثوت على ركبتاي وصرت أحفر وأحفر علني أصل إلى أحدهم وأجده على قيد الحياة، حفرت إلى أن تشققت يداي ونزفت أماكن أظافري، لم ألقي بالا لحالي الميؤوس منها بل واصلت الحفر حتى أوقفني أحد الرجال وطلب مني أن أهدأ وسيتولى الأمر عوضا عني

تم نقلي إلى مخيم لللاجئين قريب من المنطقة وجلست في الخارج طوال اليوم بانتظار خبر سعيد، تمنيت لو أن أحدهم ينجو، على الأقل أحدهم، واحد فقط، لم أتمنى الكثير، أحبهم جميعا وأرجو عودتهم بالسلامة لكن في ظروفنا المعيشية لا يسعني سوى تمني واحد فقط

ذهبت للتمشي في الأرجاء فرأيت مجموعة من الجنود الصهاينة يغلقون الطريق، كانوا مسلحين ولكن رغم ذلك ركضت نحوهم وجل ما أفكر فيه بأن أقوم بضرب أحدهم وأنفس عن غضبي وحقدي

لكن بمجرد أن بلغتهم هجموا علي وضربوني، لم يلقوا بالا لأنني فتاة، ولا أنني ضعيفة ووحيدة وحاقدة عليهم لأنهم يتموني ورموني في الضياع والظلام

اجتمعوا علي وركلوني ككرة القدم، تسببوا بجروح بليغة لي وأظن أنهم كسروا ذراعي، عدت للمخيم وأنا أعرج وأمسك بذراعي التي كان ألمها يقتلني

استقبلتني إحدى الآنسات اللواتي كن يعملن في قسم التمريض قبل الفاجعة ووبختني على فعلتي، لكنني لم أنطق بحرف، بقيت بوجه خالٍ الملامح أحدق بالأرضية بينما تضع الدواء على جروحي وتتفقد ذراعي، مرت أربع ساعات على الحادثة وأنا خرساء ولساني عاجز عن النطق

بقيت تلك الليلة مستيقظة بسبب الأرق، كنت أسمع نواح النساء اللواتي أتين معي بسبب سماعهم لخبر موت أهاليهن وأقربائهن، تساءلت "هل سيكون هناك أمل أن يعيش أي أحد من أسرتي؟"

ثم تقلبت على يميني وتساءلت "ألا يمكنني فقط إنهاء حياتي واللحاق بعائلتي؟ لكن قتل النفس حرام في الإسلام، كيف ذلك وأنا أموت في الدقيقة ستين مرة، مع كل شهقة أشهقها أشعر أنني أتنفس نارا من الألم، إن الله غفور رحيم، أفلا يرحم فتاة قررت إنهاء ألمها والهروب إليه؟!"

حاولت تجاهل صوت الوساوس التي في رأسي وحاربتها طول الليل ولم يرف لي جفن إلى أن طلع ضوء الشمس

عدت للوقوف في الخارج منتظرة أي خبر من أي أحد إلى أن جاء أحد جيراننا الذين كانوا يساعدون في عملية الحفر ووقف مقابلا لي، توقعت ما سيقوله من ملامح وجهه الباردة فبقيت أحدق به فحسب

أعطاني صورة موضوعة في إطار فنظرت لها، أليست هذه الصورة التي التقطتها أنا وعائلتي قبل سنة وعلقناها في الصالون؟

كنا مبتسمين جميعا وسعداء ومليئين بالبهجة والحياة ولكننا الآن لا أحد منا يعرف إن كنا أحياء أم أموات

قال ببرود "عظم الله أجركم، سيتم تشييع الجنازة هذا المساء" ثم غادر وتركني محطمة الفؤاد

حدقت بصورتنا العائلية للحظات وبالكاد ابتسمت، ممتنة له لأنه أحضرها لي فلو لم يفعل لذهبت لإحضارها بنفسي

في المساء ذهبت لتشييع جنازة أهلي، كان ثلاثتهم مغطين بالكفن ونائمين بعمق، تماما كالملائكة، رأيت وجوههم وكم كانت بريئة وفاتنة، أظن أنهم سعداء الآن فقد غادروا لعند رب رحيم

كان وجه أخي مشوها بعض الشيء وذراعه اليمنى مبتورة ولكنني ابتسمت لحاله، ليس هناك من هو أفضل حالا منه فقد غادر لحيث لا ألم ولا أحزان ولا حروب

تأملت وجههم لفترة وأنا خالية من المشاعر لكن يبدو أن ذلك العدوان المغتصب لا يتركنا بحالنا حتى ونحن في أسوأ حالاتنا

سمعت صوت صاروخ من الأعلى لكنني لم ألقي بالا لشيء سوى لجثث عائلتي الموضوعة أمامي

توجهت نظرات الناس نحو الأعلى وصرخوا بصوت واحد "صاروخ" ومنذ تلك اللحظة لا أتذكر شيئا سوى أنني وجدت نفسي مرمية على الأرض والناس مجتمعون من حولي يفحصون الجثث وينقذون ما يمكن إنقاذه

سالت دمعة من عيني أخيرا بعد أربع وعشرين ساعة من البرود، تحرك لساني أخيرا بعد أربع وعشرين ساعة من البكم، نطقت بحروف متقطعة وجسدي شبه محروق ومشوه ومددت يدي بهدوء "أ أ أبي، أ أ أمي، ف ف فراس"

رأيت جثثهم مرمية في آخر الشارع، يا الله ما هذا؟! لقد ماتوا موتتين، حتى وهم جثث لم يرحمهم ذاك العدوان الصهيوني الحقير، لا شك أنهم تمزقوا لأشلاء واحترقوا، لا شك أن أطراف أخي المتبقية تحولت لرماد، يا الله ما هؤلاء الصهاينة؟! هل هم بشر؟! وإن كانوا فكيف سلبت الرحمة من قلوبهم هكذا؟! حتى في الجنائز يقتلون الناس؟! أين حرمة الميت؟! أين الإنسانية؟!

حاولت الزحف إلى جثثهم لكن رجلاي احترقتا بالكامل ولم تعودا تخدمانني بشيء، استخدمت يداي وشددت نفسي للأمام لعلني أبلغ واحدا من أهلي وألمسه وأموت بجانبه وهكذا أحقق حلمي

لكن في وسط الطريق شعرت بألم في صدري وبنفسي يضيق وقلبي يتمزق، رفعت إصبع شهادتي للأعلى وتمتمت بالشهادة بصوت خافت

فجأة صارت تتبادر لي الكثير من الذكريات، إن شريط حياتي يمر الآن أمام عيناي، ها أنا أخرج من بطن أمي وها أنا أتعلم المشي والنطق، وها أنا ألتحق بالروضة وأتخرج من المراحل الدراسية جميعها، وها أنا أدخل كلية القانون وها أنا أفقد أهلي وأظل تائهة وحيدة بدونهم

انتهى شريط حياتي فرأيت نفسي على أرجوحة ممتدة نحو السماء، كنت أتأرجح للأمام والخلف بينما أبتسم وأضحك من أعماق قلبي، كنت أرتدي فستانا أبيض براقا والعالم من حولي أخضر يسر العين والقلب، لا توجد حروب ولا بنايات مهدمة ولا بشر يموتون، وهناك بالقرب مني رأيت عائلتي يجلسون على العشب ويضحكون، كانوا جميعهم يرتدون اللون الأبيض، مثلي

أدركت أنني أمر بآخر اللحظات في حياتي، ومازلت لم أمت، لكن عقلي يريني ما كنت أتمناه طوال حياتي ولم أستطع تحقيقه، السلام والسعادة

لم تمر لحظات حتى رأيت روحي تصعد نحو السماء، كنت أحلق وأنا في قمة سعادتي، كالملاك

أدركت أخيرا ما أحتاجه

أنا لست كالصهيونيين المجرمين

لا أحتاج الأرض، ولا المال، ولا السلطة، ولا المكانة الراقية في المجتمع

ها هي ذي روحي تصعد لخالقها

هناك حيث لا توجد حروب

ولا ألم

ولا موت وقتل

ولا ظلم

هناك يوجد فقط سلام

سعادة

وعائلتي أيضا

وربي

كل ما أحتاجه، موجود في السماء، وليس الأرض




النهاية



عدل سابقا من قبل بثينة علي في الأحد فبراير 05, 2023 12:07 pm عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1314
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 27

فِي السَّمَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: فِي السَّمَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   فِي السَّمَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الثلاثاء أبريل 05, 2022 6:23 pm

في السماء : الخاتمة



مرحبا رفاااااق

آمل أن القصة نالت إعجابكم 

إنها أول مرة أكتب قصة قصيرة لذا لا أعتقد أنها ستكون في المستوى المطلوب، لكن رغم ذلك أنا فخورة بنفسي لأنني أحب المحاولة 

استوحيت بعض الأفكار من فيديو كليب "on ground" وقد تلاحظون تشابها وقد لا تلاحظونه أبدا 

لكن المهم أن تدعوا لي بأن يتم قبول عملي بإذن الله

ولا تنسوا أن تدعوا لفلسطين بالنصر والاستقلال

أراكم في عمل قادم

سلام



• النسخة الأصلية :20/21 أوت 2021

• النسخة المعدلة : 5 أفريل 2022



بثينة علي

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
 
فِي السَّمَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مُخَلٍّصِي قِط!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)
» رِوَايَة طِفْلَتِي!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)
» ابْتِذَالِاتُ الوَاتْبَاد!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)
» القِطُّ المَنْبُوذ!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)
» كَانَتْ أُمِّي!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
❤ منتدى بثينة علي ❤ :: ❤مؤلفاتي❤ :: ❤ قصص قصيرة ❤-
انتقل الى: