❤ منتدى بثينة علي ❤
أهلا و سهلا بكل من زار منتدانا ????????

بثينة علي ترحب بكم و تتمنى لكم قراءة ممتع مع أجمل الروايات الكورية ????
❤ منتدى بثينة علي ❤
أهلا و سهلا بكل من زار منتدانا ????????

بثينة علي ترحب بكم و تتمنى لكم قراءة ممتع مع أجمل الروايات الكورية ????
❤ منتدى بثينة علي ❤
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

❤ أهلا بكم في عالم رواياتي عالم بثينة علي ❤
 
الرئيسيةالرئيسية  اليوميةاليومية  أحدث الصورأحدث الصور  س .و .جس .و .ج  بحـثبحـث  الأعضاءالأعضاء  المجموعاتالمجموعات  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 رِوَايَة المُومْيَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1297
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 27

رِوَايَة المُومْيَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رِوَايَة المُومْيَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة المُومْيَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الجمعة مارس 25, 2022 5:31 pm

رواية المومياء : المقدمة



بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله

كيف حال الجميع؟

أتمنى أن تكونوا بخير

هذه ستكون مشاركتي الأولى في مسابقة النوفيلا الحرة لعام 2021 وأنا متحمسة بالقدر الذي أنا خائفة فيه...تفقدوا حساب المسابقة من هنا OpenNovellaContestAR

المسابقة هذا العام شديدة وأحيانا أشك بنفسي وأشعر بالإحباط خاصة أنني لم أمتلك الوقت الكافي لكتابة النوفيلا وربما تكون فكرتي تافهة أو سيئة...خاصة من ناحية التعبير فأنا أحاول جاهدة صقل تعبيري

وأود توجيه رسالة لكم في أي تجربة جديدة تجربونها...لا تخافوا أبدا من التجارب الأولى مهما بدا لكم الشيء الذي تفعلونه تافها...هناك دائما من يقدر تعبكم ويحب ما تنتجونه...إضافة إلى لو أننا جميعا كنا نخاف المحاولة فلن نستفيد شيئا ولن نكتشف الدرر والمواهب التي نخفيها

حتى أنا أحاول جاهدة المشاركة بالمسابقات رغم الخوف والإحباط الذي يتملكني...أتمنى من كل قلبي الفوز في هذا المسابقة والانتقال للمرحلة القادمة...تمنوا لي التوفيق فرولاتي

وقد تسألنني لماذا جعلت نفسي البطلة (◉‿◉) طبعا ليس من ناحية الغرور بل لأنه لم يكن لدي حل آخر فهذه المسابقة تستوجب توظيف الحضارة العربية فيها بشكل إجباري ولأنني أحب اسمي وأحب نفسي قررت أن أجعلني بطلة الرواية فـ"اسمك" ليست أفضل مني وهي تمتلك آلاف الروايات

وموضوع هذه الرواية يعني لي الكثير فهو تقريبا موضوع أكتب عنه منذ الطفولة لأنني أحب المومياوات والحضارة الفرعونية...وما قد يبدو غريبا لكم أن المومياء التي ستظهر في الرواية هي كراش الطفولة (◉‿◉) لا تسألوني كيف فكلنا في طفولتنا تعلقنا بشخصيات كرتونية أو شخصيات أفلام حتى لو كانت بالغة القبح

المهم

أحبكم

ولنبدأ على بركة الله





بثينة علي



عدل سابقا من قبل بثينة علي في الأربعاء مارس 15, 2023 12:52 pm عدل 3 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1297
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 27

رِوَايَة المُومْيَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة المُومْيَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة المُومْيَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الخميس مايو 19, 2022 8:52 am

رواية المومياء : الفصل الأول



في إحدى مدن مصر والمسماة بالجيزة كانت بثينة ووالدتها تسيران عبر السوق الشعبية وتنظران للأغراض التي تعرض للبيع...الأم من أشد المهتمين بالآثار والحضارات القديمة لأنها عالمة آثار أما بثينة فلم يكن يهمها أي شيء لأنها أتت معها غصبا لأجل أن لا تبقى في البيت في هذه العطلة المملة
-الأم(بحماس) :أوووه انظري لكمية الأغراض العريقة هنا! سأموت من الحماس
-بثينة(ببرود) :خردة...أريد الذهاب للمنتجع فبشرتي جفت من شدة الحرارة
-الأم:سآخذك للمنتجع بعد أن أجري بحثي
-بثينة(ببرود) :نحن هنا منذ ثلاث أيام ولم تجري بحثك بعد!
-الأم:ربما لأن أحدهم يتذمر طوال الوقت ويسبب لي المشاكل ويبكي كالأطفال حين أتركه وحده في الفندق
-بثينة:كيف تتركينني وحدي في مكان لا أعرفه ولم أسافر إليه من قبل؟!
-الأم:ها قد أحضرتك معي
-بثينة(ببرود) :وياليتكِ لم تفعلي
-الأم:إن أحضرتكِ تقولين لماذا وإن لم أحضركِ أيضا تقولين لماذا
-بثينة(ببرود) :كلها غلطتك...ليتني بقيت في الجزائر
-الأم:تشه...آخر مرة بإذن الله

سارتا عبر السوق وكانت الأم تنظر للأغراض بسعادة بالغة بينما تلتقط الصور هنا وهناك...استمر الحال هكذا إلى أن وصلتا للأهرامات المصرية
-الأم(بحماس) :الأهرامات! لا بد أنني أحلم! أنا الآن أقف أمام الأهرامات بشحمها ولحمها!
-بثينة(ببرود) :تقصدين حجارتها وإسمنتها؟
-الأم:لم يكن لديهم إسمنت حين بنوها
-بثينة(ببرود) :لا أهتم حتى لو بنوها بعصارة الصنوبر...استمتعي...سأنتظرك هنا
-الأم:يجب أن تدخلي وتري شكلها
-بثينة(ببرود) :حجارة وإسمنت...ما الذي قد يختلف؟
-الأم(بحماس) :سنرى...خوفو...خفرع...منكاورع...أنا قادمة

تأفأفت بثينة وهي تراقب أمها المجنونة تركض نحو الأهرامات وحينما وصلتا للمدخل التقطت الأم الكثير من الصور
-الأم(بحماس) :هل تعلمين أن الأهرامات مليئة بالمجوهرات الثمينة والذهب؟ حيث أن المصريين كانوا يحنطون موتاهم مع الغنائم ظنا منهم أنهم سيستيقظون في الحياة الأخرى ومعهم كل ذلك؟
-بثينة:حقا!
-الأم:قد تكونين محظوظة في الحصول على بعض منها وتصيرين ثرية
-بثينة(بحماس) :إذًا ماذا ننتظر؟ تعالي

شدت والدتها من ذراعها ثم أخذتها لتدخلا معا إحدى الأهرامات...كان هناك زوار غيرهم يتجولون بالداخل لذلك كانت الأوضاع طبيعية

تجولتا في الأرجاء وبالفعل لم تجدا سوى الصخور والنقوش على الجدران والرسومات
-بثينة(ببرود) :هل خدعتني لكي أدخل معك إلى هنا؟
-الأم:حسنا لقد كشفتِني...ما قلته صحيح ولكن من الواضح أن الناس سبقونا وأخذوا كل الغنائم منذ قديم الزمان لذا لا تتوقعي العثور على أي شيء
-بثينة(ببرود) :رائع...يبدو أنني سأنتظرك بالخارج
-الأم:حسنا...لن أتأخر...سألتقط بعض الصور وألحق بك

عادت بثينة أدراجها غاضبة وطوال الطريق كانت تتذمر وتضرب الحوائط برجلها
-بثينة(بتذمر) :رائع...حصلت على أكثر عطلة مملة في التاريخ والأسوأ من ذلك سأقضيها بمفردي فأمي لن تغير رأيها وستذهب لمشاهدة الأشياء المملة وبالطبع لن أرافقها

في إحدى زوايا الحائط كان هناك صخرة غريبة ومختلفة عن بقية الصخور فضربتها بثينة برجلها دون أن تنتبه وبطريقة غريبة انفتح نفق في الحائط وابتلعها ثم انغلق بسرعة

نظرت من حولها فلم تستطع رؤية شيء بسبب الظلام الحالك فأسرعت بوضع يدها في جيبها وأخرجت هاتفها لتشغل المصباح

تجولت بالضوء حول المكان فشاهدت بالقرب منها مجموعة من العقارب السوداء السامة
-بثينة(بصراخ) :آااااا عقارب...أكره العقارب...أخرجوني من هنا

صارت تضرب الحائط مرارا وتكرارا وتصرخ طالبةً النجدة لكن لم يسمعها أحد فسماكة الجدران شديدة...حاولت الاتصال بوالدتها عبر الهاتف لكن التغطية في الداخل ضعيفة

بعد لحظات من الصراخ استسلمت ونظرت من حولها لعلها تجد مخرجا ولكن لا يوجد أمامها سوى نفق طويل غير معروف نهايته
-بثينة(بخوف) :ما من مخرج آخر...سأجرب حظي

حاولت تجنب الأماكن التي تتواجد فيها العقارب ثم سارت عبر النفق إلى أن وصلت لنهايته فوجدت حُجرة واسعة وفي وسطها مخزن صغير من الحجر وعلى جوانبها الكثير من الجرات الخزفية

ركضت نحو الجرات وسكبت ما فيها فوجدت بعض القطع الذهبية إضافة للحشرات والعقارب
-بثينة(بصدمة) :ذهب! معقول! لقد وجدت ذهبا بالفعل! لقد اكتشفت ما لم يكتشفه الملايين! أنا ثرية!

صارت ترمي الذهب يمينا وشمالا وتقفز من الفرح وتحتفل إلى أن لاحظت أنها لم ترى ما بداخل المخزن الحجري لذا توجهت نحوه بحماس
-بثينة:إن فتحته فسأجد الكثير من المجوهرات إلا إن كان هناك زواحف وحشرات مقرفة

حاولت فتحه ولكن غطاءه ثقيل فهو مصنوع من الحجارة الصلبة والثقيلة...حينها استسلمت وأخذت جولة في المكان لعلها تجد المزيد من الذهب

بينما تلمس الحائط وتبحث فيه عن المزيد من الأنفاق السرية رأت مكانا غريبا ويبدو أنها حفرة مملوءة بالحجارة فصارت تزيح الحجارة الصغيرة إلى أن تمكنت من رؤية ضوء الشمس من الخارج فاستبشرت خيرا لأن هناك أملا لها بالخروج من هناك
-بثينة(بصراخ) :النجدة...هل يسمعني أحد؟

كانت أشعة الشمس تتسلل عبر الحفرة وتتسلط على الثابوت مباشرة فتمكنت من رؤية مجموعة من الجواهر الثمينة الملتصقة بغطاء المخزن الحجري
-بثينة(بحماس) :أوووه ألماس! زمرد! ياقوت! أنا بليونيرة...سأصبح أثرى من إيلون ماسك!

حاولت جاهدة إخراج الجواهر من الغطاء لكن كان ذلك صعب لأنها ملتحمة فيه ومن المستحيل إزالتها إلا إذا ثم كسرها...ومن شدة غضبها صارت تضرب الغطاء بيدها مرات عديدة لكن بدون فائدة

مع حركة الشمس في الأفق تحركت الأشعة المسلطة عبر الحفرة ونزلت شيئا فشيئا إلى أن تسلطت على جوهرة سوداء في غطاء المخزن...فجأة صارت تصدر أصواتا غريبة من داخله مما جعل بثينة تفزع وتتراجع للخلف

بينما الأم تلتقط الصور للأهرامات لاحظت كتابة غريبة على الحائط
-الأم:حسب معرفتي باللغة الهيروغليفية فهذه الجملة تقول "يستيقظ ذاك النائم هناك حين تتسلط أشعة الشمس على قبره وتلامس جوهرة الحياة السوداء...تلك الجوهرة قادرة على بعث جثث الموتى بسهولة وتحويل المقبرة لمدينة مزدهرة"

حملت دفترها وسجلت كل شيء بحماس
-الأم(بحماس) :أوووه كم هذا مثير! أشعر أنني في فيلم تاريخي مليء بالإثارة...بثينة هي الخاسرة الوحيدة لأنها لم تبقى لترى ذلك

صوت صرير غريب وشهقات وتأوهات ملأت ذلك المخزن الحجري الذي تقف بثينة على بعد خطوات منه...الأمر أشبه بفيلم رعب!

بعد لحظات من القلق والارتجاف تحرك الغطاء قليلا مما جعلها تتراجع للخلف أكثر وتزداد اندهاشا لدرجة أنها لم تستطع التفكير بأي شيء...كل ما كانت تريده هو الخروج من هناك والعودة لبلدها وعدم ذكر الموضوع ثانية

وبطريقة غريبة طار الغطاء الثقيل وارتمى أرضا مما جعل فمها يتدلى من الصدمة...وأكثر ما زاد الموقف رعبا هو رؤيتها ليد سوداء مجعدة ونحيلة تمسك بطرف المخزن
-بثينة(بخوف) :ما الذي أيقظته للتو؟! شيطان؟ عفريت؟ مارد سحري لتحقيق الأمنيات؟

أخيرا خرج ذلك المخلوق الغريب من الثابوت فأدركت أنه مومياء محنطة كانت مدفونة في الهرم ولم يستطع أحد الوصول إلى هنا وإيقاظها

نظرت المومياء نحوها لثواني ثم ظهرت على وجهها ابتسامة مرعبة وخبيثة
-إمحوتب:أنتِ من أيقظتني؟

ابتلعت ريقها من الخوف وحاولت أن تبدو طبيعية قدر الإمكان
-بثينة(بتوتر) :ههههه أنا؟ هل حقا أيقظتك من نومك؟ آسفة...حقا آسفة...يمكنك العودة لنومك وأنا سأغادر وكأن لا شيء حدث...في النهاية تحدث هذه الأخطاء كثيرا لكن الأهم أن يعتذر الشخص ويعرف خطأه

حاولت التذاكي عليه وسارت على أطراف أصابعها نحو الممر لتغادر لكن رياحا هادئة هبت هناك وفجأة اختفت المومياء من المخزن وظهرت أمامها
-إمحوتب(بخبث) :أتظنين أنكِ ستغادرين بهذه السهولة؟ بما أنكِ أيقظتني فأنتِ تابعتي الآن
-بثينة:تابعة!
-إمحوتب(بخبث) :أنا سأكون مولاكِ الملك "إمحوتب"

هربت ضحكة خفيفة من شفاهها لكنها سرعان ما كتمتها خوفا من أن يؤذيها ذلك المخلوق الواقف أمامها
-بثينة(بسخرية) :مولاي...اسمك جميل

بحركة سريعة وغير متوقعة أمسك بها من رقبتها وكان سيقوم بقطع نفسها ولكنه دفعها حتى تسقط أرضا لذا حاولت التنفس بهدوء
-إمحوتب(بحدة) :كيف تجرأ حشرة مثلك على السخرية من قديس الطب؟
-بثينة:قديس الطب! ولكن من هو هذا ومتى سخرت منه!؟
-إمحوتب(بحدة) :أنا هو...كيف لا تعرفين من أكون أيتها الحشرة الطفيلية!

رغم الخوف الذي يجتاحها فهي عادة تفكر بسخافة كما أنها صريحة في كل شيء ولا تتردد حين يتعلق الأمر بإعطاء رأيها...لكن رغم ذلك عليها أن تصون لسانها حتى لا يؤذيها ذلك المخلوق
-بثينة:لكن يا مولاي...تخصصي اللغة العربية ولا أعرف الكثير عن علم التاريخ...لكن أمي تعرف...أعدك أنني سأسألها فورا عندما أخرج من هنا...والآن وداعا وسررت حقا بمقابلتك

تظاهرت بأنها لا تهتم البتة وسارت خطوتين بعيدا ولكنه شدها من قميصها من الخلف وأعادها إلى حيث كانت تقف
-إمحوتب(بحدة) :أي جزء من كلمة أنتِ تابعتي لا تفهمينه؟
-بثينة(ببرود) :ما الذي يجدر بي فعله كتابعة بالضبط؟
-إمحوتب(بخبث) :تساعدينني على الانتقام الذي تُقت له لسنوات طِوال
-بثينة:مِن مَن يا مولاي؟
-إمحوتب(بخبث) :من الذين اغتالوني...أولئك الأوغاد سيدفعون الثمن غاليا على فعلتهم تلك
-بثينة:لا ألومهم
-إمحوتب(بغضب) :ما الذي قلتِه!؟

فجأة صار نسيم الهواء يهب في القاعة وصار الرمل يتطاير يمينا وشمالا ويشوه الرؤية
-بثينة(بخوف) :قصدت لماذا فعلوا ذلك؟ أنت تبدو طيبا ورائعا ومتواضعا وذكيا...الآن اهدأ فهناك رمل في عيني

هدأ إمحوتب وهدأت معه نسمات الرياح الخارقة للطبيعة فصارت بثينة تفرك عينيها التي امتلأت بالرمل
-إمحوتب(بغضب) :لقد كنت ذا مكانة رفيعة في البلاط الملكي...الملك وزوجته أحباني واعتبراني طبيبا ملكيا...حتى أنني كنت ناجحا في الهندسة المعمارية وبنيت هرم "زوسر" المدرج وتم تلقيبي بأيقونة الطب
-بثينة(بتململ) :ثم...؟
-إمحوتب(بغضب) :لكن الأمور اختلفت حين قام الملك زوسر بإرسال حراسه لاغتيالي حتى أنهم أخفوا جثتي عن الجميع ودفنوني هنا وحيدا دون أي أثر يذكر

كانت بثينة تثني ذراعيها بينما هي على وشك أن تنام من الملل لكنها رفعت رأسها بسرعة بعد أن انتفضت
-بثينة:لم أسمع آخر جزء من القصة لكنه محزن بالتأكيد
-إمحوتب(بصراخ) :اخرسي

انتفضت من الخوف لسماعها ذلك وقفزت خطوة للخلف حتى تبقى آمنة
-بثينة(بخوف) :اهدأ مولاي...المشاكل لا تحل بالغضب
-إمحوتب:لنذهب

أمسك بها من ذراعيها وفجأة اختفيا من المكان وظهرا في وسط صحراء فارغة قاحلة ولا شيء من حولهما سوى الرمال والصخور...حينها أفلتها فسقطت أرضا على وجهها ثم رفعته وبسقت الرمال التي ابتلعتها
-بثينة(بصراخ) :أولا لا تلمسني دون إذني فأنا أكره لمس الغرباء لي...ثانيا عاملني بلطف وأنزلني على قدماي لأنني بشر ولست حيوانة

أمسكها من ياقة قميصها وشدها نحوه بتهديد ونظرة مرعبة جعلتها تتجمد مكانها من الرعب
-إمحوتب(بغضب) :نفذي ما أريده إن كنتِ تريدين أن لا أقطعك لمليون قطعة وأرميك هنا لتأكلك الغربان والصقور الجائعة
-بثينة(بتجهم) :حاضر مولاي
-إمحوتب:علينا العثور على ضريح موجود في وسط الصحراء تحت الأرض ومن خلاله سنحصل على تعويذتي لكي أستعيد قوتي الكاملة
-بثينة:بدأ الأمر يشبه أفلام الكرتون
-إمحوتب(بغضب) :ماذا؟
-بثينة:قلت حاضر مولاي...لا تغضب

سار أولا ولحقت به بينما تترك بينهما مسافة محددة للأمان إضافة إلى أنها استغلت انشغاله بالسير والبحث عن الضريح وأخرجت هاتفها وحاولت طلب النجدة

كانت الشبكة ضعيفة جدا لكن لحسن الحظ تمكنت من ملاحظة شبكة بعيدة للغاية لكنها قد تفي بالغرض وتنقذ حياتها لذا أرسلت رسالة لطلب النجدة لوالدتها وانتظرت دقائق حتى تم الإرسال

جلست الأم خارج الهرم تحاول التقاط الصور إلى أن رن هاتفها معلنا وصول رسالة جديدة وعندما فتحتها قرأت بداخلها "النجدة أمي...أنا مخطوفة"

لم تبدي أي ردة فعل بل بقيت ممسكة الهاتف وتحدق بالرسالة فحسب
-الأم:أشفق على الخاطف...أراهن أنه سيأتي نحوي زحفا ويتوسلني لآخذها بعد أن تنكد عيشته بأسلوبها البارد والمستفز

بعد لحظات وردتها رسالة أخرى كتب فيها "الخاطف هو مومياء...ساعديني فهو غير ودود بالمرة ولا أعلم إلى متى سيتحملني"

جعلتها هذه الرسالة تتعجب وتفرك رأسها بأطراف أصابعها وهي تفكر
-الأم:مومياء! هل هذه مزحة جديدة منها لتجعلنا نعود لبلدنا؟!

في حين كانت الأم تحاول الاتصال بابنتها كانت هذه الأخيرة تسير وسط الصحراء وتلهث من التعب والعطش
-بثينة(بتعب) :آااخ الجو حار...أنا عطشى...رفقا قدم لي بعض الماء
-إمحوتب(بحدة) :بشر أغبياء...رغباتكم الفيزيولوجية مزعجة
-بثينة(ببرود) :تتحدث كما لو أنك لم تكن منا ذات يوم

فجأة توقف عن السير مما جعل بثينة تتوقف أيضا وتحدق به مذعورة فقد ظنت أنه سيقتلها
-بثينة(بخوف) :تعرف أنني أحب المزاح معك ههههههه

لم يعرها أي اهتمام بل صار يضرب الأرضية الرملية برجليه مرارا وتكرارا
-بثينة(بخوف) :أعلم أنك غاضب لكن لا داعي لكل هذه الحركات...آسفة مولاي

فجأة استدار نحوها وفي اللحظة التي خبأت فيها وجهها ظنا منها أنه سيضربها رفع قبضته لأعلى وضرب الأرض فانكسرت وسقط كلاهما في مكان مظلم

نهضت بثينة من الأرض ونفضت ثيابها وشعرها من الرمل ثم نظرت لإمحوتب بانزعاج
-بثينة(بحدة) :المرة القادمة حين تريد إسقاطنا في حفرة أخبرني لكي أتجهز للسقوط على رجلاي وليس فمي...حقا لا تعرف شيئا عن الآداب

كان ينظر لمكان ما وهو يبتسم بخبث ولم يعرها أي اهتمام
-إمحوتب(بخبث) :إنه هو...الضريح الذي تم فيه دفن قوتي ومهاراتي
-بثينة:ماذا!؟
-إمحوتب:قبل أن يتم تحنيطي قام الملك زوسر بإلقاء تعويذة علي بواسطة السحر الأسود فسلب مني مهاراتي لكن لحسن الحظ لم يسلبها كلها فالأمر أصعب مما يتوقعه لأن السحر يبقى في قلب صاحبه
-بثينة:على ذكر عملية التحنيط...لماذا لست مغطى بأوراق الحمام كما يظهر في الأفلام؟

أمسكها من ياقة قميصها وتقدم منها مهددا
-إمحوتب(بغضب) :لماذا تثرثرين كثيرا وتقولين كلاما تافها؟ لا تجعليني أقتلك وأرميك هنا
-بثينة(بخوف) :أعتذر مولاي...لن أنطق بأي حرف مجددا
-إمحوتب(بغضب) :كررتِ هذا الكلام مليون مرة...الآن اصمتي ودعيني أركز
-بثينة(بخوف) :حاضر



عدل سابقا من قبل بثينة علي في الأربعاء مارس 15, 2023 1:05 pm عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1297
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 27

رِوَايَة المُومْيَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة المُومْيَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة المُومْيَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الجمعة مايو 20, 2022 11:40 pm

رواية المومياء : الفصل الثاني



في وسط ضريح تحت الأرض في صحراء مصر القاحلة كانت بثينة تقف وتثني ذراعيها بينما إمحوتب يتجول في المكان ويقرأ الكتابات الموجودة على الجدران
-بثينة:ماذا تفعل بالضبط؟

لم يرد عليها ثم سار عبر نفق طويل موجود هناك فلحقت به بتململ...بعد أن سارا عدة خطوات داس على أرضية مربعة فطارت مجموعة من السهام وكادت تخترق جسده لولا أنه تراجع بسرعة
-إمحوتب(بغضب) :تبا...ليس هذا وقتها

رغم أن بثينة لا تفهم أي شيء لكنها بقيت تراقب فحسب أما إمحوتب فتوجه نحو الجدران وقام بقراءة المزيد من الكتابات

تأفأفت بثينة بملل وحاولت شغل نفسها فذهبت نحو أحد الحوائط وحاولت قراءة ما كتب عليه
-بثينة:سلة، دودة، رجل، بومة، سكينين، خيط مربوط، شيء مسنن، قبعة، يد مخيفة إلخ إلخ إلخ...كيف يقرؤون هذه على كل حال؟!

في اللحظة ذاتها تقدم منها إمحوتب وشدها من ذراعها ليأخذها نحو الممر المفخخ بالسهام
-بثينة(بخوف) :مهلا مهلا...هل أزعجتك؟ آسفة...لا تتخلص مني

دفعها غصبا عنها لتعبر عبر الممر وفي اللحظة التي وقفت فيها في الوسط وظنت أنها ستموت لم يحصل أي شيء
-بثينة(بصدمة) :ك ك ك كيف؟! لقد ظننت أنه مفخخ
-إمحوتب:أكملي السير عبر الممر
-بثينة(بخوف) :ماذا لو اخترقتني ملايين من السهام؟
-إمحوتب(بصراخ) :افعلي ما آمرك به ولا تثرثري كثيرا

سارت عبر الممر وهي ترتجف...ومع كل خطوة تخطوها تتوقف وتنظر من حولها منتظرة أن تخترق السهام جسدها...لكن لحسن الحظ مرت بسلام وأمان إلى أن وصلت إلى آخر الممر ووجدت تمثالا حجريا كبيرا
-بثينة(بصراخ) :لقد وصلت...ماذا أفعل الآن؟
-إمحوتب(بصراخ) :فتشي المكان...ستجدين مخطوطة سحرية من ورق البردي

بحثت في المكان ونظرت للحوائط لعل المخطوطة معلقة هناك لكن لم تجد لها أي أثر...بحثت في التمثال كذلك وعندما نظرت في الخلف عثرت على كشاف
-بثينة:كشاف! هل كان هذا الاختراع موجودا في الحضارة الفرعونية!؟

أخذت الكشاف ثم عادت نحوه وأعطته إياه
-بثينة:لم أجد سوى هذا
-إمحوتب(بغضب) :تبا...أحدهم سبقنا
-بثينة:أحدهم حصل على قوتك!؟
-إمحوتب(بغضب) :الحقي بي...سنذهب لمكان آخر
-بثينة:مهلا...لم تخبرني لماذا استطعتُ المرور عبر النفق وأنت لا
-إمحوتب:إنه مفخخ فقط ضد قوى السحر الغريبة...أنتِ بشرية عادية ولن تتأذي...لهذا عينتك تابعة لي
-بثينة:حسنا...هذا غير منطقي...لكن لا يهم فكل هذه الرواية عديمة المنطق

أمسك بها من ذراعها ثم اختفى كلاهما وظهرا في أحد مناطق المدينة
-بثينة:أوووه لقد عدنا للمدينة...يال فرحتي! أشعر أنني كنت مسجونة في مغارة
-إمحوتب:علينا أن نبقي هوياتنا مجهولة وإلا سنتعرض لمشاكل
-بثينة:أوووه فهمت

مر على أحد المنازل فوجد ملابس معلقة لتجف فأخذ منها عباءة سوداء لكي لا يتعرف عليه أحد وغطى وجهه بوشاح

ذهبا أولا للمطعم وطلبت بثينة الكثير من الطعام والتهمته بشراهة
-بثينة(بسعادة) :أشعر أنني كنت صائمة لشهر كامل...وأخيرا طعام

كان إمحوتب مندمجا بالتفكير وتجاهلها تماما إلى أن أنهت طعامها
-إمحوتب:لنغادر

توجه نحو الباب لكن النادل وقف في طريقه
-النادل:أنت لم تدفع الحساب بعد

حدق به إمحوتب بغضب ثم أمسكه من ياقة قميصه ورفعه لأعلى ثم رماه على إحدى الطاولات بعنف ولكن بالخطأ سقطت العباءة عنه فرآه كل الوجودين وشعروا بالذعر وصاروا يركضون خارجا

أعاد إمحوتب العباءة على جسده وهم بالخروج من المطعم لكن بثينة شعرت بالذنب لذا ذهبت عند طاولة البيع
-بثينة:كم الحساب؟
-البائع:25 جنيه مصري
-بثينة:امممم لا أعرف الكثير عن العملات...كم يساوي هذا المبلغ بالدولار؟
-البائع:1.6 دولار

فتحت محفظة المال خاصتها وفتشت فيها عن 25 جنيه ثم أعطتها للبائع وركضت لتلحق بإمحوتب
-بثينة:هييي أنت! لماذا تستخدم العنف في كل شيء؟ كان عليك إخباري منذ البداية أنني أنا من ستدفع وانتهت القصة...مع أنه من قلة الذوق أن تدفع المرأة لكن لا بأس...إلى أين نحن ذاهبان؟
-إمحوتب:جهنم
-بثينة:نحن فيها بدون منازع

توقف عن السير ونظر لها بحدة فشعرت بالخوف
-بثينة(بتوتر) :أوه انظر للساني الثرثار...أنا حقا تافهة...سألتزم الصمت طوال الطريق
-إمحوتب:هل تجيدين القيادة؟
-بثينة:قيادة فريق؟
-إمحوتب:بل قيادة السيارات
-بثينة:امممممم امممممم ربما...أعني...لقد قدت السيارات مرات عدة...لكن ليس في الواقع بل في الألعاب الإلكترونية...لكن القيادة ليست بتلك الصعوبة...لماذا تسأل؟

ابتسم بخبث وأكمل سيره...في حين أن والدة بثينة كانت في مركز الشرطة لتبلغ عن اختطافها
-الأم:أيها الضابط...ابنتي مخطوفة
-الضابط:من الخاطف؟ هل تعرفينه؟
-الأم:لست متأكدة...لقد وصلتني رسالة منها تقول أنها خطفت من قبل مومياء

نظر لها الضابط باستخفاف ثم انفجر من الضحك
-الضابط:هههههههه أتمنى لو يمكنني مساعدتك لكن لعبة الغميضة ليست من اختصاص مركز الشرطة
-الأم:هذه ليست لعبة...وابنتي عمرها 23 سنة وليست طفلة بالمناسبة
-الضابط:أيًّا كان فلا بد أنها تمازحك...فقط تجاهليها وستسأم وتظهر من تلقاء نفسها
-الأم:لكنها مختفية منذ الصباح والآن سيحل الظلام
-الضابط:عفوا سيدتي لكن أخبرتك بالحلول فإن لم تريدي تطبيقها فلا يمكننا فعل شيء لك

قاطعهم صوت شرطية تدخل المكتب
-الشرطية:سيدي...لقد وصلنا بلاغ عن مومياء تهاجم نادلا بأحد المطاعم
-الضابط:ما بال الناس جميعهم يتحدثون عن المومياوات هذه الأيام؟! المومياوات مجرد جثث ميتة ومستحيل أن تختطف وتهاجم
-الشرطية:لكن البلاغ حقيقي وهناك الكثير من شهود العيان الذين رأوا الأمر برمته

أدركت الأم أنها أخيرا وجدت ضالتها
-الأم:أين بالضبط؟
-الشرطية:عفوا...من حضرتك؟
-الأم:أنا والدة الشابة التي تم اختطافها من قبل هذه المومياء التي تتحدثين عنها
-الشرطية:مهلا صحيح...قال الشهود أنهم رأوا برفقتها فتاة شابة
-الأم:إنها هي
-الشرطية:رافقينا إذًا

كانت بثينة تلحق بإمحوتب دون أن تعرف أين الوجهة وفجأة توقف في وسط الطريقة وأغلقها فمرت سيارة من هناك وصرخ عليه صاحبها
-السائق(بصراخ) :ابتعد عن الطريق أيها المجنون

فتح إمحوتب باب السيارة وأمسك بالسائق ورماه بعنف بعيدا
-إمحوتب:اصعدي
-بثينة(بتوتر) :لكن مولاي...هذه سرقة
-إمحوتب(بغضب) :قلت اصعدي
-بثينة(بتوتر) :حاضر حاضر

صعدت السيارة رفقته ولم يكن لديها أي فكرة عن الذي يتوجب عليها فعله...أول ما تبادر لذهنها هو تدوير المفتاح فاشتغل المحرك
-بثينة(بخوف) :لن تنفجر علي إن أخطأت بشيء صحيح؟
-إمحوتب:يجب ذلك...وإلا سأفجرك بنفسي

داست على البنزين بأقصى قوة فانطلقت السيارة مسرعة وانحرفت عن الطريق ولأنها أول مرة لها فلم تكن تعرف الطريقة الصحيحة لتخفيف السرعة
-بثينة(بصراخ) :آاااااااا سنصطدم

بسرعة كبيرة قامت بالضغط على الفرامل ولحسن الحظ منعتها من الاصطدام بأحد المنازل
-بثينة(بخوف) :آسفة...إن كنت تتعمد هذا لتعاقبني فأنا آسفة
-إمحوتب:قودي باتجاه الأهرامات
-بثينة:ليس مجددا...أكره تلك المجسمات المثلثة
-إمحوتب:قودي واخرسي

كانت على وشك تشغيل محرك السيارة ولكنها توقفت
-بثينة:مهلا...من أين اتجاه الأهرامات؟ هل تظنني gps؟ أنا في مصر منذ عدة أيام فقط ولا أعرف حتى كيف أجد استراحة الفندق

أمسكها من ياقة قميصها وقام بهزها مهددا
-إمحوتب(بغضب) :لقد تساهلت معكِ كثيرا على ما يبدو...دعيني أريك كيف يبدو وجهي حين أغضب حقا

فتح فمه بطريقة مرعبة على مصراعيه وغارت عينيه لتصبحا سوداوين وكبيرتين وصدر عنه صوت صراخ مرعب
-بثينة(بخوف) :فهمت فهمت...سأقود وأنا صامتة

بعد أن تعلمت الدرس أفلتها بعنف حتى ارتطم رأسها بزجاج السيارة وتألمت
-بثينة(تفكر) :مومياء وقحة لا تجيد معاملة الآنسات...الحق علي لأنني أتيت لمصر منذ البداية

شغلت المحرك مجددا ثم انطلقت وطوال الطريق كانت تسير ببطء شديد حتى لا تصطدم بشيء مجددا

شيئا فشيئا صارا يبتعدان عن المدينة ويتوجهان نحو الصحراء القاحلة جهة أهرامات الجيزة ولكن سرعة سيرهما جعلت إمحوتب يشعر بالغضب
-إمحوتب(بحدة) :هل أنتِ حلزون؟
-بثينة:لا يمكنني الضغط على السرعة القصوى وإلا سأفقد التحكم بها مجددا
-إمحوتب(بحدة) :وما فائدتك في الحياة؟ منذ صرتِ تابعتي لم تفعلي شيئا نافعا بل كنتِ فقط تتذمرين وتثرثرين
-بثينة:أطلق صراحي إذًا فلن أنفعك بشيء
-إمحوتب(بحدة) :أنا من يقرر وليس أنتِ أيتها الـ...
-بثينة(بانزعاج) :أسلوبك فظ مع السيدات وتصرخ كثيرا فهمناها...لكن أن تدعوني بالـ...فهذا غير مقبول
-إمحوتب(بحدة) :وماذا لو دعوتك بالـ...؟
-بثينة(بانزعاج) :أعلم أنه كلام ليس له أي معنى ولكن لا تستخدمه ضدي...لا أحبه...مفهوم؟

فجأة سمعا أصوات سيارات شرطة خلفهما وعندما نظرت بثينة للزجاج الأمامي لاحظت سيارتين تقتربان منهما وسرعتهما عالية وفي داخل السيارة رأت والدتها
-بثينة(بحماس) :إنها أمي! لقد اكتشفَت أنني في خطر أخيرا
-إمحوتب(بحدة) :انطلقي بالسرعة القصوى
-بثينة:ولماذا أفعل؟ هذه فرصتي لأتخلص منك أيها الوحش النتن المتحلل المغطى بالحشرات والدود

فتحت باب السيارة الموجود جهته ثم ركلته بقدمها محاولة رميه للخارج والسيارة تسير...كانت تلك طريقتها الوحيدة لتتخلص منه لذا واصلت تطبيقها ودفعه بقوة ومحاولة التركيز على الطريق كي لا تنحرف عن المسار

رغم كل تلك المرات التي ركلته فيها فهو لم يسقط أبدا بل بقي متشبثا بالكرسي بقوة
-بثينة(بصراخ) :اذهب للجحيم أيها العجووووز

في آخر مرة ضربته بلكمة لوجهه ثم ركلته بأقصى قوة لديها بكلا قدميها فسقط من السيارة وتدحرج لأسفل التل أما هي فابتعدت قليلا وأوقفت السيارة

بعد أن بلغتها سيارتا الشرطة نزلت منها الأم ركضا وعانقت ابنتها
-الأم:أووه ابنتي...لم تتأذي صحيح؟ لم يؤذيك ذلك الوحش المجعد أليس كذلك؟

انفجرت بثينة من الضحك رغم أنها كانت على وشك الموت من الخوف
-بثينة:وحش مجعد! هههههه هذا مضحك...لا تقلقي فهو لم يؤذيني
-الأم:الحمد لله
-الشرطي:سننزل لنبحث عنه...ابقيا في السيارة

اختبأت بثينة ووالدتها في السيارة ومعهما شرطية وشرطي آخران بينما نزل الضابط مع شرطي إلى أسفل الهضبة بحثا عن إمحوتب
-الأم:ترى هل سيستطيعون الإمساك به؟
-بثينة:لا أتوقع...سيكون هرب بكل تأكيد
-الأم:كيف وصل بكِ الحال لتكوني مخطوفته؟
-بثينة(بتوتر) :هههههه قصة طويلة وسأحكيها لكِ لاحقا حين نذهب للمنزل
-الشرطي:أو لقسم الشرطة
-بثينة(بتوتر) :مهلا يا سيدي الشرطي! لماذا علي أنا أن أحاسب في حين أن الخاطف حر طليق؟! أعني أنا ضحية فلما أذهب لقسم الشرطة؟! لست أنا من أيقظه وإن أخبرك أحد بأنه أنا فهو كاذب
-الشرطي:قصدت أن تذهبي للاستجواب وليس أن تكوني مشتبه به...ثم لا أحد قال لي أنكِ من أيقظته...ما بالك؟!
-بثينة(بتوتر) :هههههه معك حق...حتى أنا كنت أمازحك

انتظر الجميع لعدة دقائق وكانوا قلقين على الضابط والشرطي اللذان نزلا للأسفل وبينما يراقبون من بعيد رأوا أحدهم يقترب ولكنه غير واضح بسبب الرياح والغبار
-الشرطية:تلك ليست ملابس شرطة

دقق الجميع النظر فأدركوا أن كلام الشرطية صحيح...إنه إمحوتب يتوجه نحوهم ولا أثر للضابط والشرطي اللذان ذهبا الأسفل
-الشرطية:إياكما والخروج من السيارة

نزلت الشرطية ومعها الشرطي وأخرجا سلاحيهما وقاما بإطلاق النار عليه ولكن الرصاص اخترقه دون أن يسبب له أي أذى

من شدة صدمتهما واصلا إطلاق النار مرارا وتكرارا إلى أن بلغهما إمحوتب وقام بأخذ السلاحين منهما ورماهما بعيدا

لم يبقى بيد الشرطيين إلا الدفاع عن نفسيهما بواسطة الحركات القتالية لذا اجتمعا على إمحوتب ونفذا كل الحركات القتالية التي يعرفانها لكنهما لم يتمكنا منه فبضربة واحدة أسقطهما أرضا

بقيت بثينة مع أمها داخل سيارة الشرطة الأولى تعانقان بعضهما بخوف فرأيتاه يتوجه نحو السيارة الثانية الفارغة ويحملها كلها دون أي صعوبة وكان سيرميها على الشرطيين الآخرين لكن بثينة نزلت من السيارة وأمسكت أول حصى رأتها على الأرض ورمتها على رأسه ظانة أن بإمكانها شغله عنهما حتى يهربا

استدار نحوها ولكنها تظاهرت أنها غير خائفة فليس لديها حل آخر
-بثينة:لماذا لا تواجه من هم بحجمك؟ أعلم أنني لست بحجمك ولا بقوتك ولكن هذا لا يعني أن أقف وأشاهد الناس يموتون...دعهما وشأنهما وإلا سترى غضبي

مع كل كلمة تنطقها كانت ساقاها ترتجفان من الخوف
-إمحوتب(بحدة) :أيتها الخائنة...أعدكِ أنني سأجعلكِ تدفعين الثمن...فقط شاهدي نهايتك

حاول رمي السيارة عليها ولكن والدتها ركضت وأبعدتها فسقطت كلاهما عبر التل وتدحرجتا لأسفل

فتحت بثينة عينيها فوجدت نفسها مرمية في أسفل التل مع والدتها وبالقرب منهما يوجد الضابط والشرطي اللذان نزلا أولا
-بثينة(بقلق) :أمي

حاولت هز أمها مرات عدة ولكنها لم تستيقظ
-بثينة(بحزن) :أمي...لا تتركيني أرجوكِ...أنا آسفة على كل ما بدر مني من إساءة بحقك...أعدك أن أكون مطيعة فلا تتركيني

رفعت الأم رأسها ونظرت لبثينة بسخرية
-الأم:هههههه لا تنسي...لقد وعدتني
-بثينة(بانزعاج) :هذا ليس مسليا
-الأم:هههههه بل مسلٍ للغاية

تأفأفت بثينة بانزعاج ثم نهضت وتوجهت نحو الشرطي والضابط وتحسست نبضهما وتنفسهما ولحسن الحظ لا يزالان على قيد الحياة

كان معهما هاتف لاسلكي لذا حملته وقربته من فمها
-بثينة:ألو...هل من أحد يسمعني؟

استغرق أحدهم لحظات ثم رد عليها
-الشرطي:نعم نسمعك
-بثينة:النجدة...هناك مومياء تحاول قتلنا...لقد آذت بالفعل 4 من رجال الشرطة وبقيت أنا وأمي
-الشرطي:هل هذه مزحة؟
-بثينة:لاااا...لماذا يظن الجميع أنني أمزح؟ أقسم أنها ليست مزحة بل...

فجأة سمعت صوتا قادما من خلفها جعلها تتجمد مكانها وتبتلع ريقها وتبعه صوت صرخة والدتها
-الأم(بصراخ) :بثينة! انتبهي خلفك

استدارت بسرعة وخوف فرأت إمحوتب يقف خلفها مباشرة ولا تفصل بينهما سوى مسافة قصيرة...ومن شدة صدمتها أفلتت الهاتف اللاسلكي فسقط وانغرز في الرمل

ما كادت تفكر في الابتعاد والركض حتى أمسكها من معصمها واختفيا كلاهما

ركضت الأم نحو المكان الذي كانا يقفان فيه فلم تعثر عليهما وكأنهما تبخرا في الهواء وكل ما وجدته هو الهاتف اللاسلكي فحملته وهي مكسورة الخاطر محبطة من فقدان ابنتها مجددا
-الشرطي:ألو ألو...هل مازلتِ على الخط؟
-الأم:النجدة...تلك المومياء اختطفت ابنتي
-الشرطي:اهدئي سيدتي وأخبرينا أين أنتِ؟
-الأم:عبر الطريق المؤدية لأهرامات الجيزة...أسفل تل رملي
-الشرطي:سنرسل إليك وحدة شرطة وإسعاف على الفور
-الأم:ماذا عن ابنتي؟
-الشرطي:لا تقلقي...سنبحث عنها ونجدها...كوني مطمئنة


عدل سابقا من قبل بثينة علي في الأربعاء مارس 15, 2023 1:20 pm عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1297
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 27

رِوَايَة المُومْيَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة المُومْيَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة المُومْيَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الثلاثاء مايو 24, 2022 9:06 am

رواية المومياء : الفصل الثالث



فتحت بثينة عينيها ببطء فوجدت نفسها مستلقية في وسط الصحراء والشمس مائلة للغروب...كانت على وشك أن تشعر بالسعادة لأنها بعيدة عن إمحوتب لكن اللحظات الجميلة لا تلبث أن تدوم

على بعد خطوات رأته يقف معطيا لها ظهره ويبدو أنه مُركز في اتجاه الغروب
-بثينة(تفكر) :إنها فرصة مذهلة...علي الهرب

نفضت ملابسها من الرمل بهدوء وركضت عدة خطوات وبطريقة غريبة ظهر إمحوتب أمامها ودفعها لتسقط للخلف
-إمحوتب(بغضب) :هل ظننتِ أنني مغفل؟
-بثينة(ببرود) :لا أحد يعلم
-إمحوتب(بغضب) :مازالت مهمتكِ معي طويلة لذا سأحررك فقط إن تعاونتِ وأوصلتني لمبتغاي

شعرت بالسعادة لأن لديها أملا بالتحرر لذا ابتسمت
-بثينة:وما هو مبتغاك؟
-إمحوتب(بخبث) :أخبرتك سابقا...قتل الملك زوسر وتسليمه كقربان لآنوبيس قديس الموت...وهكذا...سوف...
-بثينة:سوف ماذا؟
-إمحوتب:لا شيء...لماذا لا تنفذين الأوامر وتكفين عن الثرثرة؟
-بثينة(بانزعاج) :حاضر...ما الخطة؟
-إمحوتب:علي استحضار قواي أولا
-بثينة:ألم تقل أن أحدهم سبقك إليها؟
-إمحوتب:بلى...ومهمتي إيجاده وتمزيقه وأخذ قوتي غصبا عنه
-بثينة(بقلق) :هذا دموي جدا...لماذا لا نتمهل ونحل الأمور بودية؟
-إمحوتب:إن أردتِ ذلك فاخرسي ودعيني أركز
-بثينة:اممم حسنا

عاد للتحديق بالشمس ثم وضع كلتا يديه على بعضهما كما يفعل الراهبون وأغمض عينيه وبدأ بالتأمل
-بثينة(تفكر) :لا يبدو أنني سأحصل على حريتي البتة

بعد فترة من التأمل فتح عينيه وكانت الشمس قد غربت بالفعل وأظلمت السماء...وبطريقة غريبة قام بالنفخ في يديه فاشتعلت النار فيهما ثم استخدمها ليشعل مجموعة من الحطب
-بثينة:ما الذي...تفعله؟!
-إمحوتب:نحتاج لنبيت هنا الليلة فلدينا طريق شاق غدا
-بثينة(بخوف) :هنا! في العراء!
-إمحوتب:بلى...هنا
-بثينة(بخوف) :لكنني آنسة...ماذا لو قام أحدهم بالتعدي علينا؟ ماذا سيحل بمستقبلي؟
-إمحوتب:وأنتِ معي؟
-بثينة:هذا إذا لم تتعدى علي أنت من الأساس
-إمحوتب:لا تعتقدي أن أحدهم قد يستفيد منكِ إذا تعدى عليك
-بثينة(بانزعاج) :وماذا تفهم أنت؟ إنك مجرد مومياء متحللة
-إمحوتب:جديا...حتى أنا كمومياء لن أنجذب نحوك لذا كوني مرتاحة
-بثينة(بانزعاج) :يال حلاوة لسانك مولاي!

مر الوقت بسرعة وقارب منتصف الليل ومع كل دقيقة تمر كانت بطلتنا تشعر بالنعاس أكثر...كانت كلما نظرت لإمحوتب رأته يحدق بها لذا لم تستطع النوم خوفا منه
-بثينة:ألن تنام؟
-إمحوتب:لا أحتاج للنوم فأنا مومياء
-بثينة:هذا مزعج...لا تحدق بي إذًا
-إمحوتب:أراهن أنكِ تخططين للهرب
-بثينة:وإلى أين سأهرب؟! نحن في منتصف الصحراء ولا يحيط بنا سوى المساحات الفارغة والمزيد والمزيد من المساحات الفارغة التي لا نهاية لها
-إمحوتب:صحيح...لذا لست قلقا

استدار للجهة الأخرى وأعطاها ظهره فشعرت براحة أكبر...لكن بينما تراقبه أتت على بالها فكرة بأن تستغل الوضع وتهرب...وبالفعل زحفت على أطراف أصابعها وابتعدت عنه بخطوات إلا أنها انصدمت حين ظهر فجأة أمامها
-إمحوتب(بحدة) :تخططين للهروب؟
-بثينة(بصدمة) :لا...مستحيل! كيف ذلك؟!

لم تصدق نفسها لذا ركضت بعيدا محاولة الهرب إلا أنه ظهر أمامها مجددا وأمسكها من ذراعها
-بثينة(بصراخ) :اتركني...أريد العودة للمنزل...دعني وشأني فقد سئمت
-إمحوتب:ليس بعد...لدينا الكثير لنقوم به...بما أنكِ لا تريدين النوم فدعينا نذهب
-بثينة:لاااا ليس مجددا

شدها من ذراعها وأخذها معه ليسيرا عبر الصحراء الواسعة وكانت طوال الوقت تحاول تحرير نفسها لكن دون جدوى

في يوم الغد بقيت الأم واقفة في الشارع وهي تسير ذهابا وإيابا منتظرة قدوم أحدهم إلى أن رأته من بعيد برفقة شخص آخر لم تتوقع رؤيته هناك
-الأم:فراس! أتيت أنت أيضا!
-فراس:طبعا...أختي القردة في خطر مع أن هذا يبدو كالجنون...لا أعلم لماذا أتيت أصلا فالموضوع كله سخافة
-الأب:هل حقا ما أخبرتني به على الهاتف صحيح؟ هل تم خطف بثينة من قبل مومياء؟
-الأم:بلى...قد يبدو جنونا لكنه حصل حقا...أنا قلقة من أن تؤذيها تلك المومياء
-الأب:لا تقلقي...سنعثر عليها...رغم أنني أحاول عدم السخرية من الموضوع وتصديقه لكنه غريب
-فراس:يبدو الأمر كما لو أنه مزحة أو مقلب ثقيل منها
-الأم:ليس مقلبا...لقد رأيت المومياء بأم عيني وقد هاجمت سيارتَي شرطة
-فراس:أمي...لا أقصد الإساءة لكن هل أنتِ متأكدة من أن بصركِ سليم
-الأب(بحدة) :فراس...يكفي...قالت أن الموضوع حقيقي وهذا معناه أنه حقيقي
-فراس:حسنا

بينما ثلاثتهم يتناقشون تقدم منهم رجل مصري ذو شعر أشعث ولحية كثيفة
-محمود:المعذرة...لدي شيء سيساعدكم
-الأم:يساعدنا على ماذا؟
-محمود:أعرفكم بنفسي...أنا محمود...عالم آثار وخبير في الظواهر الخارقة
-الأب:ماذا تريد بالضبط؟
-محمود:لنذهب لمنزلي ونتحدث

أخذهم لمنزله وضيفهم أحسن ضيافة ثم بدؤوا يتناقشون حول موضوع المومياء
-محمود:سمعت أن المومياء تحررت
-الأم:بلى...هل تصدق وجودها أنت أيضا؟
-محمود:لست أصدق...بل أعلم بوجودها منذ زمن طويل
-الأم:إذًا فأنت تعلم الكثير عنها وتريد مساعدتنا؟
-محمود:بلى...العالم في خطر

فجأة انفجر فراس من الضحك
-الأم(بحدة) :فراس!
-فراس:ههههههه آسف أمي...لكننا نبدو وكأننا في فيلم هوليوود...قال العالم في خطر قال
-محمود:صدق أو لا تصدق...في أقل من شهر إن حصلت المومياء على مرادها فضحكاتك ستتحول إلى بكاء
-فراس(بتجهم) :حسنا آسف على سخريتي منك
-محمود:أعرف ما تريده المومياء لتنفذ أولى خططها لذا أنصتوا لي جيدا

سارت بثينة خلف إمحوتب إلى أن كادت تهلك من التعب ورغم ذلك لم يعرها أي اهتمام أو يتركها ترتاح
-بثينة(بتعب) :متى سنصل؟
-إمحوتب:ليس اليوم أكيد
-بثينة(بصدمة) :ماذا! ولماذا لا تستخدم سحرك الرائع وتجعلنا نختفي ونظهر في المكان الذي تريده؟
-إمحوتب(بسخرية) :ربما لأنني أردت تعليمك الدرس حتى لا تهربي مجددا
-بثينة(بتجهم) :رائع
-إمحوتب:إضافة لأن قواي تضعف في كل مرة أستخدمها وعلي تفادي استعمالها كثيرا وإلا ستختفي
-بثينة(تفكر) :مهلا...هذه نقطة لصالحي...يمكنني جعله يستخدم كل قواه حتى تخور وتختفي وبهذا أستطيع الهرب
-المومياء:أعلم أنكِ ستفكرين باستغلال ما قلتُه لصالحك
-بثينة(بصدمة) :ك ك ك كيف! هل تقرأ الأفكار؟
-إمحوتب:لا...لكن أعرف تفكير البشر الخبيث
-بثينة:حسنا
-إمحوتب:لكن لا يمكنكِ فعل شيء ضدي لأنكِ ببساطة بمجرد أن تفكري فأنتِ...

وضع إصبعه على رقبته ومرره بهدوء كنوع من التهديد
-إمحوتب:ستموت أمك...وصدقيني لن أتردد في ذلك فهي ليست مهمة البتة بالنسبة لي
-بثينة(بخوف) :لاااا...لا تفعل
-إمحوتب:فقط إن لم تحاولي الهرب ونفذتِ ما أطلبه بحذافيره
-بثينة(بحزن) :بالتأكيد...أعدك...لن أهرب ولن أعترض على كلامك
-إمحوتب(بابتسامة) :ممتاز...بما أننا وصلنا لاتفاق فقد حان الوقت

أمسك بها من كتفها ثم اختفيا من المكان ليظهرا في المدينة وسط المنازل والناس الطبيعيين
-إمحوتب:أول مهمة لك...في هذا المنزل بالتحديد توجد المخطوطة التي تحرر قواي...عليكِ إحضارها من صاحب هذا المنزل
-بثينة(بحزن) :وكيف أفعل ذلك؟
-إمحوتب:هذا يعود لك...لا تريدين أن تتأذى والدتكِ صحيح؟
-بثينة(بحزن) :بلى

تنهدت ثم ذهبت للمنزل الذي أشار إليه وطرقت الباب وبعد دقائق فتح عليها محمود الباب
-محمود:نعم...كيف يمكنني مساعدتك؟
-بثينة:في الحقيقة أنا...أريد كوب ماء لو...

نظرت للداخل فلمحت عائلتها جالسين
-بثينة(بصدمة) :أبي...أمي...فراس!

نظر كل أفراد العائلة لها ثم أسرعوا نحوها
-الأم:بثينة! أنتِ بخير؟
-الأب:قلقنا عليكِ حقا
-فراس:أختي القردة التافهة
-بثينة:ما الذي تفعلونه هنا!؟
-الأم:قصة طويلة...كيف عثرتِ علينا؟
-بثينة(بحزن) :صدفة
-محمود:ما الذي كنتِ تقولينه؟
-بثينة(بحزن) :لا شيء...ظننت أنني سأجد عائلتي عندك فصدق حدسي

قطب محمود حاجبيه فقد شعر أن هناك أمرا غريبا حول موضوع بثينة وعليه التدقيق فيه لمعرفة تفاصيل أكثر
-محمود:تفضلي بالجلوس...أخبرينا بكل ما تعرفينه
-الأب:ماذا حصل؟ ولماذا تم خطفك من قبل تلك المومياء؟
-بثينة(بحزن) :لا أعلم مثلي مثلكم...لكنه حررني الآن
-محمود:حرركِ بتلك البساطة؟
-بثينة(بحزن) :بلى...هذا ما حصل...قال بأنني بلا فائدة وتركني أذهب
-فراس:ترى كيف شكله؟!
-الأم:شكله مثل المومياوات المحنطة...وماذا سيكون مثلا؟
-فراس:لا بد أنه قبيح
-الأم(بتجهم) :لماذا لا تخرس وتتوقف عن قول الكلام السخيف وتضييع وقتنا
-فراس:آسف لكن هذا عملي...لولاي ولولا تعليقاتي المهمة جدا لكنتم متم من الملل
-الأب(بتجهم) :أكرمنا بسكوتك رجاءً فلدينا موضوع أهم الآن
-فراس(بابتسامة) :حاضر أبتي
-محمود:أخبريني يا آنسة...ألا تعرفين شيئا عن مخططات المومياء؟
-بثينة(بحزن) :لا...لم يذكر شيئا أمامي
-محمود:متأكدة؟

نظرت لعينيه وبادلها النظرات هو الآخر...كان يحاول أن يقرأ ما تفكر به من خلال عينيها لكنها أبعدت ناظريها عنه
-محمود:أنا أعرف ما يريده

سار نحو خزانة كتب موجودة في الردهة وقام بدفعها بعيدا فظهر ممر سري يؤدي لغرفة سرية...دخل أفراد العائلة كلهم فوجدوا الكثير من الكتب والمخطوطات القديمة والأبحاث عن الحضارة المصرية وما إلى ذلك...كان هناك أيضا كمية خيالية من الصناديق المغلقة بقفل
-محمود:في كل صندوق من هذه الصناديق أخفي غرضا خاصا بالحضارة المصرية وكلها تم اكتشافها على يداي هاتين
-فراس:واو! يبدو حقا كفيلم هوليوود! لكن ما الذي نفعله هنا؟ لقد استعدنا أختي القردة...لنغادر
-الأم(بحماس) :مستحيل...كيف أغادر بعد أن رأيت هذا العالم المذهل من الآثار والبحوث
-فراس(بتجهم) :ارحميني يا عاشقة الآثار
-بثينة:ترى هل لديك شيء له علاقة بمخطوطات قديمة من البردي تعطي صاحبها قوة سحرية؟

نظر محمود في عينيها وقطب حاجبيه فقد عرف أنها حقا تعرف أشياء مهمة لم تخبرهم عنها
-محمود:بلى...لدي

فتح أحد الصناديق وأخرج منها مخطوطة من البردي كتبت عليها رموز وأحرف غريبة
-محمود:هذه المخطوطة تكون الختم الذي أغلق على قوى المومياء إمحوتب منذ ملايين السنين
-الأم:لا بد أنها نفسها المومياء التي استيقظت
-محمود:بلى
-الأب:إذًا ما فهمته هو أن المومياء تسعى لهذه المخطوطة لاستعادة كل قواها
-محمود:ليس كل قواها لكن أغلبها...حسب الدراسات التي أجريتها فيوم تم تحنيط المومياء ودفنها كانت بالفعل تمتلك بعضا من قواها لذا هي تستطيع العودة للحياة
-الأم:لكن السؤال المطروح هو لماذا لم يتم ختم كل قواها لكي لا تستيقظ مجددا؟
-محمود:هذا سؤال جيد وقد فكرت فيه أيضا...لكن المومياء وحدها تعرف الإجابة

أعاد المخطوطة للصندوق وأغلق عليها فتتبعته بثينة بعينيها وعرفت مكانه ولكن لأن المفاتيح معه فمن الصعب أخذها منه
-الأم:إن الحضارة المصرية حقا حضارة مذهلة وسيسعدني أن أساعدك في التصدي لهذه المومياء مقابل أن تعلمني القليل
-فراس(بتذمر) :أوووه لا...أريد العودة للجزائر فورا
-الأم:وما يمسكك؟
-فراس(بتذمر) :لا أريد تركك تتعرضين للخطر وأذهب ببساطة...أنتِ والدتي أم أنكِ نسيتِ؟
-الأب:لا تقلق فأنا معها
-فراس:أنت أيضا!
-بثينة:وأنا
-فراس(بتجهم) :يبدو أنني مجبر على البقاء معكم
-محمود:يمكنكم النوم في منزلي الليلة وغدا سنناقش بقية التفاصيل

في تلك الليلة نام الرجال في غرفة منفصلة ونامت بثينة مع والدتها في غرفة أخرى...في منتصف الليل نهضت من فراشها وفتحت باب الغرفة ولم تجد سوى الظلام والهدوء...تسللت نحو الردهة ونظرت مطولا في خزانة الكتب
-بثينة(تفكر) :إنها ثقيلة...كيف سأدفعها!؟

قامت بدفع الخزانة ببطء وبين الفينة والأخرى تتفقد باب الغرف خوفا من أن ينهض أحدهم ويراها...وبعد فترة من الدفع تمكنت أخيرا من إبعادها ومرت نحو الغرفة السرية

كانت الصناديق متراكمة بالمكان لكنها تعرف بالضبط الصندوق الذي تبحث عنه لذا أخذته وركضت هاربة من المنزل دون إخبار أي أحد

كان إمحوتب ينتظرها عند المكان الذي افترقا فيه في الخارج فركضت نحوه
-بثينة:ها هو ذا...المخطوطة بداخله لكن المفتاح مع ذاك الرجل...يمكنك إيجاد طريقة لفتحه أليس كذلك؟
-إمحوتب:إنه أسهل جزء

قبل أن يضع يده على الصندوق سمعا صوت أحدهم من الخلف
-الأب:بثينة

التفتا فوجدا كل العائلة تنظر لهما ومعهم محمود
-محمود:كنت أعلم أن هناك خطبا ما
-الأم(بحزن) :بثينة...لماذا فعلتِ ذلك؟!
-بثينة(بصراخ) :غادروا فورا
-محمود:أيًّا كان ما يحصل معك فلا تثقي بهذا المحنط...أخبرينا بكل ما تعرفين وسنساعدك
-بثينة(بصراخ) :ليس هناك ما أخبركم به...غادروا
-الأم:إياكِ وإعطاؤه المخطوطة...الوضع أخطر مما تظنين
-بثينة:تأخر الوقت

أخذ إمحوتب الصندوق وقام بكسره لأشلاء بضربة واحدة وإخراج المخطوطة منه...وبينما يبتسم بسعادة وهو يحملها نظر بداخلها لكن ضحكته تحولت لتكشيرة
-إمحوتب(بغضب) :إنها ليست هي
-بثينة(بصدمة) :ماذا!؟
-إمحوتب(بغضب) :إنها معكم...سلموني إياها وإلا...
-محمود:حاول أخذها مني

ركض إمحوتب باتجاه محمود والبقية فتراجعت الأم للخلف وتركتهم يتصرفون...وبكل براعة وخفة تصدى محمود له وقام بركله قوة على بطنه فأسقطه أرضا

ركضت الأم نحو بثينة وعانقتها لكن الأخرى تبدو خائفة وترتجف من الخوف

لم يلبث إمحوتب إلا ثوانٍ ثم نهض من الأرض وفجأة أنزل رأسه وأغمض عينيه الغائرتين ثم رفع ناظريه نحو القمر وقام بتمتمة كلمات غريبة ثم استدار نحو محمود وضربه على وجهه حتى سقط وتراجع للخلف لعدة أمتار

سار خلفه ثم وضع يده في ملابسه مخرجا مخطوطة من ورق البردي
-الأم(بصدمة) :لا...لقد كانت معه...مخطوطة ختم القوة...أوقفاه

لم يكن بيد الأب فعل شيء سوى أنه حمل عدة أحجار من الأرض وصار يرميها على إمحوتب لكنه لم يعره أي اهتمام بل أخذ المخطوطة واختفى من المكان تاركا الجميع في حيرة وخوف

نظر الجميع من حولهم فلم يجدوا أحدا...كانت بثينة أيضا ما تزال هناك ويبدو أن إمحوتب استغنى عنها وغادر
-الأب:الجميع بخير صحيح؟
-الأم:أظن ذلك...بثينة أيضا بخير وهذا أفضل شيء في الموضوع
-فراس:أختي القردة...لماذا فعلتِ ذلك؟ هل تم غسل دماغك؟
-بثينة(بحزن) :الحقيقة...

نفضت ثيابها من الرمل ونهضت بهدوء والجميع ملتمون حولها بانتظار معرفة القصة كاملة
-بثينة(بحزن) :لقد...

كانت مترددة في إخبارهم إلى أن ظهر إمحوتب مجددا بالقرب منهم وأفزعهم
-إمحوتب(بحدة) :لنذهب
-الأم(بغضب) :يال سخافتك...أتظن أن ابنتي كلبك المطيع حتى تذهب لك كلما ناديتها؟ بثينة لن تذهب لأي مكان

حدقت بهم بثينة بحزن للحظات ثم ركضت نحوه ووقفت خلفه ثم استدارت نحوهم لمرة أخيرة
-بثينة(بحزن) :أنا آسفة
-الأم(بغضب) :ما الذي تتأسفين لأجله!؟ ما الذي يجري!؟
-إمحوتب(بحدة) :سنلتقي عما قريب

وبسرعة البرق اختفى هو وبثينة من المكان
-الأم(بحزن) :ابنتي
-محمود:لا تقلقي سيدتي...سننقذها...لا بد أنه غسل دماغها



عدل سابقا من قبل بثينة علي في الأربعاء مارس 15, 2023 3:37 pm عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1297
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 27

رِوَايَة المُومْيَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة المُومْيَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة المُومْيَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الخميس يونيو 09, 2022 8:02 pm

رواية المومياء : الفصل الرابع



في مكان منعزل في صحراء مصر وقف إمحوتب يمسك بالمخطوطة وينظر لها بنصر
-بثينة(بتجهم) :لماذا لم تدخل منزله وتأخذها بنفسك فحسب؟ لماذا أجبرتني على فعل ذلك؟ مولاي
-إمحوتب:ذاك الرجل منزله يحوي حقلا عازل لا يمكنني دخوله
-بثينة(بتجهم) :حسنا

نظرت للرمل بتململ ثم أدركت شيئا متأخرا كان عليها إدراكه منذ البداية فلطمت وجهها
-بثينة(تفكر) :كان علي البقاء في منزل ذاك الرجل مع عائلتي وهكذا سنكون في أمان...يالني من مخبولة! لماذا لم أفكر بالأمر!
-إمحوتب:لا بد أنكِ تفكرين بالفرصة التي ضاعت منك...لن تستطيعي البقاء بأمان الآن ما دمتِ خرجتِ من ذاك المنزل
-بثينة(بتجهم) :لم أفكر هكذا...مولاي
-إمحوتب:أخبريني شيئا لا أعرفه عنكم أيها البشر المخادعون
-بثينة(بتجهم) :ليس كل البشر مخادعين...ثم كيف تطلق علي صفة مخادعة وأنت من تجبرني على فعل أشياء مقابل حياة أمي؟!
-إمحوتب:على ذكر أمك...لم تعد وحيدة...عائلتكِ كلها هنا...سيكون جيدا أن أستخدمهم كرهينة
-بثينة:دعهم وشأنهم...أخبرتك أنني سأساعدك...أصلا ليس لدي حل آخر
-إمحوتب:هذا ما يتوجب عليكِ فعله

وقف في وسط الصحراء وصار يقرأ المخطوطة بصوت عالٍ ولكن لم يحصل أي شيء
-إمحوتب:هل أخطأت بشيء؟

نظر من حوله فوجد بثينة تلعب بالرمل من شدة مللها وترميه يمينا وشمالا فتقدم منها ووقف عند رأسها
-إمحوتب:علي تقديم قربان لأنوبيس حتى تتفعل قواي

رمشت عدة مرات بعينيها ثم وقفت بسرعة
-بثينة(بخوف) :لا تريد التضحية بي صحيح؟

لم يرد عليها لذا شعرت بخوف أكبر
-بثينة(بخوف) :أووه مولاي...هل أخبرتك أنك شخص رائع؟ أنت قوي ولديك عضلات ورأس أقرع جميل وأناقة لا مثيل لها...لا تفكر أنني أقول ذلك لكي لا تضحي بي فأنا لست متملقة...أنا...حقا أحبك

تجهم وجه الآخر ثم تنهد واختفى من المكان دون أن يقول أي شيء
-بثينة:هذه فرصتي لأهرب

ركضت بعيدا في الصحراء لكن إمحوتب أفزعها حين ظهر أمامها فجأة لذا توقفت بسرعة وتعثرت واقعة على وجهها
-إمحوتب(بحدة) :أنا أراقبك...تذكري ذلك

بعدها اختفى من المكان مجددا...عندما لاحظت غيابه نهضت ونفضت ثيابها من الرمل ثم جلست جلسة قرفصاء ويديها على خدها من الانزعاج
-بثينة(بتجهم) :أصلا أستحق...من الذي قال لي تعالي لمصر منذ البداية

بينما تجلس وحيدة أخرجت هاتفها من جيبها فلم تجد أي إشارة لذا أعادته فورا
-بثينة:أووه آمل أن عائلتي بخير...سأحتاج وقتا لإيجاد خطة هروب...أو لن أجدها أبدا...من يدري؟

بقيت ترسم على الرمل بتململ إلى أن عاد إمحوتب وفي يديه قطة سوداء ومعها قطين آخرين صغيرين
-بثينة:ما الذي تفعله بتلك؟
-إمحوتب:أبقي فمك مغلقا مفهوم؟
-بثينة:حسنا

بقيت تراقبه من بعيد فرأته يقوم بخنق القطة الأم أمام عينيها ثم قسمها نصفين بيديه وجعل دماءها تسيل على المخطوطة...بينما تقف مصدومة وتشاهد أخذ القط الثاني الصغير وفعل به نفس الشيء وجعل دماءه تنسكب على المخطوطة أيضا

حين وصل للقط الثالث لم تستطع التحمل فركضت وأخذته منه وخبأته حاضنة إياه بذراعيها
-بثينة:أمجنون أنت؟
-إمجوتب(بغضب) :أعطني إياه
-بثينة:لقد تماديت...ما قصة قتل القطط هذه؟!
-إمحوتب:ماذا عنك؟ ألم تتمادي في التدخل في أمور لا تعنيك؟ أنتِ تابعة وعليكِ تنفيذ أوامري...هاتي القط
-بثينة:إن أردت قتله فاقتلني قبله...هذه المرة لا يهمني إن مت...لكن القط سيعيش معي أو يموت معي

أمسكها من رقبتها ورفعها عاليا بيد واحدة لدرجة أنها بدأت تشعر بضيق في النفس ورغم ذلك واصلت عناق القط بذراعيها ولم تفلته...مرت لحظات وهي على ذلك الحال إلى أن قام برميها بقوة على الأرض فاستعادت تنفسها الطبيعي لكنها شعرت بألم في فقرات رقبتها بسبب ضغطه الشديد عليها
-إمحوتب(بحدة) :منذ أتيت بكِ معي لم تسببي لي سوى المشاكل

ثم خطى عدة خطوات نحو المخطوطة المليئة بالدماء وقام بقراءة الكلمات التي عليها مجددا بصوت عالٍ

على بعد خطوات رفعت بثينة رأسها ونظرت من حولها فأدركت أنها ما تزال على قيد الحياة والقط كذلك...حملته بين ذراعيها ونظرت له وكم كان يبدو لطيفا وهو يحاول فرك رأسه بوجهها ظانا أنها أمه
-بثينة(بحشرجة) :مرحبا...أنا بثينة...ما اسمك؟ ما رأيك أن أختار لك اسما بنفسي...ماذا عن تُستُس؟ اسم لطيف أليس كذلك؟

نظرت نحو إمحوتب فرأته يقوم بتكوير المخطوطة ورميها على الأرض وهو غاضب
-إمحوتب(بغضب) :لماذا قواي لا تتحرر؟ لا أفهم! لقد أتيت بالمخطوطة وقدمت قربانا لكن لا شيء ينفع! هل يعقل أن...؟!

رفع نظره نحو بثينة فانتفضت من الخوف...تقدم منها عدة خطوات وبالمقابل شعرت بالخوف وتراجعت مبتعدة عنه...لكن بمجرد أن قام ببلوغها أمسكها من ياقة قميصها
-إمحوتب:هل هذه المخطوطة حقيقية؟
-بثينة(بخوف) :لا أعرف
-إمحوتب:إنها مزيفة أليس كذلك؟
-بثينة(بخوف) :حقا لا أملك أدنى فكرة
-إمحوتب:ذاك العجوز الأشعث يعرف...سأرى بشأنه

في منزل محمود كانت عائلة بثينة يجلسون كل منهم في زاوية ويفكرون في طريقة تنقذهم من هذا الموقف السيء الذي وصلوا إليه...بالمقابل كانت الأم تقرأ الكتب التي أعطاها محمود عن الحضارة الفرعونية
-الأم:مذهل...كتب هنا أن القطط حيوانات مميزة لدى المصريين القدامى بحيث اعتبروها مقدسة وخارقة للطبيعة...وكانت الممالك المصرية تربي القطط كفرد من العائلة ويقيمون عليه حدادا حين يموت ويخلدون له التماثيل لهذا السبب نجد الكثير من تماثيلهم ورسوماتهم على شكل قطط سوداء...المشعوذون والسحرة أيضا يقومون بتقديمها كقربان بواسطة ذبحها وسفك دمائها...لم أكن أعرف ذلك لكن أظن أن الأمر مشوق حقا
-الأب(بحدة) :هلاَّ رميتِ ذاك الكتاب جانبا وركزتِ معنا لإيجاد حل فابنتنا في خطر؟

أغلقت الأم الكتاب بقوة ونظرت له
-الأم(بحدة) :أحب تذكيرك بأنها ابنتي أيضا وأنا قلقة عليها مثلك ولكن ما الذي يجدر بنا فعله؟
-الأب:نقرأ الكتب وندعوا الله أن تعود؟
-الأم(بحدة) :إن كانت قراءتي للكتب تزعجك فحسنا...لن أقرأ

أخذت الكتاب لمحمود ثم خرجت من المنزل بمفردها
-فراس:أمي...إلى أين؟
-الأم(بحدة) :من الأفضل أن لا يتبعني أحد
-فراس:سأخيب ظنك لأنني آتٍ معك

لحق بها بينما بقي محمود مع الأب
-الأب:جديا...ما الذي ينبغي فعله؟ لماذا نبقى هنا فحسب؟
-محمود:هذا المنزل محمي من قوى السحر والشعوذة لذا لا يمكن للمومياء القدوم وأخذ المخطوطة ولا إيذاؤنا
-الأب(بصدمة) :لكن ألم تأخذها بالفعل؟!
-محمود:هذا ما بدا لكم جميعا ولكنها معي وفي أيدٍ أمينة...خططت لكل شيء وخدعت المومياء لتظن أننا سلمناها المخطوطة الحقيقية
-الأب:واو! تبين أنك لست سهلا بالمرة
-محمود:هذا واجب بما أنني من سيعيد المومياء للمكان الذي أتت منه
-الأب:وما الطريقة الأسرع لفعل ذلك؟
-محمود:أولا إبقاء المخطوطة في مكان آمن حتى لا تستعيد المومياء قواها...ثانيا العثور على "قوس الجحيم"
-الأب:قوس الجحيم!
-محمود:ذاك القوس له قدرة خارقة في إعادة أي مخلوق للجحيم مهما بلغت قوته
-الأب:وأين مكانه؟!
-محمود:سؤال جيد...لكن لا أعرف
-الأب(بتجهم) :وماذا استفدنا؟
-محمود:هذه هي خطوتنا التالية...لنجد قوس الجحيم
-الأب:فهمت

جلست بثينة في وسط الصحراء تشرب من قنينة الماء التي معها لكنها أصبحت ساخنة للغاية بسبب حرارة الشمس...كان القط أيضا عطشانا فسكبت له الماء في يدها وقربته من فمه فلعق منه
-بثينة(بابتسامة) :لطيف...تستس الصغير عطشان...لا بد أنك حزين لموت أمكِ المسكينة...لا بأس...أنت أيضا ستكبر وتصبح أبا

فاجأها إمحوتب وهو يظهر بجانبها مجددا ثم حاول إمساك القط ولكنها حملته وخبأته خلفها
-بثينة:دعه وشأنه
-إمحوتب:لا أريد إيذاءه...ارمه هنا ولنغادر...سيعيقنا فقط لا غير
-بثينة:لن يفعل...أعدك أنني سأحمله طوال الوقت ولن تحس بوجوده أبدا...أقسم لك
-إمحوتب:إن أعاقنا فأنتِ وهو ستزوران الجحيم اليوم...لنذهب

سار أولا فعانقت بثينة القط سعيدة بأنه سيبقى معها ثم لحقت به سيرا

بعد فترة من السير بدأ الظلام يحل وظهر القمر في السماء وبدا مكتملا وبارزا
-إمحوتب:هذا مثالي...جئنا في الوقت المناسب
-بثينة:ما الذي نفعله هنا؟!
-إمحوتب:ننتظر قدوم ضيف
-بثينة(بخوف) :هل يعقل أن يكون من الجن؟! أخاف الجن كثيرا

انتظرا لفترة تتجاوز الساعتين وأخيرا حين وصل القمر لمنتصف السماء بدأت الأرضية تهتز أسفلهما

شعرت بثينة بالرعب لذا تراجعت للخلف وحاولت الجلوس أرضا خوفا من الزلزال ولكن بعد لحظات رأت أمامها مبنى عملاقا يظهر من تحت الأرض بعد أن كانت صحراء قاحلة مليئة بالرمال

ظهر المبنى أخيرا واكتمل بروزه فتبين أنه مكان أو ضريح مخفي يخص الحضارة الفرعونية

دخل إمحوتب عبر البوابة أما بثينة فكانت خائفة لذا وقفت تراقبه فحسب ولكن بعد أن لاحظت أنها وحدها خارجا في ذاك الظلام لحقت به

في الداخل كان هناك ممر كبير تحيطه الأنوار من الجانبين وفي نهايته حائط مغلق
-بثينة:مولاي! يبدو أنك أخطأت هذه المرة...هلاَّ غادرنا؟

تجاهلها ووضع يده على الحائط المغلق وصار ينظفه من تراكمات الأتربة والرمل إلى أن ظهرت دائرة كبيرة وسطها 6 دوائر صغيرة تبدو كما لو أنها مكان لوضع شيء ما
-بثينة:ما الذي قد يوضع هنا؟
-إمحوتب:الكثير
-بثينة:مثل ماذا؟!
-إمحوتب:لا مجال للتراجع...سنجمع الجواهر الست
-بثينة:الجواهر الست؟!
-إمحوتب:لا تحاولي فهم كل شيء...لنغادر

في منزل محمود كان هذا الأخير ما يزال يكلم والد بثينة عن تفاصيل المهمة وبجانبهما الأم وفراس اللذان عادا في وقت متأخر
-محمود:قوس الجحيم موجود في ضريح مخفي في وسط الصحراء لا يعرف أحد مكانه...يُقال أنه يظهر فقط مرة كل شهر حين يكتمل القمر ورغم بحوثي المتواصلة وتحليلات اللغة الهيروغليفية فلم أستطع تحديد مكانه بالضبط
-الأم:ربما يمكنني مساعدتك
-محمود:نعم...علينا بذل جهدنا لكي لا تسبقنا المومياء إلى هناك
-الأم:ماذا؟! حتى هو سيذهب هناك؟!
-محمود:إن حصل على قوته سيذهب هناك لإحضار القوس لذا علينا إبقاء مخطوطة ختم قوته في مكان آمن حتى نشغله قليلا
-فراس:حسنا حسنا دعونا من كل ذلك...ماذا عن أختي؟!
-محمود:كل ما نفعله هو لأجل أختك...لا أظن أنه سيتخلى عنها بهذه السهولة لذا سنقتله ونأخذها
-الأم:لنفترض أننا تمكنا من إيجاد ذاك الضريح...ماذا بعد؟
-محمود:حسب الدراسات التي أجريتها فالضريح يحتوي على 6 مفاتيح...كلها جواهر دائرية بألوان مختلفة...الجوهرة السوداء وهي جوهرة الحياة...الجوهرة الزرقاء وهي جوهرة الماء...الجوهرة الحمراء وهي جوهرة النار...الجوهرة الخضراء وهي جوهرة الطبيعة...الجوهرة البيضاء وهي جوهرة الهواء...الجوهرة الصفراء وهي جوهرة الأرض...ستتها تحوي عناصر الطبيعة ومكوناتها...وستتها قادرة على فتح باب الضريح الذي يحتوي ملايين الأسرار
-فراس:ثم أضف الزبدة وأربع بيضات وتحصل على كعكة هههههههههههههههههههههه

لم يضحك أي أحد على النكتة بل نظروا جميعهم نحو فراس بطريقة أرعبته وأخرسته فورا
-فراس(بتجهم) :أعلم أنكم لا تحبون المزاح
-الأم:أين سنجد تلك الجواهر؟
-محمود:قد يكون بعضها في مصر...والبعض الآخر في مكان ما من كوكب الأرض

تحول وجه الجميع للعبوس بعد أن عرفوا أنه ما من أمل يُرجى
-الأم:حسنا...فقط لنأمل أن تبقى ابنتي بخير لحين نعثر على تلك الجواهر التي لن نعثر عليها أبدا على ما يبدو

بقيت بثينة في الصحراء تلك الليلة وأشعلت نارا نامت أمامها مع القط...أما إمحوتب فبقي بجانبهم يحاول التفكير وإيجاد خطة

بينما تتقلب على الأرض شعرت بألم في رقبتها فنهضت
-بثينة:رقبتي تؤلمني...ألا يمكنني الحصول على مرهم لآلام العظام؟
-إمحوتب:لا شأن لي
-بثينة:لكنه بسببك
-إمحوتب:بل بسبب عنادك
-بثينة(بحزن) :حسنا...آسفة...هلاَّ أخذتني لإحدى الصيدليات؟ حقا لا أستطيع النوم هكذا...رقبتي تؤلمني

نظر لها باستغراب وقطب حاجبيه ثم تجاهل طلبها
-بثينة(بتجهم) :إن لم أنم جيدا فسيكون خطأك وقد أكون عائقا لك في المهمة القادمة
-إمحوتب(ببرود) :على أساس أنني استفدت منكِ ولو بشيء واحد...أنتِ دائما عائق
-بثينة(بتجهم) :يبدو أنك مصر على معاقبتي بأسوأ الطرق...حسنا...لنرى من منا أعند

جلست مقابلا له وقامت بثني ذراعيها وقطب حاجبيها بغضب وبقيت تحدق به
-بثينة:خذني للصيدلية...هيا هيا هيا هيا هيا هيا هيا هيا هيا هيا هيا هيا هيا هيا هيا هيا

واصلت نطق كلمة "هيا" أمامه عشرات المرات ولكنه لم يتأثر...ورغم ذلك لم تتوقف أبدا بل واصلت نطقها إلى أن وضع أصابعه في أذنيه من الانزعاج لكنه ما يزال يسمع نقيقها لذا قام بإمساكها من ياقة قميصها وطرحها أرضا
-إمحوتب(بحدة) :توقفي أو سأقتلك
-بثينة:هيا هيا هيا هيا هيا هيا هيا هيا هيا
-إمحوتب(بحدة) :أووووه ماذا تكونين بالضبط!؟

حاول إغلاق فمها بيديه ورغم ذلك بقي يسمع همهمتها

فجأة سمعا صوت أحد يتكلم...استدارا فوجدا مجموعة من قطاع الطرق على بعد مسافة قصيرة منهم وجميعهم مسلحون
-الزعيم:انظروا من هنا! عجوز خرف وآنسة...ترى ماذا تفعلان في وسط الصحراء وحدكما؟
-بثينة(بخوف) :لا شيء مهم...آسفون لإزعاجكم...سنغادر

حملت القط الذي كان نائما ثم تراجعت للخلف فوجدت مجموعة أخرى من الرجال تحيط بهم
-بثينة(بخوف) :مولاي! لقد قضي علينا...إنها أسوأ نهاية تصورتها

توجه إمحوتب نحو زعيمهم بخطوات بطيئة فأطلق عليه النار لكنها اخترقته ومرت
-الزعيم(بصدمة) :مستحيل! أطلقوا عليه جميعا

صار جميع أفراد العصابة يطلقون عليه الرصاص لكنه اخترق جسده وبسهولة وصل إليهم وتحولت عينيه للون الأسود وفتح فمه بقوة وتحولت أصابعه لأظافر طويلة فقام بواسطتها بتمزيق كل من يراه في طريقه لأشلاء

بعد أن انتهى من المجموعة الأمامية نظر خلفه فوجد النصف الآخر من العصابة وأحدهم ممسك ببثينة من رقبتها موجها المسدس نحو رأسها فاختفى وظهر خلفهم ومزقهم جميعا دون أن يشعروا بذلك حتى

تحول الرمل من أسفلهم لللون الأحمر وأصبح المكان مليئا بأطراف الجثث مما جعل بثينة تتراجع للخلف وتعانق القط
-بثينة(بخوف) :الشيء الإيجابي الوحيد في الأمر هو أنه حين شدني أحدهم من رقبتي عادت فقراتي لمكانها وشعرت بتحسن

قبل أن تنهي كلامها رأت إمحوتب وهو يغادر فلحقت به
-بثينة:شكرا لإنقاذي
-إمحوتب:لم أفعلها لأجلك...هؤلاء الأنذال وصفوني بالعجوز الخرف وحاولوا التطاول علي
-بثينة(بابتسامة) :ههه صحيح...لا أحد يجرؤ على التطاول على جلالتك...مولاي



عدل سابقا من قبل بثينة علي في الأربعاء مارس 15, 2023 3:52 pm عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1297
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 27

رِوَايَة المُومْيَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة المُومْيَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة المُومْيَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الجمعة يوليو 01, 2022 12:07 pm

رواية المومياء : الفصل الخامس



أخذ إمحوتب بثينة للمدينة وتركها في أحد الأزقة
-إمحوتب:ابقي هنا مؤقتا...سأعود...وإياكِ فعل أشياء متهورة لأنني أراقبك
-بثينة(بتجهم) :حاضر مولاي

بعد مغادرته ذهبت للصيدلية واشترت مرهما لآلام العظام ثم جلست على جانب الرصيف مع القط
-بثينة:تستس...اسمع؟ ماذا تحب أن تأكل؟ سمك؟ أم حليب؟ أم طعام قطط؟ لم أربي قطا من قبل لذا لا أعلم ماذا تحب القطط

نظرت نحو القط فوجدته يلعب ويركض بجانبها
-بثينة(بحزن) :هذا مؤلم...سأجن...صرت أتكلم مع الحيوانات من شدة الملل والفراغ

أنزلت رأسها بإحباط ووضعت يدها على خدها وخلال لحظات رفعته فرأت والدتها من بعيد ذاهبة نحو أحد المتاجر...لأول وهلة لم تراها لكن لاحقا لاحظت وجودها فوقفت تحدق بها
-الأم:بثينة!

نهضت بثينة من على الرصيف وتراجعت للخلف وكلما تقدمت منها والدتها تراجعت أكثر إلى أن توقفت على بعد مترين منها
-بثينة(بهمس) :أمي...غادري من فضلك...قد يأتي في أي لحظة
-الأم(بهمس) :أين هو؟
-بثينة(بهمس) :لا أعلم...لكن غادري
-الأم(بهمس) :مهلا...نحن نريد مساعدتك...أخبرينا ما الذي يجعلكِ تفضلين البقاء معه؟
-بثينة(بهمس) :افهمي...لا يمكنني الحديث عن الموضوع فقد يأتي في أي لحظة
-الأم(بهمس) :تكلمي ما دام غير موجود

شعرت بثينة بيد تتموضع على كتفها فانتفضت من الخوف ظانة أنه إمحوتب لكن تبين أنه أخوها الأكبر فراس
-فراس:هههههه أختي القردة...افتقدتكِ كثيرا...تعالي لأعانقك

ابتعدت عنه بسرعة وأبقت بينهما مسافة آمنة
-بثينة(بهمس) :لا ينقصني سوى أنت...غادر
-فراس:أهكذا تعاملين أخاكِ الذي لم تريه منذ مدة؟
-الأم:فراس...دعها...يبدو أنه غسل دماغها
-بثينة(بتجهم) :ليس كذلك...

صمتت فجأة حين صارت بطنها تقرقر من الجوع
-بثينة(بحزن) :لم آكل طعاما جيدا منذ زمن
-الأم:هل أشتري لكِ الطعام؟
-بثينة(بحماس) :حقا؟ ماذا تنتظرين إذًا؟

ذهب ثلاثتهم للمطعم وطلبت الأم الطعام لبثينة فأكلته على عُجالة وأعطت بعضا منه للقط
-الأم:ما الذي تنويه تلك المومياء؟
-بثينة:لا أعرف
-الأم:عليكِ إخبارنا إن أردتِ أن ننقذك
-بثينة:حقا لا أعرف...لم يخبرني أي شيء من قبل بل أنا فقط أتبعه
-فراس:ترى هل يعاملكِ جيدا؟
-بثينة(بتجهم) :مثلما تعاملني أنت بالضبط
-فراس:هههههههههههه هذا سيء
-بثينة:أووه تذكرت...آخر مرة قال أنه يريد جمع نوع من الأحجار الكريمة...عددها 6 على ما أتذكر
-الأم:الجواهر!
-فراس:يبدو أن العم محمود كان على حق...يال العجب! إنه ذكي للغاية!
-الأم:هل ذكر شيئا يتعلق بضريح أو مكان في الصحراء؟
-بثينة:أووه بلى! لقد كنا هناك أمس
-الأم(بحماس) :حقا! أتعرفين مكانه بالتحديد؟
-بثينة:نعم
-الأم(بحماس) :حقا؟!
-بثينة:نعم...إنه في الصحراء
-الأم(بتجهم) :أعلم أنه في الصحراء...ما الجديد الذي أتيتِ به؟!
-بثينة:أوووه حسنا...إنه في مكان ما في الصحراء...ولست gps حتى أتذكر المكان
-فراس:أووف أختي القردة...حقا لا فائدة ترجى منك
-بثينة:أعلم...لكن شكرا على الطعام...وداعا

حملت القط وغادرت مسرعة قبل أن يعود إمحوتب ويراها معهما
-فراس:جيد أن تقومي برشوتها مقابل الطعام لتخبرنا بما لديها
-الأم:نجحنا
-فراس:لم ننجح بشيء...كما ترين لم نستفد أي شيء من استجوابها
-الأم:بل نجحنا...لقد دسست بملابسها آداة تعقب صغيرة للغاية
-فراس(بصدمة) :من أين أتيتِ بها!؟
-الأم:أعطاني إياها محمود هذا الصباح...قال أن علي وضعها في ملابسها في حال التقيتها مرة أخرى ولحسن الحظ أن الوقت المناسب أتى الآن
-فراس:واو! ذاك العجوز يبهرني في كل لحظة
-الأم:ألم أبهرك أنا أيضا؟
-فراس:حسنا...أنتِ أيضا مذهلة أمي...لكن ألا تظنين أن آداة التعقب لن تبقى في ملابسها للأبد؟ قد تغيرها أو تسقط منها بسبب كثرة حركتها
-الأم:أعلم...لكن بثينة مخطوفة وليست ذاهبة للتسوق في باريس أيها الغبي...بالطبع مومياء خطفتها لن تعطيها ملابس وتقول لها بصوت حنون "تفضلي هذه ملابس اشتريتها لك لأنك تبدين متسخة عزيزتي"
-فراس:أوه...نعم...يبدو أنني لم أكن مركزا مع الواقع
-الأم:لنعد لمنزل محمود ونخبر البقية بذلك
-فراس:هيا

في الوقت الذي كانت فيه بثينة تتجول في المدينة حاملة قطها ذهب إمحوتب للمكان الذي أيقظته فيه...نظر للقبر الذي كان نائما فيه فرأى الجوهرة السوداء موضوعة عليه ومثبتة بقوة...حاول إمساكها ولكن يده احترقت لذا سحبها
-إمحوتب:لا يمكنني لمسها...علي الاستفادة من تلك التابعة

بسرعة البرق اختفى من المكان وظهر أمام بثينة فانتفضت من الخوف
-إمحوتب:هيا

هزت رأسها بالإيجاب فاختفيا من المكان وظهرا داخل الهرم بجانب قبره
-إمحوتب:تلك الجوهرة السوداء...اخلعيها

حاولت إزالتها ولم تستطع فقام إمحوتب بضرب القبر بقوة وتحطم لأشلاء ثم سقطت الجوهرة جانبا
-بثينة(بتجهم) :ألم يكن عليك فقط فعلها بنفسك؟
-إمحوتب:احملي الجوهرة

حملت الجوهرة ورفعتها لأعلى ونظرت بداخلها...كان حجمها كبيرا لذا شعرت بالانجذاب والطمع
-بثينة:واو! كم قيراطا تكون؟
-إمحوتب:2000 قيراط...ربما...لست خبيرا في الأحجار الكريمة لكن قد تكون أقرب لذلك
-بثينة:واو! لو أعطيتني قيراطا واحدا منها فسأعيش أميرة
-إمحوتب:أحقا تريدين أن تكوني أميرة؟
-بثينة:لا...مجرد تعبير مجازي
-إمحوتب:احتفظي بها...إن أصابها شيء سأقتلك

بعد أن رمى كلماته اختفيا من المكان وظهرا في الصحراء مجددا ولكن إمحوتب جثى على ركبتيه
-بثينة:أنت بخير؟
-إمحوتب:قواي تستنزف...علي الراحة قليلا

رغم كل ما فعله معها لكنها شعرت بالشفقة عليه
-بثينة(بحزن) :اسمع...لماذا تفعل كل ذلك؟! لماذا تريد الانتقام من ذاك الذي لا أعرف ما اسمه؟ أعني...فلنصبح أصدقاء وننسى تلك القصة السخيفة فلدي شعور بأنها لن تنتهي على خير

نهض من على الأرض وتقدم منها ثم أمسكها من قميصها
-إمحوتب(بحدة) :ما الذي قلتِه للتو؟ لماذا أصبح صديق حثالة مثلك؟ ما الذي قد أستفيده منكِ أيتها البشرية؟
-بثينة:لا أعلم...لكن لماذا يجب أن تصادق فقط من تستفيد منهم؟ هذا يجعلها صداقة مصلحة وليست صداقة حقيقية
-إمحوتب(بحدة) :كفي عن قول الهراء...لدي الحرية في فعل ما أريده مثلما أنتِ أيضا لديك
-بثينة(بتجهم) :لو كانت دورا هنا لخرجت من أسفل الشاشة وقالت "أين الحرية؟ أنا لا أراها"
-إمحوتب(بحدة) :ما الهراء الذي تهذين به!؟
-بثينة(بتجهم) :لا تهتم

دفعها لتسقط أرضا فحضنت قطها والتزمت الصمت
-إمحوتب:من الأفضل لكِ الصمت وإبقاء الجوهرة بحوزتك...علينا إنهاء كل شيء قبل الشهر القادم وإلا سنضطر للانتظار للشهر الذي بعده
-بثينة:مولاي...هل لي بسؤال؟
-إمحوتب(بحدة) :لا
-بثينة:أووه حسنا...لكن إن لم أقله فسأنفجر
-إمحوتب(بحدة) :قلت لا
-بثينة:فهمت

صمتت لبعض الوقت وربتت على ظهر قطها ثم رفعت ناظريها نحو إمحوتب مجددا
-بثينة:لكنه سؤال...
-إمحوتب(بصراخ) :تكلمي وأريحيني
-بثينة:هل اسمك حقا إمحوتب؟! يبدو كاسم مستعار فحسب

حدق بها بحدة ونظر لجانبه وكانت هناك صخرة فضربها بيده وانفجرت لأشلاء مما جعلها تبتلع ريقها
-بثينة(بخوف) :فهمت

أشعل كلاهما نارا وجلسا من حولها وكانت بثينة على وشك النوم لكنها شعرت بالبرد بسبب تزايد برودة الصحراء في الليل
-بثينة:هل يمكننا النوم في مكان دافئ على الأقل؟ أنت مومياء وجلدك ميت ومتحلل ولكن ماذا عني؟ هذه البرودة ستسبب لي مشاكل في العظام على المدى الطويل
-إمحوتب:لماذا لا تطلبين قصرا وفراشا من الحرير أيضا؟
-بثينة:لم أطلب الكثير...فقط مكان نحتمي فيه من البرد

استقام من جلسته ونظر من حوله...كان على بعد كيلومترات منهما قطار يسير بسرعة فائقة
-إمحوتب:ها قد أتى...لنذهب

سار أولا وتركها خلفه تقطب حاجبيها ثم حملت قطها ولحقت به
-بثينة:ألا يمكننا الاختفاء والظهور هناك فحسب؟
-إمحوتب:قواي منهارة الآن...لا يجب أن نفعلها وإلا سيقضى علي...أليس هذا ما تريدينه؟
-بثينة(بتوتر) :هههه لا أبدا

بعد أن سارا لمدة طويلة تمكنا من بلوغ القطار ثم اختفيا وظهرا في داخل إحدى المقطورات دون أن ينتبه لهما أي أحد
-بثينة:إلى أين؟
-إمحوتب(بحدة) :تريدين مكانا آمنا للنوم؟ نامي الآن واخرسي
-بثينة(بتجهم) :حسنا

غطت في نوم عميق وكان الوضع فوضى حولهما لأن المقطورة التي هما فيها تستخدم لنقل الفحم من المناجم إضافة لأصوات الصناديق وهي ترتطم ببعضها من حين لآخر بسبب حركة القطار

بدأت الشمس تطلع شيئا فشيئا إلى أن استقامت في الأفق ففتحت بثينة عينيها ونظرت من حولها فوجدت إمحوتب يضع يديه على بعضهما ويحدق بالشمس عبر الباب ويتأمل
-بثينة:مو...
-إمحوتب(بحدة) :لا تقاطعيني
-بثينة:أووه حسنا

جلست جانبا وعانقت القط ولم تلبث سوى لحظات حتى قررت الكلام مجددا
-بثينة:لكن...

طفح الكيل به لذا قام سحبها نحو الباب
-إمحوتب(بحدة) :أتريدين أن أرميك من هنا؟
-بثينة:لا...لكن...

صارت بطنها تقرقر من الجوع لذا فهم فورا ما الذي تريده
-إمحوتب(بتجهم) :سننهي مهمتنا ثم آخذكِ لتأكلي
-بثينة:شكرا لك

استغرقت الرحلة عدة ساعات وأثناء الطريق رأت بثينة لافتة مكتوب عليها "الحدود المصرية الليبية"
-بثينة:غادرنا مصر! لِمَ؟!

لم تتلقى ردا على سؤالها لذا صمتت وبقيت تراقب إلى أن وصلا إلى مكان جبلي خالٍ من أي حياة ويبدو أنه على أحد حدود ليبيا

ما كادا ينزلان حتى سمعا صوت رجال قادمين نحوهم
-الرجل الأول:من أنتما؟!
-الرجل الثاني:انظر لذاك الشيء؟! بشرته غريبة...أيعقل أنه ليس من البشر؟
-الرجل الثالث:جني؟!

حمل أحد الرجال بندقية ووجهها نحو رأس إمحوتب
-بثينة(بتوتر) :على مهلكم رفاق...نحن لسنا من الجن صدقونا
-الرجل الأول:ماذا تكونان إذًا ولماذا هذا الشيء بشرته مائلة للازرقاق؟
-بثينة(بتوتر) :أووه هذا؟ إنه مجرد زي تنكري...ما بالكم؟ أليس كذلك مولاي؟
-إمحوتب(بحدة) :الأفضل أن تبتعدوا عن طريقي وإلا سيتم سفك دمائكم
-بثينة(بتوتر) :ههههه إنه يمزح...فقط دعونا نمر فنحن مستعجلون
-الرجل الثالث:سأطلق النار

أطلق الرجل الثالث النار على إمحوتب فاخترقت جسده بكل سهولة وهذا ما جعله يغضب ويهاجم ذاك الرجل ويأخذ منه البندقية ثم يقوم بتكويرها لتصبح مجرد خردة

شعر الرجال بالخوف لذا ركبوا القطار بسرعة وغادروا عائدين لمصر
-بثينة(بتوتر) :شكرا جزيلا لأنك لم تقتلهم
-إمحوتب:إن قتلت أي أحد أراه في طريقي فسأستنفذ قوتي على السخافات
-بثينة(بتوتر) :ههه هذا جيد

على بعد عدة أمتار منهم كان هناك منجم للفحم ويبدو أنه فارغ حاليا...دخلاه وكان شكله يبدو مرعبا لذا بقيت بثينة تسير بحذر خشية أن يسقط على رأسها

بعد أن وصلوا لآخر النفق قام إمحوتب بإغماض عينيه والتأمل مجددا ثم فتحهما وأشار بإصبعه جهة إحدى الزوايا
-إمحوتب:الجوهرة هنا...احفري
-بثينة:أحفر؟! ولماذا تترك سيدة تحفر؟!
-إمحوتب:لأنني سأحفر بطنك إن لم تفعلي
-بثينة(بخوف) :حاضر

حملت الفأس وصارت تحفر الحائط الترابي واستمرت بذلك لساعة تقريبا حتى شعرت بشيء صلب مغروس في التراب وعندما مسحت عليه وجدته جوهرة باللون الأبيض
-بثينة(بصدمة) :جوهرة أخرى مستديرة! أهذا ما كنت تبحث عنه؟

حاول لمسها بيده لكنها احترقت
-إمحوتب:نعم...هذه هي

أخرجت بثينة الجوهرة من التراب وأمسكتها بيدها اليمنى بينما باليد اليسرى أمسكت الجوهرة السوداء
-بثينة(بسعادة) :مذهل! لم أظن طوال حياتي أنني سأمسك بين يداي هذه الكمية الكبيرة من الجواهر

خرج إمحوتب من هناك فشعرت بثينة بالخوف وحملت قطها ثم لحقت به...لم يستغرقهما الأمر طويلا حتى جاء قطار آخر لنقل الفحم فركباه وسارا عائدين لمصر

طوال الطريق كانت بثينة مستلقية على الأرض وتتلوى من الجوع خاصة بعد الجهد الذي بذلته لحفر مكان الجوهرة وبعد أن وصلوا للمدينة أخيرا أخذها إمحوتب لأحد المطاعم فطلبت مائدة كبيرة من الطعام وأكلتها بسرعة حتى شبعت
-بثينة(بسعادة) :أوووه الحمد لله لقد شبعت...ليس هناك أبدا ما يظاهي ملء المعدة الخاوية

بينما تتحدث خرج إمحوتب من المطعم وتركها
-بثينة(بتجهم) :مجددا...علي دفع الحساب...أصلا من يهتم...المهم أنه لم يضرب أصحاب المطعم هذه المرة أيضا

ذهبت ودفعت الحساب بمفردها ثم خرجت ووجدت إمحوتب ينتظرها

ذاك اليوم بقي محمود على الحاسوب يحاول تعقب الآداة التي وضعتها والدة بثينة في معدتها وأخيرا نجح قي ذلك
-محمود:نجحت...الإشارة ظهرت أخيرا

اجتمع الكل حوله مترقبين لمعرفة المكان الذي توجد فيه بثينة الآن
-محمود:انظروا لهذا...الإشارة قريبة جدا
-فراس:هل أختي هنا في المدينة؟
-الأم:أظن ذلك
-الأب:لنذهب ونحضرها

أراد الأب السير ولكن محمود أمسكه من ذراعه مانعا إياه
-محمود:لا تفعل...اتركها معه...نحتاج تعقب مكان المومياء وجميع تحركاتها
-الأب(بحدة) :أتريد مني ترك ابنتي في حوزة ذلك المجعد حتى يقوم بقتلها؟
-محمود:لن يقتلها...هو بحاجة لتابع من البشر ليصل لمبتغاه
-الأب(بحدة) :إن كانت مصلحتك أهم من حياة ابنتي فاعذرني لأنني لا أتفق معك...أنا ذاهب لإحضارها

خرج الأب أولا فنظر البقية لبعضهم
-الأم:أنا أيضا سأحضر ابنتي
-فراس:نعم أمي...لنذهب

بعد أن خرج الجميع تنهد محمود بقلة حيلة ثم لحق بهم

جلست بثينة على الرصيف لترتاح لبعض الوقت وبجانبها إمحوتب الذي كان يرتاح أيضا فقواه ضعفت كثيرا منذ آخر مرة

فجأة سار القط المسمى "تستس" عبر الشارع واختفى في أحد الأزقة
-بثينة(بصراخ) :مهلا...تستس...عد

نهضت لتلحق به فوجدته متوجها نحو بائع للسمك
-بثينة:هل تريد سمكة؟

نظرت للبائع فوجدته يحمل المكنسة مستعدا لضرب القط
-بثينة:لا تضربه...سأشتري له...هو جائع فقط
-البائع:جيد...ستريحينني من إزعاجه
-بثينة:هل تزعجك القطط عادة؟
-البائع:كثيرا...وأحيانا يسرقون السمك ويهربون...لهذا أضربهم بالمكنسة دائما
-بثينة:ههههه القطط رائعة
-البائع:لكن ليس بالنسبة لبائعي السمك
-بثينة:ههههه صحيح

أعطت سمكة للقط فتناولها وبعد أن أنهى الأكل حملته وعادت نحو إمحوتب فوجدته يقف في وسط الطريق وفي الجانب الآخر عائلتها ومحمود والناس حولهم مجتمعون
-الأب(بصراخ) :بثينة...تعالي هنا بسرعة
-بثينة:أبي!
-إمحوتب:لا تنصتي له...ابقي خلفي

تذكرت تهديدات إمحوتب فبقيت خلفه خوفا من أن يؤذي عائلتها...وبينما الكل حذرون ومتأهبون للهجوم قام إمحوتب باستخدام قوته وتسبب برياح عاصفة من حوله جعلت التراب يتطاير في كل مكان وفجأة ضربتهم رياح قوية أسقطتهم أرضا جميعا حتى صرخوا من الألم

مع تزايد الغبار أصبحت الساحة معتمة ولم يتمكن أي أحد من رؤية الآخر لذا انتظروا حتى هدأ الوضع لكن كانت بثينة قد اختفت بالفعل من هناك ومعها إمحوتب والقط!



عدل سابقا من قبل بثينة علي في الأربعاء مارس 15, 2023 6:43 pm عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1297
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 27

رِوَايَة المُومْيَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة المُومْيَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة المُومْيَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الأحد يوليو 10, 2022 11:26 am

رواية المومياء : الفصل السادس



في منطقة معزولة في صحراء مصر الواسعة جلست بثينة أمام نار موقدة تتدفأ مع قطها تستس وإمحوتب بجانبها يقوم بالتأمل المعتاد لكي يعثر على إحدى الجواهر الستة
-إمحوتب:غريب...إنها بعيدة جدا لدرجة أن لا أستطيع الإحساس بها
-بثينة:أحقا؟
-إمحوتب:كل ما تمكنت من رؤيته هو لافتة برموز غريبة تعبر عن المكان الذي هي فيه
-بثينة:هذا مؤسف

ثم نظر لها وقطب حاجبيه
-بثينة(بتوتر) :ماذا؟
-إمحوتب:تلك الرموز دون أدنى شك هي حروف للغة من هذا الزمن...ساعديني في قراءتها
-بثينة:أتمنى ذلك ولكن كما ترى فأنا لا أستطيع الرؤية بعينيك

وقف من مكانه وصار يتأمل مجددا لبضع دقائق ومع عينيه المغمضتين جلس جلسة قرفصاء وصار يرسم بإصبعه على الرمل حتى رسم كلمة باللغة الإنجليزية
-إمحوتب:اقرئي هذا

نظرت للكلمة فوجدتها كلمة "london"
-بثينة:لندن! لكنها بعيدة جدا
-إمحوتب:هل تعرفينها؟
-بثينة:أجل...هي مدينة تابعة للمملكة المتحدة
-إمحوتب:كيف يمكننا الذهاب هناك؟
-بثينة:لا أدري...هل تظنني gps؟
-إمحوتب:لا فائدة ترجى منك حقا...لنذهب هناك بالباخرة
-بثينة:ماذا عن قطي؟
-إمحوتب:دعيه هنا وسنعود لأخذه لاحقا
-بثينة:لكن نحن في الصحراء...قد يتوه
-إمحوتب(بحدة) :دعيه فورا

في نفس الوقت الذي كانت فيه بثينة محتجزة عند إمحوتب كان بقية أفراد عائلتها في منزل محمود...كانت الأم تطوف بالغرفة في قلق بينما الأب ومحمود يتناقشان ويبحثان عن خطة...أما فراس فكان يمسك جهاز التحكم ويقلب قنوات التلفاز بتململ يحاول شغل نفسه إلى أن لمح على إحدى القنوات إعلانا يتحدث عن جوهرة أثرية حمراء بحجم 2000 قيراط تم التنقيب عنها مؤخرا وهي تعتبر ثروة ولذلك تم حفظها في متحف لندن بالمملكة المتحدة ويأتي الزوار يوميا لمشاهدتها
-محمود:مهلا مهلا! هل هذه ضالتنا؟ هل كتب أن حجمها ألفي قيراط؟
-فراس:لا أعلم...لم أكن مركزا فأنا أكره هذه الأشياء
-محمود:يال الصدفة! هذا تماما ما كنا نحتاجه...هذه هي الجوهرة...وجهتنا القادمة هي لندن
-الأم:إحدى الجواهر التي تفتح الضريح المدفون الذي أخبرتنا عنه؟
-محمود:بالضبط
-الأم:ممتاز! إذًا فبثينة والمومياء سيكونان هناك
-محمود:أجل
-الأب:ماذا ننتظر؟ لننطلق

حجز أفراد العائلة ومعهم محمود تذكرة طيران للمملكة المتحدة مباشرة وكانوا أول الواصلين للندن...وبمجرد أن وطئت قدمهم البر توجهوا للمتحف الذي تعرض فيه الجوهرة الحمراء وحجزوا تذاكر للدخول وراقبوا المكان جيدا إلى أن عثروا على الجوهرة موضوعة في زاوية آمنة من زوايا المتحف في صندوق زجاجي مغلق بإحكام
-محمود:هاهي ذي ضالتنا
-الأم:علينا الحصول عليها قبل أن تحصل عليها المومياء
-الأب:وكيف ذلك؟
-الأم:تعالوا

ركضت الأم أولا نحو حراس المتحف ولحقها البقية دون أن يعرفوا ماذا ستفعل
-الأم:رجاءً أيها الحارس...نريد الجوهرة الحمراء لنحميها...المومياء في الطريق إلى هنا وإن حصلت عليها فستكون الأوضاع كارثة

قطب جميع الحراس حاجبيهم استغرابا لما يسمعونه
-الحارس:ما الذي تهذين به يا سيدة؟
-الأم:لست أهذي...أنا جادة...ألم تسمع بالمومياء؟
-الحارس:فهمت...تظنين أن هناك مومياوات بالمتحف؟ الحقيقة لا يوجد...يمكنك التوجه لمصر فلديهم الكثير منها هناك
-الأم:لا...لم تفهم قصدي
-الأب:عزيزتي...دعيني أحدثه
-الحارس:ماذا هناك أنت أيضا؟
-الأب:إنها محقة...المومياء عادت وهي تخطط لسرقة الجوهرة الحمراء لذا علينا الحصول عليها لحمايتها
-الحارس:خيالك واسع...تريد الحصول على الجوهرة؟ في أحلامك...إنها ملك للمتحف فقط
-الأب:أعلم لكن...
-الحارس:هلَّا غادرت وتركتني أمارس عملي؟ لا تجعلني أطردك

تنهد الأب بقلة حيلة ثم ابتعدوا عن المنطقة وذهبوا للتجول داخل المتحف...كان فراس قد ذاق ذرعا من ما يراه لذا قطب حاجبيه وتوجه نحو مكان الجوهرة وتجاوز الحد المسموح به ثم حاول فتح الصندوق لكن الجهاز أطلق إنذارات عالية مما جعل الحراس يركضون لتقييده
-فراس(بصراخ) :اتركوني...المومياء قادمة إلى هنا وسنموت لو لم تعطونا الجوهرة لنحميها

فجأة وفي تلك الفوضى فإذا برياح عاصفة قوية مليئة بالرمل تضرب داخل المتحف فتحجب الرؤية عن الجميع...وبسرعة وضعت والدة بثينة نظاراتها لكي لا تتسلل الرمال لعينيها فتمكنت من رؤية إمحوتب عند البوابة يقف محدثا كل تلك الفوضى

توجه بسرعة نحو الجوهرة ليسرقها ولكنها ركضت معه لنفس الاتجاه ووضع كلاهما يديهما على الصندوق الزجاجي في نفس الوقت
-إمحوتب(بحدة) : الجوهرة لي...تراجعي
-الأم:سأتراجع...لكن في أحلامك فقط

قامت بإخراج هاتفها من جيبها بسرعة واستخدمته كآداة صلبة وضربت به الزجاج العازل فكسرته وأخذت الجوهرة ثم رمتها بعيدا حتى سمعت صوت شخص يصرخ "آي"...كان ذلك صوت محمود الذي ضربته الجوهرة في رأسه ولم يتمكن من رؤيتها في تلك العاصفة الترابية التي أحدثها إمحوتب
-الأم:أوبس! أعتذر حقا
-محمود:لا عليك سيدتي

حمل محمود الجوهرة من الأرض وخبأها خلفه في حين صرخ إمحوتب صرخة قوية أفزعت الجميع وصار الناس يهربون من المتحف بعضهم من الأبواب والبعض الآخر من النوافذ

هدأت العاصفة الترابية أخيرا ووقف إمحوتب على بعد خطوات من والدة بثينة ثم توجه نحو محمود ليأخذ منه الجوهرة الحمراء لكنه تراجع ووقف في وجهه والد بثينة
-الأب:لدينا كلام يا عزيزي...أين ابنتي؟
-إمحوتب:في جهنم
-الأب(بصراخ) :عزيزتي...خذي الجوهرة وغادري

ركضت الأم بسرعة نحو محمود فأعطاها الجوهرة ثم انطلقت بها للخارج لتهرب وتركت الرجال الثلاثة فراس ووالده ومحمود يتقاتلون مع إمحوتب الذي أراد اللحاق بها وسلب الجوهرة منها

أثناء ركضها عبر الممر المؤدي للمَخرج وجدت ابنتها بثينة مختبئة خلف الباب
-الأم:بثينة! ها أنتِ ذا!
-بثينة:أمي!
-الأم:بسرعة...لنخرج من هنا قبل أن تلحق بنا المومياء
-بثينة:لكن...لا أستطيع
-الأم:لِمَ لا؟
-بثينة:هكذا فحسب
-الأم(بحدة) :لا وقت لسخافتك أنتِ أيضا...ما دامت الفرصة متاحة بيدنا فلنغادر

أمسكتها من ذراعها وجرتها غصبا...والطبع حاولت بثينة التحرر مرارا وتكرار ولكن والدتها أقوى منها فاستسلمت في النهاية وذهبت معها

أما داخل المتحف فكان الرجال الثلاثة يتقاتلون مع إمحوتب وتمكنوا من الإطاحة به وربطه جيدا بنوع قوي من الحبال ولم يستطع تحرير نفسه كونه ضعيفا جدا وقد استخدم الكثير من طاقته في إحداث العاصفة الرملية لذا يحتاج وقتا ليستعيدها مجددا

وقف فراس بجانب إمحوتب بثقة ووقفة متمايلة وهو ثانٍ ذراعيه
-فراس:أرأيتما؟ لولاي لما تمكنتما من الإطاحة به

ضحك عليه والده ومحمود كذلك
-الأب:أجل بالطبع...أنت من أطحت به من خلال بقائك في الخلف بعيدا بعدة خطوات
-فراس(بتجهم) :بل كنت أحمي ظهركما
-الأب:لا نحتاج حماية لظهرنا فالعدو أمامنا وليس خلفنا
-فراس:حسنا...لن أتدخل المرة القادمة وستريان ما سيحل بكما من دوني
-الأب:لو كانت هناك مرة قادمة...بما أن إمحوتب هنا بالفعل وتمكنا منه فلننهي وجوده
-محمود:أجل
-فراس:وكيف نفعل ذلك؟
-الأب:فقط أخبرني أننا نستطيع فعلها اليوم
-محمود:للأسف لا
-الأب وفراس(بتذمر) :أوه لاااا!
-محمود:نحتاج قوس الجحيم وللوصول إليه علينا جمع الجواهر الستة وكما تعرفون حتى الآن معنا جوهرة واحدة فقط
-الأب:أما من طريقة غير ذلك؟
-محمود:بلى...هناك آداة أخرى بإمكانها قتل المومياوات والكائنات الخارقة...لكن لا أحد يعلم أين هي...إنها عبارة عن سكين يدعى "سكين الحجيم" وطعنة واحدة منه ستودي به لستين داهية
-فراس:ألا يمكننا قتله بسكين عادي؟

فجأة حل صمت مرعب من سخافة ما قاله فراس وتبادل الآخران النظرات لبعضهما بتجهم
-محمود:لو كان بشرا طبيعيا لأثر فيه سكين...لكنه خارق للطبيعة لذا يحتاج شيئا خارقا للطبيعة لقتله
-فراس:هذا منطقي
-الأب:والآن أين سنبقيه إلى حين نعثر على قوس الجحيم؟
-محمود:هذه هي المشكلة...نحتاج مكانا نحتجزه فيه إلى حين نجمع الجواهر الستة ونحرر قوس الجحيم
-الأب:تعال...لنأخذه خارجا

حاول ثلاثتهم حمل إمحوتب وكان ذلك صعبا جدا لأنه يتحرك كثيرا...لم يكن لديهم مكان يأخذونه إليه كونهم خارج الوطن ولكن محمود اقترح عليهم أخذه لمكان معزول مؤقتا وهو عبارة عن غابة صغيرة لا يأتيها الكثيرون...لذا تركوه هناك واجتمعوا عنده يحرسونه

في نفس الوقت كانت بثينة ووالدتها في الفندق وحملت الأم الهاتف تكلم الأب بينما تطوف بالغرفة في قلق
-الأم:عزيزي...ماذا نفعل؟ إلى أين نهرب؟ المومياء ستمسكنا مجددا وتختطف بثينة وتأخذ الجوهرة الحمراء
-الأب:عودي لمصر بسرعة...اذهبي لمنزل محمود فعليه حاجز عازل يمنع المومياء من الدخول وبهذا ستبقيان آمنتين ومعكما الجوهرة
-الأم:وماذا عنكم؟
-الأب:سنبقى هنا لنحرس تلك المومياء المجعدة لحين وصولكم...لا تنسي الاتصال بي رجاءً
-الأم:مازلت غير متأكدة أنها فكرة سديدة
-الأب:بل هي كذلك...ثقي بي...نحن رجال ولن يصيبنا مكروه...أنتما امرأتان ومن السهل أن تؤذيكما المومياء...هيا عودي ولا تقلقي علينا

شعرت الأم بعدم الراحة للفكرة ولكن لا خيار آخر فزوجها محق...ولذلك أسرعت نحو الحاسوب لحجز تذكرة طيران للعودة لمصر هي وبثينة
-بثينة:ماذا سنفعل؟
-الأم:نغادر
-بثينة:لكن...
-الأم(بحدة) :بدون لكن...سنغادر ومعنا الجوهرة الحمراء لنحميها ثم نجمع البقية لاحقا

كانت هناك جوهرتان بالفعل بحوزة بثينة...الجوهرتان البيضاء والسوداء اللتان طلب منها إمحوتب الاحتفاظ بهما سابقا لأنه لا يستطيع لمسهما بيديه أو حملهما...لكنها شعرت بالخوف من إخبار والدتها لأن أي حركة خاطئة ستجعله ينفذ تهديداته بقتل عائلتها

في النهاية قررت الصمت قليلا وسترى ما ستفعله لاحقا حين تصبح في أمان من أيدي المومياء

مرت ساعات وغادرت بثينة مع والدتها بالطائرة نحو مصر ودخلتا منزل محمود الذي هو أأمن منطقة في العالم والآن لا يمكن للمومياء الوصول إليهما وأذيتهما

أخذت الأم الجوهرة الحمراء ووضعتها في علبة مغلقة على رف الخزانة ونظرت لها بسعادة
-الأم:الجوهرة بأمان...بقي أن نبحث عن البقية
-بثينة:أمي...
-الأم:هل كان يهددك؟

أحنت بثينة رأسها بحزن وأومأت أنْ نعم
-الأم:لا داعي للقلق...من الآن فصاعدا أنتِ آمنة ولن يتمكن من تهديدك أو الوصول إليك حتى...سننتظر الآن عودة والدك وأخيك ومحمود

أخذت الهاتف من حقيبتها واتصلت بالأب فرد عليها
-الأب:أهلا عزيزتي
-الأم:ماذا تفعلون عندكم؟
-الأب:نتناول الشواء

كان الوقت ليلا في لندن لذا أشعل ثلاثتهم نارا واجتمعوا حولها يشوون قطع اللحم
-الأم:ماذا عن المومياء؟

نظر الأب خلفه فرأى إمحوتب ما يزال مربوطا وهو جالس أرضا محنيا رأسه بطريقة غريبة
-الأب:ها هو هنا يجر ذيول الخيبة بعد أن لقناه درسا
-الأم:ولم يحاول الهروب حتى!
-الأب:وهل يستطيع؟ إنه في حضرة اثنين من أشرس رجال العالم
-فراس(بتذمر) :ماذا عني؟
-الأب:حسنا...رجلين ونصف هههههههههههههههه
-فراس(بتجهم) :شكرا أبي
-الأم:كن حذرا عزيزي وعد بالسلامة
-الأب:سأفعل عزيزتي...وداعا

في اللحظة التي أقفل فيها الخط كانت المومياء خلفهم تبتسم بخبث...كان كل شيء مخططا له...والآن حان وقت التنفيذ فقط

فجأة وقف إمحوتب على قدميه وبحركة سريعة قام بقطع الحبال التي تربطه
-الأب:محمود...ألم تقل أنها حبال خارقة ولا يمكن قطعها؟
-محمود:أوبس! يبدو أنني استخدمت الحبال الخطأ

بما أن إمحوتب جمع ما يكفيه من الطاقة فقد اختفى في نفس اللحظة التي ركض فيها الرجال الثلاثة نحوه ليمسكوه وعاد لمصر باستخدام قوته فقط

أما في مصر فكانت والدة بثينة تحاول إعداد شيء لأكله في المطبخ وفجأة سمعت صوت الباب الخارجي يضرب بقوة كما لو أن أحدهم يريد كسره

توجهت نحو البهو ونظرت للباب فلحقتها بثينة ووقفت خلفها ترى ما الذي يجري...فجأة ضرب إمحوتب الباب بقوة وكسره...كانت هذه خطته من البداية أن يستغل وجودهما بمفردهما ويدخل المنزل ويأخذ كل ما يحتاجه

بعد كسره للباب حاول الدخول لكن الحاجز السحري الذي يحمي البيت منعه...حاول ضربه بيديه وساقيه مرارا وتكرارا لكنه يدفعه للخلف ويمنعه من الاقتراب وأحيانا يكهربه

سمعت الأم صوت الهاتف يرن فركضت نحوه وردت بينما إمحوتب يضرب الحاجز بقوة
-الأم:ألو
-الأب:هل أنتما بخير؟
-الأم:أجل لا تقلق...لكن لا أعلم إلى متى فالمومياء تهاجمنا
-الأب:نحن في الطريق إليكما...لا تغادر منزل محمود
-الأم:لكن الرحلة قد تستغرق ساعات
-الأب:أعلم...ما من حل آخر...ابقيا هناك لحين عودتنا
-الأم:حسنا

رمت الأم الهاتف جانبا وبقيت تتفرج مع بثينة إمحوتب وهو يضرب الحقل العازل بوحشية يريد اختراقه لكن دون جدوى...مضت عليه ساعات وهو يحاول حتى نفذت طاقته لذا اختفى من المكان وتركهما

أخيرا تنفست كلاهما الصعداء ونظرتا لبعضهما
-الأم:سأتأكد من مغادرته...ابقي هنا
-بثينة:لا رجاءً لا تفعلي...قد يكون بالجوار
-الأم:لا تقلقي...لن أقترب كثيرا...سأبقي بيني وبين الباب مسافة آمنة

توجهت نحو الباب بخطوات بطيئة وحين بقي بينها وبينه خطوات قليلة نظرت حولها وتفقدت الأوضاع فلم تجد أثرا لإمحوتب...تقدمت أكثر إلى أن أخرجت رأسها من الباب وأيضا لم تعثر عليه...استدارت نحو بثينة وأومأت لها برأسها دليلا على أنه غادر لكن فجأة شعرت بيد تمسكها من شعرها المربوط على شكل ذيل حصان وتسحبها للخارج...كان ذاك إمحوتب الذي اختبأ في أعلى المنزل

أخذها للخارج وأمسكها من رقبتها من الخلف فصرخت عليه ليتركها وصرخت بثينة معها
-بثينة(بصراخ) :أمي! لا...دعها وشأنها

كانت ستركض ناحيتها لتحررها لكن والدتها تدخلت
-الأم(بصراخ) :ابقي هناك أيتها البلهاء
-بثينة:لا يمكن
-إمحوتب:سلميني مخطوطة قوتي ومعها الجواهر...وسلمي نفسك أيضا
-الأم:في أحلامك

بمجرد نطقها لذلك وضع يديه على رقبتها وحاول تدويرها بقوة وهذه الحركة يمكن أن تقتلها
-بثينة(بذعر) :لا رجاءً...دعها...سأعطيك ما تحتاجه
-إمحوتب:ما الذي تنتظرينه؟

ركضت نحو الغرفة السرية لمحمود وبحثت عن المخطوطة التي تم فيها ختم قوته ولكن كان هناك عشرات الصناديق ولا يمكنها ضمان أنه لم يغير مكانها

أخذت عشوائيا بعض الصناديق ورمتها أمامه
-بثينة:أي منها تحوي مخطوطتك؟

ركز قليلا مع الصناديق ثم أشار لإحداها
-الأم(بصراخ) :أيتها الغبية...أعيدي الصناديق
-بثينة:لا حل آخر أمي...حياتك أهم من مخطوطات غبية
-الأم(بصراخ) :أنتِ لا تفهمين...إن بلغ مراده فسنموت جميعا...أنتِ هكذا تضحين بكل العالم لأجلي وسيقتلني لاحقا
-بثينة:ماذا!

أغلق إمحوتب فمها بسرعة
-إمحوتب:إنها تخرف...هدفي واضح...والآن الجواهر

عادت بثينة للداخل وأحضرت الجوهرة الحمراء وباقي الجوهرتين اللتين كانتا معها
-الأم(بصراخ) :كانتا معك أيتها الغبية ولم تخبريني!
-بثينة(بحزن) :آسفة أمي
-إمحوتب:سأترك والدتك كما وعدتك...والآن هيا بنا...تعلمين أنني أحتاجك للاحتفاظ بالجواهر

وبسرعة أفلت والدتها وأمسكها من ذراعها واختفيا...وفي آخر ثانية حاولت والدتها إمساكها ومنعها من الذهاب وللأسف لم تستطع سوى إمساك عدة خصلات من شعرها وبذلك فقدتها مجددا وفقدت معها مخطوطة القوة والجواهر الثلاثة وحتى ذلك الوقت مازال زوجها ومحمود وفراس في الطريق إلى هناك



عدل سابقا من قبل بثينة علي في الأربعاء مارس 15, 2023 9:19 pm عدل 2 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1297
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 27

رِوَايَة المُومْيَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة المُومْيَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة المُومْيَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1السبت يوليو 16, 2022 3:30 pm

رواية المومياء : الفصل السابع



مرة أخرى ظهر إمحوتب في مكان معزول في وسط صحراء مصر ومعه بثينة التي تحمل الجواهر الثلاث في حقيبة ظهرها وعندما أفلتها انزلقت وسقطت على وجهها في الرمل...كان الظلام حالكا من حولهما كونهما في الليل ولا ينير المكان سوى ضوء القمر الخافت

نهضت من الرمل ونفضت ثيابها وقطبت حاجبيها بانزعاج
-بثينة:دائما نفس الحكاية...أفلتني بلطف المرات القادمة رجاءً
-إمحوتب(بحدة) :كيف جرؤتي على الهروب وتركي رغم أنني حذرتك...هل تريدين الموت لأهلك؟
-بثينة:لم أهرب...ها أنا ذا معك
-إمحوتب:لكنك خططتِ للهرب مع والدتك...ولولا تحايلي عليكما لما أتيتِ معي
-بثينة:لم أرد الذهاب معها...لقد أجبرتني
-إمحوتب(بحدة) :سيكون آخر تحذير...المرات القادمة سأقتلكما أنتما الاثنتين معا
-بثينة(بتجهم) :حاضر

وبينما يتحدثان فإذا بهما يسمعان صوت رصاص من خلفهما...كان أولئك مجموعة من قطاع الطرق
-الزعيم:سلمانا ما لديكما...أو أقول سلمنا الفتاة أيها الرجل العجوز

كان الظلام يطغى على المكان لذا لم يتمكن أولئك العُصبة من قطاع الطرق من رؤية شكل إمحوتب الحقيقي ولون بشرته فاعتقداه مجرد بشري
-الزعيم:أعتقد أن كلامي واضح
-بثينة(بخوف) :مولاي! ماذا نفعل؟
-إمحوتب:لا أريد تضييع وقتي وطاقتي على هؤلاء الحمقى في كل مرة...اذهبي إليهم فحسب وأريحيني
-بثينة(بصراخ) :ماذا؟! ستسلمني إليهم بكل سهولة! لكنني تابعتك الوفية المخلصة المثابرة
-إمحوتب:أتعدينني أن تبذلي جهدا أكبر مقابل أن لا أسلمك لهم؟
-بثينة:امممم لا حل آخر أمامي...مهلا! من قال أنني لا أبذل جهدا! لولاي لما تمكنت من الاحتفاظ بالجواهر الثقيلة الغريبة
-الزعيم(بصراخ) :كفا عن الثرثرة أنتما...نفذا ما طلبت فورا

تجاهلهم إمحوتب وأعطاهم ظهره وسار بعيدا عنهم كأنهم لم يخاطبوه أو يهددوه من الأساس...كان باردا معهم ومشى في طريقه وترك بثينة خلفه
-بثينة(بصراخ) :ما الذي تفعله؟ انتظرني

ركضت لتلحق به وتهرب هي أيضا...وفي اللحظة التي خطت فيها خطوة واحدة أشار الزعيم لأحد رجاله فوجه المسدس نحوها وضغط الزناد فانطلقت رصاصة واحدة استقرت في ظهرها واخترقته نحو صدرها فتصنمت واقفة مكانها بعد أن أحسن بألم قاتل

فجأة توقف إمحوتب عن السير ونظر خلفه فوجدها متصنمة مكانها...سالت الدماء من فمها ثم سقطت أرضا منكبة على وجهها والدماء شلالات من ظهرها وصدرها أيضا
-إمحوتب(بهمس) :تبا!

اجتمع الرجال على إمحوتب مجددا ووجهوا نحوه أسلحتهم
-الزعيم:مصيرك سيكون مثلها وهذا بسبب عنادك

فجأة تحول الجو من حولهم لرياح عاتية تسببت بعاصفة رملية قوية جعلت الجميع يغلقون أعينهم خشية من تسلل الرمال إليها...كانوا غير قادرين على الرؤية بتاتا ولذلك صاروا يحاولون تغطية وجوههم والبحث عن مخرج من تلك العاصفة

كان الزعيم يسير أيضا باحثا عن الطريق وفي كل مرة كان يسمع صراخ أحد من رجاله...هذا أخافه كثيرا فصار يركض إلى أن تعثر بجثة...ومع هذا الرعب القاتل شعر بالخوف وصار يركض وكلما ركض عدة خطوات عثر على جثة أحد من رجاله غارقا في دمائه

في آخر لحظة له من حياته تعثر وسقط أرضا وعندما استدار رأى خيال إمحوتب أمامه ثم هاجمه هجوما شرسا مزقه فيه لأشلاء

مضت ليلة كاملة وحل الصباح الباكر ففتحت بثينة عينيها ببطء وشعرت بألم حاد في صدرها...لم تستطع حتى الحركة أو النهوص لذا تجولت بعينيها في المكان...وأول ما رأته إمحوتب الذي كان يجلس بجانبها ويضع يديه على صدرها وكلتا يديه تومضان باللون الأبيض...لحظة بلحظة كانت تشعر بشعور غريب في مكان الإصابة...كما لو أن الألم أصبح أخف...كما لو أنها تتماثل للشفاء

بعد دقائق أزال يديه عنها وجلس معطيا ظهره لها وكان يبدو متعبا للغاية...حاولت الحركة فاكتشفت أنها بألف خير واستطاعت النهوض من مرقدها ونظرت لنفسها وجرحها فوجدته قد التأم كما لو أنه لم يكن لذا نظرت له مصدومة
-بثينة(بصدمة) لكن...كيف!؟
-إمحوتب:لا تنسي...أنا إمحوتب قديس الطب
-بثينة(بصدمة) :قديس الطب! أهذا يعني...أنك...تستطيع شفاء الأشخاص؟
-إمحوتب:وما رأيك؟

نظرت مجددا لجرحها وانصدمت...معقول أنها كانت ستموت وأنقذها باستخدام سحر الطب الذي لديه!
-بثينة(بحزن) :مولاي! لقد أنقذت حياتي! إذًا فأنت تحبني

من شدة تأثرها عانقته ممسكة بذراعه بقوة ووضعت رأسها على كتفه بدلال...لكنها شعرت بجسده يرتجف...يبدو أنه خسر الكثير من طاقته...كونه يرتجف فهذا يعني أنه أضعف ما يكون...طوال فترة بقائهما معا لم تراه في شدة الضعف هذه لذلك شعرت بالحزن عليه

دفعها بعيدا عنه بسرعة وابتعد وبقي معطيا ظهره لها...لم يكن يريد أن تراه بتلك الحال وتعرف حقيقة ضعفه...لكنه لم يدرك أنها تعرف كل شيء بالفعل...حدقت به من الخلف للحظات ثم عادت للجلوس بعيدا عنه والتزمت الصمت نهائيا

بعد أن جلسا لبعض الوقت تذكرت أمر قطها لذا وقفت بسرعة
-بثينة:مهلا! أين قطي؟
-إمحوتب:في مكان ما من الصحراء
-بثينة:لااااا سيتوه...علينا العثور عليه
-إمحوتب:اذهبي واعثري عليه بنفسك...أنا سأبقى هنا

نظرت له بشفقة فهي تعرف أنه لا يستطيع حتى السير خطوتين بسبب الضعف الشديد الذي هو فيه لذا صمتت وجلست مكانها وانتظرته حتى يستعيد طاقته

أما في منزل محمود فقد عاد هذا الأخير مع والد بثينة وأخيها وعثروا على والدتها جالسة بإحباط واضعة كلتا يديها على رأسها فأخبرتهم القصة وهي حزينة
-محمود:لا عليكِ سيدتي...لا تنسي أننا نستطيع تعقبها

فتح محمود الحاسوب فظهرت من خلال الشاشة نقطة ظاهرة في خريطة رقمية تدل على مكان بثينة
-الأب:أين هي الآن؟
-محمود:في صحراء مصر
-الأب:المكان هناك شاسع جدا لذا لن نجدها
-الأم:لنصبر حتى تعود للمدينة

مضى ذلك اليوم واحتاج إمحوتب وقتا طويلا ليستعيد عافيته...في ذلك الوقت كانت بطن بثينة تصدر أصوات قرقرة عالية ورغم ذلك لم تنبس بكلمة بل بقيت تضغط على بطنها لعل الجوع يذهب لحاله
-إمحوتب(بتجهم) :مزعجة
-بثينة:لم آكل منذ الأمس...هذا طبيعي
-إمحوتب:ليتك تتحولين لمومياء حتى لا أعاني وأنا آخذك لتناول الطعام ذهابا وإيابا
-بثينة:حتى المومياوات تحتاج لتغذية أم أنك...

رمقها بنظرة حادة فصمتت على الفور
-إمحوتب:لنذهب

أمسكها من ذراعها واختفيا ليظهرا في وسط المدينة
-بثينة(بحماس) :أوه المدينة! وأخيرا! كم أنا سعيدة

نظرت نفسها فرأت ملابسها غارقة بالدماء
-بثينة:علي أخذ حمام أولا
-إمحوتب:لم يبقى سوى أن تطلبي خادما يقلك على ظهره...لماذا أنتِ مزعجة هكذا؟
-بثينة:لا يمكنني البقاء بهذا المظهر كما ترى
-إمحوتب:حسنا اذهبي...سألاقيكي لاحقا

توجهت أولا لشراء ثياب جديدة ثم اغتسلت داخل حمام عمومي وغيرت ثيابها ورمتها في حاوية قمامة...وأخيرا توجهت لأحد المطاعم وطلبت الطعام وأكلته بشراهة

بينما محمود جالس بجانب الحاسوب فإذا به يرى جهاز التعقب على بعد عدة أمتار منهم فحسب
-محمود:إنها هنا
-الأب:هيا لنسرع قبل أن تختفي

ركض الجميع نحو النقطة الموجودة على شاشة التعقب إلى أن عثروا عليها داخل حاوية نفايات مغلقة
-فراس:ماذا تفعل أختي القردة داخل الحاوية؟ أيعقل أنها عادت للمكان الذي تنتمي إليه؟
-الأب(بحدة) :اخرس أنت

نظر الجميع نحو الأم فوجدوها تنظر للحاوية بخوف ويدها ترتجف...يبدو أنها كانت خائفة
-الأم(بخوف) :افتح الحاوية...رجاءً

فهم الأب ما تقصده فاقترب من الحاوية وفتحها وانصدم أن وجد بداخلها ملابس بثينة المخضبة بالدماء بطريقة مرعبة...حينها انصدم الجميع وحملت الأم الملابس وعانقتها وهي تبكي
-فراس(بحزن) :لا أصدق! هل حقا أختي القردة ماتت؟!
-الأب(بحزن) :بثينة!

عم حزن رهيب في المكان لكن محمود تدخل
-محمود:أين الجثة؟ لو كان قتلها حقا فلماذا يرمي الجثة في مكان والملابس في مكان؟

فجأة توقفت الأم عن البكاء ونظر الجميع نحوه بترقب لما سيقوله
-محمود:جميعنا نعلم أنه يحتاجها ولا يستطيع حمل الجواهر دونها...وأيضا وجدنا الملابس دون الجثة...لا أعتقد أنه قتلها...ابنتكما مازالت حية ترزق
-الأم(بحشرجة) :ماذا عن كل تلك الدماء؟
-محمود:هذا ما يجب أن نعرفه
-الأب:أجل...هو يحتاج بثينة للبحث عن ما تبقى من الجواهر
-محمود:لعلني أعرف مكان إحداها
-الأم:حقا؟ أي واحدة؟
-محمود:الجوهرة الصفراء...هناك معلومات في أوراق البردي التي عثرت عليها لكن تحتاج دراسة وتعمقا أكثر
-الأب:وهل سيتجه إمحوتب للعثور عليها أيضا؟
-محمود:دون أدنى شك...لكن نحتاج للمساعدة...تعالوا سأعرفكم على شخص ما

في نفس الوقت انتهت بثينة من الأكل ودفعت الحساب وحين خرجت من باب المطعم عثرت على إمحوتب ينتظرها
-إمحوتب:بما أنك أنهيتِ فلنذهب
-بثينة:مهلا! ماذا عن تستس؟
-إمحوتب:جيد أنكِ ذكرتني به...لنذهب ونجده

انتقلا لوسط الصحراء حيث تركا تستس أول مرة ولكنهما لم يعثرا عليه
-بثينة(بصراخ) :تستس...أين أنت يا صغيري؟
-إمحوتب:غبية...أتظنين أنه سيسمعك ويفهم عليك؟
-بثينة:ولِمَ لا؟
-إمحوتب:ببساطة لأنه حيوان
-بثينة(بهمس) :أنت الحيوان
-إمحوتب(بحدة) :على فكرة أستطيع سماعك
-بثينة:لم أقصدك

واصلت التجول في المكان والمناداة على قطها فلمحته من بعيد يركض نحوها وهو يموء
-بثينة(بسعادة) :تستس!

ركضت نحوه وعانقته بقوة وكان يبدو عطشانا جدا لذا أعطته بعض الماء والطعام
-بثينة:تقول لا يفهم الكلام ها؟
-إمحوتب(بتجهم) :قطط هذا الزمن غريبة حقا

توجه ناحيتها وأخذ القط منها ورفعه عاليا
-بثينة(بصدمة) :لا تقل أنك ستؤذيه كما آذيت والدته وأخته!
-إمحوتب:وأنتِ لماذا تهتمين؟
-بثينة(بصراخ) :يااااه كيف لا أهتم؟ هذا قطي...لقد ربيته لوقت طويل
-إمحوتب:لا تحتاجينه

أخذه منها وحاول أن يقتله ليستخدم دمه ولكنها تمسكت برجله بقوة
-بثينة(بحدة) :دع قطي وسأدع رجلك
-إمحوتب(بغضب) :تريدين الموت؟
-بثينة:أجل...اقتلني لو كنت تريد قتل تستس...لكن لن أسمح لك بإيذائه ما دمت حية

تنهد بقلة حيلة ثم أفلت القط ليسقط أرضا
-بثينة(بتجهم) :على الأقل ضعه بهدوء فهو صغير

كانت إحدى شروط استخراج قوة إمحوتب من المخطوطة هي قتل قطة سوداء...ويجب أن تكون سوداء لأن القطط السوداء مقدسة لدى المصريين القدامى وتستخدم للسحر لذا احتاج العثور على واحدة قبل أن يبدأ أي شيء

أثناء تنقلهما ذهبا إلى قطار يمر بالصحراء واتخذاه وسيلة للوصول للمدن بسرعة...وأثناء ذلك بقيت بثينة وحدها في إحدى المقطورات مع تستس بينما ذهب إمحوتب للمقطورة المجاورة...لم تكن تعرف ما سيفعل بالضبط لكنها بقيت هادئة تلعب مع القط

مرت دقائق وهو في المقطورة الأخرى إلى أن سمعت صوت صراخ لشخص ما
-بثينة(تفكر) :هل قام بإيذاء شخص آخر!

بقيت تنظر لباب المقطورة وبعد دقائق لاحظت أنه يفتح ببطء...ازدردت ريقها وفتحت عينيها على وسعهما بعد أن رأت الشخص الذي يدخل عليها...كان شابا طويلا ذا عضلات مفتولة وبغاية الوسامة...لكن ما صدمها أنه يرتدي ملابس إمحوتب

رفعت إصبعها مشيرة نحوه وفتحت فاهها من الصدمة
-بثينة:إمحوتب!

تقدم منها وابتسامة جميلة مرسومة على شفتيه
-إمحوتب:اعتدتِ أن تناديني مولاي...أيتها التابعة
-بثينة(بصدمة) :كيف! كيف تحولت لبشري؟!
-إمحوتب:استعدت قوتي...أليس شعورا مريحا؟

وسط صدمتها تلك نظرت للباب المفتوح فرأت في المقطورة المجاورة جثة لرجل تحول جلده للون الأسود مثل المومياوات تماما...أدركت حينها أن إمحوتب فعل شيئا ما له ليستعيد شبابه ومظهره الإنساني...لكنه أغلق الباب خلفه فانتفضت من الخوف وبقيت على حالها المصدوم ذاك
-إمحوتب:مجرد رجل من طاقم القطار...المهم أنني استعدت قوتي بالكامل...إنه أمر يستحق التضحية...الآن ستراني أنوكسونامون بأفضل مظهر ونستعيد قصة حبنا المجيدة
-بثينة(بصدمة) :أنو...ماذا؟!
-إمحوتب:لنذهب...سنقابل حبيبتي أخيرا بعد 5 آلاف سنة
-بثينة(بصدمة) :حبيبتك! ما الذي يجري بالضبط؟! أين أنا؟ أين أنتم؟ لماذا نحن هنا؟ وهل حقا حبيبتك ما تزال حية بعد 5 آلاف سنة؟

انفجر من الضحك وكانت ابتسامته بالفعل جذابة جدا لدرجة أن بثينة بقيت مكانها تراقبه منبهرة...لكن في النهاية نغزت نفسها وأدارت وجهها للناحية الأخرى وهي تشتم نفسها على سخافتها

في ذلك الوقت كانت عائلة بثينة ومعهم محمود متوجهين لأحد المتاحف الأثرية إلى أن عثروا على فتاة جميلة وجذابة وعندما رأتهم ابتسمت
-محمود:سلوى
-سلوى:سيد محمود...أهلا بك
-فراس(بهمس) :مذهل! هذه الفتاة صاروخ!
-الأم(بحدة) :فراس لقد سمعتك
-فراس:لم أقل شيئا
-محمود:أعرفكم على سلوى...زميلتي من الجامعة...لقد درست علم الآثار معي وهي امرأة في غاية الذكاء
-فراس:واضح هههه
-الأب(بحدة) :فراس!
-الأم:تشرفنا بك سيدة سلوى
-سلوى:ههههه لست متزوجة بعد
-فراس:أووو يالها من صدفة! أنا أيضا لست...

صمت فراس فورا حين نظر له الجميع بنظرة حادة...لكن ما زاد الموقف اشتعالا هو تدخل سلوى
-سلوى:الزواج حلم سامٍ لنا جميعا...لكن لو أردت الزواج حقا فسأختار رجلا وليس طفلا
-فراس:طفل! من الطفل!؟
-سلوى:ما رأيك أنت؟

انفجر البقية من الضحك
-الأب:هههههه أشم رائحة حريق
-فراس(بتجهم) :هذا لأتعلم إمساك لساني
-سلوى:محمود...لم تخبرني لِمَ أتيت...أنت عادة لا تزورني إلا في الأوقات الحرجة
-محمود:وهو كذلك...المومياء عادت للحياة

فجأة تصنمت سلوى مكانها
-سلوى:أتمزح؟
-محمود:لا
-الأم:جميعنا رأيناها...وقد اختطفت ابنتي أيضا وهددتها بقتلنا جميعا لو لم تنفذ طلباتها...وهناك احتمال أنها آذتها فقد عثرنا على ملابسها مغطاةً بالدم
-سلوى:إنها مشكلة ضخمة
-محمود:نحن نحتاجك...علينا العثور على الجواهر الست واستخدامها لفتح الضريح السحري واستخراج قوس الجحيم
-سلوى:أي جواهر تقصد؟

أخرج محمود من حقيبته مخطوطة من البردي القديم وأعطاها لها وحين نظرت خلالها عثرت على رسمات مصرية قديمة تبين أن هناك ضريحا سريا يفتح فقط في ليلة اكتمال القمر ولفتحه يجب العثور على 6 جواهر ولا أحد يعلم مكانها لأن أتباع الشخص الذي بنى الضريح أخفوها بأمر منه
-سلوى:وهل عثرتم عليها؟
-الأم:لا للأسف...هناك ثلاثة مع إمحوتب...الحمراء والبيضاء والسوداء...علينا الحصول على البقية لأنه من دونها لن يستطيع فعل شيء
-سلوى:وما المطلوب مني بالضبط؟
-محمود:نحتاج ذكاءك...هناك أمور كثيرة لم أستطع فهمها في المخطوطات لذا قد تفهمينها أنتِ
-سلوى:ههههه أنت تعترف إذًا بأنني أذكى منك
-محمود:أجل أعترف...هل أنتِ معنا؟
-سلوى:أجل معكم...تجهزوا لأنني سأنهي المهمة في يوم واحد
-فراس:نحن لم ننهيها خلال شهر وتنهينها أنتِ خلال يوم؟ أحلامك وردية حقا
-سلوى:أراهن أن السبب في فشلكم هو وجود شخص مثلك معهم...كيف استطاعوا تحملك؟ أصلا لماذا أنت معهم؟ اذهب للبيت وضع حفاظة ونم
-الأب:هههه بوم...قصف جبهات...فنون الرد
-الأم:فجرتك تماما
-محمود:هل جبهتك بخير؟ ههههههه
فراس(بتجهم) :علي ابتلاع لساني



عدل سابقا من قبل بثينة علي في الأربعاء مارس 15, 2023 9:58 pm عدل 2 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1297
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 27

رِوَايَة المُومْيَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة المُومْيَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة المُومْيَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الجمعة يوليو 29, 2022 6:03 pm

رواية المومياء : الفصل الثامن



وصل القطار أخيرا لوجهته فنزل إمحوتب أولا ونزلت بثينة خلفه تحمل تستس بين يديها

سارت خلفه إلى أن ذهب لمنطقة مليئة بالجبال والصخور العملاقة وهناك دخلا عبر كهف مظلم لا يضيؤه شيء
-بثينة(بخوف) :أمتأكد أنه لا يوجد عقارب أو حشرات مخيفة هنا؟ دائما الأماكن المظلمة مليئة بالمفاجآت

لم يرد عليها بل واصل سيره ومع تقدمهما أكثر بدأ الظلام يزيد إلى أن أصبح من الصعب عليهما رؤية الطريق أمامهما...حينها رفع إمحوتب إحدى يديه فاشتعلت فيها النار وأفزعت بثينة مما جعلها تتراجع للخلف وتتعثر وتسقط...نظرت للأرض فرأت عشرات الحشرات تزحف أسفل يديها فوقفت بسرعة وهي تنفض ملابسها بتقزز
-بثينة(بخوف) :لدي فوبيا من الحشرات...أشعر أن كل لحمي يحكني
-إمحوتب(بتجهم) :بشرية جبانة

واصل السير وواصلت خلفه إلى أن بلغا طريقا مغلقا وعليه ملايين الرموز المنقوشة على الحوائط...حينها وضع إمحوتب يده على المكان المسدود وصار يتمتم بكلمات غريبة بصوت منخفض إلى أن تحرك الحائط جانبا وانفتح الممر

هذا الأمر جعل بثينة تفتح فمها من الصدمة ولكن من شدة خوفها من الحشرات التي تحت رجليها ركضت بسرعة والتصقت بظهره
-بثينة(بخوف) :رجاءً دعني أخرج من هنا
-إمحوتب(بحدة) :أريد ذلك حقا...لا تظني أنني سعيد بتذمرك المستمر...لكن حتما لا حل آخر أمامي سوى أخذك معي لأن لكِ دورا مهما فيما سأفعله

نظرت له وشعرت بخوف أكبر
-بثينة(بخوف) :رجاءً لا تقل أنك ستضحي بي
-إمحوتب(بخبث) :ممممممم وماذا لو قلت أنني سأفعل؟
-بثينة(بصراخ) :لاااااااا

حاولت الركض بعيدا لكنه أمسكها من حقيبة ظهرها وأعادها لحيث كانت واقفة
-إمحوتب:لن أضحي بك...اهدئي...لكن قد أغير رأيي لو لم تقومي بواجبك
-بثينة(بخوف) :حاضر حاضر...سأفعل...أخبرني بسرعة بما علي فعله ولنغادر فجسمي كله يحكني من فوبيا الحشرات

سار داخل النفق وهي خلفه وأخيرا وصلا لحجرة غريبة...قام إمحوتب بالإشارة للحائط فاشتعلت المشاعل التي توجد هناك وأنارت المنطقة واستطاعت بثينة أن تلمح منضدة صخرية فوقها جثة محنطة وبجانبها بركة ماء صغيرة
-بثينة:ما هذا المكان الغريب؟!

نظرت نحو إمحوتب فوجدته يحدق بالجثة المحنطة متأثرا
-إمحوتب:أنوكسونامون

بينما تنظر إليه شعرت بكمية المشاعر التي يكنها لصاحبة الاسم...إنه لأمر غريب حقا ما تشعر به الآن...لم تعرف حتى كيف تتصرف في تلك اللحظة لذا وقفت صامتة فحسب

توجه لتلك الجثة المحنطة الموضوعة على المنضدة الحجرية وصار يلمس وجهها بلطف
-إمحوتب:أنوكسونامون...حبيبتي...ها قد عدت لأجلك كما وعدتك...لا تقلقي...سأعيد روحك الطاهرة للحياة ونعيد لم شمل عشقنا...لطالما كانت هذه القاعة مكان لقاءاتنا السرية...هنا تشكل حبنا الطاهر قبل 5 آلاف سنة تقريبا وهنا سيدوم للأبد...أعدك بذلك

بينما بثينة تستمع له شعرت بشعور غريب يتملكها...كما لو أنه انزعاج أو ما شابه ذلك...استدار نحوها فانتفضت من الخوف ثم أشار بيده لها أن تقترب ففعلت
-إمحوتب:الجوهرة السوداء...ضعيها في البركة

أخرجت الجوهرة ورمتها في البركة فصارت تلمع باللون الأبيض
-بثينة(بذهول) :هذا شيء لا نراه كل يوم!

ثم حمل إمحوتب جثة أنوكسونامون ورماها في البركة أيضا حتى غمرها الماء بأكملها...فجأة صارت رغوة غريبة تصدر منها إلى أن صارت تتحرك بطريقة مريبة...وفجأة ظهرت يد بشرية من الماء وتلاها رأس وفي النهاية ظهرت فتاة خارقة الجمال ذات شعر طويل وجسد فاتن
-إمحوتب(بسعادة) :أنوكسونامون
-بثينة(بصدمة) :مذهل!
-أنوكسونامون:عزيزي إمحوتب...هل هذا أنت حقا؟
-إمحوتب:أجل فاتنتي

ركضت نحوه وعانقته ثم وضعت ذراعيها حول رقبته
-إمحوتب:فاتنتي الجميلة...لقد نفذت وعدي لك
-أنوكسونامون:لم أشك يوما أنك ستفعل...حبيبي الوسيم
-إمحوتب:لقد انتظرت هذه اللحظة لأعانقك طوال 5 آلاف سنة...لا أصدق أنها تحولت لحقيقة
-أنوكسونامون:أجل حبيبي...حقيقة مطلقة...هل لك أن تغمرني بحبك فقد جفت عواطفي حنينا لك
-إمحوتب:سأفعل يا فاتنتي...سأفعل

اقترب منها ليقبلها لكن بثينة تنحنحت فابتعدا عن بعضهما
-بثينة:هل أنا غير مرئية هنا؟ أعلم أنكما مشتاقان لبعضكما ولكن احترما مشاعر هذه السنغل الوحيدة البائسة
-أنوكسونامون:حبيبي...من هذه؟!
-إمحوتب:أقدم لك خادمتي...وستصبح خادمتك أنتِ أيضا...فقط اطلبي منها أي شيء...هذا لو كانت تنفع لشيء من الأساس
-بثينة(بحدة) :من التي خادمتك؟ ومن لا تنفع لأي شيء؟ على فكرة لولاي لما استطعت إيقاظ حبيبتك لذا كن ممتنا

فجأة صارت أنوكسونامون تقترب من بثينة شيئا فشيئا والأخرى شعرت بالخوف وتراجعت للخلف إلى أن حاصرتها للحائط ثم نظرت في عينيها بطريقة مرعبة
-أنوكسونامون:تبدو ثرثارة...عزيزي...ما رأيك أن أمسح ذاكرتها وأجعلها خادمة مطيعة بمعنى الكلمة؟ هذا أفضل من أن نتركها بشخصيتها الطبيعية فهي لا تريحني
-بثينة(بخوف) :رجاءً لا...إمحوتب ساعدني أرجوك
-إمحوتب:دعكِ منها عزيزتي...رغم أنني أكره الاعتراف بذلك لكنها ساعدتني في أمور صعبة...لندعها على حالها وإن أخطأت فيمكنكِ فعل ما تريدين بها

نظرت أنوكسونامون لبثينة بنظرة حادة جعلتها تبتلع ريقها ثم مدت يدها وربتت على رأس تستس الذي كانت تحمله
-أنوكسونامون:قط لطيف

ثم استدارت وعادت نحو إمحوتب وعانقته
-أنوكسونامون:عزيزي...بعد أن استعدنا بعضنا ماذا سنفعل؟
-إمحوتب:أنا أخطط للانتقام من الملك زوسر اللعين

عندما سمعت ذلك انصدمت
-أنوكسونامون:لماذا؟ ما حاجتك به؟
-إمحوتب:كيف يجرؤ على اغتيالي؟
-أنوكسونامون:لكن هذا حصل في الماضي وهو ميت الآن
-إمحوتب:سأعيدك للحياة وأقتله بنفسي
-أنوكسونامون:لا...وماذا لو تأذيت؟ لن أسمح لك بذلك

اقترب من أذنها وهمس لها بكلام ولم تستطع بثينة سماعه ثم ابتسمت بخبث
-أنوكسونامون:حسنا عزيزي...أنا رهن أمرك
-إمحوتب:علينا الذهاب والحصول على الجوهرة الصفراء...أعرف مكانها بالضبط
-أنوكسونامون:ماذا عن البقية؟
-إمحوتب:ثلاث منها معنا بالفعل...السوداء والبيضاء والحمراء
-أنوكسونامون:مذهل! حبيبي الوسيم مجد في عمله
-إمحوتب:أعلم ذلك فاتنتي

بينما بثينة تحدق بهما كانت تتساءل ما الذي همس به لها...وكانت في نفس الوقت مستغربة من شخصية إمحوتب الرومنسية اللطيفة التي ظهرت فجأة!

في ذلك الوقت توجه أفراد عائلة بثينة ومعهم محمود وسلوى لمعبد الكرنك الواقع في محافظة الأقصر ودخلوا بعد أن أخذوا إذنا لأن المعبد مغلق ذلك اليوم وتم منحهم استثناءً لأن سلوى من أشهر علماء الآثار في البلد

بعد دخولهم وضعوا أوراق البردي التي يملكها محمود وصاروا يقارنونها بالرسومات والرموز الموجودة على الجدران لعلهم يصلون للجوهرة الصفراء
-سلوى:أترى هناك على الحائط؟ هذه الرسمة التي على المخطوطة تشبهها...أيعقل أن اللغز يكمن هنا؟
-محمود:بلى...ترى لِمَ لم أنتبه!

تقدمت سلوى من الرسمة على الجدار ولمستها بأصابعها فلاحظت مكان رأس أحد الرجال المنقوشين حفنة من التراب مختلفة عن البقية
-سلوى:عثرت على شيء

أحضرت من حقيبتها فرشاة تستخدم للتنقيب عن الآثار ونفضت التراب بهدوء...استغرق الأمر دقائق لكنها تمكنت من الوصول لجزء أصفر اللون
-محمود:إنها هي
-الأم(بسعادة) :الحمد لله أننا وصلنا لجوهرة واحدة قبل إمحوتب

أخذت سلوى من محفظتها مسمارا ومطرقة ووضعتها على مكان الجوهرة لتخرجها بأكملها
-فراس:هل من القانوني أن تفعلي ذلك؟
-سلوى:لا تقلق...سنصلحها باستخدام التراب

هز الجميع كتفيهم وأكملت سلوى عملها...وفي اللحظة التي قاربت فيها على إخراج الجوهرة أحست برياح غريبة في الغرفة وتطاير معها التراب والرمل
-الأب:تبا! عندما أشعر بهذه الرياح أعرف أن ضيفا غير مرغوب به سيأتي
-الأم:بثينة!

نظر الجميع خلفهم فرأوا إمحوتب ومعه حبيبته أما في الخلف فتقف بثينة ممسكة بقطها
-الأم(بسعادة) :بثينة! الحمد لله أنك بخير
-فراس:مهلا! من يكون هذان؟
-محمود:هذا إمحوتب وقد استعاد قوته
-فراس:واو! يبدو أصغر سنا مني بعد أن كان يشبه العجائز
-الأب:لأول مرة أتفق معك
-إمحوتب:هل انتهيتم من الثرثرة؟ نحن نريد الجوهرة
-الأب:لا بأس...حاول أخذها
-إمحوتب:لك ذلك

أشار إمحوتب بيده للرمال فتحولت لمجموعة من الوحوش المخيفة تشبه البشر...كان عددهم حوالي ثمانية لذا حاصروهم من كل جهة
-فراس(بخوف) :تبا...علقنا
-سلوى:حان الوقت لنخرج بروسلي الذي بداخلنا

أخرجت سلوى من حقيبتها شاحن هاتف واستخدمته كسلاح وصارت تلفه فسرعة كبيرة فأصبح كالمروحة ثم استخدمته لتهاجم تلك الوحوش الرملية...وفي دقائق كانت حركاتها سريعة وكانت متقنة للفنون القتالية فاستطاعت الإطاحة باثنين منهم ثم نظرت للبقية بثقة وأرجعت شعرها للخلف
-سلوى:لا تقفوا هناك وتتفرجوا...حان وقت الجد

بدأ الجميع يتقاتلون فيما بينهم إلا والدة بثينة التي لم تكن تتقن أيًا من فنون القتال لذا تراجعت للخلف وتركت البقية يقومون بعملهم...في نفس اللحظة استدار إمحوتب نحو بثينة
-إمحوتب:أحضري الجوهرة

بينما الكل منشغلون تركت بثينة قطها وذهبت متسللة خلفهم ووضعت يدها على الجوهرة تحاول تحريرها من الحائط لكن لم تستطع...فجأة دفعتها والدتها للخلف
-الأم(بحدة) :توقفي عن مساعدة ذلك المحنط
-بثينة:ألا تفهمين؟ سيؤذيكم إن لم أفعل
-الأم(بحدة) :لا يمكنه إيذاؤنا...نحن لسنا ضعفاء لتلك الدرجة
-بثينة(بحزن) :لست أؤمن بذلك...أنا خائفة...أعلم أنه يستطيع قتلكم بدم بارد...ولهذا أنا آسفة أمي

قامت بدفع والدتها للخلف فأسقطتها أرضا ثم أمسكت الجوهرة العالقة بيديها ووضعت إحدى رجليها على الحائط وحاولت سحبها بقوة عدة مرات وفي سادس مرة أزالتها وسقطت على الأرض كلتاهما

فجأة فتح الحائط وظهر بداخله حجرة غريبة مظلمة فاستدار الجميع نحوها
-سلوى(بصراخ) :إنه لغز جديد...لا تسمحوا للمومياء بالدخول هناك
-أنوكسونامون:بل سندخل غصبا عنكم

تحولت أنوكسونامون لحفنة من الرمل وتسللت لداخل الحجرة لترى ماذا يوجد بها...كان فراس أيضا في الخلف يتظاهر أنه يقاتل بينما لم يحرك ساكنا واحدا لأنه جبان...لكن حين رأى أنوكسونامون تدخل الحجرة السرية لحق بها ركضا والكل مشغولون

دخلت أنوكسونامون وأشعلت نارا حولها تمكنها من الرؤية فرأت الرسومات على الحائط والكتابات المختلفة وقطبت حاجبيها
-أنوكسونامون:لا يفترض أن يرى إمحوتب ذلك

قامت بإضرام نار في المكان واشتعلت الحيطان...كانت تود دفن سر ما ولكن ما هو يا ترى!

نظرت خلفها فلاحظت فراس وهو يقوم بتصوير كل شيء بهاتفه...والآن أصبح معه الدليل الذي كانت تحاول إخفاءه
-أنوكسونامون(بحدة) :أنت أيها الفضولي...ستلقى حتفك
-فراس(بخوف) :تبا!

ركضت نحوه لتضربه لكن أوقفتها بثينة وهي تحمل الجواهر وتشير بها في وجهها
-بثينة(بحدة) :دعي أخي وشأنه...ألم نأتي لأجل الجواهر؟ ها هي ذي معي...لنغادر
-أنوكسونامون:ههه رغم أنني لا أطيقك لسبب مجهول لكنك ذكية وتختصرين الأمور

نظرت بثينة للحيطان من حولها فرأتها تشتعل
-بثينة:لماذا أحرقتِ المكان؟
-أنوكسونامون:هذا شيء لا يخصك
-بثينة:هل هناك شيء تودين دفنه؟

تقدمت منها ليصبح وجهاهما متقاربان جدا
-أنوكسونامون:لا تجعليني أدفنك أنتِ أيضا...اغربي عن وجهي

بينما تمسك بثينة الجوهرة الحمراء بيدها فجأة فإذا بها تتوهج توهجا خافتا مما جعل النار من حولهم تنطفئ
-أنوكسونامون(بحدة) :كيف حصل ذلك؟!

ثم نظرت نحو بثينة
-أنوكسونامون(بحدة) :أنتِ من استخدمتِ طاقة جوهرة النار لإخماد الحريق...أيتها الوضيعة...سأريك

أمسكت بثينة من رقبتها ورفعتها لأعلى فأصبحت لا تستطيع التنفس لذا أفلتت الجواهر وحاولت تحرير نفسها من قبضة أنوكسونامون

كان فراس خائفا يشاهد ما يحصل لذا تراجع زاحفا للخلف
-فراس(بخوف) :ماذا أفعل؟ ماذا أفعل؟ هل أنادي والداي؟

نظر بجانبه فرأى سكينا غريب الشكل ذا صناعة متقنة...كان مألوفا بالنسبة له...كما لو أنه رآه في مكان ما

أول ما خطر بباله أنه لو لم يكن سكينا سحريا فما كان ليتم إخفاؤه في هذا المكان ولذلك حمله بسرعة وركض باتجاه أنوكسونامون وطعنها في ظهرها بينما هي تحاول خنق بثينة

فجأة صرخت أنوكسونامون صرخة واحدة مدوية وتحول المكان لشعاع أبيض مخيف...ثم تلاشى جسدها ومعه السكين واختفوا من المكان

سمع البقية بالأمر ومنهم إمحوتب فركضوا لداخل الحجرة السرية واكتشفوا أن أنوكسونامون غادرت...نظرت بثينة نحو فراس وهي متأثرة وخائفة ثم عانقته
-فراس:هههه لا تبكي أختي القردة
-بثينة(بتجهم) :أنت لا تتغير أبدا

توجه إمحوتب نحو المكان الذي ماتت فيه أنوكسونامون ولم يبقى منها سوى بقايا ملابسها المتفتتة
-إمحوتب(بحزن) :أنوكسونامون

بينما البقية مشغولون بالاطمئنان على بثينة وفراس توجهت سلوى للحيطان وقرأت بعضا من الكتابات والرسومات التي عليها وتفاجأت كثيرا مما قرأته

وقتها كان إمحوتب ما يزال ينظر لبقايا حبيبته
-إمحوتب(بغضب) :لاااا حبيبتي أنوكسونامون...من منكما فعل ذلك؟

نظر لكل من فراس وبثينة وكان على وشك مهاجمة كليهما لكن سلوى صرخت من بعيد
-سلوى:إمحوتب...هل كانت تلك حقا حبيبتك أنوكسونامون؟
-إمحوتب(بغضب) :أجل هي...سأنتقم لها شر انتقام
-سلوى:لا...اسمع...أنوكسونامون لم تكن تلك الحبيبة الوفية التي تظن...إنها خائنة
-إمحوتب(بغضب) :كفي عن تشويه حبنا الطاهر
-سلوى:لست أنا من اخترع الكلام من رأسه...اقرأ ما كتب على الحائط بنفسك...المصريون القدامى يوثقون أهم الأحداث على شكل رسومات ونقوش على الجدران...وما كتب هنا يدل أن أنوكسونامون كانت عشيقة الملك زوسر خفية عن زوجته...أتعلم متى حصل ذلك؟ بعد اغتيالك مباشرة...فكر بالأمر قليلا...هل حقا كانت تحبك لدرجة أن تتخذ الملك عشيقا بعد موتك؟
-إمحوتب(بغضب) :لااااا إنها أكاذيب...سأمزقك إربا إربا حين أجد أن ما تقولينه غير صحيح
-سلوى:تفضل وتأكد بنفسك

توجه إمحوتب نحو الحائط وقرأ بعض الكلمات فصار يضع يده ويمررها ببطء من الأعلى للأسفل بإحباط...لقد اكتشف للتو حقيقة مرة دمرت أحلامه التي كان يبنيها ويتوق لها لخمسة آلاف سنة

أول ما فعله أنه غادر المكان بهدوء واختفى دون أن يأخذ معه بثينة حتى...لم يكن يريد أن يزعجه أحد لذا ذهب ليختلي بنفسه

عانقت الأم بثينة عناقا حارا وسعدت كثيرا أنها بخير
-الأم:ظننا أن مكروها أصابك...ما قصة تلك الملابس الملطخة بالدماء التي وجدناها في حاوية القمامة؟
-بثينة:آه تلك؟ لن تصدقوا ما حصل...كنت سأموت ولكن إمحوتب أنقذ حياتي وعالجني
-فراس(بصدمة) :إمحوتب!
-الأب:تمازحيننا
-بثينة:لا...أقسم...إنه طيب للغاية...حسنا ليس للغاية...المهم أنه طيب...ولكن مهلا كيف عثرتم على الملابس في تلك المدينة الكبيرة؟!

نظر الجميع لبعضهم بتوتر ثم انفجرت سلوى من الضحك وحاولت إنقاذ الموقف
-سلوى:علينا أخذ بثينة لمكان ترتاح فيه فلا بد أنها متعبة
-الجميع:صحيح



عدل سابقا من قبل بثينة علي في الأربعاء مارس 15, 2023 9:56 pm عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1297
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 27

رِوَايَة المُومْيَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة المُومْيَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة المُومْيَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1السبت أغسطس 13, 2022 1:48 pm

رواية المومياء : الفصل التاسع



في منزل محمود اجتمع الجميع حول المائدة بينما الأم توزع عليهم الشاي...كان فراس أيضا يحكي لهم قصة ما حصل بحماس
-فراس(بثقة) :ثم وبكل شجاعة رأيت السكين فعرفت فورا أنه سكين خارق للطبيعة وركضت نحو حبيبة إمحوتب وطعنتها من الخلف ثم قلت جملتي المشهورة "موتي أيتها الحثالة"
-بثينة(بتجهم) :كاااذب...كانت ستقتلني لكنك هربت وتركتني
-فراس:أنتِ الكاذبة...والدليل أنني أنقذتك...من طعنها غيري ها؟
-بثينة:صحيح أنك طعنتها وقتلتها ولكنك هربت في البداية وتركتني وكنت على وشك أن أموت
-محمود:كيف شكل ذلك السكين؟
-فراس:كان جميلا...ولونه كلون الذهب...وهالته مميزة...كان مرميا على الأرض

أخرج محمود مخطوطة من الخزانة وعرضها على فراس فرأى فيها رسمة لنفس السكين الذي قُتلت به أنوكسونامون
-فراس:بالضبط...إنه هو
-محمود:كما توقعت...هذا هو سكين الجحيم الذي أخبرتكم عنه...كان بإمكاننا استخدامه لقتل إمحوتب للأبد
-فراس(بتجهم) :إذًا فأنت تقول أن ما فعلته بلا فائدة وأنه كان يجب علي الاحتفاظ بالسكين لقتل إمحوتب؟
-محمود:لا بالعكس...لقد فعلت الصواب وأرحتنا من كارثة...بقي علينا التخلص من إمحوتب فقط
-الأم:خروج أنوكسونامون كان مفاجأة لنا جميعا لذا آلت الخطة لمنحى آخر
-الأب:لكن الأمر الجيد أننا أنقذنا ابنتنا

نظر الجميع نحو بثينة فشعرت بالتوتر
-الأم:هل هذه هي كل الجواهر التي حصلتِ عليها أنتِ وإمحوتب؟
-بثينة:أجل...الحمراء والبيضاء والصفراء والـ...

فجأة تذكرت أنها فعلت كارثة...فعندما ذهبت لإعادة روح أنوكسونامون ورمت الجوهرة السوداء التي تعيد الموتى في البركة لم تلتقطها مجددا وبذلك هي ما تزال هناك ولا أحد يعرف أين ذلك المكان سوى إمحوتب وأنوكسونامون
-بثينة(بصدمة) :هناك واحدة نسيتها في مكان لا أتذكره...يال غبائي!
-الجميع(بتجهم) :تبا!
-محمود:لا بأس...سنعثر على البقية إلى حين تتذكرين المكان
-فراس(بحماس) :أخبريهم كيف تمكنتِ من إخماد النار بطاقة الجواهر
-بثينة:أجل...عندما قامت أنيكاسون...أقصد أنوكامون...أقصد أنكاسيمون

بقي الجميع ينظرون لها باستغراب فتنحنحت من الإحراج
-بثينة:تلك التي اسمها غريب وطويل حاولت إضرام النار لكنني استطعت إخمادها بنظرة من عيناي...أخبروني كيف ذلك؟!
-محمود:كل واحدة من الجواهر يمكنها التحكم بعنصر من عناصر الحياة...الحمراء للنار...البيضاء للرياح...الزرقاء للماء...الصفراء للأرض...الخضراء للطبيعة...وأخيرا السوداء وهي القادرة على إحياء الموتى
-بثينة:إذًا فما قالته لي ذات الاسم الغريب الطويل حقيقة...أنا من أخمدت النار!

أخذت الجوهرة الحمراء من الصندوق وأمسكتها بقوة وركزت مع قبعة فراس فتمكنت من إضرام النار فيها مما جعله يرميها جانبا ويهرب
-فراس(بحدة) :ليس أنا من عليك إحراقه أيتها القردة
-بثينة:ههههه تستحق ذلك على كلمة قردة
-فراس:سأريك...سأحرق حواجبك

أخذ منها الجوهرة غصبا ثم ركز قي وجهها محاولا إحراقه ولكنه لم يستطع ذلك
-فراس:هذا الشيء لا يعمل
-الأم:دعني ألقي نظرة

أخذت الجوهرة وحاولت إضرام نار في الأرض فلم تستطع ذلك
-بثينة:هل يعقل أنها تعطلت؟!

أخذت بثينة الجوهرة وركزت مع الأرض فاشتعلت منها شعلة صغيرة
-الأب:بثينة هي الوحيدة التي تستطيع فعل ذلك؟ لماذا؟
محمود:حقا إنه أمر محير
-بثينة(بحماس) :ماذا لدينا أيضا؟

وضعت يدها في الصندوق فأخرجت الجوهرة البيضاء
-بثينة:جوهرة الهواء

أمسكتها بقوة وأغمضت عينيها فصارت الرياح تهب من حولها وتأخذ معها الأوراق والأشياء الخفيفة محدثة زوبعة بسيطة...وحين فتحت عينيها سقط كل شيء على الأرض
-الأم(بتجهم) :من سيرتب هذه الفوضى الآن؟
-بثينة:أوبس! ليس أنا طبعا

ثم أخرجت الجوهرة الصفراء من الصندوق وأمسكت بها وأغمضت عينيها وفجأة أحس الجميع بهزة أرضية خفيفة وبمجرد أن فتحت عينيها توقفت الهزة
-فراس:مذهل!
-الأب:أتعلم يا سيد محمود؟ خذ جواهرك واحتفظ بها...نحن سنعود للجزائر
-بثينة(بصدمة) :تمزح!
-الأب:لست أمزح...أنتِ طليقة والمومياء بعيدة...الآن فرصتنا لنغادر دون رجعة
-الأم:ألن نساعد محمود على قتل المومياء؟
-الأب:لا...من البداية ما كان علينا التدخل...الآن بعد أن هدأت الأمور فلنغادر
-محمود:متأكد؟
-الأب:أجل

حجز جميع أفراد العائلة تذكرة للعودة للجزائر وبينما ينتظرون في المطار موعد طائرتهم كانت بثينة تشعر بعدم الراحة لأنها لا تأكل طعاما جيدا مؤخرا
-بثينة:سأذهب للحمام وأعود

توجهت نحو الحمام واستفرغت ما ببطنها ثم غسلت وجهها ويديها...وبينما تنحني نحو المغسلة رفعت رأسها بسرعة ونظرت للمرآة أمامها فرأت انعكاس إمحوتب على المرآة فانتفضت من الفزع وصرخت ثم استدارت عنده لكنه أغلق فمها بسرعة وسحبها ليختفيا ويظهرا فوق سطح مبنى عالٍ
-بثينة(بصدمة) :إمحوتب! لقد عدت!
-إمحوتب:هل ظننتِ أنكِ ستتخلصين مني بهذه السرعة؟
-بثينة(بتجهم) :لا لم أظن ذلك
-إمحوتب:أيتها التابعة...لدينا مهمة ننهيها...علينا الانتقام من ذلك اللعين زوسر ومن أنوكسونامون شر انتقام
-بثينة:مازلت فقط تريد الانتقام!
-إمحوتب:أجل ومن البداية لم أكن أريد غيره...في السابق حددت الهدف على واحد والآن اثنين
-بثينة:لكن لماذا تريد الانتقام منها؟
-إمحوتب(بغضب) :لا علاقة لك...دعيني وشأني فحسب
-بثينة:أعلم لِمَ...أنت غاضب لأنها خانتك صحيح؟
-إمحوتب(بغضب) :اخرسي وإلا رميتك من هنا
-بثينة:قبل أن تغضب وقبل أن تصرخ علي دعني أخبرك بوجهة نظري...الانتقام لن ينفعك بشيء...بدل ذلك افعل شيئا نافعا لنفسك...حاول أن تكون شخصا جديدا وتعيش لأجل نفسك لا لأجل الانتقام
-إمحوتب(بغضب) :حقيرة...وما أدراك بما أعانيه؟  هل تمت خيانتك سابقا؟ لا يبدو الأمر كذلك...لذا أطبقي شفتيك

من شدة غضبه جلس على حافة المبنى وأعطاها ظهره وبقي يحدق بالشمس وهي تتحرك في السماء...ورغم أنها تعرف بعصبيته لكنها تقدمت منه وربتت على كتفه...هذه الحركة جعلته يستدير نحوها ويدفعها بعنف ورغم ذلك أيضا لم تنزعج
-بثينة:من قال لك لم تتم خيانتي؟ بلى لقد حصل...وبشكل مؤذٍ جدا

جعله كلامها يشعر بالفضول فاستدار نحوها ليستمع للقصة
-بثينة:لقد وقعت بالحب وقضيت أجمل سنين عمري...لكن بعد الخيانة والانفصال أيضا عشت أسوأ سنين عمري
-إمحوتب(بتجهم) :لا أفهم لِمَ تخبرينني بذلك
-بثينة:حتى تفهم أنني أفهمك...لكن ألن تسألني كيف واصلت حياتي بعد ذلك؟
-إمحوتب(بتجهم) :لا أهتم
-بثينة:لقد عشت حياتي بشكل طبيعي وحاولت أن أتغير وأصبح إنسانة ناجحة...أظن أنني فعلتها...فهناك في بلدي قد انضممت لمؤسسة تربوية وجعلت لنفسي هدفا وهو التوعية والنصح للمراهقين والأطفال المقبلين على الحياة...ولاحقا...لقد جاء ذلك الشاب الذي خانني وطلب أن أسامحه واعود إليه...وقد توسل كثيرا
-إمحوتب(بغضب) :هذا هراء...كما ترين فأنا وأنتِ لسنا مثل بعض...أنا لست مضطرا للانضمام لأي مؤسسة لأجعلها تغار فهي لم تعد موجودة أصلا...أريد الانتقام ولا شيء غير الانتقام
-بثينة:لن تكون سعيدا بعد أن تنتقم
-إمحوتب:بل سأكون أسعد كاهن في العالم...كوني متأكدة

نهض من على الحافة ثم سار لينزل عبر الدرج فلم تلحقه بثينة...لكنه صرخ عليها بغضب فركضت فورا

في نفس اللحظة كان أهلها في المطار ينتظرون طائرتهم لكن حين تأخرت عرفوا أن هناك خطبا ما...ركضت الأم للحمام وكل ما عثرت عليه هو حزمة من الرمل على الأرض بجانب المغسلة حيث كانت تقف بثينة
-الأم(بحدة) :إمحوتب

ركضت نحو البقية وأخبرتهم بالقصة فشعروا بالحزن لأن بثينة ضاعت منهم مرة أخرى
-الأم:لا تقلقوا...وضعت جهاز تعقب آخر في ملابسها
-الأب:هههههه أنتِ خبيثة يا زوجتي
-الأم:توقعت أن يحصل الأمر...إمحوتب لا يبدو من الناس الذين يتركون أي شخص يذهب بسهولة
-فراس(بتجهم) :رائع...بدأنا رحلة جديدة

نزل إمحوتب وخلفه بثينة حتى وصلا لسيارة مركونة في أسفل الشارع
-إمحوتب:تولي القيادة
-بثينة:لاااا رجاءً...لا أجيد القيادة وأنت تعلم ذلك...ثم هذه السيارة تحتاج مفتاحا وصاحبها غير موجود

نقر على السيارة بإصبعه فاشتغل المحرك من تلقاء نفسه دون الحاجة لمفتاح
-بثينة(بصدمة) :قدراتك تذهلني...لِمَ لا تقودها أيضا وتريحني؟
-إمحوتب:اصعدي وقودي باتجاه تلك الجبال

أشار لها باتجاه أحد الجبال فصعدا السيارة وبدأت بالقيادة متوجهة هناك...أثناء الطريق قابلا دورية للشرطة فأوقفت بثينة السيارة أمام رجال الشرطة وهي ترتجف
-الشرطي:وثائقك
-بثينة(بخوف) :أعترف أن ليس لدي وثائق ولكن صدقني هذا القابع أمامي من أجبرني على القيادة
-الشرطي:انزلا من السيارة فورا
-إمحوتب:ها قد بدأنا

نزل إمحوتب من السيارة ثم أشار للشرطيين بأصابعه فطارا في الهواء عاليا وصارا يصرخان...كان يتحكم بهما كما يتحكم بطائرة الخيط وأخيرا رماهما بعيدا فارتطما بالأرض
-بثينة:لا تؤذي أحدا...هذا ليس من مصلحتنا

كان هناك مجموعة من السيارات خلفهما رأوا كل شيء فاتصلوا بالشرطة
-بثينة:اسمع...لنفعلها دون مشاكل...أنت لا تريد منا أن نصبح مطلوبين للعدالة أليس كذلك؟
-إمحوتب:هههههه وماذا لو؟ ماذا ستفعل العدالة لي؟ أنا لا أقهر
-بثينة:حسنا...ماذا عني؟ سيسبب هذا مشاكل لي وقد أصبح مطلوبة في قسم الشرطة ومجرمة من الدرجة الأولى

بينما تكلمه رأت من خلفه رجال الشرطة يزحفون بهدوء عبر السيارات ومعهم أسلحة
-بثينة(بصراخ) :انتبه! إنهم خلفك

عندما سمع صرختها استدار بسرعة ولكنها تأخرت فقد أطلقوا عليه الرصاص بالفعل وثقبوا جسده...لكن المضحك في الأمر أنه لم يسب أي أذى فجسده قد التحم مجددا واختفت الثقوب

وبينما هو واقف هناك أغمض عينيه وإذا بالسماء فجأة تتحول لللون القاتم وإذ بأصوات غريبة تصدر من تحت الأرض ثم خرجت ملايين الخنافس بحجم اليد وصارت تزحف على أجساد الشرطة وتعضهم ومنها تهاجم سيارات المواطنين الموجودين في المنطقة...تحول المكان لصراخ وعويل وهرب رجال الشرطة والمواطنين بعضهم في سياراتهم والبعض ركضا لينجوا بحياتهم

لم يبقى هناك سوى إمحوتب وبثينة التي تراقب كل شيء من داخل السيارة بفم وعينين مفتوحين...في النهاية ركب معها السيارة
-إمحوتب:أكملي القيادة
-بثينة(بصدمة) :ما الذي...حصل...للتو؟!
-إمحوتب:كان علي التصرف بنفسي...هؤلاء مزعجون
-بثينة(بصدمة) :ما كانت تلك المخلوقات؟!
-إمحوتب:هههه هم أتباعي...خنافس آكلة للحوم البشر...لن تعجبك عضتهم صدقيني
-بثينة(بصدمة) :لا أحد يتمنى أن يكون طعاما لهم

شغلت السيارة وقادتها متجهة نحو منطقة منخفضة من الجبل ثم نزلا من هناك كونهما لا يستطيعان المواصلة بسبب كثافة الأشجار
-بثينة:من الذي فكر في إخفاء الجوهرة هنا؟
-إمحوتب:شخص غبي مثلك

قطبت حاجبيها بتجهم بينما سار إمحوتب بين الأشجار قليلا وأخيرا توقف عند شجرة صنوبر
-إمحوتب:هذه هي ظالتنا...قومي بالحفر
-بثينة(بتجهم) :يظنني خادمته

حفرت بأصابعها عند جذع الشجرة فعثرت على شيء صلب لونه أزرق وواصلت الحفر حوله حتى أصبح بارزا فالتقطته...وبالفعل كانت تلك الجوهرة الزرقاء
-إمحوتب:باقي الجواهر معك أليس كذلك؟
-بثينة(بتوتر) :بخصوص ذلك...لا

أمسكها من ياقة قميصها وشدها بقوة
-إمحوتب(بحدة) :أين بقية الجواهر؟
-بثينة(بخوف) :أعدتها لمحمود...كنت أظن أننا سنغادر ولن نحتاجها بعد الآن
-إمحوتب:رائع...مشكلة جديدة

بعد أن حل الليل أضرما نارا في تلك الغابة...وبينما يجتمعان حولها نظر نحوها وكان مترددا فيما سيقوله
-إمحوتب(بتردد) :لماذا؟
-بثينة:ها!
-إمحوتب:لا شيء...انسي الموضوع

استدار للجهة الأخرى ولكن سرعان ما عاد للنظر إليها
-إمحوتب:لماذا اليوم...قمتِ بتحذيري عندما حاول رجال الشرطة التصويب علي؟
-بثينة:ظننت أنك بتحولك لبشري ستتأذى من طلقاتهم
-إمحوتب:لا أقصد ذلك...أقصد لماذا فعلتِ ذلك؟ أليس المفروض أنكِ تكرهينني لأنني اختطفتك؟ ألا تريدين التخلص مني لتحصلي على حريتك؟
-بثينة:لا أعلم...هذه العطلة كانت لتكون مملة لكنك جعلتها أفضل...بغض النظر عن أنني مخطوفة لكنك لم تؤذني ولم تؤذي عائلتي...وفوق هذا كنت سأموت ولكنك أنقذتني
-إمحوتب(بحدة) :فعلت ذلك لأنني بحاجتك
-بثينة(بابتسامة) :أعلم ذلك...لكن ما أؤمن به أيضا أنك لست ذلك الشرير السيء...لاحظت ذلك من خلال الكثير من تصرفاتك
-إمحوتب(بحدة) :غبية...لا تعرفين شيئا
-بثينة:ربما...من يدري

صمتا للحظات ثم كسرت بثينة حاجز الصمت
-بثينة:أخبرني عن ذلك المكان الذي وجدنا فيه جثة حبيبتك...أين يتواجد؟
-إمحوتب(بحدة) :وما علاقتك؟
-بثينة:اهدأ...أعلم أن لا علاقة لي...لكنه يبدو مكانا جميل...إنها فكرة رائعة أن تلتقيا هناك
-إمحوتب(بحزن) :لا أظن ذلك
-بثينة:ولكن لماذا كنتما تلتقيان سرا؟ ولِمَ لم تعلنا علاقتكما؟
-إمحوتب:أنوكسونامون كانت طباخة المعبد...أي أنها من الطبقة الكادحة...وحسب قوانين مصر القديمة فالأشخاص المهمون مثل الملوك والكهنة أمثالي ممنوع عليهم التقرب من أشخاص من الطبقة الكادحة وإلا ستتوسخ سمعتهم
-بثينة:وكيف تمكنت من أن تكون عشيقة الملك زوسر؟

نظر لها بحدة فتوترت
-بثينة(بتوتر) :انسى الأمر...أعلم أنه أمر حساس بالنسبة لك
-إمحوتب:يبدو أن جمالها ساعدها كثيرا لتفوز بقلب الملك زوسر...رغم أنها مهزلة ولكنها بارعة جدا
-بثينة:وماذا عن...
-إمحوتب(بحدة) :تدخلتِ في أموري بما يكفي...الآن اخرسي
-بثينة:حسنا...بما أنك حكيت لي عن حبيبتك دعني أحكي لك عن الشخص الذي كسر قلبي...كان شخصا لطيفا جدا...تواعدنا لسنة كاملة ووعدني بالزواج لكن تبين أنه كاذب ومنافق ومستغل
-إمحوتب:أتساءل لماذا يخدع الناس؟ ولماذا نحن أغبياء لتُعمى أبصارنا عن الحقيقة ولا نرى مكرهم؟
-بثينة:سؤال وجيه...ليتني أعرف الإجابة
-إمحوتب:أنا فقط أريد أن أنتقم لكرامتي التي تم الدوس عليها
-بثينة(بحماس) :سأكون معك...إن كان الانتقام يريحك فسأساندك حتى النهاية

نظر لها متعجبا وكانت تبتسم ببراءة
-بثينة:أتعلم؟ اليوم أنا وأنت تحدثنا عن بعض الأشياء الخصوصية عنا...أتعلم ماذا يعني هذا؟ أننا أصبحنا أصدقاء
-إمحوتب(بحدة) :نحن؟ لا لا لا مستحيل
-بثينة:ولكنك وثقت بي وأخبرتني عن حبيبتك وبعض الأمور عنك...ألا تتفق؟
-إمحوتب:لا لا لا

رفعت إصبع خنصرها ووجهته نحوه
-بثينة:دعنا نكون أصدقاء
-إمحوتب:لماذا ترفعين هذا الشيء في وجهي؟!
-بثينة:رفع إصبع الخنصر يعني الثقة المتبادلة والصداقة القوية...هل تريد أن نصبح كذلك؟

بينمة ينظر لخنصرها شعر بالتردد طويلا...وأخيرا رفع خنصره وشبكه مع خنصرها
-بثينة(بحماس) :ياي أصبحنا أصدقاء...أتعلم ما أول شيء أريد فعله معك يا صديقي؟ أريد أن تعلمني اللغة المصرية القديمة
-إمحوتب:تسمى الهيروغليفية
-بثينة(بحماس) :أجل أجل علمني

رسم لها بأصابعه طائرا على الأرض
-إمحوتب:هذا يدعى حرف ألف
-بثينة(باستغراب) :لكنها رسمة غراب...ما العلاقة بينهما؟!
-إمحوتب:لا علاقة...مجرد اصطلاح

ثم رسم لها ثعبان
-إمحوتب:هذا حرف الصاد
-بثينة:واو! من الصعب ربط الحروف بالرسمات...أحتاج وقتا لأعتاد هههههه

ثم رسم لها مرة أخرى طائر الغراب
-بثينة:هذا حرف الألف...درسناه سابقا
-إمحوتب:انتبهي لاتجاه رأسه...هذا حرف الميم
-بثينة:أووه فهمت...عندما يلتفت نحوي فهو حرف ميم...وحين يلتفت لليمين فهو حرف ألف

تلك الليلة علمها إمحوتب كل الحروف الهجائية الهيروغليفية وسهرا لوقت متأخر...وفي النهاية خلدت للنوم بعد أن اكتسبت صديقا جديدا



عدل سابقا من قبل بثينة علي في الخميس مارس 16, 2023 6:30 pm عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1297
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 27

رِوَايَة المُومْيَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة المُومْيَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة المُومْيَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1السبت أغسطس 13, 2022 1:50 pm

رواية المومياء : الفصل العاشر (الأخير)



على شاطئ من أحد شواطئ مصر جلست بثينة تجمع الأصداف بمفردها وتتنقل يمينا شمالا لتمحو عنها الملل...هي الآن وحيدة وإمحوتب ذهب للبحث عن مكان الجوهرة الأخيرة...أما تستس فقد تركته مع والدتها في المطار

بينما تتجول وقف في طريقها شاب وسيم يلائم ذوقها فرمشت بعينيها ونظرت له ببراءة
-نجيب:آسف على مقاطعة خلوتك...كنت مارا بالجوار ولاحظت أنك تجلسين بمفردك فقررت الجلوس معك...فقط حتى لا تشعري بالملل...آمل أنك لا تمانعين
-بثينة:أوه أهلا...طبعا لا أمانع...كنت أتجول بمفردي وأجل أنا أيضا أشعر بملل شديد
-نجيب:قد يتصل بي رفاقي في أي لحظة لأغادر لذا هلاَّ حصلت على رقمك؟
-بثينة:أوه أجل...دعني أرى إن مازالت هناك بطارية في هاتفي

أخرجت هاتفها من جيبها وما كادت تشغل الشاشة حتى جاء إمحوتب وسحبها من ذراعها وأخذها معه بعيدا تاركا الشاب الوسيم هناك
-بثينة(بتجهم) :لِمَ فعلت ذلك؟ كنت على وشك التعرف بشاب وسيم
-إمحوتب:ولِمَ تريدين التعرف به؟
-بثينة:أنا في الخامس والعشرين من عمري وحان وقت البحث عن عريس

توقف عن السير فورا وحدق بها بحدة
-بثينة:أنت أيضا كانت لديك حبيبة فلا تنتقدني رجاءً...ثم ماذا سنفعل حين ننتقم من حبيبتك وذلك المدعو زوسر؟

نظر بها مجددا وهذه المرة كانت عيونه غامضة كما لو أنه يخفي شيئا ما
-إمحوتب:سأنام نومة أبدية وأنا مرتاح
-بثينة:حقا؟

تجاهلها وسار ثم لحقت به حتى بلغا مكانا معينا في الشاطئ فأشار لها نحو البحر
-بثينة:الجوهرة الخضراء هناك؟ لكن سأتبلل...كما أنني لا أعرف السباحة
-إمحوتب:ليس عميقا

دخلت للبحر وكلما تقدمت أكثر كلما أحست به يصبح أعمق إلى أن تبللت كل ملابسها...وبينما تبحث شاهدت في الأسفل شيئا مستديرا أخضر فانحنت لتلتقطه وبالفعل وجدته تلك الجوهرة فحملتها وخرجت للشاطئ مسرعة
-بثينة:عثرت عليها ولكن ملابسي تبللت...علي تغييرها
-إمحوتب:لا...لا تفعلي

كانت نبرته مائلة للخبث وواضح أنه يخفي الكثير ولكن لم تنتبه بثينة للأمر

في الخطوة التالية توجها حيث الكهف الذي كان يلتقي فيه بحبيبته أنوكسونامون لإحضار جوهرة الحياة السوداء ووقفا عند المدخل
-إمحوتب:أنتِ اذهبي...أنا لا أستطيع رؤية أي شيء يتعلق بها بعد الآن...سأشعر أنني مغفل
-بثينة:أوووه هيااا...المكان هناك مظلم ومليء بالحشرات...أنا خائفة
-إمحوتب(بحدة) :لِمَ لا تفهمين الكلام؟
-بثينة:لم أكن أعلم أنك جبان لهذه الدرجة...كن قويا وواجهها
-إمحوتب:نعم أنا جبان...هل ارتحتِ الآن؟
-بثينة(بتجهم) :يالك من غريب أطوار

دخلت للداخل وشغلت مصباح هاتفها ومع كل خطوة تخطوها كانت ترتجف من الخوف أكثر خاصة حين ترى الحشرات والعقارب تزحف عند قدميها...في النهاية ركضت حتى وصلت للبركة التي في الداخل ثم نزلت فيها وانحنت تبحث عن الجوهرة

كان إمحوتب واقفا في الخارج فسمع صوت صراخها فانتفض من الفزع وركض للداخل...وهناك انصدم حين رأى وحوشا من الرمل تشبه وحوشه على وشك مهاجمتها
-إمحوتب(بحدة) :توقفوا...هذه ليست العدو

نظرت الوحوش نحوه ثم حاولوا مهاجمته...وعندما حاول منعهم وأشار بيده في وجههم لم يحصل لهم شيء...هذا يعني أنهم خرجوا عن سيطرته ولديهم إرادتهم وحريتهم الخاصة

بدأ مهاجمتهم واحدا تلو الآخر وكلما ضربهم انفجروا وتحولوا لرمل لكنهم يعودون على شكل وحوش في نفس الدقيقة
-إمحوتب(بحدة) :تبا! لا بد أن الجوهرة بثت فيهم طاقة الحياة

ثم استدار نحو بثينة
-إمحوتب:ابحثي عن الجوهرة ودمريهم

واصلت البحث داخل البركة بينما حاول إمحوتب شغل الوحوش عنها...ورغم أنها تعود مجددا ويزيد عددها أكثر لكنه بذل كل جهده في ضربها وتحويلها لرمل

في النهاية صرخت بثينة بعد أن عثرت على الجوهرة السوداء
-بثينة(بصراخ) :لقد وجدتها

أشارت بها نحو الوحوش فتحولوا كلهم لرمل
-إمحوتب:عرفت أن الجوهرة هي السبب

ثم خرج من هناك بكل برود
-بثينة(بصراخ) :انتظرني...المكان مخيف هنا

كانت تلك الليلة ليلة اكتمال القمر فتوجه إمحوتب نحو الصحراء ومعه بثينة...كانت تنظر من حولها حائرة إلى أن شعرت بزلزال تحت قدميها فانتفضت من الخوف وتراجعت...وفي نفس اللحظة خرج من تحت الأرض ذلك الضريح العملاق الذي جمعوا الجواهر لأجله خلال الشهر المنصرم
-بثينة:ها قد عدنا إليه مجددا! مذهل! إذًا فقد مر شهر منذ أن أتينا! فعلا الوقت يمر بسرعة
-إمحوتب:الليلة هي الليلة التي انتظرها الجميع

نظرت له فلاحظت الخبث في عينيه
-بثينة:أليس المفروض أن نجمع ست جواهر؟ لكن معنا ثلاثة فقط والبقية مع العم محمود
-إمحوتب:لست قلقا بشأن ذلك فالجواهر الثلاث المتبقية في الطريق إلينا الآن

رمشت بعينيها مرتين ثم فهمت ما الذي يقصده...عائلتها تضع جهاز تعقب في ملابسها وبهذا سيأتون بأنفسهم للمكان الذي هي فيه...كان إمحوتب يعلم ذلك وقد خطط له منذ فترة ولهذا منعها اليوم من تغيير ثيابها رغم أنها تبللت
-بثينة(بقلق) :أنت لن تؤذيهم صحيح؟
-إمحوتب:لن أفعل ما دمنا ننفذ اتفاقنا
-بثينة:أنا لم أخلف وعدي سابقا فلا تخلف وعدك أنت أيضا

مرت ربع ساعة فوصلت سيارة مخصصة للسفر في الصحراء وبداخلها عائلة بثينة ومعهم محمود
-إمحوتب:أتيتم في الوقت المناسب

ثم أشار بيديه للرمل فتحول لوحوش رملية وبدؤوا الهجوم على السيارة
-الأب:محمود...لنبدأ العمل
-محمود:أجل

نزلا من السيارة وبدآ مهاجمة الوحوش وصرفهم عن مكان الجواهر أما فراس فبقي في السيارة مع والدته
-الأم(بحدة) :لِمَ لا تنزل وتساعدهم أيها الجبان؟
-فراس:لأنني أخاف على حياتي بالطبع
-الأم(بحدة) :لا أعلم كيف أنجبت جبانا مثلك
-فراس:لا تخافي فأبي سيتولى أمرهم هو والعم محمود
-الأم(بحدة) :تقول هذا فقط حتى تقنعني ببقائك هنا...اخرس واخرج لمساعدتهم وإلا...

صمتت فورا حين أحست بالسيارة تتحرك بهما وتهتز وفجأة ظهرت يد عملاقة مصنوعة من الرمل وحملت بهما السيارة للأعلى...كانت الأم على وشك أن تقع لكن فراس أمسكها وتشبث بالكرسي بقوة

عندما رأى الأب المنظر حاول الذهاب لإنقاذهما ولكن الوحوش حاصرته من كل مكان وكان عددهم يزيد باستمرار

بينما بثينة تشاهد حاولت التدخل
-بثينة:وعدتني أن لا تؤذي أحدا
-إمحوتب:لن أؤذيهم...سأخيفهم فحسب

قام بهز السيارة مرات متوالية فتعالى صراخ فراس ووالدته وشعرا بالخوف...بعد لحظات سقطت حقيبة فيها الجواهر الثلاثة على الأرض
-إمحوتب:أحضريها

ركضت بثينة لإحضار الحقيبة وفي نفس الدقيقة التي التقطتها فيها رمى إمحوتب السيارة جانبا بعنف فانغرزت في الرمل
-بثينة(بحدة) :ما الذي تفعله؟! كدت تقتلهما!
-إمحوتب:إنه رمل فلا تقلقي...لن يصيبهم مكروه

تقدما نحو بوابة الضريح فظهرت ست حفر فارغة
-إمحوتب:ضعي الجواهر هنا

فعلت كما أمرها فانفتحت البوابة
-إمحوتب:أحضري الجوهرة السوداء فنحن نحتاجها

التقطت الجوهرة ولحقت به للداخل فنزلا عبر سلالم طويلة تقود للأسفل إلى أن وصلا لقاعة ضخمة مليئة بالقاعات المتشعبة في كل مكان...كانت الأرض متشققة أيضا قي الأسفل مفرجة عن حمم بركانية ملتهبة فمن ينزلق ويسقط هناك ذهبت حياته سدى

سارا حتى وصلا لنهاية القاعة وهناك تمثال حجري ضخم لرجل غريب
-إمحوتب(بحدة) :الحقير زوسر

نظرت بثينة للتمثال وعرفت أنه لعدوه اللدود
-إمحوتب:ضعي الجوهرة السوداء على ساقه

فعلت كما قال فأحست بزلزال أسفل قدميها ثم ظهر شعاع أبيض غريب من التمثال خطف الأبصار وأضاءت عيون التمثال باللون الأحمر
-زوسر:ههههههه انظروا من هنا! قديس الطب إمحوتب
-بثينة(بصدمة) :تمثال يتكلم! مهلا! لماذا أنا مستغربة؟ رأيت مومياء تعود للحياة وجواهر لها قوى خارقة ووحوشا رملية وخنافس آكلة للحوم البشر فما الغريب في الموضوع؟!

تقدم إمحوتب نحو التمثال ووضع يده عليه
-إمحوتب(بحدة) :لا أراك متفاجئا برؤيتي
-زوسر:عرفت أنك ستعود لأجلي...شخص مثلك لا ييأس أبدا هههههه
-إمحوتب(بحدة) :توقف عن الكلام بسخرية فقد حان وقت الحساب...أنت قمت بخيانة صداقتنا واغتلتني وفوق هذا أخذت مني حبيبتي أنوكسونامون
-زوسر:ههههههههه هل تظن حقا أنني من أخذتها؟ أنت أغبى مما اعتقدت...لم آخذ حبيبتك بل هي من تركتك لأجلي...وطلبت مني أن أتخلص منك ليبقى المكان متاحا لها
-إمحوتب(بغضب) :كاذب
-زوسر:ولِمَ قد أكذب؟ هذه الحقيقة...حبيبتك أرادت المال والمجد وأن تصبح ملكة مصر ولكنها طماعة جدا...لقد قمت باستغلالها وقتلها ثم دفنها في المكان الذي كنتما تلتقيان فيه خفية...أليست قصة حب رومنسية جميلة؟
-إمحوتب(بغضب) :أيها السافل...حتى هي لم تسلم من شرك
-زوسر:لا تظن انني غبي...ما دامت قد خانتك فستخونني أنا أيضا...لست بغبائك لأتركها تضحك علي...في النهاية هي تستحق ذلك
-إمحوتب(بغضب) :لهذا لم تخبرني بأي شيء وفوق هذا حاولت مساعدتي للانتقام منك...مصالحنا كانت مشتركة وهي تريد تلبية مصالحها وليس أن تكون معي مجددا
-زوسر:هههههه ذكي جدا

فجأة بدأ التمثال بالحركة وظهر شعاع من إمحوتب فصرخ بقوة ثم نظر ليديه باستغراب
-إمحوتب:ذلك الغشاش أضعف قوتي
-بثينة(بقلق) :هذا لا يبشر بالخير

في نفس اللحظة التي ضعف فيها إمحوتب تلاشت وحوش الرمل في الخارج
-الأب:يبدو أن شيئا ما قد حصل
-محمود:بسرعة...يجب أن لا نتأخر أكثر فقد يكون إمحوتب قد حرر قوى الملك زوسر وحينها ستحصل كارثة
-فراس:ما الذي سيحصل بالضبط؟
-محمود:سيتصارعان والفائز منهما سيحصل على قوى الآخر
-الأم:وماذا لو فاز إمحوتب؟
-محمود:سنموت جميعا
-الأم:وماذا لو فاز زوسر؟
-محمود:سنموت جميعا أيضا

لطم الجميع وجوههم دفعة واحدة
-فراس(بقلق) :إن كنا سنموت في كلتا الحالتين فلِمَ نتعب أنفسنا؟
-محمود:هناك الحل الثالث الذي أخبرتكم عنه سابقا...إن عثرنا على قوس الجحيم وقضينا به على كليهما فسنحل كل هذه المعضلة
-الأب:إذًا لندخل ونفعلها
-محمود:لنحرص على مغادرة المكان قبل شروق الشمس وإلا سنعلق هناك

ركض أربعتهم للداخل فوجدوا صراعا محتدما بين إمحوتب وزوسر...ورغم أنه تبقى لإمحوتب مقدار قوة قليلة لكنها ساعدته على التصدي لضربات عدوه ومكنته من الهجوم عدة مرات أيضا

كانت بثينة واقفة على الجانب وملتصقة بالحائط وهي خائفة أن تصاب بسبب عراكهما
-محمود:لنفترق ونجد قوس الجحيم

افترق الأب والأم ومحمود أما فراس فكان جبانا ولذلك بقي يشاهد العراك من بعيد ملتصقا بالحائط أيضا

ذهب محمود راكضا في أنحاء الممرات فعثر على عشرات الغرف...كان من الصعب تفتيشها كلها لذا ألقى نظرة سريعة عليها...توقف عند آخر واحدة حين رأى فجوة غريبة في الحائط فظن أنها ممر سري ودخل نحوها...وبمجرد أن ضغط على الفجوة فإذا بالباب يغلق وتلك الفجوة الغريبة تصبح مجرى للماء

بدأ الماء يتصاعد شيئا فشيئا ويملأ الغرفة وليس هناك منافذ وهذا يعني أنه سيمتلأ تماما ويغرق هناك لذا صار يضرب الحائط برجله لكن دون جدوى

أما والد بثينة فقد ركض عبر أحد الممرات لكنه داس بالخطأ على بلاطة مفخخة فأغلق الممر من خلفه وصار يتقلص شيئا فشيئا محاولا سحقه
-الأب(بصراخ) :النجدة! ساعدوني

صرخ طويلا ولكن لم يسمعه أحد وذلك لأن الجدران سميكة جدا

أما الأم فكانت تمشي باحثة عن أي أثر للقوس وفجأة هجمت عليها مئات الحشرات الزاحفة منها الخنافس والعقارب السامة والأفاعي الصغيرة...تراجعت للخلف فحاصرتها وأصبح من المستحيل عليها الهروب للجهة الأخرى إلا إذا داست عليها ولذلك استصعب عليها الأمر وبقيت تصرخ فحسب

الوحيدان اللذان يُعتمد عليهما الآن هما فراس وبثينة

تقدم فراس ببطء زاحفا مع الحائط إلى أن وصل إلى بثينة
-فراس:أختي القردة...لنخرج من هنا فالمكان خطير
-بثينة:لا أستطيع ما دام أهلي في الداخل
-فراس:سيكونون بخير...تعلمين انهم دائما ينجون من الكوارث العظمى بسهولة
-بثينة(بحزن) :ماذا عن...

نظرت نحو إمحوتب فلاحظت أنه يتقاتل مع زوسر وكان يبدو ضعيفا جدا لذا شعرت بالقلق...لكن أثناء قتالهما طارت صخرة عملاقة واتجهت نحو بثينة وأخيها فركضا مبتعدين عنها ونجيا في آخر لحظة
-فراس:هذا المكان حقا خطير...لنغادر

ومجددا بينما يتحدثان فإذا بزوسر يضرب الأرض فتنشق باتجاههما وتجعل بينهما شقا ضخما في أسفله حمم بركانية...واخترقت الضربة باقي الغرف وتحطمت جدرانها تماما

بينما فراس ينظر جهة الغرف لاحظ قوس الجحيم وهو على الحافة وعلى وشك السقوط في الحمم البركانية فإن حصل ولو زلزال صغير سيضيع تعبهم سدى

ركض باتجاهه بأقصى سرعة وفي آخر لحظة أمسكه وعانقه بسعادة
-فراس:إن أخبرني أحد أن لا فائدة لي في الفريق مجددا فسأحشو إصبعي في منخاره

نظر للقوس والسهام فلاحظ أن هناك 4 سهام فقط والكارثة أنه إن أخطأ 4 مرات فسيفشل
-فراس:حسنا...لست جيدا في الرمي بالسهام ولست سيئا أيضا

رفع القوس في وجه زوسر ووضع عليه سهما ثم وجهه باتجاه صدره وأغمض إحدى عينيه ليركز جيدا على الهدف...كانت يده ترتجف وكان خائفا من حقيقة أن العالم بين يديه وأي خطأ سيخرب كل شيء...خاصة مع قتال إمحوتب وزوسر فهما يتحركان كثيرا ومن الصعب الإصابة بدقة

تنهد بعمق وأفلت السهم فانطلق وانطلق معه شعاع أبيض واتجه مباشرة نحو زوسر ولكن للأسف سقط أسفل رجله ببضع سنتمترات
-فراس:تبا...المحاولة الأولى فشلت

أراد أن يطلق السهم الثاني ولكن زوسر انتبه له وابتسم بخبث ثم ترك القتال مع إمحوتب وركض نحوه
-فراس(بخوف) :قضي علي

أغمض عينيه ووضع ذراعيه على رأسه لكن حصل الذي لم يتوقعه أحد

ذلك السهم الذي ضربه فراس وارتطم بالأرض التقطه إمحوتب وترك حتى أعطاه زوسر ظهره ثم حمله وطعنه به في ساقه وبهذا يكون هو من قتله وهو من سيحصل على قواه

تلاشى جسد زوسر وبدأ جسد إمحوتب يضيء باللون الأبيض وصارت ضحكاته تتعالى شيئا فشيئا
-إمحوتب:هههههه القوة المطلقة...نعم أن أشعر بها...أستطيع الآن جعل العالم يخضع لي هههههه

ركض فراس نحو بثينة حاملا القوس ثم عانقها
-فراس:أنتِ بخير؟
-بثينة(بصدمة) :ما الذي يجري؟! ألم يكن يريد الانتقام؟ لماذا يقول الآن أنه يريد جعل العالم يخضع له؟!
-فراس:أختي الغبية...لقد خدعك لتساعديه...هذا المحنط كان يريد إخضاع العالم له منذ للبداية وأنتِ استجبتِ له...إذًا ما سيصيب العالم هو بسببك أنتِ

مع كل حرف يقوله صدمت أكثر ولم تصدق أن صديقها فعل بها كل ذلك...لقد تلقت طعنة قاتلة في ظهرها لا يمكنها نسيانها أبدا ومن أقرب صديق

فجأة شددت على قبضتها وأخذت القوس والسهم من يد فراس ووجهته نحو إمحوتب الذي كان مشغولا بسعادته لأنه حصل على ما يريده...لم يراها وهي تطلق ذلك السهم الذي انطلق مسرعا لامعا باتجاهه وأصابه في كتفه مباشرة فجمده مكانه

استدار ببطء نحوها وانصدم مما فعلته وبقي واقفا يحدق بها للحظات
-إمحوتب(بصدمة) :هل قمتِ بخيانة صداقتنا للتو؟!
-بثينة(ببرود) :بل أنت من كنت تخون صداقتنا طول الوقت...لقد استغليتني...تستحق ما أصابك

رمت القوس والسهام جانبا فسمعت صوت زلزال في المكان...كان الأب عالقا في البهو الضيق وفجأة اتسع عليه وانفتحت الأبواب...كان محمود أيضا على بعد ثوانٍ من الغرق لكن الباب انفتح وسالت كل المياه وتم إنقاذه...وأخيرا الأم التي كانت تحاصرها الحشرات لكن حين سمعت صوت الزلزال انتشرت في كل مكان واختبأت

ركض ثلاثتهم للقاعة الرئيسية فوجدوا فراس وبثينة
-محمود:لنسرع بالخروج قبل أن ندفن هنا

ركضوا للخارج وهموا يشاهدون الضريح يتحطم وتبتلعه الأرض
-الأم(براحة) :وأخيرا نفذنا المهمة
-الأب:ما الذي حصل بالضبط؟

نظر الجميع نحو فراس وهو بدوره نظر نحو بثينة فوجدها مخفضة رأسها عابسة حزينة
-فراس(بثقة) :القصة وما فيها أنه لولاي لكنتم في عداد الأموات جميعا...أنا من أنقذكم

حكى لهم القصة بأكملها وبالطبع لم ينكر فضل بثينة في إنقاذ الموقف...لكنه أعطى نفسه دورا أهم من الذي أداه في الحقيقة

في الغد وقف الجميع في المطار يودعون محمود وسلوى
-محمود:ما أسعدني بالتعرف عليكم...أنتم أبطال...أظهرتم شجاعة لا مثيل لها
-فراس(بثقة) :خاصة أنا
-سلوى:أيها الطفل...أنت مستثنى من جميع البطولات التي حققها البقية
-فراس(بتجهم) :أنتِ حاقدة علي للأبد
-الأم:أظن أنها كانت عطلة ممتعة
-الأب:صحيح...الكل استمتعوا
-فراس(بتجهم) :ماذا تقصد بالكل؟
-الأب:ههههه إلا أنت
-محمود:لِمَ لا تبقون شهرا أو شهرين هنا للسياحة فقد...

ما كاد يكمل جملته حتى جر فراس حقيبته خلفه وتوجه لمدخل الطائرة
-فراس:ابقوا وحدكم...أنا راحل من هذا البلد المنحوس

انفجر الجميع من الضحك عليه ثم ودعوا محمود ولحقوا به...وبينما بثينة متجهة للبوابة نظرت عبر الزجاج فشاهدت الأهرامات المصرية على بعد كيلومترات وابتسمت
-بثينة:كانت ممتعة...لا يمكنني إنكار ذلك...أليس كذلك يا تستس؟

ثم نظرت لقطها الذي وضعته في قفص صغير فنظر إليها هو أيضا وتثاءب وعاد للنوم مما جعلها تنفجر ضاحكة

مصر هي بلد الأسرار والمغامرات...من يدخل إليها حزينا مكتئبا يخرج منها سعيدا متحمس بعد تلك القصص الكثيرة التي تحصل فيها

وهذا ما حصل مع بطلتنا بثينة...لقد قضت عطلة مليئة بالغرائب بعد أن ظنت أنها ستكون الأسوأ...وفوق هذا كسبت أصدقاء جدد وقطا لطيفا محببا لقلبها

وهنا تنتهي قصتنا ومغامراتنا في مصر



النهاية



عدل سابقا من قبل بثينة علي في الخميس مارس 16, 2023 6:33 pm عدل 2 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1297
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 27

رِوَايَة المُومْيَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة المُومْيَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة المُومْيَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1السبت أغسطس 13, 2022 1:59 pm

رواية المومياء : فقرة الأسئلة



سلامممم أحبتي...وصلنا لفقرة الأسئلة التفاعلية والتي أستطيع من خلالها التعرف على رأيكم الكامل حول الرواية

• ما رأيكم في الرواية؟

• كم تعطونها من 10؟

• شخصيتكم المفضلة؟

• أكثر شخصية كرهتموها؟

• هل تعلمتم القليل عن مصر القديمة؟

• هل توقعتم النهاية؟ وإن كان لا فما النهاية التي توقعتموها؟





والآن وجهوا أسئلتكم للشخصيات

• بثينة

• إمحوتب

• الأب

• الأم

• محمود

• أنوكسونامون

• سلوى

• زوسر

• فراس



وسلام

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1297
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 27

رِوَايَة المُومْيَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة المُومْيَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة المُومْيَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الخميس مارس 16, 2023 6:37 pm

رواية المومياء : الخاتمة



سلام الله عليكم

يا إلهي كم لبثنا؟ (◉‿◉)

تخيلوا أنها الرواية الوحيدة في مجموعة أعمالي التي استغرق العمل عليها سنة ونصف┐( ˘_˘)┌وبعدها كتبت حوالي 6 رويات مكتملة و 5 قصص

شيء صادم...لم تكن لدي أي رغبة في إنهائها والآن قمت بإنجاز حين فعلت

لكن الصادم أكثر هو كمية الاهتمام الذي حازت عليه...فطوال الفترة التي نشرتها فيها وتوقفت مؤقتا كان الجميع يطالبونني أن أنهيها ولا أتوقف...وأكثر من أي رواية أخرى صدقوني

هذا حقا مفاجئ (ಡωಡ) أنا أراها عادية جدا ولا تستحق ذلك الاهتمام...رواية "مراهقة جانحة" و"خلديني" و"هل أنت أخي" و"فجوة" أفضل منها على كل حال

المهم...عرفت أن المتابعين يحبون قصص مصر والمومياوات والمغامرات التاريخية...ربما لأنها عربية ونحن نعتز بثقافتنا ما شاء الله هههههه

لكنني أبدا أبدا أبدا لن أكتب مجددا في هذا النوع لأنه ليس شغفي وقد أتعبني كثيرا لذا لا تطلبوا مني مجددا كتابة هذه الأشياء أوكيه؟

وبالنسبة للذين يظنون أن هناك علاقة حب بين البطلة والمومياء ⟵(๑¯◡¯๑) اممممممم أعتقد أنكم اعتدتم على النهايات المبتذلة التي تحوي قصة حب بين البطلين وتنتهي بالزواج...ولهذا قررت أن أصدمكم بنهاية مختلفة خخخخخخخ

وهل سيكون هناك جزء ثاني؟

مممممممم لا أحد يعلم (. ❛ ᴗ ❛.) ربما جزء وربما قصة قصيرة مكملة مثل قصة القاتلة الصامتة والله أعلم

انتظروني في أعمال قادمة أحبتي

ووووو باي





• تم النشر : من 23 مارس 2021 إلى 13 أوت 2022



بثينة علي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
 
رِوَايَة المُومْيَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» رِوَايَة نَحْوَ النُّجُومِيَّة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)
» رِوَايَة فَجْوَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)
» رِوَايَة الوَسِيمْ وَالقَبِيِحَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)
» رِوَايَة ضُرْمَة الشَّبَاب!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)
» رِوَايَة خَاطِف قَلْبِي!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
❤ منتدى بثينة علي ❤ :: ❤مؤلفاتي❤ :: ❤روايات عربية❤-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: