المساهمات : 1305 تاريخ التسجيل : 27/05/2021 العمر : 27
موضوع: رِوَايَة يَوٍْمِيَّات مُرَاهِقَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) الجمعة مايو 28, 2021 7:07 pm
رواية يوميات مراهقة : المقدمة
بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على نبينا محمد
أعزائي القراء نشرع وإياكم في ثاني رواية كورية...رواية يوميات مراهقة...والتي هي إهداء لصديقتي بارك إيومي التي طلبت مني أن أكتب عنها رواية...وإهداء أيضا لكل المتابعين الذي طلبوا مني رواية كورية مدرسية وخاصة العراقيين الطيبين
لا تنسوا التفاعل المستمر ومتابعة إنستغرامي @bothaina__ali
والآن دعونا نبدأ
بثينة علي
عدل سابقا من قبل بثينة علي في السبت ديسمبر 30, 2023 5:19 pm عدل 5 مرات
بثينة علي يعجبه هذا الموضوع
بثينة علي Admin
المساهمات : 1305 تاريخ التسجيل : 27/05/2021 العمر : 27
إنه اليوم الأول من العام الدراسي في العراق...ذهب كل الطلبة لمدارسهم ولأنه اليوم الأول فهم لا يدرسون بل يجلسون ويتحدثون فحسب مع بعضهم داخل الصف
وفي طاولة منفردة تجلس فتاتان عربيتان ثم جاءت إليهما بطلة روياتنا "بارك إيومي" -سمر:إيومي مرحبا -إيومي:أهلا صديقتاي...كيف قضيتما العطلة الصيفية؟ -سمر:ذهبت عند عمتي فحسب -وفاء:مملة قضيتها في البيت وأنتِ؟ -إيومي:مملة كالعادة...شجار مع أخي الصغير...والداي يمنعان عني كل شيء لأن علاماتي ضعيفة...هكذا مضت -وفاء:أوووه تذكرت أخاكِ الكبير ذاك...كم هو وسيم! أنا معجبة به كثيرا فهل لديه حبيبة؟ -إيومي:وأنا ما أدراني؟ لا يكلمنها في هذه المواضيع وحتى أمي لا تعرف -وفاء(برومنسية) :أتمنى أن أكون أنا من تخطف قلبه إذًا...ما رأيك أن أعطيك دروسا مجانية كل مساء في منزلك؟ -إيومي:وما الفائدة فعقلي مغلق مثل ثمرة جوز الهند -وفاء:إذًا كيف يمكنني مقابلته؟ -إيومي:لا أعلم فأنا أخته ولا أقابله كثيرا...إنه عامه الأخير في الجامعة لهذا يدرس بجد مع رفاقه وعندما يعود يحبس نفسه في غرفته...حتى أن أمي من تأخذ له الطعام للغرفة -سمر:إنه غامض فعلا...لا أعتقد أنه مرتبط -إيومي:ولا أنا
في استراحة الغداء ذهب الجميع لتناول طعامهم في المطعم وكان حبيب إيومي هناك فلوح لها بيده لكي تأتي وتتناول الطعام معه -سمر:أووووه إنه حبيبك! هيا اذهبي إليه...لا بد أنكما لم تجلسا وتتحدثا منذ مدة -إيومي:سأعود بعد دقائق -وفاء:خذي وقتك معه هههههه -إيومي:أيتها الحقيرتان سأعود فورا
جلست بجانب حبيبها على الطاولة وتصافحا -سامر:كيف حالك؟ -إيومي:بخير -سامر:هل أمضيتِ وقتا ممتعا في العطلة الصيفية؟ -إيومي:لا أعلم ما الممتع في الجلوس في البيت على كل حال...ولكن لنقل الحمد لله -سامر:أرأيتِ؟ هذه هي الروح الرياضية
جلسا وتحدثا عن الأمور المملة التي حصلت معهما وكانا سعيدين للغاية فهما يحبان بعضهما كثيرا
في المساء عادت إيومي للمنزل وخلعت حذاءها عند الباب ودخلت -إيومي:سلام...لقد عدت
كانت كل العائلة مجتمعة في الصالون وينتظرونها -الأم:تعالي يا ابنتي -إيومي:ما الأمر؟ هل حصل شيء؟ -الأم:لا يا ابنتي...لكن والدكِ يريد قول شيء
جلست معهم وكلها قلق وخوف -الأب:حسنا إذًا أطفالي الصغار...لدي لكم خبر لا أعلم إن كان سيصدمكم أم يعجبكم ولكن تأكدوا أن كل ما أفعله لمصلحتكم -شيومين:هيا بسرعة فعلي الخروج للمكتبة الآن -الأب:نحن سنسافر إلى كوريا -شيومين:وأين الصدمة؟ توقعت ذلك لأن والدي كوري...حسنا سأخرج الآن
حمل محفظته وخرج في حين بقيت إيومي مصدومة -شينهو(بحماس) :يااااااي كوريا!
ثم صمت فجأة -شينهو(باستغراب) :ولكن ما هي كوريا يا أمي؟ هل هي مدينة ألعاب؟ -الأم:ههههه لا يا بني...إنها بلد كبير مثل العراق وفيها الكثير من الناس الذي عيونهم ضيقة مثل والدك -شيومين:ولماذا ليست عيوني ضيقة؟ حتى إيومي وشينهو نفس الشيء -الأم:لأنكم أنتم أبنائي الثلاثة أخذتم عني العيون الكبيرة
كانت إيومي ماتزال واقفة في مكانها مصدومة ولم تستطع قول أي حرف -الأب:إيومي ما الأمر؟ -إيومي(بصدمة) :مستحيل! لماذا علينا الذهاب؟ -الأب:لأن الأوضاع لم تعد مريحة في العراق...الأسعار في ارتفاع والمعيشة أصبحت صعبة -إيومي:لا أريد الذهاب...اتركوني بمفردي هنا...سأتدبر أمري -الأم:ماهذا الكلام؟! كيف نترككِ يا ابنتي؟ -إيومي:أستطيع تدبر أمري بنفسي لذا أريد البقاء أرجوكما -الأب:إيومي أنا آسف أرجوكِ أعذريني...أعلم أنكِ متعلقة بالعراق ولكن آن أوان التغيير... -إيومي(تقاطعه) :لا أريد...دعاني وشأني
ركضت لغرفتها وأغلقت الباب فبدأت الدموع بالانهمار دون توقف...إنه أمر صعب أن تغادر المكان الذي تحبه والأشخاص الذين اعتدت عليهم...والأسوأ أنك لن ترى حبك بعد الآن
مر وقت وإيومي منطوية في غرفتها تبكي فقررت الأم أن تأخذ لها الطعام وتكلمها فطرقت الباب ودخلت -الأم:جلبت طعامكِ المفضل -إيومي(بحزن) :لا أريد أن آكل -الأم:ابنتي...لا داعي لكل هذا فكوريا الجنوبية مكان جميل وستحبينه كثيرا -إيومي(بحزن) :لا أريده -الأم:صدقيني لديهم كل شيء ويمكنكِ أن تضمني مستقبلك وتعليمكِ الجامعي -إيومي(بحزن) :تعلمين أنني لا أحب الدراسة -الأم:وإلى متى؟ هذا لن يضر أحدا سواك -إيومي(بحزن) :ليس موضوعنا...أنا أحب أصدقائي ولا يمكنني تركهم -الأم:ستجدين هناك أصدقاء كثيرين لذا لا تقلقي -إيومي(بحزن) :لا أريد كوريا لااااااا -الأم:أوووووف حسنا...على كل حال ليس الخيار بيدك أنتِ...انتظري حتى نذهب وسترين أنها مكان جميل للتعايش صدقيني -إيومي(بصراخ) :لا لا لا وألف لا -الأم(بتجهم) :اخرسي وكلي طعامك...سأذهب لتجهيز الوثائق لوالدكِ حتى يتمكن من نقلنا -إيومي(بتجهم) :سأمزقها -الأم(بحدة) :لا تغضبيني وإلا أقسم أنني سأحبسكِ في البيت ولن تتمكني حتى من توديع أصدقائك -إيومي(بتجهم) :احبسيني أو افعلي ما شئتِ...لن أذهب لكوريا مستحيل -الأم:أووووف اللهم ألهمني الصبر
في الغد بقيت إيومي شاردة الذهن ولم تستطع حتى التركيز في صفها -المعلمة:والبيت الشعري هنا على وزن؟
رفع كل الطلاب أصابعهم ليجيبوا -المعلمة:أنتِ أيتها الفتاة التي تنظر للنافذة أجيبي
نظر كل الطلاب نحوها فشعرت بالارتباك -إيومي:أنا؟! -المعلمة:نعم -إيومي:عفوا لم أسمع سؤالك -المعلمة:البيت الشعري الذي حللناه أمامكِ على السبورة لأي بحر ينتمي؟ -إيومي:اممممم الحقيقة...لا أحفظ أي بحر
ضحك عليها الطلبة حتى تحول الفصل لحالة فوضى -المعلمة:يا آنسة... -إيومي:اسمي إيومي -المعلمة:آنسة إيومي...نحن لم ندرس سوى بحر شعري اليوم لذا لن تكون الإجابة معقدة لتلك الدرجة -إيومي:آه حقا؟
بقي كل طلاب الصف يضحكون عليها لدرجة أن دموعهم سالت -المعلمة:إذًا؟ ماهو البحر؟
صارت تحدق في السبورة لعلها تجد أي كلمة تساعدها على الإجابة -إيومي:آه وجدته...إنه البحر البسيط -المعلمة:الحمد لله أنكِ استيقظتِ من غفلتك...من فضلكِ ركزي معنا ولو قليلا -إيومي:حاضر -المعلمة:وعليكِ كتابة مفاتيح البحر مئة مرة وإحضاره لي مفهوم -إيومي(بحزن) :حاضرة
في استراحة الغداء جلست إيومي مع رفيقاتها وهي ما تزال حزينة وشاردة -سمر:إيومي...ما الأمر؟ لقد كنتِ غريبة جدا اليوم فهل حصل معك شيء؟ -إيومي:سأخبركما بسر لكن لا تخبرا أحدا مفهوم؟ -سمر ووفاء:مفهوم -إيومي:عائلتي ستنتقل إلى كوريا -سمر(بصدمة) :متى ذلك؟ -إيومي:لا أعلم...نحن نجهز لذلك -وفاء:كم أنتِ محظوظة! يقولون إن كوريا بلد جميل جدا -إيومي(بتجهم) :ما الجميل فيه إن كنت لا أعرف أحدا -وفاء:هذا محزن...سنشتاق لكِ كثيرا ولكننا حقا سعيدتان لأجلك -سمر:ماذا عن سامر؟ هل يعلم بالأمر؟ -إيومي:ليس بعد...ولكن لا أعرف كيف أخبره...أعلم أنه سيحزن كثيرا -سمر:أووووه أنتِ في موقف لا تحسدين عليه فعلا -إيومي:لا تخبرا أحدا بما أخبرتكما به مفهوم؟ -سمر ووفاء:مفهوم -إيومي(بحزن) :ما الحل يا ترى؟ لا أريد الذهاب لكوريا -وفاء:ابقي عند أقاربكِ إذًا -إيومي:فكرة معقولة نوعا ما...ولكن السؤال هل سيقبل والداي؟ -سمر:فقط حاولي
عادت وفاء صديقة إيومي للمنزل وجلست مع ابنة عمها "راما" في غرفتها -وفاء:راما سأخبرك شيئا -راما:ماذا؟ -وفاء:لكن لا تخبري أحدا فهو سر خطير -راما:تكلمي ماذا هناك؟ -وفاء:أتذكرين زميلتي في الصف إيومي؟ التي أخبرتكِ أن أخاها وسيم؟ -راما:من؟ التي تحب الرقص الهندي؟ -وفاء:لا بل التي قلت أن والدها كوري الأصل -راما:آه تلك التي تكره الدراسة...ما بها؟ -وفاء:ستنتقل للعيش في كوريا الجنوبية -راما(بصدمة) :واااااو! لا تمزحي -وفاء:لست أمزح -راما:يالها من محظوظة! كم أحسدها! -وفاء:لكن تذكري أن هذا سر...مفهوم؟ -راما:لا تقلقي
عادت راما لمنزلها وفتحت الفيسبوك وجلست تكلم إحدى زميلاتها في الصف تدعى "سندس" -راما:مرحبا يا مهووسة الكيبوب...أتيت لكِ بخبر رائع جدا -سندس:يا سلام وماهو؟ -راما:ابنة عمي وفاء لديها صديقة ستذهب لكوريا -سندس:أوه ماي غاد كوووريا! ولكن كيف؟ -راما:والدها كوري وسينتقلون إلى هناك -سندس:كم أحسدها! -راما:ولكن عديني أنكِ لن تخبري أحدا...أنتِ صديقتي المفضلة ولذلك أخبرتك -سندس:طبعا...كوني مطمئنة
وهكذا طبعا...كل صديق لديه صديق وانتشر الخبر وأصبح السر في خبر كان
يوم دراسي جديد بالنسبة لإيومي...دخلت الصف الذي تدرس فيه وجلست في مقعدها وطاولتها...كانت نظرات الجميع حولها مريبة جدا...كلهم يتهامسون وينظرون إليها وكأنها قامت بشيء خاطئ...التفتت نحو زميلتها سمر التي كانت جالسة بجانبها -إيومي:هل أنا التي أتخيل أم أن كل الصف عيونه علي؟ -سمر:لا أعلم...كانوا بالفعل يتمتمون قبل مجيئك -إيومي:جيد...ارتحت الآن...لا بد من أنها فضيحة جديدة لفتاة ما
أتت فتاة من الصف تدعى لجين وتحدثت لإيومي -لجين:أوووه إيومي عزيزتي! صباح الخير -إيومي(باستغراب) :عفوا! أتتحدثين إلي؟ -لجين:طبعا ومن غيرك إيومي في هذا الصف؟ -إيومي:نعم ولكن أنتِ لم تكلميني طوال السنتين اللتين كنا ندرس فيهما مع بعض فكيف خطر ببالكِ محادثتي الآن؟ -لجين:سمعت أنكِ ذاهبة لكوريا حيث الرجال الوسيمون والأغاني الحماسية
نظرت إيومي إلى صديقتيها بنظرة غضب شديدة -إيومي(بتوتر) :اعذريني...علي التحدث مع صديقتي العزيزتين
نهضت وجرت صديقتيها إلى آخر الصف ليتحدثوا على انفراد -إيومي(بتجهم) :أنتما...من منكما أفشت السر؟ -سمر:لست أنا -وفاء(بتوتر) :ولا أنا -إيومي(بتجهم) :إذًا كيف حصل ذلك؟ -وفاء(بتوتر) :ونحن ما أدرانا؟ ربما أحد جيرانكِ أو إخوتكِ هم من أفشوه -إيومي(بتجهم) :حتى ولو نشروا الخبر فهو لن ينتقل للثانوية هكذا...تكلما من منكما؟ -وفاء(بتوتر) :الحقيقة...أنا فقط أخبرت ابنة عمي ولكن صدقيني لقد وعدتني أن لا تفشي السر -سمر(بتوتر) :أنا أيضا قلت لأختي فقط آسفة -إيومي(بصدمة) :ماذا فعلتما؟! الآن عرف الجميع -سمر:ولكن ما العيب في أن يعرفوا؟ -إيومي(بحدة) :لا أريد ذلك فحسب...ألن تحترما رغبتي؟ -سمر ووفاء:آسفتان
بقيت عيون كل الصف على إيومي وكأنها ستذهب للمريخ...فجأة دخل معلم الفيزياء -المعلم:اجلسوا جميعا أماكنكم...وقت الدرس
في استراحة الغداء كالعادة جلست إيومي مع صديقتيها ولكن يبدو هذه المرة أنها منزعجة ولا تريد الكلام معهما -وفاء(بتوتر) :إيومي...لقد جئت بالعصير...هل نتشارك؟ -إيومي(بتجهم) :لا -سمر(بتوتر) :وأمي أعدت لي الكعك فهل تتذوقين؟ -إيومي(بتجهم) :لا لا لا دعاني وشأني...لم أكن أعتقد أنكما خائنتان للسر لهذه الدرجة...كم من أسراري أفشيتما حتى الآن؟ -وفاء:لا تبالغي...إنه أمر بسيط لذلك قلنا في أنفسنا أنه حتى ولو انتشر فلن يسبب لكِ الضرر...أوه هيا صديقتي...تعلمين أننا سنفتقدك كثيرا إن رحلتِ فلا تغضبي منا -إيومي(بتجهم) :معك حق ولكن...
نظرت جانبا صدفة فرأت حبيبها سامر يلوح لها من بعيد فاحمر وجهها من الخجل -إيومي(بخجل) :احم احم...أعتقد أنني سأذهب -وفاء:أووووه لِمَ الخجل؟ هيا اذهبي -سمر:صحيح...استمتعي بوقتك
حملت طبق طعامها وذهبت للطاولة التي بها سامر وجلست بجانبه -إيومي:مرحبا...ظننت أنك ستتناول الطعام مع أصدقائك اليوم -سامر:نعم سأتناوله معهم ولكن هناك موضوع مهم أود التكلم معكِ فيه...لن آخذ من وقتك الكثير -إيومي:طبعا طبعا خذ وقتك -سامر:الحقيقة...لقد عرفت بخبر انتقالكِ لكوريا الجنوبية
ازدردت إيومي ريقها من القلق...لم تضع في حسبانها أنه سيعرف قبل أن تخبره لذلك خافت من ردة فعله -إيومي(بتوتر) :آسفة...كنت سأخبرك ولكن... -سامر(يقاطعها) :لا بأس ولكن من المؤسف أننا لن نرى بعضنا بعد الآن صحيح؟ -إيومي:صحيح ولكننا سنبقى على تواصل في الفيس بوك -سامر(ببرود) :آسف إيومي...ربما علينا أن ننفصل
نظرت له مصدومة ومن شدة إنكارها ظنت أنه يمزح -إيومي(بتوتر) :كف عن المزاح فهذا ليس ممتعا -سامر(ببرود) :لست أمزح...بما أنكِ ستسافرين فهذا يعني أننا لن نرى بعضنا بعدها...وهذا الحب سيختفي شيئا فشيئا لذا ما الفائدة من بقائنا مع بعض؟ -إيومي(بصدمة) :كلام فارغ...بما أننا نحب بعضنا حقا فستستمر هذه المشاعر بالتأكيد -سامر(ببرود) :لا أوافقكِ الرأي...دعينا ننفصل أحسن
حمل طبق طعامه وذهب عند رفاقه أما الأخرى فلم تستطع فعل شيء سوى التحديق به وهو يبتعد
في المساء عادت للمنزل ولم تكلم أحدا بل ذهبت لغرفتها وأغلقت الباب على نفسها حتى صعدت والدتها لغرفتها -الأم:ألستِ جائعة؟ -إيومي(ببرود) :لا يا أمي -الأم:في حال ما إذا شعرتِ بالجوع فالطعام في الثلاجة...سخنيه فقط -إيومي(ببرود) :حسنا
بعد دقائق فتحت الباب وخرجت بهدوء ووقفت أمام والدتها وأعطتها ابتسامة مجاملة -إيومي:أمي...ما رأيكِ أن أبقى للعيش مع جدتي ولا أذهب لكوريا؟ -الأم(بتجهم) :مستحيل...أتعلمين كم زوجات خاليك يكرهاننا؟ سيعاملانكِ مثل سندريلا لذا لن أسمح لك -إيومي(بحزن) :ولكنني حقا لا أريد الذهاب -الأم(بتجهم) :وما المشكلة يا ابنتي ألا تحبين السفر؟ -إيومي(بحزن) :نعم أحب السفر المؤقت وليس الدائم -الأم:لا بأس ستعتادين على كوريا -إيومي(بحزن) :أتمنى ذلك
عادت لغرفتها وهمت تفكر في انفصالها عن حبيبها وماذا تفعل لكي تستعيده...بعدها قررت أن ترسل له رسالة على فيس بوك فجرت بينهما المحادثة التالية: -إيومي:مرحبا سامر -سامر:أهلا إيومي -إيومي:هل مازلت مصرا على انفصالنا؟ -سامر:لقد تحدثنا في الموضوع وانتهى -إيومي:أعلم ولكن...ماذا لو تزوجنا؟ نحن كبيران -سامر:أنتِ مجنونة! أنا لدي دراستي ولست أفكر في الزواج بعد -إيومي:إذًا لنهرب معا -سامر:كفى...لقد أثرت عليكِ الأفلام الهندية -إيومي:لماذا لا يمكننا البقاء معا؟ -سامر:آسف إيومي -إيومي:لنجرب فقط...وإن تغيرت مشاعرنا فلنتوقف -سامر:كفى أرجوكِ -إيومي:أرجوووك (إيموجي حزين) -سامر:آسف لدي مباراة مع أصدقائي الآن...أراكِ لاحقا
أغلق الفيسبوك بسرعة وذهب بينما بقيت هي معلقة بأحزانها...لقد أحبته كثيرا وخسارتها له بهذه الطريقة ستؤثر عليها
في الغد نهضت صباحا وجلست على الأريكة تشاهد التلفاز فمرت والدتها بجانبها بينما تنظف -الأم:غريب...ألن تذهبي للثانوية؟ -إيومي:وما الفائدة؟ فأنا سأغيرها على كل حال فلماذا أتعب نفسي بالذهاب كل يوم -الأم:لا بأس...سأوافق على ذلك فقط لأننا سنسافر وإلا كنت سأرميكِ بفردة الحذاء -إيومي:جيد -الأم:لا تجلسي هكذا...ساعديني في أعمال البيت -إيومي:حسنا
بعد عدة أيام قامت العائلة بحزم كل أمتعتها وتجهيز الأوراق للانتقال وبقي عليهم توديع كل أقاربهم والناس الذين يعرفونهم لذا أقاموا حفل عشاء في المنزل
حضرت الجدة والخالين وزوجتيهما وأولادهم كما حضر بعض من الجيران وكذلك صديقتا إيومي وفاء وسمر
جلست الفتيات يتحدثن في الغرفة وحدهن ويودعن إيومي -وفاء(بحزن) :إنه لأمر محزن جدا أننا لن نراكي مجددا -إيومي:نعم ولكن سنبقى على تواصل...لا تنسيا -سمر:ماذا عن حبيبك؟ هل تصالحتما؟ -إيومي:أوووف لا تذكريني أرجوكِ فأنا منزعجة جدا منه لأنه قرر هذا الشيء...أشعر وكأنه لم يكن يحبني أصلا -سمر:بالطبع يحبكِ ولكن ربما كان تفكيره صحيحا -إيومي:على كل حال علينا المضي قدما وعدم التعلق بالماضي -وفاء:بالحديث عن المضي قدما لماذا أخوكِ ليس هنا!؟ -إيومي:أوووه ذاك الغبي...لا بد أنه يدرس الآن...على كل حال هو لا يحب المناسبات والاجتماعات العائلية...لا أعلم لماذا -سمر:غريب أطوار حقا
دخلت والدة إيومي الغرفة -الأم:إيومي هلاَّ ذهبتِ للسوق واشتريتِ لنا المزيد من السمك؟ والدكِ مشغول بالضيوف -إيومي:حسنا -وفاء:نحن سنعود للبيت أيضا...لنذهب معا
ذهبت إيومي لسوق السمك وأخذت تبحث عن النوع الذي طلبته والدتها...بعدها نظرت للجهة المقابلة لتجد النوع الذي لطالما أحبه سامر كثيرا...اقتربت منه وصارت تتذكر كل ذكرياتهما معا وكأنها كانت البارحة...مدت يدها نحو إحدى السمكات لكي تلمسها لكن شخص آخر مد يده في نفس الوقت وأمسكاها معا...التفت كل منهما لوجه الآخر وإذا به سامر مما جعلها تشعر بالذعر فتركت السمكة -إيومي(بصدمة) :لقد صارت التخيلات حقيقة مثلما يحصل في الأفلام! -سامر:عفوا! -إيومي(بصدمة) :ويتكلم أيضا! -سامر:إيومي ما بالك!؟ -إيومي(باستغراب) :أنت حقيقي!؟ -سامر:طبعا وهل ظننتني شبحا؟
اقتربت منه ووضعت إصبعها على صدره وإذا به حقيقي فاعتدلت في وقفتها وتحدث ببرود -إيومي:ما الذي تفعله هنا؟ -سامر:أشتري السمك...وهل هناك شيء قد أستطيع فعله في ركن السمك غير ذلك؟ وأنتِ ماذا تفعلين؟ -إيومي:أرسلتني أمي لشراء السمك...لدينا عزيمة عائلية -سامر:آه فهمت...ومتى ستغادرون؟ -إيومي:بعد ثلاثة أيام -سامر:حسنا...إن كنتِ تحتاجين شيئا أخبريني -إيومي(بحزن) :ألست حزينا على فراقي؟
لم يرد عليها بل اكتفى بالصمت المرعب فقررت عدم إغلاق الموضوع حتى تعرف كل شيء -إيومي(بحزن) :هل حقا تحبني أم أنني كنت مجرد وسيلة للتسلية لديك؟
لم يرد عليها أيضا
-إيومي(بحزن) :قل أي شيء...لا تبقى صامتا هكذا -سامر:الوداع
عدل سابقا من قبل بثينة علي في السبت ديسمبر 30, 2023 5:16 pm عدل 1 مرات
بثينة علي يعجبه هذا الموضوع
بثينة علي Admin
المساهمات : 1305 تاريخ التسجيل : 27/05/2021 العمر : 27
وقفت إيومي مع حبيبها سامر في السوق يتناقشان حول موضوع انفصالهما ولكنه لم يرد على تساؤلاتها بل ودعها وغادر مسرعا...ولأنها مصرة على الحصول على إجابة لحقت به -إيومي(بصراخ) :توقف مكانك...أريد جوابا الآن -سامر(بصراخ) :أنا مستعجل دعيني -إيومي(بصراخ) :أجبني فحسب بكلمة لا أو نعم -سامر(بصراخ) :لا وقت -إيومي(بصراخ) :هيا قلها هيا
سارت مسرعة خلفه لدرجة أنها لم تلاحظ وجود درجات صغيرة في الممرات فتعثرت ووقعت -إيومي(بتألم) :آااااه قدمي
التفت الآخر خلفه وعندما رآها مرمية على الأرض لم يستطع تركها هكذا فذهب لمساعدتها -سامر:أنتِ بخير؟ -إيومي(بتألم) :لا...قدمي تؤلمني -سامر:آسف...هذا حصل بسببي...هل أساعدك على العودة للمنزل؟ -إيومي(بتألم) :لا بأس...سأشتري السمك وأعود بمفردي
حاولت النهوض فعادت للسقوط على الأرض مجددا -إيومي(بتألم) :أوووه مؤلم -سامر:لا تتعبي نفسك...سأشتري لكِ السمك وأعود...ابقي هنا
بعد أن أجلسها جانبا ذهب واشترى لها السمك ثم ساعدها على المشي خارج السوق...في البداية أراد أن يوصلها للمنزل لكنها رفضت ذلك خوفا من أن يراهما أحد معا لذا وقفا على بعد عدة أمتار من البيت -سامر:أتمنى أن تكون رجلك بخير الآن -إيومي:نعم أنا بخير...الآن عرفت الإجابة -سامر:أي إجابة؟ -إيومي:على السؤال هل تحبني أم لا -سامر:وماذا عرفتِ؟ -إيومي:نظرات القلق في عينيك عندما سقطت...إنها الدليل على أنك تحبني وتهتم لأمري
تأملت عينيه لبعض الوقت منتظرة أن يقول أي شيء فرأته يحني رأسه -سامر(ببرود) :نعم صحيح...أنا أحبك -إيومي:إذًا لماذا علينا أن ننفصل؟ -سامر(ببرود) :وكأنني أشرح معادلة لدجاجة...لقد أعدت نفس الكلام ملايين المرات ولكنكِ تصرين على سماعه مجددا -إيومي(بحزن) :لأنني مازلت لا أصدق أنك قد تتخلى عني لسبب تافه كهذا -سامر(ببرود) :وما السبب الحقيقي برأيك؟ -إيومي(بحزن) :لا أعلم...ربما لأنك تريد فتاة أجمل وأذكى مني -سامر:ههههههههه هذا كل ما دار في بالك؟ -إيومي:إذًا السبب أنك خنتني بالخطأ وندمت؟ -سامر:هذا أغبى خيال واسع رأيته في حياتي...لا أعلم لماذا لا تتوقفين عن متابعة بريانكا ديشوبرا فقد أفسدت عقلك بقصصها التافهة -إيومي(بحزن) :حسنا آخر كلمة...هل حقا تريد الانفصال عني؟ -سامر(بتجهم) :أووووف عدنا للبداية -إيومي(بحزن) :متأكد أنه آخر قرار؟ -سامر:نعم -إيومي(بحزن) :حسنا عد لبيتك -سامر:لا...أنتِ اذهبي أولا -إيومي(بحزن) :لا بأس...أريد رؤيتك من بعيد فحسب...هيا اذهب
ذهب دون أن يلتفت ولو لمرة...ظنت أنه سيغير رأيه ويعود ويطلب منها المصالحة لكنه لم يفعل...حينها أدركت أن الموضوع جدي فذهبت هي أيضا في طريقها...وعندما ابتعدت استدار هو دون أن تراه...كان يراقبها وهي تمشي وتعرج شيئا فشيئا...مشهد مؤلم لشخصين يحبان بعضهما ولن يريا بعضهما مجددا
بعد أيام حان وقت السفر...جمعت العائلة أغراضها وذهبوا للمطار وانتظروا طائرتهم...كان الوقت تقريبا الرابعة صباحا...كان الصغير شينهو نائما بينما كل العائلة تتثاءب من النعاس فهم لم يناموا جيدا بسبب السهرات مع الضيوف والتجهيزات للذهاب -إيومي:أشعر بنعاس شديد... -الأم:سننام في الطائرة -إيومي:أكره النهوض باكرا
بينما ينتظرون سمعوا صوت الموظفة تنادي من مكبرات الصوت لتدل الركاب على رحلاتهم : "الطائرة رقم 25 المتوجهة نحو كوريا الجنوبية ستقلع قريبا...نرجوا من جميع الركاب الصعود على متنها من خلال الممرر رقم 3" -الأب:هيا لنذهب
ركب الجميع الطائرة وبعد أن اطمئن الأب على وجودهم جميعا انطلقت...أغمضت إيومي عينيها من التعب وغفت وصارت تحلم وتتخيل كيف ستكون كوريا وكيف ستعيش فيها
في داخل الحلم كانت هناك غابات وأنهار وأماكن جميلة جدا وكانت تسير وسطها في ثوب أبيض مبهر...شعرت بالهدوء والسكينة ولكن فجأة ظهر لها مجموعة من الرجال يحاصرونها من كل مكان...كانت عيونهم ضيقة فعرفت أنهم رجال كوريين وشعرت بالخوف وأخذت تركض في أنحاء الغابة وهي تصرخ
فجأة أيقظتها أمها ففتحت عينيها وأخذت تلتف من حولها لترى أين هي -الأم:إيومي...استيقظي لقد وصلنا -إيومي:وصلنا! بهذه السرعة! -الأم:نعم...كنتِ نائمة طوال الطريق لهذا لم تحسي بشيء -إيومي:أمي...أخبريني هل الكوريون أشرار متحرشون؟ -الأم:ومن أين أتيتِ بهذا الكلام أنتِ أيضا؟ -إيومي:هكذا رأيت في أحد المسلسلات التي تتابعها زميلتي في الصف...الأثرياء يتحرشون بفتاة ما إن أعجبتهم ويواعدونها رغما عنها -الأم(بتجهم) :المسلسلات ليست سوى تخيلات لما يريده المخرج ولا علاقة لها بالواقع -إيومي:وسمعت أيضا أنهم يمارسون السحر فأغلب مسلسلاتهم انتقال عبر الزمن وتبادل أجساد -الأم:كما أخبرتك...إنها مجرد أفكار تعكس خيال المخرج -إيومي:آمل أن يكون ذلك صحيحا
في يوم 23 سبتمر الساعة 9 صباحا...وصلت العائلة لمطار كوريا الجنوبیة واستقلوا سيارة أجرة نقلتهم إلى أرخص فندق...كانت غرفة الفندق لا بأس بها ولكن المشكلة أن عليهم المبيت فيها معا -شيومين(بتجهم) :معقول! هكذا لا يمكنني التركيز على دراستي -الأم:لا بأس بني...سنجد منزلا في أقرب وقت -الأب:سأخرج وأتفقد المكان وأشتري لكم شيئا تأكلونه فطعام الفنادق باهض الثمن -شيومين:أبي...لماذا لا نذهب عند جدتي الكورية ونعيش معها مؤقتا حتى نجد منزلا؟ -الأب:إن جدتك لا تريدنا...وبالتأكيد لن توافق على ذهابنا إليها الآن بعد أن جفيناها 26 عاما -إيومي:لماذا هي قاسية القلب هكذا!؟ -الأب:قصة طويلة ولكن لا يهم...لدينا مدخرات وسنتدبر أمرنا بها إلى أن تتحسن أمورنا...الآن سأحضر الطعام وفي المساء سأخرج للبحث عن بيت
غادر الأب الغرفة وتركهم في أشغالهم -إيومي:أما أنا فسأنام فلا تزعجوني -الأم(بتجهم) :يالكِ من كسولة!
وضعت إيومي فراشها على الأرض ونامت -شيومين:وأنا سأدرس...التزموا الصمت
وضع هو الآخر كتبه وبدأ يدرس -الأم(بتجهم) :هذا ممل...ظننت أن عيشنا في غرفة واحدة سيجعلنا مقربين ولكنكم أولاد مملون ولن تتغيروا
بعد فترة عاد الأب مع بعض الجبن والفاكهة ورغائف الخبز -الأب:هيا تعالوا لتناول الطعام -شيومين:لا أحب الجبن -الأب:هذا كل ما يمكنني تقديمه لكم حاليا
بدأ الجميع بالأكل وبعد أن أكملوا طعامهم عاد كل منهم لشغله المعتاد...إيومي نائمة وشيومين يدرس وشينهو يلعب والأم جالسة بمفردها...أما الأب فذهب للبحث عن مسكن
في المساء نهضت إيومي وفتحت ستائر النافذة تنظر في الشارع فأدركت أن المجتمع الكوري كغيره من المجتمعات ولا شيء مخيف فيها كما ظنت -إيومي:أمي...أيمكنني أن أنزل وأتجول قليلا؟ -الأم:لا يمكنكِ الآن...مازلنا لا نعرف ظروف العيش هنا لذلك اصبري حتى ننتقل لمنزل جديد
في الغد ذهب الأب لرؤية مجموعة من البيوت القريبة وفي النهاية وجد بيتا مناسبا في بوسان يحتوي 3 غرف وصالونا ومطبخا وحماما بسعر مناسب وقد نالت إعجاب كل العائلة لذلك قرروا الانتقال إليها
ذهبت العائلة للمنزل ونظفوه وأفرغوا حقائبهم...ولكن مازال عليهم تدبر أمر الآثاث والأمور الأخرى ولأن التمويل لا يكفيهم قرروا تأجيلها لفترة أخرى -إيومي:أبي...سأخرج للتجول قليلا -الأب:لا بأس لكن لا تبتعدي -إيومي:حسنا
نزلت للشارع تستكشف المكان والناس هناك...كان كل شيء مختلفا نوعا ما...الناس هناك عاديون ولكنهم مليؤون بالنشاط والحيوية...أثناء سيرها رأتها امرأة تسكن في المنزل المقابل لهم فنادت عليها -المرأة:أهلا...هل أنتِ جديدة هنا؟ -إيومي:مرحبا...نعم -المرأة:أنتِ تتقنين الكورية بالرغم من أنكِ أجنبية! هذا جميل -إيومي:نعم...والدي كوري -المرأة:على كل حال أنا السيدة سونغ...تشرفنا -إيومي:وأنا إيومي -المرأة:أتريدين الدخول لمنزلي وشرب شيء ما؟ -إيومي:لا شكرا -المرأة:إن احتجتِ أي شيء فاطلبيه منا -إيومي:شكرا عمتي...سأفعل
تجولت قليلا في شوارع كوريا لتتعرف على بعض الأماكن الجديدة ولكن الأمر كان مختلفا عن بلدها...الكوريين منظمون جدا...فهناك عمران وحضارة في كل مكان...سارت بعيدا حتى وصلت لمكان كبير يشبه المجمع التجاري ولأنها لا تعرف شيئا قامت بسؤال امرأة تمر من هناك -إيومي:عفوا...ما هذا المكان؟ -المرأة:إنه سوق شعبي...كل شيء هنا بدولار واحد -إيومي:مذهل! وهل يسمح لي بالدخول دون أن أشتري؟ -المرأة(باستغراب) :آه طبعا -إيومي:شكرا لك
دخلت وأخذت تتجول في أروقة المجمع التجاري...كل شيء هناك رخيص السعر من ألعاب إلى ملابس إلى أطعمة ومستحضرات تجميل وكل ما يخطر على البال...ولكن المشكلة أنها لم تكن تملك أي مال لذلك واصلت التحديق بالأشياء الجميلة فحسب
عادت للمنزل في المساء وبقيت تساعد أمها في تجهيز العشاء وتحدثها بكل حماس عن الأشياء الجميلة التي وجدتها في السوق -إيومي(بحماس) :وكان هناك أنواع أطعمة غريبة جدا لم أراها طوال حياتي -الأم:نعم...إن طعامهم غريب ولكنه جميل -إيومي(بحماس) :وأيضا هناك مستحضرات تجميل غريبة...أتصدقين هناك حتى ألة لتدليك الوجه ومنتجات للصلع؟ وملابس رائعة -الأم:هههه أرأيتِ؟ إن كوريا مكان جميل -إيومي:مازالت لا أرتاح لها...لا أعلم لماذا -الأم:بعد أيام ستعتادين
بعد أيام بدأت الدراسة بالنسبة لإيومي...لم تكن تريد الذهاب على كل حال ولكنها مجبرة -الأم:هيا استيقضي أيتها الكسولة -إيومي(بتعب) :كم الساعة؟ -الأم:الثامنة صباحا -إيومي(بتعب) :سأنام قليلا بعد -الأم:لا وقت...إنه أول يوم لكِ في الثانوية -إيومي(بتعب) :أووووه لا أريد الذهاب
نهضت بكسل واغتسلت وارتدت ملابسها ثم شربت كأسا من العصير -الأب:حسنا...هيا أيها الولدان لنذهب -شينهو(بحماس) :هيا بنااااا -إيومي(بتعب) :نعم نعم أيا يكن
أوصل الأب إيومي إلى باب الثانوية ثم جلس يحدثها قليلا -الأب:ها قد وصلنا يا ابنتي...سأعود في المساء لاصطحابكِ لذا انتظريني هنا -إيومي:حاضرة -الأب:وأيضا أتمنى لكِ يوما سعيدا -إيومي(بتجهم) :نعم...أتمناه لنفسي أيضا
نزلت من السيارة بينما يودعها ووقفت وابتسمت له لكي يطمئن عليها ولكنها غير مرتاحة تماما...بعدها اتجهت نحو بوابة الثانوية
صُدمت مما رأته فتلك الثانوية أكبر بكثير من أي ثانوية رأتها في بلادها وشكلها يشبه قصرا به حديقة واسعة...الطالبات يرتدين تنورات قصيرة وزيا موحدا جميلا جدا والنظام يعم المكان -إيومي:هل على الطلبة الأجانب أيضا ارتداء هذا؟ أتمنى أن لا يكون صحيحا
دخلت تبحث عن صفها الذي لا تعلم أصلا أين تبحث عنه وبالخطأ اصطدمت بشاب يركض مسرعا نحو صفه -الشاب:أعتذر -إيومي:لا بأس
بعدها ركض مسرعا دون قول أي شيء آخر -إيومي:غريب أطوار
أكملت طريقها بحثا عن شيء ما يساعدها إلى أن وصلت إلى مكتب المرشدة التربوية وطرقت الباب -إيومي:مرحبا -المرشدة:أهلا...تفضلي...أنتِ طالبة جديدة صحيح؟ -إيومي:نعم كيف عرفتِ؟ -المرشدة:هذا واضح من ملابسك...لا ترتدين الزي -إيومي:كنت أتساءل كيف أجد صفي -المرشدة:أعطني بطاقتكِ من فضلك -إيومي:أي بطاقة!؟ -المرشدة:بطاقة التسجيل -إيومي:آه أعتقد أنها هنا في مكان ما
أخذت تبحث في حقيبتها الفوضوية فتساقطت كل الأوراق منها -إيومي(بتوتر) :أعتذر...إنه التوتر بما أنه أول يوم دراسي لي -المرشدة:لا بأس...البطاقة من فضلك -إيومي:أي واحدة من هذه؟ -المرشدة:هذه هي
أخذت البطاقة وأدخلتها في الحاسوب ثم طبعت ورقة وأعطتها لإيومي -المرشدة:هنا كتبت لكِ مكان دراستك وهنا قوانين الثانوية وهنا خريطة للثانوية...هل تحتاجين شيئا آخر؟ -إيومي:لا أعتقد -المرشدة:أما الزي فعليكِ شراؤه من الخارج -إيومي:آه فهمت -المرشدة:حسنا...حظا موفقا بارك إيومي
خرجت إيومي متوجهة نحو صفها...كان الدرس قد بدأ بالفعل فطرقت الباب ودخلت فنظر إليها كل طلاب الصف وبدؤوا بالهمهمة -الأستاذة:أهلا تفضلي -إيومي:هذا هو صف الثالث علمي باء صحيح؟ -الأستاذة:نعم
دخلت وجلست في أقرب طاولة رأتها أمامها بينما قامت الأستاذة بإكمال الدرس...أخرجت بعدها دفترها وحاولت أن تكتب ما تمليه لكنها لم تفهم شيئا كونها تأخرت عن الدروس شهرا كاملا لذلك نادت على الفتاة التي أمامها -إيومي:عفوا يا فتاة...هي عفوا -الفتاة:ماذا؟ -إيومي:هلاَّ أعطيتني دفتركِ لأرى ما كتبتم؟ -الفتاة:أنا أكتب -إيومي:فهمت
بعدها حاولت سؤال البنت التي بجانبها -إيومي:عفوا...أيمكنني استعارة دفتركِ لبعض الوقت؟ -الفتاة:ليس الآن فانا أحل -إيومي:حسنا
ثم جربت أن تسأل الشاب الذي خلفها لعله يساعدها -إيومي:عفوا...هلا أعطيتني دفترك؟ -الشاب:طبعا تفضلي -إيومي:شكرا...هذا لطف كبير منك
انتبهت لهما الأستاذة فصرخت -الأستاذة:أنتما...ألن تركزا على الدرس أفضل لكما؟ -إيومي(بتوتر) :آسفة...إنه خطئي -الأستاذة:كل الطلبة يعلمون بأنني عصبية في ما يخص التشويش في الصف ما عدا أنتِ يا إيومي طبعا -إيومي:فهمت -الأستاذة:حسنا لتكن آخر مرة
في آخر الحصة بقيت بعض الدقائق فقررت الأستاذة أن تجعلها جلسة تعارف بين إيومي وزملائها -الأستاذة:إذًا إيومي...بما أنكِ جديدة فسيسرنا أن تعرفينا بنفسك -إيومي:آه أنا؟ -الأستاذة:طبعا أنتِ...هيا اصعدي للسبورة وعرفينا -إيومي(تفكر) :في حياتي لم أصعد للسبورة...كم أكره ذلك!
صعدت للسبورة واستدارت ناحية التلاميذ...كانت علامات التوتر بادية عليها بالرغم من أنها حاولت كبتها قدر الإمكان -إيومي(بتوتر) :احم احم...مرحبا جميعا أنا بارك إيومي
صار كل الطلبة يحدقون بها ويسخرون منها -الأستاذة:هذا كل شيء؟! -إيومي(بتوتر) :أعتقد ذلك -الأستاذة:كم عمرك؟ من أين أتيتِ؟ ما هواياتك؟ ما طموحاتك؟ -إيومي(بتوتر) :آه عمري 18 وليس لدي هواية محددة...أنا من العراق...وأخيرا لم أقرر طموحي بعد أو أنه ليس لدي طموح حتى...لا أعلم بعد صدقيني
بقي كل الصف مندهشا من حماقة هذه الفتاة والبعض منهم كان سينفجر من الضحك -الأستاذة:حسنا هل يملك أحدكم أي سؤال لإيومي؟ -سانا:كيف يكون اسم عائلتك بارك وأنتِ عراقية؟ -إيومي:بارك اسم عائلة والدي لأنه كوري يعيش بالعراق -هانغيول:ولماذا لا ترتدين زيكِ الرسمي؟ -إيومي:لم أكن أعرف بالقوانين -سولكيونغ:هل مازال لديكم بترول في الدول العربية؟ هههههه -الأستاذة:ما هذا السؤال الفارغ؟ قلت لكم تعرفوا عليها وليس حاسبوها -إيومي:هل يمكنني الجلوس؟ -الأستاذة:طبعا...اجلسي
أرادت الجلوس ولكن أحد الطلبة وضع رجله أمامها فوقعت على الأرض وصار كل الصف يضحك عليها -الأستاذة(بحدة) :كفى...هيا إيومي انهضي...لا بأس
نظرت إيومي بنظرة احتقار للطالب الذي أوقعها ولكنها لم ترد أن تتشاجر معه لذلك نهضت وعادت لمقعدها وكأن شيئا لم يحصل
في استراحة الغداء حملت مخطط الثانوية تبحث عن الكافيتيريا ولكنها لم تعرف شيئا...كل الأماكن متشابهة ولا يمكنها حتى أن تسأل أحدا لأن الطلبة مزعجون بعض الشيء...سارت بمفردها إلى أن نادى عليها شاب من بعيد -جيهوب:مرحبا هل تذكرينني؟ أنا زميلكِ في الصف الذي أعطاكِ دفتره هذا الصباح...اسمي جيهوب بالمناسبة -إيومي:تشرفنا يا جيهوب -جيهوب:رأيتكِ تائهة لذا أردت مساعدتك...هل تحتاجين شيئا؟ -إيومي:أعلم أن الأمر مثير للسخرية ولكن لا أعرف أين جهة البوابة...ولذلك لا أفهم الخريطة -جيهوب:إن الباب هنا بجانبنا
نظرت للباب وهي محرجة وحاولت أن تغطي هذه الورطة التي وضعت فيها -إيومي(بتوتر) :آاااه أعلم...كنت أختبر ذكاءك فحسب -جيهوب:هههههه أنتِ لطيفة جدا...لا بأس...جل من لا يخطئ...أتحتاجين شيئا آخر؟ -إيومي:لا شكرا -جيهوب:حسنا...نهاركِ سعيد إيومي
غادر جيهوب فحملت الخريطة مجددا وذهبت لتبحث عن الكافيتيريا ولكنها لم تفهم شيئا مجددا فهي لا تفرق بين الاتجاهات وكانت هذه المشكلة تزعجها دائما
أكملت بحثها إلى أن وصلت إلى قاعة كبيرة -إيومي:بالضبط...هذه هي قاعة الإطعام وأخيرا
دخلت بكل فخر إلى القاعة وعلى وجهها ابتسامة النصر...ولكن تلك الابتسامة تبدلت بعد أن شاهدت ما بالداخل...كان هناك مجموعة من الشباب يغيرون ملابسهم وعندما رأوها انصدموا -إيومي(بصراخ) :آااااااااااااااااااااااا
تم أخذها لمكتب المديرة وهناك تعرضت للكثير من التوبيخ -المديرة(بحدة) :أنتِ مجنونة؟ ألم تقرأي ما كتب على الباب؟ -إيومي(بتوتر) :آسفة آسفة -المديرة(بحدة) :الأسف لا ينفع الآن يا إيومي...لقد فضحتينا -إيومي(بتوتر) :صدقيني لم أتعمد ذلك...لدي خطأ في الاتجاهات -المديرة(بحدة) :عذر أقبح من ذنب...لا نريد خطأً كهذا مجددا...مفهوم؟ -إيومي(بتوتر) :حاضرة حاضرة -المديرة:حسنا...يمكنكِ الذهاب وتناول طعامك الآن -إيومي(تفكر) :وهل بقيت هناك شهية للطعام؟
دخلت الكافيتيريا وملأت طبقها...كان كل الطلبة يسخرون منها من بعيد بسبب ما حدث ولكنها حاولت التظاهر بأن لا شيء حصل ثم جلست تأكل طعامها بالرغم من أنها أول مرة تتناول ذاك الطعام الكوري
عدل سابقا من قبل بثينة علي في الثلاثاء يناير 02, 2024 8:43 am عدل 1 مرات
بثينة علي يعجبه هذا الموضوع
بثينة علي Admin
المساهمات : 1305 تاريخ التسجيل : 27/05/2021 العمر : 27
عادت إيومي لصفها بعد أن تناولت طعامها فتفاجأت بأن شخصا ما قام بالبساق على كرسيها ليصبح لزجا ومقرفا...بقي الجميع يحدقون بها فشعرت بالتقزز من نظراتهم من جهة ومن البساق من جهة -إيومي(بحدة) :من فعل ذلك بالكرسي؟
لم يجبها أحد فزاد غضبها
-إيومي(بحدة) :يالكم من مقززين!
أخذت منشفة ونظفت كرسيها وكأن شيئا لم يحصل وهذا فقط حتى تضمن عدم وقوعها بالمشاكل مع أي أحد
في المساء انتهت الدروس وذهبت إيومي إلى البوابة الرئيسية لتنتظر أباها وهناك التقت بجيهوب مرة أخرى -جيهوب:مرحبا إيومي -إيومي:آه أهلا...ذكرني باسمك من فضلك -جيهوب:أنا جيهوب...هل ستعودين لمنزلك الآن؟ -إيومي:نعم...أنتظر والدي -جيهوب:حسنا حظا موفقا -إيومي:وأنت؟ ماذا ستفعل اليوم؟ -جيهوب:سأبقى لأتمرن مع رفاقي -إيومي:غريب! تتمرنون هنا بالثانوية؟ -جيهوب:نعم...لماذا الاستغراب؟ -إيومي:لأنها ببساطة...ثانوية -جيهوب:أعتقد أنه عندكم لا يوجد فرق كرة سلة بالثانوية صحيح؟ -إيومي(بتوتر) :هههه لااااا طبعا يوجد...كنت أمزح فقط -جيهوب:هههههه أنتِ حقا مختلفة عن كل فتاة أجنبية جاءت لثانويتنا...أعتقد أننا سنحظى بالكثير من المرح هذه السنة -إيومي(بخجل) :أووووه شكرا...ليس لتلك الدرجة -جيهوب:لماذا لا نخرج معا في وقت لاحق؟ سآخذك لأماكن جميلة في كوريا -إيومي:نعم...أحتاج استكشاف المكان من حولي -جيهوب:حسنا...الجمعة القادمة هي موعدنا اتفقنا؟ -إيومي:اتفقنا
غادر مسرعا وتركها تنتظر والدها وتحدق به -إيومي:إنه لطيف...ليت كل الناس مثله...حينها ربما كنت سأحب هذه الثانوية
انتظرت لفترة ولكن والدها تأخر كثيرا فاتصلت به ورد متأخرا -إيومي:ألو...بابا...أين أنت؟ -الأب:آسف ابنتي...أخوكِ الصغير مريض وقد نقلناه للمشفى لذلك لا أستطيع المجيء لأخذك -إيومي(بقلق) :هل هو بخير الآن؟ -الأب:لا نعلم بعد فهو عند الطبيب...اسمعي...اذهبي نحو الشارع المقابل واركبي الحافلة رقم 8 وستوصلكِ للحي الذي نسكن فيه -إيومي:آه لا بأس...سأذهب الآن -الأب:توخي الحذر أرجوكِ وإن احتجتِ أي شيء اتصلي بي -إيومي:لا تعاملني هكذا فأنا كبيرة...هيا اعتني بأخي جيدا...وداعا...أحبك بابا
أغلقت الخط والقلق يملأ تفكيرها...كانت تحاول تهدئة والدها فقط ولكنها غير مرتاحة كليا لما يحصل...ولكن ما الحل فعليها أن تتأقلم عاجلا أم آجلا في هذه المدينة لذا لا بأس بخوض تجربة صغيرة
سارت باحثة عن محطة الحافلة ولكنها لم تجد شيئا بعدها سألت رجلا عجوزا ودلها على مكانها...ركبت وهي سعيدة تنتظر موعد وصولها للحي الذي تسكن فيه...طوال الطريق كانت الحافلة تتوقف في محطات مختلفة ولكن أي منها لم يكن المحطة المطلوبة...بعد وقت طويل توقفت الحافلة في آخر محطة وكان الظلام قد حل تقريبا -السائق:آخر محطة -إيومي(بتوتر) :ع ع ع عفوا!؟! هل أنت متأكد؟ أقصد أنك لم تمر بالحي الذي أسكن فيه -السائق:وما اسم الحي الذي تسكنين فيه؟ -إيومي(بتوتر) :الحقيقة...لا أعلم ولكن أتذكر أن في آخره سوقا كبيرا -السائق:كل شوارع كوريا تحتوي أسواقا -إيومي(بتوتر) :لا بأس لا تهتم...أيمكنك إعادتي مجددا؟ -السائق:لقد انتهى دوامي...بإمكانكِ أخذ تاكسي وهو سيأخذكِ للشارع الذي تريدينه -إيومي:آه شكرا لك
نزلت من الحافلة ووقفت في المحطة الرئيسية...لم ترد أن تتصل بوالدها وتخبره أنها تائهة لكي لا تقلقه فهو بالفعل منشغل بمرض ابنه الأصغر...كانت المحطة شبه فارغة ولا يوجد بها أي ركاب أو حافلات ما عدا سيارات الأجرة التي يتهافت عليها كل من يصل لكي يعود لبيته باكرا...بعدها وصلها اتصال من أخيها الأكبر فشعرت بسعادة غامرة -إيومي(بسعادة) :ألو شيومين! -شيومين:أين أنتِ؟ لقد تأخر الوقت ولم تعودي -إيومي(بحزن) :الحقيقة أنني خائفة جدا يا أخي...لقد وصلت للمحطة الآن ولا أعرف كيف أعود للبيت -شيومين:يا غبية...ولماذا لم تتصلي بي لآتي وآخذك؟ -إيومي(بحزن) :لم أرد جعلكم تقلقون علي...وأيضا أردت الاعتماد على نفسي -شيومين:سآتي لكِ فورا...ابقي حيث أنتِ ولا تكلمي أحدا أبدا -إيومي:حسنا لا تتأخر
جلست تنتظر أخاها على أحر من الجمر ولكنها أحست ببعض الجوع لذا أرادت تناول الطعام...سارت للشارع الذي مقابل المحطة واشترت شطيرة وجلست تتناولها وهي تنظر للنجوم...فعلا كوريا ليست بالمكان السهل الذي قد تضيع فيه
تناولت طعامها وأخذت جولة في المتجر إلى أن نادى عليها البائع -البائع:إنه وقت الإغلاق -إيومي:حسنا سأغادر -البائع:هل تحتاجين شيئا؟ -إيومي:لا بأس سيأتي أخي ويقلني...شكرا على الطعام لقد كان لذيذا
خرجت وهي قلقة وابتعدت عن المتجر...كان الشارع فارغا وهذا ما زاد قلقها...أثناء سيرها أحست بخطوات رجلين يلحقان بها وهذا ما زاد الوضع سوءا...لم ترد أن تظهر لهم خوفها لذلك سارت بشكل طبيعي...وكلما زادت سرعة خطواتها لاحظت أنهم أيضا يسرعون مثلها...واصلت سيرها وهي على وشك البكاء متمنية أن ينقذها شخص ما أو تأتي الشرطة
أخذت هاتفها دون أن يشعروا بها ورنت على أخيها وكلمته بصوت منخفض -إيومي(بهمس) :أ أ ألو أين أ أ أنت؟ -شيومين:اقتربت من الوصول للمحطة -إيومي(بهمس) :أسرع أرجوك...إنهم خلفي -شيومين:من هم؟ -إيومي(بهمس) :لا أعلم...أشخاص يتبعونني...أرجوك تعال بسرعة -شيومين:اركضي هياااا لا تدعيهم يمسكونك -إيومي(بهمس) :أنا خائفة لدرجة أنني لا أستطيع المشي -شيومين:تذکري أنكِ كنت متفوقة في صف الرياضة...هيا اركضي -إيومي(بحشرجة) :أنا خ خ خ خائفة -شيومين:هيا أختي...أعلم أنكِ شجاعة ولا تخيبين ظننا أبدا...هيا اركضي بسرعة إلى أن تجدي شخصا ما -إيومي(بحشرجة) :واحد...إثنان...ثلاثة
ركضت بسرعة دون أن تنظر خلفها حتى...كان الشابان اللذان وراءها مستغربين من تصرفها فناديا عليها -الشاب(بصراخ) :يا فتااااة توقفي
شعرت بخوف شديد وتأكدت أنها في خطر فركضت أسرع...كانا هما كذلك يركضان خلفها بسرعة إلى أن وصلت تقريبا للمحطة حيث كانت أولا -إيومي(بصراخ) :أيها الشرطي أيها الشرطي...هناك شخصان يلاحقانني -الشرطي:أين؟ -إيومي:هناك في ذاك الشارع -الشرطي:سأهتم بهما
ذهب الشرطي للبحث عنهما بينما رمت نفسها على أحد الكراسي من التعب ونفسها يكاد ينقطع
خلال دقائق وصل أخوها للمحطة وأقلها معه للبيت ومر ذاك اليوم بسلام
بعد أن وصلت لمنزلها جلست في غرفتها تتذكر كل الأمور التي حصلت معها ذاك اليوم...كان الأمر مرعبا بالفعل لدرجة أنها أصبحت تخاف الابتعاد عن المنزل ولو في النهار...تنهدت ثم بدأت تفكر في أن تتصل بسامر حبيبها السابق وتكلمه عن ما حصل معها لعلها ترتاح قليلا...فلطالما كانت تحدثه عن الأمور التي ترعبها وبلمحة البصر يتحول الخوف إلى سعادة لأنها تشاركه أهم تفاعلات حياتها
أمسكت بالهاتف ثم أطفأته مجددا...ثم فتحته ثم أطفأته...كانت محتارة ماذا تفعل فهما الآن انفصلا ولم يعد ضروريا أن يتحدثا -إيومي(بتوتر) :أوووف ماذا أفعل؟ هل أتصل؟ لا لا يمكن! هل أتصل؟ لا
بعدها أمسكت الهاتف وقررت أن تتصل به...وعندما فتحت الفيس بوك وجدت أنه متصل رغم أن الوقت حاليا متأخر في العراق -إيومي(بتوتر) :حسنا سأسأل عنه فحسب...مهلا لا يمكنني ذلك فقد يظن أنني أركض خلفه...أين كبرياؤك يا إيومي!
في النهاية قررت أن لا تتصل ونامت وهي تفكر به وتحلم بذكرياتهما الجميلة معا
في الغد استيقظت وجهزت نفسها للثانوية وارتدت زيها المدرسي الكوري...وقفت تحدق بالمرآة وتتحدث لنفسها -إيومي:لماذا التنورة قصيرة هكذا؟ أشعر أنني أسير عارية
سمعت صوت والدها ينادي فأسرعت بالنزول إليه وركبت السيارة وأوصلها للثانوية كالمعتاد -الأب:هل آتي لآخذك أم تأتين بمفردك؟ -إيومي:من الأحسن أن تأتي فمازلت لا أتذكر طريق العودة -الأب:كما تريدين...حسنا نهارا سعيدا -إيومي:نعم نعم أيا يكن
دخلت صفها وكان كل الطلاب يثرثرون قبل أن يدخل الأستاذ الصف...عندما جلست أحست بشيء دبق أسفل كرسيها فنهضت مسرعة وهي تصرخ -إيومي(بصراخ) :آااااا ما هذا!؟!؟
صار كل الصف يضحك عليها -إيومي(بحدة) :من...فعل...هااااذا؟
كان الكل ينظرون لها ويثرثرون ولم يرد أي أحد عليها كالمعتاد...كما لو أنها لم تكلمهم أصلا
شعر جيهوب بالغضب بعض الشيء وذهب إليها وأعطاها منديلا لتمسح به الكرسي -إيومي:شكرا جيهوب -جيهوب:لا تتركيهم يضحكون عليك...أخبري المديرة عنهم -إيومي:لست بحاجة لذلك...سيملون ويتركونني من تلقاء نفسهم -جيهوب:هم لن يملوا حتى تغادري الثانوية...أعرف ما مشكلتهم معك -إيومي:وما هي؟ -جيهوب:العنصرية...إنهم لا يحبون الأجانب...وخاصة الذين يدرسون بمدارسهم -إيومي(بقلق) :ولكن هل مازالوا يفكرون هكذا!؟ ظننت أن العنصرية اختفت في عصرنا -جيهوب:العنصرية إلى جانب اللهو...ولكن لا تسمحي لهم بالتنمر عليكِ فهذا يجعلهم يطغون أكثر -إيومي:شكرا لك جيهوب...ولكن بالعكس...سأثبت لهم أنني فتاة طيبة -جيهوب:المهم أنني حذرتكِ وأنتِ افعلي ما تريدين -إيومي:ممتنة
عندما بدأت الحصة دخلت الصف فتاة سمراء البشرة ويبدو أنها طالبة جديدة أيضا...وهذا طبعا لم يعجب طلاب الصف جميعهم
في استراحة الغداء جلست إيومي لتتناول طعامها وعندما رأت زميلتها الجديدة السمراء نادت عليها -إيومي:هي...تيفاني...أنا هنا -تيفاني:عفوا هل تحدثينني أنا؟ -إيومي:طبعا أنتِ -تيفاني:هل نعرف بعضنا؟ -إيومي:لا ولكن لنتعارف...أنا إيومي وأرغب أن أكون صديقتكِ بما أننا كلانا جديدتان -تيفاني:يسعدني ذلك...أنا تيفاني نصف أمريكية ونصف كورية -إيومي:ما رأيكِ أن نصبح صديقات؟ -تيفاني:موافقة -إيومي:أخبريني متى انتقلتم لكوريا؟ -تيفاني:منذ أيام فقط...
فجأة قفزت عنكبوت عملاقة على طعامهما فصرخت كلاهما وضربتا الطبق بيديهما والجميع يضحكون عليهما -رينا:ههههههه نلت منكما يا جبانتان -إيومي(بحدة) :ما هذا التصرف؟ -رينا:ليس خطئي أنكما جبانتان هههه -إيومي:أووووف لا بأس سأنظف المكان
أحضرت المكنسة ونظفت تلك الفوضى دون أن تتفوه بأي شيء وحينما رأى جيهوب ما يجري من بعيد أخذ طعامه وقدمه لإيومي -جيهوب:كلي هذا -إيومي:لا بأس...كل أنت -جيهوب:لا تفعلي هذا فنحن أصدقاء...إن رفضتِ فستحرجينني -إيومي:ليس لدي خيار آخر إذًا ههههه
بعدها ابتسم لها ثم عاد إلى أصدقائه -تيفاني:واو! إنه وسيم جدا! هل هو حبيبك؟ -إيومي:لا ولكنه أول صديق لي هنا -تيفاني:أعتقد أنه معجب بك...أنا أحسدك -إيومي:لا مستحيل...هو فقط لطيف للغاية -تيفاني:إذًا ألن تأكلي طعامك؟ -إيومي:لتناوله معا
مرت أيام على إيومي وهي على تلك الحال تتعرض للمضايقة من الجميع ورغم كل شيء كان جيهوب هو الوحيد الذي يساعدها
في يوم الجمعة اتفقت مع جيهوب على أن يخرجا لاستكشاف بوسان معا...ذهبا للكثير من الأماكن واستمتعا بوقتهما وفي نهاية اليوم جلسا عند نافورة كبيرة -جيهوب:أرأيتِ هذه النافورة؟ إنها سحرية...يقال أن أي شيء تتمنينه منها يتحقق -إيومي:هذا تخريف...كيف لنافورة أن تحقق الأمنيات وهي من صنع البشر! -جيهوب:ههههه ألا تؤمنين بالروابط السحرية؟ -إيومي:لا بالتأكيد...الله وحده من يحقق أمنياتنا -جيهوب:ما رأيك أن يتمنى كلانا شيئا لنجرب؟ -إيومي:موافقة -جيهوب:ضعي يديك هكذا وأغمضي عينيك وتمني ما تريدين -إيومي:أتمنى العودة للعراق...أرجوك يا رب حقق لي هذه الأمنية...أرجوك
نظر لها جيهوب بحزن لأنه يعلم أنها تمر بوقت عصيب -جيهوب:هل تكرهين كوريا لتلك الدرجة؟ -إيومي(بحزن) :لا مشكلة لدي مع كوريا ولكن أكره معاملة الكوريين لي كأنني وحش -جيهوب:تفكيرهم سطحي لا تهتمي لهم -إيومي(بحزن) :أحاول ذلك ولكن ما الفائدة؟ ربما قد يغير أبي رأيه ويعود للعراق -جيهوب:ألن تشتاقي إلي حينها؟ -إيومي:طبعا...أنت الشيء الوحيد الجميل في هذه الحياة المملة هههه -جيهوب:أخبريني ما نوعك المفضل من الموسيقى؟ -إيومي:الهندي...بعض منه -جيهوب:والكيبوب...ألا تستمعين إليه؟ -إيومي:لا
أخذ سماعاته من حقيبته ووضع إحداها على أذنه والأخرى أعطاها لها ثم شغل الموسيقى -إيومي:ماهذا!؟! -جيهوب:أنصتي جيدا
استمعت لبعض من تلك الأغنية وفوجئت بأن لها إيقاعا جميلا وكلمات تعبر عن إحساسها بالضبط فابتسمت -إيومي:جميلة...حقا جميلة -جيهوب:إنها فرقتي المفضلة...أتريدين أن نستمع إليها معا في بعض الأحيان؟ -إيومي:نعم...يسرني ذلك
مرت الأيام بصعوبة على إيومي كونها تواجه مشكلة في التعايش مع الطلبة في مدرستها إلا أن تيفاني وجيهوب كانا لها أعز صديقين ولم يتخليا عنها مطلقا
في صباح يوم دراسي جديد...كانت إيومي كالعادة تحمل مخطط الثانوية وتبحث عن الملعب...طبعا رغم أنه مر عليها وقت هناك ولكنها لا تزال لا تعرف الثانوية جيدا...أثناء سيرها وصلت إلى حديقة كبيرة يرتاح فيها الطلبة وقت الراحة إلا أنها لم تراها من قبل...سمعت صوت موسيقى فتبعته إلى أن شاهدت من بعيد شابا وسيما يعزف على الغيتار ويغني بكل براعة -إيومي:أووه ياله من شاب موهوب!
بقيت تراقبه من بعيد لفترة إلى أن انتبهت للساعة وتذكرت أن لديها حصة رياضة الآن فركضت مسرعة
داخل الملعب اجتمع كل الطلبة بينما وصلت إيومي هي الأخيرة -إيومي(بتوتر) :أعتذر...هل فاتني شيء؟
يضحك الطلبة عليها
-الأستاذ:أنتِ هي بارك إيومي الكسولة التي يشكوا منها جميع الأساتذة صحيح؟ -إيومي(بتوتر).:م م م ماذا!؟ كسولة!؟
سخر منها الجميع بضحكهم عليها فشعرت بإحراج أكبر
-الأستاذ:المرة القادمة سأطردكِ لذا لا تتأخري -إيومي(بتوتر) :حاضرة -الأستاذ:اذهبي وارتدي الزي الرياضي بسرعة
ركضت وارتدت ملابسها ثم عادت بسرعة لآداء التمارين الرياضية وبعد أن انتهى صف الرياضة عادت كل الطالبات لتغيير ملابسهن في غرفة الملابس -سوجين:أوووه عقدي...لقد كان هنا! -رينا:معقول! -سوجين:نعم...وضعت عقدي في الحقيبة لكنه اختفى...أعتقد أن أحدهم قد سرقه -رينا:لنخبر الأستاذ
نادت سوجين على الأستاذ وسأل الطالبات ولكن أي منهن لم تجبه لذلك قرر أن يبحث في حقائبهن واحدة تلو الأخرى
حينما حان دور تيفاني شعرت ببعض التوتر ولم تكن تريد إعطاء الحقيبة للأستاذ...ولكن عندما فتش حقيبتها كان العقد هناك...لم تقل شيئا بل ذهبت معه مباشرة لمكتب المديرة من أجل إيجاد حل للأمر
بعد أيام تم طرد تيفاني من الثانوية بتهمة سرقة أغراض زميلتها...كانت إيومي مصدومة ولم تصدق شيئا من ما رأته فهي تعرف أن صديقتها لم ولن تفعل شيئا كهذا
أتت تيفاني من أجل أخذ أغراضها من خزانتها وطلبت مقابلة إيومي -تيفاني:مرحبا إيومي -إيومي(بحزن) :أعلم أنكِ لم تفعلي ذلك -تيفاني:جيد...أنا فخورة بذلك...لذا لست حزينة بما أنكِ تصدقينني -إيومي(بحزن) :قولي شيئا...أخبريهم أنها كانت خطة للتخلص منك -تيفاني:ومن سيصدق؟ وأين الدليل؟ -إيومي(بحزن) :لا أصدق أن قلوبهم سوداء لهذه الدرجة...أنا أكرههم -تيفاني:اسمعي إيومي...أنتِ حقا عزيزة علي لذلك أريد أن أنصحك...غادري هذه الثانوية بسرعة إن استطعتِ فهم لن يرحموك -إيومي(بحزن) :لا يمكنني ذلك...إنها مؤسسة تعليمية وجئت لأدرس وليس لأصير عبدة لديهم...وأنا أدرس بنقود والدي وليس بمنحة منهم -تيفاني:أعرف كل هذا ولكن...أنا حقا خائفة عليك...ستكونين هدفهم الوحيد الآن -إيومي(بثقة) :فلنرى ما سيفعلونه...أنا أيضا لن أسكت أبدا...سأريهم -تيفاني:هكذا سأفخر بك عزيزتي...والآن علي الذهاب...اهتمي بنفسك
عانقتا بعضهما ثم غادرت تيفاني وهي تحمل أغراضها...إنه مشهد محزن حقا أن ترى شخصا عزيزا عليك يغادر مظلوما
أصبحت إيومي الآن وحيدة تقريبا...كان جيهوب يحاول قضاء بعض الوقت معها بالرغم من أن لديه أهميات أكبر ولكن لم يكن مثل تيفاني
جلست في غرفتها حزينة وكل همها هو ما ستواجهه من تنمر في الأيام المقبلة...إلى أن دخلت والدتها ومعها كوب شاي -الأم:أحضرت لكِ الشاي -إيومي(بحزن) :لا أريد -الأم:أخبريني ما الذي يزعجك؟ أنا والدتك -إيومي(بحزن) :إن كنتِ حقا تفكرين بما يزعجني فلماذا أتيتِ بي إلى هذا المكان رغم أنني رفضت؟ -الأم:معقول! ألم تعتادي بعد؟ -إيومي(بحزن) :لاااا ولن أعتاد أبدا...فقط أريد العودة للعراق -الأم:وما العيب بالمكان هنا؟ -إيومي(بحزن) :كل شيء عيب...أنا لا أحبه...أعيدوني بسرعة للعراق وإلا سأنتحر -الأم(بتجهم) :يا لطيف ما هذا الكلام!؟ لم أتوقع أنك صبيانية لهذه الدرجة -إيومي(ببكاء) :أكره كوريا أكرهها أكرهها أكرههااااا
رمت نفسها على سريرها تبكي بشدة...لم تستطع الأم فعل شيء بل تركتها فحسب تفرغ غيضها في البكاء...عليها فقط الصبر لبعض الوقت فربما يتغير رأي إيومي
في أحد الأيام جلس كل من جيهوب وإيومي يتحدثان -جيهوب:هل أمورك بخير؟ -إيومي:أوووف لست أعلم...منذ رحيل تيفاني أصبح كل شيء مملا -جيهوب:هل تريدين أن نستمع لبعض الموسيقى معا لعلك ترتاحين؟ -إيومي:نعم ولِمَ لا؟
جلسا يسمعان الموسيقى كالمعتاد وفجأة توقفت إيومي عن الحراك تماما -إيومي:مهلا! هل هذه فرقة مشهورة؟ -جيهوب:نعم...إنها من أقدم وأقوى فرق الكيبوب -إيومي:أعجبتني كثيرا -جيهوب:لدي ألبوم كامل لأغانيهم إن أردتِ الاستماع لهم -إيومي(بحماس) :بالتأكيد...سيسرني ذلك
عدل سابقا من قبل بثينة علي في الثلاثاء يناير 02, 2024 8:44 am عدل 1 مرات
بثينة علي يعجبه هذا الموضوع
بثينة علي Admin
المساهمات : 1305 تاريخ التسجيل : 27/05/2021 العمر : 27
عادت إيومي للمنزل وشغلت ألبوم الموسيقى الذي أعطاه لها جيهوب لفرقته المفضلة...وبالرغم من أن الفرقة قد تفككت وتدمرت بسبب الشائعات والجرائم إلا أن شعبيتها لا تزال منتشرة...بقيت تستمع للموسيقى بفرح كبير وكأنه تم تخديرها ولطالما كانت عينها على مغني واحد من مغني الفرقة فقد وقعت بحبه من أول نظرة
دخلت الأم الغرفة لترى ابنتها على تلك الحالة تحضن الوسادة وتحدق بشاشة الحاسوب -الأم(بقلق) :إيومي هل أنت بخير؟
لم ترد عليها
-الأم(بقلق) :إيومي استيقظي
لم ترد عليها فقلقت وأغلقت الحاسوب -إيومي(بتذمر) :أمي! لماذا فعلتِ ذلك؟! كنت منتشية للنهاية -الأم:ماذا تقولين؟ هل تعاطيتِ مخدرات؟ من أين حصلتِ عليها؟ -إيومي:نعم...من عند جيهوب -الأم(بصراخ) :يا سواد ليلي! ابنتي أصبحت مدمنة مخدرات...ضاعت حياتنا هباءً -إيومي:ولماذا؟! -الأم:وتسألين لماذا؟ أنتِ تعرفين أخطار المخدرات بالفعل -إيومي:ولكن مخدراتي ليست مؤذية...إنها لطيفة وحنونة وذكية وموهوبة وجميلة ومثيرة... -الأم:ما الذي تخرفين به؟ -إيومي:أمزح...كنت أتحدث عن جي دراغون -الأم:من جي دراغون؟! -إيومي:إنه أوسم مغنٍ رأته عيني...إنه الجنة...إنه الحلاوة والجمال والـ...
ضربتها والدتها على رأسها بالوسادة -الأم(بتجهم) :استيقظي من أحلامك...المرة السابقة شاهيد كابور والآن جي دراغون هذا...ليتك تستخدمين دماغك في الدراسة مثلما تستخدمينه في التعلق بالمغنين والممثلين -إيومي(بتجهم) :عدنا لموضوع الدراسة مجددا -الأم:لأنه الأمر الوحيد الذي لا تتقدمين فيه -إيومي(بتجهم) :سأدرس لاحقا...الآن دعيني أشاهد حبيبي أرجوكِ
فتحت الحاسوب مجددا وعادت للاستماع للموسيقى -الأم(بتجهم) :أوووه نحن نضيع نقودنا هباءً على تدريس هذه الفتاة
أصبحت إيومي من مهووسي جي دراغون وانضمت لنادي معجبيه على الإنترنت وحتى أنها تخرب كل نقودها على شراء صوره وأغانيه وتجمعها في دفتر واحد
ذات يوم في حصة الفيزياء كانت الأستاذة تشرح الدرس بينما إيومي تنظر لصور جي دراغون في الدفتر -الأستاذة:فليخبرني أحدكم ما هي المعادلة التي تمثل هذا التفاعل الكيميائي؟
رفع الجميع أيديهم ما عدا إيومي -الأستاذة:بارك إيومي -إيومي(بتوتر) :حاضرة -الأستاذة:أخبرينا بمعادلة التفاعل -إيومي(بتوتر) :أ أ أ معادلة التفاعل!؟ -الأستاذة:هل كنتِ تستمعين للشرح؟ -إيومي(بتوتر) :ط ط طبعا -الأستاذة:دعيني أرى هل تكتبين دروسك أم لا
أخذت منها الدفتر فتفاجأت بكل تلك الصور التي فيه -الأستاذة(بحدة) :ما هذا!؟ هل نحن في حدث للتوقيع أم ماذا؟ هذا الدفتر ستتم مصادرته...وسأتصل بوالديك -إيومي(بخوف) :لا أرجوكِ...كل هذه الصور نادرة لا تأخذيها
ضحك عليها الصف كله فقد ظنوا أنها مهتمة للعقاب لكن تبين أن الدفتر هو كل همها -الأستاذة(بحدة) :إلى غرفة العقاب حالا -إيومي(بحزن) :حاضرة
بقيت طوال اليوم في غرفة العقاب حيث يجلس الطلبة دون حراك ولا كلام وفي نهاية اليوم تم استدعاء والدها
بينما يوصلها والدها بالسيارة بدآ النقاش حول الموضوع -إيومي:شكرا لأنك استعدت دفتري -الأب(بتجهم) :احم احم...هذا ليس ما أريد سماعه -إيومي:أعلم...آسفة ولكن خرج الأمر عن سيطرتي...لكن لن أكررها -الأب(بتجهم) :وأيضا... -إيومي:أما الدراسة فلا أعدك بشيء
فتحت دفترها وهمت بمشاهدة الصور من جديد -إيومي(بسعادة) :أوووه هذه الصورة! إنها رائعة! -الأب(بتجهم) :أغلقي هذا الدفتر وإلا سآخذه منك -إيومي:لا أصدق! كل العالم ضدي وحتى أنت! -الأب:اسمعي...هل هناك شيء معين تريدين الحصول عليه؟ -إيومي:مممم الكثير من الأشياء...مثلا مقابلة جي دراغون شخصيا وأخذ صورة معه -الأب:أقصد شيئا آخر أو ملابس تريدين شراءها -إيومي:لا ليس من أهمياتي -الأب(بتجهم) :حتى التشجيع لا ينفع معك...بنت كسولة
بعد أيام جلست إيومي تتناول طعامها في الكافيتيريا ودفترها أمامها...فجأة جاء طالب من صفها وأخذ الدفتر وأخذ يشاهد الصور -جونغ(بسخرية) :واااااو! كل هذه الصور! أنتِ حقا مهووسة! -إيومي(بصراخ) :دع دفتري...حاااالا -جونغ(بسخرية) :لماذا؟ أنا أشاهده فقط -إيومي(بصراخ) :ليس من حقك...دعه
حاولت أن تأخذه منه ولكنه رفعه عاليا في السماء ولم تستطع الوصول إليه -هيون:هيا ارمه إلي -جونغ:التقطه
انشغلوا برمي الدفتر من شخص لآخر بينما إيومي تصرخ وتحاول أخذه...كان الجميع ينظرون ويضحكون كما لو أنهم يشاهدون عرض سيرك...وفي لمحة البصر جاء شاب وسيم وطويل وقفز في الهواء وأمسك الدفتر -في(ببرود) :لا يجوز عرض عضلاتكم على فتاة -هيون:وما علاقتك أنت؟ اهتم بنفسك فقط -في(ببرود) :لا يعجبني كلامك...لذا حسن ألفاظك...لا تنسى أنني من أهم الطلاب في الثانوية ويمكنني فصلك إن أردت ذلك -هيون(بتوتر) :أعتذر في -في:اعتذر لها وليس لي -هيون:نحن آسفان إيومي -جونغ:نعم نعتذر منك -إيومي(باستغراب) :ل ل ل لابأس
تقدم في منها وأعطاها الدفتر -في(بابتسامة) :احرصي على إبقاء دفترك في الخزانة لكي لا يزعجوك -إيومي(بدهشة) :ش ش ش شكرا...سأفعل
بعدها غادر وبقيت مدينة له للغاية لأنه ثاني شاب يتصرف معها بلطف في الثانوية وربما يصيران صديقين مثلها هي وجيهوب
اقتربت الامتحانات وكان هذا أمرا مزعجا بالنسبة لإيومي لأنها مازالت لم تعتد على نمط الحياة هناك وحتى أنها لم تدرس طوال الفصل
جلست بغرفتها تعصر دماغها لعلها تستطيع فهم شيء ولكن بلا فائدة -إيومي(بتذمر) :ما كل هذا!؟ أعتقد أنني سأرسب هذا العام...أووووف ربما الدراسة ليست ما أبرع فيه
أغلقت كتبها ثم فتحت الدفتر تشاهد صور جي دراغون مجددا -إيومي(بلطف) :أووووه لو نظرت لك طوال حياتي لن أمل منك أيها الوسيم الجميل...ممممواح
خلال أيام قليلة تم إعلان خبر في نادي معجبي فرقة إيومي المفضلة بأن جي دراغون سيأتي لسيؤول من أجل التصوير وسينزل مقيما في أحد البيوت لذلك قررت المعجبات أن يذهبن لرؤيته
قامت إيومي بإعداد كأس من الينسون لأمها وذهبت إليها -إيومي(بابتسامة) :هاااااي يا أحلى وأجمل أم...أعددت لك الينسون -الأم:تكلمي بصراحة ما المناسبة؟ -إيومي(بابتسامة) :حسنا...أريد الذهاب لرؤية جي دراغون -الأم:هل لديه حفل؟ -إيومي:لا ولكن سيكون لديه تصوير في سيؤول -الأم:سيؤول بعيدة...من سيأخذك؟ -إيومي:سأذهب بمفردي...لا تقلقي فقد حفظت خرائط الطريق -الأم(بتجهم) :هذا مستحيل -إيومي(بحزن) :أووووه أمي من فضلك...إنها فرصتي الوحيدة لأرى حبيبي -الأم(بحدة) :قلت لا وألف لا...مستحيل
في الثانوية جلست إيومي مع جيهوب وكانت غاضبة جدا -إيومي(بتجهم) :تخيل...لم يسمحوا لي بالذهاب لرؤية جي دراغون لكنني سأذهب رغما عنهم -جيهوب:لا تفعلي...هذا لن يزيد الأمر إلا سوءا -إيومي(بتجهم) :هم لا يفهمون إلا بهذه اللغة -جيهوب:وهل معك المال الكافي؟ -إيومي:الحقيقة لا...هلاَّ أقرضتني بعض المال؟ -جيهوب:يمكنني إقراضك ولكن متى ستردينه لي؟ -إيومي:لست أعلم...ولكن سأخبئ كل مصروفي لك وحدك -جيهوب:موافق -إيومي:بقي أمر واحد وهو معرفة تفاصيل رحلة جي دراغون
بعد فترة حان وقت ذهاب إيومي...تظاهرت كالمعتاد أنها ذاهبة للثانوية صباحا مبكرا ولكنها جهزت كل ما تحتاجه للذهاب لسيؤول وركبت القطار واتجهت مباشرة إلى هدفها
كان الجو باردا ذاك اليوم والثلوج تتساقط ولكن هذا لم يقلقها بل زادها إصرارا على خوض تلك التجربة...وصلت لسيول وذهبت إلى العنوان الذي تم إخبارها أنه منزل جي دراغون...كان الكثير من المعجبين هناك بالفعل ينتظرونه على أحر من الجمر
في المنزل كانت الأم تقوم بغسل الأواني إلى أن وردها اتصال من ثانوية إيومي فردت -الأم:ألو نعم -المديرة:سيدة بارك...نحن من ثانوية ابنتك إيومي ونود إخبارك أنها لم تحضر اليوم لأسباب مجهولة -الأم(بصدمة) :عن ماذا تتحدثين!؟ ابنتي خرجت في الصباح وقالت أنها ذاهبة لتدرس -المديرة:للأسف لم تأتِ -الأم(بقلق) :أمتأكدة؟ -المديرة:طبعا...عليكِ التأكد من عودتها للمنزل وإلا فاتصلي بالشرطة -الأم:شكرا
أغلقت الخط ثم أسرعت للاتصال بابنتها ولكن هاتفها مغلق وهذا ما زادها قلقا...بعدها ذهبت مسرعة لغرفتها فوجدت رسالة على السرير مكتوب عليها "سأعود بعد أن أرى حبيبي جي دراغون...لا تقلقي علي لقد تدبرت أمر كل شيء"
قلقت الأم كثيرا وأرادت إخبار زوجها ولكن خافت أن يتسبب لها بمشاكل لذا تسترت عليها فعندما عاد من العمل أخبرته أنها ذهبت للمبيت عند صديقتها من أجل الدراسة للامتحانات
عند منزل جي دراغون كانت كل المعجبات ينتظرن على أحر من الجمر لمقابلته ولكن الثلوج واصلت الهطول بغزارة وقد يتجمدن من البرد إن بقين هناك لذا قررت كل منهن أن تعود لمنزلها...وطبعا إيومي كانت مصرة جدا على أن تصبر للصباح وتقابله ولن يمنعها حتى الطقس
وقفت هناك لساعات وساعات وهي تراقب نافذته وأضواء المنزل وكيف يتنقل من غرفة لأخرى
حانت الساعة الحادية عشرة ليلا وما تزال واقفة مكانها رغم هطول الثلوج...بدأت تشعر بالبرد الشديد واعتقدت أن هذه ستكون نهايتها...ولكن دائما ما يكون ضوء الأمل ساطعا ولو قليلا...رأت باب منزل جي دراغون يفتح وهناك شخص يقترب منها شيئا ثم قال لها بصوت حنون -جي دراغون:أتريدين الدخول؟
لم تصدق نفسها بل بقيت تحدق فيه بصدمة ثم أومأت برأسها له دليلا على الموافقة...وبدون وعي سارت خلفه إلى أن أصبحا بالمنزل...بعدها أزال الوشاح عن رأسه وابتسم لها -جي دراغون:الطقس بارد بالخارج...إن بقيتِ ستمرضين -إيومي(بخجل) :ص ص صحيح -جي دراغون:لماذا لم تعودي لمنزلك؟ -إيومي(بخجل) :لأنني أردت رؤيتك قبل الجميع -جي دراغون:هذا جنون...من قال أنكِ ستعيشين للغد حتى تريني -إيومي(باستغراب) :هل أنا أحلم!؟ هل حقا أنت جي دراغون!؟ -جي دراغون:ههههه لا أعلم...ما رأيك أنتِ؟
رفعت إصبعها ولمسته ببطء لتتأكد من أنه حقيقي ثم أمسكت بإصبعها -إيومي(بصدمة) :لا أصدق لا أصدق لا أصدق! لقد لمست جي دراغون بإصبعي...هذا الإصبع سيصبح مقدسا منذ الآن -جي دراغون(باستغراب) :هل أنتِ معجبة مهووسة لهذه الدرجة حقا!؟ -إيومي:نعم...هل تريد أن أثبت لك؟ -جي دراغون:بعد أن نتناول الطعام فأنا جائع
جلس كل منهما يتناولان الدجاج وكانت عيناها عليه طوال الوقت لدرجة أنها لم تستطع حتى التركيز على طعامها جيدا -جي دراغون:يا فتاة أنتِ حقا غريبة...ما اسمك؟ -إيومي:بارك إيومي -جي دراغون:أهلا إيومي...أخبريني ألديكِ مكان تبيتين فيه الليلة؟ -إيومي:لا للاسف...لقد هربت من البيت...ولكن لا بأس بالنوم في الشارع طالما قابلتك -جي دراغون:حسنا...فلتبيتي هنا في منزلي -إيومي(بصدمة) :أحقا يمكنني ذلك!؟ حقا!؟ -جي دراغون:أجل -إيومي(بحماس) :ياله من شرف عظيم لي! -جي دراغون:لن تمانعي أن تنامي على الكنبة صحيح؟ ليس لدي سرير إضافي -إيومي(بحماس) :طبعا...المهم أنني معك وهو أمر رائع ولا أريد جنة أكثر من ذلك
تجهز كل منهما للنوم...نام جي دراغون في غرفة نومه بينما نامت إيومي فوق إحدى الكنبات...كانت طوال الوقت تفكر به ولم ترد تضييع وقتها في النوم بل أرادت استغلال كل فرصة ممكنة لتبقى معه...أعدت كأسَي شاي وأخذتهما لغرفته -إيومي:مرحبا...أعددت الشاي -جي دراغون:هذا لطف منك...ماكان عليك إتعاب نفسك -إيومي:كله يهون من أجلك أيها الوسيم -جي دراغون:ليس به منوم أو سم صحيح هههههه -إيومي(باستغراب) :مابالك؟! هل تشك بأمري!؟ -جي دراغون:ههههههه أمازحك
شرب كلٌ من فنجانه إلى أن أنهيا الشاي بعدها لم ترد مغادرة الغرفة -إيومي(بتوتر) :الحقيقة...أريد منك معروفا...هلاَّ سمحت لي بلمس يدك؟ -جي دراغون:ههههه هذا كل شيء؟ إنه أمر تافه -إيومي(بحماس) :أوووه شكرا
وضعت يدها على يده ومن شدة حماسها لم تستطع التحكم بتعابير وجهها -إيومي(بحماس) :أوووووه يال سعادتي! أنا أمسك بيد أوبا! -جي دراغون:هذا سخيف...لمسة اليد ليست أي شيء لذا لا تبالغي -إيومي:أيمكنني إذًا فعل شيء آخر؟ -جي دراغون:وماهو!؟
وفي غفلة منه اقتربت من وجهه ثم قبلته على شفتيه بكل إحساس وكانت لحظة رومنسية جدا
ابتعدت عنه مسرعة بعد أن عادت لوعيها -إيومي(بتوتر) :آسفة آسفة لم أكن أقصد ذلك
بعدها ركضت وخرجت من غرفته وهي تضرب نفسها -إيومي(بصدمة) :ما الذي فعلته؟! يالني من غبية! لقد شوهت سمعتي أمامه...ماذا أفعل الآن!؟ هو بالتأكيد لن ينسى لي ذلك
في الغد استيقظت إيومي من على الكنبة وتذكرت ما حصل البارحة...كان الأمر مخجلا وبالتأكيد جي دراغون لن يسامحها عليه أبدا...بينما هي شاردة مر بجانبها -جي دراغون:استيقظتِ؟ -إيومي(بتوتر) :نعم -جي دراغون:تعالي وتناولي الفطور -إيومي(بتوتر) :حسنا
تناولا الفطور معا وكانت لا ترفع عينيها أبدا ولا تنظر إليه -جي دراغون:لا بأس...ما حصل أمر عادي -إيومي(بتوتر) :لكن ليس بالنسبة لي -جي دراغون:ههههه لا بأس...هيا ارفعي رأسك...أريد رؤية عينيك الجميلتين
وضع يده أسفل وجهها ورفعه بينما تحاول أن لا تخجل -إيومي(بابتسامة) :شكرا لك أوبا -جي دراغون:على ماذا!؟ -إيومي(بابتسامة) :على هذه الفرصة النادرة التي أعطيتني إياها لأكون معك -جي دراغون:لا بأس...تستحقينها بما أنكِ مازلتِ من معجباتي رغم كل تلك الشائعات -إيومي:حتى ولو تخلى عنك كل العالم أنا سأبقى مشجعتك الوحيدة...أحبك أوبا
كان جي دراغون سعيدا بتعرفه على إيومي فهي إنسانة مختلفة عن كل متابعيه ولطيفة وحنونة وخجولة
بعد أن قضت ذلك الوقت الممتع عادت للبيت وهي تعلم أن العالم سيُقلب على رأسها -إيومي:لقد عدت -الأب:كيف كانت الدراسة يا إيومي هل تقدمتِ؟ -إيومي:نعم لا بأس بها -الأم(بتجهم) :اذهبي لغرفتك...أحتاجك في أمر -إيومي:حاضر أمي
ذهبت كلاهما للغرفة فأغلقت الأم الباب وجهزت نفسها لبدء القتال -الأم(بغضب) :ولكن ما الذي فعلته أيتها الكسولة...لقد كاد قلبي ينفجر من القلق والخوف...كيف أمكنك فعل ذلك بأمك؟ -إيومي(ببرود) :صحيح...آسفة...لن أكررها -الأم(بغضب) :أهذا كل ما لديك؟ ألا تحسين بي؟ لم أستطع النوم ليلة كاملة -إيومي(ببرود) :عاقبيني كما تفعلين دائما بحرماني من المصروف
كانت الأم غاضبة جدا ولكنها لم ترد أن تفسد علاقتها بابنتها كونها في سن المراهقة وهي مرحلة صعبة جدا -الأم:إيومي اسمعي...عديني أن تفكري جيدا قبل أن تفعلي شيئا كهذا المرة القادمة -إيومي:ولماذا علي أن أعدك؟ -الأم:لأنني أمك وأخاف عليك -إيومي:ولكنني كبيرة الآن...لن أعتمد عليك طوال حياتي -الأم:أعلم...ولكن مهما كبر الأولاد فهم يبقون صغارا في عيون آبائهم -إيومي:حسنا -الأم:أخبريني الآن ماذا حصل معك...هل قابلتِ جي دراغون؟ -إيومي(بحماس) :نعم...لن تصدقي كم كان لطيفا...سأحكي لك كل شيء بالتفصيل
في الثانوية ذهبت إيومي لخزانتها وفتحتها ففوجئت بشيء ما يسقط منها فصرخت بفزع
كان الكل من حولها يراقبون ويضحكون...أمسكت بذلك الشيء فإذا به أفعى مطاطية وضعها أحدهم ليخيفها -إيومي(بتجهم) :متى سيمل هؤلاء يا ترى!؟
رآها جيهوب من بعيد فتقدم منها -جيهوب:أعتقد ان عليكِ إخبار المديرة -إيومي:هذا لن يغير شيئا بل سيجعلهم مصرين على إزعاجي أكثر -جيهوب:وسكوتك أيضا سيجعلهم مصرين -إيومي:أوووف لا أعلم يا جيهوب...لنصبر قليلا ونرى -جيهوب:أخبريني كيف كان لقاؤك مع جي دراغون؟ -إيومي(بحماس) :كان خرافيا...إنه حقا وسيم وحنون أكثر من ما تخيلت...أتصدق لقد قبلته -جيهوب:قبلة!؟ معقول! -إيومي(بحماس) :نعم إنها حقا أجمل قبلة لي في حياتي كلها -جيهوب:وماذا بعد؟ -إيومي:أردت أن أطلب منه مواعدتي ولكنه أمر مخجل...على كل حال من أنا لكي يوافق -جيهوب:لا تُحقري من نفسك فهناك الكثير من الرجال يتمنون فتاة مثلك -إيومي(بحماس) :أوووه لقد رفعت معنوياتي...المرة القادمة سأطلب منه الزواج وليس المواعدة فقط -جيهوب:هههههههه كل هذا؟! ماذا عن دراستك؟ -إيومي(بحماس) :من يهتم للدراسة؟ سأتزوجه وحينها لن أحتاج لا للدراسة ولا للعمل فزوجي الغني سيصرف علي -جيهوب:أحيانا أشعر أنك لطيفة ولكن أحيانا تافهة -إيومي:لا بأس بالتفاهة إن كنت سأتزوج حبيبي جي دراغون خخخخخخخ -جيهوب:حقا أمرك عجيب...إنه آخر عام لك وستضيعينه لأجل أحلام تافهة -إيومي:أخبرت والدي أنني لا أريد أن أدرس ولكنه تجاهل كلامي لكن عندما أرسب سيفهم كل شيء -جيهوب:آه هكذا إذًا...فهمت...ولكن ألا تشعرين كم يتعب ليؤمن لك مصاريف الدراسة؟ إن الدراسة غالية في كوريا كثيرا -إيومي:أوه! كدت أنسى ذلك -جيهوب:رأيتِ؟ على الأقل قدري جهود والدك وادرسي ولو قليلا -إيومي:لا يمكنني ذلك فأنا لا أحب لا كوريا ولا الثانوية ولا الدراسة -جيهوب:يمكنني مساعدتك إن أردتِ...مجانا طبعا -إيومي:حسنا...لنحاول معا
بعد انتهاء الدوام التقيا -إيومي:هل سندرس في منزلك؟ -جيهوب:لا بل سندرس هنا في الثانوية -إيومي:ألن تغلق الآن؟! -جيهوب:لا طبعا...الثانوية مفتوحة للجميع حتى العاشرة ليلا -إيومي:أوووه يبدو أنني آخر من يعرف -جيهوب:هيا بنا للمكتبة
عدل سابقا من قبل بثينة علي في الثلاثاء يناير 02, 2024 8:46 am عدل 1 مرات
بثينة علي يعجبه هذا الموضوع
بثينة علي Admin
المساهمات : 1305 تاريخ التسجيل : 27/05/2021 العمر : 27
ذهب كل من جيهوب وإيومي للمكتبة وكانت مزدحمة جدا فكل الطلبة بقوا هناك لكي يذاكروا مع بعضهم للامتحانات -إيومي:واو! هذا هو شكل المكتبة إذًا...لم أدخلها أبدا منذ مجيئي -جيهوب:هل أنتِ حقا جادة!؟ -إيومي:لا تنظر إلي هكذا فما العيب أن لا يدخل طالب للمكتبة؟ -جيهوب:لا شيء...دعينا نبدأ...ما المادة التي تحبينها؟ -إيومي:الكيبوب -جيهوب:الكيبوب ليس مادة -إيومي:إنه كذلك -جيهوب:حسنا...أقصد ما المادة الدراسية التي تشعرين أنها سهلة لكي نبدأ بها؟ -إيومي:ممممممم ربما الجغرافيا -جيهوب:حسنا سأسألك سؤالا بسيطا...كم بلغ التعداد السكاني لكوريا الجنوبية عام 2017؟
صارت تحدق فيه وكأنها لا تفهم شيئا -جيهوب:حسنا...كم تبلغ مساحة كوريا مقارنة بالعالم؟ -إيومي:ممممم الربع؟ -جيهوب(بصدمة) :ربع؟! فعلا!؟ -إيومي:حسنا...لندرس العلوم...تبدو أسهل -جيهوب:ما اسم الهرمون الذي يتم إفرازه عند الحمل؟ -إيومي:هرمون الأندريادين؟ -جيهوب(باستغراب) :لم أسمع في حياتي بهرمون بهذا الاسم...هل تركزين معي على كل حال؟ -إيومي:إنني أحاول ولكنك تطرح أسئلة صعبة -جيهوب:إذًا لنغير المادة...لنذهب للفيزياء...ماذا ينتج عن امتزاج الهيدروجين مع الأكسجين؟ -إيومي:غاز الطهو؟
ضرب يده بوجهه وفقد الأمل منها تماما -جيهوب:ولكن ماذا كنتِ تفعلين طوال تلك السنوات في المدرسة؟ -إيومي(بتوتر) :لا أعلم...لقد درسنا كثيرا...أيمكننا الاستراحة الآن؟ -جيهوب:أووووه يبدو أنكِ تحتاجين البدء من الصفر -إيومي:إذًا هل نستريح؟ -جيهوب:حسنا -إيومي(بحماس) :ياااااي! كيبوب!
عادت للمنزل بعد محاولات عدة منه لتدريسها لكن بلا فائدة...إنها تحتاج دافعا كي تستطيع الدراسة وإلا سيبقى الوضع كما هو
جلست في غرفتها ثم فتحت صفحة الفيسبوك تبحث عن طرق للدراسة بسرعة وفي وقت قياسي...وأثناء ذلك لاحظت أن سامر قام بحظرها -إيومي(بصدمة) :م م م ماذا!؟ معقول!؟ ولكن ماباله؟! لماذا حظرني؟!
قامت بالاتصال بصديقتها سمر بالفيديو -سمر:هيلوووو إيومي...ما الجديد؟ -إيومي(ببرود) :ذلك الحقير سامر حظرني أتصدقين ذلك؟ -سمر:آه نسيت إخبارك...لقد رأيناه مع فتاة من صفه وأصبحا يجتمعان كثيرا...أعتقد أنهما يتواعدان -إيومي(بصدمة) :ماذا!؟ مستحيل...سامر لا يفعلها -سمر:لماذا لا؟ ألم يتخلى عنك بكل بساطة؟ يمكنه فعلها وأنتِ تتفرجين -إيومي:أريدكِ أن تتأكدي لي من الأمر...اسألي زملاءه في الصف أو تجسسي عليهما...المهم أن نعرف الحقيقة -سمر:لا تقلقي...سأبذل قصارى جهدي -إيومي:أعتمد عليكِ صديقتي
بالرغم من أنهما انفصلا إلا أنها مازالت تحب سامر كثيرا...وقد شعرت بانزعاج كبير بمجرد سماعها للخبر...كيف بإمكانه أن يتخلى عنها هكذا ويواعد غيرها وكأنها لم تكن في حياته أصلا
في الغد ذهبت للثانوية منزعجة -جيهوب:ما الأمر؟ غاضبة لأن الامتحانات وصلت وأنتِ لم تدرسي شيئا؟ -إيومي:آخر همي...هناك أمر آخر يزعجني -جيهوب:أخبريني بما يزعجك -إيومي:أنت كشاب...كيف ترى الحبيب الذي ينفصل عن حبيبته بدون سبب ثم يواعد أخرى بعدها في فترة قصيرة؟ -جيهوب:مممممم لا يمكن أن يكون هناك شيء اسمه دون سبب...بالتأكيد لديه سبب مقنع -إيومي:وما هو برأيك؟ -جيهوب:إما أنه لا يحبها أو أنها أساءت إليه دون قصد أو لا يوجد تفاهم بينهما أو أصبح يحب غيرها -إيومي(بقلق) :كل هذه الاحتمالات مخيفة...مستحيل أن يكون أحدها صحيحا -جيهوب:ما مناسبة هذا السؤال؟ -إيومي:الحقيقة...إنها قصتي -جيهوب:كما أخبرتك...هناك سبب لا يريد حبيبك السابق أن يخبركِ به...أقترح أن تكلميه وتفهمي منه كل شيء قبل أن تحكمي -إيومي:وما الفائدة فهو بالطبع لا يرغب بالعودة إلي
حانت حصة الرياضة ولعب الطلاب كرة الطائرة...كانت إيومي في وسط الملعب تحاول مساعدة فريقها ولكنهم لم يتعاونوا معها إطلاقا...وفجأة رمى أحدهم الكرة بقوة فأصابتها في وجهها وشعرت بدوار ووقعت أرضا...أخذ الجميع من حولها يضحكون بلا رحمة بدل أن يذهبوا ويساعدوها...وحين وضعت يدها على أنفها لاحظت نزيفا -المدرب:أنتِ بخير إيومي؟ -إيومي:بلى -المدرب:اذهبي للعيادة -إيومي:لا بأس إنه مجرد نزيف وسيزول بعد دقائق -المدرب:حسنا...ولكن إن لم يتوقف زوري العيادة -إيومي:حاضرة
ذهبت للحنفية لغسل الدماء من على وجهها ويديها ولحق بها جيهوب -جيهوب:هل أنفك يؤلمك؟ -إيومي:لا...لقد توقف الألم -جيهوب:هذا ليس عدلا...ليس خطأك أنكِ في ثانوية للمتخلفين عقليا -إيومي:لا تتعب نفسك في شتمهم فهم لا يستحقون -جيهوب:هل ستواصلين مشاهدتهم هكذا وهم يزعجونك؟ -إيومي:وهل لدي حل آخر؟
بعد عودتها للمنزل دخلت الصالون على أهلها وهي قاطبة حاجبيها -إيومي(بتجهم) :لا أريد الدراسة بعد اليوم مفهوم؟ -الأم:عدنا لهذا الموضوع مجددا -إيومي(بتجهم) :وسنبقى فيه حتى تفهموا بأنني أكره تلك الثانوية ولن أذهب لها بعد الآن -الأم:والدكِ دفع بالفعل مستحقات العام كاملا -إيومي(بتجهم) :سأعمل وأرد له ذلك المال الذي ضيعه -الأم:فعلا!؟ يؤسفني إخبارك أنك بدون شهادة تعليم لن تجمعي سوى قوت يومك -إيومي(بتجهم) :جربيني وسترين -الأم:مستحيل -إيومي(بتجهم) :إذًا سأُضرب عن الطعام إلى أن أموت وستموتون أنتم بعدي من شدة الذنب -الأم:خيالك واسع
رفضت إيومي الذهاب للثانوية لأيام واحتجزت نفسها في غرفتها ولم تكلم أحدا...رغم أن الجميع حاولوا معها لكن قرارها لم يتغير
في أحد الأيام جلسوا كلهم يتناولون طعام العشاء بدونها -الأم:أوووف ماذا أفعل مع هذه الفتاة الآن؟! إنها تشغل بالي -الأب:اتركيها...ستمل وتنسى -الأم:ولكن نفسيتها متعبة...ما رأيك؟ هل آخذها للطبيب النفسي؟ -شيومين:أتريدين أن أكلمها؟ -الأم:وهل سيتغير شيء؟ -شيومين:لست أعلم ولكن المحاولة أفضل من الوقوف والمشاهدة -الأب:لا بأس حاول
طرق شيومين باب غرفة إيومي ثم دخل فوجدها على سريرها -شيومين:مرحبا -إيومي:ماذا تريد؟ -شيومين:أريد أن أعرف ما الذي يزعجك -إيومي(بحدة) :كل شيء هنا يزعجني...أريد العودة لبلدي فحسب -شيومين:أفهم ذلك...أنا أيضا أريد العودة -إيومي:وما الذي يمنعك؟ -شيومين:طاعتي لأوامر والداي هو ما يمنعني -إيومي:إنه أمر مزعج أن علينا الاستماع لهما بالرغم من عدم ارتياحنا هنا -شيومين:أنا متأكد من أنهما أيضا غير مرتاحين ولكن يتظاهران بالعكس لكي لا يُؤثرا علينا -إيومي:حقا!؟ -شيومين:طبعا...ولأننا أولاد متهورون فنحن لا نحس بهما على الإطلاق...بالطبع هما أيضا يحبان العراق كثيرا ولكن خسارة ترابها لن تكون أهون من ترك الأولاد في ظروف معيشية صعبة -إيومي(بحزن) :أشعر بالذنب الآن لأنني عاملتهما هكذا -شيومين:جيد...والآن هيا احملي دفاترك وراجعي لامتحاناتك واجعليهما سعيدين بك -إيومي:ولكن...هناك شيء -شيومين:ماذا أيضا؟ -إيومي:أتعدني أنك لن تخبر أمي؟ -شيومين:طبعا...أنا أخوكِ الكبير...قولي لي ما الكارثة التي فعلتِها -إيومي:لم أفعل شيئا...الأمر هو أنني أتعرض للتنمر في الثانوية -شيومين:تنمر!؟ ولماذا لم تقولي منذ البداية؟ -إيومي:لم أرد أن أقحم والداي في الموضوع...لقد قلت أنك لن تخبر أحدا وأنا أثق بك -شيومين:طبعا...لا تقلقي
في الغد ذهبت الأم مع إيومي للثانوية وهي تصرخ طوال الطريق -الأم(بغضب) :كيف تخفين عني أمرا كهذا!؟ يتنمرون عليك؟ من يعتقدون أنفسهم؟ -إيومي(بتجهم) :هذه آخر مرة أئتمن شيومين على سر -الأم(بغضب) :لقد قلت لكِ أن لا تخبئي عن أمكِ هذه الأشياء...أي نوع من الفتيات أنتِ؟ لقد كنت لك صديقة أكثر من أم هذا فقط لتخبريني بكل مشاكلك وأحلها قبل أن يفوت الأوان -إيومي:لم يفت الأوان... -الأم(بغضب) :اخرسي...كلامي معك في المساء عندما تعودين أما الآن فلدي حوار مع المديرة
دخلت مكتب المديرة وكانت ملامح وجهها لا تبشر بالخير -المديرة:مساء الخير -الأم(بحدة) :أي خير هذا؟ لو كان هناك خير لما اضطررت للمجيء إلى هنا لمكالمتك -المديرة:خيرا! هل يشكو نظام تعليمنا المتطور من شيء؟ -الأم(بحدة) :نظام التعليم لا بأس به...ولكن نظام القيم عندكم منعدم -المديرة:كيف ذلك؟ -الأم(بحدة) :ابنتي بارك إيومي تتعرض للعنصرية والتنمر...كيف يمكن لنظام متطور أن يكون أبله لدرجة أنه يسمح بالتطرف والعنصرية؟ -المديرة:ومتى حصل ذلك؟ لم نسمع أي شيء عن هذا -الأم(بحدة) :ومن الذي سيخبرك؟ المتنمرون!؟ بالطبع لن يفعلوا -المديرة:إيومي لم تذكر أي شيء بخصوص ذلك -الأم(بحدة) :طبيعي...لقد شعرت بالخوف وربما هددوها -المديرة:مستحيل أن يكون ذلك صحيحا -الأم(بحدة) :بل صحيح...ابنتي لا تكذب ولن تستفيد شيئا إن كذبت في أمر كهذا...لذا أتمنى أن رسالتي وصلت...وأتمنى أن تراقبي ثانويتكِ جيدا فجلوسك على الكرسي في مكتبك طوال اليوم لن يزيدك سوى وزنا -المديرة:عفوا!؟ -الأم(بحدة) :كما سمعتِ...اهتمي بها جيدا فنحن لا ندفع لكِ المال لكي تجلسي هنا فقط وتسخني الكرسي -المديرة:لا بأس...سأهتم بالأمر -الأم:لقد انتهى عملي هنا
خرجت من المكتب سعيدة بعد أن شفت غليلها -الأم:الآن يا ابنتي اذهبي لصفك -إيومي:حسنا
ذهبت إيومي لصفها ودرست ثم حان وقت الغداء...جلست تأكل طعامها فنادى عليها جيهوب -جيهوب:إيومي...أنتِ هنا...سعيد بعودتك...أين كنتِ؟ لقد قلقت عليك -إيومي:قصة طويلة سأحكيها لك ونحن نتناول الطعام -جيهوب:آسف...علي أن أدرس في الحديقة...أنتِ استمتعي -إيومي:لا بأس...حظا موفقا
غادر وتركها بمفردها تأكل طعامها...لقد ظنت أن المتنمرين تركوها وشأنها أخيرا ولكن ليس أمرا سهلا طالما وجدوها جبانة وخجولة -كايلا(بسخرية) :إيومي...سمعت أنكِ أتيتِ بوالدتك لكي تدافع عنكِ اليوم -سوجين(بسخرية) :أووووه يالك من طفلة تافهة! أتساءل إن كان يمكنكِ المشي خطوة دون أمك هههههههه
حزنت إيومي بشدة ورمت الملعقة من يدها بقوة -إيومي(بحشرجة) :لا أسمح لكما...لقد تجاوزتما الحدود -كايلا(بسخرية) :وماذا ستفعلين؟ هل ستنادين على أمك لتصرخ علينا...ههههههه سخيفة
لم تستطع التحمل أكثر فركضت بسرعة تاركة طعامها...لم تعرف إلى أين تذهب لتفرغ غيضها فقط بقيت تركض إلى أن وصلت إلى قاعة الرياضة التي كانت فارغة تماما بما أنها فترة امتحانات...صعدت إلى الطابق الثاني منها وبقيت تبكي بشدة...بعدها نظرت من النافذة إلى الأسفل...كانت المسافة عالية جدا نحو الأرض وأي كان سيسقط من هناك فسيموت بالتأكيد...حينها بدأت تفكر بالانتحار ففتحت النافذة ووضعت رجلها هناك...لكن فجأة سمعت شخصا يناديها من بعيد -في:يا فتاة ماذا تفعلين؟! هل أنتِ مجنونة؟ -إيومي(ببكاء) :ارحل فورا...تظاهر بأنك لم ترني فحسب -في:ببساطة هذا مستحيل...كابوسك سيأتيني كل يوم في الليل ويمنعني من النوم -إيومي(ببكاء) :لا علاقة لك بي...من أنا أصلا لتتذكرني...الجميع هنا يكرهونني ويريدون التخلص مني...سأريحهم إذًا -في:هكذا أنتِ تعطينهم ما يريدون...وهكذا سيكونون سعداء...هيا انزلي من هناك
حاول الاقتراب منها ببطء -إيومي(ببكاء) :توقف...إن اقتربت أكثر فسأرمي نفسي فورا -في:حسنا حسنا لن أقترب...ولكن هلاَّ نزلتِ من هناك أولا؟ الأمر خطير -إيومي(ببكاء) :قلت لك لا تتدخل...حياتي وأنا حرة فيها -في:محقة...ولكن أخبريني هل لديكِ عائلة؟ -إيومي(ببكاء) :لا...لقد ولدت من جذع شجرة -في:أعلم...ولكن أنا أقصد هل هم بجانبك؟ -إيومي(ببكاء) :نعم -في:ولماذا إذًا أنتِ حزينة؟ مادام لديكِ عائلة تدعمك فهذا كل شيء -إيومي(ببكاء) :الناس هنا يكرهونني حتى صرت أكره نفسي -في:فليكرهوك...ماذا فعلوا؟ هم فقط يعاملونك هكذا لأنهم يرون فيك شيئا لا يملكونه -إيومي(ببكاء) :ليس لدي شيء سوى المشاكل والحظ السيء فلماذا يحسدونني؟ -في:لا أحد يعلم...لكن تأكدي من أنكِ إذا انتحرتِ فأنتِ ستختفين وهم سيكونون سعداء...أما عائلتك فستعاني طول حياتها وهي تشتاق إليك -إيومي(ببكاء) :تتحدث مثل أخي الكبير أتعلم؟ -في:جيد...والآن لماذا لا تنزلين هنا؟ -إيومي:حسنا
نزلت من النافذة وركض نحوها ثم نغزها من رأسها -إيومي(بألم) :لِمَ فعلت ذلك؟ -في:كدت أموت من الذعر...إياك ومحاولة فعل ذلك مجددا -إيومي:أشكرك...إنها ثاني مرة تساعدني -في:لا مشكلة...أنا في -إيومي:وأنا بارك إيومي...سررت حقا بمعرفتك
بعد أيام وصلت الامتحانات...حاولت إيومي أن تدرس بجهد رغم أنها لم تستطع دراسة كل شيء ولكن على الأقل حاولت
ظهرت النتائج بعد أيام وكان جيهوب من الأوائل في الثانوية أما إيومي فحصلت على 55 من 100 وبذلك فهي ناجحة لكن بعلامة ضعيفة -الأب(بحدة) :ما هذه العلامة المخيبة للآمال؟ توقعت منكِ أفضل من ذلك -إيومي:على الأقل نجحت -الأب(بحدة) :علاماتك لا تأهلكِ لأي تخصص جامعي جيد -إيومي:آسفة -الأب(بحدة) :سئمت من الاعتذارات...أريد فعلا بدل ذلك -إيومي:سأبذل جهدي في العام القادم أعدك أبي -الأب(بتجهم) :لا يعتمد عليك ولكن ليس لدي حل آخر...إن نجحتِ فسأحجز لكِ تذكرة لحضور حفل جي دراغون -إيومي(بحماس) :أوووه حقا...إذًا اعتبرني ناجحة من الآن
ركضت لغرفتها لتبدأ بالدراسة...وضعت كل الكتب والكراريس أمامها ثم بدأت تقرأ...وبعد مرور 3 دقائق -إيومي:لقد تعبت...سأرتاح قليلا
أسرعت بفتح الفيسبوك وتصفح آخر الأخبار عن جي دراغون ولكنها وجدت رسالة من صديقتها سمر تخبرها فيها بأن هناك أمرا طارئا وعليها مكالمتها حالما تصلها الرسالة...بدأت بالارتجاف وقلبها يدق بسرعة...اتصلت بصديقتها وجرى بينهما الحوار التالي: -سمر:أوووه وأخيرا! أين كنتِ؟ -إيومي:ما الأمر؟ لقد أخفتني -سمر:إنه بشأن سامر...لقد أتيت لكِ بخبر مؤكد من عند صديقه عصام -إيومي:ماهو تكلمي؟ -سمر:إنه فعلا يواعد أخرى وتخيلي منذ متى!؟ منذ أن كنتِ هنا...أي أنه كان يخونك
تسمرت إيومي مكانها من الصدمة ولم تستطع أن تقول أي شيء -سمر:آسفة إيومي...لم أكن أريد إخبارك ولكن لا خيار آخر -إيومي(ببرود) :شكرا سمر...سأغلق الآن
أغلقت الخط بسرعة دون أن تودع صديقتها حتى...هذا الخبر هو صدمة العمر...هل يمكن أن تسوء الأمور أكثر بالنسبة لها
في الغد طلبت الأستاذة من أحد أن يتطوع لتنظيف الفصل مقابل مبلغ مالي رمزي فتطوعت إيومي لعلها تشغل نفسها بشيء مفيد
أخذت تمسح أرضية الصف وهي شاردة الذهن وحزينة...تارة تتنهد وتارة تنزل دموعها دون وعي...بعد أن أنهت عملها جلست وحدها في القاعة لبعض الوقت تتذكر كل ذكرياتها مع سامر...مازالت حتى الآن غير مصدقة أنه خدعها...أخذت هاتفها وفتحت حساب فيسبوك جديد لكي لا يعرفها واتصلت به...حان الوقت لتحصل على إجابة للتساؤلات التي في بالها...وبالفعل رد ودار بينهما الحوار التالي: -إيومي:ألو... -سامر:من؟ -إيومي(بغضب) :من!؟ الآن صرت لا تعرف صوتي بعد أن كنت لا تنام دون سماعه؟! -سامر:إيومي! -إيومي(بغضب) :نعم إنها أنا...إيومي...حمدا لله أنك تذكرتني -سامر:أخبريني هل أنتِ بخير؟ هل كل شيء يسير على ما يرام في كوريا؟ -إيومي(بغضب) :لا لا لا...كل شيء ليس بخير ولن يكون بخير أبدا أتفهم؟ -سامر:لماذا!؟ هل تواجهين مشاكل؟ -إيومي(بغضب) :انت أكبر مشكلة هنا...بالإضافة إلى أنني لا أحب هذا المكان ولا هذه الثانوية والجميع يتنمرون علي...علاماتي كارثية ووالداي يوبخانني طول الوقت...ما الذي قد بقي ليحصل أيضا؟ -سامر:آسف...لا بد أنكِ تمرين بوقت عصيب...أتريدين أن أغني لكِ تلك الأغنية الهندية التي تحبينها كي تهدئي؟ -إيومي(بغضب) :لم أعد أحب الأغاني الهندية دعني وشأني -سامر:ما الأمر!؟ لم أركِ عصبية هكذا طوال حياتي -إيومي(بغضب) :سامر...أنت...أنت...أنت شخص ح ح ح... -سامر:ماذا تقولين؟ أنا لا أفهم -إيومي(بغضب) :أنا غاضبة غاضبة غاضبة وأريد أن أبرحك ضربا...انتظر حتى تقع بين يداي فحسب
فجأة صار يغني تلك الأغنية التي لطالما اعتاد أن يغنيها لها حين تكون حزينة...لم تستطع قول شيء بل تفاجأت لأنها لم تكن تتوقع منه هذا الرد...في لحظة واحدة جعل مشاعرها تتحول من الغضب والكره إلى الحنين...أقفلت الخط بسرعة وقامت بحذف الحساب نهائيا كي لا يعثر عليها مجددا...بعدها جلست تفكر فيه وكأن شيئا لم يحصل...وكأنهما مازالا إلى جانب بعضهما بالفعل
في المساء اجتمعت العائلة على طعام العشاء -الأب:إيومي...أنتِ تأكلين بشراهة اليوم...ليس من عاداتك -إيومي:شعرت بالجوع لأنني تعبت اليوم في تنظيف الصف لأجل المال -الأم:تستحقين ذلك لأنكِ لا تساعدينني في المنزل -إيومي:كفى...أنتِ من تطلبين مني أن أدرس بدل مساعدتك -الأم:ولكنكِ لا تدرسين بل تجلسين وتشاهدين جي دراغون فحسب -إيومي:حسنا...أنا من ستغسل الأواني إذًا -الأم:قلت لكِ أن تهتمي بدراستكِ وإلا سترسبين -إيومي(بتجهم) :أكره الدراسة والثانوية...لا أريد -الأم:لا أعرف كيف أنك وأخوك مختلفان 180 درجة وكأنكما لستما من نفس البطن والأبوين -شيومين:أعتقد أن الدلال هو من أفسدها -الأب:أوافقك...منذ صغرها كانت كالأميرة -إيومي:أبي...ما رأيك أن أعمل في وظيفة مؤقتة خارج الثانوية؟ -الأب:أنتِ تعملين؟! لا أصدق! كيف تحولتِ من الكسل إلى النشاط فجأة -إيومي:إنه أفضل من أن أضيع الوقت في المنزل -الأب:لديكِ دراستك...حين تنتهين في العطلة الصيفية سأسمح لكِ بالعمل -إيومي:ألا نحتاج للمال؟ يمكنني تدبره -الأب:لا تقلقي بشأن هذا...أنا من سيتولى أمر المصاريف -إيومي:ولكن... -الأب:بدون لكن...لماذا تصرين على فعل أي شيء لتجنب الثانوية؟ -إيومي(بتجهم) :فهمت لا داعي للعصبية
عدل سابقا من قبل بثينة علي في الثلاثاء يناير 02, 2024 8:49 am عدل 1 مرات
بثينة علي يعجبه هذا الموضوع
بثينة علي Admin
المساهمات : 1305 تاريخ التسجيل : 27/05/2021 العمر : 27
انتهت السنة الثانية ثانوي بالنسبة لإيومي ونجحت بها ثم انتقلت للثالثة ثانوي والتي تبدأ من شهر يناير حسب مخطط التعليم الكوري
في الثانوية جلس كل من جيهوب وإيومي يتحدثان في فترة الراحة -إيومي:أتصدق ذلك؟ لقد تكلم معي وكأن شيئا لم يحصل...وكأنه لم يقم بخيانتي -جيهوب:الحقيقة...أعتقد أن عليكِ أن تسأليه -إيومي:لا أريد أن أبدو سخيفة أمامه -جيهوب:نعم على كل حال أنتما لن تعودا لبعضكما نهائيا لذلك لستِ بحاجة لأن تسألي -إيومي:لكنني حقا محتارة فطريقة كلامه كانت وكأنه مزال يحبني ويشتاق لي -جيهوب:اسأليه إذًا -إيومي:لا...ماذا لو كان حقا مخادعا؟ حينها سأقع في موقف محرج -جيهوب:أنتِ حقا غريبة...لستِ ثابتة على رأي -إيومي:أخبرني...هل يمكنك مساعدتي قليلا في أحد الواجبات المدرسية؟ -جيهوب:آسف إيومي لدي مباراة هذا الأسبوع في كرة السلة -إيومي:حقا؟ جميل...يبدو أنك ستتدرب طوال الأسبوع -جيهوب:نعم...إن أردتِ فتعالي لرؤية تدريباتنا كل يوم -إيومي:طبعا...لا أريد البقاء في البيت فهذا ممل جدا -جيهوب:حسنا...أراكِ في المساء
في المساء ذهبت إيومي لرؤية التدريبات في الملعب وجلست في أحد الكراسي تراقب وكل مرة تصرخ على جيهوب وتقوم بتشجيعه بصوت عالٍ ومزعج لجميع الحضور...كان الآخر سعيدا بتشجيعها له فلوح لها من بعيد -إيومي(بصراخ) :هياااا جيهووووب...أنت الأفضل يمكنك فعلهاااا -شوغا:مابال هذه الفتاة؟! لماذا تصرخ هكذا؟ -جيهوب:هههه إنها متحمسة فعلا -آر إم:إن واصلت هكذا فسأضطر للمغادرة...رأسي يؤلم من صراخها -جيمين:من تلك؟ -شوغا:أظن أنها طالبة عربية جاءت حديثا...سمعت عنها عدة مرات -جيمين:عربية! مقزز
سار جيمين ناحية إيومي إلى أن وصل إليها -جيمين:هل أنتِ عربية حقا؟ -إيومي:أ أ أنا؟! أقصد...نعم...على ما أعتقد -جيمين:هناك ملاحظتين...الأولى صوتك مزعج جدا ولا يمكنني التدرب هكذا...وثانيا أنا أكره العرب كثيرا -إيومي:ما الذي تتحدث عنه؟ إنه ملعب ويحق لي أن أفعل ما أريده هنا...أما العنصرية فقد منعت المديرة كل طالب هنا من ممارستها -جيمين:هههههه أنتِ أسخف مما اعتقدت...أتعرفين من أنا؟ -إيومي:لا والله...أخبرني من حضرتك -جيمين:أنا ابن المديرة والثانوية كلها ملك لعائلتي -إيومي:وماذا بعد؟ أبي أيضا لديه رتبة جيدة في شركة ولكنني لا أتباهى على أحد بها -جيمين:سأريكِ مصير الدخلاء أمثالك
حملها على كتفه بينما تصرخ وتضرب كي ينزلها...خرج بها إلى حاوية القمامة التي أمام المطعم والكل ينظرون إليه...بعدها قام برميها هناك فضحك الجميع من المشهد -جيمين:ها قد انتهينا...أتمنى أن لا أراكِ مجددا في وجهي
استدار عائدا للملعب فشعرت إيومي بغضب شديد وحملت علبة حليب متعفنة رأتها في الحاوية وبقوة ضربتها في ظهره ليتطاير الحليب على كل ملابسه وتصبح رائحته كريهة
حدق الجميع فيها بدهشة كبيرة فهذه أول مرة يقف أحد في وجه جيمين في حين استدار الأخير ببطء نحوها ورمقها بنظرة مخيفة -جيمين:هل حقا...رميتني بالنفايات للتو؟
وقفت مندهشة مما فعلته فهي لم تكن واعية أثناء ذلك فصارت تتعرق وترتجف ولكنها حاولت التماسك
اقترب منها شيئا فشيئا وهو محافظ على تلك النظرة المخيفة...أما جيهوب فبقي يراقب من بعيد ولم يشأ التدخل لكي لا يسبب لنفسه المتاعب أيضا -جيهوب(بصراخ) :إيومي غادري
لم تستمع له بل بقيت ثابتة في مكانها بينما يقترب منها جيمين إلى أن وصل إليها -جيمين:لديكِ شهر لتغادري الثانوية وإلا سأجعلها جحيما بالنسبة لك ثم أتولى أمرك...نهائيا
صار قلبها يخفق وشعرت أنها لا تستطيع الوقوف على رجليها من شدة الخوف...بعدها غادر جيمين بكل برود مع أصدقائه وعادوا للتدريب
ركض جيهوب نحوها وجرها بعيدا عن كل ذلك الحشد من الناس -جيهوب:لماذا فعلتِ ذلك؟ الآن لن يتركك وشأنك أبدا -إيومي(بخوف) :لست أعلم...كنت غاضبة جدا ولم أتحكم في نفسي -جيهوب:أووووف وقعنا في مشكلة...عليكِ مغادرة الثانوية فورا -إيومي(بخوف) :وهل تعتقد أن هذا سهل؟ لقد أخبرت والداي بذلك ملايين المرات ولكنهما لا يريدان إخراجي من هنا -جيهوب:حاولي معهما اليوم...صدقيني...جيمين ليس سهلا مثل بقية الطلاب...يمكنه قتلك في وسط الثانوية بكل دم بارد وأمه ستتستر عليه طبعا لأنها المديرة -إيومي(بخوف) :يا إلهي! ما الذي سأفعله؟! ذاك الشاب متوحش! -جيهوب:كما أخبرتك...اهربي بحياتك فهو سيحولها للون الأسود
عادت إيومي للمنزل وعانقت والدتها -إيومي:أمي...ألا تريدينني أن أكون ربة منزل جيدة؟ -الأم:طبعا -إيومي:سأحقق لكِ حلمك...سأبقى بالبيت وأتعلم الطبخ وأتدرب على كل أعمال المنزل...كما سأتعلم الأشغال اليدوية كالحياكة والنسيج...أرجوكِ أخرجيني من تلك الثانوية -الأم(بتجهم) :هل تنمر عليك أحد مجددا؟ -إيومي:مممممم لا...ولكن مللت تضييع وقتي في أمور لا أحبها وبدل ذلك سأتعلم أشغال البيت -الأم(بتجهم) :أووووف لقد تحدثنا في الأمر سابقا -إيومي:أمي أرجوكِ...أنا لا أريد أن أدرس من فضلك...أتوسل إليكِ نفذي طلبي هذه المرة فقط وسأفعل أي شيء بالمقابل -الأم(بحدة) :يكفي...لا تجعليني أظهر وجهي الآخر...اذهبي وادرسي في غرفتك -إيومي(بخوف) :حاضرة
ذهبت إيومي وحبست نفسها في غرفتها وبدأت بالتفكير في خطة لتنجو من هذا المأزق -إيومي:غريب!؟ أين رأيت جيمين من قبل؟ أشعر أنها ليست أول مرة نتقابل فيها
اتصلت بصديقتها وفاء لتفضفض لها عن مشاكلها لعلها ترتاح قليلا -وفاء:سلاااام إيومي كيف حالك؟ -إيومي:أووه يا صديقتي...لست بخير أبدا...لدي مشكلة كبيرة -وفاء:خيرا...ما الأمر؟
حكت لها القصة بأكملها وطلبت منها حلا أو نصيحة فهي الوحيدة التي تستطيع إخبارها بالأمر -وفاء:إذًا كما أخبرتني فذاك الشاب والدته هي المديرة لذلك لن يوقفه أحد -إيومي:نعم أنا خائفة جدا يا وفاء -وفاء:إذًا لا تظهري له خوفك...كوني واثقة من نفسك وكلميه بكل برود وحينها سيمل من تلقاء نفسه -إيومي:هل تظنين أن الأمر سينجح حقا؟ -وفاء:لست أعلم...جربي وأخبريني -إيومي:حسنا...إذا لم أعد غدا للمنزل حية فلا تنسي إخبار والداي أنني أحبهما كثيرا -وفاء:كفى مبالغة...هو لن يقتلك -إيومي:لا أحد يعلم لحد الآن
في الغد ذهبت للصف بشكل طبيعي وكأن لا شيء حدث...حضرت دروسها بشكل طبيعي وأمضت وقتها بشكل طبيعي آملة أن جيمين نسي كل شيء...ولكن ما لم تعرفه أنه ليس من النوع الذي يتراجع عن كلامه أبدا
في وقت الغداء أحضرت طعامها ووضعته على الطاولة ثم تجهزت للأكل ولكن جيمين قاطعها -جيمين:لا أصدق! أنتِ أوقح مما تخيلت! ظننت أنني لن أرى وجهك مجددا هنا ولكن ها قد أتيتِ وكأنكِ تطلبين المشاكل -إيومي:احم احم اسمع...أنا لا أريد أي مشاكل لذا هلّا تجاوزنا الأمر ونسينا ما حدث؟
حمل صينية طعامها ورماها على ملابسها حتى اتسخت من رأسها لقدميها -إيومي(بصدمة) :لماذا فعلت ذلك؟ -جيمين:لأنكِ تستحقينه هههههههه
ضحك رفاقه بشدة حتى سالت دموعهم -إيومي(بحشرجة) :ماذا تريد؟ -جيمين:أريدك أن تغادري الثانوية فهي ليست للمتخلفين أمثالك...مفهوم؟
بعدها غادر مع رفاقه وهم يضحكون -إيومي:ما الذي ورطت نفسي فيه؟! أوووف ليتني لم أذهب للمباراة أصلا
ركضت للحمام لتمسح الطعام عن ثيابها ولكنه كثير جدا ويحتاج لغسل فبقيت به متسخا كما هو للأسف
في اليوم الثاني حاولت أيضا أن تذهب للثانوية بشكل طبيعي ولكن فوجئت بأن شخصا ما كتب عنها كلاما جارحا وسخرية على السبورة كما علقوا رسومات لها تظهرها بشكل سخيف...حينما دخلت قامت هي وجيهوب مباشرة بمسحها وإزالة الرسومات -إيومي(بانزعاج) :أصبح الأمر حقيرا -جيهوب:ماذا ستفعلين؟ -إيومي:لا شيء...أي شيء أفعله قد يزيد الأمر سوءا لذا لن أفعل شيئا -جيهوب:أتريدين أن أتدخل؟ -إيومي:لا تفعل أرجوك...لا أريدهم أن يتنمروا عليك أنت أيضا
في اليوم الثالث ذهبت لخزانتها لتحضر مستلزماتها وعندما فتحتها وجدت كل كتبها ودفاترها ممزقة إلى أشلاء -إيومي(بصدمة) :لااااا أغراضي...من الذي قد يفعل شيئا مزعجا كهذا!؟
جاء جيمين من الخلف ونادى عليها وعندما التفتت رمقها بنظرة السخرية المعتادة -إيومي(بهمس) :تبا! -جيمين:الوقت يمر وستندمين أكثر من ذلك
غادر وتركها تحاول جمع صفحات دفاترها وكتبها والدموع تملأ عينيها...ولكنها رغم ذلك لا تريد الرد عليه وإلا ستتعقد الأمور وتعلق أكثر
في اليوم الرابع ذهبت للتدرب على كرة السلة بمفردها في الملعب فإن ذهبت للكافيتيريا في ذاك الوقت ستلتقي بجيمين بالتأكيد وسيسكب طعامها لذلك قررت التأخر قليلا ريثما يغادر
رمت الكرة مرارا وتكرارا إلى أن سمعت خطوات أقدام تقترب منها -جيمين:تختبئين ها؟ -إيومي(بانزعاج) :ماذا تريد مني؟ -جيمين:لقد طلبت منكِ بلطف المغادرة لكن يبدو أنك لا تفهمين -إيومي(بانزعاج) :دعني وشأني...امضِ في حياتك فحسب ألا يمكنك ذلك؟ -جيمين:ليس قبل أن أجعلك تدفعين الثمن غاليا...هيا يا شباب
حمل كل من جيمين وشوغا وآر إم كرات السلة وبدؤوا بضربها وهي تصرخ من شدة الألم ولكن أي منهم لم يرحمها بل واصلوا ضربها وهم يضحكون...تعرضت لكدمات في مختلف مناطق جسمها وتوعكات وآلام في ظهرها ولكنها أخفت الأمر عن عائلتها وتظاهرت أمامهم أنها مجرد آثار جانبية لممارسة الرياضة
دخلت الحمام وخلعت ملابسها كي تستحم وحينما نظرت لجسدها في المرآة صدمت كم كان متورما ومخيفا فبدأت بالبكاء بشدة لأنه الشيء الوحيد الذي يمكنها فعله للتخفيف عن نفسها
في اليوم التاسع أصبحت منطوية وحزينة تخفي نفسها من عيون الناس...ففي البيت لم تكن تكلم أحدا أما في الثانوية تتخفى وتدخل خلسة ودائما تدخل بعد الجميع كي لا يتعرض لها أحد...أما في الاستراحة والغداء فكانت تبقى في حمام الفتيات دون أن تأكل أو تشرب شيئا...هذه هي الطريقة الوحيدة لتجنب جيمين وأصدقائه
بقيت جالسة في الحمام كالعادة في هدوء تام إلى أن وردها اتصال من رقم مجهول -إيومي:غريب! لا أعرف هذا الرقم!
ردت لتعرف من المتصل واحزروا من كان؟ إنه جيمين -إيومي:ألو...من؟ -جيمين:هاه...أتعتقدين أنني لن أستطيع إيجادك إن اختبأتٍ في الحمام؟ أخطأتِ
شعرت بالذعر وكاد قلبها يتوقف عن الخفقان...تسمرت في مكانها وسكتت لدقائق لكي تفهم الوضع -إيومي(بخوف) :ك ك ك كيف حص ص صلت على رق ق ق قمي!؟ -جيمين:أخبرتك سابقا...لا شيء صعب على جيمين... -إيومي(بخوف) :لا لا لا لا لماذا لا تريد تركي وشأني وتنسى الموضوع؟ -جيمين:لا يوجد عندي شيء اسمه انسَ الموضوع...من يخطئ يدفع الثمن -إيومي(بصراخ) : دعني وشأني -جيمين:لا تصرخي حتى لا تمزقي أحبالك الصوتية عزيزتي -إيومي(بصراخ) :لا شأن لك -جيمين:بيب بطاقة صفراء...لديك خطأ آخر
صارت تسمع صوته يصبح واقعيا أكثر وصوت خطواته يقترب منها...شعرت بخوف شديد فهو قريب منها جدا...وفي لحظات ظهر أمامها مباشرة وابتسم ابتسامته المعهودة -إيومي(بصدمة) :عيب عليك دخول حمام الإناث -جيمين:سأفعل ما أريده ورغما عنك -إيومي(بصدمة) :لكنك تجاوزت الحدود...ماذا ستقول أمك إن رأتك هنا؟ -جيمين:بيب...بطاقة حمراء -إيومي(بخوف) :ماذا يعني ذلك!؟ -جيمين:إنه يعني...قضي عليك
اقترب منها وأمسك بذراعيها وألصقها بالحائط وبقي يحدق بعينيها الخائفتين وهو مستمتع...بدأت دموعها بالنزول لأنها كانت مرتعبة جدا وحين رأى ذلك تغيرت ملامح وجهه فجأة
أطلق ذراعيها وأخذ دلوا من الماء كان هناك في الحمام وسكبه عليها...كان الجو مايزال باردا لأنه فصل الشتاء لذلك صارت ترتجف -جيمين:الآن يمكنكِ الذهاب
عادت لمنزلها مبللة بتلك الطريقة وأخبرت والديها أنها وقعت بالخطأ في المسبح الذي في الثانوية...بعدها مرضت واضطرت للبقاء في المنزل لأيام
في اليوم الخامس عشر عادت للثانوية بعد أن شفيت...ظلت مرتبعة من مجرد فكرة أنها ستلتقي بجيمين في أي مكان لذلك بقيت تتسلل
أثناء فترة الراحة بقيت في صفها لأنه ربما لن يفكر في البحث عنها في مكان كهذا...بعدها شعرت بالتعب وغفت لأنها ماتزال مريضة قليلا...كانت تحلم بأنها ذهبت لوطنها وأن أصدقاءها وكل عائلتها بجانبها وأيضا حبيبها سامر...ولكن فجأة استيقظت على صوت شيء ما لتجد جيمين واقفا عند رأسها ويضحك هو وجميع الطلبة الموجودين هناك -إيومي(بصدمة) :م م م ماذا هناك؟ -جيمين:ابتسمي للصورة هههه
صورها بهاتفه فغضبت -إيومي(بحدة) :من سمح لك بتصويري؟ -جيمين:أنا سمحت لنفسي ههههههههه عليكِ رؤية وجهك -إيومي(بحدة) :أنا أكره اليوم الذي أتيت فيه لهذه الثانوية
لم يتوقف الطلبة مطلقا عن الضحك وكأنهم رأوا شيئا ما إلى أن دخلت الأستاذة -الأستاذة:أوووه بارك إيومي ما هذا الذي على وجهك؟ -إيومي:ما الذي على وجهي؟ -الأستاذة:عليكِ مشاهدته بنفسك...اذهبي للحمام واغتسلي هيا
ذهبت للحمام وأثناء طريقها كلما التقت بطالب أو عامل في الثانوية كانوا ينظرون لوجهها بشكل غريب ثم ينفجرون من الضحك...وصلت للحمام ونظرت في المرآة وإذا بها تصرخ من الفزع...جيمين وضع الألوان على وجهها وهي نائمة لتبدو كالمهرج -إيومي(بصراخ) :تبا لك أيها الحقير جيمين
حاولت غسل وجهها بالماء ولكن اللون لا يزول فعلى ما يبدو أنه حبر قوي المفعول...بعدها ذهبت للإدارة وطلبت مزيلا للحبر وأزالته بصعوبة
في استراحة الغداء ذهبت مع جيهوب لتناول طعامهما في الصف -إيومي(بغضب) :ياله من حقير كبير...أتمنى أن ينقرض أمثاله...أنا أكرهه حقا -جيهوب:أعتقد أنه تمادى كثيرا -إيومي(بغضب) :على أحد أن يذيقه من سمه حينها سيتوقف عن إزعاج الآخرين...مغفل
لاحظ جيهوب عبر النافذة أن جيمين قادم لذا وضع يده على فمها بسرعة -جيهوب:أ أ أ لا...هذه الكلمات تعتبر عيبا في كوريا لا تتلفظي بها
طفح الكيل بجيهوب ولم يستطع التحمل أكثر فوضع يده على يد جيمين ليبعدها -جيهوب(ببرود) :أبعد يدك عنها -جيمين:هاه...لا أصدق! أنت يا جيهوب؟ -جيهوب(ببرود) :نعم...لم أعد أحتمل تنمرك عليها...لماذا تظهر قوتك على فتاة؟ -جيمين(بسخرية) :وهل تعتبر هذه فتاة؟ لا تملك أيا من مواصفات الأنثى -جيهوب(ببرود) :بل هي أكثر من أنثى بالنسبة لي...أنا واقع بحبها
أبعد يده ثم سحب إيومي نحوه وعانقها...كانت مصدومة مما سمعته ولم تتوقع أن يحصل شيء كهذا...أما جيمين فكان يبتسم تلك الابتسامة الساخرة المعتادة -جيمين:هههههههههه وكأنني في مسلسل...كفى سخافة...إن كنت تريد الفتيات فسأحضر لك أجملهن وأكثرهن أنوثة...دعك من هذا الشيء الذي لا أستطيع أن أسميه حتى فتاة -جيهوب(بحدة) :اخرس...لا أسمح لك
ركض نحوه ليضربه ولكن جيمين أقوى بكثير فأبرحه ضربا وكاد يكسر يده ثم نادى على أصدقائه أيضا فضربوه حتى امتلأ وجهه بالكدمات -جيمين:أنت مطرود من فريق كرة السلة...وأيضا لا أريد أن أرى وجهك أمامي مجددا وإلا ستموت
خرج وترك جيهوب ملقى على الأرض وإيومي ترتجف من الخوف لأنها لم تستطع فعل شيء لمساعدته...بعد رحيلهم ركضت نحوه وساعدته على النهوض -إيومي:لماذا فعلت ذلك؟ هل أنت مجنون؟ كادوا يقتلونك -جيهوب:لم أعد أستطيع السكوت بعد الآن...علي فعل شيء للتخلص منهم -إيومي:ماذا ستفعل؟ -جيهوب:سأحتفظ بالأمر سرا
في المساء ذهب للمديرة وأخبرها بأمر تعرضه للضرب من قبل جيمين وأصدقائه ولكنها لم تفعل له شيئا سوى إعطائه تحذيرا و هذا طبيعي بما أنه ابنها
في اليوم السابع عشر دخلت إيومي الصف لتجده مليئا بصورها ووجهها ملون -إيومي(بحدة) :الحقير جيمين
بدأت بإزالة كل تلك الصور التي لا تعد ولا تحصى أمام سخرية الجميع -هوني:يبدو أنكِ في ورطة كبيرة يا إيومي...أنا أشفق عليك...لا أحد نجى من جيمين من قبل -إيومي(بحدة) :اخرسي أنتِ...من يعتقد جيمين هذا نفسه؟ -هوني:أوووبس...عليه أن يسمعك وأنتِ تقولين هذا -إيومي(بحدة) :وما الذي سيتغير؟ أنا سأتعرض للمضايقة على كل حال حتى لو سكتت أو تكلمت
فجأة ظهر جيمين من الخلف بعد أن استمع لكل شيء -جيمين:فعلا!؟ -إيومي(بخوف) :كيف تظهر في كل مكان هكذا؟! -جيمين:لأنن الشبح في هذه الثانوية -إيومي(بخوف) :فعلا اسم على مسمى -جيمين:لم يبقَ الكثير على انتهاء الشهر وحينها سينتهي أمرك -إيومي(بخوف) :لست بحاجة لتذكيري في كل مرة -جيمين:حسنا إذًا...حظا موفقا
خرج من الصف بكل برود وكأنه يلعب لعبة أطفال...بعد أن أنهت إيومي كل حصصها خرجت من الصف ولكن وجدت كارثة في الخارج...كل أروقة الثانوية مليئة بصورتها المحرجة تلك بأعداد هائلة...ساعدها جيهوب في التخلص من كل الأوراق بصعوبة وذهبا معا للكافيتيريا
كانت الكافيتيريا أيضا مليئة بصورها...لقد أصبحت مشهورة جدا بعد أن علقت مع جيمين...قضت تقريبا اليوم كله وهي تنزع صورها من حوائط الثانوية وكان ذلك متعبا جدا
عدل سابقا من قبل بثينة علي في الثلاثاء يناير 02, 2024 8:51 am عدل 1 مرات
بثينة علي يعجبه هذا الموضوع
بثينة علي Admin
المساهمات : 1305 تاريخ التسجيل : 27/05/2021 العمر : 27
عادت إيومي للمنزل حزينة تفكر في ماذا سيحصل ما إذا انتهى ذلك الشهر...بالتأكيد سيقضى عليها...عندما دخلت لاحظت أن هناك ضيوفا في المنزل -الأب:إيومي تعالي -إيومي:من هنا؟ -الأب:إنها جدتك...لقد جاءت لزيارتنا -إيومي(بسعادة) :حقا! جدتي هنا!؟
ركضت بسرعة للصالون لترى جدتها ففوجئت بامرأة عجوز كورية لا تعرفها -الأم:إيومي...سلمي عليها -إيومي:ظننت أنها جدتي العراقية ولكن من هذه؟ -الأم:إنها أم والدك...ألم تعرفيها؟ -الجدة(بتجهم) :يبدو أن والدها الطيب تخلص من كل صوري لذا فالمسكينة لا تعرفني -الأم(تفكر) :ها قد بدأنا
سلمت إيومي على جدتها بالطريقة الكورية وتعانقتا وجلست بقربها -الجدة:أووووه حفيدتي كبرت وأصبحت فتاة جميلة...كم أنا سعيدة! -إيومي:شكرا جدتي -الجدة:ربما علينا قضاء وقت أطول معا...ما رأيك أن آخذك معي في أيام الإجازة؟ -إيومي:لا أعلم...ربما أحتاج لتغيير الجو قليلا -الجدة:جيد جيد...والآن أخبريني لماذا الأولاد نحيلون هكذا؟ ألا تطعمينهم أبدا؟ -الأم:طبعا أطعمهم...ما حاجتهم للوزن الزائد؟ جيل اليوم يحب الرشاقة -الجدة:لكن في حالة أولادك بدأت أشك أنهم مصابون بالأنيميا -الأم:أنتِ تبالغين -إيومي:إنه أيضا ضغط الثانوية فهو عامي الأخير وعلي أن أتعب وأدرس -الأم(بسخرية) :لا شيء تتعبين عليه غير حفظ أغاني جي دراغون -الجدة:هذا جميل...حفيدتي مجتهدة...إن نجحتِ هذا العام فاطلبي أي شيء وسأشتريه -إيومي:هههههه أمر مؤسف أنني متأكدة من الرسوب ولكن لا بأس سأحاول لأجلكِ جدتي -الجدة:جميل جميل...والآن سأذهب للمطبخ وأعد لكم عشاءً غنيا بالفيتامينات والدهون حتى تتغذوا جيدا -الأم:لا تتعبي نفسك حماتي -الجدة:لا تعب...لا أريد ترك أحفادي ينحفون أكثر -الأم(تفكر) :انظروا كيف تستعرض نفسها -إيومي:جدتي...هل ستعدين طعاما كوريا؟ -الجدة:نعم...هلاَّ ساعدتني؟ -إيومي(بحماس) :نعم...أريد تعلم الطبخ الكوري رغم أنني لا أحب كوريا -شينهو:وأنا أيضا أريد المساعدة -الجدة:إذًا هيا بنا لنعد ألذ طعاااام
ذهبت الجدة مع إيومي وشينهو الصغير للمطبخ وقاموا بطبخ الدكبوكي الكوري وأثناء ذلك تحدثوا كثيرا وضحكوا وتقربوا من بعضهم وكأنها ليست أول مرة...الجدة كانت لطيفة جدا بالرغم من أنها رفضت زواج والد إيومي من والدتها -الجدة :ها قد انتهينا...والآن لنتركها تنضج على نار هادئة -شينهو:رائحتها شهية يااااااي! -إيومي:جدتي...أنتِ حقا مختلفة عما تخيلتك...ظننت أنكِ شريرة ولا تحبيننا -الجدة:معكِ حق...في يوم ما كنت أكره هذه العائلة لكن مع الوقت اشتقت لابني كثيرا ونسيت مشاعر الكره -إيومي:ولماذا كنتِ تكرهيننا؟ -الجدة:والدك أحب والدتك كثيرا وأراد الزواج منها وأنا رفضتها لأنها ليست من العرق الكوري -إيومي:لا أصدق! حتى أنتِ عنصرية يا جدتي! -الجدة:نعم كنت كذلك...ولكن الآن تغير كل شيء...عندما اتصل والدك أخبرني أنه هنا فرحت كثيرا وركضت لزيارتكم...والآن أنا سعيدة جدا لأن لدي أحفادا رائعين -إيومي:الآن فهمت...المشاعر النبيلة تقضي على العنصرية...شكرا جدتي لقد تعلمت منكِ درسا جميلا -الجدة:أخبريني هل تعرضتِ للعنصرية هنا من قبل؟ -إيومي(بحزن) :أووووف قليلا -الجدة:فقط تريثي...سيكون كل شيء بخير -إيومي:أعلم
بعد أن جهز العشاء اجتمعت كل العائلة على الطاولة -الأب:مممممم الدكبوكي الرائع بيدي أمي...لم آكله منذ زمن -الجدة:على زوجتك أن تطبخ لك طعاما كوريا...لا ينفع أن تأكل طعاما لا ينتمي لثقافتك طوال الوقت -الأم(بتجهم) :احم احم...شكرا حماتي...سأتذكر ذلك -إيومي:بالفعل إنه لذيذ حقا...أتمنى أن تعديه لي دائما جدتي -الجدة:عندما أعود للمنزل أعدكِ أن أرسل لكِ منه كل أسبوع -إيومي(بسعادة) :يااااي هذا رائع! -الأب:وأرسلي لنا الكيمتشي أيضا فقد اشتقت لتناوله من صنع يديك -الجدة:بالطبع سأرسل لكم كل ما تحتاجون -الأم(بانزعاج) :مذهل...الآن لن أتعب نفسي بالوقوف في المطبخ طوال الصباح والمساء كي أطبخ لكم
نهضت الأم من المائدة وذهبت -إيومي:أعتقد أن أمي مستاءة منكِ يا جدتي...من فضلك لا تعامليها وكأنها بلا فائدة -الجدة:أنا لا أعاملها كذلك...فقط أريد أن أرى ردة فعلها تحت الضغط لكي أطمئن على مستقبل ابني وأولاده -إيومي:أمي امرأة حساسة وقد تسيء فهمك لذا لا تضغطي عليها كثيرا
بقيت الجدة لأيام في المنزل وقد كسبت حب كل العائلة وخاصة إيومي وبعدها عادت لمنزلها وحزن الكل عليها
في اليوم الرابع والعشرين ذهبت إيومي للثانوية وهذه المرة قررت أن تختبئ في حديقة الثانوية وتتناول طعامها هناك...اختارت شجيرة صغيرة واختبأت تحتها -إيومي:وأخيرا سآكل طعامي بسلام
بدأت بتناول طعامها والاستماع لأغاني جي دراغون ولكن فجأة سمعت صوت شخص يعزف على الغيتار -إيومي:آه إنه ذاك الشاب الذي رأيته منذ أيام يعزف القيتار...رائع!
بحثت عن الشاب وتفاجأت بأنه هو نفسه جيمين الذي يضايقها طول الوقت -إيومي(بخوف) :أوووه لا جيمين...علي الهروب فورا قبل أن يراني
تسللت ببطء لكي لا يسمعها ولكن جيهوب كان يبحث عنها في ذاك الوقت فاتصل بها فعلا صوت رنة الهاتف في المكان وانتبه جيمين لها -إيومي(بتوتر) :وقت غير مناسب بالمرة -جيمين:من هناك؟
ركضت بأقصى سرعة لها فلحق بها وأمسكها من محفظتها -جيمين:تتجسسين علي ها؟ -إيومي(بتوتر) :من قال ذلك؟ كنت أتناول طعامي فحسب -جيمين:الكل يعلم أن هذا هو مكاني وممنوع دخوله في هذه الفترة -إيومي(بتوتر) :لم أكن أعلم -جيمين:مهلا! هل أنت واقعة بحبي لذلك تتجسسين علي؟ -إيومي:ههههههههههه -جيمين:كشفتك...أنتِ معجبة بي وبوسامتي -إيومي(تفكر) :مسكين...صدق نفسه بأنه مثير للإعجاب -جيمين(بخبث) :بما أنكِ أتيتِ فدعينا نلعب قليلا ههههه -إيومي(بخوف) م م م ماذا تقصد؟ -جيمين:تعالي معي
جرها من ذراعها وذهبا للمكان الذي كان يعزف فيه على الغيتار -جيمين:خذي الغيتار -إيومي(بتوتر) :لماذا؟ -جيمين:سنلعب لعبة...أنتِ اعزفي لي شيئا وإن أعجبني فسأتركك تذهبين...وإن لم يعجبني فسأطلب منكِ أي شيء أريده -إيومي(بتوتر) :ولكن...لا أجيد عزف الغيتار...هذا ليس عدلا -جيمين:هذا مؤسف...إذًا أنتِ خاسرة من الآن -إيومي(بتوتر) :مهلا مهلا...أريد أن أجرب فلا بأس في المحاولة -جيمين:حسنا
رن هاتفها مجددا وكان المتصل جيهوب...أرادت أن ترد ولكن جيمين أخذ الهاتف منها ورد بنفسه -جيهوب:وأخيرا...أين أنتِ؟ أنا قلق عليك -جيمين:ههههههه يال الرومنسية! -جيهوب(بحدة) :جيمين...أين إيومي؟ ما الذي فعلته بها؟ -جيمين:لا تقلق عليها...إنها ضيفة لدي وسأضيفها جيدا -جيهوب(بحدة) :انتظر حتى أجدك -جيمين:حسنا...لنلعب الغميضة إذًا...تعال وجدني وإن فعلت حاول إقناعي بتركها -جيهوب(بحدة) :لك ذلك
أقفل جيمين الخط ثم التفت ناحية إيومي -جيمين:أسمعينا ما لديك
تنهدت وأخذت الغيتار ثم بدأت العزف...وما إن وضعت يدها على الأوتار حتى تمزقت -إيومي:يال الهول! -جيمين:ههههههههههه يا إلهي! وكأنك لم تعزفي على غيتار طوال حياتك...خسرتِ -إيومي(بتوتر) :أعطني فرصة أخرى -جيمين:لا فرص والآن إلى العقاب...أنا أريد...
فجأة ركض جيهوب من بعيد وأخفى إيومي خلف ظهره -جيهوب(بحدة) :دعها وشأنها -جيمين:لا أصدق! كم مرة حذرتك من التدخل في أمور لا تعنيك؟ -جيهوب(بحدة) :وكم مرة أخبرتك أن إيومي تعنيني؟ أنا أحبها ولن أتركها أبدا تحت رحمة أمثالك
بدت على جيمين أمارات الانزعاج من ما قاله وبدأ يغضب -جيهوب:إيومي لنذهب
أمسك بيدها وحاول أخذها ولكن جيمين سحبها من اليد الأخرى -جيمين(بحدة) :اتركها -جيهوب(بحدة) :أنت اتركها -إيومي(بقلق) :يا شباب...لا تعقدوا الأمور
فجأة ضرب جيمين جيهوب وأسقطه أرضا فصار فمه ينزف فركضت إيومي نحوه لتطمئن عليه -إيومي(بقلق) :أنت بخير جيهوب؟ -جيهوب:لا تقلقي -جيمين:ليكن هذا درسا لك لكي لا تقف في طريقي مجددا -جيهوب(بحدة) :سأريك الدرس الحقيقي
نهض بسرعة وأراد ضربه ولكنه تجاوزه ورد له الضربة...حاول مرارا وتكرارا ولكن بلا فائدة فجيمين أقوى منه ودائما يغلبه
بعد انتهاء تلك الحرب الضروس جلس جيهوب مع إيومي ووجهه مليئ بالكدمات والدماء...أما هي فحاولت أن تضع له بعض الأدوية من علبة الإسعاف التي بالثانوية -جيهوب:آه مؤلم -إيومي:آسفة آسفة سأكون حذرة
واصلت وضع الأدوية له وكلما رأت الجروح شعرت بالحزن -إيومي(بحزن) :لماذا فعلت ذلك؟ لماذا دافعت عني؟ -جيهوب:أعتقد أنني أخبرتكِ السبب بالفعل...ذاك القزم لن يلمسكِ ما دمت حيا -إيومي:قزم! -جيهوب:سأخبرك سرا...جيمين يكره أن تتم مناداته بالقزم لأنه قصير القامة -إيومي:هل حقا كنت جادا فيما قلته؟
كان جيمين مارا من أعلى أي أنه يتجول في أروقة الطابق العلوي للثانوية -جيهوب:نعم أنا جاد مليارا بالمئة...أنا واقع بحبك إيومي
شعرت بالخجل وأنزلت رأسها -جيهوب:أنا أريدكِ أن تكوني حبيبتي
رفعت رأسها ونظرت نحوه -إيومي:حبيبة! ولكن...أنا أحب شخصا آخر بالفعل -جيهوب:أتفهم ذلك...ولكن حبيبك القديم قد تركك بالفعل ولن يعود -إيومي:لست أعلم -جيهوب:سأمنحكِ الوقت لتفكري...إن كنتِ تريدين أن تنتظريه فلتفعلي...وإن كنتِ تريدين بدء حياة جديدة معي فسيكون رائعا...وإن كنتِ تريدين رفضي أيضا فلا بأس -إيومي:نعم...ربما أحتاج وقتا -جيهوب:سأنتظر جوابك
كان جيمين يستمع لكل شيء من الأعلى ولم يكن مسرورا...شيء ما في داخله أشعره بالإحباط الشديد
عندما عادت إيومي للمنزل كلمت صديقتيها على الفيس بوك فدار بينهن الحوار التالي: -إيومي:يا فتيات احزرن ماذا؟ -وفاء:ماذا؟ -إيومي:هناك شاب كوري لطيف طلب مواعدتي -سمر:مذهل! هل وافقتِ؟ -إيومي:مممممم لا ولكن لقد أعطاني وقتا لأفكر -وفاء:لِمَ التفكير؟ أنتِ قلتِ أنه لطيف إذًا تواعدا -إيومي:لست أعلم...إنه صديقي...لا أريد خسارة صداقته -سمر:الحب أيضا شيء جميل دعك من تفاهات الصداقة -وفاء:ماذا عن سامر؟ -إيومي:لا أعلم...لقد انفصلنا وانتهى الأمر -سمر:إذًا ماذا ستقررين بشأن صديقك؟ -إيومي:إنه يعجبني ولكن ليس مثل سامر لذا سأؤجل الأمر لبعض الوقت
في اليوم السادس والعشرين تطوعت إيومي مجددا لتنظيف الصف لتحصل على نقود إضافية...بعد أن انتهت من دوامها أحضرت أدوات التنظيف وبدأت العمل من جمع نفايات إلى مسح الأرضية إلى تنظيف الزجاج وأخيرا مسح الغبار
بعد أن كادت تنتهي تقريبا جاء جيمين ودخل الصف الذي كانت تنظفه وهو يشرب كوبا من القهوة -جيمين:واو كل شيء يلمع! جميل! -إيومي(بتجهم) :أووووف لا أصدق! -جيمين:بيب بطاقة صفراء -إيومي:ليس لدي وقت أضيعه معك...سأغادر
أخذ كأس القهوة الذي بيده وضربه بالنافذة فاتسخت -إيومي(بصراخ) :ما الذي فعلته؟! لقد نظفتها للتو -جيمين:ههههههههه هيا نظفي
أخذت المنشفة تنظف زجاج النوافذ مجددا بينما جيمين يراقبها وهو مستمتع...وبعد أن انتهت أخذ سلة النفايات كلها وأفرغها في جميع أنحاء الصف -إيومي(بحدة) :أوووووف...جديا؟ -جيمين:هيا اجمعيها
لم تقل شيئا بل جمعت النفايات فحسب...حين انتهت من جمعها بصعوبة قام بضرب سلة القمامة برجله مجددا وتطايرت النفايات في كل مكان -إيومي(بحدة) :ما مشكلتك؟ -جيمين:بيب بطاقة حمراء...أخبرتك أن لا تردي علي مهما حصل -إيومي(بحدة) :تبا لك...تبا لك...لقد سئمت من كل شيء...دعني وشأني ولو لمرة -جيمين:ستدفعين ثمن ذلك
خرج من الصف لدقائق فظنت أنها تخلصت منه ولكنه عاد ومعه سلة مهملات للصف المجاور وقام بإفراغها هناك...بعدها خرج مجددا وأحضر كل السلال الموجودة في باقي الصفوف وأفرغها وأصبح الصف وكأنه ساحة للقمامة
انهارت إيومي وسقطت أرضا وبدأت بالبكاء بصوت عالٍ وسط كل تلك المهملات -إيومي(ببكاء) :لماذا تفعل بي ذلك؟ لماذا؟ هل أستحق كل وقتك الذي تضيعه علي وكل تعبك؟ هل أنا بتلك الأهمية لتبذل جهدك لملاحقتي؟ لماذا؟ -جيمين:لا أعلم...أنا أيضا أود معرفة الإجابة -إيومي(ببكاء) :مجنون...مختل...معتوه -جيمين:صحيح...أنا كل ذلك -إيومي(ببكاء) :أنا أكرهك
نهضت لتجمع كل تلك النفايات المتراكمة حولها...أما جيمين فوقف لبعض الوقت يفكر حينما أخبرته بأنها تكرهه...هذه الكلمة لم تعجبه لسبب يجهله بعدها غادر وتركها مباشرة
في اليوم الثامن والعشرين اقترب الشهر من أن ينتهي...لكن رغم ذلك لم تكن إيومي خائفة لأنها تفضل الموت على أن تبقى في تلك الثانوية أكثر
كانت جالسة في ساحة الثانوية تستمع لجي دراغون بكل سعادة وعلامة البراءة على وجهها...كان جيمين يتجول بالمكان وفجأة رآها جالسة هناك فبقي يحدق بها بطريقة غريبة وازداد خفقان قلبه -جيمين(يفكر) :يا إلهي! لماذا يحصل هذا معي؟
واصل التحديق بها لفترة دون أن تلاحظه...بعدها رأى جيهوب قادما إليها من بعيد ثم جلس بجانبها...انتابه الغضب تجاه ما يجري وأحس بالتهديد بالرغم أنه لا يفهم لماذا يحس بذلك -جيهوب:مرحبا -إيومي:جييييهوووووب -جيهوب:معي شكلاطة -إيومي:مممممم أعشق الشكلاطة...شكرا -جيهوب:هل أزعجك جيمين اليوم؟ -إيومي:احم احم...لا هو لم يظهر بعد ولكنني أتوقع ظهوره بمقلب جديد في أي لحظة -جيهوب:جيد جدا...لقد جئت في الوقت المناسب لأحميك إذًا -إيومي:ولكن قلت لك أن لا تتدخل -جيهوب:آسف إيومي...لا أستطيع فعندما يؤذونك وكأنهم يؤذونني أنا -إيومي:ألست خائفا منهم؟ -جيهوب:طبعا لا...أنا خائف عليكِ أنتِ...أحبك كثيرا
أمسك بيدها برومنسية شديدة فأخجلها -جيهوب:سأكون الفارس الذي يحميك...أعدكِ بذلك ولن أسمح لهم بالتمادي أكثر
نظر كل منهما في عيني الآخر وصار يقترب منها شيئا فشيئا ليقبلها...كان جيمين يراقب من الأعلى ولم يحتمل ذلك المنظر ولكنه أبقى نفسه خارج الموضوع
اقترب جيهوب منها شيئا فشيئا ليقبلها فوضعت يدها على فمه بسرعة وصرخت -إيومي(بصراخ) :جيهووووب...قبلة جي دراغون -جيهوب:م م ماذا!؟ -إيومي:أنا لم أغسل وجهي منذ زمن حتى لا تُمحى آثار القبلة لذا من فضلك تفهمني
ابتعد عنها شيئا فشيئا وهو في قمة الإحباط -جيهوب:آسف -إيومي:لا تعتذر أرجوك
صرخ عليهما جيمين من الأعلى -جيمين:هاي يا منحرفين...أنسيتما أنكما داخل ثانوية؟ سأخبر الجميع بفضيحتكما -إيومي:أوووف لا أصدق! هذا ما كان ينقصنا
في نهاية اليوم وبعد انتهاء الدوام تجهز الكل من أجل العودة إلى منازلهم...ذهبت إيومي لخزانتها ووضعت كتبها هناك ثم تحضرت للعودة ولكن جيمين قاطع يومها الجميل ذاك -إيومي:أفزعتني -جيمين:هل ظننتِ أن اليوم سيمر بدون أن أتنمر عليك؟ -إيومي:لا طبعا...كنت أتوقع مجيئك...وحتى ولو...لقد اعتدت على مقالبك ولن أنزعج منها أيا كانت -جيمين:حقا؟! ولكنني متأكد من أنكِ ستغضبين كثيرا -إيومي:فعلا! أتحفني يا ذكي
قام بإمساكها من ذراعيها ودفعها للحائط واقترب من وجهها بحيث تكاد شفاههما تتلامسان -جيمين:أنا سأمسح قبلة جي دراغون للأبد -إيومي(بصدمة) :أحذرك...إن فعلتها فأقسم أنك ستندم طوال حياتك -جيمين(بسخرية) :ههههههه أضحكتني...هل هذا حقا تهديد؟! -إيومي(بحدة) :نعم تهديد...لا تفعل -جيمين:سنرى ماذا ستفعلين؟
اقترب منها وقبلها بكل رومنسية وعاطفة لبضع لحظات ثم ابتعد عنها وابتسم -إيومي(بصراخ) :آااااااا ستندم
رفعت ذراعها وضربته بقوة في بطنه بواسطة مرفقها فسقط أرضا وصرخ بأعلى صوته -إيومي(بغضب) :حقير...كيف جرأت على فعل ذلك؟ كيف تلعب مع عشقي لجي دراغون؟ هل ترى الأمر لعبة أطفال؟ تكلم هيااا -جيمين(بألم) :آاااي ستدفعين الثمن...انتظري حتى يزول الألم -إيومي(بغضب) :اخرس...تستحق أن أضربك حتى تتقيأ عشاء الأسبوع الماضي لكنني رحمتك قليلا...مختل
بعدها حملت حقيبتها وعادت للمنزل بكل فخر وسعادة
حل اليوم الثلاثون والأخير...ذاك هو اليوم الذي يليه نهاية إيومي كما قال جيمين...آخر يوم يتم تنفيذ مقلب عليها وبعده مباشرة ستموت...كانت خائفة وتعلم أنها في ورطة كبيرة لكنها تظاهرت بالطبيعية
تجهزت في الصباح وذهبت للثانوية...وضعت أغاني جي دراغون في أذنيها حتى لا تستمع لثرثرة الآخرين...ورغم أن عيون الكل عليها لكنها لم تعرهم اهتماما...دخلت صفها ودرست بجهد كما لم تفعل من قبل...حتى الأستاذة بقيت مستغربة منها حينما رفعت يدها أكثر من مرة وظنت أنها جنت
في فترة الغداء ذهبت للكافيتيريا وتناولت طعامها وهي مبتسمة والكل متعجبون منها...كيف لها أن تكون بهذا البرود وهي ستموت؟!
ذهبت لخزانتها لتحضر شيئا تقرؤه فحصلت كارثة...وجدت دفترها المفضل الذي عليه صور جي دراغون ممزقا ومطليا بالكاتشاب وفي حالة مزرية -إيومي(بصدمة) :ص ص صوري وذكرياتي مع جي دراغون...كلها ضاعت هباءً...من فعل ذلك؟ -جيمين:هههههه إنه أنا...هل أعجبك المقلب؟
غضبت إيومي من جيمين كثيرا لدرجة أنها نعتته بالقزم فأدركت متأخرة أن كارثة ما سوف تحصل -جيمين(ببرود) :ما الذي وصفتني به للتو؟ -إيومي(بتوتر) :آه لا شيء -جيمين(ببرود) :لا بأس كرريها هيا -إيومي(بتوتر) :ولماذا تريدني أن أكررها؟ -جيمين(ببرود) :هل تعلمين ماذا يحصل لمن يقول لي هذه الكلمة؟ -إيومي(بتوتر) :م م ماذا؟ -جيمين(ببرود) :يموت
سار نحوها بتأنٍ فشعرت بالخوف وركضت بعيدا محاولة أن تختبئ في مكان ما...كانت كل الأماكن متوقعة بالنسبة له لذلك لم تجد مكان تختبئ فيه سوى غرفة المسبح
بقيت هناك لفترة طويلة وهي ترتجف خائفة من أن يعثر عليها في أي لحظة...أصبحت ترى نهايتها أمامها -إيومي(بخوف:ما أغباني! لساني دائما يسبب لي المتاعب...لماذا قلت له ذلك؟ إنها مجرد صور وسأحصل على غيرها
فجأة سمعت صوت باب القاعة يفتح فالتفتت بسرعة لتجد أن جيمين عثر عليها -جيمين:أهذا مكان تختبئين فيه؟ يالك من ساذجة! -إيومي:وهل تركت لي مكانا لأختبئ فيه؟
اقترب منها شيئا فشيئا مما زادها رعبا...كانت على وجهه علامات الغضب الشديد وواضح أنه لن يرحمها أبدا...حاولت الهروب منه إلى أن وصلت إلى نقطة مغلقة عند المسبح فوصل إليها وعندما حاولت مقاومته انزلق ووقع في الماء -جيمين(بصراخ) :النجدة...أنقذوووني أنا لا أجيد السباحة
صار يتخبط في الماء ويصرخ فعرفت أنه في خطر ولكنها لم تكن تعلم ما تفعل فهي أيضا لا تجيد السباحة -إيومي(بصراخ) :النجدة! ساعدوا جيمين...إنه يغرق
كان الملعب فارغا لذلك لم يسمع نداءهما أحد...شعرت إيومي برعب شديد وهي تشاهد شخصا يموت أمام عينيها لذلك قررت فعل شيء ما بنفسها...مدت يدها بأقصى ما تستطيع نحوه رغم أنه كان بعيدا جدا عنها -إيومي:تشبث بيدي
حاول مرارا وتكرارا الإمساك بيدها ولكنها بعيدة جدا لذا لم تنجح الخطة -إيومي:علي مناداة شخص ما
ركضت خارج قاعة السباحة ونادت بصوت عالٍ لعل أحدا يسمعها ولكن للأسف لا أحد هناك فكلهم يتناولون غداءهم هذا الوقت لذا عادت نحو المسبح -إيومي(بخوف) :ماذا أفعل؟ إن تأخرت في إنقاذه أكثر فسيموت
ركضت نحو الخزانة التي بها أدوات النجاة لكنها مغلقة...بعدها قامت بنزع سترتها ومزقتها لجزئين وربطتهما بحيث يصبحان حبلا طويلا ثم رمتهما له...في البداية أمسك به ولكن لشدة ذعره شده بقوة فأفلت منها وضاع في الماء
أصبح الوضع مخيفا...مع كل دقيقة تضيع فإن حالة جيمين تسوء أكثر...لم يعد لدى إيومي حل سوى أن تنزل في الماء...ولأنها لا تجيد السباحة فقد قامت بالإمساك بيدها بجانب المسبح أما يدها الأخرى فمدتها على قدر ما يمكن للوصول إلى جيمين -إيومي(بصراخ) :هيا...تمسك بيدي
وسط صراخه وهلعه استطاع بصعوبة فهم ما تقوله ومد لها يده وفي نفس اللحظة أغمي عليه إلا أنها استطاعت إمساكه وشده خارج المسبح...ثم بعدها صفعته على وجهه عدة مرات متوالية لكي يستيقظ -إيومي(بقلق) :جيمين...جيمين...رد علي...جيمين...أرجوك لا تمت
حين لم يرد عليها ركضت نحو حقيبتها الملقاة على الأرض واتصلت بجيهوب وأخبرته أن يأتي بأحد لإسعاف جيمين وكانت منهارة الأعصاب لأنها ظنت أنه مات بالفعل
بعد دقائق جاءت الممرضة وأسعفته فعاد لوعيه وتم نقله للمشفى...أما إيومي فبقيت مصدومة من تلك الحادثة
في المساء عادت لمنزلها مبللة فرأتها أمها قبل أن تدخل غرفتها -الأم:ما هذا؟ تبللتِ مجددا! ألا يمكن لثانويتكِ الغبية حتى أن تعطيكِ ما تلبسينه حتى لا تمرضي؟ -إيومي:أمي أنا بخير -الأم:ربما علي مكالمة المديرة بشأن هذا الأمر -إيومي:لا تفعلي...إنه خطئي...أنا التي لا أحذر في هذه الأمور -الأم:ولماذا هذه النظرة على وجهك؟ ما الأمر؟ هل تنمر أحدهم عليك؟ -إيومي:لا لا...أنا بخير...أحتاج لأرتاح في غرفتي فحسب -الأم:حسنا اذهبي وغيري ملابسك وارتاحي...سأحضر شيئا ساخنا لتشربيه
دخلت غرفتها وغيرت ملابسها ثم ألقت بنفسها على السرير تتذكر منظر جيمين وهو يصرخ...إنه أمر مرعب ولا يُحسد عليه لكن قاطع حبل أفكارها صوت جيهوب وهو يتصل بها على الهاتف -إيومي:ألو -جيهوب:أنتِ بخير؟ -إيومي:لا أعلم...لا أعلم يا جيهوب...مازلت مرتعبة للآن -جيهوب:على الأرجح أن جيمين سيخبرهم أنكِ حاولتِ إغراقه وسيتم طردك -إيومي:أعلم...إن قلبه لا يعرف الرحمة...أيا يكن فقد فعل معروفا لي فأنا منذ البداية لم أحب تلك الثانوية -جيهوب:فعلا؟ -إيومي:على من أكذب...لقد اعتدت عليها فعلا وربما سأحزن قليلا إن فارقتها -جيهوب:لا بأس...لنغير الثانوية ونعش بسلام...ما رأيك؟ -إيومي:هههههه لا بأس سنعتاد لاحقا
في الغد حان يوم النهاية...ذهبت إيومي للثانوية وجلست في صفها وهي تعلم أن الكارثة ستحدث ذاك اليوم -سوني:لا أصدق أنكِ أتيتِ للموت برجليك...أنتِ غريبة -تشانيول:اليوم سينتهي أمرك يا إيومي -سانا:غبية...فعلا غبية -جيهوب:لا تهتمي لثرثرتهم -إيومي:لقد اعتدت...لا بأس
بعد انتهاء الدوام ذهبت للكافيتيريا وأخذت طبقها ثم جلست في طاولتها...كانت متأكدة أن خبر فصلها قد يأتي أو أن جيمين سيقضي عليها في أي لحظة ولكنها بقيت هادئة تتناول طعامها وتمضغه بهدوء وهي تستمع لأغاني جي دراغون لكي تلهيها عن ثرثرة الجميع
دخل جيمين القاعة وبقي الكل يحدقون فيه منتظرين نهاية إيومي وعلى وجوههم ابتسامة النصر لكنه أخذ طعامه وتجاوزها مباشرة وكأنها غير موجودة هناك...كان الجميع متفاجئين حتى أن إيومي نفسها انصدمت مما يجري...أهذا جيمين حقا؟! كيف تغير فجأة وأصبح غير مبالٍ!؟ هل للأمر علاقة بما حصل البارحة في المسبح!؟!
بعدها واصلت تناول طعامها محاولة أن تفهم ما يجري
في المساء توجهت للحمام وأثناء ذلك التقت بجيمين في طريقها...لم يعرها أي اهتمام بل تجاهلها وكأنها خفية وذهب نحو صفه...بدأت تشعر بالغرابة مما يحدث وظنت أنه تعرض لصدمة وفقد ذاكرته أو أنه ليس جيمين أصلا بل هو شبحه الذي سكن الثانوية...أثناء تفكيرها المتواصل قاطعها جيهوب بنغزة على رأسها -إيومي:جيهوووب أخفتني -جيهوب:بماذا كنتِ تفكرين؟ -إيومي:آه لا شيء...شردت قليلا فحسب -جيهوب:أنا مشغول الآن فهو دوري في تنظيف الصف وكسب المال...فقط أردت إخبارك أنني سمعت بأن جي دراغون سيقيم حفلة في سيؤول -إيومي(بحماس) :حقا! هل الخبر مؤكد؟ -جيهوب:ليس مؤكدا...لكني سأتأكد منه وأعدك أن أحجز لنا أول تذكرتين -إيومي(بحماس) :أووووه لو فقط تمكنت من الالتقاء بجي دراغون واستعادة مكان القبلة حينها لن أطلب شيئا آخر -جيهوب:استعادة! هل قبلتِ شخصا ما؟ -إيومي(بتوتر) :هل قلت استعادة؟! آه لم أقصد ذلك بالمعنى الحرفي...قصدت...المهم لسنا بحاجة للتحدث في هذه الأمور -جيهوب:آه فهمت
تذكرت ذاك المشهد الذي كان فيه جيمين يتجاهلها لذا شعرت بحزن شديد وتغيرت ملامح وجهها...لاحظ جيهوب حزنها وأراد ان يخفف عنها -جيهوب:المهم...تذكري أننا سنقابل جي دراغون -إيومي(بابتسامة) :نعم سنفعل -جيهوب:سأذهب الآن...فايتينغ إيومي -إيومي:شكرا جيهوب
عادت للمنزل تحاول الدراسة لامتحانات نصف السنة التي وصلت بسرعة إلى أن نادت عليها أمها -الأم:إيومي...انزلي للسوق واشتري لنا البروكولي -إيومي:أنا أدرس...أرسلي شينهو -الأم:لا لم تحزري...أخوك صغير ولا يفهم شيئا...هيا اذهبي -إيومي:حسنا...لكن إن رسبت هذا العام فلا تلومي سوى نفسك -الأم:كفى دراما...أنتِ منذ البداية لم تدرسي...هيا أسرعي كي أعد العشاء
خرجت إيومي متكاسلة من غرفتها وذهبت للسوق بخطوات بطيئة...عندما دخلت مباشرة كانت إعلانات الكيبوب في كل مكان وكان هناك تخفيضات على بعض الألبومات...تقدمت ببطء وحملت أحد الألبومات ونظرت إليه ثم بعدها أعادته لمكانه -إيومي:لا توجد فرقة تظاهي بيغ بانغ ولا مغنٍ يظاهي جي دراغون لذا لا تتعبوا أنفسكم
ذهبت لركن الخضروات واشترت البروكولي ثم عادت للمنزل...وأثناء الطريق مرت بشاب غريب الأطوار يضع قبعة ويطأطئ رأسه فباغتها وسرق المحفظة منها وهرب -إيومي(بصراخ) :إنه لص...ساعدوني النجدة
لم يعر أي أحد الاهتمام لها بل واصلوا سيرهم كأن لا شيء حصل -إيومي:أوووف...إن أردت فعل شيء فافعله بنفسك
لحقت باللص بنفسها وركضت بسرعة وبرشاقة فقد كانت معروفة بأنها من الأوائل في صف الرياضة...كادت تلحق به إلى أن توقف فجأة في وسط مكان فارغ والتفت لها فجأة -إيومي(بحدة) :أعطني نقودي...من سمح لك بأخذها؟
لم يرد عليها
-إيومي(بحدة) :هل أنت أصم؟ أعد إلي نقودي هيا
قام برمي محفظة النقود لها على الأرض بكل بساطة -إيومي:ما هذا؟! هل سرقت نقودي لكي تردها هكذا بكل بساطة!؟
وضع يده في فمه وصفر بصوت عالٍ ليخرج مجموعة من الشباب ويحاصروها -إيومي(بتوتر) :من أنتم؟ -الشاب1:ههههههههه ولماذا تريدين أن تعرفي؟ -إيومي(بتوتر) :من حقي ذلك...بما أنكم تقفون في طريقي -الشاب2:نحن أسوأ كوابيسك هههههه
شعرت بالخوف الشديد وارتجفت...هذه ثاني مرة تواجه عصابة متحرشين...لم يكن لديها حل...يا إما أن تصرخ أو تتحايل عليهم لتهرب وبالطبع كلا الحلين قد لا ينجح
اقترب أحد الشباب منها ببطء ولكنها تراجعت للوراء -إيومي(بحدة) :ابتعد عني...إياك ولمسي -الشاب3:لا تخافي لن نؤذيك...سنتسلى معك فحسب هههههههه
شعرت أن عليها فعل شيء قبل أن يضطروا للتعامل معها بعنف لذا فكرت في خطة مثالية للهروب -إيومي:مهلا! سأذهب معكم ولكن لدي شرط...أريد الشاب الذي يضع قبعة فهو يعجبني وسأفعل أي شيء لأجله -الشاب1:أنا!؟ هكذا بكل بساطة؟ -إيومي:نعم أنت تعجبني مذ رأيتك أول مرة لذا هلَّا أخذتني معك؟ -الشاب4:لا لا لا لقد اتفقنا أن نتقاسمها لذا لن أسمح بذلك -الشاب:هذا ليس قرارك...لقد اختارتني أنا -الشاب2:تبا لك...أنا أيضا أريد حصتي -الشاب3:مجانين...ماذا عني؟ -الشاب1:اخرسوا...مغفلون -الشاب3:من تدعو بالمغفلين؟ تعال هنا يا حقير سأبرحك ضربا
صاروا يتضاربون فاستغلت إيومي هذه الفرصة لتهرب بسلام من تلك الورطة وعادت للمنزل مسرعة وهي تتنفس بعمق...وضعت البروكلي في المطبخ وعادت بسرعة لغرفتها -إيومي:أووووه كدت أموت من الخوف...لن أكرر ما حصل اليوم مرة ثانية
بدأت الامتحانات واجتازتها إيومي بتقدير مقبول ولكنه يظل أفضل من رسوبها...ولأنها عطلة الصيف التي تقسم السنة الدراسية نصفين فقد استغلتها للخروج مع جيهوب والتعرف على كوريا أكثر -جيهوب:إذًا فقد نجوتِ بأعجوبة -إيومي:نعم...الحمد لله...لن أخرج وحدي مجددا -جيهوب:لم أكن أعلم أن هناك شبابا سيئين في مدينتنا -إيومي:بل هناك...على الإنسان أن يكون حذرا جدا -جيهوب:لماذا لا تتعلمين الكاراتيه؟ حينها لن يقف أحد في طريقك -إيومي:كاراتيه؟! لم يخطر على بالي شيئا كهذا...ولكنها فكرة جيدة -جيهوب:جيد...هناك الكثير من المدارس لتعليم الكاراتيه في كوريا لذا لا تقلقي -إيومي:المشكلة أن والداي لن يسمحا لي فهما يريدانني أن أدرس جيدا من أجل ضمان الجامعة -جيهوب:هههههه لا أصدق! ورغم كل شيء لم يفقدا الأمل منك؟ -إيومي:لقد فقداه ولكن لا يريدان الاعتراف فحسب -جيهوب:لأنهما يؤمنان بقدراتك -إيومي:أي قدرات!؟ لا تمزح معي...لا أجيد حتى غسل ملابسي بنفسي -جيهوب:بالتأكيد لديكِ قدرات خفية ولكنها تنتظر وقتها لتظهر -إيومي:كفى...نحن لسنا في رسوم متحركة...إنه الواقع -جيهوب:أنا جاد...حقا لديكِ شيء ما تبرعين فيه -إيومي:مثل ماذا؟! -جيهوب:لا أعلم...ولكن ماذا لو ذهبنا عند عرافة وستخبرك؟ -إيومي:عرافة! ماذا تفعل؟ -جيهوب:تستطيع رؤية قدرك من خلال يديك -إيومي:يا لطيف! عند العرب ندعوها بالمشعوذة...لا أريد الذهاب فليس هناك من يعلم الغيب -جيهوب:جربي فحسب -إيومي:لا بأس بالتجربة ولكن لن أصدق ما تقوله على كل حال -جيهوب:هيا بنا سآخذك إليها
ذهب كل منهما إلى أحد المتاجر الغريبة...كان المتجر كله باللون الأسود وعليه صور أفاعٍ ونجوم ومعلق به أغراض غريبة...مشيا حتى وصلا إلى امرأة غريبة الأطوار بملابس سوداء تجلس في آخر الممر مغمضة عينيها -العرافة:اجلسا
جلسا فمدت يدها لتمسك بيد إيومي ونظرت إليها -العرافة:يا إلهي ما هذا!؟ حظك في الحب معقد جدا...هناك 3 رجال -جيهوب:ثلاثة؟! -إيومي:عفوا ولكن أريد معرفة قدراتي الخفية وليس... -العرافة:لا تقاطعيني...سأخبركِ بكل شيء -إيومي:حسنا -العرافة:واااااو! هناك أيضا مستقبل باهر و نقود وكثير من الرحلات -إيومي:حقا سأصبح غنية؟ -العرافة:يال الهول! رجل سيء واحد سيدمر كل شيء -إيومي:من هذا الحقير من؟ -العرافة:شخص يوقع بك ويأخذ كل شيء...للأبد -إيومي:وهل تعرفين من هو؟ أقصد أهو من الأقارب أم الأصدقاء أم غريب تماما؟ -العرافة:ليس واضحا...لكن انتبهي لنفسك جيدا -جيهوب:وماذا عن قدراتها الخفية؟ -العرافة:أستطيع أن أرى الكثير من القدرات لكنكِ لا تسعين لتنميتها -إيومي:مثل ماذا؟ -العرافة:لست متأكدة -إيومي:هذا فقط! أعتقد أننا ضيعنا وقتنا -العرافة:5 دولارات -إيومي:أووه ليس معي المال...هلاَّ دفعت يا جيهوب؟ -جيهوب:طبعا طبعا
خرجا وهما يفكران في ما قالته العرافة -إيومي:لم أستفد شيئا منها -جيهوب:ولكنها أخبرتكِ بأمور أخرى تفيدك -إيومي:لا أعتقد...فأي أحد كان ليعرف أن كلامها كله خطأ -جيهوب:هل هناك 3 رجال حقا في حياتك؟ -إيومي:إنها تخرف...لا أعرف أحدا الآن -جيهوب:أنا الرجل الأول وحبيبك السابق الرجل الثاني ولكن من الثالث...؟! -إيومي:جي دراغون بالطبع...وهل يحتاج الأمر للتفكير؟ -جيهوب:صحيح...إنهم ثلاثة بالفعل كما أخبرتنا -إيومي:صحيح...ولكن كذب المنجمون ولو صدقوا...بالتأكيد هي مجرد صدفة -جيهوب:ماذا عن حصولك على الشهرة والمال؟ أعتقد أنها مدركة لما تقول -إيومي:لو حصلت على الشهرة أعدك يا جيهوب أنني سأشتري لك دراجة نارية لكن لا أشك أن هذا سيحصل -جيهوب:حسنا لنرى ذلك...والآن لنذهب ونشاهد أشجار الكرز فهي تتفتح في هذا الوقت -إيومي:واااو! لطالما أردت رؤيتها...لنذهب هيا
في النهاية قضى كل من جيهوب وإيومي يوما ممتعا وعادا لمنزلهما
مرت عطلة الصيف بلمح البصر وعاد الطلاب للدراسة -الأستاذة:اليوم سأوزع لكم أوراق الامتحان التجريبي الذي قمنا به قبل أيام في مادة الرياضيات...سأنادى عليكم بالترتيب
نادت على أسماء الطلبة إلى أن وصلت إلى إيومي -الأستاذة:بارك إيومي...علامتك 76 من 100
تعجب الطلاب وثرثروا مع بعضهم البعض حتى إيومي لم تصدق أن هذه علامتها -إيومي:عفوا أستاذتي ولكن هل أنتِ متأكدة من أن هذه علامتي أنا؟! -الأستاذة:طبعا -إيومي:آه حسنا
أخذت ورقتها وحسبت النقاط فأدركت أنها بالفعل علامتها وجهدها...لم تصدق أن هذا حصل ولكنها سعيدة...نادى عليها جيهوب من الخلف فاستدارت -جيهوب:إيومي أحسنتِ...أنا فخور بك -إيومي:شكرا...أعتقد أن الفضل يعود لك -تشانيول:أعتقد أنكِ غششتِ يا كسولة...هيا اعترفي -إيومي:لا يهمني ما تقولون فعلى كل حال لقد حصلت على علامتي -جيهوب:صحيح...افتخري بنفسك عزيزتي
عادت للمنزل سعيدة جدا بعلامتها وقررت إبهاج العائلة -إيومي:أبي أمي...انظرا على ماذا حصلت في الرياضيات -الأم:ماشاء الله! كم أنا سعيدة -الأب:لا بد من أنكِ غششتِ -الأم:ما هذا الكلام؟! ابنتنا مؤدبة وأصلا لو كانت تريد الغش لغشت من قبل وليس هذه المرة فقط -الأب:هذا جيد...نحن نعتمد عليك في الامتحانات الأصلية -إيومي:أعدكم أنني سأبذل جهدي
عاد شيومين من الجامعة وعندما وجد العائلة مجتمعين وسعداء استغرب الأمر -شيومين:ما الأمر؟ -الأم:أختك حصلت على 70 في امتحان الرياضيات التجريبي -شيومين:غشت -إيومي(بتذمر) :لماذا أنتم محبطون مني هكذا؟! يمكنني الحصول على أكثر من ذلك -شيومين:لا أعتقد...ولكن على كل حال مبروك...لا تفرحي كثيرا لأنه مجرد امتحان تجريبي والامتحانات الفعلية عادة تكون أصعب -إيومي(بتجهم) :تبا لك يا محبط الآمال
تحمست إيومي كثيرا للدراسة وأصبحت تحب أن تبذل جهدها...وكانت تذهب للمكتبة في بعض الأحيان بمفردها لتقرأ المزيد من الكتب وتنمي علمها
في أحد الأيام دخلت لمكتبة الثانوية لتدرس وجلست بإحدى الطاولات ولكنها لم تنتبه أن جيمين كان مقابلا لها...وضعت كتبها وكراريسها على الطاولة ثم فجأة حين رفعت رأسها رأته...كان منهمكا بقراءة كتاب ولم يلاحظ وجودها فتظاهرت أنها لم تره هي أيضا...حاولت التركيز في دراستها ولكنها متوترة جدا كل ما تذكرت أن جيمين الشخص الذي أزعجها لفترة موجود الآن أمامها مباشرة
وقفت لكي تفتش عن كتاب تقرؤه بين الأرفف ولكنها اصطدمت بشاب يحمل الكثير من الكتب فأوقع كل شيء أرضا فنظر الكل ناحيتهما -أمين المكتبة:رجاءً هدوء في المكتبة -الشاب:خرقاء...انظري أمامك -إيومي:آسفة آسفة...سأساعدك في جمعها -الشاب:لا علاقة لك...ابتعدي فحسب
أخذ كتبه وذهب بينما بقيت عيون الجميع على إيومي...حتى جيمين نظر إليها ثم عاد لقراءة كتابه كأن لا شيء حصل...شعرت الأخرى بعدم الارتياح فعادت لمنزلها ودرست هناك
عدل سابقا من قبل بثينة علي في الأربعاء يناير 10, 2024 11:02 pm عدل 2 مرات
بثينة علي يعجبه هذا الموضوع
بثينة علي Admin
المساهمات : 1305 تاريخ التسجيل : 27/05/2021 العمر : 27
جلست إيومي تدرس في منزلها لبعض الوقت ولكنها توقفت ما إن تذكرت برود جيمين وعدم اكتراثه لها لي المكتبة...حينها قررت فتح الفيسبوك والترفيه عن نفسها قليلا...عندما فتحته وجدت رسالة قديمة من سامر -إيومي:سامر! ولكن ألم يقم بحظري؟ ترى ماذا يريد؟
مكتوب في الرسالة "سلام كيف حالك؟" وقد تم إرسالها قبل 22 يوما تقريبا...شعرت بالتردد ولكن لا مانع في أن ترد عليه وتعرف ما يريده...فدار بينهما الحوار التالي: -إيومي:وعليكم السلام...أنا بخير -سامر:وأخيرا تردين؟! أين كنتِ طوال هذه الفترة؟ -إيومي:عندي أشياء أهم هذه الأيام -سامر:آه فهمت...آسف لإزعاجك -إيومي:لا مشكلة...هل تحتاج شيئا؟ -سامر:الحقيقة...هل يمكننا أن نبقى أصدقاء؟ -إيومي:سؤال جيد...لا -سامر:لا! لماذا؟ هل حصل شيء بيننا دون أن أعرف؟ -إيومي:لا شيء ولكن ماذا سأستفيده من صداقتك؟ -سامر:أعلم أنكِ لن تستفيدي شيئا ولكن جميل أن نتحدث من وقت لآخر -إيومي:ههههههه قمت بحظري والآن عدت تطلب صداقتي؟ أنا لست دمية ترميها وتعود إليها وقتما تشاء -سامر:أعتقد أنكِ فهمتِ الأمر بشكل خاطئ...قمت بحظرك حتى لا أرى يومياتك وتعود لي مشاعر الحب لكن لم أقصد بها شيئا -إيومي:شكرا على التوضيح ولكن إليك حظرا أيضا لعلك تتعلم كيف تحترم مشاعر الآخرين
قامت بحظره وعلى وجهها ابتسامة النصر بعد أن شفت غليلها منه
بعد أيام قامت الثانوية بتعليق إعلان لمسرحية لمن يريد المشاركة...وكانت ستشارك بها في أحد المهرجانات وتمثل نفسها...وبالصدفة رأت إيومي الإعلان عندما كانت مارة به هي وجيهوب -إيومي:وااااو! لطالما حلمت أن أمثل -جيهوب:ظننت أن حلمك هو الزواج من جي دراغون -إيومي:لدي أحلام كثيرة كما تعرف -جيهوب:وهل تجيدين التمثيل؟ -إيومي:أحيانا أمثل المرض على والداي ويصدقانني -جيهوب:هذا يعني أنكِ تستخدمين موهبتك لأغراض شريرة ههههه -إيومي:لا يهم...المهم أن تمثيلي سيبهر الجميع وسأصير نجمة...ماذا عنك؟ هل ستشارك؟ -جيهوب:لا أعتقد فلدي أمور أهم بالفعل...فايتينغ إيومي
عندما استدارت رأت جيمين أمامها ولكنهما تجاوزا بعضهما كالمعتاد وذهب كل منهما في طريقه وبعد مغادرتها ذهب وقرأ الإعلان الذي كانت تقرؤه
وصلت إيومي حيث تتم تسجيلات المسرحية فوجدت المكان مزدحما نوعا ما لكنها واثقة من نفسها وستحصل على الدور...سجلت اسمها في تجارب الآداء وتم إعطاؤها نص المسرحية كي تتدرب عليه لأسبوع ثم من بعدها يتم إعلان الفائزين وأدوارهم
عادت للمنزل سعيدة وبدأت بالتدرب أخيرا -إيومي:احم احم...دايونغ أنا سألتهم كبدك إن لم تطعمني اللحم...لا ليس بهذه الطريقة...علي رفع صوتي...داااايووونغ...لا لا ليس هكذا
فتح شينهو باب غرفتها ونظر إليها باستغراب -شينهو:لماذا تكلمين نفسك؟ -إيومي(بحدة) :لا دخل لك...اخرج من غرفتي -شينهو:حسنا لكن اهدئي لكي أتمكن من مشاهدة التلفاز
دخلت الأم الغرفة بعد أن سمعت شجارهما -الأم:ماذا يجري؟ هل عدتما للشجار مجددا؟
غادرت الغرفة مع شينهو فتنفست إيومي بعمق -إيومي:الحمد لله...لو اكتشفت الأمر بالتأكيد لن تسمح لي بالمشاركة في المسرحية ولكني لن أسمح بذلك
بعدها واصلت التدريب بسعادة
في الغد كانت حصة الرياضة وهناك سباق للركض فجاء دور إيومي ضد هيوري...كان كل الطلبة يهتفون باسم هيوري ما عدا جيهوب الذي شجع إيومي بقوة...عندما صفر الأستاذ بصفارته انطلقت بسرعة البرق وتجاوزت منافستها ثم وصلت لخط النهاية بفارق 8 ثوانٍ -الأستاذ:أحسنتِ إيومي...حققتِ رقما قياسي -إيومي:شكرا لك -الأستاذ:كنت أفكر لماذا لا تشاركين في المسابقات الوطنية للجري؟ -إيومي:لا أعلم...ولكن سأفكر بالموضوع -الأستاذ:حظا موفقا -جيهوب:واااو! لقد كنتِ رائعة كالمعتاد...خذي شيئا باردا لتشربيه فلعلكِ عطشى -إيومي:شكرا جيهوب...أنت دائما تنقذني في المواقف الصعبة -جيهوب:هذا ما يفعله الأصدقاء -إيومي(بجدية) :دعنا لا نكن أصدقاء بعد الآن -جيهوب(بصدمة) :لماذا؟! هل جرحتك بشيء؟ -إيومي:ههههه لا يا غبي...قصدت أن نكون حبيبين...ألم تعد تريد ذلك؟ -جيهوب(بتوتر) :آه طبعا طبعا...بالتأكيد أريد...ألست أنا من طلب ذلك؟ لماذا تأخرتِ في الرد هكذا؟ -إيومي:أحسن من أن لا أرد أبدا -جيهوب:احم احم...حسنا إذًا موعدنا اليوم على العشاء -إيومي:موافقة ههه
عادت للمنزل وعندما حل وقت العشاء جهزت نفسها وتزينت ولبست أفضل ما عندها من ملابس -إيومي:أمي...لقد دعتني صديقتي على العشاء اليوم...لن أتأخر -الأم:صديقتك! ومتى كانت لكِ صديقة هنا؟ -إيومي:أخبرتكِ عنها...إنها تيفاني التي كانت معي في نفس الصف -الأم:حسنا تذكرتها...عودي قبل الثامنة مفهوم؟ -إيومي:حسنا
خرجت من منزلها وذهبت للمطعم الذي أخبرها عنه جيهوب...كان جالسا ينتظرها وعندما رآها انبهر بجمالها...اقتربت منه فقبل يدها بكل رقة ثم ساعدها في الجلوس على الكرسي -إيومي:هههه لم أكن أعلم أنك رومنسي -جيهوب:من يرى جمالك سيصبح رومنسيا بالتأكيد -إيومي:ههههه يالك من لعوب -جيهوب:لنتناول الطعام...ماذا تريدين أن تأكلي؟ -إيومي:لست أعلم فأنا لا أعرف الطبخات الكورية...اطلب لي أنت
نادى على النادل فجاء نحوه -جيهوب:أحضر لنا طبقي لحم مشوي وطبقي سلطة -النادل:هل تريدان مشروبا؟ -جيهوب:نعم...عصير أناناس -النادل:سيجهز طعامكما فورا
بعد دقائق وصل الطعام...حاولت إيومي أن تكون لبقة بتقطيع اللحم بالشوكة والسكين ولكنها لم تفلح في ذلك -جيهوب:سأقطعه لك
ساعدها على تقسيم اللحم وكان رومنسيا ولطيفا للغاية ذاك اليوم...بعد أن انتهيا من تناول الطعام ذهبا في جولة إلى إحدى البحيرات وجلسا يشاهدان النجوم بكل رومنسية -إيومي:أووووه الجو خريفي وجميل جدا...أريد أن أبقى هنا -جيهوب:وما يزيده روعة هو وجودك بجانبي
وضع ذراعه عليها فشعرت ببعض الخجل ولكنها خلال لحظات تغلبت على خجلها ووضعت رأسها على كتفه...كان الجو عندهما رومنسيا حقا
واصلت تدريباتها إلى أن وصل يوم تجارب الآداء التي تمت إقامتها يوم الأحد لأنه عطلة...كانت الأجواء متوترة خلف الكواليس والكل ينتظر دوره -سانا:يال الهول! أنتِ أيضا شاركتِ يا إيومي...لا أصدق! -إيومي:نعم وما المشكلة؟ -سانا:المشكلة أنكِ لا تجيدين شيئا -إيومي:ماذا عنك؟ ما الذي تجيدينه غير الثرثرة؟ -سانا:الدراسة مثلا -إيومي:لا يهمني أن أعرف...اهتمي بشؤونك فحسب ودعيني أهتم بشؤوني -سانا:أصبح لسانك سليطا...ليت جيمين هنا ليعيدك لصوابك
فجأة تذكرت ما حصل لجيمين ذاك اليوم فشعرت بالحزن -سانا:خائفة صحيح؟ -إيومي:صحيح...ارتحتِ الآن؟ -سانا:طبعا ومن لا يخاف من جيمين؟ -إيومي:حتى أنتِ تخافين منه -سانا:ولماذا قد أخاف منه؟ -إيومي:لأنه خلفك ويحدق بك
قفزت سانا من الفزع ونظرت خلفها -سانا(بخوف) :أين أين؟ -إيومي:خخخخخخخ خدعتك...جبانة -سانا(بحدة) :تبا لك
جاء دور إيومي بعد فترة طويلة جدا من الانتظار...وأخيرا قامت بتجارب الآداء وستعلن النتيجة خلال ثلاث أيام
بعد ثلاث أيام بقيت إيومي مع جيهوب في قاعة الصف يتحدثان -جيهوب:النتيجة ستظهر اليوم فهل أنتِ مستعدة؟ -إيومي:في كامل الاستعداد...وأتمنى أن أفوز -جيهوب:لديكِ الكثير من المنافسين لذا عليك أن تخافي -إيومي:أعلم أوبا ولكن ماذا عساي أفعل؟ إن فزت فأنا من ستدعوك على الطعام -جيهوب:موافق ههه
في المساء تم إعلان النتائج فركضت إيومي بعد انتهائها من صفها نحو الإعلان لتقرأة وجيهوب خلفها -إيومي(بحماس) :وااااااو! لقد حصلت على الدور الرئيسي! رائع! رائع! رائع! -جيهوب:مبروك...الآن سنراكِ نجمة مشهورة -إيومي:الذي سيؤدي دور البطل هو طالب يدعى في...أعتقد أنني قابلته من قبل -جيهوب:آه صحيح...كان معي في فريق كرة السلة -إيومي:إنه شخص لطيف...لا بأس بأن أكون في مسرحية معه -جيهوب:بدأت أغار -إيومي:لِمَ الغيرة؟ إنه مجرد تمثيل...لا تقلق فلن أخونك معه في الحقيقة -جيهوب:وماذا لو وقع في حبك؟ -إيومي:قلت لك لا يهمني...أنت وأنا سنكون معا للأبد -جيهوب:هههههه لو لم نكن في الثانوية ووسط الناس لأعطيتك قبلة -إيومي(بحدة) :إياااك...ماذا تحدثنا سابقا؟ -جيهوب(بتجهم) :فهمت فهمت
حل يوم السبت...إنه يوم البدء بتدريبات المسرحية والتي هي تحت عنوان "حبيبتي الثعلبة ذات الذيول التسعة"...أخبرت إيومي أمها أنها ذاهبة للمذاكرة في الثانوية ثم انطلقت...كان طاقم التمثيل مجتمعين مع المشرفة التربوية وهي التي قامت بتنظيم هذه المسرحية وبعد أن وزعت لهم نص المسرحية كاملا جلسوا ليقرؤوه -إيومي(بتوتر) :هناك أحضان في المسرحية! -في:مرحبا إيومي...ها قد التقينا مجددا -إيومي:أهلا...تسرني رؤيتك -في:جميل أن نمثل معا صحيح؟ -إيومي:نعم...متشوقة -في:بما أننا بطلا المسرحية فسيكون كل التعب والتركيز علينا -إيومي:لا بأس
بدأ الطاقم أولا بالتدريب على الفصل الأول استعانة بالنص -إيومي:دايونغ...اشتري لي بعض اللحم وإلا سآكل كبدك -في(بخوف) :أ أ أ أرجوكي لا تفعلي...سأشتريه لكِ ولكن ليس الآن فأنا مفلس -إيومي:سآكلك إذًا آاااااه
قاطعتهما المشرفة بعد أن شاهدت ما يكفي -المشرفة:توقفا هذا يكفي...إيومي أنتِ بارعة في التمثيل حتى من أول محاولة...وأنت يا في تحتاج تدريبا أكثر...انتهينا اليوم...عودوا لمنازلكم واحفظوا النص جيدا وسنكمل الأسبوع القادم
تجهز الجميع للعودة لمنازلهم فنادى في على إيومي قبل أن تغادر -في:بارك إيومي...انتظري...سأدعوكِ لتناول القهوة -إيومي:آه آسفة لا أستطيع...علي العودة للمنزل لأذاكر دروسي -في:إن أردتِ فسأساعدكِ في المذاكرة ونشرب القهوة معا -إيومي:حسنا شكرا لك
صعد كل منهما إلى المكتبة بعد أن اشتريا القهوة ثم بدآ بالمذاكرة...كانت الدروس معقدة بعض الشيء ولكن في كان طالبا مجتهدا ولديه أسلوب مميز في الشرح لذلك ساعد إيومي كثيرا -إيومي:واااو! أنت حقا تصلح أن تكون أستاذا...على عكسي فأنا ليس لدي أي فائدة -في:لا أبدا...أنتِ موهوبة في التمثيل وإن تخصصتِ فيه فستلاقين نجاحا كبيرا -إيومي:التمثيل! أيمكنني دراسته؟ -في:طبعا -إيومي:فكرة جيدة...لقد ألهمتني لمهنة المستقبل لذا سأبذل جهدي في الدراسة
كان كلاهما مستمتعان بوقتهما ويضحكان...فجأة جاء جيهوب للمكتبة ورأى حبيبته تتحدث وتضحك مع شخص آخر...في البداية شعر بالانزعاج والغيرة ولكنه أخفى مشاعره وذهب إليهما -جيهوب:إيومي -إيومي:آه أنت هنا...لم تخبرني أنك ستأتي -جيهوب:وأنتِ أيضا لم تخبريني أنتِ ستكونين هنا -إيومي:أراد في مساعدتي على الدراسة -جيهوب:فهمت...لنعد للمنزل -إيومي:حسنا
جمعت كل كتبها في محفظتها ثم ودعت في -إيومي:شكرا لك في...لن أنسى معروفك -في:لا تبالغي فأنا لم أفعل شيئا -إيومي:لا...حقا شكرا لك...أتمنى لك أمسية طيبة...سلام
خرجت مع جيهوب وفي وسط الطريق أمسك بيدها ثم توقفا عن المشي -جيهوب:لماذا لم تطلبي مني أنا أن أدرسك؟ -إيومي:أنت بالفعل تساعدني كثيرا ولا أستطيع إزعاجك أكثر -جيهوب:ولكنكِ حبيبتي...ألا يحق لي أن أهتم بك؟ -إيومي:هههههه أنت تغار صحيح؟ -جيهوب:نعم أنا أغار...لذا المرة القادمة قبل أن تدرسي مع أي شاب تذكري ذلك -إيومي:كفى...لا تتصرف كالأطفال الصغار
أمسك بها وسحبها نحوه بحيث يكاد وجهاهما يتلامسان -جيهوب:هل تحبينني؟ -إيومي(بتوتر) :على الأقل ابتعد قليلا...لو سمحت -جيهوب:أجيبي أولا وسأبتعد عنك -إيومي(بتوتر) :حسنا حسنا سأجيبك ولكن هلاَّ ابتعدت قليلا فقط فنفسك فيه رائحة الثوم وأنا لا أحتملها
ابتعد عنها وشعر بالإحراج قليلا ثم واصل المشي دون أن يسمع الإجابة -إيومي(بصراخ) :جيهوب انتظر
في أحد الأيام في الثانوية كان الأستاذ يقدم الدرس بينما كانت إيومي تتراسل مع جيهوب عبر الأوراق
كتبت له "لنذهب لميونغ دونغ الأسبوع القادم فقد سمعت أنهم يبيعون كل المنتجات التي تخص جي دراغون"
رد جيهوب "لكن هل ستوافق والدتك؟ فميونغ دونغ بعيد جدا عن هنا"
كتبت "لا يهم...سأسكتها ببعض الكذبات"
انتبه الأستاذ لهما فصرخ بصوت عالٍ -الأستاذ(بصراخ) :أنتما...ماذا تفعلان؟ أعطياني تلك الورقة
أخذ منهما الورقة وقرأ ما فيها ثم انفجر من الغضب -الأستاذ(بحدة) :ألا يمكنكما تأجيل سوالفكما لآخر الحصة؟ ما هذا؟ -جيهوب:آسف إنه خطئي -إيومي:لا بل هو خطئي أنا -الأستاذ:لا يهم خطأ من فأنا ضبطتكما أنتما الاثنين معا...هيا لحجرة العقاب
ذهبا لحجرة العقاب حتى انتهاء الحصة الصباحية وبعد أن خرجا ذهبا لتناول الطعام -جيهوب:أتعلمين؟ لأول مرة أحسست أن غرفة العقاب جميلة -إيومي:لا تمزح...كدت أنفجر من الملل -جيهوب:أما أنا فكنت أنظر لكِ وأشعر بالسعادة -إيومي:هههه يا رومنسي يا شرير -جيهوب:ولكن أخبريني...متى سنصير حبيبين حقا؟ -إيومي:أحمق...نحن حبيبين بالفعل أليس كذلك؟ -جيهوب:أقصد متى ستقعين بحبي وتكتمل هذه العلاقة؟ -إيومي(بتوتر) :أحتاج لبعض الوقت لأضبط مشاعري لذا من فضلك اصبر علي قليلا -جيهوب:حسنا
أخذ بعض الكريما من الحلوى التي معه ووضعها على أنفها ثم انفجر من الضحك -إيومي(بتجهم) :ما هذا؟ -جيهوب:هههههه أنتِ الآن تشبهين المهرج...لا بأس أنا أمزح...تعالي سأمسحها
أخذ منديلا ورقيا وأراد مسح أنفها ولكنها تبتعد في كل مرة -جيهوب:شريرة...تعالي هنا
ضحكا بصوت مرتفع وفجأة مر بجانبهما جيمين ولكن إيومي توقفت عن الضحك فجأة...شعر جيهوب بالتعجب تجاه ما يحصل فجيمين كان عدوها اللدود ولكنه الآن يتصرف كأنه لا يعرفها...شردت لبعض الوقت إلى أن أيقظها ناغزا إياها على كتفها -جيهوب:هل أنتِ بخير؟ -إيومي(بتوتر) :آه آه...أنا؟! نعم بخير -جيهوب:ما الذي يحصل معك؟ أنتِ تتصرفين بغرابة حين ترينه -إيومي(بتوتر) :أشعر بالخوف كلما رأيته...مازلت أتذكر منظره حين كان يغرق...كاد يموت أمام عيناي ولم أستطع مساعدته
أمسك يدها ليطمئنها -جيهوب:لا بأس حبيبتي...لقد مر كل شيء...أتريدين أن أغني لكِ أغنية جي دراغون لكي تشعري بالسعادة؟ -إيومي(بتجهم) :لا تفعل...صوتك بشع -جيهوب:على الأقل ادعميني -إيومي(بتجهم) :جيهوب...أرجوك كفى
في الأسبوع الذي بعده ذهبت إيومي لتدريبات المسرحية وكان تمثيلها مؤثرا جدا ونال إعجاب الجميع بالرغم أنهم لا يطيقونها -المشرفة:نحن نعمل بشكل جيد...أحسنتم وخاصة أنتِ إيومي -إيومي:شكرا أستاذتي -المشرفة:عودوا لمنازلكم الآن ولا تنسوا مراجعة النص جيدا
جمع الكل أغراضهم للرحيل إلا إيومي فقد كانت تنتظر جيهوب ليأتي ويأخذها...وبينما تقف هناك رآها في فذهب نحوها -في:ألن تعودي؟ -إيومي:سأنتظر جيهوب -في:أنتما طول الوقت مع بعضكما -إيومي:هذا لأننا نتواعد -في:فعلا! يال المفاجأة! -إيومي:ولماذا التفاجؤ؟! أليس واضحا أننا نحب بعضنا؟ -في:الحقيقة...لا يبدو بينكما أي رابط حب...أشعر وكأنكما تتواعدان دون سبب...لا أعلم كيف أشرح لك
قاطعهما جيهوب وهو يأتي نحوهما -جيهوب:إيومي...لقد حضرت -إيومي:آه أهلا...سأذهب الآن مع السلامة في -في:مع السلامة
خرجا من الثانوية وهما يتحدثان -جيهوب:لماذا أجده دائما معك؟ هل هو معجب بك؟ -إيومي:لا أبدا...هو فقط الوحيد الذي يعاملني بلطف بين كل الطاقم -جيهوب:لماذا لا تتوقفين عن إغاضتي به؟ -إيومي:لا تتصرف كالحمقى أرجوك...إنه مجرد صديق...أنت تتوهم كل شيء -جيهوب:لا بأس...سنرى ذلك مع الوقت...لأنني أحس أنكِ ستقعين في حبه -إيومي:سأثبت لك العكس وسترى
يوم الغد كان يوم الأحد وهو يوم عطلة أيضا لذلك ذهب طاقم المسرحية للتدرب في الثانوية...لم تأتِ المشرفة بعد لذلك ظنوا أن خطأ ما قد حصل ولكن بعد وقت طويل قدمت -المشرفة:آسفة على التأخر شباب...لقد طرأ تغيير في المسرحية لذا علي إخباركم أن في لن يكون البطل
استغرب الكل ونظروا لبعضهم البعض -جي:إذًا من سيأخذ دوره؟ -المشرفة:هاهو البديل...إنه قادم...رحبوا به
نظر الجميع جهة الباب ليتفاجؤوا بأن البديل هو بارك جيمين...خاصة إيومي فهي لم تتوقع أن تسير الأمور هكذا مطلقا -المشرفة:جيمين تفضل...كما تعلم علينا بدء التدرب فورا فالوقت يداهمنا -جيمين:لا مشكلة لدي -المشرفة:هيا فليتقدم البطلان
وقف كل من إيومي وجيمين ليبدآ تمثيل المسرحية ولكنها تتصرف بغرابة...فجأة مد يده نحوها ليصافحها -جيمين:مرحبا...أنا بارك جيمين
صافحته هي أيضا بتردد -إيومي(بتوتر) :وأنا بارك إيومي -المشرفة:ابدآ التدريب
مرت التدريبات على خير تقريبا ما عدا توتر إيومي الطفيف...وفي النهاية عادوا لمنازلهم وجاء جيهوب ليصطحب حبيبته كالمعتاد -جيهوب:أهلا حبيبتي -إيومي(بحزن) :أهلا -جيهوب:ما الأمر؟ أنتِ تتصرفين بغرابة؟ -إيومي(بحزن) :إنه بارك جيمين -جيهوب(بحدة) :هل تنمر عليكِ مجددا؟ سأقضي عليه -إيومي(بحزن) :لااااااا...لقد أحضروه ليمثل المسرحية معي -جيهوب:أنتِ جادة؟! -إيومي(بحزن) :طبعا...لا أريد أن أمثل معه...ربما علي ترك المسرحية
عدل سابقا من قبل بثينة علي في الأربعاء يناير 10, 2024 11:04 pm عدل 1 مرات
بثينة علي يعجبه هذا الموضوع
بثينة علي Admin
المساهمات : 1305 تاريخ التسجيل : 27/05/2021 العمر : 27
ذهبت إيومي للإدارة مع جيهوب من أجل إخبار المشرفة أنها لن تستطيع مواصلة المسرحية -المشرفة:تفضلي بارك إيومي -إيومي:أريد مكالمتكِ بشأن المسرحية -المشرفة:طبعا...ما الأمر؟ -إيومي:أعتقد أن علي الانسحاب -المشرفة:تنسحبين؟ لماذا؟ -إيومي:لدي أسباب خاصة -المشرفة:ألن تخبريني بها ربما يمكنني مساعدتك؟ -إيومي:لا أستطيع -المشرفة:كلنا لدينا أسباب خاصة يا إيومي ولكننا لن نستسلم لليأس...أنتِ موهوبة وإن غادرتِ المسرحية فربما تخسرين فرصة حياتك وتندمين لاحقا -إيومي:هل حقا ترينني موهوبة؟ -المشرفة:طبعا...لم أرَ فتاة موهوبة مثلك قبلا في التمثيل من أول مرة...عليكِ تنمية موهبتك وعدم السماح لأي شيء بعرقلتك -إيومي:سأفكر بكلامك -المشرفة:جيد جدا...والآن عودي لمنزلك وأخبريني برأيكِ الأسبوع القادم -إيومي:ولكن لدي سؤال قبل أن أغادر...ما الذي حصل مع في؟ -المشرفة:لقد أصيب في رجله أثناء قيامه بمباراة كرة سلة لذا منعته من المشاركة -إيومي:آه جيد...أتمنى له الشفاء
خرجت إيومي من مكتب المشرفة وكان جيهوب ينتظرها -جيهوب:هل أنهيتِ كل شيء؟ -إيومي:لا أعلم...علي التفكير بالأمر أكثر -جيهوب:هذا أفضل...فالتسرع لن يفيدك شيئا
عادت للمنزل وبقيت تحدق في نص المسرحية محتارة ماذا تفعل...فجأة طرقت الأم الباب عليها -الأم:إيومي...هلاَّ غسلتِ الأواني؟ -إيومي:حاضر أمي
ذهبت للمطبخ وبدأت بغسل الأواني بينما لاحظت والدتها حزنها وارتباكها -الأم:ما الأمر؟ -إيومي:لا شيء لا شيء -الأم:لاحظت أنكِ تخرجين كثيرا...هل هناك شاب ما في حياتك؟ -إيومي:ولماذا تسألين؟ -الأم:لأنني أريد أن أعرف -إيومي:ليس لدي وقت للمواعدة كما تعلمين -الأم:سمعتك تكلمين شابا على الهاتف منذ أيام -إيومي:إنه زميلي الذي أخبرتك عنه من قبل...إنه شخص لطيف ولذلك أحب مكالمته كثيرا -الأم:متأكدة أنكما لا تتواعدان؟ -إيومي:طبعا ماما -الأم:أمر غريب...فأنتِ ترتدين ملابس جميلة أحيانا وتعودين متأخرة للبيت -إيومي:كفى تهيؤات فهو صديقي فحسب -الأم:أووووه...أحيانا أشعر أنني أم سيئة ولا يمكنني التواصل معك جيدا -إيومي:لا تلومي نفسك لأنكِ لم تفعلي شيئا بشكل خاطئ -الأم:إذًا لماذا لا تخبرينني بكل أسرارك؟ -إيومي:لا أعلم...ربما هناك أمور أحب الاحتفاظ بها لنفسي -الأم:حسنا...لن أسألكِ مجددا...إن أحببتِ إخباري فأنا هنا
في الغد ذهبت إيومي للثانوية أما أمها فقد تسللت لغرفتها في غيابها لتفتش في أشيائها...كانت تريد الاطمئنان من أن ابنتها لا تقوم بأمور سيئة خلف ظهرها لذا فعلت ذلك
أثناء تفتيشها وجدت نص المسرحية فتفاجأت كثيرا
عندما عادت إيومي من الثانوية وجدت أمها تنتظرها في الصالون وعلى وجهها نظرات غريبة -الأم:تعالي -إيومي:ماذا هناك؟ -الأم:ما هذا؟
أشارت إلى نص المسرحية الموضوع على الطاولة -إيومي(بصدمة) :أوووه أمي! كيف فتشتِ في أغراضي!؟ -الأم:أجيبيني ما هذا؟ -إيومي(بتوتر) :كنت أريد إخباركِ صدقيني... -الأم:هل كنتِ خائفة من أن لا أسمح لكِ بالمشاركة؟ -إيومي(بتوتر) :الحقيقة...نعم...لقد فكرت أنكِ ستمنعينني من فعل أي شيء يعيق دراستي -الأم:إيومي أنا فخورة بك...لأول مرة تشاركين في فعالية اجتماعية -إيومي(بصدمة) :ح ح حقا! -الأم:طبعا...لطالما كنت خائفة من أن تبقي وحيدة ومنطوية ولكن هذا الأمر جعلني أشعر أنكِ ستكونين بخير -إيومي(بصدمة) :لا أصدق! أنتِ تقولين هذا الكلام؟! -الأم:أنا حقا حقا فخورة...علي أن أراكِ وأنتِ تمثلين...سيكون مدهشا -إيومي:حسنا...لن أخذلك
في الغد جلس كل من جيهوب وإيومي في الصف -إيومي(بحماس) :احزر ماذا...لقد قررت أن أكمل في المسرحية -جيهوب:فعلا! كيف غيرتِ رأيك فجأة رغم مشكلتك مع بارك جيمين؟! -إيومي:أمي هي من شجعتني -جيهوب:واااو! أمك! لم أتوقع أنها ستوافق بهذه السهولة -إيومي:ولا أنا...ولكنها جعلتني أشعر لأول مرة بأن لي فائدة في الحياة -جيهوب:أخبرتك...ستجدين ما تبحثين عنه -إيومي:وأخيرا يمكنني ان أمضي بدون خوف...رغم أن موضوع جيمين يخيفني قليلا...لكن لا بأس...يمكنني الاعتياد عليه
في عطلة نهاية الأسبوع ذهبت للتدريب وكانت كالمعتاد متوترة من برود جيمين أمامها طوال الوقت...رغم أنها تكرهه وتخلصت من تنمره أخيرا لكنها متفاجئة
جلس الكل لأخذ فترة راحة فذهب جيمين نحوها وجلس بجانبها -جيمين:أبليتِ حسنا -إيومي(بتوتر) :ش ش شكرا -جيمين:اقترب موعد مسرحيتنا فهل أنتِ خائفة؟ -إيومي(بتوتر) :ليس تماما -جيمين:ليس تماما!؟ ماذا تقصدين؟ -إيومي(بتوتر) :لا لا...لا شيء -جيمين:أنتِ تتصرفين بغرابة...هل هناك شيء؟ -إيومي(بتوتر) :لا لا كن مطمئنا
واصل الطاقم التدريب وحان وقت تدريب إيومي وجيمين على مشهد الاعتراف -جيمين:ميهو...أرجوكِ لا ترحلي فأنا بحاجة إليك -إيومي:لا يا دايونغ أنا مجبرة على الرحيل -جيمين:ولكنني...أنا...أنا...واقع في حبك -إيومي:حقا! هل أنت جاد؟ -جيمين:كل الجدية...أحبكِ ميهو -إيومي:وأنا أيضا أحبك...دايونغ
فجأة توقف جيمين عن الكلام وتغيرت ملامح وجهه -المشرفة:أكملا...كنتما رائعين -جيمين:أعتذر أعتذر...لنكرر المشهد -إيومي:حسنا
بعد عناء طويل تمكن الكل من إتقان المسرحية ولم يبقَ سوى مراجعتها لآخر مرة الأسبوع القادم
بعد أن انتهى الجميع خرجوا وكانت الأمطار غزيرة في الخارج ولذلك لم تستطع إيومي العودة للمنزل فاتصلت بجيهوب -إيومي:ألو جيهوب...هل أتيت؟ -جيهوب:سأصل قريبا...انتظريني -إيومي:حسنا
أثناء انتظارها كان جيمين عائدا للمنزل بمظلته وشاهدها -جيمين:بارك إيومي...هل تريدين استعارة مظلتي؟ -إيومي:لا أنا بخير -جيمين:وكيف ستعودين في هذا المطر؟ -إيومي:اتصلت بأحدهم ليحضر مظلة لي -جيمين:حسنا...إن احتجتِ شيئا فقط أخبريني فأنا هنا -إيومي:شكرا لك...سأفعل
بقي داخل الثانوية يراقب بينما جاء جيهوب ليأخذ إيومي وعندما رآها عانقها مباشرة -إيومي:يال الهول أنت مبلل! -جيهوب:لا بأس...خذي المظلة -إيومي:ماذا عنك؟ -جيهوب:أحب السير تحت المطر...لا تقلقي -إيومي:مستحيل...هيا لنستعملها معا -جيهوب:حقا يمكننا ذلك؟ -إيومي:هههههه طبعا...هيا
ذهبا وهما يحتضنان بعضهما تحت المظلة بينما جيمين يشاهدهما فشعر بالحزن الشديد لأنه لم يستطع أن يسرق قلبها قبله
في الأسبوع الذي بعده اجتمع الجميع ليتدربوا على آخر فصل في المسرحية...لقد تحسن تمثيل الجميع الآن -جيمين:وأخيرا سنكون معا للأبد...حبيبتي -إيومي:وأخيرا سنكون معا للأبد...حبيبي
تعانقا فصفق لهما جميع الطاقم -المشرفة:أحسنتم عملا...أنا فخورة بكم جميعا...سيكون موعد المسرحية بعد ثلاث أيام لذا تعالوا باكرا من أجل التجهيزات مفهوم؟ -الكل:مفهوم
جلست إيومي تجمع أغراضها وهي سعيدة بكل ما قدمته فجاءت عندها سانا وقدمت لها الحلوى -سانا:احم احم...هذه حلوى أحضرتها معي...أتريدين أن تتذوقي؟ -إيومي:إنه ليس مقلبا صحيح؟ -سانا:لا تكوني وقحة...عيب أن ترفضي طعاما يقدمه لكِ أحد في كوريا -إيومي:أمزح فقط
أخذت قطعة حلوى وتذوقتها -إيومي:اممممم إنها حقا لذيذة -سانا:أعددتها بنفسي -إيومي:نعم...لاحظت نكهة منزلية فيها...أنتِ بارعة في الطبخ -سانا:لم يقل لي أحد هذا الكلام من قبل...أشكرك -إيومي:أنا لم أقل سوى الحقيقة -سانا:حقا شكرا لك
بعد ثلاث أيام قدمت إيومي المسرحية في مهرجان الخريف السنوي وكانت هي وكل طاقم العمل مذهلين ونالوا إعجاب الجميع
في نهاية الحدث جلست خلف الكواليس لتخلع ثياب المسرحية فطرق جيمين الباب -إيومي:ادخل -جيمين:آسف على مقاطعتك -إيومي:لابأس -جيمين:أردت إخبارك فقط أن المسرحية كانت رائعة وأنا سعيد حقا بالتمثيل معك -إيومي:شكرا لك...أنا أيضا سعيدة بذلك
صمت لفترة يحاول أن يجد سببا ليكلمها -إيومي:هل تحتاج شيئا آخر؟ -جيمين:آه لا لا -إيومي:حسنا
صمت كلاهما لأنهما لم يجدا ما يتحدثان فيه -جيمين:حسنا إذًا...سأغادر -إيومي:حسنا -جيمين:إن احتجتِ أي شيء فلا تترددي في طلبه مني -إيومي:فهمت
استدار وسار نحو الباب ثم عاد -جيمين:وأيضا لا تنسي أنني ابن مديرة الثانوية...إن احتجتِ شيئا يخص الثانوية فأخبريني -إيومي:أشكرك -جيمين:بالإذن...سأغادر -إيومي:مع السلامة
اتجه نحو الباب وفتحه فأحس بأن عليه قول ما لديه بسرعة لأن فرصة كهذه لن تتكرر...لم ينظر إليها مطلقا بل بقي وجهه ناحية الباب وهو يتكلم -جيمين(بهدوء) :بارك إيومي -إيومي:نعم؟ -جيمين(بهدوء) :شكرا لك...على إنقاذي من الغرق
سكتت إيومي فهي لا تريد جعله يشعر بالذنب تجاه تنمره عليها -جيمين:أعلم أنني لم أستحق ذلك... -إيومي(تقاطعه) :كلا كلا...لا تقل ذلك فأنت لم تفعل شيئا يستحق الموت لأجله -جيمين:لكنني آذيتك -إيومي:لاتهتم...الكل هناك عاملوني بسوء على كل حال...لذلك أنت معذور -جيمين:ولكن أنا آذيتك أكثر من أي شخص آخر -إيومي:لست منزعجة منك...الحق على والداي اللذان أحضراني إلى هنا -جيمين:أنا لن أزعجكِ بعد الآن...أعدكِ بذلك...أعلم أنني وقفت في طريقك بما يكفي لأجل المسرحية لكنني لن أفعل ذلك مجددا
لم تستطع أن تقول شيئا في تلك اللحظة...لقد عرفت أن أي شيء تقوله قد يجعله يلوم نفسه لذا احتفظت بردها لنفسها -جيمين:الوداع
خرج وأغلق الباب خلفه وتركها تحاول أن تفهم ما الذي يجري معها...كانت تشعر بشيء غريب وكأنها خسرت أمرا مهما...فجأة قاطع تفكيرها صوت رنين الهاتف...استغرقت وقتا لتستعيد وعيها وترد -إيومي:ألو! -جيهوب:أين أنتِ الآن؟ -إيومي:أغير ثيابي -جيهوب:تعالي...سأدعوكِ للطعام بمناسبة نجاحك -إيومي:سآتي فورا
ذهبا لأحد المطاعم القريبة من مكان المهرجان وطلب طعاما غالي الثمن -إيومي:لم يكن عليك طلب كل هذا -جيهوب:ولِمَ لا؟ حبيبتي قامت بأول عرض مسرحي لها ونجحت فيه -إيومي:من أين لك بالمال؟ -جيهوب:لقد صرت أعمل بدوام جزئي فلا تقلقي...والآن هيا كلي كثيرا من الطعام لتستعيدي صحتك
قطع اللحم ووضعه أمامها فبدأت بالأكل مباشرة وعلى وجهها نظرة عدم المبالاة -جيهوب:هل فعلت شيئا أغضبك؟ -إيومي:مممممم لا -جيهوب:إذًا...لماذا تتصرفين معي ببرود هكذا؟ -إيومي:ومتى تصرفت ببرود؟ -جيهوب:أعطني قبلة إذًا لأعرف أنكِ لستِ غاضبة
نظرت له باشمئزاز ثم حملت قطعة لحم ووضعتها في فمه -إيومي:من الأفضل أن تأكل وأنت صامت -جيهوب:إلى متى أخبريني...؟ -إيومي:أووووف -جيهوب:إلى متى ستبقى هذه العلاقة من طرف واحد؟ -إيومي:وماذا نفعل؟ هل ننفصل؟ -جيهوب:لا لا -إيومي:أخبرتك أن تصبر علي قليلا فقط -جيهوب:أمتأكدة أنه ليس هناك أحد بحياتك؟ -إيومي:لاااا أبدا -جيهوب:حسنا...أصدقك
بدأ جيهوب بالأكل بشراهة مباشرة ليتجنب الحديث في الموضوع وتبعته إيومي ولم يتحدثا إلى أن عادا للبيت
في البيت جلست في غرفتها تدرس للامتحانات النهائية فهي على الأبواب -إيومي:ترى هل حقا جيمين لن يكلمني مجددا؟ هل فعلا يشعر بالذنب مما فعله؟ غريب! آه علي الدراسة
وضعت عينيها على الكتاب تقرأ محاولة التركيز -إيومي:ترى لماذا كان حزينا لتلك الدرجة؟ هل هو حقا حزين أصلا أم أنه يمثل علي؟ أووووه علي أن أدرس
عادت للتركيز على الدراسة من جديد ولكن لم تستطع لأن جيمين يظهر في أفكارها دائما -إيومي:يا إلهي سأجن! لماذا لا يخرج جيمين من أفكاري مطلقا؟ هل هو مثير للشفقة لتلك الدرجة حتى أفكر فيه طول الوقت؟ علي أن أدرس
خرجت من غرفتها وذهبت نحو غرفة أخيها شيومين وطرقت الباب -شيومين:ماذا تريدين؟ إنني أدرس -إيومي:لدي مشكلة مع درس الرياضيات...هلاَّ ساعدتني؟ -شيومين(باستغراب) :أساعدك! -إيومي:نعم -شيومين(باستغراب) :أنا!؟ -إيومي:نعم -شيومين(باستغراب) :في الرياضيات!؟ -إيومي:نعم نعم نعم لماذا الاستغراب؟ -شيومين:أنتِ لم تطلبي مني في حياتك أن أساعدك -إيومي:ولكن الامتحانات على الأبواب...وعلي بذل جهدي -شيومين:حقا تغيرتِ 180° -إيومي(بتجهم) :شكرا على تشجيعك أخي العزيز -شيومين:حقا أنتِ لستِ إيومي...ربما غسلوا دماغك أو استبدلوك في الثانوية
كانت الأم مارة بالغرفة وسمعتهما يتحدثان فصرخت -الأم:أو أنها اجتهدت بعد أن تركت صديقتيها الفاشلتين وصادقت أصدقاء يحبون العلم -إيومي:أمي! لعلمك صديقتاي سمر ووفاء ليستا فاشلتين كما أنني مازلت أكلمهما -أمي:كل اللوم عليهما...فلطالما كانتا تعلمانك الأغاني الهندية والأمور التافهة -شيومين:جي دراغون أيضا تافه -إيومي(بغضب) :حذاري! إياك وشتم جي دراغون مفهوم؟ -شيومين:ما الذي يعجبك به؟! إنه يصبغ شعره بألوان مضحكة جدا -إيومي(بغضب) :أنت لا علاقة لك...إنه جميل كما هو...وأنا أعشقه كما هو...لذا هيا ساعدني على الدراسة وأغلق فمك -شيومين:على كل حال أنا كبير على الدخول في نقاشات تافهة معك...تعالي لندرس
مرت أيام عديدة وكان جيمين يتجاهل إيومي كما كان سابقا...لقد ظنت أنهما أخيرا سيصبحان صديقين ولكنها كانت مخطئة
بعد أيام وصلت الامتحانات النهائية وهم الجميع بتجهيز طلبات الانضمام للجامعات وعلى كل طالب أن يختار أي تخصص وأي جامعة يريد أن يذهب إليها -الأستاذ:بارك إيومي...جامعة كوريا الوطنية للفنون في سيؤول...اختيار جيد -إيومي:أخبرني متى سأقوم بالمقابلة؟ -الأستاذ:بعد الامتحانات مباشرة -إيومي:آه حسنا...شكرا لك
عندما أرادت الخروج نادى عليها الأستاذ -الأستاذ:إيومي...أعلم أنكِ ستصبحين ممثلة موهوبة...وأعلم أنه يمكنكِ فعل المستحيل لذا شرفي ثانويتنا -إيومي:طبعا...لا حاجة لتوصيتي -الأستاذ:جيد...اعتني بنفسك
خرجت سعيدة وذهبت لمقابلة جيهوب الذي كان ينتظرها في حديقة الثانوية -إيومي:جيهووووووب...لقد أتيت -جيهوب:هل قدمتِ طلبك؟ -إيومي:نعم وأنت؟ -جيهوب:نعم -إيومي:أخبرني ماذا ستدرس؟ -جيهوب:إدارة الأعمال -إيومي:غريب! أشعر وكأن هذا العمل لا يناسبك -جيهوب:ولماذا؟ -إيومي:لا أعلم...لا أستطيع تخيلك ترتدي بزة رسمية وتحمل محفظة جلدية -جيهوب:هههههه ولا أنا...ولكن هذا حلمي -إيومي:إذًا فنحن سندرس في جامعتين مختلفتين...هذا محزن -جيهوب:ولكننا سنبقى معا صحيح؟ -إيومي:طبعا -جيهوب:هيا لنذهب ونذاكر معا
وصلت الامتحانات وبدأ الكل بالتجهيز لها...وقد مرت إيومي بأوقات صعبة جدا حيث كانت تخصص كل وقتها للدراسة فقط حتى أنها منعت نفسها من تناول الطعام بكميات كبيرة والنوم كثيرا والاستماع للأغاني
كان لديها حلم تريد تحقيقه فبذلت قصارى جهدها ومن هنا نتعلم أن الإنسان يكون لديه الدافع لطالما لديه حلم يسعى إليه
بعد مرور الامتحانات ذهب الجميع لرؤية نتائجهم في الثانوية لمعرفة الجامعات التي تم قبولهم فيها وقد حصلت إيومي على نتيجة تسمح لها بالانضمام لجامعة كوريا الوطنية للفنون...وجيهوب أيضا تم قبوله كي يدرس إدارة الأعمال...عندنا رأيا النتيجة تعانق كلاهما بفرحة كبيرة أمام عيون كل الطلبة -إيومي(بحماس) :رائع رائع رائع! سأموت من الفرح -جيهوب:تهانينا -إيومي:وأنت أيضا تهانينا من كل قلبي -جيهوب:أردت أن أطلب منكِ طلبا صغيرا -إيومي:ما هو؟ -جيهوب:لِمَ لا تأتين لمقابلة والدتي؟ أخبرتها الكثير عنكِ وهي تريد رؤيتك -إيومي:حقا! هل تعتقد أنه من المناسب أن تكلمها عني الآن؟ -جيهوب:ولِمَ لا؟ سنبقى معا للأبد صحيح؟ -إيومي:طبعا ولكن...ما يزال الوقت مبكرا...على الأقل علينا الانتظار حتى تثبت مشاعري نحوك -جيهوب:ستثبت...أنا متأكد -إيومي:أخبر أمك أنني لا أستطيع مقابلتها الآن -جيهوب:كفى...عليكِ المجيء...لا تحرجيني -إيومي:سأفكر في الأمر
كان جيمين بالقرب من هناك لذا سمع كل شيء...في البداية لم يكن يريد التصنت عليهما ولكن الفضول تغلب عليه...والآن بعد أن عرف ما يجري بينهما أصبح يشعر بالقلق
في أحد الأيام ذهبت إيومي لمنزل جيهوب من أجل مقابلة والدته...حاولت أن تبدو بمظهر جيد وارتدت أجمل الملابس ثم أخبرت أمها أنها مدعوة للعشاء عند صديقتها تيفاني
عند وصولها شعرت بالتوتر ثم تنهدت وقرعت جرس الباب وخلال دقائق فتح لها جيهوب وأمه الباب -سيدة جونغ:أوووووه يال الروعة! كم هي جميلة! أهلا بكِ يا ابنتي...تفضلي -إيومي:شكرا...أحضرت معي بعض الفاكهة...تفضلا
دخلت المنزل وكان والد جيهوب يعمل بوظيفة محترمة ومنزلهم متوسط المعيشة -إيومي:منزل جميل -سيدة جونغ:ههههه أشكرك -جيهوب:تناولي الطعام إيومي...لقد أعددته أنا وأمي -إيومي:إنه لذيذ -سيدة جونغ:أخبريني يا ابنتي متى ستنهين دراستك؟ -إيومي:بعد 4 سنوات -سيدة جونغ:هذا كثير! -إيومي:ليس كثيرا بالنسبة لي...يمكنني إنهاؤه بسهولة -سيدة جونغ:بعدها سنفرح بكما كزوجين صحيح ههههه؟ -جيهوب:أمي...نحن لا نفكر بالزواج بعد التخرج...علينا بناء أنفسنا أولا -سيدة جونغ:أمزح فقط...لا يجب أن تتسرعا في الزواج إلا بعد أن توقنا أنكما متناسبين
عدل سابقا من قبل بثينة علي في الأربعاء يناير 10, 2024 11:07 pm عدل 2 مرات
بثينة علي يعجبه هذا الموضوع
بثينة علي Admin
المساهمات : 1305 تاريخ التسجيل : 27/05/2021 العمر : 27
في صباح يوم جميل ذهبت إيومي للثانوية من أجل تجهيز الأوراق المطلوبة لتسجيلات الجامعة...بعد أن انتهت طلب منها جيهوب أن تنتظره في الحديقة
أثناء انتظارها له سمعت صوت عزف على الغيتار وكان عزفا جميلا جدا فاقتربت شيئا فشيئا إلى أن رأت جيمين من بعيد يعزف أغنية حزينة ومؤثرة فوقفت تستمع له بكل إحساس
رفع رأسه ورآها من بعيد فحاولت التظاهر بأنها مارة من هناك فقط أما هو فابتسم ثم اقترب منها شيئا فشيئا -جيمين:أعجبكِ عزفي؟ -إيومي(بتوتر) :آه...أي عزف؟! لقد كنت مارة بالصدفة...لم أسمع شيئا صدقني -جيمين:ههههه لا تتظاهري بالغباء...أعلم أن عزفي نال إعجابك -إيومي:حسنا...سمعت فقط مقطعا صغيرا لذا...يبدو جيدا -جيمين:هذه الأغنية عزفتها لأجلك -إيومي:أنا؟! ههههههه ولماذا أنا؟ -جيمين:أردت إخبارك...أنتِ لستِ حقا فتاة سهلة بارك إيومي...أنتِ مميزة -إيومي(بتوتر) :أ أ أ أنا؟ ولكن ما بك؟ لماذا تقول هذا الكلام فجأة!؟ -جيمين:حاولت قدر الإمكان أن أبتعد عنكِ ولكن هذا صعب...أنا فقط أريد أن أكون شخصا جيدا في نظرك -إيومي:لا حاجة لهذا الكلام...أنت بالفعل شخص جيد في نظري...أنا لا أحقد عليك -جيمين:لا أستطيع تصديق ذلك
في ذلك الوقت جاء جيهوب لمقابلة إيومي ولكنه لم يجدها في المكان الذي اتفقا أن يلتقيا فيه لذا بحث عنها...وتفاجأ كثيرا عندما رآها مع جيمين وشعر بغضب شديد...لكنه لم يرد تعقيد الأمور بل تركهما يتحدثان في راحتهما -جيمين:أتعتقدين أن كل ما فعلته يمكن أن يغتفر؟ -إيومي:طبعا...لا تبالغ...إنها مجرد مقالب صغيرة لا تضر أحدا
تغيرت ملامح وجهه للسعادة ولكنه رغم ذلك حزين لأنه خسرها -جيمين:أنا أحسد جيهوب عليك -إيومي(بتوتر) :م م ماذا!؟ -جيمين:أحسده كثيرا وأريد أن أكون مكانه لدقيقة واحدة فقط على الأقل...أنتِ حقا فتاة مميزة وليس من السهل مقابلة فتاة تحرك مشاعري بتلك القوة مثلما فعلتِ أنتِ...لقد كنت أراقبك طوال الوقت...رغم أنكِ كنتِ وحيدة ومنبوذة ولكنكِ استطعتِ المحافظة على ابتسامتك...في البداية شعرت بالغيرة منكِ لأنكِ أسعد مني لكن لاحقا أدركت أنكِ تستحقين كل تلك السعادة
طوال كلامه بقي قلب إيومي يدق بقوة وكأنه سيخرج من مكانه...كانت تنظر إليه وعلى وجهها ابتسامة خرقاء وكأنها تنظر لملاك
أما جيهوب فعندما لاحظ نظرتها شعر بأن لا مكان له في قلبها بالفعل وأن هناك شخصا آخر سبقه -جيمين:أعلم أنني تحدثت كثيرا...ولكنني فقط أردتكِ أن تعرفي كل شيء...هكذا سأشعر بأن قلبي مرتاح بالفعل -إيومي(بخجل) :حسنا...سأذهب الآن -جيمين:مهلا!
قبل مغادرتها أمسك بها من ذراعها وشدها نحوه وعانقها بلطف...حينها شعرت بأن الدنيا تلاشت من حولهما ولم يبقَ سواهما لذلك أغمضت عينيها فحسب...ولكن فجأة دفعته بعيدا -إيومي(بحدة):أيها الغبي...ما الذي فعلته؟ أنا مرتبطة -جيمين:حاولي أن تتظاهري كما لو أن لا شيء حصل -إيومي(بحدة) :أووووف أنت غبي...ابتعد عن طريقي هيا
غادرت غاضبة بينما جيمين يراقبها من بعيد ثم أتى نحوه شوغا -شوغا:مغفل...من بين كل الفتيات تعجبك هذه!؟ أنت مجنون -جيمين:نعم تعجبني كثيرا...ولن أتخلى عنها أبدا...سأحصل عليها مهما كان الثمن -شوغا:لا تحلم فهي مرتبطة بجيهوب -جيمين:لا مشكلة عندي في إزاحته -شوغا:حقا مغرور وأناني -جيمين:اخرس أنت أيضا...لا تجعلني أزيحك -شوغا:هههههه صديقي جيمين تعجبني عندما تلجأ للتهديدات -جيمين:أنت لم ترَ شيئا بعد
عادت إيومي لرؤية جيهوب في المكان الذي اتفقا على الالتقاء فيه ولم تجده فاتصلت به -إيومي:ألو جيهوب...أين أنت؟ -جيهوب(ببرود) :لقد خرجت بمفردي -إيومي:ماذا؟! ولكننا اتفقنا أن نلتقي -جيهوب(ببرود) :أنا متعب...لنلتقي لاحقا
أغلق الخط في وجهها بطريقة غريبة فعرفت أن هناك مشكلة ما
عادت لمنزلها وجلست أمام التلفاز ولكنها لم ترتح لتصرفه لذا اتصلت به مجددا -إيومي:ألو...جيهوب...هل أنت بخير؟ -جيهوب(ببرود) :أنا بخير...لا تقلقي علي -إيومي:تبدو غريبا من نبرة صوتك...ما الأمر؟ -جيهوب(ببرود) :لا شيء -إيومي:أين أنت الآن؟ -جيهوب(ببرود) :في المطعم الذي كنا نلتقي فيه -إيومي:لا تغادر...سآتي فورا
ذهبت لمقابلته في المطعم وكان يبدو باردا وحزينا من ملامح وجهه -إيومي:ها قد أتيت...آمل أنني لم أتأخر عليك كثيرا -جيهوب(ببرود) :لنضع حدا لكل ذلك -إيومي:حدا لماذا؟ ولكن...ما الذي يحصل معك؟لماذا عاملتني اليوم هكذا؟ -جيهوب(ببرود) :انظري في عيناي
نظرت في عينيه وبالكاد استطاعت المحافظة على هدوئها وسط نظراته المرعبة -جيهوب:صارحيني...هل تحبين بارك جيمين؟
أنزلت رأسها ولم تستطع النظر أكثر -جيهوب:انظري في عيناي وأجيبي فقط بنعم أو لا -إيومي:ولماذا قد أحبه؟ -جيهوب:قولي نعم أو لا -إيومي(بحزن) :ولماذا تسأل عنه؟ ما حاجتك به؟ -جيهوب:رأيت كل ما حصل بينكما اليوم... -إيومي(بصدمة) :ماذا رأيت؟! لا ليس الأمر كما تظن -جيهوب:هل تحبينه أم لا؟ -إيومي(بحزن) :أووووف كفى...لا تسأل عنه -جيهوب:أعتقد أنتي عرفت الإجابة...لا حاجة للثرثرة أكثر...لننفصل فحسب
نهض ليعود لمنزله لكنها أمسكت به -إيومي(بحزن) :أنت عاطفي جدا اليوم...لنتحدث لاحقا حين تهدأ -جيهوب :لا حاجة لذلك فأنا أتحمل مسؤولية ما أقوله الآن -إيومي(بحزن) :كفى...كفى...لنتحدث لاحقا حينما تتحسن الأمور
لم يرد عليها بل خرج مسرعا دون أن يعيرها أي اهتمام
عادت للبيت حزينة جدا على ما حصل...لقد شعرت بالذنب تجاه جيهوب وأحست أنها كسرت قلبه مثلما كُسر قلبها من قبل
مرت أيام وجيهوب مختفٍ...لا يتصل ولا يسأل عنها مطلقا...هي أيضا لم ترد إزعاجه ولكنها تريد معرفة إجابة واضحة عن انفصالهما
مرت الأمور على هذا المنوال إلى أن حان يوم المقابلة حيث يذهب الطلبة للجامعات ويتم إصدار قرار بقبولهم أم لا
ذهبت إيومي مع والدها وبقي ينتظرها في الخارج بينما دخلت...وأثناء تواجدها هناك التقت بسانا زميلتها من المسرحية -سانا:هي...إيومي -إيومي:أنتِ هنا أيضا! -سانا:نعم...قررت أن أدرس التمثيل -إيومي:هذا جميل...على الأقل هناك شخص أعرفه هنا...أنا سعيدة -سانا:لكن أتساءل إن كان سيتم قبولنا -إيومي:يجب أن نتفاءل خيرا -سانا:هناك أمر غريب...أين جيهوب؟ لقد اعتاد أن يذهب معكِ لكل مكان
فجأة تغيرت ملامح وجهها -إيومي:آه...جيهوب...هو مشغول قليلا الآن -سانا:حسنا
صمتت كلاهما ثم قررت سانا السؤال -سانا:هل تخاصمتما؟ -إيومي:لا ليس تقريبا...ولكن مجرد مناوشات تحصل مع أي حبيبين...أنتِ تعرفين -سانا:هل لي أن أعرف على ماذا؟ -إيومي:آه...لا...ليس مهما -سانا:آسفة على التدخل...أعلم أننا لسنا مقربتين حتى تخبريني بأسرارك...ولكن...أريد أن أعرف هل أنتِ معجبة بجيهوب؟
سكتت إيومي فجأة تفكر -إيومي:نعم إنه يعجبني...هو شاب وسيم ولطيف ومحترم وأي فتاة تتمنى أن تكون معه -سانا:وعندما ترينه هل يدق قلبك؟ -إيومي:لا...أشعر بأنه شخص عادي مثله مثل غيره -سانا:إذًا لماذا تتعبان نفسيكما بالمواعدة؟ -إيومي:ربما سأحبه في المستقبل...من يدري؟ -سانا:نصيحة لك...الحب يأتي من أول نظرة لذا لا تحاولي خلقه غصبا عنك -إيومي:هذه سخافة... -سانا:أنا فقط أنصحك...وبإمكانك تقبل نصيحتي أو رفضها...أنتِ حرة -إيومي:أشكرك...سأفكر بالأمر
بعد انتهاء المقابلة عادت للمنزل وجلست في غرفتها تفكر ماذا ستفعل في موقف كهذا...إنها ثاني مرة يتم التخلي عنها دون سبب واضح...لكنها هذه المرة لن تستطيع السكوت قبل معرفة كل شيء فذهبت لمنزل جيهوب بسرعة
عندما وصلت فتحت والدته الباب وطلبت منها الدخول ولكنها رفضت وقالت أنها منشغلة وتحتاج جيهوب لبضع دقائق فقط فنادت عليه
وقف كل منهما أمام الباب وكانت على جيهوب ملامح عدم الاكتراث وبقي صامتا طول الوقت -إيومي:هل مازلت غاضبا مني؟ -جيهوب:ولماذا قد أغضب منك؟ -إيومي:لا أعلم...كنت بالفعل غاضبا -جيهوب:هل تحتاجين شيئا؟ -إيومي:الحقيقة...أنا مازلت لا أفهم لماذا علينا أن ننفصل فهلاَّ شرحت لي؟ -جيهوب:لقد تكلمنا في الأمر وانتهى -إيومي:ولكن أخبرتك أنه لا شيء بيني وبين جيمين -جيهوب:كفي عن خداعي وخداع نفسكِ من فضلك -إيومي:ولكن... -جيهوب(بحدة) :بدون لكن...لقد اكتفيت من هذا الحب من طرف واحد...دعيني وشأني...لا أريد رؤيتكِ ثانية
نزلت كلماته عليها كالصاعقة فلم تكن تتوقع أنه سيكرهها لهذه الدرجة...لم ترد عليه بل عادت لمنزلها مباشرة لأنها عرفت أنه ما من فائدة من النقاش بعد الآن
جلست في غرفتها تحدق في كل مكان...الغرفة أصبحت مظلمة ومخيفة...لطالما كانت كذلك ولكن صوت جيهوب على الهاتف جعلها تشعر أنها ليست كذلك
فتحت درج مكتبها الذي كان فيه مجموعة من الألبومات الموسيقية...من بينها الألبوم الذي أهداه لها...أخذت الألبوم وصارت تتمعن فيه وتتذكر كل الوقت الذي اجتمعا به
فتحت هاتفها ونظرت لكل الصور والفيديوهات التي صوراها معا...كانت أياما رائعة ولكن حان الوقت للتخلص من الماضي والعيش في الحاضر
في حفل تخرج شيومين من الجامعة جهزت إيومي نفسها وخرجت مسرعة لأنها تأخرت كثيرا -الأب:هيا بسرعة...سنتأخر -إيومي:أنا محتارة أي حذاء أرتدي؟ -الأم:ترى هل ملابسي ملائمة؟ -الأب:آه يال التفاهة...إلى متى سنبقى ننتظر هكذا؟ هيا بسرعة -شينهو:ماما لقد سال العصير على ملابسي -إيومي:آه أسناني لم أغسلها -الأم:ترى هل سنصل على الموعد؟ -الأب(بصراخ) :هيااااا
بعد عناء طويل تمكن الكل من تجهيز أنفسهم ثم توجهوا لحفل التخرج...جلس الجميع وهم يشاهدون فرحة ابنهم بالحصول على شهادة تخرجه كطبيب أسنان -الأم:لا أصدق! أشعر كأنني سأبكي -الأب:أووووه الأولاد يكبرون بسرعة...البارحة كان طفلا واليوم هو طبيب -إيومي:أنا أيضا سأجعلكم تفتخرون بي...أعدكم -الأم:أنا أثق بكلامكِ يا ابنتي
بعد انتهاء الحفل قابلت العائلة شيومين وهنؤوه بالحفل ثم قاموا بإعداد حفل عشاء ضخم له في المنزل ودعوا الجدة إليه
جلس الكل على طاولة الطعام يأكلون ويتحدثون -الجدة:هذا رائع...العائلة مجتمعة أخيرا...لم أتوقع أن هذا الأمر سيحصل -الأم:حماتي...علينا أن نتفاءل بالخير دائما -الجدة:ومن قال أنني لست متفائلة؟ -الأم:لا يهم...هل تريدين المزيد من الأرز؟ -الجدة:نعم من فضلك -إيومي:أنا أيضا...أشعر بالجوع الشديد -الجدة:ما رأيكم أن نتناول السوجو الآن؟
أوقعت الأم الصحن من يدها فجأة -الأم:ما الذي تتحدثين عنه؟ ممنوع المشروبات الكحولية في منزلنا -الجدة:لماذا؟ ابناك كبيران بالفعل -الأم(بغضب) :توقفي عن تعليم الأولاد هذه العادات السيئة -الأب:كفى...هذا ليس وقت الشجار -الجدة:امرأة سخيفة...سأعود لمنزلي -إيومي:جدتي لاااا -شيومين:لِمَ كل هذه الفوضى؟ إنها مجرد زجاجة كحول واحدة -الأم(بغضب) :مجرد زجاجة! أنت أيضا أصبحت متفتحا كالكوريين! لا تقل أنك تشرب من وراء ظهري -شيومين:لا يا أمي ولكن لا تبالغي -الأم(بحدة) :فقط أريد أن يحظى أبنائي بتربية جيدة وهذا كل شيء...أعلم أن السوجو جزء من الثقافة الكورية ولكن نحن عائلة محافظة فلا تنسوا
جمعت الجدة أغراضها وتجهزت للرحيل لكن إيومي لم تشأ تركها تذهب -إيومي(بحزن) :جدتي...أرجوكِ لا تغضبي من أمي...إنها فقط قلقة علينا -الجدة:لست غاضبة...لكن هذا المنزل لا يلائمني -إيومي(بحزن) :لا تقولي ذلك...إنه منزل ابنك -الجدة:لا لم يعد كذلك منذ جاءته أمك -إيومي:إذًا متى سوف تعودين؟ -الجدة:سآتي لزيارتكم في بعض الأحيان لا تقلقي...وأنتِ تعالي لمنزلي حين تريدين تغيير الجو -إيومي:حسنا جدتي...أراكِ لاحقا
عانقتا بعضهما ثم غادرت الجدة لمنزلها
مرت أيام وانقضت إجازة الشتاء بسرعة وحان وقت ذهاب إيومي للجامعة...في البداية كانت متوترة جدا وخائفة ولكنها شعرت بالحماس لأنها ستدرس الشيء الذي تحبه
في صباح أحد الأيام استيقظت على صوت المنبه وكانت الساعة الثامنة والنصف -إيومي(بتعب) :أوووف منبه غبي...دعني أنام
أغلقت المنبه بسرعة وعادت للنوم ولكن سانا جاءت وأيقظتها -سانا(بصراخ) :مازلتِ نائمة! هيا لقد تأخرنا -إيومي(بتعب) :لا أريد الذهاب -سانا(بصراخ) :كفى...إنه أول يوم لكِ في الجامعة...عليكِ الذهاب -إيومي(بتعب) :لقد سهرت كثيرا -سانا(بصراخ) :انهضي انهضي انهضي
ضربتها سانا بالوسادة على وجهها -إيومي(بتجهم) :أوووووه كم أكره الدراسة! -سانا:سأوقظ سومي أيضا وعندما أعود يا ويلكِ إن وجدتكِ نائمة -إيومي(بتجهم) :حاضر أمي الثانية
نهضت وهي متعبة ومتكاسلة وارتدت ملابسها وتجهزت ثم خرجت مع سانا إلى صف الفنون التمثيلية...كانت المحاضرة بالفعل قد بدأت والجميع مركزون على الدرس -الأستاذ:أنتما...هل تعرفان كم الساعة؟ -سانا:نعتذر...واجهنا ظرفا طارئا -الأستاذ:لا بأس بما أنها أول حصة ولكن المرة القادمة سأطردكما مفهوم؟ -سانا وإيومي:مفهوم
دخلتا وجلستا في إحدى الطاولات...نظرت إيومي في وجوه الطلبة الذين حولها لعلها تتعرف على أحدهم...كان جيمين يجلس في إحدى الطاولات التي أمامها فاستدار نحوها وابتسم...ابتسمت له هي أيضا ولكنها في نفسها مستغربة من ما يحصل -إيومي(بهمس) :جيمين هنا أيضا!؟ -سانا(بهمس) :حقا! ما الذي يفعله هنا؟ ظننت أنه سيدرس الطب! -إيومي(بهمس) :لست أعلم ولكن لست مرتاحة أبدا -سانا(بهمس) :هل تظنين أنه جاء لينتقم منك؟ -إيومي(بهمس) :لاااا لقد مر زمن منذ...
انتبه لهما الأستاذ فقرر التدخل -الأستاذ:أنتِ...انهضي -إيومي:آه نعم -الأستاذ:أعيدي ما كنت أقول -إيومي:آه...لم أسمعك -الأستاذ:ولماذا لم تسمعيني؟ -إيومي:ممممممم -الأستاذ:لأنكِ كنتِ مشغولة بالثرثرة مع صديقتكِ صحيح؟ -إيومي:لا...فقط...أنا... -الأستاذ(بحدة) :يكفي...المرة القادمة حين تفكرين في الثرثرة لا تأتي لمحاضرتي مفهوم -إيومي:حاضرة -الأستاذ:جيد...آخر إنذار
بعد انتهاء المحاضرة غادر كل الطلبة الصف -إيومي(بانزعاج) :دائما أتعرض للإحراج...أكره ذلك -سانا:أه انظري إنه جيمين
رفعت إيومي رأسها بسرعة فرأته قادما نحوهما -جيمين:بارك إيومي...مصادفة جميلة صحيح؟ -إيومي:آه...نعم...صحيح -جيمين:لم أكن أعرف أنكِ ستدرسين التمثيل -إيومي:ولا أنا...أقصد...لا يهم -جيمين:بما أننا تقابلنا لنذهب ونتغدى معا -إيومي:آسفة...لا أستطيع...سأتناوله مع صديقتي -سانا:لا لا تهتمي لأمري...استمتعي بوقتك هيا -إيومي:وماذا عنك؟ لقد قلتِ أنكِ تكرهين الأكل بمفردك -سانا:سآكل مع سومي...وداعا
حملت سانا حقيبتها وغادرت تاركة إيومي خلفها في ورطة كبيرة...كانت غير مرتاحة لجيمين مطلقا فتصرفاته تجاهها غريبة...أولا كان يكرهها ثم فجأة أصبح لطيفا وبعدها قرر الابتعاد عنها والآن يدعوها للطعام
ذهبا للكافيتيريا وأحضرا طبقي طعامهما...شعرت إيومي بالخجل لذا لم تستطع تناول طعامها براحة -جيمين:ألم يعجبك الطعام؟ -إيومي:كلا...ولكن...لست جائعة -جيمين:غريب! لطالما كنتِ تمسحين الأطباق حين كنا في الثانوية -إيومي:وهل...كنت...تراقبني؟
صمت الآخر وواصل تناول طعامه في صمت وفعلت هي الأخرى نفس الشيء ولأنها لم تستطع الأكل بسبب التوتر قررت المغادرة -إيومي:شبعت...سأذهب الآن...شكرا على اهتمامك لتناول الطعام معي -جيمين:إلى أين؟ لازال لدينا وقت للمحاضرة -إيومي:تذكرت أن لدي أمرا مهما -جيمين:مثل ماذا؟ -إيومي:أمر خاص -جيمين:إن احتجتِ المساعدة فيه أخبريني -إيومي:آه...لا شكرا
نهضت مسرعة وهربت منه فهي محرجة بما يكفي من آخر ما حصل بينهما...ركضت إلى أن وصلت إلى وسط ساحة الجامعة وجلست هناك -إيومي:أوووه الحمد لله...تخلصت منه...لماذا يريد البقاء معي؟!
حملت هاتفها واتصلت بسانا -إيومي:ألو سانا...هل تناولتِ طعامك؟ لنتناوله معا -سانا:ألم تتناوليه مع جيمين؟ -إيومي:أكلت القليل فقط بسبب عدم ارتياحي...أتضور جوعا...اشتري لنا طعاما من الخارج وتعالي نحو ساحة الجامعة -سانا:حسنا...قادمة
عندما رفعت رأسها فجأة وجدت جيمين بجانبها فصرخت -إيومي(بفزع) :آاااااا تبا لك -جيمين:سوربرايز...لقد قلتِ إنكِ شبعتِ -إيومي:لماذا تتجسس على محادثاتي؟ -جيمين:لست أتجسس...أنتِ من ترفعين صوتك في الكلام -إيومي:ماذا تريد؟ -جيمين:لا شيء
جلس بجانبها ثم صمت كلاهما وبقيا يحدقان بالناس القادمين والذاهبين -إيومي(تفكر) :يال الإحراج! لماذا لا يذهب ويتسلى مع أصدقائه فحسب؟ لماذا عليه أن يزعجني؟ -جيمين(يفكر) :ترى هل تجاوزت الحدود؟ ماذا لو انزعجت مني ووبختني؟
جلسا بصمت إلى أن جاءت سانا بالطعام -إيومي:أوووه سانا وأخيرا أتيتِ...لنأكل هيا -سانا:ماذا عن جيمين؟ -جيمين:تظاهرا وكأنني غير موجود وتناولا طعامكما -إيومي:ليست فكرة جيدة...سنغادر
جرت سانا من يدها وتركتا جيمين خلفهما -جيمين(بصراخ) :حسنا...أراكما لاحقا...سلااااام
بينما تبتعدان تجاهلتاه تماما -سانا:ترى ما الذي يريده منك؟ -إيومي:يريد المشاكل طبعا -سانا:هل يملك شيئا ضدكِ ويهددكِ به؟ -إيومي:لا تمزحي...سيموت إن فكر في ذلك فحسب -سانا:إذًا ماذا؟ -إيومي:لست أعلم...ولكنه يخطط لشيء ما لا أعلم ما هو -سانا:إذًا فهو يريد الانتقام منك...لا يزال يحتفظ بحقده تجاهك -إيومي:صدقيني لست أعلم...لكن علي توقع كل شيء منه
عدل سابقا من قبل بثينة علي في الأربعاء يناير 10, 2024 11:12 pm عدل 1 مرات
بثينة علي يعجبه هذا الموضوع
بثينة علي Admin
المساهمات : 1305 تاريخ التسجيل : 27/05/2021 العمر : 27
في المساء بعد انتهاء المحاضرات ذهبت إيومي للعمل فقد توظفت كنادلة في مطعم لكي تصرف وتعتمد على نفسها
همت تقدم الطلبات إلى أن جاءها زبون مميز -جيمين(بصراخ) :يا نادلة...تعالي هنا
عندما رأته شعرت بالغضب ولكنها أخفته وراء ابتسامة مزيفة -إيومي:احم احم...تفضل سيدي -جيمين:أريد عصير برتقال -إيومي:حاضر...سآتي به فورا
أحضرت له العصير ثم استدارت لتغادر ولكنه نادى عليها مجددا -جيمين:لنشرب شيئا باردا معا -إيومي:آسفة...أنا لا ألهو أثناء العمل -جيمين:ليس لهوا بل هو دعوة من زبون -إيومي:علي المحافظة على أخلاقيات العمل -جيمين:جميل...تعجبني أخلاقك
جلس يشرب عصيره بينما يراقبها وهي تقوم بعملها وهي منزعجة جدا ولا تشعر بالراحة -إيومي:احم احم...ألن تغادر؟ -جيمين:إنه مطعم عام ويحق لي البقاء كما أريد -إيومي:ولكن المطعم سيغلق الآن -جيمين:فعلا؟! إنها العاشرة ليلا! لم أنتبه -إيومي:أين كان دماغك؟ -جيمين:بما أنكِ ستغادرين لنعد معا...هيا -إيومي:ولماذا علينا العودة معا؟ ألا تعرف الطريق؟ -جيمين:الوقت متأخر وقد يتعرض لكِ أحد لذا سأحميك -إيومي:تحميني! ومتى طلبت منك ذلك؟ -جيمين:هذا من باب رد الجميل فقط...تعرفين...لأنكِ أنقذتني من الغرق -إيومي:لم أفعل ذلك لكي تبقى مدينا لي...لا بأس انسَ الأمر -جيمين:متأكدة؟ -إيومي:نعم -جيمين:ممممم حسنا ولكن إن احتجتِ شيئا أخبريني
غادرت وطوال الطريق بقي يتبعها إلى أن وصل إلى السكن الذي تعيش فيه...كان سكنا صغيرا ومتواضعا ولكن لا بأس به مقارنة بمهنتها -جيمين:لا أصدق! كيف لها أن تعيش هنا؟ أنا لا يمكنني...أووووف يبدو أنني سأقع في مشاكل بسبب هذه الفتاة
استلقت إيومي في سريرها وأرادت النوم لكنها لم تستطع ذلك كون جيمين لا يتوقف عن الظهور في أفكارها -إيومي:أوووووف...بسببه لن أنام الليلة أيضا وسأتعرض للتوبيخ
نهضت من مكانها وذهبت للثلاجة لتحضر شيئا تشربه بينما تتصفح هاتفها...فجأة وصلتها رسالة من رقم جديد -إيومي:غريب...رقم من هذا؟ أشعر أنني رأيته من قبل
أخذت تقرأ الرسالة التي وصلت فعرفت أنها من جيمين يسألها إن نامت -إيومي(بتجهم) :تبا له...مازال يحتفظ برقمي! ما الذي يريده مني؟! لن أرد عليه...فليذهب للجحيم
وضعت هاتفها على وضع الصامت وحاولت النوم إلا أن النوم قد جفاها تماما تلك الليلة
بعد مرور أسبوع عادت الفتيات إلى السكن متعبات بعد مرور يوم دراسي وعندما صعدن الدرج تفاجأن بجيمين يجلس هناك -جيمين:أووووه بارك إيومي...يال المفاجأة! -إيومي(بصدمة) :م م ماذا! أنت مجددا؟ ماذا تفعل هنا؟ -جيمين:لقد انتقلت للعيش في هذا السكن فما رأيك؟ -إيومي:ما رأيي؟! ولكن هل أنت مجنون؟ لماذا تلاحقني؟ -جيمين(بتجهم) :هي أنتِ...من قال أنني ألاحقك؟ هذا السكن أرخص من الذي كنت فيه لذلك أتيت -إيومي(بتجهم) :تبا لك -جيمين:أنتِ قليلة الأدب...بدل أن تكوني سعيدة برؤيتي تتصرفين هكذا -إيومي:لنذهب يا فتيات... -سانا:إلى اللقاء جيمين -سومي(بلطف) :إلى اللقاء صديق إيومي ههههه
صعدت الفتيات إلى شقتهن وإيومي غاضبة جدا -إيومي(بتجهم) :تبا له...ما الذي يفكر فيه هذا المغفل؟! -سانا:لا تبالغي...لا بد أنها صدفة -إيومي(بتجهم) :تبا للصدفة التي تجعلني أرى وجهه طول الوقت -سومي:من هو ذاك الوسيم؟ -إيومي(بتجهم) :إنه أحقر وأبغض شخص على وجه الأرض...وليس وسيما...إنه مغفل -سومي:أراه لطيفا -إيومي(بتجهم) :ليس كذلك أبدا...لقد كان يتنمر علي في الثانوية طوال الوقت وبسببه كدت أطرد -سومي:ولكن لماذا عاملك هكذا؟ -إيومي(بتجهم) :لأنني رميته بعلبة حليب فاسدة...مغفل -سومي:لست أفهم شيئا...بعد كل ذلك أصبح يلاحقك؟ -إيومي:لقد أنقذته من الغرق ويظن أنه مدين لي -سانا:يبدو أننا سنراه كثيرا هذه الأيام -إيومي:أصلا نحن نراه مليون مرة في اليوم لذا لن تكون الأمور أسوأ -سومي:لكنه لطيف جدا...أليس كذلك؟ -إيومي(بتجهم) :كفى...إن واصلتِ وصفه باللطيف فسأتقيأ -سانا:على كل حال فليفعل ما يحلو له...هو لن يضرك بشيء
بعد أيام جلست الفتيات في سكنهن...سومي تعد الطعام وإيومي تستمع للأغاني وسانا تتصفح النت...فجأة قُرع جرس الباب -سانا:سومي افتحي بما أنك واقفة -سومي:لا أستطيع...سيحترق الطعام -سانا:إيومي هلاَّ فتحتِ؟
نظرت لإيومي فوجدتها منهمكة بالاستماع للأغاني ولم تسمع شيئا ولا حتى جرس الباب -سانا:أووووف...لا يهم
نهضت سانا متكاسلة وفتحت الباب فإذا به جيمين -سانا:نعم؟ -جيمين:مساء الخير سانا...هلاَّ أعطيتني بعض السكر؟ -سانا:عفوا!؟ -جيمين:أردت طبخ الأصابع المحلاة ونفذ مني السكر -سانا:ماذا!؟ -جيمين :لماذا الاستغراب؟ ألم تسمعي برجل يطبخ من قبل؟ -سانا:عفوا ولكن هل تعتقد أنك في حيكم؟ انزل واشترِه بنفسك -جيمين:احم احم...سيستغرق وقتا...
وقفت تحدق به بنظرة مخيفة لفترة -سانا:حسنا...هل تريد الدخول؟ -جيمين:احم احم...نعم من فضلك
ذهبت للمطبخ لتحضر السكر بينما دخل جيمين إلى الغرفة الرئيسية حيث كانت إيومي مستلقية على بطنها وتستمع للأغاني...فجأة رفعت رأسها فرأته هناك فنهضت بسرعة واعتدلت ونزعت السماعات من أذنيها -إيومي(بصدمة) :أنت! لم يكن ينقصني سوى رأيتك في منزلي...ماذا تريد؟ -جيمين:أولا رحبي بالضيوف...ثانيا أنا هنا لأستعير بعض السكر لذا لا تبالغي -إيومي:ههههههههه قال سكر قال ههههههه -جيمين:اضحكي -إيومي:قل أنك أتيت لتزعجني -جيمين:لا ليس الأمر كذلك ولكن...
حين عرفت سومي أن جيمين هناك ركضت من المطبخ -سومي:أوووه مرحبا -جيمين:أهلا -سومي:أنا صديقة إيومي...اسمي سومي...تشرفنا -جيمين:تشرفنا سومي أنا جيمين...لا بد أنك سمعتِ عني الكثير من الفتيات -إيومي(بتجهم) :لا أحد مهتم لأمرك أصلا -جيمين:احم احم
قاطعتهم سانا ومعها بعض السكر -سانا:تفضل السكر...ومع السلامة
بعدها دفعته خارجا وأغلقت الباب -سانا:لماذا الشباب مزعجون هكذا؟! -إيومي:فعلتِ خيرا يا سانا...شكرا لك -سومي:كان علينا دعوته على القهوة على الأقل -إيومي:مستحيل...لا تنقصنا مشاكل
في أحد الأيام كان الجميع في قاعة المحاضرات والأستاذ يحاول شرح الدرس للطلبة بينما إيومي منهمكة في التفكير في حفل جي دراغون الذي سيتم الإعلان عنه خلال تلك الأيام...ظلت شاردة طوال المحاضرة إلى أن نغزتها سانا -سانا(بهمس):استيقظي...لقد فاتتك المحاضرة -إيومي(بهمس) :ترى هل تم إعلان الموعد؟ -سانا(بهمس) :كيف تفكرين في أمر كهذا؟! اهتمي بدراستك أحسن لك -إيومي(بهمس) :ولكن ماذا لو تم الإعلان ونفذت التذاكر بالفعل؟ -سانا(بهمس) :أوووف دعينا نركز على المحاضرة -إيومي(بهمس) :مازلت أشعر بالقلق حيال...
انتبه الاستاذ لها فضرب يده بالمكتب وصرخ -الأستاذ:أنتِ...نعم أنتِ
نظر الجميع ناحيتها بينما تحاول التظاهر أنها ليست المعنية -الأستاذ:أنتِ...أنا أكلمك...يا من كنتِ تتحدثين -إيومي:أنا؟ -الأستاذ:نعم أنتِ بالضبط...لِمَ لا تخرجين وتطبقين ما كنا ندرسه على النص الذي أمامك؟ -إيومي:ماذا؟! -سانا(بهمس) :مثلي على النص فحسب
خرجت للمنصة ووقفت حاملة النص أمام كل الطلبة...تمعنت فيه قليلا ثم نظرت نحو جيمين الذي كان يبتسم لها في آخر المدرج -الأستاذ:أمامكِ نص من مسرحية لشكسبير فاقرئيه لنا -إيومي:حاضرة
قرأت النص بكل براعة أمام الجميع وكان تمثيلها مؤثرا جدا بالنسبة لمجرد طالبة مبتدئة...وكلما تمثل فإنها تخرج كتلة من الأحاسيس من داخلها وكأنها تعيش في النص بالفعل...اندهش الأستاذ من كل ما رآه وعرف أن لهذه الطالبة مستقبلا باهرا جدا
بعد انتهاء المحاضرة كانت إيومي وسانا على وشك المغادرة -الأستاذ:بارك إيومي...تعالي -إيومي:نعم؟ -الأستاذ:أنا مندهش حقا...من أين لكِ بكل هذه الأحاسيس والبراعة؟ -إيومي(بخجل) :لا تبالغ يا أستاذ...أنا مجرد مبتدئة -الأستاذ:عليكِ مشاهدة نفسكِ وأنتِ تمثلين...لقد كنتِ رائعة -إيومي:هذه شهادة أفتخر بها منك أستاذي
وضع الأستاذ يده في حقيبته وأخرج كتابا ثم أعطاه لها -الأستاذ:هذا كتاب نادر...لا يوجد منه سوى عدة نسخ في العالم وهو مفتاح الفنان للوصول إلى المجد...أردتكِ أن تأخذيه لأنني أرى فيكِ المستقبل المشرق -إيومي(بسعادة) :أووووه هذا رائع! لا أعلم كيف أشكرك أستاذي -الأستاذ:لكي تشكريني عليكِ الاجتهاد فحسب...أتعدينني بذلك؟ -إيومي:طبعا أعدك -الأستاذ:يمكنكِ الانصراف الآن
خرجت من القاعة وهي تحضن الكتاب وتكاد تطير من السعادة -إيومي:أووووه كم أنا سعيدة! هذا الكتاب لي الآن -سانا:كم أنتِ محظوظة...هل يمكنني استعارته منك؟ -إيومي:طبعا صديقتي
كان جيمين يراقبهما من بعيد ثم اقترب منهما شيئا فشيئا -جيمين:كل هذا لأجل كتاب! -إيومي(بتجهم) :اممممم أنت مجددا يا مفسد المرح -جيمين:على كل حال هذا ليس ما أردت قوله لك... -إيومي(بتجهم) :لا تقل شيئا...لست بحاجة لكلامك -جيمين:ولكنكِ ستندمين إن لم تعرفي... -إيومي(بتجهم) :لا شكرا...احتفظ بصوتك للبروفات التي سنقوم بها لاحقا -جيمين:متأكدة...؟ -إيومي(بتجهم) :طبعا -جيمين:حسنا...أراكِ في السكن
بعدها غادر وهو مبتسم -سانا:ترى ما الذي كان سيخبرك عنه؟ -إيومي:لا يهمني...تكفيني كل الإزعاجات التي سببها لي -سانا:يبدو جادا في كلامه -إيومي:فليذهب للجحيم...لا شيء يهمني...سأذهب للعمل الآن...أراكِ مساءً سانا
في المساء عادت للسكن...كانت زميلتاها نائمتان بالفعل أما هي ففتحت الحاسوب تتصفح آخر الأخبار...فجأة وقعت عينها على كارثة حقيقية فصرخت بصوت عالٍ سمعه كل من في السكن -إيومي(بصراخ) :لااااااااااااااااااااااااااااااااا
كان جيمين مع زملائه في السكن ينتظر الصرخة بالفعل وعندما سمعها انفجر من الضحك -جين:يال الهول! ترى هل حصل شيء لجيراننا؟ -شوغا:لا يهم...ستتكفل به الشرطة -جيمين:ههههههههههههه إنها بارك إيومي المسكينة...لقد حاولت إخبارها ولكنها قاطعتني -شوغا:تلك الفتاة مجددا؟ لماذا لا تزال تلاحقها؟ أليست مرتبطة؟ -جيمين:لا...لقد انفصلت عن جيهوب -شوغا:ماذا عنك؟ لقد تغيرت منذ عرفتها...حتى أنني لم أعد أعرفك -جيمين:آاااه...ماذا أخبرك يا صديقي؟ بفضلها تغيرت تماما...إنها مثل سفينة الإنقاذ التي تأتي في آخر اللحظات...إنها مثل نفخة الأكسجين التي تأتيك فجأة وأنت تختنق...إنها مثل... -جين:كفى كفى...سأتقيأ...يبدو أنك تهذي من آثار النعاس -جيمين:لست نعسانا -جين:نعم نعم صدقناك...هيا للنوم جيمين -جيمين:هههههه مغفلان
في الطابق العلوي كانت إيومي ما تزال مصدومة بسبب قراءتها لخبر نفاذ التذاكر لحفل جي دراغون الأخير قبل ذهابه للجيش...كادت تبكي من الحزن لأنها لن تستطيع مقابلته وتحطمت معنوياتها
في الغد نهضت سانا وسومي ووجدتاها قد استيقظت بالفعل وتجهزت قبل الجميع وجلست تنتظرهما -سومي:هل أنا أحلم؟ كيف نهضتِ قبلنا اليوم؟ -إيومي(بحزن) :آاااااا لم أستطع النوم طوال الليل...أتصدقان أنني لن أرى جي دراغون لسنتين؟ وتذاكر حفله نفذت...أنا غاضبة غاضبة غاضبة...ماذا أفعل صديقتاي؟ أنا غبية لأنني ذهبت للمحاضرة فلو انتظرت في البيت لتمكنت من حجز التذكرة -سانا:كل هذا لأجل رؤية ذاك المغني؟ لا تبالغي... -إيومي(بحزن) :أووووووه بل سأفعل أكثر من ذلك...سأهرب من البيت وأترك دراستي وحتى امتحاناتي لكي أراااه...أنا مولعة به...أنا مجنونة -سومي:إنه مجرد هوس مؤقت...ستملين لاحقا -إيومي(بحزن) :مستحيل...لن أمل أبدا ولا على جثتي
بعد أن تجهزت الفتيات خرجن من شقتهن ونزلن عبر السلالم فمررن بجيمين الذي يتظاهر بأنه ينتظر صديقيه حتى يأتيا...وعندما رأى إيومي صار ينادي -جيمين:احم احم...هيا يا شباب لقد تأخرنا
كانت إيومي غاضبة ولم تعره أي اهتمام لكنه حاول لفت انتباهها -جيمين:صباح الخير يا فتيات -سانا:صباح الخير -سومي:صباح الخير -جيمين:ما رأيكما أن نذهب معا اليوم؟ -سومي:سيسعدنا ذلك... -سانا:ألا تعرف الطريق؟ -جيمين:ما هذه الوقاحة؟ أهكذا تعاملين شابا يريد مصادقتك؟ -سانا:حقا؟! أتريد مصادقتي؟ لم أنتبه لهذا على كل حال اعذر جهلي...ولكننا لا نصادق الشباب
في تلك اللحظة خرج كل من جين وشوغا من السكن ليريا الحرب -جيمين:هههههههه قالت لا تصادق الشباب قالت...لا تتظاهري بالبراءة...واضح أنك تواعدين ملايين الرجال -سانا:رأيك لا يهمني سيد بارك...يا بنات لنذهب -إيومي(بخبث) :أحسنتِ لقد أشفيتِ غليلي -سومي:إلى اللقاء يا شباب
غادرت الفتيات تاركات جيمين خلفهم يكاد ينفجر من الغضب -جيمين(بتجهم) :تبا لها...لقد أحرجتني أمام إيومي -جين:يالها من فتاة جريئة! -شوغا:ما الأمر...لماذا تتشاجران؟ -جيمين:لست أعلم ما مشكلتها...أنا أريد بارك إيومي وسانا تحشر نفسها في أمور لا تعنيها -شوغا:أوووووه أتعرفان ما يعني هذا؟ إنها واقعة في حبك ههههههه -جيمين:ههههههه ومن يهتم لأمرها أساسا
بعد انتهاء المحاضرات الجامعية بقيت إيومي محطمة طوال اليوم وكل ما تفكر به هو كيف ستحضر حفل جي دراغون...حملت أغراضها وخرجت مع زميلتها سانا لتذهب للعمل فنادى عليها جيمين -جيمين:مهلا! -إيومي(بتجهم) :اغرب عن وجهي...أنا في مزاج سيء جدا -سانا:أتريدين أن أهتم به يا صديقتي؟ -إيومي(بتجهم) :نعم من فضلك -جيمين:كنت سأخبركِ أمرا مهما فحسب وأعلم أنكِ ستندمين إن لم تعرفيه -إيومي(بتجهم) :مجددا! ما هذا الأمر؟ -جيمين:تذكرين البارحة...كنت سأخبركِ بالموعد الدقيق لبيع تذاكر حفل جي دراغون ولكنكِ رفضتِ الاستماع لي -إيومي(بصدمة) :م م ماذا!؟ وكيف لك أن تعرف؟! -جيمين:أبي لديه وكالة ترفيهية وهو يتعاون مع وكالة جي دراغون -إيومي(بصدمة) :مااااااذا!؟ ولكن كيف سمحت لنفسي أن أضيع شيئا كهذا!؟ -جيمين:بما أنكِ نادمة...سأخبركِ شيئا آخر -إيومي(بتجهم) :اخرس...لا أريد شيئا منك الآن -جيمين:حسنا كما تريدين...يبدو أنني سأرمي التذاكر التي اشتريتها لحفل جي دراغون
قال ذلك ثم سار بضع خطوات...أما إيومي فوقفت تثبت ما سمعته ثم ركضت نحوه -إيومي(بصراخ) :اشتريت تذاكر!؟ -جيمين:طلبت من والدي أن يوصي لي عليها شخصيا -إيومي(بصراخ) :فعلا؟! لا أصدق...أنت تكذب صحيح؟
أخرج تذكرتين من جيبه وأراهما لها وكانت مصدومة جدا لدرجة أنها بقيت فقط تحدق بالتذاكر -جيمين(بثقة) :يمكنكِ الحصول عليها مقابل شرط واحد
نظرت له بنظرة اشمئزاز ثم تنهدت -إيومي:يبدو أنني لن أتمكن من الحضور...على كل حال شكرا لك على المحاولة
بعدها أمسكت بذراع سانا وأخذتها بعيدا فلحق بهما جيمين -جيمين:ولكن ألا تريدين الذهاب؟ -إيومي:بلى ولكن لن أذل نفسي لأجلك...لا أريدها -جيمين:ومن قال أنكِ ستذلين نفسك؟ أنتِ لم تستمعي حتى لشرطي -إيومي:وماذا سأتوقعه منك؟ أنت شخص سيء وستستغل ضعفي -جيمين:لا تقولي عني أشياء لا تعرفينها...أنا شخص جيد جدا ولو عرفتني عن قرب ستكونين ممتنة -إيومي:كفى ثرثرة...لا أريدها
بعدها ركضت مع صديقتها مبتعدتين عنه
في العمل كانت إيومي توزع الطلبات على الزبائن ولكن جيمين لحق بها مجددا وجلس في إحدى الطاولات -جيمين:يا نادلة...تعالي -إيومي(بتجهم) :تبا لك -جيمين:عامليني بلطف وإلا سأشكوكِ لمديرك -إيومي:ما طلبك سيدي؟ -جيمين:خذيني معكِ لحفل جي دراغون...هذا كل ما أريده -إيومي:لقد سألتك ماذا تطلب -جيمين:لا شيء...جئت فقط لأخبرك بشرطي -إيومي:آسفة سيد بارك ولكن لا يمكنني مرافقتك -جيمين:ولماذا؟ -إيومي:ببساطة لأنك مزعج...لا أريدك أن تفسد فرحتي مع جي دراغون -جيمين:حتى ولو أخبرتكِ أنني حصلت على حدث توقيع وتصوير معه؟ -إيومي(بصدمة) :أووووووه لا تمزح! -جيمين :بلى...الوكالة وضعت جائزة لأول مئة تذكرة تباع -إيومي(بصدمة) :يا إلهي! علي الذهاب...أريد أن أطلب منه الزواج -جيمين(بصراخ) :ماذا!! -إيومي:حسنا قبلت...شكرا
أخذت التذاكر من يده وقامت بضمها وتقبيلها -إيومي(بسعادة) :الآن لن يوقفني أحد أبدا -جيمين:بلهاء...لا أعلم لماذا تعاملينه أفضل مني -إيومي:سأعود للعمل الآن -جيمين:أجيبيني...هل هو أفضل مني حقا؟ -إيومي:لدي الكثير من الزبائن...غادر فورا -جيمين(بصراخ) :أيها المدير لدي شكوى -إيومي(بهمس) :هششششش أغلق فمك...لا تنقصني مشاكل -جيمين:كوني لطيفة معي -إيومي(بتجهم) :أوووووف ماذا تطلب؟ -جيمين:ما قصة الأف؟ وتحدثي بلباقة -إيومي:احم احم...ماذا أقدم لك سيدي؟ -جيمين:لا أعلم -إيومي:لا تعلم! هل نحن نلعب هنا؟ -جيمين:ماذا تقترحين علي؟ -إيومي:السم -جيمين(بصراخ) :أين المدير رجاءً؟ -إيومي:آه لالالا...يمكنك طلب الشواء أو المعكرونة أو حساء الدجاج -جيمين:وأنتِ هل تعشيتِ؟ -إيومي:أنا آكل حين أكمل عملي -جيمين:لهذا أصبحتِ نحيفة هكذا...لنتناوله معا بعد أن تنهي عملك
حين أنهت عملها ذهب كلاهما للبيت وهما يسيران معا -جيمين:هل أنتِ سعيدة؟ -إيومي:لماذا تسأل؟ -جيمين:أرى على وجهك الابتسامة -إيومي:هههههه نعم أنا سعيدة...إن كوريا مكان مميز ويجعلك سعيدا رغم عنك -جيمين:هذا جميل...ظننت أنكِ لن تحبيها مطلقا -إيومي:أخبرني الحقيقة...ذاك اليوم لو كنت أنا من تغرق هل ستنقذني؟
فكر لبرهة ثم أجاب -جيمين:لا...كنت سأترككِ تغرقين...هذا في السابق...
توقف كلاهما عن المشي ثم أمسك بيدها ونظر كلاهما في عيني بعض -جيمين:والآن...إما أن أنقذك...أو نغرق معا
عدل سابقا من قبل بثينة علي في الأربعاء يناير 10, 2024 11:13 pm عدل 1 مرات
بثينة علي يعجبه هذا الموضوع
بثينة علي Admin
المساهمات : 1305 تاريخ التسجيل : 27/05/2021 العمر : 27
في السكن طرق أحدهم الباب وذهبت سانا لتفتح -جين:مساء الخير...هل جيمين عندكم؟ -سانا:لا...وما الذي سيأتي به عندنا؟ -جين:فهمت...ولكنه تأخر في العودة وأنا نسيت مفتاحي في داخل السكن -سانا:ماذا عن زميلك الآخر؟ -جين:لم يعد بعد...أعتذر لإزعاجك على كل حال -سانا:لا مشكلة
كان الجو باردا لذا على جين أن يبقى في الدرج إلى أن يأتي زميلاه...ولكن سانا لم تشأ أن تكون قاسية معه فقط لأنه صديق جيمين لذا نادت عليه -سانا:الجو بارد...تفضل بالدخول -جين:لا...الوقت متأخر ولا أريد إزعاجكم -سانا:لا بأس فأنا أقرأ كتابا وسومي نائمة وإيومي في العمل -جين:حسنا
دخل وجلس في الغرفة الرئيسية على الأريكة...أحضرت له سانا كأس عصير وقدمته له -سانا :تفضل -جين:أشكرك...لن أستغرق وقتا...إن شوغا قادم -سانا:لا بأس...البيت بيتك
جلست تقرأ الكتاب الذي أعطاه الأستاذ لإيومي بينما جين يشرب العصير ويراقبها...كان مندهشا للغاية فهو لم يرَ من قبل هذا الجمال والهدوء مجتمعين معا حتى أنه تمنى أن يبقى هناك ينظر لها طوال الليل
مرت دقائق عليها وهي تقرأ الكتاب إلى أن غفت وهي جالسة على الأريكة...شعر جين بالوحدة قليلا لذا أراد إيقاظها...وحين اقترب منها تعثر وسقط فوقها مباشرة ووقعت وجوههما على بعض
فتحت سانا عينيها فوجدته مستلقيا فوقها فشعرت بالخوف وصرخت -سانا(بصراخ) :آاااااااااااااااااااااا متحرش -جين(بتوتر) :ماذا؟ لا ليس الأمر كذلك
سمعت سومي صوت الصراخ فنهضت من فراشها مسرعة لترى ذلك المنظر -سومي:يا إلهي! -سانا(بصراخ) :ابتعد عني يا حقير -جين(بتوتر) :آسف كان ذلك مجرد خطأ
في ذلك الوقت عاد كل من جيمين وإيومي للسكن فسمعا صوت الصراخ -إيومي:يا إلهي! إنه صوت سانا! -جيمين:بسرعة
ركضا وفتحا باب السكن ليجدا البيت مقلوبا رأسا على عقب...سانا ترمي الأحذية والوسائد والكتب وأي شيء تجده أمامها على جين وهو يهرب ويركض يمينا وشمالا وأصواتهما تملأ السكن بأكمله -إيومي:ما الذي يجري هنا؟ -سانا(بصراخ) :لقد حاول التحرش بي وأنا نائمة...إنه وغد منحرف -جيمين:انتبهي لألفاظك...جين ليس من ذلك النوع -سانا(بصراخ) :وماذا رأيت أنت؟ لقد كان نائما علي حين غفوت -سومي:إنها صادقة...لقد نهضت من النوم ورأيته -سانا(بصراخ) :أخرجوه من هنا...لا أريد رؤية وجهه الحقير مجددا مفهوم؟ -إيومي:لا بأس اهدئي -سانا(بصراخ) :كيف أهدأ وهناك أحد تحرش بي؟ -جين(بتوتر) :أخبرتك ليس الأمر... -سانا(بصراخ) :اخرس -جيمين:حسنا لقد فضحنا أنفسنا وكل الناس خارجا تضحك علينا...ألا يمكننا إنهاء هذه القصة الآن؟ -إيومي:جيمين معه حق...لنعالج الأمر لاحقا...فهذا ليس الوقت المناسب للعراك -جيمين:هيا جين لنعد للمنزل
خرج جين وجيمين مسرعين -إيومي:أووووف الرجال...لا أحد يفهم تصرفاتهم -سانا(بحدة) :وغد
عاد جين وجيمين لسكنهما وتحدثا -جيمين:ولكن ما بالك يا فتى... -جين:أنا لم أفعل شيئا...انزلقت قدمي ووقعت عليها وهذا كل شيء -جيمين:وماذا كنت تفعل في بيتها وهي نائمة؟ -جين:هي أدخلتني...اسألها بنفسك -جيمين:لم أعد أفهم شيئا...تلك الفتاة تحيرني
بعد مرور أيام حان موعد حفلة جي دراغون التي انتظرتها إيومي بفارغ الصبر...ارتدت كنزة عليها صورة جي دراغون وكتبت اسمه على وجهها وذهبت برفقة جيمين إلى المسرح الذي سيقام فيه الحفل...جلس جميع الحضور بانتظار ظهور جي دراغون ومن بينهم إيومي التي كانت تحرك رأسها ورجليها بحماس دون توقف فجعلت كرسي جيمين يهتز -جيمين(بتجهم) :كفى...كأنكِ تنتظرين عريسا -إيومي:لن أمانع لو طلب أن يكون عريسي -جيمين(بتجهم) :بلهاااااء
واصلت تحريك الكراسي دون توقف وكان جيمين يشعر بالانزعاج منها لكنه حاول التحكم بأعصابه
مرت دقائق وهي لا تزال على هذا الحال إلى أن طفح به الكيل منها -جيمين(بحدة) :كفى! أنتِ تثيرين اشمئزازي -إيومي:أنا متحمسة...لا أستطيع التوقف -جيمين:فقط اجلسي باعتدال -إيومي:حاضرة
حاولت التحكم برجليها ولكنها لم تستطع فكانت تنسى وتحركهما من جديد...خلال دقائق نزل المقدم إلى المسرح وبدأ العرض -المقدم:مسااااااء الخير جمييييييعااااا -الجمهور:مساء الخيييييييير -إيومي(بحماس) :وأخيراااا وأخيرررا... -المقدم:لا بد أنكم متحمسون جدا الليلة -الجمهور:نععععععمممم -المقدم:لا بد أنكم انتظرتم طويلا لرؤية محبوبكم جي دراغون؟ -الجمهور:نعععععععممممم -المقدم:لن أطيل عليكم أكثر...وأترككم مع النجم المتألق لليلتنا...جي درااااغووون -الجمهور:جي دراغون...جي دراغون...جي دراغون
في تلك اللحظة كاد يتوقف قلب إيومي فصارت تضرب جيمين على ذراعه من الحماس -إيومي(بحماس) :سيظهر في أي لحظة...إنه هنا...لا أصدق نفسي -جيمين:ذراعي! مجنونة
ظهر جي دراغون على المسرح وبدأ الغناء مباشرة فجعل كل المسرح ينقلب...كانت إيومي مولعة به للغاية فصارت تقفز وتصرخ لعله يراها -إيومي(بصراخ) :جي دراغون...حبيبي...إنها أنا إيومي هل تذكرني؟ -جيمين:هو لن يسمعك...ارتاحي -إيومي (بصراخ) : أحبببببببك...أعشقققققك...أنت مذهل
أدى جي دراغون أغنيته الأولى بالفعل ثم التفت نحو الجمهور للكلام معهم -جي دراغون:هل تحبون الكيبوب؟ -الجمهور:نعععععععمممم -جي دراغون:هل تحبون جي دراغون؟ -الجمهور:نععععععممممم -جي دراغون:لنواصل مع الأغنية التالية...هيااااا...موسيقى
بعدها خلع قميصه نهائيا وبدأ بالرقص والغناء كالمجانين مما جعل إيومي تقع بحبه أكثر -إيومي(بحماس) :آاااي قلبي...سيغمى علي...انظر لتلك العضلات والجسد الممشوق -جيمين(بتجهم) :لدي جسد أفضل منه
نظرت نحو عضلاته وابتسمت ابتسامة سخرية ثم واصلت الهتاف مع الجمهور
بعدها نزل جي دراغون نحو الجمهور الذين في الصف الأول وصافحهم جميعا مما جعل إيومي تغضب بشدة وتشد جيمين من ذراعه -إيومي(بانزعاج) :غبي...لماذا لم تحصل لنا على تذكرة في الصف الأول؟ أنت بلا فائدة -جيمين(بحدة) :كفى...ما هذا العذاب؟! منذ جئنا وأنتِ تضربينني -إيومي:آسفة...عندما أتوتر أقوم بأشياء دون وعي
أكمل جي دراغون غناءه مع تفاعل الجمهور ثم توقفوا لأخذ فترة راحة لبعض الوقت...وخلال تلك الفترة صار يسأل الجمهور -جي دراغون:من يجيب عن هذا السؤال سيحصل على دمية مجسمة لي...ماذا كانت وظيفة والدي؟ -إيومي(بحماس) :أنا أعرف...أنا أنا أنا
رفعت الكثير من الفتيات أيديهن لذا اختار إحدى المعجبات -معجبة:حارس في مدرسة -جي دراغون:أحسنتِ...تعالي لاستلام جائزتك -إيومي(بتذمر) :لاااااا...كنت أعرف الإجابة -جيمين(بتجهم) :كم بقي على انتهاء الحفل؟ -إيومي:لا أريده أن ينتهي...غادر إن أردت -جيمين(بتجهم) :أوووف أنا مجبر على تحملك
-جي دراغون:السؤال التالي...من هو صديقي المقرب من بيغ بانغ؟ -إيومي(بحماس) :أنا...أنا...أرجوك اخترني أنا
وكما المعتاد كانت المنافسة قوية ولم يتم اختيار إيومي هذه المرة أيضا -إيومي(بانزعاج) :تبا...احملني على كتفيك -جيمين:أنتِ مجنونة؟ -إيومي:نعم مجنونة...هيا احملني...علي الفوز بدميته اليوم -جيمين:سنقابله في نهاية الحفل لذا لا داعي -إيومي(بتذمر) :ولكنني أريد الدمية
نظرت إليه بنظرة بريئة حتى تثير شفقته -جيمين:موافق...موافق...فقط توقفي عن ذلك
صعدت على كتفيه وأصبحت أعلى من كل الجمهور -جي دراغون:السؤال الأخير...من سيكون المحظوظ؟ السؤال يقول ما هو نوعي المفضل من الملابس؟
حين سمعت السؤال مباشرة صارت تصرخ بصوت عالٍ جدا -إيومي(بحماس) :أنااااااااااا...اخترني أنااااااا...أنااااااا
كان جي دراغون ينظر من بعيد ولفتت إيومي انتباهه -جي دراغون:أنتِ...الفتاة الطويلة -إيومي(بحماس) :لقد اختارني! لا أصدق!
ركضت مسرعة نحو المسرح ووقفت بجانبه -جي دراغون:ما هي إجابتك؟ -إيومي(بتوتر) :لا أعلم...ولكن حقا كنت أريد الحصول على دميتك
ضحك عليها كل الجمهور وحتى جي دراغون ضحك من اعماق قلبه -جي دراغون:تعجبني جرأتك...ولذلك سأمنحك الدمية كهدية...تفضلي هههههه
أمسكت الدمية وحضنتها وهي تكاد تطير من الفرح -إيومي(بسعادة) :سيد جي دراغون أنا مغرمة بك...أحبك أحبك...لن أنسى هذا اليوم معك أبدا -جي دراغون:شكرا...شكرا -إيومي(بسعادة) :هل تذكرني؟ لقد تقابلنا من قبل -جي دراغون:آسف لا أذكرك -إيومي(بصدمة) :ولكن...كيف يمكنك أن تنسى آخر لقاء لنا؟ -جي دراغون:من فضلك...اجلسي -إيومي(بصدمة) :أوباااا...إنها أنا إيومي...كيف نسيتني؟ -جي دراغون:عليكِ الجلوس من فضلك -إيومي(بصدمة) :أوووباااا...لااااا...أرجوك
جاء الحراس ودفعوها بعيدا خارج المسرح ثم عادت للجلوس في مقعدها -جيمين(بسخرية) :لا أعرفك...من أنتِ أيتها المهووسة؟ -إيومي(بانزعاج) :أنت اخرس...لا علاقة لك -جيمين:إنه أشبه بشخص يطارد ظله...لن تستفيدي شيئا -إيومي(بتجهم) :يمكنني الحصول عليه فقط اصبر -جيمين(بسخرية) :هو لن ينظر إليك أبدا...أنتِ بالنسبة له مجرد مصدر للمال -إيومي(بحدة) :جي دراغون مختلف...إنه لا يفكر كذلك -جيمين:بلى كل المشاهير هكذا...يرون معجبيهم حزمة من المال لا غير -إيومي(بحدة) :إلا حبيبي جي دراغون...أنت اخرس فحسب
فجأة عاد الحفل وعلا صوت الموسيقى فعادت إيومي لنشاطها وحيويتها وعادت للغناء والصراخ مع صوت جي دراغون -جيمين(بتجهم) :أووووف...بعد ذاك الإحراج الذي تلقته مازالت تحافظ على كبريائها...الحق علي لأنني أتيت معها لهذا الحفل الممل...آخر مرة بالتأكيد
انتهى الحفل وعاد الأغلبية لمنازلهم فبقي جيمين وإيومي ينتظران في الصف لمقابلة جي دراغون وأخرجت علبة مساحيق التجميل لتعدل مظهرها -جيمين(بسخرية) أكثري التبرج لتصبحي مثل كليوباترا -إيومي:لست أبالغ...هذا تبرج خفيف...ما رأيك؟ هل أبدو جميلة؟ -جيمين(بسخرية) :تشبهين كلبتي -إيومي(بتجهم) :أتعلم ماذا؟ اخرس
بعد انتظار طويل حان دورهما أخيرا...قام الحارس بإدخالهما إلى إحدى الغرف التي يجلس فيها جي دراغون -إيومي(بحماس) :أوه لا أصدق! أوبااااا! هذا أنت! -جي دراغون:أهلا بكما تفضلا...باسم من أوقع؟ -إيومي(بحماس) :بارك إيومي من فضلك -جي دراغون:بارك إيومي! سمعت هذا الاسم من قبل -إيومي(بحماس) :نعم...إنها أنا الفتاة التي نامت بمنزلك تلك الليلة؟ -جيمين(بصدمة) :نمتِ بمنزله!؟ -إيومي(بتجهم) :وأنت من تحدث معك؟ -جي دراغون:ومن يكون هذا؟ -إيومي(بتجهم) :إنه شخص لا يمت لي بأي صلة فدعك منه -جي دراغون:ذكريني أين التقينا؟ -إيومي(بحماس) :لقد هربت من المنزل في يوم مثلج وكدت أتجمد بالخارج لكنك أدخلتني وسمحت لي بالنوم في بيتك
كاد جيمين ينفجر من الغضب لذلك لم يستطع البقاء أكثر -جيمين(بتجهم) :سأخرج وأنتظرك...لا تتأخري
لم ترد عليه فقد كانت منهمكة بالتحديق في جي دراغون...بعدها خرج وتركهما وحدهما -جي دراغون:أنتِ الفتاة التي جاءت إلي في الليلة الثلجية...تذكرتك -إيومي(بحماس) :نعم نعم نعم...إنها أنا...الحمد لله -جي دراغون:جميل أن نلتقي مجددا إيومي -إيومي(بحماس) :بل مذهل للغاية -جي دراغون:ماذا قلتِ اسم عائلتك؟ -إيومي:بارك
وقع لها على دفترها فكادت تطير من الفرح -إيومي(بحماس) :هل يمكننا أن نلتقط بعض الصور معا؟ -جي دراغون:نعم
أخرجت هاتفها من الحقيبة فوجدت أن بطاريته قد نفذت -إيومي:علي استخدام هاتف جيمين -جي دراغون:خذي راحتك -إيومي:لا لا...هو بالفعل لن يسمح بذلك
في الخارج كان جيمين متوترا...كان يعلم أنهما يتغازلان بالداخل وربما هما يتبادلان أرقام الهواتف أيضا...كل تلك الأفكار السلبية تسيطر عليه ولم يعرف كيف يتصرف -جيمين(بانزعاج) :علي فعل شيء بخصوصهما...لا يمكنني الاحتمال أكثر
حمل هاتفه وأرسل لها رسالة يخبرها فيها أنه سيذهب لشراء شيء يأكله وعليها انتظاره هنا حتى يعود ولكن لأن هاتفها مطفأ لم ترَ الرسالة مطلقا
أنهت إيومي لقاءها مع جي دراغون وودعته بحرارة ثم خرجت تبحث عن جيمين...كان المكان مزدحما لذا بقيت تفتش بين الجمهور...بعدها شاهدت شابا يرتدي نفس معطف جيمين الأحمر فنادت عليه -إيومي(بصراخ) :جيمين...جيمين...أنا هناااا
لم يلتفت لها مطلقا فقررت أن تركض خلفه فقد ظنت أنه غاضب فحسب لذا سبقها
واصلت السير خلفه إلى أن خرج من الموقع نهائيا...وبعد أن لحقت به شدته بسرعة من ذراعه -إيومي(بحدة) :يا مغفل...انتظرني
مضى في طريقه وتركها خلفه محتارة -إيومي:ترى أين جيمين؟ لماذا لم ينتظرني؟
حملت دمية جي دراغون بيديها تكلمها -إيومي:أنت الوحيد الذي بقي لي الآن فلا تخذلني...ابقَ معي فأنا خائفة
عاد جيمين إلى نفس المكان لينتظر إيومي لكن لم يجد أحدا هناك فالمقابلات انتهت والكل عادوا لمنازلهم...حينها شعر بالخوف وصار يسأل العاملين هناك -جيمين:معذرة...كانت هنا فتاة بالداخل ألم ترها؟ -العامل:لقد غادر الجميع -جيمين:حتى جي دراغون؟ -العامل:نعم -جيمين:شكرا لك
حمل هاتفه واتصل بها ولكن هاتفها مغلق...عاود الاتصال مرارا وتكرارا لكن بلا فائدة
شعر بالهلع الشديد على إيومي فهي لا تعرف الطريق والوقت متأخر ولا توجد وسائل نقل في ذلك الوقت...الطريقة الوحيدة هي أن يفتش عنها بنفسه...بعدها باشر الركض في كل مكان والصراخ باسمها
كان كل منهما يشعر بالخوف الشديد وكانا يدوران في دائرة مغلقة يبحثان عن بعضهما...هي ظنت أنه غاضب منها لذا غادر بدونها...وهو ظن أنها سئمت من رفقته لذا عادت بمفردها
سارت إيومي في الطريق باحثة عن أقرب باص أو موقف سيارات يمكنه أن يأخذها للجامعة ولكن المكان الذي أقيم فيه الحفل هو مكان خالٍ من العمران تقريبا...اضطرت للسير مسافة طويلة مع الطريق وقلبها يكاد يتوقف من الخوف...حاولت تشغيل هاتفها مرارا وتكرارا لعلها تستطيع الاتصال بسانا لتدلها على طريق العودة ولكن الهاتف خالٍ تماما من الشحن
كانت الطريق محاطة بالأشجار تقريبا...وأثناء سيرها شعرت أنها لمحت شابا بملابس سوداء واقفا بين الأشجار يحدق بها...في البداية تظاهرت أنها طبيعية وسارت بهدوء ولكن سمعت صوت خطواته وهو يلحق بها ويحاول الاقتراب منها...ازدادت ضربات قلبها وأصبح السير صعبا...هذه ثالث مرة تتعرض لموقف كهذا وكل ذلك بسبب غبائها فهي دائما تقع في نفس الخطأ
صارت أصوات خطوات ذاك الرجل تقترب شيئا فشيئا من الخلف والأمور تزداد تعقيدا...فجأة صرخ عليها ورفع سكينا في وجهها -الرجل(بحدة) :ارفعي يديك وسلميني محفظتك -إيومي(بخوف) :خذها إنها لك
سلمته المحفظة ففتشها واستخرج ما فيها من نقود -الرجل:هذا فقط؟ -إيومي(بخوف) :وماذا تتوقع؟أنا طالبة في الجامعة وراتبي متواضع -الرجل:هاتِ المزيد...أعلم أنكِ تخبئينه في ملابسك -إيومي(بخوف) :تعال وفتش بنفسك وإن وجدت المال فخذني معه مجانا -الرجل:إذًا هو في هذه الدمية...أرني -إيومي(بخوف) :لا لا لا...إلا دمية جي دراغون إياك ولمسها -الرجل:كشفتك...لديكِ كنز مخبأ داخل الدمية...أعطني إياها
سحب الدمية منها غصبا ثم شقها بالسكين -إيومي(بصراخ) :لااااااااااا...حبيبي...لااااااااا
طفح الكيل بها وهي تشاهد دميتها تتدمر أمام عينيها فأسرعت باتجاهه وضربته بلكمة قوية على وجهه حتى تراجع -الرجل:تضربينني؟ -إيومي(بغضب) :إلا جي دراغون...من يقترب منه سيموت...آااااا
ركضت نحوه وضربته بركلة قوية جدا في بطنة حتى أغمي عليه من شدة الألم ثم ركضت نحو دميتها وحملتها وحملت محفظة نقودها ثم ركضت في الطريق
بعد فترة وصلت للمحطة ولحسن حظها هناك سيارات تعمل في الليل وإلا لكان قضي عليها بالتأكيد
عادت للسكن وأول ما فعلته أنها أصلحت التمزق الذي كان في الدمية ثم حضنتها بكل سعادة ونامت ناسية أنها تركت جيمين خلفها
في الصباح الباكر استيقظت بكل نشاط بعد ذلك المرح الذي حظيت به ليلة أمس وقامت بوضع هاتفها على الشحن وعندما فتحته وصلتها رسالة جيمين -إيومي(بقلق) :لقد ترك لي رسالة وأنا ظننت أنه غادر بدوني! علي الاطمئنان عليه
ركضت مسرعة نحو الطابق السفلي وطرقت الباب عدة مرات متوالية ففتح لها شوغا -إيومي:آسفة على إزعاجكم في هذا الوقت...هل جيمين هنا؟ -شوغا:كنت سآتي وأسألكِ نفس السؤال فأنتما ذهبتما للحفل معا -إيومي:ألم يعد بعد؟ شوغا:لا...لم ينم هنا أصلا -إيومي(بقلق) :يا إلهي! علينا الاطمئنان عليه أو تبليغ الشرطة -شوغا:فلننتظره اليوم...وإن لم يعد سنبلغ الشرطة
بينما هما يتناقشان صعد جيمين بحالة مزرية على السلالم...كانت بادية عليه علامات التعب والجوع والسهر...شعرت إيومي بالفرح وركضت نحوه ولكنه ابتعد عنها -إيومي:أنت بخير؟ أين كنت؟ لقد قلقنا عليك -جيمين(بحدة) :دعيني وشأني
دخل لغرفته وأغلق الباب خلفه بقوة...واضح أنه لم يكن في مزاج جيد -شوغا:سأطمئن عليه وأخبركِ بالتفاصيل لاحقا -إيومي:نعم من فضلك
عدل سابقا من قبل بثينة علي في الأربعاء يناير 10, 2024 11:15 pm عدل 1 مرات
بثينة علي يعجبه هذا الموضوع
بثينة علي Admin
المساهمات : 1305 تاريخ التسجيل : 27/05/2021 العمر : 27
بما أنه يوم السبت فهو يوم عطلة...تنام الفتيات إلى وقت متأخر من اليوم ما عدا إيومي التي تكاد تنفجر من القلق على جيمين -إيومي:ترى لماذا غضب مني هكذا؟ أنا أيضا ضحية وكدت أن أموت...عليه أن يتعلم مراعاة ظروف الناس قليلا...سأتواصل مع شوغا وأعرف ما الأمر
أرسلت رسالة لشوغا تسأله فيها عن أخبار جيمين ودار بينهما الحوار التالي: -إيومي:ما أخبار جيمين؟ -شوغا:إنه نائم...لم أستطع معرفة أي شيء -إيومي:أرجوك افعل شيئا...لا يمكنني الانتظار هكذا فحسب -شوغا:اصبري...سأكلمه عندما يستيقظ
في المساء جلست تقرأ كتابا ولكنها طول الوقت تفكر بجيمين -إيومي:غريب! لماذا أشعر أن الوقت الذي أقضيه مع جيمين وقت جميل؟ رغم أننا لا نتوقف عن الشجار -سانا:أفترض أنكِ صرتِ تحبينه -إيومي:لا أظن ذلك...فلو كنت أحبه لأحسست بذلك...لكن ما أشعر به مختلف...شعور ممزوج بالحماس والسعادة والقلق...لا أعرف كيف أصف ذلك -سانا:وهل هو يحبك؟ -إيومي:لا بالتأكيد...إنه فحسب مدين لي بحياته -سانا:ألم يحاول أن يظهر لكِ مشاعره؟ -إيومي:لست أعلم...إنه يقوم بأمور لطيفة من حين لآخر لكن لست متأكدة
فجأة وصلتها رسالة من شوغا يخبرها فيها أنه لم يستطع التحدث مع جيمين لأنه ما يزال منفعلا -إيومي:علي الذهاب -سانا:إلى أين؟ -إيومي:لأكلم جيمين -سانا:خذي لهم بعض الزلابية معك...لقد أعددت منها كثيرا -إيومي:زلابيتك أتت في وقتها مباشرة
نزلت لشقة جيمين ومعها صحن الزلابية ثم طرقت الباب ففتح لها شوغا -إيومي:أين هو؟ -شوغا:في غرفته...أعطني هذا سأحمله عنك
ذهبت نحو غرفة جيمين وطرقت الباب -جيمين(بصراخ) :شوغا دعني وشأني -إيومي:إنها أنا إيومي...هل أدخل؟ -جيمين:لا -إيومي:دعنا نتحدث...أريد أن أفهم ما يجري معك
فجأة نهض وفتح الباب لها -جيمين:ادخلي
بعد أن دخلت أغلق الباب خلفها وبقيا وحدهما بالغرفة أما شوغا فبقي يتصنت عليهما من الخارج -جيمين(بسخرية) :لا بد أنكِ استمتعتِ بالحفل أمس -إيومي:نعم...كان حفلا مذهلا -جيمين:أما أنا فلم أستمتع...لقد تحول الحفل لكارثة بسببك -إيومي:لماذا تقول ذلك؟ -جيمين(بحدة) :تسألين لماذا؟! ولكن هل دماغك فارغ لهذه الدرجة؟ -إيومي:بشأن البارحة آسفة جدا...لقد فرغت بطارية هاتفي ولم تصلني رسالتك
ضرب الحائط بيده بقوة مما جعلها تشعر بالفزع -جيمين(بحدة) :هل أنتِ خرقاء لهذه الدرجة؟ لماذا لم تنتظري قدومي؟ أتعلمين كم كنت قلقا عليكِ لدرجة الموت؟ لقد سهرت الليل كاملا أبحث عنك في هذا الجو البارد والظلام وفي النهاية أنتِ عدتِ وحظيتِ بليلة مريحة دون حتى أن تسألي إن كنت عدت أم لا -إيومي:ولكن... -جيمين(بحدة) :لا أريد أعذارا...اخرجي من غرفتي -إيومي:أقسم لك أنك فهمت كل شيء خطأً -جيمين(بحدة) :سأعد نحو ثلاثة...إن لم تغادري فستندمين -إيومي:أريد أن أشرح لك... -جيمين(بحدة) :واحد -إيومي:مهلا... -جيمين(بحدة) :اثنان -إيومي:دعني أتكلم أولا... -جيمين(بحدة) :اثنان ونصف -إيومي:جيمين... -جيمين(بحدة) :ثلاثة...انتهى أمرك
أمسك بها من ذراعيها ثم دفعها نحو الحائط وبدأ بتقبيلها بجنون بينما ثابتة مكانها دون أن تفعل شيئا وكل ما تحدق به هو عينيه المغمضتين...طوال الوقت كانت تفكر لماذا يعاملها هكذا...هل هو شخص منحرف أم أنه يحبها أم أنه يريد التسلية بها فقط؟ والاحتمال الأسوأ أنه مازال يحمل لها الضغينة ويريد الانتقام منها...كل هذه الأفكار جعلت رأسها يدور...لم ترد أن تصبر أكثر لذا حان الوقت لتعرف كل شيء...أبعدت وجهها عنه بصعوبة وأوقفته عن تقبيلها -إيومي(بصراخ) :لماذا تفعل ذلك؟ ما الذي تريده مني حقا؟
لم يرد عليها بل بقي يحدق فيها وعلى وجهه علامات التأثر وكأنه لا يريد لتلك اللحظات بينهما أن تنتهي -إيومي(بصراخ) :فقط أجبني...أريد جوابا...
صدمتها تلك الكلمات لدرجة أنها لم تستطع الرد عليه مطلقا -جيمين:نعم كما قلت لك...أنتِ غبية...ويمكنني الحصول عليكِ بمجرد خداعك...ربما لا تعرفين بارك جيمين...دعيني أعرفكِ عليه...إنه شاب منحرف وسيء جدا...يفعل ما يريده ولا أحد يمنعه
نظرت في عينيه وحاولت أن تفهم لماذا يتصرف هكذا فجأة...فقبل يوم كان لطيفا جدا معها واشترى لها تذاكر لحفل مغنيها المفضل...أما الآن فهو يتفوه بكلام مخيف -إيومي(بحزن) :أنا لا أفهم ما فائدة هذه التمثيلية...أعلم أن بارك جيمين شاب جيد...لطالما كان كذلك -جيمين:وماذا تعرفين عنه؟ اسألي سانا فهي تعرفني أكثر منك -إيومي(بحزن) :وما الذي قد تخبرني به؟ أنا لا يهمني شيء...فقط أنا أعرف بارك جيمين على أنه شخص جيد -جيمين:ههههههه فتاة مضحكة...هل لأنني عاملتك بلطف لفترة قصيرة فقط ظننتِ أنني مهتم بك؟ -إيومي(بحزن) :أعلم أنك لست مهتم بي...فأنا فتاة عادية ولا أتوقع منك أن تحبني...ولكن ما ظننته هو أنك تريد أن تكون صديقي وتكفر عن أخطائك معي -جيمين(بحدة) :لااااااا...من تظنين نفسك؟ أنا لا يهمني الفاشلون أمثالك...لا تظهري مجددا أمامي...مفهوم؟
حمل معطفه وغادر السكن وبقيت إيومي في غرفته شاردة لفترة تفكر في السبب الحقيقي وراء كلامه المتناقض هذا إلى أن جاء شوغا إليها -شوغا:هو فقط عندما يغضب يقول كلاما سخيفا -إيومي(بحزن) :لا بأس -شوغا:أنتِ بخير؟ -إيومي(بحزن) :سأكون بخير
صارت تسير في كل اتجاهات الغرفة دون وعي وعندما أرادت الخروج إصطدمت بحافة الباب -شوغا:على مهلك -إيومي(بحزن) :أنا بخير...أنا بخير
خرجت من سكن الشباب ثم نزلت مع السلالم لكن شوغا لحق بها -شوغا:إيومي...إن شقتك بالأعلى -إيومي:آه...أعرف
حاولت التظاهر أنها طبيعية ثم صعدت نحو شقتها
في الشقة جلست الفتيات يشربن القهوة وإيومي شاردة الذهن -إيومي:سانا...ماذا تعرفين عن جيمين؟ -سانا:لماذا؟ -إيومي:هل هو شاب سيء؟ -سانا:لنقل نعم -إيومي:إلى أي درجة؟ -سانا:لطالما كان يتلاعب بالفتيات...لقد واعد الكثير منهن...ما سبب سؤالك عنه الآن؟ -إيومي:أريد ان أتأكد فحسب -سانا:هل تحبينه؟
كانت ترتشف القهوة وعندما سمعت سؤالها أصيبت بالسعال -إيومي:احم احم... -سانا:لا عيب في أن تحبي شابا...أعتقد أنكما مناسبان لبعضكما فحتى هو يحبك -إيومي(بحزن) :اليوم...أخبرني أنه كان يتسلى بي -سانا:وأنتِ صدقتِ كلامه؟ -إيومي(بحزن) :لا أعلم...أشعر بأنه ليس من المعقول أن يهتم لأمري فجأة -سانا:ما أعرفه عن جيمين أنه لا يعرف الرحمة مطلقا...لقد تلاعب بفتيات كثيرات...أما معاملته لكِ فمختلفة...أعتقد أن هذا هو الحب -إيومي:فعلا! -سانا:نعم...لو كنتِ تعرفينه مثلما أعرفه أنا لاكتشفتِ أنه بفضلك تغير 180° -إيومي(بحزن) :وما الحل؟ هل أعترف له أولا؟ -سانا:انتظري الوقت المناسب -إيومي:حسنا سآخذ بنصيحتك
في يوم من الأيام كان الجو ممطرا جدا وكان على سانا أن تقدم اشتراكا في إحدى المشاريع بسرعة لأن الأماكن محدودة...خرجت من السكن مسرعة ووقفت تنتظر سيارة الأجرة...كان لدى جين أيضا ظرف طارئ لذا نزلا معا...عندما رأته تظاهرت بعدم الاكتراث ولكنه فضل أن يلقي عليها التحية -جين:مساء الخير
لم ترد عليه
-جين:أعلم بما تفكرين...لكن ذلك اليوم لم يحصل ما فكرتِ فيه أقسم لك
تأخرت سيارة الأجرة كثيرا وشعرت سانا بالتوتر...ظلت تنظر لساعة يدها طوال الوقت وتتنهد...فجأة مرت سيارة بها شاب وتوقفت عندهما -رين:جين صديقي...إلى أين؟ -جين:أنا ذاهب للمحطة -رين:سأوصلك هيا
أراد الصعود ولكن لم يستطع ترك سانا وراءه -جين:سانا...تعالي سنوصلك معنا -سانا:لا شكرا -جين:لا تخافي لن أتحرش بك -سانا:لست خائفة
شدها من يدها وجعلها تركب السيارة -جين:يمكننا الشجار لاحقا...أما الآن فأعلم أنكِ منشغلة جدا...هيا -سانا:أشكرك
كانت إيومي في غرفتها...شعرت بالملل الشديد فالجو ماطر في الخارج ولا يمكنها الخروج...سانا وسومي خارج المنزل وهي بمفردها لا تجد إلى من تتحدث...حملت كتابا لتقرأه ولكنها شعرت بعدم الراحة فرمته فورا...بعدها أخذت دمية جي دراغون تكلمها -إيومي(بحزن) :ترى هل جيمين بخير؟ لم أره منذ أيام...حتى أنه لا يأتي للمحاضرات...أخشى أنه قرر الابتعاد عني نهائيا...وأنت ما رأيك؟ هل يحبني؟ لماذا أكلم دمية؟ هل أنا مجنونة؟ أووووف لقد فقدت عقلي وانتهى
بعدها حملت هاتفها وعرضت رقم جيمين تحدق به -إيومي:هل أتصل؟ لا ليس علي ذلك...بل علي الاتصال...لا مستحيل...سأتصل...أووووه وماذا سأقول؟ سأسأل عنه فحسب...هذا غير مهم...لا سأتصل
أخيرا اتصلت برقمه وقلبها يكاد يتوقف من الخوف...كان الهاتف يرن لكن لا أحد يرد على الإطلاق -إيومي:ربما لم يسمعه...سأتصل مجددا
عاودت الكرة لكن بلا فائدة فلا يوجد رد -إيومي(بحزن) :سيرد علي لاحقا...ربما
انتظرت الرد طوال اليوم...كانت تضع الهاتف أمامها وتحدق به...وكلما وصلها إشعار قفز قلبها من الحماس وعندما تتفقده لا تجد سوى رسائل وإشهارات من الإنترنت
عادت سومي للسكن مبللة لتجد إيومي على تلك الحال -سومي:ما الأمر يا فتاة؟ -إيومي(بحزن) :لا شيء -سومي:الجو حقا ممطر بالخارج...عليكِ رؤيته -إيومي:وماذا يهمني في الأمطار؟ -سومي:حسنا حسنا...لا تنفعلي...أتعلمين؟ رأيت جيمين قبل قليل يصعد الشقة -إيومي:حقا!؟ -سومي:نعم...ولكن أعتقد أنه يخطط للرحيل فقد كان يجري مكالمة مع أحدهم يخبره فيها أنه يريد سيارة أجرة على الفور -إيومي:ماذا!؟ يريد المغادرة!؟ ولكن لماذا؟ -سومي:وأنا ما أدراني؟ -إيومي:علي اللحاق به فورا قبل أن يغادر...علي الاعتراف له بمشاعري
ركضت مسرعة للطابق السفلي متمنية أن يكون جيمين ما يزال هناك وتركت الباب مفتوحا خلفها -سومي:يالها من مجنونة...كان عليها إغلاق الباب على الأقل
ركضت إيومي نحو شقة جيمين وطرقت الباب بقوة إلى أن فتح لها شوغا -إيومي:أين جيمين؟ أين هو؟ أرجوك أخبرني أنه هنا...من فضلك -شوغا:لا ليس هنا -إيومي:لااااا...لا تقل أنني تأخرت -شوغا:لقد غادر الشقة بالفعل -إيومي:أوووه يال حظي التعيس...أنا أكره حياتي -شوغا:هل هناك شيء؟ -إيومي:منذ متى غادر؟ -شوغا:منذ دقائق فحسب -إيومي:أتعرف إلى أين ذهب؟ -شوغا:ربما للمحطة المركزية -إيومي:علي اللحاق به -شوغا:نعم...أسرعي فقد لا ترينه ثانية بعد اليوم فهو مسافر للصين -إيومي(بصدمة) :الصين!؟ ولكن ماذا يفعل في الصين؟ -شوغا:عائلته ستنتقل للصين وقد قرر الذهاب معهم -إيومي(بصدمة) :أوووه لاااا...علي اللحاق به بسرعة...هذه فرصتي الأخيرة
ركضت نحو شقتها وحملت محفظتها وارتدت حذاءها ومعطفها وركضت مجددا نحو الخارج ومرة أخرى تركت الباب مفتوحا -سومي(بصراخ) :تبا لك إيومي
خرجت من الشقة تركض حتى أنها لم تأخذ معها مظلتها رغم الأمطار الغزيرة بالخارج...وقفت تحت المطر تنتظر وسيلة نقل لكن بلا فائدة حينها قررت أن تركض حتى محطة القطار رغم أنها بعيدة جدا عن شقتها
في الجهة المقابلة كانت سانا قد وصلت إلى الجامعة...نزلت مسرعة من السيارة ثم وقفت عند الشباك الذي يجلس أمامه جين -سانا:شكرا جزيلا لك...سأدعوك على البيتزا لاحقا -جين:لا بأس...هيا أسرعي أحسن من أن تتأخري -سانا:حسنا...إلى اللقاء
شكرته ثم ركضت مسرعة إلى إدارة الجامعة...كان الازدحام شديدا والصف طويلا لذلك اضطرت للانتظار طويلا إلى أن يأتي دورها
بعد وقت من الانتظار جاء دور سانا ونادوا عليها ثم دخلت مكتب المشرف -المشرف:التالي هو ميناتوزاكي سانا...أخبرينا ما الذي تريدين المشاركة فيه؟ -سانا:أريد أن أعمل في مسرح سيؤول للفنون -المشرف:هذا مؤسف...لقد نفذت الأماكن بالفعل -سانا(بصدمة) :هذا مؤسف -المشرف:لم يبقَ سوى خيارين اثنين إما دار العجزة أو مسرح الأطفال
شعرت بالإحباط فكلا الخيارين مخيبين للآمال كما أنها لا تحب التعامل لا مع الأطفال ولا العجائز -سانا:ألا يمكنك إبلاغي في حال ما إذا توفرت أماكن في مسرح سيؤول؟ -المشرف:طبعا...اتركي لي رقمك ولكن لا أضمن لك ذلك 100٪ -سانا:حسنا لا بأس -المشرف:وإن غيرتِ رأيك أيضا اتصلي بنا -سانا:حسنا
تركت رقمها له ثم خرجت...كانت عينيه طوال الوقت عليها لأنها فتاة جميلة جدا والكثير من الشباب يركضون خلفها لذلك فكر في استغلال الأمر لمصلحته
عادت سانا للسكن حزينة لأنها لم تحصل على فرصة للمشاركة في المشروع فوجدت سومي جالسة تأكل بينما رمت سانا نفسها على الأريكة وتنهدت -سومي:هل قبلوا مشاركتك؟ -سانا:لا...لقد تأخرت كثيرا وكل الأماكن امتلأت...لست محظوظة أبدا -سومي:لا تقلقي...ستجدين فرصة غيرها...أنتِ موهوبة ومتأكدة من أنكِ ستبلين حسنا -سانا:مهلا! هناك شيء ناقص...أين إيومي؟ هل هي نائمة؟ -سومي:لا...لقد غادرت -سانا:غادرت! إلى أين؟
نظرت إلى ساعتها لتجد أنها الثامنة مساءً وإيومي ليست بالبيت -سانا:ليس من عادتها الخروج حينما لا يكون لديها عمل -سومي:حتى أنا لا أفهم...لقد خرجت مسرعة بعد أن أخبرتها أن جيمين سيغادر السكن -سانا:لا تمزحي! -سومي:ربما التقيا الآن ويقضيان الوقت معا -سانا:أتمنى ذلك...ولكن لماذا قلتِ أن جيمين سيغادر؟ -سومي:رأيته يتكلم على الهاتف مع أحدهم وأخبره أنه سيرسل له تاكسي كي ينقل أغراضه للمحطة -سانا:علينا أن نسأل الشباب في الأسفل...تعالي
نزلتا إلى شقة الشباب وطرقتا على شوغا حتى فتح الباب -سانا:مساء الخير...جيد أننا وجدناك هنا...ألا تعرف أين ذهبت إيومي؟ -شوغا:ألم تلحق بجيمين؟ -سانا:لا أعلم...نحن نريد أن نعرف منك أنت -شوغا:هههههه لا تقلقا...لقد خططت لكل شيء...لا بد أن إيومي وجيمين الآن يمضيان وقتا رومنسيا -سومي:ومن أخبرك أنهما التقيا؟ -شوغا:لست متأكدا ولكن سيستغرق حجز تذكرة القطار وقتا وحينها ستلحق به إيومي -سانا:لا أعلم لماذا لست مرتاحة -شوغا:لنتصل بهما لاحقا ونطمئن عليهما
في تلك اللحظات كانت إيومي في القطار تنتظر أن تصل إلى المحطة...كانت مبللة من رأسها حتى قدميها وجسدها يرتعش...بدأ أنفها يسيل وحرارتها ترتفع ولكن هذا لم يمنعها من اللحاق بجيمين فهي لا تريد أن تخسره
استغرقت الرحلة بالقطار ربع ساعة وأخيرا وصلت إلى المحطة...شعرت بتعب شديد فجلست لبعض الوقت لتهون عن نفسها...بعدها باشرت البحث عن جيمين في كل مكان...ركضت في أنحاء المحطة وهي لا تكاد تقوى على الحراك
أما جيمين فقد كان يقوم بشراء تذكرة للذهاب إلى بوسان...بعدها حمل هاتفه ليتصل بأمه ولكنه وجده مطفأً بسبب أنه لم يشحنه مؤخرا لانشغاله...حينها قرر الاتصال بها من الهواتف العمومية -جيمين:ألو! -والدة جيمين:أين أنت؟ لقد تأخرت كثيرا -جيمين:احتجت لوقت حتى أجهز أغراضي...ماذا عنك؟ -والدة جيمين:إنني بالبيت أنتظرك...لا تتأخر -جيمين:أنا في المحطة وسأصل خلال 4 ساعات -والدة جيمين:هذا كثير -جيمين:ماذا عن أبي؟ هل هو بخير الآن؟ -والدة جيمين:مازلنا ننتظر التقرير الطبي...أنا قلقة...أتمنى أن يكون بخير -جيمين:لا تخافي أمي...لن يصيبه مكروه ما دمنا معه -والدة جيمين:هل أكلت شيئا؟ -جيمين:سأكون بخير -والدة جيمين:لا لن أسمح لك...هيا اذهب وكل شيئا بني...عليك الاهتمام بصحتك أنت أيضا -جيمين:أوووه أمي لا تبالغي -والدة جيمين:قلت لك اذهب...لا تعصي أوامري -جيمين:حسنا حسنا
أغلق الخط ثم ذهب لشراء شيء يأكله...هو قلق على والده كثيرا ولكن لا يجب أن يهمل صحته أيضا...اشترى ساندويشا وزجاجة عصير ثم جلس في إحدى زوايا المحطة حتى يتناول طعامه
في تلك الأثناء قلبت إيومي المحطة رأسا على عقب...كان الازدحام شديدا لذلك من الصعب العثور على شخص محدد هناك...حملت هاتفها واتصلت به لكن الهاتف كان مغلقا -إيومي(بانزعاج) :أووووه تبا...أستحق ذلك...أنا من جعلته يقلق علي لدرجة الموت من قبل والآن جاء الدور علي...ماذا أفعل الآن؟
بينما هي واقفة شعرت بدوار شديد وأصبحت الرؤية أمامها ضبابية...حاولت الجلوس قليلا لعل ذلك الدوار يزول...ارتاحت لعدة دقائق ثم نهضت من جديد تبحث عن جيمين وشعرت بنفس الشيء...كانت أمامها سيدة عجوز ولاحظت أنها متعبة فأمسكتها من ذراعها -العجوز:هل أنتِ بخير يا ابنتي؟ -إيومي(بتعب) :أنا...بخير... -العجوز:ملابسكِ مبللة جدا...عليكِ تغييرها والعودة لمنزلك أو ستمرضين -إيومي(بتعب) :أنا بخير...صدقيني
أخرجت العجوز معطفا من حقيبتها وقدمته لها -العجوز:على الأقل ارتدي هذا يا ابنتي -إيومي(بتعب) :أشكرك
أمسكت المعطف بيدين مرتجفتين ثم واصلت السير في أنحاء المحطة دون اكتراث لصحتها...مع مرور الوقت أصبح السير أصعب والطريق ضبابية أكثر...بعد دقائق رن هاتفها وكانت سانا المتصلة فأمسكت إيومي الهاتف بصعوبة وردت -سانا(بقلق) :إيومي أين أنتِ؟ -إيومي:لا تقلقي...سأعود فورا -سانا:الوقت متأخر وقد لا تجدين وسيلة نقل -إيومي:سأستقل تاكسي -سانا:أخبريني أين أنتِ الآن؟ -إيومي:في المحطة -سانا:سأحضر سيارة وآتي لأخذك -إيومي:لا لا لا...لن أغادر قبل أن أكلم جيمين
ثم قطعت الخط وواصلت البحث عنه رغم حالها الصحي المزري
عدل سابقا من قبل بثينة علي في الجمعة يناير 12, 2024 4:29 pm عدل 1 مرات
بثينة علي يعجبه هذا الموضوع
بثينة علي Admin
المساهمات : 1305 تاريخ التسجيل : 27/05/2021 العمر : 27
بقيت إيومي في المحطة تبحث عن جيمين وهي في حالة مزرية جدا...جسدها يرتجف وخطواتها متباطئة...كان الجميع ينظرون نحوها ويشفقون عليها
أما جيمين فتناول طعامه ثم ركب القطار...كان القطار على وشك أن يسير فجلس في مكانه ونظر عبر النافذة إلى كل حشود أولئك الناس...فجأة لمح وجه إيومي بينهم تبحث في كل مكان -جيمين:غريب! هل وصل بي الهوس إلى أن أتخيلها في كل مكان؟ كان علي أن أشرب قهوة أو شيئا منشطا قبل أن أصعد
أعاد النظر مجددا ولكنه هذه المرة تأكد من أنها ليست خيالا بل هي نفسها إيومي الحقيقية...وقبل أن يغلق باب القطار بثانية ركض جيمين وصرخ لكي ينزل ثم ذهب نحوها -جيمين:أنتِ! ماذا تفعلين هنا؟ ولماذا حالتك مزرية هكذا؟
عندما رأته عانقته مباشرة وهي ترتجف والدموع تنزل بغزارة من عينيها -إيومي(بحشرجة) :لا تذهب...لا تتركني...أنا آسفة إن كنت جرحتك ولكن لا تتركني...أنا بحاجة إليك
تلمس ملابسها فأصيب بالصدمة -جيمين:يا مجنونة...أنتِ مبللة للغاية...ولكن ما مشكلتك؟ ألا يمكنك أن تهتمي بصحتك ولو قليلا؟ -إيومي(بحشرجة) :لا تتركني...لا تتركني
حاول أن يبعدها عنه لكنها تمسكت به بقوة ولم تشأ أن تبتعد عنه مطلقا -جيمين:يالك من مجنونة
عانقها بعدها بحرارة حتى هدأت ثم جلسا جانبا -جيمين:لماذا أتيتِ في هذا الجو؟ -إيومي(بحزن) :لأنني أردت إخبارك...بما لم أستطع إخبارك به سابقا -جيمين:هل أنتِ ساذجة لهذه الدرجة؟ كان يمكنكِ إخباري عبر الهاتف -إيومي(بحزن) :لا يا جيمين...علي إخبارك بذلك وجها لوجه...لقد كنت خائفة من أنني لن أتمكن من رؤيتك بعد اليوم...ومهما كنت تكرهني أو تريد التسلية بي فهذا لن يغير حقيقة أنني...
وضع إصبعه على شفاهها ليمنعها من الكلام -جيمين:هششششش...يكفي...أنتِ متعبة الآن عودي للمنزل وارتاحي وسنتكلم لاحقا -إيومي(بصراخ) :أخبرني...هل تحبني؟ -جيمين:احم احم نحن في مكان عام أخفضي صوتك -إيومي(بصراخ) :لا يهمني...لأنني أحبك...أحبك لدرجة أنني سأقبل البقاء بجانبك حتى لو كنت تفكر أن تتسلى بي
نظر إليها متأثرا ولاحظ دموعها التي لا تتوقف عن النزول وتلك النظرة في عينيها توحي أنها جادة في كل كلمة تقولها...ولكن لم يشأ أن يتأخر أكثر فعائلته تنتظر قدومه بفارغ الصبر -جيمين:نحتاج للجلوس ومناقشة هذا الموضوع...ولكنني مستعجل -إيومي:أخبرني فحسب...هل تحبني؟ -جيمين:أحبك... -إيومي:قلها مجددا -جيمين:أوووف لا وقت لدي...إن عائلتي تنتظرني...لنتحدث على الهاتف غدا...اتفقنا -إيومي:حسنا...اذهب -جيمين:هل ستكونين بخير؟ -إيومي:بما أنك تحبني فسأكون على خير ما يرام...هيا اذهب
نظر نحوها للحظات ولم تقل أي شيء آخر -جيمين:أهذا كل شيء؟ -إيومي:نعم...أظن ذلك -جيمين:ألن تعطيني شيئا قبل أن أغادر؟ -إيومي:مثل ماذا؟ -جيمين:لا شيء...انسي الموضوع
استدار متجها نحو القطار ولكنه تراجع بعد أن خطى عدة خطوات وركض نحوها ثم سرق قبلة من شفتيها -جيمين:احم احم...تصبحين على خير
بعدها عاد وركب القطار ثم ابتسم لها...بقيت تراقبه إلى أن سار القطار وبعد سيره مباشرة أغمي عليها...كانت تحاول التظاهر أنها بخير أمامه واستنزفت كل طاقتها ولكنها سقطت أرضا بعد مغادرته مباشرة...رجال الأمن الذين يعملون في المحطة اتصلوا بالإسعاف وأخذوها للمشفى بسرعة
كان الوقت متأخرا وسانا قلقة جدا على إيومي فصارت تطوف بالغرفة يمينا وشمالا وتتحدث إلى نفسها -سانا(بقلق) :لماذا تأخرت؟ علي الاتصال بها -سومي:دعيها فلا بد أنها تقضي وقتا جميلا مع جيمين ونسيت الوقت -سانا(بقلق) :لا...علي الاتصال بها...فقط للاطمئنان
اتصلت برقم إيومي وبعد لحظات رد عليها رجل غريب -الشرطي:ألو! -سانا:من أنت؟ -الشرطي:أنا من قسم الشرطة...هل أنتِ من أقارب بارك إيومي؟ -سانا(بقلق) :ن ن نعم...ما الذي حصل لإيومي؟ هل هي بخير؟ -الشرطي:لا تخافي...إنها بخير...لقد نقلناها للمشفى وستكون على ما يرام -سانا(بقلق) :هلاَّ أعطيتني اسم المستشفى لو سمحت؟ -الشرطي:المشفى الجامعي المركزي...عليكم الحضور بسرعة
ركضت سانا وجهزت نفسها للخروج وعلى وجهها نظرة قلق مما جعل سومي تشعر بالقلق -سومي:ما بها إيومي؟ -سانا:إنها في المستشفى...سأذهب إليها الآن وأخبركِ بالتفاصيل على الهاتف -سومي:حسنا...لا تنسي ارتداء ملابس دافئة
ركضت سانا وجهزت نفسها ثم نزلت عبر السلالم مسرعة وهناك التقت بجين عائدا لشقته -جين:سانا! ما الأمر؟ -سانا:آه...لا شيء...تصبح على خير
واصلت الركض وكادت أن تقع من فوق السلالم لولا أنها تمسكت جيدا...كان جين مستغربا من تصرفاتها فنظرة الخوف واضحة تماما على وجهها
تأخر الوقت ومن الصعب الحصول على سيارة أجرة لذلك حاولت سانا بذل جهدها لتدبر طريقة للتنقل...رأت سيارة غريبة مارة بالجوار فأوقفتها مباشرة -سانا:سيدي من فضلك انا مستعجلة...أيمكنك أخذي للمشفى؟ سأدفع لك ضعف ثمن التاكسي -السائق:آسف لا يمكنني فدوامي انتهى
واصلت إيقاف السيارات واحدة تلو الأخرى لكن أيا منها لم توافق على إيصالها
بعد مرور فترة شعرت باليأس الشديد إلى أن مرت سيارة المشرف من الطريق ورأى سانا -المشرف:سانا! -سانا:مرحبا سيدي المشرف -المشرف:ماذا تفعلين في هذه الأمطار؟ -سانا:صديقتي مريضة وعلي الذهاب إليها في المشفى -المشرف:هيا سأوصلك -سانا(بسعادة) :شكرا جزيلا لك...شكرا
بعد أن وصلت للمشفى ركضت مسرعة نحو غرفة إيومي وكانت نائمة بعمق كالملائكة...أمسكت سانا بيدها والدموع تملأ عينيها -سانا:أيتها الممرضة كيف حالها الآن؟ -الممرضة:لقد أصيبت بحمى شديدة وإنفلونزا لذا تحتاج للراحة...أما من جهة الخطورة فلا تخافي -سانا:ولماذا هي نائمة هكذا؟ -الممرضة:أعطيناها مضادات حيوية وآثارها الجانبية النعاس والخمول -سانا:شكرا جزيلا لكم...شكرا -الممرضة:العفو
في تلك الليلة باتت سانا مع إيومي في المستشفى حتى تطمئن على صحتها تماما وفي الغد استيقظت إيومي وهي لا تكاد تقوى على فتح عينيها فصارت تسعل وتعطس...عندما رأتها سانا ساعدتها على النهوض -إيومي:كم الساعة؟ علي الذهاب للجامعة -سانا:لا يمكنكِ الذهاب وأنتِ مريضة -إيومي:ماذا عنك؟ -سانا:سأذهب حينما أطمئن عليك تماما -إيومي:كيف وصلت إلى هنا؟ ألم أكن في محطة القطار؟ -سانا:نعم بالفعل...لحسن حظك أن رجال الشرطة أسعفوك -إيومي:آي رأسي...أشعر كأنه سينفجر
نظرت لها سانا بنظرة شفقة -سانا:أنتِ متهورة...ماكان عليكِ الخروج في ذلك الجو الممطر...لقد عرضتِ صحتكِ للخطر -إيومي:لا يهمني...لست نادمة...على الأقل اعترفت لبارك جيمين بمشاعري -سانا:حقا! هذا جميل...وماذا قال لك؟
صارت تسعل ثم وضعت يدها على صدرها كما لو أنها تريد التقيؤ -سانا:ارتاحي هيا...سنتحدث في الموضوع لاحقا
في المساء عادت إيومي للسكن...أعطاها الطبيب الكثير من الأدوية ثم طلب منها أن ترتاح وتتناول الكثير من الفواكه حتى تستعيد صحتها...لكنها لم تحب الجلوس في السكن لأنه ممل...كلا صديقتيها تدرسان وهي وحيدة طوال اليوم...بقيت مستلقية في سريرها فحسب...أحيانا تقرأ كتبا وأحيانا تلعب بهاتفها وأحيانا تستمع للأغاني
شعرت بالملل فنهضت واشترت بعض الأغراض وأعدت البقلاوة وعندما عادت صديقتاها شمتا الرائحة الشهية -سومي:أوووه رائحة شهية -إيومي:تفضلا...تذوقا -سانا:ألم يطلب منك الطبيب أن ترتاحي؟ -إيومي:هذا ممل...أريد أن أفعل شيئا يرفه عني -سومي:أعطيك 8 من 10 على هذه الحلوى -سانا:أغلقي فمك أنتِ...وأنتِ يا إيومي هيا إلى سريرك -إيومي:قلت لكِ توقفي عن معاملتي مثل أمي -سانا(بحدة) :قلت هيا إلى السرير -إيومي:حسنا...حسنا
استلقت في سريرها وشعرت بالملل فصارت تتقلب من جهة إلى جهة ولكنها لم تستطع النوم...بعدها حملت هاتفها وصارت تتحدث إلى نفسها -إيومي:لقد قال أنه سيتصل...ترى لماذا تأخر هكذا؟! أتساءل إن كان علي أن أتصل أنا أولا...أوووف...ترى ماذا أفعل؟ هل أتصل؟ ولكنه لم يعرني أي اهتمام طوال اليوم...ربما لا يحبني فعلا...أو هو مشغول...وما الشيء الذي قد يشغله عني هكذا؟
وضعت الهاتف أمامها وبقيت تنتظر مكالمته...استمر الوضع هكذا إلى أن كادت تيأس وتتصل هي بنفسها ولكن الهاتف رن فجأة...حينها تنفست وتظاهرت أن كل شيء طبيعي ثم ردت -إيومي:ألو -جيمين:أهلا إيومي...آسف إن كنت تأخرت عليك...كان عندي ظرف طارئ -إيومي:لا تهتم...لقد كنت مشغولة أصلا ولم أنتبه -جيمين:مشغولة بماذا؟ -إيومي:الدراسة كما تعرف -جيمين:آاااه صحيح...هل كل شيء بخير عندك؟ -إيومي:نعم -جيمين:صوتك متغير...هل مرضتِ؟ -إيومي:مجرد إنفلونزا...لا تهتم -جيمين:أوووه لو تعلمين كم أنا مشتاق إليك -إيومي(بخجل) :إلى أي درجة؟ -جيمين:لدرجة الجنون -إيومي(بخجل) :أنا...أيضا...مشتاقة...لك -جيمين:أمر بظروف صعبة الآن...والدي مريض جدا ولذلك لا أستطيع العودة للجامعة هذه الأيام -إيومي:إذًا شوغا قد كذب علي حين أخبرني أنكم ستسافرون للصين -جيمين:شوغا قال ذلك؟ ياله من ثرثار كاذب -إيومي:أنا أتمنى الشفاء لوالدك لكي تعود إلي بسرعة...أريدك بجانبي -جيمين:أووووه حبيبتي...هذا رومنسي جدا...انتظريني...سأعود إليكِ قريبا -إيومي(بخجل) :سأنتظرك...حبيبي -جيمين:أوووووه...اتصلي بالاسعاف...قلبي توقف من جمالك -إيومي:ههههههه يا رومنسي -جيمين:حسنا سأكلمك لاحقا...أحبك...سلام -إيومي:سلام
بعد أن قطع الخط صارت تقفز من الفرح فوق سريرها...إن جيمين أخيرا أصبح حبيبها وتستطيع أن تفخر بذلك
في الغد ذهبت سانا لمقابلة المشرف بعد أن اتصل بها وطلب مقابلتها في أحد المقاهي التي بقرب الجامعة -المشرف:أتمنى أنني لم آخذ من وقتك الكثير آنسة سانا -سانا:لا بأس...لم يكن لدي الكثير لأقوم به على كل حال -المشرف:أردت محادثتك بشأن مشروعك...لقد عثرت لكِ على عرض مؤقت مع إحدى المسارح الفخمة في كوريا -سانا(بصدمة) :ماذا؟ ولكن أنا لم أطلب ذلك...أحتاج فقط التدرب مؤقتا في مسرح كوريا -المشرف:بل تدبرت لكِ أمرا أهم من ذلك بكثير...سأجعلكِ تنضمين لوكالة فنية بالواسطة فما رأيك؟ -سانا:ولكن لماذا هذه المبالغة سيدي؟ فأنا لم أطلب الكثير -المشرف:أنا سأساعدك...لكن لدي مقابل -سانا:وما هو؟
ابتسم لها كي تشعر بالارتياح -المشرف:فلتكوني حبيبتي
نظرت نحوه مستغربة فهو أكبر منها بكثير...هي في 19 من عمرها وهو تقريبا في 35 أو أكثر من ذلك...شعرت بإحراج شديد ولم تستطع أن ترد عليه سوى بالصمت -المشرف:أتعلمين؟ منذ رأيتك أول مرة أعجبت بك إعجابا شديدا لذا سأكون محظوظا جدا لو أنكِ تبادلينتي نفس الشعور
لم ترد عليه وأنزلت رأسها من التوتر
-المشرف:أعلم أن فارق السن بيننا كبير جدا ولكن آمل أن تفكري جيدا في الموضوع ثم تردي علي -سانا:حسنا -المشرف:حسنا...هل تريدين أن تشربي شيئا؟ -سانا:لا شكرا -المشرف:يبدو أنكِ محرجة مني...لا تحرجي...فأنا إنسان صريح جدا -سانا:ليس الأمر كذلك...ولكنها أول مرة يطلب مني إنسان أحترمه كثيرا المواعدة -المشرف:هذا لم ينقص من احترامك لي صحيح؟ -سانا:لا طبعا -المشرف:جيد -سانا:اعذرني الآن...سأذهب -المشرف:بهذه السرعة!؟ على الأقل لنشرب شيئا معا -سانا:ربما في وقت لاحق...أستأذنك -المشرف:سأوصلك -سانا:لا تتعب نفسك -المشرف:أي تعب هذا...هيا سأوصلك
شعرت بالإحراج لذلك لم ترفض وذهبت معه...أوصلها إلى الشقة ثم نزلت من السيارة -سانا:أشكرك سيدي -المشرف:ناديني ساي...لا أحب أن تكون هناك رسميات بيننا بعد الآن -سانا:حسنا
كان جين ينظر عبر نافذته وشاهدها وهي تنزل من السيارة لذلك خرج مسرعا وهو يتظاهر أنه ذاهب لمكان ما فقط حتى يلتقي بها...وعندما التقيا كانت مستعجلة ولم تره ولكنه نادى عليها -جين:سانا! كيف حالك؟ -سانا:أنا بخير -جين:هل كنتِ في الجامعة؟ -سانا:نعم -جين:جيد...حظا موفقا -سانا:أشكرك
صعدت على الدرج ولكنه ناداها مجددا -جين:مهلا! لقد وعدتني بدعوتي على البيتزا صحيح؟ -سانا:آسفة لقد نسيت
نزلت نحوه وأخرجت ورقة نقدية من محفظتها ووضعتها في يده -سانا:هذه لك...اشتري بها بيتزا -جين:ولكن هل أنت مجنونة!؟ -سانا:أشكرك مجددا على توصيلي
ثم صعدت مسرعة وتركته واقفا مكانه من الصدمة -جين(بتجهم) :يال غبائي! ضيعت الفرصة مجددا...أووووه كم أكره نفسي
نظر للنقود التي قدمتها له ثم ابتسم...إن إعجابه بتلك الفتاة يزداد يوما بعد يوم
ما تزال إيومي مريضة ونائمة في فراشها فحاولت أن ترفه عن نفسها فأمسكت بدمية جي دراغون لتكلمها -إيومي:ترى ما الذي يفعله جيمين الآن؟ هل يفكر فيا أيضا؟ أتساءل ما إن كان يريد مكالمتي اليوم أم أن علي أنا أن أتصل؟ أخبرني يا جي دراغون هل تحبني أكثر منه؟ لا لست كذلك...إن جيمين يحبني أكثر أنا متأكدة...أوه ما الذي يحصل معي لقد جننت وأصبحت أكلم الدمى
حملت هاتفها وأرادت أن تكتب رسالة له فكتبت "عزيزي جيمين...هل أنت بخير؟" -إيومي:لا لا...هذا سخيف...علي كتابة كلمات أجمل
"حبيبي جيمين...اليوم ممل لأنني لم أسمع صوتك...أشعر أنني أختنق" -إيومي:يال المبالغة! هكذا سيظن أنني مهووسة به
"جيمين...هل أنت على قيد الحياة؟" -إيومي:هذا شيء مضحك...من التي ترسل لحبيبها رسالة كهذه؟ علي جعلها أفضل
"يا مغفل...لقد اشتقت إليك" -إيومي:مغفل! من بين كل التعابير الجميلة هذا ما خطر على بالي؟ علي أن أدرس لغة التخاطب
"يا مغفل...يا غبي...يا أخرق...تبا لك لأنك جعلتني مهووسة بك...لكنني أحبك وممتنة في نفس الوقت...اشتقت لك" -إيومي:هههههه لا بالتأكيد سيتركني إن قرأ هذه الرسالة
ضغطت بالخطأ على زر إرسال فذهبت الرسالة لجيمين -إيومي(بصدمة) :لاااااا يال الكارثة! ما الذي فعلته؟ أتمنى أن لا يقرأها
بعد لحظات اتصل بها فصارت تقفز في أنحاء الغرفة من الفزع -إيومي(بقلق) :أتمنى أن لا يكون قرأ الرسالة
ردت عليه محاولة أن تُظهر أن كل الأمور طبيعية -إيومي(بتوتر) :مرحبا -جيمين:أهلا إيومي...ماذا تفعلين؟ -إيومي(بتوتر) :لا شيء...ألعب بدميتي فحسب...أقصد أضعها أمامي فحسب...لا تظن أنني مازلت صغيرة وألعب بالدمى -جيمين:أوووه تلك الدمية القبيحة...ارميها فأنا أغار من جي دراغون كثيرا -إيومي:أوووه كم أنت رومنسي! لكن تعلم أنني كدت أموت لأحصل على تلك الدمية -جيمين:قالت كادت تموت...أنا من كاد يموت من الملل لأني ذهبت معك -إيومي:عليك أن تكون ممتنا فلولا ذلك الحفل لما تواعدنا -جيمين:معك حق...ولكنني أحسد تلك الدمية لأنها تنام في أحضانك -إيومي(بتجهم) :تغار من دمية! -جيمين:احم احم...نعم تخيلي سخافة الموضوع -إيومي:هههههههه لا تقلق فسنلتقي ذات يوم -جيمين:أحبكِ إيومي -إيومي:وأنا أحبك أكثر -جيمين:سأقفل الآن...اهتمي بنفسك...وعندما نلتقي المرة القادمة سنتفاهم بشأن الرسالة التي أرسلتها -إيومي(بتوتر) :ح ح ح حسنا -جيمين:إلى اللقاء
أغلق الخط وتركها محتارة مما ستفعله -إيومي(بتوتر) :أعتقد أنني واقعة في مشكلة كبيرة...علي أن أجعله ينسى أمر الرسالة نهائيا
خرجت من غرفتها فوجدت سومي في الغرفة الرئيسية تحاول التدرب على رقص الباليه فهي تدرسه وفي يدها صحن مليء بالشيبس والأطعمة الخفيفة -إيومي:كيف التدريب؟ -سومي:لا أعلم...أعتقد أن وزني زاد كثيرا -إيومي:هذا طبيعي فأنتِ لا تتوقفين عن الأكل -سومي:لا يمكنني التوقف...ماذا أفعل يا إيومي؟ على هذا الحال لن أصبح راقصة باليه أبدا -إيومي:أعطني هذا وستنجحين
أخذت منها صحن الطعام وتناولت منه -إيومي:ترى هل عادت سانا؟ -سومي:نعم...إنها في غرفتها -إيومي:علي أن أكتب عنها ما فاتني من دروس -سومي:لا أنصحك فواضح أنها ليست بخير فلا تزعجيها -إيومي:لماذا؟ -سومي:لا أعلم...لكن كانت على وجهها علامات الحزن عندما عادت -إيومي:سأتفقدها
ذهبت إيومي وطرقت باب غرفة سانا -سانا:ادخل -إيومي:هلاَّ أعرتني دفترك؟ -سانا:طبعا...خذيه -إيومي:هل أنتِ بخير؟ -سانا:أنا بخير لا تقلقي -إيومي:متأكدة؟ أنا صديقتك...أخبريني -سانا:ليس هناك أمر مهم -إيومي:هل هو بسبب مشروعك؟ ماذا أخبروك؟ -سانا:سيتصلون بي إن احتاجوا شخصا إضافيا -إيومي:هذا خبر جيد...إن علاماتكِ مربوطة بهذا المشروع ونجاحك فيه قد يؤهلك للتخرج بعلامات ممتازة -سانا:صحيح...لذا علي أن أركز عليه -إيومي:إن احتجتِ أي شيء فأخبريني فحسب -سانا:حسنا صديقتي...أعدكِ بذلك -إيومي:حسنا سأذهب
خرجت من غرفة سانا وشعر أنها تخفي أمرا ما لذلك وضعت عينها عليها طوال الوقت حتى لا تقع في المشاكل
عدل سابقا من قبل بثينة علي في الجمعة يناير 12, 2024 4:31 pm عدل 1 مرات
بثينة علي يعجبه هذا الموضوع
بثينة علي Admin
المساهمات : 1305 تاريخ التسجيل : 27/05/2021 العمر : 27
موضوع: رد: رِوَايَة يَوٍْمِيَّات مُرَاهِقَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) الجمعة فبراير 04, 2022 12:31 am
رواية يوميات مراهقة : الفصل السادس عشر
تحسنت صحة إيومي وعادت للجامعة وكانت لديها حصة تطبيقية وعلى الطلبة أن يقوموا بتمثيل مشهد حزين أمام الأستاذ وهو يقيم آداءهم...حان دور إيومي ومثلت مع زميل لها في الصف يدعى هيونغ -هيونغ:كيف أمكنكِ إخفاء الحقيقة عني هكذا؟! أنتِ امرأة خبيثة -إيومي:لست من فعل ذلك صدقني -هيونغ:كاذبة! اخرجي من حياتي نهائيا...لا أريد رؤيتك
فجأة وقفت تتذكر أن هذا المشهد مألوف جدا...فقبل أشهر وجه لها جيهوب تلك الكلمات ولم تره بعدها مطلقا...هذه الذكرى جعلتها تستحضر ألاف الذكريات الجميلة والحزينة أيضا -الأستاذ:بارك إيومي! -إيومي:نعم؟ -الأستاذ:هل هناك مشكلة؟ -إيومي:لا أبدا -الأستاذ:إذًا لماذا توقفتِ؟ -إيومي:ظننت أن دوري انتهى وهذا كل شيء...ماذا أيضا؟ -الأستاذ:الجملة التاسعة -إيومي:حاضرة سأكمل
بعد انتهاء الدرس ذهبت مع سانا لتناول طعامهما وكانت تبدو على إيومي ملامح الحزن الشديد -إيومي(بحزن) :أتعلمين يا صديقتي؟ أفتقد جيهوب كثيرا -سانا:جيهوب! -إيومي(بحزن) :نعم...كان شخصا رائعا ومرحا جدا...مازال صوته البشع في الغناء يتردد في أذني حتى الآن...لماذا كان عليه أن يحبني؟ ليتنا مازلنا صديقين فحسب -سانا:لا فائدة للتمني الآن فكل شيء ذهب وولى -إيومي(بحزن) :الأقدار قاسية حقا...جعلتني أخسر أعز صديق...أتمنى فقط لو يمكنني الاطمئنان عليه الآن -سانا:لا أنصحكِ بذلك فجيمين لن يوافق -إيومي(بحزن) :أعلم...ولكنني أشتاق لجيهوب كثيرا وأريد مكالمته...عديني أن يبقى الأمر سرا بيننا -سانا:ومن سأخبر على كل حال؟ -إيومي:لا تخبري أحدا...ولا حتى حوائط غرفتك -سانا:حسنا حسنا...أعدك
حملت هاتفها واتصلت بجيهوب ولكن الهاتف رن كثيرا ولم يرد عليها...بعدها عاودت الاتصال مرة أخيرة ولكنه لم يرد أيضا -إيومي:ترى لماذا لا يرد؟ ألا يزال غاضبا مني؟ -سانا:احتمال -إيومي:إنه يبالغ...ليس هكذا يعامل الاصدقاء بعضهم البعض
في المساء ذهبت لهاتف عمومي واتصلت بجيهوب لعله يرد عليها...رن الهاتف عدة مرات وأخيرا رد -جيهوب:ألو...من؟ -إيومي(بحزن) :هذه أنا...إيومي
لم يقل جيهوب شيئا
-إيومي(بحزن) :أعلم أنك غاضب مني ولكن... -جيهوب:أعتقد أنكِ أخطأتِ الرقم يا آنسة...مع السلامة -إيومي(بحزن) :مهلا! لا تغلق...أريد فقط أن أطمئن عليك...هل أنت بخير؟
سكت للحظات ثم أجابها
-جيهوب:هل تريدين الحقيقة أم الكذب؟ -إيومي:الحقيقة -جيهوب:الحقيقة هي أنني لا أريد رؤيتك بعد الآن ولا سماع أي شيء عنك...هلاَّ تكرمتِ وتركتني وشأني؟ -إيومي(بحزن) :لماذا تتصرف هكذا كالأطفال؟ أنا فقط أريد الاطمئنان عليك -جيهوب(بحدة) :دعيني وشأني فحسب...أنا أكرهك...بسببكِ عانيت كثيرا...اخرجي من حياتي فحسب
قطع الخط وكل ذاك الكلام جعلها تتحطم تماما...لا يمكن تصديق أن هذا جيهوب الذي كانت تعرفه...أين اختفى ذاك الشاب الطيب المتسامح؟!
في شقة الفتيات كان لدى سانا وإيومي مشروع بكتابة ملخص لمسرحية أو رواية...وكانت كلاهما منشغلة بالدراسة في غرفتيهما...أما سومي فكانت تجلس بمفردها في الغرفة الرئيسية وشعرت بالملل فنادت عليهما من بعيد -سومي:يا بنات...ماذا أعد للعشاء؟ -سانا:لا تعدي...سنطلب من الخارج -سومي:طعام الخارج غير صحي -سانا:المطعم الذي في الشارع المجاور يعد طعاما نظيفا تماما...لنطلب منه -سومي:حسنا سأتصل به...ماذا تأكلان؟ -سانا:دجاج -إيومي:أنا أريد الدكبوكي -سومي:وهل مع إحداكن المال لندفع؟ -إيومي:ظننت أنكِ أنتِ من ستدفعين -سومي:أنا مفلسة...ورب عملي لن يدفع لي إلا بعد أسبوع -سانا:وأنا كذلك دفعت كل ما معي على علاج إيومي -إيومي:لا تنظرا إلي...تعلمان أن راتبي قليل -سومي:إذا ما الحل؟ أنا جائعة -سانا:ربما يمكنني أن أطلب من أبي إرسال المال لي -إيومي:لا تفعلي...لقد أرسل لكِ الكثير بالفعل -سانا:سنكتفي بالشعيرية -سومي:أووه ممل -إيومي:سئمت منها -سانا:لا خيار آخر لدينا
خرجت الفتيات من أجل شراء الشعيرية وطوال الطريق كن يشاهدن المطاعم والطعام الموجود فيها ولعابهن يكاد يسيل...بعد أن اشترين الشعيرية عدن للسكن وأثناء نزولهن السلالم التقين بشوغا وهو يحمل الكثير من الطعام اللذيذ في يديه...دجاج محمر وبيتزا وبطاطس وكيمتشي وسمك مشوي -شوغا:مرحبا بنات -سومي:ما كل هذا!؟ هل ستطعمون كل الجياع في كوريا؟ -شوغا:لقد حصلت على أول راتب لي اليوم لذا سنحتفل أنا وجين
كانت رائحة الطعام زكية مما جعل لعاب الفتيات يسيل رغما عنهن -إيومي:مبارك...استمتعوا بطعامكم -شوغا:ماذا عنكن؟ هل طبختن طعام الليلة؟
خبأت إيومي كيس الشعيرية خلفها من الإحراج -إيومي(بتوتر) :نعم لا تقلق علينا -شوغا:هل تردن أن نتشارك الطعام؟ -سومي(بحماس) :نعم نعم نعم
نغزتها سانا من ذراعها -سانا:لا حاجة لذلك -شوغا:لا بأس نحن أصدقاء...تعالين وتناولن الطعام -إيومي:أعتقد أنه لا ضرر من تناول عدة لقم -سانا:أوووف...هيا بنا
ذهب الجميع لسكن الشباب...كان جين هناك ينتظر وصول الطعام وعندما دخل عليه شوغا مع الفتيات تفاجأ كثيرا -شوغا:لدينا ضيوف اليوم -جين:مرحبا بكم تفضلوا
جلس الجميع حول الطاولة وبدؤوا بتناول الطعام...همت سومي تأكل بشراهة وكأنها أول مرة تأكل في حياتها...أما جين فكان يراقب سانا وهي تأكل...كانت لطيفة وجميلة ولم يستطع أن يزيل عينيه عنها أبدا -شوغا:إنها أول مرة نجتمع على الطعام -سومي:عليكم دعوتنا من حين لآخر -شوغا:ههههه لا مشكلة...أنتن كذلك ادعوننا جين:لا ينقص المجموعة سوى جيمين وتكتمل -إيومي:إن جيمين مشغول بمرض والده ولا أظن أنه سيأتي -سانا:حقا والده مريض؟ -إيومي:نعم...إنه في المستشفى -شوغا:والده شخصية معروفة جدا ولديه شركة...وإن حصل له شيء فجيمين سيرث كل شيء -إيومي:لا تتكلم هكذا...عيب عليك...عليك أن تتمنى له الشفاء العاجل -شوغا:وماذا لو كان مقدرا له الموت؟ -إيومي:أنت حقا ثرثار...اصمت أرجوك -سومي:ترى هل سيزيد وزني أكثر؟ -سانا:لا تسألينا فالإجابة واضحة
بعد أن انتهوا من تناول الطعام جلسوا يتحدثون...بما أن جين طالب في صف الموسيقى عزف لهم على الكمان معزوفة جميلة جدا...أما سومي فعرضت لهم موهبتها المميزة ومرونتها في رقص الباليه وأبهرت الجميع...إيومي وسانا مثلتا مقطعا مضحكا وجعلتا الكل ينفجرون من الضحك...وشوغا يدرس الكتابة والإخراج السينيمائي للأفلام وأخبرهم العديد من مخططاته وأفلامه التي يود أن ينشرها للعالم كله
بعد أن تشارك الجميع بما يحبونه أصبحوا مقربين أكثر لبعضهم وأصبحوا كالعائلة كل منهم يحتاج الآخر ويهتم لأمره
في نهاية السهرة تجهزت الفتيات للمغادرة...خرجت إيومي أولا ثم لحقتها سومي أما سانا فأمسك بها جين من ذراعها لأنه يريد الكلام معها -سانا:نعم؟ -جين:خذي هذا
أعطاها النقود التي قدمتها له قبل أيام -سانا:ألم تشتري بها البيتزا؟ -جين:لست بحاجة للبيتزا...أردت فقط قضاء الوقت معك -سانا:ههههههه فهمت...لكنني سأدعوك فعلا لتناول البيتزا حينما يكون معي مال كافٍ -جين:هذه المرة عديني أن تذهبي معي أيضا -سانا:أعدك هههههه
ابتسم كل منهما للآخر وأعجبا ببعضهما...سانا أجمل فتاة في المجموعة...وجين أوسم شاب في المجموعة لذا فهما يناسبان بعضهما كثيرا
بعد مرور أيام بقيت إيومي في المكتبة تدرس إلى أن اتصل بها جيمين...وبسرعة البرق جمعت أشياءها وركضت خارج المكتبة كي ترد عليه -إيومي:ألو! -جيمين:أهلا حبي...هل قضيتِ يوما جميلا؟ -إيومي:لا أعلم...أنا في المكتبة أدرس منذ الصباح...هناك كتاب عن فن التمثيل علي قراءته -جيمين:وأين أنتِ الآن؟ -إيومي:أسير نحو الحديقة -جيمين:جيد...أخبريني هل اشتقتِ إلي؟ -إيومي:ما هذا السؤال السخيف؟! بالطبع اشتقت إليك -جيمين:إلى أي درجة؟ -إيومي:لدرجة أنني أريد الخروج من الهاتف الآن ومعانقتك -جيمين:هل تؤمنين بقوة الحب؟ -إيومي:ما هي قوة الحب؟! -جيمين:حينما يكون هناك حبيبان بعيدان عن بعضهما يُقال أن هناك جنيا ينقلهما إلى بعضهما إذا قالا كلمات سحرية -إيومي:هذا تخريف...هل تصدق هذه الأمور! أنت سخيف جيمين -جيمين:قولي "شالالالالا" وسأظهر أمامكِ الآن -إيومي(بتجهم) :كفى...هل تظن أنني غبية لتلك الدرجة؟ -جيمين:هيا قوليها -إيومي:احم...شالالالالا -جيمين:انظري خلفك
نظرت خلفها وإذا بها تجد جيمين ينظر إليها ويبتسم...لم تستطع تصديق ما تراه بل وضعت يدها على فمها وبقيت واقفة مكانها دون حراك...كان ذلك أشبه بالحلم...تقدم جيمين نحوها شيئا فشيئا ثم عانقها بحرارة -جيمين:أنا الآن بين يديك -إيومي(بصدمة) :ك ك ك كيف...اس س ستطعت...الم م م جيء...ه ه ه هكذا؟! -جيمين:أخبرتك...إنها قوة الحب
جلسا في حديقة الجامعة سعيدين جدا بذلك اللقاء...أمسك بيدها فشعرت بالخجل وأنزلت رأسها -جيمين:هههههه الخجل...لا أصدق أنكِ بارك إيومي التي أعرفها -إيومي(بتجهم) :هل تريد أن أعود لنعتك بالمجنون المغفل مجددا؟ -جيمين:لا...ناديني حبيبي -إيومي(بخجل) :هل شرط علي ذلك؟ -جيمين:ما بالك!؟ تقولينها لي طوال الوقت على الهاتف -إيومي(بخجل) :الهاتف يختلف عن الواقع...الآن أشعر أن الأمر صعب ومخجل
قبلها على خدها برفق ثم ابتسم -جيمين:لا أعلم كيف كانت ستكون حياتي المملة لولاك...شكرا حبيبتي -إيومي:هل عدت للجامعة الآن؟ -جيمين:لا للأسف -إيومي:أووووه ماذا بعد؟ -جيمين:جئت لرؤية حبيبتي فحسب...علي العودة فصحة والدي لا تزال على المحك -إيومي(بحزن) :لماذا لا يشفى فحسب؟ -جيمين:أتمنى ذلك...ولكن مرضه معقد بعض الشيء...علينا أن نعتني به جيدا -إيومي:لا تقلق سيتحسن -جيمين:على كل حال الجامعة لا تهمني...فلدي شركة والدي وليس علي القلق بشأن مهنة المستقبل...أتيت للجامعة لسبب واحد فقط... -إيومي:ما هو؟ -جيمين:وتسألين؟ هل أنتِ بلهاء لهذه الدرجة؟ -إيومي:ماذااا!؟ تعلم أنني لا أفهم الأحاجي...أخبرني بنفسك -جيمين:سبب مشاركتي بمسرحية الثعلبة هو أنتِ...وسبب دراستي للتمثيل أنتِ...ومجيئي للسكن أنتِ أيضا -إيومي(بصدمة) :أوووه إذًا أنت كنت تلاحقني طول الوقت...يالك من خروف! -جيمين:خروف!؟ -إيومي:أمزح أمزح...أنت حقا رومنسي ولطيف...كان علينا أن نتواعد منذ زمن طويل فنحن نكمل بعضنا بالفعل -جيمين:عديني أنكِ لن تتركيني أبدا -إيومي:أعدك...أنت أيضا عدني -جيمين:أعدك...هيا لنذهب ونأكل شيئا...إنني أتضور جوعا
تناولا الطعام خارجا ثم ذهبا إلى أحد الأسواق وأخذ جيمين يفتش بين الملابس في أحد المتاجر -إيومي:عن ماذا تبحث؟ -جيمين:لا بد أنها هنا في مكان ما -إيومي:ما هي؟ -جيمين:ها هي
أخرج من بين الثياب قميصين وقبعتين تباعان مع بعض...هذه الثياب هي الثياب التي يرتديها العشاق وهي بنفس الألوان والتصميم -إيومي:أوووه كم هي جميلة! -جيمين:علينا ارتداؤها حين نخرج في موعد...ما رأيك؟ -إيومي:موافقة...ولكن الجو بارد جدا الآن -جيمين:يا غبية سنرتديها في البيت -إيومي:أي بيت؟ -جيمين:أوووه ما أغباك! ألن تأتي اليوم لشقتي؟ نحن حبيبان الآن ويجب أن نقضي الوقت معا بمفردنا وفي مكان خاص -إيومي(بصدمة) :بمفردنا؟ مكان خاص؟ -جيمين:نعم...لنلعب لعبة معا أو نتناول الطعام معا أو نشاهد فيلما -إيومي(بتوتر) :اممممم -جيمين:إذا كنتِ خائفة فأنا سآتي لشقتكِ إذًا -إيومي(بتوتر) :لا لا لا مستحيل...هذا محرج أمام صديقتاي -جيمين:ماذا إذًا؟ لدي يوم واحد لأبقى هنا وعلينا استغلاله في قضاء الوقت معا -إيومي:دعنا ننسى أمر البقاء وحدنا أرجوك -جيمين:لماذا؟ لقد تركت أبي هناك بين الحياة والموت وأتيت لرؤيتك وهكذا تكافئينني؟ شكرا لك
غضب فدفع سعر الثياب وخرج مسرعا...لم تشأ إيومي أن تتركه يرحل غاضبا منها لذا ركضت خلفه -إيومي:لا تغضب...أنا سوف آتي -جيمين:لن أجبرك على شيء لستِ مرتاحة له -إيومي:لا بأس...من الجميل أن يجرب الإنسان أشياء جديدة -جيمين:إذًا إياكِ والتأخر مفهوم؟ -إيومي:حسنا
في المساء ارتدت إيومي القميص والقبعة اللتان اشتراهما جيمين ثم تجهزت وذهبت إلى شقته...كانت متوترة جدا وقلبها يخفق بقوة كما لو أنها ذاهبة لمعركة...وقفت أمام الباب وتنهدت ثم طرقته...بعد دقائق فتح لها -جيمين:أهلا حبيبتي...تبدين مثل الوردة المتفتحة...تفضلي
دخلت الشقة وهمت بالتحديق في كل أركانها -إيومي:أين زميلاك؟ -جيمين:شوغا لديه عمل...وجين يتدرب لوقت متأخر
عندما سمعت أنهما سيكونان وحدهما بالمنزل شعرت بالخوف الشديد...لطالما كان يساورها شعور سيء تجاه ذلك الموعد -إيومي(بتوتر) :ومتى سيعودان؟ -جيمين:منتصف الليل
نظرت للساعة لتجد أنها ما تزال الثامنة...مايزال أمامهما 4 ساعات حتى يعودا وفي ذلك الوقت يمكن أن يحصل الكثير -جيمين:تعالي لنطبخ معا -إيومي(بتوتر) :حاضرة
دخلا المطبخ وبدأ جيمين بتقطيع الخضر...أما إيومي فكانت واقفة مكانها تحدق بالمكان دون أن تدرك ماذا تفعل -جيمين:حبيبتي...تعالي وساعديني...قومي بتقطيع اللحم شرائح رفيعة جدا -إيومي(بتوتر) :حاضرة
بدأت تقطع شرائح اللحم ولكن جيمين قاطع عملها -جيمين:ما هذا؟! قلت لكِ شرائح رفيعة...هاتي هذا سأفعله بنفسي -إيومي(بتوتر) :وماذا أفعل أنا؟ -جيمين:اصنعي حشوة اللحم...كل المكونات هناك
دمجت المكونات مع بعضها ثم أتى جيمين وعانقها من الخلف...شعرت حينها أنه قضي عليها ولكن سرعان ما ذهب وواصل عمله -جيمين:الحساء سيجهز قريبا ولم يبقَ سوى الحشوة وسلطة الخضار -إيومي(بتوتر) :أتحتاج المساعدة في شيء آخر؟ -جيمين:جهزي الأطباق فحسب
جهزت الأطباق ثم نضُج الطعام وتناولاه معا...رغم أن جيمين يبدو مجرد شاب مدلل إلا أن طبخه لذيذ
بعد تناول الطعام جلسا على الأريكة وأحضر جيمين حاسوب شوغا ليشاهدا معا فيلما رومنسيا...وأثناء عرض الفيلم مرت به مشاهد حميمية للبطلين فصار الأمر محرجا بالنسبة لإيومي لذلك أغلقت الحاسوب بسرعة -إيومي(بتوتر) :وقت المثلجات...سأذهب لإحضارها
أمسك بها جيمين من ذراعها ومنعها من الذهاب -جيمين:لدي مثلجاتي بالفعل
بدت في عينيه تلك النظرة السيئة مما أخافها كثيرا...وحين حاول أن يقترب منها ليقبلها ضربته بالوسادة بقوة على وجهه وابتعدت مسرعة -جيمين:ما بالك!؟ -إيومي(بتوتر) :ههههه لا تهتم ههههه -جيمين:سأحضر المثلجات
جلسا على الأريكة وهذه المرة تركت إيومي مسافة بينهما حتى تتمكن من التصرف في الوقت المناسب...بقيا يتناولان المثلجات دون توقف وكل لحظة ينظر أحدهما للآخر بطرف عينه -جيمين:لنلعب لعبة -إيومي:ما هي؟ -جيمين:لعبة الحقيقة أو التحدي -إيومي:حسنا...أختار الحقيقة -جيمين:لو أنني طلبت قبلة فماذا سيكون رد فعلك؟
ضربته بالوسادة مجددا ثم رمقته بنظرة غضب -إيومي(بحدة) :إليك الإجابة...هذا ما كنت سأفعله -جيمين:أمزح...لو أنني أنا وجي دراغون نغرق أيا منا كنتِ ستنقذين؟ إيومي:مممممم سؤال صعب...ولكن جي دراغون يجيد السباحة لذا سأنقذك أنت -جيمين:وماذا لو لم يكن يجيدها؟ -إيومي:مممممم حقا خيار صعب...ولكن أعتقد أنني سأنقذ جي دراغون فهو ليس متحرشا -جيمين:ماذا!؟ متى تحرشت بك!؟ -إيومي(بتجهم) :لماذا التعجب وكأنك لا تعرف نفسك؟ -جيمين:سأريك
ضربها بالوسادة فبادلته الضرب أيضا وظلا على تلك الحال يلهوان ويضحكان لفترة...لكن فجأة انزلقا وسقط جيمين فوق إيومي مباشرة...لم تستطع النهوض لأنه أثقل منها وكلما حاولت دفعه عنها لم تستطع...استغل هو تلك الفرصة وأصبح يقرب شفاهه من شفاهها شيئا فشيئا وكلما شعرت بأنفاسه الساخنة زاد خوفها وتوترها...الآن لا مهرب لها وقد حانت اللحظة ليحصل جيمين على ما يريده...واصل اقترابه منها إلى أن بلغ أذنها وهمس لها -جيمين(بهمس) :مسكينة هههههههههههههه
بعدها نهض عنها وانفجر من الضحك -إيومي(بانزعاج) :لِمَ تضحك؟ -جيمين:كان عليكِ رؤية تلك النظرة على وجهك...كما لو أنكِ رأيتِ شبحا ههههه آي رئتاي -إيومي(بانزعاج) :هذا ليس مضحكا -جيمين:بل مضحك جدا...تظنين أنني سأتحرش بك لكنني لست وسخا فارتاحي من فضلك ههههههه
كلامه كان مستفزا بالنسبة لها فشعرت بغضب شديد -إيومي(بغضب) :لماذا لا أخاف؟ أتعلم كم فتاة حول العالم وثقت بحبيبها لكنه خان الثقة وتحرش بها؟ -جيمين:يوهووووو! مابالك أتشكين بي؟ -إيومي(بانزعاج) :أكذب إن قلت لا -جيمين:هكذا إذًا...أنتِ لا تثقين بي كما أفعل...خيبتِ ظني حقا -إيومي(بانزعاج) :سأعود لغرفتي...تصبح على خير
نهضت لكي تغادر لكنه تعرض لها ومنعها -جيمين:حبيبتي ما بالك؟ أنا حقا لا أنوي أي شيء سيء تجاهك ولو كنت كذلك فلماذا لم أظهر نواياي قبل مجيئك منذ ساعة؟ -إيومي(بانزعاج) :لا أصدقك -جيمين:سأكتب لك تعهدا...انظري
أحضر ورقة وقلم وكتب لها بأنه يقسم أنه لن يمسها بأي سوء طوال فترة بقائهما معا...وسيبقى ملكها للأبد ولن يتركها أو يخدعها...ثم وقع عليها في الأسفل وسلمها الورقة -جيمين:ارتحتِ؟
عانقته بسعادة غامرة وأدركت أنها أخيرا حصلت على الحب الذي لطالما تمنت
عدل سابقا من قبل بثينة علي في الجمعة يناير 12, 2024 4:32 pm عدل 1 مرات
بثينة علي يعجبه هذا الموضوع
بثينة علي Admin
المساهمات : 1305 تاريخ التسجيل : 27/05/2021 العمر : 27
موضوع: رد: رِوَايَة يَوٍْمِيَّات مُرَاهِقَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) الجمعة فبراير 04, 2022 1:34 am
رواية يوميات مراهقة : الفصل السابع عشر
ذهبت سانا لمقابلة المشرف في أحد المقاهي وكانت على وجهها ملامح الجدية -المشرف:ما هو الأمر الذي أردتِ أن نتحدث فيه؟ -سانا:إنه بخصوص العرض الذي قدمته لي...لقد فكرت جيدا وأيقنت بأن هذا العرض لا يناسبني -المشرف:ولكن فرصة كهذه لن تعوض...ونسبة حصولك على وظيفة محترمة دون تخرج هي 80% -سانا:أعلم...ولكن من أنا حتى أكون أفضل من كل الذين يتعبون ويبذلون جهدهم كي يتخرجوا؟ ثم آتي أنا بدون أي تعب ولا مؤهلات وآخذ مكانهم -المشرف:إذًا أنتِ ترين أنكِ لستِ كفؤا! -سانا:بالضبط...العمل في وكالة هو أمر أكبر من مؤهلاتي -المشرف:سانا...أنتِ لا تعرفين أننا في 2017...وكل شيء هنا تغير وأصبحت المصلحة تتولى التحكم...عليكِ مواكبة العصر حتى تعيشي -سانا:هناك سبب آخر جعلني أرفض عرضك...أنا لن أبيع نفسي لأجل الشهرة...آسفة لا أستطيع ذلك...وأنت بالمناسبة مشرف سيء لأنك عرضت علي أمرا كهذا...سأتجاهل الأمر وأخفيه عن إدارة الجامعة حتى لا أسبب لك المشاكل...وشكرا لك ومع السلامة
بعدها غادرت وتركته يستشيط من الغضب...لطالما كان أنانيا وإن اراد شيئا يحصل عليه -المشرف(يفكر) :سانا...أنا سأجعلك تدفعين ثمن رفضك لي هكذا...سترين...سأجعل هذه الجامعة كابوسا لك
في شقة الفتيات كان شوغا مع سومي يشاهدان فيلما ويتناولان الفوشار -إيومي:أخفضا صوت الحاسوب...أريد أن أقرأ كتابي -سومي:تعالي وشاهدي معنا...إنه فيلم مرعب جدا وممتع -إيومي:تقولين هذا لأن دراستك كلها تدريب على عكسي أنا دراستي أغلبها كتب وإرشادات وتمثيليات -سومي:دراستي أيضا صعبة...عليكِ الحفاظ على وزنك تحت 48 وحرمان نفسك من تناول ما تحبينه...هل رأيتِ أسوأ من ذلك؟ -إيومي:لا...لأني لا أراكِ تحرمين نفسك من أي شيء -سومي:معكِ حق...لا يمكنني مقاومة الطعام -شوغا:هل والد جيمين بخير الآن؟ -إيومي:لا شيء جديد...فحوصات ومبيت في المستشفى وهذا كل شيء -شوغا:مسكين السيد بارك..قبل شهر كان بصحة ممتازة...ما الذي أصابه فجأة؟ -إيومي:لا أعلم...جيمين لم يخبرني بالتفاصيل
عادت سانا للشقة وواضح من وجهها أنها ليست بخير تماما -سانا:مرحبا بكم جميعا
دخلت غرفتها بسرعة وأغلقت الباب خلفها بالمفتاح فصرخت عليها سومي من خلف الباب -سومي:سانا...هل أنتِ بخير؟ -سانا:أنا بخير -إيومي:ترى ما بالها؟! تتصرف بغرابة مؤخرا -شوغا(بهمس) :أعتقد أنها واقعة في حب شخص لا يهتم لأمرها -سومي(بهمس) :أتظن ذلك؟ -شوغا(بهمس) :على الأرجح...الفتاة مخلوقة رقيقة وحين يتعلق الأمر بالحب فإنها تتغير 180° -إيومي(بهمس) :وماذا علينا أن نفعل لمساعدتها؟ -شوغا(بهمس) :أولا اجعلاها تعترف من هو هذا الشاب وبعدها تجسسا عليه واعرفا إذا كان حقا يواعد غيرها -سومي(بهمس) :ولماذا علينا التجسس؟ ببساطة لنسأله بطريقة غير مباشرة
بعد لحظات طُرق الباب ونهضت إيومي لتفتح فوجدته جين -جين:يا جماعة كلكم هنا! -شوغا:تعال...نحن نخطط لشيء شرير -جين:ما هو؟ -إيومي:نحن نعتقد أن سانا واقعة في حب شخص لا يريدها
تغيرت ملامح وجه جين فجأة -جين:وما أدراكم؟ -سومي:تصرفاتها مؤخرا غريبة لذا علينا مساعدتها -جين:لا تتوهموا أشياء من رأسكم وتحاولوا إقناع أنفسكم أنها حقيقية...هناك ملايين المشاكل في العالم ليقلق بشأنها الناس وليس الحب فقط -شوغا(بتجهم) :أنت حقا مفسد للمرح...أبله -إيومي:لا تقلق شوغا...نحن سنبحث في الأمر ونخبرك بأي شيء نكتشفه -شوغا:أعتمد عليكن يا فتيات
في الغد ذهبت إيومي للعمل في المطعم الذي اعتادت أن تعمل فيه...كان الوضع مزدحما بعض الشيء والزبائن كثيرون لذا بذلت جهدا أكبر ذاك اليوم
بعد أن أنهت عملها قامت بتنظيف المطعم ولكن المدير نادى عليها -المدير:إيومي...لقد بذلتِ جهدا كبيرا اليوم...تفضلي هذه لك
سلمها قالب حلوى كبير في علبة -المدير:احتفلي مع أصدقائك -إيومي:أشكرك...لطالما كنت أشتهي تناول قالب حلوى كبير -المدير:هيا عودي بسرعة فالجو بارد -إيومي:حسنا
عادت للشقة فوجدت سانا مستيقظة تدرس حتى ذلك الوقت المتأخر -إيومي:ها قد عدت -سانا:أهلا بك -إيومي:ألم تنامي بعد؟ -سانا:لا...علي ان أحفظ نصا كي أقدمه ارتجالا غدا في الحصة التطبيقية -إيومي:وأين سومي؟ -سانا:نامت قبل ساعات -إيومي:خسارة...لقد أحضرت قالب حلوى كبير...من سيساعدني في أكله؟
فجأة فتحت سومي باب غرفتها -سومي(بحماس) :هل سمعتكِ تذكرين قالب حلوى؟ -سانا:ألم تكوني نائمة؟ -سومي(بحماس) :نعم لكن أذني حساسة تجاه الكلمات اللذيذة...أين الحلوى؟ أريد تذوقها؟
وضعت إيومي القالب على الطاولة وبدأت كلاهما بتناوله والكريما تغطي وجههما -إيومي:لذيذ! -سومي:أتى في موعده -سانا(بتجهم) :أوووه لا أصدق! مثل أطفال صغار يتناولون الحلوى -إيومي:عليكِ تذوقه -سانا:لا شكرا...أنا أتبع حمية
حملت هاتفها وذهبت غاضبة نحو غرفتها -إيومي(بهمس) :ترى من يكون؟ -سومي(بهمس) :لن نعرف إلا إذا تجسسنا
اقتربت كل منهما ببطء نحو غرفتها إلى أن وصلتا إلى الباب فسمعتاها تصرخ لذلك كان سهلا أن يسمعا ويفهما كل ما تقوله -سانا(بصراخ) :لا داعي لإزعاجي منتصف الليل -المشرف:ولِمَ الإزعاج؟ نحن رفيقان صحيح؟ -سانا(بصراخ) :أوووف ماذا تريد؟ -المشرف:أنا في الأسفل...انزلي لنتكلم -سانا(بصراخ) :ليس هناك ما نتكلم فيه -المشرف:بلى هناك...انزلي فورا وإلا سأصرخ وأفضحك أمام كل الجيران -سانا(بصراخ) :إياك وفعلها -المشرف:أتجربينني؟ -سانا(بصراخ) :حسنا لك ذلك سأنزل
بسرعة عادت إيومي وسومي لمكانهما وتظاهرتا أنهما مازالتا تتناولان الكعك...خرجت سانا مسرعة وارتدت معطفها وخرجت -سومي(بهمس) :بسرعة...لننزل إلى شقة الشباب فهي تطل على الباب الرئيسي -إيومي(بهمس) :نعم
نزلتا بسرعة وطرقتا الباب بقوة على الشباب...كان شوغا ما يزال مستيقظا وجين استيقظ فزعا على صوت الطرق -شوغا:ماذا هناك؟ -جين:هل حصل شيء؟ -إيومي:نحتاج لاستعارة نافذتكم من فضلكم -شوغا:لا أفهم! -إيومي:لا وقت...تعالوا بسرعة
ركضوا نحو غرفة جين والتي كانت بها النافذة المطلة على البوابة ووقفوا يتجسسون...كان المشرف متوقفا بسيارته هناك ونزلت إليه سانا -سانا(بحدة) :ماذا تريد؟ -المشرف:أردت رؤيتك -سانا(بحدة) :ها قد رأيتني...عد لمنزلك الآن -المشرف:تعالي معي إذًا -سانا(بحدة) :هذا ما كان ينقصني -المشرف:لا أفهم لماذا ترفضينني...أنا غني ووسيم وذو مكانة في المجتمع...لا ينقصني أي شيء -سانا(بحدة) :ينقصك التواضع -المشرف:ماذا!؟ -سانا(بحدة) :كما أخبرتك...أنت مغرور وأنا لا أحب المغرورين -المشرف:سانا...لا تقولي ذلك...تعرفين أن كل ما أفعله هو لأجلك...
حاول الاقتراب منها لكنها ابتعدت -سانا(بحدة) :قف مكانك...لا تلمسني -المشرف:أوووف لا تبالغي...أنا لست وحشا
حاول البقية جاهدين فهم ما يجري عبر النافذة -إيومي:هل يسمع أحدكم أي شيء؟ -شوغا:لم أسمع سوى لا تلمسني -جين:أعتقد أنني فهمت القليل...ولكن من منكم يعرف هذا الرجل؟ -إيومي:إنه مألوف ولكن لا أذكر أين رأيته -سومي:أنا أيضا
بعد فترة من النقاش العقيم قررت سانا المغادرة -سانا(بحدة) :لقد تحدثنا بما يكفي...عد لمنزلك الآن
استدارت لتعود ولكنه أمسك بها وقام بضمها رغما عنها -سانا(بصراخ) :ابتعد عني -المشرف:أنتِ لن تري المجد بدوني أؤكد لك ذلك...ليس لديكِ مكان تهربين إليه -سانا(بصراخ) :قلت لك ابتعد
حاولت التخلص منه لكنه أقوى منها وواصل معانقتها بقوة رغم صراخها ومقاومتها...ولم يكتفِ بذلك فقط بل حاول تقبيلها أيضا فأشاحت بوجهها في الاتجاه المعاكس لتتخلص منه
لم يستطع جين أن يقف مكتوف الأيدي ففتح النافذة وصرخ عليه بينما انبطح البقية بسرعة مرعوبين من أن تراهم سانا -جين(بصراخ) :أنت أيها الرجل...دع الفتاة وشأنها -المشرف(بصراخ) :وما علاقتك أنت؟ -جين(بصراخ) :هذا يعتبر تحرشا...سأتصل بالشرطة فورا -المشرف(بتجهم) :يبدو أنكِ نجوتِ هذه المرة
صعد المشرف سيارته وغادر وترك سانا واقفة مكانها تبكي من الحزن...لم يشأ جين أن يتركها حزينة ووحيدة في ذاك الجو البارد لذا نزل نحوها وغطاها بمعطفه -جين:لا بأس...لقد رحل -سانا(ببكاء) :أرجوك لا تخبر أحدا بما رأيته
نظر إلى نافذة غرفته وشاهد كل رفاقه وهم ينظرون نحوهما ثم التفت لسانا وابتسم -جين:لن أفعل...أعدك -سانا(ببكاء) :شكرا لك
بعد ان انتهت المشكلة حان الوقت ليعود كل لمكانه -إيومي(بهمس) :انتشروا يا رفاق...فليعد كل شخص لما كان يفعله...بسرعة
جلست سانا مع جين في الدرج لأنها لم تكن تريد الصعود إلى غرفتها وهي على تلك الحال -جين:ما الذي يريده منك ذاك الرجل؟ -سانا:يريد الخروج معي -جين:عليكِ إخبار الشرطة بشأنه -سانا:لا حاجة لذلك...فهم لن يفعلوا له شيئا -جين:لا يمكنكِ الوقوف والسماح له بإزعاجك -سانا:علي تجاهله فحسب وتغيير رقم هاتفي -جين:وهل تعتقدين أنه سيتركك بعد ذلك؟ -سانا:لست أعلم...ولكن علي بذل جهدي للتخلص منه...إنه ليس كالشباب الباقين الذين رفضتهم -جين:إن احتجتِ شيئا فلا تترددي في طلبه مني -سانا:حسنا...أشكرك مجددا جين...أنت دائما تنقذني في المواقف الصعبة -جين:مازلت أنتظر دعوتك على البيتزا ههههههه -سانا:آسفة نسيت مجددا...أعدك أنني سأفعلها في القريب العاجل -جين:حسنا...أثق بك -سانا:هل تقبل بالكعك؟ أحضرت إيومي كعكة كبيرة...لنتشاركها -جين:موافق هههههههه
مع مرور الوقت زاد انجذاب كل من جين وسانا لبعضهما فتفكيرهما متشابه تماما...ذاك الانجذاب قد يولد علاقة حب في يوم ما
في الغد نهضت إيومي صباحا تشعر بالتعب لأنها لم تنم جيدا الليلة الماضية لذلك استيقظت متكاسلة...ذهبت نحو نافذتها وأزالت الستائر وإذا بها تصرخ -إيومي(بصراخ) :آااااااااااا إنه الثلج
ركضت للغرفة الرئيسية وصارت تصرخ وتقفز لكي توقظ صديقتيها -سانا:ماذا هناك؟ -إيومي(بصراخ) :إنه الثلج...إنه الثلج...انظرا للخارج
ركضت سانا وسومي نحو النافذة وانبهرتا بالمنظر...كان الثلج يغطي كل مكان ولونه الأبيض يزيد المنظر إشراقا -سومي(بحماس) :وااااااو! علي التقاط صور في الخارج -سانا:لنرتدي ملابسنا ونخرج لللعب هيا
بعد أن تجهزت الفتيات خرجن لللعب تحت السكن...كان الوقت ما يزال مبكرا لذا لديهن الوقت الكافي للاستمتاع
سومي وسانا كانتا ترميان بعضهما بكرات الثلج أما إيومي فصنعت رجلا ثلجيا -إيومي(بحماس) :ألا يشبه جي دراغون؟ هههه -سانا(بسخرية) :معكِ حق يشبهه كثيرا هههههههههههه -إيومي(بتجهم) :اضحكي...كل هذه تسمى غيرة -سانا:ولماذا قد أغار من كومة ثلج؟ -سومي:هجوووووم...لندمر جي دراغون -إيومي(بصراخ) :إياكما...سأقتلكما
حاولت إيومي حماية رجل الثلج بينما سانا وسومي تضربانها بكرات الثلج دون توقف
نزل شوغا وجين متوجهين للجامعة فقابلا الفتيات -جين:أوووه يبدو أنكن أصبحتن نشيطات -سومي:هل تلعبون؟ -جين:نتمنى ولكن الوقت تأخر -سانا:كم الساعة؟ -جين:إنها التاسعة إلا ربع -إيومي(بصدمة) :لقد تأخرنا...لنسرع
مرت الأشهر بلمح البصر ومرت الامتحانات ونجحت إيومي في عامها الأول من الجامعة...ومع بداية السنة الثانية انتهى الفصل الأول بلمح البصر وجاءت عطلة الصيف وعادت لمنزلها في بوسان
اجتمعت عائلة إيومي وجدتها حول المائدة وجهزوا الكثير من الطعام استقبالا لها -الجدة:أحضرت لكم بعض الهدايا...لنبدأ بالأطفال...شيومين هذا لك
أعطته علبة مغلقة وحين فتحها وجد فيها هاتف آيفون -شيومين:أوووه جدتي لم يكن عليكِ ذلك...لدي هاتف بالفعل -الجدة:هاتفك قديم ومن ماركة عادية...عليك الحصول على واحد أفضل كي تتفاخر به أمام زملائك في المستشفى -شيومين:تعرفين أني لا أحب التفاخر -الجدة:حتى ولو...عليك أن تبدأ بالاهتمام بنفسك قليلا لكي تجد زوجة مناسبة هههههه -الأم(بتجهم) :ابني لا يزال صغيرا على الزواج -الجدة:ولكن عليه البحث عن نصفه الثاني منذ الآن...ألا تظنين ذلك؟ -الأب:أمي...في النهاية إنها حياته...لنتركه يفعل ما يريده -الجدة:على كل حال هذه هدية إيومي
اعطت لإيومي صندوقا ففتحته ووجدت به ثوبا وحذاءً من ماركات مشهورة -إيومي:واااااو! كم هي جميلة! شكرا لكِ جدتي -شينهو:وأنا ماذا أحضرتِ لي يا جدتي؟ -الجدة:تفضل
أعطته هدية هو الآخر ففتحها ووجد فيها هامستر صغيرا -شينهو(بحماس) :كم هو لطيف! أيمكنني حقا الاحتفاظ به؟ -الجدة:طبعا...إنه لك -الأم(بتقزز) :يع كم أكره الحيوانات! من الأفضل أن تبقيه بعيدا عني إن أردت أن يبقى على قيد الحياة -الجدة:مابالك؟ دعي الأطفال يعيشون حياتهم...لماذا أنتِ حازمة هكذا؟ -الأم:لدي حساسية من الفرو -الجدة:فهمت...والآن هدية لابني -الأب:حقا! لم أتوقع ذلك...شكرا أمي
فتح الهدية فوجد فيها قميصا صوفيا حاكته الجدة بنفسها -الأب:أووووه أمي لقد اشتقت لحياكتك...الآن يمكنني الخروج في هذا الطقس البارد دون قلق -الجدة:عليك الاهتمام بصحتك...أعلم أنكم لا تملكون الكثير من المال لشراء ملابس دافئة
رمقتها الأم بنظرة حادة ثم اقتربت من المائدة -الأم:تعالوا لنأكل -الجدة:أنتِ أيضا أحضرت لكِ شيئا -الأم(باستغراب) :فعلا!؟ -الجدة:نعم لماذا الاستغراب؟
أعطتها الهدية فوجدت فيها حقيبة جميلة تبدو غالية الثمن -الأم:لا يمكنني قبولها...إنها غالية جدا -الجدة:لا مشكلة...لقد ادخرت مالا كثيرا في شبابي -الأم(بتأثر) :أشكركِ ولكن لا أستطيع قبولها الأب(بهمس) :عيب أن ترفضي الهدية في كوريا -الأم:حسنا...شكرا لكِ حماتي...أنا أيضا سأشتري لكِ هدية لاحقا -الجدة:هديتي هي أن تعتني بابني وأحفادي وهذا كل شيء -الأم:لستِ بحاجة لتوصيتي -الجدة:أعلم...ولكن ها أنا أخبركِ بطلبي فحسب...لا أريد أن ينقصهم أي شيء لكي يبقى بالي مرتاحا -الأم:فهمت -الجدة:حسنا...لنأكل الآن...من يريد أن أضع له السمك فوق الأرز؟ -شينهو(بحماس) :أنا أنا أنا -إيومي:أنا يا جدتي أنا -شيومين:يالكم من أطفال
في الغد ذهبت إيومي لمقابلة جيمين في إحدى حدائق المدينة ولكنه تأخر عنها كثيرا -إيومي(بتجهم) :لماذا تأخر هكذا؟ الجو بارد أكاد أتجمد
حملت هاتفها واتصلت به فرد عليها -إيومي:ألو...أين أنت؟ -جيمين:حصل معي ظرف طارئ ويبدو أنني لن أتمكن من المجيء
شعرت بخيبة أمل كبيرة فلطالما اشتاقت إليه كما أنهما لا يلتقيان إلا نادرا وإن عادت للجامعة فيصعب عليهما ذلك أكثر -إيومي(بحزن) :حسنا...لا بأس -جيمين:أنتِ لم تغضبي صحيح؟ -إيومي(بحزن) :لا طبعا -جيمين:إذًا منذ البداية كنتِ لا تريدين رؤيتي -إيومي(بتجهم) :كف عن الفلسفة...بما أنك لن تأتي فسأذهب للمنزل -جيمين:حسنا حسنا...ولكن ما رأيك أن تقولي الكلمات السحرية وسأظهر أمامك؟ -إيومي(بتجهم) :جيمين هذا ليس وقت المزاح -جيمين:قولي "شالالالا" -إيومي(بتجهم) :ما أسوأ مزاحك! -جيمين:قلت لكِ قولي شالالالا هيا -إيومي(بتجهم) :أوووووف شالالالا...ارتحت الآن؟ -جيمين:انظري خلفك
نظرت خلفها فإذا بها تجده واقفا يحدق بها ويبتسم...ومن فرحه ركض نحوها وعانقها بحرارة ثم همس في أذنها -جيمين:حيثما تطلبينني سأكون بين يديك -إيومي:لقد خدعتني هههههه -جيمين:إنها مجرد مزحة -إيومي:لا تفعلها مجددا...لقد كنت حزينة جدا لأنني لن أراك...أرجوك لا تعدها -جيمين:لن أعيدها حسنا -إيومي:أنا حقا سعيدة بلقائك لكن ما لا تعلمه أنني أتجمد هنا -جيمين:هل أعانقكِ لتتدفئي؟ -إيومي:ليس هنا أمام الناس أيها القزم -جيمين(بانزعاج) :إياك وتكرار هذه الكلمة مجددا...مفهوم؟ -إيومي:وماذا لو كررتها؟ لا شيء سيغير حقيقة أنك قصير -جيمين:حينها سأقبلك -إيومي(بسخرية) :أووووه أنا خائفة فلينقذني أحد -جيمين:هذه المرة أمام كل هؤلاء
نظرت له بحاجبين مقطوبين ثم ضربته على رأسه -إيومي(بانزعاج) :أيها الرجل الفضيحة...اغرب عن وجهي -جيمين:كنت أمزح...لنأخذ جولة في المدينة معا...هيا
أمسك بيدها وذهبا يتجولان وطوال الطريق كانا لا يتركان يدي بعضهما أبدا
في الغد ذهبت إيومي للمجمع التجاري وبقيت تتجول في قسم الموسيقى لتبحث عن أسطوانة أغاني تستمع إليها...وأثناء تجولها بين أروقة المتجر لفت انتباهها ألبوم لفرقتها المفضلة...كانت الكمية محدودة لذا كان عليها أخذه بسرعة قبل أن ينفذ...حينما مدت يدها لتمسك إحدى الأسطوانات شاهدت شخصا آخر يمد يده إلى نفس الأسطوانة التي حملتها...التفتت لترى من هو فكانت المفاجأة! إنه جيهوب...وقف كل منهما ينظر للآخر وهما متفاجئان بهذه الصدفة الغريبة
بعد فترة من التحديق غير المريح جلسا ليتحدثا ولكن الآخر صامت طوال الوقت -إيومي(بتوتر) :جيد أنك هنا...سعيدة برؤيتك -جيهوب:شكرا
ساد صمت رهيب وكان يحاول تفادي النظر لها ولا حتى الكلام معها -إيومي(بتوتر) :إذًا... -جيهوب:سررت برؤيتكِ أنا أيضا...مع السلامة
وقف وغادر مباشرة دون اكتراث لأي شيء فحاولت التصرف لعلهما يعودان صديقان مثل السابق فركضت بضع خطوات ثم رمت نفسها في الأرض متظاهرة أنها وقعت وآذت رجلها -إيومي(بألم) :آااااي رجلي...أعتقد أنها كسرت
لم يعرها أي اهتمام بل واصل سيره وتوارى عن الأنظار -إيومي(بحزن) :قلبه كالحجر...كيف تحول هكذا فجأة! لقد كان شخصا رائعا ولطيفا
ذهبت إلى النافورة التي أراها لها جيهوب ووقفت أمامها -إيومي(بحزن) :أيتها النافورة...أعلم أن الأمر غير حقيقي...ولكني حقا أتمنى لو كان بإمكانكِ تحقيق أمنيتي...أرجوكِ أعيدينا أنا وجيهوب أصدقاء...هذا كل ما أريده الآن...أرجوكِ أيتها النافورة أنتِ أملي الوحيد بعد الله...لا تخذليني
بعدها تذكرت أمر العرافة وقررت أن تذهب إليها لعلها تعطيها حلا -إيومي:من فضلكِ يا عرافة...أريد أن أعرف هل صديقي سيعفو عني؟ -العرافة:يا إلهي! إني أرى في يدكِ علاقة حب قوية...وهناك شخص سيء يدخل حياتكِ ويفسد تلك العلاقة -إيومي:ترى من يكون؟!
عدل سابقا من قبل بثينة علي في الجمعة يناير 12, 2024 4:35 pm عدل 1 مرات
بثينة علي يعجبه هذا الموضوع
بثينة علي Admin
المساهمات : 1305 تاريخ التسجيل : 27/05/2021 العمر : 27
موضوع: رد: رِوَايَة يَوٍْمِيَّات مُرَاهِقَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) الجمعة فبراير 04, 2022 12:32 pm
رواية يوميات مراهقة : الفصل الثامن عشر
مرت عطلة الصيف بسرعة وعادت إيومي للجامعة ولروتينها اليومي المعتاد...وفي نفس الجامعة أيضا يدرس شوغا وجين وزميل لهما في الصف يدعى "يونغهوا"...وبينما الشباب الثلاثة مجتمعون في حديقة الجامعة قرر يونغهوا فتح مواضيع سخيفة معهما -يونغهوا:شباب...هل معكما علكة؟ -جين:لا -يونغهوا:حسنا...أخبراني هل تواعدان؟ -شوغا:أتمنى ولكن لم أجد بعد الفتاة التي تناسبني -يونغهوا:وأنت جين؟ -جين:ليس هناك أي فتاة -شوغا:كاذب...إنه معجب بسانا صديقتنا -جين:وما علاقة الإعجاب بحديثنا؟ حتى لو كانت تعجبني فليس من الضروري أن نتواعد...لدي أشياء أهم من المواعدة كالدراسة مثلا -يونغهوا:ابقَ على تفاهتك حتى يأتي شخص آخر ويأخذها منك -جين:لا أظن ذلك...فهي أيضا لديها دماغ واقعي وستهتم بدراستها أولا
عندما سمع جين اسمها اعتدل فجأة...أما سانا فعندما ناداها شوغا ذهبت إليه وهو مع رفيقيه -سانا:صباح الخير يا رفاق...ماذا تفعلون؟ -شوغا:نثرثر...مازال لدينا ساعة على المحاضرات لذا نحن نتسلى...وماذا عنك؟ -سانا:خرجت لتوي من المحاضرة وأريد أن أذهب للسكن -شوغا:وأين إيومي؟ -سانا:لديها حصة تطبيقية وهي ليست بقسمي...هل هناك شخص يريد العودة للمنزل الآن؟ -يونغهوا:إنه جين هههههههه -جين:كفى...أنت تعلم أنه مازال لدي محاضرة -سانا:حسنا...نهارا سعيدا
غادرت سانا وظل يونغهوا يحدق بها من بعيد -يونغهوا:ياااال جمالها! هذه ليست بشرا بالتأكيد -جين(بتجهم) :كف عن التحديق بها أيها الغبي -يونغهوا:أتعلم يا فتى؟ أنا حقا أحسدك لأنك تعرفها -شوغا:لا بد أن لديها الكثير من المعجبين الذين يلاحقونها في كل مكان -يونغهوا:ولكن رغم ذلك قلبها لم يتزعزع! سيكون جين بطلا أسطوريا إن فاز بقلبها
بعد أن ذهبت سانا شاهد جين المشرف يلحق بها -جين:ذاك الرجل مألوف...ترى أين رأيته؟
التفت الآخران نحوه ليرياه -يونغهوا:ذاك هو مشرف قسم الفنون التمثيلية -شوغا:آه...المشرف على قسم سانا وإيومي...لا أعرفه...إنها أول مرة أراه -جين:ولكن أين رأيته يا ترى؟ -يونغهوا:لا بد أنك رأيته هنا بالجامعة يتجول -جين:لا ليس...
فجأة وقف مكانه من الصدمة ثم ركض -شوغا(بصراخ) :إلى أين تذهب؟ -جين(بصراخ) :سأعود للسكن -شوغا:ولكن ما باله؟! -يونغهوا:أعتقد أنه غير رأيه ويريد اللحاق بفتاته...دعه يا فتى
ركض جين وتجاوز المشرف بسرعة ثم وصل إلى موقف الحافلات حيث كانت سانا تنتظر الحافلة -جين:هاقد أتيت -سانا:جين! أليست لديك محاضرة؟ -جين:لا أريد الذهاب -سانا:حسنا
وقفا ينتظران الحافلة وشعر جين بسعادة غامرة لأنه برفقة سانا...وهي كذلك رغم أنها مستغربة مما يحصل إلا أنها سعيدة معه...أما المشرف فقد فشلت خطته هذه المرة بسبب جين ولكنه لن يسأم وسيحاول الحصول على سانا من جديد
كان لدى إيومي حصة تطبيقية وعنوان المحاضرة هو الوجوه التعبيرية...وكل طالب يصعد ويقوم بمختلف تعبيرات الوجه والأستاذ يعطيهم علامة من مئة...في النهاية حصلت إيومي على علامة 75 من مئة وأخبرها الأستاذ رغم أنها جيدة إلا أنه ينقصها تدريب أكثر
بعد انتهاء حصتها ذهبت إلى المكتبة وأحضرت المزيد من الكتب لتقرأها ثم ذهبت للعمل في المساء وعادت للمنزل كالمعتاد الساعة العاشرة ليلا -إيومي:ها قد عدت...أنا متعبة -سانا:أهلا بك -إيومي:لماذا لم تنامي للآن؟ -سانا:لدي أرق -إيومي:هل هناك شيء يزعجك؟ -سانا:لا شيء -إيومي:حسنا...أنتِ حرة ولن أجبركِ على إخباري -سانا:ما رأيك أن نذهب غدا لنهر الهان بما أنه يوم عطلة؟ -إيومي:فكرة جيدة...أنا أيضا أحتاج لقضاء يوم راحة...ولكن ما الفائدة في أن نذهب في هذا الطقس البارد فلا يمكننا السباحة؟ -سانا:هههههه نحن لن نسبح...سنقوم ببعض النشاطات فحسب -إيومي:مثل ماذا؟ -سانا:ستعرفين حين نذهب -إيومي:لنخبر الشباب لعلهم يذهبون معنا -سانا:حسنا
في الغد جهز الجميع حقائبهم وكل شيء يحتاجونه للرحلة ثم ركبوا الحافلة الساعة السادسة صباحا...بعد أن وصلوا ذهبوا مباشرة لرؤية نهر الهان...كان مكانا جميلا جدا ورومنسيا وفيه الكثير من السياح والعائلات
أولا قاموا بكراء دراجات هوائية ليذهبوا في نزهة حول النهر...إيومي لم تركب دراجة من قبل لذا لا تجيد التوازن عليها -إيومي:يا شباب...الأمر لا ينفع معي -جين:أنا أيضا لم أكن أجيد ركوبها لكنني تعلمت الآن...هيا أنا سأمسك بك من الخلف وأنتِ قودي -إيومي:حسنا
أمسك بها مما جعلها تتمكن من قيادة الدراجة -إيومي(بحماس) :ويييييي أنا أقود...انظروا إلي -جين(بصراخ) :انتبهي أمامك
اتجهت دراجتها نحو الشجيرات ولأنها لا تجيد التحكم بعد فلم تستطع التوقف إلى أن اصطدمت بها وسقطت فركض إليها الجميع بفزع -سانا(بقلق) :أنتِ بخير؟ -إيومي:الحمد لله لم أتأذى -شوغا:ما هذا المنطق الغريب؟ كيف أنكِ لم تركبي دراجة طوال حياتك؟ إيومي:وما الغريب؟ لم تتح لي الفرصة فحسب -سومي:وماذا لو دخلتِ اختبار السياقة فماذا ستفعلين؟ -إيومي:لن أدخل...ما حاجتي بالرخصة إن لم يكن لي سيارة؟ -شوغا:أنا ليس لدي سيارة لكن لدي رخصة...يمكنكِ استغلال الرخصة حتى أثناء العمل -إيومي:لم أفكر بذلك
واصل الرفاق سياقة الدراجة حول النهر واستمتعوا بالمناظر الجميلة هناك ثم ذهبوا لتعلم الرماية وكانت أول تجربة لإيومي لذلك كان تصويبها كارثي -شوغا:ولكن هل أنت حولاء!؟ -إيومي(بتجهم) :لم ألعبها في حياتي فكيف يمكنني إتقانها في ليلة وضحاها؟ -جين:سوف أريكِ كيف
أخذ جين سهما ووضعه في القوص -جين:أولا أغمضي إحدى عينيك وشدي القوص لأقصى درجة ثم وجهي السهم بحيث يكون عموديا على عينك ومكان الهدف ثم ارمي هكذا
انطلق السهم فأصاب الهدف بمهارة وصفق الجميع لجين -إيومي:مذهل! إنه دوري
أخذت السهم وفعلت كما أخبرها جين ولكنها لم تتمكن من إصابة الهدف -جين:لا بأس...تحتاجين المزيد من التدريب
بعدها ذهبوا لأخذ جولة بالقارب إلا أن إيومي كانت خائفة ومتوترة وتتنفس بسرعة -إيومي(بقلق) :ماذا لو ثقب القارب وغرقنا؟ أنا لا أجيد السباحة -سانا:ولماذا قد يثقب؟! إنه من الخشب الجيد ومؤمن من الغرق لا تخافي -إيومي(بقلق) :كيف لا أخاف! هذه حياتي وواجب علي أن أحافظ عليها -سومي:ولكننا نرتدي سترات واقية...هيا اصعدي -إيومي(بقلق) :حسنا
ركبت القارب وهي مترددة...وبمجرد أن سار وأصبح في وسط الماء شعرت بالدوار والفزع وصارت تصرخ -إيومي(بفزع) :لا أريد الموت...أنزلوني...أرجوكم...فلينزلني أحدكم آاااااااااا....عودوا لليابسة عودوا
لسوء الحظ اضطر صاحب القارب أن يعيدهم لليابسة حتى لا تسوء حالتها...بعدها جلسوا في إحدى المساحات الخضراء كي يتناولوا وجبة الغداء -سانا:إيومي...ما قصتك مع الماء؟ لماذا تخافين منه!؟ -إيومي:لست أتذكر الكثير حول هذا...لكن تراودني ذكرى أحيانا أنه حينما كنت صغيرة غرقت...لا أذكر أين كان ذلك وكيف...ولكن كل ما أتذكره تخبطي في الماء -جين:جيمين أيضا غرق حينما كان صغيرا -إيومي:معقول! -جين:نعم...إنه يخاف الماء...عندما كان صغيرا ذهب للبحر مع عائلته وأخذته الأمواج...لذلك هو حتى الآن لا يستطيع السباحة أو الذهاب لمكان تحيطه المياه -سانا:لا يمكنكما البقاء هكذا طوال حياتكما...عليكما فعل شيء حيال هذا الخوف -إيومي:وماذا سوف نفعل برأيك؟ -سانا:تعلما السباحة واقضيا على خوفكما...هذا أفضل حل -إيومي:أعلم أن هذا سيكون صعبا -جين:هناك مسبح بالقرب من جامعتنا ويمكنكِ الذهاب إليه وتعلم السباحة -إيومي:في هذا الطقس البارد! -جين:لديهم تدفئة لا تقلقي...كما أن هناك معلمة محترفة ستتولى أمرك بكل احتراف -إيومي:سوف أفكر في الأمر
بعد مرور أيام خططت إيومي للقاء جيمين أمام الجامعة ولكنه تأخر كثيرا كما المعتاد فاتصلت به -إيومي:أين أنت؟ -جيمين:سأتأخر ربما عدة ساعات -إيومي(بانزعاج) :أوووووف يال حظنا التعيس! -جيمين:آسف حبيبتي -إيومي:ألم يشفى والدك بعد؟ أريدك أن تعود للجامعة -جيمين:أتمنى ذلك...لكنه لا يزال مريضا -إيومي:تبا...ليته يشفى -جيمين:هل أنتِ حقا متشوقة لرؤيتي؟ -إيومي:لماذا تسأل؟ أنت تعرف أنني كذلك...مر بالفعل شهر منذ تقابلنا في عطلة الصيف -جيمين:قولي "شالالالا" وسأكون عندك -إيومي:هل أنت هنا؟ -جيمين:قولي شالالالا وستعرفين -إيومي:شالالالا -جيمين:انظري خلفك إذًا
نظرت خلفها ولكنها لم تجد أي أحد على الإطلاق -إيومي:أين أنت؟ لا أراك -جيمين:ههههههه خدعتك...لم آتِ بعد -إيومي(بحدة) :تبا لك جيمين...كف عن التلاعب بي -جيمين:أنتِ حقا مملة ولا تعرفين شيئا عن المزاح -إيومي(بحدة) :لا تمزح في أمور كهذه...تعرف أنني مشتاقة لك حتى الموت
فجأة سكت نهائيا ولم يصدر عنه أي صوت -إيومي:ألو...جيمين...ألو...ألو...هل تسمعني؟
فجأة قام أحدهم بوضع يديه على عينيها -إيومي(بتوتر) : م م م من؟ -جيمين:احزري من أنا -إيومي(بصدمة) :جيمين! -جيمين:خطأ...أنا لست جيمين...أنا حبيبك
استدارت نحوه ثم عانقته بحرارة -إيومي:لا تكررها مجددا...قلبي كاد يتوقف -جيمين:أحببت أن أفاجئك فحسب -إيومي:أنا أكره المفاجآت...لا تفعلها مجددا أرجوك -جيمين:لن أعدكِ بذلك -إيومي:على كل حال ما الذي سأتوقعه من قزم مثلك -جيمين(بتجهم) :يا أنتِ...ماذا قلت لك عن كلمة قزم؟ -إيومي:قزم قزم قزم -جيمين(بتجهم) :غبية -إيومي:مهلا! هناك مكان أريد ان آخذك إليه اليوم -جيمين:رائع! وأخيرا ستكونين أنتِ من تفاجئينني -إيومي:لا أعلم إن كنت ستتفاجأ ولكن هيا بنا
ركبا الحافلة وذهبا إلى نادي السباحة الذي أخبرها عنه جين...تفاجأ جيمين جدا حالما رأى مدخل النادي ونظر لها مستغربا -جيمين:هل تمزحين معي؟ هذه هي المفاجأة؟ -إيومي:ألم تعجبك؟ -جيمين:توقعت أن نذهب لمطعم 5 نجوم أو شيء كهذا -إيومي:عندما أتزوج مليونيرا سآخذك -جيمين:ههههههه خبيثة...أنا المليونير الوحيد الذي سيتزوجك -إيومي:عرفت بمشكلتك في السباحة لذا فكرت في أنك قد تحتاج التغلب على خوفك -جيمين(بتجهم) :ليس لدي أي مشكلة...من هذا الذي يخرف عليك؟ -إيومي:جين أخبرني -جيمين(بتجهم) :إنه يكذب...أنا بخير وليس لدي أي مشكلة -إيومي:إذًا لماذا لا تأتي معي وتشجعني؟ فأنا لدي تلك المشكلة وأريد حلها -جيمين(بتجهم) :أوووه حسنا فقط لأجلك
دخلت النادي ثم ارتدت ملابس السباحة التي قدمها لها النادي...كانت تتولى تدريبهم آنسة تدعى يوهانا وهي إنسانة لطيفة جدا -يوهانا:إيومي...تعالي -إيومي:حاضرة -يوهانا:أولا عليكِ البدء بتمارين التنفس...انزلي في الماء -إيومي(بخوف) :ح ح ح حسنا
كان جيمين في الجهة المقابلة من القاعة جالسا يشاهد ما يحصل -جيمين(بتجهم) :ممل
نزلت إيومي في الماء ببطء وهي متمسكة بحافة المسبح بقوة -يوهانا:اتركي الحافة هيا -إيومي(بخوف) :ولكنني خائفة -يوهانا:المياه ليست عميقة -إيومي(بخوف) :ولكنني خفيفة وأخاف أن يأخذني الماء -يوهانا:ليس عليكِ القلق فإن حصل أي شيء سأنقذك -إيومي(بخوف) :لا لا لا لا أريد
في النهاية لم تستطع النزول في الماء من شدة خوفها فغادرت النادي -جيمين:لا أصدق كم أنتِ جبانة! -إيومي(بانزعاج) :أنت الجبان...أنا على الأقل حاولت -جيمين:المرة القادمة لننزل معا -إيومي:حقا!؟ -جيمين:نعم...لنفعلها معا -إيومي(بسعادة) :يااااي...إذًا لن أخاف أبدا ما دمت بجانبي -جيمين:ما رأيك أن نذهب الآن للسكن؟ الشباب منهمكون في الدراسة ولن يزعجونا
فجأة عطست -جيمين:ما هذا؟! لقد مرضتِ -إيومي:مجرد زكام -جيمين:انتبهي لصحتك
مرت أيام عديدة فالوقت لا يرحم...كانت إيومي وجيمين دائما يلتقيان ويقضيان أوقاتا جميلة...مر ذاك العام سريعا واقتربت امتحانات نهاية السنة وأخذ الجميع يذاكرون بجد
ذات يوم كان جين جالسا في مكتبة الجامعة يذاكر إلى أن سمع صوتا من مكبر الصوت الخاص بالجامعة يقول "يرجي من الطالبة ميناتوزاكي سانا من قسم الفنون التمثيلية أن تتوجه نحو مكتب المشرف بسرعة"
-جين:غريب! لماذا يريدون سانا الآن؟
عاد لقراءة كتابه دون اكتراث لكن بعد لحظات تغيرت ملامح وجهه وتذكر أن ذلك المشرف نفسه هو الذي يزعج سانا حينها عرف أن شيئا ما سيحدث فركض مسرعا نحو الإدارة
في ذلك الوقت ذهبت سانا نحو مكتب المشرف ودخلت رغم أنها كانت مترددة للغاية وخائفة -المشرف:لم أتوقع أنكِ ستأتين بالفعل -سانا:علي أن آتي...لا أريد أن أقع في مشاكل -المشرف:جيد جيد...حتى الآن الأمور تجري كما خططت لها -سانا:لماذا تخطط؟
أخرج من درج مكتبه ملفا وقدمة لها...وعندما فتحته وجدت فيه ملف جين -سانا(بتوتر) :ما الذي يفعله ملف جين عندك؟ -المشرف:تعرفينه صحيح؟ -سانا(بتوتر) :نعم ولكن ما حاجتك أنت به؟ -المشرف:بما أنكِ لم توافقي على مواعدتي بالطيبة...فستوافقين بالإجبار...أنا سأجعل صديقكِ يطرد من الجامعة لذلك عليكِ الاستماع لكلامي -سانا(بحدة) :أيها الحقير -المشرف:أنتِ جعلتني حقيرا...لذلك تحملي العواقب
اتجه جهة باب المكتب ثم أغلقه بالمفتاح وصار يقترب منها شيئا فشيئا أما هي فابتعدت عنه وبقيت تطوف بكل الغرفة -سانا(بخوف) :إياك ولمسي مفهوم؟ -المشرف:أنتِ لا تريدين أن يطرد زميلكِ بسببكِ صحيح؟ لا بد أنه بذل جهدا كبيرا ليصل للجامعة...لا يمكنكِ تحطيم أحلامه هكذا
في ذلك الوقت ركض جين إلى أن وصل لمكتب المشرف -جين:هل المشرف هنا؟ -السكرتيرة:نعم هنا لكنه لا يستقبل أحدا الآن -جين:سيستقبل رغما عنه
ركض نحو الباب وحاول فتحه لكنه مغلق بالمفتاح فضربه بجسده بقوة لكن السكرتيرة تدخلت وحاولت منعه -السكرتيرة(بصراخ) :توقف -جين(بحدة) :ابتعدي -السكرتيرة(بصراخ) :سأتصل بالأمن
لم يستمع لكلامها بل واصل ضرب الباب بقوة شديدة إلى أن خلعه وعندما دخل وجد المشرف ممسكا بسانا ويحاول معانقتها غصبا -المشرف(بصدمة) :ما الذي تفعله أنت؟
ركض جين باتجاهه وضربه بقوة إلى أن سقط أرضا...بعدها لكمه على وجهه عشرات المرات إلى أن نزف كل وجهه دما...حاولت سانا تهدئته ولكنه لم يستمع لها وطردها خارج المكتب ثم واصل ضربه دون توقف حتى وصل رجال الأمن وأمسكوه وأخذوه لقسم الشرطة للتحقيق في القضية
بينما إيومي جالسة في غرفتها طرق أحدهم الباب بقوة -إيومي:أوووف من هذا؟
نهضت لتفتح فإذا به شوغا وكان مستعجلا جدا -شوغا:أخبريني...هل سانا هنا؟ -إيومي:لا...أعتقد أنها تدرس في المكتبة -شوغا:أعتقد أنها تورطت في مشكلة مع الشرطة
شعرت إيومي بالفزع الشديد لما سمعته...كيف يمكن لها أن تتورط مع الشرطة وهي فتاة ملتزمة وعاقلة! -إيومي(بقلق) :ما الذي حصل؟ -شوغا:كنت للتو في قسم الشرطة...لقد اتصل بي جين وأخبرني انه قام بضرب مشرف قسمكم حتى الموت...وعندما تأكدت الشرطة من كاميرات المراقبة التي خارج المكتب رأوا سانا في الموقع لذا ستتعرض للمساءلة -إيومي(بقلق) :يا إلهي! ما العمل الآن؟ -شوغا:إذا جاءت أخبريها أن تأتي وتعطي إفادتها للشرطة -إيومي:حسنا
دخلت إيومي الغرفة ورأسها على وشك أن ينفجر من القلق...حملت هاتفها واتصلت بسانا لكنه مغلق فازداد قلقها وتوترها أيضا
في مركز الشرطة استجوبت الشرطة جين ولكنه لم يقل أي شيء حول سانا لأنه لم يشأ أن يفضحها لأن الناس لا ترحم -الشرطي:للمرة المليون...لماذا ضربت المشرف ساي؟ -جين:دون سبب -الشرطي:لماذا؟ هل أنت مختل عقلي أم ماذا؟ -جين:لست مختلا ولكني ضربته دون سبب...أنا حر -الشرطي:لست حرا حينما يتعلق الأمر بأذية الآخرين -جين:حر
نظر الشرطي لزميله الآخر في الحجرة -الشرطي:هذا الشاب سيجعلني أجن...ماذا أفعل معه الآن؟ -جين:احبسني فحسب -الشرطي:لن يتم حبسك...ولكن ستتم محاسبتك قانونيا وعلى الأغلب ستدفع تعويضا للمشرف -جين:ليس لدي مشكلة -الشرطي:يالك من ولد متهور...هيا أجبني...هل تعرف ميناتوزاكي سانا؟ -جين:لا أعرفها -الشرطي:ولكن حسب كاميرات المراقبة فأنت دفعتها خارج المكتب وقت الحادث -جين:نعم دفعتها ولكن هذا لا يثبت شيئا -الشرطي:وحين تحرينا أمرها وجدنا أنكما تعيشان في عمارة واحدة -جين :صحيح...ولكن هذا لا يعني أننا مقربان -الشرطي(بتجهم) :أوووووه هذه حقا أسوأ قضية حققت فيها...هيا غادر يا فتى...سنتصل بك في وقت المحاكمة
عاد جين لمنزله مسرعا وأول شيء فكر فيه هو الاطمئنان على سانا فذهب مسرعا لشقتها وطرق الباب حتى فتحت له إيومي -جين:هل سانا هنا؟ -إيومي:لا...ألا تعرف مكانها؟ -جين:لست أعرف -إيومي:أووووه أكاد أجن...ولكن أين ذهبت تلك الفتاة؟ -جين:ربما ستعود هذه الليلة -إيومي:أتمنى ذلك
مر أسبوع وسانا مختفية دون أي أثر...لم تتصل ولم تعد للسكن وتركت الجميع قلقين عليها
في أحد الأيام بينما الفتيات غائبات عادت سانا للشقة...دخلت غرفتها وجمعت كل أغراضها ثم جلست وكتبت رسالتين...الأولى لإيومي وسومي والثانية لجين...وضعت الأولى فوق الطاولة التي بالغرفة الرئيسية أما الثانية فوضعتها تحت الباب في شقة شوغا وجين...بعدها ذهبت لقسم الشرطة وأخبرتهم بكل شيء حول الحادثة وهم بذاتهم تكفلوا بأمر كل شيء
اتصلت الشرطة بجين وأخبروه أن القضية تم حلها وأنه سيتم حبس المشرف بتهمة التعدي على إحدى الطالبات فصُدم كثيرا وذهب مسرعا نحو مركز الشرطة وهم شرحوا له أن سانا جاءت واعترفت بكل شيء
عدل سابقا من قبل بثينة علي في الجمعة يناير 12, 2024 4:38 pm عدل 1 مرات
بثينة علي يعجبه هذا الموضوع
بثينة علي Admin
المساهمات : 1305 تاريخ التسجيل : 27/05/2021 العمر : 27
موضوع: رد: رِوَايَة يَوٍْمِيَّات مُرَاهِقَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) الجمعة فبراير 04, 2022 11:05 pm
رواية يوميات مراهقة : الفصل التاسع عشر
عاد جين لشقته حزينا بعد معرفة الأخبار الحزينة عن سانا وأثناء فتحه للباب وجد الرسالة
كانت الرسالة تقول "عزيزي جين...أردت إخبارك أنني حقا نادمة لأنني لم أعترف بالحقيقة للشرطة...لقد هربت وتركتك تتحمل مسؤولية كل شيء وحدك لأني كنت خائفة من الفضيحة...أما الآن فقد فكرت في كل شيء واتخذت قراري...أنا سأخبر الشرطة بكل شيء وسأجعل المشرف يدخل السجن...أعلم أن الناس لن ترحمني أبدا ولكن لا يهمني أحد بعد الآن...سأكون صادقة مع نفسي فحسب ولا يهمني رأي الآخرين...ولكن في المقابل سأغادر الجامعة الآن...سأعود لبيتي وأجد وظيفة وأعيش حياتي الطبيعية...ربما كنت أحلم أن أكون ممثلة لكن لا بأس هناك أمور كثيرة في الحياة يمكن أن نفعلها...وأردت في النهاية أن أشكرك لأنك كنت صديقا رائعا...أنا ممتنة لك جدا...أتمنى أن نلتقي ثانية...وداعا جين"
بعد أن انتهى من قراءة الرسالة نزلت دمعة من عينه...إنه لأمر مؤلم ما فعلته سانا...والآن سترحل للأبد ولن يتمكن من رؤيتها مجددا
بعد أن عادت سومي وإيومي للمنزل وجدتا الرسالة أيضا
تقول الرسالة "صديقتيَّ العزيزتين...آسفة لأنني غادرت هكذا دون إخباركما...لقد قضينا معا أياما جميلة وكنتن لي كالأخوات لذا أريد شكركن من أعماق قلبي...أنتِ يا إيومي أعلم أنكِ موهوبة ويوما ما سأراكِ ممثلة متألقة...وأنتِ يا سومي أنا أؤمن بقدراتكِ وأعلم أنكِ ستحققين حلمكِ ولكن توقفي عن الأكل قليلا...وفي النهاية أتمنى لكما حياة تملؤها السعادة...التوقيع ميناتوزاكي سانا"
بمجرد أن انتهت الفتاتان من قراءة الرسالة شرعتا بالبكاء...رغم أن سانا غامضة بعض الشيء وجادة ولكنها جزء لا يتجزأ من تلك الشقة...كانت توقظهما صباحا وتنصحهما وتعتني بهما حين تمرضان حتى أنهما أطلقتا عليها لقب الأم الثانية
في الصباح فتحت إيومي عينيها على صوت المنبه...أول ماجاء في بالها هو صوت سانا التي كانت توقظها كل صباح...لكنها الآن رحلت ولن تعود...لذا نهضت بمفردها وجهزت نفسها ثم شربت كأسا من العصير -سومي(بحزن) :إن كانت سانا قد غادرت فعلينا أن نتقاسم الإيجار نحن الاثنتين -إيومي(بحزن) :لا يهم...أفتقد سانا -سومي(بحزن) :أنا أيضا أفتقدها جدا...كانت تملأ المنزل صياحا كل صباح...والآن كل شيء ممل للغاية -إيومي(بحزن) :معكِ حق -سومي(بحزن) :أوووف...هيا لنذهب قبل أن نتأخر عن الجامعة -إيومي(بحزن) :هيا
خرجت الفتاتان من الشقة ونادتا على جين وشوغا كي يذهبوا معا -شوغا:صباح الخير يا فتيات -سومي:لنذهب هيا -شوغا:نحن لن نذهب اليوم للجامعة -سومي:كلاكما؟ -شوغا:نعم لقد حصل شيء سيء للغاية -إيومي:خيرا؟ -شوغا(بتردد) :الحقيقة...لا أعلم كيف أخبركِ بهذا يا إيومي... -إيومي:تكلم...هيا... -شوغا:جين أخبرها أنت...لا أريد أن أكون من يزف الخبر السيء -جين:الحقيقة أن صديقنا جيمين قد توفي والده ونحن سنذهب الآن لعزائه
فجأة شعرت إيومي بصدمة وحزن كبيرين وتحولت ملامحها لملامح باردة -إيومي:ولماذا لم يخبرني جيمين بالأمر؟ -جين:ليس هو من أخبرنا...بالتأكيد سيكون محطما بما يكفي...أنا أخبرني والدي فهما صديقان -إيومي:سأذهب معكم -سومي:وأنا أيضا...فجيمين صديقي -شوغا:هيا بنا إذًا
ركب الشباب القطار وذهبوا مباشرة للعزاء...كان جيمين محطما ولم يرفع رأسه من الأرض مطلقا إلى أن جاء رفاقه وقاموا بآداء تحية الميت...عندما نادوا عليه رفع رأسه وظهرت عينيه الحمراوين من كثرة البكاء وشكله صار مرعبا -جين:لا بأس يا فتى كلنا ميتون في النهاية -إيومي(بحزن) :لا تحزن
عانقها وبدأ يبكي بشدة كالأطفال لدرجة أنها تأثرت وبكت معه وبعد أن هدأ قليلا جلس مع والدته والحضور -والدة جيمين:هؤلاء إذًا هم أصدقاؤك المقربون؟ تشرفنا -الكل:تشرفنا -والدة جيمين:ألستِ أنتِ بارك إيومي التي كانت تدرس في ثانويتي؟ -إيومي:نعم سيدتي -والدة جيمين:آاااه كيف حال والدتكِ سليطة اللسان؟ -إيومي:إنها بخير -والدة جيمين:أستطيع تذكر أنها كانت عصبية جدا -إيومي:هذا طبيعي...أنتِ أم وتعرفين شعور أن يؤذي أحد طفلك -والدة جيمين:هههههه يبدو أنكِ تشبهينها كثيرا -جيمين:أمي دعيها...لو كانت لديك مشكلة مع أمها لا حاجة لتوبيخها هي -والدة جيمين:معك حق...سأتغاضى عن ذلك
خرج كل من جيمين وإيومي ليتنزها قليلا بمفردهما...طوال الطريق لم يقل شيئا لأن أغلب تفكيره حول والده -إيومي:هل تريد أن تنام على كتفي لتشعر بتحسن؟ -جيمين:أمام الناس؟ -إيومي:بلى...لا يهمني أمرهم فأنت بحاجتي
وقف جيمين ثم اقترب منها وقبلها على شفتيها ثم ابتعد عنها وابتسم -جيمين:لا بأس بقبلة؟ -إيومي:نعم...هل أنت بخير الآن؟ -جيمين:سأكون بخير...ما دمتِ معي سأكون بألف خير
بعدها عانقا بعضهما بحرارة وبقيا كذلك لبعض الوقت
بعد مرور أيام عادت إيومي للجامعة...كانت قلقة على جيمين كثيرا لكن لديها امتحانات وعليها الدراسة بجهد...ومع مرور الوقت انقطعت أخباره فلم يعد يأتِ ليقابلها ولا يتصل بها إلا من الأسبوع للأسبوع...حتى أنها ترسل له عشر رسائل فيرد عليها مرة واحدة...هذا الشيء جعلها تقلق عليه كثيرا
في البداية ظنت أن هناك فتاة أخرى في الموضوع ولكن مع مرور الوقت أخبرها شوغا أن جيمين قد ورث شركة والده وعليه الآن أن يصبح المسؤول عنها...كما أخبرها أن لديه عما يريد الاستيلاء على الشركة لذا فهو مضطر ومجبر أن يحبط خططه...وطبعا لأنه لا يعرف شيئا عن الإدارة فإن عليه تعلم كل شيء من الصفر وذلك يجعله مشغولا طوال الوقت ولا يجد حتى وقتا من أجل النوم
تفهمت إيومي كل ذلك الكلام وتركت جيمين يرتاح من إزعاجها قليلا...لكن رغم ذلك لم تتوقف ولو للحظة واحدة عن التفكير فيه
جاء وقت الامتحانات وذهبت لآداء الامتحان التطبيقي وعادت للسكن منزعجة وحزينة -سومي:ما الأمر يا فتاة؟ -إيومي(بحزن) :لا أعتقد أنني سأنجح...لقد كنت قلقة جدا على جيمين ولم أستطع عرض مهاراتي جيدا -سومي:ولماذا تفكرين فيه؟ إنه بخير...ألم تقولي أنه يراسلك من الحين للآخر؟ -إيومي(بحزن) :بلى ولكن هذا لا يكفي...أريد أن أعرف أخباره أكثر -سومي:ماذا أقول لك يا فتاة؟ حسنا اقلقي عليه وستكونين الخاسرة الوحيدة -إيومي(بحزن) :علي الاتصال به -سومي:بلهاء...أنتِ تظهرين له اهتماما أكبر مما يستحقه...لا تفعلي ذلك فهكذا سيستعبدك -إيومي:فليفعل...فقط أريد أن اكون بجانبه
ذهبت لغرفتها وحملت الهاتف ثم اتصلت بجيمين...كانت متأكدة من أنه لن يرد لكنه فاجأها برده بسرعة كبيرة -جيمين:ألو! -إيومي(بحدة) :أيها اللئيم...أين كنت طوال هذا الوقت؟ لقد قلقت عليك كثيرا -جيمين:آسف حبيبتي...آسف للغاية...أنا حقا مشغول للغاية فلتعذريني -إيومي:أعلم بما يحصل معك...لقد سمعت كل شيء من شوغا -جيمين:أوووه ذلك المغفل...لماذا يتدخل في شؤوني؟ -إيومي:أعلم أنك أخفيت عني الأمر حتى لا أقلق عليك...لكن لا يمكنك إخفاء أمر مهم كهذا...أنا حبيبتك وعلي أن أعرف هذه الأشياء عنك -جيمين:أعلم حبيبتي...هل أنتِ غاضبة مني؟ -إيومي:لا...كيف أغضب منك -جيمين:حبيبتي...أنا مشتاق حقا لأحضانك لكنني لا أستطيع...
فجأة جاء السكرتير وصرخ عليه -السكرتير:سيدي لقد وصلت الشحنة -جيمين:سأكلمك لاحقا...لدي شغل الآن سلام -إيومي:لكن...
أغلق الخط بسرعة دون أن يستمع لما ستقوله...حينها حملت دمية جي دراغون تكلمها -إيومي(بانزعاج) :إنه حق نذل...صحيح يا جي دراغون؟ أعلم أنني فتاة غبية وخرقاء ولكنني لا أستحق أن أتألم هكذا في الحب أليس كذلك؟ علي ولو مرة واحدة أن أعيش سعيدة مع الرجل الذي أحبه...أوووووف يال الحياة التعيسة
بعد انتهاء الامتحانات وتخرج إيومي من السنة الثانية عادت لمنزلها وحصلت على إجازة شتوية قصيرة وكان الشتاء مملا ذاك العام -إيومي:أمي...أشعر بالملل...لِمَ لا نذهب للتزلج في الجبال؟ -الأم:لا يمكن لوالدك أن يترك عمله ويذهب للتسلية -إيومي:كل الناس تأخذ فترة راحة فما المشكلة في ذلك؟ -الأم:لكن شركة والدك جديدة ومازلنا لم نجني الكثير من المال بعد -إيومي:أشعر بالملل...سأذهب لغرفتي وأحبس نفسي كما المعتاد
ذهبت لغرفتها وتفقدت هاتفها...لا توجد أي رسائل أو اتصالات من جيمين...لم يعد الأمر ممتعا بعد الآن...كان عليها أن تفعل شيئا حيال ذلك فاتصلت بشوغا على الفور -إيومي:مرحبا شوغا -شوغا:أهلا إيومي -إيومي:أيمكنك إعطائي عنوان شركة جيمين؟ -شوغا:ولكن ألم يخبرك عنه بنفسه؟ -إيومي:لا لم يفعل -شوغا:إذًا فهو لا يريدك أن تعرفي...لا حاجة لذلك -إيومي:أنا لم أسأله فحسب -شوغا:أرجوك لا تقحميني في الأمر -إيومي:ولكن ما مشكلتك؟ هل تخفي عني شيئا ما؟ -شوغا:لا ولكن لا أعتقد أنها فكرة جيدة أن تذهبي للشركة فهو منشغل جدا ولن تتمكني من مقابلته -إيومي:أشكرك على النصيحة لكنني أريد العنوان...هل ستعطيه لي أم لا؟ -شوغا:أووووه حسنا
أخذت العنوان ثم ذهبت للشركة التي يديرها جيمين...كانت شركة كبيرة ومؤلفة من 7 طوابق...دخلت عبر الباب الرئيسي وهناك أوقفتها موظفة الاستقبال -الموظفة:بماذا أساعدك؟ -إيومي:أريد مقابلة بارك جيمين -الموظفة:هل حجزتِ موعدا سابقا معه؟ -إيومي:لا -الموظفة:حسنا...من أي وكالة أنتِ وما نوع العمل الذي ستعرضينه؟ -إيومي:عفوا! -الموظفة:في أي مجال تعملين؟ -إيومي:أنا لا أعمل في أي مجال...أريد رؤية جيمين فحسب -الموظفة:أعتذر لا يمكنني أن أحجز لكِ موعدا ما لم يكن الأمر متعلقا بالعمل -إيومي:ولكنه صديقي -الموظفة:آسفة...عملي هو استقبال الشخصيات المهمة فقط -إيومي:ولكن ألا توجد أي طريقة لمقابلته؟ -الموظفة:يمكنك مقابلته فقط إذا ذكر اسمك شخصيا وسمح بدخولك -إيومي:آه فهمت
خرجت واتصلت بجيمين عدة مرات ولكنه لم يرد عليها -إيومي(بانزعاج) :تبا! كانت مقابلة جي دراغون أسهل من ذلك بكثير
الطريقة الوحيدة هي انتظاره حتى يخرج من الشركة وتكلمه فظلت تنتظره طوال اليوم ولكنه لم يغادر حتى بعد أن حل الظلام...حينها رأت موظفة الاستقبال تغادر -إيومي:مهلا يا آنسة...أنا أنتظر جيمين لكنه لم يأتِ -الموظفة:للأسف لقد غادر منذ ساعات...لديه صفقة مهمة -إيومي:ولكنني لم أراه -الموظفة:إنه يكره مطاردة الصحافة له لذلك يغادر متخفيا -إيومي(بحزن) :من فضلك أخبريني إلى أين ذهب؟ -الموظفة:لا أستطيع يا آنسة...هذه أسرار مهنية...بالإذن...تصبحين على خير
شعرت إيومي بخيبة أمل كبيرة...لماذا كل العالم ضدها وهي لم تفعل شيئا يستحق أن تعاني هكذا!؟ بعدها عادت للمنزل حزينة
في الغد أيضا ذهبت لمقابلة جيمين وانتظرته طوال اليوم لكنها لم تتمكن من مقابلته مطلقا...ظل الوضع كذلك لأيام وهي تنتظر في البرد دون جدوى
بقي جيمين يجهز أوراقه اللازمة في مكتبه فدخلت عليه أمه -والدة جيمين:بني...هل كل شيء جاهز؟ -جيمين:نعم -والدة جيمين:عليك أن تدرس جيدا فإدارة الأعمال صعبة وستحتاج وقتا -جيمين:أمي...أنتِ تعرفين أنني شاب مجتهد وسأتعلم كل شيء بسرعة -والدة جيمين:يجب أن لا نسمح لعمك باستغلال جهلك في الاستيلاء على الشركة لذا لن أخبر أحدا بأنك غادرت للصين لكي تدرس -جيمين:حسنا
وصلته رسالة من إيومي وحين حمل هاتفه ليقرأها دخل أحد الموظفين -الموظف:سيدي هناك مشكلة...أحد المستثمرين غاضب جدا ويريد الكلام معك -جيمين:لنسرع يا أمي
رمى الهاتف وخرج مسرعا دون أن يرى ذلك الكم الكبير من الرسائل وعاد للمنزل الساعة الثانية ليلا...كان متعبا جدا وواضح أنه لم يحظى بنوم هانئ منذ أيام...عندما توفي والده حصلت مشاكل كثيرة ولسوء الحظ هو من وقع عليه الاختيار ليحلها...رمى بنفسه على السرير من شدة التعب وكاد أن يغفو ولكنه تذكر أن يتفقد هاتفه
هناك عشرات الرسائل والاتصالات من إيومي بعضها كلام جميل وبعضها حزين وبعضها غضب وشتم...وكان على جيمين فعل شيء بخصوص هذه العلاقة لأنه لا يستطيع أن يواصل هكذا بالتأكيد
في الغد قرر الاتصال بإيومي ولقاءها في أحد المقاهي وبعد معرفتها كادت تطير من الفرح...جهزت نفسها وارتدت القميص والقبعة اللذان اشتراهما لها وذهبت لمقابلته على أحر من الجمر -إيومي(بسعادة) :جيميييين لا أصدق أننا تقابلنا أخيرا! -جيمين:ليس لدي وقت طويل...أمامنا 5 دقائق لنتحدث فأنا مشغول جدا -إيومي(بتجهم) :أوووه يالك من ممل! ألا يمكنك أن تخصص بعض الوقت لحبيبتك؟ أم أنك لم تشتق إلي؟ -جيمين:لننفصل
صدمت مما سمعته ولكنها ظنت أنه يمزح معها فحسب مثلما كان يمزح دائما -إيومي:هههههه كفى...أخبرتك أن توقف مزاحك الثقيل هذا ههههه -جيمين:لا أمزح...أنا مشغول للغاية كما أنني سأذهب للصين للدراسة...لا يمكنني حتى تدبر دقائق لمقابلتك فلماذا نستمر في هذه العلاقة؟ -إيومي:يمكننا أن نخصص على الأقل عشر دقائق في الأسبوع -جيمين:لا أستطيع...سنخسر شركة والدي وكل تعبه -إيومي(بحزن) :هل تهمك الشركة أكثر مني؟ هل أنت عبد للمال لهذه الدرجة؟ -جيمين:لست أعبد المال...ولكن لو أن والدك تعب لبناء شيء وأفنى شبابه عليه ما كنتِ لتتركيه يذهب هكذا -إيومي(بحزن) :ولكن ألا يمكننا أن نواصل المواعدة؟ -جيمين:أتمنى ذلك ولكن ما فائدة هذا الحب إن كان يلهينا عن أهم الأمور في حياتنا؟ علينا التخلص منه -إيومي(بحزن) :هل تحبني؟ -جيمين:أووووف ما علاقة هذا الآن؟ -إيومي(بحزن) :أجبني...هل تحبني؟ -جيمين:نعم أحبك... -إيومي(بحزن) :إذًا لا داعي لأن نترك بعضنا -جيمين:أووووف...قلت لك سأسافر ألا تفهمين؟ هذا يعني أن التواصل بيننا سينقطع نهائيا فما فائدة البقاء على علاقة؟ -إيومي(بحزن) :أخبرني الحقيقة...هذا ليس السبب وراء تركك لي صحيح؟ هل أصبحت تحب غيري؟ -جيمين:كفي عن توهماتك المضحكة -إيومي(بحزن) :إذًا أقنعني...فأنا مازلت لا أصدق شيئا -جيمين:أووووف...انتهت خمس دقائق...علي المغادرة
حين نهض أسرعت وأمسكت بذراعه وصارت تبكي -إيومي(ببكاء) :أرجوك لا تتركني...فأنا أحبك
لم يهتم لتوسلاتها وغادر مسرعا فبقيت تراقبه من الخلف وهو يبتعد...نفس المشهد حدث معها من قبل...أولا تركها سامر وثانيا جيهوب والآن جيمين
في الغد التقت بسومي وجلستا تتحدثان -إيومي(ببرود) :أخبريني هل المشكلة بي أم ماذا؟ إنها ثالث مرة يتم التخلي عني فيها -سومي:لست أعلم...ربما المشكلة هي حظك -إيومي(ببرود) :مابال حظي؟ إنه لا يمنحني ولا فرصة وأنا أريد أن أعيش حياة طبيعية كباقي الناس وأحب وأحلم وأتزوج -سومي:نحن الفتيات غبيات أحيانا...ومشكلتنا أننا نحب بصدق لدرجة الجنون...أما الرجال فلا يهمهم شيء إطلاقا...اليوم معك وغدا يبيعك -إيومي(ببرود) :معك حق...إنهم كالحرباوات يوم يحبونك وغدا يتغيرون 180°...لقد ظننت أن بارك جيمين مختلف عن الجميع لكنني أخطأت -سومي:لهذا السبب لا أريد أن أواعد الآن...أريد فحسب أن أحقق كل ما أتمناه والرجال يأتون بالمرتبة الأخيرة -إيومي(بحزن) :ما الذي يجدر بي فعله الآن يا صديقتي؟ إنني أتألم كثيرا -سومي:لا بأس صديقتي...إنها مجرد ألم مؤقت وسيختفي عما قريب -إيومي(بحزن) :وماذا لو لم يختفي؟ -سومي:حينها ستكونين في مشكلة كبيرة -إيومي(بحزن) :لا أريد أن تتدمر حياتي...ماذا أفعل؟ فليساعدني شخص ما -سومي:لديك ثلاث خيارات...إما الذهاب لجيمين ومحاولة إرضائه...أو مواعدة شخص آخر يجعلك تنسينه...أو التخلي عن كل تفاهات الحب هذه وعيش حياتك بشكل طبيعي -إيومي(بحزن) :كل هذه الخيارات صعبة -سومي:هذه هي الحياة...لا يوجد فيها شيء سهل -إيومي(بحزن) :أعتقد أنني سأفكر بالأمر
في تلك الليلة أصيبت إيومي بالأرق وهي تفكر في حل لتلك القصة...لم تستطع أن تسمح برحيل جيمين هكذا...كان عليها التصرف وإيجاد حل بأسرع وقت
في الغد ذهبت للشركة وتحدثت مع موظفة الاستقبال -إيومي:مرحبا سيدتي...أريد حجز موعد مع بارك جيمين -الموظفة:ألستِ أنتِ الفتاة التي جاءت المرة السابقة؟ -إيومي:نعم -الموظفة:بماذا أساعدك؟ -إيومي:احجزي لي موعدا...أريد أن أتفاهم مع جيمين حول مشروع مهم من شأنه أن يغير كل شيء -الموظفة:هل أنتِ جادة؟ نحن لا نلعب هنا -إيومي:طبعا -الموظفة:حسنا...يوم الاثنين المقبل الساعة الخامسة مساءً -إيومي:ألا يوجد موعد أقرب من ذلك؟ -الموظفة:آسفة...السيد جيمين مشغول كثيرا...باسم من أسجل الموعد؟ -إيومي:باسم بارك إيومي من فضلك -الموظفة:حاضر...اتركي لي رقمك حتى نتصل بك في حال حدث أي تغيير -إيومي:حسنا
بعد مرور أيام وصل الموعد...كانت إيومي سعيدة للغاية...جلست في غرفتها وجهزت نفسها للخروج ووقفت أمام المرآة تكلم انعكاسها -إيومي:يا فتاة...عليك اليوم أن تنهي كل شيء مفهوم؟ اليوم سيعود لك بارك جيمين مرغما
فجأة رن هاتفها وكان المتصل هو رقم شركة جيمين -إيومي:ألو! -الموظفة:مساء الخير آنسة إيومي...اتصلت بك لأخبرك أن موعدك تم إلغاءه...نحن نعتذر -إيومي(بصدمة) :ولكن لماذا!؟ -الموظفة:أعتذر...السيد جيمين بنفسه ألغاه -إيومي(بصراخ) :تبا له
خرجت إيومي من غرفتها غاضبة للغاية بعد أن تم إلغاء موعدها مع جيمين وذهبت نحو شركته -إيومي:أيتها الموظفة من فضلك...أريد الكلام مع جيمين -السكرتيرة:آسفة لا يمكنني مساعدتك فالسيد جيمين لا يريد الكلام معك -إيومي:ولكن... -الموظفة:أنا أعتذر يا آنسة...هلاَّ غادرتِ من فضلك؟
جثت إيومي أرضا وبدأت بالبكاء والنحيب أمامها وأمام جميع الموظفين الذين هناك -الموظفة:آنسة بارك... -إيومي(ببكاء) :كل ما أردته هو أن أعيش حياة سعيدة مع الرجل الذي أحبه...هل أنا مذنبة؟ أنا أحبه ولا يمكنني العيش بدونه...ماذا أفعل؟ أريد فقط أن أخبره بأني أحبه لعل قلبه يرق ويعود إلي -الموظفة:آنسة بارك... -إيومي(ببكاء) :لا أعلم لماذا الجميع ضدي...هل أنا مخطئة لأنني أحببته بجنون...فليساعدني أحد...لماذا قلوبكم قاسية هكذا؟ -الموظفة:آنسة بارك...احم احم...سوف أساعدك ولكن لا تخبري أحدا بأنني فعلت وإلا سيتم طردي -إيومي(بسعادة) :حقا!؟ -الموظفة:هيا انهضي الآن
نهضت من الأرض ونفضت ملابسها من الغبار -الموظفة(بهمس) :السيد بارك الآن لديه موعد في مطعم سامدونغ...إن ذهبتِ الآن فربما ستتمكنين من مقابلته -إيومي(بهمس) :حقا!؟ -الموظفة(بهمس) :نعم ولكن انتظري حتى تنتهي مقابلته وكلميه -إيومي(بهمس) :شكرا جزيلا لك...شكرا
في مطعم سامدونغ كان جيمين يقوم بمقابلة مع زبائن معروفين لذلك استغرق النقاش وقتا طويلا...تنكرت إيومي ووضعت قبعة ووشاحا على وجهها حتى لا يعرفها...وجلست تنتظر أن ينهي المقابلة -إيومي:يا إلهي! سأموت من الملل -النادلة:سيدتي...ماذا تطلبين؟ -إيومي:شكلاطة ساخنة لو سمحتِ -النادلة:حاضر...ولكن أليس الجو حارا في الداخل؟ تفضلي بخلع الوشاح والقبعة -إيومي:صحيح...ولكن أنا لدي مرض مزمن -النادلة:أوه حسنا
أحضرت لها النادلة الشكلاطة الساخنة وبقيت تنتظر أن تنتهي المقابلة...بعد لحظات استأذن جيمين للذهاب للحمام فوجدتها فرصة مناسبة ولحقت به مسرعة
دخل جيمين دورة المياه ثم خرج فوجدها تنتظره في الخارج...في البداية تظاهر بأنه لم يرها لكنها ركضت نحوه وعانقته -إيومي(بحزن) :هل تعتقد بأنني سأتركك وأنسى كل شيء بهذه السهولة؟ لا تحلم -جيمين(بانزعاج) :تبا!
دفعها وأبعدها عنه بالقوة مما جعلها تقف مكانها من الصدمة...لم يسبق ولو لمرة أن عاملها هكذا...هذا بالفعل ليس جيمين الذي تعرفه -جيمين(بحدة) :ما الذي فعلته في حياتي السابقة حتى ألتقي بمزعجة مثلك؟ -إيومي(بصدمة) :م م مزعجة! -جيمين(بحدة) :عليك فهم أن هذه العلاقة الفاشلة لا فائدة منها
همت دموعها بالانهمار دون توقف فأغضبه الأمر أكثر -جيمين(بحدة) :لا تتظاهري أمامي...دموعك هذه لن تجدي نفعا أيتها الممثلة المخادعة -إيومي(ببكاء) :ولكن...هذا ليس تمثيلا -جيمين(بحدة) :حتى ولو كان حقيقيا...لا يهمني...اذهبي وعيشي حياتك ودعيني أعيش حياتي
غادر وتركها محطمة للغاية...دموعها لم تتوقف عن النزول أبدا...كل كلمة قالها جارحة للغاية
عادت للمنزل وحبست نفسها في غرفتها ولم تكلم أي أحد طوال اليوم ولم تأكل شيئا أيضا...ذاك الانفصال كان مؤلما أكثر من انفصالها عن سامر
أما جيمين فعاد للمنزل كما المعتاد الساعة الثانية ليلا...كان متعبا ومحطما للغاية...حمل هاتفه ليتفقد الاتصالات والرسائل ولكنه لم يجد شيئا فعرف أن كل شيء انتهى بينه وبين إيومي -جيمين(يفكر) :أنا آسف...سامحيني يا إيومي...لكن كان علي فعل ذلك من أجل والدي ومن أجلك أنتِ أيضا...لا يمكنني تركك تعانين وأنتِ تنتظرينني...آسف حقا...سامحيني
مرت أيام على إيومي وهي حزينة ومحطمة لا رغبة لها في الحياة...تحبس نفسها في الغرفة طوال اليوم بدون طعام ولا حتى ضوء
دخلت والدتها الغرفة فأشفقت على حالها وذهبت وفتحت نافذة الغرفة لتجدد الهواء ويدخل النور -الأم:أووووه ياله من يوم جميل حقا! أشعة الشمس حارة والنسيم عليل
لم ترد عليها إيومي
-الأم:ابنتي...اسمعي...الحياة ليست مبنية على أي رجل...انسي أمره فالرجال ملايين...يمكنك اختيار من تشائين منهم -إيومي(ببكاء) :لا أريد...أريد جيمين فقط -الأم:لم أتوقع أنك فتاة ضعيفة لهذه الدرجة...لا تسمحي له بإهانتك هكذا -إيومي(ببكاء) :ولكني لا أستطيع أن أفهم كيف تغير هكذا...لقد كان رائعا معي...كيف أصبح فجأة قاسيا وباردا؟ -الأم:هؤلاء هم الرجال...مزاجيون...لكن لا تسمحي لهم بعرقلة سير حياتك...عيشي كما لو أنك ستموتين غدا
عانقت والدتها وواصلت البكاء بشدة...إنها أول مرة تفتح لها قلبها وتخبرها بكل أسرارها ومشاعرها لذلك أصبحتا مقربتين جدا
خرجت إيومي للتجول قليلا لعلها ترفه عن نفسها فهي لم تخرج منذ أيام وكادت أن تنسى كيف شكل المحيط الخارجي...بعدها تذكرت أن صديقها جين يعمل في أحد المطاعم عازفا فقررت زيارته -إيومي:مرحبا جين...كيف حالك؟ -جين:أوووه إيومي! يالها من مفاجأة سارة! -إيومي:لم نلتقي منذ زمن صحيح؟ -جين:بالفعل...ولكن ما الذي يحصل معك؟ لقد نحفتِ كثيرا -إيومي:أوووف إنها حقا قصة طويلة -جين:لا بأس...ولكن عليك تناول الكثير من اللحوم والخضراوات حتى تستعيدي صحتك -إيومي(بحزن) :كيف حال جيمين؟ -جين:إنه بخير...لقد ذهب للصين -إيومي(بحزن) :مؤسف أنني لم أستطع توديعه -جين:أعرف أنكما انفصلتما فعندما سألته عنك غير الموضوع...لذا لا تحزني فالكثير من الشباب ينفصلون لأسباب تافهة ثم يعودون بعدها وكأن شيئا لم يحصل -إيومي(بحزن) :لا أظن أنه سيعود...لقد فقدت الأمل منه نهائيا -جين:متأكدة؟ -إيومي(بحزن) :الحقيقة لست أعلم...هو تركني ورحل وأنا أعلم انه جاد ولن يعود...لكن في أعماقي مازلت أنتظره...وكل ما رن الهاتف تحمست وركضت نحوه ظنا أنه قد يتصل -جين:نعم هذا ما يحصل بعد الانفصال...ولكن لا تجعلي الحزن يسيطر عليك فهكذا نفسيتك ستتعب وستمرضين -إيومي(بحزن) :أود ذلك...لكنني حقا حزينة
بعد أن قالت ذلك سقطت دمعة من عينها...لم يرد جين رؤيتها هكذا لذا أراد التخفيف عنها قليلا -جين:سأعزف لك شيئا...استمعي
عزف لها على كمانه وكان صوت الموسيقى عذبا وجميلا ولكنه مؤثر لدرجة أنه جعلها تبكي دون توقف...وحينما رأى ما حصل توقف فورا -جين:أردت جعلك سعيدة وليس العكس -إيومي(ببكاء) :لا أعلم...هذه الدموع السخيفة لا تريد التوقف...ماذا أفعل؟ -جين:أنتِ حقا معجبة به لتلك الدرجة؟ -إيومي(ببكاء) :لست أعلم...ولكن لم أعاني في حياتي من انفصال مثلما عانيت هذه المرة -جين:آسف جدا على ما فعله جيمين بك -إيومي(ببكاء) :لا تعتذر فهو ليس خطأك...على كل حال جيد أنك بخير...لن أزعجك أكثر من ذلك
نهضت من الكرسي وفجأة توقفت في مكانها بعد أن صارت ترى كل شيء أسود وشعرت بالدوار فركض جين وأمسك بها من ذراعها -جين:أنتِ بخير؟ -إيومي:أنا بخير -جين:يبدو أنك ستمرضين إن أهملتِ صحتك أكثر -إيومي:لا تقلق...يحصل هذا لكل الناس -جين:هل تريدين أن أوصلك؟ -إيومي:لا فلديك عمل الآن...سأكون بخير وأتوخى الحذر أثناء العودة -جين:حسنا...اهتمي بنفسك
غادرت وذهبت للتجول قليلا...أثناء الطريق رآها جيهوب وكان يبدو عليها التعب والحزن فلحق بها دون أن تشعر...بقيت تسير في الطريق دون معرفة وجهتها وكل ما تريده أن تتنفس بعض الهواء النقي وتروح عن نفسها قليلا
أثناء تجولها مرت بسينيما وقررت أن تدخل وتشاهد فيلما لعلها تضيع بعض الوقت وتنسى حزنها...أخذت تذكرة ودخلت لمشاهدة الفيلم وكانت القاعة شبه فارغة وهذا ما زادها إصرارا على البقاء لأنها تحب الأماكن الفارغة والهادئة...جلست في الصف الثاني أما جيهوب جلس في الصف الرابع خلفها لكي لا تراه وبقي يراقبها
بدأ عرض الفيلم وكان يتحدث عن قصة حب بين اثنين...وكلما كانوا يعرضون اللقطات الحميمية صارت إيومي تبكي دون توقف...أمضت الفيلم بأكمله تبكي حتى احمرت عيناها ونفذت منها المناديل فقرر جيهوب أن يظهر نفسه ويذهب إليها
قام وجلس في الكرسي الذي بجانبها وأعطاها علبة مناديل وحينما التفتت ورأته تفاجأت كثيرا -إيومي(ببكاء) :ج ج ج جيهوب؟! أهذا حقا أنت!؟ -جيهوب:لماذا كل هذه الدموع؟ أيا كان الأمر الذي تبكين لأجله فهو لا يستحق -إيومي(ببكاء) :لا أصدق إنك أنت جيهوب حقا! -جيهوب:هههههه نعم أنا...لماذا التفاجؤ؟
عانقته وواصلت بكاءها دون توقف في وسط السينيما وبعد أن انتهى الفيلم خرجا وهي لا تزال حزينة للغاية -إيومي:ألم تعد غاضبا مني الآن؟ -جيهوب:لن أكذب عليك...مازلت غاضبا...ولكن حينما رأيتك قبل قليل على هذه الحال المزرية شعرت بأنك تحتاجين مساعدتي اليوم أكثر من أي يوم -إيومي:بالفعل...أنا مثيرة للشفقة -جيهوب:ما المشكلة؟ لم أرك محطمة هكذا منذ كان جيمين يتنمر عليك
تغيرت ملامح وجهها فجأة وكانت ستعود للبكاء لولا أن جيهوب تدخل -جيهوب:مهلا! تذكرت...هل مازلتِ مجنونة بجي دراغون مثل السابق؟
بسبب هذه الجملة ابتسمت غصبا عنها -إيومي:ههههه نعم...إنه زوجي لا محالة -جيهوب:حينما يعود من الجيش سأكون أنا وأنتِ أول من يحضر حفله أليس كذلك؟ -إيومي:نعم بالتأكيد -جيهوب:والآن هل ستخبرينني ما المشكلة؟ -إيومي(بحزن) :المشكلة هي جيمين -جيهوب:هل تنمر عليك مجددا؟ -إيومي(بحزن) :لا أستطيع إخبارك فأنا لا أريد جرح مشاعرك -جيهوب:لا بأس...سأتحمل الأمر لأجلك إن كان هذا يريحك قليلا -إيومي(بحزن) :متأكد؟ -جيهوب:نعم -إيومي(بحزن) :حسنا إليك القصة
أخبرته بالقصة كاملة من يوم مواعدتها لجيمين إلى انفصالهما ورغم أنه تألم لأنه يشاهد الفتاة التي يحبها تتحدث عن رجل آخر إلا أنه حاول مواساتها ونصحها -جيهوب:من وجهة نظري ليس كل من يتخلى عنك قد كرهك بالضرورة...هناك أناس مجبرون...أنا مثلا تركتك مجبرا رغم أنني أحببتك كثيرا -إيومي(بحزن) :ولكن الطريقة التي طردني بها من حياته مرعبة -جيهوب:أمر عادي...لا بد أنه فعل ذلك لأنك لم تتفهميه حين كلمك بهدوء -إيومي(بحزن) :كان ذلك قاسيا...وقد جرحني كثيرا -جيهوب:أعلم أعلم...ولكن هذا لا يعني أنكما ستنفصلان للأبد...مازالت الحياة طويلة وقد تلتقيان قريبا -إيومي(بحزن) :أتمنى ذلك من كل قلبي فقد اشتقت إليه كثيرا
في المساء عادت إيومي للمنزل وبقيت في غرفتها إلى أن قدمت لها أمها الطعام -الأم:كلي طعامك -إيومي(بحزن) :لست جائعة -الأم(بحدة) :كفى...لقد سئمت من الاستماع لسخافاتك...هيا إلى الطعام الآن
حاولت تناول طعامها وبمجرد أن وضعت لقمة منه في فمها وابتلعتها صارت تشعر بألم في معدتها وركضت للحمام لكي تتقيأ فلحقت بها والدتها لتطمئن عليها -الأم(بقلق) :أنتِ بخير؟
أومأت إيومي برأسها أنْ نعم -الأم:هذا كله بسبب إهمالك لصحتك...علي أخذك لطبيب وهو سيتولى أمرك -إيومي:لا تعامليني كما لو أنني معاقة...أنا بخير...قلت لك أنا بخير -الأم:أووووف ماذا أفعل بشأنك؟ أنتِ حقا فتاة عنيدة...لكن ما لا تعرفينه أنك ورثتي عنادك عني...وأنا أعند منك بعشرين مرة...غدا سنذهب للطبيب مفهوم؟ -إيومي:ولكن هل أنا فتاة صغيرة حتى تذهبي معي؟ -الأم:علي الذهاب حتى أطمئن على صحتك...لم أعد أحتمل الوقوف ومشاهدتك هكذا
في الغد ذهبت إيومي وأجرت كل الفحوصات اللازمة وطلب منهم الطبيب الانتظار قليلا ريثما تظهر نتيجة الفحص...خلال ذلك الوقت بقيت تتجول في أنحاء المشفى وترى المرضى...هذا بدون ساق وذاك يعاني الربو...هذا عينه عمياء وذاك كسر ظهره...هذا معاق وذاك قطعت ذراعه -إيومي:الحمد لله على كل شيء...فعلا مرضي لا شيء أمام كل هؤلاء المساكين -الأم:أرأيتِ؟ غيرك يتمنون الصحة وأنتِ تفرطين فيها -إيومي:أنا حقا متعبة وأتمنى أن أنام بعمق ولا أستيقظ -الأم:كفى تفاهة...سيمر الوقت وستندمين لأنك فعلتِ وقلتِ كل هذا وستضحكين على نفسك بالتأكيد...الحب مجرد مشاعر عابرة وستموت مع الزمن...خاصة في سنك فأنتِ لا تزالين مراهقة -إيومي:أنا في العشرين الآن...لا تصفيني بالمراهقة -الأم:المراهقة ليست أرقاما...إنها تطور دماغي...هناك من يجتازها بسهولة وهناك من يعيشها حتى الثلاثين والأربعين والخمسين -إيومي:إذًا فأنا لم أنضج بعد؟ -الأم:هذا تماما ما أردت قوله لك عزيزتي...الحياة والتجارب هي من تجعلنا ننضج وليس السنوات والأرقام...وبعد هذه التجربة أنتِ بالتأكيد ستتعلمين درسا مهما وتنضجين -إيومي:كلامك منطقي
جاءت الممرضة ومعها نتائج الفحص -الممرضة:بارك إيومي -إيومي:أنا هنا -الممرضة:هذه نتائج الفحص...لديك أنيميا وعليك تناول هذه الأدوية التي وصفها لك الطبيب -إيومي:ما هي الأنيميا؟ -الأم:أيتها الغبية ألا تعرفين الأنيميا؟ إنها سوء التغذية وإن لم تتم معالجتها ستتحول لفقر دم -إيومي:آه صحييييح -الأم:بما أنك تعرفين الآن فعليك الاهتمام بصحتك...هيا لنعد للبيت وسأعد لك طعاما غنيا بالحديد -إيومي(بتجهم) :من فضلك لا تقولي أنه العدس -الأم:اخرسي...من الآن عليك أكل كل ما أعده لك إن كنتِ تريدين أن تشفي -إيومي:حاضر أمي
بعد مرور أيام تحسنت أمور إيومي قليلا...لنقل بنسبة 25 في المئة...أصبحت تملك شهية للطعام لكنها مازالت حساسة وإن رأت أي مشهد بين حبيبين أو شاهدت فيلما رومنسيا تتذكر الماضي...ذات يوم سمعت الجدة بمرضها وجاءت لزيارتها ثم عرضت عليها أن تذهب معها إلى منزلها في القرية لعلها ترتاح قليلا وتشفى فوافقت
جلست إيومي في غرفتها لكي تعد حقيبتها للذهاب وعندما فتحت خزانتها وجدت القميص الذي اشتراه لها جيمين والقبعة ما يزالان هناك -إيومي(بحزن) :أعتقد أنني سأفتقدك كثيرا
قامت بوضعهما في علبة وخبئتهما فوق خزانتها لكي لا تراهما مجددا
عندما فتحت درج مكتبها أيضا كان ذلك التعهد الذي كتبه لها جيمين بأن لا يؤذيها ولا يتركها موجود هناك فخبئته أيضا مع بقية الأغراض ثم حزمت حقيبتها وذهبت مع جدتها
استغرقت الرحلة بالقطار وقتا طويلا وأخيرا نزلوا في وسط منطقة جبلية طبيعية -إيومي:جدتي ما هذا المكان الذي نزلنا فيه؟ -الجدة:هذه هي القرية التي ولد فيها والدك...ألا تعجبك؟ -إيومي:ولكني لا أرى أي قرية! -الجدة:ستظهر لك عندما نسير -إيومي:عجيب!
سارت كلاهما في وسط تلك الغابات والجبال...رغم أن المكان مخيف إلا أنه رائع...وأثناء سيرهم مروا بنهر متدفق -إيومي:وااااو! أستطيع رؤية السمك...انظري جدتي -الجدة:لطالما كان أبوك يصطاد السمك من هنا عندما كان طفلا -إيومي:يبدو ذلك ممتعا...لِمَ لا نأتي نحن أيضا ونصطاد؟ -الجدة:لا مشكلة...سنعود لاحقا بعد أن ترتاحي وترتبي أغراضك
واصلتا السير إلى أن وصلتا إلى قرية صغيرة...كان سكانها بسطاء جدا وأغلبهم لا يملك التكنولوجيا الحديثة التي نملكها اليوم ولكن لديهم السعادة وراحة البال
بعد عناء طويل وصلوا إلى المنزل منهكين -العمة:أمي هل عدتِ؟ -الجدة:أنا هنا يا ابنتي...أحضرت معي ضيفة -العمة:هل هي ابنة أخي التي كلمتني عنها؟ -الجدة:نعم...أعرفك على إيومي -العمة:تشرفنا...أنا عمتك سينا -إيومي:سعيدة بلقائك رغم أنني لم أكن أعرف أن لدي عمة -العمة:هههههه...هيا تعالا لتناول الطعام...لا بد أنكما مرهقتان من الطريق
جلس الجميع على المائدة وتناولوا الطعام ثم خرجت إيومي وجلست عند باب المنزل لترى كيف يعيش الناس هناك وماذا يفعلون -العمة:أنتِ هنا! أنا ذاهبة لإحضار الفطر من الغابة فهل تأتيت معي؟ -إيومي:أليس الأمر خطرا؟ -العمة:لا أبدا...الكل يذهبون هناك -إيومي:حسنا
ذهبتا للغابة وهمتا بالتفتيش عن الفطر بين الشجيرات -العمة:لا تلمسي أي شيء قبل أن تسأليني وكوني حذرة في خطواتك -إيومي:حاضرة
فتشت إيومي عن الفطر وفي طريقها وجدت أفعى مخيفة تنظر ناحيتها -إيومي(بخوف) :ع ع ع عمتي -العمة:ماذا قلتِ؟ لم أسمعك -إيومي(بخوف) :أ أ أ أفعى -العمة:ارفعي صوتك قليلا -إيومي(بخوف) :أفعى...أفعى -العمة:يا فتاة كفى مزاحا -إيومي(بصراخ) :أفعى
ركضت مبتعدة عن الأفعى وكل جسدها يرتجف...ضحكت العمة عليها ثم اقتربت من الأفعى وقطعت رأسها بآداة حادة تحملها -العمة:أرأيتِ؟ الأمر سهل -إيومي(بارتجاف) :كل جسدي يتحسس الآن -العمة:ههه ماذا لو عرفتِ أن الأفاعي تعيش معنا في البيت...ذات يوم استيقظت فوجدت واحدة معي في فراشي -إيومي(بصدمة) :ليتك لم تخبريني
في تلك الليلة فتشت إيومي كل الغرفة لكي تتأكد من أنه لا توجد أي أفاعي وبالرغم من أنها لم تجد شيئا إلا أنها بقيت غير مرتاحة...الجدة والعمة راحتا في نوم عميق أما هي فتتفقد الغرفة كل خمس دقائق وحين تغمض عينيها تتخيل أن أفعى تزحف على جسدها فتستيقظ بسرعة
حل الصباح ونهضت متعبة وبالكاد تستطيع فتح عينيها -إيومي(بتعب) :صباح الخير -العمة:انظري لنفسك...كان عليك عدم إزعاج نفسك بقصة الأفاعي تلك -إيومي(بتعب) :لم أستطع فلدي فوبيا الزواحف -الجدة:ما هي الفوبيا؟ -إيومي:مرض نفسي يتعلق بالخوف -العمة:هههه ما رأيك أن نذهب اليوم أيضا لإحضار الفطر؟ -إيومي:لا شكرا...ماذا لدينا اليوم للفطور؟ -العمة:بيض مقلي -إيومي:من الذي يتناول البيض للفطور؟ أريد عصيرا أو فواكه -العمة:لم أكن أعرف...سأحضرها لك المرة المقبلة
لاحظت إيومي أن الجدة منشغلة بحياكة شيء ما فذهبت نحوها -إيومي:ماذا تحيكين؟ -الجدة:هذا وشاح أريد صنعه لك لترتديه في الشتاء -إيومي(بلطف) :أوووه جدتي كم أنتِ حنونة ولطيفة! أحبك كثيرا -الجدة:أعجبك لونه؟ -إيومي:بالتأكيد...كيف عرفتِ أن الأبيض لوني المفضل؟ -الجدة:ههههه هكذا أحسست -إيومي:علميني الحياكة -الجدة:هذا رائع! لطالما كنت أريد تعليم أحفادي شيئا من مهاراتي
في النهاية قضت إيومي إجازة رائعة بمعنى الكلمة ونسيت تقريبا أحزانها وهمومها بسبب جيمين...قرية جدتها مليئة بالمغامرات والراحة النفسية وهذه الأمور ساعدتها على تجاوز الأيام الصعبة
عدل سابقا من قبل بثينة علي في الجمعة يناير 12, 2024 4:46 pm عدل 1 مرات
بثينة علي يعجبه هذا الموضوع
بثينة علي Admin
المساهمات : 1305 تاريخ التسجيل : 27/05/2021 العمر : 27
مرت ثلاث سنوات في لمح البصر...أصبحت إيومي في الثالث والعشرين من عمرها وأنهت تعليمها الجامعي وحصلت على شهادة الفنون التمثيلية...وحصلت أيضا على وظيفة في إحدى الوكالات الفنية في سيؤول ولكن ليس كممثلة بل كموظفة في طاقم العمل...هذا الأمر سيكون مؤقتا لحين يتم ترسيمها كممثلة
أما شوغا وسومي وسانا وجين وجيهوب فقد ذهب كل منهم في طريقه الخاص وعاش حياته الطبيعية...وللأسف لم يعد أحد يلتقي بالآخر لأن كل منهم لديهم مسار مختلف وحلم مختلف ولكن رغم ذلك كانوا يودون لو يجتمعون مرة ثانية ويستعيدون ذكرياتهم القديمة
يوم الاثنين الساعة الثامنة صباحا...رن جرس المنبه ليعلن عن بداية يوم جديد...نهضت إيومي بكل نشاط واغتسلت وارتدت ملابسها...هي الآن تعيش وحدها في شقة مستأجرة حتى تتمكن من العمل...شغلت الراديو وأخذت تغني مع الأغنية التي تعرض عليه ثم ذهبت للثلاجة وفتحتها وأخرجت علبة الحليب...وعندما أغلقت الباب شاهدت صورة أصدقائها مجتمعين معلقة عليه...إنها صورة من حفل التخرج الذي افترقوا فيه فابتسمت وهي تنظر لها -إيومي:سنلتقي يوما ما يا رفاق...لا تقلقوا
شربت حليبها وخرجت من شقتها متجهة نحو الوكالة التي تعمل فيها بكل حماس وثقة وبمجرد دخولها من الباب ابتسم لها الجميع وحيوها فهي معروفة بينهم بأنها ألطف فتاة والجميع يحبونها وذلك بالرغم من أنها انضمت لهم منذ أشهر فقط ولكنها كسبت قلوبهم بسرعة
اشترت كوب قهوة من آلة البيع وصعدت نحو مكاتب الموظفين وجلست تقرأ كتابا فجاءت عندها صديقة جديدة لها تعمل في الوكالة اسمها "شونغها" -شونغها:إيومي مرحبا...كيف حالك؟ -إيومي:أنا بخير وأنتِ كيف حالك؟ سمعت أننا نجهز لتصوير فيلم جديد...لا بد أننا سنعمل طويلا هذه الأيام -شونغها:بالفعل...ولكن يتم التصوير فقط في أيام معينة في الأسبوع...لا يهم فأنا أحب وظيفتي...كم هو أمر رائع أن تكوني خبيرة تجميل هههه -إيومي:أحسدك...تعملين في مجال شغفك وتخصصك...أنا هنا منذ أشهر ولم يتم ترسيمي كممثلة بعد -شونغها:لا بأس...أنتِ موهوبة وستأتيك فرصة عمل مهمة -إيومي:لست أعلم...بدأت أشك في قدراتي -شونغها:أوه كفى...لم تمر سوى أشهر
نظرتا جانبا فرأيتا دايسون قادما نحوهما...وهو ممثل تم ترسيمه في نفس الوكالة ومعجب بإيومي -دايسون:عفوا...هل قاطعتكما؟ -شونغها:لا أبدا...كنت سأرحل...تحدثا أنتما...سلام
عادت شونغها لعملها وتركتهما بمفردهما -إيومي:تفضل بالجلوس -دايسون:لا...لدي عمل الآن...أتيت لأخبرك بأمر ما فحسب -إيومي:ما هو؟ -دايسون:اشتريت تذكرتين لفيلم وأردتك أن تذهبي معي...طبعا إن لم تمانعي -إيومي:أشكرك ولكن لا أحب الأفلام...إنها مملة ونفس الأفكار تتكرر كل مرة...أعتذر -دايسون:آه للأسف...لم أكن أعلم ذلك -إيومي:لا بأس -دايسون:وما الذي تحبينه إذًا؟ -إيومي:لا شيء محدد -دايسون:حسنا...سأترك لك التذكرة فليس لدي لمن أعطيها...إن غيرتِ رأيك تعالي وشاركيني الفيلم...هذا كل شيء
وضع التذكرة على مكتبها وخرج...كانت شونغها تراقب من بعيد وبمجرد أن غادر ركضت نحو إيومي لتستفسر -شونغها(بحماس) :ماذا قال لك؟ تكلمي -إيومي:دعاني لمشاهدة فيلم -شونغها(بحماس) :أنتِ محظوظة للغاية...ليت شابا وسيما مثله يدعوني -إيومي:إن أردتِ الذهاب مكاني فاذهبي...لا أمانع...فأنا لن أذهب على كل حال -شونغها:ماذا!؟ ولكن كيف تفوتين فرصة مذهلة كهذه؟ -إيومي:ما المذهل فيها؟ إنه شاب عادي وليس جي دراغون -شونغها:ولكنه معجب بك...وأنتما ثنائي لطيف -إيومي:وإن يكن...لا أريد الارتباط بأي شاب...أفضل البقاء وحدي -شونغها:ما سبب كل هذا؟ هل كسر أحدهم قلبك لهذا أصبحتِ هكذا؟
سكتت إيومي وشردت بذهنها تتذكر ذكرياتها الماضية والوقت الصعب الذي قضته بسبب آخر علاقة لها...بعدها نظرت لشونغها وابتسمت -إيومي:لا...لم أواعد أحدا من قبل...ويعجبني حالي هكذا -شونغها:لا أعرف لماذا لا يمكنني تصديق كلامك...أشعر وكأنك تخفين شيئا عني -إيومي:لا تقلقي أنا لا أخفي شيئا...أريد تحقيق أحلامي أولا وأن أصير ممثلة مشهورة...بعدها سأواعد -شونغها:ليت دايسون معجب بي أنا...لقد عملت معه سنتين ولم أستطع لفت انتباهه أما أنتِ سرقتِ قلبه في فترة قصيرة...يبدو أنك نوعه المفضل -إيومي:لا أحد قال أنه معجب بي...أنتِ فقط تتوهمين ذلك -شونغها:هذا واضح من تصرفاته...انتظري وسترين حينما يعترف لك -إيومي:حسنا...لننتظر ونرى
مرت الأيام وإيومي على هذا الحال تذهب للوكالة وتتدرب مع بقية طاقم العمل ويتفاهمون على خطى التصوير وتكتسب منهم الخبرات المتنوعة...وفي يوم من الأيام جاء المدير لمكاتب الموظفين من أجل إبلاغهم ببدء التصوير -المدير:أيها الطاقم...بعد التجهيزات العديدة وأخيرا سيبدأ تصوير الفيلم غدا...أريدكم جميعا أن تكونوا على أهبة الاستعداد
تحمس الجميع للخبر فالتجهيز وحده استغرق أشهرا -المدير:موعدنا غدا الساعة الرابعة صباحا...لا أريد أي تأخر أو خطأ وإلا سأخصم من راتب المتكاسلين -الطاقم:حاضر أيها المدير -المدير:هل لديكم أي أسئلة قبل أن أغادر؟
رفعت إيومي يدها لتسأل -إيومي:ما من أسئلة مهمة ولكن...الرابعة!؟ أليس وقتا مبكرا للغاية؟ -المدير:وماذا تظنين؟ أن إنتاج الأفلام عمل سهل؟ -إيومي:الآن عرفت كم هو معقد -المدير:أن نصل قبل الوقت أبرك لنا من أن نصل متأخرين ولا يكفينا الوقت -إيومي:فهمت...إذًا هي مسألة تحسب للطوارئ -المدير:أي سؤال آخر؟
لم يسأل أحد فغادر المدير وتركهم يعودون لأعمالهم
في تلك الليلة أرادت إيومي النوم مبكرا وضبطت المنبه كي تستيقظ الساعة الثالثة...تقلبت في فراشها عدة مرات ولكنها لم تستطع والسبب أنها ليست معتادة على الخلود إلى النوم في ذلك الوقت المبكر -إيومي:أوووف لماذا لا يأتيني النوم حينما أحتاجه؟! لو كانت لدي امتحانات لجاءني راكضا
نهضت من فراشها وأخرجت حبلا وصارت تقفز عليه لعلها تتعب وتنام...عدت من 1 إلى 300 لكن هذه الخطة أيضا بلا فائدة
قفزت على السرير 300 مرة أخرى ولكنها لم تغفو أيضا
عند حلول الساعة الواحدة بدأت تشعر بالنعاس قليلا ثم استلقت في سريرها ونامت
حلت الساعة الثالثة ورن المنبه فأفزعها...أطفأته وكادت تعود للنوم لأنها متعبة جدا بعدها تذكرت أن الطاقم ينتظرها وستعاقب على تقصيرها لذا جهزت نفسها للذهاب للوكالة
الساعة الثالثة صباحا أمام الوكالة ركب كل طاقم العمل الحافلة وتجهزوا للذهاب لموقع التصوير -السائق:هل الكل هنا؟ -المدير:نعم...ولكن إيومي لم تصل بعد...لا بد أنها لن تأتي -شونغها:ربما لم تنهض من فراشها بعد -المدير:أظن ذلك...انطلق أيها السائق...لا يمكننا التأخر أكثر فالأمر سيعرقلنا فحسب
بعد أن تم إغلاق الأبواب وتشغيل المحرك كاد السائق أن ينطلق لولا أنه رأى شخصا يركض من بعيد ويصرخ -إيومي(بصراخ) :أنا هنااااا...انتظروووني -السائق:إنها إيومي -المدير:انتظرها
ركبت الحافلة وهي تتنفس بسرعة ثم جلست بجانب زميلتها شونغها -شونغها:جيد أنك أتيتِ...كنت أشعر بالملل -إيومي:أيقظيني حين نصل -شونغها:ههههه أيتها الكسولة
وضعت رأسها على كتف شونغها ونامت بعمق وبعد 3 ساعات وصلوا إلى مكان التصوير...كان في وسط غابة معزولة وقد سبقهم إليها النصف الآخر من الطاقم والممثلون وقاموا بتجهيز آلات التصوير والميكروفونات وكل الأدوات اللازمة لذلك -إيومي:وااااو! إنها أول مرة لي أحضر تصوير فيلم -شونغها:الأجمل من ذلك حين ترين ممثليك المفضلين...إنه أمر رائع...الممثل "لي سانغ وو" هو من سيقوم بآداء هذا الفيلم -إيومي:من هو لي سانغ وو؟ -شونغها:ألا تعرفينه؟ من أي كوكب أنتِ؟ -إيومي:نعم لا أعرفه...لا أتابع الأخبار مؤخرا
أشارت شونغها بإصبعها للمثل لي سانغ وو لتريه لإيومي -إيومي:آه ذاك هو إذًا -شونغها:إنه ممثلي المفضل...أنا أعشقه فعلا -إيومي:جي دراغون أوسم منه -شونغها:من قال ذلك؟ دققي النظر جيدا
قاطعهما دايسون وهو ينادي -دايسون:شونغها تعالي...نحتاج بعض اللمسات التجميلية للطاقم قبل البدء -شونغها:قادمة
ركضت شونغها لتباشر عملها وبقي دايسون مع إيومي -دايسون:وأنتِ يا إيومي...ابذلي جهدك -إيومي:سأفعل...شكرا لك
بدأ التصوير وكان المشهد يشمل دايسون وسانغ وو...حيث يلعبان دور رجلين يتنافسان على امرأة...كانا واقفين في الغابة يتحدثان إلى أن نشب شجار بينهما وقام دايسون بقتل سانغ وو ودفن جثته تحت التراب لكي لا يجدها أحد...احتاج تصوير هذا المقطع البسيط بتفاصيله إلى اليوم بأكمله وبذلك عرفت إيومي أن التمثيل ليس بالشيء السهل على الإطلاق
في نهاية اليوم جلس الجميع يتبادلون الأحاديث ويتناولون وجبة العشاء وسط تلك الغابة تحت ضوء القمر -دايسون:ما رأيك بتمثيلي يا إيومي؟ هل أعجبك؟ -إيومي:الحقيقة...ليس سيئا -دايسون:ليس سيئا! ولكن هل أخطأت بشيء ما؟ -إيومي:لا لم تخطئ...ولكن أسلوبك في التمثيل خالٍ من العاطفة -دايسون:غريب...على أي أساس تحكمين هكذا؟ -إيومي:على حسب ما درسته في الجامعة -دايسون:لست أعلم أين الخطأ -إيومي:عليك أن تشعر أكثر بما تقدمه وتظهر كل أحاسيسك -دايسون:أرني كيف
سلمها نص الفيلم فقرأت عدة أسطر منه -إيومي:حسنا سأريك
اختارت جزءا قصيرا ثم أغلقت النص وأعادته له -دايسون:ألن تحتاجي له؟ -إيومي:حفظته عن ظهر قلب -دايسون:فعلا! -شونغها:مدهش!
بدأت بتقديم النص الذي حفظته...كان آداؤها مؤثرا جدا وأفضل من آداء دايسون
في الجهة الأخرى كان الراعي للفيلم جالسا مع المدير وانتبه لإيومي وهي تمثل فأعجب بآدائها كثيرا -الراعي:أهذه الفتاة من وكالتك؟ -المدير:نعم...إنها متدربة جديدة...لا تزال مبتدئة ولا تعرف شيئا عن التمثيل فقد تخرجت قبل أشهر قليلة لذا تعمل في طاقم التجهيزات -الراعي:أتمزح معي؟ أنت المبتدئ وليست هي...أراها موهوبة جدا -المدير:أحترم رأيك...ولكن لماذا تسأل عنها؟ -الراعي:هذه الفتاة عليها أن تسير إلى عالم الفن فورا...إنها حقا موهوبة...ربما علي أن أكلم شركتي بشأنها وقد تحصل على دور في فيلمنا القادم -المدير:هذه أخبار جيدة...أشكرك سيدي
انتهت إيومي من التمثيل وصفق لها دايسون وشونغها -شونغها:واااو! آداؤك كان رائعا -إيومي:هههههه شكرا -دايسون:من أين لك كل هذه البراعة؟ أنتِ تعيشين في النص كما لو أنك بطلته -إيومي:لنقل أنها موهبة
عاد الطاقم لمنازلهم الساعة الحادية عشرة ليلا وإيومي متعبة جدا لكن رغم ذلك لم تستطع النوم...كانت أمورها جميعها مستقرة لكن لا تزال حزينة دون سبب...أو أنها لم تستطع أن تحدد ذلك السبب...ربما هي الوحدة فجميع أقرانها مرتبطون أما هي فوحيدة للغاية...حتى أنها لا ترى أهلها كثيرا ولا حتى أصدقاءها
في الغد ذهبت للطبيب من أجل أن يساعدها في تخطي مشكلتها مع النوم -الطبيب:سأصف لك حبوبا منومة لكن لا أنصحك بتناولها لفترة طويلة...استعمليها فقط لضبط موعد نومك وبعدها تخلصي منها...هذا النوع من الأدوية ليس جيدا -إيومي:فهمت
اشترت الدواء وعادت للوكالة فنادت عليها الموظفة التي تقف في الاستقبال -الموظفة:آنسة إيومي...لديك ضيف -إيومي:من؟ -الموظفة:قال أنه يريد مفاجأتك لذا لم يذكر اسمه...إنه ينتظرك في غرفة الاستقبال -إيومي:حسنا
صعدت لغرفة الاستقبال لترى من هذا الضيف الذي أتاها ففي العادة لا يأتي لزيارتها أحد منذ بدأت عملها...وبمجرد أن دخلت تفاجأت وصرخت بصوت عالٍ -إيومي(بسعادة) :جيهوووب -جيهوب:مفاجأة هههههه
بعد أن أحضرت القهوة لكليهما جلسا يتحدثان -إيومي:لماذا لم تتصل بي على الأقل لأعرف أنك قادم؟ -جيهوب:هكذا لن تكون مفاجأة -إيومي:أليس لديك عمل؟ -جيهوب:حصلت على إجازة لأزورك...أم أنك لستِ سعيدة برؤيتي؟ -إيومي:ههههه بالطبع سأطير من الفرح...إنها حقا مفاجأة رائعة...لقد افتقدتك كثيرا جيهوب -جيهوب:تعجبني وكالتك هههه -إيومي:أجل إنها فخمة...لكن ستصبح أفخم بعد أن أترسم كممثلة وأبرز وأصير مشهورة هههههه -جيهوب:لا أشك بذلك أبدا...بل ستكونين سبب بروزها أكثر مما هي عليه -إيومي(بخجل) :توقف أيها السخيف...أشعر وكأنني شخصية مهمة -جيهوب:إذًا ما أخبار العمل؟ -إيومي:لدينا فيلم نصوره لذا نبذل جهدنا...أنا من طاقم العمل -جيهوب:أؤمن بقدراتك وأعلم أنك ستكونين من طاقم التمثيل بدل طاقم العمل يوما ما -إيومي:شكرا جيهوب...كلامك دائما يشجعني
تغيرت ملامح وجهه وسكت للحظات -جيهوب(بحزن) :هناك أمر أود إخبارك به ولا أعلم إن كنتِ ستشكرينني أم ستضربينني -إيومي:ماهو؟ شوقتني -جيهوب(بحزن) :إنه عن بارك جيمين...
كانت على وجهها ابتسامة جميلة ولكنها سرعان ما تحولت إلى ملامح مبهمة -إيومي(ببرود) :من هو بارك جيمين؟ لا أعرف شخصا بهذا الاسم -جيهوب:هل نسيتيه حقا أم أنك تتظاهرين بذلك؟ -إيومي(ببرود) :قلت لك إنني لا أعرفه -جيهوب:أيًا يكن...لقد قابلته أمس...إنه الآن في بوسان -إيومي(ببرود) :هذا لا يهمني فأنا لا أعرفه -جيهوب:حسنا
ساد صمت رهيب في الغرفة إلى أن قاطعت شونغها الجلسة -شونغها:أوه مرحبا إيومي! كنت أبحث عنك...أردت إخبارك أن لدينا تصويرا غدا فلا تنسي الموعد -إيومي:أوه كدت أنسى! شكرا جزيلا لتذكيري -شونغها:حسنا...عندما يغادر ضيفك تعالي لنتفاهم حول جدول الغد في مكاتب الموظفين -إيومي:حسنا
خرجت شونغها مسرعة فحاول جيهوب فتح موضوع جديد لطرد الغرابة -جيهوب:هل العمل يجري بشكل جيد؟ -إيومي:أكيد...وأيضا رغم أنني من طاقم التجهيزات إلا أنني اكتسبت الخبرة في التمثيل والتصوير من أجل تجهيز نفسي مستقبلا -جيهوب:لا بد أنك تعلمتِ الكثير -إيومي:ليس تماما...مضى يوم واحد فقط منذ بدأنا...لكن في المستقبل ستزيد خبرتي -جيهوب:لا بأس
عندما حان وقت الغداء ذهبا معا إلى المطعم وتناولا الطعام وهما يتحدثان -جيهوب:أتذكرين كل تلك الأيام التي قضيناها معا؟ لقد كنا صديقين مقربين جدا -إيومي:طبعا أتذكر...ولكن نحن صديقان أيضا الآن -جيهوب:طبعا ههههههه -إيومي:هذا بفضل النافورة السحرية...لقد طلبت منها أن تعيدنا صديقين وفعلت -جيهوب:لا أصدق! أنتِ طلبت من النافورة ذلك! إذًا تحبينني كثيرا -إيومي:وهل لديك شك في ذلك؟ بالطبع أحبك كثيرا جيهوب -جيهوب:أنا محظوظ حقا هههه -إيومي:في الفترة التي كنت غاضبا فيها مني كنت أشتاق إليك طوال الوقت -جيهوب:ماذا عن جيمين؟
سكتت فجأة وصارت تشيح ببصرها بعيدا -جيهوب:أنا آسف لجرح مشاعرك إيومي...لكنني فضولي بشأن جيمين -إيومي(ببرود) :أخبرتك أنني لا أعرف أحدا بهذا الاسم -جيهوب:جيمين تغير كثيرا منذ تركته...استطعت أن أرى البرود في عينيه...أصبح جثة بلا روح
لم ترد عليه
-جيهوب:أما أنتِ فلست أعلم كيف تفكرين...ولكنني أريد أن أعرف -إيومي(ببرود) :أنا جائعة وعلي تناول طعامي بسرعة
وضعت وجهها في صحن الأرز تأكل بشراهة دون توقف...لطالما خافت الحديث حول جيمين لأن آثار الجرح الذي تركه لها ما تزال عميقة
في تلك الليلة استلقت في سريرها لكي تنام فصارت تتذكر كل ذكرياتها مع جيمين وعرفت أنها ستبيت مستيقظة الليل كاملا...أخذت الحبوب المنومة وتناولت منها ثلاث حبات حتى تضمن النوم السريع وبالفعل خلال عدة دقائق غطت في نوم عميق
في الغد استيقظت ورأسها يكاد ينفجر من الألم...نظرت للساعة وإذا بها الخامسة مساءً فشعرت بالفزع الشديد ونهضت من سريرها -إيومي(بصراخ) :يا إلهي! لقد تأخرت عن العمل...لا بل ضيعت النهار كله...ماذا أفعل يا إلهي؟!
تفقدت هاتفها لترى العشرات من الاتصالات من الوكالة فشعرت أن كارثة ستحدث وعاودت الاتصال بمديرها -إيومي(بتوتر) :مساء الخير أيها المدير -المدير(بحدة) :إيومي...أين كنتِ؟ -إيومي(بتوتر) :أعتذر...كان لدي ظرف طارئ -المدير(بحدة) :تهاونك هذا سبب لنا نقصا في فريق العمل واضطررنا لتغطيته بإعطاء مهامك لشخص آخر -إيومي(بتوتر) :حقا آسفة...سأعوض عنك -المدير:حسنا...بما أنك موظفة جديدة وقليلة خبرة وبما أنه أول خطأ سأتغاضى عنه...لكن عليك تعويض الموظف الذي غطى مكانك والقيام بمهامه حتى يكون هناك تكافؤ -إيومي:حاضرة...هذا واجبي وسأنفذه...شكرا على هذه الفرصة حضرة المدير -المدير:حسنا...طاب يومك
أغلقت الخط ثم ذهبت للمطبخ وتناولت طعامها وكانت متعبة للغاية وواضح عليها الأعراض الجانبية للدواء...بعدها خرجت للتجول قليلا لتشعر بتحسن...اشترت الآيسكريم وجلست تتناوله في أحد المتاجر إلى أن وصلتها رسالة من دايسون يطلب منها فيها أن يلتقيا فورا...لم تكن تريد أن تلتقي بأي أحد في تلك الحالة ولكنه صديقها في النهاية فأرسلت له رسالة ليأتي إليها في متجر الآيسكريم
جلسا في طاولة واحدة يتحدثان -دايسون:قلقت بشأنك اليوم لأنك لم تأتِ -إيومي:لا تقلق...أنا بخير...واجهني ظرف طارئ فحسب -دايسون:أيمكنني أن أعرف ما هو؟ -إيومي:نعم...أفرطت في تناول الأدوية المنومة لذلك نمت طوال اليوم -دايسون:ولكن هل أنتِ مجنونة؟ هذا لا يجوز...الأدوية المنومة قد تسبب لك الموت إن أفرطتِ فيها -إيومي:فليكن...لا فائدة لحياتي على كل حال -دايسون:مهلا مهلا! أنتِ لستِ إيومي التي أعرفها...ما الأمر؟ -إيومي:لا شيء مهم -دايسون:لا تكذبي علي...لطالما كنتِ فتاة متفائلة وقوية...لكن ما أسمعه اليوم مختلف -إيومي:ربما هي آثار الأدوية...هيا لنأكل الآيسكريم معا
شرعت في تناول الآيسكريم لتجنب الحديث معه في الموضوع لكنه طوال الوقت يحدق بها لأنه قلق للغاية
صباح يوم الاثنين ذهبت إيومي للعمل وبينما هي جالسة في مكتبها جاءت سكرتيرة المدير عندها -السكرتيرة:إيومي تعالي...لديك اجتماع الآن مع مستثمر -إيومي:عفوا؟ مستثمر؟ منذ متى يتم طلبي لاجتماعات المستثمرين؟ -السكرتيرة:المدير طلبك شخصيا...لا بد أن الأمر مهم -إيومي:هذا مشوق!
دخل المدير وطاقمه قاعة الاجتماع وجلسوا على كراسيهم بانتظار الضيف المستثمر فاقتربت إيومي من مديرها لتكلمه -إيومي:حضرة المدير...هل هناك شيء لا أعرفه؟ -المدير:أجل...اصبري وستعرفين كل شيء فالموضوع معقد للشرح حاليا
دخل المستثمر مع مرافقيه إلى القاعة وقاموا بتحية الطاقم -السيد كيم:تشرفت بكم جميعا -المدير:أعرفك على السيد كيم...إنه الراعي المالي للفيلم الذي صورناه -إيومي:تذكرتك...تشرفنا سيد كيم -المدير:فليتفضل الجميع بالجلوس
جلس الجميع أماكنهم وبدأ الاجتماع -المدير:نحن اليوم بصدد التخطيط لفيلم جديد بعنوان "أنا لست أنا" والمرشحة الأولى لتمثيل هذا النص هي بارك إيومي -إيومي(بصدمة) :أنا!؟ -السيد كيم:نعم...لقد رأيتك وأنتِ تمثلين...مهاراتك مذهلة...سيشرفنا أن تحصلي على دور البطولة في هذا الفيلم...أعلم أنكِ لم تترسمي بعد لكنني أختار الممثلين على حسب المواهب لا المؤهلات والشهادات -إيومي(بسعادة) :يشرفني ذلك
قامت المساعدة بتوزيع نص الفيلم على جميع الحاضرين -السيد كيم:سنمهلك فترة كي تخبرينا إن كنتِ موافقة على العرض أم لا -إيومي(بسعادة) :حسنا
عدل سابقا من قبل بثينة علي في الجمعة يناير 12, 2024 4:47 pm عدل 1 مرات
بثينة علي يعجبه هذا الموضوع
بثينة علي Admin
المساهمات : 1305 تاريخ التسجيل : 27/05/2021 العمر : 27
جلست إيومي في منزلها تقوم بقراءة نص الفيلم الذي تم إعطاؤه لها وكلما تقدمت بالقراءة زادت خيبة أملها
عندما ذهبت للعمل في اليوم الموالي سلمت النص للمدير واعتذرت منه -إيومي:آسفة سيدي...لا يمكنني التمثيل في هذا الفيلم فأنا لا أحب أفلام الحركة -المدير:ماذا!؟ ولكن مخرج الفيلم شخصية معروفة للغاية وستزداد شهرتك بعد المشاركة فيه -إيومي:لا أريد الشهرة...كل ما يهمني هو أن أقوم بهوايتي المفضلة كما أحب وأوصل رسالة مهمة للناس...لكن ما الذي سيستفيد منه الناس من خلال فيلم حركة؟ -المدير:أنتِ حقا أغرب موظفة قابلتها...كيف يمكن لتفكيرك أن يكون هكذا؟ -إيومي:لا أعلم...ولكنني أفضل أن أمثل شيئا أحبه -المدير:حسنا...في النهاية سأحترم قرارك...لكن أتمنى أن لا تندمي ففرص كهذه لا تتكرر
بعد أن خرجت ذهبت لمكتبها وجلست هناك فركضت شونغها نحوها -شونغها(بحماس) :إيومي إيومي إيومي...سمعت أنك حصلتِ على عرض للتمثيل في فيلم -إيومي:رفضته -شونغها:لا تمزحي معي! -إيومي:لست أمزح -شونغها:ولكن كيف سمح لك ضميرك بذلك؟! هذه فرصة لن تعوض -إيومي:لن أهدر موهبتي على أفلام الحركة...هناك أمور أفضل سوف تجعلني مشهورة -شونغها:لو كنت مكانك لقبلت على الفور...هذا المخرج مشهور -إيومي:أعلم ذلك...ولكنني قررت وانتهى -شونغها:وماذا بشأن دايسون؟ اليوم سيعرض الفيلم الذي اتفقتما عليه...هل ستذهبين؟ -إيومي:لا...لن أذهب -شونغها(بتجهم) :لماذا تتصرفين هكذا؟ أعطي الشاب فرصة لعله يكون زوجك المستقبلي -إيومي:ومن قال إنه يريد الزواج مني أصلا؟ يراني كمجرد صديقة وأنا كذلك -شونغها:إذًا اذهبي للموعد اليوم وستعرفين إن كان يحبك أم لا -إيومي:لا...لن أفعل -شونغها:على هذا الحال ستبقين وحيدة...وتذكري كلامي -إيومي:وأنتِ أيضا تذكري كلامي...أنا سأرتبط وأنتِ من ستبقين وحيدة لأنك تقبلين بأي كان -شونغها:سنرى
في المساء عادت لمنزلها واستلقت على سريرها فصارت ملايين الأفكار تتكرر في رأسها...جيمين...عملها...شعورها بالوحدة...دايسون...عائلتها...كل ذلك جعلها تشعر بعدم الارتياح
نهضت وفتحت حقيبتها وأخرجت تذكرة الفيلم وحدقت بها ثم أمسكت بدمية جي دراغون تكلمها -إيومي:جي دراغون...أخبرني...هل أذهب أم لا؟ أذهب...لا...أذهب...لا...أذهب...لا
في النهاية وضعت التذكرة جانبا ورمت نفسها مجددا على السرير
في ذلك الوقت كان دايسون ينتظر عند مدخل السينيما...اقتربت بداية الفيلم لكن لا أثر لإيومي فدخل وجلس في مقعده وهو متأكد أنها لن تأتي
قبل دقيقتين من بدء عرض الفيلم وصلت إيومي وجلست بجانبه وفي يدها علبة فوشار كبيرة -إيومي:هل تريد الفوشار؟ -دايسون:إيومي! ظننت أنك لن تأتي! -إيومي:شعرت بالملل في المنزل...لا شيء أفعله سوى الجلوس بمفردي -دايسون:هههه سعيد بمجيئك -إيومي:سيبدأ الفيلم...هيا
بدأ عرض الفيلم وكان دايسون أغلب الوقت ينظر إلى إيومي ويبتسم...كان شكلها ظريفا عندما تأتي لقطة مرعبة وتضع يديها على عينيها مثل قطة خائفة
بعد أن انتهى الفيلم خرجا معا ليتنزها -دايسون:أعجبك الفيلم؟ -إيومي:نعم...لم أتوقع أنه سيكون ممتعا هكذا رغم أنني خفت كثيرا -دايسون:إن أحببتِ فلنشاهد الأفلام مع بعضنا كل أسبوع -إيومي:لست أعلم...هذا حسب جدول مواعيدي -دايسون:أنتِ لم تصيري مشهورة بعد ولديك مواعيد! ماذا سيحصل إن اشتهرتِ؟ -إيومي:حينها ستأخذ موعدا مع سكرتيرتي لتقابلني هههههه -دايسون:يال البلادة! عليك أن تطلبي من سكرتيرتك إدخالي بدون مواعيد فأنا شخص مميز هههه -إيومي:حسنا ههههه
واصلا السير وهما يلتزمان الصمت فقرر التشجع أخيرا وإخبارها بما لديه -دايسون:أخبريني...هل هناك شخص في حياتك؟
لم ترد عليه
-دايسون:حسنا فهمت -إيومي:وما الذي فهمته؟ -دايسون:أنتِ مرتبطة بالفعل -إيومي:لا لست كذلك...شرد ذهني فحسب -دايسون:وهل سترتبطين إن طلب منك أحدهم المواعدة؟ -إيومي:مممم لست أعرف...ربما إن كان يعجبني قد أرتبط به -دايسون:وهل أُعجبك؟
شردت بذهنها مجددا إلى اليوم الذي أخبرت به جيمين أنها معجبة به...كانت أياما جميلة ولكن السعادة لا تستمر طويلا...أيقظها من أحلامها صوت دايسون وهو ينادي -دايسون:إيومي...إيومي...أنتِ معي؟ -إيومي:هل أنت معجب بي؟ -دايسون:نعم -إيومي:أنا آسفة...لست أراك سوى صديق -دايسون:لا بأس...توقعت ذلك...على كل حال لنكمل سيرنا -إيومي:أنت معجب بي أم تحبني؟ -دايسون:وهل هناك فرق؟ -إيومي:نعم هناك فرق...أيهما تظن أنه أنت؟ -دايسون:أعتقد أنني معجب -إيومي:نعم...توقعت ذلك -دايسون:إن وصلت مشاعري للحب هل ستوافقين على مواعدتي؟ -إيومي:لن أعدك بشيء...فأنا لا أريد مواعدة أي أحد الآن -دايسون:هل السبب هو عملك؟ -إيومي:نعم...لا أريد الارتباط إلا بعد أن أتقدم في عملي -دايسون:لا أوافقك على هذا...ستتقدمين في العمر ولا تجدين أي أحد بجانبك...حينها ستندمين
رغم أنها ثابتة على رأيها في عدم الارتباط إلا أن كلامه أثر فيها كثيرا...لا تزال في الثالث والعشرين من عمرها ولكن عليها أن تواعد وتتعرف مثل كل الشباب وتعيش حياتها العاطفية
أما جيمين فكان قد أنهى دراسته في الصين وعاد لكوريا قبل وقت وباشر العمل في شركة والده...لقد مرت الشركة بصعوبات كثيرة بسبب غيابه لذلك عليه بناؤها الآن من الصفر والبحث عن مستثمرين جدد
انتهى من عمله الساعة الواحدة وبقي في مكتبه يراجع الأوراق والإحصائيات وعلامات التعب واضحة عليه للغاية حتى دخلت والدته -والدة جيمين:ألم تعد بعد للمنزل؟ -جيمين:الوقت يداهمنا...لا يمكنني النوم والشركة في خطر -والدة جيمين:بني...أنت تقوم بعمل جيد ولكن لا تهمل صحتك...هيا اذهب ونم -جيمين:لا أستطيع...علي بذل جهد مضاعف -والدة جيمين:أتريد أن أساعدك؟ -جيمين:لا...أنتِ نامي...سأكمل كل شيء بسرعة وأذهب للنوم -والدة جيمين:حسنا بني...لكن لا تسهر كثيرا
غادرت المكتب تاركة إياه خلفها في حالة مزرية...كان متعبا لدرجة أنه يكاد ينام على حاله ذاك...وضع الأوراق جانبا ثم أحضر القهوة لكي تساعده على البقاء متيقظا...بعدها حاول أن يكمل عمله...فجأة غفى على مكتبه دون أن يشعر...بمجرد أن أغمض عينيه رأى نفسه في المدرسة الثانوية التي كان يدرس بها...كانت فارغة تماما ولا يوجد بها أي أحد...سار هناك لفترة إلى أن وصل إلى الفصل الذي كانت تدرس به إيومي...ومن خلال النوافذ استطاع أن يلمح خيال فتاة تجلس هناك وتكتب على دفترها...فتح باب الصف وتوجه نحو تلك الفتاة التي كان شعرها منسدلا على وجهها ليغطيه...اقترب منها شيئا فشيئا إلى أن رفعت رأسها -جيمين:إيومي! -إيومي(ببرود) :ابتعد عني...أنت تخليت عني وأنا أكرهك -جيمين:إيومي...أنا لم أتخلى عنك...لقد عدت إليك الآن ويمكننا أن نتواعد من جديد -إيومي(ببرود) :فات الأوان...أنا لدي حبيب آخر...دعني وشأني -جيمين(بصدمة) :لااااا...مستحيل...أعلم أنك لن تحبي غيري -إيومي(ببرود) :أنت حقا مضحك جيمين -جيمين:لاااا...أنتِ لي وحدي
ركض إليها وحاول معانقتها وبمجرد أن لمسها تحولت إلى سراب واختفت
سرعان ما استفاق من الحلم فزعا ليجد أنه لا يزال في مكتبه والساعة ما تزال الثانية صباحا -جيمين:علي أن أواصل عملي...لا أريد أن أنام وأرى الكوابيس مجددا
في الغد أقامت شركة جيمين اجتماعا من أجل التشاور حول مستقبل الشركة -السكرتير هونغ:أعتقد أن الشركة في خطر...علينا تسليمها لشخص يستطيع تسييرها -والدة جيمين:لن نسلم شركتنا لأي أحد مفهوم! -السكرتير هونغ:ولكنك تعرفين أنها في خطر...وعلى هذا الحال ستخسرينها وتفلسين -العم:أقترح أن تعطيها لي فأنا أعرف الكثير عن الإدارة وسأجعلها أعلى من النجوم بالتأكيد -والدة جيمين:لا تحلم...الشركة لنا وستبقى لنا -السيد هونغ:سيدتي...أنانيتك ستجعلنا نخسر عملنا جميعا...أرجو أن تفكري جيدا في الموضوع -والدة جيمين:قلت لك لن نعطي الشركة لأحد -السيد تشوي:سيدتي...إن أردتِ سلمي إدارتها لي وسأتولاها جيدا -والدة جيمين:أشكرك على اقتراحك ولكن أنا أعرف ما أفعل
بقي جيمين صامتا طوال الوقت ولم يرد مقاطعة الناس الأكبر منه سنا ولكن عندما طفح به الكيل ضرب الطاولة بيده بقوة فسكت الجميع وانتبهوا إليه -جيمين(بحدة) :ولكن ما بالكم؟ هل أنا غير مرئي بالنسبة لكم؟ ألم أخبركم أنني سأتولى الشركة بنفسي؟ ما فائدة دراستي في الصين إذًا؟ -السيد هونغ:نحن لم نقل شيئا عن هذا ولكن نرى أن يتولى الشركة شخص أكبر لأنه يمتلك خبرة أكبر -جيمين(بحدة) :لا علاقة لكم بشركتي...إن أردتم سحب استثماركم فلتسحبوا...أنا سأعالج كل مشاكل الشركة بمفردي...مفهوم؟
صمت الجميع ولم يجرؤ أي أحد فيهم على مواجهته لكنهم رغم ذلك ما يزالون يشكون في قدرته على التحكم بالأوضاع -والدة جيمين:حسنا...انتهى الاجتماع...تفضلوا بالمغادرة
بعد أن غادر الجميع القاعة بقي جيمين مع والدته بمفردهما -والدة جيمين:أنا لا أشك بقدراتك بني...أعلم أن هذه الشركة ستزدهر على يديك -جيمين:أشكرك أمي...أنتِ الوحيدة التي لم تخذلني طوال حياتي -والدة جيمين:إلى ما تخطط؟ -جيمين:لست أعلم...حاولت ملايين المرات أن أتفاهم مع شركات أخرى ولكن كلهم رفضوا التعاون معي لأنني قليل خبرة -والدة جيمين:كلهم يشككون بقدراتك -جيمين:نعم لذلك ربما علينا الخروج من مجال الموسيقى إلى مجال آخر لعله ينفعنا -والدة جيمين:وماذا تقترح؟ -جيمين:لست أعلم...لم أفكر بالأمر بعد -والدة جيمين:ماذا عن مجال الإعلام؟ لنحول شركتنا إلى محطة بث ونفتح قناة خاصة ونحضر الكثير من الصحفيين -جيمين:لا أعلم يا أمي...لست أعرف شيئا عن ذلك...أنا بحاجة لشركة داعمة -والدة جيمين:نحن بالفعل في وضع حرج -جيمين:لا تخافي سأجد حلا
بعد مرور أيام جلست إيومي في مكتبها تشعر بالملل الشديد إلى أن جاءتها السكرتيرة -السكرتيرة:إيومي...المدير يطلبك الآن...يريد منك المشاركة في أحد الاجتماعات -إيومي:مجددا؟! -السكرتيرة:نعم...تعالي بسرعة فالضيوف قد وصلوا للتو -إيومي:سآتي فورا
ذهبت للاجتماع فالتقت بمخرج يريد تصوير فيلم جديد ويريد أن يشارك فيه واحد من ممثلي الشركة -المدير:أنصحك ببارك إيومي فهي موهوبة جدا وأعرف أنها مناسبة لآداء هذا الدور -المخرج:لكنها ما تزال صغيرة وتحت التدريب -المدير:لا تنظر إلى سنها فالاحتراف لا يقارن بالسنوات...كما أن الجميع يمدحون تمثيلها -المخرج:آنسة بارك...من أي معهد تخرجتِ؟ -إيومي:لم أتخرج من المعهد بل من جامعة سيول للفنون -المخرج:وااااو! لم أتوقع ذلك...إن اسم الجامعة وحده يجعلك مميزة -المدير:لقد أخبرتك...إيومي تملك الموهبة والخبرة أيضا...لن تندم أبدا إن جعلتها تشارك في هذا الفيلم -المخرج:حسنا...أنا موافق...لكن علي رؤية مهاراتك أولا في التمثيل -المدير:لدينا شريط فيديو لها حين انضمت للوكالة...إن أردت سأعرضه لك الآن -المخرج:نعم من فضلك
قامت السكرتيرة بتشغيل شريط الفيديو الذي يحتوي على تمثيل إيومي وقد انبهر به المخرج كثيرا وتأثر -المخرج:أنا موافق...سأترك الأمر لك إيومي...لا تخيبيني -إيومي:حاضرة...أعدك بذلك
عادت للمنزل وقرأت نص الفيلم ووجدت مشاهد جيدة في هذا النص ولكن هناك أيضا مشاهد مثيرة للاشمئزاز والقصة بأكملها لم تعجبها
في الغد ذهبت لمكتب المدير لتكلمه ووضعت له نص الفيلم على مكتبه -إيومي:أنا أعتذر...لا يمكنني التمثيل فيه أيضا -المدير:مجددا! -إيومي:لا أريد أن أكون فظة ولكن هذا النص وكأن طفلا صغيرا كتبه...لا حبكة ولا أفكار جيدة ولا مغزى والأسوأ من ذلك هناك مشاهد وسخة -المدير:ولكن ما بالك؟ إنها ثاني مرة ترفضين...إن واصلتِ هكذا ستدمرين نجاحك بنفسك -إيومي:الحياة فرص -المدير:أوووف...سيرتفع ضغطي بسببك -إيومي:سلامتك أيها المدير...أرجوك اتركني أهتم بالأمر بنفسي...سأختار النص الذي يعجبني لكي أحسن العمل عليه -المدير:حسنا...هذا حقك -إيومي:شكرا على التفهم
بعدها خرجت وذهبت لمكتبها
بعد أيام ذهب جيمين يتجول في المدينة بعد أن شعر بتعب شديد بسبب عمله المتواصل طوال اليوم لذلك قرر أن يخرج قليلا وأن يروح عن نفسه...وأثناء تجوله صادف أن وجد نفسه متوجها نحو الشارع الذي تسكن فيه إيومي -جيمين:ما الذي أتى بي هنا؟ لا بد أنني جننت
عاد أدراجه عدة خطوات لكنه توقف فجأة -جيمين:ترى هل هي هنا؟ هل كبرت؟ هل تغيرت ملامحها؟
عاد وبقي يراقب منزلها من بعيد لعلها تخرج ويراها...انتظرها لبعض الوقت إلى أن شاهد باب بيتها يفتح فصار قلبه يدق بسرعة...لكن للأسف من خرج لم يكن إيومي بل أخاها الصغير شينهو...لقد أصبح الآن في 13 من عمره ولم يعد صغيرا
شعر بالفضول وأراد أن يكلمه لكنه خائف من أن يفضحه أمام إيومي لكن في النهاية نادى عليه -جيمين:هي...يا فتى -شينهو:نعم؟ -جيمين:أخبرني...هل تعيشون في ذلك المنزل؟ -شينهو:هل تقابلنا من قبل؟ -جيمين:لااااا أبدا -شينهو:ولماذا أشعر أنني رأيتك؟ -جيمين:ربما لأنني أظهر على التلفاز أحيانا -شينهو:آه صحيح...على كل حال ماذا كنت ستسألني؟ -جيمين:لا شيء لا شيء
رحل جيمين مترددا فقد خاف بشدة من الفضيحة لذلك تغاضى عن الأمر
أكمل مسيرته اللانهائية في شوارع المدينة لعله ينسى ولو جزءا بسيطا من همومه...بعدها دخل إلى أحد المقاهي ليشتري شيئا يشربه فصادف جيهوب هناك...تفاجأ كل منهما من الآخر وجلسا يتكلمان -جيهوب:سعيد بعودتك...المرة السابقة رأيتك في الطريق لكنني لم أستطع محادثتك -جيمين:آسف لم أرك -جيهوب:سمعت بالأخبار السيئة عن شركتك...لا بد أنك تمر بوقت عصيب -جيمين:بالفعل...علينا البحث عن مستثمرين جدد فالمستثمرون القدماء كلهم انسحبوا -جيهوب:حقا ما تقول؟ -جيمين:نعم...أريد أن أنقل الشركة من مجال الكيبوب لمجال آخر ولكنني لا أعرف ماذا أختار -جيهوب:توقف هنا...أعرف ما عليك اختياره -جيمين:ما هو تكلم؟ -جيهوب:مجال البرامج التلفزيونية والمسلسلات -جيمين:وأنا ما أدراني بهذه الأمور؟ -جيهوب:لست أنت من عليك إخراج البرامج...فقط قم بالتفاهم مع مخرج ما وادعم مسلسله ماليا...وحينها ستنجح بالتأكيد -جيمين:واااو! أنت بالفعل تعرف الكثير -جيهوب:لكن تمهل...هناك وكالة أعرفها تضم نخبة من الممثلين عليك الذهاب إليها وصدقني لن تندم -جيمين:أخبرني موقعها بسرعة -جيهوب:سأسجل لك الاسم والعنوان في ورقة -جيمين:علي اقتراح هذا الأمر على شركتي
ركض متحمسا للعودة للشركة ثم تذكر إيومي وأراد أن يسأل جيهوب عنها لكنه متردد -جيمين:جيهوب... -جيهوب:نعم -جيمين:أشكرك من أعماق قلبي -جيهوب:لا تشكرني الآن...انتظر حتى ينجح مشروعك -جيمين:حسنا...إن نجح فسأدعوك على عشاء فاخر -جيهوب:حسنا...أنتظر دعوتك هههه
في الغد قام جيمين بعقد اجتماع مع الرؤساء المهمين في الشركة -جيمين:جمعتكم اليوم هنا من أجل مشروع جديد...مشروع قد يغير شركتنا ويعيدها إلى ما كانت عليه...بل أفضل -والدة جيمين:وما هو؟ -جيمين:أريد أن أكون مساهما في إنشاء مسلسل -السيد كيم(بحدة) :هل أنت مجنون؟ شركتنا لا تعرف شيئا عن المسلسلات وكيفية إنتاجها -جيمين:نعم...ولكن يمكننا فعل ذلك...لا أحد ولد وهو يعرف كل شيء...سنبدأ من الصفر وندخل مجال صناعة المسلسلات -العم(بحدة) :هذا قرار متهور ولن يزيد الوضع إلا سوءا -جيمين:ليس إن حرصنا على إتقان كل شيء...حينها يمكننا فعل المستحيل -السيد تشوي(بحدة) :لا أصدق! دار الزمان بنا وأصبحنا نتبع كلام طفل متهور لا يعرف أي شيء -جيمين(بحدة) :توقف...هل نعتني للتو بالطفل؟ -السيد تشوي(بحدة) :متى ستفهم أن هذه شركة وليست لعبة أطفال؟ قراراتك المتهورة ستدمر كل شيء -جيمين(بحدة) :أتتحداني؟ -السيد تشوي(بحدة) :في ماذا؟ -جيمين(بحدة) :إن نجح هذا المشروع سأبقى في الشركة...أما إن لم ينجح فسأستقيل -والدة جيمين(بصدمة) :جيمين! ما الذي تتفوه به؟! -جيمين(بجدية) :أتعهد أمامكم جميعا أنني سأفعل ذلك -السيد تشوي:سنرى إذًا ما الذي ستفعله
بعد أن انتهى الاجتماع ذهبت والدة جيمين لمكتبه وهي غاضبة -والدة جيمين(بحدة) :ولكن ما بالك؟ هل أنت مجنون؟ كيف تراهن على شيء كهذا؟ -جيمين:ما الأمر أمي؟ ألا تثقين بقدراتي؟ -والدة جيمين(بحدة) :سواء كنت أثق أم لا فإن ما تفعله هو الجنون بعينه -جيمين:لا تقلقي...عندي خطة ممتازة وسأعيد المجد لشركة والدي...أعدك بذلك -والدة جيمين:أووووف ليس لدي خيار سوى أن أثق بك...لكن أرجوك لا تخيب أملنا أنا ووالدك -جيمين:ثقي بي...سأجعلكم فخورين
في الغد اتصل بشوغا وطلب مقابلته من أجل أمر مهم -شوغا:ما الأمر يا فتى؟ أيقظتني من النوم في هذا الوقت المبكر -جيمين:سأعرض عليك عملا -شوغا:أنت! في شركتك؟ -جيمين:نعم -شوغا:وما هو؟ -جيمين:أريدك أن تكون مخرجا للمسلسل الذي سأقوم بإنتاجه -شوغا(بصدمة) :ماذا؟! كيف ستنتجه وأنت لا تعرف أي شيء عن ذلك؟ -جيمين:سأنتجه وسترى...وأنت ما رأيك؟ لقد كتبت بالفعل الكثير من النصوص والسيناريوهات...ألا تريد أن تخرجها للعالم حتى يراها؟ -شوغا:أجل بالفعل...لكنها تحتاج للمزيد من العمل -جيمين:خذ وقتك...أنا أثق بك وأعلم أن كل ما تكتبه جميل -شوغا:حسنا...قبلت العمل معك
بعد أيام قرر شوغا أخيرا النص الذي سيقوم بإخراجه...رغم أن قصته مستوحاة من الحقيقة بنسبة 80% ويمثل قصة الحب التي حصلت مع إيومي والتنمر الذي تعرضت له في الثانوية ولكن جيمين لم يتردد في العمل عليها مع أنها بقيت جرحا كبيرا جدا...خاصة وأن شوغا كتب لها نهاية سعيدة بأن البطلان يلتقيان بعد أن انفصلا ويتزوجان
عدل سابقا من قبل بثينة علي في الجمعة يناير 12, 2024 4:56 pm عدل 1 مرات
بثينة علي يعجبه هذا الموضوع
بثينة علي Admin
المساهمات : 1305 تاريخ التسجيل : 27/05/2021 العمر : 27
قرر جيمين تبني مشروع إنتاج المسلسل الذي قام شوغا بإخراجه واهتم بكل شيء ولم يبق سوى الذهاب للوكالة التي طلب منه جيهوب أن يذهب إليها من أجل أن يختار الممثلين
في تلك الأثناء ذهبت إيومي للعمل ووقفت بجانب ماكينة القهوة لتحصل على قهوتها الصباحية كما المعتاد...عليها فعل ذلك لأنها تشعر بالدوار بسبب المنومات وعليها شرب شيء ينشطها -السكرتيرة:إيومي...المدير يريدك في اجتماع اليوم -إيومي:واو! تتم مناداتي للاجتماعات بكثرة هذه الأيام -السكرتيرة:طبعا...المدير يدعم موهبتك لذا يقوم باقتراحك على جميع العملاء الجدد -إيومي:هل هناك من يريد تصوير فيلم جديد؟ -السكرتيرة:نعم...عليك الحصول على الدور اليوم يا إيومي...لا تضيعي الفرصة كما حصل من قبل -إيومي:أنا لا أضيع الفرص...ولكن هناك فرص جيدة وأخرى سيئة...على الإنسان أن يفرق بينهما -السكرتيرة:أيا يكن...ألم تملي من البقاء مهمشة في طاقم التجهيز بينما موهبتك الحقيقية في التمثيل مدفونة؟ -إيومي:بالطبع مللت...أتمنى أن يكون نص اليوم جيدا وإلا سأضطر لرفضه كالمعتاد -السكرتيرة:تشجعي إيومي -إيومي:أشكرك...في أي ساعة يبدأ الاجتماع؟ -السكرتيرة:الساعة الحادية عشرة -إيومي:مشكلة...علي تناول وجبة الغداء باكرا إذًا...لا أريد أن تحرجني أصوات معدتي هههههه -السكرتيرة:ههههه أنتِ حقا مضحكة...حسنا سأذهب للعمل...حظا موفقا
في تمام الساعة الحادية عشرة اجتمع موظفوا الوكالة في قاعة الاجتماعات بانتظار الضيوف ولكنهم تأخروا عن الموعد نصف ساعة كاملة...وبعد طول انتظار دخل بارك جيمين القاعة بمفرده وخلفه السكرتير وشوغا
وقف الجميع من أجل تحيتهم ما عدا إيومي التي انصدمت بعد أن رأت جيمين ولم تستطع فعل شيء سوى الجلوس والتحديق به...هو أيضا شعر بالصدمة وبقي يحدق بها دون توقف -المدير:إيومي! إيومي! أنتِ بخير؟
كانت مصدومة جدا ولم تسمع كلام المدير حتى -المدير:سيد بارك؟ ما الأمر؟ -شوغا:جيمين...لا تسبب لنا الإحراج من فضلك...اجلس
انتفض جيمين واستيقظ من صدمته أخيرا بعد أن لفت انتباه الكل -جيمين(بتوتر) :أعتذر أعتذر...أنا بارك جيمين سررت بلقائك -المدير:أنت أصغر مما توقعت سيد بارك...تشرفنا -جيمين(بتوتر) :أقدم لك المخرج...مين شوغا -المدير:أهلا -شوغا:سررت بلقائك -المدير:هيا تفضلوا بالجلوس ولنتناقش حول موضوع المسلسل -إيومي(ببرود) :مديري...أعتذر منك...أشعر بالدوار وأريد الخروج فهل تأذن لي؟ -المدير:طبعا إيومي...كوني حذرة...سأطلب من السكرتيرة إبلاغك بمستجدات الاجتماع
بعد أن خرجت ظلت عينا جيمين تلاحقانها إلى أن اختفت عن الأنظار أما دايسون فقد شاهد كل شيء وعرف بشأن سر إيومي -المدير:هذه هي الممثلة التي أردتها أن تمثل في مسلسلك...إنها موهوبة جدا ولن تندم إن قمت باختيارها -جيمين:أعرف ذلك...كانت زميلتي في الجامعة -المدير:آاااه إذًا أنتما تعرفان بعضكما! يالها من صدفة! -جيمين:نعم...وأريدها أن تمثل في المسلسل -المدير:يسرنا ذلك...هل تريد أن ترى بعضا من مهاراتها؟ -جيمين:لا حاجة لذلك...رأيتها من قبل
في نهاية الاجتماع خرج دايسون ليطمئن على إيومي ولكنه لم يعثر عليها في أي مكان...سأل شونغها وأخبرته أنها لم ترها وعندما سأل السكرتيرة أخبرته أنها ما تزال في الوكالة...بقي مكان واحد ليبحث فيه وهو الدرج...لا أحد يستخدمه لذلك فهو مكان جيد لمن يريد أن يبقى بمفرده
ذهب للدرج فوجدها جالسة بمفردها مطأطئة رأسها فجلس بجانبها بهدوء -دايسون:هذا هو الشاب الذي كسر قلبك؟ -إيومي(ببرود) :عن أي شاب تتحدث؟ -دايسون:ما كان عليك التصرف هكذا...لقد جعلته يعرف بأنك مازلتِ مجروحة -إيومي(بحدة) :فليذهب للجحيم...لا يهمني...أنا فقط لا أريد رؤيته بعد الآن -دايسون:ولكنك سترينه طوال الوقت فقد طلبك شخصيا لآداء هذا المسلسل -إيومي(بحدة) :مستحيل...لن أوافق أبدا على الاشتراك مع ذاك المغفل في أي شيء...أريد فحسب أن أقتله لأتخلص منه...ظهوره المفاجئ هذا لم يسبب لي سوى الألم -دايسون:هل سترفضين؟ -إيومي:لست أعلم...لم أقرأ النص بعد -دايسون:عليك قراءته أولا...بعدها احكمي
ذهبت لمكتبها فوجدت النص الذي تركته السكرتيرة لها حتى تقرأه...عادت لمنزلها ووضعت النص على مكتبها وجلست على مقعدها بتردد وفتحت النص الذي كان عنوانه "الكره الذي أصبح حبا" من تأليف مين شوغا
قرأت النص ببطء ودموعها تنهمر بغزارة لتغطي كل صفحاته...كل ما هو مكتوب في النص تقريبا يحاكي قصتها مع جيمين من يوم دخولها للثانوية إلى شجارهما وتصالحهما مجددا...بعدها أغلقته بسرعة وبكت لفترة طويلة تلك الليلة
في الغد ذهبت لمكتب المدير ووضعت النص على مكتبه -إيومي:أعتذر...لا يمكنني التمثيل في هذا المسلسل أيضا -المدير:ما الأمر؟ يبدو وجهك شاحبا...ألم تنامي البارحة؟ -إيومي:أعاني من الأرق -المدير:عليك الذهاب للطبيب...صحتك أهم الآن -إيومي:ألست غاضبا بشأن رفضي لهذا العرض؟ -المدير:أعلم أنك تمرين بظروف خاصة...لا حاجة أن أجبرك -إيومي:شكرا لتفهمك سيدي
ذهبت لمكتبها فرأت صديقتها شونغها بالقرب من المكان تكلم إحدى الموظفات فذهبت عندها -إيومي:لنذهب لمنزلي ونتسلى...أشعر بالملل...كما أن هناك قصة أريد أن أحكيها لك -شونغها:هل أنتِ بخير؟ -إيومي:أنا بحاجة ماسة لشخص يستمع لي ويتفهمني -شونغها:يبدو أنك تمرين بمشاكل...أخبريني ما الأمر؟ -إيومي:سأخبرك حين نصل للمنزل -شونغها:وأنا أيضا سأخبرك بسر حين نصل
اشترتا الوجبات السريعة والمشروبات الغازية وذهبتا للمنزل وجلستا تأكلان معا -شونغها:من ستبدأ أولا؟ -إيومي:ابدئي أنتِ -شونغها:حسنا...لدي لك مفاجأة رائعة -إيومي:ما هي؟ -شونغها:لقد...وقعت...في...الحب ههههههههههه -إيومي:معقول! من هو سعيد الحظ هذا؟ -شونغها:تذكرين اجتماع البارحة...كان معهم شاب وسيم يدعى بارك جيمين...بمجرد أن رأيت عينيه وقعت في الحب...إنه حقا رائع
صدمت إيومي من ما سمعته...في البداية كانت تريد أن تبوح لشونغها بقصتها مع جيمين والآن هي في وضع حرج -شونغها:ماذا عنك؟ ما الذي ستخبرينني به؟ -إيومي(بتوتر) :نسيت...ربما إن تذكرته خلال السهرة سأخبرك -شونغها:حسنا...تناولي المزيد من الشيبس هيا
من شدة حزنها تناولت الكثير من المشروبات والمملحات إلى أن كادت تتقيأ -إيومي:أعتقد أن هذا يكفي -شونغها:أوافقك يا صديقتي...الآن علي العودة...ليلة سعيدة -إيومي:توخي الحذر في الطريق فالمتحرشون كثيرون في الليل -شونغها:حسنا
اتصل المدير بجيمين وأخبره بأن إيومي رفضت تمثيل المسلسل لذا عليه اختيار ممثلة أخرى من الوكالة -جيمين:هذا مستحيل...أريد من إيومي أن تمثله -المدير:سيد بارك...أعتقد أنها لن تستمع لكلامي حتى لو طلبت منها لذا أعتذر -جيمين:أعطني عنوان منزلها...أنا سأذهب وأكلمها حالا -المدير:حسنا
خرج من الفندق الذي حجز فيه وركب سيارته متوجها لمنزل إيومي الذي ليس ببعيد عنه...بعد أن وصل طرق الباب عدة مرات متوالية لكنها تأخرت في فتحه لأنها كانت تتقيأ -إيومي(بتجهم) :تبا لك شونغها...لماذا عدتِ الآن؟
فتحت الباب وهي متعبة وعندما رأت جيمين صدمت وأغلقته بسرعة لكنه دفعه برجله ودخل رغما عنها -جيمين:أنتِ مريضة؟ -إيومي(بحدة) :لا علاقة لك...اخرج من منزلي
دخل وأغلق الباب خلفه ثم استدار ناحيتها وهي لا تكاد تقوى على الوقوف من شدة الغثيان -جيمين:ما الذي أصابك؟ -إيومي(بحدة) :لا علاقة لك...اخرج من منزلي وإلا سأتصل بالشرطة -جيمين:اتصلي...هيا
حملت هاتفها وكانت بالكاد ترى الأرقام وشاشة الهاتف فلم تستطع أن تكتب أي شيء فوضعت الهاتف جانبا وتقدمت نحوه وحاولت دفعه للخارج ولكنه أمسك بذراعيها -جيمين:لم آتِ لأتشاجر معك على كل حال...جئت لأعرف سبب رفضك للعرض الذي قدمته لك...هل أنتِ جبانة هكذا لتخلطي بين العمل وحياتك العاطفية؟ أعلم أن ما بيننا قد انتهى لذلك انسي الماضي ومثلي في هذا المسلسل كأنما لا شيء حصل -إيومي(بحدة) :لا أعلم من تظن نفسك لكن أنا لا أراك أي شيء...ولست بذلك الغباء حتى أرفض العرض لأجلك...أنا فحسب رفضته لأنه لا يناسبني -جيمين:لا أصدقك -إيومي(بحدة) :اسأل المدير إذًا...لقد رفضت عرضين من قبل لأن النص لم يعجبني
صمت ولم يرد المناقشة في هذا الموضوع لأنها تبدو مريضة ومتعبة -جيمين:لنتحدث غدا -إيومي:أنا مشغولة للغاية -جيمين:الغد عطلة...بماذا ستنشغلين مثلا؟ -إيومي:لدي موعد مع صديق -جيمين:ستضطرين لإلغاء موعدك للأسف
أخذ هاتفها وكتب عليه رقمه ثم اتصل بنفسه ليظهر رقمها -إيومي(بحدة) :من سمح لك بأخذ رقمي؟ -جيمين:أنا سمحت لنفسي...لا تنسي أن موعدنا غدا -إيومي(بحدة) :اذهب للجحيم
غادر وتركها في حيرة من أمرها...كل تلك الذكريات التي أمضت سنوات لتنساها عادت إليها في يوم واحد...الانفصال حقا صعب
في الغد استيقظت ورأسها يكاد ينفجر من الصداع وقلة النوم...نهضت من فراشها وتناولت دواءً ثم شردت تتذكر ما حصل ليلة أمس
ارتدت ثيابها وخرجت للتسوق فوجدت جيمين بسيارته ينتظرها أمام باب المنزل...حاولت تجاهله لكنه شغل بوق السيارة عدة مرات...لم تكترث له بل واصلت سيرها إلى أن اتصل بها على الهاتف فردت -إيومي(بحدة) :لا تتعب نفسك...لا أريد الكلام معك -جيمين:إن خطوتِ خطوة واحدة فسأنزل وأقبلك أمام كل هؤلاء الناس
وقفت مكانها واستدارت نحو سيارته -إيومي(بحدة) :هل تريد الموت؟ -جيمين:فليكن...لكنك ستحصلين على فضيحة قبل أن تبدئي مشوارك الفني -إيومي(بحدة) :لن يهتم أحد...إنها مجرد قبلة -جيمين:لكن أهلك سيرونها في مواقع التواصل ويخيب ظنهم بك -إيومي(بحدة) :أيها الغبي -جيمين:لا تفهمي الأمر على أنني أريد تقبيلك...لقد انفصلنا وانتهى -إيومي(بحدة) :أيها الـ...
ذهبت وركبت معه في السيارة وهي تستشيط من الغضب -جيمين:آسف...كنت مضطرا لذلك...عليك أن تسمعيني -إيومي:قل ما في دماغك الفارغ واتركني أذهب -جيمين:حسنا...سأدخل في صلب الموضوع مباشرة...مازلت أعاني مشاكل في شركة والدي وإن خسرت في هذا المشروع فسأخسرها...لذلك أحتاج مساعدتك فأنتِ ممثلة محترفة وأي شيء ستقومين به سينجح بالتأكيد -إيومي(بسخرية) :لا أصدق! أنت تطلب مساعدتي! بعد كل تلك المشاكل التي سببتها لي وتريدني أيضا أن أوافق! أنت مجنون...سأخيب ظنك لأنني لن أوافق -جيمين:أعلم أنك حرة...لكن لا تكوني جبانة وتهربي مني لأجل ما كان بيننا -إيومي:أنت حقا لا تفهم...قلت لك أنه لا علاقة للأمر بك... -جيمين:إذًا لماذا؟ -إيومي:هذا لا يخصك...انتهى النقاش
حاولت الخروج من السيارة لكنه أمسك بها من ذراعها -جيمين:لا تذهبي...هناك أمر آخر أود إخبارك به -إيومي:لا يهمني أيا كان -جيمين:إن نجح المسلسل فستحصلين على مليونَي دولار كثروة كاملة -إيومي(بصدمة) :م م م ماذا!؟ مليونان! -جيمين:لن تجدي من يوفر لك هذا المبلغ حتى في أحلامك -إيومي:مليونان! هذا يعني أنني سأعيش كأميرة وأشتري كل ما أريده -جيمين:رأيتِ؟ -إيومي:علي أن أفكر في الموضوع أولا -جيمين:لا بأس فكري...لكن أتمنى أن لا تخيبيني
أرادت الخروج من السيارة لكنها توقفت فجأة -إيومي:مهلا! أنا موافقة -جيمين:هذا جيد...سنجهز لكل شيء ونتصل بكم لاحقا -إيومي:حسنا
بدأت إيومي بحفظ نص المسلسل من أجل البدء بالتصوير...رغم أنها حزينة لكنها تحمست كثيرا للحصول على المال...هذه التجربة ستغير حياتها للأبد وتجعلها مليونيرة
ذات يوم ذهبت إلى وكالتها فاستقبلتها شونغها -شونغها(بحماس) :أووووه إيومي...شكرا لك...بفضلك سأرى جيمين كل يوم...كم أنا متحمسة! -إيومي(بتجهم) :كفى...دعك منه فهو مجرد متكبر -شونغها:وإن يكن...أنا أيضا أحب المتكبرين هههههه -إيومي:كيف أشرح لك؟ إنه لا يلائمك لذا لا تتعبي نفسك في الركض خلفه -شونغها:لن أركض خلفه ولكنني سأشده إلي بطريقة أو بأخرى -إيومي:أوووووف كفى...هو لن ينتبه لك...إنه شخص مزاجي ويكره الفتيات -شونغها:سأجعله يتغير -إيومي:ولكن هل أنتِ حقا معجبة به!؟ -شونغها:نعم...كثيرا -إيومي:حسنا...وما رأيه هو بك؟ هل وافق على مواعدتك؟ -شونغها:لم أعترف له بعد...ربما حين نبدأ التصوير سأفعل -إيومي:أنا أعرف جوابه...ولكن سأدعمك -شونغها:تتحدثين وكأنك تعرفينه -إيومي:نعم...كنا زملاء في الجامعة -شونغها:أووو رائع...إذًا ستساعدينني كثيرا
حل العام الجديد وعاد الجميع لمنازلهم من أجل الاحتفال مع عائلاتهم...هذه المرة قررت إيومي أن تجتمع بكل رفاقها من أجل أن يحتفلوا
شوغا وجين وسومي وجيهوب حضروا بالفعل إلى المطعم...ولكن إيومي لا تزال تنتظر أحدهم -جين:من هو الضيف الذي تنتظرينه؟ -إيومي:اصبروا قليلا إنها مفاجأة -سومي(بسخرية) :هل هو جيمين؟ -إيومي(بتجهم) :يا لطيف! مستحيل أن أدعو ذلك المغفل -جيهوب:إذًا من يكون؟ أنا بالفعل أعرف أن هؤلاء هم كل أصدقائك -إيومي:سأخرج وأتفقده فربما أتى
خرجت وتركت الشباب مع بعضهم فشعروا بالفضول -سومي:هل يعرف أحدكم أي شيء عن هذا الضيف؟ -جين:لا -شوغا:لا -جيهوب:ولا أنا أيضا -سومي:بدأت أتشوق للتعرف عليه
فجأة علا صوت إيومي من الخارج -إيومي(بصراخ) :يا شبااااب وصل الضيف
التفت الجميع ناحية الباب فرأوا إيومي وبرفقتها فتاة...كانت الفتاة تنزل رأسها وبمجرد أن رفعته صدم الجميع -الكل:سانا! -سانا(بابتسامة) :مرحبا يا رفاق...مر وقت طويل صحيح
جلست بجانب رفاقها وكانوا سعداء للغاية فهم لم يروها منذ حصلت تلك الحادثة قبل 5 سنوات تقريبا -شوغا:سانا يا إلهي! كم تغيرتِ وصرتِ أجمل بكثير مما كنتِ عليه! -جين:لقد افتقدناك كثيرا -سانا:أنا أيضا افتقدتكم يا شباب -سومي:أخبرينا...كيف تمضين حياتك الآن؟ -سانا:صرت أعمل في حضانة للأطفال...وراتبي متوسط -إيومي:أوووه كم هذا لطيف! أنا أيضا أحب الأطفال كثيرا -جيهوب:إذًا تزوجي وأنجبيهم هههههه
ضحك الجميع عليها فانزعجت -إيومي(بتجهم) :تزوج أنت...مازلت صغيرة
فجأة قاطع سهرتهم صوت جيمين من بعيد -جيمين:ما هذا؟ لماذا لم يدعوني أحد؟ -إيومي(تفكر):تبا! -شوغا:كيف وجدتنا؟ -جيمين:مجرد صدفة...ولكن فليجبني أحد...لماذا أنا العضو الوحيد الناقص في هذا الحفل؟ -سومي:توقعنا أنك منشغل جدا -جيمين:اليوم أخر يوم في السنة...وحده المجنون من ينشغل في هذا اليوم...هيا أفسحوا لي مجالا...أريد الجلوس
جلس بجانب سانا وكانت إيومي تقابله في الجهة الأخرى فبقيت هادئة على غير العادة ولم تنظر مطلقا في وجهه -جيمين:إذًا...عن ماذا كنتم تتحدثون؟ -جيهوب:عنك -جيمين:فعلا! وماذا تحدثتم عني؟ -جيهوب:تذكرنا حين كنا طلابا في الثانوية وكنت تتنمر على إيومي ولكنها لم تعرك أي اهتمام -إيومي(بتجهم) :جيهوب...هذا يكفي -جيهوب:أيضا أستطيع تذكر اليوم الذي غرقت فيه وأنقذتك -إيومي(بتجهم) :قلت كفى -جيهوب:وأيضا يوم مثلتما المسرحية...كنتما منسجمين للغاية -إيومي(بحدة) :قلت يكفي...لماذا عليك ذكر كل هذه الأمور الآن؟
انتبه كل زبائن المطعم لصوتها المرتفع والتفتوا إليها -إيومي:أوووف جيهوب...ما الذي تريد الوصول إليه من كل هذه التصرفات؟ -جيمين:لماذا العصبية؟ هو لم يفشي سرك المخبأ من آلاف السنين -إيومي(بحدة) :اخرس أنت...يكفيني أنك تلاحقني في كل مكان -جيمين:مهلا مهلا مهلا! من الذي يلاحقك؟ أخبرتك أنني وجدتكم هنا بالصدفة -إيومي(بتجهم) :نعم مثلما انضممت للمسرحية بالصدفة...ولكلية التمثيل بالصدفة...ونفس سكني الجامعي بالصدفة...والآن جئت لتصور مسلسلا معي بالصدفة والذي يحكي نفس قصة حياتي بالصدفة -جيمين:بخصوص ذلك...اسألي جيهوب فهو من أعطاني عنوان وكالتك...لم أكن ألاحقك...ولا يهمني أمرك حتى -إيومي(بتجهم) :جيهوب أهذا صحيح؟ -جيهوب(بتوتر) :نعم...أنا أرسلته...فكرت في أنكما مازلتما تحبان بعضكما وقد تكون هذه فرصة لتتصالحا -إيومي(بحدة) :أنت مجنون...مستحيل أن أفكر في الرجوع إليه -جيمين(بحدة) :ومن الذي طلب منك أن تعودي على كل حال؟ يعجبني بقائي وحدي -إيومي(بحدة) :هذا يكفي...لقد نزعت سهرتي...سأعود للبيت
حملت كأس عصيرها وشربته دفعة واحدة ثم خرجت مسرعة -جيهوب(بتجهم) :لقد أفسدت كل شيء يا فتى...ممل
بعدها لحق بها جيهوب أيضا -سانا:ما كان عليك معاملتها هكذا -سومي:أوافق سانا...هيا لنذهب
غادرت سانا وسومي -جين:انتظرا سأذهب معكما
ذهب جين أيضا -شوغا:أتعلم؟ أنت صديقي ولكن ما فعلته الآن مثير للشفقة...إلى اللقاء
غادر الجميع وتركوه بمفرده -جيمين(بحدة) :أوووف ارحلوا...من يحتاجكم على كل حال
عاد الكل لمنازلهم إلا جين وسانا فقد بقيا يتكلمان طوال الطريق -جين:كيف أمكنك أن تختفي هكذا بلمح البصر؟ -سانا:كان علي تجنب الإحراج -جين:لا يوجد أي إحراج...أنتِ ضحية في تلك الحادثة -سانا:ولكن الناس سيقولون أنني تكتمت عليه لفترة طويلة وقد أكون على علاقة به -جين:أنتِ مريضة بكلام الناس...عليك فعل ما تريدين وعدم الاكتراث لهم -سانا:سأحاول ذلك -جين:إذًا هل يمكنني الحصول على رقمك الآن؟ لكن إياك وتغييره مفهوم؟ -سانا:حسنا...كما أنني أدين لك بشيء آخر...أتتذكر؟ -جين:شيء آخر! -سانا:نعم...دعوة لتناول البيتزا -جين:معقول! بعد مرور 5 سنوات مازلتِ تتذكرين! -سانا:أنا لا أنسى وعودي أبدا...لنخرج غدا وسأدعوك على البيتزا -جين:هل هذا موعد غرامي؟ -سانا:نعم هههههه...هل سترفضني؟ -جين:أبدا...كنت أحلم بهذا الموعد منذ سنوات
عدل سابقا من قبل بثينة علي في الجمعة يناير 12, 2024 5:02 pm عدل 1 مرات
بثينة علي يعجبه هذا الموضوع
بثينة علي Admin
المساهمات : 1305 تاريخ التسجيل : 27/05/2021 العمر : 27
جلست إيومي في مكتبها من أجل التجهيز للمسلسل ثم اتصلت بشوغا -إيومي:مرحبا شوغا -شوغا:أهلا إيومي...كيف يجري معك التجهيز للمسلسل؟ -إيومي:جيد جدا...أردت فحسب إخبارك بأنني أريد تغيير بعص الأجزاء في النص -شوغا:لماذا؟ هل يشكو النص من شيء؟ -إيومي:لا أبدا...ولكن بما أن القصة تحكي عني فهناك أمور ناقصة وأمور مبالغ فيها -شوغا:حسنا...دوني كل شيء وأخبريني به عندما نتقابل غدا في الاجتماع -إيومي:احم احم...هل جيمين أيضا سيأتي؟ -شوغا:نعم بالطبع...إنه المنتج وعليه الحضور -إيومي:أووووف...لا أريد رؤيته...لقد مللت من النقاش معه -شوغا:أنتما تبالغان...ليس من الضروري عمل قصة لكل شيء هكذا -إيومي:ولكنه يصر على إزعاجي دون سبب...حتى بعد أن صرنا غرباء عن بعضنا فهو يحاول خلق شجار معي -شوغا:ربما لأنه مازال يحبك -إيومي:شاب مثل ذاك لا يحب سوى نفسه والمال...لقد يئست منه منذ زمن طويل -شوغا:حقا! لكن عيناك تقولان عكس ذلك -إيومي:وهل أنت عراف؟ ما أدراك بهذه الأمور؟ -شوغا:أمزح...حاليا لا يهمني سوى نجاح المسلسل...أما علاقتكما فمن الأفضل أن تبقى خارج الإيطار -إيومي:أنت أيضا مريض بالمال والشهرة...
قاطعتها شونغها وهي تقف بجانبها -شونغها:أوني... -إيومي:أعتذر لدي اتصال وسأنهيه على الفور ثم نذهب -شونغها:خذي راحتك
ثم عادت للكلام في الهاتف -إيومي:سنكمل كلامنا غدا في الاجتماع -شوغا:حسنا...سلام
قطعت الخط فالتصقت شونغها بذراعها -شونغها:معقول أنك كنت تكلمين جيمين! -إيومي:لا...إنه شوغا...المخرج -شونغها:أوه ذاك الممل -إيومي:إنه ألطف وأطيب من جيمين على كل حال -شونغها:لا أوافقك الرأي...غدا في الاجتماع أنا أخطط للتقرب من جيمين فما رأيك؟ -إيومي:ولكن هل أنتِ جادة؟ من بين الثمان ملايير ساكنا على كوكب الأرض لا يلفت انتباهك سوى ذاك القزم؟! -شونغها:نحن نناسب بعضنا...أنا جميلة ومهذبة وهو وسيم ومتكبر -إيومي:وقصير -شونغها: الطول لا يهم...لن ألبس الكعب العالي حينما نخرج معا -إيومي:دعينا منه...هيا لنخرج للتسوق
في الغد وصل يوم الاجتماع...اجتمع الكل في غرفة الاجتماعات وتم تعيين طاقم العمل بأكمله وسيبدأ التصوير بعد أسبوع تقريبا...طوال الاجتماع كان جيمين يسترق النظرات لإيومي أما هي فلم تكن تنظر إليه مطلقا بسبب آخر شجار نشب بينهما
عند انتهاء الاجتماع خرج الجميع من القاعة وكانت إيومي أولهم بحيث ركضت بسرعة نحو مكتبها كي تتفادى لقاء جيمين...أما شونغها فانتظرته حتى خروجه من القاعة ووقفت في طريقه -شونغها:مرحبا سيد بارك -جيمين:أهلا...من تكونين أنتِ؟ -شونغها:أنا صديقة إيومي -جيمين:احم احم...لماذا أرسلت بك إلي؟ شونغها:لم ترسلني...أتيت بمفردي لأكلمك -جيمين(بإحباط) :أجل توقعت ذلك -شونغها:لماذا لا نخرج ونشرب شيئا؟ -جيمين:بأي مناسبة؟ -شونغها:ليست هناك أي مناسبة...فقط أريد دعوتك -جيمين:حسنا...لن أخيبك
ذهبا إلى مطعم وطلبا شيئا يشربانه -جيمين:أخبريني...هل إيومي بخير؟ -شونغها:نعم ولماذا تسأل؟ -جيمين:بالأمس رأيتها في حال مزرية -شونغها:لا أعلم ولم أرى شيئا...لكن حقا لماذا تسأل؟ -جيمين:مجرد سؤال...والآن ماذا أخبرتك عني؟ -شونغها:لا شيء...قالت أنكما زميلان في الجامعة...ولكن لماذا تواصل السؤال عنها؟ هل هناك شيء بينكما؟ -جيمين:لا...لا....لا -شونغها:متأكد؟ -جيمين:طبعا متأكد...أصلا هي ليست نوعي المفضل -شونغها:وما نوعك المفضل؟ -جيمين:فتاة جذابة وجميلة ورشيقة وذكية...ربما مثلك أنتِ -شونغها(بسعادة) :أتعلم؟ أنت أيضا نوعي المفضل -جيمين:يال الصدفة! -شونغها:لقد كنت...
فجأة رن هاتفه وكان المتصل سكرتيرته -جيمين:تأخرت...علي الذهاب...شكرا على الدعوة يا صديقة إيومي
بعدها غادر وتركها منزعجة -شونغها:أوووووف كنت قريبة جدا...يال حظي السيء!
مر أسبوع وحان وقت بدء التصوير...أول اللقطات سيتم تصويرها في الثانوية نفسها التي درس فيها كل من إيومي وجيمين...يالها من قصة مطابقة للواقع مليونا بالمئة...أما من قام بدور جيمين فهو ممثل مبتدئ يدعى مونغيول
جلست إيومي في غرفة التجهيز مع شونغها لتضع لها مساحيق التجميل وتحدثتا -شونغها:اليوم فرصة رائعة...علي الفوز بقلب جيمين -إيومي(بحزن) :بالتوفيق -شونغها:ما الأمر؟ أرى الحزن في عينيك -إيومي(بحزن) :لا شيء -شونغها:أيعقل أنك متوترة من الظهور أمام الكاميرا؟ -إيومي(بحزن) :الأمر ليس كذلك...ولكن هناك الكثير من الذكريات الحزينة لي هنا -شونغها:آاااه فهمت...أنتِ تحنين لأيام المراهقة -إيومي:أوووف لا يهم...هل انتهيتِ؟ -شونغها:ها أنا أضع اللمسات الأخيرة...و...انتهينا
نظرت لنفسها في المرآة فتفاجأت -إيومي:لقد كانوا يخدعوننا طوال الوقت في التلفاز...هذا التبرج خفيف لدرجة أنه لا يظهر أيا من العيوب ولا يظهر بأنه مساحيق تجميل أصلا -شونغها:هههه أو ربما لأن صديقتك محترفة -إيومي:معك حق ههههه
خرجت من غرفة التجهيزات وذهبت لتفقد موقع التصوير...كانت فوضى عارمة لأنها أول مرة لهم في مجال التصوير...منذ الصباح وهم يجهزون الأدوات لكنهم لم ينتهوا حتى الآن -إيومي:شوغا...هل كل شيء على ما يرام؟ -شوغا:لست أعلم...ربما لن نتمكن من بدء التصوير الآن -إيومي:سآخذ جولة في الثانوية...حين تنتهي أعلمني
التفتت ورأت جيمين ينظر إليها من بعيد وعندما اكتشفت أمره أصبح يتظاهر أنه منشغل بمساعدة الطاقم
لم تعره أي اهتمام بل ذهبت لتتجول في أنحاء الثانوية...أولا زارت صفها وبعدها الحديقة التي كان يعزف فيها جيمين ثم أخيرا دخلت قاعة السباحة التي غرق فيها من قبل...كل تلك الأماكن أعادتها لذكريات جميلة جدا وحزينة في نفس الوقت...لدرجة أن دموعها انهمرت عفويا وكلما مسحتها تساقطت أكثر
فجأة سمعت صوتا ينادي عليها من بعيد بينما تقف على حافة المسبح -جيمين:ذكريات جميلة صحيح؟
أسرعت بمسح دموعها ثم التفتت له بوجه متجهم -إيومي(بتجهم) :أليس لديك عمل الآن؟ -جيمين:العمل ممل مقارنة برؤيتك هكذا متأثرة بذكرياتنا معا
اقترب منها شيئا فشيئا إلى أن وقف بجانبها -إيومي(ببرود) :لا أفهم ما الذي تريده...أنت تواصل إزعاجي أينما أذهب وتقول أنني أنا العصبية -جيمين:ألا تظنين أنني أريد منك شيئا ما؟
شعرت بالتوتر الشديد وابتعدت عنه -إيومي(بتوتر) :ماذا!؟ -جيمين:إنه في داخلك...أنا أريده -إيومي(بتوتر) :ما هو!؟ -جيمين:قلبك -إيومي(بتوتر) :ق ق قلبي!
بقي كل منهما يحدق في الآخر لفترة ولكن إيومي كان لها رأي آخر...حاولت تجاهل كلامه وكانت ستغادر ولكن بمجرد أن خطت خطوة واحدة انزلقت رجلها وكادت أن تقع في المسبح ولكن جيمين أسرع وأمسك بها
كان وجهيهما قريبين من بعضهما للغاية مما جعله يقترب منها ويقبلها بشغف لفترة طويلة...حاولت أن تبعد نفسها عنه ولكنها على الحافة وقد تقع إذا قاومت أو تركها...لم يكن لديها حل سوى أن تنتظر إلى أن يفصل القبلة بنفسه وبالرغم من مرور دقائق إلا أنه لم يفعل...حتى عندما ورده اتصال على الهاتف لم يجب عليه
شعرت أن الوضع معقد فحاولت ضربه بيديها ولكنه أمسكهما ومنعها من فعل أي شيء
لم تتوقف القبلة لدقائق إلى أن جاءت شونغها برفقة شوغا ليبحثا عنهما ورأياهما على تلك الحال المحرجة فتحررت إيومي منه بالقوة وابتعدت عنه -شوغا:أوووبس هذا محرج! -شونغها(بصدمة) :يا إلهي! ولكن ما الذي يحصل هنا؟ -إيومي:شونغها لا تسيئي الفهم...سأشرح لك -شونغها(بحدة) :وماذا ستشرحين وكل شيء واضح وضوح الشمس؟
غادرت شونغها غاضبة فلحقت بها إيومي -إيومي(بصراخ) :انتظري...لنتحدث
بقي شوغا وجيمين بمفردهما يحدقان ببعضهما -شوغا:لقد أنهينا التجهيزات واتصلت بك لأخبرك لكنك لم ترد لذلك فكرت في أنك قد وقعت في المسبح مرة ثانية...أخطأت...ما كان علي مقاطعتكما -جيمين:لا بأس -شوغا:هل تصالحتما إذًا؟ -جيمين:ليس بعد...ولكنني سأحاول الكلام معها بعد انتهاء التصوير -شوغا:حظا موفقا إذًا...إن تصالحتما فعليك دعوتنا على العشاء -جيمين:أتمنى ذلك
أما إيومي فحاولت اللحاق بشونغها ولكنها لم ترد الاستماع لها وواصلت السير...وبصعوبة لحقتها وأمسكت بها من ذراعها -إيومي:شونغهاااا...ما بالك؟ استمعي أولا لما سوف أقوله -شونغها(بحدة) :وما الذي ستقولينه ها؟ أليس واضحا أنكما مرتبطان...لكن لماذا أخفيتِ الأمر عني؟ -إيومي:أولا...آسفة لكذبي عليك...لم أشأ جرح مشاعرك...وثانيا نحن لسنا مرتبطين...لقد كنا كذلك قبل مدة طويلة ولكننا انفصلنا...وثالثا هو الذي يتحرش بي...صدقيني لا علاقة لي بما يحصل -شونغها:جديا؟ -إيومي:نعم -شونغها:حسنا صدقتك -إيومي:نحن مازلنا صديقتين صحيح؟ -شونغها:نعم -إيومي(بسعادة) :رائع!
بعد أن بدأ تصوير المسلسل قامت إيومي بتمثيل أول مشهد أعطي لها في ساحة الثانوية...وأثناء التمثيل كان واضحا أن مزاجها غير متوازن -شوغا:أعيدي المشهد يا إيومي -إيومي:أعدناه 5 مرات بالفعل -شوغا:هناك خطأ في تمثيلك...إنه غير مقنع -إيومي:أيمكننا أخذ فترة راحة؟ سأحاول بعدها -شوغا:لا بأس...ارتاحوا جميعا
ذهبت شونغها إلى إيومي مع علبة مستحضرات التجميل وأصلحت تبرجها -شونغها:عليك وضع أحمر الشفاه مجددا وإلا سيكتشف أحدهم أمرك -إيومي:ماذا تقصدين؟
قربت المرآة من وجهها فرأت أن أحمر الشفاه قد انمسح تماما -إيومي(بهمس) :تبا لك جيمين...منذ دخلت حياتي لم أعرف طعم الراحة -شونغها:ماذا قلتِ؟ -إيومي:لا شيء -شونغها:سأذهب وأحضر المزيد من مساحيق التجميل...ابقي هنا
بعد أن رحلت شونغها جاءت إحدى الفتيات التي يساعدن في التصوير إلى إيومي -الفتاة:آنسة إيومي -إيومي:نعم؟ -الفتاة(بهمس) :السيد جيمين يطلب منك أن تنتظريه بعد التصوير فهو يريد محادثتك
نظرت نحو جيمين بنظرة غضب بينما هو يبتسم -إيومي:شكرا لك
بعد انتهاء التصوير ذهبت لتغير ملابسها وانتظرها جيمين لفترة طويلة ولكنها لم تخرج حتى خرجت شونغها بمفردها -جيمين:يا صديقة إيومي...أليست إيومي في الداخل؟ -شونغها:ماذا؟! ولكنها غادرت قبل ساعة -جيمين:يا إلهي! كيف لم أرها؟!
بعدها ركض ليبحث عنها بينما نادت شونغها على إيومي -شونغها:لقد غادر...اخرجي -إيومي:شكرا لك صديقتي...ماذا كنت لأفعل بدونك
عادت للمنزل وكان الثلج قد بدأ بالتساقط ببطء والجو جميل جدا من خلال النافذة...أعدت لنفسها كأسا من الشكلاطة الساخنة ثم جلست تشاهد الثلج وهو يهطل ثم لمحت سيارة جيمين وهي تتوقف أمام منزلها فاختبأت بسرعة حتى لا يراها -إيومي(بانزعاج) :أووووه تبا...ألا يمكنني أن أريح رأسي ولو لدقيقة واحدة؟
طرق على الباب بقوة كبيرة فلم تفتح له لعدة دقائق -جيمين(بصراخ) :أعلم أنك هنا...لا تتهربي...افتحي الباب...هيااا
لم تصدر أي صوت حتى لا يسمعها...ولكن فجأة رن هاتفها الذي كان في جيب بيجامتها وفضح أمرها -جيمين(بصراخ) :أنتِ هنا...هيا افتحي...هناك موضوع مهم علينا أن نتحدث فيه
لم يجد أي رد فوقف خارجا تحت الثلج ثم أرسل لها رسالة على هاتفها يقول فيها "إن لم تفتحي الباب فسأقف هكذا تحت الثلج إلى أن أتجمد وأموت" ورغم هذا لم تعره أي اهتمام -إيومي:ههههه فلتتجمد...هكذا سأتخلص منك...مغفل
ذهبت تحتسي كوب الشكلاطة وهي تستمع للراديو بينما هو واقف خارجا في الثلج
مر وقت طويل وكلاهما على عناده...عندها أرادت تفقده إن كان مازال هناك أم رحل شعرت بالفزع عندما رأته ملقى على جانب الرصيف في وسط الثلوج فنزلت مسرعة دون أن ترتدي معطفها حتى -إيومي(بقلق) :جيمين!جيمين! أنت بخير؟
فجأة أمسك بها من ذراعها ثم نهض من الأرض بكل صحة وعافية -جيمين(بابتسامة) :الآن أنا بخير -إيومي(بغضب) :تبا لك...لقد خدعتني -جيمين:هذه هي الطريقة الوحيدة لأمسك بك...أنتِ مثل العصافير إذا حلقتِ لا مجال للحصول عليك -إيومي(بحدة) :اترك ذراعي -جيمين:سأتركها بعد أن ندخل ونتحدث -إيومي(بحدة) :لا تحلم بأن تدخل منزلي وتكرر ما فعلته اليوم -جيمين:سأكرره...لكن فقط برضاك...أعدك بذلك -إيومي(بتجهم) :حسنا...لندخل
دخلا فركض جيمين نحو المدفأة ليدفئ نفسه -جيمين:أوووه يا إلهي...كدت أن أموت من البرد...ولكن هل أنتِ حقا من البشر؟ كيف أمكنك تركي هكذا؟ -إيومي(بتجهم) :لأنك وغد وتستحق أكثر من ذلك -جيمين(بحزن) :هل تكرهينني؟ -إيومي(بتجهم) :لا تسأل فأنت تعرف الإجابة بالفعل -جيمين:جيد...والآن هل تحبينني؟
نظرت له ثم صمتت نهائيا -جيمين:أعرف الإجابة بالفعل ولكنني أحتاج سماعها منك -إيومي:وما الذي يعرفه مغفل مثلك؟ -جيمين:اليوم...حينما رأيتِ ذكرياتنا...والمسبح أيضا...شعرتِ بالحنين صحيح؟ -إيومي:مهلا مهلا مهلا! لقد فهمت الأمور بشكل خاطئ...سبب تأثري اليوم هو ندمي على تلك العلاقة الفاسدة -جيمين(بصدمة) : ع ع ع علاقة فاسدة! -إيومي:صحيح...أنا نادمة للغاية فبسبب حادثة المسبح تغيرت كل الأمور...ليتني لم أنقذك...أو يا ليتني كنت أنا من تغرق حينها سأموت وأتخلص من هذا العالم القاسي -جيمين(بحزن) :لا تقولي ذلك -إيومي:بل سأقوله...أنا أكره اليوم الذي اعترفت لك فيه بأنني أحبك ونادمة عليه...يا ليتني مت قبل حصول ذلك -جيمين(بحزن) :كل مشاعر الحقد هذه لأنني تركتك؟ -إيومي:لا أبدا...فقط عرفت أنك لا تلائمني...لقد فعلت خيرا عندما تركتني -جيمين(بحزن) :أنتِ تكذبين...مازلتِ تحبينني...كل شيء واضح من خلال عينيك -إيومي(بسخرية) :هههههه لا تمزح...من الحمقاء التي قد تحبك؟ أنت مجرد طفل صغير يلهو ولا يعرف شيئا عن الحب
ذهبت إلى غرفة نومها وأخرجت صندوقا وفتحته...كان فيه القميص والقبعة اللذان أهداهما لها وكذلك التعهد الذي كتبه...وبعدها أحضرت سلة المهملات وولاعة -جيمين(بحزن) :مازلتِ تحتفظين بها؟ -إيومي:نعم...احتفظت بها حتى أتخلص منها أمام عينيك لتعرف أنني لم أعد أكن لك شيئا
أمسكت بالتعهد ومزقته ورمته في السلة...ثم أمسكت القميص والقبعة وكانت على وشك إحراقهما لكنه أمسك بها ومنعها -جيمين(بحزن) :لا تفعلي...لا تحرقي آخر ما بقي من ذكرياتنا -إيومي(ببرود) :نحن لسنا بحاجة إليها فكل شيء بيننا انتهى -جيمين(بحزن) :كلااا...لم ينتهي أي شيء
صار يخلع ملابسه أمامها فظنت أنه سيتحرش بها لكن حين خلع سترته وقميصه العلوي ظهر نفس القميص الذي معها...إنه النسخة الأخرى من القميص لازال محتفظا بها إلى الآن -إيومي(بصدمة) :و و ولكن...لماذا لا يزال هذا القميص معك؟ -جيمين(بحزن) :هذا واضح...لأنني لم أفقد الأمل ولا ليوم بأننا سنرتدي هذين القميصين معا ونخرج كما الأيام الماضية -إيومي(بحزن) :أنت تحلم
أمسك بيديها ونظر كل منهما في عيني الآخر -جيمين(بحزن) :أتعرفين؟ منذ انفصلنا وأنا أراك في حلمي...منذ انفصلنا وأنا أنتظر اتصالك...منذ انفصلنا وأنا أفكر بك طوال الليل حتى أعجز عن النوم...اشتقت لك
حاول الاقتراب منها ليعانقها لكنها دفعته بقوة وعلى وجهها ملامح الغضب -إيومي(بغضب) :من تظن نفسك لتتركني وتعود إلي وقتما تشاء؟ لقد سئمت من ثرثرتك وأصبحت ألاعيبك مكشوفة...هيا اخرج من بيتي قبل أن أصرخ وأجمع عليك كل الجيران -جيمين:حاولي...وسأغلق فمك بطريقتي الخاصة -إيومي(بغضب) :إن وضعت شفاهك علي مرة ثانية فسأعضك
بسبب كلامها الغريب صار يقهقه من الضحك كالمجنون -إيومي(بحدة) :لا تضحك...اخرج من منزلي
أمسك بها من وجهها وقربها إليه ثم نظر في عينيها -جيمين:انظري في عيني وأخبريني أنك لا تريدينني حينها أعدك بأنني سأغادر -إيومي(بحدة) :اتركني أيها المغفل -جيمين:لن أفعل...حتى تقوليها -إيومي(بحدة) :أخبرتك من قبل...أنا لا أريد شابا متقلب المزاج مثلك يتركني متى أراد...لم أعد أثق لا بك ولا بأي رجل آخر...دعني وشأني -جيمين:حسنا -إيومي:بهذه البساطة!؟ -جيمين:نعم...لكني سأعود لاحقا فلا تظني أنك تخلصتِ مني
خرج وأغلق الباب خلفه وبعد مغادرته مباشرة ركضت إيومي نحو الحنفية وشربت الكثير من الماء كما لو أنها كانت في موجة عطش شديدة ثم رمت نفسها على الأرض تبكي
في تلك الليلة استلقى جيمين في سريره يفكر في طريقة لإقناع إيومي بأن تعود إليه...لقد ندم كثيرا لأنه تركها لذا سيصحح خطأه بالطريقة المناسبة هذه المرة فارتدى ملابسه وخرج مسرعا إلى أقرب متجر مجوهرات في المنطقة
في أحد أيام التصوير كان الجميع منهمكين في العمل بينما شونغها تقوم بوضع مساحيق التجميل لإيومي -شونغها:لماذا أنتِ حزينة؟ -إيومي(بتوتر) :من قال أنني حزينة؟ -شونغها:متى ستفهمين بأنه لا يمكنك الكذب علي؟ أنتِ حزينة وقلقة من شيء ما -إيومي(بتوتر) :لا لست كذلك
من بعيد لمحتا جيمين وهو ينظر ناحيتهما فارتبكت إيومي -شونغها:آاااه فهمت...هو سبب ما يحصل -إيومي(بتوتر) :لا...لقد أخبرتك...نحن الآن لسنا سوى غريبين -شونغها:هذا من جهتك...لكن من جهته هو يبدو أنك كل شيء -إيومي(بتوتر) :لا أعتقد...إنه فحسب يحاول السخرية مني...أعرف جيمين...إنه ليس سوى شاب عديم الرحمة
اقترب جيمين منهما شيئا فشيئا وما إن كاد يصل إليهما حتى غادرت إيومي وتركته مع شونغها فنظر إليها ثم ابتسم -جيمين:يا صديقة إيومي...هلاَّ أخبرتها أن تأتي إلي بعد انتهاء العمل؟ لدي أمر مهم أود قوله لها -شونغها(بتكلف) :هههه حسنا
عدل سابقا من قبل بثينة علي في الإثنين يناير 15, 2024 8:14 pm عدل 1 مرات