رواية طِفلتي : الفصل الخامس عشر
جلست يوهانا على المائدة تتناول الطعام فوصلتها رسالة من دايسوك تقول "لماذا استقلتي من المدرسة دون أن تخبريني...حرام عليكِ...ظننت أننا صديقان مقربان"
إبتسمت رغم الحزن وردت عليه "لا أحب لحظات الوداع لذا لم أخبر أحد"
بعد لحظات رد عليها "لكنني لست أي أحد...أنا صديقك المخلص"
صارت تقهقه وتضع أطراف أصابعها على فمها بخجل وردت "صحيح...أعتذر منك يا صديقي المخلص"
وضعت الهاتف جانبا وأكملت تناولها للطعام ثم سمعت الهاتف يرن معلنا عن رسالة جديدة تقول "سأذهب لمقابلة إبني في الغد...هل تأتين معي؟"
شعرت بالتوتر من الموضوع ولكنها ردت "أليست لحظات عائلية؟ لا يجب علي التدخل فيها"
ما كادت تأكل من ملعقتها حتى وصلها الرد وهو يقول "قد يبدو لكِ الأمر مضحكا لكنني حقا أعتبرك فردا من العائلة"
ترددت طويلا وفكرت فيما ستقوله وفي النهاية كتبت "حسنا...لنخرج معا أنا وأنت وإبنك ولانا...أشعر بالملل مؤخرا ولانا كذلك ملت من البقاء في البيت لذا لنأخذها معنا"
كانت يوهانا تدرك تماما أن ما تفعله خطأ لكنها قررت الذهاب مع دايسوك وقضاء أوقات عائلية معه ومع إبنه...على الأقل هكذا لن تشعر بالوحدة الشديدة في البيت
بعد أن أنهت طعامها توجهت للحاسوب وصارت تبحث عن منازل للكراء في سيؤول فعليها الانتقال بسرعة وإيجاد وظيفة جديدة
بينما آهين في منزلها ذهب إليها نامجون وطرق الباب وعندما فتحت له لم تبدي أي ردة فعل
-آهين(بحزن) :ماذا تريد؟
-نامجون(بحدة) :أحسنتِ...أنا فخور بك...لقد دمرتي حياة يوهانا بكل تلك السهولة...كيف استطعتي فعل ذلك؟
-آهين(بحزن) :لكنني حقا لم أفعل ذلك...لماذا يتهمني الجميع ويوجهون لي أصابعهم مباشرة
-نامجون:أتقصدين أنكِ لستِ أنتِ من أفشى السر؟
-آهين(بحزن) :إنها أنا ولست أنا في نفس الوقت
-نامجون(باستغراب) :مالذي يعنيه ذلك! قولي الحقيقة
-آهين(بحزن) :لقد حصل الأمر دون قصد

قبل أسبوعين:
كانت آهين في القاعة بعد أن غادر كل التلاميذ وبسبب أنها كانت غاضبة من يوهانا فقد صارت تشتمها وتتحدث عنها بالسوء بصوت عالٍ
-آهين(بصراخ) :تلك المزعجة يوهانا...الجميع يحبونها حتى نامجون...لا أحد في العالم يعرف حقيقتها بأنها مجرد عاهرة وتمتلك إبنة غير شرعية ولديها ماضٍ أكثر سوادا من غسق الليل...فقط لو يمكنني إزاحتها عن حياتي فسأرتاح للأبد
فجأة التفتت فوجدت تلميذها "بارك بوغوم" يقف عند الباب وقد كان يستمع لكل شيء
-آهين:بوغوم...مالذي تفعله هنا؟ لماذا لم تذهب لللعب مع بقية زملائك؟
-بوغوم:هل حقا المعلمة المدعوة يوهانا تمتلك إبنة غير شرعية؟
-آهين(بتوتر) :بوغوم...تجاهل هذه الأمور فهي لا تخصك
-بوغوم:بل تخصني...لقد ضيعت سوار جدتي بسببها والآن لدي الفرصة لأنتقم وأجعلها تنقلع من هنا
-آهين(بتوتر) :لا...لا تفعل...هذه حقارة
-بوغوم:حقارة! أنتِ تعرفين بالفعل من أنا أليس كذلك؟ لا تجعليني أتسبب بتدمير حياتك أنتِ أيضا
ترددت آهين كثيرا وفي النهاية قررت أن تتجاهل كل شيء وتتظاهر أنها لا تعرف شيئا
-آهين(بتوتر) :ومالذي ستفعله؟
-بوغوم:سأجعل ماما تكشفها على حقيقتها وهكذا ستطرد وأرتاح منها
-آهين(بتوتر) :هذا بشع...مهما كنت أكرهها فلم أفكر يوما في فضحها بهذه الطريقة
-بوغوم:هههههههههه فقط إنسي كل الكلام الذي حصل بيننا
-آهين(تفكر) :هل حقا كل هذا الكلام صادر عن طفل...يال المهزلة! يبدو أن والداه أفسداه بالدلال فصار يظن أن كل شيء ملكه
••••••••••••••
آهين(بتوتر) :صدقني هذه كانت الحقيقة...أنا لست حقيرة لتلك الدرجة
-نامجون:ههههههههه تريدين مني أن أصدق أن هناك تلميذا في العاشرة من عمره خطط لكل ذلك بسبب خلاف تافه له مع يوهانا...هل تظنينني غبيا؟
-آهين:هفففف لا يهم...المهم أنني أعرف الحقيقة وأعرف أنني لم أقصد ما حصل...ماذا سأستفيد إن صدقت أو لم تصدق
-نامجون:يبدو أنكِ أخرجتني من رأسك
-آهين(بحزن) :أخبرني أحدهم ذات يوم أنه لا يمكننا الحصول على الحب بالإجبار...لكن المشاعر الجميلة والذكريات تستحق أن نحتفظ بها في قلوبنا
-نامجون:ترى من هذا الحكيم؟هههههههه...أراهن على أنه ليس جونسو
-آهين(بحزن) :بل هو كذلك...لأول مرة أشعر أني أفتقد شخصا أذنبت بحقه وخسرته بنفسي
بدت آهين حزينة للغاية وهي تتحدث لذلك أدرك نامجون أنها أخيرا نضجت وفهمت الكثير من الأمور التي كانت عاجزة سابقا عن فهمها
-نامجون:إن كان كلامكِ صحيحا فعليكِ الاعتذار ليوهانا عما ارتكبتِه بحقها
-آهين(بحزن) :أعلم...أحتاج بعض الوقت فحسب وسأعتذر عن كل شيء
في يوم الغد خرجت يوهانا مع لانا إلى الحديقة وتوقفتا عند أول مطعم
-يوهانا:صغيرتي...ماذا تأكلين؟
-لانا:آيسكريم
-يوهانا:لكن الجو ما يزال بارد
-لانا(بحماس) :آيسكريم آيسكريم آيسكريم
-يوهانا:حسنا...سأطلب القليل منه فقط
بعد لحظات وصل دايسوك ومعه إبنه الصغير البالغ من العمر 4 سنوات
-دايسوك:مرحبا...أنظروا من هنا
-يوهانا:أستاذ دايسوك...أهلا بك...هل هذا هو ابنك؟
-دايسوك:بلى...أعرفكم على "إيون جو"...بابا قل مرحبا
-إيون جو:مرحبا
-يوهانا:أوووه ياله من ولد لطيف! يشبهك تماما
-دايسوك:ههههه أنا فخور بذلك
-يوهانا:إذًا فهو يعيش مع أمه ولكنك تراه من مدة لأخرى؟
-دايسوك:بلى
-يوهانا:ممتاز...لكن ألم تفكر في الحصول على حق الحضانة؟
-دايسوك:لا...أظن أن حياته ستكون أفضل مع والدته...ليس هناك أحن من قلب الأم...لا أعتقد أنني سأعطيه حقه أكثر منها
-يوهانا:أوافقك
-دايسوك:لنشرب شيئا ما
-لانا:آيسكريم
-إيون جو:أريد كعكا بالشكلاطة
-دايسوك:ههههههه الأطفال...لا يعشقون سوى الأشياء الحلوة
بعد أن تناولوا جميعا ما يريدون ذهبوا ليتجولوا في الحديقة إلى أن وصلوا للنافورة وجلسوا أمامها
-يوهانا:المنظر جميل
-دايسوك:يوهانا...أود قول شيء لك
-يوهانا:ما هو؟
-دايسوك:لقد طلبته منكِ مرة من قبل وسأكرره...هل تقبلين الزواج مني؟
أحنت يوهانا رأسها وحاولت تجاهل ما سمعته تماما متظاهرة أنها تنظر للنافورة
-دايسوك:أعلم أنه ليس الوقت المناسب لقول ذلك...لكن لا أستطيع الصبر أكثر...أنتِ مثالية وتعجبينني كثيرا
-يوهانا(بحزن) :أنت أيضا رائع أستاذ دايسوك...لقد تمنيت أن أحصل على رجل مثلك ذات يوم...لكن قلبي صعب علي الأمر
-دايسوك:ماذا تعنين؟ هل قررتي العودة لنامجون؟
-يوهانا(بحزن) :ليس بعد...لكن بعد كل الحوادث التي حصلت معي فقد فقدت صبري...الناس يدعونني بالعاهرة والعشيقة ويشتمونني طوال الوقت...خسرت وظيفتي وحب حياتي...تم طردي من البيت...عانيت الأمرين وأنا وحيدة في الأرجاء ومعي طفلة...لقد طفح الكيل حقا...أريد أن أستعيد طهارتي ومكانتي الراقية في المجتمع
-دايسوك:وماذا ستفعلين؟
-يوهانا:ربما...سأعترف لنامجون بكل شيء...ربما حان الوقت لأحضى على الأقل بأسرة متكاملة تنسيني كل ما مررت به
-دايسوك(بحزن) :إذًا فهذا قرارك النهائي؟
إبتسمت له ثم عانقته لأول مرة...جعله هذا الأمر يشعر بالخجل لذلك احمر خداه
-يوهانا(بحزن) :شكرا جزيلا لك على كل شيء...لا أعلم ماذا كنت سأفعل بدونك...أنت حقا نعم الصديق...كنت طوال الوقت وحيدة تماما لكنك ظهرت وحولت حياتي السوداء القاتمة لعالم مليء بالألوان...أتمنى لك السعادة وبأن تجد امرأة تحبك وتفهمك
إغرورقت عيناه بالدموع ثم عانقها هو الآخر لمرة أخيرة قبل أن يذهب كلٌ في طريقه
-دايسوك:مهما كانت المشكلة التي تواجهك فسأكون موجودا لأساعدك في حلها
-يوهانا:ههههههه طبعا...ستكون أنت أول من أهرع إليه...أعدك بذلك
نزل كلاهما عبر الدرج ليغادرا الحديقة وفجأة كان هناك رجل غريب يركض بأقصى سرعته ويغطي وجهه بوشاح فدفع لانا عند الدرج وأكمل ركضه
وقعت لانا من الدرج وتدحرجت إلى الأسفل و اصطدم رأسها بالحافة فصار ينزف دما
-يوهانا(بقلق) :لانا!
ركضت نحوها وحملتها فوجدت أن الدماء تسيل بغزارة ولا تتوقف
-دايسوك:بسرعة...لنأخذها للمستشفى
على بعد خطوات منهما كان ذلك الشاب الغريب يختبئ ويراقب وعندما غادرا خلع الوشاح عن وجهه
-يول(بحدة) :تبا...علي قتلها...إن وصلت الفتاة لعشيقة أبي فسيكون هناك منافس جديد على الشركة...مستحيل أن أسمح بذلك
في المستشفى قام جونسو بتفحص جرح لانا ولحسن الحظ لم يكن خطيرا فقام بتضميده فحسب
-جونسو:كيف حصل هذا الجرح؟
-يوهانا:أحدهم دفعها بالخطأ من على الدرج
-جونسو:بالخطأ؟! ماذا لو كان متعمدا فلا أظن أن شخصا قد يدفع فتاة صغيرة بالخطأ
-يوهانا:ولما قد يقدم أي أحد على فعل ذلك؟
-جونسو:لا أعلم...قد يكون لآهين يد في ذلك
-يوهانا:لا تنطق إسمها أمامي
-جونسو:يبدو أنها فعلت شيئا سيئا مؤخرا
-يوهانا:لقد نشرت سر لانا لجميع المدرسة وتم طردي من وظيفتي
-جونسو:لم أتوقع أنها بهذا الشر
-يوهانا:سأرتاح منها قريبا حين أنتقل لسيؤول
-جونسو:متى؟
-يوهانا:خلال شهر أو أقل
-جونسو:محزن أنني لن أستطيع رؤية وجهك مجددا في المدينة أنتِ ولانا
إحمر وجه يوهانا خجلا فهذا يحصل معها كلما غازلها أحد
-يوهانا(بتوتر) :يمكنك زيارتي من فترة لأخرى
-جونسو:هذا شرف لي...إهتمي بنفسك جيدا
-يوهانا(بابتسامة) :وأنت أيضا أيها الطبيب جونسو
خرجت يوهانا من قاعة الفحص فبقي جونسو مطأطأ رأسه للحظات بسبب حزنه على رحيلها...ورغم أنه معجب بها كثيرا فلم يستطع طلب مواعدتها حتى لا يصير خائنا لنامجون
بينما يفكر أفزعه صوت جواله فحمله ليرى المتصل فوجدها آهين...مازال محتفظا برقمها رغم أنه قال أنه سيحذفه والسبب أنه ربما مازال يشعر بالشفقة عليها...لم يرد بل وضع هاتفه على الصامت وأكمل عمله محاولا نسيانها
في مكان آخر في نفس المدينة التي تعيش فيها يوهانا كان يول يجلس على كرسي المكتب في شركته الضخمة ويحرك الكرسي يمينا ويسارا بتوتر
-يول(يفكر) :إبنة عشيقة والدي...يعني وريثا آخر للشركة...يعني أن ثروتي في مشكلة
قاطعته أمه وهي تطرق الباب وتدخل المكتب
-سيدة آهن:مالذي تفعله! إن المحامي الخاص بالعائلة ينتظرنا في قاعة الاجتماعات
-يول:أمي...دعيني أفكر...نحن في مشكلة
-سيدة آهن:أي مشكلة؟
-يول:لقد عثرت على إبنة عشيقة أبي
-سيدة آهن:ماذا؟! لا تقل...هل مازالت على قيد الحياة؟! كيف وجدتها؟
-يول:سألت الخادمة
-سيدة آهن:متأكد من أنها هي؟
-يول:بلى...لديها نفس لون عيناي الزرقاوين وتشبهني كثيرا
-سيدة آهن:هفففف لا...مالذي يستوجب علينا فعله...إن ظهرت مجددا فستنافسك على الشركة
-يول:خاصة وأن أبي ترك لها جزءا من الشركة باسمها إن كانت ما تزال على قيد الحياة

قبل شهر:
بينما السيد آهن مدير شركة "فيوجن" على فراش الموت تمت مناداة المحامي ليساعده على كتابة وصيته وحوله كل أفراد العائلة مجتمعين والذين هم "السيدة آهن زوجتة بالقانون، إبنه يول، عشيقته سيموني"
-السيد آهن(بتعب) :إبنتي...لقد رميت ابنتي منذ سنتين ونصف خوفا من المشاكل في العائلة...لكنني حقا نادم...أريد أن يتم العثور عليها وسأترك لها نسبة 45% من ثروة الشركة...أنا نادم...أرجوكم افعلوا أي شيء...إن صورتها تتردد بين عيناي كلما فكرت في الموت
-سيدة آهن:ماذا عنا؟ ماذا تركت لنا؟
-سيد آهن:تركت لكم جزءا من الشركة أيضا...لكن حصتكم جميعا ستكون أقل من حصة الطفلة المفقودة
-يول(بغضب) :هذا ليس عدلا
-سيد آهن(بتعب) :صدقني يا بني...هذا أقل ما أستطيع فعله لأجلها...لقد رميت طفلة بريئة في الشارع
-سيموني(بثقة) :سمعتم ما قاله...كوني أنا المرأة التي أنجبت الطفلة فهذا يعني أن ابنتي ستحصل على أكبر قدر ممكن من الشركة...هاهي العدالة السماوية تتحقق في هذا البيت
-سيدة آهن(بغضب) :إخرسي...أنتِ مجرد عشيقة...تذكري أن مكانك الشارع لكنني أشفقت عليك وأحضرتك إلى هنا
-سيموني:ههههههه وكأنكِ فعلتي ذلك لأجلي...هل أذكرك كم كنتِ خائفة من أن يطلقك السيد آهن ويتزوجني وبهذا ستخسرين كل شيء...أظن أنني أنا من يجب أن تتفاخر عليك لأنه لولا تجاوزي للمشاكل لكنتِ أنتِ وابنك بالشارع الآن
-سيدة آهن:لكن هذا لم يحصل...أنا هنا الآن أتنعم بينما ابنتك الغير شرعية تم رميها في الشارع وقد تكون ماتت منذ زمن
-سيموني:سأجدها وأجعلك تندمين
-سيدة آهن:ههههههههه إستمري في أحلام يقظتك
••••••••••••
-يول:إن سبقتنا عشيقة أبي فستصبح نصف ثروة عائلتنا لتلك الإبنة الغير شرعية المدعوة لانا
-سيدة آهن:إسمها لانا!
-يول:بلى
-سيدة آهن:علينا الحصول عليها بسرعة
-يول:الفتاة التي ربتها مخيفة...حين طلبت منها أن تعطيني إياها لألعب معها قامت بالاتصال بالشرطة
-سيدة آهن:هففففف نحن في مشكلة لا مخرج منها...أعطني معلومات عن تلك الفتاة فربما أجد حلا وأحضر لانا بنفسي
وصلت استراحة الغداء فذهب جونسو للكافيتيريا لتناول الطعام وعندما تأكد من هاتفه وجد الكثير من الاتصالات من آهين...لم يكن سعيدا بتجاهلها لتلك الدرجة لكنه قرر أن ينسى أمرها فحسب...وعندما رفع رأسه ليكمل طريقه رأى آهين تقف في آخر الرواق وتنظر إليه بحزن
فكر مليا ثم تجاهلها فقد ظن أنها أتت لأنها مريضة أو لتجري بعض الفحوصات فأكمل طريقه ولكن حينما تجاوزها بعدة خطوات سمع صوتها تناديه
-آهين(بحزن) :جونسو
إستدار نحوها ببرود وتظاهر أنه ليس غاضب...لكنه في أعماقه يريد الصراخ عليها
-جونسو:إنها فترة استراحتي...يمكنكِ طلب الخدمات من الأطباء الذين أخذوا مكاني
-آهين(بحزن) :لست بحاجة لاستشارة طبية
-جونسو:طاب يومك إذًا
-آهين(بحزن) :مهلا...لا تتجاهلني هكذا...إتصلت بك مرارا وتكرارا لكنك لا ترد
-جونسو:لم أتعرف على رقمك
-آهين(بحزن) :إذًا فقد حذفته
-جونسو:نعم
-آهين(بحزن) :هل يمكنني دعوتك للغداء؟
-جونسو(باستغراب) :لماذا تتوددين إلي؟ لو لم أكن أعرف أنكِ لا تحبين سوى نفسك لقلت أنكِ تريدين الاعتراف بحبكِ لي
-آهين:عن أي حب تتحدث؟
-جونسو:لا يهم...تعالي للكافيتيريا
أحضر كلاهما الطعام وجلسا يأكلانه
-آهين(بحزن) :هل أنت غاضب مني؟
-جونسو:نعم أنا غاضب منك...كثيييييرا...لماذا فضحتي قصة يوهانا للجميع؟
-آهين(بحزن) :حتى أنت عرفت بذلك!
-جونسو:أخبرتني يوهانا
-آهين(بحزن) :هفففف لا أصدق...سيظن الجميع أنني تقصدت ذلك
-جونسو:ألم تتقصديه؟
حكت له آهين القصة كاملة لكنه على عكس نامجون شعر بصدقها ولم يكذبها في أي حرف تقوله
-جونسو:هذا فضيع...الآنسة يوهانا في مشكلة...أشعر بالشفقة عليها فهي لا تلبث أن تخرج من مشكلة حتى تقع في أخرى
كان جونسو يتكلم عن يوهانا بصوت مرتجف كما لو أن هناك غصة في قلبه لذا شعرت آهين بالانزعاج من الأمر
-آهين(بحزن) :هل أنت مهتم لأمرها لتلك الدرجة؟
-جونسو:إنها صديقتي فلما لا أهتم!
-آهين(بحزن) :فهمت...لقد شبعت...سأغادر
نهضت آهين وسارت للخارج ببطئ بينما جونسو يراقبها
-جونسو(يفكر) :لماذا تتصرف كما لو أنها معجبة بي! أشعر بشيء غريب بسبب تصرفاتها هذه
في نفس الوقت كانت عشيقة السيد آهن المدعوة "سيموني" في منزلها تحاول إيجاد حل للمشكلة العويصة التي واجهتها...ولكي تخرج منها قامت باستدعاء الخادمة لكي تساعدها
-سيموني:أنتِ هي المرأة التي قامت برمي ابنتي أليس كذلك؟
-الخادمة:بلى سيدتي...هل أساعدك؟
-سيموني:لعلكِ سمعتي أن السيد آهن توفي منذ فترة قصيرة
-الخادمة:بلى
-سيموني:أنتِ تعرفين مكان ابنتي بالفعل لذا أخبريني كل ما لديك وسأمنحك الكثير من المال
-الخادمة:حاضر سيدتي...

قبل سنتين ونصف:
أنجبت السيدة سيموني طفلتها الأولى بسبب علاقة غير شرعية مع السيد آهن ولأن هذه الطفلة ستجلب له الفضائح والمشاكل فقد قرر التخلص منها وأعطاها للخادمة
-سيد آهن:تخلصي منها وسأعطيك الكثير من المال
-الخادمة:حاضر سيدي
أخذتها الخادمة إلى مكان بعيد حيث لا يستطيع أحد أن يجدها وقامت برميها هناك لتموت بردا و جوعا
بعد أن عادت لسيارتها لتغادر شعرت بعذاب الضمير لذا بقيت هناك متمنية أن يأتي أحدهم ويأخذ الطفلة وينقذها
بعد حوالي ساعة جائت يوهانا فسمعت صوت الطفلة وأخذتها معها ولكي تطمئن عليها الخادمة لحقت بها للمنزل وراقبتها لأيام وبذلك ضمنت أنها تعرف معلومات عن الطفلة في حال احتاج إليها أي أحد
••••••••••••••••
-سيموني:مازلتِ تعرفين مكان الطفلة؟
-الخادمة:بلى...سأعطيك عنوانها ومعلوماتها إن أردتي
إبتسمت سيموني بخبث وهي تستريح على الأريكة الغالية الثمن
-سيموني:تلك الطفلة الغير شرعية ستفيدني أكثر مما ظننت...بلمح البصر سأستولي على كل شيء...بقيت خطوة واحدة فقط
-الخادمة:هل من خدمة أخرى سيدتي؟
-سيموني:لا...سأكافئك مكافأة مذهلة على هذا التعاون الرائع
-الخادمة(بفرح) :شكرا سيدتي
أعطتها الخادمة كل المعلومات المتعلقة بيوهانا فذهبت إليها على أحر من الجمر وعندما وصلت لباب منزلها قامت بوضع قطرات تسبب احمرار العينين متظاهرة أنها كانت تبكي طوال الليل ورنت جرس الباب
إنتظرت لبعض الوقت لكن لم يفتح لها أحد الباب وفي لحظة من اللحظات خرجت آنيا من المنزل المجاور فوجدتها
-آنيا:سيدتي...هل تبحثين عن أحد؟
-سيموني:هذا منزل كيم يوهانا صحيح؟
-آنيا:بلى...إن كنتِ تريدينها فهي ليست هنا
-سيموني:هل تعرفين متى ستعود؟
-آنيا:لا أعرف...هي في إجازة لذا تخرج وتعود عشوائيا
-سيموني:سأنتظرها في سيارتي إذًا
-آنيا:حسنا ولكن هل لي بسؤال...من أنتِ؟
-سيموني:أنا الوالدة الحقيقية للطفلة لانا