❤ منتدى بثينة علي ❤
أهلا و سهلا بكل من زار منتدانا ????????

بثينة علي ترحب بكم و تتمنى لكم قراءة ممتع مع أجمل الروايات الكورية ????
❤ منتدى بثينة علي ❤
أهلا و سهلا بكل من زار منتدانا ????????

بثينة علي ترحب بكم و تتمنى لكم قراءة ممتع مع أجمل الروايات الكورية ????
❤ منتدى بثينة علي ❤
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

❤ أهلا بكم في عالم رواياتي عالم بثينة علي ❤
 
الرئيسيةالرئيسية  اليوميةاليومية  أحدث الصورأحدث الصور  س .و .جس .و .ج  بحـثبحـث  الأعضاءالأعضاء  المجموعاتالمجموعات  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 مُخَلٍّصِي قِط!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

مُخَلٍّصِي قِط!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: مُخَلٍّصِي قِط!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   مُخَلٍّصِي قِط!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الجمعة مارس 24, 2023 11:52 am

مخلِّصي قط: المقدمة



السلام عليكم

كيف حالكم أيها الطيبون والطيبات؟

رمضان مبارك عليكم وعلى سائر الأمة الإسلامية

ها قد عدت بمشاركتي الثانية لمسابقة النوفيلا فئة الروحانية...وآااااخ كم كان من الصعب كتابتها في هذه الظروف الرمضانية لكن سيرشفني أن تكون عني أنا وقطي اللطيف تستس ( ‾́ ◡ ‾́ )

المهم

يمكنكم تفقد حساب المسابقة من هنا OpenNovellaContestAR

وبالنسبة للفكرة فقد اخترت الفكرة رقم 65

أتمنى دعمكم أحبتي وسأبلغكم في حال ما تأهلت للمرحلة الثانية

والآن لنبدأ





بثينة علي

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1244
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

مُخَلٍّصِي قِط!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: مُخَلٍّصِي قِط!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   مُخَلٍّصِي قِط!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1الجمعة مارس 24, 2023 11:54 am

مخلِّصي قط: الفصل الأول



الحياة متاهة، متاهة لا نهاية لها، قد يوفق البعض منا في النجاة منها لو تعاملوا مع الناس والعثرات بأساليب خبيثة واتبعوا الأنانية والخداع قاعدة في حياتهم، أما أولئك الذين يملكون قلوبا ناصعة البياض فنهايتهم محتومة، وهي البقاء عالقين في تلك المعاناة التي تعتبر جدرانها كتفكير المجتمع، وأفخاخها كالملذات، وألغازها كالظروف المعيشية الصعبة.

تبدأ حكايتنا مع بثينة الشابة البالغة من العمر 22 عاما من مدينة سطيف الجزائرية، هذه الأخيرة فتاة باردة ويائسة تربت منذ مراهقتها على الوحدة والحزن والبرود وعدم الثقة بأي أحد.

منذ طفولتها كانت الوحيدة المقربة منها هي جدتها رحمها الله والآن بعد وفاتها لا مأوى لها ولا سند.

عادت بطلتنا للمنزل بعد يوم شاق من البحث عن وظيفة فدخلت وبحثت في الثلاجة عن شيء تأكله فلم تجد سوى الطعام المعلب القديم الذي سئمت من تناوله مرارا وتكرارا، هي الآن مفلسة وعليها التفكير جيدا قبل تضيبع أي دينار واحد.

أخرجت الطعام من علبته وتناولته فاعتلت وجهها نظرات تقزز فقالت:

-«طعمه تغير! يبدو كما لو أنه قديم لدرجة التسمم!»

ثم نظرت لجيبها وأردفت:

-«من يهتم! لقد دفعت ثمنه وعلي أكله على كل حال»

تناولت الطعام رغم عدم استصاغتها لطعمه ثم جلست أمام المدفأة لتتدفأ وكالعادة شغلتها على درجة منخفضة جدا بالكاد تدفئ المنزل ففواتير الغاز والكهرباء غالية هذه الأيام وبالكاد تستطيع دفعها.

بينما تتناول طعامها وصلتها رسالة نصية من عند مدير أحد المقاهي يخبرها فيها بأن أحد موظفيه غادر ويريد شخصا يحل مكانه مؤقتا، كانت هذه فرصة ذهبية لها لتعمل لذا ذهبت إليه فورا رغم أن الوقت مساء فهي متحمسة جدا لتجد وظيفة جديدة بعد أشهر من البطالة.

وصلت للمقهى وجلست أمام المدير يتحدثان حول الوظيفة فحدق بها من رأسها لقدميها وقال:

-«إذًا آنسة...»

أجابته بنظرة باردة:

-«بثينة»

-«إذًا آنسة بثينة، قلتِ أنكِ تحتاجين هذه الوظيفة بشدة»

-«أجل»

-«عليكِ أن تعلمي أن وظيفة النادلة ليست سهلة بالمرة فعليك أن تكوني دوما في مزاج جيد وتبتسمي للزبائن وتقولي كلاما لطيفا»

تنحنحت نوعا ما من فحوى كلامه ثم أردف وهو ينظر لها:

-«تخيلي أنني زبونك، قومي بخدمتي»

نهضت ووقفت بجانبه وقالت ببرود:

-«ماذا تطلب؟»

-«لا لا لا، لماذا تتحدثين وكأنك متخاصمة مع الزبون؟ تكلمي بأسلوب أفضل»

-«سيدي، ماذا تطلب؟»

-«الابتسامة»

ابتسمت غصبا وحاولت الاحتفاظ بابتسامتها ثم قالت:

-«ماذا تطلب حضرتك؟»

-«لا لا لا، تبدين كما لو أنكِ مجبرة على العمل هنا، أظهري مرحا وسعادة أكبر»

-«هل علي أن ألقي نكتة على الزبون مثلا؟»

-«هههههههه قالت نكتة قالت، بل توقفي عن جعل نفسك لطيفة غصبا، التظاهر لا يفيد، أظهري لطفك الحقيقي»

لم تستطع فعل ما طلبه منها فأحنت رأسها بإحباط وبقيت تستمع له وهو يوبخها مردفا:

-«النادلة الحقيقية عليها أن تكون لطيفة وحسنة المظهر والتعامل لتجذب الزبائن الجيدين وتجعلهم يعودون مرارا وتكرارا، سواء بجمالها أو لسانها الحلو، لكن أنت...»

أفزعه صوتها وهي تصرخ صرخة واحدة فصمت فورا:

-«كفى!»

صمت يحدق بها بقلق فأردفت:

-«هل قلت للتو جذب الزبائن؟ تقصد المنحرفين منهم؟ أعلي أن أكون سلعة لجذب الرجال إليك ليعودوا مرارا وتكرارا إلى هنا ليتحرشوا بي بنظراتهم؟ أهذا ما تقصده؟»

انتبه لها كل الزبائن فشعر المدير بالإحراج والتوتر وقال بهمس:

«أ أ أبدا لم أقصد ذلك»

-«بل قصدته، أنا هنا لأجني رزقي وليس لأكون تجارة رابحة للرجال الوسخين أمثالك، لم أعد أريد الوظيفة، احتفظ بها لفتاة ترضى بيع نفسها لك مقابل مئة دينار»

ضربت الطاولة بيدها وخرجت من هناك بثقة، هذا هو الحال معها دائما، هي فتاة حادة الطباع وأي وظيفة تدخلها تتسبب بمشاكل يا إما مع المدير أو الموظفين بسبب سوء الفهم، وهذا ما جعلها دون وظيفة منذ زمن.

عادت للمنزل وأثناء الطريق في الحي كان الجيران يحدقون بها ويبتعدون حين يرونها، فكونها فتاة جريئة وتضع وشما وتدخن وتعيش في منزل بمفردها فالجميع أخذوا عنها نظرة سيئة وسمعتها ليست جيدة البتة خاصة أنها في مجتمع مسلم محافظ.

دخلت المنزل البارد المظلم وحملت صورة جدتها رحمها الله وسالت دمعة من عينها دون أن تدري، كم تشتاق لتلك الإنسانة فهي كل ما لديها، لا عائلة ولا أصدقاء ولا أقارب حتى، أهلها قاموا برميها قرب حاوية القمامة ولا أحد يعرف من هم أو ما سبب فعلهم لذلك، والجدة الطيبة تبنتها لأنها وحيدة وربتها حتى سن السادسة عشرة ثم ماتت وتركتها خلفها تتحمل أعباء الحياة.

بعد أيام من البحث الطويل عثرت بثينة أخيرا على وظيفة، وهذه المرة حرصت على أن تختار وظيفة لا تجبرها على التعامل مع الزبائن أو تكلفها اللطافة والابتسامة أو الاختلاط بأي كان، كان عملها مقتصرا على غسل الأواني وتنظيف المطبخ في مطعم صغير يحوي خمس موظفين من الرجال وهي والمدير.

ذهبت هناك وارتدت المريلة وباشرت عملها ولم تكلم أيًا من الموظفين ولو بكلمة واحدة بل كانت هادئة وباردة، لكن أحد الطباخين على ما يبدو كانت نظراته عليها، ولم تكن نظرات بريئة على الإطلاق.

عند استراحة الغداء خرجت للباحة الخلفية وأشعلت سيجارة ودخنتها بهدوء بينما الجميع يتناولون طعامهم، وعندما خرج الطباخ رآها وابتسم بخبث ثم تقدم مننها وقال:

-«هل لي بسيجارة لو سمحتِ؟»

رمقته بنظرة باردة وتجاهلته:

-«اشترِ واحدة لنفسك، المتجر على بعد عشر خطوات»

-«ههههه كنت أمازحك، هلَّا تعارفنا؟ أنا هيثم وأنتِ؟»

-«ليس من شأنك»

-«هههههه ما بالك؟ أحاول مصادقتك هنا»

-«أستطيع تمييز الناس من تصرفاهم، على فكرة لقد رأيتك وأنت تحدق بجسدي قبل قليل لدرجة أن إصبعك احترق بالزيت، المرة القادمة سأفقأ عينيك لذا احترم نفسك»

رمت ما تبقى من السيجارة وتوجهت للباب لتدخل لكنه أمسك ذراعها فتقززت وابتعدت عنه بسرعة وصرخت:

-«لا تلمسني وإلا...»

-«الفتيات أمثالك يتظاهرن بالعفة والكبرياء لينلن الاهتمام لكنني أعلم أنكِ تخفين فتاة سافلة في داخلك، واضح من وشمك وتصرفاتك المنحطة»

-«من أنت لتحكم علي دون أن تعرفني؟ اهتم بشؤونك وأيا كان ما تفكر به ناحيتي فلا أكترث فمن الواضح أنك تقول ذلك لأنني رفضت الكلام معك»

دخلت المطبخ وباشرت عملها دون أن تتناول غداءها حتى، وبينما تعمل بجهد حان الليل وآن موعد إغلاق المتجر، كانت ترتب الأغراض في مكانها ففاجأها هيثم من الخلف محاولا وضع يده على كتفها لكنها سحبت السكين من بين الأواني واستدارت بسرعة ووضعته على رقبته ونظرت له بنظرة حادة كادت تثقبه وقالت:

-«فلتفهم أنني أكره تكرارا الكلام مرتين، لا...تلمسني...أيها...السافل»

ابتلع ريقه وحاول التفاهم معها لكن المدير دخل فجأة فرآهما على ذلك النحو وشعر بالخوف وصرخ بذعر قائلا:

-«ما الذي يجري هنا؟! هل تحاولين قتله؟! ضعي للسكين أو سأستدعي الشرطة»

ردت ببرود تام دون أن تنظر إليه:

-«نعم استدعِ الشرطة وأرهم كاميرات المراقبة المعلقة هناك، أعتقد أن أحدهم سيذهب للسجن اليوم»

ابتلع هيثم ريقه بخوف بينما أخفضت الأخرى سكينها وحملت حقيبتها ثم وضعت السماعات في أذنيها وشغلت الموسيقى على صوت عالٍ وعادت تتمشى للمنزل بهدوء بينما هيثم ينظر بتوتر لمدير المطعم، بعد أن تبادلا النظرات لبرهة قال المدير:

-«أتمنى أن لا يتكرر ذلك»

ابتسم هيثم بتكلف لكنه من الداخل يحترق غيضا، لقد كان من النوع اللحوح من الرجال، أي أنه يحصل على ما يريده وإن تم رفضه عمدا يحتفظ بالأحقاد في قلبه ويصر على مبتغاه.

أثناء طريق بثينة للمنزل شعرت بقطرات من المطر تهطل عليها وحين نظرت لأعلى لاحظت أن السماء المظلمة ملبدة بالغيوم القاتمة، رغم أن الأمطار ستهطل إلا أنها لم تكترث وسارت تحتها بهدوء وتأنٍ.

وصلت للحي تقريبا ولم يبقى لها إلا عدة أمتار فلاحظت عبر الطريق صندوقا كرتونيا بجانب حاوية القمامة وكان يصدر منه صوت مواء لطيف، مرت بجانبه ولم تعره اهتماما إلا عندما قفز القط فجأة أمامها وسقط بجانبها.

نظرت له باستغراب ثم أوقفت الموسيقى وانحنت نحوه فوجدته قطا أسود ذا عيون صفراء ينظر لها بعيونه اللطيفة ويموء، حدقت به لثوانٍ ثم تجاهلته وأكملت سيرها للمنزل بهدوء.

كان الجو شديد البرودة خارجا فركضت للمدفأة لتتدفأ ثم جلست أمامها مستلقية على الأرض ورأسها يتمايل يمينا شمالا.

صارت تتذكر ما سمعته اليوم من هيثم فشعرت بكل جسمها يحكها، حقيقة أن الرجال يرون النساء فقط مجرد جسد جعلتها تشعر بالتقزز من نفسها.

أشعلت سيجارة ودخنتها بهدوء وهي تنظر للنار الملتهبة، ساورها شعور بالضياع فهي تكره كونها يتيمة وتكره حقيقة أنها وحيدة وضائعة وأنها تتعاطى السجائر وتمتلك وشما في حين أنها تعلم أن كل تلك الأمور لن تصيبها بتحسن بل ستزيد الطين بلة وتؤذي صحتها.

بدأت تنعس وتتثاءب ولم تقوى حتى على رفع رأسها من على الأرض، أغمضت عينيها فسالت دمعة يتيمة من عينها تعبر عن مدى ضياعها ويأسها، هي حتى لا تستطيع البكاء والتنفيس عن حزنها، مشاعرها متبلدة ولا تظهر حين تحتاجها حتى.

فجأة فتحت عينيها بسرعة حين سمعت صوت مواء قريب منها، نهضت من على الأرض وبحثت عن المصدر فإذا به قادم ناحية الباب، فتحت هذا الأخير فتفاجأت بالقط الأسود الصغير الذي رأته اليوم على قارعة الطريق يقف على عتبة بابها وينظر لها بعيون لطيفة وهو مبلل بشدة ومن الواضح أنه يشعر بالبرد الشديد.

احتارت من أمره وكيف لحق بها فهي لا تعرفه ولم تحاول التودد له حتى، كما أنه بالنسبة لها ضيف ثقيل فهو يحاول التعدي على مساحتها الخاصة التي لا تحب أن يقترب منها أي أحد.

تجاهلت وجوده وأغلقت الباب عليه خارجا وعادت للداخل لتتدفأ بالمدفأة وتدخن سيجاراتها بهدوء وشرود، ومجددا سمعت مواءه المزعج الذي أصبح يتعالى شيئا فشيئا ويعبر عن ألم وبرد في نفس صاحبه.

في النهاية خرجت إليه مجددا وكادت تركله برجلها بانزعاج لكنها توقفت حين أدركت أنه يرتجف بشدة وبطريقة محزنة ومرعبة، هذا جعلها تتراجع للخلف وتقرر عدم إيذاءه وتعود بذاكرتها لأيام صعبة لها بعد موت جدتها وهي وحيدة ضائعة لا تعرف كيف تهتم بنفسها، كانت ترتجف من البرد حرفيا وتحاول جاهدة أن تتماسك لكن هيهات فقد كانت لا تملك أي مال لتجلب به لنفسها ما يدفؤها، كانت أيضا تتضور جوعا وتبكي بحرقة كحال ذلك القط المسكين بالذات.

فتحت له باب بيتها وانتظرته أن يدخل ولكنه لم يفعل، يبدو أن قوائمه تجمدت لدرجة لك يعد يستطيع الحركة، حاولت الاقتراب منه ولم يصدر منه أي رد فعل، كان يواصل الارتجاف فحسب.

بدون اكتراث حملته بكفيها نظرا لحجمه الصغير لأنه ما يزال في شهره الأول، وأدخلته المنزل ووضعته أمام المدفأة ليتدفأ، ومع الوقت بدأ يهدأ ويخف ارتجافه شيئا فشيئا.

في النهاية جلست تدخن سيجاراتها أمام المدفأة بشرود شديد وهي تحترق من الحزن والبرد من الداخل، كان شعورها رهيبا ولا يمكن وصفه.

فجأة أحست بشيء يزحف ليجلس بحضنها، نعم لقد كان ذلك القط الأسود الصغير، إنه يحاول التودد إليها ليتدفأ أكثر فيبدو أنه يحب صحبة البشر أكثر من أي شيء آخر.

لم تنبس بكلمة ولم تبدي أي رد فعل يذكر، بل اكتفت بالتحديق بالمدفأة بينما القط الصغير يجلس بحضنها ويتدلل في أوساطه.

حل صباح اليوم التالي فاستيقظت ووجدت القط نائما على بطنها بينما هي ممددة على الأرض أمام المدفأة، لم تعي على نفسها حتى كيف سمحت لنفسها بالنوم هناك ولم تذهب لفراشها، يبدو أن الاكتئاب أنهكها والوحدة أثلجت قلبها فجعلتها لا تكترث لأي شيء.

أمسكت القط وأخذته للخارج ورمته هناك ثم حدقت به محذرة وهي تقول:

-«أعتقد أنك بقيت بما يكفي، والآن اذهب وامضِ في حياتك وانسَ أنك عرفتني، أنا أكره الحيوانات لذا لا تعد مجددا أو سأضطر لأذيتك»

حدق بها للحظات باستغراب وقبل أن يموء محاولا استعطافها أغلقت الباب في وجهه وعادت للداخل لتتجهز للعمل.

في المطعم الذي تعمل فيه كان الجميع مشغولين بعملهم الموكل إليهم، وفي استراحة الغداء توجهت بثينة للباحة الخلفية لتدخن فخرج المدير ووقف بجانبها ليتحدث معها عن ما حصل بالأمس وقال:

-«آنسة بثينة، استخدام السلاح الأبيض قد يورطك في قضايا قانونية لذا لا أنصحك باستخدامه مجددا»

نظرت نحوه بطرف عينها وواصلت التدخين والتحديق بعيدا وقالت ببرود شديد:

-«أجل أنت أيضا ألقِ اللوم على النساء في كل ما يحدث في العالم، هن المجرمات وهن سبب انقراض الديناصورات وثقب طبقة الأوزون»

-«لم أقصد لومك في أي شيء، ما قصدته أن ما حصل بينكما لا يجب أن ينتهي بتهديد بالسلاح، في النهاية أنا هنا ويمكنك طرح مشاكلك علي وأنا سأحلها»

-«ها قد عرفت مشكلتي، هل حللتها؟ هل طردت ذلك المتحرش؟ لا أرى أنك حركت أي ساكن»

-«هذا الطباخ يعمل عندي منذ ثلاث سنوات وهو يبلي بلاءً حسنا فلا داعي للتوجه للطرد مباشرة»

-«أجل أجل، يال براعتك في حل المشاكل، على كل لم أتوقع منك أي شيء»

رمت ما تبقى من سيجارتها جانبا ببرود ثم استدارت لتحدق فيه بعيون جادة وقوية وأردفت:

-«لقد اعتمدت على نفسي طول حياتي ولم أنتظر مساعدة أي أحد، لا أنت ولا غيرك، لذا مشاكلي سأحلها بنفسي، لذا أخبر طباخك العزيز الذي يعمل هنا منذ ثلاث سنوات والذي يبلي بلاءً حسنا أنه إن لم يتوقف عن إزعاجي فسأستخدم معه طرقي الخاصة، ولو كلفني الأمر حياتي أو حريتي، من يهتم للحياة في السجن على كل حال فحياتي الحالية من الأساس سجن، لا شيء فيها مهم البتة ولا يمكنني تحملها أكثر من ذلك لذا فالأفضل لي أن أغيرها ولو كان هذا التغيير حياة جديدة في السجن، سجل ذلك جيدا في دماغك أيها المدير، أنا لا أخاف شيئا، بل أنتم من يجب عليكم أن تخافوا لأنكم تتمسكون بالحياة بقوة أما أنا فالظلام يحيط بي من كل مكان ولا شيء لدي لأخسره»

قالت خطابها الطويل ذاك وغادرت فجعلته يقلب شفته السفلية من تعجرفها وأسلوبها الفظ، ثم قال بنبرة باردة:

-«يالها من مزعجة! كيف يمكنها أن تكلم أي أحد بهذه الطريقة؟! بل وهددتني بكل برود، أتمنى لو كان هناك سبب لطردها فهي تبدو مسببة للمشاكل»

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
 
مُخَلٍّصِي قِط!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فِي السَّمَاء!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)
» القَاتِلَة الصَّامِتَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)
» رِوَايَةُ خَلِّدِينِي!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)
» فَتَاوَى رَمَضَانِيَّة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)
» القِطُّ المَنْبُوذ!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
❤ منتدى بثينة علي ❤ :: ❤مؤلفاتي❤ :: ❤روايات عربية❤-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: