ومع ثالث مشاركة في المسابقات هذه الفترة ʕ ꈍᴥꈍʔ وهذه المرة سأضرب ثلاث عصافير بحجر واحد...أي عمل واحد لثلاث مسابقات (◉‿◉)
سأشارك في مسابقة "أقلام فانتازية" والمفاجأة أنها فئة الرعب ورشة خيال لذا توقعوا أن آتي بالعيد في أي لحظة فأنا فاشلة في الرعب فشلا ذريعا...لكن سأعتبره تحدي
وسأشارك أيضا في مسابقتي " شغف" و "النجم الأزرق" والفئة الكتابية غير محددة لذا اخترت أن تكون خيال
المطلوب مني في مسابقة أقلام فانتازية هو كتابة قصة من 5 فصول عن طبيب متمرس يقوم بتشريح جثة زعيم لطائفة دينية محددة وفجأة تظهر من جثته مرآة تهمس له بكلام غريب وتعطيه قوة خارقة ولكن عليه دفع الثمن بالمقابل...ونحن علينا إكمال الباقي من عندنا
بطل قصتنا سيكون "جونسو" من رواية "طفلتي" و"في طي النسيان" لا أعلم لماذا اخترته لكنه أول ما تبادر لذهني عندما قرأت شروط المسابقة (. ❛ ᴗ ❛.)
وأيضا لأنه شخصية محبوبة وكراشي الرقم مليار ʕ ꈍᴥꈍʔ
لن أطيل الثرثرة عليكم...لا تنسوا التصويت وترك تعليق لطيف ووضع القصة في مكتباتكم لعلها تعجب رفاقكم...والآن دعونا نبدأ
بثينة علي
عدل سابقا من قبل بثينة علي في الخميس أبريل 20, 2023 4:27 am عدل 2 مرات
بثينة علي يعجبه هذا الموضوع
بثينة علي Admin
المساهمات : 1314 تاريخ التسجيل : 27/05/2021 العمر : 27
رن منبه الساعة السابعة صباحا معلنا عن يوم عمل روتيني آخر مقبل على بطل قصتنا.
نهض الأخير بتثاقل وترنح يُمنة وشمالا متوجها نحو الحمام نافضا عن نفسه غبار الكسل والخمول.
بعد أن اغتسل وجفف نفسه غير ملابسه لملابس لائقة بالخروج وتوجه للمستشفى التي يعمل فيها متململا من العمل الذي يزاوله الآن دون رغبة فيه.
حينما وصل غير ملابسه لملابس الطبيب المعتادة وتوجه نحو باب القاعة التي يعمل فيها فوجد اثنتين من الممرضات يتبادلن أطراف الحديث عند البوابة فتوجه نحوهن قائلا:
-«صباح الخير أيتها الفاتنتان، هل أمضيتما ليلة مريحة؟»
قطبت كلتا الممرضتين حاجبيهما وأجابتاه بصوت واحد:
-«ومن تكون؟!»
مسح على شعره مرجعا إياه للخلف بغرور وابتسم مسفرا عن أسنانه الصفراء من كثرة شربه للقهوة:
-«ألا تعلمان من أنا؟ أنا الدكتور جونسو، دكتور مشهور في هذه المستشفى وذو صيت عالٍ في كوريا الجنوبية فالمرضى يأتونني من أقاصي الجنوب والشمال»
قهقهت إحدى الممرضات بهدوء أما الأخرى فقالت:
-«ولماذا لم نسمع عنك بعد؟»
أجابها بثقة:
-«لأنكِ لا تتابعين الأخبار على ما يبدو»
-«أتابع الأخبار وأعرف أطباء هذه المستشفى جيدا ولكن لماذا اسمك مجهول؟»
-«اسألي من تريدين وسوف...»
ما كاد ينهي جملته حتى سمع صوت صراخ ثاقب لطبلة الأذن من الخلف ينادي:
-«جونسو!»
استدار بسرعة وازدرد ريقه وهو يرتجف فلمح الطبيب المسؤول عنه يقف خلفه قاطبا حاجبيه ذا وجه لا يسر البتة وصار يتأتئ قائلا:
-«د د د دكتور هان! هل من خدمة؟»
قالها بارتجاف شديد مما تسبب في انفجار الممرضتين من الضحك على حاله، ثم صرخ الدكتور هان قائلا:
-«كل صباح تتكرر نفس القصة، مغازلة للمرضات وتباهٍ بإنجازات ليست لك والأسوأ تكاسلك في العمل، ماذا تفعل هنا والجثة داخل القاعة منذ عشر دقائق؟»
-«أوه حقا؟! لماذا لم يعلمني أحد؟!»
-«لا يفترض أن يفعل أحد، مكانك يوميا هو قاعة التشريح الساعة الثامنة صباحا»
-«صحيح، ذاهب فورا»
دخل راكضا نحو قاعة التشريح فرأى جثة موضوعة على طاولة الجثث مغطاة بلحافٍ أبيض وبقي في الجانب الآخر من الغرفة يحاول استجماع شجاعته للاقتراب منها، فرغم أنه اختار مهنة الطب الشرعي بنفسه لكنه متخوف من التعامل مع أجساد الموتى، ثم خاطب نفسه بتأنيب قائلا:
-«ما الذي أتى بي إلى هذا العمل المرعب؟ بالأمس شاهدت فيلما يستيقظ فيه الأموات من قبورهم فأتمنى أن لا يتحقق ذلك اليوم»
بعد لحظات من التفكير قهقه على نفسه من سخافة تفكيره ثم باشر العمل مزيلا الغطاء الأبيض عن الجثة.
ألقى نظرة فاحصة على الجسد القابع أمامه فتفاجأ من ازرقاق بشرته وشفتيه بطريقة مرعبة وبعينيه اللتين انفتحتا ولم يظهر منهما سوى البياض، وبأصابع يديه اللتين تصلبتا في وضع غريب بحيث بقية الأصابع كانت منخفضة إلا اثنين منها وهما الخنصر والسبابة.
اقشعر بدنه وتراجع للخلف لكنه تذكر صراخ الدكتور المسؤول عنه وهو يطالبه بعدم التكاسل في العمل فباشر تشريح الجثة وأخذ المشرط ووضعه على صدرها ليشقه، لكن صدمه انبعاث دخان أسود من صدر الجثة فانتشر في المكان وحجب الرؤية وجعل الطبيب في صدمة وحيرة من أمره!
دقائق والدخان ينبعث في المكان ويعدم الرؤية وبعد فترة من الزمن تلاشى ليتنهد الطبيب جونسو براحة بعد أن كاد يختنق.
نظر نحو طاولة التشريح فانصدم باختفاء الجثة، ارتعشت أواصله ظنا منه أن الجثة عادت للحياة فصار يلتف من حوله باحثا عنها لعلها ستباغته من الخلف وتقتله، لكن لا أثر لها وحتى باب القاعة لم يفتح.
على طاولة التشريح لمح مِرآة صغيرة موضوعة بالرغم من أنها لم تكن موجودة هناك بادئ الأمر، ارتعد منها خوفا ولكنه حملها بين يديه ونظر من خلالها ليرى انعكاسه الطبيعي ويخاطب نفسه قائلا:
-«يال سخافتي! إنها مجرد مرآة، لا داعي للقلق أيها الوسيم»
أمعن النظر في انعكاسه في المرآة وحاول تعديل شعره وإرجاعه للخلف وبقي يغازل نفسه قائلا:
-«أيها الطبيب الوسيم، انظر لنفسك، يال وسامتك! لا بد أن كل الممرضات مفتونات بك، هذا دون ذكر معجباتك السريات، لا بد أن الطبيبة زويا تريد طلب موعد معك لكنها...»
قاطعه رؤيته لمخلوقة مرعبة خلفه فارتعد من الخوف ونظر خلفه ولكن لا أثر لأي شيء.
بدأت أجواء القاعة تتغير ويظهر ضباب أسود غريب المصدر وأصوات همسات مرعبة تهز الوجدان.
حاول طبيبنا الشاب تمالك نفسه رغم أن قدميه ترتجفان من الخوف ثم ركض نحو الباب ليهرب وهنا كانت الصدمة!
خلف ذاك الباب لا أثر للمستشفى، كل ما يوجد هو ظلام دامس على مد البصر ولا حل آخر للهروب سوى القفز للأسفل وتحدي المجهول.
وضع الطبيب يديه على رأسه من هول المأساة وتراجع للخلف ببطء وكان على وشك الصراخ ولكنه سمع صوت الهمسات مجددا تطالبه بالنظر في المرآة.
كان ممسكا بالمرآة بيده بالفعل فرفعها نحو وجهه وهو يرتجف، وهذه المرة أيضا رأى انعكاسه وخلفه انعكاس تلك المخلوقة المرعبة، وكلما نظر خلفه لم يجد شيئا، أي أن الانعكاس يظهر في المرآة فقط.
تحدثت المخلوقة التي في الانعكاس قائلة:
-«تحياتي، أنا الشيطانة خامان، خادمة من أقوى الخدم الشياطين، بما أنك اليوم هنا فأنت تريد الجاه والقوة والمال»
أجابها جونسو بنبرة يغلبها الخوف:
-«لا، من أين لكِ هذا!؟ أنا لم آتِ لأجل أي شيء ولا أريد أي شيء ولا أعرف حتى ما الذي يجري»
-«ما يحصل أنه تم منحك فرصة لتصبح من أقوى عبدة لوسيفر وتغدو من جيشنا القوي»
-«ومن هو لوسيفر؟!»
-«إنه القائد الأعظم لنا، يطلق عليه البعض بافوميت، والبعض لوسيفر، والبعض إبليس، تعددت الأسماء لكن الكيان واحد»
-«ولماذا أنا بالضبط؟!»
-«يتم اختيار الناس عشوائيا، فإن كنت تريد الوصول للقمة بلمح البصر فأنت في حضرة الكيان المناسب»
-«ماذا يعني الوصول للقمة؟!»
-«يمكننا جعلك فاحش الثراء، ورفع منصبك من طبيب عادي لرئيس مستشفى، وستحصل على ما تريد من النساء حسب رغبتك، وتمتلك عُصبة من الخدم الشياطين خاصين بك وحدك لا يعصون لك أمرا، ستمتلك البيوت والسيارات والعلاقات مع كل رؤساء الدول، وذلك فقط إن وافقت»
أصاب الطبيب جونسو نوع من الجشع فلطالما كان يحلم بالوصول لهذه الأمور وكسب احترام المجتمع بدل كونه مواطنا عاديا يضطر للعمل طوال اليوم لكسب لقمة عيشه، لكن بدا له الأمر خارجا عن المألوف وغير قابل للتصديق فنبس:
-«وكيف أثق بك؟»
اكتسحت الأرضية ملايير وملايير من القطع الذهبية والدولارات والأحجار الكريمة فانصدم من الذي يراه وانحنى أرضا ليلمسها ويتأكد من أنها حقيقة فتفاجأ من كونها حقيقية تماما ويمكنه لمسها وشم رائحتها الزكية.
أعاد وجهه للمرآة وأمارات الاطمئنان قد بدت عليه ليردف قائلا:
-«ما الذي يفترض بي فعله بالضبط لأحصل على كل ذلك؟»
أجابته الشيطانة القابعة خلفه مبتسمة بطريقة خبيثة:
-«تخضع للوسيفر وتعلن ولاءك التام له، ثم توقع معه عقدا أبديا»
عدل سابقا من قبل بثينة علي في الخميس أبريل 20, 2023 4:38 am عدل 1 مرات
بثينة علي يعجبه هذا الموضوع
بثينة علي Admin
المساهمات : 1314 تاريخ التسجيل : 27/05/2021 العمر : 27
عاد الطبيب جونسو لشقته المؤجرة وخلع حذاءه ثم رمى نفسه على الأريكة يرتاح من تعب وضناء اليوم.
شغل التلفاز على قناة الأخبار فإذ به يتفاجأ برؤية وجه الرجل الذي شرَّحه اليوم على الشاشة بينما تشرح المذيعة الخبر قائلة:
-«هل هي جريمة قتل؟ أم موت فُجاءة؟ اليوم تلقت الكنيسة الكاثوليكية خبرا صادما بالعثور على جثة البابا كريس في شقته في ظروف غامضة وما تزال التحقيقات جارية حتى الآن، المحقق الذي تولى القضية صرح بأن جثة البابا كانت متصلبة ومُزْرقة بطريقة غريبة ونحن بانتظار النتائج النهائية للتشريح الطبي، سنوافيكم بآخر الآخبار حالما نتوصل لكل جديد»
انصدم الطبيب جونسو مما سمعه وغير القناة عدة مرات ولكن كل القنوات تحكي عن نفس الموضوع نظرا للضجة الإعلامية الصادمة التي تركتها هذه الحادثة.
توجه نحو محفظته وأخرج المرآة يخاطبها قائلا:
-«ما الذي يجري؟! لماذا مات البابا كريس؟!»
خلال لحظات ظهر انعكاس الشيطانة خلفه وأجابته بابتسامة خبيثة قائلة:
-«ذاك البابا قام بتوقيع عقد عبودية مع لوسيفر ولكنه أقدم على خيانتنا إذ أمسكناه متلبسا يحاول توثيق فيديو لنا ونشره ليفضحنا، ما من أحد يخون لوسيفر وينجو بفعلته، هذه قواعدنا، عليك أن تكون وفيا طوال الحياة أو تموت»
أجابها جونسو بنبرة مرتجفة:
-«ولكن...هذه جريمة!»
-«وأنت ما همك؟ أليس ما تريده هو الشهرة والجاه؟»
-«مازلت لم أوافق بعد، لا أريد التسرع في قراري»
-«لِمَ التردد فأنت لن تخسر شيئا»
-«لنفترض أنني قررت فضح القصة بأكملها وأنا ما أزال لم أوقع العقد معكم، فما الذي سيحصل؟»
فجأة صارت نوافد وأبواب الغرفة من حوله تنغلق وتفتح بطريقة غريبة والطاولات والكراسي تتحرك رغم ثقل وزنها، وكل الأغراض تحركت من مكانها ليتحول المشهد لفوضى عارمة.
جثى جونسو أرضا ووضع يديه على رأسه لحمايته من الأغراض المتطايرة وهو يرتعد خوفا، وبعد أن طال الأمر وفقد صبره صرخ بأقوى ما لديه بأن تتوقف.
بعد دقائق هدأت تلك الفوضى المرعبة فوقف على قدميه يحاول التوازن وهو يرتجف ثم نظر في المرآة قائلا بنبرة مرتجفة:
-«فهمت، علي إبقاء سركم بأمان أو سأموت»
-«جيد أنك فهمت دون الحاجة لفعل شيء نندم عليه، أو بالأصح لن نندم فلن نخسر شيئا»
-«ماذا أفعل لأستطيع الانضمام إليكم؟»
-«وقع عقدا مع لوسيفر»
-«وكيف ذلك؟»
طار سكين من المطبخ ثم انغرز بجانب رجله الحافية ففزع الآخر وتراجع صارخا بخوف:
-«لا تقولي أنك غيرتِ رأيك وستقتلينني»
-«عليك جرح معصمك وملء كأس كامل من الدم ثم سكبه على كف يدك وطباعة توقيع منه على عقد لوسيفر»
أجاب صارخا:
-«لكن إصابة المعصم خطيرة وقد تودي بحياتي!»
-«لا تخف فبمجرد أن توقع عقد لوسيفر سيختفي الجرح تلقائيا»
-«حسنا، لنرى»
أخذ بطلنا السكين ووضعه على معصمه لبضع ثوانٍ، وفي كل مرة يحاول فيها الضغط عليه يتراجع بسبب تردده وخوفه.
بعد دقائق من الصراع النفسي ضغط عليه ومرره بسرعة فانجرح معصمه وصارت قطرات الدم تتقاطر للأسفل في وعاء صغير، وبعد أن جمع ما يكفي من الدم سكبه على راحة يده.
فجأة ظهرت أمامه ورقة مصنوعة من البردي القديم وعليها طلاسم ورموز غريبة فتحدث قائلا:
-«ألا يفترض بي قراءة العقد قبل توقيعه؟»
-«هناك شرط واحد في العقد وهو إعلان الوفاء التام للوسيفر لذا لا تقلق»
-«حسنا، لا يبدو سيئا»
طبع يده المغطاة بالدم على العقد فاحترق واختفى بلمح البصر من أمامه ثم عم هدوء مرعب الغرفة مما جعله يردف قائلا:
-«والآن ماذا؟»
-«البند الأول من عقد لوسيفر، للحصول على الجاه والثروة عليك التضحية بشخص عزيز عليك، حبيبتك مثلا أو صديق عزيز أو فرد من عائلتك»
صرخ بأعلى صوته بينما يركل الأرضية بغضب:
-«من أين ظهر هذا البند أيضا؟ ألم تقولي أن علي فقط الاعتراف بولائي للوسيفر؟»
-«لوسيفر لن يقبل ولاءك إن لم تقدم له أضحية، وماذا ظننت؟ لا شيء بدون مقابل»
شعر جونسو بأن الأمور خرجت لمنحى مرعب لذا قرر التراجع وقال:
-«لم أعد أريد، قومي بإلغاء العقد»
-«بمجرد التوقيع فلا يمكن إلغاء العقد، عليك الإذعان للوسيفر وتنفيذ البنود»
صرخ بغضب:
-«هذا استغلال، لا أريد ذلك»
-«إن لم تكمل بنود عقد العبودية مع لوسيفر خلال ثلاث أيام ستموت»
ازدرد جونسو ريقه بخوف ثم رمى المرآة وتراجع للخلف وهرب خارجا حافي القدمين لا يدري أين يذهب ومن يخبر بهذه المصيبة التي أوقع نفسه فيها.
بسبب حزنه والخطوة المتهورة التي أقدم عليها جلس على الرصيف وبقي شارد الذهن خاليا من أي تعابير وجه ينظر للأرضية والناس مارون من حوله.
مرت نصف ساعة وهو على نفس الحال إلى أن مرت بجانبه الطبيبة زويا وهي ذاهبة للمنزل عائدة من المجمع التجاري فتوقفت لتحدثه قائلة:
-«حضرة الطبيب جونسو! ماذا تفعل عندك؟»
احتاج دقائق ليستجمع شتات نفسه ثم رفع رأسه نحوها قائلا:
-«لا شيء البتة»
-«لماذا أنت حافي القدمين في هذا الجو البارد؟»
-«قصة غريبة لكن لا تهتمي»
وضعت يدها في كيس من الأكياس التي كانت تحملها وأخرجت منها شبشبا منزليا وأعطته له وقالت:
-«هذا كل ما معي لأعطيك إياه، بقية الأحذية نسائية وبكعب عالٍ، إلا إذا كنت تحب الكعب العالي فسأعطيك»
ختمت كلامها بضحكة خجولة واضعة أطراف أصابعها على فمها، لكن لم يكن جونسو في مزاج للضحك بل زاده الأمر شعورا بالذنب.
مد يده بهدوء والتقط الشبشب منها ثم ارتداه وعاد للجلوس مكانه وهو على نفس الحال، حدقت به للحظات منتظرة أن يقوم بأي رد فعل لكنه اكتفى بتجاهلها لذا قررت الانسحاب قائلة:
-«يبدو أنك في مزاج سيء، أراك لاحقا»
ودعته ملوحة له ثم مضت في طريقها للمنزل، بعد أن ابتعدت تنهد بعمق وفكر مليا فيما سيفعله ثم عاد للمنزل وهو حزين مكتئب.
وصل للمنزل وفتح الباب فوجد المرآة ما تزال على الحال الذي تُركت عليه فحملها وحدق بها لدقائق حتى ظهر انعكاس الشيطانة خلفه فابتسمت بخبث وتحدثت قائلة:
-«عرفت أنك ستعود»
أجابها بنبرة باردة وملامح باردة:
-«مازلت لا أعلم بمن أضحي»
-«لديك كل الوقت لتفكر، ما رأيك أن آخذك الآن لترى الحياة التي ستعيشها؟»
-«حسنا أرني»
فجأة ظهر ضوء ساطع من المرآة اختطفه بلمح البصر وعندما فتح عينيه انصدم بأن وجد نفسه في مكان ذا إنارة خافتة وأمامه مجموعة من الأشخاص يرتدون عباءات سوداء موحدة وكل منهم ينظر لشخص جالس على عرشٍ عالٍ ومظهره يوحي بأنه شيطان عظيم.
لكن الصادم أكثر هو رؤيته للشيطانة المدعوة (خامان) والتي كان يرى انعكاسها فقط في المرآة، والآن هي واقفة أمامه.
همس جونسو خوفا من أن يسمعه الأشخاص الذين أمامه:
-«لماذا نحن هنا؟»
أجابته الشيطانة:
-«سأريك على ما حصل أتباع لوسيفر»
بدأ أولئك الأشخاص بالكشف عن وجوههم واحدا تلو الآخر، أولهم كانت المغنية المشهورة "داشا" والتي انتقلت بلمح البصر من مغنية عادية لا أحد يعيرها الاهتمام إلى فنانة يعشقها الجميع ويتهافتون لحضور حفلاتها.
الثاني هو "مارك هولنر" الأمريكي المؤسس لشركة "رؤية" وقد صعدت شركته بلمح البصر وأصبح مليارديرا.
الثالث هو لاعب كرة القدم الشهيرة "كيم جون" وقد أصبح لاعبا عالميا أيضا وقاد فريقه للانتصار وفاز بكثير من البطولات.
وغيرهم من الشخصيات المرموقة في المجتمع الذين نجحوا نجاحا ساحقا في مجالهم بعد أن باؤوا بالفشل آلاف المرات.
فتح جونسو فمه من الصدمة وقال:
-«إذًا نجاح المشاهير لم يكن بتعب شخصي منهم بل ببيع أنفسهم للوسيفر!»
أجابته الشيطانة القابعة أمامه:
-«البعض نجحوا بجهدهم، لكن طريقهم كانت محفوفة بالعمل الجاد، لكن عبدة لوسيفر يصعدون صعودا حرا بدون أي تعب أو مذلة أو توسل للشركات المتحكمة بأن تتبنى أفكارهم وتدعمهم»
-«هذا مرعب!»
-«هم الآن لديهم أعمال راقية، وقصور، ورحلات، ومال لا حدود له في حساباتهم البنكية، ويفعلون كل ما يريدونه، فقط لأنهم تخلوا عن شخص كان عائقا في حياتهم، لقد تخلوا عن مشاعرهم السخيفة، خذها كنصيحة، في هذا العالم إن كان لديك مشاعر فستعيش في مذلة وتبقى في نفس النقطة ألا وهي الصفر، لكن إن رميت مبادئك ومشاعرك في القمامة وأذعنت للوسيفر فستعيش في النعيم، فما هو قرارك؟»
فكر الطبيب جونسو للحظات ثم رد عليها:
-«سأفكر في الأمر أكثر»
------------
ملاحظة : أسماء المشاهير المذكورين في الفصل هي أسماء من وحي خيالي ولا أقصد الإساءة لأي مشهور أو اتهامه بأي شيء.
عدل سابقا من قبل بثينة علي في الخميس أبريل 20, 2023 4:49 am عدل 1 مرات
بثينة علي يعجبه هذا الموضوع
بثينة علي Admin
المساهمات : 1314 تاريخ التسجيل : 27/05/2021 العمر : 27
سطعت شمس الصباح مسفرة عن يوم جديد فاستيقظ جونسو بتكاسل بعد أن أزعجه صوت المنبه، حاول إطفاءه بالضغط عليه لكن الهاتف علق على نغمة المنبه مما جعله ينزعج ويفك البطارية.
نهض بتثاقل وجهز نفسه فوجد تحت الباب رسالة من صاحب الشقة يطالبه فيها بالدفع قبل أن يتم طرده، ولأنه جديد في مهنة الطب فهو لم يتلقى راتبه بعد ولم ينظم أمور حياته.
بعد ذهابه للمستشفى توجه لقاعة التشريح ورأسه مطأطئ نحو الأرض لدرجة أنه مر بجوار الطبيبة زويا ولم يلقِ لها بالا إلى أن نادت عليه صارخة:
-«حضرة الطبيب جونسو»
استدار نحوها ببرود وملامح وجهه لا تبشر بالخير ورد قائلا:
-«نعم؟»
-«أمازلت تشعر أنك لست بخير؟»
أجابها ببرود تام:
-«لا، أنا بخير»
ثم انحنى بهدوء وأكمل طريقه متوجها نحو عمله وهو على نفس الحال اليائس.
انقضى ذاك اليوم بصعوبة على طبيبنا وفي نهاية اليوم وقف بجانب المستشفى شارد الذهن لا يدري ماذا يفعل يكلم نفسه قائلا:
-«علي اختيار شخص أضحي به قبل أن أموت»
فاجأة أحد أعز رفاقه يدعى (نامجون) وهو يضع ذراعه عليه فانتفض من الخوف وقال له الآخر:
-«جونسو! ما الذي تفعله هنا وحدك؟»
-«لا شيء، فقط أفكر»
-«أيًا كان ما يشغل بالك فيمكنني مساعدتك، أخبرني هيا»
استغرق نامجون في الحديث في حين كان جونسو شارد الذهن يحدق به وهو يفكر أن يتخذه أضحية وينهي هذه المهزلة التي تشغل باله، لكن بسبب لطفه معه لم يستطع اتخاذ قرار نهائي.
بعد أن انتظر نامجون رده لدقائق واصل الكلام:
-«يبدو أنك لا تريد الكلام، اسمع رفيقي، أنا معك في السراء والضراء، لديك رقمي، حين تقرر إخباري تأكد من أنني سأكون جاهزا لذلك وسأساعدك بكل ما أوتيت من جهد»
كادت عينا جونسو أن تدمعا ففي حال كحاله لا يمكنه إخبار أحد ولا التخلي عن أي أحد لأجل مطامعه.
في نفس تلك الليلة ورده اتصال طارئ من أهله بأن والده تعرض لحادث سير فهرول مسرعا للمستشفى وأخبره الأطباء أنه دخل في حالة غيبوبة مجهولة المدة وسيضطر للبقاء في الإنعاش والعيش على الأجهزة الحيوية.
اجتمعت عائلة جونسو المكونة من الأم والعمة والأخت الصغرى حول الأب خائبي الأمل وكانت الأم أكثر من بكى في تلك الليلة، ولم تكتفي بذلك بل قامت بإمساك جونسو من كتفيه وهزته عدة مرات وهي تبكي قائلة:
-«جونسو، تصرف، ألست طبيبا؟ افعل شيئا لإيقاظه من الغيبوبة»
أجابها بحشرجة وألم يثقب صدره:
-«ليت بيدي ذلك، لكن الأطباء قالوا أن مدة الغيبوبة مجهولة، قد يستيقظ اليوم، أو غدا، أو لن يستيقظ البتة»
شدته من ياقة قميصه صارخة ببكاء:
-«كيف تقول ذلك عن والدك!؟ افعل شيئا فورا، خذه لمستشفى أفضل»
كبح دموعه وأبعدها عنه بهدوء وتحدث قائلا:
-«ليست مسألة مستشفى يا أمي، بل مسألة خطورة، الإصابة التي تلقاها قاتلة ولا شيء سيعيده من الموت غير دعواتنا، لندعو له»
أوشكت والدته على سحبه من ياقة قميصه مجددا لكن أخته الصغرى أوقفتها مبعدة إياها عنه وقالت:
-«اهدئي أماه، جونسو سيبذل جهده لإنقاذ أبي فلديه واسطات مع دكاترة معروفين»
اتجه جونسو بناظره نحوها ثم تذكر الكذبة التي أخبرها بها بأنه يملك أصدقاء أطباء مهمين ومرموقي المكانة في المجتمع فأدرك أن كذبته وضعته في حلقة مفرغة.
بعد عودته للمنزل أغلق الباب ثم اتكأ عليه بإحباط قاتل، رأسه يوشك أن ينفجر وصدره يغلي من شدة المشاعر المتضاربة التي تعتريه، هو الآن خائف على أبيه، وحزين على نفسه لأنه سيموت، ونادم لأنه وقع عقد عبودية دون تفكير، وغاضب لأن كل الظروف القاسية اجتمعت عليه.
أخرج المرآة من درج مكتبه ثم نظر إليها ببرود قاتل فحدثته الشيطانة القابعة فيها:
-«لِمَ التردد حتى الآن؟ لا حاجة لك بالبشر، أضحية واحدة فقط ستجعلك تتخلص من كل مشاكلك»
أجابها بعد أن تنهد بعمق:
-«والدي على وشك الموت، إن قدمت أضحية فهل تستطيعين شفاءه؟»
أجابته الشيطانة بخبث:
-«فهمت قصدك، طبعا، لوسيفر قادر على فعل كل شيء»
-«إذًا، لقد قررت، أريد التضحية بـ...»
قاطعته قائلة:
-«ليس هكذا، لكي تضحي بشخص محدد أعطه المرآة»
-«فهمت»
ركض الطبيب جونسو نحو منزل الطبيبة زويا وطرق الباب بقوة على استعجال وحينما فتحت له تفاجأت وتحدثت قائلة:
-«الطبيب جونسو! سعيدة بهذه الزيارة، تفضل»
دخل منزلها بسرعة ولم يجلس حتى بل انتظرها حتى أغلقت الباب ووقف مقابلا لها وهو يحدث نفسه قائلا:
-«لا يسعني التخلي عن العائلة، ولا يسعني التخلي عن الصداقة الحقيقية، لكن الحب، يمكنني التخلي عنه فهو يأتي ويذهب بلمح البصر»
بعد أن أنهى حواره الداخلي وضع يده في حقيبته ليخرج المرآة لكنه توقف مكانه حين سمع جملتها التالية:
-«سمعت بمُصاب أبيك، متأسفة حقا، لدي الكثير من المعارف من الأطباء الخبراء فهل أوصي لك بواحد؟ وأيضا سأبذل جهدي لمساعدتك ماديا لو لم يكن هذا يزعجك، أعلم أن حالتك المادية سيئة هذه الأيام لذا لا يهم، نحن زملاء، صحيح؟»
أثرت فيه كلماتها فأعاد المرآة للحقيبة وتحدث بنبرة مرتجفة:
-«لماذا تفعلين ذلك؟ نحن حتى لسنا أصدقاء ولم نحدث بعضنا إلا ثلاث أو أربع مرات في إطار العمل»
أجابته بنبرة هادئة ومنخفضة:
-«لأنك تذكرني بأحدهم»
تفاجأ من ردها وتحدث قائلا:
-«من هو؟! هل هو شخص كنتِ على علاقة عاطفية معه؟»
انفجرت من الضحك وأجابته بنبرة ساخرة:
-«لا، بل بأخي الصغير المتوفي، أنت تشبهه، نوعا ما، لديكما الكثير من نقاط التشابه خاصة في التصرفات، لكن مؤخرا أيقنت أنك تمر بوقت صعب لذا لم تعد تشبهه كثيرا، لقد كان شخصا مليئا بالأمل والتفاؤل وجلوسك معه للحظات يشحنك بالطاقة الإيجابية لسنوات، لقد توفي في سن التاسعة عشرة ولكن مازلت أخاله على قيد الحياة، بفضلك، وبفضل وجودك حولي كزميل في المستشفى»
التزم الصمت وهمس بصوت غير مسموع:
-«هذا مثير للشفقة حقا»
عاد لشقته مقلوب الوجه نادما على تفكيره الأناني بأن يضحي بشخص بريء لأجل إنقاذ حياة والده والحصول على الثروة المطلقة، لم يخرج المرآة من حقيبته البتة بل أبقاها بعيدة عن ناظريه حتى يتسنى له التفكير في حل يخرجه من هذا المأزق الذي تورط فيه.
شغل التلفاز ليشاهد الأخبار فرأى على الشاشة صورة شاب في الثلاثينات في مقابلة ومكتوب في الأسفل اسمه (كانغ نيكولاس ابن البابا كريس المتوفي) فخطرت على باله فكرة.
عدل سابقا من قبل بثينة علي في الخميس أبريل 20, 2023 4:58 am عدل 1 مرات
بثينة علي يعجبه هذا الموضوع
بثينة علي Admin
المساهمات : 1314 تاريخ التسجيل : 27/05/2021 العمر : 27
في الصباح الباكر وقبل أن يستيقظ سكان المدينة ويتوجهوا لقضاء مشاغلهم الروتينية ذهب جونسو لمنزل كانغ نيكولاس وطرق عليه الباب مطولا حتى فتح.
نظر نيكولاس له بطرف عينيه والنعاس بادٍ عليه ونبس قائلا:
-«من أنت!؟»
أجابه جونسو بسرعة بعد أن التفت خلفه وأيقن أن ما من أحد يتصنت:
-«أعرف من قتل والدك، وأعرف لماذا، لكن هذا ليس المكان أو الظرف المناسب للنقاش في الموضوع»
-«ادخل بسرعة»
أدخله لمنزله وتفقده جيدا من الداخل ليتأكد أنْ لا أحد يسترق السمع ثم أردف قائلا:
-«هل يصادف أنك عرفت شيئا عن عبدة الشيطان؟»
تفاجأ جونسو من معرفة الآخر بالموضوع فرد قائلا:
«وأنت ما أدراك بهم؟!»
-«لقد ترك أبي الكثير من الملاحظات في مذكراته عن الموضوع لذا عرفت»
-«غريب! سر كهذا يبقيه في مذكراته!»
-«أظنه كان يعرف بموته لذا ترك مذكراته ليعثر عليها أحد ويفضح القصة، لكن لم تخبرني، من أنت؟»
-«أدعى جونسو، وأنا طبيب متمرس في تشريح الجثث، أما علاقتي بوالدك فأنا أكون من شرح جثته»
-«فهمت، لكن لماذا أنت مهتم لأمره؟»
-«لأنه بسبب تلك الحادثة، أنا الآن...»
تذكر تهديدات الشيطان له بأنه سيموت إن أخبر أحدا لذا التزم الصمت فورا بينما بقي القابع أمامه منتظرا منه أي حرف يفسر له سبب اهتمامه بالقضية، وبعد أن نفذ صبره قال:
-«دعنا من ذلك، هل تود مساعدتي في فضح خطط أولئك المجرمين؟»
أجابه جونسو بثقة:
-«دون أدنى شك»
صافحا بعضهما معلنين عن اتحادهما في تلك المهمة الخطرة ثم قدم له نيكولاس كتاب المذكرات الذي يحتوي على كل ملاحظات والده البابا كريس وقال:
-«تحتاج لقراءته أولا فَبِه معلومات تهمك، لكن إياك أن يقع في الأيدي الخطأ لأن به تفاصيل سرية وخطيرة»
أجابه جونسو بابتسامة عريضة:
-«شكرا لك، سأتوخى الحذر»
عاد طبيبنا لشقته مع شروق الشمس وأبقى المرآة في حقيبته حتى لا تتمكن الشيطانة القابعة بداخلها من مراقبة أفعاله وتحركاته.
أخذه انشغاله بقراءة المذكرات إلى الجلوس لساعات ومن خلال رحلة المطالعة هذه اكتشف الكثير عن الوضع الراهن الذي هو فيه، بحيث أن تلك المرآة كانت رفيقة البابا كريس الذي مات وهي مرآة ملعونة وحين تقع في يد أحد فإنها يا أما توصله للمجد والثروة أو الموت والعذاب على حسب انصياعه لها ثم تنتقل لشخص آخر وهكذا تمضي حياتها في جذب الناس نحو عبادة لوسيفر واستغلالهم أو قتلهم.
استوقفته آخر ملاحظة بعد أن أدرك أنه مُلاقٍ نفس المصير عما قريب إن لم يتمكن من إيجاد حل ليفك به اللعنة عنه، ثم خاطب نفسه قائلا:
-«مر يوم أمس بأكمله، واليوم انتصف، وبقي الغد بطوله وتنفذ الأيام التي مُنحت إياها، لا بد من وجود حل قبل أن أموت، لا بد من أن هناك أشخاصا مثلي لازمتهم لعنة المرآة لكنهم هربوا منها، كيف سأعرف الآن!؟ في حال أخبرت أي أحد سأموت، وإن لم أخبر أيضا سأموت، ياله من موقف معقد!»
ختم كلامه بأنْ لطم جبهته بكلتا يديه وأبقى كفيه على وجهه يحاول استجماع بعض الأمل، لكن هيهات فكل الطرق مسدودة.
أكمل قراءة المذكرات فتفاجأ بملاحظة أسفل الصفحات الأخيرة عليها عبارات بلغة مبهمة تبدو مثل العبارات التي رآها في عقد العبودية الذي أعطته له الشيطانة ليوقعه.
حاول تحليل تلك الملاحظات بجد لكن علمه البسيط لن يخوله لشرح أمور لها علاقة بالعالم الآخر.
أفزغه صوت طرق الباب فانتفض خوفا ثم أدرك الوضع بعد لحظات ووقف ليفتح الباب فوجده أحد الجيران فقال له:
-«هل يمكنني استخدام هاتفك للاتصال بأبي؟ لا أملك رصيد»
تنهد بعمق وأعطاه هاتفه بعد أن ارتاح باله فقد ظن أن أحدهم اكتشف أمره وجاء لاغتياله.
أمضى طول اليوم يقرأ المذكرات ويتعلم أكثر عن العالم الآخر وفي المساء عاد لمنزل نيكولاس وأخبره عن الطلاسم التي قرأها في المذكرات فرد عليه قائلا بعد أن تفقد الجمل المكتوبة:
-«رأيت شيئا كهذا في أغراض أبي»
-«ترجمة؟»
-«تقريبا»
أعطاه كتابا بدون أي عنوان مصنوع من جلد سميك يبدو كما لو أنه جلد حيوان، وأغلب أوراقه بيضاء إلا عدة صفحات فيها مجموعة غريبة من الطلاسم وأمامها كلمات بالإنجليزية.
قرأ جونسو عدة كلمات منها فكانت معانيها كالتالي: (إسقاط نجمي، تشقق، عالم موازي، لوسيفر، نجمة سداسية، صليب، لعنة) وبالطبع لم يفهم أي حرف منها بل نظر لنيكولاس بحيرة وقال:
-«إنها أحجية ما، هل تملك أدنى فكرة؟»
-«لا، البتة»
-«دعنا نفترض أن أبي يحاول التلميح لشيء مشترك بين جميع هذه الأشياء فما هو؟»
فرك جونسو ذقنه للحظات وهو يحاول ربط الكلمات ليشكل منها جملة مفيدة تساعده في التخلص من اللعنة التي عليه.
-«إن افترضنا أن الإسقاط النجمي هو الخروج من الجسد والانتقال لبعد آخر وهو العالم الموازي، فماذا يقصد بالتشقق؟»
-«لا أدري، لكن المقصود بالصليب هو الديانة المسيحية دون أدنى شك، والنجمة السداسية هي ديانة لوسيفر»
-«والآن علينا الربط بين هذه الكلمات لحل الأحجية»
-«سأفكر في الأمر أكثر وأطلعك على أي تقدم»
وقبل مغادرة جونسو استوقفه نيكولاس ثم علق في رقبته قلادة على شكل صليب وقال:
-«بما أنك مُقحَم في أمور الشياطين هذه فستكون مستهدفا دون أدنى شك، حصن نفسك جيدا والزم الحذر في كل تصرفاتك»
أجابه جونسو بابتسامة:
-«حاضر»
انتهى ذاك اليوم بشكل طبيعي وفي الصباح الباكر استيقظ جونسو وجهز نفسه للذهاب للعمل ولكنه أحس بحقيبته تهتز بقوة.
فتح الحقيبة فوجد المرآة تهتز فرفعها نحو وجهه وظهر انعكاس الشيطانة خلفه فقالت بينما تبتسم بخبث وترقب:
-«اليوم آخر يوم في يدك، اختر ضحية»
ضغط على المرآة بقوة وتبدلت ملامح وجهه من البرود للغضب وصرخ فيها قائلا:
-«لقد طفح الكيل، لا أريد التضحية بأحد، دعيني وشأني»
قهقهت الشيطانة ثم ردت:
-«يالك من تافه! البشر الذين تحميهم لن يفيدوك بشيء، هم مجرد بشر فانين مثلك وسيموتون يوما ما، بينما أنت ستموت أيضا ولن تأخذ من الحياة أي شيء سوى الألم والمعاناة والغرق في الفقر»
صرخ فيها بغضب:
-«صحيح أنني لا أملك شيئا في الحياة، لكن لدي ضمير حي على عكسك أنتِ والجماعة التي تستمع لوسوساتك، وهذا الضمير سيبقى مرتاحا ما حييت لأنني لن أؤذي أحدا على حساب مصالح شخصية وملذات دنيوية زائلة»
رفع المرآة لأعلى ثم ضربها في الأرض فتكسرت لملايين القطع وسُمع بعدها صوت صراخ وحشي مجهول ممزوج بالألم، بعد لحظات هدأ الجو من حوله لفترة كما لو أن كل شيء عاد كما كان.
عدل سابقا من قبل بثينة علي في الخميس مايو 04, 2023 11:58 pm عدل 1 مرات
بثينة علي يعجبه هذا الموضوع
بثينة علي Admin
المساهمات : 1314 تاريخ التسجيل : 27/05/2021 العمر : 27
موضوع: رد: لَعْنَةُ المِرْآة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) الأربعاء مايو 18, 2022 8:40 am
لعنة المرآة : الجزء الخامس والأخير
عم الهدوء شقة جونسو بعد كسره للمرآة الملعونة، مرت دقيقة، دقيقتان، خمس دقائق والوضع على حاله.
تنهد الأخير براحة بعد أن أدرك أن الأمور مرت على خير فجثى على ركبته ينظر لشظايا المرآة الملقاة على الأرض.
لكن فجأة!
خرج دخان مشابه للدخان الذي خرج من جثة البابا كريس وملأ القاعة فسقط جونسو من الخوف وزحف نحو الباب محاولا الهرب والنجاة بحياته، لكن يدًا مرعبة شدته من رجله وسحبته ليختفي في الدخان الأسود القاتم ويصرخ صرخة استنجاد لم يسمعها أحد.
مرت دقائق فشعر بجسده يرتخي واليد التي كانت تشده اختفت، وقف على ساقيه يتفقد المكان من حوله فانصدم بوجوده داخل المرآة مجددا.
المكان هناك يبدو معتما وهادئا وفارغا من أي شيء سوى المساحات السوداء الغريبة والتلال القاحلة.
فجأة ظهر سرب من الحشرات السوداء الغريبة متجهة نحوه فانبطح أرضا ولحسن حظه فعل ذلك قبل أن تطأ إنشا واحدا منه وقال بتذمر:
-«أكره الحشرات!»
بقي منبطحا حتى مرت عليه ثم ركض باحثا عن مخرج من هناك لكنه تفاجأ بأن وجد أمامه مستنقعا ماؤه مسود اللون نتن الرائحة وفي أسفله بعض الهياكل العظمية لبشر وحيوانات غريبة.
كان بحوزته قلم فرماه في المستنقع لكنه ذاب وتبخر في الهواء فأدرك أن ماء ذلك المستنقع ليس بماء بل هو حمض سام قاتل، فقال متذمرا مجددا:
-«أكره المستنقعات!»
حاول القفز فوق الحجارة واحدة تلو الأخرى إلى أن مر إلى الطرف الثاني ثم أكمل ركضه.
بعد فترة تعب وجلس أرضا يرتاح فأحس بشيء يتحرك خلفه، تجمد مكانه رعبا وارتعدت أوصاله ثم استدار ببطء فرأى ثعبانا بطول خمس أمتار تقريبا وصرخ قائلا:
-«أناكوندا! أكره الأفاعي الضخمة!»
نهض بسرعة وهرول بأقصى ما لديه وكان من حين لآخر يتعثر من شدة خوفه، لحقت به الآناكوندا وفتحت فمها لتبتلعه لكنه التقط غصن شجرة رآه بجانبه ووضعه في فمها طوليا فعلق فمها على وضع مفتوح وانشغلت بالتخلص من الغصن بينما هرب واختبأ في حفرة صغيرة يرتعد من الخوف ويتنفس بقوة.
وضع يده على قلبه يتحسس نبضاته فأدرك أنه سيخرج من مكانه لذا أعطى نفسه وقتا ليهدأ ويتنفس، وقبل الخروج خاطب نفسه بصوت متقطع ونفس مضطرب:
-«يا إلهي! أكان علي إقحام نفسي في ذلك؟ ما بها حياتي الروتينية المملة حتى أستنقص منها وأجبر نفسي على عيش فيلم الرعب هذا لأجل المال والسلطة، الحق علي...»
ما كاد ينهي جملته حتى أحس بشيء يتنفس على رقبته فتجمد مكانه، كان قلبه سيتوقف من الخوف بالفعل لذا لم يرد الاستدارة واكتفى بإرجاع يده للخلف ليتحسس ما وراءه فأدرك أنه شيء ذا فرو ناعم، لحظات حتى سمع زمجرته المرعبة لذا أطلق العنان لساقيه وانطلق هاربا من المكان دون أن يعرف حتى ماذا يكون ذاك المخلوق، وأثناء ركضه صرخ بخوف:
-«أكره الكائنات الغريبة التي تختبئ في المغارات»
أخذه المطاف لغابة مظلمة ومرعبة يحيطها الضباب فتوقف تحت إحدى الأشجار يتنفس بسرعة متكئا بذراعه عليها لكنه انتفض من الخوف حين أحس بحركة غريبة على يده وحين ابتعد عنها وأمعن النظر وجد عشرات الديدان الصغيرة تزحف على الشجرة لكنها ليست ديدان طبيعية بحيث وجد البعض منها قد حفرت جلده لتزحف تحته وتصيبه بالذعر الشديد.
لحسن الحظ كان بجيبه قلامة أظافر على شكل سكين فشق جلده وأخرج الدودتين والدماء تتقاطر على الأرض ورماهما بعيدا ثم هرول هاربا وصرخ:
-«أكره الديدان الشريطية»
بعد كل تلك المسافات من الركض والمواقف المرعبة لم تعد لديه أي طاقة فقلبه يكاد يتوقف من الخوف، فجثى أرضا وبقي على تلك الحال يحاول تشجيع نفسه.
ألقى نظرة للأمام فرأى سُحبا قاتمة اللون تتساقط أمطارها بغزارة، سار أسفلها لكن تبين أن تلك الأمطار ليست قطرات ماء كالعالم الواقعي بل هي إبر حادة تترك آثار لسع في كل الجسم.
تجاهلها وركض بأقصى قوته واضعا يديه على رأسه لحمايته، وبعد أن عبر للجهة الأخرى بسلام أدرك أن جسده أصبح مخضبا بالدماء وآثار اللسع.
ومرة أخرى قال متذمرا:
-«أكره الإبر الطبية»
نظر أمامه فأدرك أن الطريق ما يزال طويلا لذا خطى عدة خطوات مستقيمة للأمام لكنه توقف حين سمع أصوات ضحكات قادمة من مكان مجهول، نظر من حوله باحثا عن الصوت فرأى آلاف العيون تحدق به من كل مكان، كان ذاك الموقع أشبه بالكابوس بالنسبة له لذا جثى أرضا وأمسك رأسه بيديه فهو على وشك الجنون وصرخ:
-«أكره الغابات المخيفة والمظلمة، وأكره نظرات الناس الساخرة»
بمجرد أن أغمض عينيه رأى صورة والدته وهي جالسة معه على السرير، كانت تلك ذكرى له من أيام طفولته، حيث كان في التاسعة، كان يقص عليها ما يراه في أحلامه من كوابيس ولكنها واصلت الرد عليه بجملة واحدة:
-«لا تقلق فهذا مجرد وهم، أغمض عينيك وقل عدة مرات أنه مجرد وهم من خيالك وستستطيع التحكم به ويبوء بالتلاشي»
فتح عينيه مجددا ونظر للوضع من حوله فأدرك أنه ما يزال في نفس النقطة، والأسوأ من ذلك كانت هناك آلاف الآيادي المتجهة نحوه لتمسك به لذا صرخ بصوت عالٍ وهو مغمض عينيه:
-«أعلم أنكِ تستغلين مخاوف طفولتي لتستخدميها ضدي، لكن خسئتِ، أنا لست خائفا، هذه الأمور مجرد أوهام وأنا من يتحكم بها وليس أنتِ»
فتح عينيه ولكن لم يتغير شيء ثم أغمضها مجددا وقال نفس الكلام ولم يتغير شيء، لكن في المرة الثالثة تحطم كل شيء من حوله كما لو أنه خلفية من الزجاج تم ركلها بقوة، وهكذا تمكن جونسو من تجاوز تلك الكوابيس.
مجددا رأى نفسه في مكان فارغ يحيطه السواد من كل مكان وفي أحد الأركان رأى الشيطانة خامان متجسدة أمامه لكن المثير للدهشة أن شكلها مشوه مثل مرآة كسرت وتم جمع قطعها، ومن هالتها الخارجية تبدو ضعيفة ومنهكة.
اقترب منها ببطء فقالت بصوت متقطع:
-«صدقني ستندم أشد ندم إن تخلصت مني، لن تجد أحدا ينتشلك من الوحل الذي أنت فيه ويرفعك بلمح البصر غير لوسيفر»
تذكر جونسو ترجمة الطلاسم التي أخبره عنها نيكولاس، النجمة السداسية تعني ديانة لوسيفر، الصليب يعني الديانة المسيحية، والإسقاط النجمي هو ما يمر به الآن من انتقال جسده داخل المرآة، أما التشقق فهو مفتاح الحل بحيث عليه كسر روح الشيطانة الموجودة داخل المرآة، ولكي يفعل ذلك فهو بحاجة لطاقة أقوى من طاقة الشيطانة، إنها طاقة الصليب الذي يرتديه في رقبته والذي أعطاه له نيكولاس قبل مغادرته، لذا أجابها بابتسامة واثقة:
-«لوسيفر لن ينتشلني لأنه مهتم لأمري، بل سيجبرني أن أكون حقيرا، أنانيا، مجرما يقتل الناس ليرضي مطامعه، الرب أعطاني فرصة لأعيش حياة كريمة وأبذل جهدي وأصبح ثريا وناجحا بتعبي دون أن أظلم أحدا أو أؤذيه لهذا أنا ممتن له، وليسقط لوسيفر»
صرخ بصوت عالٍ في آخر جملة ثم ركل الشيطانة بساقه بقوة فتراجعت للخلف وسقطت لتنقسم لملايين القطع وتتبخر كما يتبخر الماء واختفت للأبد بعد أن تم كسر الروح الشريرة الموجودة في المرآة.
فتح عينيه ليجد نفسه ملقى في شقته ومن حوله الأغراض مقلوبة رأسا على عقب، وعلى بعد خطوات منه شظايا المرآة التي قام بكسرها.
ابتسم بهدوء ثم انفجر من الضحك لكن أوقفه صوت هاتفه الذي يرن في جيبه وحين أخرجه اكتشف أن لديه عشرات المكالمات الفائتة من أخته الصغرى وفي النهاية تركت له رسالة تقول فيها: «أين أنت؟ اتصلت بك عشرات المرات لكنك لا ترد، لقد أفاق والدي من الغيبوبة، تعال بسرعة»
حينها ابتسم بسخرية وقال:
-«إذًا أنتِ من خطط للحادث أيتها الشيطانة المستغلة الحقيرة»
النهاية
عدل سابقا من قبل بثينة علي في الجمعة مايو 05, 2023 6:20 pm عدل 1 مرات
بثينة علي يعجبه هذا الموضوع
بثينة علي Admin
المساهمات : 1314 تاريخ التسجيل : 27/05/2021 العمر : 27
موضوع: رد: لَعْنَةُ المِرْآة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) الأربعاء مايو 18, 2022 8:46 am
لعنة المرآة : فقرة الأسئلة
مرحبا رفاقي...دعونا نتعرف على آراكم في روايتنا هذه وأخبروني برأيكم الصريح فيها دون أي مجاملات
• ما رأيكم بالقصة؟
• كم تعطونها من عشرة؟
• هل تعتقدون أنها كانت مرعبة ولو قليلا؟
• هل تظنون أنني نجحت بالمطلوب مني في مسابقة أقلام فانتازية؟
• شخصيتكم المفضلة؟
• أي نقد؟
والآن وجهوا أسئلتكم للشخصيات وأنا سأجيب بدلا عنهم
• جونسو
• الطبيبة زويا
• نامجون
• الشيطانة خامان
• نيكولاس
• بثينة علي (حتى أنا اسألوني عن القصة)
هذا كل شيء
دمتم بود
عدل سابقا من قبل بثينة علي في الجمعة مايو 05, 2023 6:22 pm عدل 2 مرات
بثينة علي يعجبه هذا الموضوع
بثينة علي Admin
المساهمات : 1314 تاريخ التسجيل : 27/05/2021 العمر : 27
موضوع: رد: لَعْنَةُ المِرْآة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) الأربعاء مايو 18, 2022 8:57 am
لعنة المرآة : الخاتمة
ووووو وصلنا لنهاية المطاف أخيرا
بعد سبع أيام من العمل
لا بد أنكم ترتجفون من شدة الخوف (◉‿◉) والبعض منكم تبول على نفسه، والآخر مات بسكتة قلبية، وآخرون صاروا يأتون بوالدتهم لتنام معهم أو يتركون ضوء الغرفة شغالا في الليل، كل هذه تبعات قصتي الرائعة المرعبة التي أذهلت الكل حتى لوسيفر
أمازحكم (. ❛ ᴗ ❛.)
حاولت جهدي أن آتي بفكرة فريدة من نوعها خاصة وأن فكرة عبدة الشياطين تقريبا مستهلكة والكثيرون كتبوا عنها لكن بذلت أقصى ما لدي لأجعلها مميزة
خلاصة القول يا رفاق إياكم وبيع أنفسكم للوسيفر ԅ(¯ㅂ¯ԅ) لوسيفر لن يعطيكم شيئا دون مقابل بل سيجعلكم تضحون بأعز شخص لديكم وتكفرون بالله وتفعلون كوارث لم أذكرها في قصتي سلامة لعقولكم التي ستنفجع مما تقرؤه حرفيا
قد تقولون يا بثينة من الغبي الذي قد يعبد لوسيفر (ಡωಡ) سأصدمكم بقولي أن هناك من يعبده، وهو منكم وفيكم ولكن لا أحد يستطيع تمييزه من بين الناس الطبيعيين لأنه يخفي نفسه، وخاصة أن أغلبية النجوم المشاهير يعبدونه لكي يحصلوا على الشهرة والمال وهذا واقع نعيشه يا رفاق
في النهاية اهتموا بصحتكم وارتدوا ملابس دافئة فالجو بارد جدا وأراكم في عمل قادم
دمتم بود
• النسخة الأصلية : من 31 ديسمبر 2021 إلى 5 جانفي 2022
• النسخة المعدلة : من 14 إلى 18 ماي 2022
بثينة علي
عدل سابقا من قبل بثينة علي في الجمعة مايو 05, 2023 6:25 pm عدل 2 مرات
بثينة علي يعجبه هذا الموضوع
بثينة علي Admin
المساهمات : 1314 تاريخ التسجيل : 27/05/2021 العمر : 27
موضوع: رد: لَعْنَةُ المِرْآة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) الجمعة سبتمبر 30, 2022 11:53 am
لعنة المرآة : مسابقة شغف 2022
ألف مبروك لقصتنا الجميلة فقد حصدت لقب فائزة مسابقة شغف في فئة الرعب المركز الثاني وحصلنا على ميدالية وتهنئة


وكذا حصلنا على غلافين فخمين


انا أعجبني الثاني أكثر وأنتم أيهما أعجبكم؟
ووووفقط
سلاااام
عدل سابقا من قبل بثينة علي في الجمعة مايو 05, 2023 6:26 pm عدل 2 مرات
بثينة علي يعجبه هذا الموضوع
بثينة علي Admin
المساهمات : 1314 تاريخ التسجيل : 27/05/2021 العمر : 27
موضوع: رد: لَعْنَةُ المِرْآة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) الجمعة سبتمبر 30, 2022 12:00 pm
لعنة المرآة : مسابقة النجم الأزرق 2022
وحصدت قصتنا لقب الفائزة بالمركز الثالث في مسابقة النجم الأزرق فألف ألف مبروك