المساهمات : 1314 تاريخ التسجيل : 27/05/2021 العمر : 27
موضوع: رِوَايَة عَشِقْتُ شَيْطَان!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) الثلاثاء فبراير 22, 2022 11:47 am
رواية عشقت شيطان : المقدمة
السلام عليكم قططي اللطفاء ʕ ꈍᴥꈍʔ
بعد طول انتظار عدت إليكم برواية تحمل في طياتها الكثير من الغموض والرعب...رواية تتخطى هذا العالم إلى عالم آخر مليء بالقصص والألغاز التي نجهلها
لن أثرثر كثيرا...أتمنى منكم دعم هذه الرواية بتصويت وترك تعليق لطيف في حال ما إن أعجبتكم...أما إن لم تعجبكم فيمكنكم انتقادها بشكل لطيف ومهذب أو إغلاقها نهائيا والتوجه لقراءة شيء آخر...كقصة ليلى والذئب مثلا (◉‿◉)
وأيضا تابعوا إنستغرامي فهناك الكثير من المحتوى الممتع في انتظاركم bothaina__ali
ولنبدأ
بثينة علي
عدل سابقا من قبل بثينة علي في الإثنين يناير 15, 2024 8:22 pm عدل 2 مرات
بثينة علي يعجبه هذا الموضوع
بثينة علي Admin
المساهمات : 1314 تاريخ التسجيل : 27/05/2021 العمر : 27
موضوع: رد: رِوَايَة عَشِقْتُ شَيْطَان!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) الثلاثاء فبراير 22, 2022 11:48 am
رواية عشقت شيطان : الفصل الأول
أنا آنجل...فتاة شابة في التاسعة عشرة من عمري...أعمل في أحد الفنادق ومعروف عني أنني موظفة مجتهدة...سأروي لكم قصتي والتي هي من أغرب القصص التي قد تسمعوها...لأنها قصة خارقة للطبيعة تماما وغريبة لدرجة لا يتصورها عقلكم
أنا أعيش في منزل خاص لأنني أحب الوحدة والاستقرار...إضافة إلى أنني أدرس وأعمل في نفس الوقت...أدرس في الجامعة صباحا وأعمل بدوام جزئي من الساعة الخامسة إلى العاشرة مساءً...وطبعا هذا ليس كل يوم بل لأيام محددة فقط في الأسبوع
بينما أعمل ذات يوم جاءت آجوما وقدمت لي بطاقتها وهي تدعى جيون -جيون:أريد الحجز من فضلك -آنجل:دقيقة لو سمحتِ
حجزت الغرفة لها ثم سلمتها المفتاح وناديت على زميلتي لتساعدها -آنجل(بصراخ) :لي...تعالي واصطحبي السيدة لغرفتها -لي:لا أستطيع -آنجل:لماذا؟ -لي:تمزق حذائي ولا يمكنني السير به -آنجل(بتجهم) :حسنا خذي مكاني وأنا سآخذ السيدة لغرفتها
وضعت حقائب السيدة جيون في الطاولة المتحركة ورافقتها إلى حيث غرفتها ثم وضعت الحقائب في الغرفة -آنجل:أتحتاجين شيئا سيدتي؟ -جيون:مهلا! أشعر بشعور غريب! -آنجل:عفوا! -جيون:لسنا وحدنا نحن الاثنتين فقط -آنجل:لا...هذه الغرفة فارغة لا تقلقي -جيون:لا أقصد ذلك...هناك شخص معنا ولكنه ليس من البشر
جعلني كلامها أشعر بالخوف فقد ظننت أنها مختلة عقليا وغادرت الغرفة وأغلقت الباب دون أن أكمل حديثي معها
عدت إلى الاستقبال وجلست بجانب زميلتي لي -آنجل:لن آخذ مكانك بعد اليوم...يكفيني ما سمعته -لي:وماذا سمعتِ؟ -آنجل:أعتقد أن تلك المرأة مجنونة...لقد قالت أن هناك شخصا غيرنا نحن الاثنتين في الغرفة -لي:هل تقصد أن هناك جواسيس؟ -آنجل:لا...لا يهم...أظن أنها تخرف
مرت زميلتنا هايلين بالجوار فسمعتنا نتكلم وركضت نحونا وعلى وجهها ابتسامة ساذجة -هايلين:أشباح؟ -آنجل(بفزع) :من أين خرجتِ؟ لقد أفزعتني -هايلين:أعتذر...بدا لي الموضوع الذي تتكلمان فيه مشوقا -آنجل:ما المشوق؟ -هايلين:قصص الأشباح والعالم الآخر...لطالما كنت مهتمة بهذه الأمور -لي:لا شيء من الذي تتحدثين عنه حقيقي...الأشباح خرافة -هايلين(بتجهم) الكلام معكما ممل...سأعود لعملي -لي:مجنونة -آنجل:لقد أخافتني للحظة
بقيت أعمل حتى حلت الساعة العاشرة وحان وقت عودتي للمنزل فغيرت زي الفندق وحملت حقيبتي وتوجهت للمنزل ونمت مباشرة
أثناء نومي حلمت أنني في غرفتي جالسة على السرير ومعي شاب وسيم للغاية وجذاب...شعرت بالانجذاب له وبقيت أنظر في وجهه المميز وأبتسم...اقترب مني شيئا فشيئا وارتسمت على وجهه ابتسامة خبيثة ولم ألبث حتى رأيته يهجم علي
شعرت بالذعر ونهضت من نومي وأنا أصرخ...نظرت يمينا وشمالا فلم أجد أي شيء ثم لمست جبهتي فوجدتها تتعرق بشدة رغم برودها -آنجل:الحمد لله...كان مجرد حلم
نهضت من فراشي وشربت كوب ماء ثم عدت وأنا أفكر في ذلك الحلم المزعج والغريب...لكن للأسف لم أتمكن من العودة للنوم وبقيت أنظر لسقف غرفتي إلى أن طلع النهار
في صباح اليوم التالي ذهبت للجامعة وأنا متعبة ولم أتمكن من البقاء يقظة طوال الحصة لذلك وضعت كتابا على رأسي ونمت...لكن الأستاذ لاحظني فصرخ علي -الأستاذ(بصراخ) :آااانجل...هل هذا مكان للنوم؟ -آنجل(بفزع) :ماذا!؟ -الأستاذ:لماذا لا تعودين للمنزل وتنامين أحسن لك؟ -آنجل(بتوتر) :لن أنام مجددا...آسفة
حاولت البقاء يقظة طوال الحصة إلى أن انتهى الدوام وذهبت لعملي...لكنني رغم ذلك ما أزال متعبة وأريد النوم -آنجل:بنات...لقد رأيت كابوسا مرعبا البارحة -هاني:عن ماذا؟ -آنجل:رأيت شخصا يهاجمني -هاني:من يكون؟ -آنجل:لا أعرف...لكنه وسيم للغاية وجذاب -لي:لا أفهم...قلتِ أنه هاجمك...والآن تقولين أنه وسيم! وضحي لنا هل أعجبك الأمر أم لا؟ آنجل:لست أعلم بالضبط...لكنه كان وسيما -لي:ألا تتذكرين أين رأيتِ وجهه؟ -آنجل:لم أره من قبل...لكن نظرته الحادة تلك مخيفة ولون عينيه كان أحمر -هايلين:ييييي شيطان -آنجل(بتجهم) :إلى متى ستبقين تفكرين بأمور العالم الآخر وهذه التفاهات؟ -هايلين:ليست تفاهات...إنها حقيقية...ألا تعلمين أن اللون الأحمر يرمز للشيطان؟ -آنجل:اللون الأحمر جميل وأنا أحبه ولا شيء يثبت أنه مرتبط بالشياطين كما تقولين -هايلين:الشيطان لونه أحمر...عيون الشيطان حمراء...الشيطان يحب سفك الدماء الحمراء...لذا حياتك مربوطة بشيطان بطريقة ما -آنجل(بخوف) :كفى...أنتِ ترعبينني...إن لم أتمكن من النوم ليلا فهذا سيكون بسببك -هايلين:لقد حذرتك وأنتِ حرة
وردنا اتصال من أحد عملاء الفندق عبر الهاتف -آنجل:خدمة الفندق...تفضل -جيون:أريد من ينظف الغرفة فقد سقط كأس العصير بالخطأ على الأرض وانكسر وتبللت السجادة -آنجل:دقائق ونأتي
حملت أدوات التنظيف ودخلت غرفة السيدة جيون -آنجل:لقد جئت للتنظيف -جيون:تعالي
قمت بجمع الزجاج من الأرض وبالخطأ جرحت إصبعي وسالت منه دماء كثيرة تساقطت على الأرض ووسختها -آنجل(بألم) :هذا يحرق بشدة!
كانت السيدة جيون في الجوار وحينما سمعتني جاءت لتستفسر عن الأمر وحينما رأت الدم شعرت بالهلع -جيون(بخوف) :ااااه دم...أبعديه...أبعديه -آنجل:أنا آسفة...آسفة
حاولت مسح الدم في ملابسي ولكن هذا لم يزد الوضع إلا سوءا فقد تعبت وأغمي عليها فوق الأريكة -آنجل(بقلق) :أوووبس ما الذي سأفعله؟! أعتقد أن لديها عقدة نفسية من الدم
حاولت إيقاظها بصفعها على وجهها مرات متتالية إلى أن استيقظت ثم رميت مريلتي المتسخة بالدماء جانبا حتى لا يغمى عليها ثانية -آنجل:سيدتي...هل تشعرين بتحسن الآن؟ هل أستدعي لك طبيبا؟ -جيون(بتعب) :لا...أنا بخير...أحضري لي كوب ماء لو سمحتِ وسأخبرك بكل شيء
قدمت لها كوب ماء فشربته ثم جلست بجانبها منصتة ومنتظرة لسماع القصة -جيون:أنا لدي خوف من الدم ولذلك لا أستطيع النظر إليه نهائيا -آنجل:أهذا بسبب صدمة نفسية سابقة؟ -جيون:بلى -آنجل:هل تعرضتِ لحادث من قبل وظننتِ أنك ستموتين؟ -جيون:بل أسوأ -آنجل:إذًا شهدتِ حادثة قتل؟ -جيون:بل أسوأ -آنجل:قطعتِ إصبعك بالخطأ أثناء الطبخ؟ -جيون:أسوأ من كل هؤلاء -آنجل:مممممم هل ستخبرينني؟ -جيون:لديك خياران...إما أن لا أخبرك أو أخبرك ولكن يجب أن تحفظي السر أو تموتي -آنجل(بخوف) :احم احم...لا أعتقد أنه علي أن أعرف -جيون(بنبرة خشنة) :نعم...هذا ما يستحسن فعله
جمعت أغراضي وركضت خارج الغرفة محاولة الهروب من ذلك الموقف المرعب...كان وجهي شاحبا للغاية وقلبي يدق بسرعة لذلك ذهبت لاستراحة العمال وتنفست بعمق وهدأت
حين عدت لمنزلي في المساء جلست أشاهد التلفاز وأفكر في الأمر المريب الذي كانت ستخبرني عنه السيدة جيون...شعرت بالفضول للغاية ولكن طريقتها في الكلام مرعبة وتجعلك تموت من الخوف والتوتر...قاطع حبل أفكاري صوت جرس الباب فانتفضت وارتجف جسمي من الرعب -آنجل:أخافني
فتحت الباب فإذا بها فلورا أعز صديقاتي جاءت لتزورني -فلورا:آنجل...مرحبا عزيزتي...ماذا تفعلين؟ -آنجل:لا شيء مهم...أشاهد التلفاز...أفكر...وغير ذلك -فلورا:لنشاهد فيلم رعب مع بعض
أخذت جهاز التحكم لتغير القناة ولكنني سحبته منها وخبأته خلفي -آنجل:لا...هناك أمور مرعبة كثيرة تحدث هذه الأيام لذلك لا أريد المزيد من الرعب -فلورا:ما القصة؟ أخبريني -آنجل:لا أريد التكلم في الموضوع ولكن أود سؤالك -فلورا:عن ماذا؟ -آنجل:هل تؤمنين بوجود الشياطين والأشباح؟ -فلورا:ههههههه لقد جننتِ...أهذا ما يخيفك؟ -آنجل:لا تسخري مني -فلورا:هذه الأمور مجرد خرافات...أعطني شخصا واحدا ظهر له شيطان في الواقع أو شبح -آنجل:رأيت بعضا منهم في النت -فلورا:النت كله كذب في كذب...ومونتاج وفوتوشوب وغير ذلك...لا تتأكدي إلا حينما ترينه بعينك -آنجل:حقا!؟ -فلورا:طبعا -آنجل(براحة) :أووه لقد ارتحت الآن...شكرا جزيلا فلورا...كلامك كان بمثابة الدواء لجرحي -فلورا:ههههه أعلم...أنا بحد ذاتي دواء -آنجل:لكن ماذا عن الشخص الذي رأيته في حلمي يهاجمني؟! لقد كانت عيناه حمراء ومخيفة وزميلتي في العمل قالت أن العيون الحمراء ترمز للشيطان -فلورا:إنه مجرد كابوس...ألم تري في حياتك كابوسا؟ -آنجل:بلى رأيت -فلورا:حسنا...هذا الأمر أيضا كابوس طبيعي مثله مثل السقوط من مكان عالٍ أو الذهاب للمدرسة بدون ملابس -آنجل:ههههه معك حق...كنت غبية حين نظرت للأمر من زاوية شيطانية -فلورا:لا تقلقي نفسك بهذه الأمور بعد الآن -آنجل:صحيح...لن أفعل
نمت تلك الليلة وأيضا حلمت أنني في مكان فارغ لا يوجد فيه غير الظلام والأرضية الترابية...كان حلما غريبا بعض الشيء فسرت بضع خطوات لأتفقد المكان وأرى إن كان هناك شخص غيري...فجأة لمحت من بعيد شخصا يسير في الظلام ويقترب مني شيئا فشيئا ولديه نفس العيون الحمراء المخيفة -آنجل(بخوف) :من أنت؟
لم يرد
تقدم خطوة بخطوة إلى أن وقف أمامي وبسبب الرؤية المشوشة لم يظهر وجهه جيدا...بقي ينظر إلي بعينيه المخيفتين لكن فجأة هاجمني مجددا ففزعت واستيقظت -آنجل(بقلق) :ترى لماذا هذا الشخص يواصل الظهور في أحلامي؟
في المساء ذهبت للعمل وأنا شاردة الذهن طوال الوقت أفكر في ذلك الحلم الغريب الذي يتكرر إلى أن وردني اتصال من أحد عملاء الفندق -آنجل:خدمة الفندق...تفضل -جيون:سأخرج من الغرفة لذا هلَّا أرسلتم أحدا لتنظيفها؟ -آنجل:حاضرة
نظرت لزميلاتي اللواتي كن يقمن بأعمالهن في الجوار -آنجل:بنات...من منكن تريد الذهاب لتنظيف غرفة السيدة جيون؟ -هاني:أنا مشغولة -آنجل:لي؟ -لي:عندي خدمة علي إيصالها -آنجل:جيونغهوا؟ -جيونغهوا:لا تنظري إلي فأنا مشغولة بتنظيف الملابس -آنجل:هايلين؟ -هايلين:لا -آنجل:أوووه يا بنات...تعرفن أنني أخاف من السيدة جيون -لي:لا تقلقي فهي ستغادر -آنجل:مازلت خائفة -جيونغهوا:لماذا؟ فهي تبدو سيدة لطيفة -آنجل:على كل حال ليس لدي خيار...سأذهب...لكن إن لم أعد تعالين وأنقذنني
أخذت المفتاح وذهبت لغرفة السيدة جيون ودخلت...لم تكن هناك لذا أخذت راحتي في التنظيف واستغرقت كل وقتي...لكن أثناء قيامي بعملي وصلت لغرفة النوم فوجدت الخزانة مفتوحة وبالصدفة ظهر كتاب غريب الشكل هناك...شعرت بالفضول أكثر من الخوف لذا تقدمت وأخرجته وفتحته...لا يمكنني أن أصف لكم حجم الرعب الذي شعرت به وأنا أحمله وأشاهد تلك الرسومات والرموز الغريبة...أحسست بشعور غريب وكأن قلبي يخفق ومعدتي تؤلمني ورجلاي ترجفان...فجأة سمعت صوتا يأتي من خلفي -جيون:ماذا تفعلين؟
صدمت وتراجعت للخلف وسقطت وسقط الكتاب بعيدا -جيون:ما الذي تفعلينه هنا؟ -آنجل(بخوف) :ل ل ل لا شيء...كنت...هنا...أقصد...أنا -جيون:يبدو أنك فتاة فضولية -آنجل(بخوف) :لااااا...ليس الأمر كما تظنين...لقد رأيت الخزانة مفتوحة فأحببت إعادة كل شيء لمكانه -جيون:لكن هل تعلمين ما الذي كنتِ تتصفحينه؟ -آنجل(بخوف) :لا -جيون:إنه أمر في غاية الخطورة لذا لا تلمسيه مجددا
حملَت الكتاب من الأرض وأعادته للخزانة وأغلقت الباب -جيون:أكملي عملك بسرعة وغادري -آنجل:ألم تقولي أنك ستغادرين الغرفة؟ -جيون:نعم كنت سأغادر لكن أدركت أنني نسيت بطاقتي لذلك عدت -آنجل:آااه حسنا
فجأة شعرت برغبة كبيرة في معرفة الأسرار التي تخفيها تلك السيدة لذلك تخلصت من خجلي -آنجل:سيدتي...هل يمكنني سؤالك؟ -جيون:عن ماذا؟ -آنجل:ما قصة ذلك الكتاب؟ وما القصة التي قلتِ أنك ستخبرينني عنها في السابق؟ -جيون:لا يجب أن تعرفي -آنجل:لكنني حقا أود أن أعرف...أقسم لك لن أخبر أحدا وإن فعلت اقتليني -جيون:لست أنا من ستقتلك -آنجل:من إذًا؟ -جيون:لا يهم...ستقسمين لي بطريقة أخرى -آنجل:وما هي؟ -جيون:قسم الشيطان
شعرت برعب شديد وكنت سأهرب من الغرفة لولا أن فضولي شجعني -آنجل:موافقة
وضعت يدها على جبهتي وقالت كلاما غريبا جعلني أموت من الرعب -جيون:بدأت القصة حين كنت بنتا صغيرة...ربتني امرأة غريبة الأطوار وكانت... -آنجل:ماذا كانت؟ -جيون:ساحرة -آنجل:أتقصدين؟ تتقن الخدع السحرية مثل إخراج أرنب من قبعتها؟ -جيون:هههههههههه أنتِ فتاة مرحة...أظن أنني لن أندم إن أخبرتك -آنجل:بماذا؟ -جيون:أنا مثل المرأة التي ربتني...أنا ساحرة -آنجل(بتوتر) :هه ماذا يعني ساحرة في قاموسك؟ -جيون:يعني...عندي اتصال بالعالم الآخر -آنجل(بتوتر) :وهل هذه الأمور حقيقية؟! -جيون:نعم...حقيقية...وقد رأيتها بأم عيني -آنجل:لاااا مستحيل أن تكون حقيقية -جيون:أشعر بطاقة سلبية في هذا المكان لذا أعتقد أنه مسكون -آنجل(بخوف) :م م م مسكون! -جيون:نعم...هذه بطاقتي...في حين تعرض فندقكم لمشكلة مع كائنات غريبة اتصلوا بي فأنا سأغادر غدا -آنجل:فهمت
أعطتني بطاقتها ثم غادرت غرفتها...في البداية لم أكن أصدق تلك الأمور لذلك توجهت لسلة النفايات لأرميها...وقبل أن أفعل ذلك فكرت لبعض الوقت ثم غيرت رأيي -آنجل:سأحتفظ بها كذكرى فحسب...إنها مجرد بطاقة في النهاية
في يوم الغد غادرت السيدة جيون الفندق فحمدت الله طويلا لأنها ذهبت فوجودها هناك يخيفني -جيونغهوا(بتذمر) :آخ أنا متعبة...أريد أن أرتاح قليلا -آنجل:اجلسي
جلست بجانبي وفتحت مجلة لتقرأها بينما أقوم باستقبال الزبائن...بعد فترة من العمل جاء شخص يضع نظارات سوداء ويرتدي بذلة رسمية سوداء وبدا لي من الطبقة الرفيعة اجتماعيا -جيمين:مرحبا...هل يمكنني الحجز في هذا الفندق؟
نظرت له وبدا لي وسيما وجذابا رغم أنني لم أنظر في عينيه بعد لكن رأيته يبتسم لي برقة وبطريقة أسرت قلبي -آنجل(بخجل) :نعم...كم من الوقت تريد أن تحجز؟ -جيمين:3 أشهر -آنجل:لكن هذا وقت طويل وقد يكلفك الكثير...أنصحك بتأجير منزل فهو أرخص -جيمين(برومنسية) :كله يهون لأجل هذا الجمال الذي أمامي
شعرت بالخجل وأنزلت رأسي ونسيت أصلا أنني هناك لأعمل -جيونغهوا:آنجل...هل ستتركين الزبون يقف هنا طوال اليوم؟ -آنجل:آه...صحيح...أعتذر...سلمني بطاقتك وهويتك لو سمحت
قمت بتسجيله في الفندق ثم أخذته لغرفته -آنجل:أليس معك حقائب أحملها؟ -جيمين:لا...لم أحضر أي حقائب -آنجل:كيف ذلك؟ ألم تقل أنك ستستغرق وقتا طويلا هنا؟ -جيمين:هههه
دخلنا الغرفة وأريته إياها وأعطيته بعض التعليمات المهمة -آنجل:إن احتجت أي شيء فاتصل بنا على خدمة الزبائن -جيمين:نعم...أحتاج شيئا ما
خلع نظاراته فظهرت عيناه الجميلتان والجذابتان اللتان وقعت بحبهما من نظرة واحدة...تقدم مني شيئا فشيئا فشعرت بتوتر إلى أن وقف أمامي -جيمين:ههههه لا تخافي...أدعى بارك جيمين...وأنتِ؟ -آنجل(بتوتر) :أنا بارك آنجل -جيمين:لدي أصدقاء سيأتون لاحقا لهذا الفندق فهلَّا تدبرتِ أمرهم؟ -آنجل(بتوتر) :طبعا ولِمَ لا -جيمين:ماذا عني؟ هل ستهتمين بي؟ -آنجل(بتوتر) :مممممم طبعا...إن احتجت أي شيء نادني...سأكون هنا في وقت دوامي أي من الساعة الخامسة إلى العاشرة مساءً -جيمين:جميل...جميل جدا
غادرت غرفته ونزلت لأكمل عملي ولكن بعد ساعة اتصل بي على هاتف الفندق -آنجل:معكم خدمة الفندق -جيمين:أريد طلب الطعام -آنجل:ماذا تريد بالضبط؟ -جيمين:أريد أغلى وأفضل طعام لديكم -آنجل:حسنا سيدي...سيتم إرساله إليك حالا -جيمين:وأريدك أنتِ أن تحضريه إلي -آنجل:ماذا؟! -جيمين:أيمكنك إسداء هذه الخدمة من أجلي؟ -آنجل:أوه حسنا
سجلت طلبه على ورقة فرأتني زميلتي سولجي أكتب وجاءت عندي -سولجي:هل هو طلب طعام؟ -آنجل:نعم...لكن يبدو أنني أنا من ستوصله هذه المرة -سولجي:حسنا...سأبقى في مكانك إلى أن تعودي
ذهبت لمطبخ الفندق وأخذت الطلب لجيمين كما قال...وقبل أن أدخل نظرت في مرآتي وتأكدت أن شعري وتبرجي مرتب ثم دخلت -آنجل:مرحبا سيدي...أحضرت طلبك -جيمين:أهلا بالجميلة...تفضلي -آنجل:هل تحتاج شيئا آخر؟ -جيمين:اجلسي وتناولي الطعام معي -آنجل(بتوتر) :أنا؟! ولكن لماذا؟ -جيمين:فقط لأنني أريد ذلك -آنجل(بتوتر) :آااا للأسف...ينتظرني عمل كثير -جيمين:أخبريهم أنك كنتِ تعملين عندي بالفعل -آنجل(بتوتر) :حسنا -جيمين:اجلسي
جلسنا ووضعنا الطعام كله على المائدة...بقيت أسترق النظرات نحو جيمين طوال الوقت وأبعد نظري بسرعة قبل أن ينتبه لي -جيمين:هل تدرسين؟ -آنجل:نعم في الجامعة -جيمين:أي تخصص؟ -آنجل:إعلام آلي -جيمين:ممممم جيد -آنجل:ماذا عنك؟ ما هو عملك؟ -جيمين:ممممم إنه صعب للشرح...دعينا منه -آنجل:آه...حسنا
صمتنا لبعض الوقت نتناول الطعام ثم نظر لي -جيمين:ليس لديك أي مواعيد الليلة بعد العمل؟ -آنجل:لا...سأعود للمنزل مباشرة لأنام فلدي جامعة -جيمين:فهمت...لكنني مرتاح لك كثيرا وأريد أن أخرج معك لتناول العشاء -آنجل:ربما لاحقا -جيمين:حسنا...تذكري وعدك هذا -آنجل:سأتذكره
كان السيد جيمين طيبا معي للغاية وارتحت له كثيرا حتى أننا تبادلنا أرقام الهواتف...شعرت أننا سنصبح أصدقاء مقربين بسرعة وربما سنكون أكثر من ذلك...لكن ما حيرني هو أنه يكلمني بطريقة عفوية وكأنه يعرفني من قبل لكن من يهتم...المهم أنني أخيرا وجدت شابا جيدا أرتاح له وأقضي معه وقتا أطول
• برأيكم : من يكون جيمين في الحقيقة وما سر اهتمامه بآنجل؟
عدل سابقا من قبل بثينة علي في الإثنين يناير 15, 2024 8:24 pm عدل 3 مرات
بثينة علي يعجبه هذا الموضوع
بثينة علي Admin
المساهمات : 1314 تاريخ التسجيل : 27/05/2021 العمر : 27
بعد يوم شاق من العمل في الفندق تنهدت أخيرا وغيرت ثياب العمل إلى ثياب عادية وخرجت من قاعة الموظفين لأجد السيد جيمين ينتظرني أمام باب القاعة -آنجل:مرحبا سيد جيمين -جيمين:لا تنادني بالسيد -آنجل:وماذا أناديك؟ -جيمين:ببساطة...جيمين -آنجل:هههه هذا صعب...لكن سأحاول -جيمين:وعدتني أننا سنتناول العشاء معا...صحيح؟ -آنجل:نعم...كيف عرفت مكاني؟ -جيمين:ههههه لا يهم...لنذهب -آنجل:هيا
توجهت معه إلى مطعم قريب وطلبنا الطعام...بدأنا نأكله وكنت أشعر بالخجل الشديد لذلك أكلت ببطء وتروٍ
بعد أن أنهينا العشاء ركبت سيارته ليوصلني للبيت ولأنني أعاني الكوابيس كنت متعبة للغاية لذا نمت هناك...لم أتذكر أي شيء حصل بعدها ولا حتى كيف وصلت...وفي حقيقة الأمر كان جيمين هو من أحضرني إلى هناك...لا أعلم من أين حصل على عنوان منزلي ولكنه فعلها
حين أوصلني وضعني على السرير بصعوبة وبينما يحاول تمديد جسدي بشكل مستقيم انزلق ووقع علي
رفع رأسه ببطء ونظر لوجهي يتأمله ويحدث نفسه -جيمين(يفكر) :وجهها الملائكي...رموشها كثيفة وجفونها جذابة...حاجباها مرسومان كتحفة فنية رسمها رسام محترف...خداها الورديان يمنحان وجهها جمالا خارقا...وأخيرا شفاهها الممتلئة التي تناديني...لا لا...علي أن لا أستسلم وأفسد كل شيء اليوم
نهض عني ببطء ونظر لجسدي الممدد على السرير محاولا تجاهل كل تلك الصرخات الشيطانية التي تحثه على أخذ ما يريده لكنه قرر أن يصبر قليلا فما يزال الوقت مبكرا
في يوم الغد استيقظت من النوم الطويل الذي كنت فيه ورأسي يؤلمني للغاية...فتحت عيناي ببطء لأرى أين أنا فعرفت أنها غرفتي لا غيرها -آنجل:آاااخ رأسي...لماذا يؤلمني هكذا؟
بينما أتذكر سبب صداع رأسي تذكرت أنني أنا وجيمين تعشينا معا ليلة البارحة...لكن مهلا! ما الذي أفعله هنا؟ كيف وصلت لمنزلي وجيمين لا يعرف العنوان حتى
فجأة تذكرت أن لدي حصصا صباحية في الجامعة فركضت للحمام واغتسلت وارتديت ثيابا جديدة وتناولت أقراصا مزيلة للصداع لعل حالي تهدأ قليلا
ذهبت للجامعة متعبة ولا أقوى على فتح عيناي مطلقا لكنني رغم ذلك أستطيع التظاهر أمام الأستاذ أنني منتبهة كي لا يوبخني مجددا...كان عقلي في مكان آخر وهو قصة جيمين المبهمة التي لا أستطيع فهمها مهما حاولت التفكير لذلك انتظرت أن تحين الساعة الخامسة مساءً بفارغ الصبر حتى أذهب وأسأله عن الموضوع بنفسي
مر ذلك اليوم طويلا وكأنه يتمدد عمدا ليمنعني من فعل ما أريده...لكن في نهاية الأمر وصل الموعد المحدد وركضت نحو الفندق الذي أعمل فيه وغيرت ثيابي ووقفت أؤدي ما علي من عمل -آنجل(بهمس) :يا بنات...هلَّا قمتن بعملي لدقيقة؟ أود أن أذهب للكلام مع السيد جيمين -هايلين:نحن أيضا لدينا أشغالنا -لي(بخبث) :أرى أنك لا تستطيعين البقاء دقيقة دون رؤيته...هل اشتقتِ له لتلك الدرجة؟ -آنجل:إنه فقط يدين لي ببعض التوضيحات -لي:صحيح صحيح...هذا ما كانت تقوله أمي لأهلها حين تريد الهروب من المنزل لمقابلة أبي قبل أن يتزوجا -آنجل(بحدة) :بناااات! لا تفهمنني خطأ...أنا فقط أريد...
صمتت فجأة حين رأيته يقترب من منطقتي وينظر إلي بعينيه الجذابتين وابتسامته الساحرة التي خدرتني -جيمين:هل طلبني أحد هنا؟ -آنجل(بتوتر) :ههههههه لا...من قال لك؟ -جيمين:إحساس -آنجل(بتوتر) :لا أبدا...كنا منشغلين بأعمالنا الخاصة ولم نذكرك أبدا سيد جيمين -جيمين:أخبرتك أن تناديني جيمين فقط -آنجل(بتوتر) :حاضرة...جيمين -جيمين:تعالي معي فهناك خدمة أريد طلبها منك -آنجل:حاضرة -لي(بهمس) :تشجعي آنجل ههههه -آنجل(بهمس) :اصمتي...سأذبحك حين أعود
ذهبنا إلى غرفته وأنا متوترة وأعض على شفاهي طوال الوقت...لم أكن أعرف حتى كيف أبدأ معه الموضوع وكيف أنهيه ولكن علي فهم ما يجري قبل أن أجن من التفكير -جيمين:اجلسي -آنجل:لا...أخبرني بما تحتاجه سريعا فلدي عمل -جيمين:اسمعي...لا أعلم كيف أخبرك بذلك لأنني متوتر للغاية -آنجل:ها؟ -جيمين:منذ أول يوم رأيتك فيه لقد...
قبل أن ينطق بأي كلمة سحر قلبي من مظهره الجذاب وشفاهه التي تتحرك بهدوء...لماذا أراه جذابا هكذا؟ لماذا؟ لماذا هو من بين كل الشباب يبدو مميزا ويجعل قلبي يرفرف بعيدا في السماء -جيمين:ما أردت قوله...لقد أحسست أنك فتاة مميزة ولديك شيء لطالما رغب الناس به...ألا تحسين بذلك؟ -آنجل(بسخرية) :هههههه لا أظن...أنا فتاة عادية مثلي مثل غيري
بينما أحاول فهم ما يقوله قام بتقريب يده من يدي ببطء وأمسكها بهدوء ورومنسية جعلت قلبي البارد يرقص فجأة...ربما لم أخبركم بهذا الأمر عني من قبل...يلقبني أهلي وأصدقائي بالفتاة الباردة...هذا اللقب لم يأتِ من فراغ فهم ينادونني هكذا لأنني لم أحب ولو لمرة في حياتي ولم ألِن لأي رجل من قبل...حتى في فترة مراهقتي فكانت زميلاتي عندما يشاهدن شبابا وسيمين يقمن بالتصرف بحماقة والتمايل أمامهم ليجذبوا انتباههم لكنني لم أكن مثلهن...لكن ما الذي يجري معي أنا وهذا الرجل؟! هل وقعت بحبه من أول نظرة!؟
بينما يمسك بيدي توترت وحاولت إخفاء مشاعري...نعم أنا غبية أمامه بما يكفي ولا حاجة لأتغابى أكثر...نظر هذا الأخير لعيناي الخجولتين ثم حرك يدي إلى جهة الكف وبسط كل أصابعي وبقي ينظر فيها باهتمام...شيء ما هناك جذب انتباهه بشدة وأظن أنه الخط الأفقي الموجود في راحة يدي...إنه أمر غريب صحيح؟ جميع الناس لديهم العديد من الخطوط العشوائية المتعرجة في يديهم أما أنا فمن الناس الندرة الذين لديهم ذلك الخط المستقيم -جيمين:أود الاعتراف بشيء مهم لك -آنجل(بتوتر) :طبعا...تفضل -جيمين:لقد تقابلنا منذ فترة قصيرة صحيح؟ -آنجل(بتوتر) :بلى -جيمين(برومنسية) :منذ تلك اللحظة شعرت بانجذاب شديد نحوك كما لو أنني قطعة معدن وأنتِ المغناطيس الذي يجذبني -آنجل(بتوتر) :ه ه ه هل حقا ما تقول؟ -جيمين:طبعا...أنا صادق بكل حرف أقوله -آنجل(بتوتر) :ولكن ما الذي تظن أنه يميزني؟ -جيمين:ممممم أشياء كثيرة...شخصيتك...قلبك...عيناك...ابتسامتك...شفاهك...
شعرت أن حرارة الجو تزيد كلمة بعد كلمة إلى أن توقف عند كلمة شفاهك...لقد نظر كل منا في عيني الآخر...فجأة رأيته يقترب مني ببطء شديد ويضع كلتا يديه على كتفاي...حاربت نفسي لأبتعد عن طريقه لكنه جذاب للغاية...ظل يقترب نحوي إلى أن وصلت شفتاه لشفتاي تقريبا...وقبل أن يضعهما على خاصتي بقي يتنفس بعمق ويغمرني برائحة أنفاسه الساخنة التي جعلت فراشات الحب تتراقص في بطني...أردت بشدة أن أقبله ولكن تذكرت من أكون...أنا آنجل الفتاة باردة المشاعر...لا يجب أن أتصرف هكذا وأجعل من نفسي أضحوكة أمام رجل
ابتعدت عنه بمقدار خطوة وجلست في نهاية الأريكة -آنجل(بتوتر) :أعتذر...لا يمكنني ذلك -جيمين:لماذا؟ -آنجل(بتوتر) :أنت لم تسمع جوابي بعد ولكنك بدأت بفعل أمور عاطفية معي وهذا لا يريحني -جيمين:آه صحيح...آسف...لقد جعلتك تسيئين فهمي...آسف -آنجل(بتوتر) :لا تعتذر -جيمين:أود سماع جوابك فما هو؟ -آنجل(بتوتر) :مممم حاليا لا أستطيع إجابتك...ربما مع الوقت تتغير نظرتي نحوك فمن يدري -جيمين(بابتسامة) :سأنتظرك -آنجل(بتوتر) :هل تحتاج المساعدة الآن؟ -جيمين:لا...أحضرتك فقط لأخبرك بهذا -آنجل(بتوتر) :بالإذن إذًا
خرجت بخطوات بطيئة أسير في رواق الفندق نحو مكان عملي...مازلت أتصرف بتوتر وغرابة حتى بعد أن ابتعدت عن ناظريه! علي وضع حد لذلك فهو ليس أي شخص يجب الوثوق به والدخول معه في علاقة مباشرة...لكن مهلا! هل كاد يقبلني؟ هذا رومنسي وقاتل...أنفاسه كادت تقتلني وشفاهه الممتلئة خدرتني تقريبا
لم يكن من السهل تقبل ما أمر به على كل حال ولكن لننسى الموضوع...هذا ما فعلته...غيرت ثياب عملي وتوجهت نحو منزلي سيرا على الأقدام بينما دماغي موجود في عالم آخر
عدت للمنزل ورميت نفسي على سريري الطري أرتاح من عناء يوم طويل...فجأة تذكرت أن علي التركيز على دراستي فإن لم أدرس منذ الآن لن أفهم شيئا لاحقا...حملت دفاتري وجلست أراجع الدروس التي درسناها وآخذ معلومات من النت لكنني فجأة تذكرت جيمين...لقد صرت أتعرق بمعنى الكلمة كما لو أنني في موقف محرج...شردت بذهني إليه وإلى حركاته التي أخذت قلبي ورمته في نيران العذاب...لكن مهلا! ليس علي فعل ذلك...أنا فتاة باردة ولا يهمني الرجال أيا من كانوا
عدت للدراسة مجددا وصرت أقرأ بصوت عالٍ لعلني أركز أكثر...لكن لا فائدة...كل ما حاولت التهرب من التفكير به أجد نفسي أفكر أكثر
حاولت مرارا وتكرارا أن أمحو ذلك الإنسان لكن بلا فائدة...إلى أن أخذني النوم إلى عالم الأحلام وغططت في سبات عميق
في ذلك الحلم رأيت نفسي واقفة في فراغ كبير وأسود...لم يكن هناك أي شيء سواي...الأمر أصبح مرعبا ولا يمكنني تحمله أكثر...خطوت عدة خطوات في ذلك الفراغ لعلني أتمكن من فهم ما يجري...فجأة رأيت عينين حمراوين في الظلام...عينين مخيفتين بثتا الرعب في داخلي وجعلتاني أركض بعيدا لأهرب...لكن إلى أين سأهرب؟ هذا المكان مثل الدوامة...ركضت وركضت لكن الغريب في الأمر أنني لم أتقدم ولو خطوة واحدة...فجأة نظرت خلفي لأرى تلك العيون تهاجمني فارتعدت واستيقظت -آنجل(بفزع) :يا إلهي! ماذا كان ذلك؟ تلك العيون الحمراء مجددا! ما الذي تريده مني؟
نهضت وشربت كوب ماء وجلست أتنفس بهدوء تام محاولة تجاوز الصدمة التي كنت فيها...أعتقد أنني بدأت أخاف من العيش في هذا المنزل وحدي...على التصرف قبل أن أجن من الرعب الذي أعيشه هذه الأيام
كان يوم الغد يوم عطلة...ذهبت أنا وفلورا لنتسوق ونشتري حاجيات مهمة بعد أن سمعنا بالتخفيضات...سردت لها قصة العينين المخيفتين اللتين أراهما في حلمي ولكنها لم تلقِ بالا للموضوع -فلورا:أعلم بما تفكرين...لكنني أخبرتك سابقا أنها مجرد كوابيس -آنجل:هل يمكن للشخص الطبيعي أن يعاني من الكوابيس يوميا؟ -فلورا:لا أعلم -آنجل(بقلق) :أشعر أنني مريضة نفسيا...علي زيارة طبيب نفسي لمعرفة المشكلة -فلورا:ممممم فكرة جيدة -آنجل:وأيضا هناك أمر أود طلبه منك...من فضلك انتقلي للعيش معي -فلورا:ههههه أتتذكرين حين طلبت منك ذلك؟ قلتِ أنك تحبين الهدوء والوحدة -آنجل:صحيح...لكنني صرت الآن أراها مخيفة بعض الشيء -فلورا:موافقة...سأنتقل للعيش معك ولكن عديني أن تتوقفي عن القلق بشأن الكوابيس فهي أمور طبيعية -آنجل:ممممم فهمت
أكملنا رحلتنا في السوق واشترينا الكثير من الأغراض وأثناء تواجدنا هناك لمحت السيد جيمين وهو يلقي نظرة على متجر ملابس متواجد هناك ولم يلاحظ وجودنا -آنجل(بتوتر) :إنه هو...اختبئي
أختبأنا خلف مجموعة من الملابس المعلقة ورفعت رأسي ببطء أتجسس عليه -فلورا(بهمس) :من هو هذا؟! -آنجل(بهمس) :نسيت إخبارك بقصته...إنه الشخص الماكث في فندقنا وقد أخبرتك سابقا أنني معجبة به...وهو أيضا اعترف لي بإعجابه مؤخرا -فلورا(بهمس) :هذا معجب بك؟! -آنجل(بهمس) :بلى
رفعَت رأسها ببطء ونظرت لجيمين وهو ينظر للملابس ويختار الألوان والأحجام المناسبة ولكن رسمت على وجهها نظرة غريبة لم أفهم سببها -فلورا(بهمس) :هذا هو!؟ -آنجل(بهمس) :بلى...قلت بلى -فلورا(بهمس وسخرية) :ههههههه هذا هو الذي يعجبك؟ -آنجل(بهمس) :يا فتاة! هل تسخرين من ذوقي؟ -فلورا(بهمس) :هههههههههه هذا هو؟ لا أصدق! آنجل هل أنتِ عمياء؟ -آنجل(بهمس) :اخرسي...إنه وسيم...وجذاب للغاية...وكل الفتيات يركضن وراءه -فلورا(بهمس) :ههههه حسنا حسنا لن أجادلك -آنجل(بهمس) :والآن لنخرج من هذا المتجر قبل أن يلاحظنا
خرجنا بخطى بطيئة وخفيفة كالمتسللين وبالفعل تمكنا من الخروج دون أن يلاحظنا...أو هذا ما ظنناه!
بعد خروجنا مباشرة نظر جيمين ناحية الباب الذي خرجنا منه وابتسم بخبث ورمى الملابس التي كانت بيده -جيمين(بخبث) :هههههه تظنين أنني لم ألاحظك! مغفلة...أنا من تبعتك إلى هنا وأعرف كل تحركاتك...أستطيع حتى سماع همسك أنتِ وصديقتك...يؤسفني أن نهايتك ستكون قريبة
أحضرت فلورا أغراضها وانتقلت للعيش معي في منزلي المنفرد...هذا أجمل إحساس يمكنني أن أشعر به...أشعر براحة كبيرة بعد أن وجدت شخصا ينام بجانبي وربما لن أرى الكوابيس مطلقا بعد الآن
في أحد الأيام ذهبت للعمل وبينما أنتظر قدوم الزبائن جاء إلي شابان وسيمان مهندما المظهر ووقفا عند طاولة الانتظار -آنجل:تفضلا...بماذا أساعدكما؟ -تاي:جئنا لنحجز -آنجل:غرفة واحدة بسريرين أم غرفتين؟ -تاي:واحدة -آنجل:بطاقتاكما رجاءً...وكم فترة حجزكما؟ -هوسوك:3 أشهر
بينما أقوم بالتسجيلات المطلوبة جاء السيد جيمين نحو الشابين فانحنيا أمامه باحترام شديد وكأنه مديرهما في العمل أو شيء كهذا -جيمين:لقد انتظرتكما طويلا -تاي وهوسوك:آسفان سيدي
انهمكت بتسجيل اسميهما على الحاسوب ومن لحظة للحظة أرمقهم بنظرة خاطفة -آنجل:تفضلا...ها هو المفتاح -تاي وهوسوك:شكرا -جيمين:يبدو أنك غاضبة مني -آنجل:عفوا! لا يا سيد جيمين لست غاضبة -جيمين:ماذا قلت سابقا عن لقب سيد؟ -آنجل(بتوتر) :آه...آسفة -جيمين:أظنك منزعجة مني بسبب ما حصل آخر مرة لذلك لم تكلميني حتى أو تنظري لوجهي -آنجل:لا أبدا...فقط انشغلت بالعمل فكما تعرف كتابة الأسماء وأرقام الهوية أمر دقيق جدا ويحتاج تركيزا -جيمين:فهمت...أعرفك بتاي وهوسوك -آنجل:تشرفنا -جيمين:أتمنى أن تعتني بهما جيدا -آنجل:أكيد -جيمين:بالإذن
ذهب جيمين وصديقاه إلى غرفهم وطوال فترة ابتعادهم بقيت أراقبهم من الخلف إلى أن ركبوا المصعد...حينها استدار جيمين نحوي وابتسم ثم ضغط على الأزرار وانغلق الباب ليقطع تواصل أعيننا الذي دام للحظات
بينما جيونغهوا في الجوار تقوم بعملها رأتني شاردة الذهن فتقدمت مني -جيونغهوا:آنجل! -آنجل:نعم! -جيونغهوا:ما الذي يجري معك؟ -آنجل:لا أعلم...ذلك الرجل يريد أن يفقدني صوابي...حركاته كلها آسرة للوجدان -جيونغهوا:يبدو أنك وقعتِ بالحب -آنجل:لا أعلم...لكن ألا يبدو لك جيمين غريب أطوار؟ -جيونغهوا:صحيح...هو كذلك -آنجل:أمر ما بخصوصه يجعلني لا أشعر بالراحة -جيونغهوا:ربما هو خوفك من خوض العلاقة الأولى -آنجل:لا أعلم...لا أعلم حتى إن كنت سأدخل معه في علاقة أم لا
في غرفة جيمين اجتمع الثلاثة...جيمين يطوف بالغرفة وهوسوك وتاي يخفضان رأسيهما بانتظار سماع أوامره -جيمين:لقد عثرت عليها...إنها بالفعل من فصيلة الإنسان الزُهري -هوسوك:سيدي...هل نقتلها؟ -جيمين:ليس بعد...لا أريد قتلها مباشرة...أحتاج وقتا من الزمن حتى تحدث ظاهرة القمر الدموي وسيكون الوقت مناسبا لقتلها -تاي:ظاهرة القمر الدموي! أليست هذه ظاهرة نادرة؟ -جيمين:بلى...لكنها ستحدث بعد ثلاث أشهر من الآن وهي فرصتي لأصبح أقوى -تاي:حاضر سيدي...اطلب منا ما تريده -جيمين:لدي عمل خاص لكما -تاي وهوسوك:أوامرك سيدي
عدت في المساء للمنزل وبقيت أنا وفلورا مستلقيتان على سريرينا كلٌ مهتمة بأمورها...أنا أدرس وهي تتعلم اللغة الإنجليزية من أحد المواقع...فجأة تحمست حين رأت إعلانا مهما على حاسوبها -فلورا(بحماس) :آاااا ظاهرة القمر الدموي! رائع رائع! -آنجل:عن ماذا تتكلمين؟ -فلورا:هل شاهدتِ من قبل ظاهرة القمر الدموي؟ -آنجل:لا -فلورا:لنشاهدها معا هذا العام إذًا...ما رأيك؟ -آنجل:ما هي هذه الظاهرة بالضبط؟ -فلورا:هي ظاهرة تحدث حينما يكون القمر في خسوف كامل مع الشمس فيصبح لونه أحمر -آنجل:أحمر! هذا مدهش! -فلورا:عليك رؤيته...إن منظره جذاب...يجب أن ألتقط له صورة هذا العام من أجل مدونتي -آنجل:ههههههه متى سيحدث؟ -فلورا:بعد ثلاث أشهر من الآن -آنجل:أووو متشوقة لذلك -فلورا:وأنا أيضا
ابتسمنا لبعضنا ثم عدت لمراجعة دروسي...لكن فجأة تذكرت تلك العيون الحمراء التي تظهر في كوابيسي...ترى هل لها علاقة بظاهرة القمر الدموي؟ لماذا لا أشعر بالراحة لكل شيء لونه أحمر؟ لا بد من إيجاد حل لما يحصل معي بسرعة
• برأيكم : من يكون كل من هوسوك وتاي وما علاقتهما بجيمين؟ وما الذي يخطط له جيمين معهما؟
عدل سابقا من قبل بثينة علي في الإثنين يناير 15, 2024 8:25 pm عدل 2 مرات
بثينة علي يعجبه هذا الموضوع
بثينة علي Admin
المساهمات : 1314 تاريخ التسجيل : 27/05/2021 العمر : 27
هناك ملايين الأمور الغامضة والغيبيات في هذا العالم...أمور من شأنها أن تقلب العالم في غمضة عين مثل قصتي الحالية...قصة الإنسان الزُهري...هل تعرفون من هو الزُهري؟
يّقال أن الزُهري إنسان خارق للطبيعة يستخدم لأعمال السحر والشعوذة والحصول على القوة والمال...ومن العلامات الجسدية التي تميزه خط أفقي في يده على عكس بقية الناس الذين لديهم العديد من الخطوط العشوائية...لكن أمي أخبرتني أنه مجرد طفرة خلقية تماما مثلها مثل الذي يولد بست أصابع أو عيون حولاء
بقيت أنا وهايلين معا نؤدي عملنا في الفندق إلى أن وردها اتصال من عمها...لم أنتبه كثيرا لموضوع المكالمة فقد كنت أراجع بيانات النازلين في الفندق إلى أن وصلت لبيانات جيمين...انتبهت إلى أنه لا يوجد على بطاقة هويته عنوان سكن! هذا غريب! من المفروض أن بطاقات الهوية الإلكترونية تحتوي على أهم البيانات مثل الاسم، الصورة، تاريخ الميلاد، السكن...أصبت بالذعر فجأة حين وضعت هايلين يدها على كتفي لتوقظني من شرود ذهني فانتفضت كقطة مذعورة -هايلين(بحماس) :خبر سار...سأذهب لمزرعة عمي في عطلة نهاية الأسبوع -آنجل:ههههه جميل -هايلين(بحماس) :والمدهش في الموضوع أنه موسم جني التفاح....يشعرني ذلك براحة لا مثيل لها -آنجل:أنتِ محظوظة...أنا أيضا أود الذهاب للريف والشعور بالراحة النفسية فمؤخرا تأتيني الكثير من الكوابيس وتخرب مزاجي -هايلين:تعالي معي -آنجل:حقا؟ -هايلين:طبعا...عمي وزوجته يحبان الضيوف كثيرا -آنجل:موافقة
صرنا نقفز من شدة الحماس ونحضن بعضنا إلى أن لمحت جيمين يقف بجانب طاولة الخدمات وينظر إلينا بابتسامة...فجأة شعرت بالإحراج ودفعت هايلين واعتدلت أمامه -آنجل:احم احم متى أتيت؟ -جيمين:حينما كنتِ تقفزين أنتِ وصديقتك -آنجل:هل تحتاج شيئا؟ -جيمين:لا...أردت أن آتي وأرى عينيك الجميلتين فهما تشعرانني بالراحة
حينما قال ما قاله أحسست بتوتر شديد وبأن وجهي يحترق من الخجل لذا أنزلت رأسي وبقيت أنظر للأسفل لفترة -جيمين:ههههه هل خجلتِ للتو؟ حسنا سأصمت -آنجل(بخجل) :لا...الأمر هو... -هايلين:آنجل...لا تنسي موعدنا...وداعا
ابتعدت هايلين عنا وبقيت أقف عند طاولة الخدمات ولا أقوى على رفع وجهي حتى...تمنيت لو أن جيمين يغادر لأتفادى الإحراج لكنه لم يفعل وبقي ينظر لي بابتسامة ساحرة -جيمين:عن أي موعد تتكلمان؟ -آنجل:لقد اتفقنا على أن نذهب للمزرعة لقطف التفاح -جيمين:أووو مذهل! لم أذهب لمزرعة منذ زمن...أنتِ محظوظة -آنجل:صحيح -جيمين:هل يمكنني مرافقتكما؟ -آنجل:ترافقنا! لماذا تريد مرافقتنا!؟ -جيمين:أريد أن أرتاح قليلا من المدينة وضجيجها...أتسمحان لي؟ -آنجل:لا أعلم...فكما أخبرتك المزرعة ملك لعم صديقتي -جيمين:سأسألها بنفسي
إنه أمر مثير للتوتر...هذا الشاب يحاول تحريك مشاعري غصبا عني...أعلم ما ينوي فعله...لقد اتخذها فرصة لكي يتقرب مني ويبقى معي أكثر...لماذا لا يتوقف فحسب؟ أكاد أجن بسببه...أريد أن أكون معه لكن شيء بشأنه لا يريحني ولا أعلم ما هو
أثناء مرور هايلين بالجوار رآها جيمين فذهب نحوها -جيمين:أيمكنني الذهاب معكم للمزرعة؟ -هايلين:عفوا! -جيمين:أريد مرافقتك أنتِ وآنجل فهل يمكنني؟ -هايلين(بتوتر) :مممممم بلى...لا مشكلة -جيمين:شكرا جزيلا
استدار نحوي وابتسم ثم صعد المصعد وذهب لغرفته...ركضت نحو هايلين وأمسكتها من كتفيها وهززتها بقوة -آنجل(بصراخ) :لاااا هاااايلين لماذا فعلتِ ذلك؟! لماااذااا؟! لا أريده أن يأتي معي -هايلين:وما المشكلة؟ -آنجل:لقد أردت الذهاب لأرتاح لكن وجوده هناك قد يوترني أكثر...أووووه هايلين...لماذا فعلتِ ذلك!؟ -هايلين:بما أنك معجبة به فلماذا لا تتواعدان وانتهى؟ -آنجل(بحدة) :أولا لست معجبة به -هايلين:حسنا حسنا -آنجل:ثانيا...لا يمكنني الثقة بأي شاب ومواعدته حتى أتأكد من نيته الحقيقية تجاهي -هايلين:أوافقك الرأي...الرجال مخادعون -آنجل(بقلق) :ماذا أفعل الآن؟ ربما علي إلغاء الرحلة -هايلين:لاااا...أقسم أنني لن أسامحك -آنجل:وما الحل؟ -هايلين:تجاهليه فحسب...اتفقنا؟ -آنجل:سأحاول
حين وصلت عطلة نهاية الأسبوع خرجت أنا وهايلين معا وتوجهنا لموقف الميترو لنغادر نحو المزرعة فكلانا لم تكن تملك سيارة خاصة...تعمدت أن أتناسى أمر جيمين فقط لكي لا يأتي معنا...لكن من كنت أخدع؟ لقد وجدناه أمام المحطة ينتظرنا بسيارته الفخمة المذهلة -آنجل(بهمس) :كيف عرف أنني سأكون هنا؟ -هايلين(بهمس) :جديا...لماذا لا تريدينه أن يذهب معنا؟! يبدو لطيفا -آنجل(بهمس) :انسي الأمر -جيمين(بصراخ) :يا فتيات...هيا بنا
صعدت بجانب جيمين من الأمام أما هايلين صعدت من الخلف...بعدها فتح غطاء السيارة العلوي ووضع نظاراته السوداء -جيمين:أين الوجهة بالضبط؟ -هايلين:سأريك الموقع على هاتفي -جيمين:آنجل...تأكدي من ربط حزامك
اقترب مني وربط حزام الأمان لي ثم نظر بعيناي وابتسم -جيمين:لننطلق
انطلقنا إلى المزرعة نحن الثلاثة وشغل لنا جيمين الأغاني الحماسية طوال الطريق...كانت هايلين تقف من كرسيها وترفع يديها عاليا في الهواء مستمتعة بكل لحظة أما أنا اكتفيت بثني ذراعاي والجلوس هادئة
بعد ساعتين تقريبا وصلنا للمزرعة ورأينا عددا هائلا من أشجار التفاح على مد البصر -آنجل:وااو! كل هذا ملك لعمك؟ -هايلين:نعم -آنجل:جميل...لا بد أنه تعب كثيرا ليوصلها لما هي عليه الآن
وصلنا إلى بيت صغير واقع وسط كل تلك الكميات الهائلة من أشجار التفاح ونزلنا مع حقائبنا ولم يلبث العم إلا لحظات حتى سمع أصواتنا فخرج يستقبلنا هو وعائلته -سيد نوا:هايليين...صغيرتي -هايلين:عمي!
ركضت هايلين وعانقت كل أفراد العائلة ثم عرفتنا عليهم -هايلين:أقدم لكما عمي -سيد نوا:أهلا -هايلين:وهذه زوجة عمي -سيدة آشا:تشرفنا -هايلين:وهذا هو ابن عمي واسمه جوشوا -جوشوا:مرحبا...سررت بكم جميعا
أثناء ترحيبهم بنا لاحظت أن نظرات جوشوا نحوي غير طبيعية
دخلنا المنزل الصغير وقد نال إعجابي لكونه قديما إلا أنه يبعث الراحة على النفس...وبعد أن قدمت لنا العمة آشا الشاي والكعك جلسنا نتناولهم ونتعرف على بعضنا ونتحدث إلى أن حل الظلام
في تلك الليلة انقسما فريقين...أنا وهايلين والعمة آشا نمنا في غرفة...أما جيمين والسيد نوا وجوشوا ناموا في الغرفة الأخرى
حظي الجميع تلك الليلة بنوم هانئ ما عداي...فأثناء نومي رأيت أحد الكوابيس مجددا...رأيت أنني في غابة كبيرة والظلام يحيط بي من كل مكان وهناك هدوء تام يبعث الراحة على النفس...لكن فجأة! هناك بين الأشجار عينان حمراوان تحدقان بي...ليس مجددا! لا أريد أن يهجم علي ذلك المخلوق كما حصل في كل المرات الماضية...حاولت التراجع ببطء للخلف وأنا ما أزال محدقة به لعله يرحمني...لكن فجأة! تحسست جسدا واقفا خلفي وبالكاد تمكنت من لمسه بيدي...أصبح كل جسدي يرتجف فإن استدرت خلفي سيهاجمني الذي أمامي وإن بقيت هكذا سيهاجمني الذي خلفي...شعرت بأطرافي تتجمد من البرد ولم أعد أقوى على الحركة هذا إلى أن...!
نهضت من نومي فزعة ونظرت من حولي...الحمد لله إنه كابوس...لكن ما أزال أتنفس بسرعة وجسدي كله يتعرق كما لو أنني خرجت من فرن للتو...تنهدت بعمق بعد أن أدركت أن الأمور بخير والجميع نائمين من حولي بسلام فخرجت من الغرفة أشرب كأس ماء
ذهبت للمطبخ وشربت الماء وأنا أتنهد وأهدئ من نفسي...ألقيت نظرة على النافذة فرأيت القمر مكتملا في منظر ساحر والنجوم تملأ السماء...لم أرَ من قبل هذا المنظر فأنا أعيش في المدينة وأضواؤها تطغى على أضواء السماء لتغطيها
خرجت وجلست على كرسي بجانب الباب محدقة بالسماء والقمر والنجوم وأنا أبتسم فسمعت صوت الباب يفتح مجددا وجاء جيمين وجلس بجانبي -جيمين:لم تنامي بعد؟ -آنجل:نمت واستيقظت...وأنت؟ -جيمين:لم أتمكن من النوم لأنني غيرت المكان...لكن لماذا لم تعودي للنوم؟ -آنجل(بحزن) :لقد رأيت كابوسا -جيمين:كابوس! -آنجل:بلى...دائما تفزعني الكوابيس في منصف الليل ولا أتمكن من العودة للنوم -جيمين:وماذا ترين؟ -آنجل(بحزن) :عينان حمراوين تهجمان علي...لا أعرف كيف أشرح
تبسم لي بلطف ووضع ذراعه حول رقبتي فسحبني إليه بطريقة رومنسية سحرتني كالعادة...لكن لم أكن أريد الذوبان فيه لذلك ابتعدت عنه -آنجل:اعذرني...لا يمكنني السماح لك بالتصرف معي هكذا -جيمين(بابتسامة) :لا بأس...لكن متى ستردين لي الجواب؟ انتظرت كثيرا -آنجل:لا أعلم...ذهني مشوش وأحتاج وقتا لأفكر -جيمين:سأنتظرك
بقي كلانا يحدق بالسماء الجميلة بابتهاج دون الخوض في أي موضوع...التفتت نحوه لأرى وجهه الفاتن مرة أخرى ولكن صدمت حين نظر إلي هو الثاني وتلونت عيناه باللون الأحمر...لم أكن أصدق ما أراه! هل يعقل أنني صرت أهلوس بسبب الكوابيس؟! فركت عيناي مرارا وتكرارا ثم نظرت نحوه مجددا فلم أجد شيئا...ربما جننت! ربما أصبحت الكوابيس تؤثر علي بشكل سلبي! -جيمين:أنتِ بخير؟ -آنجل(بتوتر) :طبعا...طبعا...أعتقد أنني أشعر بالنعاس...سأراك غدا -جيمين:حسنا تصبحين على خير
دخلت مسرعة للمنزل ونمت في فراشي وبقيت أفكر في كوابيسي المزعجة إلى أن أخذني النوم
في صباح اليوم التالي نهضنا وغيرنا ثيابنا وتناولنا وجبة الإفطار...بقيت السيدة آشا في المنزل تعد لنا الغداء أما أنا والسيد نوا وهايلين وجيمين وجوشوا ذهبنا لمزرعة التفاح...لن أستطيع وصف الشعور الذي اختلجني لكم فقد كنت متحمسة وسعيدة ونشيطة لرؤية كل تلك الكميات من الأشجار والتفاح الأحمر الطازج -السيد نوا:ساعدوني -آنجل(بحماس) :مستعدة -السيد نوا:سأرمي لكم التفاح من أعلى وأنتم التقطوه وضعوه في الصناديق -آنجل:أنا أيضا أريد أن أصعد -السيد نوا:ألا تخافين المرتفعات؟ -آنجل:أبدا -العم:حسنا تعالي
وضع لي سلما يؤدي لأعلى الشجرة فصعدت عليه وبدأت أنزع حبات التفاح واحدة تلو الأخرى وأرميها لهايلين...بالنسبة لجيمين فقط كان يقف جانبا وينظر إلي بطريقة غريبة...لا أعلم بما يفكر لكنه بدأ يسبب لي التوتر -جيمين(يفكر) :ما هذا!؟ هذه الفتاة تقف هناك أعلى الشجرة وتبتسم بطريقة فاتنة...كانت الرياح تلعب بشعرها بلطف لتجعلني أسيرا لخصلاتها البنية الساحرة...إضافة لأشعة الشمس التي تخترق أوراق الأشجار لتصلها وتلامس بشرتها البيضاء...إنها كالملاك...لم يسميها أهلها بالملاك من فراغ...إنها حقا ملاك فاتن...ظننت أنني سأتمكن من قتلها واستخدام دمها لتلبية أطماعي لكنها كل يوم تثبت لي أنها لا تستحق هذه المعاملة...لقد بدأت أتعلق بها بمعنى الكلمة...
بينما هو غائص في التفكير فإذا بحبة تفاح طائرة تضربه على رأسه لتسقطه أرضا -آنجل(بفزع) :جيمين! أنت بخير؟
ركضنا جميعا نحوه وساعدناه على الوقوف بينما يمسك يده برأسه ويتألم -آنجل(بإحراج) :عفوا! قصدت رميها لهايلين آسفة آسفة -جيمين:لا بأس أنا بخير...لم تكن قوية -السيد نوا:لم يحصل شيء...لنكمل عملنا
بقي جيمين جالسا على جذع شجرة قريب منا ممسكا برأسه أما البقية فواصلوا العمل...شعرت بالذنب لما حصل فقررت أن أختار أكبر تفاحة وأفضلها من الصناديق وأقدمها له كهدية اعتذار...وبالفعل ذهبت إليه وأعطيتها له دون النظر في وجهه -جيمين:شكرا -آنجل(بإحراج) :أنا حقا آسفة...هل تأذت جبهتك كثيرا؟ -جيمين:لا تهتمي -آنجل:دعني أرى -جيمين:لا...لا بأس قلت أنني بخير -آنجل:لااا قف مكانك
اقتربت منه وأمسكت وجهه دون أن ألاحظ أنني قريبة منه للغاية وتفقدت مكان الضربة لأجد أنها احمرت وتورمت قليلا -آنجل:أووبس ما أغباني!
بينما أتفحص مكان الضربة رفع وجهه ببطء ونظر نحو عيناي وشفتاي -جيمين(يفكر) :إنها تزداد جمالا أكثر من قريب...بل إنها فاتنة للغاية...شفتيها ممتلئين بطريقة ساحرة...عيناها المليئتين بالاهتمام نحوي...خداها الورديان اللامعان تحت أشعة الشمس...إنها تقودني فجأة لفقدان السيطرة على نفسي
نظرنا في عيون بعضنا وكان كلانا يذوب في عيني الآخر ويقف دون حراك...فجأة اقترب مني بلمح البصر وطبع قبلة على شفاهي لأول مرة وابتعد متظاهرا أنه لم يفعل شيئا...لن أستطيع وصف الشعور الذي شعرت به لكم فقد كان مدموجا بين السعادة والصدمة والخوف والتوتر...هذا جعلني أضع يدي على فمي وأتجمد لفترة من الزمن بعدها ركضت نحو البيت دون أن أكلم أي أحد -هايلين(بصراخ) :آنجل...إلى أين تذهبين؟ ترى ما بها؟
نظر الجميع نحو جيمين فقد ظنوا أن له يدا فيما حصل -جيمين(بتوتر) :لا أملك أدنى فكرة عما بها -جوشوا:هل ألحق بها؟ -هايلين:لا...أنا سألحق بها
لحقت بي هايلين إلى المنزل فوجدتني أجلس وأنا أضم ساقاي إلي مطأطئة رأسي -هايلين:آنجل...هل من خطب؟ -آنجل(بتوتر) :لا...فقط تعبت وأريد أن أرتاح -هايلين:هكذا فجأة؟ -آنجل(بتوتر) :نعم
خرجت السيدة آشا من المنزل فوجدتنا جالستين هناك -السيدة آشا:عدتما؟ بما أنكما هنا فهلَّا قمتما بصيد بعض السمك من النهر؟ -هايلين:سنفعل -السيدة آشا:شكرا لكما
ذهبت أنا وهايلين نحو النهر القريب من تلك المنطقة وأخذنا شبكتين صغيرتين وأخذنا نصطاد...كانت هذه أول مرة لي لذلك أنا فاشلة في الصيد -آنجل:أوبس...هذا صعب -هايلين:ارميها بالشبكة قبل أن تصل إليك -آنجل:آااه فهمت
بينما نحن نصطاد تقدم منا جوشوا وجلس بجانب النهر يراقبنا وهو يبتسم -جوشوا:نونا...إنها خلفك -هايلين:لا تناديها نونا فهي أصغر منك -جوشوا:كم عمرها؟ -هايلين:19 سنة -جوشوا:فهمت...أنا 20 -آنجل:هههه أنا التي يجب أن أناديك أوبا -هايلين:أوبس! تذكرت شيئا...سأعود على الفور
غادرت هايلين مسرعة وتركتني أصطاد السمك بينما يراقبني جوشوا ونتكلم -جوشوا:هههه يبدو أنك مبتدئة في التقاط السمك...دعيني أريك
وضع رجليه في الماء وحينما رأى سمكة تمر من هناك التقطها بيديه وبسرعة شديدة -آنجل:أنت بارع! -جوشوا:تعلمت ذلك من الممارسة المستمرة ههههه
صار يرشني بالماء بهدوء بينما وضعت يداي لأحمي نفسي لكنه لم يتوقف...لم أرد أن أترك الموضوع يمر لذلك رششته أنا أيضا وصرنا نلعب ونركض خلف بعضنا رغم أننا لا نعرف بعضنا جيدا
فجأة توقف ينظر خلفي بعينين واسعتين كما لو أنه رأى شبحا -جوشوا:هل هذا الرجل حبيبك أم ماذا؟ -آنجل:من؟! -جوشوا:هناك...إنه يكاد يأكلنا بنظراته
نظرت خلفي فإذا به جيمين ونظرات الحقد والانزعاج بادية على وجهه...تقدم مني بسرعة وشدني من يدي مبعدا إياي عن جوشوا وذلك النهر نهائيا وأخذني للبيت -جيمين(بحدة) :إنه معجب بك...لا تكلميه -آنجل:من!؟ -جيمين(بحدة) :قلت لك لا تكلميه...استمعي إلى كلامي لكي لا يتأذى أي أحد مفهوم؟ -آنجل:يتأذى! ولكن هل تنوي فعل شيء للمسكين؟ -جيمين(بحدة) :نعم...لذا لا تلعبي معي -آنجل(ببرود) :لماذا تتصرف كما لو أنك حبيبي؟ لو لم تنتبه فنحن لم نتواعد بعد -جيمين(بحدة) :يجب أن يحصل ذلك بأسرع وقت...أنا أنتظر إجابتك -آنجل:وماذا لو انتظرت من فراغ؟ ماذا لو لم أوافق؟
اقترب مني جيمين بدرجة كبيرة بحيث صار كلا وجهانا قريبين ثم أمسك بوجنتي وظل يحدق بعيني بينما يتلمس وجهي بلطف...شعرت بقشعريرة خفيفة بسبب ما يفعله فهو رومنسي وفاتن للغاية ويمكنه إغراء أي امرأة بسهولة...لكن رغم ذلك ما يزال كبريائي يؤنبني على هذا التساهل لذا أمسكت بيديه وأبعدتهما عن وجهي -آنجل:أنت تتعامل مع كل النساء هكذا صحيح؟ -جيمين:لا -آنجل:أي شخص مثلك سيقول نفس الكلام...على كل لا يهم...أنا لن أعطيك جوابي الآن...انتظرني أكثر من ذلك
على مائدة العشاء لم تكن الأمور تبشر بالخير بين جيمين وجوشوا فقد كانا ينظران لبعضهما بنظرة عدم ارتياح...أما نحن فقد كنا نتحدث ونضحك بكل أريحية والسيد نوا يقص علينا قصصا طريفة -السيد نوا:لنذهب معا غدا ونصطاد الإلكة من الغابة -هايلين(بحماس) :متحمسة للذهاب -آنجل:أنا أيضا -جوشوا:أليس الوضع خطرا على فتاة؟ فهناك ذئاب مفترسة -هايلين:أعشق المغامرات...لن أفوت هذه الفرصة مستحيل -جوشوا:أنتِ أصلا لستِ فتاة...أتكلم عن آنجل -هايلين(بتجهم) :هييي...كوني أحب النشاطات الرجولية لا يعني أنني رجل -جيمين:آنجل ستكون تحت حمايتي لذا لا تقلق عليها -السيد نوا:ستذهب؟ -جيمين:بالتأكيد...وما الذي قد أبقى لأفعله هنا؟ -السيد نوا:ممتاز -السيدة آشا:سأجهز لكم الأغراض اللازمة -آنجل:هل ستكون الرحلة طويلة وبعيدة؟ -السيد نوا:طبعا...الغابة موجودة في آخر نقطة في القرية وسنذهب إليها بالسيارة -هايلين:هذه المرة أنا من ستصطاد لكم ههههه -جوشوا:وأنتِ أيضا آنجل...يجب أن تجربي صيد الحيوانات البرية -آنجل:بالتأكيد
لم يكن جيمين في مزاج جيد فوضع الملعقة على الطاولة وذهب لينام...ربما كان السبب غيرته من جوشوا أو أنه لا يستمتع بتلك الرحلة من الأساس...لكنني لم أكن مثله فأنا أستمتع بكل ثانية هنا ولن أسمح لأي شيء بتخريب متعتي
• برأيكم : ما هو سبب رؤية آنجل للكوابيس باستمرار؟
عدل سابقا من قبل بثينة علي في الإثنين يناير 15, 2024 8:27 pm عدل 2 مرات
بثينة علي يعجبه هذا الموضوع
بثينة علي Admin
المساهمات : 1314 تاريخ التسجيل : 27/05/2021 العمر : 27
هذا اليوم من أكثر الأيام المميزة لدي...أشعر بالنشاط والحيوية والأدرينالين يتدفق في جسدي...اليوم سنذهب لرحلة صيد الإلكة في الغابة...من شدة الحماس أشعر أنني أطير
ركبنا سيارة السيد نوا والتي فيها مقاعد كثيرة وذهبنا للغابة متحمسين جميعا...اضطررنا لركن السيارة جانبا وأكملنا طريقنا سيرا ولن أخبركم كم كنت خائفة حين دخلنا الغابة فالجو فيها يقترب للظلمة من شدة كثافة أوراق الأشجار...إضافة لأصوات الأفاعي والطيور التي كنا نسمعها وتسبب لنا الرهبة...في الحقيقة كنت أنا الوحيدة الخائفة لأن ما أمر به مؤخرا من كوابيس وصدمات جعلني حساسة فوق اللزوم -السيد نوا:إياكم ولمس أي نوع من الأعشاب فقد تكون سامة -الجميع:حاضر
أثناء طريقنا سمع السيد نوا أصوات أقدام حيوان قريب لذا طلب منا جميعا الاختباء خلف جذع شجرة كبير -السيد نوا:رأيتموه؟ هذا هو هدفنا -هايلين(بحماس) :يشبه الغزال...ولكن لماذا نصطاده بالضبط؟ -السيد نوا:مجرد هواية -آنجل:مسكين! -السيد نوا:سأريكم كيف نقوم باصطياده
بينما نحن منهمكون في التركيز على الفريسة كان جيمين غير مهتم بتاتا ويضع يده على خده من الملل
أمسك السيد نوا البندقية ووجهها نحو جسد الإلكة التي كانت تأكل بعيدة عنا ثم ركز معها لبضع ثوانٍ...وقبل أن يطلق الرصاصة سمعت الإلكة بعض الفوضى فهربت -السيد نوا:أووبس هربت -جوشوا:كان عليك التصويب عليها بسرعة -السيد نوا:أردت أن أدقق الهدف حتى لا أخطئه...على كل حال ما يزال أمامنا طريق طويل وسنجد المزيد...هيا اتبعوني
واصلنا طريقنا سيرا في تلك الغابة المظلمة الضخمة ورأينا العديد من أنواع الطيور الغريبة والزواحف وكذا الحشرات...رغم أن بشرتي كانت تقشعر كل دقيقة لكن لن أنكر أنها رحلة مشوقة وممتعة
سرنا في صف خلف بعضنا...السيد نوا أولا يليه جوشوا ثم هايلين ثم جيمين وفي النهاية أنا...وبينما أسير خلفهم وضعت رجلي بجانب أفعى سامة وحين انتبهت كان قد فات الأوان على الهروب...لم يكن بيدي حل سوى الوقوف دون حراك وعدم إصدار أي صوت حتى لا تنتبه لوجودي وتلدغني...والمخيف في الأمر أكثر أن البقية كانوا يبتعدون عني شيئا فشيئا بينما لم أستطع مناداتهم أو جذب انتباههم...كان الأمر الوحيد الذي أنتظره هو ابتعاد الأفعى عن رجلي حتى ألحق بهم ركضا
مرت دقائق وأنا أنتظر ابتعادها لكنها لم تتحرك على الإطلاق...فجأة رأيتها تنظر ناحيتي وترفع رأسها ببطء ثم تخرج لسانها الطويل دليلا على استعدادها للهجوم...هنا تملكني رعب أكبر وأدركت أنني سأموت لدغا ولم يكن بيدي سوى أن أتصرف فركلتها برجلي وهربت بعيدا
ركضت في وسط تلك الغابة المظلمة وحدي ظنا مني أنني سأجد الآخرين ولكن لم يكن لهم أي أثر...ربما تعرجوا في سيرهم لذلك ضعت منهم أكثر فأكثر
نظرت من حولي لأكتشف أنني في مكان غريب ومخيف والظلمة تشتد...الأرض رطبة من الأسفل بشكل مقرف وحواسي مشتتة من شدة الفزع...إضافة لسماعي أصواتا قريبة جدا مني وكأنها أصوات أقدام...للوهلة الأولى فكرت أنها مجموعتي لذا شعرت بالسرور -آنجل(بصراخ) :يااا رفاااق
انتظرت لبعض الوقت ولكنني لم أجد أي رد -آنجل(بصراخ) :إنها أنا آنجل
فجأة رأيت الأعشاب الكثيفة أمامي تتحرك بطريقة غريبة وأصوات زمجرة خفيفة لحيوان ما...عرفت حينها أنني في مشكلة عويصة ولم يكن لي سوى الصراخ بصوت عالٍ يقلب كل الغابة
في الطرف الآخر سارت مجموعتي دون أن تنتبه إلى أنني غير موجودة إلى أن سمعت صوت صراخ بعيد جدا ولكنه لبشري -هايلين:أهذا صوت آنجل؟
نظر الجميع حولهم فلم يجدوا لي أي أثر -السيد نوا:أين هي؟ -هايلين(بفزع) :لااا لقد ضاعت! -السيد نوا:لنبحث عنها
وقف جيمين في مكانه وأغمض عينيه ليتحسس مكاني إلى أن شعر بخوفي الشديد في مكان بعيد هناك -جيمين:لااااا إنها في خطر...علي إيجادها بسرعة
بعدها ركض في وسط الغابة دون أن يعير الباقين أي اهتمام -السيد نوا(بصراخ) :إلى أين تذهب أنت أيضا؟ -جيمين(بصراخ) :سأحضرها وأعود -السيد نوا(بصراخ) :ماذا لو ضعت أنت أيضا؟ -جيمين(بصراخ) :لن يحصل
ركض بأقصى سرعة لديه ونفسه يكاد ينقطع إلى أن وصل لمكان فارغ وتأكد بأن لا أحد يراقبه...فتح عينيه باتساع وتحول لونهما للأحمر وبقي يحملق بتركيز لفترة من الزمن -جيمين(يفكر) :علي إنقاذها بسرعة...إنها وسيلتي الوحيدة لأمتلك القوة وبدونها ستفشل خطتي لا محالة....اهتمامي بها ليس لأنني أحبها ولا لأنني أريد قربها...كل ما أريده دمها الذي سيمنحني الملك العظيم...لا يجب أن تتأذى الآن...علي حمايتها...لكن لاحقا لا أحد سيحميها مني
بعد أن ركز لفترة من الزمن تمكن من معرفة مكاني بدقة وقفز بلمح البصر ليجدني محاصرة وهناك ذئبين يتربصان بي يحاولان الهجوم علي وأكلي -جيمين(بصراخ) :آنجل...أنا هنا -آنجل(بخوف) :جيمين...ساعدني
وقف جيمين بيني وبين الذئاب وحدق في عيونهم بنظرته الواثقة بينما يزمجرون في وجهه ويستعدون للهجوم عليه...وفي لحظات تحولت عيناه لللون الأحمر وحينما رأتها الذئاب فرت هاربة
كنت ما أزال مطأطئة رأسي من شدة الرعب وأضع يداي على أذناي منتظرة أن تنتهي هذه المهزلة إلى أن انحنى لي جيمين وأمسك بكتفاي فرفعت رأسي وحدقت بوجهه الوسيم وابتسامته الساحرة -جيمين:أنتِ بخير؟ -آنجل(بتلعثم) :ب ب ب بخير...أنا...بخير -جيمين:لماذا ابتعدتِ عن المجموعة؟! لقد قلقت عليك -آنجل:لم أقصد ذلك -جيمين:لم يقومو بأذيتك صحيح؟ -آنجل(بحزن) :لا...لكنني لويت كاحلي وأنا أركض -جيمين:أرني
عكفت شفاهي بلطف وثنيت ذراعي متمنية أن لا يطلب مني ذلك مجددا ولكنه انحنى على الأرض وأعطاني ظهره لأصعد عليه -جيمين:هيا اصعدي -آنجل(بدلال) :لا أريد -جيمين:أهذا وقت سخافتك؟ نحن في غابة تحوي كائنات متوحشة إن لم تلاحظي -آنجل(بخجل) :لكن لا تتفوه بأي كلمة مفهوم؟ -جيمين:كوني مطمئنة
صعدت على ظهره ثم وقف وهو يحملني لكن توازنه اختل فجأة وكدنا نسقط نحن الاثنين -جيمين:يييي كم أنتِ ثقيلة! -آنجل(بانزعاج) :هييي...أنا لست سمينة كما تقول -جيمين:من قال أنك سمينة؟ قلت فقط ثقيلة -آنجل(بانزعاج) :لهما نفس المعنى -جيمين:لهذا رفضتِ الصعود على ظهري؟ حتى لا أنتبه أنك سمينة؟ -آنجل(بانزعاج) :اخرس...لست سمينة -جيمين(برومنسية) :مهما كنتِ...سمينة أو نحيلة...طويلة أو قصيرة...لطيفة أو مشاكسة...هذا لن يغير نظرتي إليك بأنك فتاة أحلامي
بينما يتفوه بتلك الكلمات الرومنسية كدت أتوقف عن التنفس...أعلم أنه ليس المكان المناسب لذلك ولكن قلبي فقد السيطرة وصار يدق بسرعة...كل ما أخافني في الموضوع هو أن صدري ملتصق بظهره وقد يسمع نبضات قلبي السريعة في أي لحظة ويضعني في موقف محرج -جيمين(برومنسية) :نبضات قلبك لطيفة...يمكنني الإحساس بها -آنجل(بخجل) :سيد جيمين توقف! -جيمين:سيد مجددا!؟ -آنجل:ههههه عفوا...آسفة جـ...يمين -جيمين:هكذا أفضل...تبدو فاتنة من شفتيك الساحرتين...الآن تمسكي جيدا فنحن سننطلق -آنجل:جاهزة
سار بي في وسط تلك الغابة المظلمة المخيفة بينما أحكم معانقته بذراعي من الخلف...إنها الجنة بالنسبة إلي رغم أنني كنت في الجحيم قبل قليل...أجمل ما قد تواجهه امرأة في حياتها هو أن تعلق مع الشاب الذي تحبه في غابة مظلمة مخيفة -آنجل:هل تعرف طريق العودة؟ -جيمين:لا -آنجل:إلى أين تسير إذًا؟ -جيمين:أسير لعلنا نجد البقية أو طريقة للخروج من هنا -آنجل:أتمنى...ولكن أخبرني...كيف تغلبت على أولئك الذئاب وهربوا منك؟ -جيمين:إنها موهبة -آنجل:هل يمكنك تعليمي؟ -جيمين:لا أظن أنه يمكن لأي كان تعلم هذه الموهبة -آنجل:فعلا! أمر محزن...أردت أن أعرف
بينما نسير سمعنا صوتا صادرا من حزمة نباتات بالقرب منا وحركة شديدة...شعرت بالخوف وتشبثت بجيمين بأقصى ما يمكن لدرجة أنني كدت أعصر رقبته الطرية اللطيفة...لكن بعد لحظات خرج سنجاب من تلك الحزمة وقفز بعيدا -آنجل:الحمد لله...كان مجرد سنجاب -جيمين:عناقك لي هكذا أمر لطيف
شعرت بالإحراج وأرخيت ذراعي قليلا من رقبته ثم أكملنا طريقنا في وسط تلك الغابة المظلمة بحثا عن أمل للخروج
أثناء سيرنا وصلنا لجدول ماء صغير فأنزلي لنستريح بجانبه ريثما نفكر في طريقة للخروج من هناك...فجأة صارت معدتي تصدر أصواتا غريبة دليلا على الجوع الشديد -آنجل(بخجل) :أوبس -جيمين:جائعة؟ -آنجل(بخجل) :ههههه لا لا لا -جيمين:معي قطعة شكلاطة إن أردتِ تناولها؟ -آنجل:ماذا عنك؟ -جيمين:لست جائعا -آنجل:حسنا
قدم لي قطعة الشكلاطة وأكلتها محاولة تمالك نفسي رغم أن الجوع يكاد يهلكني وقد أضطر حتى للعق الغلاف...بعدها جلس بجانبي وبقينا نحدق بالمكان المحيط بنا لفترة -آنجل:أخبرني ماذا تعمل؟ -جيمين:لا يهم -آنجل:أنت تملك الكثير من المال ورغم ذلك نزلت في فندقنا متوسط الخدمات؟ -جيمين:وأين المشكلة؟ -آنجل:لا أعلم...بدا لي مثيرا للحيرة -جيمين:دعينا ننسى الموضوع...هل فكرتِ في إجابة لما طلبته أم ليس بعد؟ -آنجل(بتوتر) :الحقيقة...مازلت لم أتخذ قراري بعد...لا أريد أن أتسرع في اختيار شريك حياتي وأندم لاحقا
أحسست بيده تمسك يدي فنظرت له لأجده يبتسم لي تلك الابتسامة التي تخطف القلب...لم أتمكن من تمالك نفسي فهذه هي نقطة ضعفي التي قد تجعلني أستسلم له -جيمين(برومنسية) :بإمكانك معرفة إذا كنت صادقا أم لا من عيناي...يمكنك ذلك -آنجل(بتوتر) :ليس وقت... -جيمين(برومنسية) :أنا صادق بكل كلمة أقولها لك...أريدك ملكي...أحبك آنجل
عيناه كانتا دوامة أسرتني ونومتني مغناطيسيا لتجعلني ألبي كل ما يريده...تلك النظرة الساحرة لا أستطيع مقاومتها ولا إبعاد نظري عنها...إنني مخدرة بمعنى الكلمة
رغم وجودنا تائهين بغابة مخيفة مليئة بالحيوانات المتوحشة فقد كان همي الوحيد أن جيمين بجانبي...حتى هو نسي أمر ضياعنا هناك ورفع يده الناعمة يضعها على خدي متلمسا إياه بلطف...مع كل تلك الكمية من اللطافة أغمضت عيني وصمتت فحسب منتظرة أن يحصل بيننا تقارب أكثر وأكثر...وكما توقعت فإن جيمين لم يكتفي بلمس وجهي بل تقدم قليلا نحو شفتي يتلمسهما -جيمين(يفكر) :في هذه اللحظة أشعر بشعور غريب...كما لو أنني أحلق عاليا في السماء...إن ملمس وجهها ناعم وشفتيها اللتان بطعم العسل أتوق لتذوقهما مجددا...لكنني لم أنسَ مهمتي الأساسية لذلك سأكمل ما بدأته وأغادر بسرعة
كنت مخدرة لدرجة الموت...أريد فقط من شفاهه أن تقبلني وتطفئ تلك النار التي تلتهب في شفتي...لم أنتظر طويلا حتى قرب شفاهه من شفاهي دون تلامسهما وبقي يتحسس أنفاسي المضطربة
أخيرا بعد أن كدت أموت عطشا وضع شفتيه الساحرتين على شفتي فأغمضت عيناي وغرقت بتلك القبلة إلى أعماق الأعماق...وكإضافة لطيفة لقبلتنا وضعت ذراعي حول رقبته واقتربت منه أكثر ليتعانق جسدانا...فعلا إنها الجنة على الأرض -جيمين(يفكر) :أظن أنني تمكنت منها...أخيرا استسلمت ورمت قلبها لي دون خوف...أستطيع أن أحس بمدى استمتاعها وذوبانها في هذه اللحظات...لن أبعد شفاهي عن شفاهها إلى أن أتأكد أنها أعطتني نفسها بالكامل...لكن مهلا! ماذا عني أنا؟ أنا أيضا أشعر بشعور غريب وليد اللحظة...ليست أول مرة أقبل فيها أنثى ولكن لماذا مشاعري مختلطة؟ ربما حان الوقت للانسحاب!
فجأة توقف عن تقبيلي ثم أمسك بي من كتفاي ونظر لي بعينين عابستين يعتليهما الحزن -جيمين:هذا يكفي -آنجل:ها! -جيمين:لنتوقف هنا -آنجل(بحدة) :لكن...لا يمكننا إيقاف الأمور في وسطها...كن رجلا وأكمل ما بدأته -جيمين(بحدة) :أنتِ مجنونة! افتحي عينيك وانظري من حولك...نحن تائهان في غابة -آنجل(بحدة) :لا يهمني...هيا أنهِ ما بدأته
هجمت عليه وأسقطته أرضا ثم اعتليته لأحاول تقبيله رغما عنه...لكنه تراجع عما كان يفعله وحاول إبعاد وجهه عني -آنجل(بصراخ) :أيها الحقيييير...قلت لك أكمل ما بدأته فورا -جيمين(بصراخ) :آنجل توقفي
بينما أحاول تقبيله رغما عنه كان يصرخ مرارا وتكرارا علي بأن أتوقف وبسبب ذلك تمكنت هايلين وقريباها من تتبع أصواتنا والعثور علينا...ولكن! رأياني وأنا أطرح جيمين أرضا وأحاول تقبيله رغما عنه...لا يمكنني أن أصف لكم حجم الصدمة التي رأيتها على وجوههم وأيضا حجم الإحراج الذي تعرضت له في تلك اللحظة لدرجة أنني توقفت عن الإحساس بما حولي
عدنا لمنزل السيد نوا وكان الجميع ينظرون نحوي بنظرات لا تريحني مما جعلني أتهرب وأذهب لغرفة النوم متجاهلة إياهم
بعد لحظات لحقت بي هايلين للغرفة محاولة فهم ما كان يجري بالضبط فهي لم تستوعب حتى الآن ما رأته -هايلين:آنجل... -آنجل(تقاطعها) :أعرف ما ستقولين...من فضلك لا تسأليني عن الأمر فهو محرج لحد الموت -هايلين:هل كنتِ ستتحرشين بشاب اليوم أم أنني أحلم؟ -آنجل(بإحراج) :لاااا لم أكن أنوي التحرش به...لقد كانت مجرد قبلة -هايلين:من الوضعية التي رأيتكما عليها لا أظن -آنجل(بإحراج) :أوووه سأموت من الإحراج...كيف أمكنني فعل ذلك؟ أنا عادة لا أهتم لهذه الأمور -هايلين:هذا سحر الرجال -آنجل(بخجل) :كله بسبب جيمين فهو من بدأ -هايلين:لحسن الحظ أننا سنغادر غدا صباحا...عمي وجوشوا ما يزالان مصدومين مما رأياه -آنجل(بخجل) :يا إلهي! كيف سأقنعهما الآن بأن ما رأياه سوء فهم؟ كيف؟ -هايلين:لا حاجة لإقناعهما من الأساس فلو كنت مكانهما لن أصدقك...سأصدق عيني فحسب -آنجل(بخجل) :أوووه قضي علي
في يوم الغد ركبنا سيارة جيمين واستعددنا للعودة لمنازلنا...لم أكن في مزاج جيد لتوديع عائلة العم لذلك بقيت في السيارة أنا وجيمين حتى بينما هايلين تودعهما بالخارج -السيدة آشا:عليكم أن تزورونا مرة أخرى -هايلين:سنفعل -السيد نوا:توخوا الحذر أثناء طريقكم -هايلين:لا تقلقا -جوشوا:واهتمي بآنجل...تبدو فتاة طيبة رغم ما رأيناه... -السيدة آشا:رأيتم ماذا؟ -جوشوا(بتوتر) :هههه لا شيء أمي -هايلين:سننطلق...وداعا
انطلقنا بالسيارة لمنازلنا وطوال الطريق كان هناك صمت رهيب يعم الجو...حين التفتت لجيمين وجدته غير مبالٍ لوجودي على الإطلاق ويقود السيارة كما لو أنه وحده هنا...لا أعلم لماذا تغير فجأة فقد كان لطيفا ويبدي اهتمامه بي طوال الوقت...ربما لأنني تعاملت معه بخشونة وصبيانية ذلك اليوم؟! لا أريد أن يتكرر ذلك مجددا حتى لا يظن بي السوء
وصلت لمنزلي أخيرا وبمجرد أن فتحت الباب نزعت كعبي العالي ورميته جانبا واستلقيت على سريري -فلورا:عدتِ أخيرا؟ المنزل ممل بدونك -آنجل:أعلم...أعلم -فلورا:ههههه مغرورة -آنجل:رجلي ما تزال متورمة وتؤلمني بشدة -فلورا:هل قمتِ بنشاط متعب؟! -آنجل:قصة طويلة -فلورا:سأحضر لك بعض الثلج فهو مناسب للتورمات
وضعت قطعة الثلج على رجلي وشيئا فشيئا شعرت بأنها تتحسن -فلورا:كيف كانت الرحلة؟ -آنجل:ممممم جيدة...نوعا ما -فلورا:هل من خطب؟ -آنجل:الحقيقة...أظن أنني فعلت شيئا قد أندم عليه طوال حياتي -فلورا:ما هو؟ -آنجل:لقد وقعت في حب بارك جيمين وكل دقيقة أقع أكثر -فلورا:وأين المشكلة؟ ربما هو قدرك...أخبرتني سابقا أنه هو الآخر طلب مواعدتك -آنجل:نعم...ولكن...إنها أول مرة أحب لذلك قد أتصرف بغباء -فلورا:عزيزتي آنجل...ليس هناك غباء في الحب...كلها تصرفات طبيعية -آنجل(بخجل) :إن أخبرتك ما حصل ستعرفين حينها أنني غبية -فلورا:أخبريني
أخبرتها بما حصل بيني أنا وجيمين مما جعلها تنفجر من الضحك دون توقف لتسبب لي الإحراج والتوتر -فلورا:هههههه لا أصدق...هل حقا فعلتِ ذلك؟! ههههههه -آنجل(بخجل) :كفى! -فلورا:هههههه حقا معك حق لتنحرجي...ولكن كيف تمكنتِ من فعل ذلك؟! إلا أنتِ لم أتوقعها منك -آنجل(بصراخ) :آاااااا يا إلهي! سأموووت -فلورا:إن كنتِ تحبينه لهذا الحد واعديه إذًا -آنجل(بحزن) :أنا خائفة من المواعدة -فلورا:وهل ستبقيان تتبادلان القبل هكذا كلما سنحت لكما الفرصة؟ فقط؟ -آنجل(بحزن) :لا أعلم -فلورا:اختبريه...وإن كان شخصا جيدا فمبروك لكما -آنجل(بحزن) :أتمنى لو أستطيع
لم أكن أريد أن أواعد أي شاب في حياتي فبالنسبة لي الحب مجرد خدعة يستعملها الرجال للتلاعب بالفتيات...لكن ماذا عن جيمين؟! لماذا أبدو أمامه مغفلة وواقعة لأبعد الحدود؟ لا أريد إحراج نفسي أكثر من ذلك لكن قلبي واقع بحبه بجنون وهذه هي الحقيقة مهما حاولت إنكارها
• برأيكم : ماذا يعمل جيمين ولماذا يخفي وظيفته عن آنجل؟
عدل سابقا من قبل بثينة علي في الإثنين يناير 15, 2024 8:28 pm عدل 2 مرات
بثينة علي يعجبه هذا الموضوع
بثينة علي Admin
المساهمات : 1314 تاريخ التسجيل : 27/05/2021 العمر : 27
نمت تلك الليلة بعد تفكير طويل دام للساعة الثانية ليلا...لكن ما إن استرحت وشعرت بالسلام حتى راودتني الكوابيس مجددا
هذه المرة رأيت نفسي أجلس في غرفتي وعلى سريري وهناك دمية غريبة موضوعة على الأرض...استغربت من تلك الدمية فأنا لا أملك واحدة مثلها ولا حتى فلورا فما الذي أتى بها إلى هنا؟
جلست أحدق بها وأبتلع ريقي فنظرتها مرعبة وابتسامتها أشد رعبا...لكن فجأة تلونت عيناها باللون الأحمر وصارت تنظر نحوي بطريقة تبث الرعب...عرفت أن النهاية ستكون هجومها علي مثل أي كابوس سابق ولكنها لم تفعل بل ظلت تنظر لي وتبتسم فحسب
فجأة سمعت صوت فلورا وهي تنادي علي وتنغز ذراعي ببطء لأستيقظ ففتحت عيناي ووجدت نفسي في غرفتي واختفت الدمية -فلورا(بقلق) :آنجل هل أنتِ بخير؟ -آنجل:كابوس مجددا! -فلورا:هذه الكوابيس لن تتركك وشأنك أبدا -آنجل:صحيح...ما الحل؟ ماذا أفعل؟ -فلورا:زوري طبيبا نفسيا -آنجل:علي ذلك بأسرع وقت...سأحجز معه موعدا في الصباح -فلورا:أتمنى أن تتحسني...لقد كنتِ تتأوهين أثناء النوم وتتعرقين...أفزعتني -آنجل:الأمر الغريب في الموضوع أنني أرى دائما تلك العيون الحمراء -فلورا:مجددا؟! -آنجل:بلى...إنها الشيء الوحيد الذي لا يتغير في كل الكوابيس -فلورا:لعلها إيحاء لشيء ما -آنجل:ربما...وحده الطبيب من سيخبرنا
في صباح اليوم التالي حجزت موعدا مع طبيب نفسي ودخلت قاعة الفحص ليقوم باستجوابي -الطبيب:آنسة آنجل -آنجل:نعم؟ -الطبيب:ما هي المشكلة بالضبط؟ -آنجل:لو كنت أعرفها لما أتيت لعندك -الطبيب:أعني لماذا أتيتِ بالضبط؟ -آنجل:لأتعالج -الطبيب:أعرف لتتعالجي...لكن من ماذا؟ -آنجل:من المرض -الطبيب(بتجهم) :يا فتاة...ما القصة أخبريني؟ كيف قررتِ المجيء إلى هنا؟ أي لأي سبب؟ -آنجل:آااه قل هذا من البداية...لأجل الكوابيس...إنني أراها يوميا بشكل غير طبيعي -الطبيب:كم مرة في الأسبوع بالضبط؟ -آنجل:كل يوم في الأسبوع -الطبيب:ما نوعها؟ غرق؟ موت؟ سقوط من مكان عالٍ؟ -آنجل:لا...دائما كان هناك شيء يهاجمني -الطبيب:كلب؟ ذئاب؟ أفاعي؟ -آنجل:لا...عينان حمراوين
نظر نحوي بتمعن ليحلل ردة فعلي فرأى شفتاي ترتجفان وذهني بدأ يشرد -الطبيب:آنسة آنجل...منذ متى تراودك هذه الكوابيس بالضبط؟ -آنجل:منذ فترة ليست ببعيدة...تقريبا منذ أسبوعين -الطبيب:وهل تعرضتِ لأي حادث أو صدمة قبل أسبوعين؟ -آنجل:لا أبدا...أعيش حياة سعيدة وكل شيء يجري بشكل ممتاز...حتى أن لا أحد تعرض لي أو اعتدى علي -الطبيب:الأمر أعقد مما ظننت -آنجل:أيعني أنني لن أشفى؟ -الطبيب:ستشفين فقط إن عرفنا سبب المشكلة وواجهناها...ألم تتعرضي طول حياتك لصدمة ما؟ -آنجل:لا أبدا -الطبيب:ولا حتى عنف أسري؟ -آنجل:لا -الطبيب:ممممم هناك حلقة مفقودة بالتأكيد...ربما فقدتِ ذاكرتك -آنجل:لا مستحيل -الطبيب:اسألي أهلك فربما يملكون الإجابة...بعدها سنكمل هذه الجلسة العلاجية -آنجل:حسنا...ولكن ألن تعطيني أي دواء؟ -الطبيب:للأسف ليس هناك دواء قد يعالج الكوابيس...لنصبر فقط بينما نواصل جلستنا في الفترة القادمة -آنجل:فهمت
كان الأمر أكثر تعقيدا مما ظننت...هذه الكوابيس الحقيرة تواصل التسبب لي بالخوف والفزع والأسوأ من ذلك أنني لم أنم جيدا منذ أيام وصار التعب ظاهرا علي
أصبح التركيز في الجامعة أكثر صعوبة فكلما دخلت القاعة وبدأ الأستاذ يلقي المحاضرات أمل وأتثاءب بشكل متواصل...وفي أسوأ الأحيان أتظاهر بقراءة الكتب بينما أغط في نوم عميق
ذهبت للعمل أيضا متعبة وحين جلست مكاني صرت أترنح يمينا وشمالا وكدت أنام على طاولة الخدمات إلى أن جاءت هاني وفي يدها كوب شاي وأيقظتني -هاني:آنجل انهضي...ليس وقت النوم -آنجل(بتعب) :أنا نعسانة للغاية -هاني:أوووو انظري لعينيك! لقد ظهرت حولهما هالات سوداء -آنجل(بتعب) :أمر طبيعي -هاني:دعيني أساعدك
أزالت كيس الشاي من الكوب ثم وضعته تحت إحدى عيناي -هاني:هكذا...يقولون أن الشاي مفيد للهالات السوداء -آنجل(ببرود) :وهل هناك علاج للكوابيس؟ -هاني:لا أعلم -آنجل:أشعر بالشفقة على نفسي بسبب ما أمر به...فقط لو يمكنني فهم المشكلة لقصصتها من جذورها -هاني:سأذهب لأكمل عملي ونتحدث لاحقا
ساعات طويلة من الوقوف أمام طاولة الاستقبال جعلتني أشعر بالتعب الشديد والرغبة في النوم هناك إلى أن فتحت عيناي ببطء فشاهدت السيد جيمين وهو يدخل من البوابة الرئيسية ويركب المصعد...لكن وقتها كانت الساعة متأخرة واقترب موعد انتهاء دوامي لذا فكرت في أنه ربما كان يقضي وقتا ممتعا مع فتاة ما في الخارج...إضافة لشعوري الشديد بالإحراج مما حصل بيننا ذلك اليوم
مرت أيام على نفس الحال...كنت فيها أشاهد السيد جيمين يغادر ويعود بمفرده دون أن يكلمني أو ينظر في وجهي حتى...شعرت أنني مدينة له باعتذار فربما أخذ عني نظرة سيئة ذلك اليوم
في خامس يوم انتظرت إلى أن حان موعد انتهائي من عملي وذهبت للرواق الذي تقع فيه غرفة جيمين...كنت متوترة ومترددة وأمشي بخطوات بطيئة جدا متمنية أن لا أصل على الإطلاق...وحينما وصلت لباب الغرفة رفعت يدي لأطرقه لكنها ترتجف...لم يحصل لي هذا الموقف من قبل فأنا فتاة جريئة وقوية ولكن حينما يتعلق الأمر بجيمين أصبح قطة جبانة
ما إن كدت أطرق الباب حتى خرج هوسوك صديق جيمين من الغرفة المجاورة ونظر إلي -هوسوك:آنسة آنجل! -آنجل:ألست صديق جيمين؟ -هوسوك:ليس صديقي بل سيدي -آنجل:آااا صحيح -هوسوك:ما الذي تفعلينه هناك؟ -آنجل(بتوتر) :لا شيء...كنت أقوم بعملي فحسب في تنظيف الغرف ومساعدة الزبائن كما تعلم -هوسوك:آاااه ظننت أنك ذاهبة لرؤية السيد جيمين -آنجل:ممممم وأنت؟ -هوسوك:سأخرج لآخذ جولة في المدينة -آنجل:الآن؟ إنها العاشرة -هوسوك:أعلم...لكنني أحب التجول في الليل دون سبب...أشعر بالراحة والسكينة -آنجل:فهمت...حظا موفقا -هوسوك:أتأتين معي؟ -آنجل:لا أعتقد فالوقت ضيق وعلي النوم لأن لدي جامعة صباحا -هوسوك:فهمت -آنجل:مهلا! على كل حال لن أتمكن من النوم لذا لا فائدة من العودة للبيت -هوسوك:إذًا لنذهب -آنجل:هيا هههههه
أول ما فعلته أنا وهوسوك هو الذهاب للمطعم لنتناول العشاء معا فلاحظت على يده جرحا عميقا كما لو أنه محاولة انتحار أبت بالفشل...لم أرد الخوض في الموضوع معه لذلك طلبت الطعام وجلسنا نأكله معا -آنجل:أخبرني...هل السيد جيمين مديرك في العمل؟ -هوسوك(بابتسامة) :يبدو أنك مهتمة لأمره -آنجل(بتوتر) :ههههه لا...فقط شعرت بالفضول تجاه الموضوع -هوسوك:هههه فضولك سيقودك للمشاكل -آنجل:آسفة يبدو أنني أزعجتك بسؤالي -هوسوك:لا أبدا...علاقتي أنا وجيمين ليست علاقة عمل ولا هو مديري -آنجل:معقول! إذًا لماذا أنت وصديقك تعاملانه باحترام شديد؟ -هوسوك:لا يمكنني إخبارك كل شيء حول الموضوع...لكن سأخبرك بأنني أنا وهو وقعنا عقدا معا -آنجل:أي نوع من العقود ها؟ -هوسوك:هههههه فضولية بالفعل...لكن لطيفة -آنجل:فعلا آسفة...لن أكلمك عن الموضوع مجددا
واصلنا تناول الطعام ونحن صامتين إلى أن شعرت بالحزن والكآبة يخيمان على طاولتنا وبدا هوسوك متألما وحزينا -آنجل:هل من خطب؟ -هوسوك:أبدا -آنجل:لماذا كل هذا الحزن إذًا؟ -هوسوك(بإبتسامة متكلفة) :هههه لا شيء -آنجل:أخبرني لعلني أستطيع مساعدتك -جيهوب:هل يمكنك إعادة شخص مات إلى الحياة؟ -آنجل:ها! -جيهوب:رأيتِ؟ إذًا لا يمكنك مساعدتي -آنجل:إذًا القصة أنك خسرت شخصا عزيزا عليك -جيهوب:بلى...من فضلك لنغلق الموضوع فهو يوترني -آنجل:حسنا
رغم أن هوسوك إنسان مرح ومليئ بالأمل إلا أنه في بعض الأحيان يصمت ويصير مملا وباردا...لم أفهم ما قصته بالضبط ولكن فهمت أن لها علاقة بقلب حياته رأسا على عقب وبالعلامة التي على يده أيضا
كالعادة لم أتمكن من النوم تلك الليلة أيضا بسبب الكوابيس فذهبت في الصباح الباكر إلى والدتي حتى أسألها عن الموضوع الذي قاله لي الطبيب النفسي
كانت والدتي مشغولة بتنظيف المنزل وترتيبه لكنها استقبلتني واهتمت بي أشد اهتمام لأنني لا آتي لزيارتها كثيرا هذه الأيام...وكالعادة جلسنا نتحدث بينما تسألني تلك الأسئلة الروتينية عن أحوالي وصحتي ودراستي وعملي -آنجل:أمي...أنا حاليا أرتاد طبيبا نفسيا -الأم(بفزع) :خيرا؟! -آنجل:بسبب الكوابيس -الأم:وهل هذا أمر مقلق؟ -آنجل:بالنسبة إلي بلى -الأم:وماذا قال؟ -آنجل:سألني إن تلقيت من قبل صدمة في حياتي أو فقدت ذاكرتي...لكنني لا أتذكر -الأم:لا أبدا -آنجل:إذًا ما تفسير الكوابيس؟ -الأم:وأنا ما أدراني
سرحت أمي لبعض الوقت محاولة تذكر أي شيء حول الموضوع ولكنها لم تتوصل لأي نتيجة -الأم:فعلا...ليس هناك أي شيء -آنجل:إذًا فهذا العلاج لن يصل بنا لأي شيء -الأم(بحماس) :أوووه مهلا...تذكرت شيئا -آنجل:ما هو؟ -الأم:كنتِ حينها في الرابعة من عمرك حين حاول رجل غريب خطفك من الشارع لكن الشرطة أمسكته على الفور -آنجل:لا أتذكر شيئا عن هذا -الأم:نعم لأنك كنتِ طفلة...الحمد لله أن الخاطف قُبض عليه في أول 5 دقائق من خطته المبتذلة -آنجل:ولماذا قام بذلك؟ وهل تعرفونه من قبل؟ -الأم:لا أبدا...لكن كل الخاطفين عادة هدفهم المتاجرة بأعضاء الأطفال -آنجل:هذا مقرف...اقشعر بدني
ربما كانت أمي على حق فيما قالته...أغلب عمليات الخطف هي للمتاجرة بالأعضاء أو لطلب فدية أو منفعة...هكذا ببساطة أغلقت الموضوع دون أي ثرثرة إضافية وعدت لمنزلي لأدرس
يوما بعد يوم أصبح الأمر لا يحتمل...تلك الكوابيس المزعجة تستمر بالظهور وتخريب نومي وبالتالي تسبب لي ضعفا وتعبا أكثر فأكثر...لكن رغم ذلك فهمي الوحيد هو الكلام مع جيمين وفهم ما يجري منه ولماذا يتجاهلني هذه الأيام
ذهبت هذه المرة لغرفته مصرة على الكلام معه وتوضيح كل شيء...وبالفعل وقفت أمام الباب لأطرقه لكنني تفاجأت حين فتح الباب ونظر إلي بعينين واثقتين كما لو أنه ينتظر قدومي بالفعل -جيمين:تفضلي -آنجل(بتوتر) :لا أريد الدخول -جيمين:لا تريدين؟ حسنا وداعا -آنجل(بصراخ) :لااا اسمعني -جيمين:أسمعك -آنجل(بتوتر) :لماذا تتجاهلني هذه الأيام؟ هل لأنني فعلت ما فعلته ذلك اليوم بالغابة؟ -جيمين:هههههه تجاهلتك إذًا؟ -آنجل:بلى -جيمين:لا...ليس السبب هو ما تكلمتِ عنه...لكنني أريد تجاهلك لسبب آخر -آنجل:ما هو؟ -جيمين:لا يهم -آنجل:لماذا أنت كتوم هكذا؟ هذا يزعجني -جيمين:هناك أمور في الحياة لا يجب أن يعرفها الآخرون -آنجل:هل ستعود مجددا لتجاهلي؟ تكلم
نظر إلي لبعض الوقت ثم كاد يغلق الباب في وجهي إلى أن أوقفته بدفعي له بقوة -آنجل(بحزن) :لماذا تفعل ذلك؟ ما الذي أخطأت به معك؟ -جيمين(ببرود) :أنتِ لم تخطئي وأنا لم أخطئ أيضا -آنجل(بحزن) :إذًا لماذا تعاملني كما لو أنني مجرد فتاة انتهيت منها ورميتها؟ -جيمين:نحن لم نبدأ بشيء حتى ننتهي -آنجل(بحزن) :هذا ما أحسست به...أنك تتلاعب بمشاعري...أولا طلبت مواعدتي ولاحقتني حتى أوقعتني بحبك والآن تهرب كما لو أنك لا تعرفني من الأساس -جيمين:الأمر فقط هو أنني مشغول -آنجل(بحزن) :لست مشغولا...أنت أصلا في إجازة -جيمين:أفففففف يا فتاة افهمي... -آنجل(بصراخ) :أنا أحبك...أحبك كثيرا ولا يمكنني مشاهدتك تتجاهلني هكذا
كانت خطته تسير بشكل مذهل لحد تلك اللحظة لكنه رغم ذلك فهو متردد مما كنت أقوله وكثير الحركة -آنجل(بحزن) :هل ترضيك رؤيتي على هذه الحالة؟ ها؟ -جيمين:لنغلق الموضوع...ما بهما عيناك؟ -آنجل(بحزن) :لا شي مهم -جيمين:تبدين كالزومبي...عليك فعل شيء بشأنهما -آنجل(بحزن) :هل أبدو قبيحة لك؟ -جيمين:لا أبدا -آنجل(بحزن) :أخبرني هل.... -جيمين:قلت لك لنسد الموضوع
ابتسم أمامي بطريقة آسرة كما المعتاد ثم أغلق الباب ودخل غرفته يستريح كما أرسل رسالة لتاي وهوسوك حتى يأتيا إليه
شعرت بالحماقة مما فعلته...لقد اعترفت للتو لشاب لكنه رفضني بطريقة مثيرة للاشمئزاز...لا أعتقد أن هناك أمرا أكثر حرجا من ذلك قد أتعرض له...مشيت نحو المصعد ومن شدة تعبي جلست أرضا وضممت ركبتاي إلي وأنزلت رأسي لكن النوم خدرني وأخذني لعالم الأحلام من شدة التعب
بينما هوسوك وتاي يدخلان غرفة جيمين قاما بالانحناء له ولم يرفعا رأسيهما في وجهه مطلقا -جيمين:قمتما بما طلبته منكما؟ -تاي:نعم سيدي...سننهيه تقريبا -جيمين:كم جثة بالضبط إلى الآن؟ -تاي:10 وبقيت 3 -جيمين:ممتاز...أكملا ما بدأتماه وأنا سأكون عند وعدي لكما -هوسوك:سيدي...أنت مؤخرا تتجاهل آنجل فلماذا؟ -جيمين:علي ذلك لجعلها تعترف بعدها سأجعلها تتعلق بي كالمهووسة ولا تقوى على رفض طلب لي -هوسوك:إذًا فكل شيء وفق الخطة؟ -جيمين:طبعا وماذا ظننت؟! -تاي:سيدي...هل علينا الصبر حتى ظاهرة القمر الدموي؟ هذا كثير -جيمين:وأنا مثلكما أتمنى تسريع الوقت ولكن لا شيء بيدنا -تاي:الآنسة آنجل تبدو لطيفة وطيبة...من المحزن أن نضطر لقتلها في النهاية
أنزل جيمين رأسه بهدوء والحزن بادٍ عليه ولكنه لم يشأ الاستلام لتلك المشاعر -جيمين:البشر أغبياء...لديهم مشاعر سخيفة لذا يسهل الإيقاع بهم...لو لم تكن آنجل فتاة تافهة وسهلة لربما حمت نفسها من الذي سيصيبها -هوسوك(بحزن) :أوافقك سيدي...أغبياء وتافهون -جيمين:على كل حال...لنكمل ما بدأناه بدون تردد...أتفهمان؟ هوسوك وتاي:حاضر سيدي
غادر جيمين الغرفة ذاهبا إلى المصعد لكي يقوم بأعماله وخططه ولكنه صدم حين رآني أنام هناك بعمق كما لو أنني لم أنم منذ سنوات...لم يرد محادثتي تبعا لخطته ولكنه شعر بالشفقة علي كوني أعاني بسببه -جيمين(يفكر) :من المفروض أنني شيطان وأفرح برؤية الناس يتعذبون...لكن لماذا هذه الفتاة هي الوحيدة التي تجعلني أشفق عليها لحد الجنون؟!
لم تكن علاقتنا مؤخرا جيدة فقرر أن يتجاهل نومي في المصعد وشغله نزولا للطابق الأرضي...وحينما توقف به وأراد النزول رأى شابين يدخلان المصعد ويبدو عليهما أنهما منحرفان...فكر بعض الشيء وشعر بأن هناك أمرا خاطئا لذلك بقي في المصعد ولم ينزل -الشاب1(بهمس) :هناك فتاة نائمة هنا أم أنني أتوهم؟ -الشاب2(بهمس):هههههه أنت لا تتوهم -الشاب1(بهمس) :ههههه يبدو أنها بحاجة لمكان للنوم يا صديقي
رغم همسهما فإن جيمين يملك حاسة سمع خارقة فشعر بالانزعاج وتلونت عيناه باللون الأحمر فتوقف المصعد وانطفأت الأضواء وصار الرجلان في حالة ذعر وحاولا الهرب...لم يكتفِ بذلك بل صار يهز المصعد بهما يمينا وشمالا إلى أن صارا يصرخان واستمر الوضع هكذا لدقيقتين حتى تأكد من أنهما ماتا من الرعب ثم أعاد المصعد لحالته الطبيعية وأوقفه وفتح الباب
كان الشابان في حالة ذعر لذا خرجا بسرعة يصرخان بينما ينظر لهما جيمين ويبتسم ثم نظر نحوي وأنا أغوص في نوم عميق -جيمين:هههه لا أصدق! كل هذه الفوضى ولم تستيقظ! أظن أنها تعاني فعلا من وقت عصيب في النوم
اقترب مني وحاول إيقاظي مرات عديدة ولكن بقيت أغوص في نوم عميق بسبب شدة تعبي...لذلك قرر أخذي لغرفته لأنام في مكان آمن
بينما أنا نائمة أمسك بيدي وظل ينظر للخط الأفقي الذي في راحتها ثم عبس بحزن بعدها نظر نحوي وتلونت عيناه باللون الأحمر فتمكن من رؤية الأحلام التي أنا فيها ورأى كم كنت أعاني مع الكوابيس وأرتجف
دقائق حتى نهضت وأنا أصرخ ونظرت من حولي فوجدته ممسكا بيدي ويبتسم -آنجل:ما الذي أفعله هنا؟! -جيمين:لا شيء...رأيتك نائمة في المصعد فأحضرتك...هل ارتكبت خطأ؟
كنت خائفة للغاية ولم يهمني أي شيء من حولي لذا عانقت جيمين فحسب -آنجل(بحشرجة) :أنا فقط...أريد النوم...هل هذا طلب صعب؟ -جيمين:لا -آنجل(بحشرجة) :لماذا كل هذه الكوابيس تراودني؟! أريد النوم...هذا كل ما أريده
بينما أعانقه شعرت بأن حملا ثقيلا أزيح عن صدري وأنني في مكان آمن لذلك غفوت بحضنه
مددني على الأريكة بعد أن غرقت في نوم عميق وأمسك يدي بينما يبعد شعري عن وجهي بلطف -جيمين(بهمس) :ربما يمكنني مساعدتك على النوم بهناء...اليوم فقط
وضع يده على رأسي مجددا ودخل كوابيسي وحولها لأحلام سعيدة وأبعد عني كل ما يؤذيني...بعدها قبلني على جبهتي وجلس جانبا يحتسي الكحول وهو ينظر لوجهي الملائكي ويبتسم
في صباح اليوم التالي استيقظت لأجد نفسي في غرفة جيمين مجددا ولكن ما حيرني أنني نمت هذه المرة دون كوابيس وأشعر بنشاط وصحة لأول مرة منذ شهر تقريبا...نهضت من مكاني فوجدت جيمين يجلس على الأريكة التي بالقرب مني وينظر لي بابتسامة ساحرة -جيمين:استيقظي لتتناولي فطورك -آنجل:هل بقيت بجانبي طوال الليل؟ -جيمين:طبعا...بدا لي أنك تمرين بوقت صعب -آنجل(بصدمة) :لا أصدق! هل يعقل أنك ببقائك معي جعلتني أنام بدون كوابيس؟ -جيمين:هههه ماذا؟! -آنجل(بصدمة) :نعم أنت خارق...بفضلك تمكنت من النوم جيدا -جيمين(بسخرية) :لا تبالغي...أنا بشري مثلي مثلك -آنجل(بحماس) :عليك أن تنام معي لوقت أطول فأنت مثل طاردة الأحلام السيئة -جيمين:هذا سخيف
انتبهت فجأة لساعة يدي لأتذكر أنني نمت البارحة في دوامي -آنجل(بصراخ) :لااااا سيوبخني المدير بلا شك...علي الذهاب وتفسير الموضوع له
• برأيكم : ما هو العقد الذي أخبر هوسوك آنجل عنه؟ وما قصة علامة الانتحار التي بيده؟ ولماذا تستمر آنجل برؤية الكوابيس؟
عدل سابقا من قبل بثينة علي في الإثنين يناير 15, 2024 8:29 pm عدل 2 مرات
بثينة علي يعجبه هذا الموضوع
بثينة علي Admin
المساهمات : 1314 تاريخ التسجيل : 27/05/2021 العمر : 27
بعد أن قضيت ليلة مريحة في غرفة جيمين تذكرت أنني تركت عملي ليلة أمس وسأتعرض للتوبيخ الشديد من المدير فركضت نحو مكتبه لأكلمه بينما لحق بي جيمين ليطمئن علي وانتظرني خارج المكتب -آنجل(بتوتر) :سيدي... -المدير(بحدة) :أين كنتِ ليلة أمس؟ لقد حصل خلل بسببك -آنجل(بتوتر) :آسفة لقد حصل معي ظرف طارئ -المدير(بحدة) :كان عليك أخذ إذن بالخروج إذًا -آنجل(بتوتر) :المشكلة أنني...لم أخرج من الفندق أساسا -المدير(بحدة) :اخرسي...لو تعلمين المشاكل التي تسببتِ بها...حتى زميلاتك واجهن صعوبة في تغطية الفراغ الذي خلفته -آنجل(بتوتر) :أعتذر مجددا -المدير(بحدة) :سأفكر بعقاب لك لاحقا وأتمنى أن لا يتكرر الأمر -آنجل(بتوتر) :حاضر
بينما جيمين يتصنت ابتسم بسخرية -جيمين(بسخرية) :انظروا كيف يصرخ على آنسة...إنه مدير وقع...ربما علي التدخل هذه المرة أيضا
بينما المدير يقوم بتوبيخي بشدة كانت بجانبه خزانة كبيرة مليئة بأوراق ومستندات زبائن الفندق...تلونت عينا جيمين باللون الأحمر وقام بتحريكها لتسقط على المدير
أصبت بالفزع وحاولت إبعاد الخزانة عنه لكنها ثقيلة للغاية وأكثر ما أرعبني رؤية الدم يتسلل من الأسفل دليلا على أنه أصيب
حاول جيمين أن يتظاهر بكونه شخصا جيدا فدخل إلينا مسرعا وعلامات القلق على وجهه -جيمين:ما الذي يجري هنا؟ -آنجل(بقلق) :ساعدني...إنه ينزف -جيمين:ما الذي حصل؟ -آنجل(بقلق) :لا وقت...أسرع
ساعدني في حمل الخزانة عن المدير فوجدناه مغمى عليه وينزف لذلك نقلناه للمستشفى وبقينا ننتظر هناك لنطمئن عليه -آنجل:لا أعلم كيف أشكرك...لولاك لمات المدير بلا أدنى شك -جيمين:هههه لا شكر على واجب -آنجل:أنت بطل بالفعل...أنقذتني مرات عديدة...أولا من الذئاب وثانيا من الكوابيس والآن أنقذت مديري من الموت -جيمين:تستحقين أكثر من ذلك لأنك فتاة طيبة -آنجل:يبدو أن التراب الذي خلقت منه تراب طاهر -جيمين(بسخرية) :هههههه وما أدراك أنني خلقت من التراب؟ -آنجل:كف عن الترهات...البشر كلهم خلقوا من تراب وهذا أمر طبيعي والكل يعرفه -جيمين:حسنا
صمتنا لفترة من الزمن ونحن نحدق بالأرجاء إلى أن قررت أن أفتح له موضوع علاقتنا الذي أجلناه من قبل -آنجل(بتوتر) :أما تزال تريد أن نكون ثنائيا؟ -جيمين:ها!؟ -آنجل(بتوتر) :لقد أخبرتك من قبل أنني سأرد لك الجواب عما قريب وأنا الآن مستعدة -جيمين(بابتسامة) :جيد -آنجل:ألن تسألني ما جوابي؟ -جيمين:بلى...متشوق لسماعه -آنجل(بتوتر) :جوابي هو... -جيمين:هو؟ -آنجل:هو... -جيمين:تكلمي -آنجل:أنا أحبك جيمين وأريد أن أكون معك... -جيمين(بابتسامة) :عرفت ذلك -آنجل:لم أكمل كلامي بعد...أنا أحبك ولكن لا أستطيع مواعدتك...لقد قررت تجاهل مشاعري تجاهك نهائيا -جيمين(بصدمة) :لماذا!؟ -آنجل:بسبب هذه المشاعر صرت أتألم كثيرا...إضافة لعدم قدرتي على التركيز في دراستي وقد أرسب...لذلك اعذرني...لا أريد الانجراف وراء مشاعري -جيمين:أتفهم ذلك -آنجل:لنتجاهل بعضنا لأطول وقت ممكن...اتفقنا؟ -جيمين:لم نتفق على التجاهل -آنجل:ها نحن سنتفق الآن إذًا -جيمين:ألا ترين أنك تبالغين بالأمر؟ -آنجل:لست أبالغ...هذا لمصلحة كلينا...من فضلك تظاهر من اليوم فصاعدا أنك لا تعرفني سيد جيمين -جيمين(بحدة) :قلت لك لا تناديني بالسيد -آنجل:لماذا غضبت؟ لم أقل شيئا يستحق كل هذا -جيمين(بحدة) :سأغادر
غادر بسرعة والغضب يعتريه لكنني لم أفهم لماذا كل ذلك...أعلم أنني سأندم على رفضي له أشد ندم ولكن ما من حل آخر فدراستي أهم وحياتي أيضا
عاد لغرفته واستدعى هوسوك وتاي ليتشاور معهما بينما يحتسي النبيذ الأحمر وفجأة رمى الكأس نحو الحائط فانكسر إلى أشلاء -جيمين:لقد استخففت بها...ليست سهلة المنال كما اعتقدت -تاي:وما الذي سنفعله إذًا؟ يجب عليك التقرب منها وإلا ستفشل خطتنا -جيمين:بلى...لذلك فكرا معي في خطة بديلة لجعلها تتقرب مني أكثر وبإرادتها -هوسوك:ماذا لو أثرت غيرتها؟ الفتيات حساسات للغاية خصوصا فيما يتعلق بجانبهن العاطفي -تاي:فكرة ممتازة...حاول التقرب من فتاة غيرها وحينها ستستسلم -جيمين(بخبث) :خطة مذهلة
عدت لمنزلي وجلست على مكتبي أدرس بكل جهد محاولة تناسي كل الأمور الملهية التي تحيط بي لكن جيمين ما يزال يظهر في ذاكرتي بشكل مزعج ومشتت للذهن...حتى أنني اضطررت لإغلاق الدفاتر ووضعها جانبا -آنجل:فلورا...هل تملكين أي خبرة في الحب؟ -فلورا:ما المشكلة؟ -آنجل:أريد طريقة لنسيان ذلك الوغد -فلورا:من؟ -آنجل:جيمين ومن غيره -فلورا:يبدو أنك وصلتِ لمراحل متقدمة من الحب -آنجل:أشعر برغبة شديدة في البقاء بجانبه...ماذا أفعل؟ -فلورا:حاولي شغل نفسك بشيء ما وستنسينه -آنجل:حاولت شغل نفسي بالدراسة لكن عقلي يواصل التفكير فيه -فلورا:أحقا تحبينه لهذه الدرجة؟ -آنجل:نعم -فلورا:تواعدا إذًا...لن تكون نهاية العالم -آنجل:ألن يؤثر ذلك على دراستي؟ -فلورا:لا أعلم...لكن لن يكون أسوأ من الحالة التي أنتِ فيها الآن -آنجل:أتمنى لو تحل الأمور بسرعة فقد سئمت
ذهبت للعمل في الغد وجلست على طاولة الاستقبال أرتب الأوراق بينما هاني بجانبي تمسح الأرضية...كان يومي مستقرا وجميلا إلى أن رأيت جيمين ينزل من المصعد ويقترب شيئا فشيئا...كالعادة ظننت أنه سيأتي ليكلمني فأخفضت رأسي ولكن للأسف لم يأتِ نحوي بل ذهب نحو هاني ووقف بجانبها يراقبها -جيمين:مرحبا -هاني:أهلا! -جيمين:أنتِ تقومين بعمل جيد -هاني(باستغراب) :عفوا!؟ -جيمين:لا بد أن آنجل أخبرتك عني -هاني:ربما -جيمين:لنخرج معا هذه الليلة -هاني(باستغراب) :معي أنا؟ -جيمين:بلى -هاني:مممم سأفكر بالأمر
نظرت هاني نحوي فوجدتني أنظر لهما بانزعاج -هاني:لن أعتبره موعدا غراميا ولكن لا بأس...لنخرج -جيمين:اتفقنا...سأوافيك بعد انتهاء دوامك
كنت غاضبة بالقدر الذي شعرت فيه بالسعادة لأن جيمين لن يطاردني ولن يحرك مشاعري...الآن يمكنني نسيانه وأنا مرتاحة وأي أمر آخر علي تجاهله
حين انتهينا من دوامنا غيرنا ثيابنا وفي قاعة العمال جاءت هاني ووقفت بجانبي -هاني:سأخرج معه...لا بد أنك تعرفين بالفعل -آنجل(ببرود) :من هذا؟ وأعرف ماذا؟ -هاني:سأخرج مع جيمين -آنجل(ببرود) :بالتوفيق -هاني:ألن تشعري بالانزعاج كونك تحبينه؟ -آنجل(ببرود) :لا...مشاعري تجاهه ليس لها معنى -هاني:متأكدة؟ -آنجل(ببرود) :بلى -هاني:حسنا لقد سألتك...بما أنك لا تريدينه سآخذه...إنه لطيف ووسيم ومن نوعي المفضل
لطالما كانت هاني أجمل موظفة بيننا فهي جذابة ويقع الرجال بحبها باستمرار...حتى أنا لم أستبعد وقوع جيمين بحبها ولكن أن تحاول مجاراته بما يفعل فهذا هو الانحطاط بعينه...لم نكن أنا وهي مقربات بدرجة كبيرة ولكن العشرة التي بيننا جعلتني أتأكد أنها لن تقدم على أذيتي أبدا في يوم من الأيام والآن بدأت أكرهها -هاني:لا تأتِ باكية إلي لاحقا حين يطلب جيمين مواعدتي -آنجل(بحدة) :أنا لا أتراجع عن كلامي لذا فهو لك...لا أحتاجه -هاني(بسخرية) :يبدو أن إحداهن هنا غاضبة -آنجل(بحدة) :انقرضي من أمامي...فقط اذهبي معه ودعيني بحالي
خرجت هاني بكل كبرياء وذهبت لمقابلة جيمين أما أنا فعدت للبيت وفي كل دقيقة تمر أتخيلهما معا يمضيان وقتا ممتعا بينما أنا الوحيدة الخاسرة في هذه الحلقة -فلورا:بقي على ظاهرة القمر الدموي شهران فقط...أنا متحمسة -آنجل:ممممم -فلورا:سأجهز آلة تصويري وكل المعدات التي أحتاجها لالتقاط صورة خرافية -آنجل:مممممم -فلورا:وأيضا إلى أين نذهب برأيك؟ أفكر بالذهاب لمنطقة جبلية فالجو هناك هادئ وملائم للتصوير أكثر -آنجل:مممممم -فلورا:ما بالك!؟ تفاعلي معي قليلا فأنا أشعر بأنني أكلم نفسي -آنجل:هل قلتِ شيئا؟ -فلورا:لقد قلت... -آنجل(بحزن) :لا بد أنه يمضي وقتا ممتعا معها -فلورا:آااانجل! -آنجل(بحزن) :لا أستطيع...علي التصرف...علي الاتصال به وإخباره بأن يتراجع عما يفعله -فلورا:آاااانجل أنا أكلمك -آنجل(بحزن) :علي الذهاب
خرجت فورا من المنزل للشارع وكانت الساعة آنذاك العاشرة والنصف ليلا...اتصلت به فوجدت هاتفه مغلقا فتوجهت للفندق لأبحث عنه وطرقت باب غرفته لفترة لكنه لم يفتح وهذا ما جعلني أبقى لأنتظره
مرت دقائق الانتظار تلك كما لو أنها أعوام بسبب توتري وخوفي وللأسف لم يأتِ ولكن تاي خرج من غرفته ليجدني جالسة على الأرض -تاي:مرحبا آنسة آنجل -آنجل:أهلا بك...اعذرني على هذا المنظر -تاي:لا بأس...هل تنتظرين السيد جيمين؟ -آنجل:بلى...أين هو؟ -تاي:لقد عاد لمدينته -آنجل:مدينته! أين تقع بالضبط؟ -تاي:لا أعرف...لكنه أخبرنا أن لديه أمرا مهما هناك وسيعود قريبا -آنجل(بحزن) :إذًا لا فائدة من الانتظار هنا -تاي:يمكنك مكالمته غدا -آنجل(بحزن) :ربما لا فائدة من مكالمته على كل حال...سأعود للمنزل -تاي:تصبحين على خير...هل أوصلك؟ -آنجل(بحزن) :وأنت من أهله...لا تتعب نفسك
كانت خيبة الأمل التي أعاني منها كبيرة لذلك مشيت نحو المنزل بخطوات متباطئة بينما أفكر وأراجع نفسي...كان همي الوحيد أن أصلح هذه العلاقة لكن يبدو أن القدر لن يوافق
خلف عالمنا الواقعي الذي نعيش فيه هناك عالم ثانٍ لا يمكننا رؤيته...عالم مليء بالرعب والوحشية والدمار...إنه عالم الشياطين...العالم الذي أتى منه جيمين...أو بتعبير آخر "مدينته" التي تكلم عنها تاي
عاد لعالم الشياطين بعد أن غاب عنه شهرا كاملا من أجل تنفيذ خطته المنشودة
في أعلى التلة قصر شيطاني كبير يتمنى الجميع دخولة والعيش فيه...إنه قصر والد جيمين الذي توفي قبل أشهر...وكانت وجهته إلى هناك حتى يرى مجرى سير الأحداث
دخل القصر فانحنى له كل الشياطين الحراس الأضعف منه فنظر لأحدهم بثقة -جيمين:هل ذلك الحقير هنا؟ -الحارس:نعم سيدي...إنه في قاعة الطعام -جيمين:مازال كما تركته...يستغني عن كل شيء إلا الطعام...أنا من يستحق المجد أكثر منه
دخل قاعة الطعام الكبيرة والتي تحتوي مائدة كبيرة مليئة بأنواع الأطعمة الفاخرة وجلس على أحد كراسيها بينما يحدق بأخيه الأكبر المتواجد في الحافة الأخرى للطاولة -جيمين:مازلت تأكل فحسب؟ -جيسوب:هههههه أخي الصغير المغفل...لم أرك منذ زمن...أو لنقل منذ أبرحتك ضربا آخر مرة -جيمين:فلتضحك...لكن من سيضحك أخيرا هو الفائز -جيسوب:معك حق...إذًا ماذا كنت تفعل كل هذه المدة؟ تبكي؟ -جيمين:كفى لعبا بالألفاظ...احترمني أحترمك -جيسوب:هههههه أصلا ليس لديك حل سوى احترامي...أنا أقوى شيطان هنا والمملكة ستكون بأمان بين يداي -جيمين(بسخرية) :هههههه المملكة بحاجة لمن يحميها منك أصلا -جيسوب:هل تريد نزالا آخر أبرحك فيه ضربا؟ -جيمين:ليس الآن...لكن حين أستعد سأخبرك -جيسوب:مممم إذًا فأنت تتدرب للقضاء علي -جيمين:لن أقول شيئا الآن لكن حينما أعود المرة القادمة ستتمنى لو لم تتحداني -جيسوب:لو لم تكن حشرة مزعجة لا تستحق الدعس حتى لقمت بإبراحك ضربا على هذا الكلام الفارغ -جيمين:هههههه يالك من مغرور
نهض جيمين من الكرسي وغادر القاعة وأثناء سيره عبر الممر الواسع تذكر تلك الأحداث السيئة التي مر بها قبل أشهر
حين وصل خبر وفاة والده الشيطان الأكبر لأبناءه كان كلاهما متحمسان وسعيدان لأنهما سيتوليان حكم المدينة من بعده...كان لديه ولدان...الأكبر جيسوب والأصغر جيمين...وكل منهما يتلهف طمعا للحصول على كرسي الحكم والسيطرة على المدينة وتلبية رغباتهما...وبطبيعة الحال كان جيسوب يريد تولي الحكم لأنه الأكبر إلا أن جيمين رفض الموضوع كليا وأحب السلطة له وحده
أصبح الخيار الوحيد لحل هذه المهزلة هو أن يتنازع الطرفان والفائز منهما سيحصل على كل شيء...وبالفعل قام نزاع كبير بينهما وخسر فيه جيمين وحصل أخوه على كرسي الحكم...ولكنه لم يستسلم بل اعتبرها مجرد جولة بسيطة في المصارعة والفائز هو من يفوز بالنزال كله لذلك قرر الابتعاد وكسب قوة أكبر والعودة مجددا لمنازلة أخيه
حاول جيمين مراقبة كل شيء ومعرفة أدق التفاصيل وما مدى القوة التي يمتلكها أخوه الآن لكنه لم يستفد شيئا لأنه ما يزال قويا وصامدا كما عرفه...حينها قرر العودة لعالم البشر ومواصلة خطته الأولى أحسن له
في يوم الغد ذهبت للفندق وجلست أقوم بعملي بينما أفكر في جيمين...كانت هاني تنجز عملها بالقرب مني وتنظف زجاج النوافذ مما جعلني أشعر بعدم الراحة...حاولت أن أدوس على كبريائي وأسألها إن كان قد حصل بينهما شيء هي وجيمين ليلة أمس لكن أخاف من الوقوع في موقف محرج
بقيت أنظر لها من بعيد لعدة دقائق إلى أن جاءت هي نحوي ووقفت بجانبي بنظرتها الواثقة التي تثير اشمئزازي -هاني:لا تنظري إلي هكذا من بعيد...إن كان هناك شيء يزعجك فأخبريني -آنجل(ببرود) :لا أبدا...ما من شيء -هاني:تتساءلين كيف قضيت موعد البارحة مع جيمين صحيح؟ -آنجل(ببرود) :أبدا -هاني:حسنا...حتى لو لم تسألي فسأخبرك...لقد دعاني لموعد غرامي ثم اعترف لي بمشاعره -آنجل:كاذبة! -هاني:يمكنك سؤاله بنفسك -آنجل(بحدة) :لماذا تتصرفين هكذا؟ -هاني:أي تصرف؟ لست أفهم عليك! -آنجل(بحدة) :تتعمدين إغاضتي بجيمين -هاني:أغيضك؟ ألم تقولي أنه لا يعني لك أي شيء؟ -آنجل(بحدة) :نعم لا يعني أي شيء...لكنك تستفزينني بتصرفاتك -هاني:ببساطة...قولي أنك تحبينه -آنجل(بحدة) :لاااا -هاني(بسخرية) :لا تغضبي...أخاف أن تصابي بنوبة قلبية...تعرفين أنني أحبك وحريصة على صحتك -آنجل(بحدة) :انقلعي...لا أريد رؤيتك -هاني(بسخرية) :هذا مكان عملي ولا يمكنك طردي منه وأنتِ موظفة مثلي
علت أصواتنا المكان مما جعل بعضا من الزبائن المارين بالجوار يقفون ليشاهدوا ما يجري...بعد أن انتبهت جيونغهوا أننا نتشاجر تدخلت لتحل النزاع بيننا -جيونغهوا:بنات...ما بالكن؟ أنتن أخوات! -آنجل(بحدة) :إن كانت كل الأخوات مثلها فاللعنة عليهن -جيونغهوا:كفى...نحن في مكان مخصص للعمل -هاني:لست من بدأ على كل حال -آنجل(بحدة) :بل أنتِ من بدأ -هاني:يا أختاه...اعترفي أنك تحبينه وتغارين عليه ولا تريدينني بقربه وخلصينا -آنجل(بحدة) :لاااا...هذا أمر يخصني أنا فقط وأنتِ اخرسي...ثم لست أختك ولا يشرفني أن أكون -جيونغهوا:تبين أن سبب الشجار شاب! هل أنتما مراهقتان؟ -هاني(بسخرية) :أنا كبيرة والحمد لله...ماذا عنها؟ تخلت عن حبيبها لي وعندما طلب مواعدتي رجعت تطالب به -آنجل(بحدة) :اخرسيييي -جيونغهوا(بصراخ) :توقفاااااا
نظر الجميع نحو جيونغهوا وصمتوا منتظرين منها أن تقول ما تريده ثم استدارت نحو حشد الزبائن المتفرجين -جيونغهوا:نعتذر منكم...إنه مجرد سوء تفاهم وسنحله فورا...فليمضِ كلٌ في طريقه
غادر الزبائن لغرفهم ومشاغلهم وبقيت أنا وهاني ننظر لبعضنا بكره بينما تحاول جيونغهوا حل الموضوع -جيونغهوا:الآن وقت عمل...لنلتقي بعد الدوام ونتفاهم حول الموضوع...اتفقنا؟ -آنجل:اتفقنا -هاني:لا أمانع
عادت كل منا لعملها ولكنني لم أنسَ تصرف هاني الحقير هذا...أو بالأحرى لا يمكنني التصديق بأن هاني الطيبة التي كانت تهتم بي وتحبني تحولت فجأة لفتاة قاسية وباردة وكل ذلك لأجل رجل! لا أعلم إن كان جيمين يحبها حقا ولكن تصرفها هذا يوحي بأنها تحبه بجنون...ولا أفهم لماذا تعاملني هكذا وتستفزني...أعني أنها عادة حلوة مثل العسل ولم أتوقع منها أبدا تصرفا حقيرا كهذا...إلا هي لم أتوقعه منها
بينما أعمل دخلت أجوما لفندقنا وتمكنت من سماع صوت كعبها العالي من بعيد وخلفها شاب يسير بخطوات متباطئة...رفعت رأسي لأرى ذلك الوجه الذي لم أراه منذ أيام عديدة...ذلك الوجه الذي سبب لي الرعب لكن مع الوقت أدركت أنني ضخمت الأمور لا غير -آنجل(بحماس) :سيدتي! -جيون:آنجل...كيف حالك؟ -آنجل(بحماس) :بخير برؤيتك -جيون:مررت هنا لأسلم عليك...أنتِ إنسانة حلوة وعلقتي في ذاكرتي وأحببتك كثيرا -آنجل:هههه وأنا أيضا سيدة جيون...سعيدة بزيارتك -جيون:أعرفك على ابني...كيم سوكجين...ناديه جين -آنجل:تشرفنا -جين:وأنا أيضا -جيون:رأيت؟ إنها جميلة ومهذبة كما أخبرتك -آنجل(بتوتر) :هههه تتحدثان عني؟ -جيون:ابني مقبل على الزواج لذلك يريد اختيار عروس...وبمجرد أن طرح علي الأمر تذكرتك وأحببت أن تكوني أنتِ عروسه -آنجل(بتوتر) :هل أنتِ جادة؟ -جيون:ههههه طبعا...هل هناك مزاح في موضوع الزواج؟
لم أعرف كيف أخبرها أنني واقعة في حب شخص آخر وحاولت التفكير بكلام أقوله لها لأهرب من هذه الورطة فأنا لا أستطيع رفضها بتلك الطريقة خاصة أنني أكن لها الاحترام -آنجل(بتوتر) :الحقيقة...لست أفكر بالزواج في هذا السن...وهناك أيضا دراستي ومستقبلي -جيون:بالطبع هذا حقك...لكن ليس شرطا أن تتزوجا الآن...يمكنكما المواعدة ابتداءً من الآن والزواج يأتي لاحقا -جين:أمي! لا تحرجيها...لا يمكنها مواعدة أي شاب بدون أن تعرفه جيدا -جيون:إذًا اخرجا معا كصديقين وتعرفا على بعضكما وإن حالفكما الحظ تزوجا -آنجل(بتوتر) :ههه حسنا
• برأيكم : هل سيتخلى جيمين عن آنجل ويواعد هاني؟ وهل ستوافق آنجل على طلب السيدة جيون؟
عدل سابقا من قبل بثينة علي في الأربعاء يناير 17, 2024 1:59 pm عدل 2 مرات
بثينة علي يعجبه هذا الموضوع
بثينة علي Admin
المساهمات : 1314 تاريخ التسجيل : 27/05/2021 العمر : 27
انتهينا من العمل وذهبت أنا وهاني وجيونغهوا لغرفة الموظفين لكن هاني تظاهرت بأنها نسيت الموضوع من الأساس...غيرت ثيابها وأخذت حقيبتها لتتجه نحو الباب فاستفزتني -آنجل:احم احم -هاني:ماذا؟ -آنجل:وتسألين؟ -هاني:للأسف أنا مستعجلة...لقد اتصل بي جيمين وطلب مني الخروج فهلَّا عذرتنا؟ سنتشاجر في وقت لاحق
كلامها جعلني أشعر بالاستفزاز أكثر وابتسامتها الخبيثة تلك تناديني لأقوم بشدها من شعرها -هاني:إلى اللقاء... -آنجل(بحدة) :لن أسمح لك بالذهاب -هاني:أوبس لماذا!؟ -آنجل(بحدة) :أنا أحب جيمين ولن أسمح بمشاهدته مع فتاة أخرى أتفهمين؟ -هاني:ههه اعترفتِ أخيرا! -آنجل(بحدة) :ابتعدي عنه -هاني:وماذا لو رفضت؟ -آنجل(بحدة) :أيتها المستفزة -هاني:دعينا نتفاهم...جيمين حاول التقرب منك لكنك تجاهلتِه...لذلك جاء إلي أنا لأهتم به وأكون له نعم الحبيبة -آنجل(بحدة) :تكذبين -هاني:لنذهب لغرفته ونسأله -آنجل(بحدة) :لا...ابتعدي عنه -هاني:سأبتعد عنه فقط إن طلب هو مني ذلك...أعني حين يقول"آسف هاني لكنني مازلت أحب آنجل وأريد أن أكون معها" -آنجل(بحدة) :جيمين يحبني بالفعل...أما أنتِ فمجرد دمية يتسلى بها -هاني:ههههههه هل أنتِ جادة؟ -آنجل(بحدة) :كل الجدية -هاني:مممممم لا يمكنك طرح نظرية بدون دليل...أين دليلك؟ -آنجل(بحدة) :لا أحتاج لإقناعك بأي شيء...قناعتي بنفسي تكفيني
بينما نقلب القاعة رأسا على عقب بصراخنا وشجاراتنا كانت جيونغهوا تقف في زاوية الغرفة تثني يديها وتشاهد فحسب -جيونغهوا(تفكر) :هذا ممتع أكثر من الذهاب للسينيما ههههه -هاني:جبانة...تعرفين لو أننا سألنا جيمين بنفسه لاختارني أنا لذلك أنتِ خائفة
في تلك اللحظة لم أتمالك نفسي ورفعت يدي وصفعتها صفعة قوية جعلت وجهها يلتف للجهة الأخرى فأمسكت به غير مصدقة لما يحصل...بالنسبة لي كنت أيضا مصدومة فأنا عادة لا أرفع يدي على أي شخص حتى لو كان ظالما لي لكن ما فعلته للتو سيسجل في تاريخي على أنه أحقر شيء فعلته! وبسبب شاب أيضا! -هاني(بصدمة) :هل صفعتني للتو؟ -آنجل(بتوتر) :آسفة لكنك استفزيتني -جيونغهوا:بنااات يكفي...أعتقد أن الموضوع تجاوز الحدود -هاني(بتجهم) :أستطيع ردها لك لكنني أفضل احترامك واحترام نفسي حتى لو كنت أنا الأكبر...بالإذن...جيمين ينتظرني
خرجت من القاعة فلحقت بها محاولة إقناعها أنني لم أقصد ذلك لكنها تجاهلت صوتي وأنا أنادي عليها وتوجهت نحو بوابة الفندق حيث جيمين ينتظرها -جيمين:أين كنتِ؟ -هاني:واجهت مشكلة صغيرة مع بعض الفضوليين
نظر جيمين نحوي ببرود ثم تجاهلني -آنجل(بصراخ) :توقف -جيمين:أتكلمينني؟
كانت هذه اللحظة من أصعب لحظات حياتي...اللحظة التي سأعترف فيها له بأن قراري خاطئ وأنني أريده مهما حاولت الابتعاد عنه...لقد أخطأت برفضي له والآن جاءت الفرصة لكي أصحح خطئي -آنجل(بحشرجة) :لا تذهب معها...أنا من تحبها...أعلم ذلك -جيمين:ماذا!؟ -آنجل(بحشرجة) :وجودك مع فتاة غيري يحرق قلبي...لا تتركني...أحبك...أريد أن أكون معك وأقضي بقية أيام عمري بجانبك -جيمين:ألا تظنين أن الأوان قد فات؟ -آنجل(بحشرجة) :ربما...لكن أن أحاول وأفشل أحسن من أندم لعدم المحاولة نهائيا
عم صمت رهيب بيننا نحن الثلاثة...كل منا كان يفكر في رأسه ما الحل المناسب لاتخاذه...بينما أنتظر جوابه على ما قلته نزلت دمعة من عيني لتشق طريقها عبر خدي الوردي...لا أفهم لِمَ هذه الدموع تحرجني الآن فأنا لا أريد أن أبدو مثيرة للشفقة
فجأة اقترب مني جيمين ورفع رأسي ومسح الدمعة من عيني وهو يبتسم -جيمين:هههه لا تبكي يا ملاكي فدموعك غالية -آنجل(بصدمة) :هل ناديتني بملاكي للتو؟ -جيمين(بابتسامة) :بلى...أنتِ ملاكي الفاتن...لطالما كنتِ كذلك -آنجل(بصدمة) :مهلا مهلا! دعني أستوعب...هل يعني هذا أنك مازلت تحبني؟ -جيمين:بلى -آنجل:وتريد أن نتواعد؟ -جيمين:بلى هههه -آنجل(بخجل) :لا أصدق! أشعر كأنني أحلم...أحبك جيمين -جيمين:أحبك آنجل
قاطعتنا هاني التي كانت واقفة بجانبنا وهي تصفق وتضحك -هاني:هههههه مبروك لكما...وأخيرا اجتمعتما...أنا سعيدة -آنجل:مهلا! أنتِ سعيدة لأجلنا -هاني:هههههه طبعا...سعيدة للغاية -آنجل(باستغراب) :لكن قبل قليل كنتِ تقولين أنك تريدينه -هاني:ههههه كان كل ذلك مخططا له -آنجل(بصدمة) :مخطط! -هاني:أنا وجيمين تحدثنا في الموضوع وأردنا أن نثير غيرتك لكي تعترفي -آنجل(بحدة) :أيها الحقيران -هاني:آسفة لكن هذا لمصلحتك هههههه -آنجل(بحدة) :تتفقان علي! يالكما من نذلين...لا تكلماني
شعرت بالغضب الشديد وعدت لقاعة الموظفين بمفردي...أول مرة تنطلي علي حيلة كهذه...أشعر بالخيبة مدموجة مع السعادة والحزن
بقيت دقائق هناك مطأطئة رأسي حتى جاءت هاني وفتحت باب القاعة بهدوء ونظرت لي بابتسامة -آنجل(بتجهم) :إن اقتربتِ مني سأقتلك -هاني:هههه آسفة...أقسم أنني آسفة...لكن هل من طريقة أخرى لجعلك تتخلين عن كبريائك وتعترفين؟ -آنجل(بتجهم) :حقيرة
جلست بجانبي ووضعت ذراعها على كتفي ثم شدتني من خدي -هاني:أحبك آنجل...أنتِ أختي الصغيرة التي لم تلدها أمي -آنجل(بحزن) :أنا أيضا...ظننت أنني خسرتك بسبب جيمين...تصرفك معي بذلك اللؤم جعلني أحزن -هاني:هههه لكنك صفعتني...كيف تصفعين الأوني خاصتك ألا تخجلين من نفسك؟ -آنجل:أعتذر -هاني:هههههه لا بأس...أعترف أن صفعتك قوية ولا أتمنى تجربتها مجددا -آنجل:كيف قررتما التخطيط لخداعي؟ -هاني:كان ذلك في أول يوم عندما خرجنا في موعد أتتذكرين؟ -آنجل:بلى...ماذا حصل؟ -هاني:سأخبرك القصة...
في أول موعد لهاني وجيمين ذهبا إلى مطعم ليتحدثا -هاني:أعلم ما تحاول فعله -جيمين:ها؟! -هاني:تحاول إغاضة آنجل بي أليس كذلك؟ -جيمين:وماذا لو؟ -هاني:هذا تصرف حقير برأيي -جيمين:لا يوجد معنى للحقارة في قاموسي...أنا أفعل فقط ما أراه مناسبا لتلبية مصالحي -هاني:من يراك تتكلم هكذا يظن أنك تربيت في مكان تعمه الاستبدادية والمصلحة -جيمين:ههههه أنتِ ذكية...تعجبينني -هاني:أعلم أنك وآنجل تحبان بعضكما فلماذا لا تتواعدان فحسب؟ -جيمين:هي التي تتجاهل مشاعرها تجاهي -هاني:أعرف آنجل جيدا...إنها خائفة من الوقوع في الحب -جيمين:وما الحل برأيك؟ -هاني:سأجبرها على الاعتراف -جيمين:أنتِ؟ -هاني:سأستفزها إلى أن تنفجر وتأتي لتعترف لك -جيمين:وكيف ستفعلين ذلك؟ -هاني:بنفس الطريقة التي تستخدمها أنت -جيمين:لكنها صديقتك وهذا سيجعل علاقتكما تتدمر -هاني:آنجل طيبة وحين تعرف أنها مجرد كذبة ستنسى الموضوع -جيمين(بابتسامة) :شكرا لتعاونك معي -هاني:العفو هههههه...لنعد آنجل لرشدها معا...أو لنقل لنفقدها صوابها
••••••••••••••••••••••••••••
-هاني:هاذه كانت القصة الحقيقة...أقسم لك أن نيتي كانت طيبة -آنجل:أنتِ شريرة...لن أثق بك بعد الآن -هاني:لستِ حاقدة علي صحيح؟ -آنجل:ممممم لا -هاني:ولا على جيمين؟ -آنجل:جيمين بلى...سأتفاهم معه لاحقا -هاني:ههههه إذًا لا دخل لي بينكما -آنجل:سأريه
خرجنا من القاعة فوجدنا جيمين ينتظرنا في الخارج -هاني:سأغادر...تصبحان على خير -آنجل:وأنتِ من أهله -جيمين:ليلة سعيدة
نظرت نحو جيمين بعينين غاضبتين ولكنه ابتسم لي محاولا جعلي أنسى ما حصل -آنجل:لن أسامحك -جيمين:لماذا؟ -آنجل:ما فعلته لا يغتفر -جيمين:صحيح -آنجل:لن أسامحك إلا إن نفذت لي ثلاث شروط -جيمين:خيرا -آنجل:أولها لنخرج في موعد اليوم -جيمين:الآن؟ في هذه اللحظة؟ -آنجل:بلى -جيمين:إلى أين؟ -آنجل:لمكان يمكننا فيه رؤية النجوم والقمر بوضوح -جيمين:أظنه أمرا مستحيلا فنحن في المدينة الآن -آنجل:لنبتعد عن المدينة -جيمين:قد يستغرق الأمر ساعات -آنجل:لا يهم...أريد فقط البقاء بجانبك ومشاهدة النجوم والقمر -جيمين:حسنا
ركبنا سيارته وذهبنا لمكان بعيد جدا وقد استغرق منا الأمر ساعة كاملة والوقت تأخر...جلسنا نحن الاثنين في مقاعد السيارة ننظر للسماء وبالفعل كان منظرها مذهلا وجذابا -آنجل:أتذكر آخر مرة ذهبنا للمزرعة ورأينا نفس المنظر؟ -جيمين:بلى...وقتها لم نكن نتواعد أما الآن فأنتِ فتاتي -آنجل:هل تعتقد أننا سننفصل في المستقبل؟
نظر لي لفترة محاولا أن يجد الإجابة المناسبة للسؤال...لكنه يعلم بأننا سننفصل بالفعل بل وعليه أن يتخلص مني وإلا سيبقى مجرد شيطان مهمش وضعيف -جيمين:دعينا ننسى المستقبل ونعش اللحظة الراهنة -آنجل:بالتأكيد
تماما مثل مسكن الآلام...وضعت رأسي على كتفه المريح...لقد انتظرت هذه اللحظة طويلا وها قد حان الوقت لأعيش سعيدة مع الشاب الذي أحبه...لقد ذهبت آنجل الباردة وحلت محلها العاطفية الدافئة...أريد أن أبقى هكذا طول حياتي وأعيش في الجنة التي قدمها لي -جيمين:أيعني هذا أنك مستعدة لإعطائي أي شيء أطلبه؟
رفعت رأسي بتعجب ونظرت نحوه وهو ما يزال ينظر للسماء -آنجل:ماذا تقصد؟! -جيمين:دمك وروحك -آنجل(بخوف) :هل...أنت...مصاص دماء؟
نظر إلي ثم انفجر من الضحك وأنزل رأسه يحاول إخفاء تعابير وجهه -آنجل(بانزعاج) :الأمر ليس مضحكا يا سيد جيمين -جيمين:هييي قلت لك لا تناديني هكذا -آنجل(بانزعاج) :ماذا تقصد يا مصاص الدماء؟! -جيمين:ههههه لست مصاص دماء أيتها السخيفة...لكن سأصبح كذلك لأجلك...تعالي لأمتص دمك
أحاطني بذراعيه ثم قرب فمه من يدي وعضها بلطف...ولأنني سئمت من سخريته من تفكيري دفعته بعيدا وجلست على جانب المقعد بعيدة عنه بينما أثني يداي وأنظر للجهة المعاكسة -جيمين:ما بالك؟ تعلمين أنني أمزح
لم أرد
-جيمين:لقد جئنا لنستمتع بمنظر النجوم وليس لنتشاجر
لم أرد
-جيمين:مممم...لنعد للمدينة إذًا -آنجل:أنت تحبني ولا تتلاعب بمشاعري صحيح؟
صمت لفترة يفكر ثم نظر نحوي بابتسامة خبيثة ولم يلبث كثيرا إلى أن سرق قبلة من خدي جعلتني أتجمد مكاني من الصدمة -جيمين:هههههه ملاكي...كيف أستطيع خداع فتاة مثلك...أحبك وسأقتل أي شاب يقترب منك...أنا أعني هذا حرفيا -آنجل(بخجل) :أنت حقا لطيف -جيمين:لست لطيفا صدقيني...أصبح شيطانا حين يتعلق الأمر بك -آنجل:ههههه وجدت لك لقبا بدل السيد جيمين -جيمين:ما هو؟ -آنجل:شيطاني...ما رأيك؟ -جيمين:يعجبني ههههه وأنتِ ملاكي...اسمانا متوافقان الآن صحيح؟ -آنجل:صحيح
ليلة كاملة كانت كفيلة بجعلي أنا وجيمين نلتحم روحيا ونتعلق ببعضنا بجنون...لقد أمضينا ليلة طويلة معا نشاهد النجوم وفي تمام الساعة الخامسة صباحا أوصلني للبيت وغادر
دخلت غرفتي فوجدت فلورا تنتظرني ويبدو أنها لم تنم طوال الليل...وبمجرد أن رأتني عانقتني بحرارة -فلورا(بقلق) :أيتها الغبية...أين كنتِ...لقد قلقت عليك لحد الجنون -آنجل(بحماس) :كنت مع جيمين وقضينا ليلة رائعة ونحن نشاهد النجوم -فلورا(بصدمة) :ماذا؟! ولماذا هاتفك مغلق؟ لقد ظننت أن مكروها أصابك -آنجل:لا أبدا...خرجنا من المدينة حيث لا يوجد تغطية -فلورا(بانزعاج) :إذًا كنتِ تستمتعين بوقتك وأنا كالغبية هنا أموت من القلق عليك -آنجل:لاااا لا تقولي هذا...آسفة كان علي طمأنتك...أنا فتاة غبية -فلورا:لا يهم...لحسن الحظ غدا يوم عطلة -آنجل:لننم إذًا -فلورا:هيا بسرعة
غططت في نوم عميق بسبب تعبي الشديد ولكن يبدو أن المصائب مكتوبة على جبهتي كالمعتاد...لقد رأيت كابوسا جديدا وكالعادة انتهى بي الأمر أستيقظ فزعة وأبقى صاحية إلى أن تشرق الشمس
نهضت فلورا من نومها الساعة الثانية زوالا لتجدني أحاول الدراسة وعيناي تنغلقان بمفردهما من النعاس -فلورا:استيقظتِ؟ -آنجل:لم أنم من الأساس -فلورا:أخبريني ما الذي حصل البارحة؟ -آنجل:صرنا نتواعد -فلورا(بابتسامة) :مبرووووك -آنجل:شكرا -فلورا:يجب أن تعرفيني عليه -آنجل:لا مشكلة -فلورا:أقترح عليك الذهاب للنوم فأنتِ متعبة -آنجل:أفضِّل عدم النوم على أن أنهض مفزوعة من الكوابيس
بينما نتحدث قاطعنا صوت جرس الباب فنهضت لأفتح وتفاجأت بأنه جيمين -آنجل(بخجل) :أهلا -جيمين:أهلا ملاكي...اشتقتِ إلي صحيح؟ -آنجل(بخجل) :طبعا -جيمين:لنخرج معا -آنجل:دقيقة...سأغير ثيابي
جاءت فلورا نحونا لترى من القادم فتفاجأت بجيمين -آنجل:تحدثا ريثما أعود -فلورا:حسنا
دخلت مسرعة وتركتهما عند الباب -جيمين:أدعى جيمين...تشرفت بمعرفتك -فلورا:وأنا فلورا...أعز صديقة لآنجل
مدت يدها له لتصافحه وحين لمستها شعرت بشعور غير مألوف...كان هناك طاقة سلبية نتجت عن تلامسهما لتشعرها بعدم الراحة...بعدها نظرت في عينيه لتنصدم من نظرته الحادة والغريبة -فلورا:سأرى آنجل وأعود
دخلت فلورا غرفتنا المشتركة فوجدتني أضع مساحيق التجميل بحماس فأغلقت الباب وأمسكتني من كتفاي -فلورا:احذري منه -آنجل:من ماذا؟ -فلورا:جيمين...هو لا ينوي على خير -آنجل:ما الذي تتكلمين عنه؟ -فلورا:أعلم أن كلامي قد يبدو غير منطقي لكن لا أرتاح له -آنجل:لكنني لا أرتاح لغيره -فلورا:أعلم أن لكل نظرته المختلفة ولكن كوني حذرة فحسب...اتفقنا؟ -آنجل:لا تقلقي...سآخذ حذري
بينما نتحدث فوتنا أن جيمين يمتلك القدرة على سماع الأصوات القريبة منه حتى لو كان همسا لذلك عرف بما يدور بيني أنا وفلورا -جيمين(يفكر) :يبدو أن هناك حشرة جديدة يجب الدعس عليها
حملت حقيبتي وخرجت مع جيمين وأول ما فعلناه أننا ذهبنا لمدينة الملاهي -جيمين:هذا هو شرطك الثاني لكي تسامحيني؟ -آنجل:بلى -جيمين:وما الثالث؟ -آنجل:سأخبرك به حين نقوم به -جيمين:حسنا...لنتناول شيئا -آنجل:اطلب البيتزا -جيمين:قللي من المعجنات -آنجل(بحدة) :هل تقول مجددا أنني سمينة؟! -جيمين(بتوتر) :لا أبدا -آنجل(بحدة) :إذًا اذهب وأحضر البيتزا قبل أن أفجر رأسك -جيمين(بتوتر) :حاضر ملاكي حاضر
ذهب ليطلب البيتزا بينما جلست أنتظره في إحدى الطاولات تحت أشعة الشمس الخريفية الدافئة...بقيت ألعب بهاتفي مؤقتا حتى سمعت صوتا مألوفا ينادي علي -جين:آنجل...يال الصدفة! -آنجل:آه أنت ابن السيدة جيون -جين:بلى...جيد أنك تذكرتِ وجهي -آنجل:بالطبع -جين:هل جئتِ بمفردك؟
حاولت أن أخفي عنه حقيقة أنني مع حبيبي لذلك حاولت تغيير الموضوع -آنجل:أخبرني أنت...ماذا تفعل هنا؟ -جين:جئت لأمرح فالعمل يجعلني أصاب بالتوتر -آنجل:صحيح -جين:فلنقضي الوقت معا إن أردتِ -آنجل:للأسف...لست وحدي هنا -جين:آااه فهمت
جاء جيمين حاملا صحن البيتزا واقترب من الطاولة إلى أن لمح جين هناك يكلمني -جيمين(يفكر) :من هذا؟!
حاول الاقتراب لكنه شعر بالضعف الشديد وأسقط صحن البيتزا على الأرض فلفت انتباه الذي من حوله ما عداي فقد كنت منهمكة ونسيت كل ما حولي
حاول جيمين الاقتراب منا بأي طريقة لكنه لم يستطع ذلك كونه يضعف مع كل خطوة يتقدمها -جيمين(يفكر) :من يكون هذا الحقير أيضا!؟
مرت دقائق لا يستطيع فيها الاقتراب إلى أن أنهيت حديثي مع جين وغادر حينها جاء نحوي بعينين غاضبتين -جيمين(بحدة) :من يكون هذا؟ -آنجل:صديق -جيمين(بحدة) :ولماذا لا أعلم بشأنه؟ -آنجل:وهل يجب أن أعطيك قائمة بكل الناس الذين أعرفهم؟ -جيمين(بحدة) :هذا الشاب خاصة لا يعجبني...ممنوع الاقتراب منه وانتهى الكلام -آنجل:لا تعاملني كما لو أنني مراهقة...أنا كبيرة وأعرف نفسي -جيمين(بحدة) :لا تجادليني -آنجل:لماذا تتصرف هكذا؟ لا يعجبني ذلك -جيمين(بحدة) :أغار -آنجل:ولماذا الغيرة من صديق؟ -جيمين(بحدة) :نيته تجاهك غير طيبة لذا ابتعدي عنه -آنجل:حسنا كما تريد...أصلا نحن لا نتواصل كثيرا -جيمين:آسف بشأن البيتزا...لقد وقعت مني -آنجل:هههه لا تهتم...سأحضر غيرها -جيمين:أحضريها فأنا أشعر بالتعب بعض الشيء -آنجل:انتظرني
جلس يستريح على الكرسي بمفرده وهو يشعر بشعور غريب كأن قواه خائرة...كانت يده ترتجف ولا يقوى على الحراك حتى لكنه رغم ذلك لا يريد إفساد هذا الموعد لأنه فرصته لإيقاعي أكثر
بعد أن قضينا يوما ممتعا في مدينة الملاهي أوصلني للمنزل ووقفت أودعه أمام باب منزلي -آنجل:غدا سأخبرك بشرطي الثالث -جيمين:هههههه أتمنى أن يكون أمرا أستطيع تنفيذه -آنجل:ستستطيع ههههه -جيمين:أراك لاحقا إذًا -آنجل:إلى اللقاء...اهتم بنفسك
دخلت المنزل فوجدت فلورا تقف عند النافذة وتراقبنا -فلورا:لا يمكنني الشعور بالراحة له نهائيا -آنجل:لماذا تعطين الأمر اهتماما زائدا ها؟ -فلورا:لأنك صديقتي وأريد مصلحتك
قبل أن نكمل نقاشنا أغمضت عيناي وكدت أنام وأنا واقفة -آنجل(بتعب) :أوه...علي النوم -فلورا:نامي ولنتحدث غدا -آنجل(بتعب) :تصبحين على خير
غططت في نوم عميق وكالعادة أفسدته الكوابيس ولم تتركني أنام مرتاحة أبدا وبسبب ذلك ضربت الوسادة بالحائط وصرت أركل سريري
• برأيكم : من يكون جين في الحقيقة؟ ولماذا يضعف جيمين كلما اقترب منه؟ وما الذي سيفعله جيمين بشأن فلورا؟
عدل سابقا من قبل بثينة علي في الأربعاء يناير 17, 2024 2:00 pm عدل 3 مرات
بثينة علي يعجبه هذا الموضوع
بثينة علي Admin
المساهمات : 1314 تاريخ التسجيل : 27/05/2021 العمر : 27
جلس جيمين في غرفته في الفندق بينما يحتسي الكحول ويضع رجله على الطاولة ومقابلا له هوسوك الذي ينتظر أوامره بصمت ورأس مطأطئ -جيمين:هناك حشرة جديدة تلعب برأس ملاكي -هوسوك:من؟ -جيمين:فلورا...صديقتها الثرثارة -هوسوك:ما الذي قالته لها بالضبط؟ -جيمين:تطلب منها الحذر مني...أراهن أنها لن تتوقف حتى تبعدني عنها -هوسوك:وما مشكلتها معك بالضبط؟ -جيمين:ربما أحست أنني لست من البشر -هوسوك:معقول! كيف ذلك؟ -جيمين:إن تحولي لبشري يستهلك طاقتي كثيرا لذلك تظهر بعض الثغرات ويتمكن الناس من ملاحظة اختلافي -هوسوك:أيعني أنك قد تُكشف في أي لحظة؟ -جيمين:بلى...قد تتحول عيوني للأحمر بالخطأ...أو يختفي جسدي...أو تظهر حولي هالة غريبة...أو حتى يصبح من السهل للإنسان ملاحظة أنني مشبوه -هوسوك:وما الحل لتجنب ذلك؟ -جيمين:أحتاج المزيد من الطاقة -هوسوك:ومن أين ستأتي بها؟ -جيمين:علي إيذاء شخص ما وأخذ الطاقة منه -هوسوك:أتمنى حقا أن تجد شخصا يوافي متطلباتك...هل أساعدك؟ خذها من عندي لو أردت -جيمين:أتساءل هل هذا الاهتمام لأجلي أم لأجلك أنت؟ -هوسوك(بحزن) :بل لأجلها...لن أتوقف حتى يدفع قاتلها الثمن...حينها فليحصل ما يحصل -جيمين:لنعد لموضوعنا...تلك الثرثارة فلورا -هوسوك:نعم -جيمين:علي التخلص منها قبل أن تتخلص مني...لكن لا أريد استهلاك طاقتي عليها فهي تكفيني بالكاد لأتحول لبشري -هوسوك:هل أفهم منك أنك تريدني أن أقتلها بنفسي؟ -جيمين:شاب ذكي...افعلها لأجلي -هوسوك:حاضر سيدي
حانت الساعة الثانية منتصف الليل وأنا أغوص في نوم عميق أما فلورا تشاهد فيلما على حاسوبها
فجأة تلقت مكالمة على هاتفها من رقم غريب ويبدو أنه رقم عام فخرجت من الغرفة وردت -فلورا:مرحبا -هوسوك:آنسة فلورا...يؤسفنا أن نقول أن والدتك تعرضت لحادث مؤسف وهي في المستشفى الآن -فلورا:هل هذا مقلب؟ -هوسوك:عن أي مقلب تتحدثين؟ تعالي للمستشفى وسترينها طريحة الفراش -فلورا:ما هو اسمها إذًا؟ -هوسوك:جونغ هايين -فلورا(بصدمة) :هذا فعلا اسم والدتي! كيف حالها الآن؟ -هوسوك:حالتها خطيرة...أسرعي قبل أن تغادر دون أن تودعيها -فلورا(بصدمة) :يا إلهي!
من شدة استعجالها ذهبت بمفردها ركضا ودون أن ترتدي ثيابا دافئة حتى فالجو خارجا بارد جدا...وصلت للمستشفى تتنفس بسرعة من شدة التعب ووقفت بجانب موظفة الاستقبال -فلورا(بحشرجة) :رجاءً...أين هي؟ ماذا حصل؟ -الموظفة:عفوا! -فلورا(بحشرجة) :سمعت أن أمي هنا في المستشفى -الموظفة:ما اسمها؟ -فلورا:جونغ هايين
بحثت الموظفة في قائمة المرضى ولكنها لم تجد أي أثر لهذا الاسم -الموظفة:متأكدة أنها في هذا المستشفى؟ -فلورا:طبعا...أحدهم اتصل وأخبرني أنها في قسم الطوارئ -الموظفة:حقا! لا أظن أنه أمر صحيح -فلورا:أتعنين أنه قد يكون مقلبا بالفعل؟ -الموظفة:نعم...أقترح عليك الاتصال بوالدتك والاطمئنان عليها...وإن كان الموضوع مقلبا فعليك رفع قضية على الفاعل -فلورا:لم أفكر بذلك!
اتصلت فلورا بوالدتها عدة مرات إلى ردت عليها واطمأنت أن كل شيء بخير...لكن راودها الشك حول ما يحصل وشعرت أن هناك أمرا مخفيا حول هذه القصة
عادت للمنزل بخطوات بطيئة لتفكر في من يفعل ذلك لإخافتها خاصة وأنه يعرف من هي واسم والدتها ورقمها فلا بد أنه شخص قريب
سارت وحدها في الشارع ولا شيء من حولها سوى أضواء الإنارة...لكن فجأة انطفأت تلك الأنوار في الحي وأصبح الظلام دامسا في المنطقة...لا يوجد سوى ضوء القمر لكنه بالكاد يساعدها
حاولت التحرك بخطوات قصيرة حتى لا تتعثر في الظلام وتسقط ولكن لمحت أمامها خيال هوسوك وهو يحمل في يده كشافا ويقترب منها ببطء...أرادت طلب المساعدة منه ولكن حينما ركزت مع ضوء الكشاف وجدته يحمل شيئا حادا في يده كما لو أنه سكين كبير
الأمر أصبح مثل فيلم رعب...هذا ما أحست به فلورا فركضت بعيدا محاولة الهرب من يدي هوسوك الذي ينوي قتلها...وكلما ركضت كلما زاد هو الآخر سرعته خلفها إلى أن اقترب منها بدرجة كبيرة جعلتها تصرخ
وصلت لدرج صغير وبسبب الظلام لم تتمكن من رؤيته جيدا إلى أن انزلقت فوقعت وتدحرجت نحو الأسفل وتألمت رجلها وبذلك تمكن من الوصول لها
اقترب منها شيئا فشيئا موجها الضوء على جسدها المرمي أرضا إلى أن وصل إليها ورفع السكين ليطعنها...في تلك اللحظة رفعت رأسها نحو الضوء وأبعدت شعرها عن وجهها لتتمكن من رؤيته لكن الضوء المسلط عليها منعها من ذلك
نظر في وجهها مصدوما للحظات دون أن يّقدم على أي شيء...لقد نسي ما حوله نهائيا وغاص في ملامح وجهها التي تذكره بشخص قد فقده قبل عدة أشهر
فجأة أفلت السكين من يده ليسقط بعيدا عنها ثم رمى لها الكشاف الذي بيده واستدار مغادرا ذلك المكان
عاد هوسوك للفندق وذهب لغرفة جيمين حتى يتكلما حول الموضوع -جيمين:تخلصت منها صحيح؟ -هوسوك(بحزن) :لا -جيمين:إذًا ما فائدة كل ما خططنا له؟ -هوسوك(بحزن) :لا يمكنني ذلك...هذه الفتاة تشبه حبيبتي المقتولة -جيمين:مشاعر البشر السخيفة تشه...لا تنسى أن بيننا عقدا وعليك إطاعتي -هوسوك(بحزن) :أرجوك سيدي...أعطها فرصة...دعها تعيش -جيمين:لن أفعل...إنها عائق في طريقي -هوسوك(بحزن) :أرجوك...أرجوك...أرجوك...اقتلني إن أردت لكن لا تؤذها -جيمين:هل جننت؟ -هوسوك(بحزن) :أتوسل إليك سيدي
طفح الكيل بجيمين فوجه لكمة له تسببت بالألم الشديد -جيمين(بحدة) :أيها الغبي...هذه المشاعر التافهة هي السبب فيما أنت عليه...أعلم أنك بشري ولكن عليك التصرف كشيطان وإلا ستكون الخاسر -هوسوك(بحزن) :لا تؤذيها أرجوك...أرجوك
تنهد جيمين بقلة حيلة ثم نظر له بنظرة واثقة -جيمين:لن أؤذيها...لكن أبقها بعيدة عن خططي وإلا سأضطر لذلك -هوسوك(بسعادة) :شكرا سيدي...شكرا لك...شكرا
عاد هوسوك لغرفته فوجد تاي يغط في نوم عميق بينما هو لم يرف له جفن بعد...قام بتغطية صديقه بلطف ثم استلقى في سريره وظل يتذكر ما حصل ذلك اليوم حين فقد الفتاة التي يحبها -هوسوك(يفكر) :ذلك اليوم كنت مغفلا لأنني لم آتِ أبكر من ذلك...كانت تنتظرني في منزلها لنحتفل معا...لكن اضطررت للتأخر عنها بسبب ذهابي لاختيار خاتم خطبتنا...استغرقت وقتا لأذهب إليها وطرقت الباب بقوة لكنها لم تفتح لي...شعرت بالقلق عليها فقمت بضرب الباب وكسره وأنصدمت حين رأيت الدماء تملأ الغرفة وجثتها مرمية جانبا...حاولت إنقاذها لكن أخبروني أنها نزفت كثيرا وقد لا تنجو...انتظرت قليلا لعل الأمور تؤول لمنحى جيد لكن وصلني خبر وفاتها بعد دقائق...كانت هذه صدمة حياتي وتمنيت لو أنني مت بدلا عنها...لكن القصة لم تنتهِ هنا...لقد حاولت الشرطة التحقيق في الأمر إلا أنهم لم يجدو القاتل للأسف وهذا ما جعل أعصابي تغلي
فتح الرف الذي بجانبه ثم أخرج منه خاتم الخطبة الذي كان سيهديه لحبيبته ونظر إليه يكلمه -هوسوك:سأنتقم لك...انتظري فحسب...أنا على بعد شهرين من أن أجعل قاتلك يلحق بك
في صباح اليوم التالي استيقظت فوجدت فلورا تقوم بوضع الدواء على ساقها التي تأذت من السقطة -آنجل:صباح الخير -فلورا:صباح النور -آنجل:ما هذا؟ هل ضربتِ رجلك بالطاولة؟ -فلورا:قصة غريبة لكن لا تهتمي -آنجل:ألا تريدين إخباري؟ -فلورا:إن أخبرتك فستظنين أنني بت أهلوس لذا لا تهتمي -آنجل:ليست تؤلمك صحيح؟ -فلورا:لا...مرت ساعات لذا لم تعد تؤلم مثل اللحظات الأولى -آنجل:لنذهب للجامعة -فلورا:لن أذهب -آنجل:لماذا؟ -فلورا:نفسيتي متعبة لذا لا أريد -آنجل:سلامتك -فلورا:أحضري لي معك السمك المشوي للغداء فأنا لم أعد أملك الرغبة في الخروج للشارع -آنجل:لا تتصرفي كما لو أن قاتلا مأجورا يتربص بك -فلورا:فلتسميه ما أردتِ -آنجل:أمرك غريب بالفعل!
لم تكن تصرفاتها تبشر بالخير لذا تركتها على راحتها لعلها تغير من ردة فعلها قليلا...هذا وقد ذهبت للجامعة وأثناء طريقي سمعت الطلبة يتكلمون عن حادثة اعتداء حصلت في المدينة لشاب عشريني ليلة أمس
جلست في قاعة المحاضرات قبل أن يأتي الأستاذ لأسمع الجميع ما يزالون يتكلمون في الموضوع كما لو أنه صدمة كبيرة لذا التفتت نحو الطالبة التي بجانبي لأسألها عنه -آنجل:عفوا...ما موضوع الشاب العشريني هذا الذي تتحدثون عنه باستمرار؟ -الطالبة:شيء ما قام بمهاجمته في الليل وأدخله المستشفى وهو في حالة خطرة -آنجل:شيء! -الطالبة:نعم هو ليس بشرا...البعض يقولون أنه شبح -آنجل:لا هذا تخريف...لا تصدقوا أي شيء تسمعونه
كان شاب يجلس خلفنا يعبث بهاتفه إلى أن صرخ فجأة -الشاب:لا أصدق! -الطالبة:ماذا؟! -الشاب:هناك تسريب كاميرات مراقبة تقول أنهم التقطوا مقطعا لذلك الشيء وكان مخلوقا ذا عيون حمراء -آنجل(بصدمة) :عيون حمراء! هل أنت متأكد؟ -الشاب:بكل تأكيد -آنجل(بصدمة) :هذه مزحة بالتأكيد...لا يمكنني أن أصدق -الطالبة:أرنا -الشاب:ليس متوفرا ولكن يقال أنه حقيقي وقامت الشرطة بحجبه لحين استكمال التحقيقات -آنجل(بخوف) :مخيف
طوال المحاضرة كان الشيء الوحيد الذي يشغلني هو العيون الحمراء...نعم أنا أفقد صوابي في هذه اللحظة...بدأت أتوهم بأن صاحب العيون الحمراء التي أراها دائما هو شخصية حقيقة وقد تظهر في حياتي الواقعية وتخيفني...رغم أن هذا يبدو جنونا لكنني خائفة
بعد انتهائي من الجامعة ذهبت للعمل في المساء وجلست في طاولة الاستقبال بينما صديقاتي بجانبي يثرثرن عن موضوع الاعتداء الذي يثرثر فيه الجميع -سولجي:لماذا أنا دائما آخر من يعلم؟! كنت نائمة حين حصل كل هذا -هايلين(بحماس) :شياطين! رائع! أتمنى أن يمروا بجواري لأراهم -آنجل(بحدة) :هييييي مستحيل -هايلين:آنجل أنتِ جبانة -آنجل:نعم جبانة...الأمر ليس لعبة...إنها حياة ناس مهددة بالخطر -هايلين:كفى...هو لن يؤذينا إن لم نؤذه صحيح؟ -آنجل:وما أدراك؟ -جيونغهوا:لنفترض أنه كان مخلوقا غريبا بالفعل...ما حاجته لمهاجمة الناس والهروب؟ -سولجي:ههههههه يريد إخافتنا -آنجل(بتجهم) :هل هذا وقت مزاحك؟ -سولجي:أيا كان صاحب هذا المقلب فهو شخص حقير...لا أستطيع تصديق ما يقولونه -آنجل:لننسى الموضوع فأنا لا أشعر بالراحة مطلقا -لي:لنعد لعملنا قبل أن يعاقبنا المدير
في غرفة جيمين لم تكن الأوضاع مطمئنة فقد اجتمع بتابعَيه هوسوك وتاي ليتشاوروا حول الفضيحة التي حصلت -جيمين:لقد صورتني الكاميرات وأنا أهاجم الشاب من أجل استخدام هالته البشرية للتخفي -تاي:ماذا يعني ذلك؟ -جيمين:ممممم هو لا يعني أي شيء على كل حال...لكنني لا أريد أن أفضح الآن -تاي:ما يزال الوقت أمامنا مبكرا لكي يصل اليوم الذي ننتظره -جيمين:سيمر الوقت بلمح البصر...علينا الصبر فقط -هوسوك(بحزن) :حقا سنؤذي آنجل؟ ألا يمكننا فعل ذلك دون قتلها؟ -جيمين:هل أنت مغفل؟ -هوسوك(بحزن) :لااا...فقط أشعر بالحزن عليها -جيمين:بشري تافه...متى ستتعلم أن علينا التضحية بكل شيء لأجل مطامعنا؟ -هوسوك(بحزن) :لكن ليس على حساب أرواح الآخرين
وقف جيمين وتقدم نحوه بنظرات خبيثة ثم نظر بعينيه بحدة -جيمين:هل ستساعدني أم لا؟ -هوسوك(بحزن) :بدأت أشك أنني أستطيع -جيمين(بحدة) :هل تريد الموت؟ -هوسوك(بحزن) :بالطبع لا -جيمين(بحدة) :ألا تفهم أن من ينكث بعقد الشيطان يموت؟ هل علي تذكيرك بذلك كل مرة؟ -هوسوك(بحزن) :فهمت -جيمين:هذا العقد فائدته مشتركة...أنتما تحققان مطالبكما الإنسانية وأنا أحقق مطالبي الشيطانية -تاي:متأكد بأنك ستساعدنا؟ -جيمين:بكل تأكيد...هل تخافان أن أنكث بوعدي لكما؟ -تاي:لا أبدا -هوسوك:لا -جيمين:احذرا مما تقولانه إذًا...هذا يعتبر تشكيكا بي...أكملا عملكما هيا
ذهب الاثنان لغرفتهما وكل منهما يفكر في نفس الموضوع -تاي:أتظن أنه صادق بكلامه؟ أعني أنه شيطان وبالتأكيد لا يحمل ذرة مبادئ -هوسوك:أنا متردد مثلك لكن علي الانتقام لها حتى لو اضطررت للتضحية -تاي:أنا أيضا أريد إثبات نفسي...الوضع حاليا مزعج...أريد أن تعتبرني عائلتي فردا منها -هوسوك:أتمنى أن تتحقق مطالبنا يا صديقي -تاي:أتمنى ذلك
وضع تاي رأسه على وسادته فتذكر الأحداث التي حصلت معه هو الآخر يوم انقلبت حياته رأسا على عقب -تاي(يفكر) :أنا أيضا حظي تعيس...لقد ولدت ابنا غير شرعي وهذا ليس خطئي أنا...الناس لم يرحموني وظلوا يتشمتون بي لأنني ولدت من أب غير معروف...بالنسبة لأمي فلا أعلم أين هي ولا أريد أن أعلم حتى...أكرهها كرها جما وبقاؤها بعيدة عني يريحني...بسببها تدمرت حياتي وكدت أدخل حالة اكتئاب
تنهد بعمق ثم غطى رأسه وغط في نوم عميق محاولا نسيان كل تلك الأمور التي مر بها وبقي يفكر في اليوم الذي سيتحقق فيه العقد الذي بينه وبين جيمين لكي يثبت نفسه أمام كل من سخروا منه
انتهيت من عملي وذهبت لغرفة جيمين بسرعة وبمجرد أن فتح لي الباب دخلت وعانقته كما لو أنني لم أره منذ سنوات -جيمين:ما بك؟ -آنجل:أنا خائفة -جيمين:من ماذا؟ -آنجل:هناك أمور غريبة تحصل...أنا خائفة -جيمين:ماذا؟! تكلمي -آنجل:تتذكر ما الذي قلته لك آخر مرة حين كنا في المزرعة حول الكوابيس؟ -جيمين:نعم...قلتِ أنك ترين عيونا حمراء -آنجل:أعتقد أنها تحولت لحقيقة -جيمين:ها!؟ -آنجل:أعلم أنك ستقول أنني مختلة -جيمين:لا لم أقل شيئا -آنجل:ظهر مؤخرا خبر بأن مخلوقا ذا عيون حمراء هاجم شابا...أنا خائفة من أن تكون الكوابيس حقيقة -جيمين(بسخرية) :ههههههه أنتِ مجنونة -آنجل:عرفت أنك ستقول ذلك -جيمين:هههههه ما الذي تريدين الوصول له بالضبط؟ -آنجل:بأن هناك كائنا غريبا يتربص بي -جيمين:هههههههههه خيالك واسع بالفعل -آنجل(بتجهم) :كف عن السخرية مني -جيمين:هههههه ما دمتِ لم تري الشيء بعينك فلا تصدقيه...الإنترنت مليء بالخرافات...وما يحصل معك من كوابيس هو صدفة لا غير فلا تدعيها تؤثر بك -آنجل:ربما معك حق -جيمين:رأيتِ؟ أنتِ فقط تضخمينها -آنجل(بخجل) :ههههههه صحيح -جيمين:أخبريني...ما هو شرطك الثالث لكي تسامحيني؟ -آنجل(بخجل) :بشأن ذلك...أريدك أن تنام بجانبي ليلة أخرى لكي لا أرى الكوابيس...أيمكنك؟ -جيمين:ههههه هذا أمر بسيط...تعالي
جرني من يدي وأخذني لغرفة النوم فاستلقيت على السرير وغطاني وجلس بجانبي يلمس شعري بهدوء -جيمين:أتمنى أن تحظي بليلة هادئة -آنجل:طبعا...ما دمت بجانبك ستكون ليلة هادئة
قبلني على جبهتي بلطف وما إن كدت أغلق عيناي حتى وصلني اتصال وحقيبتي بعيدة -آنجل:سأرد -جيمين:لا...أريحي نفسك...سأرد بدلا عنك -آنجل:حسنا
ذهب وأخرج هاتفي من حقيبتي فوجد فلورا هي من تتصل ورد عليها -جيمين:نعم؟ -فلورا:مهلا! أليس هذا رقم آنجل؟ -جيمين:نعم وأنا جيمين -فلورا:أين آنجل؟ -جيمين:نائمة عندي -فلورا:اطلب منها العودة الآن فقد تأخر الوقت -جيمين:هي لن تعود -فلورا:كف عن المزاح -جيمين:لست أمزح...ستنام عندي -فلورا(بحدة) :أيها الـ... -جيمين:هل ستشتمينني؟ -فلورا(بحدة) :اطلب منها المجيء -جيمين:قلت لك ستبقى عندي الليلة...توقفي عن التصرف بأنانية فمثلما هي صديقتك هي حبيبتي أيضا -فلورا(بحدة) :فلتذهب للجحيم
أغلقت الخط في وجهه ثم لبست معطفها وأتت للفندق الذي أعمل فيه -جيمين:إنها عصبية! -آنجل:ما الأمر؟ -جيمين:لا شيء ملاكي...نامي هيا
رجع للجلوس بجانبي وواصل لعبه بشعري إلى أن أغمضت عيناي ورحت في نوم عميق...لكن فجأة أحس بضعف شديد وكأنه يفقد تحكمه بجسد البشري الذي تنكر بهيئته لذلك ركض نحو الحمام وأغلق الباب بإحكمام...نظر في المرآة فرأى عينيه تتحولان لللون الأحمر رغم محاولاته المتكررة لإخفائهما لكنه لم يستطع -جيمين(بألم) :يبدو أن طاقة ذلك الشاب لا تكفي...علي البحث عن المزيد
نظر من النافذة فرأى في البناية المقابلة له امرأة تجلس في شرفتها فابتسم بخبث -جيمين(بخبث) :عثرت على الضحية التالية
• برأيكم : هل سيفي جيمين بوعده لهوسوك وتاي؟ وما الذي ستفعله فلورا لإبعاد آنجل عن جيمين؟
عدل سابقا من قبل بثينة علي في الأربعاء يناير 17, 2024 2:01 pm عدل 2 مرات
بثينة علي يعجبه هذا الموضوع
بثينة علي Admin
المساهمات : 1314 تاريخ التسجيل : 27/05/2021 العمر : 27
نمت في غرفة جيمين وأنا في قمة راحة البال والسعادة إلى أن سمعت طرق الباب بقوة مما جعلني أنهض فزعة لأفتحه وأتفاجأ بفلورا تحدق بي بغضب -فلورا(بحدة) :لنغادر -آنجل:ما الذي...؟
سحبتني من يدي مبعدة إياي من هناك لكنني حررتها ونظرت نحوها بنظرة جادة بينما نقف في رواق الفندق -آنجل:ما الأمر؟ -فلورا(بحدة) :أخبرتك أن تحذري منه لكن يبدو أن كلامي بلا فائدة -آنجل:نحن لا نفعل شيئا خاطئا برأيي -فلورا(بحدة) :تبيتين في غرفته وتقولين لا شيء خاطئ!
تعالت أصواتنا مما لفت انتباه تاي وهوسوك فخرجا من غرفتهما ورأيانا نتشاجر...تفاجأ هوسوك حين رأى فلورا فهي آخر شخص توقع أن يراه في ذلك المكان -آنجل:لماذا تعاملينني كما لو أنني رضيعة؟ -فلورا(بحدة) :المشكلة ليست في كونك رضيعة أو شابة...أنتِ تحبينه وهذا يجعل عينيك معميتين عن الحقيقة -آنجل:ما مشكلتك بالضبط؟ -فلورا(بحدة) :أريدك أن تعودي للمنزل -آنجل:لن أعود
جرتني من يدي مجددا لكنني لم أشأ أن أقاوم لذلك تركتها تفعل ما تشاء...هذا إلى أن وصلنا للمصعد وفُتح الباب فصدمنا بجيمين هناك يقف بهدوء ثم تقدم منا عدة خطوات -جيمين:إلى أين؟ -آنجل:سأعود للـ... -فلورا(بحدة) :لا شأن لك -جيمين:هذه ملاكي فكيف لا شأن لي؟ -فلورا(بحدة) :لا تتخطى حدودك معها...هي تثق بك وأنت تتلاعب بمشاعرها -جيمين:جديا! ما الذي يؤكد لك ذلك؟ -فلورا(بحدة) :يمكنني التأكد بنفسي...أنت لست أهلا لتحبك آنجل -جيمين:بأي أساس تحكمين؟ -فلورا(بحدة) :كف عن الأسئلة الفلسفية
وقف عند باب المصعد ومنع كلينا من المغادرة وطول الوقت بقي محافظا على ابتسامته الباردة التي تستفز فلورا وتجعلها تفقد أعصابها -فلورا(بحدة) :دعنا نمر -جيمين:وماذا لو رفضت؟ -فلورا(بحدة) :سأريك بنفسي
كل ما فعلته هو الوقوف ومشاهدة ما يحصل...الموضوع خرج عن السيطرة...جيمين هو حبيبي لكن فلورا أيضا صديقتي...لا يمكنني الدفاع عن أحد أو الوقوف في وجه أحد لذلك بقيت أراقب فحسب
تقدمت فلورا من جيمين ورفعت يدها وتصفعه لكنه أمسك معصمها بكل سهولة وظل ينظر في عينيها بحدة وابتسامة مستفزة...لم تمضِ ثوانٍ حتى صارت تتألم لأنه يضغط على معصمها بقوة ومهما حاولت إفلات يدها لم تستطع فتدخلت وشددتها نحوي محررة إياها -آنجل:لماذا تتصرفان هكذا!؟ -جيمين:لأنها تتدخل فيما لا يعنيها -فلورا(بحدة) :بل لأنه يبالغ في تصرفاته...كل ما أريده أن آخذك معي -آنجل:لماذا تعاملينه كأنه وحش سيأكلني؟ صدقيني إنه شخص رائع -فلورا:أريد التكلم معه على انفراد فهلَّا سمحتِ لي؟ -آنجل:عن ماذا؟ -فلورا(بحدة) :لا تكوني فضولية...سأكلمك أنتِ الثانية على انفراد -آنجل:حسنا...لا تصرخي
نظرت فلورا من حولها فوجدت تاي وهوسوك يحدقان بها من بعيد -فلورا(بحدة) :إلى ماذا تحدقان أنتما؟ -تاي وهوسوك:لا شيء -فلورا:تعال جيمين
دخلت شقة جيمين ولحق بها فأغلقا الباب خلفهما...أما أنا وهوسوك وتاي بقينا نقف خارجا ونحاول التصنت على كلامهما إلا أننا لم نسمع شيئا -آنجل:أشعر بالتوتر...أظن أن كارثة ستحصل -هوسوك:السيد جيمين شخص عاقل وسيتكلم معها بهدوء -آنجل:المشكلة في صديقتي فهي عصبية وعنيدة -هوسوك:اتركي السيد جيمين يتولى الأمر -آنجل:ليس بيدي سوى الصبر...من منكما معه ساعة يد؟ -تاي:آه أنا
رفع يده وقلبها للجهة الخلفية ليرى الساعة وفي نفس الوقت كان معصمه مقابلا لي فرأيت عليه علامة انتحار أخرى كالتي رأيتها في معصم هوسوك تماما...الأمر غريب بعض الشيء! هل حاول هذان الشابان الانتحار معا في نفس الوقت؟! هل لديهما مشاكل وظروف خاصة جعلتهما يقدمان على فعل شيء كهذا؟! أشعر بالفضول لمعرفة القصة لذلك تشجعت لفتح الموضوع معهما -تاي:إنها الساعة الحادية عشرة وربع -آنجل:شكرا...لكن ما هذا في يدك؟ -تاي:آاااا هذا؟ لا يهم -آنجل:يبدو كالجرح...هل حصل معك أمر ما؟ إن لم يزعجك الأمر طبعا فبإمكانك إخباري -تاي:صدقيني إنه أمر غير مهم...مجرد حادث عمل -آنجل:وماذا تعمل؟ -تاي:سابقا قبل أن أتعرف على السيد جيمين كنت مزارعا -آنجل:والآن؟ -تاي:مممم الحقيقة... -هوسوك(يقاطعه) :السيد جيمين عادة لا يسمح لنا بإخبار الناس عن وظائفنا -آنجل:لماذا؟ هل هو متحفظ لتلك الدرجة؟ أم أنه يعمل عملا غير قانوني؟! -تاي:ليس كذلك...فقط لا يريد ونحن علينا إطاعة أوامره -آنجل:مازلت أشعر بالغرابة حولكما...أعني أنني لاحظت نفس الجرح على معصميكما...كيف حصلت هذه الصدفة الغريبة؟ -هوسوك:احم احم...لماذا تسألين كل هذه الأسئلة فجأة؟ -آنجل:فضول
صمت كلاهما ولم يعودا يردان على أي شيء أقوله أو ينظران إلي حتى...فهمت حينها أنني بالغت في التدخل في خصوصيتهما لذلك سكتت
في داخل الغرفة وقفت فلورا قاطبة حاجبيها بانزعاج وحولها يسير جيمين ذهابا وإيابا كما لو أنه شرطي في قاعة استجواب وهو ما يزال محافظا على ابتسامته المستفزة -فلورا(بحدة) :ماذا تريد من آنجل؟ -جيمين:أن تكون معي وتحبني -فلورا(بحدة) :كاااذب -جيمين:لا تحكمي على الكتاب من غلافه -فلورا(بحدة) :هذا المثل ينطبق على الجميع إلا أنت -جيمين:عزيزتي فلورا... -فلورا(بحدة) :لا تناديني بعزيزتي -جيمين:أوووبس كم أنتِ عصبية! -فلورا(بحدة) :متأكدة أن نيتك تجاه آنجل خبيثة ولن أتوقف حتى أفضحك -جيمين:هههههه وتقولينها بكل جرأة؟ -فلورا(بحدة) :فلتسخر قدر ما شئت...سأمنعك ولو كلفني ذلك روحي
استدارت لتخرج لكن فجأة صارت أضواء الغرفة تشتعل وتنطفئ كما لو أن المكان مسكون...استدارت نحو جيمين فوجدته ما يزال مبتسما تلك الابتسامة الساخرة والأضواء عادت لطبيعتها كما لو أن لا شيء حصل...هذا جعلها تتذكر حادثة انقطاع الكهرباء عليها في الشارع مما جعلها ترتجف وتخاف لكنها تشجعت وفتحت الباب لتهرب من هناك
خرجت إلينا ونظرت نحوي ومن الواضح أنها خائفة -فلورا(بتوتر) :لنغادر...هيا -آنجل:حسنا -هوسوك:هل أوصلكما؟ -فلورا:من تكون أنت على كل حال؟ -آنجل:هذان يعملان عند جيمين -فلورا(بتجهم) :هذا ما كان ينقصني...المزيد من ما يتعلق بذلك الوقح
تنهدت بعمق وحاولت تصليح الأمور...شتم فلورا لجيمين أمامي يشعرني بالانزعاج لكن علي تجاوز الأمر بما أنها صديقتي -آنجل:لنعد للبيت
طوال طريق العودة بقيت كلانا صامتة حتى حين وصلنا للبيت لم تكلمني مطلقا واستلقت في سريرها مما جعلني أفتح الموضوع معها بنفسي -آنجل:ما الذي يجري معك؟ ما سبب قلقك غير المبرر من جيمين؟ -فلورا:لا يهم -آنجل:بل يهم -فلورا:سأنام...تصبحين على خير
لم يكن الأمر مطمئنا فهي لا تتصرف هكذا عادة...أشعر بأنها رأت شيئا ما لم أره...حتى إن سألتها فلن تخبرني لذا سأمنحها بعض الوقت
مرت الأيام بسرعة البرق وبقيت فلورا غريبة من جهتي وكل طباعها تغيرت...أصبحت لا تعيرني أي اهتمام ولا تكلمني كثيرا إلا للأمور المهمة...باختصار أصبحنا كالغريبتين عن بعضنا
ذهبت أنا وجيمين معا لعرض ترفيهي أقيم في سيؤول ذلك الأسبوع وجلسنا في مقعد قريب نأكل غزل البنات...يوجد بجانبنا إعلان معلق يتحدث عن ظاهرة القمر الدموي التي أخبرتني عنها فلورا فقرأت القليل منه -آنجل:هذا! كانت فلورا تريدني أن أحضره معها -جيمين:واااو يبدو مشوقا! -آنجل:فعلا...إن فلورا تجهز كل الأدوات اللازمة لتشاهده -جيمين:لنشاهده معا إذًا -آنجل:معقول! -جيمين:نعم...أنا أيضا أفكر في أن أشاهد هذه الحادثة الجميلة معك -آنجل:ممممممم ماذا عن فلورا؟ -جيمين:علاقتكما بالفعل ليست جيدة لذا دعك منها -آنجل:لا أستطيع -جيمين:إنها لا تقدر صداقتك مثلما أفعل -آنجل:لا...كوننا غير متفاهمتين لا يعني أننا لا نقدر صداقة بعضنا
اقترب من أذني وهمس فيها بهدوء مثلما يفعل الشيطان بالضبط -جيمين(بهمس) :أيهما أهم؟ حبيبك الذي سيبقى معك للأبد أم صديقة لك قد تتخلى عنك في أي لحظة؟ -آنجل:فلورا لا يمكنها التخلي عني...إنها صديقة وفية وأنا متأكدة -جيمين(بهمس) :لقد تخلت عنك بمجرد أن وجدتِ حبيبا...إنها تغار منك وتحسدك...تخاف من الوحدة لذا لا تريد أن تراك سعيدة مع حبيبك وهي لا -آنجل(بصدمة) :معقول أن فلورا تفكر هكذا تجاهي! -جيمين(بهمس) :بل أسوأ...أشك بأنها تخطط لجعلنا ننفصل...لا مبرر لتصرفاتها الغريبة مؤخرا غير ذلك...ألا توافقينني يا ملاكي؟ -آنجل:لاااا مستحيل -جيمين(بهمس) :لم يعد هناك أصدقاء حقيقيون في وقتنا...لا تدعيها تخدعك بكلامها -آنجل(بشرود) :معك حق! -جيمين(بابتسامة) :ملاكي الغالية...تعجبينني حين تستمعين للكلام
في ذلك الوقت ذهبت فلورا مسرعة للفندق الذي أعمل فيه مستغلة غيابي فوجدت لي في مكتب الاستقبال -لي:ألستِ صديقة آنجل؟ -فلورا(بهمس) :بلى...أحتاج مساعدتك من فضلك -لي:لماذا تهمسين؟ -فلورا(بهمس) :لأن الأمر سري -لي:ما السري؟ -فلورا(بهمس) :أحتاج كل المعلومات التي لديكم عن بارك جيمين من فضلك -لي:لكن هذا خرق لقوانين خصوصية الزبائن -فلورا(بهمس) :أعلم لكنها ستكون خدمة صغيرة لي صحيح؟ -لي(بتجهم) :يا فتاة...ما الذي علي فهمه من كلامك؟ لماذا تريدين معلومات جيمين؟ ولماذا تتحدثين بهمس كما لو أنك في مهمة سرية؟ -فلورا(بهمس) :أخفضي صوتك...أخاف أن يسمعنا أحد ما -لي:لا أهتم...لست من النوع الذي يسرب المعلومات لإرضاء فضول بعض الناس -فلورا(بهمس) :اعتبريها مساعدة إنسانية -لي:لا أريد -فلورا(بهمس) :سأدفع لك ثمنها -لي:مستحيل -فلورا(بهمس) :احم احم...سأشرح لك...الموضوع هو أنني قلقة على آنجل فجيمين يبدو شخصا غير جيد -لي(بهمس) :أنتِ أيضا تظنين ذلك!؟ حتى أنا...لقد رأيت أمرا غريبا مؤخرا -فلورا(بهمس) :ماذا؟! -لي(بهمس) :كنت جالسة ذات يوم أقوم بعملي من تنظيف ومسح للأرضية...فجأة رأيت آثار دم على مقبض غرفة جيمين -فلورا(بصدمة) :معقول!؟ -لي(بهمس) :أششش أخفضي صوتك...لا نريد فضائح -فلورا(بهمس) :أيعني أنه قد يكون قاتلا مأجورا أو زعيم عصابة مافيا؟ -لي(بهمس) :احتمال -فلورا(بقلق) :المسكينة آنجل...يبدو أنها الضحية التالية...علي تحذيرها ولكن كيف؟ لن تصدقني إلا إن جئت بدليل -لي(بهمس) :وجدتها...هناك شخصان في هذا الفندق يعرفان جيمين معرفة شخصية وربما يمكنك استدراجهما بالحديث -فلورا(بهمس) :عبقرية -لي(بهمس) :لكن هذا خطر وقد تتأذين أنتِ الثانية -فلورا(بهمس) :لا تقلقي علي...سأفعلها لأجل أن لا تتأذى آنجل...أخبريني أين غرفتهما؟ -لي:رقم 67
تنهدت فلورا ثم طرقت الباب على غرفة هوسوك وتاي ليفتحا لها فانصدما -فلورا:مرحبا -هوسوك:أهلا...بِمَ نساعدك؟ -فلورا:أنتما صديقا جيمين صحيح؟ -هوسوك:بلى...وأنتِ صديقة آنجل؟ -فلورا:نعم...أبحث عن جيمين ولم أجده في غرفته فهلَّا أخبرتماني أين هو؟ -تاي:ذهب مع آنجل -فلورا:آااااه مؤسف...علي الحديث معه لشيء طارئ -تاي:لا أظن أنه سيعود باكرا -فلورا:فهمت...سأنتظر هنا في الرواق -هوسوك:بدل ذلك ادخلي وانتظريهما -فلورا:أشكركما
بعد أن دخلت جلست في غرفة المعيشة وبقي كلاهما ينظران نحوها باستغراب -فلورا:هههههه لماذا تنظران إلي؟ -هوسوك(بتوتر) :لا شيء -تاي:سأذهب لأشاهد التلفاز...أنتما تحدثا
كان الجو متوترا بينهما فقد بقي هوسوك ينظر لها بحزن شديد كونها تشبه حبيبته الميتة -هوسوك:أنتِ تذكرينني بشخص ما -فلورا:من؟ -هوسوك:حبيبتي المتوفاة -فلورا:أووو هذا مؤسف...ما كان سبب موتها؟ -هوسوك:لا أحد يعرف...وجدتها مقتولة في منزلها -فلورا(بحزن) :هذا مؤسف -هوسوك:فقط لو يمكنني معرفة الفاعل حينها لن ينجو من بين يدي...أقسم بذلك -فلورا:تبدو غاضبا للغاية -هوسوك:بل أكاد أنفجر من الغضب
نظرت ليده المرتجفة فلاحظت علامة الانتحار تلك على معصمه وظنت أنه حاول الانتحار بعد تلك الحادثة...بعدها فكرت في أن تستغل شبهها بحبيبته المتوفاة لتعرف المزيد من المعلومات عن جيمين -فلورا:أنت شخص لطيف...لنصبح أصدقاء -هوسوك:حقا!؟ -فلورا:نعم...رغم ما حصل معك مازلت أشعر بالكثير من الأمل في داخلك...لننسى الماضي ونعش اللحظة -هوسوك(ببرود) :أنا لم ولن أنسى الماضي...إنني أعيش اللحظة لأجله...بل وأحاول جاهدا تحقيق العدالة...بعد أن أحققها يمكنني الموت مرتاحا
فكرت في كلامه جيدا وما فهمته أنه يحاول الانتقام لأجل حبيبته المقتولة ولكن كيف! ربما جيمين هو الذي سيساعده -فلورا:أتمنى أن تتحقق مطالبك...لنصبح أصدقاء -هوسوك:لا يمكنني مصادقة أحد ولا أن أحب أحد...آسف لا أريد أن أتألم مجددا -فلورا(بإحباط) :كما تريد
نهض من غرفة المعيشة ثم توجه لغرفة النوم وبقيت فلورا لوحدها...هذا هدفها من البداية لتفتش الغرفة جيدا وتعرف أي معلومة ولو صغيرة
نظرت من حولها فوجدت غرفة المعيشة شبه فارغة من الآثاث ولم يكن هناك أي شيء لتفتش فيه...دخلت الحمام ونظرت يمينا وشمالا لكن الوضع كان نفسه...بقي عليها تفتيش غرفة نوم تاي وهوسوك فقط فطرقت عليهما الباب ودخلت -فلورا:مرحبا...لقد جلست في غرفة المعيشة بمفردي وأشعر بالملل...هل يمكنني الجلوس معكما؟ -تاي:لا مشكلة -هوسوك:أتحتاجين شيئا؟ -فلورا:نعم...أريد كوب ماء من فضلك...أشعر بجفاف في حلقي -هوسوك:سأحضره
خرج هوسوك أولا ليحضر الماء وبقي تاي يحدق بها -فلورا:نسيت حقيبتي في غرفة المعيشة...هلَّا أحضرتها لي؟ -تاي:سأفعل
بقيت وحدها بالغرفة فنظر يمينا وشمالا فرأت خزانة للملابس وفتحتها فلم تجد بها سوى الملابس والأحذية -فلورا(بقلق) :لا بد من وجود شيء يثبت شكوكي...سلاح أو آداة جريمة...أي شيء يجعلني أثبت لآنجل بأن جيمين وجماعته ليسوا بالطيبين الذين تظنهم أبدا
واصلت تفتيش للأغراض بسرعة ولم تجد شيئا بعدها توجهت إلى دُرج صغير موضوع أمام السرير وفتحته...كان هناك مجموعة كبيرة من الأوراق والملفات التي أثارت فضولها ففتحتها بدون تردد...القسم الكبير منها كان جرائد ومجلات تتحدث عن حادثة قتل حصلت قبل ستة أشهر ولم يتم العثور على الفاعل حتى الآن...بعدها بدلت الأوراق إلى أن وصلت لورقة مكتوبة بلون أحمر وطلاسم لا معنى لها...كانت تلك الورقة تبدو مرعبة وبمجرد النظر إليها ينتابك شعور غريب إضافة لرائحة كريهة تخرج منها...قربت أنفها لها فتأكدت أنها رائحة دم لا غير...كان الوضع غريبا ومرعبا بالنسبة إليها فما الهدف من هذا الشيء بالضبط؟!
حاولت مرارا وتكرارا أن تفهم ولو كلمة واحدة من تلك الطلاسم لكن صدمت حين أمسكتها يد غريبة من معصمها فصرخت بصوت عالٍ
نظرت للشخص الذي أمسكها فإذا به جيمين وقد ظهر من العدم وضغط على معصمها بقوة فأفلتت كل الأوراق لتقع أرضا -جيمين(بابتسامة) :فضولك سيؤدي لموتك يوما ما -فلورا(بخوف) :من...أين...جئت؟ -جيمين:من الباب...أين عقلك؟ -فلورا(بخوف) :كيف دخلت دون أن أحس بك؟! -جيمين:ربما لأنك منهمكة في التدخل في خصوصيات الآخرين
دخل كل من هوسوك وتاي الغرفة فوجدا جيمين ممسكا بمعصم فلورا ويضغطه بقوة حتى كاد يسحقه -جيمين:هذا إنذارك الثاني؟ المرة القادمة سأتصرف معك بطريقة مختلفة
أفلت معصمها بعنف فنظرت بعينيه المخيفتين وركضت خارجا...لكن هوسوك لم يشأ تركها تذهب هكذا فلحق بها وأوقفها -هوسوك:أنتِ بخير؟ -فلورا(بخوف) :لا شأن لك -هوسوك:أرني يدك -فلورا(بخوف) :قلت لا شأن لك
أمسك بمعصمها غصبا عنها ليجده أزرقا من شدة الضغط فمسح عليه برفق لعل الألم يتوقف...رفعت رأسها ورأت وجهه المهتم وطريقته اللطيفة في التعامل معها رغم أنهما لا يعرفان بعضهما جيدا فتأثرت -فلورا:أنت لست حقيرا مثل جيمين
صمت لفترة ثم نظر إليها ليجيبها -هوسوك:صحيح -فلورا:شكرا على اهتمامك...أنا بخير الآن -هوسوك:لقد غيرت رأيي...لنصبح صديقين -فلورا(بابتسامة) :حقا؟! يسعدني ذلك
أخذ كل منهما رقم الآخر وهذا ما جعل فلورا تتحمس لأنها تمكنت من الوصول لشخص مقرب من جيمين وهذا سيساعدها في تحقيقاتها
بعد أن قررت المغادرة رأت لي تقوم بعملها من بعيد فغمزت لها إشارة على أن خطتها نجحت وردت لها لي الغمزة أيضا
عادت للبيت فوجدتني أدرس للامتحانات فهي قريبة -آنجل:أين كنتِ؟ -فلورا:أتنزه -آنجل:أود مكالمتك في موضوع ما -فلورا:أستمع -آنجل:أتذكرين ظاهرة القمر الدموي التي اتفقنا على مشاهدتها معا؟ -فلورا:نعم -آنجل:قررت مشاهدتها مع جيمين
فكرت فلورا لبعض الوقت ثم ضربت المكتب بأقصى قوتها -فلورا(بحدة) :هذا ما كان ينقصني -آنجل:سنشاهدها معا في المرة المقبلة -فلورا(بحدة) :هذه الظاهرة لا تحدث إلا كل 18 عاما -آنجل:لكنه طلب مني ذلك ولا يمكنني رفضه -فلورا(بحدة) :أنا من طلبت أولا -آنجل:آسفة -فلورا(بحدة) :ذلك الحقير يواصل اللعب بالنار...سأريه من أكون...انفصلي عنه -آنجل:إذًا فالأمر صحيح...أنتٍ تحسدينني عليه وتحاولين تفرقتنا
نظرت نحوي بانزعاج ثم تنهدت بعمق -فلورا(بانزعاج) :إلا أنتِ لم أتوقع منك هذا الكلام...الحق علي...أنا التي تريد مساعدتك...لا بأس...لننسى الموضوع -آنجل:لا تتدخلي بيني وبينه إذًا -فلورا:كما تريدين...اذهبي معه واستمتعا بالقمر الدموي...من يهتم لأمري على كل حال
• برأيكم : هل ستتمكن فلورا من كشف سر جيمين؟
عدل سابقا من قبل بثينة علي في الأربعاء يناير 17, 2024 2:02 pm عدل 2 مرات
بثينة علي يعجبه هذا الموضوع
بثينة علي Admin
المساهمات : 1314 تاريخ التسجيل : 27/05/2021 العمر : 27
• قبل 6 أشهر: كان هوسوك جالسا في منزله ومن حوله زجاجات الكحول الفارغة المتناثرة في كل مكان...كان يشرب ويشرب باستمرار حتى يثمل وينسى الألم الذي يعيشه حاليا بسبب قتل حبيبته
كان يحترق من الداخل ويتمنى من كل قلبه الإمساك بالفاعل ليذيقه الألم الذي يشعر به لكن الشرطة قالت أنه ما من أثر للفاعل وتم إغلاق القضية
كانت عصبيته شديدة مما جعله يقوم بتفريغها على كل شيء موجود من حوله...قام أولا بكسر الآثاث وتحطيمه قطعا صغيرة ثم أخذ يرمي زجاجات الشراب نحو الحائط لتنكسر وتتناثر أشلاؤها في كل مكان إلى أن أصبح البيت في فوضى عارمة
نظر من حوله فرأى الدنيا مقلوبة فأمسك وجهه وانحنى إلى أن جلس أرضا وهو على وشك فقدان صوابه
فجأة سمع صوت همس غريب يأتي من الغرفة رغم أنه ما من أحد هناك غيره فشعر بالرعب يجتاح جسده -الصوت(بهمس) :هووووسووووك -هوسوك(بارتجاف) :من هناك؟! -الصوت(بهمس) :أنا هنا حولك لكن لا يمكنك رؤيتي
ابتلع ريقه وصار يفتش في كل أنحاء المنزل لأنه ظن أنه مجرد مقلب من شخص ما لكن لا أحد بالبيت غيره -هوسوك(بارتجاف) :لا بد أنه تأثير الكحول أو أنني أفقد صوابي -الصوت(بهمس) :لا...لست تهلوس...أنا حقا من حولك لكنك لا تراني -هوسوك(بخوف) :من أنت؟! لا بل ما أنت!؟ -الصوت(بهمس) :أنا شيطان -هوسوك(بخوف) :غير صحيح...الشياطين غير موجودة -الصوت(بهمس) :ههههههه بماذا ستفسر ما يحصل إذًا؟
صارت قطع الزجاج المرمية في الأرض تطير من حول هوسوك -هوسوك(بخوف) :حسنا صدقتك...لا تؤذني -الصوت(بهمس) :لن أؤذيك...أريد توقيع عقد شيطاني معك نستفيد منه كلانا -هوسوك:عقد شيطاني! -الصوت(بهمس) :بلى...ألا تريد معرفة قاتل حبيبتك؟ -هوسوك(بصراخ) :ذلك اللعين...أود ذلك من كل قلبي -الصوت(بهمس) :أنا أعرفه جيدا -هوسوك(بصراخ) :من هو؟ -الصوت(بهمس) :تؤ تؤ تؤ...قلت لك سأساعدك إن ساعدتني -هوسوك(بصراخ) :موافق...موافق...أخبرني فقط بِمَ علي فعله -الصوت(بهمس) :الأمر لن يكون سهلا...عليك توقيع عقد معي بالدم...إن خرقت العقد ستموت -هوسوك(بصراخ) :لا يهمني...سأفعل أي شيء لأجل الانتقام لها -الصوت(بهمس) :لكن عليك تنفيذ كل ما أطلبه بدون تردد -هوسوك(بصراخ) :أخبرتك أنني لا أهتم...ليس لدي ما أخسره على كل حال...بعدما خسرت حبيبتي أصبح العالم كالكابوس...حتى لو مت في سبيلها فلا أهتم -الصوت(بهمس) :حتى لو طلبْت منك قتل أحدهم ستفعل ذلك؟
فكر لبعض الوقت ثم تنهد محاولا تهدئة نفسه -هوسوك:وهل هم أناس أبرياء أم يستحقون الموت؟ -الصوت(بهمس) :تقريبا هم ليسو أبرياء...فقط أشخاص يتدخلون في شؤوننا الخاصة -هوسوك(بتردد) :لا أعلم...هم أيضا لديهم عائلاتهم التي تحزن إن أصابهم أذى...لا أريد أن أكون حقيرا -الصوت(بهمس) :كما تريد...لكنك ستخسر الفرصة لكي تنتقم لحبيبتك...وداعا -هوسوك(بصراخ) :مهلا! لا ترحل...أود الانتقام لها -الصوت(بهمس) :أيعني أنك موافق على توقيع العقد معي؟ -هوسوك:بلى...سأفعل أي شيء تطلبه مني -الصوت(بهمس) :هذا الكلام لا تراجع عنه -هوسوك:لا...لن أتراجع -الصوت(بهمس) :جيد...الآن اتفقنا
••••••••••••••••••••••••••••••
في مكان آخر في مزرعة صغيرة كان هناك مزارع شاب يدعى تاي...كان إنسانا مثابرا في عمله ويبذل كل جهده ليثبت نفسه أمام الناس لكنهم لا يعتبرونه حتى إنسانا كونه ابنا غير شرعي أو كما ينادونه "لقيط"
انتهى تاي بعد يوم عمل شاق من جني المحصول الزراعي ووضعه جانبا إلى أن أتى صاحب شركة لإنتاج الخبز لكي يشتري منه القمح وهو شخص ثري -تاي:مرحبا بكم في مزرعة تاي -الزبون:أنا الشخص الذي تواصلت معك عبر الإنترنت وأريد شراء كل القمح الذي لديك...لكن لماذا السعر الغالي الذي فرضته؟ -تاي:قلت لك أنه أقل ثمن أقدمه -الزبون:اسمع...القمح الذي لديك ليس ذو جودة عالية لذا على الأقل خفض السعر أكثر -تاي:هكذا سيصبح قليلا جدا...لا يمكنني القبول...آسف -الزبون:لو لم أشتره أنا فلن يشتريه أحد منك صدقني -تاي:فعلا! ما أدراك؟ -الزبون:جودته سيئة -تاي:لا أحد أجبرك إذًا...يمكنك المغادرة وعدم شرائه -الزبون(بهمس) :لقيط
بمجرد أن سمع تاي تلك الكلمة شعر بغضب شديد فهو يكرهها كرها جما حتى لو كانت على سبيل المزاح ولم يكن منه سوى أن يلكم الزبون على وجهه بقوة ليسيل الدم من أنفه -الزبون(بحدة) :أيها الحقير...ستندم على ما فعلته أعدك بذلك
ركب الزبون سيارته وهرب من هناك أما تاي فقد بقي غاضبا مما حصل مع العلم أنها ليست المرة الأولى التي يحصل معه ذلك فالناس يسخرون منه وينادونه باللقيط طوال الوقت
نام في منزله تلك الليلة إلى أن حانت الساعة الثانية ليلا فاستيقظ ورأى ضوءا منعكسا على النافذة رغم أن الساعة متأخرة ليلا...قام بسرعة وألقي نظرة فوجد محصوله يحترق والنيران تأكله بسرعة هائلة
ركض خارجا محاولا إطفاء النار لكنه لم يتمكن منها بسبب أنه بمفرده وأن النار تنتشر بسرعة في السنابل الصفراء اليابسة
وقف يراقب تعبه الذي ذهب سدى دون حول ولا قوة...لقد وضع كل أمواله في هذا المشروع وتعب عليه...أولا حرثها وزرعها...بعدها سقاها وحرص أن تنمو جيدا...وأخيرا قام بحصادها بيديه لأنه لا يملك أي مال لشراء آلة حصاد...والآن ها قد أكلت النيران كل تعبه وكل ذلك فقط لأن الناس يعتبرونه لقيطا
فكر في الانتقام من ذلك الزبون الحقير لأنه المشتبه به الوحيد...لكنه لم يشأ أن يكون حقيرا مثله بل قرر أخذ حقه بالقانون وأمام أعين الناس وليس بالتحايل...لذلك رفع قضية ضده
في قاعة المحكمة كانت المحاكمة جارية إلا أن القاضي اتهم تاي بالكذب فقط لكونه لا يملك أي دليل ملموس أن الزبون هو بالذات من حرق مزرعته
عاد لمنزله ونظر لتعبه الذي أصبح رمادا وما إن وقف ناحيته حتى نزلت الدموع من عينيه...لم يرد أن يبكي كالفتيات لذا مسح دموعه وذهب يجمع الفوضى التي خلفتها النيران ونيران قهره ما تزال تشعل قلبه
بينما يرتب الفوضى سمع صوت همس ينادي باسمه عن قريب رغم أن مزرعته بعيدة عن السكان -الصوت(بهمس) :تايهيونغ -تاي:من هناك!؟ -الصوت(بهمس) :أنا شيطان -تاي:شيطان! هل تمزح معي؟ -الصوت(بهمس) :يمكنك التأكد بنفسك...هل ترى شخصا من حولك؟ -تاي:فعلا! لا أحد هنا...لكن كيف أستطيع سماع صوتك وأنت خفي؟ -الصوت(بهمس) :لدى الشياطين قدرة على التلاعب بعقل البشر لتوهمهم أنهم يسمعون أصواتا -تاي:لا أفهم...أيعني هذا أنك حقيقي أم غير حقيقي؟ -الصوت(بهمس) :أنا حقيقي...لكن من الصعب عليك رؤيتي...أنا فقط أوسوس لك لذلك تسمعني -تاي(باستغراب) :لا أفهم شيئا! -الصوت(بهمس) :جئت لأطلب منك المساعدة مقابل أن أساعدك أنا أيضا -تاي:حول ماذا؟ -الصوت(بهمس) :الجميع ينادونك باللقيط ألا يزعجك ذلك؟ -تاي(بحدة) :بل يستفزني للجنون...لا أحد يفهم أن كوني لقيطا ليس خطئي -الصوت(بهمس) :أعرف من هو والدك الحقيقي -تاي:حقا!؟ -الصوت(بهمس) :بلى...يمكنني إخبارك بكل شيء عنه...إنه شخص ثري...هل تعلم أن إثبات الحمض النووي لك ولوالدك سيجعلك أمام القانون تفوز بنصف ثروته وحينها لن يناديك أحد باللقيط أبدا -تاي:واااااو! هذا صحيح...أنت عبقري...في النهاية هذا حقي الشرعي وعليه أن يتحمل مسؤولية ما فعل مع أمي...بينما هو يتنعم هناك أنا الوحيد الذي أعاني هنا -الصوت(بهمس) :أحسنت...هكذا أنت تفكر بعقلانية -تاي:أخبرني من هو هذا الحقير؟ أريد الذهاب إليه الآن -الصوت(بهمس) :تؤ تؤ تؤ...ليس بعد...أولا عليك توقيع عقد معي وإلا لن أساعدك -تاي:كيف أفعل ذلك؟ -الصوت(بهمس) :قبل إخبارك بالطريقة...أمتأكد أنك ستفعل ذلك؟ وأنك ستنفذ كل أوامري دون تردد حتى وإن كان قتل شخص ما؟ -تاي:بلى بلى بلى...لا شيء لدي أخسره على كل حال...الناس لا ترحمني فلماذا أرحمهم أنا؟ -الصوت(بهمس) :تفكير منطقي يا عزيزي تايهيونغ
•••••••••••••••••••••••••••••••
بعد عدة أيام ذهب كل من تاي وهوسوك لمنزل فارغ موجود في جبل لا يذهب إليه أي أحد حسب أوامر جيمين...بعدها طلب منهما أن يجهزا المكان للقيام بطقوس شيطانية ويساعداه على أن يتحول إلى بشري
أولا طلب منهما رسم دائرة وسطها نجمة وإحاطتها بالشموع من كل مكان
ثانيا الجلوس في وسط الدائرة وقول كلمات غريبة لا معنى لها في لغتنا لكنها بالتأكيد تساعد في إكمال التعويذة
ثالثا طلب منهما وضع وعائين أمامهما وقطع شرايين معصميهما ليسيل الدم ويملأ الوعائين
رابعا كتابة عقد بالدم على ورقة وهذا يعني أنهما حاليا تابعان رسميا للشيطان ولا يمكنهما رفض أي طلب له وإلا سيموتان...ويمكنهما التحرر من يديه فقط إن هو حررهما
وأخيرا بفعلهما لكل ذلك فهما أعطياه من هالتهما البشرية ليتمكن من التجسد
بعد أن أنهيا كل الطقوس المطلوبة ظهر ضوء أمامهما إلى أن خرج منه شاب غريب مطأطئ الرأس فرفع رأسه ببطء وشاهدا عيونه التي تلونت باللون الأحمر -جيمين:مرحبا...أنا بارك جيمين
نظرا لبعضهما باستغراب ثم تقدما منه ولمساه بإصبعيهما ليتأكدا من أنه بشري مثلهما -جيمين:لماذا أنتما منبهران؟ أنا الآن بشري بعدما كنت شيطانا -هوسوك:أيعني ذلك أن الجميع يمكنهم رؤيتك؟ -جيمين:بلى -تاي:أنت الذي كان يهمس في آذاننا صحيح؟ -جيمين:بلى -هوسوك:الآن قد أكملنا ما طلبته منا...قم بما وعدتنا به -جيمين(بابتسامة) :أتظنان أن الأمر انتهى هنا؟ أنتما مخطئان -تاي:ماذا أيضا؟ -جيمين:لم تنتهِ مهمتكما بعد...عليكما مساعدتي في البحث عن الإنسان الزُهري والقيام بالطقوس الخاصة لاكتساب القوة -تاي(بسخرية) :هههههه عن أي قوة تتحدث؟ هل نحن في رسوم متحركة؟ -جيمين:بل في معركة يفوز فيها الأقوى
نظرا له بعدم فهم ولكن لم يكن بيدهما سوى تقبل ما يسمعانه -جيمين:أحتاج لكما...عليكما مساعدتي في الطقوس القادمة -تاي:لكن...هل سنقوم بقطع معصمينا أيضا؟ فالأمر مؤلم -جيمين:حين يحين الوقت المناسب سأخبركما بما عليكما فعله -هوسوك:أخبرنا الآن -جيمين:ليس بعد...بقيت أشهر عديدة لظاهرة القمر الدموي...قبل ذلك لا يمكننا فعل شيء -تاي:ظاهرة القمر الدموي!؟ -هوسوك:ما هذه أيضا؟ -جيمين:يبدو أنكما مجرد أبلهان لا تعرفان شيئا -تاي:أوافقك الرأي -هوسوك:وافقه على نفسك...أنا لست أبلها -جيمين:كفى ثرثرة...فليبقى كل منكما في منزله وليعش حياته الطبيعية...لكن حين أجد الشخص الزُهري الذي أبحث عنه سأستدعيكما
نظر كل من هوسوك وتاي لبعضهما باستغراب مجددا -جيمين:فهمتما ما قلته صحيح؟ -تاي:بلى -هوسوك:بكل تأكيد -جيمين(بابتسامة) :إذًا لنبدأ خطتنا
••••••••••••••••••••••••••••••
جلس كل هوسوك وتاي يتذكران تلك اللحظات بالتفصيل كما لو أنها كانت البارحة إضافة لشعورهما بالقلق من أن يخدعهما جيمين وينكث بوعده -تاي:لا أعلم لأي مدى قد يكون الشيطان وفيا بوعوده لكنني لست مطمئنا -هوسوك:وهل لدينا حل آخر برأيك؟ -تاي:لا أعلم -هوسوك:حتى ولو متنا فلن يكون أفضل من بقائنا على قيد الحياة والعيش في هذا الذل -تاي(بسخرية) :ههههه عن أي ذل تتحدث؟ لا تقارن حياتك بحياتي فأنا أعيش أسوأ منك -هوسوك:كيف ذلك؟ -تاي:أن تخسر حبيبتك هو أمر أبسط من أن تعيش كلقيط وسط معاملة الناس -هوسوك(بحدة) :أتعني أن موت حبيبتي أمر غير مهم؟ -تاي:لم أقل...لكنه لا يعادل ما أعيشه من عذاب
قام هوسوك من سريره وأمسك بتاي من ياقة قميصه -هوسوك(بحدة) :تقول هذا لأنه ليس لديك شخص مميز في حياتك...لا عائلة ولا أصدقاء ولا حتى حبيبة...أنت وحدك تضع نفسك وسط دائرة الوحدة فلا أظن أنك ستفهم ما أقوله على كل حال -تاي(بسخرية) :هههههه وما حاجتي بهم؟ أنا وحدي كالامبراطور في مملكتي -هوسوك(بحدة) :مهما تكن رغبتك فلا يهمني...فقط كف عن قياس ظروف الناس على حالتك الميؤوس منها...لقد كانت حبيبتي الفتاة التي تقف معي وتساندني حتى لو تخلى عني كل العالم...من حقي أن أحزن عليها وأنتقم لها...أصلا لماذا أشرح الوضع لك؟ أنت أصلا لا تفهم معنى الحب والحنان
دفعه بقوة فسقط على السرير لكنه أنزل رأسه وبدأ بإصدار أصوات مثل صوت شخص يحاول كتم البكاء إلا أن الشهقات تخرج غصبا عنه...تنهد هوسوك بحزن ثم جلس بجانبه وحاول التربيت على كتفه لعله يهدأ قليلا -هوسوك(بحزن) :آسف...لقد قسوت عليك في كلامي -تاي(بحشرجة) :أنا...فقط...أمر بوقت صعب...لكن لا أحد...يفهم...أن هناك زوابع...من الألم...داخل صدري -هوسوك(بحزن) :أفهمك...كلنا مررنا بتجارب مؤلمة...لكنني أعتبرك قويا لأنك وصلت لهذه النقطة بمفردك ودون مساعدة أحد -تاي(بحشرجة) :حقا!؟ -هوسوك:نعم...مقارنة بي أنت تبدو أكثر صبرا وثباتا...رغم أنك أصغر مني لكنني أراك قدوتي -تاي(بحشرجة) :حقا تراني كذلك؟ -هوسوك(بابتسامة) :بلى -تاي:هههههه أشعر بالسعادة لسماع ذلك -هوسوك:لنحقق مطالبنا معا...إن فعلناها نفعلها معا وإن متنا فلنمت معا -تاي(بابتسامة) :نعم...فلنفعلها -هوسوك:هههههه أنت شخص رائع -تاي:ألا تراني شخصا دخيلا على المجتمع مثلما يراني الآخرون؟ -هوسوك:لا...ولا بنسبة ضئيلة -تاي:أوووه صديقي...أظن أنني لست وحيدا تماما...هناك أنت
كان جيمين في غرفته يتصنت على ما يقوله كلاهما فشعر بالتقزز من مشاعر البشر خاصتهما...كانت بجانبه ساعة رملية فارغة فقلبها للجهة الأخرى وبدأ الرمل بالتنازل -جيمين:بقي شهر واحد فقط...سأحصل على ما أريده ولن يمنعني أحد
جلست في المنزل أحاول الدراسة لكنني لم أستطع خاصة بسبب المشاحنات التي بيني وبين فلورا...بعد دقائق سمعت صوت جرس الباب وركضت لفتحه ظانة أنه جيمين لكن بدل ذلك وجدت جين ابن السيدة جيون -جين:مرحبا -آنجل:هذا أنت! يالها من مفاجأة! -جين:كنت مارا بالجوار وأردت زيارتك -آنجل:تفضل -جين:شكرا
أدخلته المنزل فجلس بينما ينظر إلي بسعادة غامرة -جين:أشعر بالحزن مؤخرا وأريد الخروج فما رأيك أن نخرج معا؟ -آنجل:لا مشكلة...على كل حال أحتاج للخروج وتغيير الجو وإلا لن أتمكن من الدراسة -جين:هيا بنا
خرجنا لنأخذ جولة حول المدينة وأول مكان قررنا الذهاب إليه هو قرية "بيكتشون" التراثية لأنه أحب بنفسه الذهاب إلى هناك...لا أحب الأماكن التراثية كثيرا لكنها أفضل من لا شيء -جين:أتمنى أن لا تشعري بالملل معي...أحب التاريخ والتراث لذا هذا هو نوعي المفضل من الأماكن للتنزه -آنجل:لا أبدا ليست مملة -جين:أعرف أن أمي أحرجتك آخر مرة حين طلبت منك الزواج بي...آسف -آنجل:ههههه لا تهتم
تمشينا قليلا وقمنا بشراء الطعام وجلسنا نتناوله -جين(بتوتر) :الحقيقة أنني أعجبت بك منذ أول مرة رأيتك فيها
شعرت بالحيرة فأنا لا أريد تخييب ظنه وإخباره أنني أواعد شخصا -جين(بتوتر) :لا أعلم إن كان لدي معك فرصة حتى الآن
لم أرد
-جين(بتوتر) :أيا ما كان قرارك فلن أتدخل فيه...افعلي ما يحلو لك -آنجل:ولماذا أعجبت بي أنا بالذات؟ أعني هناك ملايين الفتيات على وجه الأرض -جين(بتوتر) :حتى أنا لا أعلم هههههه -آنجل:مممممم حسنا -جين:صدقيني لا أريد الضغط عليك...إن أردتِ تأجيل الموضوع فيمكنك ذلك -آنجل:ربما علينا الكلام فورا فهذا الموضوع لا يستحق التأجيل -جين:أسمعك -آنجل:الحقيقة... -جين:ها؟ -آنجل:الأمر هو... -جين:هل تشعرين بالخجل من التحدث في الموضوع؟
لم يكن شعور الخجل هو ما يساورني بل لا أعرف كيف أخبره أن هناك شابا آخر في حياتي خوفا على جرح مشاعره...سابقا لم أكن أنوي الارتباط لكن الآن علي إنهاء الأمر والحفاظ على علاقتي بجيمين...فجأة تذكرت أنني وعدته بأن لا أقترب من جين ولا أي شاب آخر -آنجل:اسمع...لنؤجل الحديث عن الموضوع...اتفقنا؟ -جين:براحتك...كما تريدين -آنجل:لنكمل جولتنا هيا -جين(بابتسامة) :حسنا
أمضينا الوقت رفقة بعضنا وتحدثنا كثيرا عن مختلف أمور الحياة واكتشفت أن جين يفكر مثلي في أغلب الأمور فهو منطقي ولا يُقبل على العلاقات بتهور ودائما كلامه ذكي وينم عن شخصية مثقفة...مر الوقت معه بسرعة وكأنه دقيقة واحدة وحين انتهت الرحلة أوصلني لمنزلي وغادر
بقيت أنظر لسيارته من الوراء حتى توارت عن الأنظار ثم استدرت فانصدمت بجيمين ينظر لي بغضب -جيمين(بغضب) :ما الذي تفعلينه مع ذلك الحقير طوال اليوم؟ -آنجل:أخفتني -جيمين(بغضب) :ألم أطلب منك الابتعاد عنه؟ -آنجل:إنه مجرد صديق -جيمين(بغضب) :صديق معجب بك! -آنجل:هل كنت تتجسس علينا!؟ أي شخص يفعل ذلك؟ -جيمين(بغضب) :فعلتها لأجل حبنا -آنجل:أتغار منه؟ -جيمين(بغضب) :اخرسي -آنجل(باستغراب) :أخرس! لماذا تتكلم بطريقة حادة هكذا؟ -جيمين(بغضب) :لأنه قد طفح بي الكيل...هذه المرة الثانية التي أحذرك -آنجل:توقف عن غيرتك الزائدة وتعال ادخل البيت لنتناقش -جيمين(بغضب) :لا أريد
غادر تاركا إياي وحدي واقفة بجانب المنزل...بدا الأمر كما لو أنه منزعج للغاية ولن يسامحني على الموضوع لكنني فعلا كنت أملك نية طيبة حين ذهبت مع جين
عاد للفندق بجسد مرهق وحالة مزرية وكان يشعر بالتعب والإنهاك لدرجة أنه لا يستطيع التحرك خطوة واحدة دون التمسك بالحائط
• برأيكم : هل ستستمع آنجل لكلام جيمين وتتوقف عن الخروج مع جين؟ وهل سيجد جيمين طريقة للتخلص من جين بمفرده؟
عدل سابقا من قبل بثينة علي في الأربعاء يناير 17, 2024 2:04 pm عدل 2 مرات
بثينة علي يعجبه هذا الموضوع
بثينة علي Admin
المساهمات : 1314 تاريخ التسجيل : 27/05/2021 العمر : 27
بعد آخر شجار بيننا أنا وجيمين عاد هذا الأخير للفندق خائر القوى وفتح المصعد ثم دخله واتكأ على الحائط وبقي يتنفس بسرعة -جيمين(يفكر) :ذلك الفتى وضعه لا يطمئنني...لا يمكنني الاقتراب منه وإن فعلت فإن قواي تضعف وقد تنكشف حقيقتي الشيطانية...حاولت تتبعه هو وآنجل من بعيد لأعرف ما يخطط له ولكن بدا لي شخصا غير طبيعي...أظن أنه محمي بتعويذة ما تمنع المخلوقات الشريرة من الاقتراب منه...علي وضع حد لذلك فإن تقرب من آنجل لا يمكنني فعل شيء ولا حتى إكمال خطتي
انفتح المصعد فاتكأ على الحائط وحاول السير نحو غرفته التي توجد في آخر الرواق لكن قواه تتناقص بسرعة كبيرة حتى كاد يتحول لهيئته الشيطانية
في ذلك الوقت كانت هاني في المطبخ تعد الطلبات وتضعها على المائدة المتنقلة لتأخذها سولجي لأصحابها -هاني:أوصلي هذه للغرفة رقم 78 -سولجي:سأفعل -هاني:سلمي لي على جيمين إن رأيته فهو صديقي -سولجي:حسنا...دعيني أصلح تبرجي أولا -هاني:بسرعة للعمل...لا نريد أن نتأخر حتى لا نعاقب
دفعت سولجي طاولة المأكولات واستقلت المصعد إلى أن وصلت للطابق الذي ستوصل له الطعام...حين مشت عدة خطوات رأت في نهاية الرواق ظلا ما وسمعت أصواتا غريبة كما لو أنها لشخص يتألم...شعرت بالقلق وتقدمت منه شيئا فشيئا لتساعده وما إن كادت تقترب منه إلى أن رأت في انعكاس ظله أجنحة كبيرة تخرج من كتفيه...ابتلعت ريقها وتراجعت فاصطدمت بمائدة الطعام فصدر صوت لفت انتباهه
رفع المخلوق رأسه باتجاهها ونظر نحوها فلم تتمكن من رؤية شيء سوى عيونه الحمراء وصرخت بصوت عالٍ فهاجمها وامتص هالتها البشرية ليتغذى منها
في ذلك الوقت كانت فلورا في المنزل تقوم بالتأكد من الأوراق والوثائق التي أعطتها لها "لي" فلفت انتباهها أنه لم يكن في خانة العنوان اسم المقاطعة ورقم المنزل...الشيء الوحيد الذي كتب هو مدينة سيؤول وهذا زادها ظنا بأن الهوية الخاصة بجيمين مزورة
أولا ذهبت لمركز الشرطة متظاهرة أنها سترفع قضية على شخص ما قام بسرقة مالها -فلورا:أريد رفع قضية -الشرطي:طبعا...من المدَّعى عليه؟ -فلورا:شاب يدعى بارك جيمين يعيش في سيؤول ولكن ليس لدي أي معلومات أخرى عنه -الشرطي:دقيقة
أدخل الشرطي اسم جيمين في الحاسوب لكنه لم يجد أي شخص بذلك الاسم -الشرطي:متأكدة من اسمه ومكان إقامته؟ -فلورا:طبعا -الشرطي:حسنا...ربما لا يملك الجنسية الكورية لذلك سأبحث في دليل السياح
بحث في كل سجلات السائحين والأجانب المقيمين بكوريا لكن لا أثر لأي شيء عنه -الشرطي:هناك خلل ما أم أنك أخطأتِ الاسم؟ -فلورا:ربما معك حق...حين أتأكد من اسمه سأعود
خرجت من مركز الشرطة وابتسمت ابتسامة جانبية واثقة لأنها تمكنت من التقدم خطوة في هذه القضية -فلورا:إذًا فبطاقة هويته مزيفة...أتساءل ماذا سيكون رده على هذا
عادت وجلست تتناول الطعام في غرفتها وتفكر وفي ذلك الوقت دخلت الغرفة وأنا أتكلم على الهاتف مع هاني -آنجل(بصدمة) :ما الذي تتكلمين عنه؟ أنتِ جادة!؟ -هاني:أقسم لك...الوضع مضطرب في الفندق -آنجل(بصدمة) :سولجي بخير؟ -هاني:تم نقلها للمستشفى وقد ذهبت معها هايلين وستخبرنا حين تطمئن على حالتها -آنجل(بقلق) :يا إلهي! علي المجيء ورؤية كل شيء بنفسي...أوافيك هناك
أغلقت الخط وركضت لألبس معطفي فشعرت فلورا بالفضول وقررت معرفة ما يجري -فلورا:ماذا هناك؟ -آنجل:زميلتي سولجي تمت مهاجمتها في الفندق -فلورا:من هاجمها؟ -آنجل:لا أحد يعلم...الشرطة تحقق في القضية
فكرت فلورا أنه من الممكن أن يكون جيمين فعل ذلك لأنها تشك بكونه قاتلا مأجورا أو زعيما لعصابة مافيا لذلك قررت الذهاب ورؤية المستجدات -فلورا:سأرافقك -آنجل:كما تريدين
ذهبنا للفندق على عجلة فوجدنا الشرطة هناك والمدير يحاول التخفيف عن الزبائن المذعورين...وبينما نتجول في المكان قابلنا جيونغهوا وهاني ولي -آنجل:ماذا حصل؟ -جيونغهوا:الشرطة تستجوب أصحاب الغرف المجاورة لموقع الحادث لذا لا يمكن لأحد المرور -فلورا:مؤسف -جيونغهوا:من تكونين أنتِ؟ -فلورا:صديقة آنجل -لي:هي صديقتي أنا أيضا -آنجل:منذ متى تعرفان بعضكما؟ -لي:هههههه منذ فترة قصيرة -فلورا(بصراخ) :أريد المرور ورؤية ما يجري -آنجل:أنا أيضا
استغرق تحقيق الشرطة ساعات متواصلة لكنهم في النهاية لم يتمكنوا من معرفة أي شيء يساعدهم على إيجاد الفاعل لذلك سمحوا لنا بالمرور
صعدنا للطابق الذي وقعت فيها الجريمة فوجدنا آثار الدماء على الحائط والأرض في مشهد مرعب ومثير للاشمئزاز -هاني(بخوف) :بنات...هناك مجرم طليق في الفندق ونحن لا نعلم -جيونغهوا(بخوف) :هل سيهاجمنا واحدة تلو الأخرى؟
تقدمت من آثار الدماء وشعرت بالارتعاش كونها دماء واحدة من صديقاتي...الأمر أصبح كفيلم رعب...حتى الكوابيس لا تظاهي هذا الرعب الذي أشاهده بعيناي الآن
بقيت فلورا تحرك عينيها حول المكان لتتفحص كل كبيرة وصغيرة لعلها تصل لشيء -فلورا:ألم تلتقط كاميرات المراقبة شيئا؟ -المدير:لا...لقد تعطلت فجأة أم أن شخصا ما عطلها -فلورا(بصدمة) :عطلها أحدهم! كيف تمكن من الوصول لغرفة المراقبة وتعطيلها؟ -المدير:لا أعلم...هذا ما يزيد الوضع تعقيدا -جيونغهوا:يبدو أن من فعل ذلك خبير بهذه الأمور -آنجل:هذا مرعب -المدير:الأمر الذي حير الشرطة هو أن الهجوم حصل أمام مرأى الجميع لكن أي أحد منهم لم يحس -هاني:فعلا...حتى الذين بالغرف المجاورة -فلورا:إنه شخص ذكي وإلا ما كان لينتبه لكل تلك التفاصيل
فجأة رن هاتف هاني فحملته وردت -هاني:ألو هايلين...كيف حال سولجي؟ -هايلين(بحزن) :هي بخير...لقد تم وضع أكياس دم لها وخياطة الجرح ولكن عليكن رؤية... -هاني:رؤية ماذا!؟ -هايلين(بحزن) :تعالين بسرعة
لحقنا بها نحو غرفة سولجي فوجدنا معها طبيبا يقوم بتشخيص حالتها بينما هي جالسة على السرير تضم ركبتيها وتترنح باستمرار مع قولها لنفس الكلام مرارا وتكرارا -سولجي(بشرود) :عيون حمراء...لقد كانت عيونا حمراء...أي نوع من المخلوقات هذا؟
تملكنا جميعا رعب شديد لرؤية ذلك فهي تبدو كما لو أنها مريضة نفسيا أو مختلة عقليا لا تعقل على ما تقول...خاصة وأن كلامها عن العيون الحمراء لفت انتباهي وجعلني أوسع عيناي من الصدمة -جيونغهوا:هل قالت عيونا حمراء؟ -لي:هذا تماما مثل آخر حادثة اعتداء حصلت في الشارع -آنجل(بصدمة) :أيعقل أن تكون حقيقية؟ -فلورا:ما هي؟ -آنجل:العيون الحمراء التي أراها في كوابيسي -هاني:دعونا نفهم ما حصل من سولجي أولا -الطبيب(بهدوء) :سولجي...من الذي هاجمك...أخبريني...ثقي بي -سولجي(بارتجاف) :هو...صاحب العيون الحمراء...إنه يريد قتلي...جسدي ما يزال يؤلمني من مخالبه -الطبيب:هل لديه مخالب؟ -سولجي(بارتجاف) :مخالب...عيون حمراء...أجنحة -الطبيب:أمتأكدة أن هذه ليست أوهاما؟ -سولجي(بارتجاف) :لا...لا...لا...كانت حقيقة...ماذا لو عاد لقتلي؟ -الطبيب:لن يعود لا تخافي...أخبريني لماذا قام بمهاجمتك؟ -سولجي(بارتجاف) :لا أعلم...لا أعلم...لا أعلم...اتركوني وشأني فأنا لا أعلم
فجأة صارت تصرخ بطريقة هستيرية أرعبت الجميع وصارت تخبئ وجهها كالمجانين بينما يحاول الطبيب تهدئتها -الطبيب:غادرن الغرفة وأنا سأكمل الباقي
اضطر لإعطائها حقنة مهدئة ونامت أما نحن فبقينا ننتظر خارجا وقلوبنا وأجسادنا ترتجف مما سمعناه ورأيناه
بعد دقائق وافانا الطبيب ليخبرنا عن صحة سولجي لكن الأخبار لم تكن مطمئنة -الطبيب:ستخضع للعلاج الجسدي والنفسي للأسف -هاني:ما الذي يحصل معها؟ لا أفهم شيئا -الطبيب:لقد اختلط لديها الشك باليقين لذا لم تعد تفرق بين الحقيقة والواقع -فلورا:أصبحت مختلة عقليا؟ -الطبيب:ليس بالضبط...لكنها تعاني من الأوهام على ما أعتقد...هذا راجع لشدة الصدمة -آنجل:هل بالضرورة يجب أن يكون ما رأته أوهاما؟ ألا يمكن أن تكون حقيقة؟ -الطبيب:هههههه عليك التخفيف من الأفلام الخيالية يا ابنتي...بالإذن منكن
بعد أن غادر الطبيب وقفنا خمستنا نحدق بالفراغ دون جدوى -هايلين:كوني أؤمن بقصص العالم الآخر فهذا يعني أنني أوافق آنجل -فلورا:لا يهم من يوافق آنجل ولا يوافقها...الأمر خرج عن السيطرة -جيونغهوا(بحزن) :سولجي المسكينة...أتمنى أن لا يصيبها مكروه
أثناء طريق العودة كانت لي وفلورا تسيران بمفردهما في آخر المجموعة وتهمسان -لي(بهمس) :أيمكن أن يكون جيمين؟ -فلورا(بهمس) :ومن غيره؟ -لي(بهمس) :ولِمَ قد يفعل أمرا كهذا؟ -فلورا(بهمس) :لا أعلم...أولا حاول إيذائي في الشارع والآن سولجي -لي(بهمس) :ولماذا لم يفعل؟ -فلورا(بهمس) :ربما أراد إخافتي...لا أفهم تصرفاته -لي(بخوف) :أتعتقدين أنه قد يعتدي علي أنا أيضا؟ أشعر بأنه يستهدف كل صديقات آنجل -فلورا(بهمس) :لا أعلم لكن خذي حذرك...وأيضا راقبيه جيدا في الفندق وأخبريني بكل تحركاته -لي(بهمس) :اعتمدي علي
حين عدنا للبيت جلست أحاول نسيان الموضوع ولكنه لا يخرج من رأسي...أنا خائفة خاصة بعد أن عرفت بقصة العيون الحمراء
نظرت لفلورا التي كانت تجلس بجانبي وتغوص في تفكير عميق وأردت مكالمتها حول الموضوع لكن علاقتنا مؤخرا متوترة...الحل الوحيد أن أتصل بجيمين وأكلمه فلعلني أشعر بتحسن ففعلت ذلك -جيمين:ألو! -آنجل(بحزن) :جيمين...لست بخير -جيمين:عرفت بما حصل لصديقتك...آسف -آنجل(بحزن) :لا تعتذر...ليس خطأك أنت -جيمين:لا تخافي سيتم إيجاد الفاعل وجعله يدفع الثمن -آنجل(بحزن) :وماذا إن لم يحصل ذلك؟ -جيمين:حينها أنا سأجده بنفسي وأريه -آنجل:الشرطة لم تقدر عليه فهل تظن أنك أنت ستقدر؟ -جيمين(بخبث) :ولِمَ لا؟ ألا تثقين بشيطانك؟ -آنجل:ههههه بلى أثق بك -جيمين:تعالي لشقتي غدا...اتفقنا؟ -آنجل:حسنا...تصبح على خير
أغلقت الخط ثم جلست أرتب أوراقي الجامعية وبطاقاتي إلى أن وقعت مني بطاقة غريبة الشكل كنت قد وضعتها في محفظتي ونسيتها...تلك البطاقة للسيدة جيون التي أخبرتني أنها كانت ساحرة في الماضي وتدرك بعض الأمور عن العالم الآخر...كلامها السابق جعلني أحاول الربط بين الأحداث التي أعيشها والأشياء التي تكلمت عنها لذلك قررت أن أذهب لزيارتها وأكلمها في الغد
نمت تلك الليلة بعد تفكير طويل وهذه المرة رأيت حلما مختلفا عن جميع الأحلام السابقة...لأول مرة رأيت نفسي في مكان فيه إضاءة ساطعة للغاية على عكس الكوابيس التي أرى فيها فقط الظلام...في زاوية من ذلك المكان دائرة صغيرة وفتاة معلقة على عمود وبجانبها 3 رجال غرباء لا تظهر وجوههم لأنهم يعطونني ظهرهم...وعلى عكس بقية الأحلام فهذه المرة لم أكن مقيدة أو خائفة أو ثقيلة الحركة...بالعكس أحسست بالنشاط وبأن الحلم واقعي ويمكنني التحكم به كما أريد
استيقظت في صباح اليوم التالي وفكرت بذلك الحلم الغريب وتمعنت فيه ثم تجهزت وذهبت للجامعة...وحين أنهيت حصصي الجامعية كان أول مكان أذهب إليه هو منزل السيدة جيون لأستفسر منها
أدخلتني السيدة جيون بعد أن رحبت بي وجلسنا نتكلم عن الأشياء المعتادة إلى أن قررت سؤالها بطريقة صريحة -آنجل:قلتِ لي ذات مرة أنك تعرفين الكثير عن العالم الآخر صحيح؟ -جيون:كيف تذكرتِ الأمر فجأة؟ -آنجل:حصلت معي مؤخرا أمور غريبة وأظن أن بإمكانك إخباري إن كانت غريبة أم أنني أهلوس -جيون:ماذا حصل؟
أخبرتها حول كل شيء بخصوص العيون الحمراء التي أراها في كوابيسي وما رأته سولجي وأيضا الحلم الذي راودني أمس لفتاة مربوطة بالعمود -جيون:هناك شيء أعرفه وهو أن الشياطين تمتلك عيونا حمراء -آنجل(بخوف) :هذا يعني أن هناك شيطانا بالجوار! ولكن ماذا يريد مني ومن صديقاتي؟
أمسكت بيدي لتهدئني ولكنها انصدمت حين رأت راحة كفي وذلك الخط الأفقي الذي فيها -جيون(بصدمة) :أهذا معقول! كيف لم أنتبه للأمر منذ البداية! -آنجل:تنتبهين لماذا؟ -جيون(بصدمة) :أنتِ من فصيلة الإنسان الزُهري! -آنجل(باستغراب) :ها!؟ ماذا يكون هذا؟ -جيون:الإنسان الزُهري هو كائن خارق للطبيعة البشرية ويتم استخدام دمه في أغراض الشعوذة والسحر -آنجل(باستغراب) :ههههه ما هذا الكلام الغريب!؟ -جيون:حين كنت أتعلم السحر كانت سيدتي تستخدم دمهم كطريقة للتواصل مع الشياطين وطلب المساعدة منهم -آنجل(باستغراب) :تواصل! شياطين! ما الذي تتحدثين عنه!؟ -جيون:أعلم أنك مصدومة ولا تفهمين شيئا مما أقوله ولكن كل حرف فيه خطر على حياتك -آنجل(باستغراب) :ما الذي يجري هنا!؟ -جيون:سيحاول بعض الناس الوصول لك وقتلك لاستخدام دمك في أغراض السحر
مازال كلام السيدة جيون صدمة كبيرة بالنسبة إلي لذا بقيت أحدق بها متمنية أن ما تقوله مجرد مزاح لكنها كانت جادة كل الجدية في الأمر وواصلت شرحه لي وسط شرودي -جيون:قليلون هم من يعرفون بشأن الإنسان الزُهري...فقط المشعوذون والشياطين ونسبة قليلة من الزُهريين -آنجل(بصدمة) :تعنين مثلي أنا؟ أنا زُهرية ولكنني لا أعرف ذلك! -جيون:تماما...أغلب الزُهريين لا يعرفون شيئا عن هذا الأمر لذلك يموتون قبل أن تُكتشف قواهم أو يُستفاد منها -آنجل:أي قوى بالضبط؟ مثل التي يملكها أبطال الرسوم المتحركة؟ كالطيران وتجميد الأشياء والتخفي؟ -جيون:هههههه ليتها كذلك...إن الأمر مختلف...أنتِ ببساطة تستطيعين التواصل مع مخلوقات العالم الآخر وأيضا رؤياك وكوابيسك تتحقق -آنجل(باستغراب) :عالم آخر! -جيون:بلى...يمكنك التكلم معهم ورؤيتهم دون الحاجة لوسيط -آنجل:كيف ذلك؟! -جيون:لا أعلم...لكن يمكنك فعلها إن ركزتِ جيدا مع نفسك
ابتلعت ريقي بهدوء ونظرت من حولي مرعوبة خوفا من أن يظهر لي كائن من العالم الآخر بالفعل -آنجل:أنتِ متأكدة من أن ذلك صحيح؟ أعني أنه يشبه نوعا ما الخزعبلات أو القصص الأسطورية -جيون:طبيعي أن لا تتقبلي الحقيقة في البداية لكن إن ركزتِ جيدا وحاولتِ التواصل مع مخلوقات العالم الآخر حينها فقط سترين كل شيء بعينيك -آنجل(بخوف) :حسنا -جيون:وإياك ثم إياك إخبار أي شخص عن قدرتك هذه وإلا سينوي بك الشر -آنجل:هذا إن لم يظن أنني مجنونة -جيون:فعلا
بينما نحن جالستين نتحدث جاء جين للبيت وألقى التحية على كلينا -جين:مرحبا أمي...مرحبا آنسة آنجل -آنجل:أهلا جين -جيون:جيد أنك أتيت...تعال وتكلم مع آنجل حتى أعد لها شيئا تشربه -جين:قادم
جلست أنا وجين ورمقنا بعضنا بنظرات غريبة...كنت وقتها شاردة الذهن وأفكر بما قالته لي السيدة جيون أما هو فشعر بالقلق علي لأنني أتصرف بغرابة على غير العادة -جين:ممممم تبدين شاردة الذهن...بماذا تفكرين؟ -آنجل:لا تهتم
عدت للغوص في تفكيري العميق إلى أن نهض من مكانه وتوجه لخزانة الكتب وأخرج منها كتابا -جين:تحبين قراءة الكتب؟ -آنجل:ليس كثيرا -جين:لدى أمي مجموعة هائلة منها...تعالي وألقي نظرة فلربما تغيرين رأيك
وقفت ناحيته أقرأ العناوين وكانت كلها عناوين مملة إلى أن رأيت كتابا عاليا بعض الشيء يتحدث عن الظواهر الغريبة التي حصلت حول العالم طوال السنين الماضية...وقفت على أطراف أصابعي ومددت يدي لأقصى حد حتى أجلبه وحين وصلت له وسحبته وقعت علي مجموعة من الكتب ولحسن الحظ جاء جين وأحاط ذراعيه حولي وتأذى بدلا مني -آنجل(بقلق) :أنت بخير؟ -جين:نعم...لا تقلقي
رفعت رأسي ناحيته فرأيت كدمة على خده لكن عيوننا التقت مع بعضها لتخلق جوا رومنسيا...شعرت بالتوتر وأنزلت رأسي لكنه دفعني فحاصرني عند خزانة الكتب ورفع رأسي -جين(برومنسية) :انظري إلي
خفق قلبي بقوة من شدة التوتر وشعرت بأن وجهي يتحول لللون الأحمر...كل ما تمنيته هو أن يأتي أحد ويخرجني من ذلك الموقف المحرج قبل أن يقدم جين على فعل أي شيء -جين:أنتِ لا تنظرين في عينيَّ فلماذا؟ -آنجل(بتوتر) :أنا...فقط...لا أعرف...ماذا أقول -جين:هل أنتِ معجبة بي مثلما أنا معجب بك؟ -آنجل(بتوتر) :الحقيقة...أنا...
لم أعرف ما أقوله فأخذت خطوة بعيدا عنه ولكنه شدني معيدا محاصرتي للخزانة وأمسك بي من معصمَي -آنجل(بتوتر) :توقف...قد يأتي أحدهم ويرانا هكذا...توقف -جين:ههههه ليس هناك غيرنا ووالدتي فقط -آنجل(بتوتر) :نعم والدتك...أخاف أن تأتي وترانا هكذا -جين:لا مشكلة هههههه أنا سأتحمل المسؤولية
نظر نحو شفتاي بعينين ساحرتين واقترب منهما شيئا فشيئا وسط خفقات قلبي التي تكاد تفجر صدري...أصبحت أشعر بأنفاسه الساخنة فاضطربت وأغلقت عيناي -آنجل(بصراخ) :هناك رجل آخر في حياتي
تراجع جين برأسه بعيدا وصمت لبعض الوقت ثم نظر لمعصماي اللذان يمسكهما ويرفعهما فوق رأسي فلاحظ الخط الذي في راحة يدي وأفلتني بهدوء -جين:هل يحبك مثلي؟ -آنجل:بل أكثر -جين(بسخرية) :هاه...سأعطيك نصيحة...أنتِ خاصة لا يجب أن تثقي بأي أحد
غادر وتركني وحدي وذلك أفضل فوجوده يوترني لكن تصرفاته الغريبة تلك جعلتني أشك بأنه يعرف أمورا لا أعرفها
• برأيكم : هل ستتمكن آنجل من استكشاف قوتها؟ وماذا يعنيه حلم الفتاة المربوطة بالعمود الذي رأته؟
عدل سابقا من قبل بثينة علي في الأربعاء يناير 17, 2024 2:05 pm عدل 2 مرات
بثينة علي يعجبه هذا الموضوع
بثينة علي Admin
المساهمات : 1314 تاريخ التسجيل : 27/05/2021 العمر : 27
ساعات وأنا أحدق بسقف غرفتي بينما أتمدد على سريري...لقد قاربت الساعة الثالثة ليلا ولا يمكنني النوم...قصة الإنسان الزُهري عالقة برأسي ولا يمكنني إخراجها مهما حاولت...فلورا تغط الآن في نوم عميق وأنا الوحيدة المستيقظة في كل المدينة ربما
نهضت من فراشي ونظرت خارج النافذة...الأوضاع تبدو هادئة والقمر على شكل هلال ويبدو منظره كبيرا...لابد أن هذا تمهيد لظاهرة القمر الدموي التي ستحصل بعد أقل من شهر
أخبرتني السيدة جيون أنني الوحيدة التي بإمكانها اكتشاف طريقة لتشغيل قوتي لذلك أغمضت عيناي بعمق وتنهدت محاولة استخراج تلك القوة
فكرت في أشياء في رأسي مثل العالم الآخر والشياطين ثم فتحت عيناي وللأسف لم أجد شيئا...نظرت خلفي فإذا بي أنتفض من شيء واقف أمام باب المطبخ فصرخت بصوت عالٍ ووضعت كفاي على وجهي
بعد لحظات اشتغل الضوء وسمعت صوت فلورا تكلمني فأبعدت يداي عن وجهي -فلورا:آسفة إن أخفتك -آنجل(بتوتر) :لا بأس -فلورا:استيقظت ولم أجدك في سريرك...هل راودتك الكوابيس مجددا؟ -آنجل(بتوتر) :لا...أردت فقط إلقاء نظرة على الخارج -فلورا:لا بأس
توجهَت للحنفية وشربت كوب ماء وأثناء ذلك فكرت بإخبارها حول موضوع الإنسان الزُهري ولكن السيدة جيون حذرتني من إخبار أي أحد...تنهدت حينها وعدت لفراشي محاولة النوم
في اليوم التالي ذهبت للعمل في الفندق وهذه المرة حصلت مشاكل كثيرة بسبب غياب سولجي عن العمل...كنا في السابق نحن الستة نقسم الأعمال علينا بالتساوي لكن هذه المرة أثر علينا غيابها وأصبح علينا تغطية مكانها حتى يجد المدير حلا
وصلنا في النهاية إلى اتفاق وهو أن أقوم بتوصيل طلبات الطعام للغرف والباقيات يأخذن مكاني وبذلك أصبح الحل مرضيا للجميع
بدأت بتوصيل الطعام مرة بعد مرة إلى أن وصلت للطابق الذي وقع فيه الحادث لسولجي...ما يزال المكان هناك مرعبا رغم أنه تم تنظيفه من الدم...طرقت أبواب الغرف واحدة تلو الأخرى لأوزع عليهم الطعام إلى أن وصلت لغرفة جيمين -جيمين:أهلا -آنجل:تفضل طلبيتك سيدي -جيمين:شكرا
أعطيته الطعام ثم تراجعت لكنه شدني وأدخلني للغرفة وأغلق الباب -جيمين:تعالي...لقد اشتقت لك كثيرا -آنجل:أنا أيضا...لكن لدي عمل
عانقني بحرارة وظل يشتم رائحتي لفترة وكلما حاولت الابتعاد عنه تمسك بي أكثر -جيمين(برومنسية) :أنتِ مشغولة عني كثيرا هذه الأيام -آنجل:آسفة...لقد اقتربت الامتحانات لذا من الصعب أن نلتقي كثيرا -جيمين:كيف بإمكانك أن تكوني هكذا وتفرطي في حق حبيبك؟ -آنجل:معك حق...لنمنح بعضنا نهاية الأسبوع كيوم خاص لنا ونخرج معا -جيمين:لماذا فقط نهاية الأسبوع؟ -آنجل:لأنني مشغولة بالعمل والدراسة -جيمين:حسنا...سأبحث في النت عن مكان جميل -آنجل:الآن سأغادر
ابتعد عني لبعض الوقت ثم أمسك بخداي يتلمسهما -جيمين(بابتسامة) :أحبك -آنجل:أنا أيضا -جيمين:أعطني عناقا قبل أن تذهبي
شعرت بالغرابة وعدم الراحة وهذه أول مرة أشعر هكذا ناحيته...فلطالما كان مثل المسكن لجروحي ولكن هذا اليوم مختلف...بقيت أحدق به فقط دون فعل أو نطق أي شيء وبعد أن انتظرني لبعض الوقت عانقني بنفسه لكنني لم أبادله العناق وهذا ما جعله ينصدم كونها أول مرة أتصرف هكذا -جيمين(باستغراب) :ما الخطب؟ -آنجل(بتوتر) :أمر مؤخرا بأمور صعبة لذا تفهمني لو سمحت -جيمين:تقصدين ما حصل لصديقتك؟ -آنجل(بتوتر) :نعم وأمور أخرى غيرها -جيمين(بابتسامة) :لا داعي للقلق ملاكي...ستكون الأمور بخير -آنجل:أتمنى
خرجت من الغرفة وذهبت لأكمل عملي فلوح لي وابتسم ثم أغلق الباب...كان قلبي ما يزال ينبض بتوتر لكن لماذا يحصل معي ذلك؟! هل لأنني أحبه وأشتاق إليه؟ أم أن أمرا أجهله يحصل هذه الأيام؟
توجهت لغرفة تاي وهوسوك وطرقت الباب عليهما وأعطيتهما الطعام -هوسوك:ألن تتفضلي؟ -آنجل:علي إكمال عملي -هوسوك:تعالي لدي طلب منك
دخلت غرفتهما فأحضر لي هوسوك ملابسه المتسخة -هوسوك:لقد وقع عليها الحبر فهلَّا غسلتها لي؟ -آنجل:لست المسؤولة عن الغسيل لكن سآخذها لجيونغهوا -هوسوك:شكرا لك
نظرت جانبا فرأيت تاي يقوم بارتداء بذلة رسمية ولكنه لا يجيد وضع ربطة العنق -تاي(بانزعاج) :تبا! كيف يضعون هذه؟ -آنجل:ههههه دعني أساعدك
اقتربت منه وربطتها له وكان شكله بها جذابا للغاية -آنجل:تبدو كرجل راقي ومهندم هههه -تاي:هههههه من كان سيصدق أن فلاحا سيرتدي كهذا في يوم ما -آنجل:لديك موعد؟ -تاي:لا...فقط سنخرج أنا وهوسوك للتسكع مع بعض...وجذب الفتيات -آنجل:مممممم سيكون ممتعا -هوسوك:فلتشاركينا إن أردتِ -آنجل(بابتسامة) :يسعدني ذلك...نفسيتي متعبة وأحتاج لتغيير الجو -هوسوك:سننتظرك إلى أن تكملي عملك -آنجل:حسنا
أكملت عملي بحلول الساعة العاشرة مساءً فخرجنا نحن الثلاثة نسير في الشارع ونتكلم...بعد أن سرنا قليلا وجدنا كشكا يبيع الأطعمة فنظر إلينا تاي -تاي:أتحداكما -آنجل:في ماذا؟ -تاي:من يأكل أسرع يفوز -آنجل:مممممم موافقة -هوسوك:وأنا موافق
جلسنا ثلاثتنا على طاولة وطلبنا ثلاث أطباق كبيرة من الرامين مع الحساء -تاي:الخاسر يدفع ثمن الطعام -آنجل:لنجعل التحدي أكثر صعوبة...الخاسر يدفع لنا ثمن أي شيء نطلبه طوال الجولة...والفائز هو من يقرر إلى أين نذهب -تاي:موافق -هوسوك:موافق
نظرنا نحن الثلاثة لبعضنا بخبث ثم بدأنا الأكل معا بسرعة وكل منا يحاول الانتهاء أولا...كان تاي يضع يده على وجه هوسوك من فترة لأخرى ليحاول إحباطه لكن هوسوك لم يهتم له وواصل الأكل...بالنسبة إلي استغللت شجارهما اللطيف ذاك وأكلت طبقي بسرعة فأنهيته ووضعته أمامهما فارغا -آنجل:انتهيت يا خاسران -هوسوك(بتجهم) :رأيت أيها الغبي؟ لقد غلبتنا فتاة -تاي:تتكلم وكأنه خطئي -هوسوك(بتجهم) :طبعا كان خطأك...ألست من حاول وضع يديه على عينَي؟ -تاي:وأنت فعلت المثل -هوسوك(بتجهم) :نعم ولكنك البادئ -تاي:لا يهم من البادئ...المهم أننا خسرنا
بقيت أراقبهما وهما يتشاجران وأبتسم من قلبي...إنهما لطيفان للغاية ويشعرانني بطفوليتهما وتعلقهما الشديد ببعضهما...أعتقد أنهما صديقان جيدان وسيساندان بعضهما في المستقبل -آنجل:لا يهم...بقيتما أنتما الاثنان...من ينتهي أخيرا هو من سيدفع الطعام -تاي(بصراخ) :تجهز للخسارة -هوسوك(بصراخ) :لا بل أنت
هجم كليهما على الطبق وكل منهما يحاول الغش بتغطية عيون الآخر ودفعه بعيدا لكن في النهاية انتهى هوسوك أولا وخسر تاي وبذلك دفع هو فاتورة الطعام
بما أنني الفائزة فسأختار المكان الذي نذهب إليه...هذه المرة اخترت مكانا لطالما تمنيت الذهاب إليه في الليل لكنني مشغولة بالعمل والدراسة...إنه إحدى النافورات الموجودة في سيؤول
دخلنا نحن الثلاثة الحديقة التي بها النافورة وجلسنا بين حشد الناس لنشاهد العرض...بعد دقائق تم تشغيل النافورة المائية والتي تمتد لأعلى بـ7 أمتار تقريبا مع الأضواء اللامعة والملونة التي تصدرها والموسيقى الهادئة...إنه منظر لا يقدر بثمن ويبعث الراحة على النفس -آنجل:أنتما تعتبرانني صديقتكما صحيح؟
نظر الشابان لبعضهما باستغراب قبل أن يجيبا -تاي وهوسوك:بلى -آنجل:لنخرج معا من فترة لأخرى...لقد أحببت رفقتكما -تاي:لا مشكلة -هوسوك:من الغبي الذي قد يريد مصادقة شخصين مثلنا؟ -آنجل:ههههه وما العيب بكما؟ -هوسوك:الكثير من العيوب -آنجل:بالعكس...بمجرد أن خرجت معكما شعرت بالراحة ونسيت كل التوتر الذي كنت أعيشه -تاي:هههه لم أعلم أن لي هذا التأثير على الناس -آنجل:إذًا لنتعاهد أمام هذه النافورة المضيئة على أن نبقى أصدقاء ونحب بعضنا دائما ولا نخون بعضنا
فجأة تحولت ملامحهما لملامح باردة ومخيفة لكن تاي سرعان ما مد يده لنا -تاي:أتعهد بذلك -آنجل:وأنا أتعهد
بعدها وضعت يدي على يد تاي...بقي فقط هوسوك الذي ما يزال مترددا لكنه في نهاية المطاف وضع يده على يدينا نحن الاثنين -هوسوك:أتعهد -آنجل:هههههه الآن صرنا أصدقاء حقيقيين
بعد أن استمتعنا بالنافورة المضيئة عدنا ثلاثتنا للتمشي في الطريق وأثناء ذلك كان معطف تاي مفتوحا فأوقفته وأغلقته له -آنجل:ستمرض إن تركته هكذا...الجو بارد ما بالك؟ -تاي:هههههه تبدين كوالدتي
ابتسم لبعض الوقت إلى أن تذكر أن والدته هي سبب ما هو فيه لذا أخفى ابتسامته وواصل المشي
أمضينا وقتا جميلا نحن الثلاثة وفي النهاية أوصلاني للبيت وأكملا طريقهما سيرا نحو الفندق...طوال الوقت بقي تاي صامتا ولا يقول أي شيء إلى أن قاطعه هوسوك -هوسوك:أعلم بما تفكر...هي لا تستحق ما نفعله صحيح؟ -تاي:بلى...إنها فتاة جيدة -هوسوك:نحن نضع أنفسنا الآن في دوامة...إما أن تموت فتاة بريئة أو نموت نحن -تاي:عقد الشيطان ليس لعبة...ليس هناك طريقة لفكه إلا إن غير جيمين رأيه -هوسوك:وهل سيغيره؟ بل وهل علينا توقع ذلك منه؟ -تاي:ربما سيغيره -هوسوك:بقي أقل من شهر وهو لا يزال ثابتا على رأيه -تاي:لنفترض أنه لم يغيره كما تقول...هل ستساعده أنت؟ فكما تعلم لا يمكنه القيام بالطقوس وعليه الاستعانة ببشر -هوسوك:إن لم أفعل فسأموت وسأخسر فرصتي في الانتقام لحبيبتي المقتولة -تاي:أنا أيضا سأموت دون أن أبرهن نفسي...أخبرني هل لديك القوة للتخلي عن مطالبك لأجل آنجل؟ وأيضا فلورا
نظر له هوسوك باهتمام محاولا قراءة أفكاره...هو يعلم بشأن اهتمامه الشديد بفلورا لذلك يلمح له بأنه سيخسرها إن حصل شيء لآنجل بسببه -هوسوك(بحزن) :إن تمكنا من تحقيق مطالبنا فسأتجاهل الماضي وأطلب يد فلورا للزواج -تاي:تتكلم كأنها لن تعرف...هي أصلا تشك بنا...خاصة بعد الحادثة الدموية التي حصلت في الفندق -هوسوك(بحزن) :حتى ذلك الوقت سنفكر في حلها -تاي:معك حق
جلست في غرفتي أدرس...بل لنقل أحاول أن أدرس...ليس من السهل أبدا التركيز على الدراسة بينما هناك ملايين الأشياء تشغل تفكيرك...رميت القلم جانبا وأغمضت عيناي محاولة أن أستحضر قواي التي أخبرتني عنها السيدة جيون...حاولت التركيز بشدة والتفكير في تلك الأمور وحين فتحت عيناي لم أجد شيئا -آنجل(تفكر) :يبدو شكلي كالمغفلة وأنا أحاول...لا يهم
أما في عالم الشياطين فكان جيسوب أخ جيمين يعيش أجمل أيام حياته على كرسي العرش...كان طاغيا متجبرا وأي شيء يطلبه يأتيه لعند قدميه وقد وكَّل أحد مساعديه ليتجسس على جيمين -جيسوب:أين ذهب ذلك الأحمق ها؟ -المساعد:سيدي...إنه يتسكع برفقة فتاة بشرية زُهرية -جيسوب:ههههه زُهرية إذًا؟ إنه ذكي...أعلم ما يفكر فيه...يريد الفوز علي بالغش...مسكين...مازال لا يعرفني جيدا -المساعد:ما الذي ستفعله؟ -جيسوب:سأفعل مثله تماما...أغش...أو لنقل سأتدخل وأجعل المنافسة عادلة -المساعد:ها؟ -جيسوب:حاليا لن أحرك أي ساكن...راقبه فحسب وأخبرني بكل تحركاته -المساعد:حاضر -جيسوب(يفكر) :هكذا إذًا أيها الصغير المشاكس...تريد الغش؟ لك ذلك...لكن النهاية ستكون نفسها سواء أغششت أم لم تفعل هههههه
وصل يوم عطلة نهاية الأسبوع وجمعت أغراضي التي أحتاجها لأذهب مع جيمين في عطلة فرأتني فلورا -فلورا:إلى أين؟ -آنجل:أنا وجيمين سنخرج لعدة أيام -فلورا:لأي مكان؟ -آنجل:لا أعلم...لم يقرر بعد -فلورا(بتجهم) :وأنتِ كالغبية قبلتِ -آنجل:ولماذا قد أرفض؟ -فلورا(بحدة) :أشعر بأنني أكلم حائطا في كل مرة...ألا تفهمين؟ لقد قلت لك أنه يخفي شيئا ما وعليك الحذر
تجاهلت كلامها وواصلت حزم أمتعتي وسط نظراتها المنزعجة -فلورا(بحدة) :آنجل أنا أكلمك...الأمر خرج عن السيطرة...أنتِ حتى لا تبدين أي ردة فعل للموضوع -آنجل:أوقفي غيرتك فهي لن تفيدك بشيء -فلورا(بحدة) :عن أي غيرة تتحدثين؟! أنتِ صديقتي -آنجل:صداقة! أنتِ مؤخرا تعاملينني كالغريبة -فلورا(بحدة) :لأنك أنتِ من تعتبرينني مجرد حائط في حياتك ولا تستمعين لي -آنجل:سأستمع لك حين يكون لديك دليل ملموس على كلامك -فلورا(بحدة) :سأحضره -آنجل:حتى ذلك الوقت دعيني أفعل ما أشاؤه مع الشاب الذي أحبه -فلورا:لك ذلك
بعد أن أنهيت جمع أغراضي سمعت جرس الباب يقرع وكان جيمين هو الذي أتى ليأخذني -جيمين:مستعدة؟ -آنجل:كل الاستعداد -جيمين:هيا بنا
دخل ليأخذ حقائبي فرأى فلورا تحدق به بغضب -جيمين(بابتسامة) :استمتعي بعطلة نهاية الأسبوع -فلورا(ببرود) :تافه
أخرج حقيبتي من البيت ووضعها في السيارة ثم انطلقنا لوجهتنا التي لازلت لا أعلم ما هي -آنجل:إلى أين سنذهب؟ -جيمين:ستكون مفاجأة -آنجل:هل الطريق بعيدة؟ -جيمين:حوالي ساعتين -آنجل:مممم إذًا هي خارج سيؤول؟ -جيمين:تقريبا
استغرقت منا الرحلة ساعتين تقريبا كما قال جيمين وفي النهاية وصلنا لغابة كبيرة وسطها فندق...قام بالحجز بينما أنتظره وبعد فترة جاء بالمفتاح وذهبنا لغرفتنا فانصدمت بروعتها وكل ما هو موجود فيها
كانت الغرفة من الخشب كلها ويتوسطها سرير كبير مغطى بالورد والأزهار العطرية...إضافة لكل الآثاث الجميل والراقي و رائحة الشموع المعطرة...فتح جيمين النافذة التي تطل على بحيرة ساحرة الجمال نقية المياه تحيط بها الأشجار من كل جهة ولونها الأخضر الجميل يبعث الراحة في النفس -آنجل(بصدمة) :واااااو! هذا يشبه الأفلام الرومنسية -جيمين:سأجعلك تعيشين أفضل من الأفلام...فقط ابقي بجانبي -آنجل:وهل أقدر على تركك؟ -جيمين(بابتسامة) :لا أظن
اقترب مني وطبع قبلة على جبهتي بكل هدوء ثم ابتعد ونظر لوجهي -جيمين:أحبك يا ملاكي -آنجل:أحبك شيطاني
نظرت من حولي مجددا فانتبهت أن الغرفة بها سرير واحد فقط -آنجل:مذهل! ستنام بجانبي؟ -جيمين:ههههه طبعا...لطالما كنت أشعر بالسعادة حين أفتح عيناي وأراك نائمة بجانبي -آنجل:أووه لطيف!
أمسك بيدي وأخذني خارج الغرفة حيث البحيرة وحيث يجلس زبائن الفندق ويتكلمون ثم جلسنا على طاولة بمفردنا وطلبنا طعام العشاء -آنجل:أووه يال المنظر الجميل! أتمنى البقاء هنا طول حياتي -جيمين:ههههه سألبي رغبتك بكل تأكيد -آنجل:لاااا...لا يمكننا البقاء هنا فلدينا مسؤوليات أخرى -جيمين:دعينا من التفكير في المسؤوليات...أخبريني ماذا تريدين أن نفعل غدا؟ -آنجل:لا أعلم...فاجئني -جيمين:ههههه دعي الأمر لي إذًا
انتهينا من طعامنا فأتى مجموعة من العازفين وجلسوا بالقرب منا وعزفوا لحنا رومنسيا وجميلا فبدأ كل الحضور بالرقص -جيمين:ترقصين؟ -آنجل:هههههه لا أجيد الرقص بصراحة -جيمين:ولا أنا...لنقلد الجميع فحسب -آنجل:أشعر بالإحراج
أخذ يدي رغما عني ووقفنا وسط الحشود الذين يرقصون ثم اقترب مني بدرجة كبيرة حتى أحاط ذراعه الأولى على خصري والأخرى أمسك بها يدي -آنجل:أنا حقا لا أجيد الرقص -جيمين:ههههههه قلت لك لا يهم
صار يتحرك حسب أنغام الموسيقى وحركني معه ثم وضع وجهه على وجهي بهدوء -جيمين(بهمس) :هذه الدقائق التي أقضيها معك هي الجنة بذاتها -آنجل(بخجل) :الجنة! هل تحبني لتلك الدرجة؟ -جيمين(بهمس) :بل أحبك بجنون...ابقي بجانبي ولا تتركيني أبدا -آنجل:ههههه لن أفعل...كن مطمئنا
أمضينا سهرة جميلة جدا أمام تلك البحيرة...أكلنا...رقصنا...تغازلنا...صنعنا ذكريات حلوة يمكنها أن تنير أفق دربنا المظلم القادم...لكن رغم ذلك قلبي ليس مرتاحا بعد...بدأ ذلك الشعور منذ أخبرتني السيدة جيون عن الإنسان الزُهري...أظنه مجرد أعراض للتوتر...علي أن أنسى الموضوع وأحاول الاسترخاء
ذهبنا لغرفتنا المشتركة ثم نمنا يجانب بعضنا على سرير واحد...وضعت رأسي على صدره المريح الدافئ فشعرت بالسعادة والراحة الأبدية -آنجل:جيمين -جيمين:نعم ملاكي؟ -آنجل:هل يمكن أن ننفصل في المستقبل؟
صمت لبعض الوقت وتنهد محاولا إخفاء حزنه واستيائه -جيمين:كفي عن التفكير في الأمر من ناحية سيئة...اتفقنا؟ -آنجل:أنا أسمع الكثير عن الأشخاص الذين انفصلوا رغم حبهم الشديد لبعضهم...هل سيقدر للحال أن ينتهي بنا مثلهم؟ -جيمين:بالتأكيد لن يحصل -آنجل:أتمنى ذلك
أغمضت عيناي وعانقته من الجانب بقوة وفي دقائق قليلة غصت في نوم عميق بينما بقي هو يحدق في السقف بشرود
ألقى نظرة على وجهي فوجدني أغوص في نوم عميق فطبع قبلة على رأسي -جيمين(يفكر) :ملاكي...أنا آسف...لقد تعارفنا بطريقة مرعبة...أنتِ البشرية الوحيدة من بين المليارات على كوكب الأرض التي حركت قلبي وجعلتني أتعلق بها بسهولة...أعلم أنني شيطان خبيث لكن صدقيني لقد أحببتك وأردتك بجانبي...إلا أنني إن فعلت ذلك فقد أخسر عرشي وأهدافي...اعتبريها تضحية لأجل شيطانك...أحبك ملاكي الجميلة
• برأيكم : هل سيستمر تاي وهوسوك في الخطة للنهاية أم سيتراجعان؟ وما الذي سيفعله جيسوب أخ جيمين ليمنعه؟
عدل سابقا من قبل بثينة علي في الخميس يناير 18, 2024 5:58 pm عدل 2 مرات
بثينة علي يعجبه هذا الموضوع
بثينة علي Admin
المساهمات : 1314 تاريخ التسجيل : 27/05/2021 العمر : 27
بعد ليلة هانئة نهضت فوجدت نفسي ما أزال على سريرنا المشترك أنا وجيمين بمفردي...أما هو فلم يكن موجودا بجانبي...وقفت وبحثت عنه في الغرف المجاورة فوجدته يمشط شعره في مرآة الحمام -جيمين:استيقظتِ أخيرا؟ -آنجل:لماذا لم توقظني؟ -جيمين:ولماذا أفعل؟ إنه يوم إجازة -آنجل:صحيح...تناولت فطورك؟ -جيمين:ليس بعد...اغتسلي وتعالي لنتناوله معا -آنجل:حسنا
اغتسلت وغيرت ثيابي ثم ذهبت وجلست بجانب جيمين الذي طلب الفطور لنا -جيمين:سنخرج اليوم للتنزه في الغابة فما رأيك؟ -آنجل:موافقة -جيمين:لكن إياك أن تضيعي مني مثل المرة السابقة -آنجل:ههههه لن أفعل
احمر خداي فجأة حين تذكرت ما حصل بيننا ذلك اليوم في الغابة وكيف أنني تصرفت بطريقة مثيرة للإحراج -جيمين:هههههه هذه المرة لن تتحرشي بي صحيح؟ -آنجل(بتوتر) :أيها الـ...من قال أنني سأفعل ذلك؟ -جيمين:قلتها فقط على سبيل التحذير -آنجل(بتوتر) :لن أفعل...أرِح بالك
تناولنا الفطور ونحن نتحدث وبعد أن انتهينا خرجنا نحو البحيرة التي بجانب الفندق...كان الجو باكرا والمكان فارغا لذا استغل الأمر لكي يطلب مني الذهاب معه للتمشي في الغابة
صعدنا نحو الغابة ونحن نمسك بيدي بعضنا إلى أن وصلنا لأعلى نقطة في الجبل حيث هناك الكثير من السياح والمناظر الطبيعية الخلابة...كان هناك أيضا منظار كبير يمكننا من خلاله رؤية الأماكن البعيدة والتمتع بالطبيعة الخلابة فذهبت إليه وألقيت نظرة -آنجل:واااااو! يال جمال المكان! البقاء هنا لا يقدر بثمن -جيمين:إن أحببتِ فسنبقى هنا وقتا أطول -آنجل:لااااا أخبرتك أن وراءنا مسؤوليات أكبر -جيمين:هههههه حسنا
ذهبنا وجلسنا تحت الشجرة حيث كان الجو جميلا والمنظر الخلاب يمتد أمامنا حتى النهر -آنجل:ترى ماذا تعمل؟ -جيمين:ها! -آنجل:أنت تسرف الكثير من المال فمن أين تأتِ به؟ -جيمين:وهل هذا أمر مهم؟ -آنجل:ممممم نوعا ما هو كذلك...أنا حبيبتك...من حقي معرفة الأمور المتعلقة بك -جيمين:حسنا...لك ذلك...أنا أعمل في شركة -آنجل:أي نوع من الشركات؟ -جيمين:شركة عقارات -آنجل:ألم تغب كثيرا عن عملك؟ -جيمين:قلت لك إنني في إجازة -آنجل:لكن ثلاث أشهر كثيرة كإجازة...ثم إنني لا أراك تجري أي مكالمات عمل ولا تتفقد ما يحصل مع شركتك حتى -جيمين:ملاكي الفضولية -آنجل:لست فضولية...هذا حقي -جيمين:مممممم ربما معك حق في أنني أطلت الغياب عن عملي...لكن لنقل أنني أعاني مشاكل كثيرة -آنجل:حقا!؟ -جيمين:بلى...لنفترض أن لدي شركة وأبي توفي...حينها نحن الأخوين على أحد منا أن يتولى أمرها -آنجل:أخوك! لم تخبرني أن لك أخا -جيمين:الأمر غير مهم -آنجل:ومن تولى الشركة أنت أم أخوك؟ -جيمين:أخي -آنجل:لا بأس...المهم أن لك حصة من الشركة -جيمين(بسخرية) :في عائلتي لا مجال للمشاركة...الأقوى هو من يحصل على كل شيء
نظرت نحوه محاولة فهم ما يقوله...بدى لي أشبه بمعركة طاحنة يفوز فيها القوي فقط ولم أكن أعلم حينها أن الأمر أخطر مما يبدو -آنجل:حسنا...أود معرفة بقية الحكاية -جيمين(بخبث) :ستعرفينها حين تكتمل...حتى هذه الساعة أنا شخصيا لا أعرفها -آنجل:جديا؟ -جيمين:هههههه بلى -آنجل:حسنا...أخبرني بها حين تكتمل -جيمين:موافق...لنذهب ونركب التيليفريك -آنجل:هيا بنا
ركبنا التيليفريك الذي يمر على المناظر الطبيعية لكل الغابة وخاصة أننا ركبناه مع وقت غروب الشمس فقد كان المنظر مذهلا...جلست ممسكة بيد جيمين وأنا أكاد أطير من الفرح وأنظر للغروب الذي يفتن القلب بمظهره -آنجل:أوووه أكاد أذوووب...لا أصدق أن هذا يحصل فعلا -جيمين:ملاكي...تستحقين أكثر من ذلك -آنجل:هههههه بل أنت تبالغ في تقديري...لا أستحق كل هذا
التفتت له وهو ينظر للغروب فلاحظت أن لون عينيه مائل للأحمر...صدمت فأمسكت بوجهه فاستدار نحوي ورأيتهما جيدا لكن كان لونهما عاديا -جيمين:ما الأمر!؟ -آنجل(باستغراب) :هل كان...حقيقيا!؟ -جيمين:ماذا؟ -آنجل(بتوتر) :آه...لا شيء...انسَ الأمر
واصلت مراقبة لغروب الشمس وأنا أحاول إقناع نفسي أن ما رأيته قد يكون بسبب انعكاس أشعة الغروب الحمراء على عيني جيمين وليس أنهما احمرتا بالفعل...هكذا كنت أقنع نفسي لأنني أعلم أنني متعبة بسبب آخر الأحداث التي صارت معي
بعد أن أنهينا جولة التيليفريك أدركنا أن الظلام قد حل لذا عدنا سيرا نحو الفندق ممسكين بيدي بعضنا إلى أن وصلنا لحمام عمومي -آنجل:انتظرني هنا...سأعود -جيمين:حسنا لا تتأخري
دخلت الحمام وكان شبه فارغ...الأمر المزعج فيه أنه مشترك للرجال والنساء وهذا ما أكرهه حين أخرج في رحلة...فتحت باب أحد المراحيض وقبل أن أدخل رأيت رجلا بجانبي ينظر إلى جسدي بطريقة منحرفة -آنجل(بحدة) :إلى ما تنظر؟ -الرجل:ههههههه فاتنة -آنجل(بحدة) :معتوه
حاولت تجاهل ذلك الحقير لكنه اقترب مني ببطء وحاول لمسي فتراجعت -آنجل(بغضب) :إياااك ثم إياااك وضع يدك القذرة علي -الرجل:ههههههه وماذا لو فعلت؟ -آنجل(بغضب) :سأمسح الأرض بوجهك الرخيس
تجاهل كلامي ثم اقترب وأمسك بيدي وحاصرني للحائط مما جعلني أدخل نوبة هلع فصرت أصرخ بأعلى صوتي
لم تمضِ سوى ثوانٍ حتى وجدت جيمين يمسك بالرجل من رقبته ويكاد يخنقه وهو لا يقوى حتى على منعه أو فك يديه من رقبته -جيمين(بحدة) :هل حاولت التحرش بملاكي للتو؟ -الرجل(بصوت متقطع) :أق...أق...أاا... -جيمين(بحدة) :إياك ولمس أي شيء يخصني وإلا ستقع في مأزق
رماه على الحائط وتركه مرعوبا ثم تقدم مني وأعطاني يده لأمسك بها وبدل ذلك عانقته بحرارة وبكيت -جيمين:لا تبكي ملاكي...لا تبكي...ما دام شيطانك موجودا فلن يلمسك أحد
خرجنا من تلك الحمامات وعدنا للفندق فجلست أنظر عبر النافذة وأنا حزينة حتى فاجأني جيمين بوردة حمراء -آنجل(ببرود) :شكرا -جيمين:مازلتِ حزينة بسبب ما حصل؟ -آنجل(بحزن) :طبعا...وهل تعتقد أن من السهل نسيان عملية تحرش حصلت لك؟ -جيمين:لا أعلم -آنجل(ببرود) :هذا لأن لا أحد تحرش بك من قبل -جيمين:هههههه وما أدراك؟ -آنجل(ببرود) :لأنك رجل -جيمين:هههههه ولكنني أتذكر أن فتاة تدعى آنجل تحرشت بي من قبل -آنجل(بحزن) :لكن كانت مجرد قبلة...أما ما حاول ذلك الحقير فعله هو أمر أخطر -جيمين:ولماذا تزعجين نفسك بالأمر؟ لم يحصل شيء -آنجل(بحزن) :لكن ملمس جسده المقرف ما يزال يجعلني أقشعر
اقترب جيمين مني وعانقني من الخلف محاولا رفع معنوياتي ولكن لم أكن أريد شيئا سوى نسيان الموضوع إلا أنه لا يزال يتكرر في رأسي باستمرار ويفسد علي رحلتي -آنجل(بحزن) :أريد أن أنام بحضنك -جيمين:تعالي لنخلد للنوم -آنجل(بحزن) :هيا
نمت بجانبه وأغمضت عيناي بينما يلعب بخصل شعري البنية المتوسطة الطول...لن أنكر أنني عانيت لكي أغرق بالنوم وأحاول نسيان ما حصل لكن مع شيطاني كل شيء مميز وجميل
انتظر جيمين حتى غرقت بالنوم ثم نهض من فراشه وتلونت عيناه باللون الأحمر وحاول العثور على الشخص الذي قام بالتحرش بي...وفي ثوانٍ قليلة تمكن من معرفة أنه موظف عادي يعمل في الحمام العمومي كحارس لكنه شخص رخيص ويحاول التحرش بأي فتاة يجدها وحدها هناك لذلك ذهب إليه فورا -جيمين(بخبث) :تتحرش بملاكي أيها الحقير؟ لقد جلبت الموت لنفسك...إنها تعاني وقد تتخرب رحلتنا بسببك...الآن ستدفع ثمن ما فعلته أضعاف الأضعاف هههههههه
كان الرجل يجلس ويدخن بجانب الحمام غير مكترث لأي شيء يجري من حوله إلى أن أحس بوجود شخص ما في الجوار -الرجل:من هناك؟
نظر من حوله مرات متوالية ولكنه لم يجد أحدا لذا تجاهل الأمر وواصل تدخين سيجارته بينما ينظر للنجوم
كان مسترخيا يستمتع بمراقبة السماء إلى أن هجم عليه كائن مجهول ودفعه مُدخلا إياه للحمام ثم انقض عليه
استيقظت فجأة فوجدت مكان جيمين فارغا...رفعت رأسي وجلت بنظري حول الغرفة فلم أجد له أي أثر...نهضت من فراشي وبحثت في باقي الغرف ولم أجده ولكن لم أعطِ الأمر أهمية بل وقفت عند النافذة أنظر للخارج وأفكر -آنجل(تفكر) :ترى...هل يمكنني اكتشاف قوتي الآن؟ لماذا لا يمكنني ذلك؟ أنا أبذل قصارى جهدي...بالتأكيد هناك سر ما...لكن ما هو؟
هذه المرة استرخيت قدر الإمكان وتنهدت مرارا وتكرارا للدرجة التي تجعل جسدي يغوص في الراحة التامة...بعدها فكرت في أي شيء له علاقة بالعالم الآخر
فتحت عيناي ببطء فوجدت إضاءة الغرفة قد تغيرت نوعا ما والجو مائل للضبابي كما لو أنني انتقلت من العالم الذي أعيش فيه لعالم جديد...نظرت في زاوية الغرفة فوجدت ظلا غريبا بعيون حمراء مخيفة وأجنحة يحدق بي ففزعت وغطيت رأسي بيداي وانخفضت أرضا
بعد ثوانٍ سمعت صوت جيمين وهو يحاول إبعاد يداي ورفع رأسي فعانقته بشدة وأنا مرعوبة -جيمين:ماذا هناك!؟ -آنجل(بخوف) :ل ل لا شيء...أنا...فقط...لا تتركني...لماذا...تركتني وحيدة؟ -جيمين:خرجت لأتمشى قليلا فوجدتك هكذا! ما القصة؟ -آنجل(بخوف) :لا شيء...لا شيء -جيمين:لنذهب للنوم
تلك الليلة مرت علي كالكابوس...استطعت من خلالها أخيرا أن أرى العالم الآخر ولو لبضع ثوانٍ...لم يكن عالما مخيفا كما ظننت بل كان هو نفسه عالمنا بطريقة مختلفة...الشيء الذي أرعبني هو الكائن ذو العيون الحمراء...إنه هو بالفعل...إنه هنا من حولي وفي كل مكان حتى كوابيسي...لكن ما الذي يريده مني ولماذا يواصل التربص بي؟
في صباح اليوم التالي ذهب جين لمنزلي ليبحث عني وفتحت له فلورا الباب -جين:صباح الخير -فلورا:صباح النور -جين:هل آنجل بالبيت؟ أريد مكالمتها -فلورا:لا...إنها في رحلة -جين:رحلة! لم تخبرني عنها -فلورا(بانزعاج) :احم احم...رحلة مع حبيبها -جين:حبيبها!؟ -فلورا:ألا تعلم بذلك؟ -جين:بلى أعلم أن لديها حبيبا -فلورا:إذًا لماذا تفاجأت؟ -جين:لا يهم...إلى أين ذهبا؟ -فلورا:لا أعلم -جين:ألم تخبرك بالأمر تحسبا للطوارئ؟ -فلورا(بهمس) :لو كانت تهتم لي أصلا لسمعت كلامي ولم تذهب معه -جين:عفوا! -فلورا:ههههه لا شيء...هي فقط لا تحب إخبار أحد عن الأماكن التي تذهب إليها -جين:فهمت
أغلقت فلورا الباب ومشى جين بضع خطوات نحو سيارته ثم توقف -جين(يفكر) :حبيبها هذا غريب الأطوار! لماذا لم أقابله ولا مرة مع أنني ألتقي بآنجل كثيرا؟ حتى أنه لا يشعر بالفضول ويظهر ليسألني لماذا أتقرب من حبيبته!
اتصل جين بي على الهاتف وفي ذلك الوقت كنت قد تركت هاتفي في الفندق وخرجت مع جيمين لنجلس بجانب البحيرة فلم أسمعه
بينما نحن هناك رأينا سيارة شرطة تمر بالجوار وتجمعا للناس -آنجل:ماذا هناك؟ -جيمين:ربما لدى أحدهم مشكلة -آنجل:لنذهب ونرى -جيمين:ونحن ما همنا بهم؟ ألم نأتي لنستمتع؟ -آنجل:بلى...ولكن لعل أمرا خطيرا قد حصل -جيمين:أيًا يكن ستتولاه الشرطة بنفسها
نظرت نحو حشد الناس المجتمعين محاولة معرفة أي شيء عنهم إلى أن تكلم رجل كان يجلس بجانبي -الرجل:موظف الحمام تم قتله في ظروف غريبة -آنجل(بخوف) :قتل! -الرجل:أظن أن كوريا لم تعد آمنة بعد الآن...الجرائم تزيد فيها بشكل ملحوظ -آنجل(بخوف) :من يمكن أن يكون قتله؟ -الرجل:لا أعلم -آنجل(بخوف) :غريب! هذه الأيام أينما أحل تحل معي المشاكل -جيمين:لا ذنب لك ملاكي...هناك أشخاص سيؤون يستحقون الموت -آنجل(بانزعاج) :لا تقل ذلك...لا أحد يستحق الموت أبدا مهما كان سيئا
نهضت من كرسيي منزعجة وذهبت نحو المكان الذي رأيت فيه حشد الناس فوجدتهم يقومون بحمل الجثة نحو سيارة الإسعاف وانصدمت من أنه نفس الرجل الذي حاول التحرش بي البارحة وجعلني حزينة...بينما أقف وأراقب بوجه مصدوم جاء جيمين ووضع يده على كتفي وهمس بأذني بهدوء ليوسوس لي -جيمين(بهمس) :رأيتِ؟ إنه يستحق ذلك...هذه هي نهاية المتحرشين دائما...لا تشفقي عليه فهو ليس أهلا للشفقة من الأساس
دخلت وسوساته أذني وغسلت دماغي فجعلتني أتقبل أي شيء يقوله...طريقته في الكلام ليس من السهل تجاهلها...إنه يخدرني ويحركني كما يريد بكلامه
عدنا مجددا لنجلس بجانب البحيرة أنا وجيمين إلى أن مد يده لي وطلب مني اللحاق به...ذهبت دون تردد لأنني مغسولة الدماغ وأخذني للجانب الآخر من البحيرة حيث كان الجميع يركبون القوارب -جيمين:لنجرب أحد القوارب -آنجل:ههههه هل تجيد السباحة في حال غرق بنا؟ -جيمين:لا...هههههه ما هذا التفكير؟! لماذا تفكرين بمأساوية -آنجل:ممممممم لأنني غبية -جيمين:ملاكي ليست غبية ولن تكون كذلك -آنجل(بخجل) :كفى -جيمين:هيا بنا
ركب القارب أولا ثم مد يده لي لألحق به وجلس كل منا بجهة...بدأ بالتجديف وأخذني لوسط الماء فجلسنا هناك ننظر للمكان من حولنا ومرة على أخرى نسترق النظرات لبعضنا
استمر الأمر هكذا لللحظة التي شعرت فيها بالاسترخاء الشديد وأغمضت عيناي وأحنيت رأسي للخلف وتنهدت بقوة...بعدها نظرت للجهة اليمنى للبحيرة فرأيت كائنات غريبة تجلس من بعيد وتراقبني...كان شكلها جميلا ولديها أجنحة وعيون لامعة...كان عددها حوالي 6 أو 7...أدركت حينها أننا نحن كبشر نعيش وسط المخلوقات الغريبة لكننا لا نراها...بعدها أنزلت رأسي وأغمضت عيناي دون أن ألتفت نحو جيمين نهائيا -جيمين:آنجل!
لم أرد
-جيمين:ملاكي...أنتِ بخير؟
رفعت رأسي نحوه فتوقفت عن رؤية تلك الكائنات المخيفة -جيمين:ما الأمر؟! -آنجل(بتوتر) :لا شيء...لنعد لليابسة -جيمين:بدأنا الرحلة للتو -آنجل(بتوتر) :لا أهتم...لنعد لليابسة...هذا المكان غير مريح
الآن أصبح الأمر واضحا أكثر...تمكنت من التحكم بالقوى التي عندي...أستطيع رؤية المخلوقات الغريبة للحظات وهذا أمر مرعب بحق...لا أصدق أنني الوحيدة بين ملايين النساء في العالم اللواتي تملكن هذه القدرة الغريبة...أنا لا أريدها...أريد حياة طبيعية...لماذا كان علي أن أعرف بشأنها لماذا؟!
انتهت رحلتنا في ذلك المكان وعدنا للبيت...وكالعادة بدأت بالدراسة لأعوض الأيام التي خسرتها وضيعتها
رن جرس الباب فذهبت لأفتح ووجدته جين -آنجل:تفضل -جين:أريد الكلام معك بسرعة ولن يستغرق الأمر وقتا طويلا -آنجل:لا مشكلة...ادخل -جين:أنا أعرف بشأن كونك فتاة زُهرية -آنجل:حقا؟! -جين:أعرف أيضا أنك تواجهين مشاكل في اكتشاف قواك -آنجل:من أخبرك؟ -جين:أمي -آنجل:لا يهم...من سيستفيد من هذه القوة على كل حال -جين:قوتك لها فوائد كثيرة...أنتِ فقط لا تريدين استخدامها في المكان المناسب -آنجل:يا رجل دعني منها...لسنا في برنامج كرتون...هذه حياتي وعلي المحافظة عليها -جين:إن كنتِ قلقة بشأن إيذاء المخلوقات الأخرى لك فلا تخافي...هم لن يتمكنوا من ذلك -آنجل:وما أدراك؟ -جين:الإنسان الزُهري هو شخص بإمكانه التحكم في كائنات العالم الآخر والتواصل معهم والكلام معهم لذا لا تقلقي -آنجل:ما أزال قلقة -جين:إن أردتِ فسأساعدك على التحكم بقوتك...فقط وافقي -آنجل:لا أريد...حقا لا أريد هذه القوة...هلَّا تفهمت الأمر؟ -جين:أعلم أنك لم تتقبلي حقيقة كونك زُهرية بعد لذا تفعلين ما تفعلينه...دعيني أبقى بجانبك وسأعلمك كل شيء -آنجل(بحدة) :بل لأن لدي حبيب -جين:أعلم -آنجل:إن تركتك تبقى بجانبي فقد ينزعج مني...لقد قال لي مرارا وتكرارا أن أبتعد عنك -جين:إذًا فقد رآنا معا؟ -آنجل:نعم...ذلك اليوم في مدينة الملاهي لقد كنت برفقته -جين:لماذا هو رآني بينما أنا لم أره؟ -آنجل:وقتها ذهب ليحضر لنا الطعام -جين(بشك) :إن كان يغار حقا فلماذا لم يأتِ ويكلمني وجها لوجه ويطلب مني الابتعاد عنك؟ -آنجل(باستغراب) :ما مناسبة هذه الأسئلة؟ -جين:ههههه لا أعلم...لقد صرت فضوليا بسببك -آنجل:فضولك فريد من نوعه -جين:المهم...سلمي لي عليه -آنجل:لن أفعل...أتريد أن يتركني؟ -جين:ههههه ليته يفعل -آنجل(بتجهم) :ليس وقت نكتك السخيفة -جين:لقد قلت ما لدي...إن غيرتِ رأيك فاتصلي بي -آنجل:حسنا
جلس جيمين في غرفته في الفندق وتابعاه تاي وهوسوك ينظران نحوه بفضول لأنه استدعاهما -جيمين:هناك حقير يتربص بملاكي -تاي:من؟ -جين:اسمه جين وهو محصن ضد الشياطين والكائنات الغريبة لذا لا يمكنني الوصول له -تاي:ما المطلوب منا؟ -جيمين:راقباه جيدا وإن أتيحت لكما الفرصة فاقتلاه -هوسوك:القتل مجددا! -جيمين:ماذا أيها الجبان؟ -هوسوك(بتوتر) :لا شيء...أنا فقط متوتر منذ آخر مرة حاولت قتل فلورا فيها -جيمين:جبان...إن لم تعش بأخلاق شيطان فسيقضى عليك في هذه الحياة -تاي:وماذا لو لم نتمكن من قتل ذلك المدعو جين؟ -جيمين:ههههههههه ولماذا قد لا تستطيعان؟ -تاي:ربما لن تتاح لنا الفرصة -جيمين:حينها سأتدخل بنفسي وأساعدكما -تاي وهوسوك:حاضر سيدي
نظر جيمين للساعة الرملية التي بجانبه فلاحظ أنها انتصفت -جيمين:أسبوعان...فقط أسبوعان وتنتهي هذه المهزلة
• برأيكم : هل سيقتل تاي وهوسوك جين؟ وهل ستتمكن آنجل من استخدام قواها بطريقة صحيحة؟
عدل سابقا من قبل بثينة علي في الخميس يناير 18, 2024 5:59 pm عدل 2 مرات
بثينة علي يعجبه هذا الموضوع
بثينة علي Admin
المساهمات : 1314 تاريخ التسجيل : 27/05/2021 العمر : 27
جلست أفكر وأفكر حول موضوع قواي التي من الصعب التحكم بها مؤخرا...أصبحت قلقة لدرجة لا يمكنني الاحتمال لذلك اتصلت بجين بسرعة -جين:ألو -آنجل:موافقة -جين:على ماذا؟ -آنجل:ساعدني لأتحكم بقواي -جين:هل حقا غيرتِ رأيك بهذه السرعة؟ -آنجل:بلى...أريد اكتشاف هذه القوة حتى لو كانت ستسبب لي مشاكل في المستقبل -جين:لنلتقي ونتفاهم
في ذلك الوقت خرجت فلورا مع هوسوك في جولة حول المدينة وحينما وصلا لدورة المياه توقف هوسوك -هوسوك:لن أتأخر -فلورا:حسنا -هوسوك:أمسكي حقيبتي لو سمحتِ -فلورا:حسنا
أمسكت حقيبته بينما دخل لدورة المياه وغاب عن نظرها...حينها أخذتها وركضت بعيدا ومعها كل أغراضه
خرج هوسوك فوجدها غير موجودة فشعر بالتعجب...فكر في أنها قد تكون ذهبت لمكان ما وستعود لذا بقي ينتظرها
عادت فلورا للبيت وفتحت الحقيبة وأفرغت كل الأشياء التي بها فوجدت بعض الكتب وهاتفه وأوراقه الخاصة ومحفظة المال
أخذت أولا أوراقه الخاصة وسجلت عنه كل المعلومات التي وجدتها حتى عنوان منزله وتاريخ ميلاده ثم فتحت محفظة ماله فوجدت بها صورة له مع فتاة أخرى تشبهها كثيرا -فلورا(باستغراب) :هذه! هل هي نفسها حبيبته الميتة التي قال إنني أذكره بها! واااو! إنها حقا تشبهني...لكن ما علاقة آنجل بكل ما يحدث؟
واصلت تفتيش الأغراض إلى أن وصلت للهاتف ولسوء حظها كان عليه رقم سري يمنع المتطفلين من فتحه -فلورا(بإحباط) :ماذا يمكن أن يكون؟ تاريخ ميلاده؟
أدخلت تاريخ ميلاده فلم يفتح -فلورا:ربما اسمه بالأرقام
أدخلت اسمه بالأرقام أيضا ولكنه لم يفتح -فلورا:للأسف...يبدو أن ما معي من معلومات ليس كافيا
وضعت الهاتف بإحباط إلى أن سمعته يرن وكان المتصل هو تاي -فلورا(تفكر) :ربما إن رددت دون كلام فسأعرف ولو سرا صغيرا؟ لا أعلم...أخاف أن لا ينجح الأمر
ردت على المكالمة وظلت ملتزمة الصمت وكان تاي يتكلم بصوت منخفض -تاي:يا فتى...إنه مع آنجل الآن...أعتقد أنهما ذاهبان لمكان ما...سألحق بهما بسيارتي
لم ترد
-تاي:ألو! هل تسمعني؟
لم ترد
-تاي:هوسوك!
أغلقت الخط ووضعت يدها على فمها من الصدمة -فلورا(تفكر) :إذًا الأمر أنهما يراقبان آنجل حقا! ما الذي يريدانه منها؟ ومن كان ذلك الشخص الذي قالا أنه معها؟ أظنه مستهدفا هو أيضا...علي التصرف
حملت هاتفها واتصلت بي على وجه السرعة وهي تكاد تموت من القلق...في ذلك الوقت التقيت بجين وذهبنا نحو منطقة غابية معزولة وعندما وردني اتصالها رددت -آنجل:ألو -فلورا(بقلق) :أين أنتِ؟ -آنجل:خرجت مع جين...لماذا؟ -فلورا(بقلق) :آنجل كوني حذرة فهناك من يراقبك -آنجل:ها!؟ -فلورا(بقلق) :أقسم لك هذه المرة أنني وجدت دليلا...هوسوك وتاي يراقبانك لذا حاولي أن تأخذي حذرك -آنجل:ما الذي تتكلمين عنه! -فلورا(بقلق) :توقفي...أنتِ تأخذين نفسك للهلاك...جيمين يريد شيئا ما منك هو وتاي وهوسوك وقد تكون حياتك في خطر -آنجل:فلورا اهدئي -فلورا(بقلق) :لا يمكنني أن أهدأ...أخاف أن تتأذي بسبب انجرافك وراء الحب ولا أجد طريقة لمساعدتك -آنجل:فلورااا -فلورا(بقلق) :أنتِ غبية وإلا كنتِ لتلاحظي كل ما يحصل من حولك -آنجل:سنتكلم حين أعود للمنزل -فلورا(بقلق) :وماذا لو لم تعودي؟ ماذا لو كانت هذه آخر مرة أكلمك فيها؟ -آنجل:هوني عليك...أنا مع جين ولن يحصل أي شيء لي -فلورا:أيمكنني مكالمته؟ -آنجل:طبعا
أعطيت جين الخط ليكلمها وكان مستغربا مثلي تماما -فلورا:ألو سيد جين -جين:نعم؟ -فلورا:أرجوك اعتني بآنجل وأعدها للبيت بخير -جين:لا توصي حريصا -فلورا:هذا كل شيء...أردت فقط أن أطمئن بأنها في أيدٍ أمينة -جين:هي كذلك -فلورا:حسنا...أراكما لاحقا -جين:مع السلامة
أغلقت فلورا الخط ووضعت كلتا كفي يديها على وجهها لتمنع مشاعرها من التدافع وعينيها من ذرف الدموع...لم تكمل تهدئة نفسها إلى أن سمعت صوت جرس الباب فذهبت لتفتحه وكان هوسوك هو القادم وحين رأته تراجعت للخلف وقطبت حاجبيها -هوسوك:أنتِ هنا وأنا أبحث عنك! -فلورا:ادخل
دخل وجلس على الأريكة بينما ترمقه بنظرات الحقد والغضب ثم أحضرت حقيبته ورمتها عليه -فلورا(بحدة) :ما الذي تخططون له أنتم الثلاثة؟ لماذا تتجسسون على آنجل؟ -هوسوك:نتجسس! من قال؟ -فلورا(بحدة) :لقد رددت على مكالمة صديقك تاي وعرفت كل شيء -هوسوك:عيب عليك -فلورا(بحدة) :العيب الكبير هو ما تقومان به -هوسوك:قلت لك لم نقم بأي شيء -فلورا(بحدة) :انتهى وقت التمثيل...ألاعيبكم صارت مكشوفة -هوسوك:فلورا توقفي
تقدمت منه وشدته من ياقة قميصه وهي تكاد تبكي -فلورا(بحدة) :اتركوها وشأنها...هي لم تؤذكم بشيء...أيها الحقراء...إنها طيبة معكم جميعا ودائما تتحدث عنكم بالخير...فقط دعوها وشأنها
لم تكمل كلامها حتى صارت تبكي بصوت عالٍ وانهالت الدموع من عينيها بغزارة...بعدها أفلتت قميصه ووقفت في وسط الغرفة محدقة بوجهه البارد الذي لا يبدِ أي ردة فعل -فلورا(ببكاء) :أقسم إن حصل لها شيء بسببك فلن أسامحك طوال حياتي...خذ قمامتك وغادر...لا أريد رؤية وجهك المنافق السافل مرة أخرى
صمت للحظات ثم حمل حقيبته وغادر وتركها تبكي بشدة...ركب سيارته وعاد نحو الفندق لكنه طوال الطريق يفكر بموضوعها -هوسوك(يفكر) :هي لن تنسى الموضوع مطلقا...بل ستوقعني في مشاكل مع جيمين...إن أخبرته أنها كشفتنا فسيقتلها بدم بارد...لا أريدها أن تموت...لكن إن تأذت آنجل أيضا فهي لن تسامحني ولن تسكت...علي حسم أمري...إما أن أخسر أهدافي وحياتي وإما أن أخسر آنجل وفلورا
ذهبت أنا وجين إلى مكان شبه فارغ ويمكن أن نسميه تقريبا بالمهجور -آنجل:لماذا أتينا إلى هنا بالضبط؟ -جين:لسببين -آنجل:ما هما؟ -جين:أولا...لأنه مكان هادئ ويساعد على الاسترخاء وكلما استرخيتِ أكثر كلما سهلت عليك عملية التواصل مع العالم الآخر -آنجل:وثانيا؟ -جين:ثانيا...لأن الأماكن الفارغة تكون عادة مليئة بالكائنات الغريبة -آنجل:إذًا...إن تمكنت من التواصل مع كائنات العالم الآخر فعليا فسأجد جيشا منهم يحيط بي وأصاب بسكتة قلبية وأموت وأرتاح من هذه القصص الغريبة؟ -جين:هههههه لماذا تكرهين حياتك لتلك الدرجة؟ -آنجل:أكره فقط كوني فتاة زُهرية...في السابق قبل أن أعرف كانت الحياة جميلة وهادئة...أما الآن فكلها رعب وجنون -جين:ستعتادين على الأمر -آنجل:هذا فقط إن لم أمت بسكتة قلبية -جين:ههههه كفى مزاحا...لنبدأ عملنا -آنجل:هيا -جين:أولا حاولي الاسترخاء كما فعلتِ سابقا وانسي كل ما حولك وفكري فقط في العالم الآخر
فعلت كما طلب مني وبقيت مركزة بشدة وأرخيت جسدي ثم فتحت عيناي ببطء...حين نظرت اكتشفت أنني تمكنت من فعلها وتحولت إضاءة العالم إلى خافتة...وعندما التفتت لجين رأيت نورا غريبا يشع حوله كما لو أنه إنسان مختلف عن بقية البشر وهذا ما جعلني أفقد تركيزي وأعود لعالمي الطبيعي -جين:ماذا؟ -آنجل:ما ذلك النور الغريب الذي يحيط بك؟ هل أنت بشري أصلا؟ -جين:طبعا بشري وماذا ظننتِ؟ -آنجل:هالتك مختلفة عن البقية...هل لأنك تجيد السحر؟ -جين:لا...بل لأنني محمي ضد الكائنات الشريرة -آنجل:كيف ذلك؟ -جين:عادة السحرة يقومون بتعويذات على أنفسهم لأنهم معرضون لِمس الشياطين بنسبة 99% -آنجل:واااو! نسبة كبيرة -جين:ماذا رأيتِ أيضا؟ -آنجل:لا شيء آخر -جين:حاولي مجددا...وهذه المرة ابقي هناك وقتا أطول
طبقت نفس الخطوات التي قمت بها أول مرة وفتحت عينيَّ ببطء فرأيت نفسي في ذلك العالم مجددا...ألقيت نظرة من حولي فوجدت مجموعة من الشياطين والجن تحيط بي...كانت أشكالهم جميلة وأطوال أجنحتهم متفاوتة...لكن ما أرعبني أن بعضا منهم يمتلكون عيونا حمراء بلون الدم
ابتلعت ريقي وتقدمت بخطوات مرتجفة نحو أقرب واحد فيهم محاولة التواصل معه -آنجل:احم احم مرحبا يا سيد...شيطان أو جني أو لا أعلم ما أنت
نظر نحوي ذلك الكائن فقفز قلبي رعبا وحاولت التشجع -الشيطان:أنا شيطان -آنجل:واااو! أنت فعلا تتكلم مثلي -الشيطان:هل يعتبر هذا إنجازا؟ -آنجل:وأيضا لديك لسان حاذق! -الشيطان:أيًا يكن...ماذا تريدين أيتها الزُهرية؟ -آنجل(بتوتر) :لا شيء...لا أعلم...أعني فقط أردت تجربة الكلام مع كائن غريب -الشيطان:أتحتاجين المساعدة بشيء؟ -آنجل:لا أبدا...سلمت يداك
في لمح البصر اختفى من المكان ولم يعد له أي أثر فبقيت أمسك قلبي من الصدمة لأنني أخيرا تمكنت من التقدم خطوة في هذا الأمر
كان جين بالقرب مني يراقب ما يحدث ويكاد ينفجر من الضحك لأنه يرى فتاة تكلم الهواء -جين(يفكر) :بالنسبة لي أنا أعرف ما الذي تكلمه...لكن إن رآها شخص غريب هكذا فسيظنها مجنونة ههههههه
نظرت من حولي مجددا فوجدت مخلوقا آخر يجلس على الشجرة وقد بدا لي ودودا فتقدمت منه -آنجل:مرحبا -الشيطان:مرحبا -آنجل:هل يمكنني مكالمتك إن لم تمانع؟ -الشيطان:ليس لدي وقت للثرثرة مع البشر -آنجل:تبدو غير ودود -الشيطان:لست أبدو غير ودود بل أنا بالفعل غير ودود -آنجل:هل أزعجتك؟
استقام من فوق الشجرة وبلمح البصر اتجه نحوي وأصدر صراخا مدويا ثقب أذني فتراجعت للخلف مرعوبة...لكن لحسن الحظ اقترب مني جين وأمسكني قبل أن أسقط للخلف فعدت لعالم البشر -جين(بقلق) :أنتِ بخير؟ -آنجل(بخوف) :مرعب...مرعب -جين:ما الذي حصل؟ -آنجل(بخوف) :لا شيء...لنتوقف هنا أرجوك...تدربت بما يكفي -جين:لنعد للمنزل
بينما يحصل كل ذلك كان تاي بالقرب منا يتجسس علينا وعرف بشأن تمكني من التكلم مع مخلوقات العالم الآخر -تاي(يفكر) :إذًا هذا يعني أنها تستطيع اكتشاف حقيقة جيمين ببساطة...وإن عرفت فستتهرب منه وتفشل خطته وبهذا ستلغى الخطة ويتم تحريرنا من العقد ولن يتأذى أحد...رائع...وأخيرا لن أشعر بالذنب تجاهها أو تجاه نفسي
اجتمع كل من جيمين وتاي وهوسوك في الفندق ليخبراه بآخر المستجدات حول الخطة -جيمين:ما الجديد؟ -هوسوك(بتوتر) :آه...لا شيء سيدي...لم نتوصل لأي أمر مهم قد يساعدنا -جيمين:ماذا عن ذلك الحقير؟ -تاي(بتوتر) :هو فقط يتجول بالجوار...وللآن لم يلتقي بآنجل -جيمين(باستغراب) :حقا لم يفعل! -تاي(بتوتر) :نعم -جيمين:متأكد؟ -تاي(بتوتر) :كل التأكد -هوسوك(بتوتر) :معه حق...أنا أيضا كنت أراقب ولم يحصل شيء -جيمين:ماذا بشأن الفضولية فلورا؟ -هوسوك(بتوتر) :آه...تلك...إنها حاليا بعيدة عن خطتنا فلا تقلق سيدي -جيمين:جيد...لم يبقَ الكثير...فقط أسبوعان
أوصلني جين للمنزل وحين دخلت عانقتني فلورا بحرارة -آنجل:ماذا حصل؟ -فلورا(بسعادة) :ظننت أنني لن أراكِ مجددا -آنجل:ههههه وكأنني كنت في حرب -فلورا:إنها أسوأ من الحرب...الفرق بينهما أن الحرب عدوها واضح أما في حالتك فهو ثعلب في جلد أرنب -آنجل:ما القصة؟ -فلورا:كما أخبرتك...تاي وهوسوك يتجسسان عليك -آنجل:ولماذا قد يفعلان ذلك؟ -فلورا:لا أعلم...لكن نيتهما سيئة هما وجيمين -آنجل:لا أرى لهم مصلحة مما يفعلونه -فلورا:وما أدراك؟ -آنجل:لأنني بحد ذاتي لست مستفيدة من نفسي فكيف سيستفيد الناس؟ -فلورا:متى ستتوقفين عن قول هذا الكلام وتفتحين عينيك للواقع؟ -آنجل:أوووف عدنا لتلك القصة
أمسكت بي من كتفاي الاثنين ووقفت بوجهي بكل جدية -فلورا:أحقا لا تلاحظين أمورا غريبة حين تكونين مع جيمين؟ أي شيء؟ -آنجل:لا أبدا -فلورا:متأكدة؟ -آنجل:ما الذي قد ألاحظه؟ -فلورا:لا أعلم...أي شيء قد يساعدني على فهم ما يريده منك -آنجل:لا
تركت كتفاي ثم سارت نحو سريرها واستلقت عليه بإحباط -فلورا:تبا له -آنجل:هل... -فلورا(تقاطعها) :لاااا لست أغار من علاقتكما -آنجل:لم أكن سأسأل عن هذا -فلورا:ماذا إذًا؟ -آنجل:هل تخرجين مع هوسوك مؤخرا؟ -فلورا:أففففف نعم...كنا نخرج...لكن الآن طلبت منه أن لا يريني وجهه الحقير مجددا -آنجل:لماذا؟ -فلورا:لنفس السبب الذي أقوله لك مرارا وتكرارا -آنجل:أظنك متأثرة بانطباعك الأول تجاه جيمين -فلورا:لاااا -آنجل:صدقيني إن تعرفتِ عليه عن قرب فستغيرين رأيك -فلورا(بتقزز) :لا لا لا...هذا ما كان ينقصني
قاطعنا صوت هاتف فلورا وهو يرن فحملته وردت على المكالمة -فلورا:نعم أمي؟
تركتها تتكلم براحتها في الغرفة ثم توجهت نحو المطبخ لأحضر شيئا آكله...بعدها بلحظات رأيتها تخرج وتجمع بعضا من أغراضها المهمة كملابسها وحاسوبها وكتبها -آنجل:ماذا هناك؟ -فلورا:تعرضت أمي لكسر في ساقها وعلي الذهاب للمنزل للاعتناء بها -آنجل:هذا مؤسف -فلورا:سأعود حالما تشفى -آنجل:لا بأس...خذي وقتك فوالدتك أهم -فلورا(بتجهم) :اسمعي...لا أريد تكرار الكلام مليون مرة...كوني حذرة في تعاملك مع جيمين ولا تذهبا لأماكن فارغة وحدكما
كلامها لا يهمني فهي دائما تكرر نفس القصة لكنني حاولت مجاراتها هذه المرة فقط حتى تذهب لبيت أهلها مرتاحة -آنجل:حاضرة -فلورا(بتجهم) :إن عدت ووجدتك خالفتي أوامري فسأقتلك -آنجل:ههههه لن أفعل -فلورا:سلام...اهتمي بنفسك -آنجل:وأنتِ أيضا
بعد أن غادرت ذهبت وارتديت معطفي وتوجهت نحو الفندق لأكلم جيمين وأفهم ما الذي يجري هنا...دخلت غرفته بعد أن فتح لي الباب ورمقته بنظرة باردة ليس لها أي تفسير -آنجل:أحتاج بعض الشرح -جيمين:شرح لِمَ؟ -آنجل:هل حقا تتجسس علي؟
بالكاد ابتسم ثم توجه نحو زجاجة الشراب الموضوعة على الطاولة وسكب كأسا له -جيمين:تريدين؟ -آنجل:لا
بعدها جلس على الأريكة ممسكا بالكأس وهو ينظر لي بثقة كأنني لم أطرح عليه السؤال من الأساس -آنجل:إنني أكلمك -جيمين:نعم؟ هل قلتِ شيئا؟ -آنجل:سألتك إن كنت حقا أرسلت تاي وهوسوك ليتجسسا علي؟ -جيمين(بابتسامة) :ولماذا قد أفعل ذلك؟ -آنجل:وأنا ما أدراني؟ -جيمين:لا لم أفعل -آنجل:فلورا ما تزال مصرة على أنك شخص سيء وهذه المرة تقول أن معها الدليل -جيمين(بسخرية) :هههه فلتحضره إذًا...ماذا تنتظر؟
استقام وسار بخطوات بطيئة إلى أن وقف خلفي ووضع فمه على أذني وهمس بوسوساته الخبيثة المعتادة -جيمين(بهمس) :ملاكي...لماذا تواصلين السماح لها بملء رأسك بالتفاهات؟ إنها غيورة وحاقدة وتريد تفريقنا بكل الطرق...انسي ثرثرتها وثقي بشيطانك فهو الوحيد الذي لن يضرك مهما ضرك الجميع -آنجل(بشرود) :صحيح...إنها تكذب...إنها تغار من علاقتنا -جيمين(بهمس) :رأيتِ؟ فقط تجاهلي ثرثرتها وستكون الأمور بخير -آنجل(بشرود) :سأتجاهلها
مر ذلك الأسبوع بسلام ولم يحصل فيه أي شيء مهم...كنت أنا وجيمين نلتقي بشكل طبيعي ونسيت موضوع تحذيرات فلورا نهائيا...إضافة إلى أنها في بيت أهلها مؤخرا لتعتني بأمها المريضة وأنا أعيش وحدي ويمكنني فعل ما أريد دون أن أن أقلق من ثرثرتها المتواصلة حول موضوع جيمين
وصلت الامتحانات الجامعية وأنا غير مستعدة لها بالمرة...أعني أن أي شخص بظروفي لن يتمكن أبدا من التركيز على الدراسة
حاولت تنظيم وقتي وأخذت إجازة عن العمل وأهم شيء أنني قررت أن أتوقف عن مقابلة جيمين وتضييع الوقت حتى تمر الامتحانات ثم نلتقي مجددا
ذهبت نحو الفندق حيث كان ينتظرني وبطبيعة الحال كنت حزينة لكنني مجبرة...أما هو فارتسمت على وجهه تلك الابتسامة الجميلة المعهودة -جيمين:اشتقت لك -آنجل(بخجل) :أنا أيضا -جيمين:لنخرج معا...ما رأيك؟ -آنجل:بخصوص ذلك...علي التكلم معك -جيمين:خيرا؟ -آنجل:الامتحانات قريبة وعلي أن أدرس...يكفيني كل الوقت الذي ضيعته -جيمين:إذًا فأنتِ تقولين أن الوقت الذي نقضيه معا يعتبر ضائعا -آنجل:لاااا ليس كذلك...لكن عليك تفهمي -جيمين:لا بأس...دراستك أولى...ماذا عن العمل؟ -آنجل:فكرت أن آخذ إجازة -جيمين:فهمت -آنجل:أنت لست غاضبا مني صحيح؟ جيمين(بابتسامة) :أبدا...هذا حقك...دراستك أولى أما أنا فلن أهرب بعيدا -آنجل:سنلتقي لكن ليس كثيرا -جيمين:طبعا -آنجل:سأعود للمنزل الآن -جيمين:أعطني عناق
عانقته بسطحية ثم نظرت لوجهه الجميل وتوجهت نحو الباب لأغادر...كلما خطوت خطوة شعرت أنها آخر مرة أراه فيها ولكن لماذا أشعر بذلك؟ لقد تعلقت به بجنون لدرجة أنني إن لم أكلمه كل يوم أشعر بالفراغ...هذه المشاعر ليست مجرد إعجاب أو حب يُمحى مع الزمن...أظن أنها عشق...نعم لقد عشقته بشدة وسأعاني الكثير بسبب غيابي عنه
وصلنا إلى باب الغرفة وحان وقت وداعنا...وقفت مقابلة له ونظرت لعينيه بحزن ولكن يبدو أنني أشتاق له قبل أن نفترق حتى...أتساءل كم من المؤلم لو أننا انفصلنا بالفعل وكيف سأعيش دقيقة بدون رؤية وجهه الساحر -جيمين(بابتسامة) :اهتمي بنفسك ملاكي...أحبك
كان سيغلق الباب ويدخل لكنني أوقفته وقبلته على شفتيه لفترة طويلة ولم يلبث إلى أن بادلني القبلة وعانقني بكلا ذراعيه -آنجل(بحزن) :سأشتاق إليك كثيرا -جيمين:لا تتكلمي كما لو أننا لن نرى بعضنا ثانية...نحن سنلتقي بعد أسبوع لمشاهدة ظاهرة القمر الدموي صحيح؟ -آنجل:أوه حقا...لقد نسيتها -جيمين:هههه إذًا تجهزي -آنجل:بالطبع سأكون جاهزة
• برأيكم : هل ستكتشف آنجل حقيقة جيمين قبل أن يُضحي بها؟
عدل سابقا من قبل بثينة علي في الخميس يناير 18, 2024 6:00 pm عدل 2 مرات
بثينة علي يعجبه هذا الموضوع
بثينة علي Admin
المساهمات : 1314 تاريخ التسجيل : 27/05/2021 العمر : 27
في الفندق بقي هوسوك يطوف بالغرفة ذهابا وإيابا وهو يفكر إلى أن عاد تاي ونزع حذاءه ورمى نفسه على السرير -تاي:بِمَ تفكر؟ -هوسوك:بقي أسبوع واحد على ظاهرة القمر الدموي وحينها سنتحرر من العقد ونحصل على رغباتنا -تاي:لا أعلم ما رأيك بالموضوع يا صديقي لكنني قررت التراجع -هوسوك:أنت جاد؟ -تاي:طبعا -هوسوك:لكنك ستموت -تاي:فكرت في احتمال يمكنه حل هذه الورطة بأقل الخسائر -هوسوك:وما هو؟ -تاي:الآنسة آنجل تمكنت أخيرا من التحكم بقواها والتكلم مع الشياطين -هوسوك(بصدمة) :ماذا!؟ هذا يعني... -تاي:بلى...معناه أنها قد تستطيع اكتشاف حقيقة الشيطان جيمين وهدم خطته -هوسوك(بحزن) :هذا يعني أيضا بأننا لن نحصل على مطالبنا -تاي:عن أي مطالب تتحدث يا فتى؟ لم أعد أريد شيئا إذا كان على حساب إنسانة بريئة -هوسوك:أتعلم؟ لقد فكرت في نفس الشيء...لا يمكنني مواجهة فلورا مجددا إن حصل لآنجل مكروه -تاي:لهذا السبب علينا تمني أن تكتشف حقيقته وتتخرب الخطة -هوسوك:وماذا لو أخذها بالغصب حتى لو كانت تعرف حقيقته؟ تاي:ماذا!؟ -هوسوك:هو بالتأكيد لن يهتم لصراخها وترجيها وسيجرها للطقوس الشيطانية يوم اكتمال القمر الدموي -تاي(بإحباط) :مهلا! لم أفكر في هذا الاحتمال! -هوسوك:إذًا فلا فائدة من أحلامنا الواهية...أنجل ستتأذى لا محالة ولا يمكن لأحد منع جيمين
شعرا بالإحباط الشديد وصمتا لفترة بينما يحاولان إيجاد احتمال آخر قد يغير الموقف -تاي:مهلا! أنت تحب فلورا ولا تريدها أن تتأذى صحيح؟ -هوسوك:بلى -تاي:أي أن الشخص الذي يحب لا يمكنه إيذاء محبوبه مهما كانت الظروف -هوسوك:لماذا تتكلم كأنك لم تواجه شعور الحب في حياتك؟ -تاي(باعتيادية) :لأنني بالفعل لم أواجهه...لذا سأستفيد من خبرتك -هوسوك:ما القصة؟ اشرح لي فأنا لا أفهم شيئا -تاي:جاءتني فرضية جديدة...ماذا لو أن الشيطان جيمين قد أحب آنجل بالفعل؟ ألن يمنعه هذا من إيذائها؟
نظر له هوسوك لفترة بوجه متجهم ثم انفجر من الضحك -تاي:لماذا تضحك؟ -هوسوك:هههههه قال يحبها قال ههههه أنت مجنون ههههههه -تاي(بجدية) :صديقي...الموضوع لا يُضحك -هوسوك:هههههههه بلى ههههههه شيطان يحب بشرية ههههههههه إنه مضحك ههههههه -تاي:ممممم هو بالفعل مضحك ولكن...منذ أن بدأت هذه التجربة مع الشيطان صرت أفكر بأن أي شيء ممكن
توقف هوسوك عن الضحك ثم نظر لتاي بجدية وكأنه يوافقه الرأي -هوسوك:هذا احتمال ضعيف جدا...تقريبا بنسبة 1% -تاي:أليس غريبا كيف أنه يعاملها بلطف شديد وعاطفة رغم كونه مجرد شيطان -هوسوك:فعلا...يعاملها باهتمام زائد -تاي:رأيت؟ لست خبيرا بالحب لكن من خلال مراقبة الناس عرفت أنه يمكن تزييف المشاعر ولكن الاهتمام لا -هوسوك:معك حق! إنه فعلا مهتم بها كفتاة -تاي:إن حصل فعلا وقرر جيمين التراجع فهكذا ستحل القصة ولا حاجة لأن نؤذي آنجل أو نفعل أي شيء -هوسوك:أتمنى ذلك
ذهبت لزيارة سولجي لأطمئن على صحتها فهي ما تزال تتعالج في المستشفى...خاصة بعد ما حصل معها مؤخرا ورؤيتها للعيون الحمراء فقد شعرت بالفضول لمعرفة المزيد حول الموضوع فأنا أصدقها
دخلت الغرفة فوجدتها تجلس بجوار النافذة وتشاهد الناس الذاهبين والقادمين -آنجل:مرحبا -سولجي:آنجل! سررت بزيارتك -آنجل:ماذا تفعلين يا فتاة؟ عودي لفراشك وارتاحي فجراحك لم تُشفَ بعد -سولجي:أريد الخروج من هنا فقد مللت -آنجل:أعلم أن الوضع ممل لكن عودي للفراش هيا
اصطحبتها لسريرها وغطيتها ثم أمسكت بيدها -آنجل:لا أود الضغط عليك أو تذكيرك بما حصل ولكنني أشعر بالفضول حول الكائن ذو العيون الحمراء الذي رأيتِه
فجأة شعرت بيدها ترتجف وتغيرت ملامح وجهها للخوف -سولجي(بخوف) :ربما يعود -آنجل:لا لا لن يعود...لن أسمح له -سولجي(بخوف) :أنا لست مختلة عقليا...لقد رأيته بالفعل وحاول قتلي -آنجل:أصدقك -سولجي(بخوف) :أنا لم أخطئ بشيء ولكنه هاجمني...أخاف أن يعود مجددا ويفعلها -آنجل:إن أراد لمسك فليقتلني أولا -سولجي(بخوف) :لاااا لا تقولي ذلك...مخالبه حادة ومؤلمة...لا أريدك أن تجربيها -آنجل:أخبريني...أين رأيته بالضبط؟ -سولجي(بخوف) :كان بآخر الرواق ولكن لم يظهر منه سوى ظله بسبب الضوء المنعكس...بعدها هاجمني رغم أنني لم أفعل له أي شيء -آنجل:ربما هاجمك فقط لأنك رأيتِ حقيقته -سولجي(بخوف) :لا أعلم...حقا لا أعلم...مهما كنتُ أصرخ طالبة النجدة فلا أحد يرد علي -آنجل:حسنا لننسى الموضوع...اتفقنا؟ -سولجي(بخوف) :علي ذلك...لا أريد الكلام عنه مجددا
نمت تلك الليلة بعد أن أنهكني التعب وغرقت في نوم عميق...الأمور التي تحصل مؤخرا تجعل الإنسان يتعب نفسيا وجسديا...لا بل تسوقه للجنون
حلمت هذه المرة مجددا بالفتاة المربوطة في العمود وثلاث أشخاص ينظرون لها دون أن يساعدوها...أصبح ذلك الحلم يتكرر على مرآي في أوقات كثيرة وهذا ما جعلني أشعر بالريبة حوله...كيف فجأة اختفت الكوابيس والشياطين ذات العيون الحمراء وحل مكانها هذا الحلم الذي يتكرر ويتكرر دون أن أفهم المغزى منه
في اليوم التالي استيقظت ونظرت من حولي...نظرت للساعة فوجدتها السابعة صباحا...نهضت وتناولت فطوري واغتسلت وجلست أدرس للامتحانات
استغرقت وقتا طويلا في الدراسة إلى أن آلمني رأسي لكن هذه المرة على الأقل شعرت أنني بدأت أتعمق بالدروس وأفهمها
أخذت فترة راحة قصيرة وذهبت لأتناول غدائي...مر أسبوع منذ غادرت فلورا المنزل ولكنني لم أعتد بعد على غيابها...المكان ممل بدونها...عادة ما كانت تضيف جوا مرحا للمنزل أما الآن فكل شيء ممل
جلست على طاولة المطبخ بعد أن جهزت الطعام ثم أخذت أقضم من شطيرة اللحم التي أعددتها فتذكرت قدرتي الغريبة التي لا يمتلكها أحد...بما أنني تمكنت من التحكم بها نوعا ما فلماذا لا أستخدمها مرة أخرى وأحاول تعويد نفسي عليها...إنها أمر ولد معي وسيموت معي وتهربي هكذا لن يغير شيئا...وبدل تضييع الوقت عليَ تسخيرها جيدا والتحكم بها
جلست وارتخيت على الكرسي وأغمضت عيناي وفعلت كما كنت أفعل كل مرة...هذه المرة حين فتحت عيناي رأيت شيطانا يزحف في أعلى زاوية الغرفة...بدا لي شكله مرعبا وخاصة أنه يحدق بي -آنجل(بتوتر) :احم...مرحبا
في لمح البصر ركض بعيدا خارج المنزل وغادر ولأنني مجرد بشرية فلم أتمكن من اللحاق بسرعته المذهلة -آنجل:لماذا هرب!؟ لا بد من أنني أخفته...نعم بشرية تخيف شيطانا ههههههه هذا مضحك
تجولت في باقي المنزل محاولة إيجاد كائنات أخرى إلى أن وجدت كائنا مختلفا هذه المرة وكان جميلا ومنيرا وناعما بدرجة مبهجة للعين -آنجل:مرحبا -الجني:مرحبا سيدتي -آنجل:هل أنت شيطان؟ -الجني:لا...جني -آنجل:آااا لهذا شكلك مختلف -الجني:ليس شكلي فحسب بل حتى مواصفاتي -آنجل:أتعني أن الجن يختلفون عن الشياطين؟ -الجني:كثيرا -آنجل:أخبرني ما الفرق؟ -الجني:الشياطين كلهم أشرار...أما الجن فيهم الطيب وفيهم الشرير -آنجل:ماذا عنك؟ -الجني:لست شريرا لا تقلقي -آنجل:أوووو ارتحت الآن...لكن أخبرني ماذا تفعل في منزلي؟ -الجني:نحن الجن نتواجد في كل مكان...هذه حياتنا -آنجل:أيعني أنكم تراقبوننا وتعرفون كل أسرارنا التي لا يعرفها أي أحد؟ -الجني:طبعا -آنجل(بإحراج) :أوووه...معناه أنك تعرف... -الجني:نعم...أعرف أنك تستخدمين إصبعك للعق علبة الإيسكريم حين تنتهي -آنجل(بإحراج) :ههههه لم أقصد ذلك...هناك أسرار عني أخطر من ذلك -الجني:أعرفها كلها فأنا معك في البيت طوال الوقت -آنجل(بإحراج) :أنت لن تخبر أحدا صحيح -الجني:ومن سأخبر؟ لا أحد يستطيع رؤيتي غيرك -آنجل(بارتياح) :ههههه هكذا أحسن -الجني:هل من خدمة سيدتي؟ -آنجل:خدمة؟ آاااه لا أبدا -الجني:إن احتجتِ أي خدمة أو معلومة فيمكنك طلبها مني ومن باقي إخوتي الجن -آنجل(باستغراب) :ولماذا قد تنفذون طلباتي؟ -الجني:هذا عملنا...نحن الجن موضوعون لخدمة الإنسان الزُهري -آنجل:إذًا إن طلبت منك إحضار المثلجات لي الآن فستفعل؟ -الجني:ما هذا الطلب السخيف! -آنجل:ههههههه أردت فقط التجربة -الجني:حسنا
لم تمضِ ثوانٍ حتى وجدت صحن مثلجات كبير بكل النكهات موضوعا أمامي فانصدمت -آنجل:وااااو! إنك مثل مصباح علاء الدين السحري -الجني:لا تأكلي المثلجات في الشتاء وإلا ستمرضين -آنجل(بابتسامة) :لن أفعل...طلبتها فقط حتى أتأكد من صدق كلامك -الجني:اسمعي يا زُهرية...ليس كل الجن جيدين وليسو كلهم يلبون الطلبات بدون مقابل لذا احذري مِن مَن تطلبين -آنجل:فهمت...شكرا لك على تعليمي يا سيد...؟ -الجني:آريس -آنجل:تشرفت بمعرفتك آريس
في لمح البصر اختفى من المنزل وبقيت بمفردي أبتسم...إنها حقا تجربة رائعة جعلتني أشعر بأن كوني زُهرية ليس بالأمر المخيف والسيء...بل وشوقتني لمعرفة المزيد حول الموضوع
ذهب جين للفندق الذي أعمل فيه ووجد جيونغهوا تقف في الاستقبال -جيونغهوا:كيف أساعدك؟ -جين:أنتِ صديقة آنجل صحيح؟ -جيونغهوا:بلى...إن أتيت لرؤيتها فلن تجدها لأنها في إجازة -جين:لا...لا...لم آتِ لأجلها بل لكي أسألك عن حبيبها -جيونغهوا:جيمين؟ -جين:نعم...هل تعرفين أين أعثر عليه؟ -جيونغهوا:إنه نزيل هنا عندنا في الفندق -جين:معقول! -جيونغهوا:بلى -جين:هل يمكنني زيارته؟ -جيونغهوا:طبعا...سأعطيك رقم غرفته -جين(بابتسامة) :جيد جدا
توجه نحو غرفة جيمين وطرق الباب وحين توجه جيمين نحو الباب شعر بهالة غريبة قريبة فعرف أنه جين...طرق الباب مرارا وتكرارا فتجاهله جيمين تجاهلا تاما لأنه إن اقترب منه سيضعف
نزل جين عند جيونغهوا بعد أن لم يلقَ أي رد -جين:متأكدة أنه هنا؟ -جيونغهوا:طبعا...لقد عاد للتو...متأكدة من ذلك -جين:غريب!
عاد لغرفة جيمين وطرق الباب بقوة أكبر هذه المرة -جين:جيمين...إن كنت جبانا لتلك الدرجة فأنت حقا لا تستحق آنجل...ابق هناك أيها الجبان
سمعه كل من تاي وهوسوك فبقيا يتجسسان من خلف الباب حتى غادر -هوسوك:هل عرف شيئا عن جيمين؟ -تاي:لست متأكدا
بعد أن غادر جين خارت قوى جيمين فرمي نفسه على الأرض يحاول استجماعها...لم يرد أن يسكت هذه المرة أيضا ولذلك قرر وضع حد لهذه القصة واستدعى تابعيه تاي وهوسوك في غرفته وهو لا يكاد يقوى حتى على الحركة -تاي:سيدي...أنت بخير؟ -جيمين(بحدة) :ذلك الحقير...إنه يهدد بقائي...يجب قتله -تاي:من؟ -جيمين(بحدة) :المدعو جين...إن بقي يحوم بالجوار فسيفسد خطتي ويأخذ آنجل لجانبه -هوسوك:هو لم يفعل شيئا لحد الآن -جيمين(بحدة) :هل تنتظران أن يقتلني لكي تتحركا؟ ها؟ -تاي:هل تعمد إيذاءك؟ -جيمين:لم يتعمد...لكن وجوده بالجوار يستنزف طاقتي ومن الممكن أن أختفي بمجرد أن يلمسني -هوسوك:إذًا فهو يؤذيك من دون أن يدرك ذلك؟ -جيمين:بلى...اقتلاه...لا أريد تهاونا أكثر...أريد أن تكون هذه آخر مرة أرى فيها وجهه المشؤوم -تاي وهوسوك:حاضر سيدي
ذهب التابعان لغرفتهما وجلسا يتكلمان حول الموضوع وهما مترددان -تاي(بحزن) :المزيد والمزيد من القتل...لماذا علينا أن نصبح قاتلين؟ -هوسوك:لأننا وقعنا العقد -تاي:تبا لهذا العقد التافه...لقد ندمت عليه أشد ندم -هوسوك:جهز نفسك...سنقوم بالعملية هذه الليلة -تاي(بحزن) :لا أريد -هوسوك:نحن لن نقتله فعليا بل سنبعده عن طريق الشيطان جيمين لبعض الوقت -تاي:ما الذي تخطط له؟ -هوسوك:سنؤذيه وندخله المستشفى فحسب...هكذا لن يتمكن من الوقوف في وجه جيمين مجددا ولن يتأذى -تاي:واااو! أنت تفكر بذكاء هذه الأيام...ما سرك؟ -هوسوك:فقط أريد إنهاء هذه المهزلة بأقل خسائر ممكنة والتحرر من العقد -تاي:ههههه أنت طيب يا صديقي...لا تصلح أن تكون عبدا للشيطان -هوسوك:بل لا أحد يستحق أن يكون عبدا له...الأمر خطير -تاي:معك حق...حين أتحرر هذه المرة سأقدر نفسي أكثر وأحاول الابتعاد عن كل ما يتعلق بالعقود والشياطين...لا بأس بأن تكون لقيطا طالما أنت مسالم ولا تؤذي أحدا على حساب مصالحك -هوسوك:رأيت؟ أخيرا بدأت تفهم للحياة -تاي:هذا بفضلك يا صديقي
في تلك الليلة ذهب تاي وهوسوك لمنزل جين ووالدته السيدة جيون...كان جين قد دخل المنزل وذهب لغرفته لكي ينام فهو يقضي الوقت خارجا لوقت متأخر أما والدته فتنام باكرا
فتح جين باب غرفته بهدوء وقبل أن يشغل الضوء أحس بشخص موجود معه في الغرفة وما إن كاد يلتفت حتى هجم عليه هوسوك وحاول جرحه في ذراعه بالسكين
لم يرد هوسوك وحاول التهجم عليه مجددا بينما الآخر يتفادى الهجمات واحدة تلو الأخرى...وفي آخر لحظة أخذ منه السكين ورماه تاركا إياه دون سلاح -جين:لنتواجه رجلا لرجل وبدون أسلحة
تعاركا بدون أسلحة ولكما بعضهما بقوة إلى أن أمسك جين بالسكين وكان سيطعن به هوسوك لولا أن تاي تدخل وطعنه من ظهره فبدأت دماؤه بالسيلان وملأت كل الغرفة
كان مكان الإصابة خطيرا ومن المحتمل أن يقتله وهذا ما جعل تاي يشعر بالهلع ويهرب ثم لحق به هوسوك
ركض تاي بعيدا وهو يرتجف ومهما نادي عليه هوسوك فهو لا يرد عليه ولا يبدي أي اهتمام...إلى أن توقف يحدق بقفازيه المملوئين بالدم -هوسوك:صديقي -تاي(بخوف) :سيموت -هوسوك:ما كان عليك إصابته في ذلك المكان -تاي(بخوف) :لو لم أفعل ذلك لقام بإيذائك -هوسوك:لقد تخربت الخطة...الآن فلنأمل أن ينجو -تاي(بخوف) :هذا مرعب...قد يموت بسببي...أنا لم أقتل أحدا في حياتي -هوسوك:لن يموت...لا تقلق -تاي(بخوف) :ماذا لو مات؟ -هوسوك:حينها أنا سأتحمل المسؤولية كونك فعلتها لأجلي
بقي تاي يرتجف باستمرار ويحدق بالفراغ شارد الذهن وهذا ما جعل هوسوك يشعر بالذنب ويضع مسؤولية ما حصل على عاتقه...لكن لم يكن لديهما خيار سوى الانتظار ورؤية ما سيحصل لعل الأمور تؤول للأحسن
في صباح اليوم التالي نهضت وذهبت لإجراء أول امتحان وأنا متوترة وأول ما فكرت فيه هو إرسال رسالة لجيمين لأشعر بتحسن وأيضا لأنني أشتاق إليه
كتبت له رسالة تقول "شيطاني...هل أنت بخير؟ اشتقت لك كثيرا...أنا الآن على وشك إجراء الامتحان...قم بتشجيعي فأنا لا شيء بدونك"
انتظرت عدة لحظات حتى وصلني الرد من عنده قائلا "ملاكي...فايتينغ...أعلم أنك ستفعلينها لأنك ذكية ومجتهدة"
كلمة واحدة منه جعلتني أحس بالنشاط والطاقة تسري في جسدي وهذا ما حصل...لقد بدأت الامتحان بكل نشاط وأجبت على كل الأسئلة التي أعرفها بسرعة البرق ..هناك أيضا أسئلة صعبة لم تكن لدي أي فكرة عن إجابتها فبقيت أنظر للورقة بشرود وأنا أعصر دماغي
بينما أضيع الوقت على شيء لا أملك إجابة له أخذني الفضول لأعرف هل قاعة الامتحانات تحتوي على كائنات العالم الآخر أم أنها ليست كذلك...ربما كان تفكيري تافها ولكن أستمتع حين أفعل ذلك -آنجل(تفكر) :هيا شغلي الرادار
أغمضت عيناي واسترخيت فانتقلت للعالم الآخر وكان ذلك سريعا...الأمر يصبح أبسط بالنسبة لي في كل مرة
كانت القاعة بالفعل تحوي كائنات غريبة وأحدها يقف بالقرب مني -آنجل(بهمس) :هي أنت! -الجني:ماذا؟ -آنجل(بهمس) :ماذا تفعل هنا؟ -الجني:هذا هو المكان الذي أعيش فيه -آنجل(بهمس) :تعيش في الجامعة؟ ألم تجد مكانا أفضل لتبقى فيه؟ -الجني:ولماذا يهمك الأمر من الأساس؟ -آنجل(بهمس) :معك حق
لاحظ الأستاذ أنني أتصرف بطريقة غريبة فظن أنني أغش واقترب مني -الأستاذ:أحذرك
واصلت التظاهر بأنني أكتب على ورقة الإجابة وبعد أن رحل نظرت نحو الجني مجددا -الجني:بدل التركيز عليَ ركزي على امتحانك -آنجل(بهمس) :لا شيء يخطر ببالي -الجني:كان عليك المذاكرة -آنجل(بهمس) :تعرف...حين تكون حياتك مليئة بالحوادث الغريبة فلا يمكنك التركيز على شيء
التزمت الصمت للحظات حينما مر الأستاذ بجانبي وركزت على ورقتي محاولة كتابة أي شيء لكن لا شيء يخطر على بالي -آنجل(بهمس) :أخبرني يا جني...هل لديكم امتحانات ودراسة مثل التي لدينا؟ -الجني:لا -آنجل(بهمس) :ولا حتى وظائف ومراكز عمل؟ -الجني:لا -آنجل(بهمس) :هل تعرف أجوبة هذا الامتحان -الجني:بلى -آنجل(بهمس) :لا أظن ذلك -الجني:قلت بلى -آنجل(بهمس) :إذًا ساعدني...أنا في ورطة ولا أريد الرسوب -الجني(بتململ) :حسنا
ساعدني في حل بعض أسئلة الامتحان فخرجت منه وأنا متحمسة ومتأكدة أنني سأحصل على علامة ممتازة لكن ما إن كدت أغادر من باب الجامعة حتى شعرت بالذنب الشديد -آنجل(تفكر) :هذه الموهبة أهم من أن أستخدمها في الغش...عيب علي...ما بالي! علي التوقف والمذاكرة جيدا وأخذ علامتي بكل أحقية...لا مجال للغش بعد الآن...سأفعلها بمفردي وإلا فلا
• برأيكم : من يكون الشيطان الذي هرب حينما رأته آنجل؟ وهل سيموت جين بسبب الضربة التي تلقاها من تاي؟
عدل سابقا من قبل بثينة علي في الخميس يناير 18, 2024 6:00 pm عدل 2 مرات
بثينة علي يعجبه هذا الموضوع
بثينة علي Admin
المساهمات : 1314 تاريخ التسجيل : 27/05/2021 العمر : 27
خرجت من قاعة الامتحانات بكل حماس وسعادة بعد أن ساعدني الجني اللطيف الذي كان بجانبي وما إن كدت أعود للبيت حتى وردني اتصال من السيدة جيون فرددت -آنجل:طاب يومك سيدتي -جيون(بحزن) :آنجل...أنا لست بخير...جين موجود بالمستشفى -آنجل:خيرا؟! -جيون:لقد تم الاعتداء عليه البارحة من قبل رجلين ملثمين -آنجل(بقلق) :هل هو بخير الآن؟ -جيون:نعم...لكن عليك المجيء للمستشفى لأن علي مكالمتك بموضوع -آنجل:سآتي فورا
توجهت للمستشفى على وجه السرعة وهناك قابلت السيدة جيون وأخذتني لغرفة جين...لحسن الحظ إصابته لم تكن خطيرة لكنهم أجروا له عملية خياطة للجرح وطلبوا منه البقاء في السرير لعدة أيام -آنجل:كيف تشعر الآن؟ -جين:ههههه بشيء يحرق في ظهري...مثلما يحرق الملح الجرح -آنجل:من هذان الحقيران اللذان فعلا ذلك؟ هل تعرفهما؟ -جين:لا...خاصة وأنه ليس لدي أي خلافات مع أي شخص -جيون:أظن أن للأمر علاقة بآنجل -آنجل:أنا؟! -جين:كفى أمي...أخبرتك أنه من المستحيل أن يكون الأمر كذلك -جيون:قلتِ من قبل أن أحدهم استهدف صديقتك فلورا وسولجي أيضا -آنجل:بلى -جيون:إذًا جاء الدور على جين -جين:أمي! -جيون(بحدة) :أغلق فمك...علينا إخبارها لكي تأخذ حذرها من الآن فصاعدا -جين:لكن ليس بهذه الطريقة...أنتِ هكذا تقولين لها بأن الجميع يتأذى بسببها وهو أمر خاطئ
شردت بذهني للحظات أحاول التفكير بالموضوع...هل حقا أنا السبب في تأذي هؤلاء الناس؟ لكن لماذا هم وحدهم من يتأذون بينما أنا المعنية بالموضوع لم يحصل معي شيء!؟ -آنجل:ألم ترى هذه المرة عيونا حمراء؟ -جين:لا -آنجل:غريب! من المفروض أن يكون هناك رابط بين الحوادث لكنني لا أجد شيئا -جيون:لنتكلم في الخارج
خرجت أنا والسيدة جيون وجلسنا في رواق المستشفى على أحد الكراسي -آنجل(بحزن) :بالفعل أشعر وكأنني السبب في تأذي من حولي ولكن ما الحل لإيقاف ذلك؟ -جيون:الحل بقص المشكلة من جذورها -آنجل(بحزن) :كيف سأجد الجذور من الأساس؟ الأمر يبدو كما لو أنني أركض وراء خيط خفي...لا أعلم حتى من عدوي...لا أعلم ما الذي يريده...لا أعلم لماذا يؤذي أصدقائي بدلا مني -جيون:أحيانا يكون عدونا أقرب مما نعتقد لكننا لا نراه
تمعنت في كلامها بعض الشيء إلى أن خطرت على بالي فكرة...حينها أغمضت عيني ودخلت للعالم الآخر وشاهدت في آخر الرواق نفس الشيطان الذي رأيته في بيتي وحينما رآني أحدق به هرب ثانية واختفى -آنجل:إنه هو مجددا -جيون:من؟ -آنجل:هناك شيطان غريب رأيته مرتين للآن وهو يهرب كلما كشفته -جيون:معقول أنه هو من ترينه في كوابيسك؟ ونفسه أيضا الذي هاجم أصدقاءك؟ -آنجل:لا أعلم -جيون:أبقي نظرك عليه...إياك والسماح له بالاقتراب منك فبالتأكيد نيته خبيثة وإلا ما كان ليهرب -آنجل:فهمت
قبل أن أعود للبيت أردت أن أسألها عن أمور أخرى بخصوص موضوع العالم الآخر...لذلك أخبرتها عن منام الفتاة المربوطة بالعمود الذي أراه مؤخرا -جيون:لا أعلم ماذا يعنيه ذلك بالضبط ولكن ما أعرفه أن الزُهريين يملكون رؤيا صادقة -آنجل:ماذا تعنين؟! -جيون:أي أن بعضا من أحلامهم تكون رؤية للمستقبل...وفي حال كانت الكوابيس متكررة فهي تنبههم لخطر قريب -آنجل:أي أنني سأواجه ذلك الموقف وأرى فتاة العمود؟ -جيون:احتمال -آنجل:ترى من تكون تلك؟ ومن الثلاثة الذين معها؟ -جيون:بما أنك قررتِ استكشاف قواك فسأعطيك كتابا يتكلم عن الإنسان الزُهري وستعرفين الكثير -آنجل:هذا أفضل
ذهبت للبيت ووضعت الكتاب على مكتبي...كان عنوانه مكتوبا بخط يكاد يختفي "الإنسان الزُهري" ...أوراقه قديمة ورائحته كرائحة الغبار...فتحته فوجدت فيه حوالي 100 صفحة وكلها متآكلة على الجوانب ومتسخة...إضافة لصور عديدة ورموز غير مألوفة ومخيفة...وفي إحدى الصفحات رأيت عنوانا يتكلم عن ظاهرة القمر الدموي -آنجل:أوووف أنا أشعر بالفضول لقراءته لكن لدي امتحانات...علي الدراسة أولا وبعدها سأتفرغ لهذا الأمر
هممت بالدراسة دون أن أعرف أن عداد حياتي يسجل العد التنازي ولم يبقَ له سوى 6 أيام فقط
في الفندق اجتمع جيمين بتاي وهوسوك -جيمين:قتلتماه؟ -هوسوك:لا...حاولنا لكنه لم يمت -جيمين(بانزعاج) :لو لم يكن محميا ضد الشياطين لتخلصت منه بنفسي...أنتما لا تفعلان أي شيء بشكل صحيح
تأفأف مرات متوالية ثم نهض ووقف بجانب النافذة ورأى أن القمر قريب جدا وعلى وشك الاكتمال -جيمين:بقيت 6 أيام فقط...هل حضرتما كل ما نحتاجه؟ -تاي:نعم سيدي -جيمين:أولا مكان هادئ وعالٍ -تاي:هناك مثله في أحد ضواحي سيؤول -جيمين:ثانيا رسم دائرة بالدم في ذلك المكان -هوسوك:سنرسمها بدمنا إن أردت ذلك سيدي -جيمين(بخبث) :تابعان جيدان...ثالثا نحتاج لعظام وجثث مستخرجة من القبور -تاي:سيدي...أنا وهوسوك نبشنا ثلاثة عشر قبرا لأجلك وكل شيء جاهز -جيمين:هههههه جيد جدا...بقي المكون الرئيسي...جثة آنجل ودمها
اقشعر بدن التابعين من التقزز والخوف فنطق تاي بدون وعي -تاي:أيمكن أن تؤذيها وأنت تحبها؟
نظر نحوه جيمين بحدة واقترب منه بخطوات بطيئة وحدق بعينيه الخائفتين لفترة -جيمين:أطبق شفتيك أو ستسبقها للجحيم
شعر تاي بالخوف فصمت وأنزل رأسه -جيمين:يمكنكما المغادرة...سأتولى البقية بنفسي -تاي وهوسوك:حاضر سيدي
في تلك الليلة أكملت مراجعة دروسي وأكلت طعامي ثم أخذت قسطا من الراحة على سريري...لم أرَ جيمين منذ يومين وهذا الأمر يجعلني أشعر بالجنون...أريد رؤيته بشدة وإلا لن يرتاح قلبي
بدون تردد اندفعت كالغبية وذهبت نحو الفندق وطرقت باب غرفته بقوة من شدة الاشتياق وحين فتح لي عانقته بحرارة وأغمضت عيناي لأشعر بجسده الذي أعتبره ملجئا وراحة لي
لم يتفاجأ مما فعلته بل بادلني العناق هو أيضا وقبلني على رأسي مرات متوالية دليلا على أنه يفتقدني بجنون مثلما أفتقده -آنجل:اشتقت لك -جيمين:أنا أيضا
من شدة اشتياقي له لم أستطع أن أتركه مطلقا لذا عانقته لفترة طويلة وكان هو يفعل المثل...ليس هناك راحة مثل الراحة التي يشعر بها الإنسان حين يعانق من يحب
في آخر المطاف بعد أن اكتفيت من معانقته ابتعدت عنه وفتحت عيناي ولكنني دون أن أدرك انتقلت للعالم الآخر...وحين نظرت لوجهه رأيت شيطانا بعيون حمراء يبتسم لي!
تجمدت مكاني من الصدمة وبقيت أحدق به...هل ما أراه حقيقة أم أنني أتوهم؟! إنه شيطان وليس بشريا! طوال الوقت كان كذلك ولكنني لم أنتبه لأمره بسبب انجرافي وراء الحب وعدم محاولتي البحث عن حقيقته بتاتا
دقائق وأنا أحدق به مصدومة وقد كان مستغربا مثلي -جيمين:آنجل؟ ما الأمر؟
كنت وقتها تائهة في دوامة...مازلت لم أصدق ما تراه عيناي الآن...فقط وقفت أحدق به بشرود ومهما صرخ علي أن أستيقظ لم أكن أهتم
بعد لحظات عدت لعالم البشر ورأيت جيمين بشكله البشري البريء والوسيم...من كان يصدق أن حقيقة هذا الرجل هي شيطان مخادع -آنجل(بشرود) :آه...آه...ما الذي يجري هنا؟ -جيمين(بقلق) :أنا الذي علي سؤالك
فكرت في مهرب من تلك المعضلة...لا أريده أن يعرف أنني كشفته وإلا سيؤذيني...أخبرني ذلك الجني الذي كلمته بأن الشياطين كلها شريرة وهذا يضمن جيمين أيضا...لذا فكرت في طريقة ما للخروج من هناك بدون أن أكون محل شك -آنجل(بتوتر) :كنت أشعر بمغص شديد في بطني -جيمين(بقلق) :والآن؟ -آنجل(بتوتر) :الآن أشعر بتحسن -جيمين:لقد أخفتني...تعالي واجلسي -آنجل(بتوتر) :لا لا...سأغادر -جيمين:لكنك أتيتِ للتو -آنجل(بتوتر) :بلى...لكن علي المغادرة...أتيت فقط حتى أراك -جيمين:هل أوصلك؟ -آنجل(بتوتر) :لا لا لا...لا تتعب نفسك...أعرف الطريق -جيمين:حسنا ملاكي
سار ناحية باب الغرفة ولحقت به وكنت سأخرج مباشرة لكنه شدني من معصمي وأمسك بخداي وقبلني قبلة رومنسية على شفتاي...وقتها كنت في دوامة مشاعر غير مفهومة على الإطلاق...كنت أشعر بالخوف والتقزز والرعب والغرابة والصدمة -جيمين:اهتمي بنفسك ملاكي -آنجل(بتوتر) :أنت أيضا
من شدة شرودي لم أسمع شيئا وهذا ما أقلق هاني فلحقت بي وأمسكت بذراعي فقفزت من الخوف -هاني:آنجل! -آنجل(بشرود) :آه هاني أهلا -هاني:كلمتك ولم تردي...أهناك خطب ما؟ -آنجل(بشرود) :لا...أبدا...ماذا قد يكون -هاني:تصرفاتك غريبة -آنجل(بشرود) :غريبة! ما الغريب!؟ -هاني:هل كنتِ عند جيمين؟ -آنجل(بشرود) :جيمين! هل حقا هناك بشري يدعى جيمين!؟ -هاني(بقلق) :متأكدة أنك بخير؟ -آنجل(بشرود) :بلى...سأعود للبيت
تركتها قلقة علي ومشيت نحو البيت...كان الشارع مظلما والناس في بيوتهم يحتمون من البرد ما عداي...بقيت أسير عدة خطوات وأتوقف وأكرر نفس السؤال "هل حقا جيمين شيطان؟" مازلت لا أستطيع استيعاب ذلك...أين ذكرياتنا الجميلة التي قضيناها معا؟ أين حبنا الأبدي الذي تعاهدنا عليه؟ أين الثقة العمياء التي أعطيناها لبعضنا؟ هو فعلا لا يحبني ولا يهتم لأمري بل يفعل كل ذلك لأجل هدف ما
دخلت المنزل ووقفت أحدق بالجدران من حولي بشرود...أشعر بألم خانق في صدري ولا يمكنني حتى التنفس براحة...عقلي مشوش...أنفاسي مضطربة...جسدي يرتجف بقوة وأشعر بالبرد...أمسكت بوجهي وكنت سألطمه من شدة الحزن الذي يساورني إلا أنني تمالكت نفسي
حاولت كبت الغيض في داخلي لكنني لم أستطع مما جعل شهقاتي ترتفع ودموعي تنهمر بدون توقف لساعات وساعات...أخذت قنينة الماء وتجرعتها دفعة واحدة وأنا أكاد أموت من القهر ومع كل رشفة أرى وجه جيمين أمامي فزاد عطشي أكثر
في السابق حين أتحطم فإن جيمين أول من أركض إليه ليخفف عني ولكن ماذا عساي أفعل الآن وهو سبب ما أنا عليه...هذا الشعور جعلني أحمل المزهرية التي بجانبي وأضربها بالحائط لتنكسر ويتطاير الزجاج بكل مكان مثل قلبي الذي تمزق لأشلاء...سرت في الغرفة وأنا فاقدة للوعي حتى دست على قطعة زجاج فجرحتني وسال الدم من رجلي الحافية...نظرت للدم الذي يسيل على الأرض وحملت قطعة زجاج حادة ووضعتها على رقبتي
في زاوية الغرفة سمعت صوت الجني آريس ينادي علي -آريس:هل هكذا تحل المشاكل؟ -آنجل(ببرود) :لا...لكن في حالتي نعم -آريس:أعلم ما مشكلتك وأعلم أن الانتحار ليس حلا أيضا لذا ضعي قطعة الزجاج جانبا
رميت قطعة الزجاج ثم ألقيت بجسدي المتعب على الأرض وأنا أتنهد -آنجل(ببرود) :هل تعلم أنني أعطيته ثقة وحبا أعمى؟ -آريس:أعلم -آنجل(ببرود) :هل تعلم حجم الألم الذي يجتاحني؟ -آريس:أعلم -آنجل(ببرود) :لا...لا تعلم...فلا أحد يحس بالجمرة إلا من داس عليها
أغمضت عيناي ففقدت الوعي وغصت في نوم عميق إلى صباح اليوم التالي
في الغد فتحت عيناي لأجد نفسي ما أزال نائمة على الأرض والزجاج مبعثر من حولي...تذكرت أن لدي امتحانا فأسرعت وتجهزت وحملت أغراضي متجهة لمركز الامتحان رغم أن نفسيتي متعبة وعقلي مشوش
حين ألقيت نظرة على الهاتف في الطريق وجدت رسالة من جيمين تقول "صباح الخير...أتمنى لك التوفيق في الامتحان...ابذلي جهدك حتى تتخرجي ونحتفل معا...أحبك ملاكي"
شعرت بالانزعاج والغضب الشديد وقتها...كيف يتجرأ ويواصل التمثيل علي وما الذي قد يستفيده من هذا على كل حال؟ رددت عليه بإيموجي ابتسامة لكنني في الحقيقة أحترق كرها وغيضا
ذهبت لقاعة الامتحان وأجريت امتحاني ثم عدت للبيت لأنظف قطع الزجاج من ليلة أمس ثم رميت جسدي على الأرض أفكر...أشعر بالقهر على نفسي لأنني لا أستطيع الهروب من هذه الورطة...الانتحار ليس حلا...والهروب بعيدا أيضا ليس حلا لأنني أخاف أن يتأذى شخص آخر بسببي من الذين أحبهم
فجأة طرأ على بالي سؤال غريب...هل يمكن للشياطين أن تتنكر كبشر؟ وكيف ذلك؟ الإجابة يملكها شخص موجود هنا معي بالمنزل...إنه آريس
دخلت العالم الآخر مجددا فوجدت آريس بجانبي -آنجل:آريس...أحتاج مساعدتك -آريس:حول ماذا؟ -آنجل:أخبرني...هل الجن والشياطين يمكنها التحول لبشر؟ -آريس:نعم...أحيانا -آنجل:أنت تعرف الشيطان جيمين صح؟ -آريس:نعم -آنجل:أخبرني بكل ما تعرف عنه -آريس:ليس من السهل جمع معلومات عن الشياطين لأنهم غير ودودين وحين تقتربين منهم تصبحين في خطر...لكن ما أعرفه أن من الصعب الظهور بهيئة إنسان إلا إذا كان شيطانا ذا مكانة رفيعة وساعدة بشريون بآداء الطقوس -آنجل:اشرح لي أرجوك -آريس:في عالم البشر هناك السلطة والمال...وفي عالم الشياطين هناك القوة والتجبر...أي أن الشيطان الأقوى هو الذي يتحكم ببقية الضعفاء...وكلما كان طاغيا أكثر كلما حصل على ميزات أكبر -آنجل:إذًا فجيمين شخصية مرموقة في عالم الشياطين -آريس:بلى...هو بالفعل من الندرة الذين يمكنهم التشكل بهيئة بشري لوقت طويل -آنجل:ما الذي يريده مني؟ ولماذا يستمر بالتمثيل أمامي؟ -آريس:لا أعلم...ولكن إن أردتِ يمكنني أن أعرف لأجلك...إلا أن الأمر خطر -آنجل:لا...لا أريد التضحية بأحد آخر
ابتسمت ونظرت نحو ذلك الجني اللطيف والمسالم وارتحت له كثيرا -آنجل:لماذا تساعدني؟ -آريس:لأنني خادمك سيدتي -آنجل:ههههه لا تناديني بسيدتي...لا رسميات بيننا -آريس:أتحتاجين شيئا؟ -آنجل:لا
انصرف من المكان وذهبت لأدرس لامتحان الغد...حاولت بذل جهدي قدر المستطاع وسأرضى ولو بعلامة مقبول لأن ما أمر به هذه الأيام يجعلني أفقد صوابي وتركيزي...إضافة إلى أنني لا أريد أن أغش مجددا وأسرق الإجابات من الجن الموجودين في قاعة الامتحان
في مساء أحد الأيام جلست أدرس فسمعت جرس الباب...نهضت لأفتح فانصدمت بأنه جيمين وعلى وجهه ابتسامة خبيثة...تراجعت للوراء عدة خطوات وحاولت تمالك نفسي كي لا أكشف مع أنني في أعماقي أكاد أموت من الرعب -جيمين(بابتسامة) :مفاجأة! -آنجل(بتوتر) :جيمين...يالها من مفاجأة سارة! -جيمين:سارة! إذًا لماذا لستِ سعيدة؟
حاولت الابتسام بالكاد لكن بدت ابتسامتي متكلفة وسطحية -آنجل(بتوتر) :بسبب ضغوطات الامتحانات أمر بوقت صعب -جيمين:أتفهمك
لم يكن ذلك توقيتا مناسبا أبدا...أنا هنا أكاد أموت من الخوف وعلي أن أدرس بينما هو يأتي ويتظاهر بأن كل شيء طبيعي وفوق ذلك يقول أنه اشتاق إلي! من أين تأتيه هذه الطاقة للتمثيل؟ لو كنت مكانه لسئمت منذ زمن...أشعر بالفضول لأعرف ماذا يريد مني
طلب جيمين الطعام وأوصله لنا موصل الطلبات ثم جلسنا نتناوله...بقيت مركزة على طعامي محاولة تخفيف التوتر لكنه يواصل النظر إلي ويبتسم...أردت أن أكشفه وأخبره أنني أعرف كل شيء لكنني خائفة...خائفة من أن يقتلني هنا ولا يعرف عني أحد -جيمين:ملاكي -آنجل(بتوتر) :ها؟ -جيمين:سنلتقي يوم ظاهرة القمر الدموي صحيح؟ -آنجل(بتوتر) :صحيح -جيمين:لقد وجدت مكانا جميلا نذهب إليه لنتمكن من رؤيته أفضل -آنجل(بتوتر) :أين؟ -جيمين:في أحد الهضبات الموجودة في ضواحي سيؤول -آنجل(بتوتر) :ولماذا لا نشاهده من هنا فقط؟ -جيمين:لأن منظره في المدينة لن يكون واضحا مثل الضواحي الأخرى -آنجل(بتوتر) :صحيح -جيمين:سأنتظرك في الفندق ونذهب معا -آنجل(بتوتر) :حسنا -جيمين:أنا متشوق لذلك اليوم -آنجل(بتوتر) :أنا أيضا
أحاطني بذراعيه وتراجع للخلف لنسترخي كلانا على الأريكة...كان قلبي يدق بقوة وهذا ما جعله يلاحظ توتري -جيمين:متوترة؟ -آنجل(بتوتر) :لا أبدا...من قال ذلك؟ -جيمين:قلبك ينبض بسرعة -آنجل(بتوتر) :ربما...لأنني اشتقت لك ولعناقك -جيمين:ممممم أتعلمين ماذا يعني هذا؟ -آنجل(بتوتر) :ماذا؟ -جيمين:بأنك تريدينني بجانبك اليوم
ابتلعت ريقي وتنهدت بهدوء...لم أكن أريده أن يبقى معي فأنا أصلا أتحسس من وجوده وأكرهه -آنجل(بتوتر) :فعلا ولكن...لدي امتحانات...أتذكر ما اتفقنا عليه سابقا؟ -جيمين:نعم...قلتِ أنه بعد أن تكملي الامتحانات سنلتقي براحتنا -آنجل(بتوتر) :نعم -جيمين:أود ذلك حقا ولكنني أشتاق إليك...ألا يمكننا البقاء معا وقتا أطول؟ اليوم فقط...أعدك أن لا أزعجك بعدها -آنجل(بتوتر) :لا...لا...لا
سحبته من يده وأخذته نحو باب الخروج ودفعته خارجا -آنجل(بتوتر) :سنلتقي حين أنهي الامتحانات -جيمين(بانزعاج) :لماذا تتصرفين هكذا فجأة؟
كدت أن أكشف نفسي لذلك علي التصرف وتحسين الوضع فابتسمت بتكلف وقبلته على خده -آنجل(بتوتر) :أحبك -جيمين:وأنا أيضا ملاكي -آنجل(بتوتر) :اهتم بنفسك...إلى اللقاء
أغلقت الباب خلفه بعد أن ودعته ثم وضعت كفاي على وجهي وجلست أرضا...أنا متأكدة من أن موتي قريب على يديه...لست أهتم إن مت أم لا فالمشاعر التي تعتريني تقتلني وتمزقني في اليوم مئة مرة
• برأيكم : كيف ستتصرف آنجل وهل ستجد حلا قبل أن تتم التضحية بها؟
عدل سابقا من قبل بثينة علي في الخميس يناير 18, 2024 6:01 pm عدل 2 مرات
بثينة علي يعجبه هذا الموضوع
بثينة علي Admin
المساهمات : 1314 تاريخ التسجيل : 27/05/2021 العمر : 27
بعد أسبوع حافل بالامتحانات وصلت عطلة نهاية الأسبوع...إنه يوم السبت وهو اليوم الذي ستحدث فيه ظاهرة القمر الدموي...ذلك اليوم لم أشعر بالراحة...بدا كما لو أنه آخر يوم في حياتي...كما أخبرتني السيدة جيون فإن حدس الزُهريين حقيقي
جلست في غرفتي أرتب خزانة المستندات التي أصبحت في حالة فوضى بسبب الامتحانات وأثناء تجولي بين الكتب وجدت الكتاب الذي أعطته لي السيدة جيون عن الإنسان الزُهري...مازلت لم أقرأ منه ولا صفحة وأصلا من يهتم؟ أشعر بأنه لن يفيدني في شيء سوى قلب حياتي أكثر مما هي مقلوبة...وضعت الكتاب على مكتبي وخرجت لآخذ جولة حول المدينة لآخر مرة وأصفي ذهني
في ذلك الوقت ذهب تاي وهوسوك إلى مكان معزول في سيؤول وهو عبارة عن هضبة صغيرة عالية يمكن من خلالها رؤية القمر الدموي بوضوح -هوسوك:هذا هو الموقع...لنبدأ العمل -تاي(بحزن) :الآنسة آنجل ستموت -هوسوك(بحزن) :أعرف -تاي(بحزن) :هل سنتركها تموت؟ -هوسوك(بحزن) :لا أعلم...مازلت مترددا -تاي(بحزن) :إن نحن هربنا الآن وتركنا هذه الطقوس الشيطانية فهل ستتمكن من النجاة؟
ربت هوسوك على كتفه ثم تجاهله وأخرج عظام الموتى من صندوق السيارة ليبدأ الطقوس بمفرده -تاي(بحزن) :ما يزال الوقت مبكرا على التراجع
تجاهله هوسوك وأكمل في عمله لكن تاي بقي واقفا يراقب بحزن -هوسوك(بحدة) :أنا أيضا لا أريد فعلها ولكن هل لدي خيار آخر؟ تعال وساعدني -تاي(بحزن) :حسنا
قاما بتجهيز المكان ورسم دائرة بدمهما وتوزيع عظام الجثث على كل قطر الدائرة وفي وسطها قاما بوضع عمود -هوسوك:أنهينا...الآن لننتظر أن يأتي السيد جيمين -تاي(بحزن) :أتمنى أن يغير رأيه ولا يأتي -هوسوك:أتمنى ذلك أيضا
حل المساء وفلورا في منزل أهلها تساعد أمها في الجلوس على السرير وشغلت لها التلفاز لتشاهداه معا...أثناء مرور الإعلانات رأت إعلان ظاهرة القمر الدموي -سيدة جونغ:سيحدث اليوم...جميل -فلورا:تذكرت...آنجل متهورة ولن تستمع لتحذيراتي المتواصلة حول الحذر من جيمين...علي الذهاب إليها -سيدة جونغ:ماذا قلتِ؟ -فلورا:لا شيء مهم...تذكرت أمرا وعلي العودة لمنزل صديقتي لبعض الوقت
عادت لمنزلي وحين دخلت لم تجد أحدا...بعدها دخلت غرفة النوم وألقت نظرة عليها فوجدتها فارغة أيضا
ألقت نظرة على الغرفة فوجدت كتاب الإنسان الزُهري موضوعا على الطاولة وبما أنها من عشاق قراءة الكتب اقتربت منه وألقت نظرة على عنوانه -فلورا(باستغراب) :الإنسان الزُهري! ما هذا العنوان الغريب؟ ولماذا قد تأتي آنجل بكتاب كهذا؟
قادها الفضول إلى قراته وحين قرأت أول صفحة عرفت من يكون الإنسان الزُهري وما مواصفاته وحينما رأت أنه يملك خطا أفقيا في يده تذكرت أمرا -فلورا:خط أفقي! أليس لدى آنجل واحد مثله؟ فعلا...حين سألتها عنه قالت أنه مجرد عيب خلقي وليس بالأمر المهم
أكملت قراءة بعض الصفحات وهي مصدومة إلى أن وصلت لصفحة تتكلم عن ظاهرة القمر الدموي...وما زادها صدمة هو الفقرة الأولى التي قرأتها من تلك الصفحة "هناك رابط قوي بين الإنسان الزُهري وظاهرة القمر الدموي...حيث أن القمر والشمس يكونان على مستوى واحد مع كوكب الزُهرة وهذا يعطي القمر لونا أحمر مميزا ويكسب الإنسان الزُهري طاقة مضاعفة"
توقفت عن القراءة للحظات حتى تستوعب ما يجري بعدها أكملت
"...ويمكن للإنس والشياطين الاستفادة من دم الإنسان الزُهري في الحصول على المجد والقوة وذلك بالتضحية به أمام القمر الأحمر..."
لم تستطع إكمال القراءة لأنها أخيرا فهمت كل ما يجري...اهتمام جيمين المفاجئ بي...حادثة اغتيالها في الشارع...حادثة سولجي...حادثة جين...تصرفان جيمين وهوسوك وتاي الغريبة...العيون الحمراء الغامضة التي يتحدث عنها الجميع...كوابيس العيون الحمراء...كل ذلك أصبح واضحا وضوح الشمس -فلورا(بصدمة) :إذًا فهم سيقومون بالتضحية بآنجل لأجل شيطان! علي منعهم
نظرت للساعة فوجدت أن ظاهرة القمر الدموي لم يبقَ لها سوى دقائق وحين ألقت نظرة على الكتاب عرفت أن تلك الظاهرة تستمر ساعة ونصف بالضبط أي ما يزال هناك وقت كثير لتنفيذ الطقوس
حملت هاتفها واتصلت بي ولكنني وقتها أغلقت هاتفي على جيمين حتى لا يتصل بي ويزعجني بينما أتجول في المدينة لآخر مرة -فلورا(بانزعاج) :تبا! ربما تأخرت...علي الركض للفندق
ركضت بأقصى سرعة لديها نحو الفندق الذي يبعد عن بيتنا ربع ساعة تقريبا وهي تلهث من التعب والعطش وتصطدم بالناس المارين دون اكتراث...همها الوحيد هو إنقاذي قبل أن يتم التضحية بي ومن شدة خوفها انزلقت وسقطت في الدرج وتأذت رجلها -فلورا(بقلق) :آنجل...علي إنقاذ آنجل
لم يكن يهمها الجرح المؤلم والدماء التي تنزل من ركبتها وحاولت إكمال طريقها وهي تعرج حتى وصلت للفندق ووجدت زميلتي "لي" في الاستقبال -فلورا(بقلق) :آنجل...أين آنجل؟ -لي(باستغراب) :ما القصة!؟ -فلورا(بقلق) :هي هنا صحيح...أخبريني أنها ما تزال في الفندق -لي:لا...لم أرها تأتي -فلورا:وجيمين؟ -لي:نعم...هو الآن في غرفته -فلورا(بحدة) :تبا له...سأريه
صعدَت نحو غرفة جيمين وطرقت الباب بقوة وحين فتح لها دخلت وبسقت عليه -فلورا(بغضب) :أيها الحقير الوضيع...إن لمست شعرة منها فسأقتلك
نظر جيمين لمكان البسقة على قميصه ثم عبس بوجهه -جيمين:ظننت أنني لن أرى وجهك الفضولي مجددا -فلورا(بغضب) :لقد عرفت بخصوص مخططك للتضحية بآنجل أيها الوضيع...ظاهرة القمر الدموي...الإنسان الزُهري...كل هذه الأمور أصبحت مكشوفة لي -جيمين(بسخرية) :كيف تمكنتِ من معرفة ذلك؟ أنتِ حقا بطلة وتستحقين تمثالا تكريميا بعد موتك
حملت مزهرية كانت موضوعة بالغرفة وأشارت بها في وجهه كتهديد -فلورا(بغضب) :اليوم...إما أن أموت أنا أو تموت أنت...لا مجال ليعيش كلانا...لن أسمح لك بإيذاء آنجل حتى لو مت في سبيل ذلك -جيمين(بسخرية) :ههههه كم أنتِ وفية...مؤسف أن آنجل لم تقدرك حق تقدير...لقد ظنت أنك تغارين من علاقتنا -فلورا(بغضب) :لا ألومها...هناك شخص حقير يلعب برأسها -جيمين:أنتِ لن تبقي بعيدة عن المشاكل إذًا؟ -فلورا(بغضب) :لا وألف لا...سأنقذ آنجل وأنت ستدفع الثمن وتنقرض -جيمين(بخبث) :كما ذكرت سابقا...هذا إنذارك الثالث...أي أن الموت يدق الباب عليك
ابتسم جيمين بخبث وأضاءت عيناه باللون الأحمر مما جعلها تنصدم...لقد ظنته عبدا للشيطان لكن لم يخطر على بالها أنه الشيطان بحد ذاته...لكنها رغم ذلك بقيت ممسكة بالمزهرية وفي أتم استعداد للهجوم
بدأ جسده البشري يتحول شيئا فشيئا...تلونت عيناه باللون الأحمر...ظهرت له أجنحة عملاقة مرعبة...نمت مخالبه بشكل مرعب لتصبح أحد من السيف...وأسنانه صارت كأنياب المستذئبين -جيمين(بابتسامة) :لنحظى ببعض المتعة هههههه
كنت وقتها ما أزال أتجول في المدينة بشرود...نظرت لساعتي فوجدت أن الوقت قد حان للذهاب لمقابلة جيمين...مازلت خائفة وغير مرتاحة لكن علي إنهاء ذلك والراحة من هذا العالم
توجهت نحو الفندق فوجدت لي وألقيت عليها التحية بحزن -لي:أنتِ هنا؟ كانت فلورا تبحث عنك -آنجل:لماذا؟ -لي:لا أعلم...بدا الأمر طارئا -آنجل:أين هي الآن؟ -لي:صعدت لغرفة جيمين -آنجل(بصدمة) :لماذا ذهبت إليه!؟ -لي:حقا لا أعلم لكنني غير مرتاحة فقد بدت عليها العصبية الشديدة تجاه جيمين -آنجل(بقلق) :بسرعة...أعطني مفتاح غرفة جيمين الإحتياطي -لي:حسنا
أخذت المفتاح وركضت نحو غرفته ودون انتظار اقتحمت الغرفة فوجدت فلورا مرمية أرضا والدماء تحيط بها من كل جهة وجيمين الشيطان بجسده الحقيقي يقف عند رأسها
صدمت مما رأيته وركضت نحو فلورا وجثوت عندها وأنا أحاول تمالك نفسي وتحريكها محاولة إيقاظها -آنجل(بصدمة) :فلورا...فلورا...عزيزتي...استيقظي
لم ترد
-آنجل(بصدمة) :آسفة...لقد حذرتني منه مرارا وتكرارا ولكنني لم أستمع إليك...ردي علي...قولي أي شيء...لا تموتي
لم ترد
أحسست بيد جيمين على كتفي فأبعدتها بعنف وأكملت محاولاتي لإيقاظ فلورا دون جدوى...لذلك أنزلت رأسي على معدتها الغارقة بالدماء وبدأت أبكي -جيمين:لنذهب -آنجل(ببكاء) :دعني وشأني -جيمين:هذا ليس طلبا بل أمرا -آنجل(ببكاء) :أجبرني
أمسك بي رغما عني من ذراعي وأنا أصرخ وأضربه وفي لمح البصر انتقل بي حيث مكان الطقوس
نظرت من حولي فوجدت تاي وهوسوك يحدقان بي بحزن وذراعيهما ما يزالان ينزفان من الدم الذي استخدماه لرسم دائرة الطقوس -جيمين:اربطاها على العمود
تقدم كلاهما مني وجراني نحو العمود ونظرا لوجهي الباكي والمنزعج -آنجل(ببكاء) :كيف تفعلان بي ذلك؟ لقد وثقت بكما واعتبرتكما صديقاي
تجاهلا كلامي وربطاني علي العمود...لحظات حتى هبت رياح باردة شديدة وتقلب الجو...نظرنا للقمر فوجدنا أنه بدأ في الاحمرار شيئا فشيئا وهذا يعني بداية ظاهرة القمر الدموي
أنزلت رأسي وتقبلت الأمر الواقع...ماذا عساي أفعل في هذا الحال...أنا في خطر ولن يتمكن أحد من إنقاذي...إضافة لألم الخذلان الذي أعيشه من تاي وهوسوك وجيمين...هناك أيضا فلورا التي لا أعلم إن كانت ما تزال حية أم لا
هذا يشبه الحلم الذي رأيته مرات عدة...أنا كنت الفتاة المربوطة في العمود والثلاث أشخاص الذين كانوا معي هم جيمين وتاي وهوسوك...أستحق ذلك لأنني فتاة ساذجة
بعد لحظات اكتسى القمر بلون أحمر كامل وأصبح كبيرا وبارزا كما لو أنه على بضع خطوات منا...حان وقت بداية الطقوس...حانت اللحظة التي سأموت فيها -جيمين(يفكر) :حانت اللحظة التي كنت أنتظرها...الآن سأحصل على القوة التي تمنيتها...آسف يا ملاكي...أردت أن نقضي وقتا أطول معا ولكن علي المغادرة...أنتِ أيضا ستغادرين لمكان أجمل وهو الجنة...لا تظني أن ما فعلته هو لمصلحتي فقط بل لمصلحتك أيضا...الناس يعتبرونك مجرد وسيلة للمجد وهذا يزعجني...فليرتح كلانا
تقدم ونظر بوجهي المطأطئ -جيمين:الآن...اجرحاها من رجلها
لم يرد عليه كل من هوسوك وتاي إلى أن كرر الجملة لهما مرة ثانية...حينها اقترب تاي ووضع السكين بتردد على رجلي -جيمين:أسرع
كانت يده ترتجف بشدة وعقله مشوش ولم يتجرؤ على لمسي -جيمين(بحدة) :افعلها وإلا أقسم بأنني سأجعلك تسبقها للجحيم
شعر تاي بالخوف فقام بإحداث جرح في كلا رجلاي ونزلت الدماء منهما بغزارة وسايل داخل الدائرة المحيطة بنا...سمعت تاي وهوسوك يتمتمان بكلمات غريبة ومخيفة لا معنى لها ورأيت نورا يسطع من جيمين ليملأه بالقوة...بدأت أشعر بطاقتي تنخفض شيئا فشيئا وبأنه سيغمى علي إضافة لشعوري بروحي بدأت تخرج من قدمي ببطء
أغمضت عيناي مودعة الحياة وفكرت في كل الذين أحبهم...عائلتي...إخوتي ...فلورا...هاني، لي، جيونغهوا، سولجي، هايلين...السيدة جيون وجين...إضافة لجيمين الذي أحببته في يوم ما وتاي وهوسوك اللذان وثقت بهما
فتحت عيناي مرة أخرى فوجدت شخصا خامسا غيرنا...إنه شيطان...لكنه أضخم من جيمين وواضح انه أقوى منه -جيسوب:مفاجأة...هل اشتقت إلي يا أخي؟ -جيمين(بغضب) :أنت! ما الذي تفعله هنا؟ -جيسوب:لا شيء على الإطلاق هههههه...أتيت لأراك وأنت تغش -جيمين(بغضب) :لا مجال للغش في عالم الشياطين...البقاء للأقوى -جيسوب:هههههه في حالتك لا...أنت مسكين...لا تثق بنفسك ولا بقواك...لذلك تستخدم فتاة زُهرية حتى تهزمني -جيمين(بغضب) :اخرس...هذا شيء يخصني -جيسوب:بما أنه يخصني أيضا فسأتدخل هههههه
تقدم مني الشيطان المدعو جيسوب وأفلتني من العمود وحملني بين ذراعيه...كنت على وشك الإغماء ولم أفعل شيئا سوى المراقبة...آخر ما رأيته أن الضوء الذي كان يحيط بجيمين تحول إلى نار وبدأ يصرخ بألم...ومن بعيد هوسوك وتاي يراقبان بخوف...بعدها فقدت الوعي
فتحت عيناي مجددا فوجدت نفسي في غرفة صغيرة غريبة جدرانها متسخة وليس لها لا أبواب ولا نوافذ...كان الأمر أشبه بوجودي في صندوق مغلق ولكن ما جذب انتباهي هو الإضاءة الخافتة والجو الدافئ المكتئب...أدركت أنني لست في عالم البشر...حاولت قدر المستطاع إغماض عيناي والعودة لعالمي لكنني لم أنجح...يبدو أنني علقت في هذا العالم ولا مهرب لي
حاولت السير لكن شعرت بالجروح التي في رجلاي تحرقني...النزيف توقف لكن الألم حاد جدا...جلست على الأرض مجددا وتذكرت ما جرى...يبدو أنني لم أكن أحلم...إن جيمين بالفعل شيطان وقد حاول التضحية بي هو وهوسوك وتاي...وكل ما حصل أيضا حقيقي...حتى فلورا الآن في خطر...أتمنى فحسب أن يكون أحد قد لاحظ وجودها وأسعفها قبل أن تموت
بعد دقائق من الانتظار ظهر ذلك الشيطان الذي خطفني من العدم ووقف عند رأسي -آنجل:من أنت؟ -جيسوب:أنا أخ الشيطان المتهور الذي خدعك وأنتِ كالغبية وثقتِ به بكل سهولة -آنجل(بانزعاج) :صحيح...كل ما قلته صحيح -جيسوب:له له له لا تحزني فالرجال ملايين في هذه الحياة...أوبس...هل قلت الحياة؟ قصدت الجحيم -آنجل:ما الذي تتكلم عنه؟ -جيسوب:سأرسلك للجحيم هههههه -آنجل:هل ستقتلني؟ -جيسوب(بسخرية) :نعم وماذا ظننتِ؟ أنني أنقذتك لأنني طيب؟ ههههههه أنا شيطان يا فتاة...كما أن دم الزُهريين لذيذ جدا وسيمدني بقوة أكبر...لقد وكلت شيطانا ليتجسس عليك لكنك تكشفينه في كل مرة
لم يصدمني الكلام الذي قاله فأنا بالفعل تعرضت للخذلان مليون مرة ومحاولات القتل لم تعد تخيفني...كل ما فعلته هو التراجع للخلف والبقاء على استعداد تام لأي هجوم -جيسوب:هههههه لم تعودي تخافين شيئا -آنجل(بحدة) :لقد شهدت حوادث قتل واعتداء ودم مرات كثيرة...تعرضت للخذلان مرات كثيرة...تمت التضحية بي من قبل أشخاص اعتبرتهم أغلى من نفسي...رأيت الجن والشياطين وكلمتهم...فلماذا قد أخاف منك أنت؟
كلامي كان مستفزا بالنسبة له مما جعله يغضب ويضغط على قبضته بقوة -جيسوب(بحدة) :أقسم أنني سأعلق رأسك على حائط غرفتي لتبقي عبرة للثرثارين أمثالك
تجهز للهجوم علي فظننت أن الموت يلوح لي من بعيد...شريط حياتي أصبح يتكرر أمام عيناي وبدأت أتذكر أيامي الجميلة والحزينة...مهلا! رأيت ذكرى مهمة...رأيت آريس والسيدة جيون يخبرانني ببعض مميزات الإنسان الزُهري...قالا لي بأن لديه خدما من الجن ينفذون أوامره ويحمونه...إنها فرصتي لكي أنجو من هذه المعضلة وأختبر صحة ما سمعته منهما خاصة أنه يوم الزُهريين وطاقتي أضعاف -آنجل(بصراخ) :يا خدم الإنسان الزُهري...أنا أستدعيكم
لم أرمش حتى فوجدت آريس واقفا بيني وبين جيسوب الذي لم يبدأ هجومه بعد -آريس:سيدتي -آنجل:آريس...اقضِ عليه فهو يريد أذية سيدتك -آريس:أمرك
في غمضة عين امتلأت تلك الغرفة الشبيهة بالصندوق بمختلف أنواع الجن وعلى رأسهم آريس الذي يقودهم...تجهم وجه جيسوب وتراجع للخلف محاولا الهرب ولكن سرب الجن هجموا عليه وقاموا بتمزيقه إربا إربا أمام مرأى عيناي...ما يحصل بالفعل يستحق جائزة أوسكار للدراما والأكشن!
فتحت عيناي مجددا فوجدت نفسي مستلقية على بلاط غرفتي...حدقت في السقف لفترة محاولة تذكر ما حصل...بدا أشبه بالحلم...هل يعقل أن كل شيء كابوس مرعب من كوابيسي!؟
ركضت نحو النافذة فوجدت لون القمر الأحمر بدأ يضمحل...لقد انتهت ظاهرة القمر الدموي وانتهى معها كابوس عشته لثلاث أشهر...الحمد لله
أغمضت عيناي لأدخل في العالم الآخر فوجدت آريس واقفا بجانبي وابتسمت له -آنجل:شكرا جزيلا لك...لولاك أنت وباقي الجن لما نجوت من هناك -آريس:هذا واجبي سيدتي -آنجل:هيييي لا تنادني سيـ...
تذكرت أمر جيمين حين كان يطلب مني أن لا أناديه بسيدي...ومنه تذكرت أمر فلورا أيضا -آنجل(بقلق) :فلورا! -آريس:إنها بخير...لقد نُقلت للمستشفى -آنجل(بقلق) :علي الاطمئنان عليها
ركضت بأقصى سرعة للمستشفى فوجدت زميلتي لي تنتظر خارج غرفة العمليات بينما فلورا بالداخل -آنجل(بقلق) :هل هي بخير؟ -لي:لا أعلم...نحن ننتظر النتيجة -آنجل(بقلق) :أرجو أن تكون بخير
بعد دقائق خرج الطبيب وأخبرنا أن حالتها مستقرة وأنها تحتاج للراحة فحسب...ذلك الأمر جعلني أعود للحياة مجددا وأرمي بثقل كبير عن كاهلي بل وجعلني أبكي من الفرح
من شدة حماسي للموضوع أخبرت السيدة جيون بكل ما حصل معي وأخبرتني أن الأمور ستكون بخير ولست بحاجة للقلق بشأن التضحية بي حتى الثمانية عشرة سنة القادمة...وأخبرتني أيضا أنها لا تعرف إذا كان جيمين قد نجا هو وتابعاه من الحادثة أم أنهما احترقا لأن مقاطعة الطقوس الشيطانية خطر كبير على المشاركين فيها...هذا الكلام جعلني أشعر بالحزن رغم أنهم يستحقون ذلك لكن أولئك الأشخاص كانوا سببا في رسم الابتسامة على وجهي ذات يوم
هذه التجربة التي مررت بها علمتني أشياء لا يمكنني تعلمها في أي مدرسة...من الآن فصاعدا سأقدر حياتي وموهبتي في رؤية الجن والشياطين
• برأيكم : هل سينجو جيمين وتاي وهوسوك؟
عدل سابقا من قبل بثينة علي في الخميس يناير 18, 2024 6:02 pm عدل 2 مرات
بثينة علي يعجبه هذا الموضوع
بثينة علي Admin
المساهمات : 1314 تاريخ التسجيل : 27/05/2021 العمر : 27
استيقظ جيمين بعد إغماء دام لعدة أيام فوجد نفسه نائما على سرير في غرفة صغيرة...أحس بأن جسده يحترق وأنه لا يقوى على الحراك مطلقا...رفع كلتا يديه وحدق بهما باستغراب شديد وهو يرمش مرارا وتكرارا
دخل تاي الغرفة التي هو فيه وابتسم بلطف -تاي:سيدي...أنت بخير؟ أخيرا استيقظت! -جيمين:كم نمت؟ -تاي:أسبوعا كاملا...ظننا أنك دخلت غيبوبة...ما الذي يجري معك؟
حدق بيديه مجددا ثم نظر لتاي -جيمين:لا أعلم...حقا لا أعلم ما الذي يجري -تاي:سأحضر لك شيئا تأكله -جيمين:حسنا
خرج تاي لغرفة المعيشة فوجد هوسوك يلعب بهاتفه -تاي:لقد استيقظ أخيرا -هوسوك:حقا!؟ -تاي:بلى...يبدو أنه مريض -هوسوك:يا مغفل...منذ متى الشياطين تمرض؟ -تاي:ومنذ متى تدخل في غيبوبة؟ هههههههه
دخل تاي المطبخ وأعد سلطة خضار لجيمين مع كوب عصير وأخذها له مع هوسوك وجلسا بجانبه لكنه بقي شاردا ويحدق بيديه فقط -هوسوك:حمدا لله على سلامتك سيدي
حمل جيمين الشوكة بهدوء وتناول بعضا من السلطة فشعر باختلاف شديد بين طعم الطعام في السابق والآن -جيمين(بشرود) :ما الذي يحدث!؟ -تاي:ماذا؟ -جيمين(بشرود) :هذا الطعم! إنه مختلف
لمس هوسوك جبهته فوجدها ساخنة للغاية -هوسوك:أظنه بسبب المرض...حرارتك مرتفعة -جيمين(بشرود) :حرارتي! مرض! لكن الشياطين لا تمرض...ما الذي يجري!؟
نظر الاثنان لبعضهما باستغراب ثم وقف جيمين يسير بترنح إلى أن خرج من المنزل...وجد نفسه في منزل تاي في مزرعته وهذا أكثر مكان آمن يمكنهم الهرب إليه فلا بد أنهما ملاحقان من الشرطة الآن
نظر جيمين نحو الأفق وأغمض عينيه مرارا وتكرارا ثم حدق بيديه بصدمة مجددا -جيمين(بشرود) :ما الذي يحصل!؟ لماذا لا يمكنني التحول لشكلي الشيطاني!؟ ما الذي يحصل!؟ ما الذي يحصل!؟
دخل البيت ولحق به الاثنان اللذان لم يعودا يفهمان شيئا على الإطلاق...شاهداه وهو يقف بجانب موقد النار ثم أشعله ووضع يده على اللهيب فحرقه وصرخ بألم...لم يفهم الآخران شيئا من الذي يجري فركضا نحوه ليمنعاه ولكنه دفعهما وواصل إحراق يده -هوسوك:سيدي...ما الذي تفعله؟ -جيمين(بصدمة) :أنا مخلوق من النار...لماذا أتألم من لهيب بسيط؟! لا يجب أن يحصل ذلك
انبطح أرضا يضربها بيديه بشدة وصار يبكي بصوت عالٍ أمام ناظري تاي وهوسوك اللذان شعرا بالقهر على حاله رغم أنهما لا يفهمان بالضبط ما الذي يجري -جيمين(ببكاء) :لقد علقت بجسد البشري للأبد
شعر الاثنان بالصدمة مما سمعاه وحاولا الاقتراب منه لكنه أشار لهما بالابتعاد...بعدها سار مترنحا إلى أن وصل للغرفة التي كان نائما فيها وأغلق الباب على نفسه -تاي(بحزن) :مسكين...حاله تسوء أكثر منا -هوسوك(بحزن) :فعلا...ليس هناك أسوأ من أن تكون شيطانا عالقا في جسد بشري -تاي:علينا الوقوف بجانبه حتى ولو كان يعاملنا بِشَر في السابق -هوسوك:أوافقك
منذ حادثة القمر الدموي التي حصلت قبل ثلاث سنوات تغيرت حياتي كثيرا وأصبحت جادة وباردة أكثر مما كنت حتى...لقد رميت قصة جيمين بعيدا ونسيتها وحتى هو لم يظهر بحياتي مجددا ولا حتى تاي وهوسوك فعلا
بالنسبة لفلورا وسولجي وجين فقد تحسنت صحتهم جميعا وخرجوا من المستشفى واتفقنا على أن نغلق قضية جيمين وننساها نهائيا وكأنها لم تحدث من الأساس
تخرجت من الجامعة وتركت العمل في الفندق...أصبحت أعمل كموظفة في البنك الحكومي وراتبي ممتاز...إضافة لأنني ما أزال أعيش مع فلورا في نفس البيت والحياة تمضي بشكل عادي
في أحد الأيام أنهيت عملي وعدت للمنزل مساءً...سرت نحو البيت على قدماي لأن البنك ليس ببعيد عنا وطوال الطريق أسير وأبتسم للحياة مهما كانت قاسية علي
حين وصلت للبيت وجدت فلورا تعد العشاء بينما تقرأ الوصفة من موقع على النت -فلورا:إن لم تنجح فسأقيم الموقع بربع نجمة -آنجل:عادة ما تكون وصفات النت فاشلة -فلورا:أخبريني...هل سبق وجربتِ شيئا على النت ونفع؟ -آنجل:لا...لا أذكر حصول شيء كهذا -فلورا:ممممممم ستكون هذه آخر مرة أفعل فيها ذلك -آنجل:هذا أفضل
نضج الطعام وتناولناه ولم يكن بذلك السوء ولكن لم يكن ممتازا أيضا -آنجل:سأشطب ذلك الموقع من قائمة مصادري المستقبلية -فلورا:أنا أيضا
بعد أن تناولنا الطعام حملت الصحون لأجليها في المغسلة فقاطعتني فلورا بكلام كانت مترددة طويلا لقوله -فلورا:لقد التقيت بهوسوك اليوم
فجأة انزلقت الصحون من يدي وكادت تنكسر لولا أنني أمسكتها بسرعة البرق...كلامها هذا جعلني أتجمد في مكاني للحظات شاردة الذهن -فلورا:ربما ما كان علي أن أتكلم عن الموضوع...آسفة -آنجل(ببرود) :لا...لا مشكلة في التكلم عنه...أكملي -فلورا:متأكدة أنك ستتحملين سماعه؟ -آنجل(ببرود) :تتكلمين كما لو أنني سأغضب وأبكي وأنتحر...قولي ما تريدين قوله -فلورا:اسمعي...نحن لم نلتقي بتاي وهوسوك منذ مدة -آنجل(ببرود) :ثلاث سنوات -فلورا:أيا يكن...لقد أخبرني هوسوك أنه كان مجبرا على فعل ما فعله لأنه وقع عقدا مع جيمين وهو نادم ويريد طلب العفو منك إلا أنه خائف وخجل من تصرفاته السابقة -آنجل(ببرود) :من يسمعه لوهلة سيصدقه -فلورا:لا أعلم ماذا عنك...لكن بالنسبة لي صدقته وسامحته هو وتاي -آنجل(ببرود) :أنا أيضا أسامحهما...بدا لي ذلك اليوم أنهما لم يريدا المشاركة في الطقوس لكن جيمين هددهما -فلورا:هذا كل ما أردت قوله لك -آنجل(ببرود) :أين يعيشان الآن؟ -فلورا:لا أعلم...قال هوسوك أنهما بعيدان عنا كثيرا كي لا يسببا لنا المشاكل لكن لم يخبرني أين يستقران -آنجل(ببرود) :أسلوب ذكي للهروب من المشاكل -فلورا:في حال أردتِ الكلام معهما فيمكنني الربط بينكم -آنجل(ببرود) :لا حاجة لذلك...لا مصلحة لي بهما...أخبريهما أنني أسامحهما وانتهى...لا حاجة لطلب العفو مني وجها لوجه -فلورا:حسنا
بعد أن جليت الصحون ذهبت لغرفة المعيشة ورميت نفسي على الأريكة...كنت متعبة جدا من العمل في البنك لذلك استرخيت وقررت مشاهدة التلفاز...لكن جهاز التحكم بعيد عني وأشعر بالكسل -آنجل:آااريس
ظهر آريس بجانبي -آريس:نعم سيدتي؟ -آنجل:ناولني جهاز التحكم -آريس:للمرة المليون...نحن الجن وجدنا لنخدمك في أمور مهمة وليس لنحضر لك جهاز التحكم ونلتقط قبعتك التي أخذتها الرياح ونساعدك على الغش في الامتحان -آنجل:هل ستحضرها أم لا؟ -آريس(بتجهم) :أنتِ لن تفهمي أبدا
بلمح البصر طار جهاز التحكم ليدي فشغلت التلفاز على برنامج مضحك -آنجل:آرييييس -آريس(بتململ) :ماذا أيضا؟ -آنجل:ناولني زجاجة المشروب الغازي من الثلاجة -آريس(بتجهم) :من بين كل الزُهريين العاقلين على كوكب الأرض تم اختياري أنا فقط لأكون خادمك؟ -آنجل:هل ستحضرها أم ستكمل ثرثرتك هذه؟ -آريس(بتململ) :حاضر
أحضر لي زجاجة المشروب ففتحتها وشربت منها رشفة وأغمضت عيناي من شدة الغازات -آنجل:آاااريس -آريس(بتجهم) :ماذا؟ -آنجل:هل... -آريس(بحدة) :لن أنفذ أي طلب سخيف بعد الآن...احترمي مكانتي ولو قليلا -آنجل:لم أكن سأطلب شيئا...فقط سؤال بسيط -آريس:ما هو؟ -آنجل:تستطيع معرفة معلومات عن أي مخلوق على وجه الأرض صحيح؟ -آريس:بلى -آنجل(بتردد) :إذًا...هل...
أردت بشدة أن أسأله عن جيمين لكنني خائفة ومتوترة من الإجابة...رغم أنني أكرهه من أعماق قلبي لكن الفضول يشدني لأعرف هل احترق واختفى يوم ظاهرة القمر الدموي أم أنه ما يزال حيا -آنجل:لا...لا شيء...انسَ الأمر
نهضت من على الأريكة وتوجهت للحمام لآخذ حماما دافئا فأنا الآن بحاجة للاسترخاء أكثر من أي وقت آخر
في ذلك الوقت كان جيمين في المزرعة يقوم بمساعدة تاي وهوسوك على الأعمال الفلاحية وكان الجو باردا جدا لكنهما طلبا منه أن يحضر الماء للدجاجات
أخذ الدلو وذهب للبئر ثم وضعه أمام الحنفية ليمتلأ بينما ينفخ على أصابعه ويرقص من البرد -جيمين(بتجهم) :تبا! أكره هذا الجسد البشري...إنه يبرد بسرعة
بعد أن امتلأ الدلو أخذه للدجاجات ثم أغلق الباب وعاد لداخل المنزل حيث تاي وهوسوك يجلسان ويشاهدان التلفاز وهما يضحكان...جلس بجانبهما وهو قاطب حاجبيه بانزعاج -جيمين(بتجهم) :أنتما هنا تستمتعان بينما أنا في الخارج أتجمد بردا -هوسوك:تتكلم كما لو أننا نطلب منك ذلك دائما -تاي:لا تنسى أن علينا تقاسم العمل حتى لا يأكل أحد حق الآخر -جيمين(بتجهم) :لا داعي لتكرر السيناريو كل مرة فهو ممل
استلقى على الأريكة واستدار ليعطيهما ظهره ثم أغمض عينيه محاولا النوم...لكن محاولاته باءت بالفشل كلما استمع لأحاديثهما وكم أنهما مهتمان ببعضهما وسعيدان معا كالأخوين تماما...لعل تاي وُلد لقيطا لكن تجربته مع جيمين أكسبته هوسوك كأخ...وأيضا هوسوك خسر حبيبته لكن تاي عوضه عن كل ما يحتاجه لينسى أمرها ويقرر المضي قدما -تاي:لنعد البسكويت معا -هوسوك:هيا -تاي:هههههه أنا من سيعده هذه المرة فآخر مرة حينما أعددته أنت كان صلبا كالصخور -هوسوك:أوافقك هههههه
ذهبا للمطبخ وقاما بتجهيز المكونات ووضعها على المائدة وأصوات ضحكهما واستمتاعهما تصل لجيمين فجعلته يشعر بالغيرة والوحدة -جيمين(يفكر) :يبدوان لطيفين معا...إن علاقتهما أكبر من علاقة الإخوة...إنهما توأمان روحيان...أحسدهما...منذ تحولت لبشري لحد الآن لم أحظى بشخص أكلمه وأمزح معه...ليتني أستطيع مشاركتهما ما يفعلانه حينها قد أشعر بالرضى عن نفسي ولو قليلا
مع كل لحظة تمر كانت أصوات الاثنين تعلو أكثر وتزعجه خاصة بعد أن رآهما يلعبان بالطحين ويرشان بعضهما...لذلك نهض من مكانه وتوجه نحوهما في المطبخ -جيمين(بغضب) :اهدآااا...أحاول النوم هنا
هدأ الاثنان للحظات ثم نظرا لبعضهما وابتسما بخبث -تاي:هل تفكر فيما أفكر يا صديقي؟ -هوسوك:هههههه بالضبط -جيمين:مهلا! بماذا تفكران!؟
حمل الاثنان بعض الطحين ورشاه على جيمين فغطي رأسه بذراعيه -جيمين(بصراخ) :توقفااا...سألقنكما درسا...توقفاااا
لم يكترثا لصراخه وواصلا رشه بالطحين إلى أن سئم منهما وحمل الطحين بكفه هو الآخر ورشهما ثم دفعهما بقوة -جيمين(بغضب) :مغفلان...هذا طفولي
ثم صعد لغرفته غاضبا وتركهما منزعجين من تلك المعاملة
في يوم الغد أنهيت عملي في البنك وقبل أن أخرج جاء جين وألقى علي التحية -جين:مرحبا -آنجل:أهلا جين...لم تخبرني أنك ستأتي -جين:لنخرج ونلعب البولينغ...ما رأيك؟ -آنجل:لست بارعة كثيرا في تلك اللعبة لكن لا بأس -جين:هيا
كنت سأغادر فلاحظت ثلاثا من زميلاتي في العمل ينظرن إلي باستحقار...كل ذلك لأنهن رأين جين معي وهو شاب وسيم وأنيق وأي فتاة تتمناه...إضافة لحقدهن الغريب علي لأنني فتاة باردة ومهما تصرفن معي فأنا لا أبدي لهن أي ردة فعل
ذهبت تلك الليلة أنا وجين لقاعة البولينغ ولعبنا عدة جولات...وبالرغم من أنني لم ألعب هذه اللعبة من قبل إلا أنني تغلبت عليه وفي كل مرة أسقط الأوتاد وأفوز -جين(بتجهم) :لا بد أنك تستعينين بأصدقائك الجن -آنجل:لاااا...أقسم لك أنني لم أفعل -جين(بتجهم) :حظ متبدئين -آنجل:تصحيح...إنه حظ زُهريين -جين:لنلعب جولة أخرى...إن فزت...ستصبحين حبيبتي -آنجل:هههههههه وإن خسرت -جين:فإنني لن أظهر أمامك مجددا -آنجل(باستغراب) :لماذا تتكلم هكذا؟ -جين:بدون سبب...توافقينني؟
عبست بوجهي ثم انسحبت وجلست على أحد الكراسي الموجودة بالقرب من هناك ولحق بي جين -جين:لا تريدين اللعب؟ -آنجل(بتجهم) :لا أريد...كلامك أزعجني -جين:أعلم أننا صديقين ولكن...أنا أنظر لك على أنك أكثر من ذلك...أشعر أنني أنتظرك بلا فائدة وأنتِ لن تحبيني مطلقا -آنجل:لماذا علينا أن نكون في علاقة؟ تعجبني صداقتنا كثيرا -جين(بجدية) :لكن أنا لست مرتاحا...مشاعري تجاهك لن تختفي ما دمنا أصدقاء...لا أريد التعلق بشخص لن يكون لي -آنجل:جين...لا تتصرف هكذا -جين:ضربة واحدة سنحكم من خلالها على هذه العلاقة -آنجل:جين! -جين:لنبدأ
حمل كرة البولينغ بعد أن تجاهل كلامي ورماها بعشوائية نحو الأوتاد...تدحرجت الكرة ببطء إلى أن انحرفت عن المسار ولم تصب أي شيء -جين:رأيتِ؟ -آنجل:جين... -جين:لم أفز...هذا مؤسف...ستنتهي علاقتنا هنا -آنجل:جين اسمعني... -جين:تشرفت بمعرفتك...أنتِ إنسانة طيبة وأتمنى لك التوفيق في حياتك -آنجل:كفى...
انحنى لي بهدوء ثم غادر ببرود دون أن ينظر خلفه أو يعطي أي اهتمام لما سأقوله...ربما معه حق...أنا لا أعطيه أي فرصة ليتقرب مني وكل ذلك بسبب جرح الماضي الذي تسبب لي جيمين به...أظن أنني لن أحب مجددا ولن أستطيع إدخال أي شاب لحياتي...هذا بالأحرى ما سيحصل لاحقا
في المزرعة كان تاي وهوسوك معا يستمتعان بالجلوس حول النار ومشاهدة النجوم وقاما بوضع قطعة لحم على النار لتنشوي وأخذا معهما غيتارا -تاي:أنا سأعزف -هوسوك:وأنا سأصفق وأغني
بدآ بالعزف والغناء والتصفيق بسعادة وكأنهما شخصان جديدان لا يملكان لا هموما ولا أحزانا سابقة...بعدها أحضرا زجاجات الكولا وجلسا يشربانها ويستمتعان بوقتهما
ألقى جيمين نظرة على النافذة فقطب حاجبيه بانزعاج بعد أن رآهما مسرورين -جيمين(بتجهم) :الجو في الخارج بارد ولكنهما يفضلان فعل ما يفعلانه! كم هما مغفلان!
بقي يراقبهما بحزن ومع مرور الوقت شعر بالغيرة من سعادتهما وعلاقتهما القوية فأعاد ستار النافذة ودخل -جيمين:مشاعر البشر سخيفة...تشه
مرت عليه دقائق في الداخل يشعر بالوحدة إلى أن قرر ارتداء معطفه والخروج للجلوس معهما -جيمين:ماذا تفعلون هنا؟ الجو بارد -هوسوك:هناك هذه النار الدافئة وأيضا علاقتنا التي تحمينا من كل برد
أشاح بوجهه بانزعاج ثم جلس بجانبهما -جيمين:احم احم...أتمانعان إن جلست هنا؟ -تاي:أبدا -هوسوك:تفضل...اشرب الكولا معنا
قدم له زجاجة كولا فالتقطها بهدوء وارتشف منها -جيمين(بتجهم) :الأمر مزعج حين تكون بشريا...هناك ملايين الأمور تقلقك...إضافة لأبسط الأشياء التي تعكر مزاجك -تاي:فعلا...لكن أجمل ما في البشر أيضا مشاعر الحب والوفاء والصداقة -جيمين(بتجهم) :مازلت لا أعرف شيئا كهذا -هوسوك:أنت حتى لا تجرب -جيمين(بتجهم) :لا أحتاج مشاعركم السخيفة...أنا هكذا بأحسن حالاتي
تجاهل كلاهما كلامه وأكملا مشروبهما وهما يبتسمان أما هو فأنهى زجاجته بسرعة وعاد للمنزل -تاي:أريد التكلم معه عن آنجل لكنني خائف -هوسوك:لا تفعل...ليس هذا وقتها -تاي:حسنا
في يوم الغد ذهبت للعمل وكانت زميلاتي الثرثارات يرمقنني بنظرة مزعجة جعلت مزاجي يتعكر...لم أكن من النوع الذي يرد على أي أحد لكنني قررت أن أتدخل وأوقفهن عند حدهن
حين آنت فترة الاستراحة تركتهن حتى ذهبن للحمام ووقفت في الخارج أنتظر ردة فعلهن على ما سيحدث
في الداخل وقفت ثلاثتهن عند المرآة يقمن بتفقد تبرجهن -الأولى:رأيتن آنجل؟ لقد حصلت على حقيبة من ماركة غالية اليوم -الثانية:لا بد أن الرجال الذين تخرج معهم أهدوها إياها -الثالثة:ههههههه تبيع نفسها لأجل الحقائب...يالها من فتاة رخيصة! -الثانية:الشاب الذي كان معها البارحة بدا وسيما جدا وأنيقا -الأولى:مقارنة بها هي لا تستحقه...أعني ليست جميلة جدا -الثالثة:فعلا...ما المميز بها حتى خرج معها؟
فجأة أصبحت أضواء الحمام تشتغل وتنطفئ على الفتيات فتجمدن مكانهن من الخوف -الأولى(بخوف) :لعل هناك مشكلة في الكهرباء
لم يكن ما حصل مخيفا لهن كثيرا إلى أن صارت الحنفيات تشتغل بنفسها وأبواب المراحيض تنغلق وتفتح بسرعة مما جعلهن يصرخن بأعلى صوتهن ويهربن من هناك
ابتسمت ابتسامة جانبية ساخرة بينما أتكئ على الحائط وأراقبهن يهربن -آنجل:هههههه أحسنت آريس -آريس(بتجهم) :إلى متى سأظل أقوم بهذه الأمور السخيفة ها؟ -آنجل:ههههه آسفة...أنت جني مخضرم وتستحق مكافأة على ما تقدمه لي -آريس(بتجهم) :لا يهم -آنجل:أولئك الفتيات يزعجنني بثرثرتهن...يستحقن ما حصل معهن -آريس:البشر أحيانا يحملون مشاعر الحقد تجاه بعضهم بدون سبب وهذا مزعج -آنجل:أكره ذلك فيهم أكثر منك
استقمت من على الحائط وسرت نحو مكان عملي الذي هو عبارة عن مكتب صغير عليه حاسوب -آنجل:إنني أفكر في تاي وهوسوك طوال الوقت...ترى كيف حالهما الآن؟ -آريس:إن أردتِ فيمكنني التجسس عليهما لأجلك -آنجل:لا تفعل أرجوك -آريس:كما تريدين سيدتي -آنجل:لست حاقدة عليهما ولكن في نفس الوقت لا أريد مقابلتهما -آريس:خائفة؟ -آنجل:لا...من ماذا قد أخاف برأيك؟ -آريس:لا أعلم...البشر يخافون من أبسط الأمور والتجارب -آنجل(بحزن) :ربما ما يخيفني هو أنهما جزء من جرح الماضي الذي مازلت أعاني منه -آريس:تخافين تذكر حبيبك... -آنجل(تقاطعه) :لا يمكنك فعليا تسميته بحبيبي ولكن...لا يهم...ماذا لو ذهبت وزرتهما؟ ما رأيك؟ -آريس:فرصة جيدة للتصالح -آنجل:ليس تصالحا وإنما...هما صديقاي وأريد أن أزورهما وأطمئن عليهما -آريس:سأحضر لك عنوانهما في ثوانٍ -آنجل:نعم افعل ذلك رجاءً
• برأيكم : هل ستلتقي آنجل بجيمين حين تذهب للمزرعة؟ وما الذي سيحصل بينهما؟
عدل سابقا من قبل بثينة علي في الخميس يناير 18, 2024 6:03 pm عدل 2 مرات
بثينة علي يعجبه هذا الموضوع
بثينة علي Admin
المساهمات : 1314 تاريخ التسجيل : 27/05/2021 العمر : 27
ذهبت للعنوان الذي أحضره لي آريس وأخذت معي بعض الأغراض كالحلويات والفواكه وغير ذلك...توقفت بسيارتي في مزرعة تاي الصغيرة فوجدتها خضراء وجميلة...لا بد أنه يبذل جهدا هو وهوسوك للاهتمام بها
ترجلت من السيارة وأنا أحمل الأغراض بيدي وكان الجو وقتها شبه ممطر لأننا في الشتاء...سرت عبر طريق صغير وأنا أشغل قدرتي في رؤية المخلوقات الغريبة فوجدت أن تلك المزرعة مليئة بالشياطين والجن وهذا أمر طبيعي فلا مكان يخلو منها...لكن لم يكن ذلك هدفي بل أردت أن أرى إن كان جيمين بالجوار أم أنه مات بالفعل منذ حادثة القمر الدموي
وصلت لمنزل تاي وهوسوك وكان كوخا صغيرا ولكنه جميل ودافئ...بعدها طرقت الباب وبقيت أنتظر
فتح تاي الباب فانصدم بي وحدق بدون نطق أي كلمة -آنجل:مرحبا...كيف حالك؟ -تاي(بصدمة) :ب ب بخير...آنسة آنجل! -آنجل:هههههه نعم إنها أنا -تاي(بصدمة) :ك ك كيف...عرفتِ مكاننا؟ -آنجل:هل هو أمر لا يجب أن أعرفه؟ -تاي(بصدمة) :لا...فقط...أنا...مصدوم -آنجل:أيمكنني الدخول؟ -تاي(بصدمة) :تفضلي
دخلت المنزل خلفه وجلست على الأريكة بهدوء ثم أعطيته ما أحضرت -تاي:ما كان عليك إتعاب نفسك -آنجل:لا بأس
أخذ الأغراض ثم عاد إلي مع بعض العصير وقدمه لي -تاي:أعددت هذا العصير بنفسي...أتمنى أن يعجبك
تجرعت بعضا منه ثم وضعت الكوب على الطاولة وكل ذلك وأنا أفكر في ما أقول ومن أين أبدأ الكلام -آنجل(بابتسامة) :لذيذ جدا -تاي:شكرا -آنجل:أين هوسوك؟ -تاي:لقد ذهب للمدينة وسيعود لاحقا...ربما سيتأخر -آنجل:مؤسف...لقد أردت مقابلته بشدة -تاي:هل الموضوع مهم؟ -آنجل:ليس كثيرا...أردت فقط أن أكلمكما بشأن الخلافات التي صارت بيننا منذ سنتين ونصف -تاي(بتوتر) :أنا حقا خجل منك -آنجل:لا لا تخجل...أعلم أنكما كنتما مجبرين...أخبرتني فلورا بكل شيء -تاي(بتوتر) :حقا ما فعلناه لا يغتفر -آنجل:لا عليكما...تفهمت الأمر
أنزل رأسه وصمت بينما بقيت أراقبه -تاي(يفكر) :إن جيمين في غرفته الآن...أتمنى أن لا يخرج من هناك وإلا سيقابل الآنسة آنجل وتحصل فضيحة -آنجل:فِيمَ تفكر؟ -تاي(بتوتر) :لا شيء
بينما أشرب من كأس العصير سكبت بعضا منه بالخطأ على قميصي واتسخ -آنجل:أوبس! -تاي:أووو مشكلة -آنجل:هلَّا تدلني على الحمام لو سمحت؟ -تاي(يفكر) :مشكلة...إن الحمام موجود بجوار غرفة جيمين مباشرة...أتمنى أن لا يخطر على باله الخروج الآن
أخذني للحمام الموجود في الطابق العلوي فقمت بشطف العصير بالماء وجففته ثم خرجت وألقيت نظرة من حولي...بدا لي الطابق العلوي مرعبا فهو مظلم وبارد وفيه غرفة واحدة وحمام فقط...ربما كانت تلك الغرفة تستخدم كمخزن فقط أو أنها فارغة...حين شغلت موهبتي في رؤية المخلوقات الغريبة وجدتها مملوءة بالكائنات المخيفة مثل الجحيم تماما
شعرت بالخوف من ذلك المكان وسمعت صوت باب يفتح من خلفي فأسرعت نحو الدرج وبسبب الظلام والتوتر انزلقت رجلي بالخطأ وكدت أقع من الدرج لولا أن ذراعا أمسكت بي من الخلف وشدتني لأعلى لتمنعني من السقوط...كنت على وشك أن أتدحرج كالكرة لكن تم إنقاذي بأعجوبة...للحظة ظننت أنه آريس فهو يتدخل عادة في المواقف الحرجة ولكن حين رفعت رأسي ونظرت كان هناك وجه بالكاد يظهر في تلك الإضاءة الخافتة...وجه لم أره منذ ثلاث سنوات لكن ملامحه الساحرة محفورة في ذاكرتي...لم أصدق ما أراه وظننت أنني أتوهم من شدة اشتياقي له لذلك وقفت بهدوء أراقب فحسب...بالنسبة إليه فلم يبدِ أي ردة فعل سوى أنه نظر في وجهي للحظات ثم عاد للغرفة التي كان فيها وأغلق الباب
دقائق وأنا واقفة مكاني أحاول فهم الذي يجري...هل هذا حقا جيمين؟ ولكن لماذا هو على هيئة بشري وهالته هالة بشرية ولم أتمكن من رؤيته على حالته الشيطانية الأصلية؟ من المفروض أن موهبتي مفعلة الآن أي أنني أستطيع رؤية حقيقته
نزلت بشرود للطابق السفلي وقلبي يدق ثم جلست بجانب تاي الذي كان ينتظرني وشعر بالقلق من تصرفاتي -تاي:هل من خطب؟ -آنجل:لا أبد...أنا بخير...المهم...بما أنك بخير أنت وهوسوك فيمكنني المغادرة -تاي:كما تريدين -آنجل:حين يعود سلم لي عليه -تاي:سأفعل
خرجت وركبت سيارتي عائدة للمدينة التي أسكن فيها وكل ما أفكر فيه هو جيمين أو بالأحرى الشخص الذي رأيته وبدا لي أنه يشبه جيمين
استغرقت عدة أيام وأنا أفكر في نفس الموضوع وأشعر باضطراب في النوم والأكل وذهني شارد إلى أن قررت أن أفهم كل ما يحصل
عدت للمزرعة التي يسكن فيها تاي وهوسوك فوجدتهما خارجا يجلسان بجانب البيت وحينما رأياني تقدما مني وانحنيا باحترام -هوسوك:آنسة آنجل...سرتنا زيارتك -آنجل:لقد أتيت قبل أيام لكنك لم تكن موجودا -هوسوك:علمت ذلك -آنجل:إذًا...كيف حالك؟ -هوسوك:بأفضل حال -آنجل:مممم جيد
وقفنا كلنا بالخارج ولم يرد أي منهما دعوتي للدخول فشعرت بأنه غير مرغوب بي هناك وأنهما لا يريدان مني الاقتراب من جيمين لذلك قررت قول ما لدي بصراحة والمغادرة بسرعة -آنجل:اسمعا -تاي وهوسوك:نسمعك -آنجل:لا أعلم إن كنت أتوهم أم لا لكنني رأيت جيمين في منزلكما المرة الماضية...أخبراني هل هو حقا موجود هناك؟
لم يردا
-آنجل:ربما يجدر بكما إخباري فأنا بحاجة لفهم ما يجري
لم يردا
-آنجل:لا تريدان الكلام إذًا؟ -تاي:نريد ذلك ولكن جيمين طلب منا الصمت -آنجل:أخبراني وسيبقى كل شيء بيننا فقط -هوسوك:الحقيقة...جيمين الآن يعاني وقتا صعبا بسبب تحوله لبشري -آنجل:تحول لبشري! كيف؟ -هوسوك:منذ أن فشلت طقوس الشيطان التي قمنا بها تحول لبشري ويعيش بدون أمل -تاي:أنا قلق عليه فهو يحتجز نفسه في غرفته طوال الوقت ويعاملنا كالغرباء ولا نية له في فعل أي شيء بتاتا -آنجل:حاولتما معه؟ -هوسوك:بالتأكيد فعلنا لكنه لا يبذل أي جهد لتحسين حياته أساسا -آنجل:دعاني أكلمه -هوسوك:لا لا لا...هكذا سيتعقد الأمر أكثر لذا أرجوك لا تتدخلي -آنجل:هوسوك...من فضلك...أحتاج مكالمته -هوسوك:هو قال بنفسه أنه لا يريد رؤيتك مجددا لذا أنا آسف -آنجل:إذًا تظاهرا بأنكما لم ترياني وأنا أدخل المنزل...ما رأيكما؟ -تاي:آنسة آنجل افهمينا أرجوك...هو لا يريد مقابلتك
عبست بوجهي للحظات ثم توجهت نحو المنزل متجاهلة كلامهما ودخلت بينما يلحقان بي محاولين منعي...لم أكن في مزاج للتفكير في الموضوع حتى لذلك فعلت ما علي وصعدت السلالم إلى أن وقفت أمام غرفته في الطابق العلوي -تاي(بهمس) :إياك وفعلها -آنجل:إن لم أفعلها فلن يرتاح قلبي -هوسوك(بهمس) :آنسة آنجل من فضلك -آنجل:لقد قررت وانتهى
طرقت الباب بهدوء ودخلت فوجدت جيمين مستلقيا على سريره وحين رآني استقام من مكانه وملامح الصدمة تعتريه -آنجل:مرحبا -جيمين(ببرود) :غادري -آنجل:أهذا ما تقوله لشخص لم تره منذ ثلاث سنوات؟ -جيمين(ببرود) :أمفروض أن أرحب بك وأقيم لك احتفالا؟ -آنجل:لم أقل ذلك -جيمين(ببرود) :إذًا غادري -آنجل:ألا تشعر بالفضول لمعرفة لماذا أتيت؟ -جيمين(ببرود) :لتتشمتي بمصيبتي -آنجل:لاااا أبدا...بدا لي أنك لست بخير لذا أتيت لمواساتك
اقترب مني ببطء وصار يلتف حولي ووقتها لا يمكنني أن أصف لكم كيف كان قلبي يدق بسرعة هائلة -جيمين:لا أحتاج شفقتك...غادري -آنجل:ليست شفقة -جيمين:أي نوع من البشر أنتِ؟ لقد قمت بخداعك وكدت أودي بحياتك لكنك تجاهلتِ كل ذلك وجئتِ لتكلميني -آنجل(بحزن) :كل البشر يخطؤون... -جيمين(بحدة) :لست بشريا -آنجل:حسنا...كل الشياطين يخطؤون -جيمين(بحدة) :لا مجال للخطأ...كل ما تفعله الشياطين هو أمر مقصود...باختصار لست نادما على ما فعلته...غادري
عاد ليستلقي في سريره ووضع ذراعيه على رأسه ولكنني لم أغادر بل بقيت أنظر له بعينين دامعتين -جيمين:ألم تغادري بعد؟ أتريدين أن أطردك؟
نهض مجددا وتقدم مني ثم شدني من ذراعي ليخرجني من الغرفة لكنني أفلتت يدي ووقفت أمامه بثقة -آنجل(بحشرجة) :جيمين...مازلت أحبك
استدار نحوي ببطء وبدت عليه الصدمة مما سمعه لكنه تجاهل الأمر بسرعة وعاد ليستلقي في سريره -آنجل(بحشرجة) :اسمعني هذه المرة فقط...أنا لا أكرهك ولست حاقدة عليك بشأن ما حصل...لقد خلقت شيطانا وهذا ليس بيدك...أعلم أن الشياطين شريرة...ولكن الآن تغير كل شيء...أنت بشري...أنت الآن تملك الخيار لتكون طيبا أو شريرا -جيمين(ببرود) :لا تتدخلي فيما لا يعنيك -آنجل(بحشرجة) :بل يعنيني...أتعرف؟ كنت مشتاقة لك بجنون لدرجة أنني أراك في أحلامي...مازلت أحب جيمين الذي كان يهتم بي ويناديني ملاكي...متأكدة أنه لم يكن يريد أذيتي في أعماقه حتى لو كان شيطانا -جيمين(ببرود) :أنتِ تخرفين -آنجل(بحشرجة) :لنمنح علاقتنا فرصة ولنعد لبعضنا
تجمدت ملامحه ولم يرد علي واكتفى بالتحديق بالسقف -آنجل(بحشرجة) :حين رأيتك بعد كل هذه المدة شعرت أن قلبي يدق بقوة...مازال كذلك...إن لمسته الآن فستعرف كم أنا مشتاقة إليك وأريد أن نعود لبعضنا...حتى لو كنت غبية حين انخدعت بك أول مرة فلا يهمني...أريد أن أكون تلك الغبية التي تقع بحبك مجددا -جيمين(ببرود) :غبية بالفعل -آنجل(بحشرجة) :أنا سأنتظر جوابك...حتى لو اضطررت لانتظاره لسنوات فلا مانع لدي...المهم أن تعطيني أملا ولو كان صغيرا
انحنيت بهدوء وخرجت من الغرفة متوجهة نحو باب الخروج...مع كل خطوة أخطوها عبر الدرج تسيل دموعي ونفسيتي تتعب أكثر
ودعت تاي وهوسوك ثم ركبت سيارتي عائدة للمدينة التي أعيش فيها...وبمجرد أن غادرت ركض كلاهما نحو غرفة جيمين ووقفا عند الباب -تاي:أتظن أنه غاضب منا؟ -هوسوك:ربما
قبل أن يدخلا سمعا صوته ينادي عليهما بغضب فدخلا عنده ركضا -جيمين(بحدة) :أيها الحقيران...قلت لكما إنني لا أريد رؤيتها فلماذا سمحتما لها بالدخول؟ -تاي:أردنا أن نساعدك -جيمين(بحدة) :على ماذا؟ -تاي:بدا أنك تمر بوقت عصيب بسبب آنجل -جيمين(بحدة) :غير صحيح -هوسوك:أنت متأكد أنها ليست السبب؟ -جيمين(بحدة) :بتاتا -هوسوك:إذًا لماذا تبقى في غرفتك طوال الوقت؟! -جيمين(بحدة) :هذا أمر يخصني أنا فقط...غادرا...وإياكما وإحضارها إلى هنا أو السماح لها بدخول غرفتي -تاي:لكننا لم نحضرها...لقد عرفت مكاننا بنفسها -جيمين:ربما أخبرها خدمها من الجن -هوسوك:الجن! -جيمين:انسيا الأمر...غادرا فأنا أريد النوم
خرجا من غرفة جيمين وتوجها لغرفة المعيشة -تاي:لماذا تظن أنه انفعل هكذا؟ هل قالت له شيئا؟ -هوسوك:وأنا ما أدراني؟ -تاي:لنحضر العشاء يا صديقي -هوسوك:ماذا سنطبخ؟ -تاي:ممممم لا أعلم -هوسوك:ليتنا سألنا جيمين عما يود أكله -تاي:سأصعد وأسأله
صعد تاي بهدوء وطرق باب غرفة جيمين ثم دخل -جيمين(بحدة) :ماذا تريد الآن؟ لقد قلت أريد النوم -تاي:ماذا تحب أن تتناول للعشاء؟ -جيمين(بحدة) :لاااا شيء...دعوني وشأني...لا أريد أن آكل شيئا -تاي:يا فتى...نحن نحاول مساعدتك هنا فساعدنا قليلا -جيمين(بحدة) :لا حاجة لي بمساعدتكما...ابقيا بعيدين عني فحسب -تاي(بانزعاج) :لقد بدأت أسأم من تصرفاتك -جيمين(بحدة) :إذًا اخرج
تنهد تاي محاولا كبت غيضه لكنه لم يستطع فركض نحو جيمين وأمسكه من قميصه بعنف ونظر في عينيه بحدة -تاي(بحدة) :هل تظن أنك الوحيد الذي يعاني من مشاكل في حياته؟ ها؟ أنا أيضا كنت أعاني الاكتئاب مثلك وأنت أعلم مني بذلك
لم يرد
-تاي(بحدة) :طوال الوقت كنا نتفهمك ونعاملك بلطف لكي تخرج من اكتئابك ولكنك لا تساعدنا بالمرة
لم يرد
-تاي(بحدة) :لقد علقت بجسد بشري وهذا ليس خطأ أي أحد سواك لذا تحمل مسؤولية أفعالك -جيمين(بحدة) :ماذا تعني بخطئي؟ -تاي(بحدة) :هناك مثل بشري يقول "من حفر حفرة لأخيه وقع فيها" أي أنك كنت تحاول خداع آنجل فانقلب عليك الخداع وخسرت قواك الشيطانية
لم يرد
-تاي(بحدة) :عليك أن تنسى الموضوع فما تفعله لن يفيدك شيئا...عش كبشري وانسَ ما فات
أفلت قميصه ثم خرج من الغرفة وتركه حائرا وحزينا مما قاله...هو بالفعل يدرك أن ما حصل قد حصل ولا يمكن تغييره لكنه خائف من حياة البشر لأنه يظنهم أغبياء وتافهين ومشاعرهم تطغى عليهم لذلك يخاف من هذه الحياة
تلك الليلة لم أتمكن من النوم بسبب تفكيري المفرط بجيمين...الأمر تجاوز الإدمان والجنون...لا أستطيع محوه من رأسي مهما حاولت
نهضت من فراشي بينما فلورا غارقة في نوم عميق ثم وقفت بجانب النافذة...كان القمر مكتملا ومنيرا وضوؤه الساطع ينير السماء ليذكرني بأيام الماضي...تلك الأيام حيث أنا وجيمين نشاهد النجوم والقمر معا ونعيش أجمل لحظات حياتنا
في نفس الوقت لم يتمكن جيمين من النوم فنظر عبر النافذة ورأى القمر مكتملا والنجوم أكثر لمعانا ووضوحا -جيمين(يفكر) :أتذكر ملاكي...إنها تحب هذا المنظر كثيرا وتطلب مني دائما الذهاب لرؤيته معها...ترى هل تستحق علاقتنا فرصة كما قالت لي؟ هل سأكون شخصا جيدا بالنسبة لها؟ أنا خائف فحسب من أن أسبب لها الألم لذلك أريد البقاء بعيدا عنها...مازلت أحبها بجنون رغم كل شيء
في صباح اليوم التالي استيقظ جيمين ونزل من غرفته إلى غرفة المعيشة حيث تاي يتناول فطوره وهوسوك يجلس بجانبه ليتحدثا...وعلى غير العادة ابتسم لهما مما جعلهما ينصدمان -جيمين(بابتسامة) :صباح الخير -تاي:هل ما أراه صحيح؟ هههههه -جيمين(بابتسامة) :نعم صحيح...أنا بالفعل أبتسم -هوسوك:تبدو وسيما وأنت تبتسم -جيمين:حقا!؟ -هوسوك:بكل تأكيد -تاي:تعال وتناول فطورك
جلس بجانبهما وأكل فطوره وهو يبتسم وكانت أنظار تاي وهوسوك عليه لأنهما أخيرا تمكنا من رؤيته سعيدا -جيمين:هوسوك...صديقي -هوسوك(بتعجب) :صديقك!؟ -جيمين:بلى...سأناديك صديقي -هوسوك:هههههه نادني كما تريد -جيمين:هل يمكنني استعارة بذلتك لأجل موعد؟ -هوسوك:أوووو موعد...يال فرحتي بك...بالتأكيد -جيمين:وأيضا سيارتك -هوسوك:لاااا مشكلة...أغراضي هي أغراضك -جيمين:شكرا صديقي
ارتدى جيمين بذلة هوسوك ومشط شعرة ووضع العطر ثم توجه بسيارته لسيؤول
في ذلك الوقت كنت أنا وفلورا في المنزل حين رن جرس الباب -آنجل:افتحي أنتِ -فلورا:لا أنتِ -آنجل:أنا فتحته البارحة إنه دورك -فلورا:اطلبي من جنيك أن يفتحه -آنجل:آريس افتحه -آريس(بتجهم) :احم احم -آنجل:فهمت...ستفتحه فلورا -فلورا:لاااا -آنجل:إن فتحتِه هذه المرة فسأفتحه أنا غدا -فلورا(بتجهم) :حسنا
ذهبت لتفتح الباب وانصدمت حين رأت جيمين بملابس فخمة ومظهر جذاب يحمل باقة ورد -فلورا(بصدمة) :أنت!؟ -جيمين:مساء الخير -فلورا:تريد آنجل صحيح؟ -جيمين:بلى -فلورا:تفضل
أدخلته لغرفة المعيشة وحينما رأيته اعتدلت في جلستي ونظرت له بعينين ثملتين لم ترَ هذه الوسامة منذ سنوات...تقدم مني وقدم لي باقة الورد فأمسكتها ووضعتها في المزهرية -فلورا:سأخرج لأترككما تتحدثان براحتكما -آنجل:حسنا -جيمين:رافقتك السلامة
خرجت فلورا وبقينا نحن الاثنان جالسان بجانب بعضنا...كل منا يريد أن يتكلم ولكن لم نعرف من أين نبدأ وكيف نعبر عن مشاعرنا -جيمين:ملاكي... -آنجل(بصدمة) :ها؟! -جيمين:لقد ازددتِ جمالا بعد أن كبرتِ ثلاث سنوات -آنجل(بابتسامة) :أعلم ههههههه -جيمين:ملاكي... -آنجل:أنت تقتلني حين تقول لي تلك الكلمة -جيمين:ملاكي...
بدون وعي مني أمسكته من وجنتيه وقبلته على شفتيه بقوة...جمعت في تلك القبلة كل أشواقي والسنين التي افترقنا فيها لأجعلها قبلة رومنسية وعميقة وأسطورية...وبدون تردد بادلني القبلة ليجعلني أثمل من مذاق شفتيه اللتين حرمت منهما طوال السنوات الماضية...إنها شفاه بطعم العسل يجعلك مذاقها تنسى أنك في حضرة شيطان حاول قتلك
فصل القبلة بهدوء ونظر لوجهي المخدر -جيمين(بابتسامة) :أنتِ لن تتحرشي بي مجددا صحيح؟ -آنجل:ههههه لا أضمن لك ذلك فأنا مشتاقة لك لحد الجنون -جيمين:ههههههههه ستستغلين الفرصة بما أننا وحدنا؟ -آنجل:مممممممممم ربما
قبلته مرة أخيرة برفق على شفتيه ثم نهضت من أمامه محاولة إغاضته...لكنه ابتسم ونهض ليلحق بي وقام بمعانقتي بحرارة كما لم يفعل من قبل -جيمين:أحبك ملاكي -آنجل:أحبك...أحبك شيطاني
الأيام تمر بسرعة حين تكون برفقة من تحب...هكذا الحال معي أنا وجيمين...لقد واصلنا حياتنا معا ورمينا خلفنا خصاماتنا التافهة
قام جيمين باستئجار بيت في سيؤول وصار يعمل ويجني المال مثله مثل أي شخص آخر...في البداية واجه صعوبات كثيرة في التأقلم كبشري لكنني وقفت معه وعلمته وشجعته على أن يبذل جهدا أكبر حتى يحصل على الاستقرار والحياة الشريفة
بالنسبة لفلورا وهوسوك فهما يخفيان عنا علاقتها...لكن فلورا فوتت عليها أمرا مهما وهو أنه ما من شيء يخفى على الإنسان الزُهري...أعلم جيدا أنهما يخرجان منذ فترة ولكن لا أفهم ما حاجتهما لإخفاء الحقيقة عني...بالعكس لو أخبراني لشجعتهما أكثر فأنا أراهما مناسبين لبعضهما كثيرا...لكن لا يهم...فليفعلا ما يشاءان...فلورا كبيرة بالفعل ولا حاجة لأريها ما تفعل
• برأيكم : ما الذي سيحصل في الفصل القادم والذي هو آخر فصل؟
رواية عشقت شيطان : الفصل التاسع عشر
ذهبت للعنوان الذي أحضره لي آريس وأخذت معي بعض الأغراض كالحلويات والفواكه وغير ذلك...توقفت بسيارتي في مزرعة تاي الصغيرة فوجدتها خضراء وجميلة...لا بد أنه يبذل جهدا هو وهوسوك للاهتمام بها
ترجلت من السيارة وأنا أحمل الأغراض بيدي وكان الجو وقتها شبه ممطر لأننا في الشتاء...سرت عبر طريق صغير وأنا أشغل قدرتي في رؤية المخلوقات الغريبة فوجدت أن تلك المزرعة مليئة بالشياطين والجن وهذا أمر طبيعي فلا مكان يخلو منها...لكن لم يكن ذلك هدفي بل أردت أن أرى إن كان جيمين بالجوار أم أنه مات بالفعل منذ حادثة القمر الدموي
وصلت لمنزل تاي وهوسوك وكان كوخا صغيرا ولكنه جميل ودافئ...بعدها طرقت الباب وبقيت أنتظر
فتح تاي الباب فانصدم بي وحدق بدون نطق أي كلمة -آنجل:مرحبا...كيف حالك؟ -تاي(بصدمة) :ب ب بخير...آنسة آنجل! -آنجل:هههههه نعم إنها أنا -تاي(بصدمة) :ك ك كيف...عرفتِ مكاننا؟ -آنجل:هل هو أمر لا يجب أن أعرفه؟ -تاي(بصدمة) :لا...فقط...أنا...مصدوم -آنجل:أيمكنني الدخول؟ -تاي(بصدمة) :تفضلي
دخلت المنزل خلفه وجلست على الأريكة بهدوء ثم أعطيته ما أحضرت -تاي:ما كان عليك إتعاب نفسك -آنجل:لا بأس
أخذ الأغراض ثم عاد إلي مع بعض العصير وقدمه لي -تاي:أعددت هذا العصير بنفسي...أتمنى أن يعجبك
تجرعت بعضا منه ثم وضعت الكوب على الطاولة وكل ذلك وأنا أفكر في ما أقول ومن أين أبدأ الكلام -آنجل(بابتسامة) :لذيذ جدا -تاي:شكرا -آنجل:أين هوسوك؟ -تاي:لقد ذهب للمدينة وسيعود لاحقا...ربما سيتأخر -آنجل:مؤسف...لقد أردت مقابلته بشدة -تاي:هل الموضوع مهم؟ -آنجل:ليس كثيرا...أردت فقط أن أكلمكما بشأن الخلافات التي صارت بيننا منذ سنتين ونصف -تاي(بتوتر) :أنا حقا خجل منك -آنجل:لا لا تخجل...أعلم أنكما كنتما مجبرين...أخبرتني فلورا بكل شيء -تاي(بتوتر) :حقا ما فعلناه لا يغتفر -آنجل:لا عليكما...تفهمت الأمر
أنزل رأسه وصمت بينما بقيت أراقبه -تاي(يفكر) :إن جيمين في غرفته الآن...أتمنى أن لا يخرج من هناك وإلا سيقابل الآنسة آنجل وتحصل فضيحة -آنجل:فِيمَ تفكر؟ -تاي(بتوتر) :لا شيء
بينما أشرب من كأس العصير سكبت بعضا منه بالخطأ على قميصي واتسخ -آنجل:أوبس! -تاي:أووو مشكلة -آنجل:هلَّا تدلني على الحمام لو سمحت؟ -تاي(يفكر) :مشكلة...إن الحمام موجود بجوار غرفة جيمين مباشرة...أتمنى أن لا يخطر على باله الخروج الآن
أخذني للحمام الموجود في الطابق العلوي فقمت بشطف العصير بالماء وجففته ثم خرجت وألقيت نظرة من حولي...بدا لي الطابق العلوي مرعبا فهو مظلم وبارد وفيه غرفة واحدة وحمام فقط...ربما كانت تلك الغرفة تستخدم كمخزن فقط أو أنها فارغة...حين شغلت موهبتي في رؤية المخلوقات الغريبة وجدتها مملوءة بالكائنات المخيفة مثل الجحيم تماما
شعرت بالخوف من ذلك المكان وسمعت صوت باب يفتح من خلفي فأسرعت نحو الدرج وبسبب الظلام والتوتر انزلقت رجلي بالخطأ وكدت أقع من الدرج لولا أن ذراعا أمسكت بي من الخلف وشدتني لأعلى لتمنعني من السقوط...كنت على وشك أن أتدحرج كالكرة لكن تم إنقاذي بأعجوبة...للحظة ظننت أنه آريس فهو يتدخل عادة في المواقف الحرجة ولكن حين رفعت رأسي ونظرت كان هناك وجه بالكاد يظهر في تلك الإضاءة الخافتة...وجه لم أره منذ ثلاث سنوات لكن ملامحه الساحرة محفورة في ذاكرتي...لم أصدق ما أراه وظننت أنني أتوهم من شدة اشتياقي له لذلك وقفت بهدوء أراقب فحسب...بالنسبة إليه فلم يبدِ أي ردة فعل سوى أنه نظر في وجهي للحظات ثم عاد للغرفة التي كان فيها وأغلق الباب
دقائق وأنا واقفة مكاني أحاول فهم الذي يجري...هل هذا حقا جيمين؟ ولكن لماذا هو على هيئة بشري وهالته هالة بشرية ولم أتمكن من رؤيته على حالته الشيطانية الأصلية؟ من المفروض أن موهبتي مفعلة الآن أي أنني أستطيع رؤية حقيقته
نزلت بشرود للطابق السفلي وقلبي يدق ثم جلست بجانب تاي الذي كان ينتظرني وشعر بالقلق من تصرفاتي -تاي:هل من خطب؟ -آنجل:لا أبد...أنا بخير...المهم...بما أنك بخير أنت وهوسوك فيمكنني المغادرة -تاي:كما تريدين -آنجل:حين يعود سلم لي عليه -تاي:سأفعل
خرجت وركبت سيارتي عائدة للمدينة التي أسكن فيها وكل ما أفكر فيه هو جيمين أو بالأحرى الشخص الذي رأيته وبدا لي أنه يشبه جيمين
استغرقت عدة أيام وأنا أفكر في نفس الموضوع وأشعر باضطراب في النوم والأكل وذهني شارد إلى أن قررت أن أفهم كل ما يحصل
عدت للمزرعة التي يسكن فيها تاي وهوسوك فوجدتهما خارجا يجلسان بجانب البيت وحينما رأياني تقدما مني وانحنيا باحترام -هوسوك:آنسة آنجل...سرتنا زيارتك -آنجل:لقد أتيت قبل أيام لكنك لم تكن موجودا -هوسوك:علمت ذلك -آنجل:إذًا...كيف حالك؟ -هوسوك:بأفضل حال -آنجل:مممم جيد
وقفنا كلنا بالخارج ولم يرد أي منهما دعوتي للدخول فشعرت بأنه غير مرغوب بي هناك وأنهما لا يريدان مني الاقتراب من جيمين لذلك قررت قول ما لدي بصراحة والمغادرة بسرعة -آنجل:اسمعا -تاي وهوسوك:نسمعك -آنجل:لا أعلم إن كنت أتوهم أم لا لكنني رأيت جيمين في منزلكما المرة الماضية...أخبراني هل هو حقا موجود هناك؟
لم يردا
-آنجل:ربما يجدر بكما إخباري فأنا بحاجة لفهم ما يجري
لم يردا
-آنجل:لا تريدان الكلام إذًا؟ -تاي:نريد ذلك ولكن جيمين طلب منا الصمت -آنجل:أخبراني وسيبقى كل شيء بيننا فقط -هوسوك:الحقيقة...جيمين الآن يعاني وقتا صعبا بسبب تحوله لبشري -آنجل:تحول لبشري! كيف؟ -هوسوك:منذ أن فشلت طقوس الشيطان التي قمنا بها تحول لبشري ويعيش بدون أمل -تاي:أنا قلق عليه فهو يحتجز نفسه في غرفته طوال الوقت ويعاملنا كالغرباء ولا نية له في فعل أي شيء بتاتا -آنجل:حاولتما معه؟ -هوسوك:بالتأكيد فعلنا لكنه لا يبذل أي جهد لتحسين حياته أساسا -آنجل:دعاني أكلمه -هوسوك:لا لا لا...هكذا سيتعقد الأمر أكثر لذا أرجوك لا تتدخلي -آنجل:هوسوك...من فضلك...أحتاج مكالمته -هوسوك:هو قال بنفسه أنه لا يريد رؤيتك مجددا لذا أنا آسف -آنجل:إذًا تظاهرا بأنكما لم ترياني وأنا أدخل المنزل...ما رأيكما؟ -تاي:آنسة آنجل افهمينا أرجوك...هو لا يريد مقابلتك
عبست بوجهي للحظات ثم توجهت نحو المنزل متجاهلة كلامهما ودخلت بينما يلحقان بي محاولين منعي...لم أكن في مزاج للتفكير في الموضوع حتى لذلك فعلت ما علي وصعدت السلالم إلى أن وقفت أمام غرفته في الطابق العلوي -تاي(بهمس) :إياك وفعلها -آنجل:إن لم أفعلها فلن يرتاح قلبي -هوسوك(بهمس) :آنسة آنجل من فضلك -آنجل:لقد قررت وانتهى
طرقت الباب بهدوء ودخلت فوجدت جيمين مستلقيا على سريره وحين رآني استقام من مكانه وملامح الصدمة تعتريه -آنجل:مرحبا -جيمين(ببرود) :غادري -آنجل:أهذا ما تقوله لشخص لم تره منذ ثلاث سنوات؟ -جيمين(ببرود) :أمفروض أن أرحب بك وأقيم لك احتفالا؟ -آنجل:لم أقل ذلك -جيمين(ببرود) :إذًا غادري -آنجل:ألا تشعر بالفضول لمعرفة لماذا أتيت؟ -جيمين(ببرود) :لتتشمتي بمصيبتي -آنجل:لاااا أبدا...بدا لي أنك لست بخير لذا أتيت لمواساتك
اقترب مني ببطء وصار يلتف حولي ووقتها لا يمكنني أن أصف لكم كيف كان قلبي يدق بسرعة هائلة -جيمين:لا أحتاج شفقتك...غادري -آنجل:ليست شفقة -جيمين:أي نوع من البشر أنتِ؟ لقد قمت بخداعك وكدت أودي بحياتك لكنك تجاهلتِ كل ذلك وجئتِ لتكلميني -آنجل(بحزن) :كل البشر يخطؤون... -جيمين(بحدة) :لست بشريا -آنجل:حسنا...كل الشياطين يخطؤون -جيمين(بحدة) :لا مجال للخطأ...كل ما تفعله الشياطين هو أمر مقصود...باختصار لست نادما على ما فعلته...غادري
عاد ليستلقي في سريره ووضع ذراعيه على رأسه ولكنني لم أغادر بل بقيت أنظر له بعينين دامعتين -جيمين:ألم تغادري بعد؟ أتريدين أن أطردك؟
نهض مجددا وتقدم مني ثم شدني من ذراعي ليخرجني من الغرفة لكنني أفلتت يدي ووقفت أمامه بثقة -آنجل(بحشرجة) :جيمين...مازلت أحبك
استدار نحوي ببطء وبدت عليه الصدمة مما سمعه لكنه تجاهل الأمر بسرعة وعاد ليستلقي في سريره -آنجل(بحشرجة) :اسمعني هذه المرة فقط...أنا لا أكرهك ولست حاقدة عليك بشأن ما حصل...لقد خلقت شيطانا وهذا ليس بيدك...أعلم أن الشياطين شريرة...ولكن الآن تغير كل شيء...أنت بشري...أنت الآن تملك الخيار لتكون طيبا أو شريرا -جيمين(ببرود) :لا تتدخلي فيما لا يعنيك -آنجل(بحشرجة) :بل يعنيني...أتعرف؟ كنت مشتاقة لك بجنون لدرجة أنني أراك في أحلامي...مازلت أحب جيمين الذي كان يهتم بي ويناديني ملاكي...متأكدة أنه لم يكن يريد أذيتي في أعماقه حتى لو كان شيطانا -جيمين(ببرود) :أنتِ تخرفين -آنجل(بحشرجة) :لنمنح علاقتنا فرصة ولنعد لبعضنا
تجمدت ملامحه ولم يرد علي واكتفى بالتحديق بالسقف -آنجل(بحشرجة) :حين رأيتك بعد كل هذه المدة شعرت أن قلبي يدق بقوة...مازال كذلك...إن لمسته الآن فستعرف كم أنا مشتاقة إليك وأريد أن نعود لبعضنا...حتى لو كنت غبية حين انخدعت بك أول مرة فلا يهمني...أريد أن أكون تلك الغبية التي تقع بحبك مجددا -جيمين(ببرود) :غبية بالفعل -آنجل(بحشرجة) :أنا سأنتظر جوابك...حتى لو اضطررت لانتظاره لسنوات فلا مانع لدي...المهم أن تعطيني أملا ولو كان صغيرا
انحنيت بهدوء وخرجت من الغرفة متوجهة نحو باب الخروج...مع كل خطوة أخطوها عبر الدرج تسيل دموعي ونفسيتي تتعب أكثر
ودعت تاي وهوسوك ثم ركبت سيارتي عائدة للمدينة التي أعيش فيها...وبمجرد أن غادرت ركض كلاهما نحو غرفة جيمين ووقفا عند الباب -تاي:أتظن أنه غاضب منا؟ -هوسوك:ربما
قبل أن يدخلا سمعا صوته ينادي عليهما بغضب فدخلا عنده ركضا -جيمين(بحدة) :أيها الحقيران...قلت لكما إنني لا أريد رؤيتها فلماذا سمحتما لها بالدخول؟ -تاي:أردنا أن نساعدك -جيمين(بحدة) :على ماذا؟ -تاي:بدا أنك تمر بوقت عصيب بسبب آنجل -جيمين(بحدة) :غير صحيح -هوسوك:أنت متأكد أنها ليست السبب؟ -جيمين(بحدة) :بتاتا -هوسوك:إذًا لماذا تبقى في غرفتك طوال الوقت؟! -جيمين(بحدة) :هذا أمر يخصني أنا فقط...غادرا...وإياكما وإحضارها إلى هنا أو السماح لها بدخول غرفتي -تاي:لكننا لم نحضرها...لقد عرفت مكاننا بنفسها -جيمين:ربما أخبرها خدمها من الجن -هوسوك:الجن! -جيمين:انسيا الأمر...غادرا فأنا أريد النوم
خرجا من غرفة جيمين وتوجها لغرفة المعيشة -تاي:لماذا تظن أنه انفعل هكذا؟ هل قالت له شيئا؟ -هوسوك:وأنا ما أدراني؟ -تاي:لنحضر العشاء يا صديقي -هوسوك:ماذا سنطبخ؟ -تاي:ممممم لا أعلم -هوسوك:ليتنا سألنا جيمين عما يود أكله -تاي:سأصعد وأسأله
صعد تاي بهدوء وطرق باب غرفة جيمين ثم دخل -جيمين(بحدة) :ماذا تريد الآن؟ لقد قلت أريد النوم -تاي:ماذا تحب أن تتناول للعشاء؟ -جيمين(بحدة) :لاااا شيء...دعوني وشأني...لا أريد أن آكل شيئا -تاي:يا فتى...نحن نحاول مساعدتك هنا فساعدنا قليلا -جيمين(بحدة) :لا حاجة لي بمساعدتكما...ابقيا بعيدين عني فحسب -تاي(بانزعاج) :لقد بدأت أسأم من تصرفاتك -جيمين(بحدة) :إذًا اخرج
تنهد تاي محاولا كبت غيضه لكنه لم يستطع فركض نحو جيمين وأمسكه من قميصه بعنف ونظر في عينيه بحدة -تاي(بحدة) :هل تظن أنك الوحيد الذي يعاني من مشاكل في حياته؟ ها؟ أنا أيضا كنت أعاني الاكتئاب مثلك وأنت أعلم مني بذلك
لم يرد
-تاي(بحدة) :طوال الوقت كنا نتفهمك ونعاملك بلطف لكي تخرج من اكتئابك ولكنك لا تساعدنا بالمرة
لم يرد
-تاي(بحدة) :لقد علقت بجسد بشري وهذا ليس خطأ أي أحد سواك لذا تحمل مسؤولية أفعالك -جيمين(بحدة) :ماذا تعني بخطئي؟ -تاي(بحدة) :هناك مثل بشري يقول "من حفر حفرة لأخيه وقع فيها" أي أنك كنت تحاول خداع آنجل فانقلب عليك الخداع وخسرت قواك الشيطانية
لم يرد
-تاي(بحدة) :عليك أن تنسى الموضوع فما تفعله لن يفيدك شيئا...عش كبشري وانسَ ما فات
أفلت قميصه ثم خرج من الغرفة وتركه حائرا وحزينا مما قاله...هو بالفعل يدرك أن ما حصل قد حصل ولا يمكن تغييره لكنه خائف من حياة البشر لأنه يظنهم أغبياء وتافهين ومشاعرهم تطغى عليهم لذلك يخاف من هذه الحياة
تلك الليلة لم أتمكن من النوم بسبب تفكيري المفرط بجيمين...الأمر تجاوز الإدمان والجنون...لا أستطيع محوه من رأسي مهما حاولت
نهضت من فراشي بينما فلورا غارقة في نوم عميق ثم وقفت بجانب النافذة...كان القمر مكتملا ومنيرا وضوؤه الساطع ينير السماء ليذكرني بأيام الماضي...تلك الأيام حيث أنا وجيمين نشاهد النجوم والقمر معا ونعيش أجمل لحظات حياتنا
في نفس الوقت لم يتمكن جيمين من النوم فنظر عبر النافذة ورأى القمر مكتملا والنجوم أكثر لمعانا ووضوحا -جيمين(يفكر) :أتذكر ملاكي...إنها تحب هذا المنظر كثيرا وتطلب مني دائما الذهاب لرؤيته معها...ترى هل تستحق علاقتنا فرصة كما قالت لي؟ هل سأكون شخصا جيدا بالنسبة لها؟ أنا خائف فحسب من أن أسبب لها الألم لذلك أريد البقاء بعيدا عنها...مازلت أحبها بجنون رغم كل شيء
في صباح اليوم التالي استيقظ جيمين ونزل من غرفته إلى غرفة المعيشة حيث تاي يتناول فطوره وهوسوك يجلس بجانبه ليتحدثا...وعلى غير العادة ابتسم لهما مما جعلهما ينصدمان -جيمين(بابتسامة) :صباح الخير -تاي:هل ما أراه صحيح؟ هههههه -جيمين(بابتسامة) :نعم صحيح...أنا بالفعل أبتسم -هوسوك:تبدو وسيما وأنت تبتسم -جيمين:حقا!؟ -هوسوك:بكل تأكيد -تاي:تعال وتناول فطورك
جلس بجانبهما وأكل فطوره وهو يبتسم وكانت أنظار تاي وهوسوك عليه لأنهما أخيرا تمكنا من رؤيته سعيدا -جيمين:هوسوك...صديقي -هوسوك(بتعجب) :صديقك!؟ -جيمين:بلى...سأناديك صديقي -هوسوك:هههههه نادني كما تريد -جيمين:هل يمكنني استعارة بذلتك لأجل موعد؟ -هوسوك:أوووو موعد...يال فرحتي بك...بالتأكيد -جيمين:وأيضا سيارتك -هوسوك:لاااا مشكلة...أغراضي هي أغراضك -جيمين:شكرا صديقي
ارتدى جيمين بذلة هوسوك ومشط شعرة ووضع العطر ثم توجه بسيارته لسيؤول
في ذلك الوقت كنت أنا وفلورا في المنزل حين رن جرس الباب -آنجل:افتحي أنتِ -فلورا:لا أنتِ -آنجل:أنا فتحته البارحة إنه دورك -فلورا:اطلبي من جنيك أن يفتحه -آنجل:آريس افتحه -آريس(بتجهم) :احم احم -آنجل:فهمت...ستفتحه فلورا -فلورا:لاااا -آنجل:إن فتحتِه هذه المرة فسأفتحه أنا غدا -فلورا(بتجهم) :حسنا
ذهبت لتفتح الباب وانصدمت حين رأت جيمين بملابس فخمة ومظهر جذاب يحمل باقة ورد -فلورا(بصدمة) :أنت!؟ -جيمين:مساء الخير -فلورا:تريد آنجل صحيح؟ -جيمين:بلى -فلورا:تفضل
أدخلته لغرفة المعيشة وحينما رأيته اعتدلت في جلستي ونظرت له بعينين ثملتين لم ترَ هذه الوسامة منذ سنوات...تقدم مني وقدم لي باقة الورد فأمسكتها ووضعتها في المزهرية -فلورا:سأخرج لأترككما تتحدثان براحتكما -آنجل:حسنا -جيمين:رافقتك السلامة
خرجت فلورا وبقينا نحن الاثنان جالسان بجانب بعضنا...كل منا يريد أن يتكلم ولكن لم نعرف من أين نبدأ وكيف نعبر عن مشاعرنا -جيمين:ملاكي... -آنجل(بصدمة) :ها؟! -جيمين:لقد ازددتِ جمالا بعد أن كبرتِ ثلاث سنوات -آنجل(بابتسامة) :أعلم ههههههه -جيمين:ملاكي... -آنجل:أنت تقتلني حين تقول لي تلك الكلمة -جيمين:ملاكي...
بدون وعي مني أمسكته من وجنتيه وقبلته على شفتيه بقوة...جمعت في تلك القبلة كل أشواقي والسنين التي افترقنا فيها لأجعلها قبلة رومنسية وعميقة وأسطورية...وبدون تردد بادلني القبلة ليجعلني أثمل من مذاق شفتيه اللتين حرمت منهما طوال السنوات الماضية...إنها شفاه بطعم العسل يجعلك مذاقها تنسى أنك في حضرة شيطان حاول قتلك
فصل القبلة بهدوء ونظر لوجهي المخدر -جيمين(بابتسامة) :أنتِ لن تتحرشي بي مجددا صحيح؟ -آنجل:ههههه لا أضمن لك ذلك فأنا مشتاقة لك لحد الجنون -جيمين:ههههههههه ستستغلين الفرصة بما أننا وحدنا؟ -آنجل:مممممممممم ربما
قبلته مرة أخيرة برفق على شفتيه ثم نهضت من أمامه محاولة إغاضته...لكنه ابتسم ونهض ليلحق بي وقام بمعانقتي بحرارة كما لم يفعل من قبل -جيمين:أحبك ملاكي -آنجل:أحبك...أحبك شيطاني
الأيام تمر بسرعة حين تكون برفقة من تحب...هكذا الحال معي أنا وجيمين...لقد واصلنا حياتنا معا ورمينا خلفنا خصاماتنا التافهة
قام جيمين باستئجار بيت في سيؤول وصار يعمل ويجني المال مثله مثل أي شخص آخر...في البداية واجه صعوبات كثيرة في التأقلم كبشري لكنني وقفت معه وعلمته وشجعته على أن يبذل جهدا أكبر حتى يحصل على الاستقرار والحياة الشريفة
بالنسبة لفلورا وهوسوك فهما يخفيان عنا علاقتها...لكن فلورا فوتت عليها أمرا مهما وهو أنه ما من شيء يخفى على الإنسان الزُهري...أعلم جيدا أنهما يخرجان منذ فترة ولكن لا أفهم ما حاجتهما لإخفاء الحقيقة عني...بالعكس لو أخبراني لشجعتهما أكثر فأنا أراهما مناسبين لبعضهما كثيرا...لكن لا يهم...فليفعلا ما يشاءان...فلورا كبيرة بالفعل ولا حاجة لأريها ما تفعل
• برأيكم : ما الذي سيحصل في الفصل القادم والذي هو آخر فصل؟
عدل سابقا من قبل بثينة علي في الخميس يناير 18, 2024 6:05 pm عدل 2 مرات
بثينة علي يعجبه هذا الموضوع
بثينة علي Admin
المساهمات : 1314 تاريخ التسجيل : 27/05/2021 العمر : 27
بعد مرور أشهر جلست أنا وجيمين في مكان بعيد عن المدينة نشاهد القمر والنجوم لأنني طلبت منه ذلك...بينما أرخي رأسي على كتفه الحنون بدأت أفكر في أن هذه العلاقة وصلت للهوس...أنا تقريبا مهووسة به تماما ولا أعلم ماذا سيحصل لو انفصلنا مرة أخرى...بالتأكيد سأجن -جيمين:أردت فتح موضوع مهم معك ولكنني متوتر من ردة فعلك -آنجل:ما هو؟ -جيمين:لقد وصلنا لمرحلة متقدمة من علاقتنا صحيح؟ -آنجل:بلى...هذا ما كنت أفكر فيه -جيمين:لماذا لا نتقدم خطوة أخرى بعد وننهي الطريق الذي بدأناه؟
حين سمعته يتكلم عن إنهاء الطريق الذي بدأناه شعرت أنه يلمح لي بالانفصال...ربما سئم مني لأنني ملتصقة به طوال الوقت...أصبح قلبي يدق باضطراب مجددا وهذا أمر أكرهه في نفسي لأنه سيسمع دقات قلبي ويكشفني
حملت رأسي عن كتفه ببطء وتظاهرت بالبرود...لا يمكنني البكاء أمامه وتوسله ليبقى معي...ليس علي ذلك فأنا آنجل الفتاة الباردة -جيمين:ما الأمر؟ لماذا تغيرت ملامح وجهك؟ -آنجل(ببرود) :لا شيء...هيا قل ما عندك -جيمين:حسنا...لا تغضبي مني اتفقنا؟ -آنجل(ببرود) :لا لن أفعل...هذه حياتك وأنت حر فيها -جيمين:اسمعي...أنا حقا خائف من ردة فعلك...لكن ألا تظنين أن هذه العلاقة...
قاطعته بدون تفكير ووضعت إصبع سبابتي على شفتيه لأسكته...لم أستطع سماعه يقولها...لا يمكنني سماعها...إنها تؤلم كثيرا -آنجل(بحزن) :لا تقلها أرجوك...إن أردت المغادرة فافعل ذلك فحسب...غادر دون إخباري -جيمين:أغادر!؟ -آنجل(بحزن) :سأنزل من سيارتك...إن كنت حقا تريد الانفصال فغادر واتركني هنا وحيدة...لكن لا تقلها...لا تفعل أرجوك -جيمين:مهلا! ما الذي تتحدثين عنه؟ -آنجل(بحزن) :افعلها فحسب
نزلت من سيارته ووقفت أشيح ببصري بعيدا عنه فابتسم ونزل من السيارة هو الآخر وعانقني من الخلف -آنجل(بحزن) :فقط افعلها وغادر...لا حاجة للشفقة علي -جيمين:يبدو أن طريقتي في التمهيد للأمور فاشلة -آنجل(بحزن) :لا أبدا...فهمت كل شيء...افعل ما تراه مناسبا -جيمين:حسنا
بقي يعانقني لفترة دون النطق بأي شيء وأنا على وشك البكاء -آنجل(بحزن) :ألن تغادر؟ -جيمين:ولِمَ أفعل؟ لقد جئنا لنرى القمر والنجوم معا -آنجل(بحزن) :لكنك تريد إنهاء علاقتنا -جيمين:نعم أريد إنهاءها ولكن ليس بالطريقة التي تفكرين فيها -آنجل(بحزن) :كيف؟ -جيمين:تعرفين...العشاق يمرون بمراحل أثناء علاقتهم...تعارف...موعد...حب...قبلة إلخ إلخ إلخ -آنجل(بحزن) :لقد قطعنا كل تلك المراحل بالفعل -جيمين:بقيت المرحلة النهائية التي يتمناها كل شخصين يحبان بعضهما -آنجل(بصدمة) :هل تقصد...! -جيمين(بصراخ) :تزوجيني
وضعت يداي على فمي من الصدمة محاولة أن أستوعب ما سمعته للتو...هل طلب يدي للزواج حقا؟ هل أنا في حلم؟ ليتني لا أستيقظ مطلقا إن كان حلما -آنجل(بصدمة) :كرر ما قلته للتو! -جيمين(بصراخ) :ملاكي...هل تتزوجينني؟ -آنجل(بصدمة) :لاااا أخاف أن يكون حلما...لا أريد الاستيقاظ الآن -جيمين:هههههه ليس حلما...تزوجيني يا ملاكي
احتجت لوقت طويل حتى أستوعب ما سمعت فعانقته بحرارة -آنجل:موافقة -جيمين:خفت أن ترفضي -آنجل:ولماذا قد أرفض؟ -جيمين:من المجنونة التي تقبل الزواج بشيطان برأيك؟ -آنجل:احم احم...أنت لست شيطانا...أنت بشري مثلي...توقف عن ذكر قصة الشيطان هذه فهي تزعجني -جيمين:لكن هذا لن يغير حقيقة أنني كنت شيطانا في يوم من الأيام -آنجل(بتجهم) :هفففففف اخرس
تجاهلت كلامه وركبت السيارة ثم لحقني هو الآخر -جيمين:لا أعرف الكثير عن عادات الزواج عند البشر لذا هلَّا تعلمينني؟ -آنجل:حسنا...غدا سأعلمك
في يوم الغد ذهبنا نحن الاثنين لمتجر للمجوهرات وألقينا نظرة على مجموعة من الخواتم -آنجل:أول خطوة...خواتم الخطبة -جيمين:أيجب أن يكون خاتما غالي الثمن؟ -آنجل:ليس شرطا...المهم أن نضعهما كرمز لعلاقتنا -جيمين:مممممم فهمت
نظر للخواتم إلى أن وجد واحدا منقوشا عليه ملاك بأجنحة -جيمين:أووو هذا يناسبك كثيرا -آنجل:إنه جميل...لكن لا أعتقد أنه مناسب لخطبة -جيمين(بإحباط) :ممممم حسنا سأختار لك غيره
قطب حاجبيه وواصل البحث عن خاتم آخر لكنني شعرت بالذنب فحملت خاتم الملاك ووضعته في إصبعي -آنجل:لا بأس بتغيير القواعد...حياتنا كلها مليئة بالخروج عن المألوف لذا...سآخذ هذا -جيمين:إن كان لا يناسبك فلا تفعلي -آنجل:لا لا...يناسبني كثيرا -جيمين(بابتسامة) :لنشتريه
أنهينا أول خطوة والتي هي اختيار خواتم الخطبة ثم توجهنا للخطوة الثانية...اختيار ثوب وبذلة العروس والعريس
ذهبنا لأحد المتاجر المختصة بملابس العرس وجربنا مجموعة من الملابس إلى أن عثرنا أخيرا على ما يناسبنا...بالإضافة إلى أنني اخترت بذلة بيضاء لجيمين لأنني أحب اللون الأبيض ولكي نجعل شخصيته أكثر نقاءً بالنسبة لشيطان...وأيضا اخترت لنفسي ثوبا أبيض طويلا ومرصعا بالزينة والجواهر وحرصت على جعله قريبا للأزياء التي تلبسها الملائكة في الأفلام والقصص الأسطورية
ثالث خطوة هي اختيار مكان الزفاف وهو أصعب جزء...وذلك بسبب أسعار القاعات الغالية والخدمات...وبما أن جيمين من سيدفع ثمنها فراتبه قليل ولا يكفي لاختيار واحدة فخمة
تجولنا على عدة قاعات لكن أيا منها لم تنل إعجابي...أشعر بشيء ما ناقص لا أفهم ما هو...كما لو أنني لست مرتاحة للزفاف في القاعات أو شيء من هذا القبيل
عند آخر قاعة وقفنا ننظر من حولنا ونرى التجهيزات -جيمين:أعجبتني...سعرها مقبول والإطلالة جميلة -آنجل:ممممم فعلا ولكن...ليست المكان الذي أريد الزواج فيه -جيمين:ما الذي يخطر ببالك؟ -آنجل:لا أعلم...لقد رأينا 7 قاعات إلى الآن لكن لا أعلم لماذا لست مرتاحة لها -جيمين:وما القاعة التي تتخيلينها في ذهنك؟ -آنجل:مممممممم لا أعلم...لكن حين أراها سأرتاح لها على الفور -جيمين:هل نذهب لمشاهدة قاعات أخرى؟ -آنجل:لا...لا...هذا يكفي -جيمين:لكننا لم نختر واحدة بعد وزفافنا قريب -آنجل:سأفكر اليوم وأرد لك الجواب -جيمين:حسنا ملاكي...افعلي ما ترينه مناسبا -آنجل:لنذهب ونتسلى
في تلك الليلة خرجنا معا لنشاهد فيلما والساعة لم تتجاوز العاشرة والجو دافئ وجميل ليخرج العشاق فيه في مواعيد
بينما نتجول في الخارج نظرت للسماء فخطرت على بالي فكرة لحفل زفاف أسطوري -آنجل(بحماس) :وجدتها...حفل زفاف تحت ضوء النجوم والقمر -جيمين:معقول! -آنجل(بحماس) :بلى...لطالما كنت أنا وأنت من عشاق الفلك...أريد أن نتزوج أمام مرأى القمر والنجوم -جيمين:كيف سنجد قاعة زفاف بلا سقف؟ -آنجل:أيها الغبي...لا أريد قاعة...أريد مكانا واسعا فحسب -جيمين:مثل حديقة؟ -آنجل:بالضبط -جيمين:هل يمكننا استئجار حديقة؟ -آنجل:نعم هناك أماكن مخصصة يمكننا إقامة زفافنا فيها ولكنها ستكون أغلى بقليل من القاعات العادية -جيمين:مممممم موافق...سأحقق لملاكي حلمها وأقيم لها زفافا تحت ضوء القمر والنجوم -آنجل:إلا أن هناك مشكلة صغيرة جدا -جيمين:ماذا أيضا؟ -آنجل:هنا في المدينة من الصعب رؤية السماء بوضوح
نظر لأعلى فوجد أن إضاءة المدينة طاغية على إضاءة النجوم والقمر وبالكاد يظهرون -جيمين:هذا مؤسف -آنجل(بإحباط) :مممممم لا يهم...هي مجرد حفلة زفاف ومدتها ساعتين فقط...لماذا علينا التدقيق بكل شيء -جيمين:لا تحزني ملاكي...سنجد حلا -آنجل:لا يهم...المهم أنك معي
سرنا بضعة خطوات متشابكي الأيدي إلى أن خطرت على باله فكرة -جيمين:وجدتها...لنقمها في مزرعة تاي وهوسوك -آنجل:في المزرعة!؟ -جيمين:أعلم أن الظروف هناك ليست ممتازة ولكن يمكننا تحويلها لمكان جميل بمساعدة البقية -آنجل(بابتسامة) :من يهتم...المهم أننا نستطيع الزواج تحت ضوء القمر -جيمين:نعم...لنجعل ليلة زفافنا ليلة أسطورة تحت أضواء السماء -آنجل:ههههههه موافقة
احتجنا لأيام من أجل التجهيز لزفافنا في المزرعة...كانت الأجواء هناك جميلة والحقول الخضراء تغطي المكان وهذا ما جعل الديكور يبدو أكثر حيوية...وبمساعدة فلورا وتاي وهوسوك قمنا بتجهيز الموقع وتنظيفه وكراء الديكور والطاولات وأغراض الزفاف المعتادة
بقيت الخطوة ما قبل الأخيرة وهي كتابة الدعوات للمعزومين...وهذا ما فعلته أنا وجيمين حين التقينا في منزلي -آنجل:أريد دعوة بعض من زملائي من الجامعة -جيمين:حسنا -آنجل:ماذا عنك؟ من تريد أن تدعو؟ -جيمين:هههههه لا تمزحي...لا أعرف أحدا من الأساس -آنجل:ولا حتى أشخاص عرفتهم بالصدفة؟ -جيمين:لا -آنجل:مممممم ماذا عن أفراد عائلتك؟ -جيمين:هل فقدتِ ذاكرتك؟ ليس لدي عائلة
صمتت لبعض الوقت أفكر في عائلة جيمين -آنجل:ترى أين باقي أفراد عائلتك من الشياطين؟ -جيمين:أبي توفي...أمي لم أرها طوال حياتي ولا أعرف عنها شيئا...أما أخي فتعرفين أنه مات يوم ظاهرة القمر الدموي -آنجل:أووو مؤسف -جيمين:لكنك أنتِ عائلتي...لا حاجة لي بالباقين -آنجل(بابتسامة) :أنت لطيييف جدا -جيمين(بانزعاج) :كيف تدعين شيطانا باللطيف؟ -آنجل:هههههه أعلي تذكيرك أنك لم تعد شيطانا؟ -جيمين(بانزعاج) :احم احم
ابتسمت وأنا أكمل كتابة الأسامي على بطاقات الدعوة إلى أن خطر جين على بالي -آنجل:لندعو جين...ما رأيك؟ -جيمين:أيعقل أنه سيلبي الدعوة؟ -آنجل:لا أعلم...لنجرب -جيمين(بانزعاج) :لكنه سينظر لك وأنا أغار -آنجل:هههههه ارتح...جين لم يعد يراني أكثر من فتاة كان يعرفها ذات يوم -جيمين:مازلت غير مرتاح -آنجل:ههههههه شيطاني اللطيف
في يوم الزفاف...أخيرا وصل ذلك اليوم الذي كنتُ أتطلع له طوال حياتي...أشعر بالأدرينالين يتدفق في كل جسمي وبأنني لا أكاد أقوى على الانتظار من شدة الحماس
أقمنا حفل الزفاف في المزرعة كما خططنا وتحت ضوء النجوم والقمر وقمنا يتجهيز المكان ليبدو ملائما لجو المعزومين بغض النظر عن أنه مكان منعزل وممل
في داخل المنزل جلست بثوب الزفاف أنتظر إلى أن جاء إلي جيمين وأمسك بذراعي وأخذني لنسير على السجادة الحمراء وسط تصفيق الضيوف...إلى أن وصلنا حيث الشخص الذي سيعقد قراننا رسميا...طرح علينا بعض الأسئلة الخاصة بقبول الزواج والعهد الذي على المتزوجين إدلاءه وفي نهاية المطاف أعلننا زوجا وزوجته
بعد أن انتهت المراسم أمسك جيمين بيدي ووقف وسط الضيوف وصرخ بأعلى صوته ليجذب الانتباه -جيمين(بصراخ) :انتباه جميعا
نظر له كل من في المكان فرفع رأسه للسماء وراقب القمر والنجوم -جيمين(بصراخ) :فلتشهد علي النجوم والقمر بأنني سأسعد آنجل وأجعلها تعيش كالأميرة
صفق الجميع له وحتى أنا فعلت ذلك...بعدها أكملنا مراسم الزفاف بشكل طبيعي وتكلمنا مع الحضور وتناولنا الطعام
اهتم هوسوك بتصوير الزفاف وكان يملأ الجو بهجة بشخصيته المرحة وقد أخذ يتجول على الحضور ليصورهم وأولهم تاي -هوسوك:مرحبا يا صديقي...معك الكاميرا الآن...ما الذي تريد قوله للعريسين؟ -تاي:ممممم أريد أن أقول...أتمنى لكما زواجا سعيدا وأن تعيشا بدون مشاكل...وأن أجد زوجة أنا أيضا عن قريب -هوسوك:ههههههه لا تمزح...تريد الزواج؟ -تاي:طبعا...وهل تظن أنك أنت وجيمين فقط يحق لكما الارتباط؟ -هوسوك:احم احم لا تفضحني أمام الكاميرا...اخرس
تجاهل تاي وذهب ليصور فلورا التي كانت تتناول الطعام بمفردها في إحدى زوايا الحفل -هوسوك:مرحبا حبيبتي...ماذا تفعلين؟ -فلورا:آكل كما ترى -هوسوك:توقفي وإلا ستسمنين -فلورا(بانزعاج) :إن لم تخرس فسأحشو فمك بالطعام الذي في يدي دفعة واحدة -هوسوك:حسنا حسنا...ما الذي تريدين قوله للعروس؟ -فلورا:أولا أريد أن أقول لآنجل بأنني سعيدة لها...حتى ولو لم أكن أشجع هذه العلاقة في البداية ولكنني غيرت رأيي...إن جيمين شخص طيب ويستحق فرصة...ثانيا أقول لجيمين بأنني سأقتله إن جعل آنجل حزينة...هذا كل شيء -هوسوك:شكرا حبيبتي...لننتقل لشخص آخر
سار يبحث بين الضيوف إلى أن وجد جين ووالدته يجلسان في إحدى الطاولات فوجه الكاميرا نحوهما -جيون:مهلا مهلا! لا تصورني...لا أحب ذلك -هوسوك:لكن عليك المشاركة كونك من معارف العروس -جيون:احم احم...ماذا تريد؟ -هوسوك:قولي شيئا للعروس ليبقى ذكرى -جيون:احم احم...آنجل...إن حدث وقررتِ الزواج مرة ثانية فإياك السماح لهذا الشاب خصيصا بالتصوير -جين:ههههههههههه مرة ثانية...أمي لقد أتيتِ بالعيد رسميا -هوسوك(بانزعاج) :حرام عليك...فقط أريد ترك ذكريات جيدة من ناس جيدين لآنجل -جين:ههههه لا تهتم لها فهي تمازحك...دعني أنا أتكلم -هوسوك:الكاميرا لك -جين:مرحبا آنجل...مرحبا جيمين...إن رأيتما هذا التسجيل فتذكراني...أتمنى أن تنجبا ولدا وتسمياه جين ويكون بنفس وسامتي...أعلم أن هذا صعب فهناك جين وسيم عالمي واحد ولكن ابذلا جهدكما -جيون(باستغراب) :لا أصدق أنني أنجبت ولدا كهذا من بطني -جين:هههههههه هل تنكرين أنني ورثت الجمال عنك؟ -جيون:أووووف الصبر يا الله -هوسوك:مممممم أظن أن هذا يكفي
هرب هوسوك من هناك وذهب للمائدة التي تجلس فيها زميلاتي الخمس السابقات اللواتي كن يعملن معي في الفندق...هاني وجيونغهوا وهايلين وسولجي ولي -هوسوك:مرحبااااا كيف حالكن بنات؟ -هاني:مرحباااا -لي:تماااااام -هوسوك:هل تردن قول شيء للعروس والعريس؟ -هايلين:أنا سأبدأ...أنا -هوسوك:هيا -هايلين:هل تذكرين المخلوقات ذات العيون الحمراء؟
أسرعت هاني ووضعت يدها على فمها لتسكتها ثم وجهت الكاميرا نحوها -هاني(بتوتر) :هههههه إنها تخرف...لننسى الموضوع...آنجل وجيمين كونا جيدين مع بعضكما وعيشا حياة سعيدة -جيونغهوا:ولا تتفرقا أبدا أبدا مهما كانت الظروف -سولجي:وتذكرا أننا سنبقى بجانبكما ونسادكما -لي:تشيييييييييز -هوسوك:تشيز! ما هذا!؟ -لي:لا أعلم...ليس لدي شيء أقوله فصديقاتي قد قلن كل شيء -هوسوك:هههههه المهم المشاركة...شكرا لكُن
في نهاية المطاف وجه الكاميرا نحوي أنا وجيمين -هوسوك:الدور عليكما -آنجل:ماذا أقول؟ -هوسوك:صفا شعوركما...كيف تشعران اليوم؟ -آنجل:إنه شعور أشبه بالخيال...حماس زائد وسعادة لا توصف -هوسوك:وأنت جيمين؟ -جيمين:أشعر بأنني ولدت بشريا من جديد هههههه أمر مضحك صحيح ههههههههه -آنجل(ببرود) :لا ليس مضحكا -هوسوك(ببرود) :لا يجب أن تلقي النكت بتاتا -آنجل:المهم...لقد مررنا في حبنا بمطبات كثيرة...ومشاكل كثيرة...لكن لأننا أقوياء تغلبنا عليها وأزهر حبنا من جديد -جيمين:أحبك ملاكي -آنجل(بخجل) :أووووه جيمين حبيبي -هوسوك:احم احم...سأغادر وأنتما تغازلا في راحتكما
ابتعد هوسوك عنا وحمل الكاميرا موجها إياها نحو وجهه ليختم التصوير -هوسوك:هذه كانت التغطية الحصرية لزفاف الملاك آنجل مع الشيطان جيمين...أراكم في تغطية أخرى...ربما سأغطي زفافي بنفسي من يدري ههههههههه وداعا
تلك الليلة كانت من أجمل الأيام بالنسبة لنا...أخيرا اجتمعنا أنا وشيطاني في منزل واحد وصرنا أسرة متكاملة ودافئة...من كان يصدق أن هذا سيحصل في يوم الأيام...أنا شخصيا لا أصدق...لقد مررت بأيام صعبة ظننت فيها أنه مجرد شيطان مخادع وقبيح...لكنني أخطأت...إنه شيطان بقلب ملاك...مهما كانت حقيقته فهو سيبقى الشخص الوحيد الذي أثق به وأحبه
هكذا انتهت قصتي أنا وجيمين بالزواج...وبعدها أنجبنا أطفالا وكونا أسرة جميلة ودافئة...هذا ما كان يتمناه كل منا حتى لو كان أصلينا مختلفان...أنا مخلوقة من تراب وهو مخلوق من نار لكننا تجانسنا لنشكل عنصرا جديدا يسما الحب
النهاية
عدل سابقا من قبل بثينة علي في الخميس يناير 18, 2024 6:07 pm عدل 1 مرات
بثينة علي يعجبه هذا الموضوع
بثينة علي Admin
المساهمات : 1314 تاريخ التسجيل : 27/05/2021 العمر : 27
موضوع: رد: رِوَايَة عَشِقْتُ شَيْطَان!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) الخميس فبراير 24, 2022 12:01 am
رواية عشقت شيطان : فقرة الأسئلة
السلام عليكم قططي اللطيفة
أقدم لكم فقرة الأسئلة التي من خلالها بإمكاني التعرف على آرائكم بالرواية ويمكنكم أيضا سؤال الشخصيات أي سؤال تريدونه
الأسئلة هي كالآتي:
• ما رأيكم بالرواية؟
• شخصيتكم المفضلة؟
• أكثر مشهد أعجبكم؟
• أكثر مشهد أحزنكم؟
• أكثر مشهد رومنسي؟
والآن وجهوا أسئلتكم للشخصيات وأنا سأجيب عنها بصفتي تلك الشخصية
• جيمين
• آنجل
• تاي
• هوسوك
• جين
• سيدة جيون
• هايلين
• هاني
• سولجي
• جيونغهوا
• لي
• جيسوب
• فلورا
• بثينة علي (حتى أنا اسألوني عن الرواية)
هذا كان كل شيء...لا تنسوا أن تسألوا ما تريدون حتى ولو كان سؤالا تافها...أراكم لاحقا إن شاء الله...سلاااااااام
عدل سابقا من قبل بثينة علي في الخميس يناير 18, 2024 6:08 pm عدل 2 مرات
بثينة علي يعجبه هذا الموضوع
بثينة علي Admin
المساهمات : 1314 تاريخ التسجيل : 27/05/2021 العمر : 27
موضوع: رد: رِوَايَة عَشِقْتُ شَيْطَان!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) الخميس فبراير 24, 2022 12:07 am
رواية عشقت شيطان : الخاتمة
تم رسميا الانتهاء من الرواية وأتمنى أنها نالت رضاكم وإعجابكم
أحببت أن أقدم شكري لكل الذين دعموني وكالعادة هم كثيرون لذا لن أذكر أسماءهم حتى لا أفوت أحدا...وخاصة صديقتي آنجل وهي صاحبة الفكرة وهي التي ساعدتني على جمع بعض المعلومات المهمة وأعطتني اقتراحات استخدمتها في الرواية
بالنسبة للموضوع فهو تقريبا موضوع متداول في علم السحر والتنجيم لذلك أحببت استغلاله من أجل إضافة معلومات لرصيدكم وتسليتكم في نفس الوقت...وإليكم بعض المعلومات المهمة التي ضمَّنتها في هذه الرواية:
• أولا : الإنسان الزُهري : معروف عن الإنسان الزُهري أنه إنسان مميز أو ابن للجن وليس بشريا كاملا...تحصل معه أمور خارقة للطبيعة ولديه صفات مميزة يمكن معرفته من خلالها
• ثانيا : صفات الإنسان الزُهري : يشاع أنه يملك علامات نادرة لا توجد إلا عند قلة من الناس مثل : -خط أفقي في كف اليد على عكس الناس الطبيعيين الذين يملكون خطوطا عشوائية -بشرة بيضاء كالحليب -انفلاق في اللسان -لون دمه قريب للزَهري
• ثالثا : مميزات الإنسان الزُهري : -يمكنه التكلم مع الجن والشياطين ورؤيتهم وهم يلبون كل طلباته ولا يؤذونه -الرؤيا التي يراها أغلب الوقت تتحقق -لديه حدس قوي -لديه حظ موفق وتحدث معه صدف لا تحدث مع أي إنسان طبيعي
• رابعا : أهميته في عالم السحر : يُقال أنه له فائدة عظيمة وذلك لأن السحرة يستخدمونه للوصول للكنوز والتقرب من الجن والشياطين لأجل مصلحة خاصة
• خامسا : رأي الدين الإسلامي في قصة الإنسان الزُهري : من خلال بحثي حول الموضوع وجدت بأنه ما من أدلة دينية تتكلم عن الإنسان الزُهري وحتى الأئمة يصرحون بأنه مجرد حجة واهية يستخدمها السحرة لصرف عقول الناس عن الجريمة الحقيقية وهي قتل البشر من أجل التقرب للشيطان...إضافة لأن الإنسان الذي يرى الجن والشياطين غير موجود فقد وضح الله تعالى في قرآنه الكريم أن الإنسان حين يولد يولد معه غشاء على عينه يمنعه من رؤية كائنات العالم الآخر
وفي النهاية هذه تبقى مجرد أسطورة أحببت استغلالها من أجل كتابة موضوع هذه الرواية وجعلها أكثر تشويقا...لا تنسوا ترك تعليقاتكم ورسائلكم ووضع تصويت في حال ما أعجبتكم الرواية...ونلتقي في عمل آخر بإذن الله
وبينما تنتظرون جديدي تفضلوا بمتابعة حسابي على الإنستغرام bothaina__ali فهناك الكثير من المرح بانتظاركم