ضُرمة الشباب: الفصل الثالث
صمت رهيب وخوف قاتل يعم المكان هناك عند الشلال المتدفق، كان المغامرون الخمسة متصنمين أماكنهم من هول الموقف الذي أمامهم، لا أحد فيهم واجه من قبل لدغة عقرب مميتة ولا يعرفون حتى الحل للتصرف.
أما على العشب هناك كان عبد الإله مستلقيا يحاول تمالك نفسه وعدم الذعر، كان ممسكا برجله فحسب ولا يعرف ما يجب عليه فعله.
فجأة!
ركضت هبة نحوه وانحنت لتجلس عند ساقه وتلقي نظرة عليها، رفعت رجل بنطاله إلى الركبة لتتمكن من الرؤية جيدا وهمت بتفحص ذيل العقرب ولحسن الحظ لم يبقى ملتصقا بساقه.
ثاني خطوة قامت بها هي إخراج قنينة ماء بارد وسكبها على المنطقة المصابة لتنظيفها من آثار السم.
ثالثا، مزقت جزءا من سترتها وربطت بها أعلى رجله بقوة وقالت:
-«في حال تم قطع مصدر السم عن الأوعية الدموية للقلب فلن ينتشر أكثر، ستشعر بثقل في رجلك لأن تدفق الدم نحوها سيصبح أقل لكن لا تقلق فهذا لمصلحتك»
ثم التفتت نحو نبأ صارخة:
-«أقتلي العقرب واحتفظي بها، علينا أخذها للمشفى من أجل التحاليل التي تحدد مدى خطورة لدغتها»
أومأت نبأ برأسها أنْ نعم ثم همت بتنفيذ الأمر بينما صرخت هبة بحدة على فيصل وريماس:
-«وأنتما، تعالا واحملاه، لا وقت لدينا، علينا العودة للمدينة فحياة فرد منا أهم من رحلة استتكشافية»
وافقها الجميع الرأي وهموا بتنفيذ الأوامر ثم انطلقوا عائدين للمدينة، وعندما كادوا يصلون لمنطقة عمرانية حصلت هبة على إشارة في هاتفها فاتصلت بسيارة الإسعاف من المستشفى الذي تعمل فيه ليأتوا إليها بسرعة وينقذوا حياة ذالكم الذي يصارع الموت هناك.
تم أخيرا نقل عبد الإله للمستشفى وبقي تحت العناية تحسبا لأي مضاعفات، لدغة العقرب خطيرة واحتمالية الموت بسببها ممكنة لذا عليهم انتظار نتائج التحاليل.
في الغد وفي الصباح الباكر توجهت هبة لإحدى الغرف في المستشفى وطرقت الباب ثم دخلت بنظرة باردة خالية من أي مشاعر لتجد عبد الإله مستلقيا على سريره منهكا فقالت:
-«كان عليك الحذر، كنت ستموت»
هز كتفيه بعدم اكتراث فرمت أمامه وثيقة الفحوصات وأردفت:
-«هذه هي نتائجك، ذاك النوع من العقارب خطير ولو لم يتم إسعافك بالطريقة الصحيحة لما كنت حيا الآن»
تفاجأ الآخر من كلامها وهم بقراءة الفحوصات ولكنه لم يفهم شيئا منها، كان حينا يرمقها بنظرة جانبية وحينا يركز بالورقة، ثم أردف:
-«ولما الغضب؟!»
-«غاضبة لأنك مثير للشفقة، حتى بعد كل مقالبك وكلامك المستفز بحقي فأنا أشعر بالحزن على حالك»
-«لقد قمتِ بإنقاذي، لا أعرف كيف أرد لكِ الجميل، لا أستطيع تخيل ما كان سيحدث لو لم تكوني بيننا»
-«لا أريد أن ترد جميلي، فقط كن حذرا المرات القادمة ولا تتلوى فوق العشب كالدودة»
إستدارت لتغادر الغرفة لكنها تصنمت مكانها حين سمعته يقول:
-«هل هو أمر عادي أم أنها معجزة أن يجمعنا القدر في حادثة كهذه؟!»
إستدارت نحوه بفضول ورفعت أحد حاجبيها وأردفت:
-«ماذا تقصد؟!»
-«أحقا لا تتذكرين؟ فرنسا وروما ومصر والصين؟»
ظنت الأخرى أنه يخرف من شدة الحمى فتجاهلته فحسب ولكنه أثار تعجبها مجددا بقوله:
-«حين كنا في الخامسة من عمرنا التقينا مرة واحدة في الروضة، وقتها أخبرتكِ أن والدي يقرأ لي كتبا كثيرة عن البلدان الأخرى ومعالمها الأثرية الهامة ولكنكِ لم تفهمي علي لأنكِ قليلة الاطلاع»
رمشت بعدم فهم وواصلت محاولة تذكر ذلك الأمر، صحيح أنها درست في الروضة في طفولتها لكن بحكم جهلها وكونها طفلة فلن تستطيع تذكر جميع من قابلتهم هناك، لعل عبد الإله كان منهم فعلا لكنها لا تتذكر الكثير عنه.
بعد دقائق جلست بجانبه على السرير منصتةً باهتمام وهو يقول:
-«ذاك اليوم الذي تعرفنا فيه حصل شيء غريب، لقد أنقذتي حياتي»
-«كيف ذلك؟!»
-«إليكِ الحكاية»

قبل 24 سنة:
مجموعة من الأطفال في الروضة يركضون يمينا شمالا بطريقة فوضوية، بينهم يجلس طفل في الخامس من عمره ومعه كرة صغيرة زجاجية، كان يرميها للأعلى ويحاول التقاطها ولكنه يفشل فشلا ذريعا في ذلك، فأحيانا تسقط أرضا وأحيانا تصيبه في رأسه فتؤلم جمجمته.
في آخر محاولة له رماها للأعلى مع فتحه لفمه فدخلت لحلقه مباشرة وسببت له الاختناق فصار يسعل ويسعل وينادي على المعلمة بهمهمات مكتومة ولكن لم يدري أحد بمصابه.
كانت هبة على مقربة منه وعندما رأته ركضت نحوه وضربته على ظهره بقبضتها وبفضل شدة الضربة خرجت الكرة الزجاجية وبذلك تكون قد أنقذت حياته.
إلتفت نحوها وقال بنبرة مهتزة:
-«شكرا لك، من تكونين؟»
-«مرحبا، أنا أدعى هبة، وأنت؟»
-«عبد الإله، شكرا لإنقاذي»
-«كن حذرا من اللعب بالكرات الزجاجية فأمي تقول أنها خطيرة وتمنعنا من اللعب بها، أخبرتنا ذات يوم عن قصة ولد تزحلق بها وسقط فانكسر ظهره، وآخر رماها لأعلى فسقطت على عينه وتسببت له بالعمى، وأخرى رمتها على أخيها الصغير فكسرت سنه»
-«سأكون حذرا المرة المقبلة...»
-------
توقف عبد الإله عن سرد القصة في هذه النقطة وقال:
-«هل تذكرين تكملة القصة؟»
أجابته بينما تومئ برأسها سلبا:
-«لا، في طفولتي كنا كثيري السفر بسبب عمل والدي لذا قابلت مئات الأطفال ولا يمكنني تذكر كل واحد منهم»
-«معكِ حقا، لكن غريب أنني مازلت أتذكر، ربما لأنني مدين لكِ بحياتي»
-«أصبحت مدينا لي مرتين»
-«أجل، ولهذا علي رد الجميل، ماذا يمكنني أن أفعل لأجلك؟»
-«قلت لك لا أريد أي رد، لكن لو كنت مصرا فتوقفك عن المقالب والكلام المستفز سيجعلني اسعد إنسانة في العالم»
-«هل هذا يعني أننا سنلتقي أكثر في المستقبل؟»
أصابها سؤاله بالارتباك فتنحنحت وقامت متجهة نحو الباب وهي تقول:
-«لا، نسيت أننا لن نلتقي مجددا، المهم، يمكنك المغادرة فحالتك الصحية مستقرة، فقط احرص على تناول المضادات الحيوية ومخفضات الحرارة وستكون بخير»
-«فهمت، شكرا أيتها الدكتورة الذكية الرائعة»
صرخت عليه بحدة:
-«ماذا قلت لك؟»
-«أقسم أنني جاد هذه المرة ولست بمستهزِئ»
عند خروجها من غرفته صارت تبتسم تلقائيا وتتذكر كلماته لها بالتفصيل، كل لحظة تمر معه ممتعة ومرحة ولا يمكنها إنكار ذلك أكثر، هناك شعور جميل بالقشعريرة يستحوذ على جسدها حين تكون بقربه.
وهي تسير لمحت في آخر الرواق خطيبها محمد وهو قاطب حاجبيه ذا وجه لا يسر البتة فوقفت مكانها ولكنه اقترب منها وقال بنبرة حادة:
-«لم نلتقي منذ ثلاث أيام ولكنكِ لا تلقين علي التحية حتى»
-«صحيح، أعتذر، مرحبا، كيف حالك؟»
-«لست بخير أبدا، أين كنتِ طوال تلك المدة؟ وفوق ذلك هاتفك مغلق! وحتى أهلك لا يعرفون مكانك!»
-«أهلي لا يتدخلون بخصوصياتي ولا يسألونني حتى فهم يعلمون بكثرة انشغالي بعملي وأموري الخاصة»
-«حسنا، أتفهم انفتاح أهلك، لكن ماذا عني؟ أنا خطيبك»
-«وماذا أفعل لك؟»
-«ماذا تفعلين لي! أهذه حقا إجابتك؟! أنا خطيبك، أخبريني عن أماكن تواجدك على الأقل لكي لا أقلق»
-«أنت تبالغ، ليس عليك القلق، لست مراهقة في السادس عشرة من عمرها، أنا الآن شابة ناضجة وواعية وأجيد تدبر أموري والاعتماد على نفسي في كل شيء»
-«إذًا فوجودي لا محل له من الإعراب؟»
-«لم أقل ذلك، لكن لا تبالغ فأنا كبيرة على أن يقلق الناس علي»
من شدة غضبه أغلق الموضوع فورا وخرج بسرعة من المشفى وجلس في الحديقة يراجع نفسه قليلا، عدة دقائق هناك جعلته يسترجع هدوءه ويستجمع نفسه للاعتذار لخطيبته على صراخه بوجهها بتلك الطريقة.
نظر من حوله فرأى بائع ورود متجول فاشترى من عنده باقة ورود حمراء جميلة وعاد للمستشفى ناويا الاعتذار.
أثناء مروره بمكتب الاستقبال سمع موظفتين تتحدثان قائلتين:
-«ما خطب الدكتورة هبة؟»
-«إنها بخير لا تقلقي، لكن واحد من الذين كانوا معها أصيب بلدغة عقرب سامة»
-«من يكون؟!»
-«لا أعلم، كان معها في سيارة الإسعاف هو وشاب آخر وثلاث فتيات ومما استنتجته من حديثهم بأنهم كانوا في رحلة استكشافية للجبال بمفردهم»
فجأة ضغط محمد على كومة الزهور بيده وتوجه مسرعا نحو مكتب هبة واقتحمه دون أن يطرق الباب حتى وصرخ بغضب قائلا:
-«تذهبين في رحلة استكشافية وحدك للجبال مع شابين؟!»
-«من أخبرك؟!»
-«لي طرقي الخاصة لأعرف، ما هذا التصرف المشين، أنتِ مخطوبة وتذهبين مع رجلين غريبين؟!»
-«نعم ولكن كنا أربع فتيات بالفعل، كما أن الشابين محترمين ولم يلمسانا بمقدار ظفر»
-«هذا لا يهمني، مجرد فعلك لذلك هو تقليل من احترامي»
-«أحقا؟!»
-«لا أريد رؤيتكِ مع أي شاب مجددا، ولا حتى زميل لكِ في العمل، وأيضا أبلغيني بكل تحركاتك وأي مكان تتجهين إليه وأريد أرقام صديقاتك كلهن»
-«مهلا مهلا! نحن لم نتزوج بعد قانونيا ولكنك تحاول التحكم بي وجعلي خاتما في إصبعك؟! يوم تقدمت لخطبتي قلت أنك سترضى بي كوني متحررة ومستقلة في كل شيء لكنك الآن تنكث بالعهد»
-«ألا تفهمين؟ كل ما أفعله بدافع الغيرة والحب»
-«بل بدافع التملك، عليك رؤية وجهك في المرآة، ستضربني عما قريب»
نظر لانعكاسه في زجاج النافذة فرأى تكشيرته المرعبة، ثم استئنفت هبة حديثها قائلة:
-«ربما علينا وضع حد لكل هذا، لم أعد أستطيع المواصلة، لننفصل»
تجمد محمد مكانه من هول ما سمعه وأومأ برأسه بالسلب وكأنه سيفقد شيئا ثمينا في حياته، كلماتها تلك جعلته يتحول فجأة لشخص هادئ، لقد جعلته يفقد نفسه ويتمنى التراجع عن كل ما فعل وقال.
لحظات صمت سادت المكان ثم قال:
-«أجادة أنتِ»
-«أجل، ولن أندم على قراري»
-«كل هذا لأنني طلبت منكِ مراعاة خطبتنا؟»
-«بل لأنني...واقعة بحب شاب آخر»
كان هذا آخر ما سمعه قبل أن يلتف ويغادر المستشفى دون أي نقاش، لم يسألها حتى كيف حصل ذلك ومتى فهو يعلم بأن الحب يباغتنا بطرق لا ندركها، هو أيضا عاش تجربة الحب معها ولا فائدة من التمسك بها أكثر.
عادت هبة للمنزل بعد انتهاء دوامها في المستشفى ودخلت بتعب ولكن وجدت عائلتها تنتظرها بالداخل ووجوههم مكفهرة لا تسر البتة.
إبتسمت لهم بتكلف وتوجهت للمطبخ لتأكل لكن صرخة أبيها من الخلف أرعبتها:
-«هبة! تعالي فورا»
قطبت حاجبيها بانزعاج وذهبت للجلوس مع والديها وإخوتها وكل منهم يحدق بالآخر بتوتر، بعد صمت مرعب قال الأب:
-«سمعنا أنكِ فسختِ الخطبة فمالداعي لذلك؟»
-«ما من داعٍ، ذاك الشاب لا يناسبني»
-«لكنه ابن صديقي»
-«نعم، وهل ستشعر بالإحراج من الموضوع أم تدعمني في قراري المصيري»
-«طبعا لن أدعمك، أولئك الناس من أروع ما يكون وستندمين على قرارك لاحقا»
ثم أردفت الأم بعد أن استمعت للنقاش:
-«والدكِ معه حق، لو كانت المشكلة هي خصاما بسيطا بينكما فلا تقلقي، كل المرتبطين يتشاجرون ويتصالحون في النهاية، ليس هناك علاقة خالية من الخصامات، بل هي نقطة مهمة تجعلنا نعرف قيمة الطرف الآخر»
ردت عليها هبة بنبرة حادة:
-«ليست مسألة خصام، أريد فقط الانفصال فخطبتنا كانت خطأ، لقد وافقت عليه لأنكما اخترتماه بأنفسكما»
ضرب الأب الطاولة بغضب وصرخ قائلا:
-«مالذي أصابك؟! قبل أيام كنتِ طبيعية، لكن آخر مرة اختفيتي فيها لثلاث أيام جعلتكِ تتحولين بطريقة غريبة»
ردت هبة بحشرجة:
-«لأنني سئمت يا أبي، لقد سئمت، لم أعد أحتمل أن يتدخل أحد في حياتي، أنا أيضا إنسانة مستقلة وأملك خياراتي»
-«أيًّا كانت خياراتك فخيار الانفصال هذا لن يحصل، لا تحاولي إقناعي فكل حجج العالم لن تفعل، نحن أهلك ونعرف مصلحتكِ لذا كوني مستعدة، الزفاف سيحصل عما قريب بعد أن أتصل بخطيبك وأخبره أنه سوء فهم وتم حله»
إكتفت هبة من سماع كل ذلك فوقفت في وسط الصالون وصرخت بحشرجة:
-«لا أريد الزواج، أريد اختيار الرجل المناسب بنفسي، الرجل الذي يستحقني حقا، لن أسمح لكم بالتحكم بي»
صرخ عليها الأب بغضب:
-«فتاة عاقة، ستندمين أشد ندم حين تدركين أن ما تفعلينه سيأخذكِ للهاوية لا غير»
ركضت هبة خارجا ولم تعرف حتى إلى أين تذهب، كان الجو باردا جزئيا بسبب تقلب الطقس مؤخرا، حتى أنها لم تكن ترتدي ملابس دافئة تحميها من البرد، كانت تركض وتركض دون معرفة الوجهة، كل ما أرادته هو العثور على مكان تستقر فيه وترتاح بمفردها لكن الشوارع والحدائق مزدحمة.
في نهاية المطاف أتتها فكرة بأن تقابل صديقتها ريماس فاتصلت بها واتفقتا على اللقاء في مطعم صغير وأخذتا تتحدثان عما حصل مؤخرا.
بعد أن استمعت ريماس لقصتها كاملة أردفت:
-«أحقا أنتِ واقعة بالحب؟! ومع من؟!»
-«شخص تعرفينه»
-«أحد الشابين اللذين رافقانا في الرحلة الاستكشافية؟»
-«أجل»
-«عرفت من هو وأحسست بذلك، كلاكما تتصرفان بطريقة غريبة تجاه بعضكما»
-«هل تعنين أنه يبادلني؟»
-«لست متأكدة، من الصعب معرفة النوايا الحقيقية للرجال، لكن لا نستطيع استبعاد احتمالية أنه يحبك»
-«وماذا أفعل؟ هل أعترف له؟»
-«ليس بعد، إنتظري قليلا حتى تتأكدي من مشاعره»
-«وكيف أفعل؟»
إبتسمت ريماس بخبث وفركت راحة يديها ببعضهما كما لو أنها تفكر بأمر شيطاني وأردفت:
-«هل تريدين أن أجمعكما؟»
-«وماذا ستفعلين؟»
-«تعالي، سأخبركِ بالخطة»
إقتربت ريماس من أذن هبة وهمست لها بما تود فعله والأخرى تومئ بالايجاب بعد كل جملة تسمعها.
بدأ الوقت يتأخر أكثر وهبة وريماس تنتظران في أحد المطاعم إلى أن جاء عبد الإله راكضا وأردف:
-«مرحبا، ها قد أتيت، مالأمر الطارئ الذي استدعيتِني لأجله»
نظر لهبة فلاحظ أنها تضع كفيها على وجهها بحزن وريماس تحاول مواساتها من خلال التربيت على ظهرها وكتفيها ثم أردفت:
-«الأمر بخصوص هبة، لقد هربت من البيت بعد أن تشاجرت مع أهلها»
قطب الآخر حاجبيه وقال باستنكار:
-«وما علاقتي بذلك؟!»
رفعت هبة رأسها ونظرت إليه بنظرت حادة وقالت:
-«أيها الشاب عديم الذوق، كان عليك الاطمئنان علي على الأقل ومساعدتي في إيجاد حل لمشكلتي»
-«نعم ربما هذا ما يجب فعله، لكن ظننت أنكِ لا تطيقينني»
-«نعم صحيح، لكن على الأقل تظاهر بالاهتمام»
فجأة حملت ريماس هاتفها ونظرت لشاشته وقالت:
-«عجبا! والدتي تراسلني منذ وقت لأعود للبيت، أراكما غدا رفاق»
أردف عبد الإله صارخا عليها وهي تركض مبتعدة:
-«مهلا، ماذا أفعل مع صديقتك...»
وقبل أن ينهي كلامه غادرت وتركته وحده مع هبة في المطعم يتبادلان النظرات وكل منهما متوتر من بقائه مع الآخر.