خاطف قلبي : الفصل الثالث
اليوم الثالث لي في ذلك القبو المظلم...أشعر بأنني سأجن من التوتر والخوف...عن قريب سوف أصبح مختلة عقليا على يد خاطفين أحدهما مهووس بالتعذيب النفسي والآخر يساعده ويدعي طيبة القلب...مازلت لم أرى وجهيهما حتى الآن ولا أظن أنني سأراهما...ربما هما خائفان من أن أنجح في الهروب وربما لا ينويان إيذائي حتى
سمعت صوت فتح الباب المعتاد منذرا لقدوم زائر غير مرحب به...إنه وقت تعذيبي الصباحي والإتصال بأبي
كنت مقيدة كالعادة إلى أن تقدم مني الخاطف ونزع الحزام من على عيناي...كان يضع قناعا كما المرات السابقة ويحمل منشارا إلكترونيا في يده
-جوميونغ(بحشرجة) :م م م ماذا تفعل بهذا!
-جيهوب:بأي إصبع تريدين أن نبدأ؟
-جوميونغ(بحشرجة) :مالذي ستفعله بأصابعي؟
-جيهوب:ستعرفين
قام بتشغيل المنشار ووضعه جانبا ثم اتصل بأبي وأسمعه صوت المنشار
-الأب(بفزع) :ما هذا؟
-جيهوب:سأعطيك حق الإختيار...أي إصبع تريد أن أبدأ به أولا؟
-الأب(بفزع) :لاااا دع أصابع إبنتي وشأنها...أقسم بأنني سأقوم بقتلك إن أمسكت بك
-جيهوب:أمسك بي إذًا
-الأب(بفزع) :وضيع...لماذا تفعل شيئا كهذا؟
-جيهوب:تشه...أريد أن أتسلى
-الأب(بفزع) :هل أنت مريض نفسي؟
-جيهوب:إحتمال
-الأب(بفزع) :صدقني إبنتي غالية علي أكثر مما تتصور...أعدها لي وسأكتب كل ممتلكاتي بإسمك إن أردت
-جيهوب:تشه...من قال أنني أريد ممتلكاتك
-الأب(بفزع) :ماذا تريد؟ أنا طواعية لأمرك
-جيهوب:أريد...
-الأب(بفزع) :تكلم
-جيهوب:أريد قطع أصابع إبنتك وإرسالها لك في علبة
-الأب(بفزع) :لاااا لا تلمسها أرجوك
أخذ الخاطف المنشار الكهربائي وقربه من يداي ببطئ فبدأت بالصراخ وأغمضت عيناي من شدة الرعب...كنت أعد الثواني التي تفصلني على أن أفقد أصابعي وأنزف حتى الموت...تلك اللحظات المرعبة لا أتمناها لأي فتاة مهما كان حجم الذنب الذي إرتكبته في حياتها...في نفس الوقت كان أبي يستمع للمنشار وصراخي وهذا جعله يبكي
فقدت وعيي من شدة الهلع وهذا ما جعل جيهوب يقطع الخط ويترك أبي مرميا على الأرض يائسا ويبكي
-الأب(ببكاء) :جوميونغ المسكينة
دخلت أمي الغرفة بعد أن سمعت صوت بكاء أبي فوجدته جاثيا على ركبتيه
-الأم:هل اتصل مجددا؟
-الأب:بلى
-الأم:مالذي قاله؟
-الأب:لا أعلم ولا أفهم لما يفعل كل هذا
-الأم:هل جوميونغ بخير؟
-الأب:لا...لكن صراخها مرعب...لا أريد الوقوف أكثر ومراقبتها وهي تعاني...لنكمل التحقيق
كان لدى أبي عمل ذلك اليوم ولكنه حاول الحصول على عطلة ليتفرغ للتحقيق في قضية خطفي إلا أن المحكمة رفضت طلبه بسبب عدم وجود مبرر واضح لذلك
بعد أن خرج من مركز عمله إلتقى بسكرتيره فأعطاه ملفات كانغ داي التي أمضى ليلة البارحة كلها يبحث عنها
-السكرتير:هذه معلوماته...يعيش في حي مجاور لكم سيدي
نظر أبي لملف كانغ داي مطولا وعرف كل المعلومات الخاصة به ولكن أي منها لم يساعده على إيجاد رابط بينه وبين جريمة خطفي...كان الحل الوحيد هو الذهاب لمنزله والكلام معه وجها لوجه
في تلك الليلة ذهب أبي لمنزل كانغ داي وعندما فتح له الباب إنحنى بأدب
-كانغ داي:كيف أساعدك سيدي؟
-الأب:جونغ كانغ داي صحيح؟
-كانغ داي:بلى
-الأب:هناك الكثير لنتحدث فيه
-كانغ داي:تفضل
دخل أبي المنزل وكان منزلا عاديا ولا شيء مثير للريبة فيه كما أن صوت كانغ داي لم يكن مثل صوت الخاطف لذا من المستبعد أن يكون هو
-الأب:أنت تعرف هان جوميونغ صحيح؟
-كانغ داي:بلى...هي زميلتي في الجامعة
-الأب:أنا والدها
-كانغ داي:آاااه أهلا بك سيدي...تشرفت بلقائك...كيف حال جوميونغ؟
-الأب:لقد هربت من البيت
-كانغ داي:هربت! لماذا! هل أساء إليها أحد؟
-الأب:لا أعلم...لذلك أنا هنا...ظننت أنك قد تعرف شيئا يساعدنا على إيجادها بصفتك صديقها
-كانغ داي:لا للأسف...هل اتصلتم بها؟
-الأب:هاتفها مغلق ولا أثر لها في أي مكان
-كانغ داي:يال الأسف...ترى إلى أين ذهبت!
-الأب:متى آخر مرة رأيتها فيها؟
-كانغ داي:قبل ثلاث أيام...

قبل ثلاث أيام:
ذهبت أنا وكانغ داي للمطعم حتى نحتفل كما طلب مني وبينما نأكل وضع يده على يدي فلفت ذلك انتباهي
-كانغ داي:يدك ناعمة
-جوميونغ(بخجل) :شكرا
-كانغ داي:الأمر غريب...قبل ساعة كان لدي الكثير لأخبرك به لكن الآن ضاعت مني كل الحروف
-جوميونغ:ها!
-كانغ داي:إنسي الأمر
-جوميونغ:قل ما لديك
-كانغ داي:القصة وما فيها أنني أحتاج شخصا مقربا أشكو له همومي وليس هناك من أثق به لذا هلا أنصتَّي إلي؟
-جوميونغ:بالطبع
-كانغ داي:أووف أشعر بالوحدة والفراغ...العالم قاسٍ والدراسة صعبة وأريد أن أصير محاميا لكن وقتي ضيق وهناك عملي
-جوميونغ:وااااو! كل هذا!
-كانغ داي:نعم...أشعر بضغط شديد...ماذا عساي أفعل؟
-جوميونغ:إرمي كل هذا جانبا
-كانغ داي:لا أستطيع...كلما حاولت تناسي الأمر شعرت أن العالم يضيق بي أكثر
-جوميونغ:أتعلم؟ أنا أيضا أشعر مثلك لكنني لا أظهر ذلك لأي أحد
-كانغ داي:ما قصدك؟
-جوميونغ:لدي أسرة غريبة...والدي منشغل بالعمل طول الوقت...أمي تخرج في رحلات مع صديقاتها الثرثارات...وأخي الصغير أيضا يبقى مع أصدقائه المراهقين طوال اليوم...هذا يجعلني أشعر بالوحدة
-كانغ داي:صحيح...الأمر سيء نوعا ما
-جوميونغ:أتذكر أنني طلبت منهم أن نجتمع ذات يوم كعائلة واحدة ونقضي الوقت معا ولكن أي منهم لم يعطي الفكرة أي اهتمام
-كانغ داي:هذا مؤسف
-جوميونغ:ودائما ينسون عيد ميلادي رغم أنني أهديهم الهدايا دائما في أعيادهم
-كانغ داي:هذا يكفي...لا تحكي لي المزيد...أشعر بالسوء عليك أكثر من نفسي
-جوميونغ:ههههه صحيح...أنا مثيرة للشفقة
-كانغ داي:لستِ كذلك...أنتِ فقط حساسة مثلي وتأخذين الأمور العاطفية على محمل الجد
-جوميونغ:أتمنى لو أنني باردة مثل أفراد أسرتي...وقتها سأتمكن من التعايش مع العالم بشكل طبيعي دون القلق على أي شيء
-كانغ داي:أنا أيضا أريد أن أكون باردا ههههه
بعد أن أكلت أنا وكانغ داي وأمضينا الوقت نشكو همومنا لبعضنا لوقت متأخر قرر أن يغادر
-كانغ داي:سأغادر وأوصلك في طريقي
-جوميونغ:لا...مازلت أريد البقاء...لا أريد العودة للمنزل الممل
-كانغ داي:حسنا...لكن توخي الحذر عند العودة
-جوميونغ:فهمت...تصبح على خير
-كانغ داي:و أنتِ من أهله
••••••••••••••••••
ذلك الكلام الذي دار بيني وبين كانغ داي جعل أبي يحزن ويتحطم مجددا ولكنه تماسك فقط لأجل أن لا ينفضح أمامه
-الأب:هذا كل شيء؟
-كانغ داي:بلى
-الأب:إذًا فعندما افترقتما في المطعم لم تراها بعدها؟
-كانغ داي:أجل هذا ما حصل
-الأب:أووووف يا إلهي كيف سأعثر عليها الآن
-كانغ داي:لا تقلق عمي...ستكون الأمور بخير وستعود حينما تدرك أن هروبها ليس حلا للمشاكل
-الأب:ليته كذلك
-كانغ داي:تشجع عمي
-الأب:شكرا بني...آسف لإزعاجك
-كانغ داي:ليس هناك أي إزعاج فجوميونغ صديقتي
-الأب:قبل أن أذهب...هلَّا أعطيتني إسم المطعم الذي كنتما فيه؟
-كانغ داي:طبعا...إسمه "مطعم السلام"
-الأب:شكرا مجددا
عاد أبي للمنزل وهو حزين فوجد العائلة تنتظره بفارغ الصبر
-الأم:عثرت على شيء؟
-الأب:لا شيء...ذلك الشاب يقول أنه افترق عنها في مطعم السلام وهذا يجعل الأمر معقدا أكثر
-وونهو:مطعم السلام! أعرفه...لدي صديق يعمل هناك
-الأب:حقا! هذا مذهل! هل يعرف جوميونغ؟
-وونهو:نعم يعرفها...ربما قد يكون رآها تلك الليلة ويعرف أي شيء يساعدنا على إيجادها
-الأم:الحمد لله أن هناك أمل
-الأب:غدا ستذهب إليه وتسأله ولكن إياك والتكلم عن خطف جوميونغ مفهوم؟
-وونهو:لقد ذكرت هذا أمامي مليون مرة...فهمت
-الأب:لأنك غبي ولا يعتمد عليك
-وونهو:بففففففف لا أفهم لما تكرهني هكذا...ليتني خطفت بدل جوميونغ فربما تتوقف عن إزعاجي وتعرف قيمتي ولو قليلا
فجأة تحولت ملامح أبي من الغضب للأسف...حتى أمي عانقت وونهو وبدأت بالبكاء
-الأم(ببكاء) :لا أريد أن يتأذى أي أحد في عائلتي
-الأب:أوووووف ولا أنا...لا تقل هذا الكلام مجددا فمعاتبتي لك هي من باب الإهتمام وليس الكره
بعد أن ألقى أبي تلك الكلمات غادر الغرفة ليأخذ حماما دافئا لعله يستريح من شدة الضغط الذي هو فيه...بعدها بدأ يراجع نفسه ويحاول تذكر الذكريات الجميلة التي أمضيناها معا
قبل سنة :
كان حفل تخرجي من الثانوية وكان علي دعوة عائلتي ليشاركوني بهذه الفرحة التي لا مثيل لها...وأول من خطر على بالي هو والدي لأنه قاضي عدل مشهور وسيفرح حين يعرف أنني سأدخل كلية القانون لأحقق حلمه
-جوميونغ:أبي...هل ستأتي لحفل تخرجي؟
-الأب:متى؟
-جوميونغ:الخميس
-الأب:إنني مشغول ذلك اليوم
-جوميونغ:مشغول مجددا! أنت دائما مشغول فلماذا لا تخصص وقتا لنا؟
-الأب:لأن هذه هي الحياة...علينا أن نعيش ونكسب المال وإلا متنا جوعا
-جوميونغ:لكن إن أجلت محاكمة واحدة فقط لأجلي لن نموت جوعا
-الأب:هذا استهتار...ماذا عن والدتك؟ أطلبي منها
-جوميونغ:أمي ستأتي ولكن أريدك أنت أيضا
-الأب:لا أستطيع
-جوميونغ:أرجوك
-الأب(بحدة) :لما الإلحاح! قلت أنني مشغول وأمك ستأتي بدلا مني
كلام أبي ذلك الوقت جعلني أتقبل حقيقة أنه لا يهتم لأمري بل كل همه هو المال والعمل
•••••••••••••••••••••
هذه الذكرى جعلت أبي يحزن أكثر مما كان سابقا...الندم الآن لن ينفعه بشيء فقد فات الأوان
-الأب(يفكر) :جوميونغ...إن عدتي للمنزل سالمة فأعدك أنني سأتغير وأعطيك قيمتك الحقيقية التي كنت أعمى عنها من قبل
في صباح اليوم التالي في جامعتي كانت كيوكي قادمة للمحاضرة فالتقت بكانغ داي في الرواق يتكلم مع أصدقائه
-كيوكي:كانغ داي!
-كانغ داي:نعم؟
-كيوكي:هناك مشكلة صغيرة...بل لنسميها كبيرة
-كانغ داي:خيرا!
-كيوكي:لنتكلم على انفراد لو سمحت فالأمر في غاية الخطورة
ذهب كلاهما لمكان هادئ في حديقة الكلية وبدت كيوكي متوترة ولا تعرف من أين تبدأ الكلام
-كيوكي:إسمع...جوميونغ...
-كانغ داي:هربت من المنزل صحيح؟
-كيوكي:لا بل أسوأ...خطفت
-كانغ داي(بصدمة) :خطفت! ماذا ومتى وأين و كيف؟
-كيوكي:صدقني لا أعلم أي شيء لكن من فضلك هلاَّ إحتفظت بالسر لأجلي فهو خطير للغاية
-كانغ داي:بالتأكيد
-كيوكي:كلمني أخوها الصغير وقال لي أنها مخطوفة وهم يحققون في القضية بأنفسهم لذلك يجب أن نساعدهم
-كانغ داي:هذا أقل ما علينا فعله
-كيوكي:ألا تعرف أي شيء قد يساعدنا؟
-كانغ داي:أبدا...كل ما لدي أخبرت به والد جوميونغ
-كيوكي:لا يمكنني الإنتظار...جوميونغ في خطر داهم
-كانغ داي:حتى ولو تدخلنا فماذا بوسعنا فعله؟ جوميونغ خطفت وانتهى والخاطف يهدد عائلتها بقتلها إن أخبروا الشرطة
-كيوكي:صحيح
-كانغ داي:إن عرفت أي شيء سأخبرك
اليوم الرابع من اختطافي...أشعر باليأس من الحياة...ليس هناك أي فرصة أمامي للهروب من هذا المكان...الخاطف ذكي ولا يترك أي ثغرة أستغلها وكذلك صديقه الطيب حذر كل الحذر
في نفس المنزل إستيقظ الخاطف وصديقه وتناولا فطورهما بينما يتحدثان
-جيهوب:ترى مالذي أفعله اليوم؟
-تايانغ:أتركها ترحل مثلا
-جيهوب:تشه...وأضيع كل التعب والتخطيط الذي تعبت عليهما طوال الأيام الماضية؟
-تايانغ:هل حقا ستفعلها؟
-جيهوب:والدها يلعب بالنار وهو يخطط لإمساكنا
-تايانغ:طبعا سيفعل...وهل ظننته سيترك ابنته تموت وهو يثني ذراعيه ويشاهد؟
-جيهوب:سأعطيه تحذيرا لطيفا لكي يعرف أن اللعب معي خطير
-تايانغ:ماذا ستفعل؟
-جيهوب:أفعل ما يمليه علي رأسي
نهض جيهوب بعد أن أنهى طعامه ثم توجه لغرفته وأخرج سوطا...كان تايانغ يراقبه وهو يحمل السوط ويتوجه للقبو فشعر بأن الأمور لن تنتهي على خير
بينما أنا مربوطة في القبو سمعت صوت الباب يفتح من جديد فارتعشت من الخوف...إنه موعد تعذيبي اليومي وقد اعتدت على توقع أي شيء في هذا الوقت بالتحديد
تقدم مني الخاطف وخلع عني رباط العينين فنظرت نحوه ورأيت السوط بيده اليمنى وباليسرى يمسك الهاتف
-جيهوب:والدك يلعب معي وأنا سألعب معك
-جوميونغ(بحشرجة) :م م م ماذا ستفعل؟
-جيهوب:مثل كل مرة...أذيقك وإياه الألم القاتل
إتصل جيهوب بأبي وحينما رد عليه ضرب السوط بالحائط فصدر عنه صوت مخيف
-جيهوب:أتسمع هذا؟
-الأب:ماذا؟
-جيهوب:صوت السوط...صوت العذاب والأنين
-الأب:أيها المخـ...
-جيهوب:له له له عيب عليك الإساءة إلي وابنتك ضيفة في حضرتي
-الأب:الآن عرفت أنك مجرد شخص مريض نفسيا يتسلى بتعذيب الناس
-جيهوب:وما همي بالناس! همي بك أنت بالذات لا غير
-الأب:ماذا تريد مني؟ تريد تعذيبي؟ موافق...تعال وخذني وعذبني كما تشاء
-جيهوب:أريد تعذيبك ولكن بطريقتي...أخبرني لما تحاول البحث عني فقد حذرتك
-الأب:لم أفعل
-جيهوب:أتقصد أنك لم تقابل مجموعة معينة من الناس وتسألهم عن ابنتك؟
-الأب:لم أفعل
قام الخاطف بحمل السوط متظاهرا أنه سيضربني وهذا جعلني أصرخ من الخوف ليسمعني أبي
-الأب:تبا...تبا...تبا
-جيهوب:تريد أن أذيقها المزيد؟ هل أفعل؟
-الأب:لاااا أتوسل إليك...لا تفعل أرجوك
-جيهوب:لا أسمع
-الأب:أتوسل إليك دعها...سأعطيك حياتي في المقابل فقط دعها
قام الخاطف بحمل السوط مجددا وضربه بالحائط عدة مرات دون أن يلمسني لكنني من شدة الخوف واصلت الصراخ والترجي له أن يرحمني إلى أن أغلق الخط وترك أبي يتعذب في مكانه
حاولت تهدئة نفسي قليلا لكن الخاطف أمسك بوجهي ورفعه لأعلى لتلتقي عينانا...نظرة عيونه مرعبة وتجعلني أتجمد لمجرد رؤيتها لذلك أشعر بالدم توقف عن السيلان في عروقي
-جيهوب:والدك يستحق...حتى أنتِ تستحقين
رمى الخاطف وجهي بلمسة سريعة ثم غادر الغرفة ليجد تايانغ يستعد للذهاب للعمل
-تايانغ:يبدو أنك تحتاج مساعدتي
-جيهوب:مالذي ستفعله؟
-تايانغ:سأحاول تظليلهم عنك...لكن تذكر أنه لم يفت الأوان بعد على ترك انتقامك جانبا
-جيهوب:لا
-تايانغ:كما تريد...سأساعدك فقط لأنك صديقي ولأنني حزين عليك
في ذلك اليوم ذهب وونهو لمطعم السلام فوجد صديقه المدعو "يوني" يعمل في ركن تقديم الطلبات
-يوني:وونهو! كيف الحال صديقي؟ لم أرك منذ زمن
-وونهو:لست بخير ولكن لا يهم
-يوني:ماذا هناك؟ أنت عادة مرح وخفيف الظل
-وونهو:أريد سؤالك عن شيء حصل قبل 4 أيام
-يوني:هههههه مجنون أنت...لو سألتني ماذا أكلت على الفطور اليوم لقلت أنني نسيت
-وونهو:حاول لأجلي
-يوني:حسنا
-وونهو:تعرف أختي الكبرى جوميونغ صح؟
-يوني:أظن ذلك
-وونهو:لقد أتت للمطعم قبل أربعة أيام فهل تتذكر؟
حاول يوني تذكر ما حصل لبرهة ثم ابتسم بنصر
-يوني:بلى...تذكرت
-وونهو:مالذي تذكرته؟
-يوني:لقد جائت مع شاب على ما أظن وطلبا الطعام
-وونهو:وماذا أيضا؟
-يوني:هذا كل شيء
-وونهو(بإحباط) :هذا فقط!
-يوني:ومالذي يفترض بي تذكره أيضا؟
-وونهو:كم من الوقت بقيت؟ ومن كان معها؟ وفي أي ساعة جائت وغادرت؟
-يوني:ما هذا! هل تحقق معي؟
-وونهو:نوعا ما
-يوني(باستغراب) :مالذي يجري هنا!
-وونهو:فقط أجبني على أسألتي ودعني أغادر
-يوني:دعني أتذكر...لقد جائت حوالي الثالثة مساءا وبقيت لمنتصف الليل...كان معها شاب واحد وهو وسيم وذو عضلات مفتولة
-وونهو:هذا كانغ داي بلا شك...أكمل
-يوني:أتذكر أيضا أنهما غادرا بعد ذلك
-وونهو:غادرا!
-يوني:بلى...نظرت لطاولتهما فوجدتها فارغة
-وونهو:أتقصد أنهما غادرا معا؟ ألم يذهب كانغ داي أولا ثم أختي؟
لم يكن يوني متأكدا من ذاكرته فهي ضعيفة وكثيرا ما يخطأ في تفسير الأمور والإدلاء بشهادة حقيقية
-يوني:لا أتذكر
-وونهو(بإحباط) :هذه مشكلة...ربما لن أستفيد شيئا منك
-يوني:ماذا هناك؟ تبدو جادا
-وونهو:لا شيء...شكرا جزيلا
عاد وونهو للبيت وأخبر أبي بكل شيء عرفه لكن هذا لم يساعده بل وضعه في حيرة حقيقية
-الأب:الخاطف يعلم أننا نبحث عنه لذلك سنقع في مشكلة إن ارتكبنا أي غلطة
-وونهو:وماذا نفعل؟
-الأب:سنكمل التحقيق في القضية لكن بطريقة أكثر حرصا
-الأم:أنا قلقة من أن يتم اكتشاف أمرنا...حينها سنخسر جوميونغ
-الأب:لن يحصل ما دمنا حريصين...أتركوا الباقي لي
في تلك الليلة كنت مربوطة على كرسيي في القبو...ما أزال أنتظر الفرصة المناسبة للهروب من هناك لكنها لا تسنح لي أبدا
كما يحصل في كل ليلة جاء تايانغ لي ومعه الطعام ثم نزع الحزام عن عيناي وساعدني لأتناول الطعام بيديه
-جوميونغ:أريد دخول المرحاض
-تايانغ:دقيقة
قام تايانغ بفتح عقدة الحبل مع حرصه على الإمساك بي حتى لا أفلت منه وأهرب وأخذني للمرحاض الموجود في القبو
دخلت المرحاض وبحثت عن أي سلاح يمكنني استخدامه لكن لا شيء هناك سوى مناديل ورقية وقطع صابون...في النهاية يبدو أنني سأعلق هنا لوقت أطول إلا إذا تصرف أبي وعثر علي
خرجت من المرحاض فأمسك بي مجددا وساعدني على الجلوس على الكرسي ثم ربطني
-تايانغ:تحتاجين شيئا آخر؟
-جوميونغ:نعم...أتركني أذهب
-تايانغ:أووووف أتمنى ذلك...أتمنى من كل قلبي ولكن لا يمكنني
-جوميونغ:لماذا تصرون على إبقائي هنا؟ ماذا إستفدتم بالضبط من ذلك؟
-تايانغ:لا أستطيع إخبارك...لكن سأحاول بذل جهدي للحفاظ على حياتك لأطول فترة ممكنة...أعدك بذلك