ها قد التقينا أعزائي القراء في رواية جديدة...أرجو أنكم بخير وصحة وعافية
هذه المرة سيكون نوع الرواية بوليسية وذلك بسبب( ‾́ ◡ ‾́ )...بلا سبب...فقط أردت أن أجرب حظي مع الروايات البوليسية حتى ولو كنت لا أملك المؤهلات والمعلومات الكافية...كما أن التنوع في المواضيع قد يجعلني كاتبة مميزة وجريئة
هذه الرواية إهداء لعزيزتي زهراء من العراق والتي هي نفسها فلورا من رواية "عشقت شيطان" وقد وعدتها أن أكتب لها سابقا رواية خاصة بها وحدها وبسبب انشغالي في روايات أخرى لم أتمكن من إكمالها
كنت سأستئنف الرواية بسبب انشغال صاحبتها بالدراسة ولكن قررت أن أكتبها أولا وذلك بسبب كلام شخص قال لي أنها سيئة وموضوعها تافه وسأعرض نفسي للإحراج بسببها
لذا قلت في نفسي سأكتبها يعني أكتبها وسأحرج نفسي ويعجبني ما أنا عليه لأنني أنا من سأنحرج وليس أنت عزيزي المتدخل...إضافة لأنني أكتب بأصابعي وليس أصابعك...وأفكر بدماغي وليس دماغك...وأضيع وقتي وليس وقتك...هل لديك اعتراض لا سمح الله؟
الكلام موجه لكم أنتم أيضا أعزائي القطط...إذا سخر أحد من تفكيركم أو أحد مواهبكم فلا تحزنوا لأجله بل افعلوا ما تريدون فعله وما يعجبكم شماتة فقط في الذي يتدخل في أموركم...اجعلوه يعرف أنكم تفعلون ما يرضيكم أنتم وليس ما يرضيه هو...اجعلوه يعرف أن رأيه التافه تحت أرجلكم...اجعلوه يعرف أنكم مع المحاولات غير الموفقة تتعلمون...وأخيرا حوائط العالم كثيرة فإن لم يعجبه ما تفعلون فليضرب رأسه بأيها شاء حتى تنكسر جمجمته
سأحاول كتابة هذه الرواية بسرعة وأضع فيها أفكارا تافهة وغير معقولة تماما ومن لم يعجبه الأمر فليذهب ويتابع توم وجيري أحسن له لأنني سأبقى تافهة وغير منطقية وهذا أسلوبي ولن أغيره لأجل كلام أي أحد...أحب نفسي وموهبتي ورواياتي التافهة ( ͡° ͜ʖ ͡°) مواح لهم جميعا
وهناك شيء أود لفت انتباهكم إليه يا قططي...هذه الرواية فيها خطف وقبو وأعلم ما الذي ستفكرون فيه حين تقرؤونها لأول مرة...نعم أعرف ومتأكدة لكن إن نطق أحد وقال أنها تشبه روايات اسمك والقبو (بعيد الشر) فسأرفسه ಥ‿ಥ
آخر شيء هو أنني سأقلل من عدد الفصول بحيث تكون 15 فصلا أو أقل بقليل...لا أعلم إن كنت سأنجح في ذلك لكن لنجرب ونرى
وقبل أن نبدأ لا تنسوا متابعة إنستغرامي فهناك الكثير من المرح بانتظاركم bothaina__ali
والآن لنبدأ في سرد الرواية
بثينة علي
عدل سابقا من قبل بثينة علي في الجمعة يناير 19, 2024 10:24 pm عدل 2 مرات
بثينة علي يعجبه هذا الموضوع
بثينة علي Admin
المساهمات : 1314 تاريخ التسجيل : 27/05/2021 العمر : 27
بطريقة غريبة وغير معروفة فتحت عيناي ولكن لم أرَ حولي سوى الظلام...يا إلهي ما هذا؟! أظن أنني فقدت بصري ولم أعد أرى ما حولي...لكن مهلا! هذا ليس الأمر الوحيد...أشعر بيداي مقيدتان...ورجلاي أيضا...لا يمكنني التحرك ولا حتى تخليص نفسي من هذا المأزق...الشيء الوحيد الذي قد يساعدني هو الصراخ وطلب النجدة -جوميونغ(بصراخ) :النجدة! هل يسمعني أحد؟ ساعدوني أرجوكم
لم يكن هناك أي رد ولا حتى إشارات تدل على أنني في مكان قريب من الناس...لكنني لم أستسلم بل واصلت الصراخ والصراخ والصراخ إلى أن آلمني حلقي
في آخر صرخة لي سمعت صوتا أشبه بباب يفتح فمت من الخوف...من يعقل أن يكون؟ هل هو شخص يمكنه مساعدتي يا ترى؟
أحسست بخطوات تقترب مني ببطء شديد وشخص يضع يده على الحزام الذي غُطيت به عيناي ويزيله
بقيت الرؤية ضبابية بعض الشيء وذلك طبيعي بسبب بقاء عيناي مغطاتين لفترة طويلة ولكن شيئا فشيئا تمكنت من رؤية بعض الأمور...إضاءة الغرفة خافتة جدا وأمامي يقف شخص يضع قناعا على وجهه وبالكاد رأيت عينيه -جوميونغ(بخوف) :م م م من أنت؟ -جيهوب:لستِ بحاجة لتعرفيني -جوميونغ(بخوف) :ما الذي يحصل؟ لماذا أنا هنا؟ -جيهوب:لا حاجة لأن تعرفي أيضا -جوميونغ(بخوف) :أنت لن تؤذيني صحيح؟ -جيهوب:ماذا كنت لأفعل بك إن لم أنوي ذلك
أصابتني نوبة فزع شديدة وزادت حالتي سوءا لدرجة أنني صرت أبكي كالأطفال -جوميونغ(ببكاء) :أرجووووك...لا تقتلني...أرجووووك...أنا لم أفعل شيئا ولا أقدر على أذية حشرة -جيهوب:اخرسي...ليس وقت بكائك -جوميونغ(ببكاء) :أرجوك...سأعطيك كل ما تطلب من المال...فقط لا تلمسني -جيهوب:كفي عن النحيب وإلا...
أخرج سكينا ووضعه على رقبتي فكتمت شهقاتي التي تكاد تفجر قلبي وصدري من شدتها ولكنني بقيت أبكي بصمت -جيهوب:إذا هدأتِ فأعدك أنني سأعجِّل موتك -جوميونغ(بحشرجة) :أرجوووك...لا تفعل -جيهوب:ابقي هنا ولا أريد أن أسمع أي حرف...مفهوم؟ -جوميونغ(بحشرجة) :ح ح ح حاضر
وضع الحزام على عيناي ثم غادر الغرفة وأغلق الباب خلفه...وبمجرد مغادرته أطلقت العنان لشهقاتي التي كانت تكاد تفجرني وتقتلني غيضا
في الغرفة الأخرى خرج الخاطف ونزع قناعه ثم رماه على المائدة واستلقى على الأريكة يتنهد بعمق وعلامات الحزن والندم على وجهه...كان شخص آخر هناك أيضا وهو يعد الشاي في المطبخ وبمجرد أن انتهى من إعداده أحضر كوبين واحدا له والآخر للذي معه -تايانغ:فعلتها؟ -جيهوب:أفعل ماذا؟ -تايانغ:أقصد هل قتلت تلك الفتاة؟ -جيهوب:لا...أصلا ما يزال الوقت مبكرا على قتلها...علي إذاقتها الأمرين أولا هي ووالدها -تايانغ:مممممم لا تبدو على وجهك أي سعادة بما حققته -جيهوب:اخرس
أخذ كلاهما كوبي الشاي يرتشفان منه ببطء وعلامات القلق على وجهيهما -تايانغ:ماذا لو أمسكتك الشرطة؟ ألن تقع في مأزق؟ -جيهوب:لا يهمني...المهم أن أنتقم وأشفي غليلي -تايانغ:أخشى أنه مع شخصيتك الرقيقة هذه سيُقبض عليك قبل أن تضع يدك عليها -جيهوب(بحدة) :الأقوال مختلفة عن الأفعال لذا سأريك -تايانغ:أنا لست معك ولا ضدك...لكن ما تفعله ليس صائبا يا صديقي -جيهوب:بل هو عين الصواب -تايانغ:أعرف قصتك وقد سردتها لي ملايين المرات ولكن صدقني فالفتاة بريئة ولا ذنب لها -جيهوب:أعلم...ذنبها الوحيد أنها ابنته -تايانغ:أتمنى أن تتراجع عما تفعله قبل أن يتأذى أي أحد
نظر بعيني صديقه ثم نهض من الأريكة وخرج يحضر بعض الحاجيات المهمة
في تلك اللحظات الصعبة والمرعبة كان أفراد عائلتي يكادون يموتون من القلق علي...أبي يطوف بالغرفة مرارا وتكرارا ويتساءل ما إذا كنت قد تعرضت لمكروه أم أنني في مكان ما فحسب...والدتي تجلس على حافة الأريكة وتحرك ساقيها بتوتر...أما أخي وونهو فقد كان في الخارج يتسكع مع رفاقه وعاد -وونهو:ماذا هناك؟ -الأب(بقلق) :أختك لم تعد للمنزل بعد وهاتفها مغلق -وونهو:لعلها تدرس في مكتبة الجامعة لوقت متأخر أو مع صديقاتها -الأب:لا لا لا...الأمر غير مطمئن هذه المرة...كانت عادة ترد علينا وتخبرنا أنها مشغولة -الأم(بقلق) :قلبي غير مرتاح وأنت تعرف أن قلب الأم دليلها -وونهو:وما الحل؟ -الأب:سنصبر قليلا وإن لم تعد سنتصل بالشرطة ونبلغهم -الأم(بقلق) :أوووه أشعر بقلبي سيتمزق...أتمنى أن تكون بخير
بينما أنا في تلك الغرفة المظلمة حاولت إيجاد حل للهروب وإنقاذ نفسي من هذا المأزق...حاولت تحرير يداي فإن حررتهما فالباقي سهل لا محالة...شددت معصمي بقوة وحركته في كل الاتجاهات لعلني أحرره ولكن بلا فائدة فهذا الخاطف ذكي ولا بد من أنه خبير في ربط العقد المستعصية
سمعت صوت الباب يفتح وخطوات تقترب مني ببطء بعدها هدأ الصوت...هذا إن دل على شيء فهو يدل على أن الخاطف هنا واقف بجانبي ينظر إلي -جوميونغ(بخوف) :م م ماذا تريد مني؟ أنا لم أفعل لك شيئا...لماذا قلبك قاسٍ هكذا!؟ -جيهوب:اخرسي -جوميونغ(بخوف) :إن كنت تحتاج المال فسأعطيك...أرجوك دعني أغادر -جيهوب:لا أريد مالك ولا جمالك ولا أي شيء...عندي هدف أسمى من ذلك -جوميونغ(بخوف) :هل ستقتلني؟ -جيهوب:قطعا
تملكني رعب شديد وبدأت بالبكاء لكن بسبب خوفي منه كتمت بكائي غصبا فإن أزعجته أكثر سيقوم بقتلي أسرع
حمل الخاطف هاتفه واتصل برقم والدي دون إظهار رقمه -الأب:ألو! -جيهوب:سيد هان...أهلا بك -الأب:من تكون؟ -جيهوب:هذا لا يخصك...ابنتك معي -الأب(بصدمة) :جوميونغ معك؟ ماذا تريد منها؟ -جيهوب:ممممم لا شيء -الأب(بغضب) :دعها تذهب -جيهوب:له له له...لماذا خطفتها إذا كنت سأتركها بمجرد كلمة منك؟ -الأب(بغضب) :ماذا تريد؟ سأعطيك كل شيء...فقط دعها -جيهوب:هههههه لا أريد شيئا منك حاليا...إلا... -الأب(بغضب) :إلا ماذا؟ أقسم أنني سأعطيه لك...فقط أخبرني -جيهوب:ألمك وعذابك -الأب(بغضب) :هل أنت مجنون؟ -جيهوب:ها هي ابنتك...كلمها قبل أن تخسرها للأبد -الأب(بغضب) :أيها الحقيييير
أخذ الهاتف ووضعه على أذني -جوميونغ(ببكاء) :أبي...أبي...ساعدني -الأب:جوووميووونغ...ابنتي...هل أنتِ بخير؟ هل آذاك هذا الحقير؟ -جوميونغ(ببكاء) :إنه يريد قتلي...ساعدني يا أبي -الأب(بقلق) :بنيتي...اهدئي أرجوكِ...سأفعل ما بوسعي وسأصل لك -جوميونغ(ببكاء) :آااااه أبي...أنا أكاد أموت من الخوف...أسرع أرجوك
سحب الخاطف الهاتف من أذني ثم وضعه على أذنه -جيهوب:إن اتصلت بالشرطة فستخسرها أسرع مما تتصور...لذلك نفذ أوامري -الأب:حاضر...ماذا تريد مني أن أفعل؟ -جيهوب:جيد...كما أخبرتك...الشرطة تعني خطا أحمر...اتفقنا؟ -الأب:نعم -جيهوب:الآن سأقطع الخط وأتصل بك لاحقا حين أبدأ -الأب:تبدأ بماذا؟ -جيهوب:ستعرف...انتظر فحسب -الأب(بحدة) :لاااا أرجوك...لا تقطع الخط...
قطع الخاطف الخط بسرعة ثم نظر نحوي بعينيه الملئيتين بالحقد والشر...كنت أرتجف وأنا أنظر فيهما والدموع تتسلل من عيناي دون استئذان -جيهوب(بحدة) :والدك سيدفع الثمن...وأنتِ ستدفعينه مثله...ليس لأي شيء بل لأنك فقط جزء من عائلته -جوميونغ(ببكاء) :أرجوووووك...لا تفعلللل...أرجوووووك -جيهوب:اخرسي أو سأغلق فمك أيضا...اخرسي
كان الوضع متوترا جدا بالنسبة لعائلتي...أبي يطوف بالغرفة بعصبية...أمي تبكي وأخي يحاول تهدئتها...أعصاب الجميع متعبة ويريدون إنهاء هذه المهزلة بأي طريقة ممكنة -الأب(بقلق) :لا يمكنني الوقوف هكذا ومراقبة ابنتي تموت...سأذهب لمركز الشرطة وأبلغ عنها وهم من سيتكلفون بإيجادها دون أن يعرف القاتل حتى -الأم:لكن الخاطف قال أنه سيقتلها -الأب:أعلم...لكن إن جلسنا وانتظرنا هكذا فحسب فلن نستفيد شيئا...أما إن بلغنا الشرطة فسيتَقَفون مكان المكالمة ويغافلون الخاطف ويتسللون لبيته -وونهو:فكرة جيدة -الأم(بقلق) :لا...لست مرتاحة لها...أخاف أن يعرف وتضيع منا جوميونغ للأبد -الأب:لا تقلقي عزيزتي...أعرف ما أفعله -الأم(بقلق) :كن حذرا فأي خطأ قد يودي بحياة جوميونغ -الأب:سأفعل
خرج أبي متوجها نحو مركز الشرطة وبمجرد أن وصل لباب المركز ورده اتصال مجهول...من المحتمل أن يكون الخاطف لذا تظاهر بالطبيعية حتى لا يُكشف -الأب:ألو -جيهوب:ترى إلى أين أنت ذاهب يا سيد هان؟ -الأب(بتوتر) :أنا؟ ليس لأي مكان -جيهوب:هههههه متأكد؟ -الأب(بتوتر) :طبعا -جيهوب:لديك برودة أعصاب لا مثيل لها...ابنتك هنا بين الحياة والموت ولكنك تذهب للتبليغ عند الشرطة بكل سهولة كأن حياتها لا تهمك -الأب(بتوتر) :معك حق...لا حاجة لذلك...سأتراجع -جيهوب:ههههه أحسنت...التزم بيتك واقلق على ابنتك فكل خطوة تفعلها محسوبة عليك وعليها
نزل أبي من السيارة ونظر من حوله لعله يرى من يراقبه لكن لم يجد أي أحد مشبوه به فالناس هناك كلٌ مشغول بأموره...في النهاية عاد للمنزل ووجهه شاحب ولا يبشر بالخير أبدا -الأم(بقلق) :ما الأمر؟ لماذا عدت؟ -الأب(بخوف) :إنه يراقب كل تحركاتنا...لقد عرف أنني متوجه لمركز الشرطة واتصل بي -الأم(بخوف) :يا إلهي! جوميونغ المسكينة! ماذا فعلت حتى يحصل معها ذلك!؟ -وونهو:لِمَ لا نتصل بالشرطة عبر الهاتف؟ -الأب(بخوف) :لا أعلم...أشعر أنها خطوة خطيرة...ما دام يراقبنا فسيعرف أكيد أننا نتواصل مع الشرطة فهم سيأتون لاستجوابنا والبحث عن أدلة -وونهو:وهل سنبقى هكذا نراقبها وهي تموت فحسب؟ -الأب:سننتظر أن يتصل الخاطف مجددا وسنعطيه ما يريده ونصل لمساومة -الأم(بخوف) :لكنه قال أنه يريد ألمك؟ ماذا يعني بذلك؟ -الأب:ربما مشكلته معي وليس مع المسكينة جوميونغ -الأم(بخوف) :أنا خائفة
في تلك الليلة كنت ما أزال مربوطة بالحبال في القبو...أشعر بيداي تؤلمانني وكل جسدي تورم من شدة الحبال وخشونتها...ما أزال أبكي وأرتجف من الخوف وأتمنى من كل قلبي لو أنه مجرد كابوس وسأصحو منه
في الغرفة المجاورة كان جيهوب جالسا مع تايانغ يتناولان الطعام -تايانغ:لا بد أنها خائفة وجائعة -جيهوب:ما همي بها؟ -تايانغ:ألا تريد إطعامها؟ -جيهوب:ههههههه ولماذا أفعل ذلك؟ -تايانغ:ممممم ربما لأنك لست جيهوب القاسي الذي أعرفه -جيهوب:أخبرتك...حين يتعلق الأمر بحقوقي فسأصبح سفاحا لا يعرف الرحمة -تايانغ:كما تريد...لكن ما الذي تنوي فعله اليوم؟ -جيهوب:أنوي تركها تموت خوفا وألما وجوعا...أما عن والدها فسأتركه يموت قهرا عليها دون أن يعرف عنها أي شيء -تايانغ:له له له يالك من شرير -جيهوب:أعلم...سأذهب للنوم...تصبح على خير
انتظر تايانغ جيهوب حتى غاص في نوم عميق ثم أتى لي ببعض البطاطا المقلية ودخل عندي للقبو المظلم الذي أعاني فيه -جوميونغ(بخوف) :من هناك!؟ دعني وشأني -تايانغ:لا تقلقي أنا مسالم -جوميونغ(بخوف) :اتركني أرحل أرجوك فأنا لم أخطئ في حق أي إنسان لكي يحصل لي هذا -تايانغ:لست من أتى بك إلى هنا -جوميونغ(بخوف) :لا يهمني من أتى بي...اتركني أرجوك -تايانغ:أريد ذلك...لكن صديقي خطط لهذا الأمر لسنوات والآن إن دمرت تعبه فسيدمرني هو أيضا -جوميونغ(ببكاء) :اتركاني أرجوكما
بدأت بالبكاء مجددا وهذا ما جعله يشعر بالشفقة الشديدة علي ولكن لا حل له سوى السكوت والتجاهل -تايانغ:أنتِ جائعة؟ -جوميونغ(ببكاء) :لااا...لا أريد سوى الخروج من هذا المكان -تايانغ:أفففففف وماذا أفعل برأيك؟ -جوميونغ(ببكاء) :اتركني أذهب...أرجوك...أرجوك
رغم توسلاتي المتوالية له فهو لا يستطيع فعل شيء لمساعدتي لذلك اقترب مني وحمل قطعة بطاطا وقربها لفمي -جوميونغ(ببكاء) :ما هذا؟ هل وضعتم به شيئا؟ -تايانغ:هي هي هي...قلت لك لا علاقة لي بما يحصل فكوني مطمئنة -جوميونغ(ببكاء) :لا أريد...أفضل أن أموت جوعا على أن آكل طعامكم -تايانغ(بحزن) :أنا آسف...كان علي منعه من إحضارك لكنه عنيد -جوميونغ(ببكاء) :أنت حاليا متورط معه في الجريمة لذا أتمنى أن تلقى حسابك بأقرب فرصة -تايانغ:معك حق...لكن لنؤجل الحديث حول الموضوع وكلي شيئا -جوميونغ(ببكاء) :لا...لا أريد شيئا...دعوني وشأني
تنهد تايانغ بحزن على حالي ثم استسلم لرغبتي وأعاد الطعام للمطبخ
مرت تلك الليلة علي كما لو أنها كابوس حقيقي...لم أنم طوال الليل من شدة الخوف والوضعية غير المريحة التي أنا مقيدة عليها فوق الكرسي...حتى أطرافي تتألم وتكاد تنفصل عن جسدي من شدة تلك الحبال صعبة الربط...تارة أبكي وأصرخ باسم والداي وعائلتي وتارة أحاول ضبط نفسي وإيجاد طريقة للهروب...لكن على من أكذب فذلك الشاب الذي خطفني متحكم بالوضع كما يريد
شددت معصماي المقيدان للخلف بعنف شديد لأحاول تحريرهما أو على الأقل زحزحة الحبل قليلا ولكن بلا فائدة فعدت للبكاء مجددا برأس مطأطئ وأنا أنتظر حدوث معجزة تنقذني من الموت المحتم
في الصباح الباكر وقفت أمي في المنزل تنظر عبر النافذة وعيناها حمراوان من شدة البكاء والسهر فاقترب منها أبي ووضع كفيه على كتفيها محاولا مواساتها -الأم(بحزن) :أعلم ماذا ستقول...ستكون بخير أليس كذلك؟ سأحاول إقناع نفسي بهذا الكلام مثل كل مرة -الأب(بحزن) :أعرف...الأمر صعب علي مثلما هو صعب عليك أيضا -الأم(بحزن) :أما من طريقة لمعرفة الخاطف دون تعريضها للخطر؟ -الأب:الحل الوحيد هو انتظاره حتى يتصل مجددا وسنساومه بطريقة ما -الأم(بحزن) :من يمكن أن يكون؟ ألا يذكرك صوته بشخص ما؟ -الأب:لا...لم أسمعه طوال حياتي -الأم(بحزن) :ماذا عن أشخاص تشك فيهم؟ -الأب:لا أحد...لكن علينا معرفة من هذا الشخص الذي يكره جوميونغ لدرجة أن يختطفها -الأم(بحزن) :ابنتي مسالمة...لا أظن أنها تستطيع إيذاء نملة -الأب:صحيح...لكن نحن البشر لدينا أعداء حتى لو لم نؤذي أحدا -الأم(بحزن) :أعدها...أرجوك -الأب:سأبذل جهدي
دخل الخاطف القبو الذي أنا فيه فوجدني مطأطئة الرأس فظنني نائمة...لكن أي وضعية هذه التي سأنام فيها وأنا مهددة بالموت...قام برفع رأسي لأعلى بعنف وبقي ينظر إلي دون أن ينزع عني غطاء عيناي -جيهوب:وجه جميل...يؤسفني أنه سيذهب أدراج الرياح
كلامه ذاك بث في جسدي الرعب مما سيفعله...أخشى أنه سيفعل شيئا سيئا اليوم بالفعل...لكنه دفع رأسي بطريقة مؤلمة ثم غادر المكان وعاد بعد دقائق ومعه مكواة شديدة الحرارة ونزع الرباط عن عيناي
فتحت عيناي ببطء فرأيت كل شيء ضبابيا من حولي وبعد دقائق رأيت الخاطف واقفا أمامي مغطيا وجهه بالقناع ويحمل في يده المكواة الساخة -جيهوب:ودعي جمالك -جوميونغ(بخوف) :ممممم ما الذي ست ت ت تفعله!؟ -جيهوب:سترين
أجرى مكالمة مع أبي وحين رد عليه كان قلبه يحترق من الخوف -الأب:ألو...ألو...تكلم ماذا تريد وسنعطيك إياه -جيهوب:لا أريد شيئا -الأب:تريد النقود؟ كم أدفع لك؟ جيهوب:بفففف لا أريد شيئا...فقط اسمع صوت ابنتك وهي تنشوي على نار هادئة -الأب(بحدة) :ما الذي تريد فعله أيها الـ... -جيهوب:له له له...انتبه لكلامك...قد أرفع درجة الحرارة أكثر فتصير فحما
حاول أبي التحكم بأعصابه فقط حتى لا يستفز الخاطف فتنهد بعمق -الأب:اسمع...سأعطيك مبلغ مليون دولار فما رأيك؟ -جيهوب:هل تحاول شرائي بمالك التافه؟ -الأب:تريد سيارة؟ سأحضرها لك -جيهوب:تبا! -الأب:خمس سيارات تكفيك؟ -جيهوب:لا تستفزني... -الأب:حسنا...أخبرني ما تريد
وضع الخاطف الهاتف بالقرب مني ثم أخذ المكوات وقربها نحو وجهي دون أن يلامسه...تصرفه هذا جعلني أصرخ من الفزع وأصرخ وأصرخ حتى أن الحيتان في البحر كادت تسمعني -الأب(بصراخ) :جوميووونغ ما الذي يحدث؟! -جوميونغ(بصراخ) :آااااااااااااااااا -الأب(بصراخ) :لااااا دعها وشأنها لااااا
كلما صرخت كلما قرب الخاطف المكواة من وجهي وشعرت بسخونتها أكثر وهذا يجعلني أهلع أكثر -جيهوب:اصرخي...أريه ألمك...أريه عذابك وعذابي
من شدة الخوف والصراخ فقدت الوعي وأرخيت جسدي على الكرسي فتوقف الخاطف عن تقريب المكواة من وجهي وقطع الخط عن أبي -جيهوب:تبا...لم أضع حسبانا لهذا
وضع المكواة جانبا وحاول إيقاظي ورفع وجهي لكنني قد فقدت الوعي تماما وهذا أفسد خطته لذلك أعاد ربط حزام عيناي وغادر الغرفة
في المنزل كان أهلي يحترقون من الحزن علي...أمي تبكي بشدة وأبي يضع يديه على رأسه محاولا تخفيف الضغط الذي يواجهه الأب:لا يمكنني الوقوف هكذا مكتوف الأيدي...سأجد جوميونغ بنفسي -الأم(ببكاء) :كيف ذلك؟ نحن لا نعرف أي معلومة بإمكانها مساعدتنا -القاضي:سنجد -الأم:كيف؟ -القاضي:من خلال عملي في مجال القضاء طوال هذه السنوات تعلمت الكثير...لا أحتاج للشرطة لتنقذ ابنتي...كل ما أحتاجه دماغي وأنتما الاثنان -وونهو:وبماذا يمكننا مساعدتك مثلا؟ -الأب:إذا دققنا جيدا وبحثنا عن أي أدلة ممكنة...أول ما يتبادر لذهننا أن نعرف أين كانت جوميونغ آخر مرة قبل أن تختفي...لذا سنبدأ بالتحقيق في الأمر بأنفسنا
عدل سابقا من قبل بثينة علي في الجمعة يناير 19, 2024 10:27 pm عدل 3 مرات
بثينة علي يعجبه هذا الموضوع
بثينة علي Admin
المساهمات : 1314 تاريخ التسجيل : 27/05/2021 العمر : 27
اجتمعت أسرتي في المنزل من أجل التشاور حول موضوع اختطافي...أبي هو قاضي عدل مشهور وقد درس القانون لذلك يعرف الكثير عن الجرائم والألغاز ويمتاز بسرعة بديهة -الأب:أولا علينا أن نعرف أي منا مراقب لكي نتفادى إيصال جوميونغ للأذى -الأم:أيعقل أن هناك من يراقبني أنا ووونهو؟! -الأب:ربما فهو يعلم جيدا أنه إن لم أبلغ أنا بسبب تهديداته فسيفعل شخص آخر -وونهو(ببرود) :من قد يهتم لأمري ويراقبني؟! -الأب:خذ حذرك فالعدو يحيط بنا من كل مكان -وونهو:سأفعل...ماذا يفترض بنا فعله؟ -الأب:لنفتش أغراض جوميونغ كلها ونبحث عن أي شيء أو دليل يدل على مكان خطفها -الأم:عيب...إنها أغراض فتاة شابة وهذا تطفل على خصوصياتها -الأب:إن أصابها مكروه فكل هذه الخصوصيات ستذهب للقمامة -الأم(بخوف) :معك حق...علينا إيجادها فورا
توجه أفراد أسرتي نحو غرفتي...كان أبي حذرا أثناء دخوله فوقف في وسط الغرفة وظل يحدق بشرود...أما أمي فحينما رأت أغراضي أوشكت على البكاء فوقف أمامها وونهو ليواسيها -وونهو:أمي...لا تبكي -الأم(بحزن) :سأحاول -الأب:وونهو فتش الخزانة...زوجتي فتشي خزانة الكتب...وأنا سألقي نظرة سريعة على كل شيء آخر
فتح وونهو الخزانة فوجد فيها ملابسي وأحذيتي -وونهو:إنها تمتلك الكثير من الملابس الأنيقة والأحذية المتنوعة...تبا -الأب(بتجهم) :هل أرسلتك هناك لكي ترى أغراضها؟ فتش عن أي شيء يمكنه مساعدتنا -وونهو(بانزعاج) :حاضر
بينما أبي يفتش عثر على دفتر مذكراتي مخبأ بين الكتب بطريقة ذكية ولا يتوقعها أحد -الأب:مذكراتها!
اجتمعت العائلة حوله بعد سماعها للخبر -الأب:يمكننا معرفة آخر نشاطات جوميونغ ومع من تخرج وهل هناك شخص يضايقها مؤخرا أو تشاجر معها -وونهو:واو! أنت عبقري أبي -الأب:على عكسك -وونهو(بتجهم) :لست مغفلا لتلك الدرجة -الأب:بل أكثر -الأم(بحدة) :أهذا وقت ثرثرتكما!؟ جوميونغ الآن على شفا حفرة من الموت
فتح أبي المذكرات وحرص على قراءة الصفحات الأخيرة منها فهي الأهم -الأب:ما هذا الخط!؟ -الأم(بحدة) :هففف أعطني هذا
أخذت أمي المذكرات من أبي وأول تاريخ قرأته كان قبل شهر
مكتوب في الصفحة "مذكرتي العزيزة...اليوم كانت لدي دروس جامعية ولدي زميلة في الصف تدعى سولي وهي إنسانة وقحة ومزعجة وتتظاهر بالذكاء والروعة أمامي لكنني أراها تافهة وغبية...أتصدقين أنها ترتدي ملابس من ماركة غوتشي ولكنها مقلدة" -الأب:هل يعقل أن تكون مشتبها به؟ -الأم:لا أظن -الأب:تابعي القراءة فربما هناك أمورا أخرى فعلتها بحقها
"ذات يوم وبينما أقف في صف الغداء تجاوزتني وارتطمت بذراعي عمدا فكدت أسقط طبقي لكنني لم أسكت لها بل قلبت الطبق كله على رأسها" -وونهو:أختي فعلت ذلك! مذهل! ليست حملا وديعا كما تبدو في البيت -الأب:ما رأيكم؟ هل تظنون أن هذه الفتاة لها حقد دفين لجوميونغ لذلك خطفتها؟ -وونهو:بففففف هذا أسوأ شيء قد ينخطف إنسان لأجله -الأب:سجلوا في دفاتركم...أول مشتبه به هو سولي -الأم:ما الذي يفترض علينا فعله؟ -الأب:علينا التحدث معها -الأم:أنا سأفعل...لكن قبل ذلك لنقرأ المزيد من المذكرات
قلبت أمي الدفتر إلى الصفحة التالية فوجدت الكثير من الوجوه الحزينة المرسومة
مكتوب في الصفحة "مذكرتي...اليوم هو عيد ميلادي الثامن عشر...لقد كان الجميع منشغلين عني ونسوا أمري...أبي لم يكترث لأمري مطلقا وغادر البيت للعمل وأمي خرجت في جولة مع صديقاتها لصالون الأظافر...حتى وونهو يخرج مع رفاقه ويتركونني وحدي في البيت...أشعر أنني فرد غير مهم في هذه العائلة خاصة وأن الحال يتكرر معي كل يوم...أنا حزينة للغاية...فقط أريد أن يعرف أحد أنني هنا..."
ما كادت الأم أن تنهي القراءة حتى نزلت دمعة من عينها على صفحة الدفتر فبللتها...فجأة تحول الجو للكآبة التامة وفهم الجميع أمرا متأخرا كان عليهم أن يفهموه منذ زمن
رغم أن أبي ووونهو سيطرا على أعصابهما لكن أمي عادت للبكاء مجددا وهي تعانق دفتر المذكرات -الأم(ببكاء) :أنا أم مهملة...كيف لم أنتبه لمعاناة جوميونغ؟ -الأب:كلنا أخطأنا في حقها -وونهو:أعترف...حتى أنا نسيت عيد ميلادها وهي من تهديني هدايا دائما في عيد ميلادي -الأب:لنستعد جوميونغ -الأم(ببكاء) :لنستعدها -وونهو:نعم
بينما أنا مربوطة في ذلك القبو المظلم شعرت بالتعب الشديد بسبب أنني لم آكل منذ يوم...فجأة سمعت صوت الباب يفتح مجددا فقفز قلبي من الرعب وعضضت على شفتاي
سمعت صوت خطوات تقترب مني إلى أن هدأت بجانبي...صرت أرتجف كشخص صعقته الكهرباء وهذا سهل الملاحظة علي...أحسست بيد أمسكت بذقني ورفعت وجهي لأعلى -جيهوب:ماذا أفعل بك اليوم برأيك؟ -جوميونغ(بحشرجة) :دعني أغادر أرجوك -جيهوب:لماذا لا نعطي والدك جرعته الصباحية من الألم ها؟ -جوميونغ(بحشرجة) :أرجوك...أرجوك...أرجوك -جيهوب:لست أنتِ من يجب أن يترجاني بل هو -جوميونغ(بحشرجة) :أتوسل إليك...دعني أذهب
رمى وجهي للجهة الأخرى ثم غادر القبو الذي أنا فيه وبعد دقائق عاد ومعه سلك كهربائي مبتور من المنتصف...بينما أرتجف من خوفي نزع عني حزام العينين فرأيته يضع القناع كالعادة...لكن ما أرعبني هو أمساكه لسلك كهربائي موصول في مقبص الكهرباء والطرف الآخر مكشوف -جيهوب(بسخرية) :لنجعلك ترقصين فرحا -جوميونغ(بصدمة) :م م م ماذا تفعل!؟ -جيهوب:سأعطيك ووالدك جرعة نشاط
اتصل بأبي وهو على وشك الخروج لكن ما إن تلقى مكالمته رد عليه بسرعة -الأب:ألو! -جيهوب:صباح الخير سيد هان -الأب:عن أي خير تتحدث وابنتي رهينة عندك؟ -جيهوب:تريد مكالمتها؟ -الأب:نعم -جيهوب(بسخرية) :تشه...في أحلامك
بينما أرتجف من الخوف أخذ سلك الكهرباء المكشوف وأشار به في وجهي فمت من الرعب وصرت أصرخ بأعلى صوتي وكلما صرخت أكثر كلما قربه مني أكثر...تلك الصرخات التي سمعها أبي جعلته يتحطم كليا ويدخل في حالة من الهلع لكنه لم يعرف ما يفعل فشتم الخاطف بأبشع شتيمة يعرفها -جيهوب:هل شتمتني للتو؟
لم يرد
-جيهوب:أنا أكلمك -الأب(بتوتر) :أ أ أنا آس س سف -جيهوب:لا أسمعك -الأب(بتوتر) :آسف آسف -جيهوب:توسلني -الأب(بتوتر) :أتوسل إليك لا تؤذيها -جيهوب:لماذا صوتك منخفض هكذا؟ ارفعه قليلا -الأب(بصراخ) :آسف آسف آسف...دع ابنتي وشأنها أتوسل إليك -جيهوب:حسنا...سأدعها... -الأب:حقا!؟ -جيهوب:نعم...سأدعها تتكهرب لعدة دقائق فربما تتعلم من أخطائك وتقدر قيمة ابنتك
أخذ السلك مجددا وقربه من وجهي فبدأت بالصراخ والعويل...الأمر مرعب حين ترون الموت أمام عيونكم ولا تستطيعون الهروب بعيدا أو فعل أي شيء...حتى أبي لا يملك أي خيار لذا واصل التوسل للخاطف حتى يرحمني إلى أن قطع الخط عليه
بعد أن انتهى من تعذيبي نفسيا دون لمسي بالكهرباء أزال السلك من القابص وغادر الغرفة تاركا إياي أتنفس بسرعة وأرتجف...شعرت مثل الشخص الغريق الذي تم إخراجه من الماء في آخر ثانية من حياته
بعد أن خرج لغرفة المعيشة وجد تايانغ ينظر له بحزن بينما يثني يديه -جيهوب:لا تنظر لي هكذا...تستحق -تايانغ:هل أنتَ سعيد بما تفعل؟ -جيهوب:سعيد للغاية -تايانغ:لا أرى أي سعادة في عينيك -جيهوب:لأنك أبله
أراح جيهوب جسده على الأريكة وأغمض عينيه لينام أما تايانغ فذهب للمطبخ وأحضر لي الطعام للقبو وأنا ما أزال أصارع لتهدئة نوبتي النفسية التي تركني الخاطف عليها -تايانغ:أنتِ بخير؟ -جوميونغ(بحشرجة) :ما الذي فعلته لكم حتى تفعلوا هذا بي؟ -تايانغ(بحزن) :لم تفعلي شيئا...فقط حظك عاثر
أراد الاقتراب مني لكنني شعرت بالهلع مجددا وصرت أتنفس بسرعة -تايانغ:لا تخافي...أقسم لك لست أنوي فعل شيء سيء...فقط أحضرت لك الطعام والماء -جوميونغ(بحشرجة) :أنا عطشانة جدا...وجائعة جدا...لكنني لن آكل طعامكم مهما حصل -تايانغ:انظري لنفسك...لا تقوين حتى على تحريك شفاهك...هيا كلي
بعد أن وضع الطعام في فمي مضغته بسرعة كحيوان مفترس جائع حصل على الفريسة بعد سنوات قحط طويلة...أصبح طعم الأكل ألذ بمليون مرة عما كان سابقا -تايانغ:آسف لأن هذا يحصل معك
كلامه بدا غريبا فهو مختلف عن الخاطف الآخر في كل شيء...لا يبدو أنه موافق على ما يحصل بتاتا لذا قد تكون فرصتي لكي أهرب من هناك نهائيا
بعد دقائق هدأت وشعرت بالأمان مع ذلك الشاب اللطيف وبينما أراقبه صار يلتف حول الكرسي الذي أنا مربوطة فيه فلاحظ تورما في يداي المربوطتين بعنف -تايانغ(يفكر) :يبدو هذا مؤلما...علي فعل شيء ما دام جيهوب نائما
أخذ سكينا وفكني من الحبل فنهضت بسرعة وتفقدت يداي اللتان أكاد لا أحس بوجودهما متصلتين بجسمي -تايانغ:أريحي يديك قليلا فهو نائم
حاولت النظر من حولي في الغرفة فلم أجد أي سلاح أو شيء أستخدمه للهروب فاكتفيت بالركض نحو الباب لأفتحه وصدمت بأنه مغلق بالمفتاح...هذا الأمر جعلني أفقد الأمل مجددا وأرمي جسدي المتعب المرتجف على الأرض -جوميونغ(بحزن) :أريد الخروج من هنا...ساعدني أرجوك -تايانغ:لا أستطيع -جوميونغ(بحزن) :سأعطيك كل مالي ومال عائلتي وثروتهم اللعينة إن كان يهمك -تايانغ:الأمر أكثر تعقيدا من ذلك...علي مساندة صديقي فقد عانى بسببكم -جوميونغ(بحزن) :ماذا عانى؟ اشرح لي من فضلك حتى أعرف ما جريمتي في حقه -تايانغ:الأمر صعب للشرح...لكن معه حق تقريبا...قد لا تعرفين القصة لكن أنا أعرفها...بطريقة ما تم توريطك في شيء لم تفعليه لذا تمني أن تكون الأمور بخير فحسب -جوميونغ(بحزن) :من الحقارة أن تقول ذلك بينما تصر على المشاركة في هذه الجريمة القذرة
تنهد بحزن ثم تقدم مني وأعادني للكرسي ليربطني مجددا -جوميونغ:قبل ذلك...أريد دخول المرحاض -تايانغ:حسنا
يوجد في نفس القبو مرحاض صغير وضيق وحين دخلته وجدت أنه مغلق وليس به أي نوافذ لأهرب منها...هذا يعني أنني عالقة لا محالة -تايانغ:إن احتجتِ إلي فأخبريني...سآتي إليك مرة في الليل ومرة في القيلولة حينما ينام -جوميونغ(بحزن) :ما فائدة ذلك ما دمت لن تتركني أغادر؟ -تايانغ:لا أستطيع فالقرار يرجع له...لكنني سأبذل جهدي لتقديم المساعدة
لم يكن هذا ما أردته لكن لا بأس به كحل مؤقت...هكذا رحل تايانغ ببساطة وتركني أعاني هناك...لا أعلم بالضبط إلى متى سأبقى لكن علي استغلال طيبة قلبه لأهرب
بينما عائلتي في المنزل يتشاورون حول ما حصل معي جاء السكرتير وأعطى لأبي ورقة ملفات تحتوي على معلومات عن زميلتي سولي التي تم الاشتباه بها في الجريمة -الأب:هذه هي المعلومات والآن علينا الكلام مع الفتاة ومعرفة أي شيء بسيط منها -الأم:سأكلمها أنا -الأب:حسنا...لكن احذري من إخبارها بالأمر مباشرة أو التلميح له -الأم:لا تقلق
ذهبت أمي لمنزل سولي الذي يقع في إحدى ضواحي مدينتنا...يبدو منزلها منزلا متوسط المعيشة وليس كمنزلنا الغالي والواسع...بعد أن دقت الجرس لدقائق فتحت لها امرأة عجوز -العجوز:كيف أساعدك؟ -الأم:مرحبا...هل سولي هنا؟ -العجوز:لا...لقد سافرت منذ أسبوع -الأم:سافرت! لأي سبب؟ -العجوز:من أجل عمل ضروري...هل تحتاجينها لظرف طارئ؟ -الأم:لا أبدا...أعتذر على الإزعاج
عادت أمي أدراجها وأخبرت أبي بما اكتشفته...يبدو أن سولي لم تكن داخل المدينة طوال هذا الأسبوع لذلك من الصعب إثبات اشتراكها في الجريمة أو التواصل معها -الأب:لنقرأ المزيد من دفتر المذكرات فربما نجد شخصا آخر مشتبها فيه
فتحت أمي الدفتر على صفحة معينة وشرعت بالقراءة بينما وونهو وأبي ينصتان
تقول الصفحة "مذكرتي...اليوم رأيت وونهو يدخن في الشارع رغم أن أبي لا يعرف وحين أردت إخباره..."
قبل أن تكمل أمي قاطعها وونهو وأخذ منها الدفتر -وونهو(بتوتر) :لنقرأ صفحة أخرى -الأب(بحدة) :تدخن!؟ -وونهو(بتوتر) :أدخن! ماذا تقصد بكلامها؟ لم أدخن -الأب(بحدة) :سلمني الدفتر ففي كل الحالات سأدفنك حيا
قطب وونهو حاجبيه ثم أعطاه الدفتر ليقرأ ما تبقى من الصفحة
"عندما كشفته أردت إخبار أبي لكنه رشاني بشراء سماعات جديدة لي كهدية...أريد إخبار والدي فهو يكره هذه الأشياء خاصة أن وونهو لم يبلغ السن القانوني بعد ومثل هذه الأمور ممنوعة في عائلتنا"
رفع أبي نظره عن الدفتر إلى وونهو الذي كان يتصبب عرقا مما سمعه -الأب(بحدة) :ترشوها بسماعات إذًا؟! -وونهو(بتوتر) :هل الغداء جاهز؟ أنا جائع -الأب(بحدة) :لا تغير الموضوع...لو لم تكن أختك في ورطة هناك لقمت بتقطيعك وطبخك للغداء -وونهو(بتوتر) :أعرف
أخذت أمي الدفتر من يد أبي وقلبت الصفحة لتقرأ
"مذكرتي...لقد ذهبت اليوم مع كيوكي صديقتي المفضلة لمعرض الألعاب المائية الذي فتح حديثا واستمتعنا بوقتنا معا" -وونهو:كيوكي! سمعت بها من قبل -الأم:تعرفها؟ -وونهو:لا...لكن سمعت جوميونغ تكلمها على الهاتف -الأب:اذهب وكلمها إذًا -وونهو:لماذا أنا؟ -الأب:واضح...أنا مراقب -وونهو:ممممم حسنا -الأب:سأطلب من سكرتيري أن يبحث لي عن معلوماتها -وونهو:لكنني غبي ولا أعرف ما أقول لها -الأب:قل لها أن جوميونغ هربت من المنزل ونحن قلقون عليها -وونهو:خطة جيدة
بحث سكرتير والدي عن معلومات كيوكي ولحسن الحظ تمكن من العثور عليها بسهولة لأنها طالبة معي في الجامعة
ذهب وونهو إلى كافيتيريا الجامعة وظل ينظر في وجوه الناس إلى أن مرت عليه كيوكي فذهب إليها ولمسها من كتفها لينبهها -وونهو:عفوا! -كيوكي:نعم!؟ -وونهو:أنتِ كيوكي صديقة جوميونغ صحيح؟ -كيوكي:بلى...وأنت أخوها على ما أعتقد...لماذا لم تأتِ اليوم للجامعة؟ هل هي بخير؟ -وونهو:لقد هربت من المنزل -كيوكي(باستغراب) :هربت! لماذا!؟ -وونهو:لا أحد يعلم -كيوكي:ههههه لم أكن أعلم أن جوميونغ مراهقة متمردة -وونهو:هي ليست كذلك لكن ربما لديها أسبابها -كيوكي:والمطلوب مني؟ -وونهو:أخبريني متى كانت آخر مرة رأيتها فيها؟ -كيوكي:مممم لا أتذكر -وونهو:ربما قبل يومين فقط؟ -كيوكي:وحتى لو كان كذلك فلا أتذكر -وونهو(باستغراب) :لماذا تصرين على إخفاء القصة؟ -كيوكي:لم أفعل -وونهو:هل أنعش ذاكرتك؟
أخذ المال من محفظته ثم وضعه على الطاولة وقدمه لكيوكي لكنها انفجرت من الضحك -كيوكي:ههههه هل تتبع أسلوب مسلسلات هوليوود؟ -وونهو:نعم...أشعر بالحماس حين أقلدهم -كيوكي:اسمع...لست أتستر على جوميونغ ولكن لا أستطيع إخبارك فالأمر من خصوصياتها -وونهو:بل ستفعلين...الأمر أخطر مما تظنين...جوميونغ قد اختطفت
فجأة تجمدت ملامحها من الصدمة -كيوكي(بصدمة) :اختطفت! جوميونغ اختطفت! -وونهو:نعم...لذلك أرجو منك أن تساعديني وتتكتمي حتى نجدها وإلا ستبقى معرضة للخطر -كيوكي(بقلق) :علينا تبليغ الشرطة -وونهو:لا لا لا...إلا الشرطة...إن أخبرناهم فحياتها ستنتهي...إنه يهددنا بقتلها في حال بلغنا -كيوكي(بقلق) :أنا سأبلغ -وونهو:لاااا من فضلك -كيوكي(بقلق) :كيف لا أبلغ وجوميونغ ستموت! هل أنت أخوها أم عدوها؟ -وونهو:هذه أوامر والدي...نحن نحاول حل القضية بأنفسنا...ولا تنسي أن أبي درس القانون وسيتوصل لحل دون أذيتها
أراحت نفسها على كرسيها ثم حاولت أن تهدئ من روعها -كيوكي:سأخبرك متى رأيتها آخر مرة...
• قبل يومين: كنت أنا وكيوكي ندرس معا في المكتبة كأي يوم مضى -جوميونغ:أنتِ...تحليلك للجريمة خاطئ...يمكن للمجرم أن يستخدم آداتين اثنتين -كيوكي:ههههه...هل هو بهذا الغباء المفرط ليترك كلا الآداتين في مسرح الجريمة؟ أظن أنه تعمد ذلك ليشتت الشرطة
بينما نتناقش جاء نحونا شاب من نفس صفنا وهو وسيم وذو عضلات ويدعى "كانغ داي" -كانغ داي:مرحبا بنات -جوميونغ:أهلا -كيوكي:أهلا -كانغ داي:لنخرج ونحتفل معا اليوم نحن الثلاثة -كيوكي(بخبث) :أوبس...أنا مشغولة جدا هذه الليلة...اذهبا أنتما الاثنان -كانغ داي:جوميونغ...موافقة؟ -جوميونغ:ههههه نعم -كانغ داي:سأتصل بك في المساء حين تنهين حصصك الجامعية -جوميونغ:حسنا...أراك لاحقا
غادر كانغ داي طاولتنا وبقيت أنا وكيوكي بمفردنا فنغزتني من ذراعي وسط خجلي -كيوكي(بخبث) :هذه فرصتك...ابدآ بالمواعدة هذه الليلة -جوميونغ(بخجل) :لااااا...توقفي عن إحراجي...لا أعلم إن كان معجبا بي مثلما أنا معجبة به -كيوكي:ستعرفين فقط إن أخبرك بنفسه...فايتينغ أوني...يمكنك فعلها هذه الليلة -جوميونغ(بخجل) :نعم يمكنني
••••••••••••••••••••••••••••••
-كيوكي:هذا ما حصل...بعدها ذهبت مع كانغ داي ولم أرها -وونهو:ترى...كيف شكل هذا الوسيم الذي يعجب أختي؟ أعرف أن ذوقها سخيف على كل حال لكن أريد رؤيته -كيوكي:انظر...إنه هناك جالس مع رفاقه
نظر خلفه فوجد كانغ داي يجلس مع رفاقه يتناولون طعامهم -وونهو:واااو! عضلاته بارزة ووجهه جميل...إنها أول مرة أوافق أختي على خيارها -كيوكي:ما الذي ستفعله بشأنه؟ -وونهو:سأسأل أبي أولا...وبخصوص اختطاف جوميونغ فإياك ثم إياك أن تخبري أحدا -كيوكي(بحزن) :سأحاول أن لا أفعل -وونهو:شكرا على تعاونك آنسة كيوكي -كيوكي(بحزن) :العفو...أرجوك إن عرفت أي شيء عن جوميونغ فأخبرني لأنني سأموت من القلق -وونهو:اتفقنا
عدل سابقا من قبل بثينة علي في الجمعة يناير 19, 2024 10:28 pm عدل 1 مرات
بثينة علي يعجبه هذا الموضوع
بثينة علي Admin
المساهمات : 1314 تاريخ التسجيل : 27/05/2021 العمر : 27
موضوع: رد: رِوَايَة خَاطِف قَلْبِي!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) الخميس مارس 03, 2022 11:15 am
رواية خاطف قلبي : الفصل الثالث
اليوم الثالث لي في ذلك القبو المظلم...أشعر بأنني سأجن من التوتر والخوف...عن قريب سوف أصبح مختلة عقليا على يد خاطفين أحدهما مهووس بالتعذيب النفسي والآخر يساعده ويدعي طيبة القلب...مازلت لم أرَ وجهيهما حتى الآن ولا أظن أنني سأراهما...ربما هما خائفان من أن أنجح في الهروب وربما لا ينويان إيذائي حتى
سمعت صوت فتح الباب المعتاد منذرا بقدوم زائر غير مرحب به...إنه وقت تعذيبي الصباحي والاتصال بأبي
كنت مقيدة كالعادة إلى أن تقدم مني الخاطف ونزع الحزام من على عيناي...كان يضع قناعا كما المرات السابقة ويحمل منشارا إلكترونيا في يده -جوميونغ(بحشرجة) :م م م ماذا تفعل بهذا!؟ -جيهوب:بأي إصبع تريدين أن نبدأ؟ -جوميونغ(بحشرجة) :ما الذي ستفعله بأصابعي؟ -جيهوب:ستعرفين
قام بتشغيل المنشار ووضعه جانبا ثم اتصل بأبي وأسمعه صوت المنشار -الأب(بفزع) :ما هذا؟ -جيهوب:سأعطيك حق الاختيار...أي إصبع تريد أن أبدأ به أولا؟ -الأب(بفزع) :لاااا دع أصابع ابنتي وشأنها...أقسم بأنني سأقوم بقتلك إن أمسكت بك -جيهوب:أمسك بي إذًا -الأب(بفزع) :وضيع...لماذا تفعل شيئا كهذا؟ -جيهوب:تشه...أريد أن أتسلى -الأب(بفزع) :هل أنت مريض نفسي؟ -جيهوب:احتمال -الأب(بفزع) :صدقني ابنتي غالية علي أكثر مما تتصور...أعدها لي وسأكتب كل ممتلكاتي باسمك إن أردت -جيهوب:تشه...من قال أنني أريد ممتلكاتك؟ -الأب(بفزع) :ماذا تريد؟ أنا طواعية لأمرك -جيهوب:أريد... -الأب(بفزع) :تكلم -جيهوب:أريد قطع أصابع ابنتك وإرسالها لك في علبة -الأب(بفزع) :لاااا لا تلمسها أرجوك
أخذ المنشار الكهربائي وقربه من يداي ببطء فبدأت بالصراخ وأغمضت عيناي من شدة الرعب...كنت أعد الثواني التي تفصلني عن أن أفقد أصابعي وأنزف حتى الموت...تلك اللحظات المرعبة لا أتمناها لأي فتاة مهما كان حجم الذنب الذي ارتكبته في حياتها...في نفس الوقت بقي أبي يستمع للمنشار وصراخي وهذا جعله يبكي
فقدت وعيي من شدة الهلع وهذا ما جعل جيهوب يقطع الخط ويترك أبي مرميا على الأرض يائسا ويبكي -الأب(ببكاء) :جوميونغ المسكينة
دخلت أمي الغرفة بعد أن سمعت صوت بكائه فوجدته جاثيا على ركبتيه -الأم:هل اتصل مجددا؟ -الأب(ببكاء) :بلى -الأم:ما الذي قاله؟ -الأب(ببكاء) :لا أعلم ولا أفهم لماذا يفعل كل هذا -الأم:هل جوميونغ بخير؟ -الأب(ببكاء) :لا...لكن صراخها مرعب...لا أريد الوقوف أكثر ومراقبتها وهي تعاني...لنكمل التحقيق
كان لدى أبي عمل ذلك اليوم ولكنه حاول الحصول على عطلة ليتفرغ للتحقيق في قضية خطفي إلا أن المحكمة رفضت طلبه بسبب عدم وجود مبرر واضح لذلك
بعد أن خرج من مركز عمله التقى بسكرتيره فأعطاه ملفات كانغ داي التي أمضى ليلة البارحة كلها يبحث عنها -السكرتير:هذه معلوماته...يعيش في حي مجاور لكم سيدي
نظر أبي لملف كانغ داي مطولا وعرف كل المعلومات الخاصة به ولكن أي منها لم يساعده على إيجاد رابط بينه وبين جريمة خطفي...الحل الوحيد هو الذهاب لمنزله والكلام معه وجها لوجه
في تلك الليلة ذهب أبي لمنزل كانغ داي وعندما فتح له الباب انحنى بأدب -كانغ داي:كيف أساعدك سيدي؟ -الأب:جونغ كانغ داي صحيح؟ -كانغ داي:بلى -الأب:هناك الكثير لنتحدث فيه -كانغ داي:تفضل
دخل أبي المنزل وكان منزلا عاديا ولا شيء مثير للريبة فيه كما أن صوت كانغ داي لم يكن مثل صوت الخاطف لذا من المستبعد أن يكون هو -الأب:أنت تعرف هان جوميونغ صحيح؟ -كانغ داي:بلى...هي زميلتي في الجامعة -الأب:أنا والدها -كانغ داي:آاااه أهلا بك سيدي...تشرفت بلقائك...كيف حال جوميونغ؟ -الأب:لقد هربت من البيت -كانغ داي:هربت! لماذا! هل أساء إليها أحد؟ -الأب:لا أعلم...لذلك أنا هنا...ظننت أنك قد تعرف شيئا يساعدنا على إيجادها بصفتك صديقها -كانغ داي:لا للأسف...هل اتصلتم بها؟ -الأب:هاتفها مغلق ولا أثر لها في أي مكان -كانغ داي:يال الأسف...ترى إلى أين ذهبت؟ -الأب:متى آخر مرة رأيتها فيها؟ -كانغ داي:قبل ثلاث أيام...
• قبل ثلاث أيام: ذهبت أنا وكانغ داي للمطعم حتى نحتفل كما طلب مني وبينما نأكل وضع يده على يدي فلفت ذلك انتباهي -كانغ داي:يدك ناعمة -جوميونغ(بخجل) :شكرا -كانغ داي:الأمر غريب...قبل ساعة كان لدي الكثير لأخبرك به لكن الآن ضاعت مني كل الحروف -جوميونغ:ها! -كانغ داي:انسي الأمر -جوميونغ:قل ما لديك -كانغ داي:القصة وما فيها أنني أحتاج شخصا مقربا أشكو له همومي وليس هناك من أثق به لذا هلا أنصتِّ إلي؟ -جوميونغ:بالطبع -كانغ داي:أشعر بالوحدة والفراغ...العالم قاسٍ والدراسة صعبة وأريد أن أصير محاميا لكن وقتي ضيق وهناك عملي -جوميونغ:وااااو! كل هذا!؟ -كانغ داي:نعم...أشعر بضغط شديد...ماذا عساي أفعل؟ -جوميونغ:ارمِ كل هذا جانبا -كانغ داي:لا أستطيع...كلما حاولت تناسي الأمر شعرت أن العالم يضيق بي أكثر -جوميونغ:أتعلم؟ أنا أيضا أشعر مثلك لكنني لا أظهر ذلك لأي أحد -كانغ داي:ما قصدك؟ -جوميونغ:لدي أسرة غريبة...والدي منشغل بالعمل طول الوقت...أمي تخرج في رحلات مع صديقاتها الثرثارات...وأخي الصغير أيضا يبقى مع أصدقائه المراهقين طوال اليوم...هذا يجعلني أشعر بالوحدة -كانغ داي:صحيح...الأمر سيء نوعا ما -جوميونغ:أتذكر أنني طلبت منهم أن نجتمع ذات يوم كعائلة واحدة ونقضي الوقت معا ولكن أي منهم لم يعطِ الفكرة أي اهتمام -كانغ داي:هذا مؤسف -جوميونغ:ودائما ينسون عيد ميلادي رغم أنني أهديهم الهدايا دائما في أعيادهم -كانغ داي:هذا يكفي...لا تحكي لي المزيد...أشعر بالسوء عليك أكثر من نفسي -جوميونغ:ههههه صحيح...أنا مثيرة للشفقة -كانغ داي:لستِ كذلك...أنتِ فقط حساسة مثلي وتأخذين الأمور العاطفية على محمل الجد -جوميونغ:أتمنى لو أنني باردة مثل أفراد أسرتي...وقتها سأتمكن من التعايش مع العالم بشكل طبيعي دون القلق على أي شيء -كانغ داي:أنا أيضا أريد أن أكون باردا ههههه
بعد أن أكلت أنا وكانغ داي وأمضينا الوقت نشكو همومنا لبعضنا لوقت متأخر قرر أن يغادر -كانغ داي:سأغادر وأوصلك في طريقي -جوميونغ:لا...مازلت أريد البقاء...لا أريد العودة للمنزل الممل -كانغ داي:حسنا...لكن توخي الحذر عند العودة -جوميونغ:فهمت...تصبح على خير -كانغ داي:و أنتِ من أهله
••••••••••••••••••••••••••••••
ذلك الكلام الذي دار بيني وبين كانغ داي جعل أبي يحزن ويتحطم مجددا ولكنه تماسك فقط لأجل أن لا ينفضح أمامه -الأب:هذا كل شيء؟ -كانغ داي:بلى -الأب:إذًا فعندما افترقتما في المطعم لم ترها بعدها؟ -كانغ داي:أجل هذا ما حصل -الأب:يا إلهي! كيف سأعثر عليها الآن؟ -كانغ داي:لا تقلق عمي...ستكون الأمور بخير وستعود حينما تدرك أن هروبها ليس حلا للمشاكل -الأب:ليته كذلك -كانغ داي:تشجع عمي -الأب:شكرا بني...آسف لإزعاجك -كانغ داي:ليس هناك أي إزعاج فجوميونغ صديقتي -الأب:قبل أن أذهب...هلَّا أعطيتني اسم المطعم الذي كنتما فيه؟ -كانغ داي:طبعا...اسمه "مطعم السلام" -الأب:شكرا مجددا
عاد أبي للمنزل وهو حزين فوجد العائلة تنتظره بفارغ الصبر -الأم:عثرت على شيء؟ -الأب:لا شيء...ذلك الشاب يقول أنه افترق عنها في مطعم السلام وهذا يجعل الأمر معقدا أكثر -وونهو:مطعم السلام! أعرفه...لدي صديق يعمل هناك -الأب:حقا؟! هذا مذهل! هل يعرف جوميونغ؟ -وونهو:نعم يعرفها...ربما قد يكون رآها تلك الليلة ويعرف أي شيء يساعدنا على إيجادها -الأم(بسعادة) :الحمد لله أن هناك أملا -الأب:غدا ستذهب إليه وتسأله ولكن إياك والتكلم عن خطف جوميونغ مفهوم؟ -وونهو:لقد ذكرت هذا أمامي مليون مرة...فهمت -الأب:لأنك غبي ولا يعتمد عليك -وونهو:بففففففف لا أفهم لماذا تكرهني هكذا...ليتني خطفت بدل جوميونغ فربما تتوقف عن إزعاجي وتعرف قيمتي ولو قليلا
فجأة تحولت ملامح أبي من الغضب للأسف...حتى أمي عانقت وونهو وبدأت بالبكاء -الأم(ببكاء) :لا أريد أن يتأذى أي أحد في عائلتي -الأب(بحزن) :ولا أنا...لا تقل هذا الكلام مجددا فمعاتبتي لك هي من باب الاهتمام وليس الكره
بعد أن ألقى أبي تلك الكلمات غادر الغرفة ليأخذ حماما دافئا لعله يستريح من شدة الضغط الذي هو فيه...بعدها بدأ يراجع نفسه ويحاول تذكر الذكريات الجميلة التي أمضيناها معا
• قبل سنة : حان حفل تخرجي من الثانوية وكان علي دعوة عائلتي ليشاركوني بهذه الفرحة التي لا مثيل لها...وأول من خطر على بالي هو والدي لأنه قاضي عدل مشهور وسيفرح حين يعرف أنني سأدخل كلية القانون لأحقق حلمه -جوميونغ:أبي...هل ستأتي لحفل تخرجي؟ -الأب:متى؟ -جوميونغ:الخميس -الأب:إنني مشغول ذلك اليوم -جوميونغ:مشغول مجددا! أنت دائما مشغول فلماذا لا تخصص وقتا لنا؟ -الأب:لأن هذه هي الحياة...علينا أن نعيش ونكسب المال وإلا متنا جوعا -جوميونغ:لكن إن أجلت محاكمة واحدة فقط لأجلي لن نموت جوعا -الأب:هذا استهتار...ماذا عن والدتك؟ اطلبي منها -جوميونغ:أمي ستأتي ولكن أريدك أنت أيضا -الأب:لا أستطيع -جوميونغ:أرجوك -الأب(بحدة) :لماذا الإلحاح؟ قلت أنني مشغول وأمك ستأتي بدلا مني
كلامه ذلك الوقت جعلني أتقبل حقيقة أنه لا يهتم لأمري بل كل همه هو المال والعمل
••••••••••••••••••••••••••••••
هذه الذكرى جعلت أبي يحزن أكثر مما كان سابقا...الندم الآن لن ينفعه بشيء فقد فات الأوان -الأب(يفكر) :جوميونغ...إن عدتِ للمنزل سالمة فأعدك أنني سأتغير وأعطيك قيمتك الحقيقية التي كنت أعمى عنها من قبل
في صباح اليوم التالي في جامعتي ذهبت كيوكي للمحاضرة فالتقت بكانغ داي في الرواق يتكلم مع أصدقائه -كيوكي:كانغ داي! -كانغ داي:نعم؟ -كيوكي:هناك مشكلة صغيرة...بل لنسميها كبيرة -كانغ داي:خيرا!؟ -كيوكي:لنتكلم على انفراد لو سمحت فالأمر في غاية الخطورة
ذهبا لمكان هادئ في حديقة الكلية وبدت كيوكي متوترة ولا تعرف من أين تبدأ الكلام -كيوكي:اسمع...جوميونغ... -كانغ داي:هربت من المنزل صحيح؟ -كيوكي:لا بل أسوأ...خطفت -كانغ داي(بصدمة) :خطفت! ماذا ومتى وأين وكيف؟! -كيوكي:صدقني لا أعلم أي شيء لكن من فضلك هلاَّ احتفظت بالسر لأجلي؟ فهو خطير للغاية -كانغ داي:بالتأكيد -كيوكي:كلمني أخوها الصغير وقال لي أنها مخطوفة وهم يحققون في القضية بأنفسهم لذلك يجب أن نساعدهم -كانغ داي:هذا أقل ما علينا فعله -كيوكي:ألا تعرف أي شيء قد يساعدنا؟ -كانغ داي:أبدا...كل ما لدي أخبرت به والد جوميونغ -كيوكي:لا يمكنني الانتظار...جوميونغ في خطر داهم -كانغ داي:حتى ولو تدخلنا فماذا بوسعنا فعله؟ جوميونغ خطفت وانتهى والخاطف يهدد عائلتها بقتلها إن أخبروا الشرطة -كيوكي:صحيح -كانغ داي:إن عرفت أي شيء سأخبرك
اليوم الرابع من اختطافي...أشعر باليأس من الحياة...ليس هناك أي فرصة أمامي للهروب من هذا المكان...الخاطف ذكي ولا يترك أي ثغرة أستغلها وكذلك صديقه الطيب حذر كل الحذر
في نفس المنزل استيقظ الخاطف وصديقه وتناولا فطورهما بينما يتحدثان -جيهوب:ترى ما الذي أفعله اليوم؟ -تايانغ:اتركها ترحل مثلا -جيهوب:تشه...وأضيع كل التعب والتخطيط الذي تعبت عليهما طوال الأيام الماضية؟ -تايانغ:هل حقا ستفعلها؟ -جيهوب:والدها يلعب بالنار وهو يخطط لإمساكنا -تايانغ:طبعا سيفعل...وهل ظننته سيترك ابنته تموت وهو يثني ذراعيه ويشاهد؟ -جيهوب:سأعطيه تحذيرا لطيفا لكي يعرف أن اللعب معي خطير -تايانغ:ماذا ستفعل؟ -جيهوب:أفعل ما يمليه علي رأسي
بعد أن أنهى طعامه توجه لغرفته وأخرج سوطا...راقبه تايانغ وهو يحمل السوط ويتوجه للقبو فشعر بأن الأمور لن تنتهي على خير
بينما أنا مربوطة في القبو سمعت صوت الباب يفتح من جديد فارتعشت من الخوف...إنه موعد تعذيبي اليومي وقد اعتدت على توقع أي شيء في هذا الوقت بالتحديد
تقدم مني الخاطف وخلع عني رباط العينين فنظرت نحوه ورأيت السوط بيده اليمنى وباليسرى يمسك الهاتف -جيهوب:والدك يلعب معي وأنا سألعب معك -جوميونغ(بحشرجة) :م م م ماذا ستفعل؟ -جيهوب:مثل كل مرة...أذيقك وإياه الألم القاتل
اتصل بأبي وحينما رد عليه ضرب السوط بالحائط فصدر عنه صوت مخيف -جيهوب:أتسمع هذا؟ -الأب:ماذا؟ -جيهوب:صوت السوط...صوت العذاب والأنين -الأب(بعضب) :أيها المخـ... -جيهوب:له له له عيب عليك الإساءة إلي وابنتك ضيفة في حضرتي -الأب(بغضب) :الآن عرفت أنك مجرد شخص مريض نفسيا يتسلى بتعذيب الناس -جيهوب:وما همي بالناس؟ همي بك أنت بالذات لا غير -الأب(بغضب) :ماذا تريد مني؟ تريد تعذيبي؟ موافق...تعال وخذني وعذبني كما تشاء -جيهوب:أريد تعذيبك ولكن بطريقتي...أخبرني لماذا تحاول البحث عني؟ لقد حذرتك -الأب(بتوتر) :لم أفعل -جيهوب:أتقصد أنك لم تقابل مجموعة معينة من الناس وتسألهم عن ابنتك؟ -الأب(بتوتر) :لم أفعل
قام بحمل السوط متظاهرا أنه سيضربني وهذا جعلني أصرخ من الخوف فسمعني أبي -الأب(بصراخ) :تبا...تبا...تبا -جيهوب:تريد أن أذيقها المزيد؟ هل أفعل؟ -الأب(بصراخ) :لاااا أتوسل إليك...لا تفعل أرجوك -جيهوب:لا أسمعك -الأب(بصراخ) :أتوسل إليك دعها...سأعطيك حياتي في المقابل فقط دعها
قام الخاطف بحمل السوط مجددا وضربه بالحائط عدة مرات دون أن يلمسني لكنني من شدة الخوف واصلت الصراخ والترجي له أن يرحمني إلى أن أغلق الخط وترك أبي يتعذب في مكانه
حاولت تهدئة نفسي قليلا لكنه أمسك بوجهي ورفعه لأعلى لتلتقي أعيننا...نظرة عيونه مرعبة وتجعلني أتجمد لمجرد رؤيتها لذلك أشعر بالدم توقف عن السيلان في عروقي -جيهوب:والدك يستحق...حتى أنتِ تستحقين
رمى وجهي بلمسة سريعة ثم غادر المكان فوجد تايانغ يستعد للذهاب للعمل -تايانغ:يبدو أنك تحتاج مساعدتي -جيهوب:ما الذي ستفعله؟ -تايانغ:سأحاول تضليلهم عنك...لكن تذكر أنه لم يفت الأوان بعد على ترك انتقامك جانبا -جيهوب:لا -تايانغ:كما تريد...سأساعدك فقط لأنك صديقي ولأنني حزين عليك
ذهب وونهو لمطعم السلام فوجد صديقه المدعو "يوني" يعمل في ركن تقديم الطلبات -يوني:وونهو! كيف الحال صديقي؟ لم أرك منذ زمن -وونهو:لست بخير ولكن لا يهم -يوني:ماذا هناك؟ أنت عادة مرح وخفيف الظل -وونهو:أريد سؤالك عن شيء حصل قبل 4 أيام -يوني:هههههه مجنون أنت...لو سألتني ماذا أكلت على الفطور اليوم لقلت أنني نسيت -وونهو:حاول لأجلي -يوني:حسنا -وونهو:تعرف أختي الكبرى جوميونغ صح؟ -يوني:أظن ذلك -وونهو:لقد أتت للمطعم قبل أربعة أيام فهل تتذكر؟
حاول تذكر ما حصل لبرهة ثم ابتسم بنصر -يوني:بلى...تذكرت -وونهو:ما الذي تذكرته؟ -يوني:لقد جاءت مع شاب على ما أظن وطلبا الطعام -وونهو:وماذا أيضا؟ -يوني:هذا كل شيء -وونهو(بإحباط) :هذا فقط! -يوني:وما الذي يفترض بي تذكره أيضا؟ -وونهو:كم من الوقت بقيت؟ ومن كان معها؟ وفي أي ساعة جاءت وغادرت؟ -يوني:ما هذا؟! هل تحقق معي؟ -وونهو:نوعا ما -يوني(باستغراب) :ما الذي يجري هنا؟ -وونهو:فقط أجبني عن أسألتي ودعني أغادر -يوني:دعني أتذكر...لقد جاءت حوالي الساعة الثالثة مساءً وبقيت لمنتصف الليل...كان معها شاب واحد وهو وسيم وذو عضلات مفتولة -وونهو:هذا كانغ داي بلا شك...أكمل -يوني:أتذكر أيضا أنهما غادرا بعد ذلك -وونهو:غادرا! -يوني:بلى...نظرت لطاولتهما فوجدتها فارغة -وونهو:أتقصد أنهما غادرا معا؟ ألم يذهب كانغ داي أولا ثم أختي؟
لم يكن يوني متأكدا من ذاكرته فهي ضعيفة وكثيرا ما يخطئ في تفسير الأمور والإدلاء بشهادة حقيقية -يوني:لا أتذكر -وونهو(بإحباط) :هذه مشكلة...ربما لن أستفيد شيئا منك -يوني:ماذا هناك؟ تبدو جادا -وونهو:لا شيء...شكرا جزيلا
عاد للبيت وأخبر أبي بكل شيء عرفه لكن هذا لم يساعده بل وضعه في حيرة حقيقية -الأب:الخاطف يعلم أننا نبحث عنه لذلك سنقع في مشكلة إن ارتكبنا أي غلطة -وونهو:وماذا نفعل؟ -الأب:سنكمل التحقيق في القضية لكن بطريقة أكثر حرصا -الأم:أنا قلقة من أن يتم اكتشاف أمرنا...حينها سنخسر جوميونغ -الأب:لن يحصل ما دمنا حريصين...اتركوا الباقي لي
في تلك الليلة وأنا مربوطة على كرسيي في القبو بقيت أنتظر الفرصة المناسبة للهروب لكنها لا تسنح لي أبدا
كما يحصل في كل ليلة جاء تايانغ ومعه الطعام ثم نزع الحزام عن عيناي وساعدني لأتناوله بيديه -جوميونغ:أريد دخول المرحاض -تايانغ:دقيقة
قام بفتح عقدة الحبل مع حرصه على الإمساك بي حتى لا أفلت منه وأهرب وأخذني للمرحاض الموجود في القبو
دخلت المرحاض وبحثت عن أي سلاح يمكنني استخدامه لكن لا شيء هناك سوى مناديل ورقية وقطع صابون...في النهاية يبدو أنني سأعلق هنا لوقت أطول إلا إذا تصرف أبي وعثر علي
خرجت فأمسك بي مجددا وساعدني على الجلوس على الكرسي ثم ربطني -تايانغ:أتحتاجين شيئا آخر؟ -جوميونغ(بحزن) :نعم...اتركني أذهب -تايانغ:أتمنى ذلك...أتمنى من كل قلبي ولكن لا يمكنني -جوميونغ(بحزن) :لماذا تصرون على إبقائي هنا؟ ماذا استفدتم بالضبط من ذلك؟ -تايانغ:لا أستطيع إخبارك...لكن سأحاول بذل جهدي للحفاظ على حياتك لأطول فترة ممكنة...أعدك بذلك
عدل سابقا من قبل بثينة علي في الجمعة يناير 19, 2024 10:30 pm عدل 1 مرات
بثينة علي يعجبه هذا الموضوع
بثينة علي Admin
المساهمات : 1314 تاريخ التسجيل : 27/05/2021 العمر : 27
موضوع: رد: رِوَايَة خَاطِف قَلْبِي!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) الخميس مارس 03, 2022 11:44 am
رواية خاطف قلبي : الفصل الرابع
خامس يوم لي وأنا مخطوفة في ذلك القبو العفن...أصبح من الطبيعي التعايش مع الألم والمعاناة التي أتعرض لها كل صباح...أشعر أنني أصبحت قادرة على التكيف مع الوضع والتزام الهدوء حتى وسط التعذيب النفسي والجسدي...لم يعد هناك ما يهمني فنفس السيناريو يتكرر كل صباح
سمعت صوت الباب يفتح ولكن لم يرف لي أي جفن فأنا أعرف ما سيحصل بالفعل...فجأة سمعت صوتا مختلفا عن صوت الخاطف -تايانغ:صباح الخير
لم أرد
-تايانغ:تفاجأتِ أليس كذلك؟
لم أرد
-تايانغ:لقد خرج باكرا فلديه عمل مهم...ما رأيك أن نريح يديك من هذه العقدات اللعينة؟ -جوميونغ:أريد ذلك -تايانغ:هو لا يعرف أنني أساعدك لذا أبقي الأمر سرا بيننا -جوميونغ:سأفعل
حاول فك الحبل عن يداي المربوطتين للخلف لكن العقدة مستعصية أكثر من المرات الماضية -تايانغ:هل أنا حقا من ربطت هذه؟ مشكلة...إنها لا تنفك
حاول جاهدا فتح العقدة لكن بدون جدوى فحمل السكين وقطع الحبل بهدوء تام محاولا عدم جرح يداي أو إيذائي
بعد عدة دقائق تحررت يداي وبمجرد أن أحسست بهما ارتخيتا ضربت تايانغ برأسي للخلف فأصبته في أنفه...ووفقا لما أعرفه فإن أهم وسيلة للدفاع عن النفس هي ضرب الجاني على أنفه وهذا سيجعله يشعر بالدوار
بعد أن أصبته اختل توازنه وسقط أرضا ممسكا بأنفه أما السكين فتركه من يده وحملته مشيرة به في وجهه كتهديد -جوميونغ(بحدة) :جرب أن تقترب فحسب...أقسم أنني سأجعلك تدفع الثمن غاليا -تايانغ(بألم) :يا فتاة...ماذا تفعلين؟ -جوميونغ(بحدة) :أفعل ما كان يجب علي فعله منذ زمن...قتلك والهروب من هنا أيها الخاطف اللعين -تايانغ(بألم) :تقتلينني!؟ وأنا ما ذنبي!؟ أخبرتك أنني لا أريدك أن تكوني هنا...تذكري أنني أقوم بمساعدتك كل يوم -جوميونغ(بحدة) :وغد...حقير ...مستغل...لا تتظاهر بالبراءة...ماذا كنتُ لأفعل هنا لولا أنك مشترك في الجريمة...أنتَ وذلك الحقير كلاكما ستدفعان الثمن اليوم أو تتعفنان في السجن -تايانغ(بألم) :ضعي السكين من يدك
حاول الاقتراب مني خطوة واحدة لكنني لوحت بالسكين في وجهه فتراجع بسرعة -جوميونغ(بحدة) :تريد الموت! لك ذلك
وسط صراخي والضجة التي تحصل بيننا سمعنا الباب يفتح ونظرنا نحوه فوجدنا الخاطف بشحمه ولحمه ينظر نحونا باستغراب...كانت ملامحه باردة وتمكنت من رؤية وجهه لأول مرة دون قناع
لديه وجه متوسط الحجم وخدان ممتلئان...عينان ضيقتان وجذابتان لدرجة تأسر كل من يحدق بها...فمه صغير وشفتاه جذابتان...أنفه صغير وحاد كأنه منحوت على يد نحاة بارع...لا بد أن هذا الشاب ملاك وليس بشريا بكل تأكيد
حين عرف أنني تحررت وهربت حاول أخذ السكين مني ولكنني هددته -جوميونغ(بحدة) :لا تقترب أو سأغرسه فيك
اقتربَ مني خطوة
-جوميونغ(بحدة) :قلت لك لااااا تقترب
اقترب خطوة أخرى بدون اكتراث
-جوميونغ(بحدة) :هذا ليس مزاحا...سأضربك حقا بالسكين
مهما حاولت تهديده فهو لا يستجيب...أظنه يعرف أنني فتاة جبانة ولا يمكنني إيذاء أحد...أمسك السكين وأخذه من يدي وأنا كالغبية لم أستطع فعل شيء...لا يمكنني طعن إنسان...لا يمكنني
قيدني مجددا ولكن هذه المرة بقيود حديدية ورماني أرضا -جوميونغ(بصراخ) :ها قد رأيت وجهك...ستندم أشد ندم على ما فعلته -جيهوب:وماذا في ذلك؟ -جوميونغ(بصراخ) :ماذا في ذلك؟ لا شيء أبدا...إلا أنني سأصف ملامحك للشرطة وهم سيتولون أمرك -جيهوب:هل تعتقدين أنك ستصلين للشرطة؟ -جوميونغ(بصراخ) :بلى سأفعل...وستندم حينها -جيهوب:أحلامك الوردية جميلة جدا -جوميونغ(بصراخ) :سنرى من يحلم
بعد أن سئم من جرأتي وجه السكين نحو رقبتي فصمتت فورا -جيهوب:يمكنني قتلك الآن حتى أتفادى المشاكل ولكنني ما أزال أحتاجك -جوميونغ(بخوف) :ح ح ح حسنا -جيهوب:الآن أغلقي فمك وابقي هادئة وإلا سأمزق شرايين صدرك وأتركك تتعذبين وتنزفين حتى الموت
بعد أن غادر القبو هو وتاياتغ اجتمعا في غرفة المعيشة ويبدو أن جيهوب غير سعيد البتة -جيهوب(بحدة) :لماذا فعلت ذلك؟ لماذا حررت يديها؟ -تايانغ:لأنني أشفق عليها -جيهوب(بحدة) :أشفق على نفسك...هذه الفتاة لا تستحق الشفقة البتة -تايانغ:إذًا لماذا ما تزال حية حتى الآن مع أنك أقسمت أنك ستقتلها فور أن تمسكها؟ -جيهوب(بحدة) :لأنني أحتاجها -تايانغ:لكن لم نتفق على هذا منذ البداية...قلت أنك ستقتلها مباشرة وبدوت جادا وحازما ولكن...
قاطعه جيهوب بضربه للطاولة بيده بقوة فأفزعه -جيهوب(بحدة) :هل تريد اللعب بأعصابي؟ -تايانغ:لا أظن -جيهوب(بحدة) :ما شأنك أساسا؟ اهتم بشؤونك ودعني أهتم بشؤوني الخاصة -تايانغ:كما تريد...علي الذهاب للعمل من أجل أن أساعدك -جيهوب(ببرود) :أيا يكن
ذهب تايانغ لمركز الشرطة وقام بالترتيبات اللازمة من أجل أخذ تسجيلات كاميرات المراقبة التي تثبت وجودي في مطعم السلام تلك الليلة...هذا يعني أنه ما من دليل يثبت أنني خرجت من هناك وبهذا سيتم التشويش على القضية وتعقيد الوصول إلي أكثر
بالنسبة لأبي فقد أرسل سكرتيره بدلا عنه لكي لا يفضح أمره وطلب منه المجيء بتسجيلات كاميرات المراقبة التي تصور يوم الحادث إلا أنه لم يعثر على شيء فيها سوى مجموعة من الأشخاص يدخلون ويخرجون من المطعم...ذلك كله لأن تايانغ استبدل الأصلية بتسجيلات مزيفة وقديمة -الأب:غريب! ما الذي يجري بالضبط؟ لم أعد أفهم شيئا -الأم:ولا أنا -وونهو:يبدو أننا نلعب مع شخص يجيد اللعب أكثر منا -الأب:هناك شيء غريب في القصة...من المفروض أن جوميونغ عادت بمفردها للمنزل كما ذكر كانغ داي ولكنني لا أرى أي أثر لا له ولا لها -الأم:ربما تعطلت كاميرات المراقبة في تلك الليلة -الأب:تتعطل كلها! -وونهو:أو أن شخصا استبدلها -الأب:لا يمكن أن يستبدلها إلا شخص من الشرطة أو عالم القانون ويكون ذلك مع أخذ تصريح...غير ذلك لا يمكن لأي إنسان عادي استبدالها -وونهو(بإحباط) :جوميونغ المسكينة...بدأت أفقد الأمل من إنقاذها -الأب:أنا لا...سأبذل جهدا أكبر وأجد الفاعل مهما كلفني الأمر
جاء جيهوب نحوي وأنا مكبلة بالقيود في القبو ومعه مسدس وهذه المرة لم يضع القناع لأنني رأيت وجهه من قبل وفات الأوان -جوميونغ(بخوف) :م م م ماذا تفعل!؟ -جيهوب:لقد رأيتِ وجهي وهذا يجبرني على فعل شيء -جوميونغ(بخوف) :هل ستقتلني؟ -جيهوب:بالضبط
اقترب مني شيئا فشيئا وعلى وجهه نظرة باردة لم أفهم شيئا منها...ارتجفت من الخوف وعندما وجه المسدس علي صرخت صرخة واحدة عالية وأنزلت رأسي محاولة حماية نفسي
مرت لحظات ولم يحصل شيء...ذلك الفتى لم يطلق علي النار ولم يغادر...رفعت رأسي ببطء ونظرت ليده التي تحمل المسدس وكانت ترتجف بشكل واضح...بدا لي أنه متردد وخائف من أن يصبح مجرما لكن لماذا أتى بي إلى هنا منذ البداية؟ هل هو مريض نفسي يعشق تعذيب الناس؟ أم أنه يكن لي أو لعائلتي حقدا دفينا؟
عرفت أن هناك حلقة مفقودة في القصة...هذا الشاب قد يكون شخصا جيدا ولكن الظروف أجبرته لفعل ما يفعله...فقط إن تمكنت من معرفة المزيد من التفاصيل حوله وحول سبب مجيئه بي إلى هنا سأستطيع النجاة بحياتي -جوميونغ(بخوف) :اسمع...أيا ما كان سبب مجيئك بي إلى هنا فربما علينا التكلم وحل النزاع وديا أحسن لنا -جيهوب(بحدة) :سبب مجيئي بك! لا أظن أنه من الأفضل أن تعرفيه فأنتِ ستموتين لا محالة -جوميونغ(بخوف) :هل يرضيك أن تصير مجرما؟ -جيهوب(بحدة) :نعم يرضيني...المهم أن أشفي غليلي -جوميونغ(بخوف) :غليلك! ما الذي يحصل معك؟ أخبرني ما به غليلك فربما نشفيه بطريقة ودية
ابتسم بسخرية ثم انفجر من الضحك دون توقف...حين رأيته يضحك هكذا فهمت أن ما يمر به أصعب من أن يتم التفاهم عليه بالكلام -جيهوب:ربما لا تعلمين ولكنك ستموتين هنا لا محالة -جوميونغ(بخوف) :أما من طريقة لتسوية الموضوع؟ -جيهوب:لا...الطريقة الوحيدة هي أن آخذ من والدك ما أخذه مني...حياة شخص مقرب منه
أخيرا بدأت أفهم الموضوع...يبدو أن أبي قد فعل شيئا بحق هذا الشاب جعله يفقد شخصا عزيزا عليه لذلك أحضرني إلى هنا ويريد قتلي -جوميونغ:أخبرني ماذا هناك وقد أساعدك -جيهوب:ساعديني بسكوتك -جوميونغ:جديا...أرجوك أخبرني ما يجري وربما أساعدك -جيهوب(بغضب) :لااااااا...لا يمكنك مساعدتي فقد فات الأوان -جوميونغ:سأحاول -جيهوب(بغضب) :اخرسي
وجه السلاح نحو الحائط وأطلق رصاصة واحدة فأفزعني وانتفضت من الخوف...لحظات وأنا مطأطئة الرأس إلى أن رفعته مجددا فوجدته يرمقني بنظرة حقد -جيهوب(بغضب) :أريد إنهاء حياتك الآن لكن إحراق قلب والدك قد يكون أكثر لذة لي
بدا غاضبا جدا ولا مجال للتفاهم معه ولكن علي بذل جهدي فلن أستفيد شيئا إن بقيت مرعوبة فحسب -جوميونغ(بخوف) :مازلت مصرة على رأيي...أخبرني ماذا هناك -جيهوب(بغضب) :إذًا فأنتِ لن تسكتي وتخافي على حياتك -جوميونغ(بخوف) :النقاش جميل...ألا توافقني؟ -جيهوب:لك ذلك...سأخبرك بالقصة ولكن هذا يعني أنك ستموتين لا محالة -جوميونغ(بخوف) :لا أظن أن لدي خيارا آخر على كل حال
• قبل سنتين: كان جيهوب يعيش مع والده في منزل عادي وحياتهما عادية جدا وتسير بشكل جميل...لكن في يوم من الأيام حصلت جريمة قتل في المنطقة التي يعيشان بها وتم إيجاد جثة فتاة في حديقة بيتهم تم خطفها وبيع أعضائها...وبسبب أدلة مزورة وغير ثابتة وقع اللوم على والد جيهوب وتم أخذه للمحكمة
ذلك اليوم كان أبي هو قاضي العدل لتلك المحاكمة وبعد أن استمع لكلا الطرفين أي عائلة المقتول وعائلة جيهوب توصل لقرار يحسم القضية -الأب:بعد الاستماع لشهادة كلا الطرفين وبموجب القوانين فإنني أحكم على السيد جونغ بالإعدام قتلا بالرصاص -سيد جونغ(بصراخ) :ماذا! إعدااام! أنت مجنون...أنا لم أقتل أحدا -الأب:كل الأدلة ضدك فلا تنكر لو سمحت -سيد جونغ(بصراخ) :تلك الأدلة مزورة...لم أقتل أحدا...أقسم بأنه لا علاقة لي بما يجري نهائيا -الأب:هدووووووء -سيد جونغ(بصراخ) :أيها الحقير...كيف أهدأ وأنت تحكم علي بالإعدام لجريمة لم أرتكبها؟ كيف؟ -الأب:التزم حدودك -سيد جونغ(بصراخ) :لن أفعل...لن ألتزم حدودي ما دمت مظلوما...تأكدوا من الأدلة أولا وبعدها قاضوني -الأب:رفعت الجلسة...يمكنكم الانصراف جميعا
لم يرضَ والد جيهوب بالحكم الذي وقع عليه لذلك واصل الصراخ والسب والشتم لكل من يوجد في القاعة من قاضٍ ومحامين وحضور وهذا جعل رجال الشرطة يعطونه صعقة كهربائية حتى يهدأ
بعد أيام تم تنفيذ الحكم عليه وقتله إعداما بطلقة نارية في رأسه أودت بحياته...وللأسف كان جيهوب هو الطرف الذي تعرض لصدمة نفسية جعلته يكره هذا العالم ويكره البشر ويتعامل معهم بسطحية...منذ تلك القضية قرر أن ينتقم من والدي ويحيك له خطة ولكن لم يجد أي فرصة ولو صغيرة لأن والدي شخصية مرموقة في المجتمع ويرافقه سائقه دائما وأغلب الوقت سكرتيره والشرطة الذين يعملون معه...وبسبب فشل خطته قرر أن يبحث عن خطة بديلة فوجدها بينما كان يراقبه من بعيد وتلك الخطة هي خطف شخص مقرب منه وقتله حتى يعرف المعاناة التي عاناها...ولأنني فتاة ضعيفة وهدف سهل فقد تمكن من إمساكي وإحضاري إلى هنا
••••••••••••••••••••••••••••••
بعد أن انتهى من سرد قصته رفع المسدس في وجهي مجددا -جيهوب:أبي مات بسبب طلقة كهذه من مسدس كهذا...ما رأيك أن تجربي مثلها وسنرى رأي والدك -جوميونغ(بخوف) :أعرف أن هذا مؤلم...أعني خسارتك لوالدك أمر مؤلم...لكن فكر في الأمر من زاوية أخرى فوالدي كان يقوم بعمله لا غير -جيهوب(بغضب) :عمله أن يتأكد من الحقائق...فقط الحقائق...لماذا تسرع في إصدار الحكم لماذا؟ -جوميونغ(بخوف) :ربما لأن المحامي الخاص بالعائلة الأخرى بارع...أو أنه ما من أدلة تثبت براءة والدك -جيهوب(بغضب) :وليس هناك ما يثبت إدانته أيضا -جوميونغ(بخوف) :قلت أن الفتاة وُجدت مقتولة بجانب منزلكم وبجانبها مسدس عليه بصمات والدك -جيهوب(بغضب) :أبي لا يفعلها...أبي يخاف الدم والقتل وكل ما له علاقة بالجرائم...أبي بريء -جوميونغ(بخوف) :وما أدراك؟ -جيهوب(بغضب) :لأنه أبي...أنا أعرف أبي مثلما تعرفين أنتِ والدك وعائلتك كلها
في تلك اللحظات فكرت في كلامه...ربما هو واثق من والده ويعرفه جيدا ولكن في هذا العالم يتم إجبارنا على فعل أشياء لا نريدها...ربما ما حصل مع والد جيهوب مقصود وربما غير مقصود وربما مدبر -جوميونغ(بخوف) :أنا أدرس القانون وأعرف قليلا عن هذه الأمور...لكن ما أعرفه أنه إن تم التعرف على بصمات شخص ما على سلاح قتل فهو مدان لا محالة -جيهوب(بغضب) :لاااااااا...أبي ليس مدانا...أبي بريء -جوميونغ(بخوف) :حسنا حسنا...أبوك بريء...لكن قد فات الأوان وقتلك لي وتعذيب والدي نفسيا لن يعيده للحياة صدقني -جيهوب:لكنه سيشفي غليلي -جوميونغ(بخوف) :هل أنت متأكد؟ هل تظن في قرارة نفسك أن الانتقام حل جيد؟ -جيهوب:بلى -جوميونغ(بخوف) :لنفترض أنك قتلتني وانتهى وانتقمت من والدي بسلبه ابنته...هل ستعيش مرتاحا لبقية حياتك؟ -جيهوب:بالتأكيد -جوميونغ(بخوف) :أراهن أنك لن تفعل -جيهوب:لنجرب إذًا
حرك إصبعه نحو الزناد وبدا مترددا وأصابعه ترتجف...أما أنا فلا يمكنني إخباركم كم كنت ميتة من الرعب فلأول مرة أشعر أن الموت يفصل بيني وبينه كبسة واحدة...لكن أردت أن ألعب على عواطف الخاطف وأطبق ما تعلمته خلال عامي الأول من الجامعة...حيث أنني سأتحداه وأظهر له أنني لست خائفة وبذلك ألعب معه لعبة السايكولوجيا العكسية
نظرت نحوه بعينين واثقتين وأطبقت شفتاي فحسب حتى لا أشوش تفكيره وأستطيع تبيين شجاعتي له أكثر...لحظات وهو يحدق بي دون أن يضغط على الزناد وهذا جعلني أتأكد من أنه غير واثق مما يفعله -جوميونغ(بثقة) :هيا اقتلني...افعلها...حينها سنرى إن كنت ستعيش مرتاحا لما تبقى من حياتك
في نهاية المطاف أنزل السلاح بهدوء ثم انسحب من المكان وغادر...بعد أن أغلق الباب خلفه تنهدت تنهيدة لم أتنهد مثلها في حياتي...أنا حاليا أرتجف من الخوف لأنني تشجعت في موقف كهذا وسأعتبر نفسي قمت بإنجاز لا مثيل له
كان تايانغ يعمل في قسم الشرطة إلى أن سمع زميلا له يجلس بجانبه يتكلم على الهاتف -الشرطي:نعم تفضلي...طلق نار؟ أي مكان بالضبط؟ حسنا شكرا لك...سنتفقد الأمر
وضع الشرطي السماعات ثم نظر لتايانغ الجالس بجانبه -الشرطي:لدينا عمل...لنذهب -تايانغ:إلى أين؟ -الشرطي:هناك امرأة قالت أنها سمعت صوت طلق نار من أحد المنازل المجاورة لها لذا علينا إصدار مذكرة تفتيش -تايانغ:أين المكان بالضبط؟ -الشرطي:شارع سيوكدونغ الريفي
عندما سمع ذلك عرف أن مشكلة ما ستحدث...إن شارع سيوكدونغ هو نفسه الشارع الذي يعيش فيه هو وجيهوب ويختطفانني فيه وبسبب مذكرة التفتيش فقد تعثر الشرطة علي بسهولة -تايانغ:سآتي معك -الشرطي:جيد...سأملأ بعض الأوراق ثم نذهب معا
قام تايانغ بسرعة البرق بإرسال رسالة لجيهوب يعلمه فيها أن البيت قد يتعرض للتفتيش لذلك جاء جيهوب نحوي مجددا ووضع منديلا على فمي وأنفي و بعد لحظات غصت في نوم عميق ولم أدرك أي شيء بعدها...ثم أخذني لمنزل آخر بعيد عن منزله الحالي
بعد مدة لا بأس بها استيقظت فوجدت نفسي في غرفة مختلفة ومنزل جديد...لا أعلم ما الذي جرى بالضبط لكن ربما هذه علامة على أنني سأتحرر من هناك قريبا
بفضل تايانغ وسرعة جيهوب في نقلي جاءت الشرطة للحي وفتشته ولكنها لم تجد شيئا لكن تم تسجيل تلك المنطقة على أنها قد تكون خطيرة ووضعت رقابة أكبر عليها كون أحد السكان فيها يملك سلاحا غير مرخص
في نهاية اليوم أنهى تايانغ عمله وذهب للمنزل الآخر الذي تم أخذي إليه -تايانغ(بحدة) :أيها الغبي...لماذا أطلقت النار؟ تعلم أن صوت الطلقة سيلفت انتباه الجيران -جيهوب:أردت أن أخيفها فحسب -تايانغ(بحدة) :ليس بهذه الطريقة...ماذا لو أنني لم أكن شرطيا؟ ماذا كان سيحصل معك؟ -جيهوب:سيٌقبض علي لا محالة لذا أنا مدين لك تايانغ:أووووف مجنون...سأقع في كارثة بسببك
مسح على وجهه بكفيه وأحنى رأسه ليفكر ويراجع نفسه ثم نظر لجيهوب مجددا -تايانغ:مازلت تريد قتلها؟ -جيهوب:بلى أريد...لكنها لم تعد تخاف مني مثل السابق -تايانغ:ومن سيخاف منك وأنت قط بريء ووسيم!؟
رمقه جيهوب بنظرة حادة جعلته يبتسم -تايانغ:لست أمزح...واضح أن شخصا مثلك لا يستطيع قتل نملة فكيف ستقتل فتاة بريئة؟
فكر جيهوب للحظات ثم ابتسم بخبث -جيهوب:معك حق...لا يمكنني قتلها ولكن يمكنني العبث بأنوثتها قليلا -تايانغ:ههههههههه تقصد بمسح تبرجها -جيهوب:مممممممم ربما -تايانغ:ههههههههه لا وقت لنكتك السخيفة -جيهوب:أجل...ليس من الجيد إطلاق النكت بل تطبيقها في الواقع ولنرى من سيضحك -تايانغ:مغفل...سأخرج وأشتري العشاء لنا -جيهوب:رافقتك السلامة...حينما تعود ستجد أن الأمور انحلت
عدل سابقا من قبل بثينة علي في الجمعة يناير 19, 2024 10:31 pm عدل 1 مرات
بثينة علي يعجبه هذا الموضوع
بثينة علي Admin
المساهمات : 1314 تاريخ التسجيل : 27/05/2021 العمر : 27
خرج تايانغ ليشتري العشاء دون أن يلقي بالا لما سيحصل أما جيهوب فحمل الهاتف واتصل بأبي دون إظهار الرقم كالمعتاد -الأب:ألو! ألو! -جيهوب:لحسن حظك أن ابنتك ما تزال حية ولكنها على وشك أن تتعرض للتحرش -الأب(بصراخ) :أيها الحيوان...إياك ولمس شعرة منها -جيهوب:أيهما تفضل؟ سماعها أم أغلق الخط وأتركك تعاني وتموت من القلق عليها -الأب(بصراخ) :ولا واحد -جيهوب:أنا سأختار لك عشوائيا...ما رأيك في سماع صوتها وهي تصرخ؟ -الأب(بصراخ) :إياك وفعلها
تجاهل كلام أبي ودخل عندي للغرفة التي أنا فيها...كنت مربوطة بالقيود لكن عيناي وفمي غير مغطَّيين لذلك رأيته وهو يضع الهاتف على الطاولة بجانبي ثم يقترب مني...عندما واصل الاقتراب شعرت بالخوف مما سيفعله فقد ظننته سينومني مجددا...لكن حصل ما لم أتوقعه حيث أنه اقترب من وجهي وأمسكه بيديه حتى لا أتحرك ثم وضع شفاهه على شفاهي برقة!
لم يكن ذلك متوقعا بالنسبة إلي ومهما حاولت فهم ما يجري فإنني لا أفهم أي شيء...بسبب تلك القبلة أشعر بالأمان والسعادة...أشعر بقلبي يدق بسرعة وبشعور جميل يتدفق في كل أنحاء جسمي...لقد تخدرت من فعل قبلته تلك ونسيت أساسا أنني مخطوفة وحياتي في خطر
بدأ يعمق تلك القبلة أكثر ومع كل ما يفعله بقيت هادئة وتركته يتحكم في زمام الأمور إلى أن فقدت السيطرة على نفسي وبادلته أنا أيضا...هذا الأمر جعله ينصدم ويبتعد عني بسرعة -جيهوب:يا فتاة! أنا أحاول التحرش بك -جوميونغ:حقا!؟
أفزعنا تايانغ وهو يفتح الباب بعنف ويدخل -تايانغ(بصراخ) :جيهوووب لا تفعل
نظر جيهوب لتايانغ ثم نظر للهاتف الذي بجانبه وهو ما يزال مفتوحا على مكالمة مع أبي لذلك ركض نحوه وقطع الخط بسرعة -جيهوب(بحدة) :ما الذي فعلته؟ لماذا نطقت اسمي؟ والدها على الخط -تايانغ:لا تتحرش بها...أعرف أنك شاب نبيل وذو مبادئ فلا تشوه سمعتك لأجل انتقام سخيف أرجوك -جيهوب:سأفعلها...على والدها أن يدفع الثمن -تايانغ:لا يمكنك فعلها...أعرفك جيدا وأعرف أنك لست بتلك الوساخة
نظر جيهوب نحوي فوجدني أنظر إليه وأنا ما أزال مستغربة بسبب ما حصل -جيهوب(بتجهم) :تبا!
جلس أبي متجمدا في مكانه بعد أن سمع اسم الخاطف لأول مرة...كان يقلب في ثنايا رأسه بحثا عن أي شخص يعرفه بهذا الاسم لكن لم يخطر في باله أي شيء
أفزعته أمي وهي تدخل الغرفة وتغلق الباب خلفها -الأم:هل عرفت شيئا بخصوص جوميونغ؟ -الأب(بشرود) :اسم الخاطف! لقد عرفت اسم الخاطف! -الأم:حقا!؟ -الأب(بشرود) :جيهوب....اسمه جيهوب...ألا تعرفين أي أحد بهذا الاسم؟ -الأم:مممممم لا -الأب:سأطلب من سكرتيري أن يبحث في ملفات الناس الذين حكمت في قضاياهم فربما نتوصل لشيء -الأم:أتمنى
مضت تلك الليلة بشكل غريب...لم أتمكن فيها من النوم بسبب المشاعر المتضاربة التي تعتريني...أشعر بخوف ممزوج بالاستغراب والسعادة وكل شيء لا يمكن وصفه...بطريقة ما أحس أنني أريد رؤية ذلك الخاطف لمزيد من الوقت
جلست أمي على سريرها وهي تعانق دفتر مذكراتي...ما تزال ميتة من الخوف علي وهذا يجعلها تعاني من الأرق وفقدان الشهية وحتى أنها صارت هادئة ومنطوية ولا تكلم أحدا أو تخرج مع صديقاتها مثل السابق
أمسكَت دفتر المذكرات بيديها للحظات تتأمله ثم فتحت صفحة منه عشوائيا وقرأتها
"مذكرتي...اليوم حصلت مشكلة في المنزل...لقد تشاجر والداي بسبب رحلتهما التي كان كل منهما يريد تحديد وجهتها...لقد ظننت أنهما سيتفاهمان ويذهبان في عطلة ويسترخيان ويأخذاننا معهما ولكن يبدو أننا غير مهمان في حياتهما...على كل حال لقد تمنيت لهما رحلة سعيدة إلا أنهما أفسداها وذهب كل منهما بمفرده للمكان الذي يريده...أكره كوني غير قادرة على حل النزاعات في هذه الأسرة لكنني أحبها رغم كل شيء"
أغلقت دفتر المذكرات بيأس بعد أن نزلت دمعة من عينها الرقيقة فمسحتها -الأم(بحزن) :جوميونغ...كلامك في المذكرات يجعلني أشعر بالسوء...لماذا كان علي أن أعاملك هكذا؟ لماذا كنت أما سيئة ومهملة بل ومقززة؟ أريدك أن تعودي للمنزل
فتحت يديها ورفعتهما نحو السماء لكي تدعو -الأم(بحزن) :يا رب...أنقذ جوميونغ وأعدها لنا سالمة...لقد فهمنا العبرة مما يحصل لذا بدل أن نشتم ونلعن سنتقبل الأمر وندعوا...أرجوك يا إلهي أعدها لنا بسلام دون أي خدش ولو كان صغيرا...أنا أثق بك وأعلم أنك لن تخيب ظن أم يحترق قلبها على ابنتها
بعد أن انتهت من الدعاء قبلت الدفتر وعانقته مجددا معلنة عن بدء بكائها وألمها
إنه اليوم السابع من اختطافي...لقد مر هذا الأسبوع بطريقة غريبة ومربكة...كنت في أوله ميتة من الرعب والألم لكن الآن أشعر باختلاف كبير...أعتقد أن العيش هنا أصبح عاديا بالنسبة إلي...حتى التهديدات لم تعد تخيفني بأي طريقة
تناول جيهوب فطوره واستحم ثم دخل الغرفة التي أنا محتجزة فيها فوجدني نائمة على السرير ويداي ما تزالان مقيدتين...حين رأيته نهضت من مكاني تلقائيا ونظرت لوجهه الذي لا يبدو أنه يحمل أي ذرة حقد أو شر...وجه كهذا يجب أن يوضع رمزا للسلام والأمل -جيهوب:إلى ما تنظرين؟ -جوميونغ(بتوتر) :لا شيء -جيهوب:لم تعودي ترتجفين حين ترينني...أعتقد أنني فقدت الهيبة -جوميونغ:لا لم تفعل...أنت أساسا طيب القلب ولا أظن أنك ستؤذيني
يبدو أن كلامي لم يعجبه لذلك اقترب مني شيئا فشيئا إلى أن جلس على جانب السرير معي ثم اقترب من وجهي وحدق بعيناي بحدة...لكن رغم ذلك لم يهتز لي جفن بل بادلته النظرات فحسب...رغم أن قلبي صار يدق بسرعة ولكنني لست خائفة -جوميونغ:اسمك جيهوب إذًا؟ -جيهوب(بحدة) :هل تودين الموت؟ -جوميونغ:ربما -جيهوب(بحدة) :ما الذي تتفوهين به؟ ألا يجب أن تخافي وتصرخي؟ -جوميونغ:لا طاقة لدي
قرب يده مني ليخيفني لكنني لم أتحرك من مكاني بل بقيت أحدق به وفي نهاية المطاف ابتسمت -جيهوب(بحدة) :تبتسمين! ما بالك؟ هل جن جنونك؟ -جوميونغ:أنت وسيم ولطيف -جيهوب(باستغراب) :و و وسيم! ل ل لطيف! أليس من المفروض أن تخافي وتصرخي من الرعب؟ -جوميونغ:لكن الحقيقة تقال
نظر لي لدقائق ثم تنهد -جيهوب:هل أنتِ معجبة بي؟
من دون أن أدري هززت رأسي دليلا على نعم والابتسامة لا تفارق ثغري -جيهوب:تبا...هذا ما كان ينقصنا
خرج من الغرفة ونظر لتايانغ الذي كان يتناول فطوره -جيهوب:ماذا أفعل؟ لا يمكنني قتلها ولا تركها تذهب لأنها رأت وجهي وعرفت اسمي -تايانغ:أخبرتك منذ البداية أنك لن تفعلها -جيهوب:أنا في موقف لا أحسد عليه -تايانغ:سنفكر في حل مؤقت...فقط دعها هنا وسنجد طريقة لتحسين الأمور -جيهوب:أتمنى ذلك
عاد جيهوب مجددا للغرفة التي أنا فيها ونزع عني القيود الحديدية وابتعد...أصبحت الآن حرة ويمكنني التحرك كما أريد -جوميونغ:هل ستدعني أذهب؟ -جيهوب:لا -جوميونغ:لا يهم...بدأت أحب البقاء هنا -جيهوب(باستغراب) :أي نوع من الناس أنتِ؟ هل أذكرك أنك مخطوفة وقد تموتين في أي لحظة؟ -جوميونغ:هل حقا سأموت؟ لا تبدو كمن يستطيع قتلي
كلامي جعله ينزعج ويغضب لكنه في نفس الوقت عاجز عن فعل أي شيء...أصبح يطوف في الغرفة ذهابا وإيابا ويفكر إلى أن توقف في النهاية ونظر لي -جيهوب:ربما لا يمكنني أذيتك ولكن عليك البقاء معي طوال حياتك -جوميونغ:هل ستختطفني للأبد؟ -جيهوب:ليس لدي خيار آخر ما دمتِ تعرفينني الآن -جوميونغ:لست أمانع
كلامي جعله ينصدم أكثر مما هو مصدوم من الأساس -جيهوب(بصدمة) :مهلا مهلا مهلا! أنتِ لستِ جادة في كلامك صحيح؟ أم أنك فقدتِ عقلك من شدة الضغط؟ -جوميونغ:ربما -جيهوب(بصدمة) :مستحيل أن يكون عقلك قد بقي في مكانه -جوميونغ:أنا جائعة...هلَّا أحضرت لي شيئا آكله؟
صمت للحظات وهو يفكر ثم غادر الغرفة وأحضر لي طبق طعام...ابتسمت وأنا أنظر له ثم شرعت في تناول الطعام بسعادة بينما يراقبني
في الجامعة التي أدرس فيها اجتمعت كيوكي مع كانغ داي في كافيتيريا الجامعة -كانغ داي:هل من أخبار عن جوميونغ؟ -كيوكي:حتى الآن لا شيء -كانغ داي:مسكينة -كيوكي:حاولت الاتصال بوونهو وسؤاله لكنه لا يرد على مكالماتي -كانغ داي:لا تزعجيه فلديه من الهموم ما يكفي بسبب أخته -كيوكي:أنا قلقة عليها أكثر منه فهي صديقتي المقربة وأختي وتوأمي وكل شيء في حياتي...مستحيل أن أرتاح قبل أن أعرف خبرا مطمئنا عنها -كانغ داي:أنا أيضا قلق عليها مثلك -كيوكي(بفضول) :ترى كيف علاقتكما حاليا؟ -كانغ داي:جيدة -كيوكي:أعني...هل تفكر فيها كصديقة أم كشيء آخر؟ -كانغ داي:ما مناسبة هذا السؤال؟ -كيوكي:لم أكن أود إخبارك ولكن جوميونغ معجبة بك -كانغ داي:حقا!؟ -كيوكي:دائما كانت تقول لي أنك نوعها المفضل وتتمنى الخروج معك...لكنك تقضي الوقت مع أصدقائك وهذا يجعلها تشعر بالإحباط من طلب المواعدة منك -كانغ داي:لم أكن أعلم -كيوكي:الأمر لم يعد مهما الآن...فقط أتمنى أن تعود بخير وسلام -كانغ داي:أرجو ذلك أيضا -كيوكي:ما الذي حصل بالضبط تلك الليلة حين خرجتما معا؟ -كانغ داي:لا شيء...أكلنا قليلا وتحدثنا حول عائلاتنا ومشاكلنا ثم تركتها هناك في المطعم -كيوكي:ما كان عليك تركها...كان عليكما العودة معا -كانغ داي:معك حق...ربما وقتها ما كان سيحصل ما حصل -كيوكي:لا فائدة من الندم الآن...لندعوا الله لها فحسب
صمت لفترة ثم حمل طبقه الذي أنهاه للتو -كانغ داي:سأغادر...لنبقى على اتصال وأخبريني بكل ما يحصل -كيوكي:مع السلامة
بعد أن غادر أكملت كيوكي تناول طعامها بمفردها وهي تفكر...هناك أمر غريب في القصة فقد انتبهت لشيء لم تنتبه له قبل فترة وهو كلام قاله لها كانغ داي وبدا غريبا...تلك الجملة التي سمعتها منه قبل أيام والتي قال فيها بالحرف الواحد "حتى ولو تدخلنا فماذا بوسعنا فعله؟ جوميونغ خطفت وانتهى والخاطف يهدد عائلتها بقتلها إن أخبروا الشرطة" جعلتها تشعر بالشك تجاه كلامه -كيوكي(تفكر) :أنا لم أذكر أي شيء عن تهديد الخاطف لعائلة جوميونغ بقتلها فكيف عرف كانغ داي ذلك؟ هل يعقل أن له علاقة بما يحصل وأنه كذب علي وعلى القاضي هان؟ ترى كيف أتصرف؟ وما الذي علي فعله لكي أعرف الحقيقة دون تعريض نفسي وجوميونغ للخطر؟
أنهيت طعامي ووضعت الطبق جانبا ثم نظرت حولي في الغرفة التي أنا فيها...هذه الغرفة مغلقة وليس فيها أي نوافذ للخروج...من يهتم لأمرها أساسا فأنا راضية بالبقاء هنا طوال عمري ما دمت أستطيع رؤية ذلك الشاب الوسيم
نهضت من مكاني وصرت أتجول هنا وهناك إلى أن خطر سؤال مهم على بالي...كيف تم اختطافي بالضبط؟ وكيف وقعت في يد جيهوب وصديقه؟ ولماذا لا أتذكر أي شيء حولهما أبدا؟
أغمضت عيناي وحاولت التذكر جاهدة وبعد فترة طويلة تذكرت شيئا مهما...آخر مرة كنت في منزل كانغ داي عندما تم اختطافي
• قبل أسبوع: هذه هي القصة الحقيقية التي حصلت وكل ما قاله كانغ داي كان كذبة لتضليل عائلتي من الوصول إلي
بعد أن ذهبنا لمطعم السلام أكلنا وتحدثنا كثيرا إلى وقت متأخر من الليل -كانغ داي:تأخر الوقت...علينا العودة للمنزل -جوميونغ:لا أريد...عائلتي مزعجة وصرت أكره العودة للمنزل بسببهم -كانغ داي:قد يكونون قلقين عليك -جوميونغ:فليقلقوا...حينها سينتبهون أنني موجودة -كانغ داي:أنتِ حقا منزعجة منهم -جوميونغ:طبعا...أتمنى لو أنني لم أولد بينهم فحسب -كانغ داي:وما الحل؟ -جوميونغ:الحل هو أنني سأبيت خارج المنزل اليوم لعلهم يقلقون علي -كانغ داي:ما هذا الكلام الغريب؟ لا تتصرفي كالمراهقين -جوميونغ:بل سأفعل -كانغ داي:كما تريدين...ما رأيك أن تأتي لمنزلي وتبيتي عندي؟ -جوميونغ:فكرة مثالية
ذهبنا لمنزله وكانت الساعة وقتها منتصف الليل تقريبا...أغلقت هاتفي لكي لا تتصل عائلتي ثم جلست على الأريكة بجانب كانغ داي محاولة التظاهر بأنني بخير -كانغ داي:ستكون الأمور بخير -جوميونغ(بحزن) :لا أظن...لا أعتقد أن أحدا سيلاحظ غيابي من الأساس لذا خطتي فاشلة منذ الآن -كانغ داي:سوف نرى غدا -جوميونغ:أريد كوب ماء لو سمحت -كانغ داي:سأعود
ذهب للمطبخ وملأ كوبا من الماء ثم وضع فيه حبة منومة وقدمه لي...بعد أن شربته وضعت رأسي على الأريكة وشيئا فشيئا بدأت أشعر بنعاس شديد إلى أن رحت في نوم عميق
بعد أن نجحت خطة كانغ داي اتصل بجيهوب -كانغ داي:إنها معي -جيهوب:هل نجحت في خداعها بهذه السهولة؟ -كانغ داي:بلى...وقد أتت بنفسها لمنزلي أيضا...لقد كانت حزينة وغاضبة من أهلها لذا لم أواجه أي مشاكل في إحضارها -جيهوب:أحسنت...أنا فخور بك أخي الصغير -كانغ داي:الآن تعال وخذها من منزلي ولكن خذ حذرك فأي خطأ سيكون محسوبا عليك -جيهوب:لا تقلق -كانغ داي:أين ستأخذها؟ -جيهوب:إلى منزلي -كانغ داي:ألن يكون الوضع خطيرا خاصة وأن وسائل التحري تطورت الآن؟ -جيهوب:أعلم...لكنني خططت لهذا اليوم منذ سنتين لذا فكل خطوة محسوبة بذكاء...وأيضا لا تنسى أن صديقي تايانغ شرطي وسيساعدني في كثير من الأمور -كانغ داي:جيد...دع مراقبة عائلتها علي...سأخبرك بكل تحركاتهم وهكذا لن يستطيعوا فعل شيء -جيهوب:هكذا اهتممنا بكل شيء...بقي الانتقام فقط -كانغ داي:انتقم لوالدنا...اجعل القاضي هان يدفع الثمن غاليا -جيهوب(بخبث) :سأفعل
••••••••••••••••••••••••••••••
بعد أن تذكرت ما حصل شعرت بخيبة أمل...لا أصدق أن كانغ داي الشاب الوسيم اللطيف ذو العضلات كان جزءا من خطة الاختطاف الشريرة هذه...لقد كنت معجبة به كثيرا وأتمناه حبيبا ولكن يبدو أنني سأكرهه لبقية حياتي
جلس أبي في مكتبه يراجع أوراق عمله التي تأخر فيها بسبب انشغاله بقضيتي إلى أن طرق السكرتير الباب -السكرتير:سيدي...لقد بحثنا في القضايا التي حكمت فيها منذ سنوات بدء عملك ولكن لم نجد أي جانٍ باسم جيهوب -الأب(بإحباط) :تبا -السكرتير:لكننا وجدنا أسماء شباب من عائلة الجاني قد تساعدك -الأب:أرني
وضع الأوراق على مكتب أبي وبعد أن تفحصها وجد 5 شباب يحملون اسم جيهوب وكل منهم ينتمي لعائلة شخص حكم أبي في قضيته يا إما بقضاء سلبي أو إيجابي
استغرق الأمر من أبي ساعات من المراجعة إلى أن وصل إلى ملف "جونغ جيهوب" وهو نفس الشخص الذي اختطفني...وعندما قرأ اسم الأب والقضية المتعلقة به عرف أن هناك احتمالا كبيرا بأنه هو الخاطف نفسه...خاصة حين عرف أن كانغ داي أخوه الأصغر -الأب:أريد كل المعلومات الممكنة حول جونغ جيهوب...خاصة المكان الذي يعيش فيه وماذا يعمل وأين يتواجد مؤخرا -السكرتير:حاضر
غادر السكرتير ليقوم بعمله أما أبي فوضع يده على رأسه وظل يفكر -الأب(يفكر) :يبدو أننا اقتربنا كثيرا...هذا الشاب هو ابن لشخص حكمت عليه بالإعدام قبل سنتين لذا فاحتمال كبير أن يكون اختطف ابنتي لينتقم مني...إن صح كلامي فهذا يعني أن ابنتي قد تكون في بيته الآن وبمجرد مكالمة سرية واحدة لمركز الشرطة فيمكنني إنقاذها...لكن إن فشلت وكُشف أمري فقد أخسرها للأبد لذلك علي الحذر...علي فعلها إما اليوم أو لا للأبد
أنهت كيوكي حصصها الجامعية ثم جاءت لمنزلنا لتكلم أبي...كان أبي وقتها يقوم بمراجعة الأوراق في مكتبه إلى أن طرقت الباب ودخلت -كيوكي:مرحبا سيد هان -الأب:تفضلي...من حضرتك؟ -كيوكي:أنا كيوكي...زميلة جوميونغ في الجامعة -الأب:آاااه عرفتك -كيوكي:أعلم أن ما سأقوله قد يجعلك تغضب من وونهو ولكن من فضلك اهدأ فالأمر سيعود عليك بالنفع أكثر من الضرر -الأب(بإحباط) :بدأت أفهم ما فعله -كيوكي:صدقني هو لم يقصد إفشاء السر -الأب:لكنه أفشاه -كيوكي:أنا ضغطت عليه كي يخبرني فجوميونغ مثل أختي -الأب:لا يهم...قولي ما لديك -كيوكي:لقد عرفت شيئا بالصدفة وظننت أنه سيساعدك على إنقاذ جوميونغ من أيدي الخاطفين الحقراء -الأب:أخبريني
قامت بإخباره عن كانغ داي والجملة الغريبة التي قالها...وحتى هو استغرب من معرفته بالأمر دون أن يسأل عن التفاصيل وعرف أن تخميناته قد تكون صحيحة -الأب:إذًا هو قال حرفيا أننا نتعرض للتهديد من قبل الخاطف وأنتِ لم تذكري شيئا عن ذلك -كيوكي:بلى...ظننت أنه أمر مثير للريبة لذا جئت وأخبرتك -الأب:وهو كذلك...يبدو أن له علاقة بالقصة من قريب أو بعيد -كيوكي:آسفة لأن وونهو أفشى السر لي وأنا أفشيته لكانغ داي -الأب:كان من المفروض أن أقلب الدنيا على رأسكما أنتِ ووونهو ولكن بما أن ما حصل رجع علينا بفائدة فسأتغاضى عن الأمر -كيوكي(بتوتر) :الحمد لله -الأب:شكرا لتعاونك -كيوكي:العفو...هل تحتاج مساعدة؟ مثلا هل أراقب كانغ داي لأجلك؟ -الأب:نعم لو تفضلتِ -كيوكي:تمام سيدي
بعد فترة من البحث جاء السكرتير لوالدي بكل الأوراق التي تخص خاطفي "جونغ جيهوب" وبينما يتصفحها عرف أن الخاطف يمتلك منزلين اثنين مسجلين باسمه...الأول منزله المشترك مع تايانغ وهو الذي خُطفت فيه أول مرة والثاني هو الذي أنا موجودة فيه حاليا -الأب(يفكر) :مجرد مكالمة واحدة تفصلني عن إنقاذ ابنتي...إما أن تعيش أو تموت
بعدها حمل الهاتف وهو يرتجف وطلب قسم الشرطة -الأب:مركز الشرطة...لقد تم خطف ابنتي وأعرف مكان الخاطف...من فضلكم هلَّا أرسلتم دوريات متخصصة لإنقاذها؟ الوضع خطر -الشرطي:سنفعل سيدي...قدم لنا كل ما تعرفه من معلومات
عدل سابقا من قبل بثينة علي في الجمعة يناير 19, 2024 10:33 pm عدل 1 مرات
بثينة علي يعجبه هذا الموضوع
بثينة علي Admin
المساهمات : 1314 تاريخ التسجيل : 27/05/2021 العمر : 27
موضوع: رد: رِوَايَة خَاطِف قَلْبِي!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) الجمعة مارس 04, 2022 11:16 pm
رواية خاطف قلبي : الفصل السادس
ذهب جيهوب ليغتسل في الحمام ثم خرج ليتجهز إلى أن سمع صوتا غريبا قادما من الخارج...فجأة فُتح الباب بقوة ودخل مجموعة من رجال الشرطة للمنزل وقاموا بتقييده بإحكام وفتشوه فلم يجدوا معه أي أسلحة
بعدها انتشر كل منهم إلى غرفة يفتشها إلى أن وصلوا لغرفتي وأفزعوني من نومي
نهضت من مكاني بسرعة ونظرت إليهم باستغراب وأنا ما أزال بين الحلم واليقظة -جوميونغ:ما الذي يجري هنا!؟ -الشرطي:آنسة هان...أنتِ بخير؟ -جوميونغ:بلى -الشرطي:تفضلي معنا -جوميونغ:إلى أين!؟ -الشرطي:إلى منزلك -جوميونغ:منزلي! هل يعني ذلك أنه تم إنقاذي؟ -الشرطي:بلى
بعد أن فهمت ما الذي يجري خرجت من الغرفة رفقة رجال الشرطة...كان جيهوب في غرفة المعيشة مقيدا بشكل مبالغ فيه كما لو أنه مجرم خطير...نظرت نحوه بعيون حزينة وعندما رآني أنزل رأسه...أظن أنه واقع في مشكلة كبيرة هنا ولن يجد مهربا منها أبدا
أعادني رجال الشرطة إلى منزلي وبسبب ما حصل قامت عائلتي بالاحتفاء بي ومعانقتي لساعات طويلة وأصبحوا يهتمون بي كما لو أنني فتاتهم الوحيدة المدللة...أنا حقا كذلك لكن هذه المرة أصبحت مركز الاهتمام بمعنى الكلمة
استحممت وغيرت ثيابي ثم جلست في غرفتي أرتاح إلى أن جاءت أمي وأمسكت بيداي -الأم(بحزن) :جوميونغ...آسفة حقا على ما حصل -جوميونغ:لا عليك -الأم(بحزن) :لم أكن أعلم أنني أم مهملة بحقك لهذه الدرجة -جوميونغ:هل يعني هذا أنك ستتغيرين لأجلي؟ -الأم:بالتأكيد...سأخصص وقتا أكبر لك من الآن فصاعدا...أعدك بذلك -جوميونغ:توقعت ذلك -الأم:الآن أخبريني عن عملية الخطف...كيف حصلت ومتى بالضبط؟ -جوميونغ:لا أريد التحدث في الموضوع -الأم:أعلم أنه مؤلم ولكن عليك إخباري وإخبار المحامي حتى نقاضي الخاطف -جوميونغ:ستدخلونه السجن!؟ -الأم:طبعا -جوميونغ:لكنه طيب ولم يؤذني -الأم(باستغراب) :ما الذي تعنينه بكلامك؟ ألم يقم بتعذيبك والاتصال بوالدك؟
أيقنت أن جيهوب سيتعرض للسجن لسنوات في حال ما تمت إدانته لأنه خطف أنثى وحاول التحرش بها وتهديد أهلها...لكنني الوحيدة التي تعلم أنه لا يستحق كل ذلك...أولا لأنه لم يؤذني وثانيا لأنه فعله لأجل الانتقام لشخص عزيز عليه تم ظلمه -جوميونغ(بتوتر) :حقا لا أريد الكلام في الموضوع...لننساه -الأم:كما تريدين...المهم أنك عدتِ بالسلامة
في منزل تايانغ كان قد سمع بقصة القبض على جيهوب فاتصل بأخيه كانغ داي -تايانغ:أين أنت؟ -كانغ داي:في منزلي -تايانغ:تم إلقاء القبض على أخيك جيهوب للتو -كانغ داي(بصدمة) :كيف ذلك!؟ -تايانغ:لنلتقي وسأخبرك بالتفاصيل -كانغ داي:لكن ما الذي سيحصل معه؟ -تايانغ:سجن 20 سنة كأقصى تقدير -كانغ داي(بصدمة) :أوووه لاااا أخي المسكين...علينا فعل شيء لتخفيف الحكم عنه -تايانغ:ليس بيدنا فعل شيء -كانغ داي(بقلق) :افعل شيئا فأنت شرطي -تايانغ:أتمنى فعل شيء ولكن السلطة التي لدي لا تخولني لإطلاق السجناء...نحن لسنا في فيلم أكشن أمريكي -كانغ داي(بقلق) :وقعنا في مأزق
فجأة رن جرس باب منزل كانغ داي -كانغ داي:لحظة...سأفتح الباب
ذهب ليفتح دون أن يغلق الخط على تايانغ فوجد رجال الشرطة -كانغ داي:نعم؟ -الشرطي:جونغ كانغ داي...لقد تم إصدار مذكرة بالقبض عليك -كانغ داي:أنا؟! وما هي جريمتي؟ -الشرطي:اختطاف الآنسة هان جوميونغ -كانغ داي(بتوتر) :لا علاقة لي بها ولم أختطف أي أحد -الشرطي:يمكنك قول هذا للقاضي وليس لي...تفضل معي لو سمحت
قام الشرطي بتقييده ثم أخذه لمركز الشرطة...الوحيد الذي بقي حرا طليقا هو تايانغ ولن يعلم أحد باشتراكه معهما إلا إن اعترفا هما الاثنين
أغلق تايانغ خط الهاتف ثم وضع يديه على رأسه يستنجد -تايانغ:تبا...لقد قضي على ثلاثتنا...بالتأكيد سيأتون ويأخذونني أنا أيضا
في يوم المحاكمة كان الجو في القاعة متوترا...حضر أبي الجلسة ولكن لم يُسمح له بالمشاركة فيها لأنه يعتبر والد المجني عليه وحُكمه مجروح...وقد أقسم بأنه سيجعل خاطفي وأخاه كانغ داي يدفعان الثمن غاليا حتى لو كانت عقوبتهما خفيفة...وبالتأكيد سيفعلها فقد رأيت الجدية التامة في عينيه
دخل رجال الشرطة وهم يقيدون جيهوب وكانغ داي وأخذاهما لمكانهما حتى تبدأ المحاكمة...حاولت النظر لجيهوب ولفت انتباهه ولكنه لم يرفع رأسه من الأرض بتاتا أو يهتم لما حوله
بدأت المحاكمة وتكلم المحامي الخاص بي أولا وشرح القضية للحضور وأعطى كل الأدلة الممكنة ثم طلب مني أن أعطي شهادتي -جوميونغ:أود قول شيء مهم -القاضي:قولي -جوميونغ:أنا لم أكن مخطوفة
كلامي هذا جعل كل من في القاعة ينصدمون خاصة أبي...حتى جيهوب رفع رأسه ونظر إلي محاولا فهم ما أريد فعله -القاضي:هل تقولين أنك لم تكوني مخطوفة؟ -جوميونغ:أبدا -القاضي:ماذا عن كل التهديدات والاتصالات وصراخك والتعذيب المستمر الذي تحدث عنه المحامي؟ -جوميونغ:كل شيء كان مخططا له...آسفة
كلامي كان غريبا وغير معقول بالنسبة لأبي لذا لم يصدقه ووقف من مقعده مقاطعا المحاكمة -الأب(بحدة) :نحن لا نلعب هنا...تكلمي ما الذي حصل دون مزاح ولا زيادة أو نقصان -جوميونغ:الحقيقة أنني خططت لهذه التمثيلية بنفسي...لقد كنتم مشغولين عني طوال الوقت وتعتبرونني فردا غير مهم في العائلة لذلك اتفقت مع جيهوب وكانغ داي لنقوم بهذا ونجعلكم تقلقون علي
بمجرد سماع هذا الكلام عمت الفوضى في القاعة فانفعل أبي -الأب(بصراخ) :ما بالك يا فتاة؟! هذا ليس ما قلته للمحامي -جوميونغ:نعم كنت خائفة من معرفتك للحقيقة لذا أخفيتها...لكن صدقني كل ما حصل خطئي...المسكينان الآخران مجرد ضحايا في خطة تافهة خططت لها بنفسي
انفعل أبي لدرجة الجنون فغادر قاعة المحاكمة تاركا كل شيء خلفه...لأول مرة في حياتي أراه هكذا ولكن علي مواصلة التمثيل وإلا دخل جيهوب وكانغ داي السجن
بعد ربع ساعة من النقاش تحدث القاضي -القاضي:بعد الاستماع للأدلة المتوفرة أقرر أن جونغ جيهوب وجونغ كانغ داي بريئان...رفعت الجلسة
ابتسمت بعد سماعي لهذا الخبر ثم نظرت لجيهوب وأخيه...كان كلاهما مصدومين من الخبر وبالكاد تحركا أو نطقا بأي شيء
أخذني والدي بسيارته للبيت ولم يكلم أي أحد فينا الآخر على الإطلاق...أعلم أنني إن نطقت فسيصرخ في وجهي فهو يعلم أن ما فعلته فضيحة كبيرة
وصلنا للبيت فوجدنا الصحفيين يحيطون به من كل جانب وما إن نزلنا حتى التموا علينا وبدؤوا بطرح الأسئلة حول القضية: -آنسة جوميونغ هل أنتِ بخير؟ -آنسة جوميونغ هل حقا كل شيء كان مخططا له؟ -آنسة جوميونغ ما الذي حصل بالضبط؟ اشرحي لنا -أيها القاضي هان ما رأيك بما يحصل؟
شعر أبي بالانزعاج فتجاوزهم جميعا -الأب(بحدة) :لا أريد من أي أحد أن يسألني عن الموضوع...أغلقوه للأبد
دخلنا المنزل ولم يكلمني والدي أيضا ولم يبدِ أي ردة فعل لما يحصل...وبعد أن تناولنا الطعام معا قرر أن يكسر حاجز الصمت ويكلمني -الأب:هل كان يجب أن تسببي لي الإحراج هكذا؟ -جوميونغ(بتوتر) :آسفة...كان علي ذلك -الأب:هل حقا كان كل شيءمدبرا منك؟ -جوميونغ(بتوتر) :بلى...وأعتذر عليه ملايين المرات -الأب:متأكدة؟ -جوميونغ(بتوتر) :نعم -الأب:ألم يهددوك لتقولي ذلك؟ -جوميونغ:لااااا صدقني لم يهددني أحد -الأب:مازلت أشعر بوجود خطأ ما -جوميونغ:نعم...خطئي -الأم:كيف قررتِ فجأة أن تفعلي ما فعلتِ؟ -جوميونغ:لأنكم غير مهتمين لأمري البتة...أريد أن تعرفوا أن بينكم فتاة تدعى جوميونغ وهذا كل شيء -وونهو:رغم أن معك حق ولكنه تصرف قذر برأيي...لقد كدتِ تصيبين أمي بسكتة قلبية -جوميونغ(بحزن) :آسفة...حقا آسفة -الأم:لندعوا الله أن لا يتكرر ما حصل...مهما كان ما فعلته سيئا فأنا سعيدة لأنه مجرد مقلب
ابتسمت لأفراد عائلتي إلى أن نظرت لوجه أبي الذي كان يحدق بطبق الطعام بشرود...أعلم أنه يشك بالقصة وربما لن يتوقف حتى يعرف الحقيقة
في مركز الشرطة تم القيام ببعض الإجراءات الروتينية وملأ الأوراق ثم تم إطلاق سراح جيهوب وكانغ داي...حينما خرجا من هناك وجدا تايانغ ينتظرهما بسيارته -تايانغ:الحمد لله على سلامتكما -جيهوب:مازلت لا أفهم ما الذي حصل بالضبط...هل تلك الفتاة ساعدتنا للخروج فعلا؟ -تايانغ:إنها طيبة...لكن كيف حصل ذلك؟ ما الذي فعلتماه لها حتى فضلت ترككما تغادران بدل سجنكما؟ -كانغ داي:لا شيء -جيهوب:صحيح -كانغ داي:حتى أننا حين كلمنا المحامي قال لنا أننا سنسجن 20 سنة كأقصى حد حكم...لكن خروجنا بهذه الطريقة الغريبة أشبه بالمعجزة -تايانغ:وكنتُ سأذهب معكما أيضا -كانغ داي:أعدنا للمنزل
بعد غيابي عن الجامعة لأسبوعين...الأسبوع الأول بسبب اختطافي والأسبوع الثاني بسبب المحاكمة والإجراءات القانونية...عدت أخيرا ووجدت نفسي حديث الجامعة بأكملها...كل العيون علي والوشوشات لا تتوقف من حولي حين تطأ قدمي مكانا ما...الجميع يقولون أن ما فعلته غباء ووقاحة وشيء غير مضحك...لكن تبقى الحقيقة بيني فقط وبين الثلاثة الذين تعاونوا في خطفي
جلست لأتناول الطعام مع كيوكي وعيون الناس علينا -كيوكي:أنتِ تمزحين صحيح؟ -جوميونغ:لا -كيوكي:كيف تقولين أنه مخطط؟ هذا مستحيل -جوميونغ:نعم هو مخطط...آسفة لجعلكم تقلقون علي -كيوكي:أتعنين أنك تعاونتِ مع كانغ داي وأخيه للضحك علينا؟ هل أنتِ مختلة عقليا؟ -جوميونغ:آسفة مجددا لجعلكم تقلقون
ضربت جبهتها بيدها دليلا على خيبة الأمل الشديدة التي شعرت بها -كيوكي:لا لا لا...أنتِ مختلة عقليا...بالطبع لستِ في كامل قواك العقلية -جوميونغ:آسفة
مهما حاولت تهدئتها فلم تسكت أبدا...ظلت تكرر لي نفس الموضوع بعدم تصديق وهذا من حقها لأن ما قلته مستحيل أن يستوعبه عقل بشري
بينما نتناول الطعام رأينا كانغ داي من بعيد بمفرده يحمل صينية طعامه...عندما رآنا أشاح ببصره بسرعة وذهب وجلس بمفرده -جوميونغ:سأكلم كانغ داي وأعود -كيوكي:هل أرافقك؟ -جوميونغ:لا...إنه موضوع شخصي -كيوكي(بسخرية) :هل ستخططان لمقلب جديد بنا؟ -جوميونغ:أظن أنني اكتفيت من المقالب لما تبقى من حياتي...سأعود فورا
ذهبت وجلست مع كانغ داي في طاولته لكنه لم يرفع رأسه البتة أو يعرني أي اهتمام -جوميونغ:مرحبا -كانغ داي(ببرود) :مرحبا -جوميونغ:تبدو بحال جيدة بالمقارنة بشخص شارك في جريمة خطف -كانغ داي(ببرود) :أنا كذلك -جوميونغ:لماذا فعلت ذلك؟ هل أنتَ مستغل ووضيع لتلك الدرجة؟ -كانغ داي(ببرود) :لو كنت كذلك فلماذا أطلقتِ صراحي بكذبة؟ -جوميونغ:ليس لأجلك -كانغ داي(ببرود) :لأجل جيهوب؟ -جوميونغ:بلى -كانغ داي(ببرود) :هل يفترض بي أن أشكرك أم أنك لا تحتاجين شكري؟ -جوميونغ:لا...أنا التي علي شكرك...لقد حصلت على إيجابيات أكثر من سلبيات في حادثة الخطف هذه -كانغ داي(ببرود) :هذا جيد...لم أتوقع أنك ستقولين ذلك...رُبَّ ضارة نافعة -جوميونغ:أردت أيضا إخبارك أنني واقعة بحب أخيك
وسع عينيه من الصدمة ورفع رأسه نحوي -كانغ داي:مزحة صح؟ -جوميونغ:لا...البتة -كانغ داي:كيف تقعين بحب شخص كاد يقتلك؟ -جوميونغ:لكنه لم يقتلني -كانغ داي:لا أعلم كيف غير الخطة ولكنه كاد يقتلك بالفعل -جوميونغ:لا أهتم...لقد فقد أحد أفراد أسرته بسبب والدي لذا ما فعله لا يحتسب -كانغ داي:مجنونة! -جوميونغ:من الآن فصاعدا لن أكلمك أو أظهر في طريقك...أعدك بذلك -كانغ داي:وستقفلين على الحادثة للأبد؟ -جوميونغ:أكيد -كانغ داي:حسنا...شكرا لك -جوميونغ:الوداع
عدت للجلوس مع كيوكي مجددا وأنا مبتسمة -كيوكي:عن ماذا تكلمتما؟ -جوميونغ:لا شيء مهم -كيوكي:تعلمين أنني فضولية...أخبريني أرجوكِ -جوميونغ:هههههه انسي الموضوع فهو غير مهم -كيوكي:بدا لي أنكما كنتما تتحدثان بأسلوب أشبه بالنقاش الجاد...هل قررتما المواعدة؟ -جوميونغ:هههههه لا...لقد وضعنا النقاط على الحروف نهائيا ولا أظن أنني سأكلمه مرة ثانية -كيوكي:لماااذاا!؟ ألم تكوني معجبة به؟ -جوميونغ:كان ذلك في السابق
بعد أن أنهيت حصصي الجامعية خرجت أنا وكيوكي فوجدت سائقا خاصا ينتظرني عند بوابة الجامعة...لم أرد الذهاب معه لأنه تقييد لخصوصيتي لذلك ذهبت نحوه لأعتذر بلطف -جوميونغ:سأذهب في جولة...عد أدراجك -السائق:سأوصلك -جوميونغ:لا أريد...أنا بخير بمفردي -السائق:القاضي هان طلب مني إحضارك وعلي تنفيذ الأوامر -جوميونغ:ما هذا؟! هل ستظل معي طوال فترة خروجي؟ -السائق:نعم -جوميونغ:لكنني بخير...ما من شيء يهدد حياتي صدقني -السائق:أنا أقوم بعملي فحسب...تفضلي معي
لم أرد أن يزعجني أحد خاصة أنني ذاهبة لمكان خاص الآن لذلك حملت الهاتف واتصلت بوالدي -الأب:ألو! -جوميونغ(بتجهم) :أنت تبالغ...أنا بخير -الأب:لست أبالغ...لا أريد أن يتكرر ما حصل -جوميونغ(بتجهم) :لكن لم يحصل شيء...أخبرتك أنها مجرد خطة -الأب:لا أستطيع التصديق -جوميونغ(بتجهم) :وماذا أفعل لك؟ لا تخف علي فسأكون أكثر حذرا من الآن فصاعدا -الأب:السائق سيرافقك وهكذا سيطمئن قلبي...إنه خبير في الفنون القتالية وسيعتني بك جيدا -جوميونغ(بتجهم) :آاااه هكذا إذًا...شكرا لك أبي
وجهت نظري نحو السائق الذي ينتظرني وابتسمت -جوميونغ:لقد سمح لي بالعودة بمفردي -السائق:حقا؟ -جوميونغ:بلى...كلمه على الهاتف وسيخبرك
أعطيته واستغليت الفرصة بينما يكلم أبي وهربت من هناك متسللة على أطراف أصابعي -السائق:سيدي...هل أتركها تذهب لحالها؟ -الأب:لا -السائق:لكنها قالت... -الأب:ماذا قالت؟
نظر السائق من حوله فلم يجدني -السائق(بصراخ) :سيدي لقد هربت -الأب(بصراخ) :اعثر عليها فورا وأعدها للبيت
ركض السائق بين جمع الناس باحثا عني لكنني اختبأت بين حشد الطلاب المارين فلم يجد لي أي أثر...وبينما يقف هناك بِحيرة نظر لهاتفي الذي بيده والمكالمة ما تزال مفتوحة مع والدي -السائق:سيدي...لم أتمكن من إمساكها -الأب(بحدة) :تبا...واصل بحثك...المهم ألا تدعها تضيع
في ذلك الوقت ذهبت لمنزل جيهوب الذي اختطفني فيه أول مرة وانتظرته أن يخرج أو يدخل...بعد ساعات طويلة من الانتظار عاد ومعه أكياس من المواد الغذائية...لا بد أنه كان يتسوق
كنت جالسة عند درج منزله وحين رأيته وقفت وانحنيت أما هو فقد انصدم من رؤيتي ووقف ينظر إلي -جوميونغ(بابتسامة) :مرحبا سيد جيهوب...كيف حالك؟ -جيهوب:بخير...أظن ذلك -جوميونغ:هل قضيت وقتا جيدا في التسوق؟ -جيهوب:بلى -جوميونغ:أووو أنا مثلك أحب التسوق كثيرا...أرني ماذا اشتريت
تقدمت نحوه عدة خطوات لكنه ابتعد للخلف -جيهوب(ببرود) :لا تقتربي مني...ما الذي تريدينه؟ -جوميونغ:إلقاء نظرة على مشترياتك -جيهوب(ببرود) :هل أنتِ بكامل قواك العقلية؟ ما بالك؟ لماذا عدتِ إلى هنا؟ ولماذا تكلمينني أساسا؟ -جوميونغ:فقط أريد ذلك -جيهوب:غبية...ألم أكن خطرا على حياتك؟ لماذا تكلمينني الآن أم أنك جئتِ لتطلبي مني خدمة مقابل إطلاق سراحي؟ -جوميونغ:أوووه لم أفكر كذلك...لكن بما أنك ذكرت الأمر فلدي طلب -جيهوب:ما هو؟ -جوميونغ:فلتكن حبيبي -جيهوب(بصدمة) :ما هذا الطلب الغريب العجيب التافه الصادم الذي تطلبينه مني؟! -جوميونغ:ألم تطلب منك فتاة المواعدة من قبل؟ -جيهوب(بصدمة) :لكنني اختطفتك! -جوميونغ:فليكن...لست حاقدة عليك
رمش بعينيه عدة مرات ثم تجاهلني متوجها للمنزل...لم أرد أن أفوت الفرصة لذلك لحقت به ووقف كلانا عند الباب -جوميونغ:سأساعدك على معرفة الشخص الذي زور جريمة والدك فأنا أدرس القانون -جيهوب:شكرا على عرضك الرائع ولكن لا يمكنني قبوله لملايين الأسباب -جوميونغ:هل لأنك تكرهني وعائلتي؟ -جيهوب:نوعا ما -جوميونغ:عليك أن تكون مدينا لي فقد أنقذتك وأخاك من السجن -جيهوب(بحدة) :لست مدينا لك فما فعله والدك لا يغتفر ولو عفوتِ عني 20 مرة فلن تعوضي ألم فقداني لأبي الذي هو سندي الوحيد في حياتي -جوميونغ(بحزن) :كلامك سيجعلني أبكي...أرجوك لا تكرر الموضوع -جيهوب(بحدة) :بل سأكرره لآخر يوم في حياتي ولن أنساه أبدا -جوميونغ:اختطفني مجددا إن كان الأمر يرضيك إذًا -جيهوب(باستغراب) :ماذا؟! أمختلة أنتِ؟ -جوميونغ:هههههه ربما -جيهوب:من الآن فصاعدا سأناديك بالمختلة -جوميونغ:أووو هذا يعني أنك تريد رؤيتي في المستقبل أكثر...صحيح جيهوب؟
لم يكن مزاحي مسليا بالنسبة له فتجاهلني ووضع يده في جيبه يبحث عن مفتاح المنزل -جوميونغ:هل تسمح لي بالدخول؟ -جيهوب:احلمي
بعد أن فتش جيبه لفترة أخرج المفتاح وفتح الباب ثم دخل وأغلقه خلفه حتى أنه لم يطلب مني الدخول أو يودعني
نظرت للمنزل من حولي وبدا هادئا وطبيعيا...أتذكر أنني كنتُ أملأه بصراخي طوال الوقت حين كنتُ محتجزة فيه ولم أصدق في يوم أنني سأهرب من هناك وأعيش حياتي الطبيعية
التففت حوله فعثرت خلفه على حائط ليس به أي نوافذ فعرفت أن تلك المنطقة بالذات هي منطقة القبو الذي احتجزت فيه لأسبوع تقريبا...قد أكون مجنونة ولكن صدقوني حين أخبركم أنني أحن للعودة لتلك الأيام وأتمنى تجربتها مرة أخرى لكن ردة فعلي لن تكون البكاء والصراخ بل سأجعل جيهوب يتقرب مني أكثر ويقع بحبي
بعد أن أمضيت بعض الوقت أنتظر جيهوب ليخرج وأكلمه لم أستفد أي شيء فهو يعلم أنني بالخارج لذلك بقى بالداخل...حينها عدت للبيت وأنا أدعو الله أن لا يقلب أبي المنزل على رأسي خاصة وأنني هربت من سائقي وسأضطر للوقوع في مشكلة كبيرة
عدل سابقا من قبل بثينة علي في السبت يناير 20, 2024 2:25 pm عدل 1 مرات
بثينة علي يعجبه هذا الموضوع
بثينة علي Admin
المساهمات : 1314 تاريخ التسجيل : 27/05/2021 العمر : 27
موضوع: رد: رِوَايَة خَاطِف قَلْبِي!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) الجمعة مارس 04, 2022 11:20 pm
رواية خاطف قلبي : الفصل السابع
عدت للمنزل بعد أن تكلمت مع جيهوب فوجدت كل عائلتي تنتظرني ونظرة وجوههم لا تسر البتة...خاصة أبي الذي كان واضحا عليه التعب والقلق الشديد -الأب:أين كنتِ؟ -جوميونغ:أتسوق مع صديقاتي -الأب:هل كيوكي منهن؟ -جوميونغ:لا...فتيات أخريات لا تعرفهن -الأب:اكتبي لي أرقامهن إذًا وعناوين بيوتهن -جوميونغ(بانزعاج) :جِديا! -الأب:كل الجدية...افعلي ما طلبته منك -جوميونغ:لا حاجة لذلك -الأب(بحدة) :نفذي
لاحظت أنه أصبح عصبيا جدا وقليل صبر وهذا أمر لم أره فيه من قبل وجعلني أقلق وأفكر جيدا فيما يفترض بي فعله -جوميونغ:لماذا تتصرف هكذا؟ -الأب:حتى لا تتأذي مجددا -جوميونغ:عن أي أذى تتحدث؟ لقد أخبرتك أنه كان خطة -الأب:وأنا أخبرتك أنني لم أصدق حرفا واحدا من كلامك لذا لا تضحكي علي وعلى نفسك -جوميونغ(بتجهم) :سأذهب للنوم...تصبحون على خير جميعا
توجهت نحو غرفة نومي فلحق بي أبي وأغلق الباب خلفه...نظرته تلك لا تبشر بالخير ولا بد أنني سأعاني من الموضوع لسنوات حتى ينساه -الأب(بحدة) :من اليوم فصاعدا سيرافقك سائق خاص في كل مكان تذهبين إليه وإن فكرتِ في الهرب مجددا فسأحتجزك في المنزل -جوميونغ(بانزعاج) :وهل سأظل هكذا طوال حياتي؟ -الأب:احتمال -جوميونغ(بانزعاج) :لاااا لست موافقة...لا أبدا أبدا مستحيل -الأب:الأمر ليس بيدي فأنا لا أريد رؤيتك تتأذين مرة أخرى وربما قد لا أتمكن من إنقاذك -جوميونغ:لكنني بخير...حقا بخير...يمكنني أن أكون حذرة على نفسي وهكذا لن أتأذى ولن يصيبني شيء -الأب:لن تفهميني فأنتِ لم تجربي الأبوة من قبل -جوميونغ:معك حق لكنها مبالغة -الأب:تصبحين على خير
غادر الغرفة بهدوء دون أن يسمح لي بالوصول لحل ودي...بعد أن أغلق الباب شعرت بانزعاج منه ورميت الوسادة للحائط...كم أكره نفسي لأنني لا أستطيع عصيان أوامره
نمت تلك الليلة وأنا أفكر بحل لهذا الموضوع العقيم...هل يمكنني إقناع أبي يا ترى في يوم من الأيام بأن ما حصل مجرد مقلب وليس عملية خطف حقيقية؟ أم أنني سأضطر لأبقى تحت حراسته لفترة طويلة جدا؟ أو لنقل للأبد
في صباح اليوم التالي استيقظت وتجهزت للذهاب للجامعة...كانت عائلتي مجتمعة على مائدة الفطور وعندما رأوني ابتسموا جميعا...جلست بجانبهم بهدوء وكنت سأمد يدي لأحضر الطعام ولكن أمي سبقتني ووضعت طبقا أمامي ووضعت عليه الطعام الذي أحبه وسكبت لي العصير -الأم(بابتسامة) :كلي بالهناء والشفاء -جوميونغ:شكرا
أكلت من طبقي بهدوء وكل العيون علي كما لو أنني نجمة عرض مسرحي أو شيء من هذا القبيل...يبدو أنني أحظى باهتمام زائد بسبب الحادثة
بينما آكل قدم لي وونهو علبة صغيرة -جوميونغ:ما هذا؟ -وونهو:افتحيها
فتحت العلبة فوجدت فيها قرطين ماسيين جميلين -جوميونغ:هذا لي؟ -وونهو:نعم -جوميونغ(بحماس) :أوووه وونهو شكرا لك...إنها هدية رائعة! -الأم:ما رأيك أن نذهب في رحلة عائلية في عطلة نهاية الأسبوع؟ -جوميونغ:أرجو ذلك -الأم:سأخطط وأخبركم إذًا
يبدو أن عائلتي أصبحت تعرف قيمتي أكثر منذ تلك الحادثة الأليمة...لكن ليس هذا ما أردته...أردت فقط أن يحسبوني فردا بينهم وأما ما يفعلونه فهو المبالغة بعينها
أنهيت فطوري وارتديت حذائي فلحقت بي أمي نحو الباب لتودعني -الأم:اعتني بنفسك وعودي بالسلامة -جوميونغ:سأفعل -الأم:أحبك جوميونغ -جوميونغ:أنا أيضا
خرجت من البيت فوجدت سيارة خاصة تنتظرني بالخارج...تنهدت من الانزعاج لأن الأمر أصبح مبالغا فيه فوق اللزوم لكن علي تحمل الأمر غصبا عني
توجهت للجامعة وعندما نزلت من السيارة كانت كل العيون علي كالمعتاد...مازال الناس لم ينسوا تلك الحادثة ولا أظن أنهم سينسونها لفترة طويلة
التقيت بكيوكي بعد أن دخلت للمدرج وجلست بجانبها نتحدث قبل أن يأتي الأستاذ المحاضر -كيوكي:يعجبني القرطان اللذان تضعينهما...كم سعرهما بالضبط؟ -جوميونغ:لا أعلم...إنهما هدية من وونهو -كيوكي:أوووو وونهو أصبح يقدم لك الهدايا! أنتِ تحظين مؤخرا باهتمام زائد -جوميونغ:كل عائلتي تهتم بي ولكن هناك شخص أريده أن يفعل وهو لا ينظر في وجهي أساسا -كيوكي:كانغ داي؟ -جوميونغ(بتقزز) :هفففف لاااا...قلت لك أنني أغلقت موضوع كانغ داي للأبد فلا تذكريه أمامي مجددا -كيوكي:لماذا!؟ -جوميونغ:كم أنتِ خرقاء! إنه أمر خصوصي ومزعج بالنسبة لي فأغلقيه أرجوكِ -كيوكي:كما تريدين
انشغلت بإخراج دفاتري وأقلامي من حقيبتي ثم نظرت لمعصمي الذي ما تزال آثار التورمات عليه لكنها خفيفة جدا بشكل غير ملاحظ...قد تكون ذكرى مؤلمة لأي شخص آخر لكن بالنسبة لي هي ذكرى الوقوع في الحب...ذكرى اليوم الذي خطف فيه قلبي من قبل شاب يدعى جيهوب -جوميونغ(بابتسامة) :لا يمكنني البقاء دقيقة دون رؤيته...أشتاق إليه -كيوكي:من؟! -جوميونغ:خاطف قلبي -كيوكي(باستغراب) :ما الذي تتحدثين عنه!؟ -جوميونغ:سأعرفك عليه لاحقا...الآن اتركيني أحلم بمفردي فتخيلي لوجهه فقط يجعلني أطير من الفرح -كيوكي(باستغراب) :لقد فقدتِ صوابك...فعلا فقدتِه منذ حادثة المقلب تلك -جوميونغ:أريد أن أفقده فبقائي واعية وأنا بعيدة عنه أكثر يجعلني أعاني
كلامي جعلها تقطع الأمل مني لذلك شرعت هي الأخرى بإخراج دفاترها من حقيبتها وتركتني أحلم
بعد أن أنهينا المحاضرات خرجت الساعة الخامسة مساءً لفناء الجامعة...كان سائقي الخاص ينتظرني ولأنني لا أريد أن أحتجز في البيت ركبت معه -جوميونغ:كيوكي...لنذهب معا للبيت فأنا أشعر بالملل -كيوكي:ألن يمانع والداك مجيئي؟ -جوميونغ:لا أبدا...هما لا يسمحان لي بالخروج ومخالطة الناس لذا فليس لديهما الحق بمنعي من إحضار أصدقائي للبيت -كيوكي:حسنا
توجهنا أنا وكيوكي لمنزلي وجلسنا نحاول مراجعة المحاضرات التي فاتتني بسبب عملية الخطف...حاولت جاهدة التركيز لكنني لم أستطع بسبب التفكير في جيهوب -كيوكي:ركزي معي -جوميونغ(برومنسية) :لا أستطيع...جيهوب أخذ قلبي بالفعل...أود رؤيته والبقاء بجانبه فترة أطول -كيوكي:منذ متى تهتمين لشاب لهذه الدرجة؟ -جوميونغ(برومنسية) :لا أعلم...حتى عندما أعجبت بكانغ داي لم أشعر بذلك...كما لو أن جيهوب مغناطيس وأنا قطعة معدن تحاول جاهدة الابتعاد لكنه يجذبها -كيوكي:معقول أنه ألقى عليك تعويذة؟ -جوميونغ(برومنسية) :احتمال...تعويذة حب سحرية لا يمكنني الهرب منها مهما حاولت -كيوكي:أحاااا...أصبحتِ شاعرة -جوميونغ(برومنسية) :فقط أريد رؤيته...هذا كل شيء -كيوكي(بصراخ) :ماذا عن المحاضرات؟ -جوميونغ:ماذا عنها؟ -كيوكي:ألا يجب علينا مراجعتها بسرعة؟ -جوميونغ:أود ذلك لكن عقلي في مكان آخر -كيوكي:ما الحل إذًا؟ -جوميونغ:سأطلب مساعدة والدي فهو يعرف الكثير عن القانون وقد يشرح لنا الدروس بشكل أبسط وهكذا لن أضطر للقراءة من الكتب والدفاتر وأشعر بالملل -كيوكي:أوافقك
خرجت من غرفتي وتوجهت نحو مكتب والدي فوجدته مفتوحا لأنه عادة يتركه كذلك في حال احتاج أحدنا أي شيء من هناك...دخلت وألقيت نظرة على المكان لكن أبي لم يكن موجودا
خرجت مجددا وناديت على أمي من أعلى الدرج وأنا ما أزال ممسكة بمقبض باب مكتبه -جوميونغ(بصراخ) :أمي...هل والدي في البيت؟
ردت علي أمي بينما تجلس في غرفة المعيشة -الأم(بصراخ) :لماذا؟ -جوميونغ(بصراخ) :أريده أن يساعدني في دراستي -الأم(بصراخ) :إنه يستحم -جوميونغ(بصراخ) :متى بدأ الاستحمام؟ -الأم(بصراخ) :بدأه للتو -جوميونغ(بصراخ) :سأنتظره
كنت سأعود لغرفتي حيث تنتظرني كيوكي لكن قررت أن ألقي نظرة على مكتب أبي الذي لم أكن أدخله عادة وذلك بسبب عدم اهتمامي بالأمر من الأساس
دخلت مجددا وألقيت نظرة على كل ما هو موجود هناك...مكتب عادي...ستائر ونوافذ عادية...خزائن مليئة بالكتب والمجلدات والأوراق التي تخص عمله
على المكتب يوجد حاسوبه الخاص ومجموعة أوراق وملفات فوضوية للغاية يبدو أنه ما يزال يراجعها...إضافة لصورة عائلية لنا تزين المكتب
حملت الصورة ونظرت إليها وأنا أبتسم...أتذكر يوم تصورنا هذه الصورة جيدا فقد كنت في العاشرة من عمري ووونهو في الثامنة وحياتنا جميلة وعائلتي سعيدة...لكن مع مرور الوقت وشهرة أبي واكتسابه للمال تغير كل شيء وأصبحنا كالغرباء...فعلا المال نقمة
وضعت الصورة جانبا ثم نظرت للملفات المبعثرة على المكتب...يبدو أن كل هذه الملفات هي سيرة ذاتية لمجموعة من الناس الذين يعمل أبي معهم...بينما أقلبها عثرت على شيء لم أتوقع رؤيته هناك...بل ربما هو متوقع ولكن أنا شخصيا لم أنتظر ذلك...عثرت على السيرة الذاتية لجيهوب! وهناك أيضا سيرة كانغ داي...يبدو أن أبي ما يزال يحاول إثبات تورطهما بالجريمة ولن يهدأ قبل أن يدخلهما السجن
بدون وعي مني حملت ملف جيهوب الذي عليه صورته وكل معلوماته الشخصية...نظرت لصورته الجميلة وغصت في تفاصيلها الساحرة...إنه وسيم لدرجة تقتلني وتجعلني أنسى ما حولي
نظرت يمينا وشمالا فلم أجد أحدا وهذا جعلني أبتسم بخبث وأضع الورقة في جيب بنطالي -جوميونغ(بخبث) :أوبس! لا أحد رأى ولا أحد سمع
خرجت من المكتب وأنا أتسلل على رؤوس أصابعي إلى أن وصلت عند الباب فأفزعني أبي وهو يقف في وجهي مباشرة ونظرته غريبة -الأب:هل كنتِ تبحثين عني؟ -جوميونغ(بتوتر) :أووو بلى...كان لدي درس لم أفهمه ولكن لا عليك -الأب:أي درس؟ -جوميونغ(بتوتر) :لا تهتم فقد حللت الأمر -الأب:موفقة
خرجت وأنا أقفز من الفرح ودخلت غرفتي حيث تنتظرني كيوكي...كان من الواضح أنني سعيدة فقد كنت أبتسم وأتحرك بتلقائية ونشاط -كيوكي:ماذا قال والدك؟ -جوميونغ:لا يهم هههههه...لنراجع الدروس وحدنا -كيوكي:أنتِ جادة؟ -جوميونغ:كل الجدية -كيوكي(باستغراب) :كما تريدين
جلست على مكتبي بجانبها وهممت بالدراسة بينما أبتسم لكنها لم ترتح للأمر وظلت ترمقني بنظرات استغراب من حين لآخر
في يوم الغد أنهيت حصصي الجامعية وخرجت لأجد سائقي ينتظرني عند بوابة الجامعة...هذا اليوم بالذات أردت رؤية جيهوب لذلك فكرت في خطة محكمة لفعلها دون أن أسبب المتاعب لنفسي وأعصي أوامر أبي -جوميونغ:أريد الذهاب لإحدى المجمعات التجارية فعلي شراء أغراض -السائق:ممنوع...إما أن أرافقك أو لا -جوميونغ:طبعا سترافقني -السائق(بشك) :هل تخططين للهروب مني؟ -جوميونغ:أبدا...صدقني لن أهرب -السائق:حاضر...أين الموقع بالضبط؟
ركبت السيارة مع السائق ثم أخذني للمجمع التجاري وهناك تظاهرت أنني أتجول عبر المحلات وأرى السلع بينما السائق يلحق بي ويراقبني بحرص شديد
واصلت التظاهر إلى أن وصلت للمتجر الذي أتيت لأجله منذ البداية...متجر مجوهرات صغير واحزروا من يعمل فيه؟ إنه جيهوب بشحمه ولحمه...عرفت ذلك من الملف الذي سرقته من مكتب أبي ويبدو أنني سأستفيد منه كثيرا
دخلت المتجر فرن الجرس الذي يتم تعليقه فوق الباب تنبيها للبائع بأن هناك زبائن جدد...بعد لحظات سمع جيهوب الجرس فرفع رأسه ونظر إلي فانصدم
لحظات وكلانا يحدق بالآخر وكل منا يفكر -جيهوب(يفكر) :تبا...عرفت مكان عملي أيضا! لا أصدق أنني علقت مع فتاة مثلها -جوميونغ(تفكر) :يا إلهي! وأخيرا قابلته! عيناي لن تشبعا من النظر إليه حتى لو بقيت هكذا طول اليوم...أريد البقاء هنا فقط والنظر إليه ولن أطلب من الحياة أي شيء آخر
تقدمت من طاولة البيع بخطوات بطيئة وعيوني ما تزال على وجهه البريء الفاتن...أما هو فقد عبس بوجهه في كل خطوة كنت أخطوها -جوميونغ:مرحبا -جيهوب:مرحبا -جوميونغ:أريد شراء قطعة مجوهرات -جيهوب:تفضلي فالمتجر أمامك واختاري ما تشائين -جوميونغ:بِمَ تنصحني؟ -جيهوب:وأنا ما أدراني بذوقك! -جوميونغ:سأقبل أي شيء تقدمه لي على ذوقك أنت -جيهوب(بانزعاج) :هل تريدين إزعاجي هكذا لبقية حياتي؟ -جوميونغ:لن أزعجك إن وافقت على طلبي -جيهوب:الذي هو...؟ -جوميونغ(بهمس) :بأن تصير حبيبي
نظر لنواحي المتجر وكان سائقي الخاص يقف عند الباب وينتظرني مما جعله يحتار بين طردي من هناك أو إخباره أن يأخذني بعيدا لأنني أزعجه -جيهوب(بانزعاج) :فتاة مجنونة...اختاري ما تريدين من مجوهرات وغادري فمزاجي لا يعطيني تصريحا بالمزاح مع أي أحد -جوميونغ:لماذا؟ أخبرني فقد أساعدك -جيهوب:إن أردتِ مساعدتي فغادري -جوميونغ:ممممم سأغادر لا تقلق
صرت أتجول في أنحاء المتجر وأرى المجوهرات ومن فترة لأخرى أسترق النظرات نحو جيهوب وأبتسم...في نهاية المطاف وقعت عيني على خاتم ماسي جميل جدا فأردت شراءه -جوميونغ(بحماس) :أووه هذا...أريد هذا
اقترب جيهوب من المكان الذي أنا واقفة فيه وحدق بالمجوهرات -جيهوب:أي واحد؟ -جوميونغ:هذا الذي على شكل وردة صغيرة...إنه مذهل صحيح؟
فتح الزجاج وأخرج الخاتم ثم أعطاه لي لأجربه ولكن مقاسه أكبر بقليل مني -جوميونغ(بإحباط) :لااااا هل لديكم أحجام أصغر منه؟ -جيهوب:لا -جوميونغ(بإحباط) :لا يمكنني أخذه إذًا فيدي نحيفة -جيهوب:اختاري غيره
نظرت للمجوهرات من جديد وتعمدت هذه المرة أيضا اختيار واحد لا يناسبني حتى أتكلم مع جيهوب أكثر -جوميونغ(بإحباط) :أووو هذا أيضا غير مناسب! يال حظي الأسود -جيهوب:هل تتعمدين ذلك؟ -جوميونغ:لااااا
تجاهلته وذهبت لأطوف على المتجر وأرى باقي المجوهرات وبالطبع هذا أزعجه كثيرا -جوميونغ(بحماس) :أووو هذا هذا -جيهوب:ما به؟ -جوميونغ:ماذا تقصد بما به؟ أريد تجربته
فتح الزجاج مجددا وأخرج لي ذلك الخاتم وللأسف كان ملائما ليدي مما جعل خطتي تفشل بالمماطلة أكثر -جيهوب:إنه ملائم ليدك...اشتريه وغادري -جوميونغ:غيرت رأيي...أريد شراء أساور أفضل لي -جيهوب(بصراخ) :هيييي نحن لا نلعب هنا...اشتري شيئا أو غادري
سمع السائق صراخه علي من الخارج فدخل مسرعا -السائق(بحدة) :لماذا تصرخ عليها أيها المجنون؟ أين احترام الزبائن؟ أريد الكلام مع المدير فورا -جوميونغ(بتوتر) :لا لا لا لم يحصل شيء صدقني...هو لم يصرخ علي البتة -السائق(بحدة) :سمعته من خارج المتجر...دعي أمره لي...سأكلم مديره -جوميونغ(بتوتر) :لا حقا لم يحصل شيء -السائق(بحدة) :اعتذر لها فورا
كان جيهوب سينفجر من الغضب بسبب ما حصل لكنه لن يستفيد شيئا بعناده فانحنى باحترام -جيهوب(ببرود) :آسف آنستي -جوميونغ(بتوتر) :لا بأس...لم يحصل شيء خطير -السائق:لنذهب آنسة جوميونغ -جوميونغ:لكنني لم أشترِ شيئا بعد -السائق:سنذهب لمتجر آخر واشتري براحتك...أما هنا فلا احترام للزبائن ولا خدمات جيدة
نظرت نجو جيهوب الذي لم يرفع عينيه من الأرض وأحسست بالشفقة عليه...بعدها دفعني السائق خارج المتجر وهو ممسك بكلتا كتفاي -جوميونغ(بحزن) :لنعد للمنزل -السائق:ألم تكوني تريدين شراء مجوهرات؟ -جوميونغ(بحزن) :لا...لم تعد لدي أي رغبة في ذلك -السائق:حسنا لنعد للمنزل
عدت للمنزل واستلقيت على سريري أرتاح...حاولت إغماض عيناي ولكنني شعرت بالذنب لما حصل مع جيهوب اليوم...أظن أنه واجه إحراجا شديدا بسببي وكاد يخسر وظيفته فقط لأنني ملتصقة به وأريد إزعاجه طوال الوقت
نهضت مجددا وفتحت دفتر يومياتي وبدأت الكتابة فهذا هو الشيء الوحيد الذي أفعله ويشعرني بسعادة غامرة
"مذكرتي العزيزة...اليوم رأيت جيهوب في المتجر الذي يعمل فيه...لقد كان وسيما لا بل فاتنا وهو يبادلني النظرات...أعلم أن تلك النظرات ليست النظرات التي أتمنى أن يبادلني إياها لكن لا بأس بأن ينعكس وجهي في مقلة عينيه حتى لو بالخطأ...أريد أن أعانقه وأقبله وأصرخ في أذنه بأنني أحبه بجنون ولكنني لا أستطيع ذلك فالظروف السيئة التي نحن فيها تمنعني من ذلك...أتساءل هل سترضى عائلتي في المستقبل بعلاقتنا؟! لا بل أتساءل هل سيرضى هو بعلاقتنا أم أنه سيبقى يكرهني طوال حياته...؟!"
توقفت عند هذه الجملة ورسمت وجها حزينا...هذا السؤال يوترني كثيرا ويجعلني أفقد الأمل...لكن أنا جوميونغ وجوميونغ لا تستسلم أبدا...سأحاول وأحاول حتى أقنعه بأنني فتاة جيدة ولا علاقة لي ولعائلتي بإعدام والده
في يوم الغد اجتمعت بأهلي على طاولة الفطور...كنت ذاهبة للتجول خارجا فاليوم عطلة أما بقية أفراد عائلتي فلا أعرف أين هم ذاهبون -الأم:لقد بحثت عن أماكن جميلة لقضاء بعض الوقت لنا كعائلة...ما رأيكم؟ -الأب:أرني
أعطته دفترا يحتوي على أفضل الأماكن السياحية في كوريا الجنوبية فتفحصها -الأب:واااو! هذا المكان جميل...لنذهب هناك لأسبوع
بعد أن ذكر أبي قصة الأسبوع شعرت بالحزن...هذا يعني أنني لن أرى جيهوب لأسبوع كامل وهذا يقتلني -جوميونغ:لااااا ليس أسبوع أرجوكم...هذا كثير -الأم:ماذا؟! لكن سابقا كنتِ تتمنين قضاء الوقت معنا ولو ليوم واحد -جوميونغ:آاااا صحيح...لكن الأمر مختلف...أعني أن أسبوع كثير جدا ولن نجد شيئا نفعله هناك وستنتهي كل النشاطات والأفكار منا...أترون؟ المشكلة ليست بالوقت بل هي بالنشاطات التي سنقوم بها -الأم:لكن هذا المكان مليء بالنشاطات المتنوعة والتي يمكننا فعلها كعائلة -جوميونغ:كم نشاطا بالضبط؟ -الأم:56 نشاطا -جوميونغ(بصدمة) :56! هذا يعني أننا سنحتاج شهرا كاملا لنجربها كلها -وونهو:أيتها البلهاء نحن لن نجربها كلها بل سنجرب فقط التي تلائم اهتماماتنا وأعمارنا -جوميونغ:أنا لن أذهب...ولا تسألوني لماذا
عدل سابقا من قبل بثينة علي في السبت يناير 20, 2024 2:26 pm عدل 1 مرات
بثينة علي يعجبه هذا الموضوع
بثينة علي Admin
المساهمات : 1314 تاريخ التسجيل : 27/05/2021 العمر : 27
موضوع: رد: رِوَايَة خَاطِف قَلْبِي!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) الجمعة مارس 04, 2022 11:28 pm
رواية خاطف قلبي : الفصل الثامن
ذهبت مع سائقي إلى نفس المجمع التجاري الذي يعمل فيه جيهوب وهذه المرة أخذت معي علبة بها قالب حلوى...عندما وصلنا لباب المتجر الذي يعمل فيه أوقفني سائقي -السائق:أليس هذا نفس الشخص الذي صرخ في وجهك آخر مرة؟ -جوميونغ:بلى لكنه خطئي منذ البداية -السائق:خطؤك! حتى ولو كان خطأك فإن ردة فعله لم تعجبني -جوميونغ:مازلت أظنه خطئي -السائق:لنغادر -جوميونغ:مستحيل أن أغادر قبل أن أعتذر منه -السائق:هل أتصل بوالدك؟ -جوميونغ(بحدة) :حاول الاتصال به وسأجعلك تخسر وظيفتك لأنك تمنعني من فعل ما أريده خاصة تحت الرقابة -السائق:لست أمنعك ولكن هذا لمصلحتك يا آنسة -جوميونغ:ما هي وظيفتك بالضبط؟ -السائق:مرافقك وقيادة سيارتك -جوميونغ:رأيت؟ كل ما عليك هو مرافقتي...لكن أن تمنعني من الاعتذار لشخص أخطأت بحقه فهذا مخالف لعقد عملك -السائق:اقتنعت...اذهبي ولكن إن كرر ما فعله أمس فسأتدخل على الفور
دخلت المتجر وعلى وجهي ابتسامة ساحرة تكاد تشق وجهي وأنا أحمل علبة بها كعكة...كان جيهوب يقرأ مجلة وعندما رفع رأسه ورآني عبس وأدار وجهه للجهة الأخرى -جوميونغ:مرحبا -جيهوب:تفضلي...كيف أساعدك؟ -جوميونغ:لا شيء...أردت أن أعتذر منك على الإزعاج الذي سببته لك البارحة...لا بد من أنك ذقت ذرعا مني لذلك صرخت في وجهي -جيهوب:بلى لقد ذقت ذرعا -جوميونغ:آسفة آسفة آسفة -جيهوب:لا تأتي إلى هنا مجددا
توقعت منه أن يقول ذلك لهذا وضعت العلبة التي تحتوي الكعكة على طاولة البيع وابتسمت إلا أنه ما يزال مديرا وجهه للجهة الأخرى بدون اكتراث -جوميونغ:أرجوك تقبل اعتذاري -جيهوب:سأفعل إن غادرتِ فورا -جوميونغ:حسنا كما تريد...مع السلامة
استدرت لأغادر ومشيت عدة خطوات نحو الباب...توقفت فجأة ونظرت للخلف فوجدته غير مكترث لأمري البتة وقد عاد لقراءة مجلته...عبست بوجهي وأكملت سيري مغادرة المتجر نهائيا ولكنني رافضة تماما لفكرة أن لا أظهر بوجهه مجددا...لا يمكنني ذلك فرؤيتي لوجهه هي الجنة بحد ذاتها
بعد أن غادرت أغلق المجلة ووضعها جانبا...استدار نحو العلبة ثم تأملها للحظات...كانت جميلة ومزينة بطريقة راقية فقد حرصت على أن تكون كذلك حتى تظهر قيمتها التي تبرز مشاعري الحقيقية له...فتحها بهدوء فوجد بها الكعكة التي اشتريتها له...الكعكة أيضا جميلة وغالية الثمن ومزينة بأغلى أنواع الفواكه -جيهوب(بانزعاج) :تحاول شرائي بكعكة تافهة...الألم الذي عانيته بسبب والدها لن يعوضه كل كعك العالم...مستحيل
أغلق العلبة مجددا وكان سيرميها في القمامة لولا أنه توقف في منتصف الطريقة نحوها -جيهوب:لا...حرام علي إهدار النعمة...سأقدمها لشخص ما وهكذا لن يؤنبني ضميري ولن ينجرح كبريائي أيضا
وضع العلبة جانبا وظل يعمل ويبيع المجوهرات في المتجر إلى أن انتهى تايانغ من عمله وجاء ليرافقه ويعودا للمنزل معا -تايانغ:مرحبا رفيقي...أنهيت عملك؟ -جيهوب:بلى...سأغلق المتجر ونغادر -تايانغ:مممممم أشم رائحة كعك -جيهوب:أنت مهووس كعك فكيف لا تشمه
تتبع تايانغ رائحة الكعكة إلى أن وصل للصندوق وفتحه -تايانغ:وااااو! بنكهة التوت البري...نكهتي المفضلة -جيهوب:إنها لك...كُلْها كُلَّها -تايانغ(بسعادة) :مممممم صديقي العزيز يهديني الكعك...يال حظي بك أيها الصديق الرائع! -جيهوب:تستحق ذلك فقد وقفت معي في كثير من الأحيان ولولاك لربما كنت في السجن -تايانغ:أوافقك في وقوفي معك ولكن ألا تظن أنه بفضل شخص آخر غيري أنت خارج السجن الآن؟
صمت جيهوب وأغلق المتجر ثم عاد هو وتايانغ للمنزل وحينما وصلا وضع تايانغ قطعة من الكعكة له ولجيهوب وقدمها له -جيهوب:لا أريد -تايانغ:لماذا لا تريد؟ -جيهوب:هكذا فحسب
جلس يأكل قطعته ومن حين لآخر ينظر لجيهوب الذي ينظر للقطعة الأخرى وهو غائص في التفكير -تايانغ:هل هي منها؟
أومأ الآخر برأسه دليلا على الموافقة -تايانغ:لهذا ترفض أكلها؟ -جيهوب:أنا أكرهها وأكره كل ما يتعلق بها...حتى الأرض التي تدوس عليها فأتمنى أن أعقمها قبل أن أمشي فوقها -تايانغ:لكنها تحبك
نظر جيهوب نحوه بصدمة وعينين واسعتين -جيهوب(بصدمة) :من أين تعرف؟ -تايانغ:ليس شيئا صعبا أن تعرفه -جيهوب:لا أريدها أن تحبني...لا يمكن للحب والكره أن يلتقيا -تايانغ:دافعك لكرهها ليس قويا...الفتاة بريئة وحتى والدها...
ضرب جيهوب الطاولة بأقصى قوته فأفزعه -جيهوب(بحدة) :والدها حقير كبير وأتمنى قتله بيدي لأرتاح...لا تقل أنه بريء أمامي مجددا وإلا سأفعل أشياء أندم عليها معك -تايانغ(بهدوء) :كما تريد...هو غير بريء...لقد قام بإطلاق الحكم مع أدلة حقيقية ومعه مجموعة وافقته الرأي ولكن رغم ذلك هو الوحيد المذنب وابنته التي لا تعرف الموضوع من الأساس أيضا مذنبة وتستحق أن تقتل -جيهوب(بحدة) :هل تحاول استفزازي؟ -تايانغ:لا -جيهوب(بحدة) :علي المغادرة وإلا ستحصل مشكلة بيننا وأنا لا أريد ذلك -تايانغ:رافقتك السلامة
خرج من المنزل والوقت حينها وقت غروب...هذا الجو مناسب تماما للتجول في الحي وشم الهواء النقي وكل هذا يبعث راحة البال على الإنسان
أثناء طريقه مر بالجيران فقام بتحيتهم جميعا إلى أن وصل للعم كيول...العم كيول هو كهل في الأربعينات وغير متزوج وهو شخص طيب وكل أهل الحي يحبونه ويتحدثون معه كثيرا -العم كيول:طاب يومك بني -جيهوب:طاب يومك عمي -العم كيول:كيف الحال معك؟ لم أرك منذ أيام فأين اختفيت؟ -جيهوب:كان لدي بعض الأعمال المهمة -العم كيول:موفق بني -جيهوب:شكرا...هلَّا سألتك سؤالا لو سمحت؟ -العم كيول:تفضل -جيهوب:كيف يمكنني التخلص من فتاة تطاردني؟
ضحك العم كيول بصوت مرتفع مما جعل الآخر يرفع أحد حاجبيه من الاستغراب -العم كيول:لماذا تسألني؟ لا أملك أي تجارب في العلاقات -جيهوب:أنت دائما تنصحني لذا فكرت أنك تعرف القليل عن هذه الأمور -العم كيول:ولماذا تريد التخلص من هذه الفتاة التي تلاحقك؟ -جيهوب(بحزن) :لأن علاقتنا مستحيلة وظروفنا صعبة...كما أنني أكرهها كرها جما وأتمنى الموت لها ولعائلتها -العم كيول(باستغراب) :معقول! لم أتوقع أن شخصا مثلك قد يكون حاقدا على أي أحد -جيهوب:الجميع يقولون ذلك ولكن الحقيقة واضحة...أنا بشري مثلي مثلكم وأتأذى وأعاني -العم كيول:لهذا فضلت أن لا أتزوج...العزوبية جيدة والعلاقات معقدة وتجعلني أعيش في حيرة -جيهوب:على كل حال شكرا لاستماعك لكلامي عم كيول -العم كيول:أهلا بك في أي وقت بني
استلقيت في سريري بعد يوم شاق ومتعب...الدراسة تأخذ مني جهدا ووقتا طويلا وكذلك التفكير في جيهوب...بعد أن تقلبت في فراشي لفترة طويلة وأنا أفكر شعرت بالرغبة في رؤيته والكلام معه...لدي رقمه بالفعل لكن ليس علي أن أتصل به أو أتركه يعرف أن رقمه معي من الأساس
كانت الساعة آنذاك الحادية عشرة ليلا وأنا لا أستطيع النوم لذلك نهضت من فراشي ونظرت عبر نافذة غرفتي للحديقة الخارجية...الهدوء يعم المكان وأهلي كلهم نائمون لذا خطرت على بالي فكرة -جوميونغ(تفكر) :أهلي نائمون الآن ولن يستطيعوا معرفة إن كنت نائمة أو لا فهم يكرهون إزعاجي...ماذا لو هربت من المنزل وذهبت لمراقبة جيهوب من خارج نافذته؟ لا أعلم إن كان نام أم ليس بعد ولكن سأذهب وأرى
غيرت ثيابي بسرعة البرق وخرجت عبر النافذة...لحسن حظي أن غرفتي في الطابق الأرضي وإلا لكنت واجهت مشكلة
وصلت لمنزل جيهوب بحلول منتصف الليل وكان الجو هادئا في الحي والجميع نيام وهذا ما جعلني أشعر بالراحة أكثر كوني سأتجسس براحتي
في الحي الذي يعيش فيه رأيت سيارات الجيران مركونة بجانب بعضها في الموقف فدخلت بينها واختبأت حتى لا يراني أي أحد...رفعت رأسي لأعلى ونظرت لمنزله وكانت الأضواء ما تزال مُنارة وهذا يعني أنه لم ينم بعد
بقيت أراقب لفترة إلى أن لمحت جيهوب يمر عبر النافذة ويطفئ الأضواء وهذا يعني أنه سيخلد النوم الآن -جوميونغ(تفكر) :كم هو لطيف! أتمنى لو يمكنني الذهاب إليه وإخباره بذلك...ترى هل سيكرهني طوال حياته؟ لا أريد ذلك فهذا سيجعلني أموت
بينما أنا غائصة في التفكير سمعت صوت أقدام تقترب مني...أخفضت رأسي بسرعة واختبأت لأنني أعلم أنهم سيشكون بأمري إن رأوني في ذلك المكان وذلك الوقت
بعد لحظات لمحت من تحت السيارات أقدام رجل يركب سيارته فمت من الرعب...كل ما فعلته هو البقاء مختبئة وتمنيت أن لا يفكر في الالتفاف حول السيارات ويجدني
ظل في سيارته لفترة ثم حمل هاتفه وأجرى مكالمة هاتفية -الرجل:أين أنت؟ هل هي معك الآن؟ ممتاز...سآتي وآخذها منك وأتخلص منها لذا إياك أن تكتشف الشرطة أمرك...حسنا...سندفنها في المكان المعتاد حين ننتهي منها...حسنا
أغلق الخط وبقي في سيارته لفترة...لم أفهم بالضبط ما الذي تكلم عنه في الهاتف ولكن بدا لي أنه يتكلم عن جثة فتاة ما سيدفنها...لا أريد أن أفهم الأمور بشكل خاطئ لذلك سأصمت فحسب وأرى ما الذي سيحصل
ظل في سيارته لفترة ثم صار يغني بطريقة جعلتني أموت من الرعب -الرجل(يغني) :سأقتلك...سأقتلع عينيك...سأقص أطرافك وأصابعك...سأخلع رأسك عن كتفيك وأجعله زينة لغرفتي...هذا ما سأفعله بك قريبا
غناؤه جعلني أرتجف من الخوف...ظننت أنه يقصدني ويتعمد التلميح لي أنني فضحت لذلك التزمت الهدوء فحسب وأغلقت فمي بيدي رغم أنني أرتجف من شدة الرعب
بعد أن غنى لبعض الوقت شغل سيارته وغادر المكان فتنهدت براحة ورفعت رأسي أنظر حولي في ذلك الحي الفارغ...الأمر أصبح مرعبا أكثر مما ينبغي لذلك استوجب علي العودة للبيت فورا
عدت للمنزل وأنا أرتجف من الخوف...يبدو أنني لن أهرب بعد الآن فقد تعلمت درسي...أستحق هذا لأنني عصيت كلام والدي...تلك الليلة مرت علي كالكابوس لم أنم فيها مطلقا وفكرت كثيرا في الذي يستوجب علي فعله...هل أبلغ الشرطة وأخبرهم بكل شيء أم علي تناسي الأمر فحسب؟
في اليوم التالي أنهيت حصصي الجامعية وأول شيء فعلته هو الذهاب لرؤية جيهوب في متجره وطبعا رافقني السائق غصبا كما المرات الماضية...لكن للأسف هذه المرة وجدته مغلقا ولا أعرف أين أعثر عليه الآن -جوميونغ(تفكر) :هل أتصل به؟ هل أفعل؟ ربما سينزعج ويصرخ في وجهي مثل المرة الماضية...أنا قلقة جدا
نظرت لشاشة هاتفي للحظات ثم قررت أن أتصل وأتحمل عواقب ما يجري...بعد لحظات رد علي -جيهوب:ألو! -جوميونغ(بقلق) :أين أنت؟ -جيهوب:ها! من تكونين!؟ -جوميونغ:هان جوميونغ -جيهوب(بصدمة) :كيف حصلتِ على رقمي ها؟! -جوميونغ:هناك أمر طارئ علينا التكلم عنه...صدقني عليك الاستماع إلي فالموضوع خطير -جيهوب:لا أريد -جوميونغ:أرجوك...ليس الأمر اعتذارات تافهة وكعكا واعتراف حب...الأمر خطير ولا يمكنني مكالمتك عنه على الهاتف -جيهوب:حول ماذا بالضبط؟ -جوميونغ:قلت لك سنلتقي وسأخبرك -جيهوب:لا أريد -جوميونغ:أرجووووك أتوسل إليك...أنا أرتجف من الخوف الآن -جيهوب:عندما أجد وقتا سأتصل بك وأخبرك بقراري -جوميونغ:حسنا هذا أفضل من لا شيء
أغلق الخط ثم خلع بطارية هاتفه ووضعها جانبا وأكمل مشاهدته للفيلم هو وتاياتغ -تايانغ:حرام عليك -جيهوب:لا أريد إزعاجا فهو يوم عطلتي -تايانغ:ليت لدي فتاة مثلها تحبني وتلحق بي في كل مكان...وقتها لن أطلب من العالم أي شيء آخر -جيهوب:من الجميل أن تجد فتاة تحبك وتفهمك لكن ليس ابنة قاتل أبيك -تايانغ(بتململ) :عدنا مجددا لتلك القصة! كم مرة علي إخبارك أن لا ذنب لها في الموضوع ألا تفهم؟ -جيهوب:أظن أنه وقت الفيلم وليس الثرثرة -تايانغ:صحيح...شاهد فيلمك واصمت -جيهوب:أنت أيضا
انتظرت طوال اليوم أن تصلني مكالمة من جيهوب ولكنه لم يتصل ولم يبدِ أي اهتمام للموضوع الذي أردت إخباره عنه...حتى عندما عاودت الاتصال به وجدت هاتفه مغلقا وهذا جعلني أشعر بالإحباط -جوميونغ(بإحباط) :ما الحل؟ إنه لا يريد التواصل معي ولو بأي طريقة كانت...إنه يكرهني بشدة وهذا يجرح قلبي
ضربت على مكان قلبي بقبضتي عدة مرات لأنني حزينة ومحطمة ثم استسلمت وتمددت في فراشي لأنام...حل الظلام وحان وقت النوم والذهاب لعالم الأحلام إلا أنني لم أتمكن من النوم بل ظللت أفكر في جيهوب وذلك الرجل الغريب وكلامه عن الجثث وغنائه المرعب
فجأة خطرت على بالي فكرة وهي أن أذهب لمنزل جيهوب مثل ليلة أمس وأكلمه وجها لوجه وهكذا سأراه ويطمئن قلبي وأخبره بشأن الموضوع الذي أردت أخباره عنه
بكل حماس تسللت عبر النافذة مثل الأمس وتوجهت نحو منزله...رننت جرس الباب عدة مرات إلى أن فتح لي تايانغ وعندما رأى وجهي انصدم وتراجع للخلف -تايانغ(بصدمة) :هان جوميونغ! ما الذي تفعلينه هنا!؟ -جوميونغ(بتوتر) :جيهوب...أين جيهوب؟ أخبرني -تايانغ:ليس هنا...غادري -جوميونغ(بتوتر) :بل هو هنا...إلى أين قد يذهب في هذا الوقت؟ -تايانغ:ليس من الجيد أن يراك اليوم بالضبط...هيا غادري -جوميونغ(بصراخ) :اسمعني أرجوك...هناك قاتل طليق يحوم بالأرجاء
انصدم تايانغ مما سمعه ولكنه واصل النظر لي بعدم تصديق -تايانغ(بصدمة) :قاتل طليق! ما الذي تتكلمين عنه؟
قاطعنا جيهوب الذي خرج من غرفته بعد أن سمع الفوضى وحين رآني عبس بوجهه وتقدم مني -جيهوب(بحدة) :يبدو أنك لا تخجلين من نفسك ولا تكترثين لكرامتك -جوميونغ:بما أنك هنا لنتكلم
أغلقت الباب خلفي ودخلت وأنا مستعجلة ومتوترة من أن يتم طردي بشراسة من قِبل جيهوب -جوميونغ(بخوف) :أقسم لكما...لقد جئت البارحة لهذا الحي وبينما أنا مختبئة عند الموقف هناك مع كل تلك السيارات سمعت شخصا يتكلم عن جثة وخطف ودفن وكل ذلك الكلام الذي نراه في مسلسلات الرعب والقتل
لم يصدق أي منهما ما قلته فبقيا يرمقانني بنظرات صدمة واستغراب وكأنهما يظنانني مجنونة أو شيء من هذا القبيل -جوميونغ(بخوف) :أقسم لكما -جيهوب:كفي عن اختلاق الأكاذيب من أجل المجيء إلى هنا -جوميونغ:لاااا ليست كذبة...لقد رأيت وسمعت كل شيء بعيني وأذني...أقسم لكما -جيهوب:ومن كان هذا الشخص الذي تدعين أنه يدفن الجثث؟! -جوميونغ:لم أرَ وجهه -جيهوب:ولكنك قلتِ من البداية أنك رأيتِ...لماذا أقوالك متناقضة؟ -جوميونغ:بلى لقد قلت أنني رأيت ولكن ليس وجهه...كل ما رأيته هو قدماه من تحت وأيضا سيارته وهو يبتعد -جيهوب:ما نوع سيارته وكم رقم لوحتها؟ -جوميونغ(بتوتر) :أوووبس لا أذكر...آسفة حقا لكن لم أدقق بالأمر لأنني كنت مرعوبة لحد الموت -جيهوب(بحدة) :هذا يكفي...لقد أعطيناك وقتا كافيا للكلام ولم تفيدينا بشيء -جوميونغ(بحزن) :صدقاني أرجوكما فليس لدي سواكما لأخبرهما بذلك -جيهوب(بحدة) :لماذا تخبريننا نحن؟ أخبري الشرطة -جوميونغ(بحزن) :أود ذلك ولكن إن أخبرتهم فسيعرف أبي أنني هربت من المنزل ويعاقبني -جيهوب(بسخرية) :ياله من سبب مقنع!
عاد لغرفة نومه وأغلق الباب أما أنا فبقيت حزينة أنظر نحو باب الغرفة وبجانبي تايانغ الذي شعر بالشفقة علي -تايانغ:هل حقا رأيتِ ذلك؟ -جوميونغ(بحزن) :نعم...ومن يهتم؟ -تايانغ:أنا أهتم -جوميونغ:حقا!؟ -تايانغ:نعم...أنا شرطي...ربما يمكنني مساعدتك -جوميونغ(بحماس) :هل حقا ستصدقني وتساعدني؟ -تايانغ:طبعا...بكل تأكيد -جوميونغ(بحماس) :شكرا لك...شكرا
خرجنا للحي ونظرنا لكل سيارات الجيران المركونة في الموقف -تايانغ:ألا تذكرين أي شيء عن شكل السيارة؟ -جوميونغ:لا...كنت خائفة
نظر من حوله فرأى كاميرا مراقبة في أعلى عمود الإنارة -تايانغ:جيد...يمكننا الآن معرفة السيارة بسهولة
تسلق عمود الإنارة وألقى نظرة على كاميرا المراقبة ولكنه صدم حين عرف أنها لا تعمل -تايانغ:معطلة! كيف تعطلت ولم ينتبه لها أحد؟! -جوميونغ(بتجهم) :هذا ما كان ينقصنا -تايانغ:ربما عطلها أحد متعمدا! -جوميونغ:هذا احتمال وارد...وربما هو نفس الشخص الذي قام بالجريمة التي تكلمت عنها -تايانغ:ألا تذكرين أي معلومات قد تفيدنا؟ ولا حتى اسمه أو اسم الشخص الذي يكلمه على الهاتف؟ -جوميونغ:لا للأسف...لم يذكر أي شيء كهذا -تايانغ:ماذا عن نبرة صوته؟ هل تتذكرينها؟ -جوميونغ:أووو لا...نسيتها للأسف -تايانغ:لا تهتمي...لننسى الموضوع -جوميونغ:كيف ننساه فهو قاتل طليق هنا في الحي؟ -تايانغ:ليس شرطا أن يكون من هذا الحي فهناك أشخاص من الأحياء المجاورة يركنون سيارتهم هنا حين لا تتوفر لديهم مواقف...وأيضا هناك أقارب الجيران ومعارفهم الذين يأتون لزيارتهم -جوميونغ:إذًا فقد تعقد الموضوع أكثر -تايانغ:لا بد أن يظهر الفاعل مرة أخرى لذا لا تقلقي -جوميونغ:شكرا جزيلا لك لأنك صدقتني -تايانغ:لا عليك...أعلم أنك لن تستفيدي شيئا من كذبك في موضوع كهذا -جوميونغ(بسعادة) :شكرا لك...حقا شكرا جزيلا -تايانغ:أيمكنني الحصول على رقمك في حال احتاج أحدنا الآخر؟ -جوميونغ:طبعا
أعطيته رقمي ثم عدت للمنزل ونمت تلك الليلة...رغم أن الأمور تعقدت أكثر من جهة جيهوب لكنني لن أتوقف حتى أصححها وأجعله يرضى عني...وأيضا سأجد ذلك المجرم مهما كلفني الأمر
عدل سابقا من قبل بثينة علي في السبت يناير 20, 2024 2:28 pm عدل 1 مرات
بثينة علي يعجبه هذا الموضوع
بثينة علي Admin
المساهمات : 1314 تاريخ التسجيل : 27/05/2021 العمر : 27
موضوع: رد: رِوَايَة خَاطِف قَلْبِي!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) الجمعة مارس 04, 2022 11:43 pm
رواية خاطف قلبي : الفصل التاسع
بينما تايانغ وجيهوب يتناولان فطورهما معا حمل تايانغ هاتفه وأجرى مكالمة -تايانغ:نعم؟ حادثة اختفاء أخرى! من بالضبط؟ فتاة في العشرين من عمرها! حسنا سآتي فورا...شكرا لك
أغلق الخط ثم أسرع لارتداء ملابس الشرطة الخاصة به دون إكمال فطوره...هذا الأمر جعل جيهوب يشعر بالفضول لمعرفة القصة -جيهوب:ماذا هناك؟ -تايانغ:عندي مهمة طارئة -جيهوب:أي مهمة؟ -تايانغ:خاصة بعملي -جيهوب:ألن تخبرني ما هي؟ -تايانغ:حقا تريد أن تعرف! -جيهوب:نعم...فجأة شعرت بالفضول -تايانغ:لكنك لم تسألني من قبل عن عملي -جيهوب:هل ستخبرني أم سنبقى هكذا؟ -تايانغ:لقد تم خطف فتاة أخرى ولا أحد يعلم كيف وإلى أين تم أخذها -جيهوب:أخرى! أتقصد أنكم واجهتم حالات خطف من قبل؟ -تايانغ:بلى...بمعدل فتاة كل ثلاث أشهر...لكن الغريب في الموضوع أن كل تلك الفتيات اللواتي يتم خطفهن لم يتم العثور لا عليهن ولا على جثثهن -جيهوب:الخاطف بارع...على عكسي -تايانغ:لا تقارن نفسك به فأنت أطهر وأشرف منه -جيهوب:ترى لماذا يخطف أولئك الفتيات؟ -تايانغ:لا أحد يعلم...أخبرتك أن كل التفاصيل ما تزال مجهولة حتى الآن ولذلك علي الذهاب من أجل المساعدة في التحقيقات -جيهوب:بالتوفيق إذًا
بينما يرتدي حذاءه ويستعد للمغادرة نظر لجيهوب وهو يفكر -تايانغ:أتظن أن هناك علاقة بين حوادث الخطف وبين ما قالته جوميونغ؟ -جيهوب:تلك الفتاة تخرف -تايانغ:جديا...لقد فكرت بالموضوع وأظن أن هناك رابطا بينهما -جيهوب:انقلع لعملك واصمت
غادر تايانغ المنزل وبقي جيهوب يتناول فطوره وبعد أن أكمله غير ثيابه وخرج لممارسة الرياضة في الحي...أثناء طريقه التقى بالعم كيول الذي كان ينحت قطعة خشبية أمام منزله -جيهوب:صباح الخير عم كيول -العم كيول:أهلا بني -جيهوب:هل تقوم بنحت مجسم جديد؟ -العم كيول:نعم...هذه المرة سأجعله مجسما مميزا -جيهوب:أرني
حمل جيهوب المجسم وتمعن فيه فأعجب به كثيرا رغم أنه لم يكتمل بعد -جيهوب:واااو! ما كل هذه التفاصيل الساحرة والدقيقة! أتمنى لو كنت بارعا مثلك في النحت -العم كيول:هههههه لتتقن النحت مثلي تحتاج 30 سنة كاملة -جيهوب:هذا كثير! -العم كيول:لكن بدل ذلك سأهديك إياه -جيهوب:ولكنه مميز وأنت تعبت عليه كثيرا -العم كيول:نعم ولأنني أعتبرك كابني -جيهوب(بابتسامة) :هذا شرف عظيم لي -العم كيول:ممتاز...الآن هيا اذهب وواصل ممارستك للرياضة وأنا سأكمله وأهديك إياه بحلول المساء -جيهوب:شكرا جزيلا
واصل جيهوب الركض في الحي والجو شبه مغيم والأشجار الصفراء بسبب فصل الخريف تزين جوانب الطريق وتمنح المنظر لونا ساحرا...أثناء مروره بالطريق لاحظ شيئا غريبا وغير مألوف...هناك قطرات دم صغيرة بالكاد تظهر على الأرض
هذا الأمر جعله يشعر بالريبة ويتذكر الكلام الذي أخبرتُه عنه والذي يخص المجرم...خاصة بعد ما قاله تايانغ فهو يثق بصديقه أكثر مني ويستمع لكلامه
رغم ذلك الدليل الواضح إلا أنه فضل تجاهل الأمر وحاول اختلاق أعذار يفسر بها بقع الدم الغريبة -جيهوب(يفكر) :ربما جرح أحدهم بالخطأ وتساقطت قطرات دمائه على الأرض...من يدري؟ العالم مليء بالصدف العجيبة
كان سيعود للركض مجددا إلا أنه نظر خلفه فرأى قطرات الدم ما تزال مستمرة لتشكل خطا...لم يكن يريد التدخل في الموضوع ولكن فضوله قاده لتتبعها إلى أن وصلت به لنفس موقف السيارات الذي كنت أختبئ فيه حين سمعت ذلك المجرم يتكلم على الهاتف -جيهوب(يفكر) :صدفة...إنها مجرد صدفة...بالتأكيد تأذى أحد الجيران وبقي ينزف ببطء إلى أن ركب سيارته وذهب للمستشفى...لا تفسير آخر لذلك
الأمور لم تكن مبشرة بالخير في جامعتنا أيضا فقد كان الجميع يتكلمون عن حادثة الخطف...وبينما أنا جالسة مع كيوكي كانت تتصفح الإنترنت ووجهها أصفر من الخوف -كيوكي(بخوف) :لماذا يقومون باختطاف الفتيات كل ثلاث أشهر؟ هل سأقع بين يديهم يا ترى؟ -جوميونغ:ما هذا الكلام؟! بالتأكيد لن يقترب منك أحد ما دمتِ بعيدة عن المشاكل -كيوكي:هذا يذكرني بمقلبك السخيف الذي كدتِ أن تقتلينا بسكتة قلبية بسببه -جوميونغ(بانزعاج) :انسيه -كيوكي:أنا قلقة من أن يأتي الدور علي...ذلك الخاطف يظهر تقريبا كل ثلاث أشهر ويخطف فتاة ومن يومها لا يتم إيجاد أي أثر لها -جوميونغ:هذا مؤسف...لذلك عليك أخذ حذرك وعدم البقاء خارجا لوقت متأخر
بعد أن انتظرنا قدوم الأستاذ المحاضر تم إخبارنا أنه لن يأتي اليوم بسبب ظروفه الخاصة لذلك خرجنا من المدرج وتوجهنا نحو حديقة الجامعة لنتحدث وننتظر المحاضرة التي بعدها
من بعيد رأيت كانغ داي يجلس مع رفاقه ويتكلمون فتجاهلت أمره ولكنه جاء عندي أنا وكيوكي وتكلم معنا -كانغ داي:مرحبا بنات...كيف حالكما؟ -جوميونغ(ببرود) :بخير -كيوكي:أهلا بك...لم أرك تأتي للمحاضرات منذ زمن فأين كنت؟ -كانغ داي:مسافر -كيوكي:ااااه جيد
تكلمت كيوكي معه لفترة قصيرة أما أنا اكتفيت بالبقاء صامتة أستمع لحديثهما إلى أن نظر لي -كانغ داي:لقد سمعت عن حوادث الخطف التي تحصل مؤخرا لذا خذا حذركما...هذا كل ما أردت قوله
نظرت له بنظرة حادة وعبست بوجهي ففهم ما أود قوله دون كلام -كانغ داي:سأغادر...اعتنيا بنفسيكما
غادر فشعرت بالراحة أما كيوكي فوضعت يدها على خدها وابتسمت -كيوكي:معجب بك! -جوميونغ:لا أظن -كيوكي:لا بالفعل هو معجب بك...لقد جاء ليطمئن عليك بطريقة غير مباشرة -جوميونغ(بهمس) :لو تعرفين أنه كان ينوي قتلي لما قلتِ هذا الكلام -كيوكي:ماذا قلتِ؟ -جوميونغ:لا شيء -كيوكي:جديا...لا أفهم لماذا أنتِ وكانغ داي باردان تجاه بعضكما...لماذا لا تخرجان معا فحسب؟ -جوميونغ:تعلمين أن قلبي مع شخص آخر الآن -كيوكي:تقصدين المدعو جيهوب؟ -جوميونغ:بلى...ناديه خاطف قلبي بدل جيهوب -كيوكي:ألن تعرفيني على خاطف قلبك هذا؟ -جوميونغ:سأفعل...اصبري حتى يوافق على مواعدتي فحسب وبعدها سأجعلكما تتقابلان -كيوكي:حسنا
تجولت أنا وكيوكي في الجامعة إلى أن رأينا في أحد اللوحات الإعلانية إعلانا يتكلم عن رحلة لأحد المناطق السياحية في سيؤول -جوميونغ:واااااو! لا بد أن أستغل هذه الفرصة وأخبر والداي أن يسمحا لي بالذهاب -كيوكي:هل سيفعلان؟ -جوميونغ:سأحاول إقناعهما رغم أنني لن أذهب فعليا -كيوكي(باستغراب) :ها؟! كيف تريدين التسجيل من دون أن تذهبي؟ -جوميونغ:إليك الخطة...سأقنعهما بالذهاب لكن بدل تضييع وقتي في الرحلة سأذهب لرؤية جيهوب -كيوكي:آاااه...فهمت
في المساء جلس جيهوب في منزله إلى أن سمع جرس الباب يرن فذهب وفتحه ووجد العم كيول ومعه المجسم الذي نحته بيديه -العم كيول:انتهيت منه...ما رأيك؟ -جيهوب:واااااو! إنه مذهل!
أمسكه ونظر له عن قرب فنال إعجابه بشدة ثم ذهب ووضعه على رف الخزانة في غرفة المعيشة -جيهوب:ملائم للديكور...شكرا لك -العم كيول:العفو بني...هل تحتاج شيئا؟ -جيهوب:ممممم الحقيقة لا...لكنني محتار في موضوع ما وأريد نصيحتك -العم كيول:ما هو؟ -جيهوب:الحقيقة...
كان سيخبره بشأن قطرات الدم التي رآها والكلام الذي قلته له عن المجرم الطليق ولكنه شعر بأن الأمور قد تتأزم وتتعقد أكثر خاصة أن العم كيول شخص حساس ويعاني مرض السكري لذا قد يقلق وتتدهور صحته -جيهوب:أردت فقط أن أدعوك على كوب شاي...هلَّا تفضلت؟ -العم كيول:طبعا...أنا من عشاق الشاي -جيهوب:سأعده فورا
في النهاية فضل تجاهل الأمر والمضي قدما فليس من الضروري أن يتدخل في هذه الأمور حتى لو كانت حقيقية
عدت للبيت بعد الانتهاء من محاضراتي الجامعية فوجدت عائلتي يشربون قهوتهم المسائية وبجانبهم وونهو يلعب بهاتفه -جوميونغ:لقد عدت -الأب:تعالي فأنا أحتاجك
جلست بجانب أبي وسكبت لي أمي كوب قهوة -الأب:لقد سمعتِ بقصة الاختطاف الأخيرة التي حصلت صحيح؟ -جوميونغ:بلى -الأب:لهذا السبب بالذات أنا خائف عليك -جوميونغ:لا داعي للمبالغة فأنا بخير -الأب:أنتِ الآن بخير ولكن من يدري فربما بلمح البصر يتم اختطافك ولن نراك بعدها -جوميونغ(بانزعاج) :أيعني هذا أنك ستبقيني تحت الحراسة لبقية حياتي؟ -الأب:بلى -جوميونغ(بانزعاج) :ولكنني بخير...أولئك اللواتي تم اختطافهن هن فتيات لا يلتزمن بقوانين السلامة ويخرجن حتى في الليل ولكن أنا لا أفعل ذلك -الأب:الاحتياط واجب
تنهدت بعمق ثم أبعدت كوب القهوة عني بانزعاج -جوميونغ(ببرود) :لقد أقامت جامعتي رحلة ترفيهية وأريد المشاركة -الأب:لك ذلك ولكن السائق سيرافقك -جوميونغ(بحدة) :لماذا عليه أن يرافقني وأنا وسط عشرات الناس؟ -الأب:لا أحد يعلم ما الذي قد يحصل -جوميونغ(بحدة) :هذا كثير...أنا فتاة شابة وأحتاج حرية وخصوصية ولكنك تخنقني هكذا...ما بالك أبي؟ هذا ليس اهتماما بل سجنا مؤبدا -الأم:لماذا ترفعين صوتك على والدك؟ -جوميونغ(بحدة) :لأنني ذقت ذرعا منه...اتركوني بحالي...أريد أن أعود لحياتي الطبيعية...
قبل أن أنهي كلامي تغيرت نبرة صوتي وبدأت بالبكاء فركضت نحو غرفتي...شعرت والدتي بالذنب لما يحصل ولكنها لم تعرف كيف تعالج الأمور -الأم(بحزن) :هل نحن نخنقها حقا؟ -وونهو:بلى أنتما كذلك -الأب:هذا لمصلحتها -الأم(بحزن) :ربما بالغنا قليلا -الأب:وماذا أفعل برأيك؟ هل أتركها تضيع من بين يداي ثم أبقى نادما لما تبقى من عمري وأنا أتمنى لو حميتها؟ -الأم(بحزن) :في النهاية هي شابة وتحتاج الخصوصية -الأب:أتفهم ذلك لكن يتوجب علي حمايتها -وونهو:الحمد لله أنني ولد...لو كنتُ فتاة لحبستماني مثلها -الأب:ربما سأضع شخصا يحرسك لكي لا تدخن خلف ظهرنا -وونهو:لاااا أقسم لك لم أعد أدخن...حصل ذلك مرة واحدة وانتهى -الأب:كررها إن أردت أن أربطك من رجليك وأعلقك في السقف -وونهو(بتجهم) :حاضر -الأم(بحزن) :ماذا عن جوميونغ؟ هل سنتركها هكذا مكسورة الخاطر؟ -الأب:سأكلمها وأشرح لها الوضع بهدوء
لحق بي أبي لغرفتي وطرق الباب بهدوء لكنني لم أرد عليه لذلك دخل مباشرة فوجدني نائمة في سريري ومغطاة بالغطاء أبكي في صمت...اقترب مني وجلس بجانبي على السرير وربت على ظهري عدة مرات -الأب:منذ زمن لم أقم بالتربيت عليك وأنتِ نائمة...أتذكر أنك في صغرك تحبين ذلك وتنامين بعد أن أفعله لك كل ليلة
بسبب كلامه المؤثر مسحت دموعي ونزعت الغطاء عن رأسي -جوميونغ(بحشرجة) :أخيرا اكتشفت ذلك -الأب:يمكنني فعله إن أردتِ -جوميونغ(بحشرجة) :لا حاجة فقد كبرت وأجيد النوم بنفسي -الأب:أنا آسف لكوني أبا سيئا -جوميونغ(بحشرجة) :لا تقل ذلك...أنت أب رائع والجميع يتمنون واحدا مثلك -الأب:لقد قلتِ أنني أضغط عليك كثيرا -جوميونغ(بحشرجة) :هذا صحيح...أعلم انك قلق لكنك تبالغ -الأب:لا أريدك أن تتأذي مجددا
هدأت أخيرا بعد أن أدركت أنه يحاول الوصول للصلح معي -جوميونغ:سيكون معنا مرافقون إضافة لأن المكان الذي سنذهب إليه مزدحم وفرص الخطف فيه معدومة -الأب:هل تعدينني أن تهتمي بنفسك إن تركتك تذهبين وحدك؟
نهضت من فراشي ونظرت له وأنا أبتسم -جوميونغ(بسعادة) :ستسمح لي بالذهاب؟ -الأب:إن وعدتني بأن تعتني بنفسك -جوميونغ(بسعادة) :أعدك -الأب:موافق
انفجرت من السعادة وعانقته بحرارة -جوميونغ(بحماس) :شكرا أبي...شكرا شكرا شكرا...أنت أفضل أب في العالم -الأب:هههههه كل ما أريده هو سعادتك
في الغد كذبت على أبي وأخبرته أنني سجلت في الرحلة التي أخبرته عنها لكن في الحقيقة لم يكن يهمني أمرها أساسا لأنني في ذلك اليوم سأستغل الفرصة وأقضي الوقت مع جيهوب
في تلك الليلة جلست مع أفراد عائلتي على مائدة العشاء...والداي مشغولان بالأكل والكلام وأخي وونهو يأكل دون توقف أما أنا فتارة عيني على الطعام وتارة أستمع لكلام والداي -جوميونغ:أبي...سأذهب للتسوق غدا مع كيوكي -الأب:حظا موفقا...معك المال أم أعطيك؟ -جوميونغ:الحقيقة ليس المال ما أحتاجه...هلَّا تركتني أذهب بمفردي؟ -الأب(بانزعاج) :لماذا؟ هل لأنني تراخيت معك قليلا صرتِ تظنين أنني نسيت قصة الاختطاف؟ -جوميونغ(بحزن) :ليس كذلك...لكن كما تعلم سنذهب للمجمع التجاري وهناك الكثير من الناس -الأب:في أي ساعة ستعودان؟ -جوميونغ:لن نتأخر أعدك...سنعود قبل العاشرة -الأب:مرفوض -جوميونغ:الثامنة -الأب:مممممم -جوميونغ:السادسة؟ -الأب:موافق...عودي قبل حلول الظلام -جوميونغ(بحماس) :حااااضر أبي
يوم الغد كان يوما مميزا بالنسبة لي...ذلك اليوم هو يوم الحرية...لن أذهب للصفوف الجامعية وسأخبر أبي بكل بساطة أنني سأتسوق مع كيوكي
أوصلني سائقي لباب الجامعة ثم غادر بعد أن سمع أوامر أبي بتركي لحالي ذلك اليوم...دخلت الجامعة وأول ما فعلته هو أنني ذهبت لتغيير ملابسي ووضعت تبرجا جذابا وجعلت من نفسي فتاة جذابة للغاية
بعد أن انتهيت أرسلت رسالة لكيوكي أخبرتها فيها أنني لن أحضر المحاضرات وبأن تكذب على أهلي في حال سألوها عني وتخبرهم أنني معها في المجمع التجاري وطبعا لأنها صديقة وفية لم ترفض طلبي
بقيت الخطوة الأخيرة وهي التوجه نحو منزل جيهوب ومقابلته...وبالفعل ذهبت هناك ووقفت عند باب منزله ولكن قبل أن أدخل رششت على نفسي زجاجة كاملة من العطر حتى ينجذب لرائحتي
تنهدت بعمق ثم طرقت الباب وعلى وجهي ابتسامة عريضة وبعد دقائق فتح لي وهو ما يزال يغسل أسنانه والرغوة تخرج من فمه...عندما رآني ابتلع كل الرغوة وأخرج الفرشات من فمه وحدق بي بصدمة -جوميونغ:صباح الخير -جيهوب:أي خير بعد أن رأيتك -جوميونغ:أعلم أنني أزعجك كثيرا هذه الأيام ولكن كل هذا لكي تعجب بي -جيهوب:لا تتعبي نفسك فلن أعجب بك مهما حصل -جوميونغ:أيمكنني دخول بيتك؟ -جيهوب:لا
تجاهلت كلامه ودخلت بسرعة وخفة -جيهوب(بصراخ) :ياااا قلت لك ممنوع الدخول
أغلقت الباب خلفي ووقفت في وسط البيت والتوتر يكاد يهلكني...لكنني تظاهرت بالقوة فقط لكسب قلبه -جوميونغ:أحبك
فتح فمه من الصدمة وظل محدقا بي -جوميونغ:هل تسمع؟ أحبك -جيهوب:كفي عن قولها فهي تجعل جسدي يشمئز -جوميونغ:أحبك...أحبك...أحبك
أغلق أذنيه وهرب مسرعا لغرفته لكنني لحقت به وأنا أردد تلك الكلمة مرارا وتكرارا -جوميونغ:أتَذْكر اليوم الذي قبلتني فيه؟ أريد أن يتكرر الأمر -جيهوب(بصراخ) :كنت أنوي التحرش بك أيتها المجنونة -جوميونغ:افعلها الآن إذًا
مجددا فتح عينيه من الصدمة...استغليت لحظة صدمته واقتربت منه بهدوء إلى أن وضعت ذراعاي حول رقبته ووقفت على رؤوس أصابعي وطبعت قبلة على خده الأيمن...لم يبدِ أي ردة فعل فقد أحسست أنه بدأ يستسلم لي لذلك طبعت قبلة هادئة أخرى على خده الأيسر...بقي نظري معلقا على شفتيه للحظات وما إن كدت أرفع جسدي وأقبله حتى رفع رأسه لأعلى فابتعدت شفاهه عني -جيهوب(ببرود) :ما الذي تريدين أن نصل إليه من ذلك؟ -جوميونغ:إلى حب متبادل -جيهوب(ببرود) :كيف يعقل أن تبني علاقة حب متبادل بينك وبين شخص حاول قتلك؟! -جوميونغ:لأنني أحبك وأرغب بك بشدة -جيهوب(ببرود) :أنا عدوك...ليس من المفروض أن تحبيني -جوميونغ:ليت كل أعدائي مثلك...أريدك أن تخطفني مجددا لأراك كل يوم -جيهوب(ببرود) :أما من طريقة لتتركيني وشأني؟ -جوميونغ:أبدا -جيهوب:حتى إن فعلت ما تريدين وقبَّلتك؟
فجأة ضاع مني الكلام وتشوش ذهني...هل قال أنه سيقبلني للتو؟ ترى هل سيفعل؟
صمتت واكتفيت بالتحديق به إلى أن شدني من كتفاي وحاصرني للحائط...وقتها كان قلبي ينبض بسرعة كبيرة وشعرت بالحرارة ترتفع في كل جسمي...خاصة حينما وضع وجهه على وجهي وتلامست أنوفنا فتمكنت من الإحساس بأنفاسه الساخنة ترتطم بوجهي الذي احمر من شدة الخجل -جيهوب:مازلتِ مصرة على جعلي حبيبك؟
أومأت برأسي أنْ نعم وأنا أتنفس باضطراب شديد...هذا جعله يمرر سبابته على وجهي ببطء مما بث القشعريرة في جسدي إلى أن وصل لشفتاي فلمسهما برفق
أغمضت عيناي بهدوء وأنا أنتظر منه أن يبدي المزيد من التقدم وبالفعل قرب شفاهه من شفاهي لتتلاحم كلاهما في قبلة أسطورة وعميقة للغاية...كما لو أنني صعقت بصعقة كهربائية فقد ارتعش كل جسمي وصرت أطلب المزيد والمزيد دون توقف...لم أكن أريد لتلك اللحظة أن تنتهي أبدا لذلك لففت ذراعي حول رقبته وقيدته بهما حتى لا يتوقف ويتركني أعاني لوحدي...وكلما تعمقنا في القبلة أكثر أحسست أنني سأفقد الوعي من المشاعر المتضاربة التي تعتريني
توقف عن تقبيلي وأبعد ذراعاي عنه بهدوء ثم وقف يحدق بي -جيهوب:هذا لكي أثبت لك أنني شخص نبيل ولا يتجاوز الحدود مع الآنسات المجنونات...والآن بعد أن حصلتِ على قبلتك غادري
غادر الغرفة وتركني ما أزال أحاول استرجاع وعيي الذي غاب عني لفترة...بمجرد قبلة استطاع أن يحولني إلى جسد بلا روح...الآن ما الذي يستوجب علي فعله؟
احتجت فترة لأعود لوعيي فخرجت من غرفته لأجده قد تجهز للمغادرة -جوميونغ:هل ستذهب للعمل؟ -جيهوب:بلى -جوميونغ:سأرافقك -جيهوب:لا حاجة لذلك...فقط امضي في طريقك وتجاهليني -جوميونغ:أنا حقا أحبك فلماذا لا تصدقني؟
تجاهلني ثم فتح لي باب المنزل -جيهوب:هيا...سأغادر على كل حال فلا فائدة من بقائك -جوميونغ(بابتسامة) :إن كنت سأغادر معك فلا مانع لدي
عدل سابقا من قبل بثينة علي في السبت يناير 20, 2024 2:30 pm عدل 2 مرات
بثينة علي يعجبه هذا الموضوع
بثينة علي Admin
المساهمات : 1314 تاريخ التسجيل : 27/05/2021 العمر : 27
خرجت أنا وجيهوب من منزله وسرنا في الحي الذي يعيش فيه...أثناء طريقنا رآني الجيران معه فحدقوا بي باستغراب والبعض منهم يهمس للبعض الآخر عني...هذا أمر طبيعي فالملابس التي أرتديها الآن مبالغ فيها
انزعج جيهوب من الموضوع فخلع سترته وألبسني إياها وكانت هذه اللقطة رومنسية ومؤثرة جدا منه -جوميونغ(بسعادة) :شكرا جزيلا لك -جيهوب:المرة القادمة ارتدي ملابس أقل بهرجة حين تودين لقائي -جوميونغ(بخبث) :أيعني هذا أنك تريد لقائي مجددا؟ -جيهوب:حتى ولو قلت لا فستبقين تظهرين في حياتي -جوميونغ:معك حق...لن أتركك ما دمت أستطيع -جيهوب(بانزعاج) :علي التحمل فأنا من جنيت ذلك على نفسي
من بعيد رأينا العم كيول يجلس بجانب بيته فألقى علينا التحية من بعيد -جيهوب:هذا هو العم كيول...إنه عزيز على قلبي أكثر مما تتخيلين...تماما مثل والدي الذي خسرته بسبب والدك -جوميونغ(بحزن) :آسفة -جيهوب:ماذا سينفع التأسف فوالدي قد رحل وانتهى -جوميونغ(بحزن) :أعلم...لكن ليس لدي خيار سوى التأسف لك
وصلنا لموقف السيارات فركبت أنا وجيهوب سيارته وانطلقنا لعمله...أما العم كيول فقد كان يراقبني من بعيد قبل أن نغادر ونظراته لا تبشر بالخير -العم كيول(يفكر) :جميلة جدا
ذهبنا لمتجر المجوهرات الذي يعمل فيه جيهوب وفتحناه...جلس هو على منضدة البيع وأنا جلست بجانبه أنظر له بحب وإعجاب مما أزعجه -جيهوب:ألن تغادري؟ -جوميونغ:ليس لدي أي شيء أفعله -جيهوب:جامعتك -جوميونغ:غبت عنها -جيهوب:عملك -جوميونغ:لا أعمل -جيهوب:اذهبي للتسوق إذًا أو لفعل أي شيء -جوميونغ:لا رغبة لي...كما أنه يوم واحد تخلصت فيه من رقابة أبي فعلي استغلاله في البقاء معك وإشباع غليلي
فجأة ابتسم بلطف وأنزل رأسه...أول مرة أراه يبتسم بسببي وهذا يبشر بالخير -جيهوب(بابتسامة) :إذًا أنتِ مصرة على جعلي أقع بحبك -جوميونغ:بالتأكيد -جيهوب:قد تنجحين يوما ما -جوميونغ(بحماس) :هل يعني هذا أنك غيرت رأيك وتريد إعطائي فرصة؟ -جيهوب:لم أقل ذلك...أنا فقط أختبر صبرك -جوميونغ(بتجهم) :ييي اللعنة...للحظة ظننت أنني حصلت على فرصة
وضعت يدي على خدي وعكفت شفاهي مثلما يفعل الأطفال الصغار حين يغضبون...هذا المشهد جعله يبتسم باستمرار كما لو أنه نسي قصة الانتقام نهائيا
في مكان آخر...أمام الجامعة كان وونهو يتجول باحثا عن واحد من أصدقائه إلى أن لمح كيوكي تخرج من البوابة الرئيسية بمفردها وهذا ما جعله يستغرب ويلحق بها -وونهو(بصراخ) :نونا كيوكي!
استدارت نحوه وحين تعرفت عليه أكملت طريقها متظاهرة أنها لم ترَ شيئا إلا أنه ركض بسرعة وسبقها ووقف في طريقها -وونهو:نونا...كنت أناديك...ألم تسمعيني؟ -كيوكي(بتوتر) :آه وونهو هذا أنت! لم أسمعك آسفة -وونهو:أليس من المفروض أنك في المركز التجاري مع جوميونغ تتسوقان؟ -كيوكي(بتوتر) :آاااه بلى...لقد كنا هناك...أعني لقد تسوقنا وانتهى -وونهو:أين جوميونغ؟ -كيوكي(بتوتر) :أووو نعم جوميونغ...تركتها في الجامعة فلديها مشروع -وونهو:لم تذكر لنا شيئا كهذا من قبل! -كيوكي(بتوتر) :ولماذا تذكره لك فأنت طالب في الثانوية ولن تفهم الأمور المتعلقة بالقانون -وونهو:فهمت...سأتصل بها ونعود للبيت معا -كيوكي(بتوتر) :لا...لا تفعل -وونهو:على مهلك...إنها أختي
حمل الهاتف واتصل بي ولم تستطع كيوكي إيقافه لأنها وسط الشارع...وقتها كنت جالسة بجانب جيهوب إلى أن وردتني المكالمة -جوميونغ:ألو...نعم أخي؟ -وونهو:أين أنتِ؟ -جوميونغ:أتسوق مع كيوكي -وونهو:متأكدة؟ -جوميونغ:طبعا -وونهو(بسخرية) :معقول أن كيوكي التي تقف أمامي الآن آلية!
تجمدت مكاني من الصدمة وضاع مني الكلام -وونهو:سنتحاسب حين تعودين للبيت -جوميونغ(بتوتر) :م م م ما الذي ستفعله؟ أنت لن تخبر أبي صحيح؟ -وونهو:هذا لأجل فضيحة التدخين -جوميونغ(بتوتر) :آسفة أخي...آسفة...لن أكتب عنك شيئا في مذكرتي مجددا أعدك -وونهو:قلت سنتفاهم حين تعودين للمنزل...سلام
أغلق الخط وبقيت أضع الهاتف على أذني وأحدق في الفراغ بصمت -جيهوب:يبدو أن أحدهم في مشكلة -جوميونغ(بقلق) :فعلا...وونهو سيبيعني لأبي...ربما علي الذهاب الآن -جيهوب:رافقتك السلامة
نزعت معطفه ووضعته جانبا ثم توجهت نحو الباب لأغادر ووقفت ونظرت خلفي...لم يبدِ أي ردة فعل لرحيلي ولا حتى نظر إلي...أعلم أن العلاقة بيننا لم تتحسن بعد لذا سأعطيه المزيد من الوقت لعله يقبل بي
غيرت ثيابي من الثياب الأنيقة إلى ثياب الدراسة العادية والتي هي عبارة عن سروال جينز وقميص خريفي وحذاء رياضي وعدت للمنزل متظاهرة أن لا شيء حصل على الإطلاق -الأم:عدتِ قبل الوقت المحدد! هذه معجزة -جوميونغ(بتوتر) :لم أجد ما أفعله -الأم:كيف قضيتِ يومك؟ -جوميونغ(بتوتر) :جيد -الأم:ألن تريني ما اشتريتِ؟
عرفت أنني ارتكبت خطأ فادحا سيكشفني فمن هذا الذي يتسوق طوال الصباح ولا يشتري معه شيئا -جوميونغ(بتوتر) :آه...لم يعجبني شيء بسبب مزاجي المتقلب لذلك عدت بسرعة -الأم:سلامتك -جوميونغ(بتوتر) :سأعود لغرفتي
بعد أن عاد وونهو للمنزل جاء لغرفتي وظل يبتسم بخبث -وونهو:لن أنسى لك فضيحة التدخين مهما حييت -جوميونغ(بتوسل) :أووو أخي أرجوك...تعلم أنني لم أقصد فضحك -وونهو:ربما قصدتِ -جوميونغ:لاااا أقسم أنني لم أفعل -وونهو:سأسامحك بمقابل -جوميونغ:ما هو؟ -وونهو:عليك إقناع والدي بالسماح لي أن أعيش مستقلا -جوميونغ(باستغراب) :لكنك مراهق في السادسة عشرة! -وونهو:أنا كبير وأجيد الاعتماد على نفسي -جوميونغ(بانزعاج) :مستغل -وونهو:هل اتفقنا؟ -جوميونغ:ليس لدي خيار آخر ولكن ماذا لو لم أنجح؟ -وونهو:عليك أن تنجحي غصبا عنك وإلا سأخبره بكذبك عليه اليوم -جوميونغ(بتجهم) :تبا لك -وونهو:حظا موفقا...ستحتاجينه -جوميونغ(بهمس) :احتفظ بتمنياتك لنفسك
انتظرت أبي حتى عاد ثم ذهبت إليه لمكتبه فوجدته يقلب الأوراق والملفات التي على الرفوف -جوميونغ(بابتسامة) :طاب يومك أبي -الأب:طاب يومك بنيتي -جوميونغ:هل أنت مشغول؟ أحتاج الكلام معك في موضوع ما -الأب:إن كان موضوعا بسيطا فتفضلي -جوميونغ:إنه بشأن وونهو -الأب:قولي له أنني لن أسمح له بالعيش مستقلا ولو جاء رئيس كوريا شخصيا وترجاني...نقطة انتهى النقاش -جوميونغ(بصدمة) :واااو! كيف عرفت أنني سأقول ذلك؟ -الأب:لأنه أرسل والدتك قبلك وأرسل سكرتيري أيضا والخادمة -جوميونغ:ههههه يبدو مصرا على ما يفعله -الأب:لو وجدته مسؤولا لما منعته...ولكنه متهور وغبي وساذج ولا يمكنني الاطمئنان عليه -جوميونغ:ماذا عني؟ هل ستسمح لي يوما ما بالاستقلال بمنزلي الخاص؟
رمقني بنظرة حادة عرفت فيها أنه ما من أمل...أصلا هو حاليا يحرسني من كل الجهات ولا يسمح لي حتى بالخروج للتسوق بمفردي فما بالك بالسماح لي بالعيش مستقلة عنه -الأب:وونهو تعلم التدخين تحت رقابتي وإذا غبت فقد يتعلم تعاطي المخدرات...أما أنتِ فتعلمين كل العلم أنني لن أسمح لك بالاستقلالية عني حتى ولو كنتِ في السن القانونية لذلك -جوميونغ(بإحباط) :فهمت...على كل حال لم أتوقع موافقتك
خرجت من مكتبه محبطة فوجدت وونهو ينتظرني أسفل الدرج وحينما رأى ملامح وجهي عرف أنني لم أنجح -وونهو:ظننت أنك مدللة والدي وستنجحين بسهولة -جوميونغ(بحزن) :في ظروفنا الحالية لا أظن -وونهو:لا يهمني الظروف وتلك الخزعبلات...أريد الاستقلالية...افعلي شيئا -جوميونغ:لو استطعت فعل شيء لفعلته لنفسي فأنا أيضا كبيرة الآن وقانونيا يحق لي الاستقلال بنفسي -وونهو:فكرة...استقلي وخذيني معك -جوميونغ:مستحيل أن يوافق أبي -وونهو:ربما سيفعل لأننا سنعيش نحن الاثنين مع بعضنا -جوميونغ:سأفكر في الموضوع
ذهبت لغرفتي وفتحت مذكراتي لأكتب كل شيء حصل معي ذلك اليوم...كتبت عن الفترة الرائعة التي قضيتها مع جيهوب اليوم وابتسامته اللطيفة المليئة بالأمل التي رأيتها أخيرا...وقبل أن أغلق الدفتر تذكرت كتابة شيء بدأ يشغل بالي
"مذكرتي العزيزة...لقد خطر على بالي موضوع مهم...بسبب كلامي مع مينهو اليوم بدأت أفكر في الاستقلالية ببيتي الخاص...أعلم أن والدي لن يوافق بسبب الظروف التي نعيشها وحادثة الخطف ولكنني أود ذلك من أعماق قلبي...أتمنى أن يوافق في يوم من الأيام"
وضعت القلم والمذكرات جانبا ثم خرجت من غرفتي فوجدت أمي تشاهد التلفاز ويدها على قلبها...وضعت القناة الإخبارية والتي تغطي حادثة خطف الفتاة التي حصلت هذه الأيام
نظرت للتلفاز فرأيت صورة الفتاة التي خطفت وكانت فتاة جميلة وجذابة وهذا يفسر لما حصل معها ذلك فالجمال مشكلة أحيانا -المذيع:هذا وقد أثبتت مصادر الشرطة أن الفتاة تعمل في نادٍ ليلي وتم خطفها من قبل أحد الزبائن لها لكن حتى الآن لم يتم تحديد أي واحد فقد كان النادي مزدحما تلك الليلة...إضافة إلى أنها الفتاة الثالثة التي يتم خطفها هذا العام فقط دون أي آثار أو أدلة...دون أن ننسى المختطفات الأخريات من السنوات الماضية والتي تجاوز عددهن الثمانية
بينما أتابع تم عرض صور الفتيات اللواتي تم خطفهن هذا العام والأعوام الماضية أيضا...الغريب في الأمر أن جميعهن خارقات الجمال وجذابات -الأم(بقلق) :لا بد أنها المرأة من تلك الأسطورة -جوميونغ:أي أسطورة؟ -الأم:يحكى في قديم الزمان أن هناك امرأة جذابة وجميلة تنوي الزواج من الأمير ولكن صار معها حادث فتشوه وجهها وبقيت مختبئة في بيتها للأبد إلى أن ماتت...بعدها عادت روحها لتنتقم من الفتيات الجميلات وتقتلهن واحدة تلو الأخرى وتردد جملة "إن لم أكن أنا جميلة فلن تكون هناك أي جميلة بعدي" -جوميونغ(بتجهم) :هل تصدقين هذه الخرافات؟ -الأم:وأنا ما أدراني؟ قالوا أنها قصة حقيقية -جوميونغ:أيا من كان الخاطف فهو بارع في عمله وليس شبحا -الأم:وبِمَ تفسرين عدم العثور على أي أدلة؟ -جوميونغ:الذكاء -الأم:حتى ولو كان آينشتاين فلا بد من أن يترك دليلا ولو صغيرا -جوميونغ:لنترك الأمر للشرطة فربما يقبضون عليه عما قريب -الأم:حتى ذلك الوقت خذي حذرك جوميونغ فأنتِ جميلة وثرية وقد تكونين هدفا في الأيام القادمة -جوميونغ:لا تقلقي أمي
أعلم أنني لست جميلة لتلك الدرجة لكن المجرمين حين يقررون فعل أمر فلن يمنعهم شيء...عدت لغرفتي وأنا أفكر...من يكون هذا الشخص الذي يخطف الجميلات وماذا يفعل بهن يا ترى؟ وكيف تمكن من خداع الشرطة وتضليلهم عن إيجاده طوال هذه المدة؟ إنها قضية معقدة وربما إن صرت محامية في المستقبل سأسعى للتحقيق فيها وتحقيق العدالة في سيؤول...لن أسمح لأي كان في هذا العالم بأن يؤذي فتاة ضعيفة
فجأة تذكرت يوم ذهبت لمقابلة جيهوب في منزله وسمعت ذلك المجرم يتكلم...هل يا ترى هو نفسه ذلك الشخص؟ لا بل هما شخصان اثنان وليس واحد...هذا يعني أن بإمكاني حل هذه القضية وحماية الفتيات اللواتي قد يتم خطفهن في المستقبل...إنها فرصة رائعة لإثبات نفسي أمام العالم وأيضا التخلص من سيطرة أبي وجعله يفهم أنني قادرة على حماية نفسي بنفسي
غيرت ثيابي وتسللت خارج النافذة نحو الحي الذي يعيش فيه جيهوب...كان الحي هادئا وفارغا والجميع في بيوتهم...اختبأت في نفس المكان وهو موقف السيارات وانتظرت لبعض الوقت لعل المجرم يقرر المجيء مجددا فسأسجل صوته وأفضحه في تلك الدقيقة
في ذلك الوقت كان جيهوب بمفرده في البيت أما تايانغ فلديه دوام ليلي كونه شرطيا...فجأة رن جرس الباب فذهب ليفتح ووجده أخاه كانغ داي -كانغ داي:مفاجأة -جيهوب:أهلا أخي -كانغ داي:أحضرت الفوشار...لنشاهد فيلما -جيهوب:لا أريد -كانغ داي:لماذا؟ -جيهوب:علي النوم الآن فأنا منهك -كانغ داي:شاهد معي قليلا فقط -جيهوب:لاااا -كانغ داي:عيب عليك أن تفعل ذلك بأخيك الصغير -جيهوب:حسنا...سأشاهد معك لكن إن شعرت بالنعاس سأنام وأتركك -كانغ داي:ممتاز
ذهبا لغرفة المعيشة وشغلا فيلما مرعبا وبقيا يشاهدانه ويأكلان الفوشار -كانغ داي:محزن...لو كانت لدي حبيبة لشاهدت معها الفيلم...بدل ذلك أنا أشاهده معك -جيهوب:أنا أيضا -كانغ داي:على ذكر ذلك...إن جوميونغ واقعة بحبك
لم يبدِ جيهوب أي ردة فعل للموضوع فهو يعرف من الأساس -كانغ داي:يبدو أنها سبقتني واعترفت لك بنفسها -جيهوب:نعم -كانغ داي:ما الذي تنوي فعله الآن؟ -جيهوب:لا شيء -كانغ داي:ألن توافق على علاقتكما؟ -جيهوب:لا -كانغ داي:جوميونغ فتاة رائعة لكن المشكلة الوحيدة أن والدها تسبب بموت والدنا لذا فالأمور تعقدت أكثر -جيهوب:صحيح -كانغ داي:أجبني بصراحة...لو أن جوميونغ ليست ابنة الشخص الذي تكرهه فهل ستوافق عليها؟
تجاهل جيهوب سؤاله وركز على الفيلم -كانغ داي:أنت محتار صحيح؟ -جيهوب:ربما -كانغ داي:إذًا فأنت معجب بها -جيهوب:سواء أكنت معجبا بها أم لا فهذا أمر لا يخصك -كانغ داي:هييي لماذا تهاجمني الآن؟ -جيهوب:لأنك تثرثر كثيرا -كانغ داي:سأصمت
بعد انتهاء الفيلم توجه كانغ داي نحو الباب ليغادر -جيهوب:ارتحت الآن؟ -كانغ داي:كثيرا...كان الفيلم مذهلا ومخيفا...أتمنى أن لا يظهر لي ذاك الوحش -جيهوب:ههههههه خيالك واسع -كانغ داي:أعلم -جيهوب:تصبح على خير -كانغ داي:وأنت بألف خير
خرج من منزل جيهوب وهو يسير ويردد أغنية يحبها بصوت منخفض ويبتسم...وأثناء مروره بموقف السيارات الذي أختبئ فيه لمحني بجانب إحدى السيارات فتقدم مني ونغزني على ذراعي -كانغ داي:من تكونين؟
قفزت من الهلع ووقفت بسرعة محدقة به بعينين مفتوحتين -كانغ داي:جوميونغ! -جوميونغ:كانغ داي! -كانغ داي:ما الذي تفعلينه هنا؟ -جوميونغ:لا شيء -كانغ داي:لا شيء! تأتين لهذا الحي في وقت متأخر وتختبئين في موقف السيارات ثم تقولين لا شيء!؟ -جوميونغ(بتجهم) :أيا كان ما أفعله فلا علاقة لك به -كانغ داي:هل جئتِ لرؤية جيهوب؟ -جوميونغ:ممممم لا -كانغ داي:ربما علي الاتصال بالشرطة وإبلاغهم وحينها سيتصرفون معك -جوميونغ(بصراخ) :لاااا...سأخبرك ولكن انسَ الموضوع...اتفقنا؟ -كانغ داي:قولي -جوميونغ:أشك أن هناك مجرما يعيش في هذا الحي -كانغ داي:تقصدين جيهوب؟ -جوميونغ:لاااا...جيهوب ليس مجرما -كانغ داي:لا تعتبرينه كذلك حتى لو خطفك؟ -جوميونغ:أتفهم لماذا خطفني وأعطيه كل الحق...لكن المجرم الذي أتحدث عنه قد يكون نفسه الذي يقوم باختطاف الفتيات وقتلهن طوال السنوات الماضية -كانغ داي:وكيف علمتِ؟ -جوميونغ:أتيت مرة من قبل لهذا الموقف وسمعته يكلم أحدا على الهاتف ويقول له أنهما سيتقابلان ويدفنان الجثة في المكان المعتاد...وعندما أخبرت جيهوب لم يصدقني إلا أن تايانغ فعل وقال أنه سيخبرني بأي شيء يتعلق بالموضوع -كانغ داي:واااو! هل حقا حصل ذلك؟ -جوميونغ:أقسم لك لقد سمعته يتكلم بأذناي -كانغ داي:ولماذا لم يصدقك جيهوب؟ -جوميونغ:قال أنني أتعمد اختلاق القصة كي أبقى معه وأكلمه أكثر -كانغ داي:إن كنتِ تزعجينه كثيرا فمن الطبيعي أن يظن ذلك -جوميونغ:ماذا عنك؟ أنت تصدقني صحيح؟ -كانغ داي:أصدقك ولكن ماذا لو كانا يتحدثان عن شي مختلف كليا؟ أعني سوء الفهم شيء سيء -جوميونغ:سوء فهم! لم أفكر في ذلك -كانغ داي:لهذا أنصحك بمراجعة نفسك جيدا فقد لا يكون ما يتحدثان عنه فتاة من الأساس -جوميونغ:فعلا...ربما
بينما نتحدث جاءت سيارة وصفت أمامنا في الموقف ثم نزل منها رجلان كبيران في السن تمكنت من التعرف على أحدهما وهو العم كيول أما الآخر فيشبهه قليلا -العم كيول:طابت ليلتكما -كانغ داي:شكرا -جوميونغ:وليلتك
بعد أن انحنينا لهما أكملا طريقهما ودخلا المنزل -جوميونغ:هذا العم كيول...لقد عرفني جيهوب عليه سابقا لكن من الذي معه؟ -كانغ داي:هذا أخوه العم هاو -جوميونغ:آاااه حسنا -كانغ داي:إذًا ماذا بشأن المجرم؟ -جوميونغ:لا أعلم...ربما يفترض بي مواصلة الانتظار هنا فلعل شيئا ما يحصل -كانغ داي:كما تريدين...سأعود لبيتي...تصبحين على خير
واصلت الانتظار في موقف السيارات وجلست أرضا حتى لا يراني المجرم في حال ما إذا جاء...أما في منزل العم كيول فقد دخل هو وأخوه هاو وجلسا يتكلمان -العم كيول:تلك هي بالذات التي أخبرتك عنها...إنها فاتنة صحيح؟ -العم هاو:بلى...فاتنة جدا -العم كيول:ما رأيك؟ -العم هاو:موافق...لنفعلها -العم كيول:دع الأمر لي فهي تأتي للحي كثيرا
فتحت عيناي في صباح اليوم التالي لأجد نفسي نائمة في وسط موقف السيارات وضوء النهار بدأ يطلع -جوميونغ(بصراخ) :لقد غفوت ونسيت نفسي...تبا سيقضى علي إن عرف والدي أنني نمت خارج المنزل
ركضت بأقصى سرعة وذهبت للمنزل ولحسن الحظ أن أفراد عائلتي لم يستيقظوا بعد...فجأة انتبهت لشيء لم أنتبه له من قبل...إنها نبرة صوت العم كيول...لقد لاحظت أنها قريبة بشكل كبير لصوت القاتل الذي سمعته يتكلم على الهاتف لذلك ركضت نحو مذكراتي وسجلت كل الملاحظات التي لدي...والآن بقي علي التأكد فحسب وإيجاد فرصة أخرى للكلام معه
عدل سابقا من قبل بثينة علي في السبت يناير 20, 2024 2:32 pm عدل 1 مرات
بثينة علي يعجبه هذا الموضوع
بثينة علي Admin
المساهمات : 1314 تاريخ التسجيل : 27/05/2021 العمر : 27
وصل اليوم الذي سأذهب فيه للرحلة أنا وكيوكي...أو هذا ما أخبرت به والدي لكن الحقيقة أنني سأذهب لرؤية جيهوب وقضاء الوقت معه
منذ الصباح الباكر تجهزت بأجمل وأروع الملابس التي لدي ووضعت مساحيق التجميل ورششت أغلى العطور ثم ذهبت لمنزله ورننت جرس الباب
بعد دقائق فتح لي وعندما رآني عبس بوجهه -جوميونغ(بابتسامة) :صباح الخير...لنخرج معا اليوم -جيهوب:لدي عمل -جوميونغ:ألا يمكنك طلب إجازة؟ -جيهوب:لا...وحتى لو كنت أستطيع طلب إجازة فلن أفعل لأجلك أنتِ خاصة -جوميونغ(بتوتر) :ههههه هذا محرج...أنت صريح معي لأبعد الحدود وتطردني من حياتك بطريقة مباشرة ولكنني لا أستطيع الابتعاد عنك -جيهوب:لأنك غريبة أطوار...دعيني أتجهز
دخل وتجهز للذهاب للعمل بينما انتظرته خارجا وبعد أن انتهى خرج فوجدني جالسة عند عتبة بابه -جوميونغ:انتهيت أخيرا...هيا سأرافقك -جيهوب(بانزعاج) :يا إلهي
سرت أنا وجيهوب نحو الموقف الموجود في آخر الحي فقابلنا العم كيول يسقي الأزهار أمام بيته -العم كيول:طاب يومك بني...طاب يومك ابنتي -جيهوب:طاب يومك عمي -العم كيول:هل نمتما جيدا؟ -جيهوب:بلى -العم كيول:لنتناول العشاء معا لاحقا فما رأيكما؟ -جيهوب:حسنا -العم كيول:رافقتكما السلامة
أكمل جيهوب السير في طريقه ولكنني تذكرت شيئا ما...تذكرت أن نبرة صوت ذلك المجرم الخاطف قريبة جدا من نبرة صوت العم كيول...وقفت في وسط الطريق وأنا أشاهده يسقي الأزهار أما جيهوب فقد سبقني بخطوات ثم التفتت ونادى علي -جيهوب(بصراخ) :هيا...سأتأخر عن العمل -جوميونغ:قادمة
ذهبنا لمتجر المجوهرات الذي يعمل فيه...أنا كنت شاردة الذهن وجالسة على الجانب أما هو فقد كان يقوم بعمله ويساعد الزبائن
فكرت مليا بإخباره بالأمر ولكنني متوترة وخائفة من أن لا يصدقني خاصة أن العم كيول مقرب منه كثيرا -جوميونغ:جيهوب...لماذا تحب العم كيول لتلك الدرجة؟ -جيهوب:لأنه رائع وطيب -جوميونغ:متأكد؟ -جيهوب:لِمَ هذا السؤال؟ -جوميونغ:لا شيء...لكن لماذا تظن أنه طيب ورائع؟ -جيهوب:إنه جاري لسنوات ووقف معي كثيرا خاصة في حادثة إعدام أبي -جوميونغ:آاااه...كان سندا لك بدل والدك -جيهوب:نعم...إنه غير متزوج لذلك يعاملني كابنه -جوميونغ:فهمت
أصبح الأمر الآن أكثر تعقيدا...جيهوب لا يحب العم كيول فقط ويحترمه بل يقدسه...لا يمكنني إخباره عن ذلك الآن وإلا سأفسد الأمر
قضينا اليوم كاملا في المتجر نجلس ونتحدث فحسب ولحسن حظي تغيرت نظرته تجاهي وأصبح يكلمني بشكل طبيعي...لم يعد يكرهني أو يطردني وهذه علامة جيدة على أنه بدأ يفتح قلبه لي
في نهاية اليوم أغلقنا المتجر وخرجنا نتجول معا في المجمع التجاري -جيهوب:لنتناول العشاء معا -جوميونغ(باستغراب) :حقا!؟ -جيهوب:بلى -جوميونغ(باستغراب) :هل هذا موعد غرامي؟ -جيهوب:لا...إن كنتِ لا تريدين فلا تتعشي معي -جوميونغ(بحماس) :لا لا لا...أريد ذلك...هيا بنا
شددته من ذراعه وأخذته إلى أقرب وأفضل مطعم أعرفه في ذلك المجمع التجاري ثم جلسنا بإحدى الطاولات -النادل:تفضلا...ماذا تأكلان؟ -جيهوب:أريد فطائر الأرز -جوميونغ:أريد سلطة خضار ولحما مشويا -النادل:حاضر
ذهب النادل ليحضر لنا الطعام فنظر لي جيهوب باستغراب -جيهوب:سلطة! -جوميونغ:نعم...علي التقيد بالحمية وإلا سيزيد وزني مجددا -جيهوب:لماذا تكره الفتيات الوزن الزائد!؟ -جوميونغ:من أجل الرشاقة والقوام المتناسق والجذاب -جيهوب:فهمت -جوميونغ:أنت أيضا تتبع حمية -جيهوب:غير صحيح -جوميونغ:إذًا كيف حصلت على هذا القوام المثالي!؟ -جيهوب:لست من محبي الطعام كثيرا -جوميونغ:أحسدك...لا بد أنك لا تبذل أي جهد للحفاظ على وزنك بينما أنا أضطر لتناول السلطة في أغلب الأحيان
أحضر لنا النادل الطعام ثم بدأنا نأكل ونحن نتحدث...هذه المرة بدا لي أن جيهوب يستمتع بالكلام معي ويبتسم من حين لآخر...رؤيتي له وهو معي على نفس الطاولة ونظري في عينيه الفاتنتين يجعلني أصرخ من الداخل وأرقص فرحا...حتى عيناه الجميلتان اللتان تنظران إلي أود أن أقبلهما من شدة جمالهما الأخاذ...لكن هل يفكر بي كحبيبة أم ماذا؟ -جوميونغ:جيهوب...أنت تكلمني وتضحك معي ولكن...هل يعني هذا أنك وقعت بحبي؟
صمت للحظات وأنزل عينيه نحو طبقه ثم رفعهما مجددا -جيهوب:الحب شيء لا يجب أن نقع فيه البتة -جوميونغ:مازلت تكرهني؟ -جيهوب:لا أعلم -جوميونغ:كيف لا تعلم؟ من المفروض أن دعوتك لي للغداء هي مؤشر جيد -جيهوب:فكرت في الأمر ووجدت أن معاملتك بسوء ليست بالأمر الجيد...لكن لا تكلميني عن الحب...انسي أمره للأبد
كلامه هذا جعل قلبي ينكسر...أيعني هذا أنني لا أملك أي فرصة معه؟ ظننت أنه بتصرفاته اللطيفة معي مؤخرا قد تقبل الواقع وتقبل فكرة أننا قد نرتبط في يوم ما...لكن كلامه هذا يدل على أنني أنتظر حصول شيء لن يحصل -جوميونغ:متأكد؟ هل علي نسيان هذه العلاقة نهائيا؟ -جيهوب:بلى...لنبقى أصدقاء فحسب...لأنني مهما حاولت إقناع نفسي بأنك فتاة ملائمة لي تذكرت والدي وكرهتك مجددا...لا تجعليني أكرهك
تجمدت في مكاني من الصدمة وأشحت ببصري للناس الذي يجلسون ويتناولون طعامهم بجانبي...حتى هو فعل نفس الشيء وصمت -جوميونغ(ببرود) :سأذهب للحمام
ذهبت للحمام وغسلت وجهي بالمياه حتى أبرد الأجواء التي كانت تشتعل من حولي...وقفت أمام المرآة ونظرت لنفسي وأنا أكلمها -جوميونغ(بحزن) :أنتِ مثيرة للشفقة...هو لن يحبك وانتهى الأمر...لماذا تصرين على الركض خلفه وأنتِ تعرفين منذ البداية أن النتيجة واحدة؟ لن يحبك
نشفت وجهي وعدت للجلوس مع جيهوب الذي كان يأكل طعامه...التزمنا كلانا الصمت واكتفينا بالأكل إلى أن رن هاتفي ورددت -جوميونغ:نعم أبي؟ -الأب(بحدة) :أين أنتِ؟ -جوميونغ:أتناول العشاء -الأب(بحدة) :هل كيوكي معك؟ -جوميونغ:لا...لقد عادت لمنزلها منذ المساء -الأب(بحدة) :عودي للمنزل إذًا فقد تأخر الوقت -جوميونغ:قادمة
أغلقت الخط ثم وقفت من مكاني -جوميونغ:لنغادر -جيهوب:اذهبي إن كنتِ مستعجلة -جوميونغ:أريد مرافقتك لمنزلك وتوديعك فربما تكون آخر مرة نلتقي فيها
عبس بوجهه ولكن رغم ذلك تظاهر بالبرود وسار قبلي ليدفع الحساب...انتظرته إلى أن انتهى وركبنا سيارته معا لمنزله ثم توقفنا في الموقف
كنت سأفتح الباب وأترجل من السيارة لكنه أمسك بذراعي وبقي يكلمني دون أن ينظر في وجهي -جيهوب:ما الذي تقصدينه بأنها ستكون آخر مرة نلتقي فيها؟ -جوميونغ:بشأن أبي...لقد كان غاضبا جدا على الهاتف وهذا يعني أنه سيحتجزني في البيت ويشدد علي الحراسة أكثر مما سبق -جيهوب(ببرود) :هذا أفضل لك -جوميونغ:ولك أيضا...ستكون سعيدا بالتخلص مني
نزلت من السيارة قبله وهذا جعله يشعر بالسوء تجاهي...بعدها وقفنا نحن الاثنان في الموقف ننظر في وجوه بعضنا -جوميونغ:اذهب أنتَ أولا -جيهوب:ماذا عنك؟ -جوميونغ:سأراقبك تدخل البيت ثم أغادر -جيهوب:انتبهي على نفسك أثناء الطريق -جوميونغ:حسنا...تصبح على خير
سار بضع خطوات وبينما أراقبه انتبهت إلى أن العم كيول جاء وصف سيارته بجانب المكان الذي أنا واقفة فيه...كانت الأمور تجري على خير إلى أن نزل من السيارة وهو يردد لحنا بدون كلمات...ذلك اللحن مألوف لي كثيرا...إنه نفس اللحن الذي سمعت المجرم يلحنه آخر مرة
بلعت ريقي من شدة الخوف وبدأت أرتجف خاصة حينما وقف بجانبي ونظر إلي -العم كيول:طابت ليلتك -جوميونغ(بتوتر) :شكرا يا عم...طابت ليلتك أيضا
تنهدت بعمق بعدما ابتعد عني ثم ركضت بأقصى سرعة نحو منزل جيهوب وطرقت الباب بقوة...كان بالكاد قد غير ملابسه ثم فتح لي -جوميونغ(بخوف) :إنه هو...إنه هو...العم كيول هو المجرم -جيهوب:اهدئي...ماذا هناك؟ تكلمي ببطء لأفهمك -جوميونغ(بخوف) :إنه هو...نفس اللحن الذي سمعته من تلك الأغنية -جيهوب:ما بالك؟! اهدئي
أسرع بإدخالي للمنزل وأعطاني كوب ماء بارد شربته إلى أن هدأت ثم جلسنا لنتفاهم -جوميونغ:تذكر يوم أخبرتك أنني اختبأت في موقف السيارات وسمعت المكالمة بين المجرم وشريكه؟ -جيهوب:بلى -جوميونغ:إليك الخبر الصادم...اكتشفت أن العم كيول هو ذلك المجرم
ابتسم جيهوب بسخرية لثوانٍ ثم انفجر من الضحك بطريقة هستيرية -جيهوب:وكيف عرفتِ أيتها الداهية؟ -جوميونغ:ذلك الوقت كان يغني أغنية غريبة يقول فيها سأقطعك وأشويك و لا أعلم ماذا أيضا...اليوم سمعت العم كيول يردد نفس اللحن بلا كلمات
انفجر مجددا من الضحك كما لو أنني ألقي عليه نكتة ولست أخبره عن قاتل طليق في الأرجاء -جوميونغ(بحزن) :أنا جادة هنا فكن جادا معي لو سمحت -جيهوب:كيف أكون جادا معك وأنتِ تقولين أن الشخص الذي أعتبره كوالدي قاتل؟ -جوميونغ(بحزن) :لكن هذه الحقيقة -جيهوب:الحقيقة! لمجرد أنك سمعتِ شخصا يغني تلك الأغنية شبهته بقاتل؟ إذًا فلنقلب المدينة وكل من نجده يعرف لحن تلك الأغنية فلنسمه قاتلا -جوميونغ:الأمر مختلف فهناك دليل آخر جعلني أشك -جيهوب:وما هو أيتها الداهية؟ -جوميونغ:نبرة الصوت هي نفسها...لقد تذكرت ذلك حين ألقى علينا التحية هذا الصباح لكنني لم أخبرك خوفا من أن لا تصدقني -جيهوب:أنتِ محقة في مخاوفك فأنا لا أصدقك -جوميونغ(بحزن) :لماذا لا تصدقني؟ -جيهوب(بحدة) :ولماذا علي أن أصدقك؟ أنا أعرف هذا الرجل منذ سنوات وعلاقتي به كعلاقة الأب وابنه...ثم إن نبرة الصوت ليست دليلا على أي شيء وكذلك تلك الأغنية التي قلتِ أنه رددها فقد تكون أي أغنية مشهورة يرددها الجميع -جوميونغ(بحزن) :أعرف الكثير من الأغاني لكن هذه نادرة -جيهوب(بحدة) :كفى...لا دليل ثابت على كلامك...أنتِ فقط تظنين نفسك محققة وتأتين بأدلة لا معنى لها...أين كل ما درستِه؟ ألا تعلمين أن اتهام شخص بالقتل سيعود عليك أنتِ في حال ما كانت الأدلة تافهة؟ -جوميونغ(بحزن) :لكن... -جيهوب(بحدة) :انسي الأمر...نحن هنا في الواقع ولسنا في رواية بوليسية
بعد أن سمعت ما يكفي تحطم قلبي...كنت أتوقع أن لا يصدقني ولكن مواجهته لي بهذه الطريقة وصراخه في وجهي كثير...استسلمت عند هذه النقطة وتوجهت نحو باب الخروج -جوميونغ(بحزن) :تصبح على خير مجددا...آسفة لإزعاجك بقصصي التافهة وأدلتي غير الثابتة
انحنيت له ثم غادرت المنزل متوجهة نحو بيتي...لكن ما إن خطوت عدة خطوات حتى توقفت في منتصف الحي...نظرت لساعتي فوجدتها التاسعة ليلا ثم نظرت نحو منزل العم كيول الذي كانت الإنارة فيه ما تزال شغالة -جوميونغ(تفكر) :أدلتي غير ثابتة بالنسبة لجيهوب أليس كذلك؟ سأحضر له دليلا ثابتا وحينها سيصدقني رغما عنه
تسللت على أطراف أصابعي بينما الشارع فارغ ثم توجهت لمنزل العم كيول ووقفت عند الحائط الجانبي...سرت برفق على العشب حتى لا أصدر أي صوت إلى أن وصلت للحديقة الخلفية حيث لا يمكن لأحد رؤيتي خاصة أنها مظلمة
في الحديقة الخلفية توجد نافذتان وكلاهما تحتوي غرفة إنارتها مُضاءة لكن بشكل خافت جدا...رفعت رأسي لأرى عبر أول نافذة فوجدته مطبخا ولكن لم يكن هناك أي أحد
فجأة أحسست بشخص ما يقوم بإمساكي من الخلف ويضع منديلا على فمي وأنفي ومهما حاولت الصراخ والاستنجاد فلم يصدر مني أي صوت لأنني أختنق...هذا آخر ما أتذكره لكن بعدها فقدت الوعي
بقي جيهوب يتقلب في فراشه لساعات وهو يحاول أن يخرج من ذهنه فكرة أن العم كيول قد يكون قاتلا ولكن دون جدوى فهذا الموضوع خطير
بحلول الثالثة صباحا تمكن من إغماض عينيه إلا أنه سمع أصوات فوضى من خارج البيت...وحينما ذهب ليرى اقتحم بيته مجموعة من رجال الشرطة المتخصصين وقيدوه جيدا ثم فتشوا كل شيء
بعد فترة دخل أبي منزله وأمسكه من ياقة قميصه بغضب -الأب(بغضب) :أين ابنتي؟ -جيهوب:ابنتك! وأنا ما أدراني؟ ولماذا تسألني أساسا؟ -الأب(بغضب) :أنت اختطفتها مجددا لتنتقم مني...قل الحقيقة -جيهوب:لماذا تتهمني في كل مرة تختفي ابنتك؟ -الأب(بغضب) :لأنك اختطفتها من قبل...إنها معك أنا متأكد...أخبرني عن مكانها -جيهوب:المنزل أمامك وفتش جيدا وإن وجدتها فخذها...أما إن لم تجدها فسنتفاهم قانونيا بسبب اتهاماتك الباطلة لي في كل مرة
قاطعهم تايانغ وهو يدخل المنزل ونفسه يكاد ينقطع بعد أن سمع الخبر -تايانغ:عفوا منك سيد هان ولكن ابنتك ليست هنا -الأب(بغضب) :وأين عساها تكون؟ آخر مرة وجدناها مخطوفة على يد هذا الوغد والآن اختفت -تايانغ:ماذا تقصد باختفت!؟ -الأب(بغضب) :لم تعد للمنزل بعد وهاتفها مغلق ولا أثر لها في أي مكان
فكر جيهوب بإخباره بأنه رآني آخر مرة في الحي قبل أن أودعه ولكن إن فعل ذلك فسيبقى مشتبها فيه وتتعقد الأمور أكثر -جيهوب:ليست معي وقد رأيت ذلك بأم عينيك لذا اطلب منهم تركي وشأني لأن ذراعي صار يؤلمني -الأب(ببرود) :اتركوه
تركه رجال الشرطة بهدوء فاعتدل -الشرطي:أيها القاضي هان...لا يمكننا القبض عليه دون دليل -الأب:دعوا أمره لي وغادروا
غادر رجال الشرطة وتركوا أبي وجيهوب وتايانغ يتفاهمون بالداخل -الأب(بغضب) :أعلم أنها معك وستدفع الثمن هذه المرة حين أجدها -جيهوب:قلت لك ليست معي -الأب(بغضب) :بل هي معك ومتأكد من ذلك...لكنك تخفيها في مكان آخر تحسبا لأن تقتحم الشرطة بيتك فجأة -جيهوب(بحدة) :لا يمكنك اتهامي كلما حصلت مشكلة في منزلك أو تم خطف فرد من عائلتك...لست الفاعل يعني لست الفاعل -تايانغ:صحيح...أنا زميله في السكن وأنا شرطي لذلك أعرف كل تحركاته -الأب(بغضب) :وماذا لو كنتَ شريكا له في الجريمة؟ -تايانغ:هييييي لست شريكا لأي أحد...توقف عن رمي الاتهامات يمينا وشمالا بدون دليل
شعر أبي بغضب شديد وغادر المنزل مغلقا الباب بأقصى قوة لديه...نظر كل من تايانغ وجيهوب لبعضهما باستغراب محاولين فهم ما يجري -تايانغ:جوميونغ اختفت! -جيهوب:أظن أن هذا ما سمعته أيضا -تايانغ:هل تعرف أي شيء عنها؟ -جيهوب:آخر مرة رأيتها كانت قبل ساعات حينما أوصلتني للبيت وعادت بمفردها -تايانغ:أوووبس! إياك وإخبار أي أحد وإلا سيظنونك أنت الخاطف -جيهوب:أعرف...لهذا لم أنطق بأي حرف حول الموضوع -تايانغ:لكن أين يعقل أن تكون ذهبت؟ -جيهوب:لا أعلم...لو كنت أعلم لأخبرت والدها...واضح أنه سيموت من القلق عليها فهذه ثاني مرة تختفي -تايانغ:أيعقل أن ذلك المجرم اختطفها؟ -جيهوب:تقصد الذي يخطف الجميلات كل ثلاث أشهر؟ -تايانغ:بالضبط
تنهد جيهوب وتغيرت ملامح وجهه من الخوف...أما تايانغ فبقي يضع يده على ذقنه ويفكر -تايانغ:إن كان هو حقا من خطفها فهذا يعني أننا لن نراها مجددا ولا حتى جثتها
في هذه النقطة تجمد جيهوب من القلق والصدمة -جيهوب(بقلق) :لا مستحيل...لقد كانت هنا تكلمني قبل عدة ساعات...لا...لن أسمح بذلك -تايانغ:وماذا عساك تفعل؟ -جيهوب:سأجدها -تايانغ:كيف ذلك؟ لا أثر لها على الإطلاق
حمل هاتفه واتصل بي ويده ترتجف فوجده مغلقا...عاود الاتصال مرات ومرات ومرات إلى أن طفح به الكيل وضرب الهاتف بالحائط فكسره -تايانغ:اهدأ أرجوك...العصبية لن تنفعنا في شيء -جيهوب(بقلق) :علي إيجادها قبل أن تتأذى -تايانغ:المشكلة هي أين ستجدها؟ وأين ستبحث؟ -جيهوب(بقلق) :لا يهم...المهم أن أجد أي دليل ولو كان صغيرا
عاد أبي للبيت مع وقت شروق الشمس تقريبا فوجد أمي ووونهو ينتظرانه بفارغ الصبر...أمي تكاد تقتل نفسها من شدة البكاء ووونهو يحاول مواساتها رغم أنه هو الآخر محطم -الأم(ببكاء) :أين هي؟ لماذا لم تعد معك؟ -الأب(بحزن) :للأسف...لم أجدها
كلامه جعلها تركع أرضا وتبكي بصوت عالٍ -الأم(ببكاء) :أرجوكم قولوا لي أنه مقلب آخر...هي لم تختطف مجددا صحيح؟ -وونهو(بحزن) :أرجو أن يكون كذلك -الأب:أنا أيضا أتمنى ذلك...لننتظر 24 ساعة وإن لم تظهر فيمكننا رفع شكوى اختطاف وسيبدأ رجال الشرطة في البحث عنها -الأم(ببكاء) :24 ساعة كفيلة بجعلي أموت...أرجوك اطلب منهم البحث عنها الآن...أتوسل إليك -الأب:أريد ذلك...لكن القوانين تبقى قوانين -وونهو:لنتمنى أن تعود اليوم وهكذا ستحل الأمور -الأب:صحيح...هذا كل ما علينا فعله -الأم:مهلا! مذكراتها...ربما ستساعدنا مجددا في حل هذه المشكلة -وونهو(بصراخ) :لااااا -الأب(بتجهم) :ما الأمر؟ هل هناك فضيحة جديدة قمت بها ولا تريدنا أن نعرف؟ -وونهو(بتوتر) :ههههه أبدا...لكن عيب عليكم اقتحام خصوصيتها في كل مرة تختفي
تجاهلا ثرثرته وركضا لغرفة نومي وبدآ بتفتيش كل ما أمامهما بحثا عن مذكراتي...لكن للأسف فقد خبأتها هذه المرة بطريقة ذكية ومستحيل أن تخطر على بال أي إنسان لأنني اكتفيت من الفضائح من المرة الماضية
بعد أن فتشوا كل شيء يئسوا من المحاولة لذلك جلسوا في غرفتي والحزن يملأ المكان -الأم(بحزن) :لماذا تحدث معنا كل هذه المصائب؟ أريد فقط أن أعيش بسعادة مع عائلتي -الأب:لا تحزني عزيزتي...سنجدها -الأم(بحزن) :دائما نفس الكلام...لقد سئمت من ذلك -وونهو:أين قد تكون مذكراتها؟ -الأب:لعلها أخذتها معها -الأم:ولماذا قد تأخذها؟ لا أظن أنها تحتاجها في الرحلة -الأب:لا أعلم...حقا لا أعلم...لننسى أمر المذكرات الآن...سأذهب لمركز الشرطة وأحاول إقناعهم ببدء البحث منذ الآن فالوضع لا يطمئن البتة
عدل سابقا من قبل بثينة علي في السبت يناير 20, 2024 2:35 pm عدل 1 مرات
بثينة علي يعجبه هذا الموضوع
بثينة علي Admin
المساهمات : 1314 تاريخ التسجيل : 27/05/2021 العمر : 27
فتحت عيناي ونظرت من حولي ببطء رغم أن الإضاءة خافتة وبالكاد أستطيع رؤية أي شيء...وجدت نفسي في غرفة قديمة تحتوي عشرات المجسمات الخشبية لنساء جميلات وهي منحوتة بإتقان...كنت مربوطة في كرسي فحاولت تحريك رأسي يمينا وشمالا رغم أنني ما أزال أشعر بالدوار من تأثير المخدر...وجدت بجانبي فتاة نائمة ومربوطة على سرير ومغطاة بغطاء أبيض مليء ببقع الدماء...هذا جعلني أصرخ من الفزع لكن لسوء الحظ كان فمي مغطى بمنديل مما جعل صوتي بالكاد مسموعا
أصبت بنوبة ذعر مجددا وصرت أرتجف وأهمهم تماما مثل اليوم الذي اختطفني فيه جيهوب وبسبب همهمتي المستمرة استيقظت الفتاة التي كانت نائمة بجانبي ونظرت نحوي...كانت كل منا تنظر للأخرى بخوف وتحاول أن تستنجد لكن لا يبدو أن أيا منا قد تستطيع مساعدة الأخرى...الغريب في الأمر أنني حين نظرت لشفتيها لاحظت عليهما آثار خيط أسود...ذلك الخاطف الذي أتى بي إلى هنا قد خاط فمها بالإبرة والخيط حتى يضمن سكوتها للأبد...ومن يدري فربما يفعل بي نفس الشيء ويخيط فمي!
بكيت من شدة الخوف وصارت دموعي تنزل لتبلل المنديل الذي تم إغلاق فمي به...نظرت للفتاة مجددا واكتشفت شيئا جديدا...إنها نفس الفتاة التي رأيتها في القناة الإخبارية والتي قيل أنها اختطفت...هذا يعني أن العم كيول بالفعل هو الخاطف الذي يختطف الفتيات طوال تلك السنوات الماضية...وهذا يعني أيضا أنني ميتة لا محالة!
بينما جيهوب في منزله كان شاردا بذهنه نحو قضية خطفي وبجانبه تايانغ يتجهز للخروج -تايانغ:جيهوب...سأذهب للعمل...قبل ذلك أردت إخبارك أن جوميونغ تعتبر الآن مختفية لذا إن قابلتها بالصدفة خارجا أو جاءت لتبحث عنك فاتصل بالشرطة -جيهوب:ولماذا قد تأتي إلي؟ -تايانغ:لأنها دائما تأتي...هل تعلم أننا سنقع بمشكلة كبيرة لو أن والدها عرف بمجيئها المستمر لمنزلنا؟ -جيهوب:أعلم...لكنني حقا بريء -تايانغ:أعلم...أعلم...لكن مشاكلك القديمة مع والدها سيجعله يفكر بغير عقلانية ويتهمك لأبسط سبب -جيهوب:تبا له...أريد فقط الاطمئنان عليها
ابتسم تايانغ بلطف محاولا تهدئته فهو يعرف أنه قلق علي لحد الجنون رغم إخفائه لذلك -تايانغ:سأبذل جهدي في إيجادها...أنتَ أيضا ابذل جهدك...حتى لو وصلتك مكالمة بسيطة أو عرفت أتفه شيء عنها فأخبرني -جيهوب:سأفعل -تايانغ:ممتاز...سأذهب للعمل
خرج تايانغ لعمله وبمجرد أن أغلق الباب وضع جيهوب يديه على وجهه ورفعه لأعلى من شدة القلق -جيهوب(يفكر) :ما الذي يجري معك جوميونغ؟ هل أنتِ مخطوفة حقا؟ هل يعقل أن يكون هذا مقلبا لتجعليني أقلق عليك؟ ما الذي أتفوه به؟ لعلك في خطر وأنا هنا أتحدث عن المقالب...لا لا لا علي أن أخرس فحسب وأفكر في طريقة عقلانية
كاد يموت من القلق فصار يطوف بالغرفة يمينا ويسارا ويفكر بأي طريقة تساعده على إيجادي...فجأة تذكر الكلام الذي قلته له ليلة أمس قبل أن نفترق والذي قلت فيه بالحرف الواحد "لا...أريد مرافقتك لمنزلك وتوديعك فربما تكون آخر مرة أقابلك فيها" حينها نزلت دمعة من عينه دون أن يدرك -جيهوب(بحزن) :آخر مرة أقابلك فيها! آخر مرة! هذا يعني أنكِ كنتِ تودعينني دون أن تعرفي ذلك...هذا يعني أنني لن أراكِ مجددا ولن تزعجيني مجددا!
بينما يكلم نفسه تساقطت دموعه على خده واحدة تلو الأخرى فمسحها ونظر لنفسه في المرآة -جيهوب(بحزن) :في حياتي لم تجعلني فتاة أبكي...هذا الأمر مثير للشفقة...جوميونغ أنتِ أسطورية وقد فعلتِ ما لم تفعله أي فتاة قبلك
بينما يتجول في المنزل باضطراب وهو يفكر فيما سيفعله فإذا به يرى المجسم الخشبي الذي أهداه له العم كيول موضوعا فوق رف الخزانة التي في غرفة المعيشة...وقف يتأمله للحظات ويفكر إلى أن تذكر القصة التي أخبرته فيها عن العم كيول والمجرم الطليق والفتيات المخطوفات -جيهوب:هل يعقل أن يكون كلامها صحيحا؟ هل علي تكذيب كل ما رأيته طوال سنوات وتصديقها هي؟
بينما أنا في ذلك القبو مربوطة والفتاة المخطوفة بجانبي سمعنا صوت باب يفتح فنظرنا كلانا للدرج ووجدنا العم كيول ينزل من عليه وهو يبتسم...بمجرد رؤيته بدأت الفتاة بالبكاء والهمهمة رغم أن فمها مخاط وصوتها غير مسموع...أما أنا فحاولت ضبط أعصابي والهدوء إلى أن تقدم مني ووقف بجانبي ثم أزال المنديل الذي على فمي -جوميونغ(بصراخ) : النجدة...ساعدوني...أنا مخطوفة...النجدة -العم كيول:هذا القبو معزول فلا تتعبي نفسك...مهما صرختِ فالناس لن يسمعوك -جوميونغ(بخوف) :ماذا تريد مني؟ دعني وشأني أيها العجوز القذر -العم كيول:ماذا أريد منك؟ ليس شيئا صعبا أن تحزري
وضع يده على رأسي وانفجر من الضحك كالمجانين -العم كيول(بخبث) :مثالية بحق...كل شيء فيك يلائم ذوقي...لحد الآن أنتِ من أفضل الغنائم التي حصلت عليها -جوميونغ(بخوف) :أيها القذر...إذًا أنتَ من كان يختطف أولئك الفتيات طوال السنوات الماضية -العم كيول:نعم...جمع الدمى هو هوايتي -جوميونغ(بخوف) :كيف تشبه الفتيات بالدمى أيها المنحرف اللئيم؟ تبا لك -العم كيول:لأنهن كذلك بالفعل...دمى مثيرة ولطيفة لللعب...لا أمل منهن مطلقا...وأنتِ ستصيرين من مجموعتي ما إن أنتهي من هذه الفتاة التي هنا
نظرت نحو الفتاة الأخرى فوجدتها ترتجف من الخوف...يبدو أنها تعرضت للتحرش وتكرر عليها الأمر مرات عدة...إنها متعبة ولا تقوى حتى أن ترمش بعينيها وبالكاد تستطيع الحفاظ على حياتها يوما آخر بعد...هنا علي التصرف وفعل شيء ما لإنقاذها وإنقاذ نفسي وإلا سينتهي بنا الأمر كلانا ميتتين ومدفونتين على يد هذا العجوز الحقير
ذهب العم كيول نحو الفتاة وأزال عنها الغطاء الذي كان يغطيها...انصدمت حين رأيت جسدها والدماء وآثار العنف تغطيه...كما لو أنه وحش حقير افترس جسدها وتركها تنزف حتى تموت -جوميونغ(بحدة) :أيها الحقير...دعها وشأنها...دعها...ما تفعله هو الجنون بذاته -العم كيول:ومن قال أنني عاقل؟ -جوميونغ(بحدة) :انتظر فقط حتى تعثر عليك الشرطة وحينها سيتم إعدامك -العم كيول:وكيف سيفعلون؟ هذا القبو سري ولا يمكن لأي كان الوصول إليه...أنا وأخي هاو فقط نعرف مكان بابه داخل هذا المنزل -جوميونغ(بحدة) :لن تهرب للأبد...سيمسكونك يعني سيمسكونك -العم كيول:فليفعلوا إن استطاعوا
بينما نتكلم سمعنا صوت جرس الباب منذرا عن قدوم شخص ما -جوميونغ(بصراخ) :النجدة...النجدة...نحن مخطوفتان -العم كيول:لا تتعبي نفسك
أعاد المنديل على فمي ثم تسلق السلالم وأغلق الباب السري الذي يؤدي للقبو
بعد أن فتح باب المنزل وجد جيهوب يقف على العتبة متوترا -جيهوب(بتوتر) :صباح الخير عمي -العم كيول:صباح النور -جيهوب(بتوتر) :الحقيقة...لقد شعرت بالملل فقلت لنتحدث قليلا بينما نشرب الشاي -العم كيول:طبعا...تفضل
دخل جيهوب وجلس على الأريكة ينظر في الأرجاء لعله يجد دليلا أو شيئا يثبت خطفه لي -العم كيول:ما الأمر؟ -جيهوب(بتوتر) :هههه لا شيء...أنا معجب بمنزلك كثيرا وبالآثاث والمجسمات الخشبية الجميلة -العم كيول:هههههه شكرا جزيلا...أحب كل شيء تقليدي -جيهوب:أيمكنني إلقاء نظرة عن قرب؟ -العم كيول:طبعا
نهض ونظر للمجسمات الموضوعة على الرفوف...كانت كلها لفتيات جميلات وحوريات بحر وكذلك أميرات من القصص الخيالية...كأنه يقدس أي شيء له علاقة بالمرأة أو أنه مريض نفسي -جيهوب:لا بد أن لكل واحدة من هذه التماثيل ذكرى مهمة عندك -العم كيول:نعم -جيهوب:لِمَ لا تحكيها لي بينما نشرب الشاي؟ طبعا إن لم يكن الأمر يزعجك -العم كيول:لا أبدا...سأعد الشاي بسرعة وأعود -جيهوب:أنا بالانتظار
ذهب العم كيول للمطبخ فاستغل جيهوب الفرصة للتجول في غرفة المعيشة وتفتيشها إلا أنه لم يجد أي شيء مثير للريبة على الإطلاق...بعدها ركض نحو باقي غرف المنزل...الغرفة الأولى كانت غرفة نوم العم كيول ولم يكن بها سوى سرير وخزانة ملابس وخزانة عليها تلفاز وعندما فتش تحت الأسرة وفي الخزائن أيضا لم يجد أي شيء
بعدها ركض بأسرع ما لديه نحو الغرفة المجاورة فوجد بها مكتبا والغريب فيه أنه يحتوي على المزيد والمزيد من المجسمات الخشبية للنساء...هذا الأمر جعله يشعر بالريبة للأمر
بقيت هناك غرفة واحدة وحمام وعندما دخل الحمام وجده عاديا ونظيفا وما من شيء يدل على أنه في منزل مجرم
أراد الاستدارة ومواصلة التفتيش ولكنه رأى العم كيول عند باب الحمام يرمقه بنظرات الاستغراب -العم كيول:ماذا تفعل؟ -جيهوب(بتوتر) :آااه...كنت سأدخل الحمام...اعذرني على تطفلي فقد حسبتك مشغولا وجئت لأبحث عن الحمام بمفردي -العم كيول:خذ راحتك
عاد جيهوب للحمام وأغلق الباب ثم اتكأ عليه بخذلان وهو يفكر...بعدها ذهب وغسل وجهه ويديه في المغسلة ونظر لنفسه في المرآة...كانت عيناه مليئتين بخيبة الأمل فقد ظن أنه سيجدني هناك لكن لا أثر لي في أي مكان -جيهوب(يفكر) :مهلا! الغرفة الأخيرة...علي تفقدها...إن لم تكن هناك فهذا يعني أن العم كيول بريء...علي إيجاد طريقة للذهاب هناك
فتح باب الحمام ببطء وسار على أطراف أصابعه إلى أن وصل لباب الغرفة الأخيرة...نظر يمينا وشمالا فلم يجد أي أثر للعم كيول وهذه فرصة جيدة لفتح الباب...مد يده بهدوء ووضعها على مقبض الباب وما إن حركه حتى وجد الغرفة مغلقة بالمفتاح -جيهوب(يفكر) :تبا...هذا ما كان ينقصني
سمع صوت خطوات العم كيول فركض وجلس على الأريكة في غرفة المعيشة متظاهرا أنه لم يفعل أي شيء...بعدها سكب له العم كيول الشاي -العم كيول:إن الإناث كائنات حساسة مثل الريشة وعليك التعامل معهن بلطف شديد وحرص -جيهوب(بتوتر) :ها! لماذا تخبرني بذلك الآن؟ -العم كيول:لأن الأنثى مثل مجسم الخشب...عليك الحرص عليها جيدا أثناء نقشها...لا يغرك أن الخشب صلب فعندما تنحته قد تخلع أنف المجسم دون إدراك
كلامه جعل جيهوب يستغرب أكثر فهو لا يعلم ما فائدة هذا الكلام الآن ولماذا قاله لذلك ارتشف بسرعة من كوبه وقرر الخروج من هناك -جيهوب:سررت بالكلام معك لكن علي المغادرة لأمر ضروري -العم كيول:لكنك جئت للتو -جيهوب:أعلم...لم أنوِ البقاء كل هذه الفترة...كل ما أريده الاطمئنان عليك -العم كيول:بوركت
خرج جيهوب محبطا بعد أن ودع العم ثم مشى في الشارع يفكر إلى أن وصل للبيت -جيهوب(يفكر) :تلك الغرفة الوحيدة التي لم أستطع فتحها...ترى هل يعقل أن جوميونغ موجودة هناك؟ كيف سأتمكن من معرفة ذلك دون إثارة شكوك العم كيول؟ يا إلهي ماذا أفعل! أحتاج خطة محكمة وذكاءً خارقا لحل هذه المشكلة العويصة
بينما أنا محتجزة في القبو رأيت الفتاة التي بجانبي ترتجف من الخوف وهذا جعلني أشعر بالشفقة عليها -جوميونغ(بحزن) :لا تخافي...سيأتون وينقذوننا...إن والدي قاضٍ بارع ولن يتوقف حتى يعثر علينا وينقذنا من هذا العجوز المختل
حاولت الفتاة الكلام معي إلى أن فمها مخيَّط بإحكام فلم يصدر عنها سوى الهمهمات غير المفهومة -جوميونغ:لا أفهم عليك...هل تحتاجين شيئا؟ -الفتاة:هممم هممممم هممم -جوميونغ:مازلت لا أفهم شيئا
أشارت بأصابعها التي بالكاد تستطيع تحريكها نحو الباب ففهمت أنها تلمح لي لنهرب -جوميونغ(بحزن) :ليتني أستطيع...لندعوا الله فقط أن يأتي والدي بسرعة
عاد العم كيول للقبو وهو يبتسم تلك الابتسامة القذرة التي كرهتها -العم كيول(بخبث) :دقائق فقط وتصبحين في أحضاني
تقززت من كلامه وكدت أستفرغ أما هو فتقدم مني ورفع يده ليضعها علي -جوميونغ(بحدة) :أبعد قذارتك عني -العم كيول:لا تصرخي وإلا خطت فمك أنتِ أيضا -جوميونغ(بحدة) :تبا لك -العم كيول:إذًا فأنتِ لا تخافين من أحد! كما تريدين...ابقي على عنادك
حمل هاتفه وأجرى مكالمة مع شخص ما -العم كيول:أين أنت؟ تعال بسرعة فسنبدأ الآن
حين تكلم عن البدء عرفت أنه يتحدث عني...يبدو أن الأمر سينتهي بي هنا ويتم التحرش بي وقتلي ودفني دون أن يعلم أي أحد عني...حتى أفراد عائلتي لن يستطيعوا رؤية جثتي والبكاء عليها في عزائي
على ذكر عائلتي فقد كانوا يحترقون من القلق علي خاصة أبي الذي ذهب لمنزل جيهوب ليكلمه ويجمع المزيد من المعلومات...بعد أن طرق الباب فتح له جيهوب فدخل دون استئذان وأغلق الباب خلفه -الأب(بحدة) :أيها الخاطف الحقير -جيهوب:على أي أساس تسميني هكذا وأنت لا تملك أي دليل؟ -الأب(بحدة) :لا أحتاج دليلا حتى أثبت أنك حقير مخادع خطف ابنتي مرة وكررها بسبب فشله -جيهوب:هفففف كم أنت عنيد ولا تفهم الكلام...كونك قاضيا بارعا فأنت تعرف أنك لا تستطيع إدانتي حتى تجد دليلا ثابتا على صحة خطفي لابنتك...أما غير ذلك فأنا أستطيع مقاضاتك لتشويه السمعة
تجول أبي حول جميع الغرف وفتشها جيدا بينما جيهوب واقف يراقبه وبعد أن انتهى ولم يجد شيئا استسلم للواقع -الأب(بحزن) :أرجوك أخبرني أين هي...سأدفع لك ما تريد...سأعطيك روحي إن أردت...فقط امحِ فكرة الانتقام من رأسك -جيهوب(بحزن) :لكنها حقا ليست معي...أقسم أنني لا أعرف مكانها ولو كنت أعرف لذهبت وأحضرتها بنفسي فأنا قلق مثلك
تنهد أبي بعمق وأرخى جسده على الأرض يستريح -الأب:إن لم تكن معك فأين ستكون؟ -جيهوب:لا أعلم...لكن إن عرفت فسأخبرك -الأب:لماذا قد تساعدني؟ فأنت تكرهني وتكره ابنتي -جيهوب:أعترف...نعم كنت أكرهكما كثيرا ولكن الآن لا...كل ما أريده أن تعود جوميونغ بصحة وسلامة -الأب:هل ستساعدني في إيجادها؟ -جيهوب:سأفعل إن استطعت -الأب:لا أصدق أنني أقول هذا ولكن شكرا لك
بينما أنا في القبو كان العم كيول يحمل المجسمات الخشبية الموجودة هناك ويريني إياها بينما يثرثر -العم كيول:انظري لهذه...أليست جميلة؟ -جوميونغ(بحدة) :وأنا ما همي بها؟ -العم كيول:أتذكر أنني نحتها بينما أختطف فتاة في غاية الجمال وأخبؤها في بيتي -جوميونغ(بحدة) :مختل -العم كيول:مهلا! ماذا عن تلك؟ هل تعجبك؟ -جوميونغ(بحدة) :لا -العم كيول:لديها ذكرى عزيزة على قلبي أيضا...كل المجسمات كذلك -جوميونغ(بحدة) :وأنا ما دخلي بكل قصصك التافهة هذه؟ دعني وشأني -العم كيول:ولماذا أفعل؟ -جوميونغ(بحدة) :لأن عليك ذلك...أنا فتاة ضعيفة وما تفعله جريمة يعاقب عليها القانون -العم كيول:أنتِ عصبية جدا يا فتاة...هدئي من روعك...صدقيني ستستمتعين بالعرض -جوميونغ(بغضب) :بماذا سأستمتع؟ أنا هنا مخطوفة أيها العجوز المختل الأهوج
بينما جيهوب يراقب منزل العم كيول من النافذة شاهد العم هاو يتوقف بسيارته وينزل منها متوجها نحو منزل أخيه...لهذا زاد فضوله لمعرفة ما الذي يجري هناك في الداخل وحاول إيجاد عذر للمجيء ورؤية ما يحصل
قاطعنا العم هاو يدخل للقبو وحين نظرت لوجهه تعرفت عليه فقد قابلته من قبل وأخبرني كانغ داي عن اسمه -العم هاو:لقد أتيت -العم كيول:تأخرت كثيرا...إنها العاشرة صباحا -العم هاو:كان علي التأكد من أن لا أحد يراقبني دون علمي -العم كيول:ههههه ولماذا قد يراقبونك؟ أنت بعيد عن الشبهات بمليون سنة ضوئية
نظر العم هاو نحوي ثم صفر بفمه -العم هاو:إنها هنا إذًا...لقد حصلت عليها مثلما أخبرتني -العم كيول:ههههه أخبرتك أنها هدف سهل
اقترب مني العم كيول بدرجة كبيرة حيث كان وجهانا متقاربان جدا...ومن شدة خوفي وتقززي منه بسقت على وجهه فتراجع للخلف -العم كيول:أنتِ لا تخافين من أحد حقا -جوميونغ(بحدة) :بما أنني سأموت لا محالة فسأواصل البسق عليك مرارا وتكرارا إلى أن تخرج روحي من جسدي -العم هاو:لماذا لم تخط فمها مثل الفتاة الأخرى؟ -العم كيول:تعرف أنني أحب سماع صراخها -العم هاو:هذا حقك يا أخي ولكن علينا الحذر لأننا في منطقة سكنية -العم كيول:هههههه حرصت على جعل هذا القبو معزولا تماما ولن يتمكن أحد من سماع أي صوت -العم هاو:أحسنت...لنبدأ مهمتنا
أحضر العم هاو حقيبة وفتحها وصار يخرج منها المعدات الحادة واحدة تلو الأخرى -العم هاو:بما أننا نمتلك ضحية جديدة فلنتخلص من القديمة...ما رأيك؟ أنا القلب وأنت الكليتين -العم كيول:ههههه موافق
حين قال ذلك عرفت ما الذي سيحصل...سيقومان بتشريح الفتاة المسكينة وبيع أعضائها بعد أن أحضرا بديلا جديدا وهو أنا...في هذه اللحظة بالذات انتهى أمري...لن ينقذني أي شيء الآن إلا معجزة حقيقية
هذا الأمر جعلني أرتعب لحد الارتجاف ولم يكن بيدي شيء أفعله سوى البكاء بصمت لأنني سأرى فيلم رعب أمامي...كذلك الفتاة التي بجانبي بدأت بالبكاء وارتفع صوت همهمتها
فجأة وبفضل معجزة إلاهية سمعنا صوت جرس الباب يرن قبل أن يضع العم هاو المشرط على بطنها -العم هاو:من يكون؟ -العم كيول:ربما أحد الجيران يحتاج شيئا -العم هاو:وماذا لو كانت الشرطة؟ -العم كيول:ما الذي قد تفعله الشرطة هنا؟ -العم هاو:ربما يبحثون عنا -العم كيول:لا مستحيل أن يشك بنا أي أحد فنحن محترفان في الخطف وإخفاء الأدلة منذ سنوات -العم هاو:وما الحل؟ -العم كيول:ابقَ أنت هنا وأنا سأرى -العم هاو:اذهب هيا وخذ حذرك
عدل سابقا من قبل بثينة علي في السبت يناير 20, 2024 2:39 pm عدل 1 مرات
بثينة علي يعجبه هذا الموضوع
بثينة علي Admin
المساهمات : 1314 تاريخ التسجيل : 27/05/2021 العمر : 27
خرج العم كيول من القبو بمفرده وترك العم هاو معي أنا والفتاة الأخرى المخطوفة...وحين تفقد من يرن جرس الباب وجده جيهوب -جيهوب(بتوتر) :مرحبا...آسف على الإزعاج الذي أسببه لك اليوم...لكن أردت الكلام معك في أمر ما -العم كيول:طبعا...تفضل
دخل المنزل ونظر من حوله فلم يجد أي أثر للعم هاو مع أنه رآه يدخل للمنزل بعينيه ولم يره يغادر -جيهوب(بتوتر) :الحقيقة أنني معجب بالمجسمات الخشبية التي تنقشها وأريد رؤية المزيد منها -العم كيول:أشكرك...يمكنك ذلك -جيهوب(بتوتر) :هذا لن يزعجك صحيح؟ -العم كيول:بالعكس يشرفني أن أجد شخصا يقدر موهبتي -جيهوب(بتوتر) :إنها موهبة مذهلة وأتمنى تعلمها منك -العم كيول:بالطبع يسعدني تعليمك ولكن أخبرتك أنها تحتاج لسنوات من التمرين -جيهوب(بتوتر) :وأنا سأجتهد -العم كيول:تعال سأريك
بدآ من غرفة المعيشة ونظرا لكل المجسمات الخشبية الموضوعة على الرفوف فرآها جيهوب وأمعن النظر بها واحدة تلو الأخرى محاولا كسب الوقت والبقاء هناك أكثر -جيهوب:واااو! كلها مذهلة...لكنني أريد رؤية المزيد -العم كيول:هههههه أنت مثلي تماما لا تشبع من الفن...تعال سأريك التي في غرفة نومي
توجه كلاهما لغرفة النوم أيضا ورأى جيهوب كل المجسمات بهدوء وتروٍ إلى أن أنهاها كلها -جيهوب:وااااو! إنني متفاجئ أكثر من قبل...لكن هذا يجعلني جائعا للفن...أرني المزيد إن كنتَ تملك منها -العم كيول:طبعا...تعال لمكتبي
ذهبا للمكتب وألقى جيهوب نظرة أخرى على كل تلك المجسمات إلى أن انتهى من رؤيتها -العم كيول:اكتفيت؟ -جيهوب:لم أكتفِ بعد...لو كان لديك مزيد فلن أقول لا -العم كيول:ربما إن نقشت المزيد منها سأريك إياها يوما ما -جيهوب:سيشرفني ذلك
خرجا من المكتب وبقيت عينا جيهوب على الغرفة المغلقة التي بالبيت -جيهوب:ماذا عن تلك الغرفة؟ -العم كيول:ما بها؟ -جيهوب:هل تحتوي مجسمات خشبية أخرى؟ -العم كيول:لا...إنها ورشة عمل مغلقة ولا أستخدمها كثيرا بسبب أنني أحب نقش مجسماتي الخشبية في حديقة المنزل أكثر -جيهوب:آاااه هكذا إذًا...لكن لماذا تغلقها؟ -العم كيول:لِمَ هذا السؤال؟ -جيهوب(بتوتر) :ههههه لا شيء...فقط خطر على بالي أنك وحيد في هذا المنزل ولا حاجة لإغلاقها -العم كيول:هههههه أنت فضولي جدا اليوم...ماذا هناك؟ -جيهوب(بتوتر) :ربما لأنني معجب بموهبتك النادرة في النقش على المجسمات لذلك صرت فضوليا بشأن كل ما يخصك -العم كيول:مممم هكذا إذًا...دعني أريك ورشة العمل
سار نحو الورشة وأخرج المفتاح من جيبه ثم فتح الباب...طوال ذلك الوقت كان جيهوب متوترا ومستعدا للدفاع عن نفسه في حال ما تمت مهاجمته...وبمجرد أن فُتح الباب أشعل العم كيول الضوء وكانت الورشة فارغة تماما ولا أثر لأي بشري هناك...هناك فقط أدوات عمل قديمة وخردة -العم كيول:أحتفظ بالأدوات الكهربائية واليديوية هنا وأغلق الباب عليها بالمفتاح
بقي جيهوب واقفا في مكانه شارد الذهن بسبب خيبة أمله...لقد ظن أن هذه الورشة هي المكان الذي يختطفني العم كيول فيه ولكن يبدو أن الرياح جاءت بما لا تشتهي السفن -العم كيول:جيهوب! -جيهوب(بتوتر) :آااه...هذه هي إذًا ورشة عملك...إنها جميلة...شكرا لسماحك لي برؤيتها -العم كيول:هل تريد رؤية شيء آخر؟ -جيهوب:لا...هذا كل شيء
كانت خيبة الأمل تسيطر عليه لذلك قرر أن يغادر من هناك ويعود لمنزله لكن ما إن استدار لإحدى زوايا الورشة حتى رأى حقيبة تشبه حقيبتي موضوعة هناك...طبعا هو يتذكر أنني كنتُ أحمل واحدة مثلها في آخر لقاء لنا وكون تلك الحقيبة هناك في نفس الوقت الذي اختطفت فيه هو أمر مثير للريبة -جيهوب:تلك الحقيبة! -العم كيول(بتوتر) :حقيبة! ما بها الحقيبة؟! -جيهوب:لمن هي؟ تكلم -العم كيول(بتوتر) :إنها هنا منذ سنوات ولا أعرف عنها شيئا -جيهوب:كيف تكون لديك حقيبة نسائية وأنت غير متزوج ولا تقابل أي امرأة؟ -العم كيول(بتوتر) :لا أعلم...لا أعرف عنها شيئا...ربما اشتريتها لامرأة ما منذ زمن ونسيت أمرها -جيهوب(بحدة) :كاذب
ذهب نحو الحقيبة وحملها وكان سيفتش فيها ليعرف هل هي لي أم لا وما إن كاد يفعل حتى تلقى ضربة على رأسه أفقدته الوعي
فتح جيهوب عينيه ببطء فوجد نفسه مربوطا في القبو بإحكام ومن حوله العم كيول والعم هاو يحدقان به....بعدها أشاح ببصره حول المكان فرآني مربوطة على الكرسي وأبكي...وكذلك رأى بجانبي الفتاة المقيدة في السرير -جيهوب(بصراخ) :جوميونغ هل أنتِ بخير؟
أومأت برأسي أنْ نعم وأنا أبكي -جيهوب(بصراخ) :الحمد لله أنك بخير -العم هاو:اقلق على نفسك يا فتى...أنت من لن يكون بخير -جيهوب(بحدة) :هل ستقتلانني؟ -العم هاو:طبعا...بما أنك كشفت سرنا الصغير فعلينا قتلك...لم نختطف رجلا من قبل كوننا لا نستطيع التحرش به لكن لا بأس باستخدام أعضائك لجني المزيد من المال -جيهوب(بحدة) :تبا لكما أيها العجوزان الوغدان...كيف تفعلان ذلك؟ لقد ظننتكما شخصين شريفين -العم كيول:ههههه نحن كذلك ولكن لدينا هوس بالقتل والاغتصاب فهل لديك مانع؟ -جيهوب(بحدة) :طبعا لدي مانع...هؤلاء الذين تنفذون جرائمكم عليهم هم بشر أم ماذا؟ -العم كيول:ههههه وما همنا بهم؟ المهم أن نستمتع بكل لحظة في هذه الحياة...نحن لا نعيش مرتين يا فتى -جيهوب(بحدة) :لكن لماذا تفعلون ذلك؟ لماذا؟ مازلت لم أفهم ما الدوافع التي جعلتكما تقْدمان على هذه الأعمال البشعة -العم هاو:هل نخبره؟ -العم كيول:أخبره -العم هاو:هههههه بدون سبب...نحن من هواة الجرائم فحسب...الجريمة تجري في عروقنا منذ شبابنا...نحن نختطف النساء لنشبع غرائزنا وحين نجد البديل نتخلص من النسخة القديمة المملة ونبيع أعضاءها -جيهوب(بحدة) :مختلان عقليا -العم هاو:ههههه يعجبني حين يناديني أحد بهذا اللقب -العم كيول:أنا أيضا...علينا أن نجعله لقبا رسميا لنا...الأخوان المختلان...ما رأيك؟ -العم هاو:يعجبني هههههه
شعر جيهوب بالغضب الشديد مما يجري وحاول فك نفسه من الحبال إلا أنه لم يفلح -العم هاو:هذه الحبال مصنوعة من قماش صعب التمزيق -العم كيول:لم أتوقع أن يكتشف أمرنا...إنه ذكي مثل أبيه -العم هاو:نعم...كلاهما سيموتان على يدينا هههههه -جيهوب(بصدمة) :كلانا سنموت على يديكما؟ ما الذي تقصدانه؟ هل مات أبي على يديكما؟ -العم كيول:هل نخبره؟ -العم هاو:أخبره -العم كيول:نعم...والدك مات بسببنا نحن الاثنين ههههه -جيهوب(بغضب) :ما الذي تتفوهان به!؟ -العم كيول:كان فضوليا ومتدخلا مثلك ويشك بأمرنا فاضطررنا للتخلص منه بجريمة ملفقة...لم نستطع قتله فهو حذر لذلك أدخلناه السجن بتهمة قتل فتاة بطلقة نارية -جيهوب(بغضب) :أنتما إذًا؟ أنتما من قتل تلك الفتاة ووضعها في حديقة بيتنا مع المسدس! -العم هاو:ووضعنا بصمات أبيك عليه أيضا حتى نتأكد من أنه سيذهب للجحيم مباشرة -جيهوب(بغضب) :أيها الحقيران...أيها الوغدان الخبيثان...سأقتلكما بيداي هاتين ما إن أتحرر -العم كيول:تحرر إذًا...ماذا تنتظر؟
حاول جيهوب مرارا وتكرارا تحرير نفسه ولكن عبثا وبعد دقائق استسلم ونظر نحوي وأنا أبكي في صمت وأنظر لحاله التي يرثى لها -جيهوب(بغضب) :حتى لو مت هنا فسيأتي الذي ينتقم منك ويضعك في سلة القمامة التي خرجت منها -العم هاو:لماذا تصر على الموت بسرعة؟ على الأقل كن هادئا لتحافظ على حياتك أطول فترة ممكنة -جيهوب(بغضب) :لا أهتم
أخرج العم كيول من جيبه مسدسا حقيقيا ثم أشار به في وجه جيهوب -جوميونغ(بصراخ) :لاااا لا تقتله -جيهوب(بحدة) :اقتلني إن أردت ذلك ولكن تذكر كم كنت أحترمك وأعتبرك كوالدي...وأنت أيضا عاملتني كابن لك...تذكر كل الأيام الجميلة التي بيننا -جوميونغ(بصراخ) :لااا
لم يكترث العم كيول البتة لكلام جيهوب فهو بارد كالثلج ولا يهتم أساسا لهذه المشاعر...لكن حين شاهد ردة فعلي جاءته فكرة -العم كيول:إذًا فأنتِ تهتمين لأمره كثيرا؟ -جوميونغ(بصراخ) :نعم...لا تقتله أتوسل إليك -العم كيول:هههههه هذا مذهل...وجدت طريقة لجعلك تفعلين ما أريده
تقدم من جيهوب وأمسكه من الخلف ووضع المسدس على رأسه -العم كيول:إما أن تفعلي لي ما أريد أو يموت هذا الشاب -جوميونغ(بصراخ) :لااا...لا تقتله -جيهوب(بغضب) :ما أقذرك! -العم كيول:الخيار لكِ آنستي
كان كلانا أنا وجيهوب متوترا...خاصة أنا فإما أن أبيع نفسي لهذا الحقير المنحرف أو أن يموت جيهوب...علي الاختيار بين قرارين أحلاهما مر -جوميونغ(بحشرجة) :موافقة...سأفعل ما تريد -العم كيول:ههههه ما أروعك أيتها الفاتنة! -العم هاو:ههههه محظوظ يا كيول
رمى العم كيول جسد جيهوب المقيد على الأرض ثم اقترب مني -العم كيول:أعطني قبلة
نظرت لشفاهه المتشققة والمقرفة فشعرت بالتقزز في كل أنحاء جسمي -العم كيول:هيا أثبتي لي أنكِ ستفعلين كل ما أريده بقبلة -جيهوب(بصراخ) :جوميونغ لا تفعلي...دعيه يقتلني فحسب
تلك اللحظات كانت من أصعب اللحظات علي تمنيت فيها قتل نفسي بدل الوقوع في موقف محير كذاك...للأسف لم أستطع تقبيله بل بالعكس جمعت كل ما أستطيع من بساق في فمي ورميته على وجهه فتراجع للخلف يمسحه بكفيه -العم كيول(بحدة) :تبا...يبدو أنك تريدين الموت هنا مع هذا الفضولي الذي معك -جوميونغ(بحدة) :نعم أريد الموت...اقتلني فحسب وحينها سيرتاح الجميع -العم كيول:لم تحزري...ستبقين هنا وتفعلين ما أريده غصبا عنك والوحيد الذي سيموت هو هذا الفضولي الذي أمامك
نظر العم هاو للساعة التي في يده فوجدها الثانية عشرة منتصف النهار -العم هاو:وقت الغداء -العم كيول:وااو! بسبب هذين الشابين مر الصباح بسرعة دون أن نلاحظ -العم هاو:لنذهب لتناول الغداء وبعدها سنهتم بهما -العم كيول:هيا بنا...سأدفع الفاتورة بما أنني حصلت على غنيمة جيدة مؤخرا من بيع كلية الفتاة السابقة
بعد خروج العمين من القبو نظر لي جيهوب فوجدني أبكي في صمت...كان سيخبرني الكثير من الكلام لكن الحال التي نحن فيها جعلته يتراجع ويثبت نظره على الأرض فحسب
استمر الصمت القاتل للحظات إلى أن قررت أخيرا فتح الموضوع والكلام أولا -جوميونغ(ببكاء) :ما كان عليك المجيء وتعريض حياتك للخطر -جيهوب:لا...بل كان علي ذلك -جوميونغ(ببكاء) :أيها الغبي...الآن سنموت كلانا هنا...لماذا فعلت ذلك؟ لماذا لم تنقذ حياتك فحسب؟ -جيهوب:لأنني أدين لك باعتذار...لا بل بالكثير من الاعتذارات -جوميونغ(ببكاء) :دعك من الاعتذارات فهي لا تنفع في شيء -جيهوب:أعلم...لكنني آسف...لو صدقت كلامك منذ البداية لما حصل كل هذا
أنزلت رأسي وواصلت ذرفي للدموع...من جهة أنا خائفة مما سيحصل ومن جهة أخرى تأثرت بكلامه -جيهوب:لقد قلقت عليك كثيرا
رفعت رأسي ببطء بعد أن سمعت تلك الجملة فوجدته يشيح ببصره بعيدا متفاديا النظر في وجهي من شدة خجله...هذا الأمر بث في قلبي الطمأنينة وتوقفت عن البكاء فورا -جوميونغ(بحشرجة) :قلقت علي! إنها أفضل كلمة سمعتها من شاب في حياتي -جيهوب:سأجد طريقة لإخراجك من هنا...أعدك بذلك -جوميونغ(بحشرجة) :وهل سيكون ذلك قبل أو بعد التحرش بي؟ -جيهوب(بحدة) :فليجربوا أن يقتربوا منك وأقسم أنني سأدفنهم وهم أحياء...مازلتِ لا تعرفين جونغ جيهوب جيدا -جوميونغ(بابتسامة) :بلى أعرفه...إنه إنسان نبيل ومقدام -جيهوب:رأيتِ؟ أعدك أننا لن نبقى طويلا هنا...سأحاول خداع العجوزين بطريقة ما ونهرب معا من هنا -جوميونغ:ماذا عن الفتاة الأخرى؟
نظرنا نحوها فوجدناها نائمة بعمق -جيهوب:لا تقلقي عليها...سنخرجها معنا هي الأخرى -جوميونغ(بحزن) :حتى ولو خرَجَت من هنا فستعاني نفسيا لسنوات بسبب هذين العجوزين الحقيرين -جيهوب:أعلم...لكن على الأقل ستنجو بحياتها وتتعلم درسا -جوميونغ(بحدة) :عن أي درس تتكلم؟ هذا ليس أمرا يمكن تعلم درس منه...لو كنت فتاة حينها ستغلق فمك للأبد -جيهوب:مهلا مهلا! لا تنفعلي...لم أقصد شيئا من كلامي -جوميونغ:أيا يكن...ما الذي تخطط له؟ -جيهوب:حتى الآن ليست لدي خطة...لكن سأحاول إيجاد واحدة بسرعة
نظر من حوله فلم يجد سوى المجسمات الخشبية...كان على الطاولة بعيدا عنه أدوات حادة كان ليستخدمها لتمزيق قيود يديه ولكنه مربوط في الحائط -جيهوب:الأمر سيكون أصعب مما ظننت -جوميونغ:لماذا يجمع كيول كل هذه المجسمات الخشبية؟ -جيهوب:لا أعلم...لكن من كلامه يبدو مهووسا بها مثلما هو مهووس بجمع النساء -جوميونغ:هذا مرعب...لا أظن أنه في كامل قواه العقلية -جيهوب:حتى أخوه هاو ليس كذلك
حين حل موعد الغداء ذهبت كيوكي للكافيتيريا لتتناول طعامها وأثناء ذلك قررت الاتصال بي لتسألني لماذا لم آتي للجامعة اليوم...لكن وجدت هاتفي مغلقا وهذا ما جعلها تتصل بوونهو بدل ذلك -كيوكي:ألو...وونهو...صباح الخير -وونهو:صباح النور -كيوكي:آسفة لإزعاجك ولكن أريد معرفة لماذا لم تأتِ جوميونغ للمحاضرات اليوم؟ ولماذا هاتفها مغلق؟ -وونهو(بحزن) :أكره ذكر ذلك ولكن جوميونغ اختفت -كيوكي:اختفت! -وونهو(بحزن) :للأسف نعم -كيوكي:هل هذا مقلب آخر لجذب الاهتمام؟ -وونهو(بحزن) :ليته كذلك...لكنها فعليا اختفت دون أي أثر -كيوكي(بحزن) :لا مستحيل...لم تخبرني أنها ستذهب لمكان ما -وونهو:متى آخر مرة رأيتها فيها؟ -كيوكي:البارحة في الـ... -وونهو:أكملي -كيوكي(بتوتر) :الحقيقة...رأيتها في الـ... -وونهو(بصراخ) :تكلمي يا فتاة...ماذا هناك؟ -كيوكي(بتوتر) :لم أرها مطلقا...هذه هي الحقيقة -وونهو:مهلا! ألم تذهبا معا في رحلة جامعية؟ -كيوكي(بتوتر) :لا...الحقيقة أننا لم نذهب معا...لقد كذبَت على والديك وأخبرَتهما أننا سنذهب في رحلة جامعية ولكن الحقيقة... -وونهو(بصراخ) :نونا تكلمي...سأموت بسكتة قلبية -كيوكي(بتوتر) :لقد ذهبت لرؤية خاطف قلبها -وونهو:ها!؟ -كيوكي(بتوتر) :انسَ الأمر...جوميونغ ستقتلني إن عرفت أنني أخبرتك -وونهو:من هو هذا!؟ -كيوكي(بتوتر) :جونغ جيهوب...الشاب الذي قامت بمقلب الخطف معه آخر مرة -وونهو(بصدمة) :تقصدين ذاك الذي أطلقته من السجن هو وأخوه! -كيوكي(بتوتر) :نعم...هي...معجبة...به -وونهو:أوبسي! لقد قضي على هذا الفتى بكل تأكيد -كيوكي(بتوتر) :لم أقل أنه اختطفها ولكن لقد ذهبت لرؤيته -وونهو:على كل حال شكرا لتعاونك -كيوكي:العفو
أغلق الخط وركض نحو أبي وأخبره بكل شيء يعرفه وبالطبع كانت ردة فعل أبي الغضب والصراخ -الأب(بغضب) :إذًا كان يكذب علي...لقد قال أنه لم يرها -الأم:تحبه! هل يخرجان معا؟ -الأب(بغضب) :من بين كل الشباب في كوريا خطر على بالها أن تحب هذا المجرم فقط! -وونهو:ظننت أنكما تفاهمتما ونسيتما الخلافات القديمة -الأب(بغضب) :لقد تحدثت معه ولكن هذا لا يعني أنني أثق به...كان علي معرفة ذلك لأتحرى صدقه وأعرف هل حقا خطف ابنتي -الأم:إذًا فقد كانت معه آخر مرة -الأب(بغضب) :بلى...سأذهب وأكلمه وأسأله لماذا أخفى عني الأمر
توجه لمنزل جيهوب مسرعا ودق جرس الباب...مرت دقائق وهو ينتظر أن يفتح له أحدهم ولكن بلا فائدة فالمنزل فارغ...بعدها نظر حوله في الحي فوجد العم كيول يقف عند باب منزله -الأب:مساء الخير العم كيول:مساء النور -الأب:هل جونغ جيهوب بالمنزل؟ -العم كيول:لا ليس هناك...رأيته يغادر قبل ساعات -الأب:ألا تعرف إلى أين؟ -العم كيول:لا للأسف -الأب:حسنا شكرا لك
أراد أبي أن يعود أدراجه ليركب سيارته وبينما يسير متوجها للموقف رأى كاميرا مراقبة موضوعة في أعلى الإنارة...كان سعيدا جدا لأنه سيتمكن من إيجاد دليل واحد على مكان اختفائي لذلك صعد ونظر للكاميرا إلا أنه وجدها معطلة -الأب(يفكر) :معطلة! لماذا تتعطل هذه الكاميرا دائما! حتى في حادثة الخطف السابقة حاولنا إحضار التسجيلات ولكنها ضاعت بسبب تعطل الكاميرا...هل يعقل أن جيهوب عطلها بنفسه! أم أن هناك شخصا آخر في هذا الحي الصغير يقوم بأعمال غير قانونية فعطلها؟
هذا الأمر جعله يعود أدراجه وينتظر جيهوب بجانب منزله لكي يكلمه عن الموضوع بصراحة
بالنسبة إلي أنا وجيهوب فقد كنا ما نزال مربوطين في ذلك القبو وبجانبنا الفتاة المخطوفة...بقينا كذلك إلى أن جاء العجوزان المجنونان إلينا -العم هاو:ههههه الآن ملأت بطني ويمكنني آداء عملي -العم كيول:هههه لا شيء أجمل من فتاة فاتنة بعد ملء بطنك
اقترب العم هاو من الفتاة المربوطة على السرير حاملا المشرط ولمسها فوجد جسدها باردا -العم هاو:ماتت!
نظرت أنا وجيهوب لبعضنا بعينين مصدومتين...لم أستطع التحكم بنفسي فذرفت الدموع على حال الفتاة المسكينة التي عانت كثيرا والآن صعدت روحها للسماء
قام هاو بفتح بطنها واستخراج أعضائها أمام عيوننا مما جعلني أكاد أتقيأ...بعدها وضعها في كيس -العم كيول:لنتخلص منها -العم هاو:هيا
قاما بأخذها خارج القبو وتركانا هناك...وقتها أنزلت رأسي واكتفيت بالبكاء بينما جيهوب يراقبني -جوميونغ(ببكاء) :لا أصدق أن نهايتي ستكون مثلها...سأموت هنا...لا أصدق -جيهوب:فليقتلوني قبل أن يقرروا لمس شعرة من رأسك -جوميونغ(ببكاء) :أنا خائفة -جيهوب:لا تخافي...منقذك هنا -جوميونغ(ببكاء) :أنا خائفة -جيهوب:اهدئي أرجوك...سأجد حلا
بينما أبي ينتظر جيهوب أمام منزله مر عليه كيول وهاو وهما يضعان الفتاة في كيس نفايات أسود ويربطانه جيدا بحيث لا يظهر عليه أن هناك بشري بالداخل...ثم أخذاه ووضعاه في صندوق السيارة من الخلف وذهبا ليدفناه في مكان لا يستطيع إيجاده فيه أي أحد
بينما أبي يراقبهما شعر بالشك الشديد خاصة أن هذا الحي مليء بالصدف الغريبة لذلك تظاهر بعدم الاهتمام وأشاح ببصره بعيدا عنهما...وما إن ابتعدا قليلا حتى ركب سيارته بسرعة وتبعهما مع ترك مسافة بينه وبينهما حتى لا يكتشفا أمره
عدل سابقا من قبل بثينة علي في السبت يناير 20, 2024 2:41 pm عدل 1 مرات
بثينة علي يعجبه هذا الموضوع
بثينة علي Admin
المساهمات : 1314 تاريخ التسجيل : 27/05/2021 العمر : 27
تتبع أبي العم كيول وأخاه هاو بسيارته فرآهما يتوجهان لمكان بعيد عن المدينة تماما وموجود في منطقة غابية في إحدى نواحي سيؤول...هذا ما جعله يتأكد أن هناك أمرا ما غريبا في هذين العجوزين
في نفس الوقت عاد وونهو من الثانوية بعد أن أنهى دروسه فوجد أمي جالسة تبكي في البيت -وونهو:أمي...أنتِ بخير؟ -الأم(ببكاء) :وهل أبدو لك بخير؟ مرت ساعات على اختفاء ابنتي دون أثر ولا يمكنني فعل شيء لإيجادها...أنا أم فاشلة ومهملة -وونهو:ولماذا تضعين اللوم على نفسك؟ -الأم(ببكاء) :لأنني تركتها تخرج وحدها ببساطة...ليتني كنت مثل والدك متشددة وقاسية فحينها لن يصيبها أي مكروه -وونهو:إنه القدر...علينا أن نتحلى بالإيمان فربما ستعود إلينا بخير وعافية -الأم(ببكاء) :وماذا لو أن الخاطف قتلها ودفنها بعيدا دون أي أثر؟ -وونهو:نحن لا نتمنى ذلك...دعينا نتفاءل خيرا فحسب -الأم(ببكاء) :ليتني أستطيع ذلك...لا أملك حتى طاقة للتفاؤل -وونهو:جوميونغ الغبية...دائما تضع نفسها في مواقف خطيرة -الأم(ببكاء) :أشعر بالدوار...لم أنم طوال الليل -وونهو:اذهبي ونامي...في حال جاء أبي بأي خبر فسأوقظك -الأم(ببكاء) :حسنا...لكن أتمنى أن أستطيع ذلك
ذهبت للنوم رغم حزنها الشديد ثم توجه وونهو لغرفتي ونظر لكل أغراضي التي تذكره بي...توجه أيضا نحو سريري واستلقى عليه ثم ظل يحدق بالسقف بشرود وحزن
أثناء نظره للسقف لمح شيئا ما موضوعا في الثُّرية وبسبب أن الإنارة شغالة فقد كان ظله المستطيل ينعكس على الغرفة -وونهو:ما هذا؟! شي مستطيل؟! كيف وصل إلى هناك!؟
وضع كرسيا وصعد نحو ثُرية الإنارة فوجد دفترا مخبئا بطريقة ذكية لن يجده فيها أحد إلا إذا كان دقيق الملاحظة...وحين ألقى نظرة عليه وجده مذكراتي -وونهو(بحماس) :وااااو! أخيرا وجدتها! أخيرا...علي إخبار أبي فورا
كان سيركض خارج الغرفة ولكن تذكر أنني قد أكون كتبت عنه شيئا ما يسبب له المشاكل مع أبي -وونهو:هذا ليس وقت أنانيتي...أختي في خطر
اتصل بأبي على وجه السرعة وهو ما يزال يلاحق العمَّيْن كيول وهاو بسيارته -الأب:ألو! أنا مشغول الآن...سأتصل بك لاحقا -وونهو(بسعادة) :لا تقطع الخط...وجدت مذكرات جوميونغ -الأب:حقا؟! كيف فعلت ذلك!؟ -وونهو:هههههه لأنني ورثت الذكاء منك أبي -الأب:اقرأ لي منها أي شيء قد يساعدني في حل الجريمة -وونهو:سأقرأ لك آخر ما كتبته
قلب الصفحات إلى أن وصل لآخر صفحة وهي نفسها التي كتبت فيها ملاحظات عن العم كيول -وونهو:تقول جوميونغ في هذه الصفحة "مذكرتي العزيزة...اليوم اكتشفت سرا خطيرا جدا وهو أن العم كيول يمكن أن يكون نفسه المجرم الخطير الذي يخطف الفتيات طوال السنوات الماضية...فحينما سمعت صوته اكتشفت أنه نفس صوت الشخص الذي سمعته يتكلم عن الجرائم ودفن الفتاة قبل أيام" -الأب:عد للأيام التي بعدها واقرأ لي ما حصل -وونهو:خطها مخيف...بالكاد فهمت شيئا
قلب الصفحات للخلف إلى أن وصل لليوم المقصود -وونهو(يقرأ) :"مذكرتي...اليوم هربت من المنزل عبر النافذة لأرى خاطف قلبي جيهوب وبينما أنا مختبئة في موقف السيارات وأراقب منزله من بعيد جاء رجل غريب وظل يتحدث على الهاتف مع شخص ما يخبره أنه خطف فتاة وسيأتي بها إليه وعندما تموت سيدفنانها معا...هذا الأمر جعلني أرتعب من الخوف في مكاني خاصة حين أغلق الخط وبدأ يغني أغنية مرعبة فقد ظننت أنه اكتشف أمري وسيقطعني..." -الأب:من هو العم كيول؟ -وونهو:وأنا ما أدراني! -الأب:ربما نفسه الذي ألاحقه الآن -وونهو:هل تلاحق شخصا ما؟ -الأب:نعم...لنقل شخصين وليس واحد...سأتصل بك حين أعود -وونهو:هل أنت بمفردك؟ -الأب:نعم -وونهو:خذ حذرك إذًا -الأب:لا تقلق فكل شيء مدبر له -وونهو:حسنا...رافقتك السلامة
أغلق أبي الخط وواصل لحاقه بالعمين بسيارته إلى أن وصلا إلى مكان معزول جدا ثم توقفا بسيارتهما فاضطر أبي للتوقف بعيدا عنهما والنزول من سيارته
مشى نحوهما واختبأ بين الأشجار الكثيفة فرآهما ينزلان من السيارة وينظران حولهما ثم يخرجان الكيس الذي به الفتاة الميتة من صندوق السيارة ويبدآن بالحفر ليدفناها -العم كيول:لا أشعر بالراحة -العم هاو:لماذا؟ -العم كيول:كما لو أن أحدهم يراقبنا
نظرا من حولهما باحثين عن أي شخص يراقبهما فلم يجدا شيئا -العم هاو:سأتفقد المكان وأنتَ احفر
ذهب العم هاو في جولة حول المكان وتأكد من كل شيء ولحسن الحظ لم يرَ أبي الذي كان مختبئا خلف الشجيرات الكثيفة...وبينما يحاول العودة غافله أبي وضربه بقوة على رأسه بمرفقه ففقد الوعي
بقي العم كيول يحفر وحدة لفترة إلى أن خرج أبي نحوه بكل ثقة...كانت ردة فعله أنه تجمد في مكانه من الصدمة -الأب(بغضب) :ما الذي في الكيس؟ -العم كيول:وما شأنك؟ -الأب(بغضب) :هل هي ابنتي؟ هل اختطفت ابنتي وآذيتها؟ -العم كيول:ابنتك! تقصد جوميونغ؟ -الأب(بغضب) :أيها الوغد الحقير...سأقتلك إن وجدتها في ذلك الكيس
كان سيركض باتجاهه ويبرحه ضربا إلا أن العم كيول أخرج من معطفه سلاحا وأشار به في وجهه فتراجع فورا -الأب(بغضب) :أيها المجرم الحقير...سأمزقك بيداي هاتين -العم كيول:هههههه أنا من سأمزقك وأمزق ابنتك أيضا -الأب(بغضب) :أين هي؟ -العم كيول:في منزلي...مع جيهوب...كلاهما سيلحقان بك بعد أن أنتهي منهما -الأب(بغضب) :لماذا تفعل ذلك بها؟ ما الذي فعلته لك؟ -العم كيول:لا ذنب لها سوى أنها فتاة فاتنة...ومن نوعي المفضل -الأب(بغضب) :يال القرف...عجوز في مثل سنك سيموت إن عطس ومازلت تفكر بطريقة قذرة -العم كيول:اهتم بشؤونك أيها القاضي هان -الأب(بصدمة) :أنتَ تعرفني إذًا؟ -العم كيول:طبعا أعرفك...أنت من حكمت في قضية والد جيهوب وبسبب ذلك ظل حاقدا عليك للأبد لأنك ظلمت أباه -الأب(بغضب) :أنا لا أظلم أحد...كل حكم أطلقه يكون بموجب القوانين والأدلة -العم كيول:هههههه الأدلة المزورة التي وضعتها أنا -الأب(بصدمة) :أنت من زورت الأدلة!؟ -العم كيول:ههههه طبعا...والد جيهوب الحقير شك بأمري وكان سيبلغ عني لذلك حاولت قتله...لكن الأمر صعب فهو حذر جدا...فلم يكن مني سوى أن نسخت بصماته ووضعتها على سلاح ثم قتلت به فتاة ورميتها في حديقة بيته...فكرة عبقرية صحيح؟ -الأب(بغضب) :حتى الشياطين لا تفعل مثلما فعلت...وغد -العم كيول:هههههه وما همك أنت؟ ستنتهي حياتك الآن ولن يسمع بك أحد أبدا -الأب:متأكد؟
بينما هما واقفان سمعا صوت مروحية تحوم في السماء فوقهما وبها مجموعة من رجال الشرطة يوجهون البندقيات نحو العم كيول...ابتسم أبي بنصر وأخرج جهاز تسجيل لاسلكيا من جيبه يفتح مكالمة مع الشرطة وقد كانوا يستمعون لكل المحادثة -الأب:لا تستهن بالقاضي هان يوسوب أبدا -العم كيول(بحدة) :لااااا لاااااا...مستحيل أن ينتهي الأمر هنا مستحيل
لم يكن بيد العم كيول أي مهرب ولكنه قرر أن ينتقم من أبي لكشفه خططه فأطلق النار عليه وهرب...حينما سقط أبي أرضا قام أحد رجال الشرطة بالتصويب على العم كيول في إحدى ساقيه فسقط أرضا ولم يستطع الهرب بعيدا وبعدها نزل رجال الشرطة إليه وقيدوه وأسرعوا لتفقد أبي -الشرطي:أيها القاضي هان...أنت بخير؟ -الأب(بألم) :أنا بخير...فقط إصابة في ذراعي
تفقد الشرطي ذراعه فوجدها تنزف ولحسن الحظ كانت إصابته جانبية وليست في صدره وبذلك تم إنقاذ حياته بأعجوبة...وأيضا تم أخذ العم كيول والعم هان لقسم الشرطة لينالا جزاءهما العادل وتم أخذ جثة الفتاة للتشريح في المستشفى من أجل معرفة المزيد من التفاصيل حول الجريمة وكتابة تقرير طبي يساعد في المحاكمة
في نفس الوقت تم إرسال مجموعة من رجال الشرطة نحو منزل العم كيول وتفتيشه وبصعوبة تم إيجاد القبو السري الذي يخفينا فيه والذي كان موجودا في ورشة العمل تحت الأرض ولا يمكن لأي شخص كان ملاحظته إلا الذي يعيش في ذلك البيت ويعرف المكان بالضبط...حينما فُتِح الباب مت من الخوف أنا وجيهوب ولكن ما إن رأينا رجال الشرطة يقتحمون المكان حتى صرخنا من الفرح
تم إخراجنا من ذلك المكان بعد فك قيودنا وبينما نحن متوجهان لنصعد سيارة الشرطة أوقفني جيهوب بإمساكه لذراعي...استدرت نحوه ففاجأني بعناق جعلني فيه أنسى كل الألم والمعاناة التي عشتها طوال هذه الأيام...نسيت حتى جوعي وعطشي وبادلته العناق وأنا أبتسم -جيهوب(بابتسامة) :الحمد لله على سلامتك...لو حصل لك شيء هناك لمت قبلك -جوميونغ:ههههه بل أنا سأموت قبلك...العم كيول لم يكن ينوي إيذائي بل إيذاءك أنتَ لأنه لا يملك أي مصلحة منك -جيهوب:لكننا بخير والحمد لله -جوميونغ(بحزن) :نعم ولكن...آسفة بشأن والدك...لقد حزنت كثيرا بسبب القصة...آسفة مليون مرة -جيهوب:لا تتأسفي...أنا من يجب أن يتأسف لأنني ظلمتك وظلمت والدك ولكن كان علي ظلم ذلك الحقير كيول فهو وراء كل شيء...أنا الذي يجب أن أتأسف مليون مرة -جوميونغ:لا بأس...لكن هل ستكون بخير؟ -جيهوب(بحزن) :سواء أكنت بخير أو لا فوالدي لن يعود للحياة...علي المضي قدما فحسب وسأترك الأمر للعدالة حتى تتولى أمر المجرم -جوميونغ:هذا هو الكلام...الأخذ بالثأر ليس أمرا جيدا...اترك كل شيء للقانون وسيتكفل به
تم أخذنا لمركز الشرطة وأخبرناهم بكل شيء نعرفه حول الحادثة وهناك استقبلتنا أمي مع وونهو وعانقتهما بحرارة وبكينا كثيرا من شدة الفرح -جوميونغ:أين أبي؟ لماذا لم يأتِ؟ -الأم:للأسف لقد أصيب بطلق ناري في أعلى ذراعه وهو في المستشفى الآن -جوميونغ(بقلق) :هل هو بخير؟ -الأم:لا تقلقي...لحسن الحظ جاءت الطلقة في ذراعه بدل مكان آخر -جوميونغ:من الذي أطلق عليه؟ -الأم:مازلت لا أعلم شيئا عن القصة فقد قال أنه سيخبرني بعد أن آتي وأطمئن عليك -جوميونغ:سأذهب لزيارته -الشرطي:لا يمكنك المغادرة قبل أن نكمل كتابة ملف التحقيق -جوميونغ:لكنني أخبرتكم بالفعل عن كل شيء -الشرطي:مازال عندنا الكثير من الأسئلة -جوميونغ:مممممم حسنا
احتجنا لساعات حتى أكملنا ملف التحقيق ثم خرجنا من مركز الشرطة أنا وجيهوب وأمي ووونهو...أراد جيهوب أن يركب الباص ويعود لمنزله فأوقفته -جوميونغ:جيهوب...اعتنِ بنفسك جيدا ولا تحزن -جيهوب(بابتسامة) :سأفعل...وأنتِ أيضا اعتني بنفسك وبوالدك حتى يشفى...وبلغيه خالص اعتذاراتي -جوميونغ:هههههه حسنا
ركب الباص أما أنا فركبت مع والدتي في سيارتها ومعنا وونهو وتوجهنا للمستشفى...حين وصلنا دخلت ركضا وذهبت لغرفة أبي فوجدته متسلقيا على سريره ويده مغطاة بالضمادات...رؤيته كذلك أحزنتني ولكن أسرعت نحوه وعانقته بحرارة محاولة عدم لمس ذراعه المصابة...ومن شدة حزني لم أستطع كتم دموعي فبكيت على كتفه -الأب:الحمد لله على سلامتك -جوميونغ(ببكاء) :وأنت أيضا...أحبك أبي -الأب:ذلك العجوز الحقير لم يؤذك صحيح؟ -جوميونغ(ببكاء) :لا...كيف سيؤذيني بينما يحميني شخص رائع مثلك...شكرا لك لإنقاذي من يديه -الأب:كفي عن البكاء هيا
ابتعدت عنه قليلا فرفع يده ومسح دموعي التي بالكاد جفت حين رأت ابتسامته العذبة -جوميونغ:أخبرني ما الذي حصل؟
أخبرني بالقصة كاملة وكيف اكتشف أن العم كيول مجرم...كذلك أخبرني أنه أثناء تتبعه له ولأخيه بسيارته اتصل برجال الشرطة وأعطاهم المكان بالضبط وطلب منهم المجيء وكذلك وضع جهاز اللاسلكي في ثيابه حتى يسجل كل المحادثات التي تجري...هذه الأمور جعلتني أنبهر بذكائه وقدرته على التصرف في المواقف الصعبة...هذا طبيعي كونه موجودا في مجال القانون منذ سنوات
حينما عدت للمنزل قدم لي وونهو مذكراتي -جوميونغ(بانزعاج) :كيف عثرتم عليها!؟ لقد خبأتها في مكان لا يصله أحد -وونهو:إنه مكان تافه كوجهك...بمجرد أن شغلت الإنارة ظهرت بوضوح الشمس -جوميونغ(بانزعاج) :هففف هل قرأتها؟ -وونهو:بلى...لولاها ما تمكنا من معرفة معلومات تساعدنا في حل القضية -جوميونغ:ماذا قرأت أيضا؟ -وونهو:لا شيء غير ذلك...ولا تخافي فوالداي لم يقرآ شيئا منها -جوميونغ:أوووه الحمد لله -وونهو:آه تذكرت...ما عدا أنك تهربين في الليل وتذهبين لمنزل جيهوب -جوميونغ(بصدمة) :لااااا انفضحت -وونهو:أبي سيقطع رأسك لذا سأتولى جنازتك جيدا وأجعلها أفضل جنازة في التاريخ -جوميونغ(بصدمة) :فعلا أبي سيقتلني...ماذا أفعل؟ -وونهو:ليس باليد حيلة...افعلي كل ما يطلبه منك فحسب وستمر الأمور بخير...بعد فترة ستعود له الثقة ويتركك تفعلين ما تريدين -جوميونغ(بحزن) :ممممم هذا يعني أن أبقى محبوسة لفترة طويلة...لا بأس...ربما أستطيع حل الأمور
بعد مرور أسبوع من التحقيقات المتواصلة جاء اليوم الذي سيتم فيه محاكمة العم كيول وأخيه هاو...وبعد الاستماع لكلام المحامين والكثير من المشاورات تم الوصول لاتفاق -القاضي:بموجب السلطة التي لدي أحكم على المتهمين بالإعدام قتلا لتسببهما بخطف والتحرش بثمانِ فتيات ومحاولة ذلك مع التاسعة واختطاف شاب آخر وبيع الأعضاء...هذا مع ذكر تزوير جريمة القتل التي حصلت قبل سنوات...رفعت الجلسة
كانت ردة فعل العمين عادية جدا فقد توقعا قرار الإعدام ولذلك بقيا هادئين في كرسيهما إلى أن أخذهما رجال الشرطة...نظرت نحو جيهوب وابتسمت فقد كان حزينا للغاية بسبب ثقته الزائدة وحبه للعم كيول ولكن في النهاية اكتشف أنه مجرد مجرم حقير منحط...وعندما رأى ابتسامتي ابتسم لي هو أيضا وبقينا ننظر لبعضنا بإعجاب
بسبب تلك الحادثة ومعرفة أبي أنني أهرب من نافذة البيت قام بنقل غرفتي للطابق الأول وشدد الحراسة علي حين أذهب للجامعة وأي مكان آخر...توقعت أن يفعل ذلك فقد زدت الطين بلة بمشاكلي
استمر الحال هكذا إلى أن وفي يوم من الأيام كنت نائمة في غرفتي حوالي الساعة العاشرة ليلا فوصلني اتصال من جيهوب جعلني أطير من الفرح -جيهوب:مرحبا...هل نمتِ؟ -جوميونغ:لا -جيهوب:ماذا تفعلين؟ -جوميونغ:ألعب بهاتفي -جيهوب:أين تقع غرفتك؟
نهضت من سريري بسرعة من الصدمة فلا أفهم لماذا يسألني عن ذلك -جوميونغ:الطابق الأول -جيهوب:التي إنارتها مضاءة الآن؟ -جوميونغ(بصدمة) :هي مهلا! لا تقل...
ركضت نحو النافذة فوجدته واقفا عند سور بيتنا يحدق بي ويبتسم -جوميونغ:ما الذي تفعله هناك؟ -جيهوب:جئت لرؤيتك -جوميونغ:ح ح ح حقا؟! هل تحتاج شيئا؟ -جيهوب:نعم...أحتاجك أنتِ
دق قلبي بقوة حين سمعت تلك الكلمات -جوميونغ:هلاَّ توقفت عن المزاح؟ -جيهوب:تعالي...أريد الكلام معك -جوميونغ:لكن كيف آتي؟ أنا معلقة بالطابق الأول -جيهوب:لا أعلم...لكنني مصر على الكلام معك اليوم خاصة -جوميونغ:ألا يمكنك إخباري على الهاتف فقط؟ -جيهوب:لا...الأمر ضروري
بينما يتكلم لم يتوقف قلبي مطلقا عن الخفقان...ولأنني فتاة مجنونة دخلت الغرفة وبحثت عن أي شيء يمكنه مساعدتي على النزول والذهاب معه...لم أجد سوى أغطية سريري فربطتها ببعضها وشكلت بها حبلا ثم ربطته بإحكام في النافذة ونزلت منها
بعد أن نزلت خرجت من البوابة الرئيسية بسرعة وذهبت نحو جيهوب -جيهوب:يالك من متهورة! ماذا لو سقطتِ وتكسرت عظامك؟ -جوميونغ:ألست أنت من طلب مني المجيء!؟ -جيهوب:نعم ولكن ليس بطريقة الأفلام هذه -جوميونغ:المهم أنني أتيت -جيهوب:مممم نعم -جوميونغ:ماذا احتجتني؟ -جيهوب:تعالي...لنخرج معا -جوميونغ(بحماس) :هل هو موعد غرامي؟ -جيهوب:مممم تعالي فحسب
شدني من يدي وذهبنا معا لإحدى الحدائق القريبة من منزلي وجلسنا ننظر من حولنا بشرود...نظرت له فوجدته يفكر وهو متوتر كما لو أنه سيقول كلاما مهما ومصيريا -جيهوب(بتوتر) :لقد تعارفنا في ظروف صعبة صحيح؟ -جوميونغ:بلى -جيهوب(بتوتر) :لا أعلم ما رأي والديك بالأمر لكن...أود أن...
كلما نطق بكلمة شعرت بأن قلبي يرقص فرحا ويضخ الدم بسرعة في كل أنحاء جسمي لذلك لم أحتمل الانتظار لأسمعه يقولها -جيهوب:لا أظن أن علاقتنا ستتحقق في يوم من الأيام... -جوميونغ(بصدمة) :ما الذي...تتكلم عنه -جيهوب:جوميونغ أنا معجب بك مثلما أنتِ معجبة بي ولكن والداك لن يوافقا على علاقتنا لذلك... -جوميونغ(بحزن) :إذًا فأنت لا تريد الدخول في علاقة معي رغم أنك تحبني وذلك بسبب والداي اللذان لم يوافقا؟! -جيهوب:ههههه ليس تقريبا -جوميونغ:لسنا بحاجة لموافقتهما...فقط لنتواعد ونحب بعضنا...بالنسبة لهما فعلاقاتي العاطفية هي من خصوصياتي ولا يحق لهما التدخل فيها -جيهوب:لكنني لا أحب ذلك...أريد إرضاءهما قبل كل أحد وإلا ستكون هذه العلاقة ممنوعة -جوميونغ(بانزعاج) :يالك من جبان...قل إنك لا تريدني فحسب...لست بحاجة للبحث عن الحجج الواهية -جيهوب:ليست واهية...أنا حقا أريد إرضاء والديك وهكذا ستكون علاقتنا أسهل -جوميونغ(بغضب) :قلت لاااا علااااقة لهمااا بالقصة...إنها حياتي وأنا حرة فيها -جيهوب(بتوتر) :اهدئي أرجوكِ -جوميونغ(بغضب) :الحق علي لأنني هربت معك لأجل الكلام في موضوع تافه كهذا...سأعود...تصبح على خير
نهضت وسرت في الحديقة متوجهة نحو منزلي لكنه لحق بي ووقف في طريقي ووضع أصابعه بلطف على خداي ثم قبلني على شفاهي برفق...تلك القبلة جعلتني أنسى كل غضبي وأغمض عيناي وأستسلم بسهولة...لكن تذكر كلانا أننا في الحديقة لذلك ابتعدنا عن بعضنا فوجدنا بعض الناس ينظرون إلينا وهذا محرج للغاية -جيهوب(بتوتر) :احم احم...لنغادر من هنا -جوميونغ(بتوتر) :هيا
عدل سابقا من قبل بثينة علي في السبت يناير 20, 2024 2:46 pm عدل 1 مرات
بثينة علي يعجبه هذا الموضوع
بثينة علي Admin
المساهمات : 1314 تاريخ التسجيل : 27/05/2021 العمر : 27
سرت أنا وجيهوب في الشارع ليلا ممسكين بيد بعضنا...كان الأمر لطيفا لحد الجنون لأنني أستطيع الإحساس بدفء يده وهذا يجعلني أشعر بشعور حماسي وجميل -جيهوب:أنا حقا أحبك -جوميونغ(بخجل) :ههههه وأنا أيضا -جيهوب:لكن ما الذي سنفعله بشأن علاقتنا؟ والدك سيرفضها لا محالة -جوميونغ:أنا سأجبره على أن يوافق -جيهوب:وماذا لو لم يفعل؟ -جوميونغ:حينها اختطفني وهدده -جيهوب(بصدمة) :هيييي ألم تكتفي بعد؟ تم اختطافك مرتين بالفعل هذا العام ومازلتِ تريدين المزيد! -جوميونغ:هههههه نعم...إن كنتَ أنتَ الخاطف فيسعدني أن أُخطف مليون مرة
توقف عن السير ونظر لي وابتسم -جيهوب:حسنا أنتِ الآن رهينتي...لنذهب معا للقبو -جوميونغ:ههههه عّلم كابتن
ذهبنا لمنزله الخاص...طبعا ليس المنزل الذي يعيش فيه مع تايانغ فنحن لا نريد أي إزعاج لذلك ذهبنا للمنزل الآخر
حين دخلنا وجدناه غير نظيف البتة فنفضنا الغبار عن الأرائك حتى نتمكن من الجلوس عليها -جوميونغ:لديك منزلان...أنت محظوظ...بعض الناس لا تملك حتى منزلا واحدا -جيهوب:هذا كان منزلي الخاص وكنت أعيش فيه وحدي أما المنزل الثاني فهو منزل والدي وحين تم إعدامه انتقلت للعيش فيه مع تايانغ
فجأة تغيرت ملامح وجهه للحزن وهذا أحزنني أنا أيضا لذلك تقدمت منه وعانقته محاولة مواساته -جوميونغ:لا تحزن حبيبي -جيهوب(باستغراب) :حبيبك! الأمر غريب نوعا ما -جوميونغ:ألست حبيبي؟
ابتسم وبادلني العناق بحرارة -جيهوب:بل أنا كذلك -جوميونغ:ههههه جيد...تعال سأريك شيئا
ذهبت لحقيبتي وأخرجت مذكراتي ثم جلست أنا وجيهوب بجانب بعضنا على الأريكة -جوميونغ:هذه المذكرات تحتوي على ذكرياتي الجميلة والحزينة طوال هذه السنة...حتى ذكرياتي معك كلها أكتبها هنا بالتفصيل -جيهوب:ههههه أشعر بالفضول لقراءة ما كتبته عني -جوميونغ:سأسمح لك بقراءتها فأنا سأتخلص منها على كل حال -جيهوب:لماذا!؟ -جوميونغ:سئمت من تطفل عائلتي على خصوصياتي طوال الوقت...سأحرقها اليوم بعد أن تقرأها
أخذ مذكراتي وقرأ منها قليلا وكان في كل جملة يقرؤها يعكف حاجبيه باستغراب -جوميونغ(بخجل) :أبدو كالمهووسة وأنا أكتب عنك صحيح؟ -جيهوب(بتوتر) :مممم لا...ولكن...خطك غريب نوعا ما -جوميونغ:تقصد سيء صحيح؟ -جيهوب(بتوتر) :ممممم نوعا ما
انزعجت منه وأخذت المذكرات من يده ثم قمت متوجهة نحو المطبخ وهو لحق بي -جيهوب(بتوتر) :آسف -جوميونغ:لا تهتم...سأتخلص منها ومن خطي المخيف
قمت بإشعال أوراق المذكرات ورقة بعد ورقة ورميتها في سلة المهملات...أثناء ذلك شعرت أنني أحرق قطعة من روحي فهذه المذكرات هي جزء من حياتي وكلما كتبت فيها شعرت بالسعادة والحماس...لكن لا بد من التخلص منها فما فيها من الفضائح يكفي لإيقاعي في المشاكل لسنوات
بعد أن حرقتها ذهبنا نحو غرفة النوم وكانت تلك هي نفس الغرفة التي اختطفني ووضعني فيها المرة الماضية -جوميونغ:أحب هذه الغرفة كثيرا...هنا اعترفت لك بمشاعري -جيهوب:نعم -جوميونغ:تعال لنخلد للنوم
تمددنا على السرير وبقينا ننظر لبعضنا...خاصة أنا فقد كنت لا أمل مطلقا من رؤية ملامحه اللطيفة والساحرة...وضع يده على وجهي وظل يلمسه برفق ثم رفعها ليلعب بشعري إلى أن نمت ورحت لعالم الأحلام
في صباح اليوم التالي عدت للمنزل قبل أن يلاحظ أهلي غيابي وعندما أردت تسلق الحبل الذي ربطته في النافذة لم أجد له أي أثر...اضطررت لاستخدام الباب الأمامي ودخلت منه متسللة فأنا أملك المفتاح...ولكن ما إن دخلت غرفتي حتى رأيت أبي يجلس على سريري بانتظاري وأمامه الأغطية التي ربطتها كخيط مكومة على الأرض -جوميونغ(بتوتر) :أوووبس أبي! صباح الخير...ماذا تفعل عندك؟ -الأب(بتجهم) :هل أنتِ جادة بأفعالك؟ -جوميونغ(بتوتر) :هههههه أي أفعال؟ -الأب(بتجهم) :مازلتِ تهربين لرؤيته؟ -جوميونغ(بتوتر) :مممممم لم أهرب...كنت في الـ... -الأب:هل تحبينه لهذه الدرجة؟ -جوميونغ:نعم -الأب:إذًا فلا تريدين سواه؟ -جوميونغ:ممممم نعم -الأب:حسنا...سنتكلم عن الموضوع لاحقا...الآن تجهزي فلديك جامعة -جوميونغ:حاضرة
تجهزت وذهبت للجامعة لأدرس بينما ذهب أبي لمنزل جيهوب ورن جرس الباب...كان هذا الأخير يتجهز للذهاب للعمل وحين فتح الباب ووجده أبي انصدم -جيهوب:صباح الخير سيدي القاضي هان -الأب:أي خير؟ ابنتي صارت مراهقة طائشة بسببك...في حياتي لم أتوقع أن تعصي أوامري وتهرب من المنزل لأجل شاب لكن أنت جعلتها تكسر القواعد وتتغير -جيهوب(بتوتر) :آسف -الأب:أيمكنني الدخول؟ لدي مواضيع كثيرة أكلمك فيها -جيهوب:طبعا
دخل وجلس في غرفة المعيشة هو وجيهوب وبدآ يتناقشان -الأب:قبل أن نتكلم عن علاقتك أنتَ وجوميونغ أريد أن أحدثك عن والدك -جيهوب:أنا أستمع -الأب:تعرف بالفعل القصة الحقيقية وراء إعدام والدك أليس كذلك؟ -جيهوب:بلى -الأب:هل مازلت مصرا على أذية عائلتي بسبب ذلك؟ -جيهوب:لا...أنا حقا مدين لك باعتذار لأنني فكرت في إلقاء اللوم عليك وعلى عائلتك في ما حصل لوالدي...سامحني -الأب:أسامحك...والسبب أنك عرضت حياتك للخطر لأجل إنقاذ ابنتي -جيهوب:منذ البداية كان خطئي لأنني لم أصدقها ولكن بعد أن تأكدت من أن كيول وأخاه هاو مجرمان ذهبت لمنزل العجوز الأول لأنقذها...وأنتَ تعرف باقي القصة -الأب:شكرا جزيلا لك...ربما لولا تدخلك لكانت ابنتي ميتة الآن -جيهوب:لكنني لم أفعل شيئا...لقد تم القبض علي وربطي وأنت من حللت كل شيء -الأب:لكن تعريض حياتك للخطر لأجلها هو أكبر دليل على حبك الصادق لها...وبالرغم من كل الخلافات التي بين عائلتينا فقد تقدمت نحو الموت برجليك بدل الهرب وتركها تموت وحدها -جيهوب(بخجل) :ههههه كف عن مدحي سيدي...لقد فعلت ما يجب علي فعله -الأب:لهذا سأهديك ابنتي كمكافأة
تعجب الآخر من كلامه وبقي يحدق به بعينين مفتوحتين -الأب:ما الأمر؟ لم تعجبك المكافأة؟ -جيهوب(بصدمة) :ما الذي تعنيه بكلامك؟! -الأب:سأوافق على علاقتكما -جيهوب(بصدمة) :ح ح ح حقا!؟ وافقت بهذه السهولة!؟ -الأب:بلى...لكن بشرط -جيهوب:ما هو؟ -الأب:بأن تكون أنتَ حارسها وتحميها من كل شيء قد يؤذيها...لا أريد في يوم من الأيام أن أسمع خبر اختطافها مجددا -جيهوب(بسعادة) :هذا واجبي وليس بالشيء الذي يجب أن تشترطه علي سيد هان -الأب:هههههه لا تناديني سيد هان فنحن من اليوم صرنا عائلة واحدة...نادني عمي -جيهوب(بسعادة) :حاضر عمي -الأب:لا تنسَ...ابنتي أمانة عندك الآن وعليك الاعتناء بها جيدا وإلا سآخذها منك مجددا -جيهوب:هههههه سأفعل لا تقلق
في المساء عدت من الجامعة فوجدت أبي في المنزل يشرب قهوته المسائية وأمي بجانبه -جوميونغ:لقد عدت -الأب:تعالي فأنا أحتاجك -جوميونغ:قادمة
جلست بجانبه على الأريكة فنظر نحوي هو وأمي وهناك ابتسامة عريضة تكاد تشق وجهه -الأب:كيف كان يومك؟ -جوميونغ:مملا...جامعة ودروس ومشاريع -الأب:أنتِ لم تهربي من دروسك وتذهبي لرؤية جيهوب صحيح؟ -جوميونغ:لااااا أقسم أنني لم أفعل -الأب:صدقتك...لكن احزري من ذهب لرؤيته اليوم؟ -جوميونغ(بانزعاج) :أبي...لا تقل أنك ذهبت إليه ووبخته...صدقني لا ذنب له فأنا من قررت الهروب من النافذة ورؤيته...لماذا تقحمه في الأمر؟ إنه حقا بريء -الأب:لا أنتِ ولا هو بريئان -جوميونغ:لاااااا...حقا الخطأ خطئي
انفجر أبي ضاحكا ثم شدني من خدودي حتى آلمني -جوميونغ(بانزعاج) :يكفيييييييي -الأب:ههههههههه أحبك صغيرتي -جوميونغ:أنا أيضا...أحبك كثيرا أبي
عانقته بحرارة فقد شعرت أنني مؤخرا مقربة منه كثيرا ولكن ليس بطريقة مبالغ فيها مثل السابق...ففي المرات الماضية كان جادا جدا وحازما ويصرخ في وجهي باستمرار...أما الآن فهو يهتم بي اهتماما حقيقيا وحتى حين هربت من البيت ليلة أمس لم يضغط علي ويعاتبني بطريقة مزعجة...لقد تحسنت الأمور كثيرا عما كانت عليه سابقا لذلك أنا شاكرة لله على كل الصدف الجميلة التي قربت عائلتنا من بعضها رغم صعوبتها -الأب:من الآن فصاعدا لا أريدك أن تهربي وتذهبي لمقابلة جيهوب مفهوم؟ -جوميونغ(بانزعاج) :حاضر -الأب(بابتسامة) :بل أريدك أن تخبريني أولا ثم تخرجي معه وهو من سيحميك ويهتم بك
انصدمت مما سمعته لذلك قطبت حاجباي وفتحت فمي -جوميونغ(بصدمة) :هل ما سمعته للتو حقيقي؟ أم أن هناك خللا في أذناي؟ -الأب:ههههههه نعم ما سمعته صحيح -جوميونغ(بصدمة) :أنتَ تريد مني الذهاب لمقابلة جيهوب!؟ -الاب:بلى -جوميونغ(بصدمة) :أنا وجيهوب!؟ متأكد أنك نطقت اسم الإنسان الصحيح؟ -الأب:نعم نعم نعم -جوميونغ(بصدمة) :لكنك تكرهه وتكره كل ما يتعلق به! والآن تريدني أن أذهب لمقابلته! -الأب:لهذا السبب ذهبت اليوم لمنزله...ليس لأوبخه بل لأشكره على تعريض حياته للخطر لأجلك -جوميونغ:آاااه هكذا إذًا...أنتَ تشعر بالامتنان له لذلك وافقت على علاقتنا -الأب:كثيرا -جوميونغ:ممممم ممتاز...يبدو أن حادثة الخطف الأخيرة رجعت علينا بالفائدة أكثر من الضرر -الأم:منذ الصباح وأنا أستمع لكلامكما بصمت ولكن ألا تريدان سماع رأيي في القصة؟ -جوميونغ(بانزعاج) :لاااا...لا تقولي أنكِ ستقفين في وجه علاقتي أنا وجيهوب أنتِ الأخرى -الأم:هههههه لا لم أقل ذلك...لكن ألا يمكننا أن نتعرف على هذا الشاب أكثر؟ بدا لي لطيفا منذ آخر مرة رأيته فيها -الأب:هههههههه فكرت بذلك أيضا -الأم:لندعُوه للعشاء...ما رأيك؟ -جوميونغ(بحماس) :ياااااا أنتما أروع أبوين في العالم...أحبكما أحبكما أحبكما -الاب:هيا اذهبي إليه وقومي بدعوته -جوميونغ(بحماس) :سأذهب فورا...وداعا أبي وأمي...أحبكما بجنون
ركضت بسرعة خارج المنزل وكلي حماس وتوجهت نحو متجر المجوهرات الذي يعمل فيه جيهوب ونفسي يكاد ينقطع -جوميونغ(بحماس) :جيهوب جيهوب جيهوب -جيهوب:ماذا ماذا ماذا!؟ -جوميونغ(بحماس) :أنت تعرف الأمر بالفعل لذا لا داعي لإخبارك -جيهوب:ههههه تقصدين بشأن قرار والدك؟ -جوميونغ(بحماس) :بلى...لقد وافق على علاقتنا أخيرا -جيهوب:ههههه نعم الحمد لله
أمسك بيداي وقبلهما بهدوء ورومنسية -جوميونغ:إضافة لذلك لقد قام بدعوتك للعشاء -جيهوب(بصدمة) :بهذه السرعة!؟ -جوميونغ:نعم...أمي أيضا تريد التعرف عليك -جيهوب(بصدمة) :يا إلهي! -جوميونغ:ألا تريد المجيء؟ -جيهوب(بتوتر) :القصة أنني خجول نوعا ما حين يتعلق الأمر بأهل حبيبتي لذا...سأتصرف بغباء -جوميونغ:ماذا؟! أنا فتاة ولكنني لا أخجل مثلك -جيهوب:نعم هذا أمر أكرهه في نفسي -جوميونغ:إذًا سيكون موعدنا الليلة -جيهوب:سأحاول أن لا أفسد الأمر
في تلك الليلة جهزنا العشاء وجلسنا جميعنا على المائدة ننتظر جيهوب ولكنه تأخر كثيرا لدرجة أن الطعام بدأ يبرد...نظر أبي لساعته فوجد أن الوقت تأخر فانزعج -الأب:اتصلي به واعرفي ما مشكلته -جوميونغ:دعوه يأخذ وقته فحسب
واصلنا الانتظار إلى أن مللت من الجلوس على كرسيي فنهضت وتجولت في المنزل...وأثناء مروري بشاشة كاميرات مراقبة الباب الأمامي للمنزل رأيت جيهوب على الشاشة يتقدم من الباب ليقرع الجرس ثم يتراجع ويسير بضع خطوات بعيدا ثم يعود نحو الباب وهكذا يتكرر الأمر كل مرة...ابتسمت من خجله وتوتره وذهبت وفتحت الباب الأمامي فوجدته ما يزال هناك -جوميونغ:ليتك تأخرت قليلا بعد فالوقت مبكر -جيهوب(بتوتر) :آسف...لقد احتجت ساعات لأجهز نفسي
نظرت لملابسه فوجدتها رسمية وأنيقة وبيده باقة ورد حمراء جميلة لكنه بقي ممسكا بها -جوميونغ:ألن تعطيها لي؟ -جيهوب(بتوتر) :آااه طبعا...كنت سأفعل لكن التوتر أنساني كل شيء
أخذت منه باقة الورد ودعوته للدخول للمنزل فتنهد بعمق ورتب ملابسه رغم أنها مرتبة بالفعل ثم دخل معي لغرفة الأكل -جيهوب(بتوتر) :مرحبا جميعا سررت بلقائكم -الأم:أهلا بني شرفتنا -الأب:تفضل هيا
جلس بجانبي وكل أعين العائلة عليه مما جعله يتوتر كثيرا -الأم:لماذا تأخرت هكذا؟ -جيهوب(بتوتر) :بسبب الزحمة -الأم:آااه صحيح...يحصل هذا دائما -وونهو:ترى هل ستسمحون لي في يوم من الأيام بإحضار حبيبتي للمنزل؟
نظر الجميع نحو وونهو بنظرات حادة -وونهو:فهمت...سأصمت
بدأنا الأكل وكان والداي يكلمان جيهوب عن مختلف مواضيع الحياة وهو يتفاعل معهما ولكن رغم ذلك شعرت بأنه ما يزال متوترا وخائفا من أن يحصل ما يحرجه أمامهم
حين ظننا أن الأمور تجري بشكل ممتاز كان جيهوب يضع يده بجانب كوب العصير ودون أن يلاحظ أصابه بيده فانسكب على الطاولة وسرواله فظهر وكأنه تبول على نفسه...هذا الموقف جعل وجهه البريء اللطيف يتحول لللون الأحمر وحتى أنه شعر بالخجل من الوقوف من كرسيه -الأم:أنتَ بخير؟ -جيهوب(بخجل) :بلى -جوميونغ:سأحضر لك من ملابس وونهو -وونهو(بانزعاج) :هيييي لا تحضري له من كنزاتي المفضلة بل أحضري القديمة -جوميونغ(بحدة) :اخرس...لا وقت لتفاهاتك
قمت بإحضار منشفة ووضعتها على جيهوب ليغطي بها جزءه السفلي ثم ذهبنا معا لغرفة وونهو وأعطيته أول كنزة وسروال رأيتهما بالخزانة ولكنه كان شارد الذهن ومحرجا -جيهوب(بتوتر) :تبا...لقد خربت كل شيء -جوميونغ:لا...هذه الحوادث تحصل كثيرا...لا تحمل هَمًّا وغير ثيابك بسرعة
خرجت من الغرفة وتركته يغير ثيابه وبعد دقائق لحق بي وجلس معنا على طاولة العشاء -وونهو(بصراخ) :هيييي هذه كنزتي المفضلة -جوميونغ(بحدة) :قلت لك اخرس -وونهو(بانزعاج) :ستدفعين ثمنها إن تخربت -الأب(بحدة) :وونهو -وونهو:فهمت سأسكت
واصلنا تناول الطعام والحديث وكانت الأمور تجري جيدا وبينما جيهوب يجلس على الكرسي ويرجعه للخلف والأمام لم ينتبه إلى أن انقلب به وسقط أرضا -جوميونغ:أنت بخير؟
نهض بسرعة من على الأرض واعتدل على كرسيه كأن شيئا لم يحصل ولكن وجهه تحول للوجه الأحمر من الإحراج...يبدو أنه منحوس حين يتعلق الأمر بعائلة الفتاة التي يحبها...لا بأس...كلنا نتعرض لمواقف محرجة أحيانا
بمرور الأيام كانت علاقتني أنا وجيهوب تسير بشكل ممتاز وكل شيء آخر أيضا...تخرجت من كلية القانون كمحامية بعد سنوات من العمل الجاد وهذه المرة كانت مختلفة ومميزة لأن أبي قد حضر حفل تخرجي ورآني أستلم الشهادة...هذا الأمر وحدة كفيل بجعلي أسعد إنسانة في العالم
بعد تخرجي تقدم جيهوب لخطبتي وتزوجنا والآن نحن نعيش معا تحت سقف واحد...من كان يصدق أن الصدفة ستجمع خاطفا ومخطوفته في منزل واحد بعد كل تلك المشاكل والتناقضات والخلافات...يمكننا أن نسميه سحر الحب...إن الحب فعلا يصنع المعجزات
هذه كانت قصتي أنا هان جوميونغ...وها قد حظيت بالنهاية السعيدة التي حلمت بها أنا وخاطف قلبي
النهاية
عدل سابقا من قبل بثينة علي في السبت يناير 20, 2024 2:49 pm عدل 1 مرات
بثينة علي يعجبه هذا الموضوع
بثينة علي Admin
المساهمات : 1314 تاريخ التسجيل : 27/05/2021 العمر : 27
تم الانتهاء من رواية خاطف قلبي وكالعادة أشكر كل الداعمين لي وخاصة القطط الرائعين
كان من الممتع جدا كتابة رواية بوليسية لأول مرة رغم أنني لست على اطلاع بعالم الجرائم والقانون ولكن أسعدني كثيرا التطرق لهذا الموضوع الجميل رغم أنه لم يكن في المستوى المطلوب
أردت التنويه إلى أنه عندما وضعت قضية خطف وتحرش في الرواية فهذا لا يعني أنني أريد تضمين إيحاءات إباحية أو مواضيع +18 مثلما يسمونها...هدفي من الرواية فقط هو أن أريكم الواقع المرير الذي يعيشه المختطَفون وخاصة الفتيات اللواتي يتعرضن للتحرش
أنا أتضامن كثيرا مع أخواتنا في سوريا وفلسطين واليمن والدول المحتلة التي يستخدمون الفتيات كدمى متعة مثلما يريدون وللأسف هذا واقع مرير نعيشه
بالنسبة للأمر الثاني فهو قلق الأهل علينا نحن كفتيات...جميعنا نعرف أن المجتمع الذي نعيش فيه لا يرحم المرأة ويراها مجرد فريسة يريد التهامها متى سنحت له الفرصة...فلذلك نجد الأهالي متشددين مع بناتهم ويحجبونهم في سن صغيرة ويمنعونهم من الخروج وحدهم أو مع صديقاتهم للتسوق أو المرح...وطبعا كون أغلبكن صغيرات فالشيء الذي تفكرن فيه مباشرة هو أن أهلكن سيئون ويقيدون حريتكن ولا يتركنكن تستمتعن بحياتكن كما يجب...خاصة حين ترين بعضا من صديقاتكن يتجولن بحرية وأنتن لا
فالرسالة التي أردت إيصالها لكن من كلامي هي أن أهلكن إن قيدوا حريتكن فهذا لا يعني أنهم يكرهونهكن بل هم قلقون عليكن من هذا المجتمع القاسي خاصة أن الفتاة مخلوق ضعيف ومن السهل إيذاؤها...وقد شاهدتن بأعينكن أن عدد جرائم الخطف والاغتصاب يرتفع كل يوم وما من شخص يحاسب المجرمين لأن القانون في دولنا العربية أصبح غير عادل وحتى لو تم إمساك المجرم فمن السهل أن يخرج من القضية بدفع مبلغ من الرشوة
فأرجوكن استمعن لكلام أهلكن وافعلن كل ما يطلبونه منكن فقط لسلامتكن وليس لأي شيء آخر...وأيضا لا تقارن أنفسكن بفتيات أخريات أعطاهن أهلهن الحرية المطلقة فهذه لا تسمى حرية بل إهمال...الفتاة الحقيقية هي الفتاة المحجبة المستورة التي يقلق عليها أهلها وليس التي تظل في السوق وتبيت خارجا لوقت متأخر دون رقابة
وطبعا أنا لست ضد أن تتسوق الفتاة أو تذهب لمكان للترفيه عن نفسها ولكن هذا يكون مع عائلتها أو شخص راشد حتى يساعدها في حين حصل لها أي مكروه
أتمنى أن الفكرة قد وصلت
وفي النهاية اهتممن بأنفسكن جميعا فالأوضاع مؤخرا لا تبشر بالخير في الوطن العربي...ومهما كان لا تثقن بأي أحد أو تخالطن صديقات السوء فهن سبب كل البلاء
لا تنسوا متابعة إنستغرامي bothaina__ali فهناك الكثير من المرح في انتظاركم