رواية عبر الزمن : الفصل الرابع عشر
بينما والدا لونا جالسان في المنزل فإذا بأحدهم يطرق الباب فذهبت الأم لتفتح ووجدتهما جوي وهايين
-جوي:مرحبا عمتي...أنا جوي أتتذكرينني؟
-الأم:زميلة لونا من العمل؟
-جوي:بلى
-هايين:وأنا هايين...زميلها أيضا
-الأم:تفضلا
أدخلتهما الأم وأعدت لهما الشاي
-جوي:آسفة لما حصل...أتمنى أن تعود لونا على خير ما يرام
-الأم:ليتها لا تعود...لقد سببت الفضائح للعائلة
-جوي:عفوا! وماذا فعلت!
-الأم:ألا تعرفين؟ لقد هربت مع شاب وقد أخبرتني الشرطة أنها كانت تعيش معه في سكن واحد دون علمنا
-جوي:وماذا في ذلك؟
-الأم:لقد خربت سمعة العائلة
-جوي:لا...لونا مستحيل أن تكون كذلك...إنها مهذبة وخلوقة
-هايين:بلى...رغم أنها تهددني بالضرب دائما لكن لا أظن أنها ستقدم على فعل متهور مثل هذا...ربما كانا صديقين
-الأم:أعرف لونا جيدا وواضح أنها تتظاهر
-هايين:لا أصدق أنكِ أمها وتقولين عنها هذا في حين نحن الغرباء ندافع عنها!
قرصته جوي من ذراعه بسرعة فصمت على الفور
-جوي:عمتي...لا تحكمي على لونا قبل أن تعرفي أسبابها...ربما لم تهرب...ربما أصيبت بأذى
-الأم(بحدة) :مستحيل...طوال هذه المدة كانت تقول لنا كلاما سيئا وتحاول التهرب من مسؤوليات العائلة...أعلم كم كانت تريد الهروب منا حتى لا تدفع المال لإعالتنا
-هايين:لا بد أنكما ضغطتما عليها كثيرا حتى هربت
قرصته جوي من ذراعه مجددا وهذه المرة بقوة أكبر
-جوي:مازلت لا أعتقد أن لونا ستفعلها وتهرب
-الأم(بحدة) :وأيضا كان عليها دفع مال التعويضات في قضية أخيها المسجون ولكنها تتجاهل اتصالاتي...إبني المسكين حقا لا يستحق ذلك
-جوي:آه سمعت بالأمر...آسفة بشأن ذلك أيضا...لا تقلقي ستمر أربع سنوات بلمح البصر ويعود إليك
-هايين:وماذا فعل حتى انسجن أربع سنوات؟
-الأم:دعونا من الكلام عنه ولنعد لموضوع تلك الفتاة العاقة
-هايين:إنه لأمر مزعج أن تتكلمي عن لونا بطريقة سيئة بينما إبنك في السجن وتتظاهرين أنه مسكين
عرفت جوي أن كارثة ستحصل لذا أغلقت فم هايين وجرته من ذراعه ليغادرا
-جوي(بتوتر) :شكرا لكِ عمتي فالشاي لذيذ...الآن علينا المغادرة...إهتمي بنفسك أنتِ والعم
-الأم:مع السلامة
خرجت جوي من منزلهما وهي تجر هايين ثم أفلتته
-جوي:لماذا تتفوه بهذا الهراء الآن؟
-هايين:وهل ترينني مخطئ؟ إبنتها مفقودة ولا أحد يعرف إن كانت حية أو ميتة وبدل أن تقلق عليها تفكر في إبنها المجرم والمال
-جوي:أعلم أنها مستفزة لكن احترام الكبار واجب
-هايين:وماذا فعل إبنها حتى دخل السجن؟
-جوي:قام بطعن فتاة في صدرها لأنها تركته وواعدت غيره...طبعا لم تخبرني لونا ولكن والدي يعمل قاضيا في المحكمة هنا لذلك لدي كل الأخبار عنها
-هايين:وااااو! فعلا وااااو! وتسميه بالمسكين! لا أحد جلب العار للعائلة غيره
-جوي:لونا منذ طفولتها كانت مذمومة في العائلة في حين أن أخاها معزز مكرم فقط لأنه شاب ويحمل إسم العائلة...وطبعا لم تخبرني لونا بذلك أيضا بل والدتي لأنهما جيران
رمش هايين بعينيه مرات متوالية بعد أن صدمه كلامها
-هايين:وماذا أيضا؟ هل أخوها صديق لأخيك؟
-جوي:الحقيقة لا...أخي شرطي أيضا وقد عمل مع لونا في قضية أخيها وطلب مواعدتها لكنها رفضته بحجة أن لديها حبيبا...لكن هي لا تعرف أنه أخي
نظر لها هايين باستغراب مجددا وصدر في الخلفية صوت صرصور الليل وبينما هما واقفان في وسط الطريق سمعا صوت إمرأة بجانبهما تنادي
-جوانا:جوووي...أنتِ هنا! لما لا تأتين وتتناولين الغداء مع صديقك؟
-جوي:قادمة
-هايين(باستغراب) :من هذه!
-جوي:أختي الكبرى...هذا هو منزل عائلتي فقد أخبرتك أننا جيران لعائلة لونا منذ الطفولة
-هايين(باستغراب) :لونا هي صديقة طفولتك!
-جوي:ههههههههه بلى
-هايين(باستغراب) :ولكنكما لم تذكرا الأمر أمامي من قبل!
-جوي:ولما قد نذكره؟
-هايين:هفففف حسنا...موضوع عائلتيكما غريب

في عام 1420:
كانت لونا تمتطي الحصان متوجهة للسوق الشعبية التي أخذها إليها تايهيونغ آخر مرة...لحسن حظها أن ذاكرتها قوية فتمكنت من تذكر الطريق بالتفصيل
حينما وصلت للسوق ربطت حصانها ونزلت وأخذت تبحث عن بائع المجوهرات إلى أن وجدته في مكان مختلف عن الذي وجدته فيه أمس
-لونا:مرحبا سيدي
-البائع:أنتِ مجددا!
-لونا(بلطف) :سيدي...من فضلك...ألا يمكنك مساعدتي؟
-البائع:لا
-لونا(بلطف) :أووه هيا...أنا فتاة مسكينة ويتيمة وإن لم تساعدني أنت فمن سيساعدني؟
-البائع:وأنا ما علاقتي بكونكِ يتيمة ومسكينة؟
-لونا(بلطف) :أرجوك...على الأقل ستفعل خيرا في فتاة مسكينة
-البائع:إرحلي فلن أساعدك مهما فعلتي
طفح الكيل بها خاصة أنها غاضبة فلم تستطع كتم غضبها فشددت قبضتها ولكمته لوجهه فتراجع وسقط أرضا...لم تكتفي بذلك فقط بل اعتلته وهي تشده من أعلى ثيابه مهددة
-لونا(بصراخ) :هذه آخر مرة أسألك...إما أن تخبرني من أين أحضرت القلادة أو سأبرحك ضربا
-البائع:ولما أنتِ مصرة؟
-لونا(بصراخ) :لأن حياتي مبنية عليها هل تفهم؟
-البائع:ف ف ف فهمت...سأخبرك من أين أحضرتها لكن لا تخبري أحدا وإلا ستكون نهاية حياتي
-لونا:لن أفعل
-البائع(بهمس) :لقد سرقتها لطبيب العائلة الملكية
-لونا:ها! ما اسمه؟
-البائع(بهمس) :الطبيب سونشو
-لونا:أين يمكنني العثور عليه؟
-البائع(بهمس) :لا يمكنكِ ذلك...إنه يعمل في القصر الملكي وإن حاولتي الدخول سيقطعون رأسك
-لونا:هفففف هذا سيء...ألا يمكنني مقابلته خارجا؟
-البائع(بهمس) :هذا يعتمد على كم ستدفعين
-لونا(بصراخ) :هل تقصد أنك تريد رشوة لتخبرني؟
-البائع(بهمس) :لا...عادة هناك خدم في القصر الملكي يمكنهم إيصال الرسائل مقابل المال
-لونا(بصراخ) :دلني على أحدهم
أخذها البائع عند مدخل القصر الملكي وكان سوره عاليا والحراس يحيطون به من كل جهة...كان الخدم أيضا يدخلون ويخرجون عبر البوابة لينجزوا أعمالهم
-البائع:يمكنكِ إعطاء المال لأحد هؤلاء مقابل أن يطلب من الطبيب سونشو مقابلتك
-لونا:مال! من أين سأحصل عليه؟
-البائع:وأنا ما أدراني...هذا أمر يخصك
إبتسمت لونا بخبث وهي تنظر للبائع الذي أمامها
-البائع(بخوف) :ماذا؟
-لونا(بخبث) :هل تكافئني إن بعت سلعتك؟
-البائع:وكيف ستفعلين ذلك؟ العمل سيء هذه الأيام
-لونا(بخبث) :لا تستهن بي
-البائع:أريني ما لديك
وقفت لونا أمام طاولة البيع وصارت تنادي على الزبائن مع محاولة إغوائهم
-لونا(بلطف) :مجوهرات للبيع...مجوهراااات...لا تفوتوا فرصة الحصول على أفضل المجوهرات في العالم
كان هناك مجموعة من الرجال مارين بالجوار فتقدموا من الطاولة فقط لأن لونا جميلة
-لونا(بلطف) :تفضلوا...هنا ستجدون أجمل المجوهرات
-مشتري:كم ثمن هذه؟
-لونا(بلطف) :ثلاثون قطعة
-مشتري(بصدمة) :غالية جدا!
-لونا(بلطف) :لكن هذه القطعة خاصة غير عادية...يقولون أنها تجعلك شجاعا وقويا...جربها ولن تندم
-مشتري:مممم لطالما تمنيت أن أكون شجاعا...سآخذها
غمزت له لونا بلطف ففقد القدرة على النطق
-لونا(بلطف) :وبما أنك زبون رائع فسأبيعها لك بـ 29 قطعة فقط
كان أسلوب لونا وحركاتها جذابة جدا لذا اجتمع الرجال من حولها
-زبون2:بكم هذه؟
-لونا(بلطف) :35 قطعة
-زبون2:ما هذه الأسعار الغالية!
-لونا(بلطف) :أمعقول أن شابا وسيما ورائعا مثلك لا يستطيع دفع هذا المبلغ القليل؟
-زبون2:هههههههه معك حق لكن النقود لا تنبت على الأشجار بل نحن من نتعب لنحصل عليها
-لونا(بلطف) :إن اشتريتها مني فسأعطيك خاتما كهدية
-زبون2:هههههه فتاة ذكية...سأشتريها
وقف البائع على جنب وهو مندهش من أسلوب لونا في التعامل مع الزبائن فكونها إمرأة وتتكلم بطريقة لطيفة جعل الرجال يقتنعون بأي شيء تقوله
في النهاية جمعت حزمة كبيرة من القطع النقدية وبقيت تتأملها ومن حين لآخر ترميها لأعلى وتلتقطها...فاجأها البائع بأخذ الرزمة منها ونزع منها عدة قطع وأعطاها لها
-البائع:هذا أجرك
-لونا:حسنا...ليس سيئا...شكرا لإعارتي سلعك
ركضت نحو القصر الملكي ووقفت عند الباب تراقب إلى أن خرج أحد الخدم فلحقت به
-لونا:عفوا...أيمكنني طلب معروف منك؟ أريد التواصل مع الطبيب سونشو
-الخادم:الطبيب سونشو لم يعد من فريق القصر الملكي
-لونا(بصدمة) :ماذا؟! وأين ذهب؟
-الخادم:لا أحد يعلم
-لونا(بصراخ) :لاااااااا لقد تعبت كثيرا حتى جمعت المال والآن ضاع تعبي هباءا
-الخادم:هل تريدين أن أبحث لكِ عن معلومات عنه؟
-لونا(بحماس) :طبعا...هذا ما أردته بالفعل
-الخادم(بابتسامة) :مقابل أن تصيري زوجتي
رمشت لونا بعينيها ثم تنهدت بقلة حيلة
-لونا:عندي فكرة أفضل...ماذا لو أعطيتك المال؟
-الخادم:امممم لا بأس بذلك أيضا
-لونا:إتفقنا...سأنتظرك هنا وعد قبل غروب الشمس
أعطته النقود ثم عاد للقصر الملكي...لم يبقى أمامها سوى البقاء وانتظاره إلى أن يعود وهي تدعوا في أعماقها أن تعثر على أي خيط
لم يتأخر الخادم كثيرا ثم عاد ركضا إليها
-الخادم:لقد وجدته...إحدى الخادمات قالت أنه يسكن بالقرب من هنا...عليكِ فقط التجول وسؤال الناس عنه
-لونا:أوووه هذا صعب! كيف سأعثر عليه فالأحياء والمنازل كثيرة
فجأة خطرت على بالها فكرة رائعة فذهبت للسوق الشعبي الذي كانت فيه وتظاهرت أنها تتألم من بطنها
-لونا(بصراخ) :آاااي ساعدوني...بطني...أحتاج طبيب
إجتمع الناس حولها ليعرفوا مالقصة إلى أن تكلم أحدهم
-الرجل:أعرف طبيبا بالقرب من هنا...سآخذها
تظاهرت بالإغماء ولم تمر عليها إلا دقائق حتى وجدت نفسها نائمة على فراش أحد المنازل وبجانبها طبيب فنهضت فورا
-لونا(بصراخ) :الطبيب سونشو
شعر الطبيب بالفزع وتراجع للخلف
-سونشو(بصدمة) :ألم تكوني نائمة؟
-لونا:كنت أتظاهر...لقد بحثت عنك طويلا أيها الطبيب...الأمر طارئ للغاية
-سونشو(باستغراب) :مالقصة؟
-لونا:هل تعرف قلادة الساعة؟
-سونشو(بصدمة) :من أين تعرفين عنها؟
-لونا(بحماس) :وأخيرا هناك أمل...يال فرحتي! سأموووت...ياااي
-سونشو:لم تجيبيني...من أين تعرفين عنها؟
-لونا:أعرف أنك ستظنني مريضة أو مختلة عقليا لكنني مسافرة عبر الزمن بسبب تلك القلادة...أنا من المستقبل
-سونشو(ببرود) :وماذا في ذلك؟ حتى أنا سافرت بالزمن
-لونا(بصدمة) :إذًا فأنت تصدقني وبإمكانك مساعدتي
-سونشو:أساعدك في ماذا؟
-لونا:العودة لزمني
-سونشو:أولا أتسائل أين عثرتي على القلادة؟
-لونا:لا أعرف غير أن صديقي اشتراها من السوق
-سونشو:تلك القلادة بها سحر أسود...لن تعمل سوى مرتين فقط وهاتين المرتين هما الذهاب والإياب...بعدها لن تصبح صالحة للسفر عبر الزمن
-لونا(بصدمة) :هذا يعني أنني استخدمتها مرة واحدة للمجيء وعلي استخدامها مرة واحدة للعودة وانتهى
-سونشو:وأيضا من المستحيل أن يعيش شخص من الماضي في المستقبل لأنه سيختفي...في حين أن بإمكان الشخص من المستقبل أن يعيش في الماضي
-لونا:كيف عرفت؟
-سونشو:السفر عبر الزمن هو تخصصي منذ سنوات
-لونا:حتى السحر الأسود؟
-سونشو:حتى هو
-لونا:غريب أنك تمكنت من السفر عبر الزمن بواسطة قلادة بينما علماء عصرنا فعلوا المستحيل بعلمهم ولم يستطيعوا
-سونشو:السحر الأسود يفوق العلم بمراحل...عليكِ التخلص من القلادة بعد أن تعودي لزمنك
-لونا:لماذا!
-سونشو:لأنني أردت التخلص منها لولا ضياعها مني...هذا الاختراع الفاشل لا فائدة له إن كان يعمل مرتين فقط...وفي أغلب الحالات قد يسبب الضرر لمستخدميه
إبتلعت لونا ريقها من شدة التوتر فكلامه مخيف
-لونا(بخوف) :وكيف أستطيع السفر عبر الزمن؟
-سونشو:ضعي القلادة في رقبتك وتخيلي مكانا وزمانا في رأسك...هذه أسهل طريقة
-لونا:لكن صديقي...لم يكن يعرف المستقبل فكيف فكر فيه!
-سونشو:ربما فكر فيه بطريقة غير مباشرة...كأنه شعر بالحزن لأنه لن يرى مستقبله وحياته المقبلة
-لونا:أوووه فهمت...شكرا جزيلا على مساعدتك
-سونشو:كما أخبرتك...تخلصي منها للأبد...لا تنسي
نامت لونا تلك الليلة عند الطبيب سونشو وفي الصباح الباكر امتطت الحصان وغادرت نحو المجهول...لم تكن تعرف إلى أين تذهب فلديها ملايين الأمور التي تشغل تفكيرها وعليها قضاء بعض الوقت بمفردها لتصفي ذهنها
كان تاي في المنزل يطوف من مكان لمكان والقلق بادٍ على وجهه...لم يستطع أن ينام طوال الليل بسبب قلقه على لونا وحتى والدته بقيت مستيقظة معه
-تاي(بقلق) :بحثت عنها في كل القرية...أين يعقل أن تكون ذهبت؟
-والدة تاي:ربما عادت للقرية التي جائت منها
-تاي:مستحيل...لا يمكنها ذلك دون إخباري
وضع تاي يده على رقبته فتأكد أن القلادة ما تزال هناك وهذا يعني أن لونا ما تزال في جوسون
-تاي(يفكر) :لا يمكنها العودة لزمنها دون القلادة...سأحاول أن...
فجأة خطرت على باله فكرة عن المكان الذي يمكن أن تكون لونا ذهبت إليه
-تاي:مهلا أمي...أعتقد أنني أملك فكرة أين ذهبت
أخذ تاي الحصان وانطلق مسرعا نحو الشلال الذي اعتادا أن يذهبا إليه وبمجرد أن وصل لمح فتاةً تجلس على العشب ضامة ساقيها وتنظر للشلال
-تاي(بصراخ) :آنسة لونا
إستدارت نحوه لونا فركض نحوها وعانقها بحرارة كما لو أنه لم يراها لسنوات أما هي فلم تبدي أي ردة فعل
-تاي(بقلق) :أين كنتِ؟ كدت أموت من القلق عليك...لا تفعلي بي هذا مجددا
إبتعدت عنه ببرود وعادت للجلوس على الأرض والتحديق بالشلال...ولأنه يعرف الظروف التي تمر بها فقد تفهها وجلس بجانبها يفعل نفس ما تفعله
-لونا(بحزن) :تايهيونغ...أنا آسفة
-تاي:على ماذا؟
-لونا(بحزن) :لم أعلم أنك تشعر بتلك المشاعر المؤلمة تجاهي
-تاي:ألهذا السبب هربتي؟
-لونا(بحزن) :كلا...أقصد...نوعا ما...الحقيقة لا أعلم
-تاي:لا داعي لتهتمي لمشاعري
-لونا(بحزن) :لقد قابلت صانع قلادة الساعة وأخبرني بكل ما أود معرفته
-تاي(بصدمة) :ماذا قال!
-لونا(بحزن) :قال بأنني أستطيع السفر عبر الزمن متى أردت ذلك
-تاي:هذه بشرى سارة...يمكنكِ زيارتي من حين لآخر بواسطة القلادة...هكذا كلانا سيكون مرتاحا...أنا لن أحزن لفراقي لك وأنتِ لن تحزني لفراق زمنك وعائلتك
-لونا(بحزن) :لا تفرح كثيرا...القلادة لا تعمل سوى مرتين...للذهاب والإياب
-تاي:هذا يعني...
-لونا(بحزن) :إن عدت لزمني فلن نستطيع أن نلتقي مجددا
برغم الصدمة التي تلقاها ولكنه ابتسم
-تاي:لا يهم...المهم أن تكوني مرتاحة وتعودي لزمنك...أصلا من يهتم إذا التقينا أم لا...نحن غير مقربين لهذه الدرجة لذا لن نحتاج أن نلتقي...فقط إهتمي بنفسك حين تعودين
-لونا(بحزن) :لا تظن أنني لم أتعود عليك بعد كل هذه المدة الطويلة...أنا وأنت الآن صديقين مقربين
-تاي:جيد أنكِ تظنين ذلك
-لونا(بحزن) :لنقضي بعض الوقت معا قبل أن أغادر
-تاي:حسنا
أدركت لونا أن تاي أصبح غريبا فجأة فقررت تلطيف الجو وضربته لكتفه
-لونا(بابتسامة) :أوووه لا تكن هكذا...أخبرتك أننا سنقضي وقتا جميلا معًا قبل أن أغادر فلا تتصرف كما لو أنني سأموت
-تاي(ببرود) :لنعد للمنزل
نهض من على العشب ثم صعد الحصان وانتظرها...لم تلبث وقتا طويلا حتى صعدت حصانها هي أيضا
طوال الطريق كان كلاهما صامتين ويخفيان الحزن الذي يشعران به...فجأة أوقف تاي حصانه ونزل منه ثم نظر نحو لونا التي كانت تنظر له بفضول
-لونا(بتوتر) :لماذا...توقفت؟
لم يجبها بل اقترب منها إلى أصبح يقف بجانبها ثم مد يديه وأمسك وجهها وقربه من وجهه ببطئ...تلك اللحظات التي كانت فيها شفاههما تقترب من بعضها كانت من أغرب وأجمل اللحظات لدى لونا
أخيرا بعد كل تلك الأحزان والأفكار السلبية تلامست شفاههما فأصابتهما رعشة خفيفة هزت كل جسمهما ومعها تيارات من السعادة والحب...لا أحد منهما تصور أن هذه القبلة ستحدث وتتاح لهما فرصة البقاء معا
فصلت لونا القبلة بعناق طويل وكانت على وشك البكاء
-لونا(بحزن) :أعلم كم تحبني...وأعلم كم تتألم...لكن الواقع يبقى واقعا...علي العودة لزمني
-تاي:أعلم
-لونا(بحزن) :لا تنساني...أرجوك
-تاي:نعم
عاد تاي لحصانه ثم انطلقا للعودة للمنزل وحينما وصلا استقبلتهما والدة تاي
-والدة تاي:لونا...أين كنتِ؟
-لونا:لا تقلقي عمتي...كنت في جولة في المدينة
-والدة تاي:ولما لم تخبرينا أنكِ ذاهبة حتى لا نقلق عليك؟
-لونا:لم أرد إيقاظكما...آسفة
-والدة تاي:تعالي...الغداء جاهز...لا بد أنكِ جائعة
-لونا:كثيرا
دخلت لونا وتناولت الطعام وهي صامتة وحتى تاي فعل نفس الشيء...لاحظت الأم تصرفهما الغريب لذا قررت التحدث معهما وفتح موضوع
-والدة تاي:هل تذهبان غدا لمهرجان الربيع؟ سمعت أن هناك الكثير من الفعاليات الجديدة
-لونا:آه...سأفكر بالأمر
-والدة تاي:لا تفوتي هذه الفرصة...صدقيني ستستمتعين كثيرا
-لونا:حسنا...إن ذهبتي فسأذهب أنا أيضا
-والدة تاي:وأنت تاي؟
-تاي:إن لم يكن لدي أي أعمال فسأذهب أيضا
-والدة تاي:ممتاز...ثلاثتنا سنستمتع كثيرا