❤ منتدى بثينة علي ❤
أهلا و سهلا بكل من زار منتدانا ????????

بثينة علي ترحب بكم و تتمنى لكم قراءة ممتع مع أجمل الروايات الكورية ????
❤ منتدى بثينة علي ❤
أهلا و سهلا بكل من زار منتدانا ????????

بثينة علي ترحب بكم و تتمنى لكم قراءة ممتع مع أجمل الروايات الكورية ????
❤ منتدى بثينة علي ❤
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

❤ أهلا بكم في عالم رواياتي عالم بثينة علي ❤
 
الرئيسيةالرئيسية  اليوميةاليومية  أحدث الصورأحدث الصور  س .و .جس .و .ج  بحـثبحـث  الأعضاءالأعضاء  المجموعاتالمجموعات  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 رِوَايَة عَبْرَ الزَّمَن!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1234
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة عَبْرَ الزَّمَن!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رِوَايَة عَبْرَ الزَّمَن!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة عَبْرَ الزَّمَن!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1السبت مارس 26, 2022 1:42 pm

رواية عبر الزمن : المقدمة



سلااااام قططي اللطيفة الجميلة

سلام يا شباب (. ❛ ᴗ ❛.) مع أني لا أظن أن هناك شباب يتابعون الرواية لكن إتس أوكيه

كيف حالكم رفاقي؟ هل افتقدتموني كثيرا؟

أعلم أنكم افتقدتموني فليس ذنبي أنني رائعة ʕ ꈍᴥꈍʔ

أمازحكم

ها قد عدنا والعود أحمد (أحمد ولا آدم؟) (ಡωಡ)

أمازحكم ⟵(๑¯◡¯๑)

هذه المرة قررت الكتابة عن موضوع يمكن أن نسميه بالمستهلَك (أي تمت الكتابة عنه ملايين المرات وآخر من في كوكب الأرض يعرفه) ولكن بأسلوب بثينة علي طبعا

هذا الموضوع هو موضوع السفر عبر الزمن وقد تكونون قرأتم عنه ملايين المرات قبلا أو رأيتموه في المسلسلات والأفلام...لكن ليس بأسلوب بثينة علي طبعا (. ❛ ᴗ ❛.)

ورغم أنني متعبة ولا أريد كتابة أي شيء لكنني سأرغم نفسي على التشجع...إن واصلت هكذا فسأضيع وقتي فحسب ولن أكتب لوقت طويل...كل ذلك بسبب خسارتي بمسابقة النوفيلا (T_T) لكن لن أدع شيئا يقف في طريقي وخاصة أنكم معي وتحبونني وأحبكم وتعشقونني وأعشقكم وتشجعونني وأشجعكم وتريدونني وأريدكم وتتزوجونني وأتزوجكم ⟵(๑¯◡¯๑)

أمازحكم ⟵(๑¯◡¯๑)

ولمعلوماتكم فقط فهذه آخر مرة أكتب عن تاي وفرقة bts...أما عن السبب فالإجابة واضحة وهي أننا جميعنا مللنا من تكرر الشخصيات مليون مرة...أما إن كنتم لم تملوا بعد فأنا مللت

هذه الرواية إهداء للجين طارق من ليبيا...وهي نفسها بطلة رواية هاناكو شبح الحمام فأرجو أن تنال إعجابها

بدون أن نكثر الثرثرة دعونا نقول بسم الله ولنبدأ بروايتنا...ولكن لا تنسوا...تصويت + تعليق + ضعوا الرواية في قائمة قراءتكم لعلها تعجب أصدقاءكم

ملاحظة هامة : روايات الحب هي مجرد روايات خيالية غرضها الترفيه فقط والحب الحقيقي خارج إطار الزواج غير موجود والشخص المخلص الذي لا يخون غير حقيقي البتة لذا لا تنخدعوا بالخزعبلات التي ترونها في رواياتي أو أي روايات أخرى لأن الواقع والروايات مختلفان تماااااااما


ولا تنسوا متابعة إنستغرامي bothaina__ali

وهيا لنبدأ




بثينة علي



عدل سابقا من قبل بثينة علي في الأربعاء يناير 10, 2024 10:52 pm عدل 2 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1234
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة عَبْرَ الزَّمَن!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة عَبْرَ الزَّمَن!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة عَبْرَ الزَّمَن!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1السبت مارس 26, 2022 1:44 pm

رواية عبر الزمن : الفصل الأول



حدقت لونا بالساعة وهي تدور منتظرة بفارغ الصبر تلك اللحظة التي ينتهي فيها الدوام لتغادر وترتاح من تعبها...كل زملائها من حولها غارقون في العمل إلا هي...هذه عادتها في الساعات الأخيرة فهي تفقد تركيزها ويصبح من الصعب عليها إبقاء ناظريها على الحاسوب

لونا تعمل في شركة خاصة بالفتيات والموضة والملابس وهي عضوة في قسم إنشاء المجلة والعمل ليس سهلا كما يبدو...عليها كتابة المقالات وجمع مختلف الأزياء الرائجة والمواضيع التفاعلية والتناقش مع اللجنة لقبولها وإعادة كتابتها وتنظيمها في المجلة وإضافة كل الملحقات الخاصة بها...ودائما هي آخر من تنجز عملها لأنها لا تمتلك قدرة إبداعية في إنشاء النصوص لكن مستواها يظل جيدا

حانت أخيرا الساعة الخامسة مساءً وهو موعد عودتها للمنزل فجمعت أغراضها على أحر من الجمر وكانت ستذهب ركضا لولا أنها رأت المدير هايوون يمر بالجوار فوقفت بهدوء كإنسانة راقية ونظرت نحوه...كانت نظراته نحوها أيضا وابتسامته الجميلة تسحرها وتنسيها المكان من حولها...بدا لها وسيما وفاتنا اليوم...لا بل هو هكذا كل يوم حسب ظنها

أيقظها من غفوتها بعض من زميلاتها في العمل وهن ينظرن إليها باستنكار فعرفت أنها بالغت في ردة فعلها...لحسن الحظ أنها حذرة جدا في إخفاء علاقتها مع هايوون وإلا لافتضح أمرها منذ زمن

خرجت من الشركة بحماس وعادت للبيت ثم استلقت على سريرها لترتاح من ضغوطات اليوم والكعب العالي...هذا هو وقتها المفضل من كل يوم...وقت الهدوء والراحة والصمت...إن طارت ذبابة في الهواء فيمكنها سماعها وهذا مثالي لها

أخذت المجلة التي عند رأسها وراحت تقلب صفحاتها لتقرأ آخر أخبار الموضة وأهم الأحدات إلى أن رن هاتفها معلنا عن اتصال من شخص كانت تنتظره منذ عودتها...ذلك الشخص المسجل تحت اسم "حبيبي"

استقامت بجزئها العلوي على السرير وابتسمت بحماس...ليس من الجيد الرد عليه بسرعة حتى لا يعرف كم هي مهووسة به لذلك تريثت قليلا ثم ردت
-لونا:ألوووو!
-هايوون:حبيبتي...خدعة أم حلوى؟
-لونا:ها!
-هايوون:ههههه اقترب الهالوين...ما رأيك أن نخرج معا ونشتري الأزياء؟
-لونا:ممممم أنا سأختار لك
-هايوون:لست أمانع...وأنا أيضا سأختار لك زي ساحرة شريرة قبيحة حتى لا ينظر لك أحد غيري
-لونا(بخجل) :ممممم تغار علي؟
-هايوون:ههههه طبعا
-لونا:إذًا متى سنتزوج؟
-هايوون:لم نتواعد إلا منذ خمس أشهر فلماذا تريدين الزواج بهذه السرعة؟
-لونا:ممممم لأنني أحبك بجنون وأريد أن أكون زوجتك
-هايوون:لا يجب علينا التسرع في اتخاذ القرارات لذا لنمنح بعضنا الوقت
-لونا:كما تريد
-هايوون:لنلتقي عما قريب...لقد اشتقت إلى معانقتك
-لونا:بخصوص ذلك...أعتقد أن زملائي في الشركة يشكون بنا...ألا يمكننا الاعتراف بعلاقتنا فحسب؟
-هايوون:أتمنى ذلك...لكن أخاف أن يسبب لي ذلك مشاكل مع والدي فهو يكره مواعدتي لفتاة من الشركة
-لونا:ألست كبيرا على أن يتحكم فيك؟
-هايوون:هو فقط لا يحب ذلك وحذرني منه ملايين المرات
-لونا:كما تريد
-هايوون:سأذهب لإكمال عملي...أراك لاحقا
-لونا:إلى اللقاء...أحبك

أغلقت الخط ثم تمددت على سريرها بحماس وهي تضع الهاتف على قلبها...ياله من شعور أن تقع في الحب خاصة وأن حبيبك يبادلك نفس الشعور...أرادت أن تلتقي به ولكن خوفها من فضح علاقتهما يمنعهما من الالتقاء كثيرا لذا لا يخرجان إلا قليلا وفي العمل يراقبان بعضهما من بعيد فقط

أما في الماضي وبالتحديد في عصر جوسون سنة 1420 م فكان هناك مزارع يدعى كيم تايهيونغ...كان ذاهبا ليبيع سلعته من الخضر في المدينة وقبل مغادرته دخل ليودع أمه العجوز وكلبه
-تاي:أمي...أنا ذاهب...تمني لي التوفيق
-والدة تاي:رافقتك السلامة يا بني...لا تتعب نفسك كثيرا وتناول طعاما صحيا
-تاي:لا تنصحيني فأنا خبير في الطعام الصحي

عانقها بحرارة فقد شعر أنها آخر مرة يراها فيها كما عانق كلبه ولعب معه قليلا
-تاي:يونتان...سأعود لك بطعام لذيذ لذا انتظرني

وضع قبعة القش خاصته وخرج ليركب حصانه الذي يقود عربة الخضر ثم تحرك ليمضي في طريقه نحو سوق المدينة الذي يبعد ساعات عن بيته

بعد ساعات وصل للسوق ووضع سلعته ليبيعها ولأنه مزارع جاد وخضره جيدة فالناس يشترون منه بسهولة بمجرد أن يروا أشكالها الجميلة

في فترة الغداء تجول في السوق لكي يشتري شيئا يأكله فصادف بائعا للمجوهرات يضع مجموعة جميلة أمامه...بدت له فكرة جميلة أن يشتري لوالدته شيئا ويفاجئها فتقدم من البائع وألقى نظرة على ما لديه

كانت كل المجوهرات جميلة ولكن أكثر واحدة لفتت انتباهه قلادة على شكل ساعة فاندهش من شكلها فذاك الوقت لم يتم اختراع الساعات بعد
-تاي:سآخذ هذه
-البائع:سعرها 20 قطعة
-تاي:هذه سرقة
-البائع:ولكنها قلادة غير عادية...إنها جميلة ومصنوعة باحترافية والسعر الذي أعطيته لك بالكاد يكفي حقها
-تاي:ممممم حسنا

أعطى للبائع حق القلادة ثم ذهب ليواصل عمله وقرر وضعها في رقبته لأنه مهمل وسيضيعها

في المساء انتهت كل البضاعة فركب حصانه عائدا للبيت وهو سعيد بالقلادة التي سيقدمها لوالدته...لكن الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن أحيانا

بدأت السماء تتلبد بالغيوم ويبدو أن هناك عاصفة في الطريق لذا عليه الإسراع وإلا سيضيع أو من يدري ما سيحصل له

بدأت العاصفة تشتد والرياح تعصف والمطر يتساقط...حتى أن البرق يضرب من حين لآخر...وبسبب الظلام لم يتمكن من التعرف على الطريق وقاد حصانه في طريق مجهول دون قصد وفجأة رأى أمامه بصعوبة منحدرا عميقا والحصان متوجه نحوه بسرعة البرق...ومهما حاول شد اللجام فالحصان لم يتوقف عن الركض إلى أن سقط في الهاوية ومعه تاي والعربة

سقط تاي في نهر متدفق مع الحصان والعربة وكلما حاول السباحة كلما جرفه التيار أكثر...ومن شدة خوفه صار يحرك جسده في الماء عشوائيا إلى أن تعب وأغمي عليه...وبينما هو يغرق ويرى شريط حياته يمر أمام عينيه صارت أضواء مجهولة تخرج من القلادة المعلقة في رقبته ولم يستطع تذكر أي شيء بعد ذلك

• في عام 2021:
فتح تاي عينيه ببطء ليرى السماء من فوقه وهي لامعة بالأضواء وكأنه النهار...لكنه لم يكن نهارا بل تلك أضواء المدينة
-تاي(بصدمة) :ما هذا!؟ ماهذا؟! هل أنا أشتعل أم أن العالم يشتعل!؟

مرت بجانبه عدة سيارات فجعلته يهرب من الخوف ويركض بعيدا لكن لا يعرف أين...وكلما ركض كلما شاهد أمورا مرعبة لم يسبق له رؤيتها في حياته وهذا ما جعله يدخل في حالة هستيرية

بينما لونا في المنزل تعد الطعام امتلأت سلة النفايات فكان عليها إفراغها
-لونا:أوووف الجو بارد...لا أريد الخروج

خرجت بتكاسل وهي تحمل كيس القمامة بيدها وكان الجو شديد البرودة وكادت أصابعها تتجمد...وضعت الكيس بجانب بقية أكياس جيرانها حتى تأتي حاوية القمامة وتأخذها ولكنها لمحت أحد الأكياس يتحرك
-لونا(تفكر) :ما هذا!؟ قط؟! كلب متشرد!؟

مدت ساقها بحذر ولمست طرف الكيس الذي رأته يتحرك بطرف حذائها لكنه قفز مجددا وأفزعها فركضت نحو منزلها بفزع وبقيت تراقب من بعيد
-لونا:ما هذا؟! إنه كبير جدا...بحجم إنسان تقريبا...لا بد وأنه غوريلا...علي أن أتشجع وأكتشف ما هو وحينها سأضعه على الإنترنت وأصبح مشهورة

شغلت كاميرا هاتفها وتوجهت نحو أكياس القمامة بحذر لتعرف من هناك...تركت بينها وبينه عدة خطوات ثم أخذت حجرا صغيرا من الأرض ورمته عليه لكن بدل أن يظهر لها غوريلا رأت رأس بشري يخرج من هناك
-لونا:إنسان! من تكون!؟

نظر تاي لها من رأسها لقدميها فتعجب من ملابسها وهاتفها
-تاي(بفزع) :ما الذي ترتدينه!؟ مالذي تحملينه؟! من أنتِ!؟ أين أنا!؟
-لونا:ها! هل أنا من يجب علي إجابتك!؟
-تاي(بفزع) :ما كل هذه الأشياء؟! لما أنا هنا؟! آخر ما أتذكره هو سقوطي من منحدر مع حصاني ووقوعي في النهر
-لونا:عفوا! هل هناك كاميرا خفية بالجوار!؟
-تاي(بفزع) :ماهي هذه؟!

بدا لها الوضع جنونا فهذا الشاب مجنون وسيجعلها تجن معه أيضا...وحينما خرج من الكيس كليا رأت ملابسه الغريبة والواسعة مثل ملابس الشحادين
-لونا:هل تحتاج نقودا يا فتى؟ أم أنك جائع؟
-تاي(بفزع) :بل أحتاج أن أعرف أين أنا...لم أكن هنا سابقا...هل هذه هي الجنة أم أنه الجحيم!؟

بدأت تفهم الموضوع أخيرا...هذا الفتى الذي أمامها مختل عقليا ولم يكن بوسعها سوى إجراء اتصال سريع
-لونا:ألو! مستشفى المجانين
-الموظفة:نعم كيف نخدمكم؟
-لونا:هل صادف أن هرب من عندكم مريض يرتدي ملابس مثل الملابس التي نراها في المسلسلات التاريخية؟
-الموظفة:عفوا!
-لونا:قصدت هل هرب من عندكم أي مريض؟
-الموظفة:أبدا...كل المرضى في غرفهم
-لونا:مممم حسنا شكرا

أغلقت الخط ثم استدارت نحو تاي الذي كان ينظر من حوله ويرتعد خوفا
-لونا:عد لمنزلك يا شاب فالجو بارد
-تاي(بفزع) :ولكن أين الطريق لمنزلي؟
-لونا:هل يعقل أنك فاقد للذاكرة؟ أووه هكذا إذًا...هذا هو التفسير الوحيد...سأتصل بالشرطة
-تاي(بفزع) :من هم الشرطة؟!
-لونا(ببرود) :خخخخخخخخ دمك خفيف

نظرت لملابسه مجددا فلاحظت أنها مبللة وهذا ما زاده بردا وارتجافا...جعلها ذلك تشعر بالشفقة عليه رغم أنها لا تعرفه البتة
-لونا:تعال لمنزلي وغير ثيابك

أدخلته منزلها ولكنها خائفة من أن يتحرش بها لذا وضعت زجاجة عطر في جيبها لكي ترشها في عينيه في حال حاول الاقتراب منها

أخذته لغرفة المعيشة ثم ذهبت لغرفة نومها لتحضر له شيئا يلبسه...لحسن الحظ وجدت بنطالا وقميصا كانت ستهديهما لحبيبها هايوون ولكنها قررت إعطاءهما لتاي لأنه أحوج إليهما

دخلت غرفة المعيشة ثم رمت الملابس بجانبه إلا أنها لم تقترب منه مطلقا من شدة خوفها
-لونا:البس هذا
-تاي:ما هذه الأشياء الغريبة!؟
-لونا:ملابس
-تاي:لماذا هي مزخرفة ومرسومة هكذا؟ لا يمكن للرجل ارتداء هذا...إنه عار...هذه ملابس نساء
-لونا:ليست مزخرفة...ثم من أي كوكب أنت؟ الجميع هنا يرتدون هكذا

نظر للملابس ثم تقبل الواقع...وبمجرد أن رفع ملابسه ليزيلها أغمضت لونا عينيها
-لونا(بحدة) :مغفل...لا تغير أمامي...اذهب للحمام

أسرع تاي للحمام ولكن بمجرد دخوله لاحظ وجود مسبح صغير ومرش وأدوات التنظيف وكذلك مستحضرات تجميل لونا من صابون وعطور وأغراض تبرج
-تاي:ما هذا؟! أين أنا؟! ما الذي يجري؟!

أمسك بالصابونة لكنها انزلقت منه وسقطت أرضا
-تاي:يبدو كما لو أنه شيء يؤكل

أمسك الصابونة رغم انزلاقها وقضم منها قضمة ولكنه بسقها في نفس اللحظة
-تاي:يعععع طعمها حامض ويحرق في اللسان...ماذا تكون هذه بالضبط؟!

تقدم من المرش وقام بتشغيله دون قصد فنزلت المياه من أعلى وبللته فتراجع للخلف
-تاي(بصدمة) :يا إلهي! أمطار داخل المنزل! كيف حصل ذلك! إنه سحر خطير

خرج ركضا من الحمام واختبأ خلف لونا
-تاي(بخوف) :أمطار في الداخل
-لونا:ما الذي تخرف به!؟
-تاي(بخوف) :لقد لمست ذلك الشيء الطويل ولكنه أمطر علي
-لونا:هففففف ذاك مرش...إن قمت بتدوير الحنفية فسينزل الماء
-تاي(بخوف) :أتعنين أنه أمر طبيعي؟
-لونا:بلى...أليس لديكم مثلها في بيتكم؟
-تاي(بخوف) :أبدا
-لونا(بهمس) :لا أفهم ما قصة هذا الشاب!

دخل للحمام مجددا وغير ثيابه ثم خرج فلاحظت لونا أنه ارتدى السروال بالمقلوب
-لونا(بصراخ) :ياااااا...إن الجيوب تكون من الخلف وليس الأمام
-تاي:أي جيوب؟
-لونا(بصراخ) :أنت ترتدي سروالك بالمقلوب
-تاي:آه...حسنا سأغيره

عاد مجددا للحمام وقام بارتداء السروال ولكنه لم يعرف كيف يغلق السحاب وعندما خرج كاد سرواله يسقط أمامها لذلك بقي ممسكا به بكلتا يديه
-لونا(بصراخ) :لااااا...أغلق السحاب يا غبي
-تاي:كيف!؟
-لونا(بصراخ) :هذا ما كان ينقصني...أن أعلم شابا بالغا كيف يرتدي ملابسه

لحسن الحظ كانت ترتدي سترة بسحاب لذا سحبته من الأسفل للأعلى لتعلمه
-تاي:أوووه فهمت...شكرا

عاد للحمام مجددا وارتدى ملابسه ثم خرج نحوها
-لونا:تناسبك تماما...والآن تعال وتدفأ ريثما أتصل بالشرطة
-تاي:ما هي الشرطة؟
-لونا:هفففف لا تهتم

اتصلت لونا بالشرطة وخلال دقائق تم الرد عليها
-الشرطية:معكم مركز الشرطة...كيف نخدمكم؟
-لونا:مرحبا سيدتي...أود الاستعلام عن شخص ضاع من منزله وأتى عندي
-الشرطة:ما اسمه؟

نظرت لتاي الذي كان ينظر إليها باستغراب وهي تتحدث مع الهواء
-لونا:ما اسمك يا فتى؟
-تاي:كيم تايهيونغ

أعادت وضع الهاتف على أذنها
-لونا:اسمه كيم تايهيونغ
-الشرطية:هل هو من سيؤول فعليا؟

مرة أخرى أبعدت الهاتف ونظرت له
-لونا:هل أنت من سيؤول أم من خارجها؟
-تاي(باستغراب) :سيؤول؟ ما هي سيؤول!؟
-لونا:المنطقة التي نحن بها الآن
-تاي:لم أسمع بها في حياتي
-لونا:إذًا ما اسم المكان الذي أتيت منه؟
-تاي:من جوسون

قطبت حاجبيها باستغراب ثم أعادت وضع الهاتف على أذنها
-لونا:يقول من جوسون
-الشرطية(باستغراب) :جوسون! هل هذه مزحة؟
-لونا:أبدا...هذا ما يقوله

نظرت إليه باستغراب مجددا ثم دخلت غرفة النوم بمفردها وأغلقت الباب وبقيت تهمس
-لونا:أيتها الشرطية...أعتقد أنه مختل عقليا...عليكم مساعدتي فهو يقول كلاما غريبا
-الشرطية:هل حاول فعل شيء لك؟
-لونا:لا
-الشرطية:إذًا لا يمكننا فعل شيء للأسف...تفقدت اسمه على الحاسوب ولكن لم يظهر عنه أي نتائج...أمتأكدة أن ذاك اسمه الحقيقي؟
-لونا:لا أعلم
-الشرطية:أحضريه لمركز الشرطة وسنرى إن كان هناك أهل فقدوا أبناءهم
-لونا(بسعادة) :شكرا لك

خرجت من الغرفة فوجدته ينتظرها
-تاي:ما الشيء الذي كنتِ تكلمينه؟
-لونا:الشرطة
-تاي:هل هذا اسم جنية خفية؟
-لونا:لااااا...كنت أكلم الهاتف
-تاي:وكيف لجماد أن يتكلم؟
-لونا:أوووه انسَ الموضوع...تعال معي

أعطته معطفها ليرتديه مؤقتا ثم توجها لقسم الشرطة وهناك رأيا مجموعة من العائلات تنتظرهم
-الشرطية:لقد اتصلنا بكل العائلات التي فقدت أبناءها في ظروف غامضة والآن سنرى من أهله

نظروا جميعا نحو تاي ثم نفوا أنهم يعرفونه
-الشرطية:للأسف ما من نتائج
-لونا:هفففف يال حظي!

عادت للمنزل رفقة تاي وعندما وصلت مباشرة أعدت طعام العشاء وجلست تأكله معه
-لونا:غدا عليك المغادرة
-تاي:لكن لا أعرف طريق العودة
-لونا:هذه ليست مشكلتي...لستَ قاصرا حتى أبقيك في بيتي
-تاي(بحزن) :يبدو أنني أثقلت عليك
-لونا:بلى...يمكنك المضي في حياتك وفعل ما تريد
-تاي(بحزن) :كما تريدين...لكن هلاَّ تدلينني على الطريق لجوسون؟
-لونا:هل تعرف أين جوسون؟ إنها في الأنقاض
-تاي:ماذا يعني ذلك؟
-لونا:جوسون اختفت منذ أكثر من 100 سنة وحلت محلها كوريا الجنوبية
-تاي(بحزن) :لكن البارحة كنت هناك...ما الذي يحصل معي؟ هل أنا في حلم؟ أمي! يونتان! أين يعقل أنهم ذهبوا!؟

وضعت لونا يدها على خدها وبقيت تحدق به وهو يتكلم
-تاي(بحزن) :لقد بعت السلعة ثم عدت للمنزل ولكن الحصان ركض بعيدا وسقطنا كلانا في النهر وكل ما أتذكره ذلك الضوء
-لونا:أي ضوء؟
-تاي(بحزن) :ضوء عجيب ظهر حولي بدون سبب أما كيف خرجت من الماء ونجوت فلا أتذكر شيئا
-لونا:أووووه فهمت! لقد غرقت وبينما تحاول السباحة ضربت رأسك بصخرة ما ففقدت عقلك
-تاي:لاااا لست مجنونا...أقسم لك أنني بكامل قواي العقلية
-لونا:إذًا ما ناتج 5+5؟
-تاي:10
-لونا:من مؤسس دولة جوسون؟
-تاي:الجنرال إي سونك كي
-لونا:ومن أي حقبة ملكية أنت؟
تاي:حقبة الملك سيجونك
-لونا:واااو! لا تبدو مختلا ولكنك كذلك نظرا لقصة جوسون هذه
-تاي:لن أحاول إقناعك فرأسك يابس
-لونا:لن تلومني أبدا لو كنت مكاني

أخذت الريموت وشغلت التلفاز على قناة للأفلام تعرض مجموعة من الرجال يتقاتلون بالسلاح فنهض تاي واختبأ خلفها
-تاي(بخوف) :إنهم يريدون قتلي
-لونا:ها؟! من هم؟!
-تاي(بخوف) :أولئك الموجودون في الصندوق
-لونا:إنه مجرد تلفاز
-تاي:تلفاز! لم أسمع به في حياتي...لكن كيف تمكنوا من إدخال أولئك البشر هناك؟!
-لونا:لست في مزاج لأشرح لك...فقط اعتبرها شيئا سحريا ليس لديكم مثله وانتهى
-تاي:كما تريدين

نام تاي تلك الليلة في غرفة المعيشة فوق الأريكة أما لونا فنامت في غرفتها وأغلقت الباب بالمفتاح...بعد أن تمددت في سريرها حملت هاتفها وكتبت رسالة لحبيبها تقول فيها "تصبح على خير حبيبي...أتمنى أن أحلم بك وأقبلك في منامي"

بعدها أغمضت عينيها ونامت إلى أن استيقظت في صباح اليوم التالي

في الغد فتحت الباب فوجدت المنزل فارغا ولا أثر لتاي...حتى أنه غير ملابسه وارتدى الملابس القديمة التي أتى بها من عصره
-لونا:وأخيرا تخلصت منه...حان وقت الذهاب للعمل ورؤية حبيب القلب

غيرت ملابسها وتزينت ثم ركبت سيارتها وتوجهت للعمل...بعد دقائق رأت حبيبها هايوون يتوجه نحو مكتبه وسكرتيرته تلحق به فقطبت حاجبيها بانزعاج
-لونا(تفكر) :تلك السكرتيرة تبدو وكأنها تحاول جذب انتباه حبيبي...خسئَت...هو لن ينظر لفتاة غيري خخخخخخخخخخخ

------------

توضيح : جوسون هو اسم كوريا القديم حين كانت تتبع الحكم الملكي


عدل سابقا من قبل بثينة علي في الأربعاء يناير 10, 2024 10:53 pm عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1234
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة عَبْرَ الزَّمَن!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة عَبْرَ الزَّمَن!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة عَبْرَ الزَّمَن!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1السبت مارس 26, 2022 1:48 pm

رواية عبر الزمن : الفصل الثاني



انتهت لونا من تحضير المقال الذي ستنشره ثم توجهت نحو مكتب هايوون وطرقت الباب بلطف
-هايوون:تفضل

دخلت بخجل وأغلقت الباب ثم وضعت الأوراق التي كانت معها على مكتبه
-لونا:سيدي...لقد أنهيت كتابة المقال...إن أردت فراجعه بنفسك
-هايوون:لا يهم...بما أنكِ أنتِ من كتبته فسأقبله أيا كان
-لونا(بخجل) :شكرا لك سيدي المدير

نهض من كرسيه ومشى ببطء نحوها ثم وضع يديه حولها وجذبها نحوه ليتعانقا
-لونا(بخجل) :ما الذي تفعله!؟ قد يأتي أحدهم ويرانا
-هايوون:أريد أن أشبع من عناق حبيبتي الجميلة
-لونا(بخجل) :أنا أيضا ولكن...ليس مكانا مناسبا
-هايوون:ما رأيك أن آتي لمنزلك الليلة ونتناول العشاء معا؟
-لونا(بخجل) :حقا؟
-هايوون:بلى...وقد أبيت هناك أيضا

كانت هذه أول مرة يأتي لمنزلها منذ تواعدا لذلك شعرت بحماس شديد...بعد أن عانقها لبرهة أفلتها وعاد للجلوس في مكتبه
-هايوون:أراكِ الليلة
-لونا(بخجل) :حسنا

حملت أوراقها وخرجت من مكتبه ثم عادت للجلوس في مكتبها وهي متوترة ولكن في نفس الوقت متحمسة...دون وعي منها عانقت الأوراق وابتسمت وتخيلت اللحظات الجميلة التي ستحصل معهما في موعد الليلة...فجأة أيقظها صوت المشرفة وهي تسير بالجوار بكعبها العالي
-المشرفة:هل جهزتم المقالات؟
-الجميع:نعم
-المشرفة:أعطوني إياها وسأراجعها فورا وأعطي أفضل مقال مكافأة

تم جمع جميع المقالات وأخذتها المشرفة وبما أنه تبقى وقت لنهاية الدوام فقد استغلت لونا الفرصة وبحثت في الإنترنت عن مواضيع تضيفها للمجلة لكي تحصل على مكافئات إضافية

في نهاية الدوام غادرت ومن شدة حماسها ذهبت للسوق واشترت ملابس جديدة للمرتبطين عبارة عن قميصين متشابهين وسروالين بنفس اللون

بعد أن عادت للمنزل رأت تاي يجلس على عتبة بابها
-لونا(بصراخ) :أنت! ما الذي تفعله هنا؟ ظننت أنك غادرت
-تاي(بحزن) :لقد أمضيت اليوم أبحث عن جوسون ولكن لم أعثر عليها
-لونا(بصراخ) :بالطبع لن تجدها...لقد أصبحت الآن مجرد أنقاض...لقد انتهى عهدها منذ أكثر من 100 سنة
-تاي(بحزن) :لكنني كنت هناك البارحة
-لونا(بصراخ) :ربما كنتَ في غيبوبة وقتها
-تاي(بحزن) :ولكن ألا يعني هذا أن علي أنا أيضا أن أكبر في السن وأصبح عجوزا؟ لماذا لم يتغير شيء؟
-لونا:بففففف يال تفاهتك! كنت أمازحك حين قلت أنك كنت في غيبوبة...الآن غادر وأرحني أرجوك

فتحت الباب ودخلت المنزل فلحق بها للداخل
-لونا(بحدة) :ما الذي تفعله في منزلي؟
-تاي:أرجوكِ ساعديني...ليس لي سواك...أعلم كم أنتِ طيبة القلب
-لونا(بحدة) :لا أريد...أنت مختل عقليا
-تاي:أقسم أنني لست كذلك...لقد حصل شيء غريب لي وأظن أنكِ الوحيدة التي يمكنك إيوائي في منزلك حتى أعود لجوسون
-لونا(بحدة) :كيف أقوم بإيواء رجل غريب لا أعرف عنه شيئا؟
-تاي:أعدك أن لا أزعجك وسأنفذ كل ما تطلبينه
-لونا(بحدة) :الوعود لا معنى لها...أعطني سبب واحدا مقنعا يجعلني أقبل بك
-تاي:أعتقد أنني مسافر عبر الزمن

انفجرت الأخرى من الضحك وصارت تتخبط يمينا وشمالا وبعد فترة حاولت تمالك نفسها
-لونا:هههههه أتقول أنك مسافر عبر الزمن؟ هذه سخافة...حتى العلماء بعلمهم وتقدمهم لم يستطيعوا السفر عبر الزمن وأنت فعلت؟ أي تفسير غبي هذا؟
-تاي:وهل لديكِ غيره؟
-لونا:بلى...أنك مختل هههههههه
-تاي:وماذا لو اكتشفتِ أن كلامي صحيح؟
-لونا:حينها سأحلق شعر رأسي على الصفر
-تاي:إذًا ما قرارك؟

قاطعهما صوت جرس الباب فذهبت لترى الطارق وحينما نظرت من الفتحة رأت هايوون
-لونا(بصدمة) :هايوون! إنه هنا...تبا...ماذا سنفعل؟!
-تاي:من...
-لونا:بسرعة...اختبئ
-تاي:أين؟
-لونا:لا أعلم...جد لك مكان تندفن فيه ريثما يغادر

أدخلته لغرفة النوم وبحثت عن مكان تخفيه فيه ولم تجد مكانا واسعا سوى الستائر
-لونا:الستائر...اختبئ هنا

اختبأ تاي خلف الستائر ولحسن الحظ كانت من نوعية قماش سميكة لذا كانت المكان المناسب...تأكدت من شكلها في المرآة ووضعت أحمر شفاه بسرعة ثم فتحت الباب لهايوون
-هايوون:ها قد أتيت
-لونا(بتوتر) :أهلا بك
-هايوون:أحضرت لك الفراولة
-لونا(بتوتر) :أوووه شكرا

دخل المنزل ومع كل خطوة يخطوها نحو غرفة النوم تبتلع لونا ريقها من الرعب...في النهاية جلس في غرفة المعيشة وأشار لها لتأتي وتجلس بجانبه
-لونا(بتوتر) :لقد فكرت بالأمر...لِمَ لا نخرج ونتناول العشاء في أحد المطاعم؟
-هايوون:لكنك دائما تدعينني لمنزلك
-لونا(بتوتر) :بلى...هذا لأنني أريد قضاء الوقت معك...لكن في الحقيقة أنا طباخة سيئة ولن يعجبك طبخي
-هايوون:هههههه يال التواضع! هذا يعني أن طبخك مذهل
-لونا(بتوتر) :لا...صدقني إنه سيء جدا
-هايوون:مممممم سأتذوقه وأخبرك
-لونا(بتوتر) :لااااا...من فضلك لنتعشى في المطعم
-هايوون:حسنا...سأتصل بموصل الطعام

استسلمت بعد أن أدركت أنها لن تفوز بالنقاش مطلقا وبدل ذلك انتظرت إلى أن وصل الطعام فأعدت المائدة وجلست تأكل مع هايوون

بعد أن انتهيا من الطعام دخل الحمام ليستحم فأسرعت لغرفة النوم لتتفقد تاي فوجدته متعبا من الوقوف
-لونا(بهمس) :الآن...اخرج
-تاي(بهمس) :إلى أين؟
-لونا(بهمس) :غادر المنزل...إنه يستحم ولن يلاحظك
-تاي(بهمس) :أخبرتك أنني لا أستطيع الذهاب لأي مكان...

سمع كلاهما صوت باب الحمام يفتح فأسرع تاي بالاختباء مجددا وخلال لحظات استدارت لونا فوجدت هايوون يقف خلفها بالشعر المبلل والعضلات الممشوقة ولا يرتدي سوى بنطاله
-لونا(بتوتر) :س س سأغادر وأتركك تغير ثيابك

توجهت نحو الباب فأمسكها من معصمها وشدها نحوه وعانقها من الخلف...في تلك اللحظة كان كل ما تفكر فيه هو تاي الذي يرى ويسمع كل شيء وحجم الإحراج الذي ستتعرض له
-لونا(بتوتر) :ما الذي...تفعله؟
-هايوون:بدأنا نتواعد منذ شهرين لكننا لم نقضي وقتنا الخاص وحدنا ولا مرة
-لونا(بتوتر) :هايوون...أنت...بلا...ملابس
-هايوون:أريد أن أكون قريبا جدا منك اليوم...فلنبقى هكذا
-لونا(بتوتر) :أرجوك...أنا لا أحب...الوقاحة

أفلتها من أحضانه أخيرا ونظر لها باستغراب
-هايوون:وقاحة؟!
-لونا(بتوتر) :آسفة...لم أقصد ذلك...قصدت أنني أكره الانفتاح الشديد بين الرجل والمرأة
-هايوون:لكننا مرتبطان
-لونا(بتوتر) :بلى...لكن من فضلك لا تتجاوز الحدود معي فنحن لا نزال في بداية علاقتنا...لا تنم عندي الليلة أيضا لأن هذا يبدو غريبا ونحن لسنا سوى عشاق
-هايوون:أوه...فهمت

قام بارتداء باقي ثيابه ثم غادر وعندما أغلقت الباب خلفه صارت تلطم وجهها
-لونا(بصراخ) :عاااااا لقد كان يريد معانقتي لكنني أحرجته...كم أنا غبية! عااا...كان يمكننا أن نتغازل ونتعانق لكنني أفسدت كل شيء...لقد كان يريد النوم عندي عاااااااااااا...ولكنني طردته بطريقة منفرة...أنا غبيةةةةةةةةةةة

ضربت الأرض برجلها ثم ذهبت لغرفة النوم فوجدت تاي يحدق بساعة الحائط المعلقة في الأعلى ولكنها ضربته على صدره
-لونا(بحدة) :لقد تخرب كل شيء بسببك...غادر
-تاي:ما ذلك الشيء هناك؟
-لونا(بحدة) :لا تغير الموضوع
-تاي:أجيبيني أولا
-لونا:إنها ساعة حائط
-تاي:ما فائدتها؟
-لونا:لحساب الوقت
-تاي:لدي مثلها

كانت قلادته مخفية تحت ملابسه فأخرجها لتراها
-لونا(بحدة) :جميلة...الآن غادر منزلي
-تاي:لا أريد

أمسكته من ذراعه وقامت بسحبه غصبا لتخرجه من هناك وبالفعل كانت قوتها خارقة فتمكنت من زحزحتك لكنه تمسك بإطار باب غرفة النوم ورفض المغادرة
-لونا(بحدة) :سأتصل بالشرطة إن لم تغادر
-تاي:حتى ولو جاء الملك إي سونك كي شخصيا فلن أتحرك من هنا
-لونا(بحدة) :هفففف وغد
-تاي:أنا جائع...أريد طعاما

تأفأفت بانزعاج ثم ذهبت وأحضرت له ما تبقى من طعامها
-تاي:ما هذا الشيء؟!
-لونا(بتجهم) :همبرغر

تذوق قضمة منه فصار يهمهم بسعادة
-تاي:امممممم إنه لذيذ! لديكم طعام لذيذ حقا امممممم
-لونا(ببرود) :أتمنى أن تصاب بالإسهال
-تاي:ما هو الإسهال؟
-لونا(ببرود) :كل وأنت تلتزم الصمت

في نفس الليلة ذهب هايوون لإحدى القاعات الخاصة بالاحتفالات وبقي يحتفل مع رفاقه ورفيقاته
-ييتشن:ما أخبار حبيبتك الجديدة؟
-هايوون:ههههههههه تقول حبيبتي...لا أعتقد أنها كذلك
-ييتشن:لماذا؟
-هايوون:بدأت أسأم منها...مرت أشهر منذ تواعدنا وهي تحاول وضع الحدود بيننا...حتى أنها لم تسمح لي بالنوم في بيتها أتصدق؟ كما لو أنها ظنت أنني سأتحرش بها
-ييتشين:ههههههههههههه مسكين...إنها من النوع المتحفظ إذًا
-هارا:متحفظة! أنا فتاة وظننت أن المتحفظات انقرضن بالفعل
-هايوون:بل هي فعليا متحفظة ومملة ولا تريد أن تنقرض...ضيعت وقتي بما يكفي
-ييتشين:هل أبحث لك عن غيرها؟
-هايوون:ستفعل خيرا هههههههه...احرص على أن تكون غير متحفظة
-ييتشين:لك ذلك ههههههه نخب الفتيات المنفتحات
-الجميع:نخبكم

أغلقت لونا باب غرفتها بالمفتاح وفتحت حاسوبها على موقع غوغل وأول ما بحثت عنه هو معلومات عن "السفر عبر الزمن"

وجدت عشرات المقالات التي تتكلم عن السفر عبر الزمن وجميعها تقول أن العلماء لم يستطيعوا حل نظرية النسبية لآينشتاين وبذلك فالسفر عبر الزمن مستحيل ولم يتحقق بعد...لكن هناك أيضا مقالات قليلة يعرضون فيها دلائل وبراهين على أن السفر عبر الزمن موجود وممكن وأغلبها أدلة منطقية

عضت على شفتيها بتوتر وهي عالقة بين قرارين...من جهة السفر عبر الزمن غير منطقي ومن جهة أخرى فلا تفسير آخر لكلام تايهيونغ غير هذا...خاصة وأنها يوما بعد يوم تكتشف أنه رجل عاقل وليس مختلا

في يوم الغد ذهبت للعمل وبينما تصمم صفحات المجلة على الحاسوب كانت من حين لآخر ترفع رأسها وتنظر نحو مكتب المدير هايوون لتراه فقد اشتاقت لرؤيته كثيرا بعد ما حصل البارحة

بعد مدة جاء هايوون وألقى نظرة على العمل الذي يقوم به الموظفون إلى أن وصل عندها
-هايوون:هل أكملتِ صفحة الأزياء الغريبة؟
-لونا:مازلت أعمل عليها
-هايوون:عندما تنتهين منها اطبعي نسخة منها وأحضريها لمكتبي
-لونا:حاضرة

عاد لمكتبه ولم تستطع رفع رأسها حتى والنظر إليه...بطريقة ما شعرت أنه غاضب منها لذلك حملت هاتفها وأرسلت له رسالة كتبت فيها "هل تريد أن نتناول العشاء معا اليوم أيضا؟"

انتظرت رده فترة طويلة ولكنه لم يكترث لها بتاتا ولا لمشاعرها تجاهه ورمى الهاتف جانبا متجاهلا الرسالة

بعد فترة أرسلت له رسالة أخرى كتبت فيها "عزيزي...أنت لست غاضبا مني صحيح؟" وهذه المرة أيضا لم يعرها أي اهتمام
-لونا(تفكر) :هو فعلا غاضب مني...لكن لا أعتقد أنني فعلت شيئا لأستحق هذه المعاملة...إنه يبالغ ببساطة

في المساء عادت للمنزل فوجدت تاي يشاهد التلفاز
-لونا:أرى أنك تعلمت تشغيل التلفاز
-تاي:تعلمت قلب القنوات أيضا...هذا الاختراع مذهل...ليت لدينا منه

فجأة تحولت ابتسامته لحزن بعد أن تذكر قريته وعائلته
-تاي(بحزن) :أحتاج العودة لجوسون
-لونا:من الذي يمسكك؟
-تاي:هل تعرفين طريقة للسفر عبر الزمن؟
-لونا:لا
-تاي:هذا هو ما يمسكني إذًا
-لونا:هفففف سأذهب لأحضر العشاء
-تاي:ما طبق اليوم؟
-لونا:أرز بالدجاج
-تاي:أعرف هذه الطبخة...لقد كانت أمي تعدها دائما ولكن...

مجددا شعر بالحزن وأنزل رأسه فلم تهتم الأخرى البتة بل تجاهلته وذهبت لإعداد العشاء

بينما يأكلان معا كان تاي يمسح الأطباق أما لونا فتأكل ببطء ومن حين لآخر تتفقد هاتفها لعل هايوون يتصل أو يرد على رسائلها
-تاي:لماذا تنظرين لهذا الشيء المستطيل؟
-لونا(بحزن) :لا يهم
-تاي:بل يهم...أخبريني
-لونا(بحدة) :وتسأل أيضا؟ لقد تشاجرت مع حبيبي بسببك
-تاي:أخفتني...لماذا تعشقين الصراخ والعصبية؟
-لونا(بحدة) :أنا أصرخ فقط حين أكون غاضبة ومنفعله
-تاي:لماذا تشاجرتما؟
-لونا(بحزن) :حين أدقق في الأمر أشعر بأنه ما من سبب وجيه لشجارنا...هو فقط لا يريد الرد علي
-تاي:لا أريد ان أكون وقحا ولكن هل أنتِ متأكدة من أنه يحبك حقا؟
-لونا(بحدة) :ما الذي تقوله؟! بالطبع يحبني...إن لم يحبني هو فمن سيحبني؟ أنت مثلا؟
-تاي:حسنا حسنا أنا لم أقل شيئا...فقط أردت أن أعرف

تنهدت بقلة حيلة ورمت الملعقة جانبا
-لونا(بحزن) :هل سبق وأحببت؟
-تاي:بلى
-لونا(بحزن) :هل تعرف كم من الصعب أن تنتظر اتصال أحدهم؟
-تاي:الحقيقة...لا أعرف شيئا كهذا...لكن من الصعب أن تري شخصا تحبينه يتزوج أمام عينيك
-لونا:هل حصل هذا معك؟
-تاي:بلى...حبيبتي الأولى تزوجت أحدهم غصبا...في جوسون البنات يتزوجن دون رغبتهن وفي سن صغيرة لذا من الصعب أن تجدي حبيبين يتزوجان...كما أن الحب عار نوعا ما لذا فإن قبض على شخصين معا فسيواجهان عواقب وخيمة
-لونا:وما الذي فعلته؟
-تاي:لا شيء...اكتفيت برؤيتها تضيع مني...وأيضا تعلمت عزف الناي
-لونا:حقا؟!

أخرج من ملابسه آلة الناي ووضعها على شفاهه وبدأ يعزف لحنا حزينا لكنه في نفس الوقت مريح للأعصاب ودافئ...خلال لحظات أنزلت لونا رأسها وبقيت تستمع لللحن بحزن وتمعن وعندما انتهى صفقت له
-لونا:وووووو هذا مذهل! من علمك العزف هكذا؟
-تاي:والدي
-لونا:لا بد أنه كان والدا عظيما
-تاي(بحزن) :بلى...عظيما جدا

بينما يتكلمان وردها اتصال من الشرطة فردت
-لونا:ألو!
-الشرطية:كيم لونا...عليك القدوم رفقة الشخص الذي بلغتِ عن ضياعه إلى مركز الشرطة
-لونا:قادمة...شكرا جزيلا

أسرعت بارتداء معطفها وأعطت لتاي ملابس للخروج
-لونا:غير ثيابك فربما ستجد عائلتك
-تاي(بحزن) :أي عائلة؟ لقد أخبرتك أنني مسافر عبر الزمن
-لونا:لا شيء ولا أحد في هذا العالم سيقنعني أنك حقا مسافر عبر الزمن...هيا أسرع قبل أن أغضب

ارتدى ملابسه وهو حزين ثم ذهب معها لقسم الشرطة وهناك عثرا على عائلة فقدت ابنها ولكن حين رأوا تاي قالوا أنه ليس هو...في النهاية عاد كلاهما للمنزل وطوال الطريق في السيارة بقيت لونا صامتة
-تاي(بحزن) :مازلتِ لا تصدقين أنني مسافر عبر الزمن؟
-لونا:ستفهمني لو كنت مكاني
-تاي(بحزن) :لا أملك دليلا...ولكن...لن أزعجك لوقت طويل...بالتأكيد سأجد حلًّا للعودة لجوسون
-لونا:ليتك تسرع فأنا لا أشعر بالراحة لوجود رجل غريب في منزلي
-تاي(بحزن) :آسف
-لونا:لن يفيدني أسفك بشيء...على الأقل حاول العودة لمنزلك بسرعة

قام بوضع يده في جيب ملابسه من الداخل فعثر على كيس يحتوي قطعا نقدية
-تاي(بحزن) :هذه النقود...كنت أريد إعطاءها لأمي لكن لا أظن أن ذلك سيحصل قريبا
-لونا:لا عليك...دعني أرى

ألقت نظرة على النقود فعرفت أنها حقا ليست عُملات من ذلك الزمن...هذا الأمر جعلها تستغرب من أين حصل عليها فحتى لو كان يحتفظ بها لمجرد الذكرى فمن الصعب الحصول عليها إلا بمبالغ ضخمة فهي كنز تراثي هام
-لونا:هل سرقتها من متحف ما؟
-تاي:أبدا
-لونا:فعلا قصتك غريبة...بدأت أشعر بالخوف منك
-تاي:لا تخافي فأنا بشر مثلي مثلك
-لونا:ربما لست كذلك
-تاي:حتى ولو لم أكن كذلك فأنا حتى الآن لم أقم بأذيتك صحيح؟
-لونا(بتجهم) :أنت تخاف حتى من ظلك فكيف ستؤذيني
-تاي:رأيتِ؟ مهلا! من قال أنني أخاف من ظلي!؟
-لونا:انسَ الأمر

في يوم الغد ذهبت لونا لعملها وبينما تقوم بإعداد صفحة الأزياء الغريبة قامت بطباعتها وأخذها لمكتب المدير هايوون...وفي نفس الوقت كانت تلك فرصتها لتكلمه وتصالحه فدخلت المكتب بعد أن طرقت الباب
-لونا:أيها المدير...لقد جهزت صفحة الأزياء الغريبة التي طلبتها مني...هل تريد إلقاء نظرة عليها؟
-هايوون:لا
-لونا:ولكنك قلت سابقا...
-هايوون:انسي ما قلته...اطلبي رأي المشرفة لأنني مشغول الآن

شعرت بالحزن لذا استدارت لتغادر...ولكن ما إن وضعت يدها على مقبض الباب حتى تراجعت
-لونا(بحزن) :هايوون...هل أنت غاضب مني؟ لا أذكر أنني فعلت شيئا يغضبك...أخبرني بما يزعجك

لم يرد

-لونا(بحزن) :إن كنت غاضبا لهذه الدرجة فيمكنك شتمي...لا أعلم ما خطئي لكنني بالفعل أستحق

رفع هايوون رأسه ونظر نحوها بازدراء
-هايوون:ليس هناك شيء لنناقشه...تفضلي من غير مطرود
-لونا(بحزن) :قررت الانفصال عني؟
-هايوون:لم أقل ذلك
-لونا(بحزن) :هايوون هل تحبني؟
-هايوون:ههههههههههه
-لونا(بحزن) :لا تضحك...أجبني
-هايوون:ليس لدي ما أجيبك به

أسرعت نحوه وعانقته بذراعيها وقبل أن ينطق بأي شيء وضعت أصابعها على فمه
-لونا(بحزن) :أعلم أنني غبية...آسفة...لا أستطيع تركك تضيع من بين يداي لمجرد سوء فهم سخيف...أحبك هايوون...لا تتركني

لم يستطع قول شيء لذا استغل الوضع وبادلها العناق وما إن شعرت بذراعيه حولها حتى ذرفت دمعة وابتسمت
-هايوون:ههههههه إذًا لا مهرب لي
-لونا:أكيد
-هايوون:إذًا لدينا موعد آخر الليلة أيضا

شعرت بالسعادة البالغة لأنهما تصالحا أخيرا وكانت ستوافق على طلبه لكنها تذكرت تاي
-لونا(بتوتر) :أود ذلك ولكن...لا أستطيع اليوم...ماذا عن منزلك؟
-هايوون:هل تريدين التسبب في مصيبة لي؟ بالطبع سيفتضح أمرنا بمجرد أن ندخل من البوابة
-لونا:إذًا ما الحل؟!
-هايوون:لا أعلم...يبدو أنكِ تتجاهلينني كثيرا هذه الأيام
-لونا:لاااا أبدا...لم أقصد تجاهلك صدقني...حسنا...يمكنك المجيء لمنزلي لنقضي موعدنا
-هايوون:حسنا...أراك الليلة

خرجت من مكتبه متوترة وهي تفكر بطريقة لإخراج تايهيونغ من منزلها لهذه الليلة...إن لم تفعل ذلك فستواجه مشكلة جديدة مع حبيبها وهذا ما لا تريده أن يحصل...لكن الجزء الصعب أن تايهيونغ لا يريد المغادرة إطلاقا لذا ستجد صعوبة في إقناعه


عدل سابقا من قبل بثينة علي في السبت يناير 20, 2024 2:56 pm عدل 2 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1234
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة عَبْرَ الزَّمَن!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة عَبْرَ الزَّمَن!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة عَبْرَ الزَّمَن!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1السبت مارس 26, 2022 1:51 pm

رواية عبر الزمن : الفصل الثالث



عادت لونا للمنزل وهي تبتسم ابتسامة واسعة لتاي
-لونا(بابتسامة) :كيم تايهيونغ...هلاَّ أسديت لي معروفا؟
-تاي:ما هو؟
-لونا(بابتسامة) :غادر المنزل وعد غدا
-تاي:لا
-لونا(بابتسامة) :أووه هيا...لدي موعد مع حبيبي
-تاي:لا تهتمي لأمري فلن أخبر أحدا
-لونا(بابتسامة) :ليست هذه المشكلة...إنها خصوصيتنا ومن العيب عليك التواجد بيننا
-تاي:سأختبئ في الحمام إذًا
-لونا(بابتسامة) :هو سيبيت هنا
-تاي:أووووو يال الرومنسية!
-لونا(بابتسامة) :والآن ما رأيك أن تغادر؟
-تاي:لا

فقدت أعصابها فأمسكته من ياقة قميصه
-لونا(بغضب) :إن لم تنفذ الآن فسأقتلك
-تاي:جربي

أمسكته من يده وحاولت إخراجه لكنه تمسك بإطار باب الحمام فلم تحركه حتى خطوة واحدة
-لونا(بغضب) :إنه منزلي ويحق لي طردك متى أردت
-تاي:ههههههههههه صحيح...لكن ليس لدي مكان أذهب إليه كما ترين
-لونا(بغضب) :سأحجز لك في الفندق
-تاي:ما هو الفندق؟
-لونا(بغضب) :لا تسأل كثيرا وهيا تحرك أمامي
-تاي:لن أتحرك من هنا حتى ولو أتت والدتي شخصيا...بالتفكير بالأمر لو أتت والدتي فقط سأغادر
-لونا(بغضب) :عااااااا سأقتلك

كانت ستركله برجلها ولكنها وجدت أخيرا خطة يمكنها أن تخدعه بها
-لونا:أوه تذكرت...سمعت أن هناك مدينة تدعى جوسون موجودة خلف الغابة
-تاي(بصدمة) :تكذبين!
-لونا:لست أكذب...إنها قريبة من هنا وربما هي المكان الذي أتيتَ منه...ربما أنت لست مسافرا عبر الزمن...ربما فقط بلدتك غير معروفة
-تاي:هل تعرفين الطريق إلى هناك؟
-لونا:طبعا...هل آخذك؟
-تاي:أكيد

صعدا السيارة وكان تاي متحمسا للغاية...سارت لونا عبر الطريق الفرعي لسيؤول إلى أن ابتعدت عن المدينة وأصبحت في منطقة تحيطها الغابات فقط فركنت السيارة
-لونا:هناك...ستجد جوسون خلف كل تلك الغابات
-تاي(بحماس) :شكرا جزيلا...شكرا...لن أنسى معروفك هذا آنسة لونا
-لونا:ههه العفو

نزل من السيارة فأعطته الكشاف اليدوي
-لونا:خذ هذا...الظلام بدأ يحل
-تاي:تعالي معي...سأعرفك على والدتي
-لونا:لا أستطيع...سأنتظرك هنا...أنت اذهب وإن لم تعثر على شيء عد
-تاي(بحماس) :حسنا...أنا قادم يا جوسون...قادم يا أمي...قادم يونتان

أخذ الكشاف اليدوي وسار طريقا مستقيما عبر الغابة...وفي نفس اللحظة التي ابتعد فيها انطلقت لونا بأقصى سرعة تاركة إياه هناك
-لونا(تفكر) :هو رجل...وأيضا ليس قاصرا...لن يصيبه شيء إن تركته هنا

أكملت الطريق نحو منزلها وهي تبتسم ابتسامة النصر وفي نفس الوقت كان تاي يسير في أعماق الغابة ويبحث عن جوسون ومع مرور الوقت حل الظلام وأصبح الجو أكثر برودة

اقتربت لونا من دخول المدينة فشعرت بالحماس لأنها ستقضي الوقت مع حبيبها ولكن فجأة تذكرت تاي...رغم أنها لا تطيقه ولكنها شعرت بالأسف عليه فالجو بارد جدا والنوم في العراء سيكون قاسيا...خاصة حين فكرت أن أحدا ما قد يعترض طريقه ويقتله ثم يبيع أعضاءه في السوق السوداء

لطمت وجهها بقوة ثم أدارت السيارة وعادت للغابة بسرعة وحين وصلت للمكان الذي تركت فيه تاي صفت سيارتها وشغلت مصباح الهاتف ثم انطلقت في أعماق الغابة تبحث عنه

كان الظلام حالكا والجو مرعبا فارتعشت من الخوف مع كل خطوة تخطوها...بعد أن سارت لبعض الوقت سمعت أصواتا مخيفة من حولها
-لونا(بخوف) :ما هذا الصوت؟! هل من أحد هنا؟

وجهت الكشاف على أحد أغصان الأشجار فلاحظت شيئا يتحرك
-لونا(بصراخ) :آاااااا

من شدة خوفها ركضت بأسرع ما لديها ولكنها انزلقت وارتطم رأسها بإحدى الأشجار فأصيبت بجرح ورغم ذلك لم تستسلم ونهضت لتواصل الركض...بعد أن ابتعدت عن المكان وقفت وتنفست حتى تسترجع شتات نفسها
-لونا(بخوف) :هفففف أكره الظلام...ترى هل تايهيونغ بخير أم أنه خائف مثلي؟!

أكملت طريقها وهي تنادي باسم تايهيونغ ولكنها لم تعثر عليه لفترة طويلة...فجأة لمحت ضوءا قريبا منها
-لونا(بسعادة) :لا بد أنه ضوء كشاف تايهيونغ!

ركضت بأقصى ما لديها نحو الضوء وكلما اقتربت منه لاحظت أنه يزيد أكثر فأكثر...في النهاية وصلت إليه فوجدت أنه كوخ في وسط الغابة
-لونا(بصراخ) :مرحبا...هل من أحد هنا؟

خرج من الكوخ رجل وامرأة بعمر الأربعينات ومعهما تاي
-تاي:آنسة لونا...لقد أتيتِ!
-لونا(بسعادة) :تايهيونغ! ها أنت ذا!
-تاي:ألم تقولي أنكِ ستنتظرينني في السيارة؟
-لونا(بحزن) :انسَ الأمر
-العم:هل تعرفان بعضكما؟
-تاي:بلى
-العمة:تفضلي إن أردتِ
-لونا:لا...علينا العودة
-العم:لا يمكنكما ذلك فستضيعان في الغابة...انتظرا على الأقل حتى تطلع الشمس ويتبين لكما الطريق...كثيرون تاهوا في هذه الغابة فقط لأنهم خرجوا في الليل
-لونا:شكرا لك

دخل الجميع الكوخ وجلسوا أمام المدفأة التي تعمل على الحطب وعليها إبريق من الشاي...أخذت العمة الإبريق وسكبت منه كأسا للونا ثم وضعت لاصقة جروح على جبهتها
-لونا:شكرا...منذ زمن لم أشرب الشاي المعد على الحطب
-العمة:الأشياء التقليدية لا تقدر بثمن
-لونا:هل تعيشان هنا؟
-العمة:لا...نحن نأتي لقضاء الإجازات فقط...إنه مكان هادئ ومريح...يذكرنا بأيام شبابنا
-لونا:ههه يال الراحة! فعلا هذا المكان رائع
-العم:جيل اليوم غريب...إنهم يصرون على البقاء على هواتفهم طوال اليوم...يكادون يفقدون مهاراتهم التواصلية
-تاي:من الذي فقد مهاراته التواصلية؟
-لونا:إنها لا تتحدث عنك...أنت أصلا لا تعرف معنى كلمة هاتف
-تاي:آااه
-العم:هل أنتم من سيؤول؟
-لونا:بلى
-تاي:أنا من...

أسرعت لونا بمقاطعته وأغلقت فمه بيدها
-لونا(بتوتر) :هههههه كلانا من سيؤول
-العم:نحن من ماسان
-لونا:المسافة بعيدة جدا من هناك إلى هنا
-العم:لكنها تستحق...صحيح؟
-لونا:ههههههه بلى

بعد أن قضوا وقتا ممتعا وتكلموا كثيرا خلد كل منهم للنوم...نام العم والعمة في الوسط أما تاي فنام بجانب العم ولونا بجانب العمة...ولأنها تفكر في حبيبها لم تستطع النوم فرفعت جوالها لكنها وجدت الإشارة منعدمة

بعد تقلبها في الفراش لوقت طويل نهضت وجلست أمام المدفأة ورمت لها بعض الحطب ليبقى اللهيب مشتعلا أطول فترة ممكنة...وعندما نهض تاي ونظر مكانها ولم يجدها قام ليبحث عنها

بينما تجلس أمام النار ونورها الخافت ينعكس على وجهها هامت في التفكير فلم تلاحظ تاي حتى وهو ينظر إليها...هام بجمالها طويلا لكن مازال لا يعلم إن كان هذا حبا أم هو مجرد مشاعر امتنان لها لأنها ساعدته
-تاي:احم احم
-لونا:أوووه آسفة لم أرك
-تاي:ترى ما الأمر الذي يشغل بالك لتلك الدرجة؟
-لونا(بحزن) :لا شيء
-تاي:لم أعثر على جوسون بعد
-لونا(بحزن) :آه...بشأن ذلك...أنا آسفة...جوسون ليست هنا...لقد كان خطأً مني
-تاي:ههههههه لا بأس
-لونا(بحزن) :لست غاضبا مني؟
-تاي:أبدا...ما فعلته لأجلي لم يكن قليلا فكيف أغضب منك؟

ابتسمت ثم واصلت جلوسها أمام المدفأة وهي تحدق بالشعلة التي تكاد تنطفئ
-تاي:لنسهر معا طوال الليل
-لونا:هههه حسنا

في صباح اليوم التالي شكرا العم والعمة على استضافتهما ثم غادرا يبحثان عن السيارة
-لونا:ركنت سيارتي في الطريق لذا أخاف أن أحدهم سرقها
-تاي:هل يستطيعون ذلك؟
-لونا:أحضرت معي المفاتيح لكن إن كان لصا محترفا فسيجد طريقة لتشغيل المحرك وأخذها بعيدا
-تاي:لست أفهم شيئا
-لونا:لا يهم

وصلا أخيرا للسيارة وبمجرد أن ركبا تأكدت لونا من هاتفها ولكن للأسف لم تجد أي اتصالات أو رسائل من هايوون
-لونا(تفكر) :ترى...ما الذي حصل معه؟ لم يتصل ولو لمرة

بمجرد أن عادت للمنزل اتصلت بهايوون ولكنه لم يرد عليها مطلقا...كان ذلك اليوم يوم عطلة لذا فهي لن تستطيع مقابلته والتكلم معه وجها لوجه

أعدت الغداء لها ولتاي وجلسا يتناولانه
-لونا:بما أنك ستبقى في منزلي فعلى الأقل ساعدني
-تاي:في ماذا؟
-لونا:في المصاريف
-تاي:تقصدين النقود؟ معي نقود وخذيها إن أردتِ
-لونا:لا...لا...تلك النقود لا فائدة لها الآن...نحن نستخدم عملة مختلفة تسمى الوون الكوري
-تاي:أووو فهمت...ماذا أفعل بالتي معي إذًا؟
-لونا:خذها لوالدتك
-تاي(بحزن) :وماذا لو لم أستطع العودة لجوسون؟
-لونا:لا أحد منا يعلم أي شيء لذا للاحتياط عليك أن تعتاد على الحياة هنا
-تاي:معك حق...لكن كيف أفعل ذلك؟
-لونا:سأعلمك
-تاي(بحماس) :حقا؟ شكرا جزيلا لك...ماذا أفعل أولا؟
-لونا:عليك إيجاد وظيفة لتربح المال
-تاي:أووو معك حق...لكن أين أجدها؟
-لونا:ما المؤهلات والقدرات التي لديك؟
تاي:ممممممم كنت فلاحا في جوسون
-لونا:لن تستفيد من هذه الوظيفة كثيرا فالفلاحة غير موجودة في المدينة...لكن لو ذهبت للريف فيمكنك تدبر الأمر بسهولة
-تاي:أجيد عزف الناي أيضا
-لونا:ممممم لن تستفيد من هذه الموهبة أيضا
-تاي:وما الحل؟
-لونا:هل تجيد التنظيف؟
-تاي:بلى...أقصد ما الصعب في التنظيف؟ أسكب الماء وأزيله بالممسحة
-لونا:ليس تماما...الآن لدينا أنواع كثيرة من مواد التنظيف والتعقيم ومزيلات الروائح...وهناك أيضا رذاذ تنظيف الخشب والزجاج
-تاي:ممممممممم ما كل هذا!؟
-لونا:لا عليك...ستتعلمها مع الوقت
-تاي:طبعا...وأين سأعمل؟
-لونا:سأبحث عن وظيفة لك في الشركة التي أعمل فيها وإن لم أجد مكانا شاغرا فسأرى شركة أخرى
-تاي(بحماس) :أجل...أعرف أنه يمكن الاعتماد عليك
-لونا:ههههههه طبعا

قامت بتعليمه الكثير عن التنظيف وكيفية استخدام المواد التنظيفية وفي نهاية اليوم نام كلاهما

في الغد توجهت لونا لمسؤولة قسم الموظفين "السيدة لي" لتخبرها عن تاي
-لونا:صباح الخير سيدتي
-سيدة لي:أهلا لونا...أتيتِ باكرا اليوم على غير عادتك
-لونا:لدي طلب صغير لو سمحتِ...لدي صديق من خارج كوريا ولديه مشاكل في الوثائق والإقامة لذلك فلا أحد يود توظيفه
-سيدة لي:وتريدين أن أجد له وظيفة؟
-لونا:بلى...حضرتك ذكية...أرجو أن تساعديني فليس لي سواك سيدتي...إنه يموت جوعا وإن لم يساعده أحد فسيُقضى عليه
-سيدة لي:تعرفين أنه من الصعب توظيف شخص بدون وثائق قانونية أليس كذلك؟
-لونا:بلى...لكن أريد أن تساعديني
-سيدة لي:لكن هل ستتحملين المسؤولية في حال حصلت مشاكل؟
-لونا:لا أعتقد أنها ستحدث ولكن أعدك بتحمل المسؤولية ودفع كافة الخسائر
-سيدة لي:موافقة...أحضريه الأسبوع القادم وسأرى ما يمكنني فعله بخصوصه
-لونا:طبعا...شكرا سيدتي

صعدت لونا للطابق العلوي وجلست في مكتبها لتنهي ما عليها من عمل وصار زملاؤها يأتون الواحد تلو الآخر
-جوي:لونا! إنها أول مرة تأتين باكرا
-لونا:كان لدي شيء مهم أقوم به
-ليسول:هههههه متحمسة جدا...هل وقعتِ في الحب؟
-لونا:من يدري!

بينما الجميع منشغلون بعملهم دخل هايوون ومعه امرأة في غاية الجمال بشعر قصير وملابس راقية...حين رأتهما لونا قطبت حاجبيها وشعرت بالغيرة وكانت ستنتف شعر تلك المرأة ولكنها فكرت أنها مجرد موظفة جديدة فحسب ولا يجب أن تتصرف هكذا

وقف هايوون أمام الجميع ووضع ذراعه حول رقبة الشابة التي معه بطريقة رومنسية
-هايوون:مرحبا طاقم العمل...أرجو أن تكونوا بخير...اليوم لدي خبر مذهل لكم...أعرفكم على خطيبتي الجميلة جيسيكا...من اليوم عاملوها بطريقة محترمة فهي المديرة العامة الآن

نزل الخبر على لونا كالصاعقة وبينما تمسك بقلم بيدها صارت تضغط عليه حتى انكسر...ظلت عيناها الحاقدتين على هايوون لفترة طويلة ولكنه لم ينظر إليها حتى وغادر وهو يضع يده على ظهر خطيبته

جلس جميع الموظفين مقاعدهم ما عدا لونا التي بقيت واقفة تحدق بالفراغ لفترة وبعد مدة أدركت ما يجري من حولها وجلست مكانها

حاول أن تفهم ما الذي يحصل بالضبط ولم تستطع البقاء هادئة ومن شدة توترها حذفت بالخطأ أحد نماذج العمل التي يعملون عليها
-لونا(بخوف) :أوبس! ما الذي فعلته؟! لقد حذفت النموذج!
-جوي(بصدمة) :ما الذي فعلته؟
-إيري:المدير سيوبخك بشدة وسنتأخر في إطلاق المجلة
-لونا(بخوف) :هل هناك طريقة لاسترجاعه؟
-جوي:هل قمتِ بنسخه على قرص التخزين؟
-لونا:لا
-جوي:إذًا قضي عليك
-لونا(بخوف) :المدير سيوبخني

رغم صعوبة الموقف فقد اختارت الاعتراف بخطئها للمدير كما وجدتها فرصة لتكلمه لذا طرقت باب مكتبه ثم دخلت وهي متوترة وعندما رآها هايوون لم يكترث لأمرها البتة
-لونا(بتوتر) :سيدي...لقد حصلت مشكلة...لقد ضاع منا نموذج الزخرفة
-هايوون:خطأ من هذا؟
-لونا(بتوتر) :خطئي
-هايوون:صممي نموذجا جديدا ويجب أن يكون باحترافية النموذج القديم أو أفضل
-لونا(بتوتر) :حاضرة

وقفت تحدق به للحظات ثم قررت أن تتشجع وتكلمه
-لونا(بتوتر) :هل حقا خطبت أم أنني أحلم؟
-هايوون:بلى...لستِ تحلمين
-لونا(بتوتر) :لكن ألم تعدني بأنك ستحبني للأبد وتتزوجني أنا فقط؟
-هايوون:لا أتذكر أنني قلت ذلك
-لونا(بتوتر) :هل أذنبت بحقك حين غادرت المنزل دون أن أخبرك؟ لذلك غضبت؟
-هايوون:متى؟
-لونا(بتوتر) :يوم اتفقنا أن نتناول العشاء معا...يومها واجهني ظرف طارئ لذا غادرت المنزل
-هايوون:آه...ذلك اليوم أنا لم آتي لمنزلك مطلقا...لقد كنت في نقاش مع أبي حول زواجي
-لونا(بحزن) :هل حقا ستتزوج وتتركني؟
-هايوون:الحقيقة...أنا وأنتِ لسنا مناسبين لبعضنا...منذ البداية كنت أدرك ذلك...نحن مختلفان كثيرا...أنتِ رائعة وتستحقين أفضل مني لذا سأترك لك الفرصة
-لونا(بحزن) :لا تقل ذلك...كلانا نستحق بعضنا...وأيضا أين الاختلاف الذي تتحدث عنه؟
-هايوون:اختلاف القلوب والتفكير...لستِ الفتاة التي أبحث عنها...احذفي رقمي وانسي أمري نهائيا فأنا أملك خطيبة الآن

لم يكن بيدها سوى أن تستسلم فهي غير قادرة على سماع المزيد من الكلام الجارح لذا خرجت من مكتبه وجلست مكانها
-جوي:ما الأمر؟ هل قام بتوبيخك؟

نظرت نحوها ولم تستطع كبت دموعها لذا صارت تبكي أمامها وأمام كل زملائها...لكن لحسن الحظ ظنوا أن بكاءها بسبب توبيخ المدير لها على حذف النموذج دون قصد لذا قاموا بمواساتها

حل الظلام والساعة الآن التاسعة مساءً ولكن لم تعد لونا للبيت بعد...بقيت تتمشى في الشارع وتفكر بقلبها الذي انكسر وكيف تعالجه في حين أن تاي بقي ينتظرها في المنزل
-تاي(بقلق) :حل الظلام ولم تعد! ترى هل واجهتها مشكلة ما؟

شغل التلفاز وجلس يبدل القنوات ليشغل نفسه حتى عودتها وفي اللحظة التي أطفأ فيها التلفاز رآها تفتح الباب وتتجه مباشرة لغرفة نومها
-تاي:مهلا! العشاء

تجاهلته وأغلقت باب غرفتها على نفسها وبقيت هناك
-تاي:ما بها!؟

شعر تاي بجوع شديد فتوجه نحو المطبخ...كانت هذه أول مرة له يدخل المطبخ منذ سفره عبر الزمن لذا لم يعرف أي شيء من الأشياء الموجودة هناك

فتح أولا الثلاجة فخرج منها هواء بارد
-تاي:أوووو هذا منعش!

حين نظر بداخل الثلاجة وجد مجموعة من الخضر لذا أخذ منها حبة فلفل وقام بأكلها
-تاي:فلفل أفضل من البقاء على معدة خاوية...لكن لماذا هذا الفلفل عديم الذوق؟

نظر نحو المواقد بتعجب وحاول تشغيلها ولكن لم يعرف كيف فتأفأف بقلة حيلة
-تاي:سأكتفي بتناول الفلفل النيء

في صباح اليوم التالي نهضت لونا من فراشها بعد معاناة طويلة مع الأرق...ما تزال متعبة لذا نظرت للساعة فوجدته وقت الذهاب للعمل
-لونا(تفكر) :لم يكن كابوسا إذًا...هايوون فعلا لديه خطيبة...هذا يعني أنني الآن وحيدة

نهضت وتجهزت للذهاب للعمل وفي نفس الوقت فتح تاي عينيه
-تاي:أنا جائع...ما الذي سنتناوله للفطور؟

تجاهلته ثم غادرت المنزل لتذهب للعمل
-تاي:هل فعلت شيئا دون أن أعرف!؟

ذهبت لعملها وبمجرد أن وصلت للشركة وقفت عند البوابة...كانت مترددة جدا من الدخول حتى أنها رغبت في الاستقالة...ما يقلقها أن عليها رؤية الرجل الذي تحبه رفقة خطيبته يوميا وهذا يكسر قلبها

بعد فترة من الصراع مع الذات تقدمت عدة خطوات بتردد ودخلت الشركة متمنية أن لا ترى هايوون بالصدفة مع خطيبته

حاولت العمل على نموذج جديد بكامل طاقتها وحتى أنها حرمت نفسها من استراحة الغداء فقط حتى لا يتم توبيخها مجددا وبعد أن انتهت أخذت التصميم لمكتب هايوون

طرقت باب المكتب ودخلت فوجدت هايوون وجيسيكا يتغازلان لذا تجاهلتهما رغم ألم قلبها
-لونا(بتوتر) :سيدي...لقد جهزت النموذج الذي طلبته
-هايوون:أعطِه لجيسيكا

سلمت الأوراق لجيسيكا فألقت نظرة على النموذج وقطبت حاجبيها
-جيسيكا(بحدة) :إنه أسوأ من القديم
-لونا:لكن...
-جيسيكا(بحدة) :لا يعجبني...غيريه...أريد شيئا مختلفا تماما
-لونا(بتوتر) :ح ح حاضرة

خرجت من المكتب وجلست مكانها ثم وضعت الأوراق جانبا ودفنت رأسها بالطاولة
-جوي:هل وبخك المدير مجددا؟
-لونا(بحزن) :امممم
-جوي:لكن لماذا؟ النموذج لا بأس به
-هايين:صحيح...أنا شخصيا أحببته...ترى لماذا يعاملك المدير هكذا مؤخرا؟ سابقا كان يوافق على أي شيء تقومين به

رفعت رأسها ونظرت لهايين بحدة
-لونا(بحدة) :ما الذي تلمح له؟
-هايين:لا شيء صدقيني...لكن هذا رأيي الخاص ويمكنك تجاهله ببساطة
-لونا(بحزن) :ربما معك حق...سأعمل لوقت متأخر الليلة لعلني أعثر على نموذج جيد أقدمه


عدل سابقا من قبل بثينة علي في الإثنين يناير 22, 2024 10:34 pm عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1234
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة عَبْرَ الزَّمَن!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة عَبْرَ الزَّمَن!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة عَبْرَ الزَّمَن!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1السبت مارس 26, 2022 1:58 pm

رواية عبر الزمن : الفصل الرابع



انتهى دوام العمل وغادر الجميع ما عدا لونا التي بقيت في مكتبها في الشركة تلقي نظرة على مجموعة نماذج من الإنترنت لعلها تستوحي منها نموذجا مميزا وتصلح الخطأ الذي ارتكبته

حل الظلام وبينما هي غارقة في العمل رن هاتف الشركة الذي يوجد في مكتب الاستقبال
-لونا:غريب! من الذي يتصل الآن؟ لقد انتهى الدوام ولن يرد أحد

نهضت وردت على المتصل من باب الفضول فقط
-لونا:نعم...معكم مجلة "كوني أنثى بامتياز" كيف نخدمكم؟
-الطباخ:أنتِ كيم لونا؟
-لونا:بلى
-الطباخ:ربما عليك القدوم ودفع حساب أحدهم أو أتصل بالشرطة
-لونا:حساب من؟
-الطباخ:شخص يدعى كيم تايهيونغ جاء لمطعمي وأكل الكثير ولم يدفع
-لونا(ببرود) :هكذا إذًا...انتظرني لحظة

أسرعت للمطعم ودفعت الحساب ثم اعتذرت للطباخ وخرجت من هناك بينما تايهيونغ يسير خلفها
-لونا:كيف عرفت رقم الشركة التي أعمل فيها؟
-تاي:أعطيت هذه للطباخ

نظرت خلفها فرأته يحمل بطاقة المعايدة الخاصة بالشركة ويبدو أنه أخذها من المنزل
-تاي:ظننت أنها تستخدم للدفع فقد رأيت الكثيرين يدفعون بها
-لونا(بحدة) :هذه بطاقة معايدة وليست بطاقة مصرفية يا فطحل زمانك
-تاي(بحزن) :آسف لما فعلته
-لونا(بحدة) :لقد طلبت الكثير من الطعام فما الذي فعلته به كله؟
-تاي(بحزن) :لقد كنت أموت من الجوع...أمس لم تعدي لي العشاء وفي الصباح كذلك والغداء...حاولت الطبخ بنفسي ولم أعرف...كانت هذه الطريقة الوحيدة وإلا سأموت جوعا

تنهدت بحزن ثم أكملت السير في طريقها...رغم أن الجو بارد لكنها فضلت السير بمفردها في الشوارع الفارغة وتصفية ذهنها...شعر تاي بأن الأمور ليست بخير لذا بقي يسير خلفها ويراقبها وعندما استدارت إليه وقف مكانه
-لونا(بصراخ) :لا تلحق بي

واصلت المشي وهي تفكر وبعد فترة معينة استدارت فرأته ما يزال يلحق بها
-لونا(بصراخ) :قلت لا تلحق بي
-تاي:لستِ بخير هذه الأيام صحيح؟

تجاهلته وأكملت طريقها إلى أن وصلت لحديقة صغيرة فجلست على أحد المقاعد وبقيت تنظر للفراغ بشرود

جلس تاي في أحد الكراسي بالقرب منها ثم أخرج الناي الذي في ملابسه وبدأ بعزف لحن جميل جدا ولكنه حزين في نفس الوقت...وبمجرد أن سمعت اللحن وضعت يديها على وجهها وصارت تبكي فتوقف على الفور
-تاي:آنسة لونا! أنتِ بخير؟

حاولت مسح دموعها وهدأت قليلا لكن الألم في قلبها يمزقها
-لونا(ببكاء) :لقد ظننت أن الحب حقيقي...والرجال ليسو كما يقال عنهم...لكنني مخطئة...الحب كذبة...والرجال أوغاااااد
-تاي:من الذي قال ذلك؟
-لونا(ببكاء) :أنا قلت...والآن سأقف وأشاهد الرجل الذي أحبه يتزوج والأسوأ من ذلك سأحضر الزفاف وأبتسم كما لو أن لا شيء بيننا
-تاي:حبيبك تزوج! لماذا؟ كيف؟ متى؟
-لونا(ببكاء) :بطريقة ما هو قد تخلى عني وتجاوزني بكل سهولة...كيف فعل ذلك؟ أنا مكانه سأعاني لأشهر وربما سنوات
-تاي:سيندم بالتأكيد فقد خسر جوهرة ثمينة مثلك
-لونا(ببكاء) :لا أعتقد...لقد رأيته اليوم في مكتبه يغازل حبيبته وقد صار يعاملني باحتقار ويطلب منها توبيخي
-تاي:لِمَ لا تتركين العمل؟
-لونا(ببكاء) :أتظن الأمر سهلا؟ لقد وقعت عقدا ومستحيل أن يتم فكه بسهولة إلا بموافقة هايوون...وبالنظر لما أعانيه فهو لن يرضى تركي وشأني أبدا
-تاي:هل تشعرين بالوحدة هناك؟
-لونا(ببكاء) :كثيرا
-تاي:إذًا سأنضم إليك وأرفه عنك...وإن أردتِ أن تشكي همك فستجدينني هناك...يمكنك الصراخ والبكاء واللطم وفعل ما تشائين

شيئا فشيئا بدأت تهدأ وتوقفت عن البكاء
-لونا:لا أعتقد أن هذا سينفع...لسنا مقربين لتلك الدرجة
-تاي:ربما...لكن من يعلم...ربما نصبح صديقين مقربين في المستقبل

ابتسمت بعد كل ذلك البكاء والألم أخيرا وبادلها تاي الابتسامة...كانت نظراته نحوها مليئة بالإعجاب لكنها لم تلاحظ ذلك فهي مشغولة بالتفكير في شخص آخر

مرت الأيام وجاء اليوم الذي سيذهب فيه تايهيونغ للعمل...قبل ذلك أخذته لونا في الصباح الباكر إلى مصفف الشعر وقام بحلق لحيته وحول شعره الأشعث الطويل إلى شعر قصير بتسريحة عصرية وجميلة

بعد أن انتهى الحلاق من عمله وقف تاي ينظر لنفسه في المرآة
-تاي(بصدمة) :واو! أبدو كما لو أنني من هذا العصر
-لونا:ههههههه الآن اكتشفتُ أنك وسيم

نظر إليها بصدمة ممزوجة بالخجل
-لونا:هيا بنا...لدينا عمل آخر...سنشتري لك ملابس وحذاء
-تاي:وما العيب بملابسي؟
-لونا:بما أنك هنا فعليك مواكبة العصر والتأقلم...وأيضا عدم لفت الانتباه فالجميع ينظرون نحونا

نظر من حوله فرأى الجميع يحدقون به بسبب ملابسه التاريخية التي لم يغيرها بعد
-تاي:صحيح

ذهبا للمركز التجاري واختارت لونا مجموعة من الثياب وبعد أن جربها تأكدت من أن أي شيء يرتديه يناسبه فهو يملك قواما ممشوقا كما اختارت له حذاءً جميلا

في النهاية ذهبا للشركة وطرقا باب مكتب السيدة لي
-لونا:مرحبا سيدتي...أعرفك على كيم تايهيونغ

نظرت السيدة لتاي من رأسه لقدميه فانبهرت بوسامته
-سيدة لي:أووو أهلا...أنت صديق لونا الذي أخبرتني عنه!؟ واو! أنت حقا أوسم مما توقعت
-تاي(بتوتر) :شكرا سيدتي
-سيدة لي:ألا تظن أنه إهمال أن تعمل كعامل نظافة؟ ههههه
-تاي:لا أبدا...بالعكس سأكون ممتنا لكم إن شغلتموني عندكم
-سيدة لي:كم عمرك يا شاب؟
-تاي:اممممممم
-لونا:إنه في العشرينات
-تاي:صحيح
-سيدة لي:أنت أصغر مني لكن لا بأس هيهيهيهي
-لونا(باستغراب) :عفوا ما الذي تقصدينه!؟
-سيدة لي:لا شيء...أليس وقت عملك؟
-لونا:أوه صحيح...أراك لاحقا تايهيونغ...سأكون في الطابق العلوي...فقط استخدم المصعد وستجدني
-تاي:حسنا

أسرعت لعملها أما السيدة لي فبقيت تحدق بتاي بإعجاب
-سيدة لي:قبلت توظيفك أيها الوسيم...لكن كن حذرا فأنا غير متساهلة فيما يخص الإهمال...لكن إن رافقتني للعشاء فسأتغاضى عنك هيهيهيهيهيهي
-تاي(بتوتر) :ههههه متى أبدأ؟
-سيدة لي:الآن...خذ المفاتيح واسلك المصعد ليأخذك نحو الطابق السفلي وستجد لافتة مكتوب عليها "غرفة التنظيف" هناك ستجد ملابس وأدوات التنظيف
-تاي(بتوتر) :ههههه شكرا

توجه تاي للمصعد ثم وقف أمامه وبقي يحدق فيه وهو يصعد وينزل دون أن يعرف كيف يشغله حتى...بعد دقائق جاء هايوون ووقف بجانبه وضغط على الزر فتوقف المصعد عنده
-تاي(يفكر) :أوه...علي الضغط على ذلك الشيء الملون إذًا وإلا لن ينفتح المصعد

ركبا المصعد وبينما يصعد بهما شعر تاي بالتوتر والدوار فهذه أول مرة له...وعندما وصلا للطابق الأول نزل هايوون وبقي تاي
-تاي(يفكر) :مهلا! أليس هذا حبيب لونا!؟

توقف المصعد مكانه لذا حاول تاي التصرف ونظر للأزرار فوجد مجموعة من الأرقام ولأنه لا يجيد القراءة لم يفهم شيئا
-تاي(يفكر) :امممم بما أنني الآن في الوسط فعلي النزول للأسفل وسأجد ما قالته السيدة لي

ضغط على الرقم الموجود في أسفل الأزرار فأخذه نحو الطابق الذي تحت الأرض وعندما نزل بقي يبحث عن غرفة التنظيف ولكن وجد العديد من الغرف

بالصدفة مر أحد العاملين هناك فأوقفه تاي
-تاي:عفوا...هل تعرف أين أجد غرفة التنظيف؟
-الموظف:أنت تقف أمامها الآن
-تاي(بتوتر) :أووو هذه هي! شكرا لك
-الموظف:لا بأس

وقف بجانب باب حجرة التنظيف ثم أخرج المفتاح من جيبه ونظر إليه
-تاي(يفكر) :امممم والآن كيف أفتح الباب بهذا الشيء!؟

تذكر أنه رأى لونا تضع المفتاح في الباب لذا قلدها وأدخل المفتاح مكان القفل فدخل
-تاي(بحماس) :فعلتها! فعلتها!

قام بشد مقبض الباب فلاحظ أنه ما يزال مغلقا
-تاي(بانزعاج) :لماذا كل شيء ضدي اليوم؟

مرت إحدى الموظفات بالقرب منه فأوقفها
-تاي:عفوا...أحاول فتح الباب لكنه لا يفتح...هل القفل معطل؟
-الموظفة:دعني أرى

تفقدت الموظفة القفل وأدارت المفتاح ففُتح الباب بكل سهولة
-تاي(بتوتر) :هههههه لم أعرف أن علي تدويره
-الموظفة(باستغراب) :يبدو أنك جديد
-تاي:بلى
-الموظفة:حظا موفقا إذًا

غير ثيابه وأخذ أدوات التنظيف ثم ذهب ليبدأ عمله...في البداية اختلطت عليه أسماء مواد التنظيف ولكن بعد دقائق تذكر كلام لونا وهي تقول " إن كان يحتوي فقاعات فهو صابون سائل...وإن شممت رائحته وبدت لك منعشة فهو مزيل روائح...أما الأخير فإن شممت به رائحة كريهة ومركزة وكان لونه كلون الماء لكن مصفر نوعا ما فهو كلور وحذاري سكبه على ثيابك لأنه يخرب لونها وحذاري تقريبه من فمك وعينيك فهو سام"

بينما ينظف كانت لونا في مكتبها تنهي النموذج الذي تعمل عليه ثم طبعته وأخذته لمكتب جيسيكا
-جيسيكا(بحدة) :نموذج مكرر...ألا يمكنك أن تبدعي؟ اجعلي لنفسك شخصية على الأقل ولا تقلدي أعمال الآخرين
-لونا(بحزن) :حاضر سيدتي
-جيسيكا(بحدة) :لقد وقعنا في مشكلة بسببك...أعتقد أن علينا طلب ذلك من شخص آخر لكن بدل ذلك ستعاقبين بتأخير راتبك
-لونا(بحزن) :لا سيدتي...أرجوكِ...أنا أحتاج للمال
-جيسيكا(بحدة) :وما الحل إذًا؟!
-لونا(بحزن) :سأصمم نموذجا أفضل...آسفة مليون مرة...آسفة
-جيسيكا:حسنا ابذلي جهدك هذه المرة
-لونا(بحزن) :حاضرة

خرجت لونا من المكتب وعند الباب التقت بهايوون لذا انحنت له وغادرت بسرعة...بعد أن وصلت لمكتبها ضربت جبهتها بسطح المكتب عدة مرات فرأتها جوي
-جوي:لم تنجحي مجددا؟!
-لونا(بحزن) :بلى...وأظن أنهم أيضا سيؤخرون راتبي الذي أنتظره ليل نهار
-جوي:هل تريدين المساعدة؟
-لونا:وما المقابل؟
-جوي:لا شيء...حاليا لا شيء...لكن ربما نجد بعضنا في المستقبل ويمكنك مساعدتي إن وقعت في مشكلة
-لونا:سترسمين لي نموذجا؟
-جوي:بلى...أنا جيدة في رسم النماذج لذا سأبذل جهدي...لكن الأمر يحتاج وقتا لذا سأتأخر
-لونا(بحماس) :شكرا لك شكرا شكرا
-جوي:ههه العفو

حين حانت استراحة الغداء خرج جميع الموظفين لتناول الطعام أما لونا فنزلت للطابق السفلي أولا لتحضر تايهيونغ ويتناولا الطعام معا وعندما رأته لوحت له وسارت نحوه ولكن فجأة انزلقت وسقطت أرضا
-لونا(بألم) :آاااي عظامي

ركض نحوها وألقى نظرة على ساقيها ولحسن الحظ لم تصب بأذى
-تاي:آسف إنه خطئي...لقد نظفت الأرضية للتو ولم أنشفها جيدا
-لونا:بل حذائي زلق جدا...كنت أعلم ذلك لكن رغم هذا ارتديته لأنه أنيق وعصري
-تاي:دعيني أساعدك

أمسك بكلتا يديها ثم ساعدها على الوقوف ولكن حينما استدار كليهما رأيا هايوون يحدق بهما ولكنه تظاهر أنه لم يراهما وغادر مسرعا

فجأة أنزلت لونا رأسها وغلفتها سحابة من الحزن أما تاي فالشيء الوحيد الذي كان يفكر فيه هو أنه رأى نظرة غيرة في عيون هايوون

بعد أن ذهبا للمطعم جلسا يتناولان الطعام بينما يتكلمان
-لونا:كيف كان يومك الأول في العمل؟
-تاي:جيد...اكتشفت أن رائحة الكلور الكريهة تعلق على الجلد لذا أشعر بالتقزز من نفسي
-لونا:لماذا لمسته؟
-تاي:لم ألمسه...وضعته على المنشفة وبالخطأ حملتها بيداي
-لونا:لا تحمل المنشفة بيديك فهي مليئة بالميكروبات
-تاي:ما هي الميكروبات؟
-لونا:مسألة صعبة للشرح...لكنها أمور لا تهمك طبعا
-تاي:أووو حسنا...أيمكنني سؤالك؟ ألم تتصالحي مع هايوون بعد؟

توقفت فجأة عن الأكل وغطتها سحابة من الحزن
-لونا(بحزن) :قلت نتصالح؟! إنه على وشك الزواج...لماذا قد نتصالح؟ زوجته رائعة وأنيقة وقيادية...على عكسي...من الغبي الذي سيتركها ويعود إلي؟
-تاي:أوو حسنا...لكن هل تحدثتما عن الموضوع؟
-لونا(بحزن) :أغلق الموضوع لو سمحت
-تاي:كما تريدين

واصلا الأكل فبقيت مطأطئة رأسها فحسب وتركز على الطعام بينما تاي ينظر نحوها...من المؤلم رؤيتها حزينة لأجل شخص آخر ولكن ليس بيده فعل أي شيء لأجلها

مرت الأيام وتاي يعمل نفس العمل ولونا أيضا تحاول إيجاد نموذج للمجلة لكن جيسيكا تعاتبها وترفض نماذجها إلى أن في يوم من الأيام ذهبت للعمل وجلست في مكتبها فأعطتها جوي مجموعة أوراق
-جوي:ترااااا انظري ماذا لدي

نظرت للنماذج فانفجرت من السعادة
-لونا(بحماس) :جوي! هذه النماذج مذهلة! شكرا جزيلا لك
-جوي:أخبرتك أن العمل الجيد يستغرق وقتا...وبدل نموذج واحد رسمت لك 3 فاختاري أيها يعجبك
-لونا(بحماس) :كلها مذهلة...سآخذها للمديرة جيسيكا فورا...شكرا جزيلا جوي

عانقتها بحرارة ثم توجهت نحو مكتب جيسيكا وعندما أرتها النماذج قطبت حاجبيها لبرهة لكنها لم تجد شيئا تنتقده هذه المرة
-جيسيكا:ممممم هذا جيد...أعجبني...سنعتمد أحد هذه النماذج...شكرا لجهودك...لن نعاقبك بتأخير راتبك
-لونا(بابتسامة) :شكرا

في نهاية اليوم جمعت أغراضها في حقيبتها وعندما وقفت لتغادر رأت تاي ينتظرها عند المصعد
-تاي:مرحبا...لقد أنهيت عملي
-لونا:هل واجهتك مشاكل؟
-تاي:هذه المرة لا
-لونا:لنذهب

كانت ستدخل المصعد وفي اللحظة التي التفت فيها تاي خلفه رأى هايوون قادما رفقة جيسيكا فشد لونا من ذراعها وحاصرها للحائط بذراعيه

تعجبت هذه الأخيرة من هذا التصرف فبقيت تحدق به باستغراب شديد
-لونا(بهمس) :تاي! ما الذي...تفعله!؟

بقيا يتبادلان النظرات للحظات ثم أمسك بكتفيها وحدق بها بجدية
-تاي:لا أعلم من جرح قلبك ولكنه لا يستحقك...أرجوكِ استبدليني به

قطبت حاجبيها وفي اللحظة التي كانت ستصرخ فيها عليه سمعت صوتا قريبا
-جيسيكا:احم احم

التفت كلاهما فوجدا جيسيكا وهايوون يحدقان بهما فابتعدا عن بعضهما ووقفا معتدلين
-جيسيكا:أنتما...هل أذكركما أنكما في مؤسسة عامة؟
-تاي:أعتذر...إنه خطئي...أنا جديد هنا ولا أعرف القوانين...من فضلك عاقبيني أنا واتركي لونا
-جيسيكا:لن أعاقب أي أحد...فقط كونا حذرين المرات المقبلة
-تاي:حاضر

أمسكت جيسيكا بذراع هايوون ودخلا المصعد ثم غادرا...في نفس الوقت كانت لونا تغوص في تفكير عميق
-لونا:هل كنت جادا فيما قلته؟
-تاي:لا
-لونا(بصراخ) :عااااااا إذًا فأنت تتلاعب بي
-تاي:أبدا...هل رأيتِ نظرة هايوون؟
-لونا(بحزن) :لا...مؤخرا أصبحت أتحاشى النظر في وجهه
-تاي:أظن أنه شعر بالغيرة
-لونا(بصدمة) :حقا؟!
-تاي:بلى...هايوون مازال يحبك
-لونا(بصدمة) :عااااااا حقا؟!
-تاي:هناك أمل لتستعيديه
-لونا(بحماس) :عااااااااا تااااايهيووونغ شكرااااااا لكككككك لقد أعدت لي الأمللللللللللل

من شدة حماسها ضربته بقبضتها لذراعه فصرخ من الألم
-تاي(بألم) :أنتِ...قوية!
-لونا:هههههه آسفة

ذهبا للمنزل وبينما لونا تعد الطعام جلس تاي في الطاولة يراقبها ليتعلم القليل عن الطبخ
-لونا:ها نحن ذا...انتهينا
-تاي:اممممم أشم رائحة زكية...أريد أن أبدأ الأكل فورا
-لونا(بخبث) :قبل ذلك أخبرني...ما الذي تخطط له بشأن هايوون؟
-تاي:لا شيء...لِمَ هذا السؤال؟
-لونا(بخبث) :لا تخجل...أخبرني هيا
-تاي:حسنا...لم أخطط لأي شيء...ما حصل اليوم كان عفويا جدا ولا أعلم كيف فعلته
-لونا(بحماس) :أوووه لا أصدق أن هايوون شعر بالغيرة! لقد اعترفت لي بمشاعرك فقط و...
-تاي(بتوتر) :هيييييي هذا ليس اعترافا بمشاعري...أنا لست معجبا بك
-لونا(باستغراب) :حسنا...لم أقصد ذلك حرفيا
-تاي(بتوتر) :لقد انفعلت فوق اللزوم
-لونا(بحماس) :ترى ما الذي سيصيبه حين يعرف أنني أواعد؟ ما رأيك؟
-تاي:احم احم...لا أعرف
-لونا(بحماس) :مهلا دقيقة! جاءتني فكرة جهنمية...لنتواعد

كان يتناول الطعام وعندما أخبرته بفكرتها اختنق وصار يسعل مرارا وتكرارا
-لونا(بحماس) :أرجوك وافق...أعلم أنك ستساعدني فأنت الوحيد الذي يعرف قصتي والوحيد الذي يعيش في منزلي ويأكل مجانا لذا يجب أن تكون ممتنا لي وتفعل ما أطلبه منك وإلا سأطردك
-تاي:تبدئين بالتوسل ثم تنتهين بالتهديد...ما الذي قد أستطيع فعله غير الموافقة؟ لكن أخبريني كم من الوقت علي أن أتظاهر؟
-لونا:إلى أن يصدقنا
-تاي:ومتى سيصدقنا؟
-لونا:وأنا ما أدراني؟ لكن سيقتنع كلما كان تمثيلنا أفضل
-تاي:حسنا...لكن ما الذي يعنيه أن أكون حبيبك؟ هل علينا فعل أمور محددة مثلا؟
-لونا:أولا عليك انتظاري دائما لنغادر معا ونذهب معا
-تاي:نحن نفعل ذلك بالفعل فما الجديد؟
-لونا:وأيضا عليك تناول الغداء معي
-تاي:هفففف لا أريد إحباطك لكننا نفعل ذلك دائما أيضا
-لونا:عليك أيضا إمساك يدي

رمش بعينيه عدة مرة ورمشت له لونا أيضا
-تاي:أنتِ تمزحين صحيح؟ لا يمكنني لمسك بهذه الطريقة فسأشعر أنها قلة أدب
-لونا(بصراخ) :إنها مجرد يد

رمش مجددا باستغراب
-لونا(بحدة) :ستفعل ذلك رغما عن أنفك
-تاي:حسنا...وماذا أيضا؟
-لونا:يمكنك أيضا مغازلتي وقول كلام جميل لي...مثلا...أووه لونا أنتِ أرق إنسانة في العالم
-تاي:هذا يعني أن علي أن أكذب!

نظرت له بغضب ثم ضربت الطاولة بقوة
-تاي:رأيتِ؟ أنتِ والرقة لا تلتقيان...لا تقلقي بشأن هذا الأمر فسأنفذه لكن دون أكاذيب
-لونا(بحدة) :عاااااااا مزعج...أحيانا أندم لأنني أسمح لك بالبقاء هنا
-تاي:هل من تعليمات أخرى؟
-لونا:نعم...قدم لي الهدايا من حين لآخر وحين نتناول الطعام معا أطعمني بنفسك
-تاي:مهلا! كل هذه التعليمات لا يمكننا تنفيذها في الداخل لأنها منافية للقوانين

ضربت رأسها للطاولة بإحباط حتى اهتز كل ما عليها
-لونا(بإحباط) :صحيح...لقد ذهب كل شيء أدراج الرياح
-تاي:لا بأس...سنجد فرصة لإغاضة هايوون في الخارج...هو بالتأكيد يخرج كثيرا صحيح؟
-لونا(بإحباط) :حسنا...سنرى


عدل سابقا من قبل بثينة علي في الإثنين يناير 22, 2024 10:36 pm عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1234
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة عَبْرَ الزَّمَن!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة عَبْرَ الزَّمَن!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة عَبْرَ الزَّمَن!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1السبت مارس 26, 2022 2:01 pm

رواية عبر الزمن : الفصل الخامس



بينما هايوون يعمل في مكتبه جاءت إليه السيدة لي لتعطيه تقريرا مفصلا عن الموظفين ونشاطاتهم والتزامهم بالعمل
-سيدة لي:راجعه جيدا وأخبرني إن أردت طرد أحدهم
-هايوون:لاحظت أن هناك موظفين جدد
-سيدة لي:ثلاثة فقط
-هايوون:ماذا عن عامل النظافة الجديد؟
-سيدة لي(بخجل) :أووو ذلك الشاب...إنه يقوم بعمل رائع
-هايوون:من يكون؟
-سيدة لي(بخجل) :إنه صديق لونا...تقول أنه ليس من كوريا
-هايوون:هكذا إذًا
-سيدة لي:هل تحتاجه في أمر سيدي؟
-هايوون:لا...يمكنكِ المغادرة

في نفس اللحظة جاء تاي مع لونا ونزلا من السيارة في الموقف وقبل أن يدخلا الشركة أمسكت بيده لكنه سحبها بسرعة
-تاي:لا يمكنني فعل ذلك
-لونا(بصراخ) :يا غبي...قد يرانا هايوون ويظن أنني أغصبك على مواعدتي
-تاي:لكنك تغصبينني فعلا
-لونا(بصراخ) :لا تتصرف كالمراهقين...أمسك يدي
-تاي:لا
-لونا(بصراخ) :لا تجعلني أغضب
-تاي:لا وألف لا

حاولت إمساك يده بالغصب ولكنه تجاهلها وفي تلك اللحظة بالذات سمعا أحدا ينادي باسم لونا فارتعبت وأمسكت كلتا يديه

استدار كلاهما للخلف فوجدا جوي تنزل من سيارتها
-جوي:ما الذي تفعلانه؟
-لونا(بتوتر) :أخفتني...لا نفعل شيئا...صحيح تاي؟

كانت ما تزال تمسك يديه لذا بقي متجمدا في مكانه من الصدمة إلى أن تركته
-جوي:هههههههه لا تنكرا...أمسكتما بالجرم المشهود...واضح أنكما تحبان بعضكما
-لونا(بتوتر) :خخخخخ هل هو واضح لهذه الدرجة؟!
-جوي:أكملا ما كنتما تفعلانه...إلى اللقاء ههههه

دخلت الشركة فتنهدت لونا بقلة حيلة
-لونا:هففف ليست هي من أردتها أن ترى ذلك

نظرت نحو تاي فوجدته ما يزال متجمدا مكانه من الصدمة فلوحت له ليعود لوعيه
-لونا:هيييي تايهيونغ! تايهيونغ هل تسمعني؟

دخلت للشركة وجلست في مكتبها فرأت الكل ينظرون لها ويبتسمون بخبث ففهمت كل شيء ونظرت لجوي بغضب
-جوي(بتوتر) :أووبس آسفة! لساني يحكني دائما
-هايين:حصلتِ على حبيب أخيرا!؟ ظننت أنكِ ستبقين عازبة طوال حياتك
-لونا(بحدة) :ولماذا ظننت ذلك؟
-هايين:واضح هههههه أنتِ عنيفة وتصرخين كثيرا والرجال يحبون المرأة الرقيقة
-لونا(بحدة) :وما رأيك أن تخرس قبل أن أحشو هذه الأوراق في فمك؟

نظر الجميع لبعضهم ثم صاروا يصفقون ويهتفون ويصرخون بأعلى صوتهم وعمت الفوضى المكان
-كيلا:يجب أن نحتفل بك اليوم
-لونا:لماذا الاحتفال؟
-كيلا:شاءت عاداتنا في هذه الشركة بأنه كلما ارتبط أو تزوج أحدهم فإننا ندعوه على الغداء
-لونا:لستم بحاجة لذلك
-هايين:أوووه هيا لونا...نريد التعرف على حبيبك أكثر...وأيضا نريد أن نعرف منه كيف تمكن من أن يحب فتاة مزاجية مثلك
-لونا(بحدة) :لست مزاجية

بينما الجميع يهتفون ويحاولون إزعاجها عمت الفوضى المكان فسمعها هايوون وخرج من مكتبه
-هايوون(بحدة) :ما هذه الفوضى؟ التزموا أماكنكم جميعا

جلس الجميع أماكنهم وعم هدوء رهيب...حتى لونا جلست مكانها وبقيت تنظر له بطرف عينها
-هايوون(بحدة) :ابدؤوا عملكم...أريد الانتهاء من عدد هذا الشهر بسرعة لأنه بسبب خطأ من أحدهم تأخرنا كثيرا وقد نضطر لزيادة ساعات العمل

نظر جميع الموظفين للونا فشعرت بالخجل وأنزلت رأسها وبعد أن أنهى هايوون كلامه غادر عائدا لمكتبه وبقيت تنظر له بحزن
-جوي:لو لم أساعدك لتأخرنا أكثر...لذا ردي لي الجميل ودعيني أتعرف على حبيبك
-هايين:أنا أيضا...وإلا سأطلب من جوي عدم مساعدتك مجددا

اكتفت لونا من ثرثرتهم فوقفت وضربت مكتبها بقوة
-لونا(بصراخ) :هو ليس...حبيبي...توقفوا عن...إزعاجي

فجأة صار الجميع ينظرون لها ثم عادوا للعمل بسرعة دون نطق أي حرف فشعرت أن الأمر مريب واستدارت خلفها لكنها صدمت حينما رأت هايوون يقف بالقرب منهم ويثني ذراعيه بغضب
-هايوون(بحدة) :آنسة كيم...يبدو أنكِ مصرة على التسبب بالفوضى...ما رأيك أن تذهبي للطابعة وتطبعي لي نسخة من عدد هذا الشهر؟
-لونا(بتوتر) :حاضرة

ذهبت لونا للطابق الثاني وقامت بطباعة النسخ كما طلب منها هايوون...في نفس اللحظة كان تاي يمسح زجاج النوافذ فمر بالقرب منها ورآها
-تاي:آنسة لونا...ماذا تفعلين؟
-لونا(بانزعاج) :لا شيء
-تاي:واوا! تبدو هذه الآلة غريبة...كيف تضعين فيها الأوراق بيضاء فتخرج ملونة؟
-لونا(بانزعاج) :إنها طابعة
-تاي:لم أفهم
-لونا(بحدة) :ليس هناك حاجة لتفهم
-تاي:حسنا...آسف على إزعاجك

أحنت رأسها بحزن وعندما لاحظها فضل البقاء معها والتخفيف عنها
-تاي:هل تحتاجين مساعدة؟
-لونا(بحزن) :لا
-تاي:إذًا لماذا الاكتئاب؟
-لونا(بحزن) :هل حقا يغار علي؟ لا يبدو كذلك
-تاي:إذًا فالأمر بشأن هايوون
-لونا(بحزن) :أعتقد أنني أبني آمالا فارغة...إنه يعاملني بمنتهى الاحتقار
-تاي:هل ستنسحبين في بداية الطريق؟
-لونا(بحزن) :وما الحل؟
-تاي:إن هايوون يحبك ويغار عليك...ثقي بي...لن أغادر هذا الزمن حتى أراكما معا سعيدين ومبتهجين

حدق الاثنين في بعضهما فابتسمت له ابتسامة لطيفة جعلت مشاعره تتحرك مجددا...في نفس اللحظة صعد هايوون للطابق الثاني فرآهما معا يبتسمان لبعضهما...رغم أن الأمر لا يهمه لكنه شعر بالغيرة والاستياء لأنها تجاوزته بتلك الطريقة ولم تعد تطارده وتتوسله

نظر تاي صدفة للجهة الأخرى فرأى هايوون ونغز لونا ثم وقفا معتدلين
-هايوون:أين النسخة؟
-لونا(بتوتر) :لم يبقَ الكثير...سأحضرها فورا
-هايوون:لو لم تثرثري لكنتِ أنهيتها منذ مدة
-لونا(بتوتر) :آسفة
-هايوون:وأنت...أليس لديك عمل؟
-تاي(بتوتر) :سأعود له فورا
-هايوون:أسرعا

نزل هايوون للطابق السفلي وبينما هو في مكتبه قام بفتح حاسوبه بعنف
-هايوون(يفكر) :تبين أنها ليست غبية لتلك الدرجة...لقد تجاوزتني بسهولة...ممتاز...سأسجل هذه الملاحظة عنها

حان موعد الغداء وجمع الجميع أغراضهم وأولهم لونا وقبل أن تهرب أمسكتها يد من الخلف
-جوي(بخبث) :الاتفاق
-لونا:لا أتذكر أننا اتفقنا على شيء
-جوي(بخبث) :بل اتفقنا...هل تذكرون يا رفاق؟
-الجميع:بلى
-لونا(بانزعاج) :لستم مضطرين
-هايين:أنا عن نفسي مضطر لكن لا أعلم بشأن البقية
-لونا(بحدة) :لا أريد أي شيء منكم

أرادت الهروب لكنهم أمسكوها من كلتا ذراعيها وسحبوها معهم نحو المصعد إلى أن نزلوا للطابق السفلي وهي تصرخ وتحاول تخليص نفسها لكن دون جدوى

في الطابق الأرضي كان تاي ينتظر أمام البوابة إلى وصل الجميع
-هايين:أنت حبيب لونا صحيح؟

نظر تاي نحو لونا بتوتر ثم أومأ برأسه بهدوء أنْ نعم
-هايين:الغداء على حسابنا

ذهب الجميع لمطعم خاص وحجزوا طاولة لثمان أشخاص وطلبوا الكثير من الطعام والمشروبات
-إريس:اليوم سنحتفل بمواعدة هذين الصغيرين...فليبارك لهما الله في علاقتهما ونتمنى حضور الزفاف بأسرع وقت
-لونا(بحدة) :عن أي زفاف تتحدثون؟!
-إيريس:أنتِ في السادس والعشرين من عمرك الآن وهو وقت ملائم للزواج
-لونا(بحدة) :سأتزوج بأبيك أيها النذل

جلس إيريس مكانه بجانب تاي وهمس في أذنه
-إيريس(بهمس) :كيف تواعد فتاة مثلها!؟ ما الشيء الجيد فيها حتى تقبل مواعدتها دون تذمر؟ أخبرني هل أجبرتك؟ إن أجبرتك فلمح لي واغمز مرة
-تاي(بهمس) :الأمر ليس كذلك
-إيريس(بهمس) :ما هو إذًا؟

ابتسم تاي بخفة واحمر خداه
-تاي(بهمس) :إنها فتاة رائعة وتستحق الأفضل...أنتم فقط لا تفهمونها جيدا
-إيريس(بهمس) :الحب أعمى

لاحظت لونا تهامسهما فانزعجت
-لونا(بحدة) :ما الذي تتهامسان به أنتما؟
-إيريس:أمور خاصة بالرجال فلا تتدخلي
-جوي:لنشرب جميعا نخب حبهما

رفع الجميع كؤوس المشروب الغازي وضربوها ببعض ما عدا تاي الذي بقي ينظر إليهم باستغراب إلى أن نغزته لونا
-لونا(بهمس) :اضرب كأسك بكؤوسهم

فعل كما أخبرته ثم تناول الجميع الكولا والطعام وثرثروا إلى أن انتهى الاحتفال...قبل أن يتم دفع الحساب نظر الجميع لبعضهم بخبث
-هايين:بما أنكما حبيبين جديدين على الساحة فنحن نريد رؤيتكما تقبلان بعضكما الآن أمامنا

احمر وجه تاي خجلا وصار يرتجف وحتى لونا شعرت بالإحراج لذا أرادت تدارك الموقف
-لونا(بغضب) :هل تريد الموت على يداي؟
-هايين:لِمَ الغضب؟ لم أطلب منكِ احتلال أمريكا أليس كذلك؟
-لونا(بغضب) :ما تطلبه أصعب من احتلال أمريكا...هذه خصوصياتنا ولا يحق لكم رؤية أي شيء منها
-جوي:لماذا انفعلتِ لهذه الدرجة؟ قبلة واحدة لن تضر
-لونا(بغضب) :هل طلبت من أحدكم تقبيل حبيبه أمامي؟ لا لم أفعل لذا اخرسوا
-هيرا:لماذا أشعر أنكما حبيبان مزيفان؟ ولهذا تفعلان ما تفعلانه
-لونا(بغضب) :نعم مزيفان...وهذا ما حاولت قوله طوال الوقت
-هيرا:لا تتهربي بالأكاذيب...تلامس شفاه بسيط وينتهي الأمر

نظرت لونا لتاي بطرف عينها لترى ردة فعله ولكنه ظنها ستقبله حقا فهي متهورة وتفعل ما تريده
-تاي(بتوتر) :مستحيل أن أفعلها...لا...أبدا...لا وألف لا...مستحيل...انسوا الأمر

وبسرعة ركض نحو الحمام وحبس نفسه هناك متفاديا الإحراج الذي شعر به
-لونا(بتوتر) :ههههه من منكم سيدفع الحساب؟
-هايين:حبيبك دلوع فوق اللزوم
-لونا(بتوتر) :البلدة التي أتى منها بلدة محافظة لذا لا يسمع هذا الكلام دائما...لا تزعجوه أكثر

تم دفع الحساب وغادر الجميع ما عدا لونا فقد انتظرت تاي حتى خرج من الحمام وقد غسل وجهه عشرين مرة حتى زال احمرار خديه

في المساء عادا للمنزل وبقيت لونا تعمل في غرفتها لكن حين خرجت لغرفة المعيشة رأت تاي مستلقيا على الأريكة ويشاهد التلفاز وعندما رآها توتر واعتدل في جلسته
-لونا:ما الذي تحب تناوله على العشاء؟
-تاي(بتوتر) :أي شيء
-لونا:سأعد المعكرونة إذًا
-تاي(بتوتر) :مهلا...هناك شيء شغل بالي فهلاَّ تجيبينني؟
-لونا:تفضل
-تاي(بتوتر) :اليوم...عندما...
-لونا:آه...بشأن ذلك...أنا آسفة...إنهم يتعمدون إزعاجي هكذا دائما لذا فقط تجاهلهم
-تاي(بتوتر) :لا...الأمر...هو...هل حقا كنتِ تنوين تقبيلي؟

وسعت لونا عينيها من الصدمة وتظاهرت أنها تسعل
-لونا(بتوتر) :احم احم...ماذا قلت؟ لم أسمعك جيدا
-تاي(بتوتر) :لا شيء
-لونا(بتوتر) :جيد...سأذهب لإعداد العشاء

ركضت للمطبخ وتنهدت بينما تخرج المكونات من الثلاجة...فجأة سمعت صوت الباب يطرق وعندما نظرت عبر الفتحة رأت والدتها...ركضت نحو تاي الذي يشاهد التلفاز وأمسكته من قميصه وقامت بهزه عدة مرات
-لونا(بهمس) :أمي على الباب...أمي على الباب...أسرع...اختبئ
-تاي(بهمس) :أين؟
-لونا(بهمس) :غرفتي

اختبأ تاي في الغرفة وأغلق الباب بالمفتاح ثم توجهت لونا نحو الباب وفتحته وتظاهرت أنها مصدومة
-لونا:أوووه أمي! يال المفاجأة!
-الأم(ببرود) :لدينا حساب عسير اليوم
-لونا:خيرا!؟
-الأم(ببرود) :لماذا لم ترسلي لنا المال؟ كدنا نتضور جوعا

أحنت لونا رأسها من الحزن فقد عرفت أن أمها لم تأتِ لأجل زيارتها وتفقد أخبارها بل لتأخذ المال منها
-لونا(بحزن) :لم أتلقى راتبي بعد
-الأم:متى ستتلقينه؟
-لونا(بحزن) :بعد أسبوع
-الأم:سأعود الأسبوع القادم
-لونا(بحزن) :حسنا...اهتمي بنفسك
-الأم:بالمناسبة أخوك يريد هاتفا جديد
-لونا:اشتريت له واحدا بالفعل قبل شهرين
-الأم:وقع منه وانكسر
-لونا(بحدة) :إن اشتريت له واحدا فهل سيأتي بعد شهرين أيضا ويطلب آخر؟
-الأم:هل ترفعين صوتك علي؟

أحنت لونا رأسها وحاولت التظاهر بأنها غير منزعجة
-لونا:سأرسل لكِ ما طلبتِ

غادرت الأم ببرود دون توديع ابنتها وبعد رحيلها جلست على الأريكة ووضعت كفيها على وجهها...في نفس اللحظة خرج تاي من غرفة النوم فرآها حزينة وجلس بجانبها
-تاي:هل...أنتِ بخير؟
-لونا(ببرود) :بلى

كلمته بكل برود ثم ذهبت لإعداد العشاء

في يوم الغد استيقظ تاي وتجهز للذهاب للعمل وعندما وقف ينتظر لونا لاحظ أنها في المطبخ تقوم بِعد النقود التي معها وعندما رأته خبأت كل شيء في محفظتها
-تاي:ألن نذهب؟
-لونا:هل يمكنك الذهاب بالحافلة اليوم؟
-تاي:لماذا؟
-لونا:ليس لأي سبب...أردتك فقط أن تتعلم استخدام الحافلة
-تاي:حسنا

خرج من المنزل وتوجه نحو موقف الحافلة وبينما ينتظر شعر بأن لونا ليست بخير لكنه رغم ذلك لا يستطيع فعل أي شيء لأجلها لأنها حادة الطباع ولا ترضى إخبار أحد عما يزعجها

عندما وصلت لونا للشركة نزلت من السيارة لكن من الواضح أن هناك ضيقا كبيرا في صدرها لذا وقفت عند السيارة وبقيت تفكر في ما ستفعله بشأن مشاكلها العائلية

في نفس اللحظة وصل كل من هايوون وجيسيكا ونزلا من سيارة هايوون وسارا بينما يضع ذراعه على كتفيها ويضحكان...بالصدفة رأيا لونا تحدق بالأرض بشرود فنادت عليها جيسيكا
-جيسيكا:لونا...هل أنتِ بخير؟

رفعت الأخرى رأسها ونظرت إليهما وابتسمت بزَيف
-لونا(بتوتر) :أنا بخير...شكرا لكِ سيدتي
-جيسيكا:إن كنتِ مريضة فيمكنك أخذ إذن والعودة للمنزل
-لونا(بتوتر) :أبدا...ليس بالأمر الخطير
-جيسيكا:حسنا...أسرعي لعملك الآن

تظاهر هايوون بالبرود ودخل مع جيسيكا نحو الشركة...بينما تحدق بهما لونا يغادران معا شعرت بأن هناك مشكلة أخرى عليها التعامل معها الآن وهي غيرتها

بينما لونا تقوم بعملها مع بقية زملائها فإذ بموظفة الاستقبال تنادي عليها
-موظفة الاستقبال:لونا...لديك مكالمة من أحدهم
-لونا:من!؟
-موظفة الاستقبال:لا أعلم

حملت لونا هاتف الاستقبال الخاص بالشركة فوجدت تاي على الخط
-تاي(بتوتر) :آنسة لونا...آسف...أزعحتك مجددا
-لونا(بحدة) :هذا أنت! ما الذي أصابك الآن أيضا!؟ هل أكلت الطعام ولم تدفع!؟
-تاي(بتوتر) :لا...ليس كذلك...للأسف...فعلت كما طلبتِ مني هذا الصباح ويبدو أنني تائه
-لونا:هاتف من هذا؟
-تاي(بتوتر) :رأيت أحدهم في الشارع فطلبت منه إعطائي هاتفه لأجري مكالمة
-لونا:أين أنت؟
-تاي(بتوتر) :هذه هي المشكلة...لا أعلم أين أنا ولا كيف أعود
-لونا(بغضب) :أحسنت...كيف سآتي لأخذك الآن ولدي عمل؟
-تاي(بتوتر) :آسف...لا تنفعلي...يمكنني انتظارك إلى المساء...لا مشكلة لدي...لكن من فضلك لا تغضبي فأنا أعلم كم أنتِ حزينة اليوم

شعرت بالشفقة عليه خاصة وهو يتكلم معها بلطف ويراعي حزنها لذا حاولت أن تهدأ
-لونا:اسأل صاحب الهاتف عن اسم المكان الذي أنت فيه

فعل تاي كما قالت له
-تاي:قال أنه شارع كيونغسو
-لونا(بغضب) :شارع كيونغسو! هل تعلم كم هو بعيد عن الشركة؟ ما الذي أخذك إلى هناك!؟
-تاي(بتوتر) :آسف آسف آسف
-لونا:هفففف حسنا...سآتي فورا

وضعت الهاتف واستدارت فوجدت كل زملائها يراقبونها من بعيد ويتهامسون لكنها تجاهلتهم وذهبت لمكتب السيدة لي
-لونا:سيدتي...لقد حصل معي ظرف طارئ فهل يمكنني أن أغادر؟
-سيدة لي:أنتِ تتكاسلين كثيرا هذا الشهر...هذه رابع مرة لكِ تتغيبين عن العمل
-لونا:ظروف
-سيدة لي:وما عذرك هذه المرة؟
-لونا:لدي صديق في مأزق
-سيدة لي:هذا ليس عذرا
-لونا:اخصميها من راتبي
-سيدة لي:أخشى أنه إن أكملتِ هكذا فلن يتبقى لكِ راتب...كوني جادة قليلا
-لونا(بحزن) :آسفة
-سيدة لي:على ذكر ذلك...تايهيونغ أيضا لم يأتِ اليوم فلماذا؟
-لونا(بتوتر) :ههه بطريقة ما...واجهته مشاكل...لذا علي الذهاب الآن لمساعدته

فجأة وقفت السيدة لي من كرسيها
-سيدة لي(بصراخ) :تايهيونغ في مأزق وأنتِ لا تزالين هنا؟! هيا أسرعي...يجب أن تبذلي المستحيل حتى يعود للشركة سليما معافا
-لونا(بتوتر) :ماذا عن عملي؟
-سيدة لي(بصراخ) :لا تهتمي للعمل...سأتظاهر أنني لم أسمع شيئا...هيا انطلقي فتايهيونغ ينتظرك
-لونا:شكرا سيدتي

أسرعت لونا للخروج وبينما تركض رآها هايوون من أعلى الشركة وقطب حاجبيه...وصلت إلى تاي أخيرا وتوقفت أمامه بسيارتها وللأسف كاد يتجمد من البرد فالشتاء بارد جدا هذه السنة
-لونا(ببرود) :اصعد
-تاي(بتوتر) :لا تغضبي مني
-لونا(بغضب) :لست غاضبة...بل سأنفجر من الغضب...ما الذي أتى بك إلى هنا؟
-تاي(بحزن) :آسف...لم أعرف الحافلة التي تؤدي للشركة بالضبط...حسنا أنا لا أعرف حتى أين تقع الشركة
-لونا(بغضب) :لا تعرف! كيف لا تعرف؟! لقد أتينا وذهبنا إليها عشرات المرات هذا الشهر
-تاي(بحزن) :لكن...أنا آتٍ من زمن آخر ولا أعرف أي شيء...كنت خائفا من تذكيرك بهذا لكنكِ بدوتِ حزينة جدا فلم أرد إزعاجك

كادت دموعها أن تنهمر بعد أن تذكرت سبب حزنها ولكنها تمالكت نفسها وشغلت محرك السيارة للمغادرة...وصلا للشركة ونزلا من السيارة وعند الباب رأيا هايوون يقف بينما يقوم بتوبيخ السيدة لي وعندما رآهما نادى عليهما
-هايوون(بغضب) :تعاليا...لدي كلام معكما

ترددت لونا قليلا وفي النهاية توجهت نحوه ووقفت أمامه مطأطئة الرأس وتاي بجانبها...مرة أخرى لم تتجرأ على رفع رأسها أمامه والنظر في عينيه لذا بقيت على ذلك الحال طوال فترة حديثه
-هايوون(بغضب) :تتغيبان عن العمل دون عذر وتطلبان من مسؤولة الموظفين أن تغطي عليكما؟ هل تظنانها شركة عائلتكما؟
-لونا(بحزن) :سيد هايوون...إنه خطئي...أنا من طلبت من السيدة لي التغطية علي...تاي أيضا لا ذنب له فتأخره كان بسببي
-هايوون(بغضب) :عليكِ تحمل كل المسؤولية لذا كعقاب لك سأقوم بتأخير موعد تسليمك الراتب
-لونا(بحزن) :لكنني أحتاج المال
-هايوون(بغضب) :المرة القادمة عليكِ التفكير بالعواقب قبل التسبب بالمشاكل...هل هذا مفهوم؟
-لونا(بحزن) :حاضر سيدي
-هايوون(بغضب) :انقلعي لمكتبك وإياكِ تكرار ما حصل اليوم وإلا سأطردك

بالنسبة للونا كانت هذه هي القشة التي قصلت ظهر البعير...لم يتجرأ أحد في حياتها أن يطلب منها أن تنقلع فماذا لو كان حبيب قلبها...كان بإمكانها أن ترد عليه وتشتمه ولكنها لم تستطع ذلك كونها ما تزال تحبه


عدل سابقا من قبل بثينة علي في الإثنين يناير 22, 2024 10:37 pm عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1234
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة عَبْرَ الزَّمَن!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة عَبْرَ الزَّمَن!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة عَبْرَ الزَّمَن!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1السبت مارس 26, 2022 4:32 pm

رواية عبر الزمن : الفصل السادس



بعد أن تم توبيخ لونا بشدة جلست أمام الشركة عند درجات البوابة وبقيت تحدق بالأرض بحزن وشرود...قاطعها صوت مكالمة واردة من عند مؤجرة المنزل الذي تعيش فيه فعرفت أن هناك مشكلة ستحدث
-لونا:ألو
-المؤجرة(بحدة) :هل يجب علي تذكيرك بموعد إيجار هذا الشهر أم ستتظاهرين أنكِ نسيتيه كما في كل مرة؟
-لونا:آسفة...لقد نسيته حقا...لكن هل يمكنني...
-المؤجرة(بحدة) :تأخير الدفع؟ مجددا؟ أين تظنين نفسك؟ في بيت أمك؟ ببساطة إن كنت سأعاني معك هكذا في كل مرة فلماذا لا تتركين المنزل فحسب؟ هناك ملايين الناس تريد استئجاره وليس أنتِ فقط
-لونا:أعلم...ولكن حصلت لي مشاكل في العمل وتم تأخير دفع راتبي
-المؤجرة(بحدة) :لا أعتقد أنها مشكلتي
-لونا:معك حق
-المؤجرة(بحدة) :آخر مرة أتصل بكِ فيها...ادفعي الإيجار أو اتركي المنزل
-لونا(بحزن) :حاضرة

أغلقت المؤجرة الخط في وجه لونا فبقيت متجمدة مكانها من الحزن...فجأة وقفت ووضعت كفيها على رأسها من شدة الصداع الذي تشعر به...صارت المشاكل تتراكم في عقلها والحلول معدومة...أصبحت تائهة ومن الصعب عليها تقبل الواقع...حبيبها سيتزوج...أهلها يطالبونها بالمال باستمرار وهي غير قادرة على تلبية احتياجاتهم ودائما تتجاهل نفسها واحتياجاتها وتعطيهم إياه...صاحبة المنزل تطلب الإيجار باستمرار وتهددها بطردها...لديها رجل بالغ قادم من زمن آخر لتعتني به وهو يأخذ الكثير من وقتها وجهدها...تم توبيخها بشدة في العمل وسيتم تأجيل إعطائها راتبها...هي الآن تائهة ولا تعرف ما العمل

فاجأها تاي وهو ينغزها من الخلف فانتفضت من الفزع
-تاي:مابالك؟ بدوتِ وكأنكِ تشعرين بدوار وسيغمى عليك
-لونا(بحزن) :هل حقا بدوت هكذا؟
-تاي:ما الأمر؟
-لونا:مرهقة من العمل...سأعود لمكتبي وأواصل عملي بسرعة حتى يتسنى لي العودة للمنزل والراحة
-تاي:حسنا

توجهت نحو عملها وعندما جلست في مكتبها شعرت بضيق كبير في صدرها لذا حاولت النوم على المكتب ووضعت رأسها عليه...لكن لم يحالفها الحظ في النوم وسط رفاقها المزعجين
-جوي:لونا...سنذهب اليوم لتناول العشاء والاحتفال فهل تأتين؟
-لونا(بحزن) :قلتِ الاحتفال؟ أي احتفال بينما هناك زوابع من الحزن في داخلي؟
-جوي:ما خطبك!؟
-لونا(بحزن) :لا شيء...مجرد ضغوطات عمل
-جوي:إذًا ما رأيك بعشاء مع الأصدقاء وقضاء وقت ممتع ونسيان كل ما يؤرقك؟

رفعت رأسها بحماس وابتسمت
-لونا:فكرة مذهلة
-جوي:نراك اليوم

انتهى موعد العمل واجتمع الكل للذهاب للمطعم وعندما نزلوا وجدوا تاي ينتظر لونا
-هايين:أهلا تايهيونغ...هل تنتظر حبيبتك؟
-تاي(بتوتر) :ب ب بلى
-هايين:لن تذهب معك...إننا ذاهبون لنحتفل
-تاي:تحتفلون! ما المناسبة!؟
-جوي:لونا ليست بخير لذا...
-لونا(بحدة) :الجميع هنا بخير ما عداك...هيا أسرعوا

سارت لونا أولا وركبت سيارتها بمفردها
-هايين:تعال معنا
-تاي:حسنا

وصل الجميع للمطعم وحجزوا قاعة خاصة ثم طلبوا الطعام وتناولوا منه وهم يتحدثون ويضحكون ما عدا لونا التي كانت تأكل بصمت أما تاي فكان ينظر لها من حين لآخر ويشعر بالحزن عليها...من شدة حزنها ملأت طبقها عدة مرات وأكلت بشراهة حتى أصيبت بالتخمة وشعرت بالغثيان لذا ذهبت للحمام واستغرقت وقتا طويلا لذا اضطر تاي للحاق بها والاطمئنان عليها فوجدها جالسة على الأرض بجانب الحمام تتكلم على الهاتف وتبدو متعبة ومضطربة
-لونا(بحدة) :ماذا يعني ذلك؟ لماذا علي أن أعاني كل هذا بينما هو يرتاح في المنزل فحسب؟ ألا يمكنني فقط أن أعتني بنفسي مثل باقي الفتيات؟ لماذا كل أموالي تذهب إليه؟ لماذا؟ إنني ابنتك أيضا أعلي تذكيرك بذلك؟ إنه رجل وأيضا أكبر مني سنا فلماذا علي أن أكون خادمته؟ منذ بلوغي سن الرشد وأنا هكذا...ألا يمكنك أن تكوني رحيمة بي؟
-الأم:هل انتهيتِ من الثرثرة؟
-لونا(بحدة) :مهما ثرثرت ومهما قلت فهذا لا يغير حقيقة ما يجري بداخلي...أنا منهارة...توقفي عن جعلي مجرد خادمة للعائلة...ألا يمكنك؟ ابنك كبير فتوقفي عن تدليله
-الأم(بحدة) :توقفي عن إملاء ما أفعله علي...سأعامل أولادي كما أشاء
-لونا(بحدة) :عامليهم كما تشائين لكن ليس على حسابي...أنتِ تستهلكين طاقتي...ما الفرق بيني وبينه حتى تعامليني كأنني ابنتك غير البيولوجية؟ قولي الحقيقة ألست كذلك؟
-الأم(بحدة) :ما هذه الثرثرة!؟ اسمك مكتوب في الدفتر العائلي
-لونا(بحدة) :إذًا لماذا؟ اشرحي لي فأنا لا أفهم شيئا...ما مشكلتك؟ ما مشكلة العالم من حولي؟ ما مشكلة حياتي البائسة ومشكلة أخي المريض نفسيا؟
-الأم(بغضب) :لا تتحدثي عن أخيك هكذا
-لونا(بحدة) :طبعا...أنتِ لن تسمحي لي بالحديث عن حقيقة أخي بينما تهينينني وتستعبدينني لأقصى الحدود
-الأم(بغضب) :سآتي اليوم لمنزلك ونتفاهم

أغلقت الأم الخط بعصبية مجددا مما جعل لونا تفقد أعصابها...كانت سترمي الهاتف للحائط لكنها للأسف لا تملك المال لشراء واحد جديد لذا وضعته على صدرها...فجأة رأت أحدهم يقدم لها يده وعندما رفعت رأسها رأت وجه هايوون يبتسم لها كما كان يفعل عندما كانا معا
-لونا(بحزن) :هايوون!

فجأة اختفى السراب وتبين أن ذلك الشخص هو تاي لذا تجاهلته ونهضت بمفردها وبينما تسير خطوتين فإذا بها تصاب بالدوار وتترنح
-تاي:الغثيان يسبب لكِ الدوخة
-لونا(بتعب) :أعلم...لنعد للمنزل...أريد النوم فقط
-تاي:هيا

بسبب نفسية لونا ومرضها لم تستطع قيادة السيارة لذا استقلت سيارة أجرة مع تاي وعندما وصلا للمنزل دخلت غرفتها مباشرة ونامت على سريرها...لم يرد تاي تركها على تلك الحال لذا حاول إعداد كوب بابونج لها فذهب للمطبخ...وبسبب أنه ما يزال لا يعرف شيئا عن التكنولوجيا فقد حاول إشعال الموقد لكنه أحرق المكان وانبعث الدخان في الأرجاء

سمعت لونا صوت إنذار الحريق فركضت نحو المطبخ ووجدته يشتعل بينما تاي يحاول إطفاءه بكوب ماء
-لونا(بصراخ) :لا تستخدم الماء فقد تصاب بصعقة كهربائية
-تاي(بخوف) :ما الحل!؟

أسرعت وأحضرت مطفأة الحريق ورشتها على الموقد
-لونا(بغضب) :أحسنت...هذا ما كان ينقصني...ما الذي تحاول فعله بالضبط؟ ألم نتناول الطعام بالفعل؟ يالك من أكول...ألا تشبع؟
-تاي(بحزن) :بدوتِ لي حزينة جدا لذا أردت أن أحضر لكِ كوب بابونج ليُهدئ أعصابك...آسف...أعلم أنه ما كان علي المحاولة ولكن هذا أقل ما أستطيع فعله لأجلك بعد كل ما فعلته لي

أثر كلامه فيها كثيرا لذا تجاهلت المشكلة التي حصلت قبل قليل وذهبت للنوم دون قول أي شيء

في يوم الغد رن أحدهم جرس الباب مرات متوالية مما أيقظ تاي ولونا من النوم وعندما ذهبت لونا لترى من القادم عبر فتحة الباب عرفت أنها والدتها
-لونا(بهمس) :اختبئ في غرفتي
-تاي(بهمس) :حسنا

فتحت الباب لأمها فدخلت بكل برود
-الأم:ربما حان الوقت لنكمل موضوع الأمس
-لونا:لا أريد...لنغلق عليه فحسب

قامت بدفعها بعنف للخلف كما لو أنها ستضربها
-الأم(بحدة) :نغلق عليه؟ أنسيتِ قلة الأدب التي عاملتني بها أمس؟
-لونا:نعم...وأعتذر عن ذلك
-الأم(بحدة) :في ماذا سينفع اعتذارك أيتها المنحطة؟
-لونا:منحطة!؟
-الأم(بحدة) :ما الذي يوجد هناك؟ تكلمي

أشارت للأريكة وقد كان عليها ملابس تاي ويبدو أنها نسيت إخفاءها لذا أساءت والدتها فهمها
-لونا(بتوتر) :أووو هذه؟! إنها ملك لي...أنا أحب ارتداء الملابس الرجولية
-الأم(بغضب) :اخرسي...ضاعت تربيتي فيك هباءً منثورا
-لونا(بتوتر) :صدقيني فالأمر ليس كما تظنين
-الأم(بغضب) :ليس كما أظن! لنرى

توجهت الأم نحو غرفة النوم وفتحت الباب وفي اللحظة التي ظنت لونا أنها ستنفضح فيها تبين أن تاي غير موجود في الغرفة...لم تكتفِ بذلك فقط بل فتشت المطبخ أيضا وأخيرا وصلت للحمام فعثرت على رغوة حلاقة موضوعة على المغسلة
-الأم(بغضب) :رغوة حلاقة؟! هل هناك رجل يشاركك الحمام ذاته؟
-لونا(بتوتر) :صدقيني هذه لي...ربما لا تعرفين أن فتيات هذا الجيل يستخدمن رغوة الحلاقة لإزالة الشعر عن سيقانهن
-الأم(بغضب) :عذر واهٍ
-لونا(بتوتر) :أقسم لك
-الأم(بغضب) :توقفي عن التظاهر بالبراءة وبدل ذلك حاولي إنهاء علاقتك بجميع الرجال فإن علم أخوك سيقتلك

كانت هذه هي الجملة التي جعلت لونا تنفعل بشدة لذا قررت الرد أخيرا
-لونا(بحدة) :ما علاقته بحياتي الخاصة؟ هل تدخلت بحياته في يوم من الأيام؟
-الأم(بغضب) :إنه أخوك لذا عليكِ إطاعته
-لونا(بحدة) :ولماذا علي ذلك؟ لأنكِ تحبينه وتقدسينه أكثر مني؟
-الأم(بغضب) :بل لأنه أكبر منك
-لونا(بحدة) :بل لأنكما تريدان استعبادي...إن ارتبطت فهذا يعني أنني سأتزوج وإن تزوجت فسيكون لي منزل وعائلة مستقلة عنكما ولن تستطيعا استعبادي
-الأم(بغضب) :فتاة غبية...تكلمت لمصلحتك فقط
-لونا(بحدة) :لا مصلحة هنا تهمك غير مصلحتك أنتِ وابنك السافل

تلقت صفعة قوية على وجهها إثر هذا الكلام مما جعل وجهها يستدير للجهة الأخرى
-الأم(بغضب) :لن أسمح لكِ بوصف ابني بهذه الألفاظ المسيئة...لماذا أنتِ غيورة وحاقدة عليه هكذا؟ إنه أخوك من لحمك ودمك

لم تستطع لونا السيطرة على أعصابها لذا صارت تبكي
-لونا(ببكاء) :قلتِ من لحمي ودمي!؟ ماذا عني؟ ألست من لحمك ودمك؟ إذًا لماذا تفرقين بيننا؟ هو ليس صغيرا كي أكون خادمته...سيبقى عالة على المجتمع إلى الأبد
-الأم(بغضب) :ومازلتِ تسيئين إليه!؟
-لونا(ببكاء) :لقد اكتفيت من كل شيء...أنتِ وهو تضغطان علي كثيرا...عمره 27 سنة فلماذا علي أن أصرف عليه؟ أنا أتعب كل يوم وأتلقى التوبيخ وأحرر المقالات وفجأة يأتي ذلك النذل ويأخذ كل شيء...ألا تعلمين أن صاحبة المنزل ستطردني لأنني لن أستطيع دفع الإيجار بسببكما؟ وفوق كل هذا تأتين وتصفعينني لأنني قلت بضع كلمات عن ابنك المدلل؟!
-الأم(بغضب) :غيورة
-لونا(ببكاء) :نعم أنا أغار...ماذا في ذلك؟ من الذي لا يغار إن كانت أمه تدلل أخاه باستمرار؟
-الأم(بغضب) :لا تهمني ثرثرتك...أريد المال فأبوك مريض ونحن بحاجة إليه
-لونا(ببكاء) :لماذا لم تخبريني بذلك لآتي وأراه؟
-الأم:لا حاجة...اهتمي بالمال فقط فزيارتك له لن تغير شيئا

بعد أن غادرت الأم جلست لونا على الأرض تبكي بحرقة بينما كفيها على وجهها...خرج تاي من خلف الستائر ووقف ينظر إليها من بعيد وهي تبكي...هو يعلم أنها عصبية لذا ستصرخ عليه خاصة بعد أن سمع ما سمعه لكنه رغم ذلك فضل الوقوف معها...تقدم منها بخطوات بطيئة ومد لها يده لكنها تجاهلته ومسحت دموعها بسرعة متظاهرة أن كل شيء بخير ثم نهضت لتعود لغرفتها...فجأة سمع صوت شهقاتها وهي تبكي بصوت عالٍ والصوت يملأ كل البيت

وقف أمام باب غرفتها وتردد كثيرا بين الدخول وعدم الدخول ولكنه في النهاية طرق الباب ودخل فوجدها نائمة على سريرها وتعانق الوسادة بقوة وتبكي
-تاي:آنسة لونا...لا أعرف حقا كيف أواسيك ولكن أرجوكِ لا تبكي
-لونا(ببكاء) :أريد هايوون...إنه الوحيد القادر على جعلي أشعر بتحسن رغم كل ما أشعر به...أرجوك اتصل به
-تاي:هل من الجيد الاتصال به الآن؟ أعني أن خطتنا ستنكشف
-لونا(ببكاء) :هاتفي هناك...اتصل به

حمل تاي الهاتف ولكنه لا يجيد قراءة الهانغول "اللغة الكورية" لذا حدق به لدقائق وأعاده لمكانه
-تاي:أنتِ لا تحتاجين هايوون بعد الآن فلديك أنا
-لونا(ببكاء) :ومن تظن نفسك؟
-تاي:أعلم أنني لا أعني شيئا بالنسبة لك...لكن...لن أستطيع المغادرة وأنتِ حزينة
-لونا(ببكاء) :هل شعرت يوما ما بالوحدة؟ بأن كل الناس تخلوا عنك؟ حتى عائلتك والشخص الذي تحبه؟ بأنه ما من شخص في العالم يهتم لأمرك ويقف بجانبك؟
-تاي:أنا أشعر بذلك طوال الوقت منذ مجيئي إلى هنا

رفعت رأسها ونظرت له بحزن بعد أن هدأت قليلا
-تاي:ربما لم أخبرك عن الأمر وهذا ليس لأنني لا أهتم...أنا أشعر بالغربة والوحدة...لقد أتيت لمكان لا أعرفه ووسط ناس لا أعرفهم...تركت أمي هناك في مكان آخر وقلقي يزداد عليها كل يوم...من يعلم إن كانت بخير أم أنها جائعة أو مشتاقة لي وخائفة لأنني لم أعد إليها منذ ذاك اليوم
-لونا(بحزن) :لم أعلم أنك تشعر هكذا
-تاي(بحزن) :وبالرغم من أنني تائه ووحيد ولكن...لقد وجدت فتاةً جيدة تعتني بي...أنا مدين لها بالكثير...إنها تعني لي...

كان سيتكلم دون وعي ويخبرها بأنه معجب بها ولكنه غير رأيه...لا فائدة من الاعتراف فهما من زمنين مختلفين كما أنها تحب شخصا آخر
-تاي(بحزن) :أنا فقط مدين لكِ لأنه بفضلك فشعور الوحدة يصبح أخف مع الوقت
-لونا(بحزن) :شكرا لك...كلامك إيجابي...كنت بحاجة لشخص يخبرني أنني مفيدة ولو بالكذب
-تاي:لست أكذب...أنا جاد كل الجدية...والآن أخبريني هل حقا سيتم طردك من المنزل؟
-لونا:إذًا فقد تجسست على كل شيء قلناه؟
-تاي:لم أفعل...صوتكما يصل للخارج لذا هذا لا يعتبر تجسسا
-لونا(بحزن) :هذا ما سيحصل...سيتم طردي من هنا
-تاي:سأدفع الإيجار

نظرت له بصدمة وفي اللحظة التي ظنها سترفض طلبه ابتسمت
-لونا(بسعادة) :إن كنت مصرا فلك ذلك...لن أمنعك...أصلا هذه فكرة جيدة ومريحة للكل
-تاي(بتجهم) :توقعت أن ترفضي وتتظاهري بالكبرياء
-لونا:لست من ذلك النوع لذا لا تتوقع مني شيئا
-تاي(بتجهم) :صحيح...أنتِ أغرب من الخيال

بما أنه يوم إجازة فقد بقي كلاهما في المنزل خاصة أن الجو بارد في الخارج...أعدت لونا الطعام وجهزت المائدة ثم جاء تاي وبدآ بالأكل
-تاي:هناك أمر أود سؤالك عنه لكن يبدو أنكِ حساسة تجاهه
-لونا:ما هو؟
-تاي:ما قصتك مع عائلتك؟

توقفت عن الأكل فجأة وتغيرت ملامح وجهها فظن أنها ستصرخ عليه
-تاي(بتوتر) :إن كان يجرحك فلا داعي
-لونا:لا بأس...لا فائدة من إخفاء الحقيقة عنك فأنت تعرف نصفها بالفعل
-تاي:ربما
-لونا:منذ كنت صغيرة كان أهلي يفضلون الأولاد على البنات لأنهم يحملون اسم العائلة...كان أخي الكبير يحصل على الاهتمام والتفضيل دائما بينما أنا مرمية في الجانب...رغم ذلك لم أسمح لشيء بزعزعة روابطي العائلية وبقيت معهم ورضيت بالذل والغيرة...لكن بمجرد أن أنهيت الجامعة وأصبح لدي عمل ومنزل فقد صارت عائلتي تعاملني كمجرد مصدر للنقود...بينما أخي الكبير النذل يجلس في البيت ويستمتع بأخذ كل شيء مني
-تاي:كم عمره؟
-لونا:27 عاما...أي أنه أكبر مني بسنتين
-تاي:ألا يمكنه ببساطة العمل وإعالة نفسه؟
-لونا(بحدة) :وهل ستسمح له أمي؟ إنها تدلله كثيرا وإن أصيب بجرح ستقلب الدنيا رأسا على عقب...في حين أنني أعمل وأتعذب ولكن لا أحد يقدر جهودي...وبالمقابل يأتون ويأخذون كل الأموال التي لدي
-تاي:لا تنفعلي
-لونا(بحدة) :أتمنى أن لا أنفعل...لكنني لا أستطيع...لو كنت مكاني ماذا كنت ستفعل؟
-تاي:بالنسبة لي فوالدي متوفٍ وأعيش مع أمي فقط...لكنني أصرف عليها وهذه ليست مشكلة فهي أمي
-لونا(بحدة) :لا خطأ في أن تصرف الابنة على والديها...لكن المشكلة أنهم يجعلون أخي عبئًا علي ويدللونه
-تاي:صحيح...عليه الاعتماد على نفسه...لو كنت مكانك لرحلت بعيدا وتركته يبذل جهده للحصول على لقمته
-لونا(بحزن) :ولكن لا يمكنني...إن فعلت فأنا متأكدة أنهم سيغضبون علي والأسوأ قد يموتون جوعا فلا أظن أن أخي سيهتم لأي شيء ويعيلهم
-تاي:هل جربتِ الأمر من قبل؟
-لونا(بحزن) :لا...لا أريد تجربته...أريدهم فقط أن يفهموا ما أشعر به
-تاي:مما سمعته هذا الصباح فأمك بارعة في المماطلة ورمي الحق عليك...مهما دافعتِ عن نفسك ففي النهاية ستجعلك أنتِ المذنبة
-لونا(بحزن) :وما الحل؟ هل سأبقى هكذا طوال حياتي؟
-تاي:لا أعلم...الموضوع معقد...ما رأيك أن تخبريها أنكِ ستسافرين لمكان بعيد وترين ردة فعلها؟ حينها لن تطلب منكِ المال
-لونا(بحزن) :أنت لا تفهم...الزمن تغير والتكنولوجيا تطورت...يمكنني إرسال المال لها عبر الحساب المصرفي بسهولة فالمسافة ليست مشكلة
-تاي:لا أفهم شيئا عن زمنكم وطرق التعامل فيه...لكن إن كان الأمر كذلك فلن نصل لأي نتيجة
-لونا(بحزن) :أنا عالقة لا محالة...علي زيارة أبي فهو مريض
-تاي:هل أرافقك؟
-لونا:لا...ابقَ هنا وأنا سأذهب وأعود بسرعة

غيرت ثيابها وأخذت حقيبتها ثم خرجت للذهاب لمنزل والديها الذي يقع في قرية صغيرة في ضواحي سيؤول...أما تاي فبقي في المنزل بمفرده إلى أن طرق أحدهم الباب

في البداية كان مترددا من فتح الباب لكنه غير رأيه حين سمع امرأة تنادي "لونا...افتحي...موعد دفع الإيجار"

فتح الباب وعندما رأته المؤجرة تغيرت ملامح وجهها من الغضب للاستغراب
-المؤجرة:أنت! من تكون؟
-تاي:أدعى كيم تايهيونغ...زميل لونا في السكن

نظرت له من رأسه لقدميه ثم وضعت يدها على خدها
-المؤجرة:لم تخبرني لونا أن لديها رفيق سكن وسيم لهذه الدرجة
-تاي(بتوتر) :أحقا لم تفعل؟ نحن نعتذر...حصل كل شيء بسرعة
-المؤجرة:لا تعتذر أيها الوسيم...ما اسمك؟
-تاي:كيم تايهيونغ
-المؤجرة:متى ستدفع لونا الإيجار؟
-تاي:ليست لونا بل أنا من سأدفعه...لم يبقَ الكثير حتى أستلم راتبي لذا هلاَّ انتظرتني قليلا؟
-المؤجرة(بخجل) :هههههههههه طبعا...خذ وقتك أيها الوسيم...يمكنك الاتصال بي في كل وقت وإحضار الإيجار...هذا رقمي

أعطته رقم هاتفها وغادرت فبقي يحدق به باستغراب
-تاي:علي الاحتفاظ به فقد أحتاجه...من يدري! ترى ما الذي تفعله لونا الآن؟ هل وصلت لمنزل عائلتها وهل الأمور معها على ما يرام؟ أتمنى أن لا تواجه معهم مشاكل أخرى



عدل سابقا من قبل بثينة علي في الإثنين يناير 22, 2024 10:39 pm عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1234
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة عَبْرَ الزَّمَن!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة عَبْرَ الزَّمَن!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة عَبْرَ الزَّمَن!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1السبت مارس 26, 2022 7:16 pm

رواية عبر الزمن : الفصل السابع



وصلت لونا للقرية التي يعيش فيها والديها وركنت سيارتها أمام بيتهما...خرج أخوها من المنزل ويبدو أنه استيقظ للتو من نومه
-تيمين:أووو انظروا من هنا! أختي الصغيرة
-لونا(ببرود) :طاب يومك أخي
-تيمين:لم تزورينا منذ زمن
-لونا(ببرود) :ولا أنت أيضا
-تيمين:ليس شرطا...ما الذي أحضرته معك؟
-لونا(ببرود) :بعض الفواكه وملابس لوالداي
-تيمين:ألم تحضري لي شيئا؟
-لونا(ببرود) :يمكنك العمل وشراء ما تريد لنفسك
-تيمين:ههههههههه إن سمعتكِ أمي فستطردك...حاولي التحكم بلسانك السليط...على كل حال فهناك مفاجأة تنتظرك في الداخل فاستعدي
-لونا(ببرود) :لم يعد أي شيء يصدمني

دخلت المنزل فوجدت أباها ممددا على الأريكة وأمها تجلس بجانبه
-لونا:أبي...لقد أتيت
-الأب(بتعب) :لونا...تعالي يا صغيرتي

جلست بجانبه وأمسكت بيديه بقوة
-لونا:أبي...لماذا لم تخبرني أنك مريض؟ كنت أتيت منذ زمن
-الأب(بتعب) :لديك عملك بالفعل
-لونا:العمل لا يهم بقدر ما أنت مهم بالنسبة لي
-الأم:لقد كبر والدك في السن كثيرا لذا يحتاج رعاية طبية...أرسلي المال له فحسب ونحن سنهتم بالباقي

انزعجت لونا من كلام والدتها لذا حاولت تجنب الحديث في الموضوع حتى لا ينتهي بها الأمر بالشجار معها
-لونا:سأغسل لك بعض الفاكهة

نهضت وغسلت الفاكهة التي أحضرتها معها والتي هي عبارة عن فراولة وتفاح وموز ثم قدمتها لوالدها في صحن وقشرتها له
-لونا:كيف تشعر الآن؟
-الأب(بتعب) :بخير
-لونا:وهل ذهبت للطبيب؟
-الأب(بتعب) :بلى...قال أنها من علامات التقدم في السن وعلي فقط الراحة وعدم ممارسة النشاطات المتعبة
-لونا:لا بأس...افعل كما طلب منك الطبيب
-الأم:ليته يفعل...إنه يفضل فعل كل شيء بنفسه
-لونا:أبي...اهتم لصحتك قليلا أرجوك
-الأب(بتعب) :البقاء في الفراش ممل
-لونا:أعلم ذلك...لكنها فترة مؤقتة وحين تشفى يمكنك فعل ما تريده
-الأب(بتعب) :سأحاول

ذهبت للمطبخ وساعدت أمها على إعداد العشاء وفي نفس الوقت أرادت الأم مفاتحتها بموضوع مهم
-الأم:أخوكِ سيتزوج
-لونا(بصدمة) :ها؟!
-الأم:كما سمعتِ...أخوكِ سيتزوج فقد عثر أخيرا على فتاة أحلامه
-لونا:من هي؟
-الأم:فتاة من سيؤول
-لونا:وهل تعرف أن أخته تصرف عليه؟
-الأم(بحدة) :ما الذي تتفوهين به؟
-لونا:هل قلت شيئا خاطئًا؟ أليست هذه هي الحقيقة؟ لماذا لا تحبين سماعها؟
-الأم(بحدة) :هذا أمر يخصه وحده فلا تتدخلي
-لونا:عندما يكون هناك نقود في الأمر فإنك تريدين مني التدخل...لكن في أمور الزواج لا؟ لماذا أنتِ متناقضة هكذا؟

رغم أنها تكاد تنفجر من الداخل لكنها حاولت تمالك نفسها وعدم الصراخ على أمها
-لونا:أمي...لنتوقف عن الكذب على أنفسنا...أخي شخص فاشل وليس لديه لا منزل ولا وظيفة فكيف سيتزوج؟ إنه حتى لا يملك دولارا واحدا في حسابه البنكي والزواج ليس لعبة...ستكون لديه زوجة ومسؤوليات وأطفال فما ذنبهم؟
-الأم(بحدة) :أنتِ ستساعدينه
-لونا:أساعده؟! إلى متى بالضبط؟
-الأم(بحدة) :هذا ليس من شأنك...إنه أخوك وواجبك مساعدته شئتِ أم أبيتِ

بدا النقاش مع الأم بلا فائدة لذلك قررت لونا الانسحاب وإعداد العشاء بصمت...بعد أن جهز جلس الجميع على طاولة الطعام وكانت تنبعث من تيمين رائحة السجائر
-لونا:هفففف هل كنت تدخن؟
-تيمين:وماذا في ذلك؟
-لونا:أبي...إن تيمين يدخن ويقول ذلك أمامك بكل جرأة
-الأب:وماذا أفعل له؟ إنه كبير
-الأم(بحدة) :وأنتِ ما الذي يوجعك؟ يمكنه فعل ما يريده
-لونا:ترى هل كان هذا ليكون ردك إن رأيتني أدخن؟
-الأم(بحدة) :ما الذي تقولينه!؟ إن رأيتك تدخنين فسأتبرأ منك مباشرة...تريدين جلب العار لعائلتنا؟

طفح الكيل بها فنهضت من مكانها وذهبت لترتدي حذاءها ومعطفها
-الأب:ألن تكملي تناول العشاء؟
-لونا(ببرود) :لا...بصحتكم
-الأم:دعها...لو كانت تعرف القليل عن الأدب لما قالت كل هذا الكلام

ركبت لونا سيارتها وعادت لسيؤول...وبدل أن تعود للمنزل مباشرة ذهبت للتجول في المدينة وبكت لوقت طويل حتى احمرت عيناها وأصبح شكلها مزريا وسال تبرجها

من شدة حزنها لم تعرف ما تفعله فتوجهت نحو منزل هايوون ووقفت عند السور تبكي...بعد فترة طويلة أصبحت تشعر بالبرد لكن لحسن الحظ جاء هايوون ورآها لذا توقف بالسيارة عندها
-هايوون:لونا! ما الذي تفعلينه هنا؟!
-لونا(ببكاء) :هايوون...أنا لست بخير...أريد الكلام معك
-هايوون:لماذا أتيتِ لمنزلي؟ ألم أخبرك مليون مرة سابقا أن عائلتي ستستجوبني عنكِ...لا تنسي أن لدي خطيبة الآن وإن رأتكِ سنكون كلانا في مشكلة
-لونا(ببكاء) :أريد عدة دقائق من وقتك فحسب...ليس لدي غيرك...أشعر بالحزن والوحدة
-هايوون:حسنا...اصعدي

ركبت سيارته ثم أخذها لمكان بعيد عن منزله حيث لا يستطيع أحد من معارفه أن يراهما...كان الوقت متأخرا فبقيا في السيارة المصفوفة على جانب الطريق
-هايوون:ما الأمر؟
-لونا(بحزن) :لا شيء
-هايوون:أتيتِ لمنزلي وبقيتِ تبكين أمامه حتى تجمدتِ من البرد وتقولين لا شيء؟
-لونا(بحزن) :حتى لو أخبرتك بمشكلتي فهذا لا يهم...أنت الآن تملك خطيبة...ربما الحقيقة أنني أردت أن أراك فحسب
-هايوون:فقط!
-لونا(بحزن) :فقط
-هايوون:أنتِ مجنونة
-لونا(بحزن) :نعم مجنونة
-هايوون:هل أوصلك للمنزل؟
-لونا(بحزن) :لا أصدق! هل حقا ستفعل ذلك؟ لا بد أنني أحلم
-هايوون:هذا لا يعني أي شيء
-لونا(بحزن) :أعلم...أنت الآن لست إلا رئيسي في العمل

في نفس الوقت كان تاي في المنزل ينتظر عودة لونا لكن الوقت متأخر لذا شعر بالقلق عليها...ومن شدة توتره ارتدى ملابسه وخرج ثم بقي يطوف بالحي ذهابا وإيابا لعلها تعود وتريح قلبه

بعد مدة وصلت سيارة هايوون وتوقفت عند منزل لونا وكان تاي بعيدا عنها ولكنه تمكن من ملاحظتهما وهما بالداخل يتكلمان...فجأة شعر بألم في قلبه وبأنه متضايق للغاية لذا بقي بعيدا
-هايوون:ها قد وصلنا...اهتمي بنفسك
-لونا(بحزن) :تصبح على خير
-هايوون:مهلا! لونا...هل مازلتِ مهتمة لأمري؟

حدقت بزجاج السيارة لفترة ثم ابتسمت بتكلف ونزلت دون أن تجيبه حتى

دخلت المنزل ونظرت من حولها لكنها لم تجد تايهيونغ في أي مكان...بعدها بدقائق دخل وهو منزعج
-لونا:أين كنت؟
-تاي(بانزعاج) :لا يهم...ماذا عنك...أين كنتِ؟
-لونا:عند أهلي
-تاي(بانزعاج) :لا تكذبي...لقد كنتِ معه وأنا هنا أكاد أموت من القلق عليك؟
-لونا:قلقت علي؟
-تاي(بانزعاج) :لا...لم أفعل...أعلم أنكِ تستطيعين تدبر أمورك...تصبحين على خير

استلقى على الأريكة وغطى رأسه متظاهرا أنه سينام...لكنه في الحقيقة منزعج ويود إخفاء مشاعره...بينما لونا تقف وتحدق به شعرت بألم في عينيها من إفراطها في البكاء لذا ذهبت لغرفتها ونامت
-تاي(يفكر) :يالني من غبي! لا يحق لي معاملتها هكذا...فلتخرج مع من تريد ففي النهاية سأعود لجوسون وأتركها

في صباح اليوم التالي فتح عينيه فوجد لونا تتجهز للذهاب للعمل...هذه مرة من أندر المرات التي تستيقظ فيها قبله
-لونا:أسرع وتجهز لكي لا نتأخر

نهض من فراشه وبدل أن يذهب للتجهز وقف أمامها وأمسكها من كتفيها
-تاي(بحزن) :إنه يملك خطيبة...هذا ليس وقتا ملائما للاعتراف له
-لونا:لم أعترف له
-تاي:حقا؟!
-لونا:بلى...حتى حين سألني إن كنت مهتمة له فلم أجبه...لست مجنونة لأخرب خطتنا الآن
-تاي(بإحباط) :إذًا...تريدين استعادته؟
-لونا:بلى...ببساطة...إنه الرجل الذي كنت أتمناه منذ أشهر...لا يمكنني ترك أحلامي التي بنيتها عليه تذهب سدى

كلامها جعله يشعر بالغيرة لذلك حاول تغيير الموضوع
-تاي:مالكة المنزل قد أتت البارحة في غيابك
-لونا(بقلق) :لا تقل أنها طلبت منا إخلاءه
-تاي:لا...لقد قالت أنها ستسمح لنا بتأخير الدفع
-لونا(بصدمة) :لكن كيف؟! لقد هددَتني من قبل
-تاي:هههههه ربما لأنني تعاملت معها بطريقة لطيفة ولم أصرخ بوجهها مثلما يفعل أحدهم
-لونا(بحدة) :بدل أحدهم قل لونا
-تاي:هههههه حسنا أظن أنكِ فهمتِ قصدي
-لونا(بحدة) :لمعلوماتك فقط فأنا لا أصرخ على كبار السن بل فقط على الحمقى
-تاي:من الأحمق!؟
-لونا(بفخر) :يبدو أنك فهمت كلامي
-تاي:هفففف لا فائدة من مناقشتك

ذهبا للعمل ذلك اليوم وكان لدى المحررين جلسة مناقشة لذا اجتمعوا في قاعة الاجتماعات وطرح كلٌ فكرته إلى أن حان دور لونا
-لونا:لدي فكرة ولا أعلم إن كانت ستعجبكم...لِمَ لا نضيف للمجلة صفحة للاستفسارات العاطفية وبإمكان القراء أن يتفاعلوا معنا من خلال المراسلة ونحن سنقدم لهم النصائح

كانت فكرتها مبهرة بالنسبة للجميع إلا هايوون الذي ينصت ببرود
-لونا:أعلم أن ملايين الشباب يعانون يوميا من جرح في قلبهم بسبب العواطف والبعض الآخر يحب لأول مرة وآخرون يواجهون صعوبة في الاعتراف...لذا نحن سنساعدهم ونعطيهم النصائح
-المشرفة(بحماس) :فكرة ممتازة...أعتقد أنها ستلقى نجاحا باهرا جدا
-جيسيكا:أعجبتني

امتدح الجميع لونا لكن الوحيد الذي لم يبدِ أي ردة فعل هو هايوون
-هايوون:أحترم حماسك...لكن هذه الطريقة كانت تعرف منذ زمن طويل قبل اختراع شيء اسمه الإنترنت...وقتها كانت الناس تتراسل وتطلب الاستفسارات بهذه الطريقة
-لونا(بتوتر) :أعلم لكن أليس من الجميل أن يتفاعل القراء معنا؟
-هايوون:مجلتنا متخصصة في كل ما يخص الفتيات من موضة وأزياء وطبخ ومواضيع ثقافية وليس في الاستشارات العاطفية...وإن كنتِ تظنين أنكِ مستشارة نفسية فهذه مشكلة أخرى...ألا تعلمين أن هذه الاستشارات تحتاج شخصا متخصصا فيها وليس مجرد محررة عادية تخرجت بدرجة مقبول؟

أصبح الجو مشحونا هناك لذا شعرت لونا بتوتر ولم تملك ردا للدفاع عن نفسها
-لونا(بتوتر) :ليس بالضرورة أن أكون مستشارة نفسية فالتجارب هي من تعلمنا وليس الجامعات
-هايوون:التجارب؟ حسنا إذًا...أخبريني ماذا تعرفين عن الحب والانفصال والغيرة والندم؟

لم تجد أي إجابة عن سؤاله فهي متوترة ولا تستطيع التفكير...في النهاية جمع هايوون أغراضه وهم بالخروج
-هايوون:تم إلغاء الفكرة...انتهى الاجتماع...أراكم الأسبوع القادم

خرج الجميع من قاعة الاجتماعات ما عدا لونا التي بقيت جالسة على كرسيها تحدق بالطاولة...بعد لحظات لاحظت جوي غيابها فعادت للبحث عنها
-جوي:ما الذي تفعلينه عندك؟
-لونا(بحشرجة) :لا شيء
-جوي:لماذا صرتِ حساسة كثيرا مؤخرا؟ في السابق كان الجميع يوبخك لكن لم يرف لك جفن بل كنتِ تنحنين باحترام لهم والآن صرتِ تبكين من أي شيء يُقال لك

صارت لونا تضرب رأسها بالطاولة مرات متوالية والدموع على وشك النزول
-لونا(بحشرجة) :معك حق...أنا حساسة جدا

في استراحة الغداء اشترت الطعام وبقيت في مكتبها تحاول إيجاد أفكار جديدة للمجلة لعلها تحصل على مكافأة وتحل مشاكلها المالية...في نفس الوقت خرجت جوي من الشركة لتناول الطعام فالتقت بتاي
-جوي:مرحبا كيم تايهيونغ...أيمكنني دعوتك للغداء؟ أريد الكلام معك
-تاي:ماذا عن لونا؟
-جوي:لن تأتي...رأيتها تأكل وحدها بالأعلى
-تاي:ولماذا لم تخبرني؟
-جوي:أظن أنها ليست بخير لذا لا تزعجها
-تاي:حسنا

ذهب تاي مع جوي للمطعم وطلبا الطعام
-جوي:أنت حبيب لونا صحيح؟
-تاي(باستغراب) :ها؟!
-جوي:هههههههه ألا تعرف أنك حبيبها؟
-تاي(بتوتر) :هههه بلى أعلم
-جوي:يبدو أن علاقتكما ليست جيدة هذه الأيام...هل هذا هو السبب أنها حزينة وحساسة؟
-تاي:لا...علاقتنا بخير
-جوي:إذًا ما بها؟ أريد أن أعرف فهيا أخبرني
-تاي(بتوتر) :لا أملك أدنى فكرة
-جوي:لونا كتومة جدا...لا أصدق أنها لم تخبرك حتى أنت
-تاي:ربما لأن علاقتنا جديدة ولم نعتد على بعضنا بعد
-جوي:ربما...لكن أرجوك...إن عرفت أي شيء فأخبرني...أنا قلقة عليها وأشعر أن الاكتئاب يبتلعها
-تاي:حسنا

قبل أن يعود تاي للعمل ذهب إلى حديقة مجاورة للشركة وبينما يجلس ويستنشق الهواء المنعش شعر بالحزن على لونا وما تمر به لذلك أخرج عود الناي خاصته وصار يعزف

مرت بجواره امرأة وابنها الصغير فتوقفا لسماع عزفه وبعد أن انتهى صفقا له بحرارة وأعطاه الطفل الصغير قطعة نقدية وغادر مع أمه

تفاجأ تاي من تصرف الطفل فلحق به هو وأمه
-تاي:مهلا! لماذا أعطيتماني هذه؟
-المرأة:إنها دعم لموهبتك...ألا تريدها؟
-تاي:ليس الأمر كذلك...أيمكنني جمع المزيد منها؟
-المرأة:بالطبع...يمكنك العزف لمجموعة كبيرة من الناس وستجمع الكثير...أنت موهوب وتستحق أن يدعموك
-تاي(بحماس) :شكرا جزيلا يا عمة فقد ألهمتني لفكرة مذهلة

ركض تاي ووقف في مكان مزدحم بالناس ثم بدأ العزف بالناي على أغاني جميلة وحماسية وما هي إلا لحظات حتى بدأ الناس يجتمعون عليه ويستمعون للعزف بكل سعادة وكل من ينال إعجابه يرمي له قطعة نقدية

عند انتهائه جلس يعد قطع النقود التي جمعها وأخذ كل المبلغ الذي معه للونا التي كانت جالسة في مكتبها في الشركة
-لونا:ما هذا؟!
-تاي:إنه لك...مؤخرا واجهتك مشاكل مالية لذا خذي كل ما معي
-لونا:من أين حصلت عليها؟! حسب ما أعرف فأنت لم تتلقى راتبك الأول بعد
-تاي:هههههه استخدمت موهبتي في العزف على الناي
-لونا:هذا المبلغ قليل...بالكاد يكفي لتدبر الأكل لأسبوع واحد
-تاي(بإحباط) :إذًا ما فعلته كان دون فائدة
-لونا(بابتسامة) :بالعكس...ما فعلته حقا لطيف...منذ زمن طويل لم أرَ شخصا يهتم لأمري ويساعدني على حل مشاكلي...شكرا جزيلا لك...اهتمامك هذا يعني لي...

لم تكمل كلامها حتى تغيرت نبرة صوتها وكادت تبكي...ولكي تخفي ضعفها نهضت من مكتبها وعانقته ووضعت رأسها على صدره مخفية دموعها التي بدأت بالتساقط بالفعل...كانت تلك حركة عفوية منها ولم تقصد منها سوى التعبير عن الامتنان له لكن هذا الأخير بقي متجمدا في مكانه يحدق بها وهي تعانقه...فجأة شعر برغبة مُلحة في مبادلتها العناق لساعات طويلة إلا أنه تذكر أنها تحب شخصا آخر

بعد دقائق ابتعدت عنه ومسحت دموعها وابتسمت
-لونا:أنا حساسة جدا مؤخرا
-تاي:هههه لا بأس...لهذا أنا هنا...لقد وعدتك أن أقوم بمواساتك وكلما رغبتِ بالبكاء ستجدينني هنا

شعرت بالامتنان أكثر فضربته على ذراعه بقوة وانفجرت من الضحك في حين أنه أمسك ذراعه من الألم
-تاي(بألم) :يمكنك شكري بالكلام فقط...لا داعي لإشباعي ضربا في كل مرة
-لونا:حسنا هههههههههههه
-تاي:ههههههههههه

بالقرب منهما وعند مكتب هايوون كان هذا الأخير يقف وينظر إليهما دون أن ينتبها إليه...رؤيته لهما يتعانقان ويقضيان وقتا ممتعا معا جعلته ينزعج مجددا...فجأة ورده اتصال من صديقه ييتشن
-ييتشن:هايوون...ماذا تفعل؟
-هايوون:أعمل
-ييتشن:هل لديك مواعيد الليلة؟
-هايوون:لا
-ييتشن:ما رأيك أن نلتقي ونحتفل معا...لقد وجدت لك حبيية جميلة جدا
-هايوون:هههههه أنت دائما تقرأ أفكاري...لنلتقي في نفس المكان الذي نلتقي فيه كل مرة
-ييتشن:حسنا...أراك الليلة

في تلك الليلة ذهب هايوون للنادي الذي يلتقي فيه مع رفاقه في كل مرة وحجزوا غرفة خاصة...يوجد في الغرفة فتيات جميلات وبعض من أصدقاء هايوون الشباب
-هايوون:نخب الجميع
-ييتشن:أعرفك على الفتاة التي ستكون حبيبتك الجديدة
-دوران:مرحبا...أدعى دوران
-هايوون:وأنا هايوون...منتج مجلة "كوني أنثى بامتياز"
-دوران:هههههه لم أسمع بها من قبل

وضع ذراعه عليها وجذبها نحوه مغازلا إياها
-هايوون:رائحتك زكية...أي عطر تستعملين؟
-دوران:عطر جونغ جيسيكا

رفع رأسه ونظر لها باستغراب فقد كانت وكأنها تلمح له أنها تعرف خطيبته
-هايوون(باستغراب) :ما الذي تقصدينه!؟
-دوران:لا شيء...ما بالك؟ العطر اسمه جونغ جيسيكا
-هايوون(باستغراب) :هل هناك عطر بهذا الاسم حقا؟!
-دوران:هههههههه يبدو أنك لا تعرف الكثير عن العطور

فجأة انفتح الباب من ورائهم ودخلت جيسيكا وهي غاضبة ثم تقدمت من هايوون وصفعته بقوة
-جيسيكا(بغضب) :أيها الحقير زير النساء...تخونني؟
-هايوون(بصدمة) :كيف وصلتِ إلي؟!

وقفت دوران من على الأريكة ثم أمسكت بذراع جيسيكا
-دوران(بثقة) :صديقتي...رأيتِ؟ أخبرتك أنه زير نساء وقد كنت أقابله دائما في هذا المكان
-جيسيكا(بغضب) :الرجال أوغاد
-هايوون:إذًا كل شيء كان مخططا له
-جيسيكا(بغضب) :هذا حتى لا تتظاهر بالبراءة أمامي مجددا...لقد سألتك ملايين المرات هل هناك نساء أخريات في حياتك لكنك استمريت بالنفاق...ليتك تموت أعزبا أيها الحقير المتلاعب بقلوب النساء
-دوران(بثقة) :عزيزتي...لا تهدري طاقتك على حثالة المجتمع...احمدي الله أنه انفضح أمامك قبل الزواج
-جيسيكا:أوووه تذكرت...على ذكر الزواج...

أزالت خاتم الخطبة من إصبعها ورمته على وجهه
-جيسيكا(بغضب) :ضعه في مؤخرتك...لا أريد الزواج من منحط مثلك
-دوران(بسخرية) :يكفي يا جيسيكا فكرامته أصبحت منشفة بالية...لنذهب

أمسكت جيسيكا يد دوران ثم خرجتا من القاعة...كان هايوون سينفجر من الغضب فضرب كل شيء على الطاولة ثم أمسك بييتشن من ياقة قميصه
-هايوون(بغضب) :هل لك علاقة بهذا؟
-ييتشن(بتوتر) :أبدا...لم أكن أعلم أنهما صديقتين...دوران تأتي لهذا المكان منذ زمن طويل
-هايوون(بغضب) :تبا...ستصير سمعتي في أسفل السافلين...جيسيكا ستخبر الجميع بما حصل



عدل سابقا من قبل بثينة علي في الإثنين يناير 22, 2024 10:41 pm عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1234
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة عَبْرَ الزَّمَن!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة عَبْرَ الزَّمَن!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة عَبْرَ الزَّمَن!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1السبت مارس 26, 2022 7:17 pm

رواية عبر الزمن : الفصل الثامن



انتشر خبر انفصال هايوون عن جيسيكا انتشار النار في الهشيم وصار كل من في الشركة يتكلمون عن الموضوع...لكن أيا منهم لم يعرف السبب الحقيقي لأن جيسيكا إنسانة راقية ولا تحب فضح الآخرين مهما أساؤوا إليها

عند الاستراحة ركضت لونا عند تاي وهي تطير من السعادة وأمسكت بكلتا يديه
-لونا(بحماس) :لقد انفصلا...انفصلا
-تاي(ببرود) :حقا؟
-لونا(بحماس) :بلى...ربما انفصلا بسببي...ربما ندم بعد أن انتشرت أخبار مواعدتنا
-تاي(ببرود) :أرجو ذلك
-لونا:لماذا لست سعيدا لأجلي؟

حاول الابتسام قدر الإمكان لكنه يشعر بالغيرة في أعماقه حين تكلمه عن هايوون
-لونا(بحماس) :ما رأيك؟ هل أذهب وأسأله عن السبب؟
-تاي:هذا مبكر جدا
-لونا(بحماس) :أو ربما علي أن...

فجأة انتبهت لأمر ما
-لونا:مهلا! يداك باردتان جدا...هل تشعر بالبرد؟
-تاي:لا...هذا لأنهما كانتا مبللتان...ما رأيك أن تشتري الغداء ونتناوله هنا؟
-لونا:ألا تريد الذهاب للمطعم؟
-تاي:نوعا ما
-لونا:حسنا...سأخرج وأشتري لك الغداء...لا تتحرك من هنا

خرجت للمطعم المجاور واشترت وجبتين من البرغر والبطاطا وأثناء عودتها لاحظت أن السماء ملبدة بالغيوم السوداء لذا من المحتمل أن تهطل الكثير من الأمطار

عندما وصلت لباب الشركة رأت هايوون يقف هناك لذا شعرت بالتوتر...لكن في النهاية قررت إلقاء التحية عليه
-لونا:طاب يومك أيها المدير
-هايوون:أريد الكلام معك
-لونا:أنا؟! في أي أمر؟
-هايوون:إن كنتِ لا تريدين فأنتِ حرة...لقد رأيت حبيبك ينتظرك في الداخل
-لونا(بتوتر) :حبيبي؟ من قال أنه حبيبي؟
-هايوون:الجميع يتحدثون عن الموضوع...أليس الأمر صحيحا؟
-لونا(بتوتر) :أبدا...نحن مجرد صديقين...هم فقط يثرثرون هكذا لإزعاجي ههه

كان تاي ينظر إليهما من الداخل لذا شعر أن قلبه ينفطر فغادر المكان إلى حيث لا يمكنه رؤيتهما

وقفت لونا بجانب هايوون وكلاهما ينظران للأمام فحسب
-لونا:عرفت بشأن فسخك لخطبتك...لا تحزن...أعلم أن الأمر صعب لكن لو كانت الفتاة المناسبة لك لما انفصلتما
-هايوون:ههههههه من قال أنني حزين لأجلها؟ أنا فقط حزين لأنني أعمى ولا أستطيع رؤية الأمور جيدا حتى يفوت الأوان...لماذا أنتِ لطيفة معي وتحاولين مواساتي حتى بعد أن تركتك؟
-لونا(بتوتر) :ليس من شيمي أن أحقد على أي أحد...ربما كان لديك أسبابك الخاصة لتركي...كما أن الانفصال ليس خياري وحدي...أنت أيضا تملك الخيار فيه وبما أنك اخترته فلا شك أن هناك ما يضايقك في علاقتنا
-هايوون:هههه تشه...كيف يمكن أن تكوني باردة الأعصاب ومتفهمة هكذا مع الذي جرحك؟
-لونا(بتوتر) :لا أعلم
-هايوون:هل مازلتِ تحبينني؟

توترت أكثر بسبب هذا السؤال لذا حاولت كبح مشاعرها فهذا ليس الوقت المناسب لتستسلم وتظهر له حاجتها إليه
-لونا(بتوتر) :بالإذن...سأغادر فلدي أمر طارئ

بحث تاي عن مكان هادئ وفارغ لكي يجلس فيه وحده ويراجع نفسه ولم يجد سوى الدرج الموجود بجانب المصعد فلا أحد يستخدمه إلا إن كان المصعد معطلا

جلس على إحدى الدرجات وأراح ظهره متأكئا على الحائط ولكنه سمع صوت أحدهم يتكلم على الهاتف في الطابق الذي فوقه...حاول تجاهل الصوت لكن الشخص الذي يتكلم كان غاضبا ومنفعلا وصوته يصل إلى كل مكان
-جيسيكا(بغضب) :كيف تتوقعين مني أن أهدأ؟ أقول لكِ بأنه خانني مع صديقتي...أمي يكفي أرجوكِ...أعلم أنهم عائلة راقية وثرية لكن كرامتي بل وحذائي أحسن منهم جميعا...لا يهمني أي شيء...أريد فسخ الخطبة ولن يغير أحد رأيي...لا تكلميني عن الموضوع...سأغلق الخط...قلت إلى اللقاء...إلى اللقاااااء توقفي عن الصراخ

أغلقت الخط وعندما نظرت صدفة للأسفل رأت تاي وهو يحاول التصنت عليها بعد أن عرف أن الموضوع له علاقة بهايوون
-جيسيكا(بحدة) :أنت...هل تتجسس علي؟
-تاي(بتوتر) :لا...كنت هنا أرتاح وبالصدفة سمعت ما تقولينه لكنني سأغادر
-جيسيكا(بحدة) :من الأفضل أن تبقي فمك مغلقا فلا أحد غيرك يعرف هذا فإن انتشر الخبر سأجعلك تدفع الثمن

صعدت عبر الدرج فلحقها
-تاي:عفوا سيدتي...لقد سمعتك تقولين أن المدير هايوون خائن فهل هذا صحيح؟
-جيسيكا(بحدة) :لا تتدخل في شؤوني العائلية
-تاي:الحقيقة...هناك فتاة أعرفها واقعة بحبه لذا أخاف أن يكون كلامك صحيحا فتتأذى
-جيسيكا(بحدة) :إذًا فذلك الرخيص يحاول اللعب على عشرين وتر
-تاي:بلى
-جيسيكا:إنه سافل...كل ما قلته صحيح...ذلك الشاب مخادع وهذا واضح من وجهه...لقد عرفت ذلك منذ أول يوم التقينا فيه لذا أبقيت ناظراي عليه وطلبت من صديقتي أن تتقرب منه لتعرف نواياه...ويال الروعة...تبين أنه بدل أن يكون نذلا كان نذل تربيع
-تاي(باستغراب) :نذل تربيع!؟
-جيسيكا:لا تدقق في كلامي فأنا أخرف حين أنفعل...أخبرني من كانت هذه الفتاة التي تحب هايوون؟
-تاي(بتوتر) :لا تعرفينها...إنها من خارج الشركة
-جيسيكا:حاول إخبارها بالحقيقة فأنا أكره رؤية فتاة تنجرح من رجل لعوب...ربما أنا فتاة قوية وسأتجاوز المشكلة بسهولة لكن هناك فتيات غيري قد يصبن بالحزن والاكتئاب وقد يصل بهن الأمر حتى للانتحار
-تاي(بصدمة) :لا...لا أريدها أن تنتحر
-جيسيكا:لا تقلق فنادرا ما تجد فتاة تنتحر فعلا...لكن رغم ذلك ستصاب بصدمة عاطفية وتكره كل الرجال وتدخل في حالة اكتئاب صعبة

لطم خده من شدة ما سمعه لذا أسرع للبحث عن لونا ليكلمها

بينما هايوون في مكتبه جاء والده إليه
-والد هايوون:انفصلما؟ لماذا؟
-هايوون:ليس قراري
-والد هايوون:لكنك تعرف المشكلة دون أدنى شك
-هايوون:لا
-والد هايوون:عليك التصرف وإرضاء الآنسة جيسيكا...لن تجد زوجة مؤدبة وذكية وجميلة مثلها...عائلتينا تعرفان بعضهما منذ سنوات وهذا الأمر لصالحنا
-هايوون:لست من النوع الذي يرضي أي أحد...إن أرادت فسخ الخطوبة فلتفعل لأنني لن أموت بدونها

طرقت جيسيكا باب المكتب عليهما ودخلت ومعها علبة كرتون تحتوي على أغراضها
-جيسيكا:لقد جمعت أغراضي...سأغادر
-والد هايوون:تمهلي يا ابنتي...ربما عليكما التأني قبل قرار الانفصال...هذه المشاكل تحدث بين أي خطيبين
-جيسيكا:أعلم يا عمي...لكن ليس هناك مشاكل...أنا فقط اكتشفت أن ابنك ليس الرجل المناسب لي
-والد هايوون:أخبريني فقط ما الذي فعل لكِ وسأؤدبه
-جيسيكا:لا شيء البتة...المشكلة هي مشكلة عدم انسجام لا أكثر...شكرا على كل شيء عمي...لقد كنت طيبا معي طوال هذه الفترة...أراك لاحقا...وأنت هايوون اهتم بوالدك

أخذت أغراضها وخرجت فنظر والد هايوون لابنه بغضب
-هايوون:لا تنظر إلي...ليس خطئي...سمعتها بنفسك...هي من تريد الانفصال
-والد هايوون(بحدة) :هل تظن أنني صدقت هذه السخافة؟ أعلم أي نوع من النساء هي جيسيكا وأعلم أنها لن تبوح بالحقيقة مطلقا لذا تكلم ما الذي فعلته لها؟
-هايوون:هففففف أنت حقا عنيد
-والد هايوون(بحدة) :ليس بعنادك
-هايوون:لا أعلم لِمَ الغضب فالفتيات كثيرات من حولنا وليست آخرهن
-والد هايوون:سأجد لك زوجة أخرى
-هايوون:لا أرجوك...لننهِ الأمر فحسب...لا أريد الزواج من أي أحد
-والد هايوون(بحدة) :هل تريد أن تبقى أعزب طوال حياتك؟
-هايوون:لا...لكن الزواج لن يهرب على ما أعتقد
-والد هايوون(بحدة) :هل تفعل هذا لأنك تحب فتاة ما؟
-هايوون:مممممم لا...لكن أعطني بعض الوقت وسأجد زوجة جيدة بنفسي
-والد هايوون:حسنا...لك ذلك...لكن لا تخيب ظني بك

في المساء جلست لونا تكوي ثيابها على مائدة الطعام وكان تاي يجلس بجانبها ويضع يده على خده ويحدق بها
-لونا:أين كنت اليوم؟ اشتريت غداءك ولم أجدك
-تاي:لا يهم...لم أكن جائعا...ثم ظننتك وجدتِ شخصا تتناولين الطعام معه...هل عدتما لبعضكما؟
-لونا:أنا وهايوون؟ لا
-تاي:رأيتكما اليوم معًا
-لونا:صحيح...تكلمنا قليلا ثم ذهب كل منا لأشغاله
-تاي:إن طلب منكِ العودة إليه فهل ستعودين؟

فجأة أحرقت إصبعها بالمكواة جراء هذا السؤال فصارت تصرخ من الألم
-لونا(بألم) :آاااي...أحضر لي بعض الثلج من الثلاجة

أحضر لها مكعب ثلج فوضعته على إصبعها حتى شعرت بالراحة ثم وضعته في فمها
-لونا:أحب أكل مكعبات الثلج
-تاي:لم تجيبيني على سؤالي
-لونا(بانزعاج) :لماذا تصر على سؤالي هذه الأسئلة المحرجة؟
-تاي:أردت فقط أن أعرف ما الذي ستفعلينه
-لونا(بحدة) :هذه خصوصياتي فلا تتدخل فيها مفهوم؟
-تاي(بحدة) :أجيبي فقط ولا تحاولي المماطلة...أليس من حقي أن أعرف؟
-لونا(بحدة) :هل صرخت علي للتو؟
-تاي(بحدة) :هذا لأنكِ لا تفهمين إلا بالصراخ
-لونا(بحدة) :لا تتدخل
-تاي(بحدة) :واضح أنكِ ستعودين إليه بكل فخر...هذا لأنكِ عمياء
-لونا(بصدمة) :أنا عمياء!؟
-تاي(بحدة) :الحب جعلكِ عمياء...لقد ساعدتكِ حتى تنتقمي منه لكن يبدو أنكِ فعلتِ كل ذلك حتى تستعيديه
-لونا(بحدة) :وماذا في ذلك؟ لا تتدخل في خصوصياتي
-تاي(بحدة) :لكِ ذلك...لن أتدخل بعد الآن

أخذ معطفه وخرج رغم تأخر الوقت وبرودته
-لونا(بحدة) :فلتذهب...سأرتاح منك هذه الليلة أصلا تشه

جلس تاي بجانب المنزل بينما ذهبت لونا لغرفتها وتمددت على سريرها...مهما حاولت النوم فلم تستطع لذا نهضت مجددا وألقت نظرة على النافذة فوجدت تاي جالسا بجانب الرصيف ويعطيها ظهره ويبدو أنه يشعر بالبرد لأنه يرتجف وينفخ على يديه من حين لآخر

شعرت بالذنب فارتدت معطفها وخرجت إليه ووقفت خلفه تراقبه للحظات وقد كان يعلم ذلك لكنه تجاهلها
-لونا:ستتجمد من البرد إن أكملت هكذا
-تاي(ببرود) :لا أحد يهتم
-لونا:أقول ذلك لمصلحتك
-تاي(ببرود) :أنا أولى بمعرفة مصلحتي
-لونا:لا أتذكر أنني فعلت شيئا يغضبك لهذه الدرجة
-تاي(ببرود) :فجأة خطر على بالي أن أكون دراميا
-لونا:كما تريد...سأخلد للنوم

سارت نحو باب المنزل ثم استدارت مجددا فرأته يجلس مكانه وينفخ على يديه...وبسبب شعورها بالذنب عادت إليه وأمسكت بيديه وقامت بفركهما بيديها
-تاي(بصدمة) :م م م ما الذي...تفعلينه!؟
-لونا:أساعدك على تسخين يديك...يداي ساخنتان
-تاي(بخجل) :لا يجب أن تفعلي ذلك
-لونا:إن أردت أن تجلس هنا طوال الليل فسأجلس بجانبك

واصلت إمساك يديه لتسخنهما ثم صارت تنفخ عليهما...بينما ينظر إليها شعر بالحزن والشفقة فرغم أنها عصبية وتصرخ كثيرا إلا أنها من الداخل أطيب إنسانة

شعر بالخجل الشديد كلما لمسته فوقف من على الرصيف وتوجه نحو المنزل ونادى عليها دون النظر لوجهها
-تاي(بخجل) :تعالي وافتحي الباب فأنا أكاد أتجمد
-لونا(بابتسامة) :قادمة

في أحد أيام العطل جلست لونا في المنزل تكلم زملاءها على النت وأخبروها أنه تم تنزيل الراتب
-لونا(بإحباط) :تاي...لقد نزل الراتب للجميع إلا أنا
-تاي(باستغراب) :تاي! إنها أول مرة تنادينني هكذا
-لونا:أوبس آسفة...تعودت على مناداتك تايهيونغ لكن لا أعرف ما خطبي اليوم
-تاي:هل نزل راتبي أيضا؟
-لونا:أنت لا تملك حسابا مصرفيا لذا ستتلقى راتبك نقدا
-تاي:من سيعطيني إياه؟
-لونا:السيدة لي
-تاي:هل علي زيارتها اليوم؟
-لونا:بلى...سآخذك إليها
-تاي:لا...علي تعلم الاعتماد على نفسي...لا ترافقيني هذه المرة
-لونا:كما تريد...لكن خذ معك رقمي لعلك تحتاجه...لا تتصل بالشركة مجددا
-تاي:صحيح

كتبت له الرقم وأعطته بعض المال ليتمكن من ركوب الحافلة ثم وقفت عند الباب تودعه
-لونا:لا تتأخر في العودة
-تاي(بحزن) :أنتِ تعاملينني تماما مثل أمي
-لونا:ههههههه لا تتكلم كما لو أنني آجوما كبيرة في السن
-تاي(بحزن) :ترى هل سأرى أمي مجددا؟
-لونا:بالطبع ستراها...هيا اذهب وأحضر راتبك...سأتصل بالسيدة لي وأخبرها أنك ذاهب عندها

انحنى لها باحترام وكانت عيناه على وشك أن تدمعا
-تاي(بحزن) :شكرا جزيلا لك...لن أنساكِ طوال حياتي...حتى عندما أغادر لزمني فستبقين أكثر إنسانة أحترمها
-لونا:هههههههه يكفي...هيا اذهب

ذهب للشركة ودخل مكتب السيدة لي
-سيدة لي:كيم تايهيونغ! أهلا بك
-تاي:أتمنى أنني لم أتأخر عليك سيدتي
-سيدة لي:لماذا لم تأتِ حبيبتك معك؟
-تاي(بتوتر) :حبيبتي ههه...تقصدين آنسة لونا...لم تأتِ لأنني طلبت منها ذلك
-سيدة لي:آنسة! ههههههههههه هل تنادي حبيبتك بالآنسة؟
-تاي(بتوتر) :وماذا يفترض بي أن أناديها؟
-سيدة لي:هههههههههه ولماذا تسألني أنا؟ أنت غريب أطوار حقا...قال آنسة قال...تعال سأعطيك راتبك

قدمت له راتبه كاملا فأخذه وخرج للذهاب لموقف الحافلة...وبينما ينتظر شاهد متجرا للهدايا بالقرب منه
-تاي(يفكر) :سيكون من الجميل أن أشتري شيئا للونا فقد ساعدتني كثيرا حتى حصلت على المال

دخل تاي فوجد مجموعة كبيرة من الأشياء وأغلبها نالت إعجابه...وبدل أن يشتري شيئا واحدا فقد اشترى عدة أشياء

عاد للمنزل ففتحت له لونا الباب ورأت في يده كيسا مليئا بالهدايا
-لونا:ما هذا؟
-تاي:اشتريتها لك...خذي

أخرج الأغراض من الكيس واحدة تلو الأخرى وقدمها لها
-تاي:هذه صابونة...أظن أنكِ تحبين الصابون المعطر...وهذه بطة لا أعلم ما فائدتها لكن أخبرتني صاحبة المتجر أن الفتيات يحببن الألعاب المحشوة...هذه ميدالية للمفاتيح على شكل دولفين...أما هذه فلا أعرف فائدتها لكن رائحتها زكية لذا أحضرتها لك...وأيضا هذه مرآة صغيرة فأنتِ تحبين النظر في المرايا كثيرا

بعد أن أنهى عرض الأشياء عليها وقف مبتسما ينتظر ردة فعلها...لكن بدل أن تشكره اغرورقت عيناها بالدموع وعانقت الأغراض بحرارة
-لونا(بحشرجة) :شكرا لك...منذ زمن لم يهديني أحد هدايا صادقة كهذه

جلسا يتناولان الطعام معا وكانت لونا تبتسم طوال الوقت
-تاي:هل يمكنني سؤالك آنسة لونا؟
-لونا:تفضل
-تاي:هل من المضحك أن ينادي المتحابون بعضهم بأسماء رسمية مثل سيد وآنسة؟
-لونا:ههههههههه بلى
-تاي:لماذا؟
-لونا:لقد تغير الزمن لذا تغيرت معه الكثير من الأمور
-تاي:وما الذي يدعون به بعضهم؟
-لونا:ممممم على حسب...هناك من يقول حبيبتي وآخر عزيزتي وآخر حبي وآخر حياتي...إلخ إلخ
-تاي:إذًا...لو افترضنا أنني امتلكت حبيبة في هذا الزمن فعلي مناداتها هكذا بدل آنسة؟
-لونا:بلى
-تاي:هذا مرعب
-لونا:لا أعلم لماذا كان الناس منغلقين لهذه الدرجة في الزمن البعيد!
-تاي:أنتم المنفتحون زيادة عن اللزوم
-لونا:ليس لتلك الدرجة
-تاي:بل أسوأ
-لونا:كل هذا لأننا ننادي بعضنا حبيبتي وعزيزتي بدل التحدث برسمية؟
-تاي:ليس هذا فقط...هناك أمور كثيرة لم يستوعبها عقلي بعد
-لونا:هذه مشكلتك
-تاي:أخبريني...هل أصبحنا أصدقاء مقربين الآن؟
-لونا:ليس لتلك الدرجة
-تاي:لماذا؟ ألم تخبريني بعض أسرارك بالفعل...إضافة لأنكِ حاولتِ تسخين يداي حين شعرت بالبرد وعانقتِ الهدايا التي أحضرتها لك
-لونا:هذا لا يعني أننا أصبحنا أصدقاء مقربين بل ببساطة أنني كنت مرتاحة لا غير...كما أنني نوعا ما...
-تاي(بابتسامة) :نعم؟
-لونا:أظن أنني...
-تاي(بابتسامة) :أكملي
-لونا:حين أكون معك فلا أشعر بأي حواجز جنسية...كما لو أنك...صديقتي

شعر بإحباط شديد مما قالته فأدار وجهه للجهة الأخرى
-تاي(بإحباط) :هكذا إذًا...صديقتك
-لونا:بلى...أنا حقا لست قلقة من أن تضايقني لأنني لا أراك كرجل...إنها أول مرة أشعر هكذا تجاه أحدهم...ربما لأنك من زمن مختلف

تسبب هذا الكلام أيضا بالإحباط له فحاول التهرب قبل أن يسمع المزيد
-تاي(بإحباط) :سأخرج فالجو مشمس اليوم
-لونا:مهلا! سأرافقك
-تاي(بإحباط) :إلى أين؟
-لونا:سأعرفك على بعض الأماكن الترفيهية التي لم تراها في حياتك...مدينة الملاهي

اصطحبته لمدينة الملاهي فاندهش من كمية الألعاب التي رآها وكل واحدة منها أغرب من الثانية
-لونا:هذه هي مدينة الألعاب...يمكنك قضاء وقت مرح مع العائلة والأصدقاء وحتى حبيبتك
-تاي(بحزن) :ليس لدي حبيبة...ولا عائلة...ولا أصدقاء
-لونا:سأكون صديقتك
-تاي:لكنكِ قلتِ أننا لسنا أصدقاء بعد
-لونا:انسَ ما قلت...لنبدأ من الأفعوانية

ركبا الأفعوانية وطوال الوقت كان تاي يصرخ ويلطم وجهه حتى أنه كاد يغمى عليه عدة مرات من الخوف...في النهاية نزل لبر الأمان وجلس بجانب الحائط يتقيأ
-لونا:لم أعلم أنك لا تحتمل هذه الأمور
-تاي:حتى أنا لم أكن أعلم
-لونا:يمكننا لعب لعبة أخرى
-تاي(بخوف) :لا لا لا لقد اكتفيت
-لونا:لا تخف...لن نلعب الألعاب المخيفة...سنلعب أشياء بسيطة...سأريك

أخذته أولا لكشك مخصص للألعاب وعليهم رمي السهام وإصابة الأهداف لجمع أعلى رصيد نقاط...بدآ الرمي وكان تاي ماهرا في إصابة الأهداف بدقة في حين أن لونا بالكاد أصابت هدفا أو هدفين

في النهاية فاز تاي وحصل على هدية دب محشو صغير
-تاي:ماذا سأفعل بهذا الشيء؟
-لونا:يمكنك الاحتفاظ به للذكرى فقد تعود لجوسون ولن نرى بعضنا مجددا

توقف عن السير فجأة بينما سارت لونا مكملة طريقها...عندما لحقها لاحظ أنها حزينة
-تاي(بابتسامة) :هل أنتِ حزينة لأنني سأغادر؟
-لونا(بتوتر) :لا
-تاي(بابتسامة) :بل أنتِ حزينة...تصرفاتك تفضحك
-لونا(بتوتر) :من تعتقد نفسك أساسا؟ أصلا أنا لا أهتم لأمرك...حسنا ربما قليلا...ربما اعتدت على إزعاجك ووجودك في المنزل

ابتسم لها تاي ووضع يده على كتفها
-تاي:لنكمل جولتنا
-لونا:هيا
-تاي(يفكر) :ربما لا تنظرين إلي كما أنظر إليك...لكنني سعيد برفقتك



عدل سابقا من قبل بثينة علي في الإثنين يناير 22, 2024 10:42 pm عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1234
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة عَبْرَ الزَّمَن!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة عَبْرَ الزَّمَن!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة عَبْرَ الزَّمَن!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1السبت مارس 26, 2022 7:18 pm

رواية عبر الزمن : الفصل التاسع



جلست لونا في غرفة المعيشة تشاهد التلفاز وتاي بجانبها يحاول التركيز على التلفاز لكنه يسترق النظرات لها من حين لآخر
-لونا:تذكرت...الغد هو الحادي والعشرون من مارس أي أنه عيد الأم
-تاي:ما هو؟
-لونا:في جوسون لم تكونوا تتبعون التقويم الميلادي أليس كذلك؟
-تاي:بلى
-لونا:عادة نحن نحتفل بهذا اليوم من خلال شراء هدايا لأمهاتنا وزيارتهن وتهنئتهن
-تاي(بحزن) :أمي
-لونا:آسفة لتذكيرك
-تاي(بحزن) :آنسة لونا
-لونا:نادني لونا فقط...دعنا لا نكن رسميين مع بعضنا
-تاي(بحزن) :الأمر هو أنه...قد خطر على بالي أمر ما...إذا كنت قد أتيت من جوسون بسبب غرقي في النهر فربما يمكنني العودة من هناك
-لونا:هل تريد العودة؟
-تاي(بحزن) :نعم...أشعر بأن هذا العصر يزداد غرابة يوما بعد يوم...وأيضا اشتقت لأمي وكلبي

ابتسمت له بخفة رغم أنها حزينة في داخلها
-لونا:صحيح...عليك العودة فلعلها قلقة عليك
-تاي:هل تعرفين أي نهر قريب من هنا؟
-لونا:هناك نهر الهان...هل هو نفسه الذي غرقت فيه؟
-تاي:لست متأكدا...من فضلك خذيني إلى هناك

في يوم الغد خرجت ومعها تاي وقبل أن يذهبا لزيارة نهر الهان مرا على متجر للمجوهرات لاختيار هدية لوالدة لونا
-لونا:لِمَ لا تأخذ هدية لأمك أيضا؟
-تاي:لدي هدية بالفعل...كنت سأقدمها لها لكنني لم أستطع

أخرج من تحت ملابسه قلادة الساعة ونظر إليها وابتسم
-تاي:أنا قادم أمي...انتظريني

أخذته لنهر الهان ووقف عنده يحدق به ممتدا على مرأى البصر
-لونا:هل هذا هو النهر الذي غرقت فيه؟
-تاي:لست متأكد...لقد تغير كثيرا منذ آخر مرة
-لونا:وما الحل؟
-تاي:سأغرق نفسي حتى أتمكن من السفر عبر الزمن مجددا
-لونا:ممم حسنا

مدت يدها له لتصافحه لآخر مرة وبدا في نظراتها الحزن رغم أنها تبتسم
-لونا:اهتم بنفسك...أتمنى أن تصل بسلام

بادلها المصافحة ففاجأته وعانقته بحرارة دون أن ينظر كلاهما لوجه بعض فقد كان مصدوما منها وهي تحاول إخفاء ملامح وجهها التي بدأ الحزن يتخللها
-تاي:لا تفاجئيني هكذا مجددا فأنا غير معتاد على ذلك
-لونا(بحزن) :شكرا لك...شكرا
-تاي:العفو

ابتعدت عنه فوقف يحدق بالنهر المتدفق أمامه وهو متردد
-تاي(بحزن) :وداعا آنسة لونا
-لونا(بحزن) :لا تكلمني برسمية
-تاي(بحزن) :الوداع...لونا

حدق بها للحظات لدرجة أنها كادت تبكي
-لونا(بصراخ) :هيا أسرع فليس لدي اليوم بطوله

دفعته بأقصى قوتها حتى تنهي الأمر بسرعة وعندما نزل في الماء صار يتخبط يمينا وشمالا...أدارت ظهرها وظلت تنظر بعيدا وهي على وشك البكاء أما هو فلم يتغير معه أي شيء بل زاد تخبطه أكثر وأكثر

بعد دقائق نظرت للخلف مجددا بعد أن سمعت صوته يطلب النجدة فوجدت أنه ما يزال مكانه لكنه على وشك الغرق
-لونا(بقلق) :أنت لا تجيد السباحة!

رمت نفسها في الماء وأنقذته فوجدته فاقدا للوعي...بعد دقائق فتح عينيه وأول ما رآه خيال أمه التي تقف عند رأسه والقلق بادٍ على وجهها
-تاي:أمي!
-والدة تاي(بقلق) :تاي...هل أنت بخير؟
-تاي:أمي! لقد عدت!

فجأة تلقى صفعة على وجهه من لونا فنهض بسرعة
-لونا:أنت تحلم...استيقظ...ما تزال في سيؤول

نظر من حوله وبعد أن أدرك أنه ما من شيء تغير صار يضرب الأرض بيديه بقوة وغضب

عادا للمنزل وغيرت لونا ثيابها التي تبللت وهي تنقذ تاي وجففت شعرها ثم لبست حذاءً جافًا لتغادر
-لونا:سأزور أمي وأعود
-تاي:لماذا عليكِ زيارتها؟ أعني أنها لا تطيقك
-لونا(بحزن) :كلامك صحيح...هي لا تطيقني...لذلك علي زيارتها وإلا ستجد سببا آخر لتوبيخي
-تاي:هذا سيء
-لونا(بحزن) :لا بأس...تعودت على الأمر...أراك في المساء

استقلت سيارتها وصولا لمنزل أهلها في القرية...كان والدها جالسا أمام المنزل وأمها بالداخل تعد الغداء أما أخوها تيمين فلا أثر له
-لونا:مرحبا أبي
-الأب:أهلا يا ابنتي...دائما تسعديننا بزيارتك الجميلة
-لونا:هههههه طبعا...هذا واجب علي

خرجت الأم من المنزل بعد أن سمعت صوت لونا فانحنت لها هذه الأخيرة
-لونا:كيف حالك أمي؟
-الأم:بخير...تعالي وساعديني فأنا متعبة

أعدت لونا الغداء بدلا عن والدتها وجلس الجميع يتناولون الطعام وبعد لحظات وصل تيمين وجلس معهم مباشرة دون أن يلقي التحية على أخته
-لونا:أظن أنني شفافة هنا
-تيمين:أيًّا يكن
-الأم:أنتِ أصغر منه لذا أنتِ من يجب عليكِ تحيته
-لونا(بانزعاج) :كنت أظن أنه حسب قانون الآداب في كوريا فإن على القادمين تحية الجالسين
-الأم(بحدة) :لماذا تصرين على مناقشتي في كل شيء؟

صمتت لونا فورا لكي لا يشتد النزاع ثم وقفت وانحنت لأخيها
-تيمين(بسخرية) :تعجبينني حين تكونين مطيعة

كانت تنوي قلب مائدة الطعام عليه لكنها تمالكت نفسها وجلست مكانها بهدوء وأخرجت هدية من حقيبتها
-لونا:أمي...هذا لك...عيد أم سعيد

بالكاد ابتسمت الأم للهدية ثم أمسكتها وفتحتها فوجدت بداخلها عقدا من الفضة
-الأم(ببرود) :أهذا كل ما أعنيه لك؟ عقد من الفضة؟ كان عليكِ شراؤه من الذهب أو الألماس على الأقل
-لونا(بانزعاج) :أمي...هل أذكرك بأنني لم أتلقى راتبي بعد؟ وأيضا لم أدفع الإيجار إضافة لمرض أبي الذي جاء فجأة ومصاريفي ومصاريفكم؟
-الأم:دائما نفس السيناريو
-لونا(بانزعاج) :يمكنكِ على الأقل التظاهر بالامتنان فرغم مشاكلي ومعاملتكِ لي فقد أحضرت لكِ هدية وجئت لأقضي عيد الأم معك
-الأم:لا تتصرفي كما لو أنكِ فعلتِ شيئا خارقا للطبيعة
-لونا(بانزعاج) :حسنا...ما فعلته بلا معنى...والآن أخبريني ماذا أحضر لك ابنكِ المدلل؟
-تيمين:لا شيء
-لونا:لا شيء! كيف تتجاهل عيد الأم!؟
-تيمين:هذا لا يخصك
-الأم(بابتسامة) :لا بأس...كل ما أريده سلامتك يا بني

طفح الكيل بلونا فركبت سيارتها عائدة لمنزلها وطوال الطريق تضغط على السرعة القصوى...كانت تتمنى لو أنها تصاب بحادث وتموت وترتاح من حياتها وبسبب ذلك واجهها رجال الشرطة في الطريق وأعطوها مخالفة بغرامة مالية

عادت للمنزل وركلت الباب خلفها بقوة فأفزعت تاي
-لونا(بغضب) :غرامة مالية وأنا مفلسة...هذا كل ما كان ينقصني
-تاي:أخفتني...ما بالك!؟
-لونا(بغضب) :وأنت ما بالك!؟ دعني أفعل ما أشاء فهو منزلي
-تاي:حسنا...على ذكر المنزل لقد جاءت صاحبة المنزل ودفعت لها الإيجار

تنهدت بعد أن عرفت أن مشكلة من مشاكلها تم حلها لذا قررت فعل شيء تشغل به نفسها لكي لا تنفعل أكثر
-لونا:هل تحب الكعك؟
-تاي:لا أعرف ما هو أساسا
-لونا:سأعده لك
-تاي(بخجل) :لأجلي؟ لماذا؟ ما الذي فعلته حتى أستحق ذلك؟
-لونا:لا شيء مهم...سأجهزه الآن

بعد أيام ذهبت لونا للعمل وبينما هي جالسة في مكتبها تتفقد حسابها لاحظت أن الراتب نزل
-لونا(بحماس) :وأخيرا نزل راتبي
-جوي:مبارك لك...ماذا ستفعلين اليوم؟
-لونا:لا تتوقعوا مني دعوتكم على الطعام...مستحيل
-جوي(بإحباط) :بخيلة
-هايين:هل تايهيونغ بخير؟ رأيته يستفرغ في الحمام هذا الصباح
-لونا(بتوتر) :هههههههه بلى...إنه بألف خير
-هايين:قولي الحقيقة...ما الذي فعلته له؟

تذكرت أنها السبب فيما يحصل له فبالخطأ قامت بإعداد الكعكة بكريما منتهية الصلاحية مما سبب له أمراضا في المعدة من أسبوع حتى الآن
-لونا(بتوتر) :هههههه إنه يأكل كثيرا ولهذا السبب هو مريض الآن
-جوي:مؤسف...أتمنى له الشفاء
-هايين:اشتري له دواءً للمعدة وسيكون بخير
-لونا(بتوتر) :شكرا لكما ههه

حين وصلت استراحة الغداء نزل الجميع لتناول الطعام إلا لونا فقد بقيت في مكتبها تقسم راتبها على كل المشاكل المالية التي تعانيها ولسوء الحظ فهو لا يكفي لتدبر أمر كل شيء...رمت القلم جانبا ووضعت يدها على خدها وتأفأفت من الإحباط
-لونا(بإحباط) :ربما سيعيرني تايهيونغ بعض المال...لا حل آخر

بعد أن جمعت أغراضها ووقفت رأت هايوون على بعد خطوات منها ويبدو أنه يشعر بدوار لذا وضع يده على الحائط ليستريح...كانت ستتجاهله ولكنها غيرت رأيها حين رأت دماءً تسيل من أنفه
-لونا(بقلق) :أيها المدير...هل أنت بخير؟
-هايوون:بلى
-لونا(بقلق) :أنفك ينزف...لا بد أن ضغطك منخفض
-هايوون:لا تهتمي
-لونا(بقلق) :بالطبع علي أن أهتم

ساعدته على السير نحو مكتبه ثم أجلسته على المقعد
-لونا:معي مناديل...تفضل...امسح النزيف

أعطته منديلا من حقيبتها ثم انحنت له
-لونا:اعذرني...سأغادر الآن
-هايوون:مهلا!
-لونا:نعم؟
-هايوون:لا شيء...اذهبي...سأكون بخير

بعد أن غادرت نظر للمنديل الذي يضعه على أنفه وابتسم بسذاجة
-هايوون(بسخرية) :بعد كل ذلك مازالت تعاملني بلطف...لماذا هي ساذجة هكذا؟! لكن لماذا أشعر أنها ستكون زوجة جيدة! أفضل حتى من جيسيكا وكل الفتيات اللواتي أخرج معهن

كان تاي ينتظر لونا في الأسفل كي يذهبا لتناول الطعام معا لكنها تأخرت كثيرا...بعد لحظات نزلت إحدى الموظفات من المصعد فقرر سؤالها
-تاي:عفوا...هل الآنسة لونا موجودة بالأعلى؟
-الموظفة:بلى...رأيتها مع المدير للتو

شرد بذهنه وصمت ولكنه تذكر أن الموظفة تقف بجانبه
-تاي(ببرود) :شكرا لك

سار نحو البوابة وهو منزعج وكان سيغادر ليتناول الطعام وحده لولا أنه سمع أحدا يناديه من الخلف
-لونا(بصراخ) :تايهيونغ...انتظر
-تاي:آنسة لونا...ظننت أنكِ ستتناولين الطعام مع غيري
-لونا:لو كنت سأتناوله مع غيرك لأخبرتك
-تاي:احم احم...لنذهب
-لونا:هل تحسنت معدتك؟
-تاي:بلى
-لونا:ممتاز...وآسفة جدا على ما حصل
-تاي:لا بأس...مشكلتي أنني أحب طعامك لذا آكل بشراهة
-لونا:طعامي يعجبك؟
-تاي:بلى...إنه ألذ ما تذوقت في حياتي

ابتسمت تلقائيا على كلامه ومن شدة حماسها ضربته لبطنه بقبضتها حتى جلس أرضا من الألم
-لونا(بتوتر) :أوبس...آسفة مجددا
-تاي(بألم) :حماسك مخيف

عادت للمنزل مساءً واشترت لتاي أغراضا خاصة بالنظافة الشخصية
-لونا:عليك تنظيف أسنانك بالفرشاة كل يوم...هذا واجب عليك لأن أسنانك قد تتسوس
-تاي:وكيف أفعلها؟
-لونا:تضع القليل من المعجون على الفرشاة وتبللها بالماء ثم تفرك أسنانك
-تاي:سأجرب

دخل الحمام وفعل كما طلبت منه وبينما يفرك أسنانه خرجت منها الكثير من الرغوة
-تاي(يفكر) :اممم هذا منعش

بينما لونا جالسة على الأريكة سمعت صوت جرس الباب يرن فنهضت لتفتح وانصدمت حين رأت هايوون ثملا وقد رمى نفسه عليها وعانقها

خرج تاي من الحمام ونظر إليهما فانفطر قلبه...ولحسن الحظ كان هايوون متعبا لذا لم يراه أما لونا فقد أشارت له بيديها أن يعود للحمام ويغلق الباب

فعل تاي كما طلبت منه وعندما أغلق الباب شعر بالعصبية لذا رمى الفرشات على الأرض
-تاي(يفكر) :تبا...كيف أخبرها أنه مجرد نذل لعوب بدون أن أجرح مشاعرها!

أخذت لونا هايوون نحو الأريكة وساعدته على الجلوس ولكنه ما يزال متمسكا بها ولا يرضى تركها مطلقا
-لونا(بتوتر) :هايوون...ما الذي تفعله؟
-هايوون(بثمالة) :عانقيني...لا أستطيع أن أتخيل نفسي بدونك

شعرت بالخجل واحمر خداها لذا ابتعدت عنه بسرعة
-لونا(بخجل) :لماذا أتيت؟
-هايوون(بثمالة) :أنا آسف...لقد كنت غبيا حين تركتك...أعلم أن قرار الزواج اتخذته عائلتي ولكن كان علي أن أرفض وأخبرهم بأن هناك فتاةً في حياتي
-لونا(بخجل) :لا تقل ذلك...أنا لا ألومك...عليك دائما إطاعة والديك حتى على حساب نفسك
-هايوون(بثمالة) :لم أعد أريد ذلك...لونا أرجوكِ...لا تكرهيني
-لونا:أنا حقا لا أكرهك
-هايوون(بثمالة) :ولكنني جرحت قلبك
-لونا:في البداية غضبت منك ولكن الأمر لم يعد يهم...سأحضر لك شيئا تشربه

أرادت أن تنهض لكنه شدها من يدها وسحبها نحوه وعانقها مجددا
-هايوون(بثمالة) :لنعد لبعضنا

تحركت مشاعرها من أحضانه ولمساته ولم تستطع السيطرة على نفسها...فجأة تحطمت كل الحواجز التي بنتها لتمحوه من حياتها...لقد أدركت أخيرا أنه مهما هربت منه فلمسة واحدة كفيلة بإعادتها لنقطة الصفر...بادلته العناق وقبلته على خده وعيناها قد اغرورقتا بالدموع
-لونا(بابتسامة) :اشتقت إليك

كان تاي بداخل الحمام يتكئ على الحائط بعد أن سمع كل ما دار بينهما...رغم أنه يعلم أن الناس تتغير فعلا لكن هايوون خاصة شخص ماكر وقد يجرحها مجددا

نام هايوون على الأريكة وعندما رأته لونا غطته ببطانية ثم ذهبت للحمام لتكلم تاي
-لونا(بهمس) :لقد نام...هيا
-تاي(بانزعاج) :ستطردينني من المنزل؟
-لونا(بهمس) :من قال ذلك؟ تعال معي لغرفتي فلا بد أنك نعسان
-تاي:غرفتك!
-لونا(بهمس) :هيا أسرع قبل أن يستيقظ هايوون ونقع كلانا في مشكلة

أسرعا لغرفة لونا وأغلقا الباب بالمفتاح...حدق تاي بغرفتها يمينا وشمالا فهو لا يدخل إليها كثيرا لكن ما يثير توتره هو أنهما معا في غرفة مغلقة...فرشت له مكانا على الأرض ثم نامت على سريرها
-تاي(ببرود) :تصالحتما إذًا
-لونا:بلى
-تاي(ببرود) :يالك من عمياء
-لونا(بانزعاج) :لماذا تصر على قول ذلك؟
-تاي(ببرود) :لأنكِ فعلا كذلك
-لونا:هفففف اخلد للنوم ولا تزعجني...تعلم أنني إن بدأت الصراخ فسأوقظ هايوون
-تاي(بتوتر) :أمر غريب...كيف سمحتِ لي بالنوم معك في غرفة واحدة بينما أغلقتِ على حبيبك في الخارج...هل أنا موثوق لهذه الدرجة أكثر منه؟
-لونا:مممممم ربما أنا غير الموثوقة
-تاي(بصدمة) :ماذا؟!
-لونا:لا تخف لأنك ببساطة لست نوعي
-تاي(ببرود) :أنتِ أيضا لستِ نوعي لذا كوني مرتاحة
-لونا:أنا مرتاحة...أخبرتك سابقا أنني أعتبرك كصديقتي
-تاي(ببرود) :تبا
-لونا:كفى ثرثرة...تصبح على خير

غاصت في نوم عميق أما هو فبقي يحدق بالسقيفة...بينما تتقلب في نومها استدارت ناحيته واستدار هو الآخر عندها وبقي يراقبها
-تاي(يفكر) :كيف بإمكانها النوم بينما هناك رجل غريب معها في الغرفة؟! يالها من هوجاء!

واصل مراقبتها وهي نائمة فصار قلبه يدق بسرعة كلما تأمل تفاصيل وجهها الجميلة...بسبب هذا الشعور غير المريح استدار للجهة الأخرى وحاول النوم ولكنه لم يتمكن من ذلك إلا بصعوبة

في صباح اليوم التالي استيقظ هايوون وطرق باب غرفة لونا ولأن تاي معها فقد نهضت بسرعة وخرجت إليه لكي لا يضطر للدخول
-لونا:صباح الخير حبيبي
-هايوون:صباح الخير جميلتي
-لونا:هل اغتسلت؟
-هايوون:بلى
-لونا:سأعد لك الفطور

أعدت له الفطور ثم جلسا يتناولانه معا
-هايوون:أطعميني
-لونا:هههههه مدلل
-هايوون:إن لم أتدلل على حبيبتي فعلى من أتدلل؟
-لونا(بخجل) :أوووه ما ألطفك!

أطعمته وبقيا يأكلان معا ويتغازلان وصوتهما يصل لغرفة النوم...كان تاي مستيقظا ويستمع لكل شيء لذا كان وجهه مقلوبا من الانزعاج والغيرة

بعد أن أنهى هايوون فطوره ودع لونا وغادر فخرج تاي من غرفة النوم منزعجا
-لونا(بحماس) :هذا بالفعل أجمل يوم في حياتي
-تاي(ببرود) :مبروك
-لونا:ماذا ستتناول للفطور؟
-تاي(ببرود) :سأخلد للنوم...لا تصدري فوضى
-لونا:ألم تنم طوال الليل؟
-تاي(ببرود) :ربما لأن أحدهم يشخر كثيرا
-لونا:أوبس...هل حقا بتُّ أشخر؟!
-تاي(ببرود) :سأنام
-لونا:أوه...حسنا

استلقى على الأريكة ونام بينما ذهبت هي لغرفتها وبقيت تتصفح الإنترنت...فجأة وردها اتصال من أمها فترددت كثيرا في الرد خاصة بعد آخر شجار دار بينهما ولكن في النهاية استسلمت وردت
-لونا:مرحبا أمي
-الأم(بحزن) :لونا...حالة والدك زادت سوءا

انصدمت لونا مما سمعته وبدون أي انتظار ركبت سيارتها وذهبت لمنزل أهلها حتى أنها لم تخبر تاي بأي شيء...عندما وصلت وجدت أباها نائما في الفراش ومتعبا للغاية
-لونا(بقلق) :ماذا حصل؟
-الأم(بحزن) :لا أعلم...فجأة وجدته في الخارج مغمى عليه
-لونا(بقلق) :ماذا قال الطبيب؟
-الأم(بحزن) :قال أنه يحتاج إلى العلاج فحسب...كما أن تكلفة علاجه قد تكون غالية قليلا
-لونا(بقلق) :كم؟
-الأم(بحزن) :حوالي 25 ألف دولار أمريكي
-لونا(بقلق) :يا إلهي! من أين سأحضر هذا المبلغ!؟
-الأم(بحزن) :وأنا ما أدراني؟
-لونا(بقلق) :سأحاول تدبر المال...اهتمي به حتى أعود...سأتصل بك لأعلمك بكل شيء

أسرعت نحو سيارتها وتوجهت نحو سيؤول لتتدبر أمر المال لكن ما إن ابتعدت قليلا حتى تذكرت أنها نسيت مفتاح بيتها لذا عادت لمنزل أهلها...وما إن وصلت ودخلت حتى رأت والدها يقوم بحمل التلفاز ليغير مكان الآثاث مع أمها فاصدمت وأسقطت حقيبتها من يدها
-الأب(بتوتر) :سأشرح لك
-لونا(بصدمة) :ألم تكن على فراش الموت قبل قليل؟
-الأم(بحدة) :لماذا لا تستأذنين عند الدخول؟
-لونا:أهذا كل همك؟ ألا يهمك أن قلبي كاد يتوقف من الخوف على أبي قبل قليل؟ لماذا كذبتم علي؟ كنت سأبيع سيارتي
-الأم(بحدة) :هذا لأنكِ تحتفظين بالمال طوال الوقت وتقولين أنكِ مفلسة
-لونا:لست أحتفظ بأي شيء

أخرجت هاتفها وفتحت حسابها البنكي عبر الإنترنت لأمها وبالفعل لم يكن به أي شيء
-لونا:رأيتِ؟ ولا حتى دولار واحد
-الأم(بحدة) :إذًا فقد قمتِ بسحبه وإخفائه في منزلك
-لونا:أنا أحاول تمالك نفسي قدر الإمكان لكنكم فعلا لا تسحقون...أنتم أسوأ عائلة في العالم

أخذت مفاتيحها وخرجت من المنزل وعند الباب التقت بأخيها تيمين فتجاهلته وغادرت
-تيمين:ما بالها هذه المرة أيضا!؟
-الأم:دعها تذهب...ستعود بالتأكيد



عدل سابقا من قبل بثينة علي في الإثنين يناير 22, 2024 10:44 pm عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1234
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة عَبْرَ الزَّمَن!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة عَبْرَ الزَّمَن!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة عَبْرَ الزَّمَن!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1السبت مارس 26, 2022 7:19 pm

رواية عبر الزمن : الفصل العاشر



عادت لونا للبيت فوجدت تاي قد استيقظ وجلس يتابع التلفاز لكنها تجاهلته حتى لاحظ حزنها
-تاي:هل أزعجك أهلك مجددا؟
-لونا(بحزن) :تعودت على الأمر
-تاي:لا تهتمي لأمرهم...الجو جميل بالخارج...لنتمشى
-لونا(بحزن) :لا أريد

من شدة إحباطها رمت نفسها على الأريكة ودفنت رأسها بالوسادة
-تاي:يبدو أنهم تمادوا كثيرا هذه المرة
-لونا(بحزن) :اممممم

فجأة سمعت صوت هاتفها يرن فحملته بتكاسل وعندما رأت المتصل نهضت وابتسمت تلقائيا...تصرفها هذا جعل تاي يعرف من المتصل لذا رفع صوت التلفاز رغم أنها ردت
-لونا(بخجل) :ألو!
-هايوون:حبيبتي...اليوم يوم رائع صحيح؟
-لونا(بخجل) :بلى
-هايوون:ما رأيك أن نخرج في موعد؟
-لونا(بخجل) :حقا؟! لكنك لم تخرج معي في أي مواعيد سابقا
-هايوون:سابقا هي سابقا والآن هي الآن
-لونا(بخجل) :أوووه بالطبع سأخرج معك...ما رأيك أن نلتقي الآن؟
-هايوون:نعم

طوال كلامها معه كان تاي يستمع بانزعاج لذا رفع صوت التلفاز أكثر ليشغله عنهما
-هايوون:حبيبتي...لماذا صوت التلفاز عندك مرتفع هكذا؟ بالكاد أستطيع سماع صوتك
-لونا(بتوتر) :سأخفضه في الحال ههههه

قامت بإلغاء تفعيل المايكروفون وهكذا لن يستطيع هايوون سماعها
-لونا:أخفض الصوت
-تاي:لا
-لونا(بحدة) :قلت لك أخفض الصوت...ألا ترى أنني أكلم حبيبي هنا؟!
-تاي:وأنا ما علاقتي؟
-لونا(بحدة) :إن لم تخفضه فسأخفضه بنفسي
-تاي:حاولي

حاولت أخذ جهاز التحكم منه ولكنه وقف ورفع يده لأعلى...ومهما حاولت القفز فلم تتمكن من الوصول إليه
-لونا(بغضب) :تريد الحرب إذًا...لك ذلك

ذهبت لقابص الكهرباء وأزالت ربطه مع التلفاز فانطفأ
-تاي(بصدمة) :مهلا! كيف فعلتِ ذلك؟
-لونا:هههههههه لا تلعب معي في زمني أيها المتهور
-تاي(بانزعاج) :حسنا أستسلم...أتمنى لكِ وقتا جيدا أنتِ وحبيبك

عادت للكلام مع هايوون على الهاتف وفعّلت المايكروفون
-لونا:ها قد عدت
-هايوون:ظننت أنكِ نسيتِ أمري...ما الذي يجري؟
-لونا(بتوتر) :هههههههه لا شيء...سأتجهز للخروج
-هايوون:حسنا...أراكِ

خرج تاي وجلس بجانب المنزل في حين قامت لونا بتجهيز نفسها للخروج لتناول الغداء مع هايوون

شعر تاي بالجوع فدخل وحينما مر بالحمام رآها تضع كريم حلاقة على ساقيها
-تاي:ما الذي تفعلينه!؟
-لونا:أزيل الشعر عن رجلاي
-تاي:ألا يستخدم هذا لحلاقة اللحية؟
-لونا:بلى...أمي أيضا تظن ذلك...لكنني أستخدمه على رجلاي أيضا لأنه أقل إيلاما من اللاصقات
-تاي(باستغراب) :عمَّ تتحدثين؟
-لونا(بحماس) :سأخرج مع هايوون اليوم...لقد جاء فصل الربيع ويمكنني ارتداء التنانير القصيرة...أوووه سيعجبه مظهر ساقاي بكل تأكيد
-تاي:ولماذا عليه النظر لساقيك بدل وجهك؟
-لونا:ههههههه لا أعلم...جميع الفتيات عادة يفضلن إظهار سيقانهن في المواعيد...هذا يجذب الحبيب أكثر
-تاي:والمنحرفين أيضا
-لونا(بحدة) :ماذا تقصد؟
-تاي:لماذا قد يريد شاب النظر لسيقان فتاة لو لم يكن لديه نوايا خبيثة؟
-لونا(بحدة) :أنت لا تفهم شيئا عن هذا الزمن لذا أبقِ فمك مغلقا
-تاي:لكنني رجل وأفهم الرجال أكثر منك

رغم انزعاجها من كلامه لكنها واصلت ما كانت تفعله وتجهزت للذهاب بارتداء تنورة قصيرة وعندما خرجت ورآها بالتنورة بقي يحدق بها من رأسها لقدميها
-لونا:ترااااا ما رأيك؟
-تاي:احم احم...الملابس الأنثوية لا تناسبك
-لونا(بحدة) :الغبي هو من يسألك

كانت ستخرج ولكنه فجأة وضع يده على بطنه وركض نحو الحمام يتقيأ وعندما رأته أسرعت لتفقده فوجدته مستلقيا على أرض الحمام
-لونا(بقلق) :تايهيونغ...ماذا بك؟
-تاي(بتعب) :لا شيء
-لونا(بقلق) :أنت لم تشفَ بعد فلماذا كذبت علي؟
-تاي(بتعب) :إنها مجرد معدة فلا تهتمي
-لونا(بقلق) :سأخرج وأشتري لك الدواء
-تاي(بتعب) :لا...ابقي بجانبي...سأكون بخير إن رأيت وجهك
-لونا(باستغراب) :ماذا؟!

فجأة انفجر من الضحك ففضح نفسه
-لونا(بحدة) :هل كنت تمثل؟
-تاي:لا
-لونا(بحدة) :لماذا يمثل الجميع المرض علي اليوم؟
-تاي:لا تذهبي لذلك الموعد
-لونا(بحدة) :ولماذا علي عدم الذهاب؟
-تاي:احم احم...لأنني أريد ذلك
-لونا:أوووه فهمت...أنت تشعر بالغيرة
-تاي(بتوتر) :أنا أغار؟! هااااا...ما الذي تهذين به؟ ولماذا قد أغار عليك؟ لا تظني أني أكاد أموت من حبك

رمشت بعينيها دليلا على عدم الفهم
-لونا:ومتى قلت أنك تغار علي تحديدا؟
-تاي:على من إذًا؟
-لونا:ما أقصده هو أنك تشعر بالغيرة لأنك وحيد بينما ترى الناس من حولك مرتبطين...أنصحك أن تبدأ بالمواعدة بدل أن تراقب الآخرين

شعر بالإحباط ونهض من على أرضية الحمام وذهب ليشاهد التلفاز
-تاي(ببرود) :اقضي وقتا ممتعا مع حبيبك
-لونا:أنا جادة...إن أردت المواعدة فسأبحث لك عن صديقة
-تاي(ببرود) :اذهبي فحسب
-لونا:تشه...بليد

ذهبت لونا لموعدها مع هايوون وطوال الوقت كانت تتظاهر بالابتسام أمامه رغم شعورها بالحزن الشديد من ظروفها العائلية...أخذها لأحد المطاعم وتناولا الطعام ثم قضيا اليوم معا وعندما حل الليل أعادها للمنزل

أثناء غيابها بقي تاي يحترق من الداخل ويتخيلهما معا يتغازلان ويتعانقان وبمجرد أن وصلت قابلها بوجه بارد
-تاي(ببرود) :أرى أنكِ قضيتِ وقتا ممتعا
-لونا(بحزن) :بلى...لكن شعرت أننا غرباء الآن...لقد انفصلنا لأكثر من شهر لذلك سنحتاج وقتا لنعتاد على وضعنا الحالي
-تاي(ببرود) :وستبقين عمياء
-لونا(بتجهم) :أنت! متى ستتوقف عن وصفي بهذه الكلمة؟
-تاي(ببرود) :أخبريني كيف كان يومك؟
-لونا(بحزن) :جيد...لقد تناولنا الغداء وتجولنا بسيارته قليلا...لقد كنت أبتسم طوال الوقت...لكنني حزينة
-تاي:لماذا؟
-لونا(بحزن) :حتى أبي الذي ظننت أنه الوحيد الذي يحبني في العائلة فقد تبين أنه ليس كذلك...لقد اشترك مع أمي في خطة لجعلي أُخرج كل ما معي من مال...لماذا لا يفهمون فحسب أن كل ما لدي أعطيه لهم!؟
-تاي:ولماذا لم تخبريني بذلك منذ الصباح؟
-لونا(بحزن) :لم أرد التحدث عن الموضوع...لقد ظننت أنني إن تجاهلت فحسب فسأنسى...لكنني لم أنسَ...أشعر بشيء مظلم متراكم في صدري
-تاي:لا أعلم كيف أواسيك فما تمرين به مؤلم حقا
-لونا(بحزن) :لست بحاجة لمواساتي...فقط حينما تستمع إلي أشعر أنني بخير
-تاي:هذا غريب...رغم أنكِ كنتِ مع حبيبك طوال اليوم لكنكِ لم تخبريه بالأمر...لكن بالمقابل تخبرين شخصا غير مهم في حياتك مثلي...هل تشعرين بالارتياح تجاهي؟

تمنعت في كلامه فشعرت بأنه على حق...علاقتها بالرجال غريبة فهي لا تتقرب من أي رجل عادة...حتى زملاؤها في العمل تعاملهم معاملة سطحية فحسب ولم تفكر ولو لمرة أن تصارحهم بمشاعرها ومشاكلها العائلية...والآن هي لا تملك عذرا لتقوله لتاي
-لونا(بتوتر) :ألا تريد مني مصارحتك بعد الآن؟
-تاي:لم أقل ذلك
-لونا(بتوتر) :ربما معك حق...علي مصارحة هايوون...في النهاية أنت مجرد صديقة
-تاي(بانزعاج) :كفي عن دعوتي بالصديقة
-لونا:أنت لن تكون شيئا بالنسبة لي غير صديقة لذا كن مرتاحا

ركل تاي الطاولة برجله ثم ذهب للمطبخ متظاهرا أنه سيشرب الماء
-لونا(بحدة) :لا تركل الطاولة مجددا فأنا من ستصلحها إن انكسرت

وصل يوم الدوام وذهبت لونا للعمل في الشركة مع تاي...بينما هي في مكتبها تحرر مقالا جديدا كان زملاؤها يتحدثون ويثرثرون...حان وقت الغداء وبقيت هي آخر من يغادر وقبل أن تنزل وصلتها رسالة من هايوون يقول فيها "لنتناول الغداء معا"

ابتسمت تلقائيا من الرسالة ثم ردت عليه "بالطبع" ثم نزلت عبر المصعد وهي تطير من الفرح

عندما وصلت للطابق الأرضي وجدت تاي ينتظرها عند الباب
-لونا:تايهيونغ...آسفة...سأتناول الغداء مع هايوون اليوم
-تاي(بانزعاج) :لكننا نتناول الطعام معا دائما...كما أنني لا أعرف أي شيء عن هذا الزمن وإن واجهت مشكلة فلن أستطيع حلها بمفردي
-لونا:عليك أن تجرب لتتعلم
-تاي(بانزعاج) :لماذا عليك تناول الطعام معه فعلاقتكما سرية؟
-لونا:هههههه لا أمانع...من يدري؟ ربما سيظهر علاقتنا للجميع قريبا
-تاي(بانزعاج) :أنتِ عمياء...وستظلين عمياء للأبد

غادر منزعجا ليتناول الطعام بمفرده وحاول محو لونا من رأسه نهائيا وبينما يسير مبتعدا بقيت تراقبه
-لونا(بحزن) :لا أعلم لما أشعر بالحزن عليه...لعله يشعر بالوحدة ولا يملك غيري...هل ألحق به؟

ترددت وكانت على وشك اللحاق به لكن رسالة أخرى وصلتها من هايوون مكتوب فيها "أنتظرك في المطعم الذي بالحي المجاور" حينها ابتسمت ونسيت أمره

ذهب تاي للمطعم وطلب الطعام وجلس يأكل بشراهة من شدة الغضب وبينما زميلا لونا جوي وهايين ماران بالجوار رأياه وجلسا معه
-جوي:طاب يومك تايهيونغ...كيف حالك؟
-تاي(ببرود) :بخير
-هايين:أين لونا؟
-تاي(ببرود) :لا أعلم ولا أهتم...فلتفعل ما تريده فأنا لا علاقة لي بها بعد الآن...لن أنصحها ولن أهتم لأمرها ومهما كانت المشكلة التي وقعت فيها فلن أساعدها

نظر هايين وجوي لبعضهما وانفجرا من الضحك
-جوي:ههههههه هذا لطيف...أول مرة تتشاجران
-تاي(ببرود) :لم نتشاجر...لكن الحق علي...لماذا أهتم لأمرها؟ أيًّا كانت حياتها فلا دخل لي لأنني لا أنتمي لهذا المكان وسأغادر قريبا وحينها ستتذكرني وتقول "ليتني استمعت لكلامه"
-هايين:على مهلك يا فتى هههههه...تبدو غاضبا حقا...من الطبيعي أن يتشاجر الحبيبان لذا اهدأ
-تاي(ببرود) :لسنا كما تقول...كان الموضوع مجرد تمثيلية فاشلة
-جوي:اوووه هكذا إذًا...شككت بالموضوع...أنتما حقا لا تبدوان كحبيبين فتصرفاتكما تجاه بعضكما باردة جدا
-هايين:هههههه ولكن ألستِ أنتِ من نشر الخبر يا آنسة جوي؟
-جوي:بلى...رأيتهما يمسكان يدي بعضهما لكن كل ما خطر على بالي أنهما حبيبان...تبين أنني على خطأ...لكن أخبرني هل هناك أصدقاء يمسكون يدي بعضهم؟
-هايين:أقترح أن لا نتدخل في خصوصياتهما فتايهيونغ يبدو غاضبا
-جوي:صحيح...لنأكل

تناولت لونا الطعام مع هايوون وفي المساء عادت للشركة وجلست في مكتبها...وبينما يمر بالجوار ويبادلها النظرات يبتسمان لبعضهما فرآهما هايين بالصدفة لذا راودته الشكوك حول علاقتهما

أخذ هايين إحدى المقالات التي كتبها وأعطاها للونا
-هايين:زميلتي...هلَّا ساعدتني في تصحيح الأخطاء الإملائية؟
-لونا:لدي عملي
-هايين:أعلم...لكن ما رأيك في شخص أعمى المشاعر؟
-لونا:ها؟!
-هايين:الشخص الذي لا يستطيع أن يرى أشخاصا يحبونه بصدق
-لونا:هذا ليس وقت الثرثرة فإن رآنا المدير هايوون سيوبخنا
-هايين:نحن بشر أغبياء...أحيانا نجد أشخاصا يحبوننا بصدق لكننا لا نراهم لأننا مشغولون بتفاهات أخرى...الفرص تضيع منا ضياع الغيوم في هبوب الرياح والجو دافئ ومشمس اليوم
-لونا(باستغراب) :ما الذي تقوله!؟
-هايين:أنا أحب فتاة ولكن أخرى تحبني فما رأيك؟ أيهما تستحقني أكثر؟ التي أحبها أم التي تحبني؟
-لونا(باستغراب) :منذ متى تسألني عن أمورك العاطفية؟ أم أنك تلمح لي أنني إحدى هاتين الفتاتين؟

لطم وجهه من شدة غبائها فمهما حاول معها فهي لا تفهم شيئا لذا قرر إخبارها مباشرة
-هايين:بصريح العبارة هناك شخص مهتم لأمرك ولكنكِ لا تعيرينه أي انتباه
-لونا:من؟!
-هايين:هذا ما عليكِ اكتشافه بنفسك
-لونا:هل يعقل أن تكون أنت؟
-هايين(بتجهم) :للمرة الثانية لا علاقة لي بالموضوع...الشخص الذي أقصده ليس أنا ومستحيل أن يكون أنا
-لونا(بخبث) :نيهاهاهاهاها...من الرائع استفزازك مثلما تستفزني
-هايين(بانزعاج) :خبيثة

أكملت عملها ولم يبقَ لها سوى انتظار وقت انتهاء الدوام...لكن قبل ذلك بخمس دقائق وردها اتصال من أمها فتجاهلته
-لونا(تفكر) :ولو لمرة واحدة سأجعلهم يفهمون أنني غاضبة وأستحق أن يقدروا مشاعري

تواصل رنين الهاتف لذا شعرت بالانزعاج منه ووضعته على الصامت لكن أمها لم تتوقف عن الاتصال
-لونا(تفكر) :يبدو الأمر طارئا

خرجت للرواق وفتحت الخط
-الأم(بخوف) :لونا...وأخيرا قمتِ بالرد...ما بالك؟ لماذا تفعلين بي ذلك؟
-لونا:لقد كنت أعمل
-الأم(بخوف) :تيمين يا لونا...لقد وقع في مشكلة...سيدخل ابني السجن
-لونا:ماذا؟! كيف ذلك؟!
-الأم(بخوف) :عليكِ المجيء فورا والتكلم مع رجال الشرطة ليخرجوه...افعلي شيئا...لا يمكن لابني أن يدخل السجن بهذه الطريقة
-لونا:اهدئي أمي...سآتي فورا

انتظرت لونا بفارغ الصبر حتى حان موعد المغادرة ثم أسرعت نحو البوابة الرئيسية...كان تاي ينتظرها فرآها مسرعة نحوه لكنها رمت له مفاتيح المنزل وركضت وهي تودعه
-لونا:أراك في المنزل...عد وانتظرني هناك
-تاي:ما الذي حصل؟

ما كادت تسمعه حتى ركبت السيارة وتوجهت نحو مركز الشرطة في القرية حيث يعيش والداها وبالفعل وجدتهما هناك
-لونا:ها قد أتيت
-الأم(بخوف) :لونا...اطلبي منهم إخراجه...أتوسل إليك
-الأب:نعم يا لونا كلميهم فهم لا يقتنعون بكلامنا

ذهبت لونا للشرطي ووقفت تسأله عن المشكلة
-لونا:عفوا...أنا من عائلة كيم تيمين ووالداي مذعوران ولا يستطيعان التكلم عن المشكلة لذا هلاَّ أخبرني حضرتك ما الذي جرى؟
-الشرطي:الشاب تيمين متهم بطعن الشابة "بارك إينو" بطعنة خنجر مما سبب لحياتها الخطر وهي في المستشفى الآن بين الحياة والموت
-لونا(بصدمة) :لا...مستحيل...ما الذي فعله هذا الأهوج!؟
-الشرطي:والداك مزعجان ويصران علي أن أطلق صراحه بينما لم يتم التحقيق في القضية بعد
-لونا:لا تهتم لهما...افعلوا ما عليكم وإن احتجتموني فاتصلوا بي...سأترك لكم رقمي فوالداي متحيزان لأخي ولن يساعداكما حتى لو كانا يعرفان شيئا...كيف ذلك وهما يحميانه منذ طفولته
-الشرطي:نعم...هذا مريح لنا ولكم...اكتبي رقمك هنا لو سمحتِ

قامت بمساعدة الشرطة وذهبت عند والديها المنهارين اللذين يجلسان في قسم الانتظار
-لونا:تيمين لن يخرج الآن...عليهم التحقيق معه
-الأم(بحدة) :ما الذي تعنينه؟! لماذا أحضرتك إذا كان مجيئك بلا فائدة؟ قلت لكِ أخرجيه فورا فهو بريء
-لونا:لا أستطيع
-الأم(بحدة) :بل تستطيعين ولكنكِ لا تريدين...أخوكِ هناك خلف القضبان لكنكِ سعيدة لأنكِ تخلصتِ منه...إن لم يخرج تيمين من السجن فسأتبرأ منكِ

ملأ صراخها المكان فسمعه كل رجال الشرطة والحضور الذين أتوا لحل مشاكلهم...وطبعا هذا شكل إحراجا أكبر لها كونها تتم معاملتها بقسوة أمام العيان
-الأم(بحدة) :لماذا تحدقين بي؟ أخرجي تيمين من هناك...أسرعي...ادفعي لهم مبلغ تعويض وسيحل الأمر

ذهبت لونا عند الشرطي الواقف عند طاولة الخدمات ووالداها خلفها
-لونا:هل يمكنني دفع مبلغ تعويض مقابل إخراجه؟
-الشرطي:هذا مستحيل يا آنسة...إنها جريمة اعتداء بسلاح أبيض وليست قضية بسيطة كشجار مراهقين أو سرقة كيس مملحات من السوق
-لونا:ومتى سيتم إخراجه؟
-الشرطي:أخشى أنه إن ثبت في التحقيق أنه لا يملك سببا فسيدخل السجن من 4 إلى 6 سنوات...وإن ماتت الفتاة فسيسجن مؤبدا

بينما تستمع الأم لكلامه أطلقت شهقة عالية وأغمي عليها فأمسكها الأب...استدارت لونا خلفها ورأتها فشعرت بالحزن عليها
-لونا:وماذا لو تبين أن هناك خطأ؟
-الشرطي:علينا التحقيق أولا...الجاني لا يريد التكلم والمجني عليها في حالة حرجة في المستشفى ولا أحد غيرهما يعرف الحقيقة كاملة
-لونا:هل تفحصتم كاميرات المراقبة؟
-الشرطي:بلى...لكن لن تساعدنا بشيء لأنها فقط صورته وهو يضربها ويتبقى علينا معرفة الأسباب فلعله يملك سببا وجيها لفعلها
-لونا:أيمكنني التكلم معه لعلني أصل لشيء؟
-الشرطي:بلى...تفضلي...لكن أردت قول شيء قبل ذلك
-لونا:ما هو؟
-الشرطي(بهمس) :والداك متحيزان لأخيك أكثر لذا أشعر بالأسف عليك...حاولي التمرد عليهما فبقاؤك خاضعة هكذا طول الحياة لن يضر غيرك

شعرت بالأسف مما قاله الشرطي فحتى هو لاحظ معاناتها بعد أن بقي معها أقل من ربع ساعة...لهذا السبب تم تعيينه شرطيا فهو ذكي ويلاحظ الأمور بدقة وواقعية

دخلت لونا لقاعة التحقيق حيث كان تيمين جالسا على الكرسي مطأطئ الرأس ويداه مقيدتان...أما رجال الشرطة فانتظروا في الخارج لكنهم يملكون جهاز تنصت ليسمعوا ما يدور بينهما لعله يعترف بشيء يخدم القضية
-لونا:أخي
-تيمين:أهلا
-لونا:لماذا أوصلت نفسك لهذه الحال المزرية؟
-تيمين:أعجبني ذلك
-لونا:هففف مجنون...لماذا طعنتها؟
-تيمين:هكذا فحسب
-لونا:ألا تريد الاعتراف بالسبب الحقيقي؟
-تيمين:لا حاجة
-لونا:بل هناك حاجة...إن تمت إدانتك فستدخل السجن...الفتاة الآن في المستشفى وعلى حافة الموت وإن ماتت ستحصل على سجن مؤبد
-تيمين(بسخرية) :تشه...أتمنى أن تموت
-لونا:كفى...أخبرني لماذا طعنتها ومن تكون؟
-تيمين:إنها حبيبتي...ويحق لي طعنها لأنها ملكي...هل لديكِ اعتراض؟
-لونا:توقف عن التحدث كالمرضى النفسيين
-تيمين:أتوقع أن أمي تضغط عليكِ لإخراجي صحيح؟ وإلا لما كنتِ تبذلين كل هذا الجهد في استجوابي
-لونا:مخطئ...حتى ولو لم يكن لأمي علاقة فسآتي لرؤيتك
-تيمين:ههههه أنتِ مثيرة للشفقة...ستبقين منبوذة في العائلة والاهتمام يصب علي...أتوقع أنكِ في مشكلة مع أمي الآن
-لونا(بحدة) :تيمين! أنا أحاول مساعدتك
-تيمين:ساعدي نفسك...لن تصيري محبوبة في العائلة مهما فعلتِ...والآن اذهبي وتوسلي الشرطة لإخراجي وإلا ستغضب أمي

اكتفت من سماع كلامه فإن بقيت أكثر ستبكي لذا خرجت وتركته يبتسم بخبث


عدل سابقا من قبل بثينة علي في الإثنين يناير 22, 2024 10:45 pm عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1234
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة عَبْرَ الزَّمَن!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة عَبْرَ الزَّمَن!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة عَبْرَ الزَّمَن!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1السبت مارس 26, 2022 7:24 pm

رواية عبر الزمن : الفصل الحادي عشر



لم يتم اكتشاف أي شيء جديد في قضية تيمين لذا عادت لونا مع والديها لمنزلهما وجلسوا يرتاحون بسبب الوقوف طوال اليوم والضغوطات التي تعرضوا لها
-الأم(ببكاء) :ابني تيمين...لا أصدق...ابني سيتم رميه وراء القضبان...المسكين...ضاع شبابه سدى بسبب تكاسل أحدهم

كانت لونا كالبالون المنفوخ بالفعل بسبب كلام تيمين الجارح لها وبعد أن أضافت أمها هذا الكلام طفح بها الكيل
-لونا(بغضب) :هذا يكفي...أنا لم أطلب منه طعن تلك الفتاة...لماذا يتم إقحامي في مشاكله وأنا من أدفع ثمنها؟ إن كان قد ارتكب خطأً فليدفع ثمنه ولو لمرة في حياته
-الأم:عفوا عفوا!؟
-لونا(بغضب) :كما سمعتِ...الجميع حاقدون علي دون سبب رغم أنني أبذل جهدي لحل المشكلة...لأول مرة في حياتي سأقولها بصراحة دون خوف...أتمنى أن يتعفن تيمين في السجن لكي يراجع نفسه ويعود لطبيعته الإنسانية لأنه بصريح العبارة حيوان
-الأم(بصدمة) :هاااا

غضبت الأم بشدة وقامت بدفع لونا خارج المنزل وأغلقت الباب
-الأم(بصراخ) :إن لم يخرج تيمين من السجن فاعتبري نفسك خارج هذه العائلة

تنهدت لونا بقلة حيلة ثم توجهت نحو سيارتها وعادت لسيؤول...كانت طوال الطريق تبكي وتلطم وتضرب المقود بقوة لدرجة أنها كادت تتسبب في مشاكل مرورية

عندما وصلت للمنزل وجدت تاي ما يزال مستيقظا ينتظرها رغم أن الوقت متأخر
-تاي:تأخرتِ أكثر من المعتاد هذه المرة
-لونا(بحشرجة) :هل كنت تنتظرني؟
-تاي:لم أستطع أن أخلد للنوم بينما أنتِ وحدك في الخارج...لكن لماذا عيناك محمرتان؟
-لونا(بحشرجة) :هل تناولت الطعام؟
-تاي:لا...لكنني اشتريته بالفعل من الخارج وبقيت انتظر قدومك لنأكل معًا...لا تطبخي فقد طبختِ لي مرات عدة ولا أريد إتعابك
-لونا(بحشرجة) :ممتاز...أشعر بالحزن ولن يساعدني في الخروج منه سوى ملأ بطني

أخرج الطعام من الأكياس والذي هو عبارة عن كولا وسلطة دجاج وبطاطس وهمبرغر ولحم بقر مشوي متبل ووضعه أمامها فجلست على الطاولة وهو مقابل لها وبدأت تأكل بسرعة وشراهة حتى صارت تشعر بالتخمة والغثيان...بالمقابل لها كان تاي أيضا يأكل بهدوء وشعر بسعادتها أثناء أكل الطعام لذا ابتسم لها
-تاي:أول مرة أرى شخصا يحب الأكل مثلك
-لونا:هههههههه صحيح...أنهِ طعامك واخلد للنوم...بالنسبة لي لا أعتقد أنني سأنام طوال الليل
-تاي:لا أريد...أريد أن أبقى مستيقظا معك لأؤنسك
-لونا:فعلا...أحتاج لكل أُنس العالم...كيف لا وأنا أملك أسوأ عائلة
-تاي:الأمر بشأن عائلتك مجددا!؟
-لونا:ومن غيرهم يقلب حياتي رأسا على عقب؟ أتمنى أن أرتاح منهم فقط ليوم واحد
-تاي:ماذا فعلوا هذه المرة؟
-لونا:أخي طعن فتاةً بالسكين وعندما دخل السجن طلبت مني والدتي أن أخرجه غصبا عن الجميع...من تظنني حتى أفعل ذلك؟ لست رئيسة كوريا ولا منصب هام لدي...أنا مجرد نكرة
-تاي:أهلك غريبوا أطوار...لو كنت مكانكِ لما عرفت كيف أتصرف معهم

فجأة صارت دموعها تنزل وصارت تضرب الطاولة برأسها مرات متوالية
-لونا(ببكاء) :أنا أكره نفسي...وأكره عالمي...وعائلتي...والمال...والروابط الدموية...وكل شيء في هذه الحياة...لماذا لم أترعرع يتيمة في الميتم؟ ألن يكون ذلك أفضل لي ولتلك العائلة الطماعة؟

نهض تاي بسرعة وجلس بجانبها وأمسك يدها ليخفف عنها
-تاي:لا تبكي أرجوكِ...لا أريد رؤية دموعك فهي أغلى علي من الماس
-لونا(ببكاء) :ليتني أموت...ليتني أرتاح من هذا العالم
-تاي:يا لطيف! لا تقولي ذلك...ما الذي سأفعله إن أصابك مكروه؟ أنا تقريبا لا أتخيل كيف سيمر يومي دون أن أرى ابتسامتك وأسمع صوتك

رفع رأسها وقربه نحوه بحيث تتقابل وجوههما ثم مسح دموعها بأطراف أصابعه
-تاي:لا تبكي...لا أريد أن أبكي أنا أيضا
-لونا(بحشرجة) :أوووه هذا لطيف
-تاي:لا تظني أنكِ وحيدة...أنا هنا بجانبك...بالرغم من أنكِ لا ترينني أكثر من مجرد صديقة لكنني...

انفجرت من الضحك فجأة ووضعت يدها على شفتيها
-لونا:ههههههه الأمر مضحك حين تقول أنك صديقتي
-تاي:إذًا لا تكوني صديقتي بعد الآن...كوني أكثر من ذلك...كوني...

اقترب منها شيئا فشيئا وهو ينظر لشفتيها...ورغم أنها تعرف ما سيحصل لكنها لم تملك الوقت الكافي للتفكير في الهروب...فجأة وضعت يدها على فمها بعد أن راودتها نوبة من الغثيان ثم ركضت نحو الحمام لتتقيأ

بعد أن غادرت شعر تاي بالحزن فقد كانت تلك فرصته الوحيدة ليتقرب منها لكنها ضاعت بلمح البصر...ربما ليس مقدرا لهما أن يكونا معا...من يدري!

استيقظا في الصباح الباكر وتجهزا للذهاب للعمل ويبدو أن كلاهما قد تجاهل ما حصل بالأمس واعتبره مجرد آثار للحزن والنعاس

بينما لونا تتناول فطورها وصلها اتصال من هايوون لذا ابتسمت بخجل وردت عليه أمام تاي
-لونا:صباح الخير
-هايوون:حبيبتي...هل سنلتقي اليوم؟
-لونا:أين؟
-هايوون:في منزلك...أريد أن نتعشى معًا
-لونا(بتوتر) :ممممم أود ذلك
-هايوون:أراكِ الليلة إذًا
-لونا:إلى اللقاء

كان تاي يمضغ الطعام بانزعاج ثم نهض وتوجه ناحية الباب
-لونا:انتظر...مازلت لم أنتهِ من فطوري
-تاي(بانزعاج) :سأستقل الحافلة
-لونا:لماذا!؟

خرج بسرعة متجاهلا سؤالها لذا شعرت بالاستغراب من تصرفه
-لونا(تفكر) :غريب...لماذا يتصرف هكذا دائما عندما يكون الأمر له علاقة بهايوون؟ هل يعقل...؟

تذكرت كلام زميلها في العمل "هايين" حين أخبرها أن هناك شخصا معجبا بها ولم يكشف هويته...إضافة لما حصل ليلة أمس فاللحظات العاطفية تكشف ما في القلوب دون أن يدرك صاحبها
-لونا(تفكر) :ربما أنا السبب في ذلك لأنني عاملته معاملة مثيرة للريبة...ربما كان علي ترك الحدود بيننا

ذهبت للعمل وقامت بتجهيز الصفحة التي تعمل عليها إلى أن لاحظت هايوون يمر بجوارها فابتسمت له...لكن تذكرت أن علاقتهما سرية لذا أنزلت رأسها وصمتت فحسب

بينما تعمل وردها اتصال من قسم الشرطة لذا خرجت للرواق
-لونا:نعم؟
-الشرطي:لقد خرجت "بارك إينو" من العناية المشددة لكن حالها غير مستقرة لذا سنؤجل التحقيق معها
-لونا:جيد...ماذا عن أخي؟
-الشرطي:لا يود إخبارنا بالحقيقة وهذا يعني أنه يتعمد طمس القضية
-لونا:كم هو عنيد!
-الشرطي:هل تعرفين "بارك إينو"؟
-لونا:لم أسمع بها من قبل ولم يذكر لا هو ولا والداي اسمها أمامي...لكن كما سمعتم يوم التحقيق فقد قال أنها حبيبته
-الشرطي:ألم يعرفكم عليها من قبل أو يخبركم أنه يواعد؟
-لونا:تذكرت...قال أنه سيتزوج قبل فترة ومنذ ذلك الحين لم أسمعه يتحدث عن الأمر لذا لا يمكنني التأكيد إن كانت هي أم لا
-الشرطي:يبدو أن القضية ستطول أكثر...بدل ذلك لِمَ لا أعطيك رقمي الشخصي ونتكلم بينما نتناول العشاء
-لونا(بتوتر) :سيدي الشرطي...أنا مرتبطة
-الشرطي:أوووه أعتذر...شكرا على صراحتك
-لونا(بتوتر) :لا بأس...ستجد فتاة تخرج معك للعشاء فلا تفقد الأمل
-الشرطي:آمل ذلك
-لونا(بتوتر) :سأغلق الآن...طاب يومك

تنهدت بعد أن أغلقت الخط فقد أحست بالإحراج وسخونة الجو خاصة أنها تكره رفض أحد يطلب مواعدتها
-لونا(تفكر) :ستجد فتاةً تخرج معك للعشاء!؟ لماذا قلت هذه الجملة السخيفة!؟ ما أغباني!

بعد انتهاء الدوام خرجت للبوابة الرئيسية فوجدت تاي ينتظرها ليعودا للبيت معًا
-لونا(بتوتر) :تايهيونغ...أيمكنك عدم النوم في البيت اليوم؟
-تاي:لماذا؟
-لونا(بتوتر) :فقط لأنني طلبت ذلك
-تاي:تشه...أعرف أنك تريدين قضاء الوقت مع هايوون...لكن لا تنسي أنه منزلي الآن فأنا من دفعت الإيجار
-لونا(بتوتر) :لم أقل عكس ذلك...هذا فقط من باب احترام خصوصيتنا
-تاي:ههههههههههههه قالت احترام قالت...لا تظني أن من الاحترام تركك وحدك في منزل فارغ مع رجل آخر لا أعرف ما الذي يخطط له
-لونا:هايوون ليس منحرفا
-تاي:أعتذر...يبدو أنني انفعلت زيادة عن اللزوم

رغم كل شيء لم يستطع أن يشرح لها أن حبيبها مجرد مخادع وبدل ذلك فضل البقاء معها وإفساد موعدهما
-لونا:أعلم كم تغار منه...لكن لا تتصرف هكذا فأنت شاب ناضج
-تاي:لا علاقة لنضوجي بما أفعله...لن أغادر المنزل اليوم ولو قمتِ بشتمي

توجه نحو موقف السيارات وكان على وشك الصعود لسيارة لونا لكن هذه الأخيرة شدته من ذراعه مانعة إياه من الصعود ثم أشارت بوجهه مهددة
-لونا(بحدة) :على فكرة هذا يكفي...ألا تفهم؟ أريد قضاء الوقت مع حبيبي وأنت تتدخل بيننا
-تاي:سأتدخل...هذا أقل ما يمكنني فعله لأجلك
-لونا(بحدة) :لا تفعل أي شيء لأجلي...ابقَ بعيدا عن حياتي فحسب فقد بدأت تخربها أكثر مما كانت مخربة
-تاي(بحدة) :لماذا لا تفهمين أنني قلق عليك؟ وأنتِ بالمقابل تنقلبين علي
-لونا(بحدة) :لا أريد إحباطك لكن قلقك غير مبرر...أعلم أي نوع من المشاعر تكن لي وأنا ممتنة لك...لكنني لا أريدها إن كانت ستجعلك تتصرف معي هكذا
-تاي(ببرود) :يالها من طريقة لترفضيني بها! شكرا على كل حال...سأسألك أمرا...إن خيرتك بيني وبينه فمن تختارين؟

ترددت في الإجابة لكنها في الأخير أنزلت رأسها وعبست
-تاي(ببرود) :هكذا إذًا...قد تضحين بصداقتي لأجله...يالكِ من عمياء...عمياء حقا...استمتعي معه...لن أعود للمنزل اليوم
-لونا:إلى أين ستذهب؟
-تاي(ببرود) :لا أعتقد أنكِ تهتمين

غضب وغادر مسرعا بينما لونا تراقبه
-لونا(تفكر) :لم أرد أن أجرح مشاعره فلماذا انتهى بنا الحال هكذا؟

عادت للمنزل وقامت بتنظيفه وإخفاء أغراض تاي في صندوق ووضعته في خزانة تحت المغسلة في الحمام...بعد فترة وصل هايوون لمنزلها فاستقبلته بحضن وقبلات ثم جلسا معا
-هايوون:ماذا ستطبخين لي اليوم؟
-لونا:ههههههه إنها مفاجأة
-هايوون:متشوق لتذوق طبخك

توجه للحمام وقام بغسل يديه لكنه لم يعثر على الصابون لذا فتح خزانة المغسلة...كانت أغراض تاي موجودة هناك في صندوق أما عطره وفرشات أسنانه فكانت موضوعة مباشرة بحيث يمكن للجميع رؤيتها
-هايوون(يفكر) :عطر رجولي! وفرشاة أسنان أخرى!؟

سمع صوت لونا تنادي عليه لذا أغلق الخزانة بسرعة وذهب إليها
-لونا:هل تحب الطعام الحار؟
-هايوون:ليس كثيرا
-لونا:لن أضع الكثير إذًا
-هايوون:لونا...هل عائلتك تعيش معك؟
-لونا(بتوتر) :أبدا...هل تريد مقابلتهم؟
-هايوون:لا...إذًا تعيشين وحدك؟
-لونا(بتوتر) :طبعا...لماذا هذا السؤال؟ تعرف جيدا أنني أعيش وحدي وأتيت لمنزلي عدة مرات من قبل
-هايوون:نعم...فقط أردت التأكد

شعرت بالقلق من سؤاله لذا بقيت غير مرتاحة طوال فترة بقائهما معا...في المقابل كان تاي يتجول في الشوارع ويراجع نفسه ومن حين لآخر يتخيل هايوون وهو يستغل لونا خاصة أنها تحبه ولا ترفض له طلب...فجأة توقف عن السير وضرب رجله بالأرض
-تاي:علي التصرف

ركض بأقصى سرعة لديه وذهب للمنزل...ورغم معرفته بأنه قد يخسر صداقتها للأبد لكنه فضل إنقاذها

رن جرس الباب مرات متوالية بدون توقف حتى فتح له هايوون الباب فدخل مباشرة
-هايوون:ألست عامل النظافة من شركتي؟
-تاي(بحدة) :ربما قد تحتاج تنظيفا لأخلاقك هايوون...أين الآنسة لونا؟

كانت لونا تطبخ وحين سمعت صوت تاي خرجت ركضا
-لونا(بصدمة) :أنت! ماذا تفعل هنا؟ عد لبيتك حالا
-تاي(بصراخ) :أنا لن أعود...آنسة لونا...لقد أتيت لأجلك...لا يمكنني تركك تضيعين من بين يداي بعد الآن...أنا أحبك

فجأة أصبح الجو مشحونا في ذلك المنزل وصدمت لونا مما سمعته لدرجة أنها كادت أن تضرب تاي...أما هايوون فقد وقف يشاهد فحسب ولم يبدِ أي ردة فعل
-لونا(بتوتر) :تايهيونغ...لا أعرف ما الذي تتحدث عنه! غادر فورا
-تاي(بصراخ) :لقد أخبرتك...أريد أن أكون الشخص الذي تعيشين معه ما تبقى من حياتك...لن أقبل بالرفض ولن أغادر إلا إن وافقتِ
-لونا(بتوتر) :أقدر لك مشاعرك لكنني مرتبطة
-تاي(بصراخ) :أيًّا كان من سبقني إليك فسأقضي عليه وأفوز بقلبك

فاجأها بعناق دافئ بكلتا ذراعيه ولم تستطع قول شيء له سوى أنها بقيت متسمرة مكانها من الدهشة
-هايوون:ههههههه هذا مؤثر...لونا...أنتِ تملكين شخصا يحبكِ بجنون

أبعدت لونا تاي عنها ونظرت لهايوون الذي بدا غير مكترث لها البتة
-لونا(بتوتر) :هو لا يحبني...إنه يكذب
-هايوون:لا داعي...أستطيع أن أتحرى الصدق في عينيه...هنيئا لكما...اهتما ببعضكما

أمسك يد لونا ويد تاي ووضعهما على بعضهما ثم ابتسم وتوجه ناحية الباب ليغادر
-لونا(بصراخ) :هايوون! لماذا تقول ذلك؟ أنا حبيبتك أنت
-هايوون:لا عليكِ...حين تجدين شخصا يهتم لأمركِ فلا تفرطي فيه
-لونا(بصدمة) :هايوون!

خرج وأغلق الباب خلفه فعمت على المنزل دقيقة صمت مرعبة...كان تاي يتصبب عرقا من شدة الإحراج الذي تعرض له فهذه أول مرة يتصرف بهذه الجرأة تجاهها...أما هي فأنزلت رأسها ودون وعي سالت دموعها فاستدارت نحوه
-لونا(ببكاء) :ما الذي فعلته؟ هل أنت مدرك للكارثة التي تسببت بها؟
-تاي:آسف...كان علي ذلك
-لونا(ببكاء) :أنت وغد وحقير
-تاي:لو كنتِ ترين الصواب لعرفتِ أن ما فعلته لمصلحتك
-لونا(ببكاء) :عن أي صواب تتكلم؟ لقد تركني حبيبي بطريقة مثيرة للشفقة
-تاي:هذا لأنه لا يحبك...لو كان كذلك لقام بلكمي...ألن تتوقفي عن التغابي وتري الواقع بعقلك لا بقلبك؟

استفزها كلامه بشدة لذا تقدمت منه وقامت بضربه على صدره بعنف عدة مرات متوالية وهي تبكي لكن رغم شعوره بالألم لم يرد عليها ولم يقل أي شيء...انتهى بها الحال جاثية على الأرض تبكي وتصرخ ولم يكن بيدها شيء سوى إلقاء اللوم على تاي

في صباح اليوم التالي استيقظت لونا ووجهها مقلوب تماما مما حصل بالأمس...حاول تاي الكلام معها وسؤالها عن الفطور لكنها تجاهلته وخرجت...استمر الحال هكذا بهما فلم يتكلما ولم يذهبا للعمل معا وأيضا لم يأكلا معا...نفس الشيء بالنسبة لهايوون فقد تناسى ما حصل وصار يعاملهما كمجرد غرباء

في أحد الأيام بينما لونا تعمل وردها اتصال من نفس الشرطي الذي يحقق معها في قضية أخيها
-الشرطي:لقد عرفنا القصة الحقيقية وراء الطعنة...يبدو أن أخاك والآنسة "إينو" يتواعدان منذ فترة وكان سيتقدم لخطبتها لكنها رفضته كونه لا يملك لا منزلا ولا وظيفة ولا رأس مال لذا انفصلت عنه
-لونا:لا ألومها...أكمل
-الشرطي:بعدها بشهر يبدو أن الآنسة إينو دخلت في علاقة غرامية جديدة وأخوك لم يتحمل الأمر فطلب منها أن يلتقيا وقام بطعنها أمام الناس في الحديقة
-لونا:هل هو مختل؟! هل يجب أن يحصل على ما يريد غصبا؟ بدل ذلك كان عليه تحسين حياته وستركض هي خلفه...لا أستغرب ما فعله فوالداي علماه أنه سيحصل على أي شيء يريده غصبا عن الجميع
-الشرطي:احم احم
-لونا:آسفة...أعلم أنها أمور عائلية...هل الآنسة بخير؟
-الشرطي:بلى...لقد خرجت من المستشفى أمس وهي تتعافى الآن في منزلها...أتوقع أن محاكمة أخيك ستكون بعد أسبوعين
-لونا:أشكرك...هل يمكنني المساعدة بشيء؟
-الشرطي:تعاونتِ معنا بما يكفي...سنتصل بكِ إن احتجنا أي شيء
-لونا:حسنا
-الشرطي:وأيضا...إن قررتِ الانفصال عن حبيبك فطلبي ما يزال فعالا
-لونا(بتوتر) :آه...فهمت

أغلقت الخط وفركت رأسها بتوتر
-لونا(تفكر) :إنه لطيف...وأنا الآن لم أعد مرتبطة...ربما أفكر بأمره لاحقا...من يدري لعل موضة هايوون ماتت وحان وقت التجديد

لم تكمل كلامها حتى مر هايوون بجانبها فتحركت مشاعرها مجددا وأحنت رأسها
-لونا(بإحباط) :لم تمت

مر الوقت سريعا ووصل اليوم الذي ستتم فيه محاكمة تيمين...كان الوضع متوترا في قاعة المحكمة والنقاش حازما بين القاضي والمحاميين...لكن في النهاية لم ينجحوا في الوصول للتفاهم وتم إعلان نهاية المحاكمة بدخول تيمين السجن لأربع سنوات إضافة لإلزام أهله بدفع غرامة مالية تكفي لعلاج الآنسة "إينو" والذي كانت تكلفته غالية

انتهت المحاكمة وخرج الجميع فذهبت لونا للجلوس في باحة المحكمة مع والديها وكانت الأم منهارة تماما
-الأم(ببكاء) :ابني المسكين...لقد ضاع شبابه...لن يأكل طعامي لأربع سنوات ولن ينام معي في نفس المنزل...ابني الغالي...كل هذا بسببك يا لونا...لماذا لم تحضري محاميا جيدا؟ أنتِ جاهلة...كل هذا بسببك
-لونا(ببرود) :أمي...حان وقت ليتعلم تيمين دفع ثمن أخطائه
-الأم(ببكاء) :ابني في السجن وأنتِ تتكلمين عنه هكذا! يالكِ من ابنة عاقة
-لونا(ببرود) :لطالما اعتبرتني كذلك حتى ولو كنت بارة

بينما هم جالسون تقدم منهم أخ الآنسة "إينو" المدعو "بين"
-بين:أنتم...لدينا حساب لنصفيه

أعطاهم مجموعة من الفواتير والمبالغ المكتوبة عليها خيالية
-بين:هذه فواتير المستشفى لعلاج أختي...عليكم فعل شيء بشأنها
-الأب:لونا ستدفعهم
-لونا:أبي! من أين سآتي بكل هذا المال؟
-الأب:تدبري أمرك فلديكِ وظيفة
-بين(بحدة) :لديكم أسبوع واحد لدفع الفواتير وإلا سنجعلكم تدفعون الثمن...أختي كادت تموت بسبب ابنكم الحقير ولحسن حظه أنه في السجن وإلا قتلته...بدل ذلك تحملوا مسؤولية تربيتكم السيئة

بعد أن غادر نظر كلا الوالدين للونا
-الأم:لونا...عليكِ دفع مبلغ الفواتير
-لونا(ببرود) :آسفة...هذه المرة لن أنفذ طلبكما
-الأم(بصدمة) :من سيدفعه إذًا!؟
-لونا(ببرود) :فليدفعه تيمين...أليس مركز حياتكما؟
-الأب:لكنه في السجن
-لونا(ببرود) :سيخرج يوما ويدفعه
-الأم(بحدة) :كيف يعقل أن الوقاحة وصلت بكِ لهذه الدرجة؟ سمعتِ ما قالوه...لدينا أسبوع واحد
-لونا(ببرود) :تدبرا أمركما...لا أملك المال...ولا قدرة لي لبيع سيارتي وأغراضي لأجل شخص تقدسانه أكثر مني
-الأم(بحدة) :أنتِ مغضوب عليكِ للأبد
-لونا(ببرود) :اغضبا إن أردتما...لن أغير قراري ولن أصرف دولارا واحدا على هذه الفواتير



عدل سابقا من قبل بثينة علي في الإثنين يناير 22, 2024 10:46 pm عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1234
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة عَبْرَ الزَّمَن!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة عَبْرَ الزَّمَن!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة عَبْرَ الزَّمَن!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1السبت مارس 26, 2022 10:46 pm

رواية عبر الزمن : الفصل الثاني عشر



عادت لونا للمنزل متعبة بعد نقاش صعب مع والديها وبمجرد أن وصلت ذهبت للثلاجة وأخرجت كوب عصير لتشربه...كان تاي في الحمام وعندما خرج ورآها نظر لها وابتسم لكنها تجاهلته

جلست على الأريكة وشغلت التلفاز وتلك التعابير الغريبة الفارغة ما تزال تملأ وجهها...لم يرد تركها غاضبة منه لذلك جلس بجانبها
-تاي(بتوتر) :آنسة لونا...أعلم أنني مخطئ فيما فعلته...لكنني جاد في رغبتي بمصالحتك
-لونا(ببرود) :لا يهم...مع الوقت أصبحت أشعر أن ما عندي من مشاكل عائلية يكفيني لذا لا أريد أن أحقد على أحد
-تاي:أيعني ذلك أنكِ سامحتني؟
-لونا(ببرود) :سامحتك ولم أسامحك في نفس الوقت
-تاي:أوووه هيا...لم أقصد أي...

كان سيضع يده على كتفها ولكنها أصبحت شفافة واخترقتها
-تاي(بصدمة) :يدي...إنها تختفي
-لونا(بصدمة) :ما الذي يجري!؟

اختفت يده وعادت بطريقة غريبة مما أدهش كليهما وبعد فترة توقفت عن الاختفاء وأمسكها بيده الأخرى
-تاي(بصدمة) :هذا غريب! ما الذي يجري!؟
-لونا:هل حصل معك هذا من قبل؟
-تاي:أبدا...ربما حان الوقت لأعود لجوسون

صمتت لونا فجأة وعبست بوجهها
-تاي:لو لم أكن أعرفك لقلت أنكِ حزينة على فراقي
-لونا(ببرود) :أنت مزعج وقد سببت لي الكثير من المشاكل منذ مجيئك وبسببك انفصلت عن حبيبي...ولكن...مجرد التفكير في أنني سأتجول في البيت والشركة يوميا دون أن أراك...

فجأة صمتت وغطت وجهها بيديها من شدة الحزن
-تاي(بابتسامة) :لا تبكي...أنا أيضا سأفتقدك وأفتقد صراخك وضرباتك المؤلمة ولكنني أعدك أن لا أنساك
-لونا(بحزن) :ليس علي أن أكون عاطفية هكذا
-تاي(بخجل) :لونا
-لونا(بحزن) :اممم
-تاي(بخجل) :لو أنني كنت..من هذا الزمن...لطلبت مواعدتك...دون أدنى شك...لكن للأسف...نحن من زمنين مختلفين...لكن...هذا لا يغير حقيقة...أنني أ ح ب ك

كان يتكلم بهدوء وحشرجة كما لو أنه سيختنق...كان من الصعب عليه قول ما قاله ولكنه مضطر لأن هذه الكلمات الصريحة قد تكون آخر ما يُسمعها إياه

رغم أنها لم تقل شيئا لكنها شعرت بشعور غريب يعتري كل جسدها...لقد كان موقفا رومنسيا جدا منه أن يكلمها هكذا
-لونا(بابتسامة) :شكرا لك...على كل شيء

في تلك الليلة ذهبت لونا لغرفتها وفتحت حاسوبها على موقع غوغل لتبحث عن أي شيء متعلق بالسفر عبر الزمن ومما قرأته استنتجت أن ما حصل لتاي لم يكن بسبب عودته لجوسون بل هو فعليا على وشك أن يختفي من الوجود فالشيء الذي لا ماضي له لا مستقبل له...لكن من جهة أخرى تمنت أن يكون ذلك غير صحيح وقررت عدم إخباره بالموضوع حتى تتأكد منه

مرت الأيام وكانت الأوضاع تقريبا مستقرة لكن بالنسبة للونا فأوضاعها الداخلية ليست كذلك...مؤخرا صارت تفكر بطريقة غريبة تجاه تاي لكنها في نفس الوقت تحب هايوون وتود العودة إليه

بينما تعمل كانت شاردة الذهن وتنظر للنافذة باستمرار فوقف زميلها هايين خلفها ونغزها حتى انتفضت من الخوف
-لونا(بصراخ) :لقد أرعبتني
-هايين:ههههههه هذا ما أردت فعله حقا...ما الذي يشغلك؟
-لونا:لا شيء
-هايين:إن كانت مشكلة عاطفية فسأحلها لك...ربما لم أخبرك لكنني واعدت الكثير من الفتيات ويمكنني نصحك
-لونا:ليس كذلك
-هايين:أعرف أنكِ كتومة...حين تودين الكلام معي فتعرفين أين تجدينني

أراد العودة لمكانه لكنها غيرت رأيها
-لونا:مهلا! الأمر لم يحصل لي بل حصل لصديقتي...إنها في حيرة من أمرها...كانت تواعد أحدهم وانفصلت عنه ومازالت تحبه وفي نفس الوقت لديها صديق وهي تشعر بالراحة معه وتتصرف بطبيعية...هل تفهمني؟
-هايين:فهمتك...هي إذًا محتارة بين رجلين ولا تعرف أيهما تواعد
-لونا:لا...هي فعليا لا تبحث عن المواعدة...فقط أرادت أن تفهم شعورها من وجهة نظرك
-هايين:لونا...استمعي لقلبك...وقلبك سيقول لكِ أن أكثر شخص يهتم لأمرك وترتاحين معه هو أفضل اختيار

أنهى كلامه بغمزة فشعرت بالخجل
-لونا(بخجل) :شكرا لك

لم يساعدها كلام هايين بشيء بل تركها أكثر حيرة من ذي قبل...إن كانت ترتاح حقا لتاي فهذا يعني أنه قدرها...لكنه ليس من ذلك الزمن وهذا ما يجعل الأمر أصعب...بينما هي غائصة في تفكيرها اتصل بها رقم غريب فخرجت للرواق
-لونا:ألو!
-بين:آنسة كيم...أنا بين أخو "بارك إينو"
-لونا:من أين حصلت على رقمي؟
-بين:أمك أعطتني إياه
-لونا:ما الذي تريده؟
-بين:لقد مر الأسبوع بالفعل...أين مالنا؟
-لونا:لم أقل أنني سأجلبه لكم
-بين:لكن والداكِ قالا أنكِ أنتِ من ستدفعين
-لونا:لا علاقة لي بهما
-بين(بحدة) :لا يهمني من يحضر المال بل أريده فورا وإلا سأدخلكم جميعا السجن وآخذه غصبا عنكم
-لونا:فلتفعل ما تريده...أدخل والداي السجن لعلهما يعيشان بسعادة مع ابنهما المدلل
-بين(بحدة) :أمورك العائلية لا تخصني...يبدو أن التهديد لن ينفع معك...سأتصرف بنفسي

أغلق الخط في وجهها ومن شدة غضبها اتصلت بأمها ولكنها لا ترد عليها مطلقا
-لونا(بغضب) :تريد توريطي مجددا...لن أدفع دولارا واحدا لأجل ذلك الوغد تيمين

حين انتهت من العمل توجهت نحو البوابة الرئيسية وهناك وجدت تاي ينتظرها
-لونا:لن أعود للمنزل...سأقوم بأعمال إضافية لعلني أكسب مكافأة...خذ المفتاح وعد
-تاي:حسنا

استقل تاي الحافلة وعاد للمنزل وعندما وصل وجد سيارة متوقفة أمامه وعند الباب يقف 6 رجال...ولأنه لم يتعرف عليهم ذهب إليهم ليسألهم
-تاي:عفوا...هل يمكنني مساعدتكم؟
-بين:هل تعرف لونا؟
-تاي:بلى
-بين:أين هي؟ لماذا لم تعد بعد؟

أدرك أن هؤلاء الرجال نيتهم خبيثة لذا حاول فهم المشكلة
-تاي:لا أعلم...أنا أيضا أنتظرها فنحن أصدقاء
-بين:إن كان معك رقمها فاتصل بها فورا
-تاي:لا...ليس معي...لكن ما الذي تريدونه منها؟
-بين:هذا لا يخصك
-تاي:حسنا...سأنتظرها هنا معكم

تمنى من أعماقه أن لا تعود لونا لذا بقي هناك ليراقب ما سيحدث ويصحح الأمور في حال حصل شيء ما

حل الظلام وركبت لونا سيارتها وأثناء الطريق كانت غير مرتاحة وتشعر أن هذا اليوم سيكون آخر يوم لها في الحياة...رغم ذلك الشعور السيء أكملت طريقها وعندما وصلت للمنزل ركنت سيارتها بجانب الطريق

كان تاي أول من رآها تركن سيارتها لذا ركض بأقصى سرعة نحوها وصعد معها السيارة وفي نفس اللحظة انتبه لها بين والرجال الذين معه وركضوا نحوها
-تاي(بصراخ) :بسرعة بسرعة...انطلقي...لا تنظري خلفك حتى
-لونا:ما الأمر؟ من هؤلاء!؟

نظرت لهم فرأت بين بينهم وفهمت الموضوع فشغلت السيارة وانطلقت بعيدا بأقصى سرعتها...لم يرد بين تركها تهرب منه لذا ركب السيارة مع الرجال وانطلقوا خلفهما

سلكت لونا طريقا فرعيا بعيدا عن المدينة وواصلت الدوس على السرعة القصوى لكن سيارة بين كانت أسرع منها ولحظة بلحظة صارت تقترب منهم
-تاي:إنهم يقتربون
-لونا(بصراخ) :أعلم
-تاي:أسرعي أكثر
-لونا(بصراخ) :لا أستطيع...قد أفقد التحكم بأي لحظة
-تاي:لا تصرخي فأنا اسمعك جيدا
-لونا(بصراخ) :لست أصرخ...هذه أعراض التوتر
-تاي:مهلا! عندي خطة...صفي السيارة على جانب الطريق
-لونا(بصراخ) :ماذا؟! نحن في مكان معزول
-تاي:هذه ستكون نقطة لصالحنا...سنختبئ في مكان ما في الغابة ولن يجدونا
-لونا(بصراخ) :فكرة ساذجة
-تاي:هل لديكِ حل آخر؟

لم تملك أي خيار لذا أوقفت السيارة بطريقة مفاجئة ونزلت تركض مع تاي في الغابة...وعندما رآهم بين وعصابته أوقفوا سيارتهم أيضا ونزلوا
-بين(بصراخ) :إن أمسكتموهما فأبرحوهما ضربا

ركض تاي مع لونا في الغابة وهما يمسكان بيدي بعضهما وقد كان الظلام حالكا ولم يستطيعا رؤية شيء لذا ركضا إلى وجهة مجهولة
-لونا:سأشغل ضوء هاتفي
-تاي:لا...سيقودهم الضوء إلينا

واصلا الركض ونفسهما يكاد ينقطع وبدون أن ينتبها وصلا لمنحدر فتعثرا وتدحرجا للأسفل ومن شدة قلق تاي قام بمعانقة لونا حتى لا تتألم وتلقى كل الضربات والكدمات عنها...وبينما هما يتدحرجان لأسفل فإذا بالقلادة التي يضعها في رقبته تضيء بوهج أبيض لكن لونا الوحيدة التي رأته لأن رأسها كان على رقبته

فجأة!

هدأت الأوضاع من حولهما وسقطا في أسفل الوادي وأغمي عليهما من شدة الخوف والكدمات التي تعرضا لها

فتحت لونا عينيها بعد أن أحست بضوء ساطع مسلط عليها فرأت نفسها مرمية في الوادي وتاي يعانقها بذراعيه وملابسه مغطاة ببقع من الدماء والكدمات واضحة على وجهه ويديه ورجليه
-لونا(بقلق) :تايهيونغ! استيقظ!

قامت بهزه بقوة ففتح عينيه ونظر إليها وفجأة قام من الأرض ولمسها من رأسها لقدميها
-تاي(بقلق) :أنتِ بخير؟ لم تصابي بأذى؟
-لونا:لا...أنت الذي تأذيت
-تاي:مجرد جروح بسيطة
-لونا:ترى هل غادر بين ومجموعته؟
-تاي:لن نعرف حتى نرى بأنفسنا

حاول الوقوف على قدميه لكن رجله آلمته من السقطة
-لونا:اتكئ على كتفي
-تاي:لكنكِ امرأة ضعيفة وأنا أكثر وزنا منك

انزعجت من كلامه فحملته على ظهرها وصدمته
-لونا:ما رأيك بهذه الضعيفة؟
-تاي(بتوتر) :احم احم...أفضل أن أتكئ على كتفك...أنزليني

تسلقا المنحدر وعادا من الطريق التي أتيا منها أمس لكن مهما سارا فلم يعثرا على السيارة والطريق الإسفلتي
-لونا:هل تهنا؟
-تاي:متأكد أننا أتينا من هذه الطريق
-لونا:لنكمل السير لعلنا نجد شيئا

واصلا السير إلى أن خرجا إلى قرية صغيرة والناس فيها يتجولون بملابس كالملابس التاريخية
-تاي(بصدمة) :جوسون!
-لونا:كفى تخيلا...لا بد أننا وصلنا لموقع تصوير أحد المسلسلات التاريخية...تعال لنطلب منهم المساعدة

تقدمت من أحدهم وعندما نظر إليها شعر بالخوف وتراجع
-الرجل(باستغراب) :من أنتِ؟! وما الذي ترتدينه!؟
-لونا:عفوا...نحن نحتاج مساعدة فقد فقدت سيارتي في مكان ما في الغابة
-الرجل(باستغراب) :ما الذي تتكلمين عنه؟! دعيني وشأني أيتها الغريبة

تجاهلها وغادر مسرعا وكان كل المارة من هناك ينظرون نحوها باستغراب هي وتاي فوقف في وسطهم
-لونا(بصراخ) :عفوا...هلاَّ قام أحدكم بمساعدتنا؟

رمقها الجميع بنظرة استغراب من رأسها لقدميها وكلما تقدمت منهم تراجعوا للخلف وتجاهلوها كما لو أنها وحش مخيف
-تاي:هذا الحي يبدو مألوفا قليلا...مهلا! ساعديني على المشي بذاك الاتجاه

ساعدته في السير وبعد فترة وصلا لسوق شعبي
-تاي:طبعا...هذا هو السوق الذي بعت فيه سلعتي آخر مرة ومذ ذاك الوقت سافرت بالزمن
-لونا(بصدمة) :أيعني هذا أنني فعلا في جوسون!؟ لاااااا كيف أعود لمنزلي الآن!؟
-تاي:لا تقلقي...سنجد طريقة

فجأة سمعا صوت الحراس الملكيين قادمين من الجهة الأخرى
-الحارس(بصراخ) :أيها البشريون ذو الملابس الغريبة...سلموا أنفسكم
-تاي(بصراخ) :اهربي

أمسك بيدها وركض رغم إصابة ساقه وفي طريقه رأى حصانا فصعد فوقه ومد يده للونا
-تاي:بسرعة...هيا

أعطته يدها وركبت معه الحصان ولأنها أول مرة لها تمسكت به بقوة من خصره...أما صاحب الحصان فعاد ورآهما ينطلقان به بعيدا
-صاحب الحصان(بصراخ) :حصاني...أيها اللصوص
-تاي(بصراخ) :أعدك أنني سأرده لك لاحقا

انطلق الحصان بهما بعيدا واستغرقت الرحلة ساعات وطوال الطريق كانت لونا تعانقه من الخلف وهي ميتة من الرعب...في النهاية وصلا لقرية صغيرة وتوقفا أمام أحد المنازل فدخلا بسرعة لكي لا يراهما أحد
-تاي(بصراخ) :أمي...لقد عدت

كانت والدته تعد الطعام وحين سمعت صوته رمت كل شيء من يدها وركضت نحوه
-والدة تاي(بصدمة) :تايهيونغ! بني! أنت على قيد الحياة!

تعانقا وصارا يبكيان فحرك ذلك مشاعر لونا حتى بكت معهما...لطالما تمنت شخصا يهتم لها ويفتقدها في حال اختفت

جلست لونا مع تاي على مائدة العشاء وأعدت لهما والدته أطباقا كثيرة ولذيذة بعد أن أعطتهما ملابس من ذلك العصر
-والدة تاي(بسعادة) :أوووه لا أصدق عيناي! لم أتوقع ولو ليوم من الأيام أن تعود إلي...الجميع ظنوا أنك مت ولكن أنا لم اتوقف عن التمني بأن تعود لي...الحمد لله أنه استجاب لدعائي
-تاي:لقد مررت بتجربة لن تصدقيها أبدا...

قاطعته لونا بنغزة على يده وحين نظر إليها قطبت حاجبيها دليلا على رفضها لفكرة إخبار والدته بأي شيء
-تاي(بتوتر) :امممم حسنا...لقد كنت تائها في قرية أخرى وهذا كل شيء
-والدة تاي:لا يهم...المهم أنك عدت لي يا روح أمك...لم تخبرني بعد من الآنسة؟
-تاي:هذه هي الآنسة لونا...بفضلها بقيت حيا هناك...لقد آوتني في منزلها وأطعمتني وساعدتني على إيجاد عمل لحين عودتي
-والدة تاي:أنا حقا ممتنة لك...شكرا جزيلا
-لونا:لا بأس يا عمة...فعلت ذلك عن طيب خاطر ولا حاجة لشكري
-تاي:الآنسة لونا ستبقى معنا لأيام حتى تعود لقريتها
-والدة تاي:طبعا...مرحب بها في كل وقت...وما قصة ملابسكم الغريبة؟
-لونا(بتوتر) :هههههه هذا ما نرتديه في قريتنا هناك...لا تخافي
-والدة تاي:لا تبدو كملابس جوسونية
-لونا(بتوتر) :معك حق نوعا ما

في تلك الليلة نامت لونا بجانب والدة تاي ولكن لم تستطع السفر لعالم الأحلام لأن موضوع سفرها عبر الزمن يقلقها...أخرجت هاتفها ونظرت إليه فوجدت أن الإشارة غير موجودة...هذا طبيعي فالهواتف وشبكات الاتصالات لم يتم اختراعها بعد في ذلك الزمن
-لونا(تفكر) :إن نفذ شحن هاتفي فلن أتمكن من شحنه مجددا فلا يوجد هنا كهرباء

بسبب قلقها خرجت من الغرفة وجلست عند الباب تشاهد القمر والنجوم...كان تاي أيضا يشعر بالأرق لذا خرج من الغرفة وجلس بجانبها
-تاي:أشعر بك...لقد مررت بهذه التجربة سابقا
-لونا(بحزن) :المكان هنا موحش...أشعر بالوحدة
-تاي:سأجد طريقة لإعادتك
-لونا(بحزن) :لا أظن ذلك
-تاي:حتى ولو لم تتمكني من العودة فأعدك أنني سأكون بجانبك...لقد اعتنيتِ بي لوقت طويل وسأفعل المثل
-لونا(بحزن) :ثلاث أشهر تقريبا
-تاي:انظري للجانب المشرق...لعلكِ ستعيشين هنا تجارب ممتعة وأوقاتا مرحة...وحينما تعودين لزمنك ستبقى لكِ ذكريات تجعلك تبتسمين تلقائيا
-لونا(بحزن) :هذا إن عدت
-تاي:الأمر يؤلمني...لكن علي مساعدتك للعودة
-لونا(بابتسامة) :أشكرك

سمعا صوت كلب ينبح فنادى عليه تاي ليقترب إليه
-تاي:يونتان...تعال...لقد افتقدتك عزيزي

للأسف لم يتعرف عليه الكلب وذلك لأنه غاب طويلا
-لونا:هل هذا كلبك؟
-تاي:بلى...أتحبين الكلاب؟
لونا:مممم لا
-تاي:ههههههه لكن يونتان لطيف وستحبينه
-لونا:لا...لا فائدة
-تاي:يونتان...تعال وسلم على لونا
-لونا(بتوتر) :لا...قلت لا

حمل الكلب بين ذراعيه وقربه منها فهربت ودخلت المنزل وانفجر عليها من الضحك
-تاي:ههههههههه هذا مسلٍ

في صباح اليوم التالي استيقظت لونا وأعدت لها والدة تاي الفطور ثم جلسا يتناولانه...كان تاي بالخارج يقوم ببعض الأعمال ثم عاد
-تاي:لقد عدت...ما الذي تفعلينه؟
-لونا:أتحدث مع والدتك...لديها خبرة كبيرة في مجال الخزف
-تاي:وتجيد أشغالا يدوية كثيرة أيضا
-لونا:عمتي...هل بإمكانكِ أن تريني؟
-والدة تاي:طبعا...تعالي

أخذتها لغرفة خاصة بالأغراض القديمة وأرتها الكثير من الأواني الفخارية والسلال الخشبية المصنوعة بإتقان
-لونا:واااو! أنا مصدومة! في حياتي لم أتوقع أن أحدهم يستطيع صنع هذه دون ماكينة
-والدة تاي:ماكينة!
-لونا(بتوتر) :هههه لا شيء...منذ متى تصنعين هذه الأشياء؟
-والدة تاي:منذ شبابي
-لونا:لهذا هي متقنة هكذا!
-والدة تاي:تعالي سأعلمك

جلستا بجانب البيت ووضعتا مجموعة من العيدان المتينة...بدأت والدة تاي أولا وربطت الأعواد ببعضها وشيئا فشيئا تضيف المزيد وتربطها وفي النهاية تحصلت على سلة عيدان جميلة وبسيطة
-لونا:مذهل! سأحاول فعلها

حاولت تقليدها لكنها بالكاد استطاعت ربط عودين ببعض...كان تاي يجلس بجانبهما ويراقبهما وبالكاد انتبه لأمر السلال لأن لونا أخذت كل تفكيره
-لونا(بحدة) :ما بال هذه العيدان السخيفة؟ لماذا لا ترضى أن تلتصق ببعضها؟
-والدة تاي:لأن طريقتكِ خطأ...هل أساعدك؟
-لونا:لا...يمكنني فعلها
-تاي:لا يهم...دعي هذه من يدك...سآخذك لمكان ما
-لونا:ليس قبل أن أكملها
-تاي:أكمليها حين نعود

سحبها من يدها وأخذها نحو الحصان وركب أولا ثم مد يده لها...كان ذلك مشهد رومنسيا آخر حرك قلبها فلم تستطع فعل شيء سوى إعطائه يدها والذهاب معه...سار بهما الحصان وهي تعانق تاي من الخلف بقوة وخائفة من أن تسقط...لكن في نفس الوقت شعرت بالسعادة لأنها تملك فرصة للبقاء قريبة منه

بعد فترة وصلا لمكان معزول يتدفق منه شلال وفي الأسفل منطقة عشبية مليئة بالأشجار والأزهار الجميلة...هذا المشهد أصابها بالدهشة فهو من أروع المناظر التي رأتها في حياتها
-تاي:ما رأيك؟
-لونا:ما أجمله!
-تاي:هذا مكاني السري...آتي إليه حين أكون حزينا وأعزف الناي
-لونا:أحقا لا أحد يعرف هذا المكان؟
-تاي:ليس تماما...لكنه أغلب الوقت فارغ
-لونا:أشعر براحة كبيرة...لا أتذكر آخر مرة خرجت فيها في جولة للطبيعة الخلابة

استلقت على العشب ورفعت نظرها للسماء الصافية المليئة بالغيوم الجميلة...أخرج تاي الناي من ملابسه ثم عزف عليه لحنا رومنسيا وجميلا مما جعلها تغمض عينيها وتتحسس الموسيقى بقلبها...كان رذاذ الشلال يتطاير عليهما وينتج عنه قوس قزح جميل يزين المكان...استمتعت لفترة ونسيت كل ضغوطاتها لكن فجأة تذكرت أنها عالقة في هذا الزمن فنهضت من العشب بسرعة
-تاي:ما الأمر؟
-لونا(بحزن) :ترى هل انتبه هايوون وعائلتي أنني تائهة؟
-تاي(بحزن) :طبعا...هذا كل ما يهمك...هايوون وعائلتك


عدل سابقا من قبل بثينة علي في الخميس يناير 25, 2024 7:13 pm عدل 1 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1234
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة عَبْرَ الزَّمَن!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة عَبْرَ الزَّمَن!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة عَبْرَ الزَّمَن!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1السبت مارس 26, 2022 11:30 pm

رواية عبر الزمن : الفصل الثالث عشر



جلست لونا عند الباب بجانب تاي أما والدته فكانت تنشر الغسيل على الحبل...فجأة جاءت آنسة جميلة وهي تركض ووقفت أمام تاي وبدا أنها ستبكي من شدة الفرح
-هايري(بحشرجة) :تايهيونغ! أنت حي!
-تاي:هايري!

نظرت لونا إليهما وشعرت أنهما سيعانقان بعضهما من شدة السعادة لذا شعرت بالاستياء
-هايري(بسعادة) :تايهيوووونغ! أنا مسرورة...ظننت أنني لن أراك مجددا...لكن حين التقيت والدتك اليوم في السوق وأخبرتني أنك حي شعرت بالسعادة
-تاي:أنا أيضا مسرور...كيف حالك وما أخبارك؟
-هايري:هههههه قبل اليوم كانت سيئة...لكن الآن أنا في أفضل حال
-تاي:يسرني ذلك
-هايري:سمعت من والدتك كل القصة...لا بد أنك مررت بظروف صعبة بعيدا عن قريتك
-تاي:أصعب مما تتخيلين
-هايري:ومن ساعدك للعودة؟
-تاي(بتوتر) :لا أعلم...حقا لا أعلم
-هايري:لا تعلم! كيف!؟
-تاي(بتوتر) :لا أعرف كيف أشرح لكِ الأمر

نظرت كل من هايري ولونا لبعضهما ويبدو أن أيا منهما لا تطيق الأخرى
-هايري:أهلا...من تكون حضرتك؟
-لونا:أنا كيم لونا
-هايري:وأنا لي هايري...ابنة خالة تايهيونغ
-تاي:الآنسة لونا ساعدتني كثيرا في فترة ضياعي لذا أنا مدين لها
-هايري:لأي سبب ساعدتك؟
-تاي:بلا سبب
-هايري:لا يمكنني تصديق ذلك...أكيد هناك سبب...هل تريد التقرب منك؟
-لونا(بحدة) :مهلا مهلا! فلتزني كلامك...من قال أنني أريد التقرب منه؟ هل تعرفينني أصلا؟
-هايري:لا...لكن هكذا بدوتِ لي
-لونا(بحدة) :لا تحكمي على الناس حسب مزاجك يا آنسة فتاي ليس نوعي ولا رغبة لي في البقاء بجانبه حتى
-تاي(بتوتر) :حسنا
-هايري:تاي! لماذا تنادينه بتاي كما لو أنه أخوك؟
-لونا(بحدة) :سأناديه بتاي لأن اسمه تاي...هل تمانعين يا آنسة؟
-هايري:بالطبع أمانع...لا تعرفين شيئا عن قواعد الآداب
-لونا(بحدة) :أنا ماذا؟
-تاي(بتوتر) :بنات...كفى...لماذا تتشاجران الآن؟
-لونا:هي بدأت
-تاي:معكِ حق...هايري توقفي واعتذري منها
-هايري(ببرود) :حسنا...أنا أعتذر
-لونا(تفكر) :حقيرة
-هايري:أخي تايهيونغ...لنخرج ونقضي وقتا ممتعا في الغابة
-تاي:فكرة جيدة...لنأخذ معنا لونا أيضا
-هايري(بانزعاج) :لماذا؟ لقد اعتدنا أن نخرج وحدنا
-تاي:لونا تشعر بالوحدة هنا لذا علينا أخذها معنا
-هايري(بانزعاج) :حسنا
-والدة تاي:لا تنسوا أن تجمعوا الفطر والتوت البري معكم...سأعد اليوم طعاما لذيذا
-تاي:حاضر أمي

• في عام 2021:
بينما هايوون جالس في مكتبه يراجع عمله أتت إليه السيدة لي بقائمة الموظفين ليراجعها فلاحظ أن كيم لونا وكيم تايهيونغ غائبان عن العمل منذ أسبوع دون مبرر
-هايوون(باستغراب) :كلاهما!؟
-سيدة لي:بلى...هل أطردهما؟
-هايوون:تواصلي معهما أولا فلعل لديهما ظرفا طارئا
-سيدة لي:لا أملك رقم تايهيونغ...أما لونا فهاتفها مغلق
-هايوون:فهمت...أنا سأتولى أمرهما

خرجت السيدة لي فأخرج هايوون هاتفه على الفور واتصل بلونا لكنه مغلق بالفعل...واصل الاتصال بها مرات عدة طوال اليوم ولكنه لم يصل لأي نتيجة

في النهاية داس على كبريائه وذهب لمنزلها ووقف أمام الباب يرن الجرس...مر وقت طويل وهو واقف لكن لا أحد رد عليه لذا قرر المغادرة...وقبل أن يخطو خطوة واحدة رأى صاحبة المنزل تأتي نحوه وترن الجرس
-هايوون:عفوا...هل أنتِ من عائلة كيم لونا؟
-المؤجرة:لا...لقد أتيت لأخذ الإيجار...هذا منزلي
-هايوون:هل تعرفين أين الآنسة لونا؟ أنا مديرها وأنا غاضب لأنها لم تأتِ منذ أسبوع ولا مبرر لديها
-المؤجرة:حقا؟! ظننت أنها تتهرب مني هذه المرة أيضا هي وزميلها
-هايوون:مهلا! هل لديها زميل سكن؟
-المؤجرة:بلى...اسمه كيم تايهيونغ
-هايوون(بصدمة) :لا تمزحي...هل سكن معها حديثا؟
-المؤجرة:لا...بل منذ ثلاث أشهر تقريبا

انصدم هايوون من سماع ذلك فقد ظن أنه يعرف لونا جيدا لكن تبين أنها تعيش مع شاب آخر
-المؤجرة:إن كان الأمر صحيحا فعلينا الاتصال بالشرطة
-هايوون:لا يمكنكِ ذلك فربما عادا لمنزل أهلهما
-المؤجرة:دون إخبار مدير عملهما؟ لا مستحيل...ربما أصابهما مكروه ولا أحد يعرف...لحسن حظي أن معي مفتاح المنزل الاحتياطي

فتحت المؤجرة الباب ودخل هايوون خلفها...كان المنزل هادئا ولا أثر لتاي ولونا...حتى أن أغراضهما مازالت كما هي ولم يأخذا أي شيء منها

حمل هايوون معطف تاي الذي كان معلقا خلف الباب وبقي ينظر له بكراهية
-هايوون(يفكر) :كانا يعيشان مع بعضهما طوال الوقت وأنا لا علم لي! يبدو أنني سأجعلها تدفع الثمن غاليا على سخريتها مني وعدم أخذ علاقتنا على محمل الجد

فتشت المؤجرة المنزل بأكمله ولم تعثر على أي شيء مثير للريبة...كما لو أنهما اختفيا بلمح البصر
-المؤجرة:يجدر بي إعلام الشرطة وهم سيتكفلون بالباقي
-هايوون:بلى...من التحقيقات سنعرف كل شيء

••••••••••••••••••••••••••••••

• في عام 1420:
كان تاي وهايري يتجولان في الغابة ويجمعان الفطر والتوت ولونا خلفهما تتثاءب بملل ثم أخرجت هاتفها ونظرت إليه فشعرت بالملل
-لونا(ببرود) :كان عليكما إخباري أن الأمر سيكون مملا لما أتيت
-هايري:يمكنكِ العودة فنحن لم نبتعد كثيرا عن القرية
-لونا(ببرود) :لا أحد سألك بالمناسبة
-هايري:خاطبتِنا بصفة المثنى
-لونا(ببرود) :سأعود للقرية
-تاي:ألن تساعدينا؟
-لونا(ببرود) :ستساعدك هذه الآنسة...لا تحمل هم

عادت للمنزل فوجدت والدة تاي قد خرجت من الحمام للتو وتفوح منها رائحة زكية
-لونا:لقد عدت
-والدة تاي:أين البقية؟
-لونا:تركتهم في الغابة...لم أستطع تحمل البقاء هناك فالحشرات في كل مكان
-والدة تاي:لا بأس...جئتِ في الوقت المناسب فأنا أريد محادثتك عن أمر خاص
-لونا:لكن قبل ذلك عمتي...أخبريني ما نوع العطر الذي تستخدمينه؟
-والدة تاي:ليس عطرا...إنه خلاصة أزهار عطرية مجففة
-لونا:أوووو...مازلت لم أفهم
-والدة تاي:هل تريدين أن تجربي؟
-لونا:سيسرني ذلك

دخلت لونا الحمام فوجدت حوضا به ماء ساخن وتم رش أزهار عطرية جافة فيه
-والدة تاي:ابقي في هذا الماء لفترة وستحصلين على نفس الرائحة
-لونا:امممم شكرا لك

استحمت لونا ثم ارتدت ملابسها وخرجت حيث تنتظرها والدة تاي...كانت على وشك أن تمشط شعرها فلفتت انتباه والدة تاي
-والدة تاي:شعرك جميل جدا...هل تستخدمين عليه أعشاب معينة؟
-لونا(بتوتر) :ههه لا...أقصد نعم...أستخدم الكثير من المنتجات التي لم تسمعي بها في حياتك
-والدة تاي:أخبريني بها لعلني أعرفها
-لونا(بتوتر) :لا تهتمي...تركتها في قريتي ولا أتذكر أسماءها
-والدة تاي:إذًا تعالي...سأمشط شعرك
-لونا:تمشطين...شعري!؟
-والدة تاي:بلى...لطالما تمنيت أن تكون لدي ابنة شابة أمشط شعرها بعد كل حمام
-لونا(بحزن) :أحقا تقصدين ذلك؟
-والدة تاي:طبعا...تعالي هيا

تأثرت لونا مما سمعته ثم جلست أمامها بينما تحاول كبت دموعها غصبا...كانت والدة تاي رقيقة في التعامل معها وتمشط شعرها بلطف تماما كالأم الحنونة
-والدة تاي:بما أننا وحدنا فدعينا نتكلم عن ذلك الموضوع
-لونا:تفضلي عمتي
-والدة تاي:ربما لم تلاحظي لكن تاي ينظر إليكِ كثيرا مؤخرا

لم تبدِ لونا أي رد فعل للموضوع فهي تعرف المشاعر التي يكنها تاي لها...لكنها لا تعرف بالضبط لمن تكن نفس تلك المشاعر...مازال صوت في داخلها يخبرها بأنها تنجذب لهايوون
-لونا(ببرود) :حقا؟
-والدة تاي:أعرف ابني جيدا حين يكون مهتما لشيء ما...لكن لا أعرف ماذا بشأنك...كيف ترينه؟
-لونا(ببرود) :إنه لطيف
-والدة تاي:إن كنتِ مقبلة على الزواج فيمكنكِ أن تدلينا على منزل عائلتك حتى نتقدم لطلب يدك
-لونا(بصدمة) :ماذا!؟ زواج!؟
-والدة تاي:ألا تريدين الزواج؟
-لونا(بتوتر) :لا...ليس كذلك...لكن صدمتني...هل حقا تريدين تزويج تاي الآن؟ ومني أنا؟
-والدة تاي:أريد تزويج ابني منذ زمن لكنه لم يفاتحني بالموضوع...لكن بما أنه ينجذب إليكِ فقد حان الوقت
-لونا(بتوتر) :مهلا! هل يعرف تاي بالأمر؟
-والدة تاي:ليس بعد...لكن الموضوع لا يحتمل التأجيل...سأخبره بمجرد عودته
-لونا(بتوتر) :لا لا لا لاتخبريه أرجوكِ
-والدة تاي:ألستِ موافقة
-لونا(بتوتر) :لا...أنا فقط لا أريد الكلام عن الموضوع...سيكون محرجا بالنسبة إلي...خاصة أنني أنا وتاي لن نرى بعضنا مجددا
-والدة تاي:لماذا؟!
-لونا(بحزن) :أنا وهو من مكانين مختلفين...مستحيل أن نتوافق معا...في النهاية سأعود لحيث أنتمي وهو سيبقى هنا
-والدة تاي:لكن زواجكما يعني بقاءكما معا
-لونا(بحزن) :لا...لا يمكننا الزواج...أنا وهو مختلفان للغاية...هذا لا يعني أبدا أنني أرفضه...تاي شاب رائع والكثيرات يحلمن به...لكن أرجوكِ تفهميني...لا أريد الزواج

شعرت والدة تاي بالإحباط لكنها ابتسمت رغم ذلك
-والدة تاي:كما تريدين...واثقة من أنكِ تعرفين أكثر مني لذا افعلي ما ترينه مناسبا
-لونا:شكرا لتفهمك عمتي

عاد كل من تاي وهايري ومعهما الكثير من الفطر والتوت فقدموهم للأم لتعد بهم العشاء...أما لونا فجلست بجانب البيت وعندما رأتهما دخلت للغرفة متجاهلة إياهما
-تاي:أمي...هل الآنسة لونا بخير؟
-والدة تاي:لا أعرف...كانت بخير قبل دقائق
-تاي:سأتفقدها

طرق باب الغرفة ودخل فوجد لونا تجلس على الأرض معطية ظهرها له كما لو أنها لا تريد مواجهته والنظر في عينيه
-تاي:آنسة لونا...لقد عدت للتو وأردت إخبارك
-لونا(ببرود) :لست والدتك حتى تخبرني
-تاي:أعلم...أقصد أنني حين كنت في زمنك كنت أخبرك بجميع تحركاتي حتى لا تقلقي علي...وأيضا أعلم كم تشعرين بالوحدة هنا...ما رأيك أن نفعل شيئا مسليا؟
-لونا(ببرود) :ما هو؟
-تاي:نتأرجح

استدارت نحوه ورمقته بنظرة فضول
-لونا:نتأرجح!؟
-تاي:بلى...أريدك أن تستمتعي بوقتك هنا لدرجة أن تنسي شعور الوحدة
-لونا:امممم لم أتأرجح منذ سنين طويلة
-تاي:سأريك أرجوحتي الجديدة

أمسكها من يدها وأخذها معه نحو الحصان فركباه وانطلقا وبينما هايري تراقبهما وهما يغادران شعرت بانزعاج شديد لأنه منذ مجيء لونا لم يعد يكترث لها

سار الحصان بسرعة إلى أن وصل لمنطقة الشلال التي جاءا إليها المرة الماضية...ولكن هذه المرة الاختلاف الوحيد أنه على أحد الأشجار مجموعة من الملاءات المربوطة ببعضها والمشكلة على شكل أرجوحة
-تاي:تراااااا...هل أحببتها؟
-لونا:ليست مثالية...لكنها رائعة من ناحية المكان...أستطيع أن أشعر بالحرية هنا
-تاي:تعالي

أخذها للأرجوحة فجلست عليها...فجأة دفعها فارتفعت لأعلى حد ثم واصل أرجحتها وهي تضحك وتصرخ من الحماس...أرجعت رأسها للخلف وبقيت تنظر للسماء والسحب وكلما تأرجحت شعرت أنها تطير وبأن سعادتها لا مثيل لها
-تاي:تعجبني رائحتك...تماما مثل رائحة أمي
-لونا(بتوتر) :ههههههه لقد سرقت وصفتها السحرية
-تاي:يعجبني ذلك
-لونا(تفكر) :الحياة هنا بسيطة جدا...أستطيع أن أستمتع طوال اليوم وآكل كل ما أريده...هناك والدة تاي التي تجعلني أشعر بأنني ابنتها وتهتم بي...وتاي الذي يفعل كل شيء لجعلي سعيدة...لكن...مازلت أفتقد زمني

فجأة توقفت عن التأرجح ونزلت من الأرجوحة
-لونا(بحزن) :علي العودة
-تاي:أفهم موقفك...لكن...كيف ذلك؟
-لونا:ألا تتذكر كيف انتقلت بالزمن أول مرة؟
-تاي:كما أخبرتك...غرقت في النهر ومنذ ذلك الوقت انتقلت
-لونا:هذا لن يساعدنا بشيء...لقد حاولت إغراقك في النهر سابقا لكن دون جدوى
-تاي:أتذكر أيضا أن هناك ضوءا أبيض
-لونا:ضوء أبيض!

تذكرت شيئا يخص الضوء الأبيض فعندما انتقلا معًا إلى جوسون كان هناك شيء تحت ملابسه يضيء
-لونا:مهلا! هل تضع شيئا تحت ملابسك؟
-تاي:بلى...القلادة التي اشتريتها
-لونا:التي على شكل ساعة؟
-تاي:بلى
-لونا:كنت ستقدمها هدية لأمك صحيح؟
-تاي:الحقيقة...غيرت رأيي...أردت الاحتفاظ بها لأنها شاركتني رحلتي معك...لذا لا أريد إهداءها لأمي

أخرج القلادة من تحت ملابسه بعد أن كانت معلقة في رقبته
-لونا:هل يعقل أنها السبب في تنقلنا عبر الزمن؟
-تاي:مستحيل...إنها مجرد قلادة...كيف بإمكانها نقل أي أحد عبر الزمن؟
-لونا:هل تتذكر يوم أغرقتك في نهار الهان؟ هل كنت ترتديها؟
-تاي:نعم
-لونا:غريب...ظننت أنه يجب أن ترتديها في رقبتك حتى تتمكن من السفر عبر الزمن...من أين حصلت عليها؟
-تاي:اشتريتها من عند بائع مجوهرات
-لونا:خذني إليه
-تاي:هيا اصعدي الحصان

توجها إلى السوق الشعبية التي ذهب إليها تاي في أول فصل وعندما وصلا بحث عن البائع طويلا إلى أن وجده في أحد أركان السوق
-تاي:يا عم...لقد عدت
-البائع:من تكون أنت؟
-تاي:أنا الشخص الذي اشترى منك قلادة الساعة...ألا تتذكرني؟
-البائع:أوووه بلى...تذكرتك
-تاي:هل أنت من قام بصنعها؟
-البائع:لا
-تاي:من إذًا؟
-البائع:لا أعرف
-تاي(بحزن) :أرجوك أخبرنا...علينا العثور على صانع القلادة لأمر طارئ جدا
-البائع:أخبرتك أنني لا أتذكر شيئا عنه
-تاي(بحزن) :من فضلك
-البائع:إن لم تتوقف عن إزعاجي فسأستدعي الحراس الملكيين
-لونا:يكفي تايهيونغ...إنه لا يريد التكلم...لنغادر

ابتعدا عن البائع وهما حزينان وعادا للركوب على حصانهما والعودة...كانت لونا أكثر حزنا لأنها لن تتمكن من رؤية عائلتها والعودة لعالمها مجددا ولم يكن بيد تاي سوى فعل شيء لمواساتها
-تاي:حين نصل للمنزل سأعلمك ركوب الخيل
-لونا:حقا!؟
-تاي:بلى...ستكونين رائعة وأنتِ تمتطينه...تماما مثل الفارسة الشجاعة
-لونا(بابتسامة) :متشوقة لذلك

عادا للمنزل وتناولا طعام الغداء مع هايري والأم ثم بدأ تاي بإعطاء لونا دروسا في ركوب الخيل والتحكم به...كانت هايري تراقبهما من أمام المنزل ويدها على خدها وواضح أنها غير مرتاحة للونا البتة

أبلت لونا حسنا وتعلمت القليل عن الأحصنة وتمكنت من جعل الحصان ينطاع لأوامرها وبالطبع قضت وقتا ممتعا مع تاي وضحكت كثيرا...وفي نهاية اليوم دخلت لتستحم لأنها تعرقت كثيرا أما تاي فبقي يعتني بالحصان فتقدمت منه هايري لتحدثه
-هايري:أتمنى أنك استمتعت
-تاي:ههههههه كثيرا
-هايري:أخي تايهيونغ...أود مصارحتك بشيء...منذ عدت أحسست أنك صرت مختلفا...أكاد أجزم أنك تايهيونغ ابن خالتي الذي أعرفه
-تاي:غير صحيح...أنا تايهيونغ الذي تعرفينه
-هايري:لست أنت من يقرر ذلك...لنتوقف عن التمثيل ونتصارح
-تاي:حسنا
-هايري:هل أنت واقع بحب لونا؟

عمت لحظة صمت عليه أراد فيها أن يتجاهل السؤال ويبقي مشاعره لنفسه
-هايري:لا تلتزم الصمت...أجبني فحسب...حينها سأتوقف عن التفكير فيك كشريك حياتي
-تاي(بصدمة) :أنتِ ماذا!؟
-هايري:أنا أحبك...وأريدك زوجا لي...لكن إن كنت تريد أخرى فقل وأرحني

التزم الصمت مجددا وتظاهر أنه يمشط ظهر الحصان فأمسكته من يده وسحبته نحوها ليستدير إليها
-هايري(بحدة) :لا تكن جبانا...واجهني وقلها كرجل حقيقي
-تاي(بصراخ) :لا يمكنني قولها...لا يمكنني...أتعلمين لماذا؟ لأنني لن أستطيع جعلها تبقى بجانبي...نحن مختلفان تماما ولن نستطيع أن نكون مع بعضنا حتى ولو أردنا ذلك...إضافة لأنها تحب شخصا آخر وتعتبرني مجرد حشرة طفولية في حياتها...مجرد أنني لا أحب التكلم عن الأمر لا يعني أنني جبان...بل المشكلة أنها...

لم يستطع إكمال كلامه بسبب صوته الذي تحشرج فجأة وعينيه اللتان بدأتا تغرقان بالدموع...لم يكن بيده سوى أن يصمت لذا استدار ليعود للبيت لكنه رأى لونا تقف مصدومة بالقرب منهما ومعها صينية شاي وبعد أن سمعت كل ذلك وضعت الصينية بسرعة ودخلت للمنزل ركضا

بعد رحيلها ضرب تاي الأرض بقدمه من شدة الغضب أما هايري فابتسمت بحزن
-هايري:لا أفهم لماذا لا تستطيعان أن تكونا معا لكن أشعر بالشفقة عليكما...على كل حال...أتمنى لك الأفضل تايهيونغ...سأعود للمنزل الآن

عادت هايري لمنزلها بعد أن عرفت أن لا فائدة لوجودها أما تاي فقد تقدم من صينية الشاي ونظر لها بحزن ثم مسح الدموع التي سالت من عينيه غصبا عنه وشرب كوبا من الشاي

حبست لونا نفسها في الغرفة اليوم بطوله وكان حال تاي يحزنها كثيرا...بطريقة ما فكلامه حطم قلبها وشعرت بنفس الشيء ناحيته...خاصة حين ذكر أنها تحب رجلا آخر فهذا ما كان يظنه لكن في الحقيقة هي منجذبة له أكثر من هايوون
-لونا(تفكر) :أنا أحب تاي...حقا أحبه...بدأت أشعر بذلك مؤخرا...لكن لا يمكننا أن نكون معًا...علي فعل شيء للعودة لزمني قبل أن نتعلق ببعضنا أكثر ويصبح الفراق مستحيلا

في صباح اليوم التالي استيقظ تاي من نومه على صوت أمه التي تطرق الباب بقوة
-والدة تاي:تايهيونغ...هل أنت مستيقظ؟
-تاي:نعم أمي
-والدة تاي:هل رأيت لونا؟
-تاي:لا...أليست نائمة؟
-والدة تاي:لا...الوقت مبكر لكنها غير موجودة في فراشها ولا في أي مكان آخر في المنزل

نهض مسرعا وبحث في كل أرجاء المنزل وحتى في الخارج لكنه لم يجد أي أثر لها...لكن ما صدمه أنه وجد الحصان غير مربوط في مكانه وهذا يعني أن أحدهم أخذه وغادر
-تاي(بقلق) :مجنونة...ترى أين ذهبت!؟

••••••••••••••••••••••••••••••

• في عام 2021:
كان والدا لونا جالسين في المنزل يتحدثان بعد خبر اختفاء ابنتهما ويبدو أنهما بالكاد اهتما للأمر
-الأب:هربت مع شاب كانت تعيش معه في نفس الشقة؟! يا سلام
-الأم:هذه الفتاة سببت لنا العار...أتمنى فقط لو أنجبنا ولدا بدلا عنها أو لم ننجبها أساسا
-الأب:لدينا تيمين...لا يهم...دعيها ترحل فمن يحتاجها



عدل سابقا من قبل بثينة علي في الخميس يناير 25, 2024 7:14 pm عدل 2 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1234
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة عَبْرَ الزَّمَن!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة عَبْرَ الزَّمَن!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة عَبْرَ الزَّمَن!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1السبت مارس 26, 2022 11:32 pm

رواية عبر الزمن : الفصل الرابع عشر



بينما والدا لونا جالسين في المنزل فإذا بأحدهم يطرق الباب فذهبت الأم لتفتح ووجدتهما جوي وهايين
-جوي:مرحبا عمتي...أنا جوي أتتذكرينني؟
-الأم:زميلة لونا من العمل؟
-جوي:بلى
-هايين:وأنا هايين...زميلها أيضا
-الأم:تفضلا

أدخلتهما الأم وأعدت لهما الشاي
-جوي:آسفة لما حصل...أتمنى أن تعود لونا على خير ما يرام
-الأم:ليتها لا تعود...لقد سببت الفضائح للعائلة
-جوي:عفوا! وماذا فعلت؟
-الأم:ألا تعرفين؟ لقد هربت مع شاب وقد أخبرتني الشرطة أنها كانت تعيش معه في سكن واحد دون علمنا
-جوي:وماذا في ذلك؟
-الأم:لقد خربت سمعة العائلة
-جوي:لا...لونا مستحيل أن تكون كذلك...إنها مهذبة وخلوقة
-هايين:بلى...رغم أنها تهددني بالضرب دائما لكن لا أظن أنها ستقدم على فعل متهور مثل هذا...ربما كانا صديقين
-الأم:أعرف لونا جيدا وواضح أنها تتظاهر
-هايين:لا أصدق أنكِ أمها وتقولين عنها هذا في حين نحن الغرباء ندافع عنها!

قرصته جوي من ذراعه بسرعة فصمت على الفور
-جوي:عمتي...لا تحكمي على لونا قبل أن تعرفي أسبابها...ربما لم تهرب...ربما أصيبت بأذى
-الأم(بحدة) :مستحيل...طوال هذه المدة كانت تقول لنا كلاما سيئا وتحاول التهرب من مسؤوليات العائلة...أعلم كم كانت تريد الهروب منا حتى لا تدفع المال لإعالتنا
-هايين:لا بد أنكما ضغطتما عليها كثيرا حتى هربت

قرصته جوي من ذراعه مجددا وهذه المرة بقوة أكبر
-جوي:مازلت لا أعتقد أن لونا ستفعلها وتهرب
-الأم(بحدة) :وأيضا كان عليها دفع مال التعويضات في قضية أخيها المسجون ولكنها تتجاهل اتصالاتي...ابني المسكين حقا لا يستحق ذلك
-جوي:آه سمعت بالأمر...آسفة بشأن ذلك أيضا...لا تقلقي ستمر أربع سنوات بلمح البصر ويعود إليك
-هايين:وماذا فعل حتى انسجن أربع سنوات؟
-الأم:دعونا من الكلام عنه ولنعد لموضوع تلك الفتاة العاقة
-هايين:إنه لأمر مزعج أن تتكلمي عن لونا بطريقة سيئة بينما ابنك في السجن وتتظاهرين أنه مسكين

عرفت جوي أن كارثة ستحصل لذا أغلقت فم هايين وجرته من ذراعه ليغادرا
-جوي(بتوتر) :شكرا لكِ عمتي فالشاي لذيذ...الآن علينا المغادرة...اهتمي بنفسك أنتِ والعم
-الأم:مع السلامة

خرجت جوي من منزلهما وهي تجر هايين ثم أفلتته
-جوي(بتجهم) :لماذا تتفوه بهذا الهراء الآن؟
-هايين:وهل ترينني مخطئًا؟ ابنتها مفقودة ولا أحد يعرف إن كانت حية أو ميتة وبدل أن تقلق عليها تفكر في ابنها المجرم والمال
-جوي:أعلم أنها مستفزة لكن احترام الكبار واجب
-هايين:وماذا فعل ابنها حتى دخل السجن؟
-جوي:قام بطعن فتاة في صدرها لأنها تركته وواعدت غيره...طبعا لم تخبرني لونا ولكن والدي يعمل قاضيا في المحكمة هنا لذلك لدي كل الأخبار عنها
-هايين:وااااو! فعلا وااااو! وتسميه بالمسكين! لا أحد جلب العار للعائلة غيره
-جوي:لونا منذ طفولتها كانت مذمومة في العائلة في حين أن أخاها معزز مكرم فقط لأنه شاب ويحمل اسم العائلة...وطبعا لم تخبرني لونا بذلك أيضا بل والدتي لأنهما جيران

رمش بعينيه مرات متوالية بعد أن صدمه كلامها
-هايين:وماذا أيضا؟ هل أخوها صديق لأخيك؟
-جوي:الحقيقة لا...أخي شرطي أيضا وقد عمل مع لونا في قضية أخيها وطلب مواعدتها لكنها رفضته بحجة أن لديها حبيبا...لكن هي لا تعرف أنه أخي

نظر لها باستغراب مجددا وصدر في الخلفية صوت صرصور الليل وبينما هما واقفان في وسط الطريق سمعا صوت امرأة بجانبهما تنادي
-جوانا:جوووي...أنتِ هنا! لِمَ لا تأتين وتتناولين الغداء مع صديقك؟
-جوي:قادمة
-هايين(باستغراب) :من هذه!؟
-جوي:أختي الكبرى...هذا هو منزل عائلتي فقد أخبرتك أننا جيران لعائلة لونا منذ الطفولة
-هايين(باستغراب) :لونا هي صديقة طفولتك!
-جوي:ههههههههه بلى
-هايين(باستغراب) :ولكنكما لم تذكرا الأمر أمامي من قبل!
-جوي:ولماذا قد نذكره؟
-هايين:هفففف حسنا...موضوع عائلتيكما غريب

• في عام 1420:
كانت لونا تمتطي الحصان متوجهة للسوق الشعبية التي أخذها إليها تايهيونغ آخر مرة...لحسن حظها أن ذاكرتها قوية فتمكنت من تذكر الطريق بالتفصيل

حين وصلت ربطت حصانها ونزلت وأخذت تبحث عن بائع المجوهرات إلى أن وجدته في مكان مختلف عن الذي وجدته فيه أمس
-لونا:مرحبا سيدي
-البائع:أنتِ مجددا!
-لونا(بلطف) :سيدي...من فضلك...ألا يمكنك مساعدتي؟
-البائع:لا
-لونا(بلطف) :أووه هيا...أنا فتاة مسكينة ويتيمة وإن لم تساعدني أنت فمن سيساعدني؟
-البائع:وأنا ما علاقتي بكونكِ يتيمة ومسكينة؟
-لونا(بلطف) :أرجوك...على الأقل ستفعل خيرا في فتاة مسكينة
-البائع:ارحلي فلن أساعدك مهما فعلتِ

طفح الكيل بها خاصة أنها غاضبة فلم تستطع كتم غضبها فشددت قبضتها ولكمته لوجهه فتراجع وسقط أرضا...لم تكتفِ بذلك فقط بل اعتلته وهي تشده من أعلى ثيابه مهددة
-لونا(بحدة) :هذه آخر مرة أسألك...إما أن تخبرني من أين أحضرت القلادة أو سأبرحك ضربا
-البائع(بتوتر) :ولماذا أنتِ مصرة؟
-لونا(بحدة) :لأن حياتي مبنية عليها هل تفهم؟
-البائع(بتوتر) :ف ف ف فهمت...سأخبرك من أين أحضرتها لكن لا تخبري أحدا وإلا ستكون نهاية حياتي
-لونا:لن أفعل
-البائع(بهمس) :لقد سرقتها لطبيب العائلة الملكية
-لونا:ها! ما اسمه؟
-البائع(بهمس) :الطبيب سونشو
-لونا:أين يمكنني العثور عليه؟
-البائع(بهمس) :لا يمكنكِ ذلك...إنه يعمل في القصر الملكي وإن حاولتِ الدخول سيقطعون رأسك
-لونا:هفففف هذا سيء...ألا يمكنني مقابلته خارجا؟
-البائع(بهمس) :هذا يعتمد على كم ستدفعين
-لونا(بصراخ) :هل تقصد أنك تريد رشوة لتخبرني؟
-البائع(بهمس) :لا...عادة هناك خدم في القصر الملكي يمكنهم إيصال الرسائل مقابل المال
-لونا(بصراخ) :دلني على أحدهم

أخذها عند مدخل القصر الملكي وكان سوره عاليا والحراس يحيطون به من كل جهة...كان الخدم أيضا يدخلون ويخرجون عبر البوابة لينجزوا أعمالهم
-البائع:يمكنكِ إعطاء المال لأحد هؤلاء مقابل أن يطلب من الطبيب سونشو مقابلتك
-لونا:مال! من أين سأحصل عليه؟
-البائع:وأنا ما أدراني؟ هذا أمر يخصك

ابتسمت بخبث وهي تنظر للبائع الذي أمامها
-البائع(بخوف) :ماذا؟
-لونا(بخبث) :هل تكافؤني إن بعت سلعتك؟
-البائع:وكيف ستفعلين ذلك؟ العمل سيء هذه الأيام
-لونا(بخبث) :لا تستهن بي
-البائع:أريني ما لديك

وقفت أمام طاولة البيع وصارت تنادي على الزبائن مع محاولة إغوائهم
-لونا(بلطف) :مجوهرات للبيع...مجوهراااات...لا تفوتوا فرصة الحصول على أفضل المجوهرات في العالم

كان هناك مجموعة من الرجال مارين بالجوار فتقدموا من الطاولة فقط لأن لونا جميلة
-لونا(بلطف) :تفضلوا...هنا ستجدون أجمل المجوهرات
-مشتري:كم ثمن هذه؟
-لونا(بلطف) :ثلاثون قطعة
-مشتري(بصدمة) :غالية جدا!
-لونا(بلطف) :لكن هذه القطعة خاصة غير عادية...يقولون أنها تجعلك شجاعا وقويا...جربها ولن تندم
-مشتري:مممم لطالما تمنيت أن أكون شجاعا...سآخذها

غمزت له بلطف ففقد القدرة على النطق
-لونا(بلطف) :وبما أنك زبون رائع فسأبيعها لك بـ 29 قطعة فقط

كان أسلوب لونا وحركاتها جذابة جدا لذا اجتمع الرجال من حولها
-زبون2:بكم هذه؟
-لونا(بلطف) :35 قطعة
-زبون2:ما هذه الأسعار الغالية!؟
-لونا(بلطف) :أمعقول أن شابا وسيما ورائعا مثلك لا يستطيع دفع هذا المبلغ القليل؟
-زبون2:هههههههه معك حق لكن النقود لا تنبت على الأشجار بل نحن من نتعب لنحصل عليها
-لونا(بلطف) :إن اشتريتها مني فسأعطيك خاتما كهدية
-زبون2:هههههه فتاة ذكية...سأشتريها

وقف البائع جانبا وهو مندهش من أسلوب لونا في التعامل مع الزبائن فكونها امرأة وتتكلم بطريقة لطيفة جعل الرجال يقتنعون بأي شيء تقوله

في النهاية جمعت حزمة كبيرة من القطع النقدية وبقيت تتأملها ومن حين لآخر ترميها لأعلى وتلتقطها...فاجأها البائع بأخذ الرزمة منها ونزع منها عدة قطع وأعطاها لها
-البائع:هذا أجرك
-لونا:حسنا...ليس سيئا...شكرا لإعارتي سلعك

ركضت نحو القصر الملكي ووقفت عند الباب تراقب إلى أن خرج أحد الخدم فلحقت به
-لونا:عفوا...أيمكنني طلب معروف منك؟ أريد التواصل مع الطبيب سونشو
-الخادم:الطبيب سونشو لم يعد من طاقم القصر الملكي
-لونا(بصدمة) :ماذا؟! وأين ذهب؟
-الخادم:لا أحد يعلم
-لونا(بصراخ) :لاااااااا لقد تعبت كثيرا حتى جمعت المال والآن ضاع تعبي هباءً
-الخادم:هل تريدين أن أبحث لكِ عن معلومات عنه؟
-لونا(بحماس) :طبعا...هذا ما أردته بالفعل
-الخادم(بابتسامة) :مقابل أن تصيري زوجتي

رمشت بعينيها ثم تنهدت بقلة حيلة
-لونا:عندي فكرة أفضل...ماذا لو أعطيتك المال؟
-الخادم:امممم لا بأس بذلك أيضا
-لونا:اتفقنا...سأنتظرك هنا وعد قبل غروب الشمس

أعطته النقود ثم عاد للقصر الملكي...لم يبقَ أمامها سوى البقاء وانتظاره إلى أن يعود وهي تدعو في أعماقها أن تعثر على أي خيط

لم يتأخر الخادم كثيرا ثم عاد ركضا إليها
-الخادم:لقد وجدته...إحدى الخادمات قالت أنه يسكن بالقرب من هنا...عليكِ فقط التجول وسؤال الناس عنه
-لونا:أوووه هذا صعب! كيف سأعثر عليه؟ الأحياء والمنازل كثيرة

فجأة خطرت على بالها فكرة رائعة فذهبت للسوق الشعبي الذي كانت فيه وتظاهرت أنها تتألم من بطنها
-لونا(بصراخ) :آاااي ساعدوني...بطني...أحتاج طبيبا

اجتمع الناس حولها ليعرفوا القصة إلى أن تكلم أحدهم
-الرجل:أعرف طبيبا بالقرب من هنا...سآخذها

تظاهرت بالإغماء فحملها رجلان ووضعاها في عربة ولم تمر عليها إلا دقائق حتى وجدت نفسها نائمة على فراش أحد المنازل وبجانبها طبيب فنهضت فورا
-لونا(بصراخ) :الطبيب سونشو

شعر الطبيب بالفزع وتراجع للخلف
-سونشو(بصدمة) :ألم تكوني نائمة؟
-لونا:كنت أتظاهر...لقد بحثت عنك طويلا أيها الطبيب...الأمر طارئ للغاية
-سونشو(باستغراب) :ما القصة؟
-لونا:هل تعرف قلادة الساعة؟
-سونشو(بصدمة) :من أين تعرفين عنها؟
-لونا(بحماس) :وأخيرا هناك أمل...يال فرحتي! سأموووت...ياااي
-سونشو:لم تجيبيني...من أين تعرفين عنها؟
-لونا:أعرف أنك ستظنني مريضة أو مختلة عقليا لكنني مسافرة عبر الزمن بسبب تلك القلادة...أنا من المستقبل
-سونشو(ببرود) :وماذا في ذلك؟ حتى أنا سافرت بالزمن
-لونا(بصدمة) :إذًا فأنت تصدقني وبإمكانك مساعدتي
-سونشو:أساعدك في ماذا؟
-لونا:العودة لزمني
-سونشو:أولا أتساءل أين عثرتِ على القلادة؟
-لونا:لا أعرف غير أن صديقي اشتراها من السوق
-سونشو:تلك القلادة بها سحر أسود...لن تعمل سوى مرتين فقط وهاتين المرتين هما الذهاب والإياب...بعدها لن تصبح صالحة للسفر عبر الزمن
-لونا(بصدمة) :هذا يعني أنني استخدمتها مرة واحدة للمجيء وعلي استخدامها مرة واحدة للعودة وانتهى؟
-سونشو:وأيضا من المستحيل أن يعيش شخص من الماضي في المستقبل لأنه سيختفي...في حين أن بإمكان الشخص من المستقبل أن يعيش في الماضي
-لونا:كيف عرفت؟
-سونشو:السفر عبر الزمن هو تخصصي منذ سنوات
-لونا:حتى السحر الأسود؟
-سونشو:حتى هو
-لونا:غريب أنك تمكنت من السفر عبر الزمن بواسطة قلادة بينما علماء عصرنا فعلوا المستحيل بعلمهم ولم يستطيعوا
-سونشو:السحر الأسود يفوق العلم بمراحل...عليكِ التخلص من القلادة بعد أن تعودي لزمنك
-لونا:لماذا!؟
-سونشو:لأنني أردت التخلص منها لولا ضياعها مني...هذا الاختراع الفاشل لا فائدة له إن كان يعمل مرتين فقط...وفي أغلب الحالات قد يسبب الضرر لمستخدميه

ابتلعت ريقها من شدة التوتر فكلامه مخيف
-لونا(بخوف) :وكيف أستطيع السفر عبر الزمن؟
-سونشو:ضعي القلادة في رقبتك وتخيلي مكانا وزمانا في رأسك...هذه أسهل طريقة
-لونا:لكن صديقي...لم يكن يعرف المستقبل فكيف فكر فيه؟
-سونشو:ربما فكر فيه بطريقة غير مباشرة...كأنه شعر بالحزن لأنه لن يرى مستقبله وحياته المقبلة
-لونا:أوووه فهمت...شكرا جزيلا على مساعدتك
-سونشو:كما أخبرتك...تخلصي منها للأبد...لا تنسي

نامت لونا تلك الليلة عند الطبيب سونشو وفي الصباح الباكر امتطت الحصان وغادرت نحو المجهول...لم تكن تعرف إلى أين تذهب فلديها ملايين الأمور التي تشغل تفكيرها وعليها قضاء بعض الوقت بمفردها لتصفي ذهنها

كان تاي في المنزل يطوف من مكان لمكان والقلق بادٍ على وجهه...لم يستطع أن ينام طوال الليل بسبب قلقه على لونا وحتى والدته بقيت مستيقظة معه
-تاي(بقلق) :بحثت عنها في كل القرية...أين يعقل أن تكون ذهبت؟
-والدة تاي:ربما عادت للقرية التي جاءت منها
-تاي:مستحيل...لا يمكنها ذلك دون إخباري

وضع يده على رقبته فتأكد أن القلادة ما تزال هناك وهذا يعني أن لونا ما تزال في جوسون
-تاي(يفكر) :لا يمكنها العودة لزمنها دون القلادة...سأحاول أن...

فجأة خطرت على باله فكرة عن المكان الذي يمكن أن تكون لونا ذهبت إليه
-تاي:مهلا أمي! أعتقد أنني أملك فكرة أين ذهبت

أخذ الحصان وانطلق مسرعا نحو الشلال الذي اعتادا أن يذهبا إليه وبمجرد أن وصل لمح فتاةً تجلس على العشب ضامة ساقيها وتنظر للشلال
-تاي(بصراخ) :آنسة لونا

استدارت نحوه فركض وعانقها بحرارة كما لو أنه لم يرها لسنوات أما هي فلم تبدِ أية ردة فعل
-تاي(بقلق) :أين كنتِ؟ كدت أموت من القلق عليك...لا تفعلي بي هذا مجددا

ابتعدت عنه ببرود وعادت للجلوس على الأرض والتحديق بالشلال...ولأنه يعرف الظروف التي تمر بها فقد تفهمها وجلس بجانبها يفعل نفس ما تفعله
-لونا(بحزن) :تايهيونغ...أنا آسفة
-تاي:على ماذا؟
-لونا(بحزن) :لم أعلم أنك تشعر بتلك المشاعر المؤلمة تجاهي
-تاي:ألهذا السبب هربتِ؟
-لونا(بحزن) :كلا...أقصد...نوعا ما...الحقيقة لا أعلم
-تاي:لا داعي لتهتمي لمشاعري
-لونا(بحزن) :لقد قابلت صانع قلادة الساعة وأخبرني بكل ما أود معرفته
-تاي(بصدمة) :ماذا قال!
-لونا(بحزن) :قال بأنني أستطيع السفر عبر الزمن متى أردت ذلك
-تاي:هذه بشرى سارة...يمكنكِ زيارتي من حين لآخر بواسطة القلادة...هكذا كلانا سيكون مرتاحا...أنا لن أحزن لفراقي لك وأنتِ لن تحزني لفراق زمنك وعائلتك
-لونا(بحزن) :لا تفرح كثيرا...القلادة لا تعمل سوى مرتين...للذهاب والإياب
-تاي:هذا يعني...
-لونا(بحزن) :إن عدت لزمني فلن نستطيع أن نلتقي مجددا

برغم الصدمة التي تلقاها ولكنه ابتسم
-تاي:لا يهم...المهم أن تكوني مرتاحة وتعودي لزمنك...أصلا من يهتم إذا التقينا أم لا...نحن غير مقربين لهذه الدرجة لذا لن نحتاج أن نلتقي...فقط اهتمي بنفسك حين تعودين
-لونا(بحزن) :لا تظن أنني لم أتعود عليك بعد كل هذه المدة الطويلة...أنا وأنت الآن صديقين مقربين
-تاي:جيد أنكِ تظنين ذلك
-لونا(بحزن) :لنقضي بعض الوقت معا قبل أن أغادر
-تاي:حسنا

أدركت لونا أن تاي أصبح غريبا فجأة فقررت تلطيف الجو وضربته لكتفه
-لونا(بابتسامة) :أوووه لا تكن هكذا...أخبرتك أننا سنقضي وقتا جميلا معًا قبل أن أغادر فلا تتصرف كما لو أنني سأموت
-تاي(ببرود) :لنعد للمنزل

نهض من على العشب ثم صعد الحصان وانتظرها ولم تلبث وقتا طويلا حتى صعدت حصانها هي أيضا

طوال الطريق كان كلاهما صامتين ويخفيان الحزن الذي يشعران به...فجأة أوقف تاي حصانه ونزل منه ثم نظر نحو لونا التي كانت تنظر له بفضول
-لونا(بتوتر) :لماذا...توقفت؟

لم يجبها بل اقترب منها إلى وقف بجانبها ثم مد يديه وأمسك وجهها وقربه من وجهه ببطء...تلك اللحظات التي كانت فيها شفاههما تقترب من بعضها كانت من أغرب وأجمل اللحظات لديها

أخيرا بعد كل تلك الأحزان والأفكار السلبية تلامست شفاههما فأصابتهما رعشة خفيفة هزت كل جسمهما ومعها تيارات من السعادة والحب...لا أحد منهما تصور أن هذه القبلة ستحدث وتتاح لهما فرصة البقاء معا

فصلت لونا القبلة بعناق طويل وكانت على وشك البكاء
-لونا(بحزن) :أعلم كم تحبني...وأعلم كم تتألم...لكن الواقع يبقى واقعا...علي العودة لزمني
-تاي(بحزن) :أعلم
-لونا(بحزن) :لا تنساني...أرجوك
-تاي(بحزن) :نعم...لن أفعل

عاد لحصانه ثم انطلقا للعودة للمنزل وحين وصلا استقبلتهما والدة تاي
-والدة تاي:لونا...أين كنتِ؟
-لونا:لا تقلقي عمتي...كنت في جولة في المدينة
-والدة تاي:ولماذا لم تخبرينا أنكِ ذاهبة حتى لا نقلق عليك؟
-لونا:لم أرد إيقاظكما...آسفة
-والدة تاي:تعالي...الغداء جاهز...لا بد أنكِ جائعة
-لونا:كثيرا

دخلت وتناولت الطعام وهي صامتة وحتى تاي فعل نفس الشيء...لاحظت والدته تصرفهما الغريب لذا قررت فتح موضوع للحديث معهما وطرد الهالة الغريبة
-والدة تاي:هل ستذهبان غدا لمهرجان الربيع؟ سمعت أن هناك الكثير من الفعاليات الجديدة
-لونا:آه...سأفكر بالأمر
-والدة تاي:لا تفوتي هذه الفرصة...صدقيني ستستمتعين كثيرا
-لونا:حسنا...إن ذهبتِ فسأذهب أنا أيضا
-والدة تاي:وأنت تاي؟
-تاي:إن لم يكن لدي أي أعمال فسأذهب أيضا
-والدة تاي:ممتاز...ثلاثتنا سنستمتع كثيرا



عدل سابقا من قبل بثينة علي في الخميس يناير 25, 2024 7:16 pm عدل 2 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1234
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة عَبْرَ الزَّمَن!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة عَبْرَ الزَّمَن!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة عَبْرَ الزَّمَن!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1السبت مارس 26, 2022 11:38 pm

رواية عبر الزمن : الفصل الخامس عشر (الأخير)



وصل يوم مهرجان الربيع حيث يحتفل أهل جوسون كل سنة بقدوم فصل الربيع ويقدمون عروضا ترفيهية في الشارع

أعدت والدة تاي الفطور ثم نادت على لونا
-والدة تاي:لونا...هل ستذهبين للمهرجان؟
-لونا:بلى...ماذا عنكِ أنتِ وتاي؟
-والدة تاي:لن أذهب...اذهبا أنتما
-لونا:لا أريد البقاء معه
-والدة تاي:هل تشاجرتما؟
-لونا:لا...فقط لا أريد
-والدة تاي:أيًّا كان سبب خصامكما فلتعرفي أن تاي يحبكِ كثيرا...أتوقع أنه سيتحطم حين تعودين لقريتك
-لونا(بحزن) :بخصوص ذلك...سأعود قريبا جدا...ربما اليوم أو غدا
-والدة تاي(بحزن) :سنفتقدك كثيرا
-لونا(بحزن) :أنا أيضا...أنتِ وتاي كنتما بالنسبة لي كالعائلة...لن أتخيل كيف يكون يومي بدونكما

عانقتها بحرارة وقبلتها على جبهتها ثم دخلت الغرفة وأحضرت صندوقا صغير
-والدة تاي:هذا لكِ

أمسكت لونا الصندوق وفتحته فوجدت به دبوس شعر جميل...بالنسبة لأهل جوسون فدبابيس الشعر ثروة ونوع من المجوهرات
-لونا:لا يمكنني قبوله
-والدة تاي:هيا خذيه...لا حاجة لي به فقد كبرت في السن...خذيه وتذكريني كلما وضعتِه على شعرك

نظرت لونا للدبوس فبدأت دموعها بالسيلان...لم تستطع تحمل حقيقة أنها مضطرة للمغادرة وترك ناس رائعين خلفها...عانقت والدة تاي وبقيت تبكي على كتفها لفترة ثم استدارت ووضعت لها الدبوس في شعرها
-والدة تاي:يبدو مذهلا عليك...خاصة أن شعرك طويل وأملس
-لونا:أشكرك عمتي

بينما تتحدثان سمعتا صوت هايري تنادي من الخارج
-هايري:مرحبا خالتي...هل ستذهبون للمهرجان اليوم؟
-والدة تاي:أنا لن أذهب فلدي عمل
-هايري:مؤسف...ماذا عن أخي تايهيونغ؟
-والدة تاي:ما يزال نائما
-هايري:سأوقظه

تسللت هايري لغرفة تايهيونغ ووقفت عند رأسه وتقدمت من أذنه
-هايري(بصراخ) :تايهيونغ...لقد احترق المنزل...انهض بسرعة

نهض تاي فزعا وصار يتقلب في مكانه وينظر من حوله
-هايري:هههههههههههه خدعتك...انظر لوجهك
-تاي(بانزعاج) :مازلتِ لم تتغيري
-هايري:أسرع فالمهرجان سيبدأ
-تاي:لن أذهب
-هايري:أوووه لا...لقد اعتدنا كل عام أن نذهب معًا فلماذا تتصرف هكذا؟ أم أنك تكره البقاء برفقة لونا
-تاي:لا...فقط لم يعد يهمني أي شيء
-هايري:غير ثيابك ولنذهب...سأنتظرك

بقيت هايري مع لونا في الخارج تنتظران تاي وحين أتى ورأى لونا تجاهلها
-هايري:تأخرنا بالفعل
-تاي:لم نفعل...هيا

سار أولا وركب حصانه ثم لحقته لونا وركبت حصانا آخر لأنها لا تريد الاقتراب منه...لكن هايري تأخرت عندما لاحظت وجود شيء مرمي على الأرض فحملته وخبأته في ملابسها ثم صعدت مع تاي على حصانه

وصل الجميع لوسط القرية وكان الاحتفال قد بدأ بالفعل...الناس مجتمعون في الأسواق والتجار يصرخون عاليا لأجل التخفيضات وطبعا تقام عروض رائعة في الساحة الكبيرة...اشترت هايري ثلاث قطع من حلوى الأرز لها ولتاي ولونا وأعطتها لهما
-هايري:لماذا أنتما مملان هكذا؟ لو كنت أعرف أنكما ستتصرفان هكذا لأتيت بمفردي
-تاي:أخبرتك أنني لا أريد المجيء لكنكِ أحضرتني غصبا
-هايري:لنذهب ونشاهد العروض الموسيقية
-تاي:لا يهمني
-هايري:لا تتصرف كالمملين...هيا

سحبته من ذراعه وأخذته معها ثم لحقت بهما لونا...سار الجميع إلى أن وصلوا إلى الساحة الرئيسية وكان الناس ملتمين يشاهدون مجموعة من الرجال يعزفون ويرقصون الرقص التقليدي
-هايري:مهلا! هناك يباع السمك المشوي وعلي تذوقه...ابقيا هنا لحين عودتي
-تاي:حسنا

وقف كل من تاي ولونا بجانب بعضهما وكان كل منهما صامتا يراقب العرض...لم يكن العرض ما يهمهما بل استخدماه مجرد سبب لتبرير صمتهما
-لونا:تايهيونغ...أريد المغادرة الآن
-تاي(ببرود) :ولماذا تخبرينني؟
-لونا:أعطني القلادة

تذكر أن القلادة هي طريقتها الوحيدة للمغادرة لكنه لا يريد تركها تذهب
-تاي(ببرود) :ظننت أنكِ ستبقين لفترة أطول
-لونا:وما الفائدة؟ أنت لا تكلمني حتى...وجودي بالنسبة إليك كعدمه

شعر بالغضب فاستدار نحوها وأمسكها من كتفيها
-تاي(بحدة) :هل تظنين أنني سعيد بهذا؟ أنا فقط لا أستطيع التكلم معكِ لأنني سأفكر في رحيلك وهذا يجرحني
-لونا(ببرود) :القلادة لو سمحت
-تاي(بحدة) :أنتِ مصرة؟
-لونا(ببرود) :هل ستعطيني إياها أم لا؟
-تاي(بحدة) :حسنا لكِ ذلك

وضع يديه في رقبته وفجأة تحولت تعابير وجهه للصدمة فتفحص رقبته جيدا ثم كل ملابسه
-تاي(بصدمة) :القلادة ليست معي
-لونا(بصدمة) :أرجوك قل أنك تمزح
-تاي(بصدمة) :أبدا
-لونا(بصراخ) :لاااااا علينا العثور عليها
-تاي:ربما سقطت هنا فقط...لنبحث عنها
-لونا:وماذا لو أن أحدا رآها وأخذها
-تاي:لنأمل أن لا يحصل ذلك...أنا سأبحث في هذا الاتجاه وأنتِ في الآخر

ذهبت لونا للبحث اتجاه اليمين وكانت تنحني وتنظر للأرض وحتى أنها اضطرت للدخول بين أرجل الناس أما تاي فعاد من الطريق الذي أتوا منه وتفقد كل شبر من الأرض لعل القلادة سقطت هناك

استغرق كلاهما وقتا طويلا وفي النهاية عادت هايري ولم تجدهما في نفس المكان بل وجدت لونا تنحني أرضا وتبحث
-هايري(باستغراب) :ما الذي تفعلينه؟! هل تشمين أقدام الناس؟
-لونا:ضاعت قلادة تاي...ساعديني
-هايري:كيف شكلها؟
-لونا:مستديرة وعليها أرقام وعقارب
-هايري:لم أفهم...تقصدين هذه؟

أخرجت من ثيابها قلادة تاي وأعطتها للونا
-لونا:أين وجدتها؟
-هايري:هههههه كانت معي طول الوقت...أردت إخفاءها عن تاي وإخافته قليلا...نحن نحب المزاح مع بعضنا
-لونا(بحدة) :هذا تصرف سيء...ألا تعليمين أهمية القلادة بالنسبة له؟
-هايري:لا أعرف...لكنني أمازحه فحسب
-لونا(بحدة) :مزاحك ثقيل...تعالي لنبحث عنه

لم يعثر تاي على القلادة لذا سلك الطريق المؤدية للمنزل وفتشها شبرا شبرا وحتى أنه تأخر كثيرا في العودة للونا

حل المساء وانتهى المهرجان فعادت لونا للمنزل مع هايري...كان تاي هناك يقوم بقلب البيت رأسا على عقب لعله يعثر على القلادة وكان مظهره مخيفا وغير مرتب بالمرة
-لونا:تاي...لقد عثرنا عليها...لا داعي للبحث أكثر

أعطته القلادة فصار يعانقها بسعادة
-تاي:وأخيرا...أين كانت؟
-هايري:هههههه معي...أردت المزاح معك فخبأتها

تغيرت ملامح وجهه من السعادة للغضب فجأة
-تاي(بغضب) :كانت معك وأنا أبحث عنها؟ لِمَ هذا التصرف المُشين؟
-هايري:أردت المزاح معك فقط...ما بالك!؟
-تاي(بغضب) :مزاحك ثقيل...ألا تعرفين كم شعرت بالخوف؟ ألا تعرفين كم بحثت وكم قلبت الأرض شبرا شبرا؟ ألا تعلمين أنه منذ الصباح وأنا أسير عبر الطريق الطويلة خوفا من أن القلادة وقعت هناك؟
-هايري:لكن لماذا لم تسألني ببساطة؟
-تاي(بغضب) :لا تلقي باللوم علي ما دام مزاحك ثقيلا وشخصيتك ثقيلة...انقلعي من أمامي فورا...لا أريد رؤيتكِ مجددا
-هايري(بصدمة) :ها؟!
-لونا:لا تعاملها بهذه القسوة...لم تكن تقصد إزعاجك
-تاي(بغضب) :لا تحاولي الدفاع عنها فقد وبختها لأجلك...كنت خائفا أن لا تجدي طريقة للعودة لسيؤول

صمتت لونا بعد أن عرفت سبب غضبه أما هايري فقد وقفت مصدومة لبعض الوقت ثم غادرت المنزل
-لونا(بحزن) :لقد تم توبيخها بسببي...أشعر بالذنب
-تاي:الحقي بي
-لونا:إلى أين؟
-تاي:لمكاننا المفضل

• في عام 2021:
جلست جوي في مكتبها تخربش على الأوراق وهايين يكتب على الحاسوب بجانبها
-جوي(بحزن) :ترى أين اختفت لونا؟ مر شهر تقريبا ولا أثر لها لا هي ولا تايهيونغ
-هايين:أتمنى فقط أنهما لم يصابا بأذى
-جوي:سأتصل بأخي وأسأله إن كان هناك جديد
-هايين:أسرعي...سأنتظرك هنا على أحر من الجمر

خرجت للرواق وقبل أن تجري المكالمة مر المدير هايوون بجانبها فانحنت له
-جوي:طاب يومك أيها المدير
-هايوون:أنتِ صديقة كيم لونا أليس كذلك؟
-جوي:بلى
-هايوون:لا بد أنكِ تعرفين القليل عن اختفائها
-جوي:للأسف لا سيدي...أنا مثل الجميع قلقة عليها لحد الجنون وأتمنى أن تعود
-هايوون:لا بأس...ليس بيدنا غير أن ندعوا لها

عاد لمكتبه وحين تأكدت جوي من ذهابه حملت هاتفها واتصلت بأخيها الشرطي
-جوي:طاب يومك أخي
-الشرطي:عزيزتي جوي...لا بد أنكِ قلقة جدا على الآنسة لونا
-جوي:بلى...أخبرني هل وصلت التحقيقات لشيء جديد؟

لم تكمل محادثتها حتى مرت السيدة لي من أمامها فأخفت الهاتف خلفها
-جوي:طاب يومك سيدة لي
-سيدة لي:لِمَ لستِ تعملين؟
-جوي(بتوتر) :هههه وردتني مكالمة طارئة وسأجيب عليها وأعود لعملي
-سيدة لي:أهي بخصوص تايهيونغ ولونا؟
-جوي:تقريبا
-سيدة لي(بقلق) :هو بخير صحيح؟
-جوي:لا أملك أدنى فكرة
-سيدة لي(بقلق) :إن عرفتِ أي أخبار فلا تترددي في إعلامي
-جوي:حاضرة

عادت السيدة لي لمكتبها أيضا فأخرجت جوي الهاتف من خلف ظهرها ووضعته على أذنها
-جوي:آسفة أخي...أين كنا؟
-الشرطي:ليس هناك أي أدلة للوصول إليهما...كما لو أنهما تبخرا في الهواء أو اختطفتهما كائنات فضائية
-جوي(بقلق) :هذا مرعب...هل يعقل أن أحدهم قتلهما ورماهما في مكان ما حتى لا يصل أحد لجثتيهما؟
-الشرطي:لا أعتقد...تحققنا من الأمر وتبين أنهما هربا من "بين" ورجاله ولم يظهرا بعدها
-جوي:أليس هناك احتمال أنه هو ورجاله من قاموا بقتلهما؟
-الشرطي:ليس لديهم الدافع لذلك إضافة لأنه ما من أدلة
-جوي(بقلق) :لونا المسكينة...أتمنى أن تكون بخير...ترى هل يعقل أن اختفاءها كان بفعل فاعل؟
-الشرطي:من يدري؟ وقد يكون الفاعل أقرب للضحية مما تظنين...عالم الجريمة مليء بالعجائب

في نهاية اليوم توجهت جوي لسيارتها وقبل أن تصعد التقت بهايين
-هايين:هي جوي! ما رأيك أن نخرج اليوم لتناول العشاء؟
-جوي:ليس اليوم...سأذهب لمقابلة والداي لونا
-هايين:لماذا؟
-جوي:أريد سؤالهما عن شيء ما
-هايين:سأذهب معك
-جوي:لكن عدني أن تلتزم الصمت
-هايين:احم احم حسنا...سأحاول أن ألتزم الصمت
-جوي:هفففف سخيف

وصلا لمنزل والدَي لونا واستقبلتهما الأم بالفواكه والعصير
-الأم:تناولا الفاكهة
-هايين:سأفعل فأنا أحبها
-جوي:عمتي...لسنا هنا لنأكل...أتيت لأسألكِ بسرعة وأغادر
-الأم:تفضلي
-جوي:هل لونا ابنتك الحقيقية؟
-الأم:طبعا هي كذلك
-جوي:حسنا...أليس رد فعل الأم الطبيعي هو القلق على ابنتها إن اختفت؟
-الأم:أتقصدينني؟
-جوي:أبدا...أنا أسأل بصفة عامة
-الأم:وإن شعرت بالقلق ما الذي سيتغير؟
-جوي:ربما كان الناس من حولك سيشعرون بالاعتيادية بدل الشك
-الأم(باستغراب) :عفوا!؟

بينما النزاع حاد بين جوي والأم كان هايين يأكل الفاكهة ويشرب العصير باستمتاع
-جوي:هل يعقل أنكِ غير قلقة عليها فقط لأنها كانت تعيش مع شاب أم لأنكِ أنتِ السبب في اختفائها؟
-الأم(بحدة) :هل تتهمينني بإيذاء ابنتي؟
-جوي:بل أسألك بطريقة مباشرة
-الأم(بحدة) :لا أملك أدنى فكرة ما الذي حصل لها ولو كنت أعرف ما بها لتدخلت فورا
-هايين:دعونا لا نحول النقاش لشجار...لنتكلم بروِية
-جوي:عمتي...أود إخبارك بشيء...

• قبل 14 سنة:
كانت لونا طفلة في العاشرة ولأنها حصلت على علامة ناقصة في مادة الرياضيات فقد كانت خائفة من العودة للمنزل

سارت عبر الطريق ببطء متمنية أن لا تصل أبدا لكن في النهاية بلغت البيت و قبل أن تدخل رأت جوي تلعب بجانب منزلها
-جوي:مرحبا لونا...أتريدين أن نلعب معا؟
-لونا:لا أظن...أمي ستعاقبني لأنني حصلت على علامة ناقصة في امتحان الرياضيات
-جوي:أخوك حصل على تقدير فوق المتوسط لذا لن تعاقبي بمفردك
-لونا(بحزن) :بل سأعاقب بمفردي...أخي مميز ولن يجرؤ أحد على ضربه
-جوي:لماذا يعاملك والداك هكذا؟
-لونا(بحزن) :لأنهما يكرهانني ويحبان أخي
-جوي:تعالي للعيش معنا إذًا...ستربيكِ أمي وتعاملكِ جيدا
-لونا:هههههه أتمنى ذلك لكنني لا أستطيع استبدال عائلتي...العائلة تبقى عائلة حتى لو كانت جحيما
-جوي:لكن هذا ليس عدلا...أنا لو مكانكِ لن أعيش معهم
-لونا:ههههه لكنني أحبهم
-جوي:تحبينهم!؟
-لونا:بلى...أحبهم وسأبقى أحبهم

•••••••••••••••••••••••••••••

انتهت جوي من سرد القصة ثم ضربت الطاولة بقوة
-جوي:ربما لم تدركي الموضوع بعد يا عمة لكن لونا تحبكم وستبقى تحبكم...حتى لو ضربتموها...حتى ولو أخذتم مصروفها...حتى ولو استحقرتموها...حتى ولو سمحتم لأخيها باستعبادها
-الأم(بحدة) :لماذا تقولين هذا الآن؟
-جوي:لأن الوقت حان ليصحو ضميرك...إن كانت لونا حية أو ميتة فلا بد أن قلبها يحترق بسببك...منذ طفولتها للآن اضطرت أن تتحمل المعاملة السيئة والتفريق دون تذمر وبالمقابل تجازينها هكذا
-الأم(بحدة) :لونا ليست تلك المسكينة البريئة التي تظنينها...لقد هربت دون أن تدفع مال التعويض في قضية أخيها
-جوي:إن كان كل همكِ المال فأنا سأدفع...فقط دعيها وشأنها
-الأم(بابتسامة) :اتفقنا

لطمت جوي وجهها بقوة وهي تنتحب
-جوي:لا أصدق! أنتِ فعلا لا تهتمين سوى للمال حتى على حساب كرامتك...ماذا تكونين؟
-الأم:بشرية مثلي مثلك...والآن هل ستدفعين أم ماذا؟
-جوي:لا...أبدا...مستحيل
-هايين:لنهرب قبل أن تطلب مني دفع ديونها أنا أيضا
-جوي:فكري في كلامي جيدا يا عمة...لونا تحبك وستبقى تحبك...منذ أن كانت طفلة وحتى الآن

انحنت جوي للمرة الأخيرة ثم توجهت ناحية الباب ولحق بها هايين...قبل أن يخرجا رأيا والد لونا أيضا وقد كان يستمع لكل الحديث
-جوي:الكلام موجه أيضا لك يا عمي...عد لرشدك وأعطِ لونا بعض الحب مثلما تعطيك إياه

• في عام 1420:
وصل تاي ومعه لونا إلى الشلال الذي اعتادا أن يجلسا أمامه ونزلا من على الحصان
-تاي:آسف لأنني انفعلت
-لونا(بحزن) :وأنا آسفة لأنني أقسو عليك رغم تعاملك اللطيف معي
-تاي:لا يهم
-لونا(بحزن) :قبل أن أغادر...أردت إخبارك بالشيء الذي كان عالقا بصدري لأيام

صار قلبه يخفق بقوة وشعر بأنه متوتر لذا بقي ينصت فقط
-لونا(بحزن) :آسفة لأنني لم أقل تلك الكلمة إلا الآن...أعلم كم ستتألم حين أغادر...لكن إن سمعتها مني مرة واحدة فستستطيع أن تمضي قدما في حياتك

اغرورقت عيناه بالدموع لذا قرر التدخل وحسم الموقف فأخرج القلادة من جيبه ووضعها في يدها
-تاي(بحدة) :لا تقوليها...لا فائدة من قولها...هيا غادري بسرعة فليس لدي اليوم بطوله
-لونا(بحزن) :هل تطردني؟
-تاي(بحدة) :نعم أنا أطردك...غادري هيا

دفعها لتسير بعيدا واستدار ليعطيها ظهره...كانت تلك أصعب اللحظات في حياته حين سمح لها بالذهاب ولكنه لا يملك حلا آخر...بعد أن سارت عدة خطوات استدارت نحوه واستدار عندها هو الآخر
-تاي(ببرود) :اهتمي بهايوون...لكن كوني حذرة منه ومن كل الرجال أيضا

أومأت برأسها أنْ نعم ثم أكملت سيرها مبتعدة عنه ومع كل خطوة تخطوها يتمزق قلبها وتنهمر دموعها بحرقة...هي الآن تبكي لكن لا تعرف لماذا فقد انتظرت هذه اللحظة منذ زمن طويل لتعود لزمنها

توقفت بجانب الشلال ونظرت إليه مرة أخيرة ولكن دموعها بالكاد تريد التوقف...وضعت القلادة في رقبتها وكانت على وشك أن تقرر العودة لزمنها ولكن ملايين الأفكار صارت تتردد في ذهنها
-لونا(تفكر) :منذ طفولتي لطالما تمنيت أن أحصل على عائلة ورجل جيد...تمنيت أن يهتم بي أحدهم ويخاف علي...الزمن الذي كنت أعيش فيه بارد وقاسٍ ولا يحتوي هذه الأمور...لكن منذ أتيت لجوسون شعرت أنني محظوظة...شعرت بالحب...شعرت أنني مميزة...هناك أشخاص يحبونني ويقلقون علي...هناك والدة تاي التي عاملتني أفضل من أمي...هناك تاي الذي رأيت بداخله كل مواصفات رجل أحلامي...أيهما أهم؟ العيش في البيئة الباردة التي ولدت فيها أو العيش وسط مكان غريب فيه أناس أرتاح لهم؟

التفتت مرة أخرى للخلف فرأت تاي ما يزال يعطيها ظهره وينتظر أن تغادر بسلام ليذهب
-لونا(تفكر) :القطار يمر أمامي الآن...أمامي خياران...إما أن ألحق به ركضا أو أتجاهله وأتركه يغادر...وأنا علي أن أختار...

فجأة ركضت بأقصى سرعة لديها نحو تاي وعانقته من الخلف مما جعله ينصدم
-لونا(ببكاء) :لا أريد المغادرة...لا أستطيع...أريد البقاء معك للأبد
-تاي(بصدمة) :هل أنتِ مدركة لما تقولين؟
-لونا(ببكاء) :مدركة تماما...لن أتركك...مستحيل
تاي(بصدمة) :لكن عليكِ المغادرة وإلا ستختفين للأبد
-لونا(ببكاء) :هناك شيء نسيت إخبارك به...لقد أخبرني الطبيب سونشو أنه يمكنني البقاء هنا دون أن أختفي...هناك أمل بأن نكون معا

انفجر من السعادة وهجم عليها يعانقها بحرارة ثم حملها وصار يلتف بها...في النهاية وضعها أرضا ومسح دموعها اللؤلؤية بأطراف أصابعه
-تاي(بحماس) :لا أصدق أنكِ ستبقين!
-لونا:لا يهم الزمن الذي ننتمي إليه...المهم أن نكون مع الأشخاص الذين نرتاح لهم

ابتسما لبعضهما ثم ركضت لونا نحو النهر ورمت قلادة الساعة هناك
-تاي(بصدمة) :لماذا رميتها؟ قد تغيرين رأيك فجأة!
-لونا(بابتسامة) :أبدا...هذا قراري النهائي

قامت أيضا بإخراج هاتفها من جيب ملابسها ورمته في النهر
-لونا(بابتسامة) :وداعا للمستقبل...وأهلا بالماضي الذي هو حاضري الآن

في النهاية عاشت لونا مع تاي في زمنه ورمت خلفها كل ذكرياتها المؤلمة...تزوجا وأنجبا الأطفال وعاشا معا سعيدين غانمين...رغم أنهما من زمنين مختلفين لكنهما وجدا في بعضهما ملاذا آمنا ودافئا

هكذا انتهت قصتهما وتحول حلمهما لحقيقة





النهاية



عدل سابقا من قبل بثينة علي في الخميس يناير 25, 2024 7:17 pm عدل 2 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1234
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة عَبْرَ الزَّمَن!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة عَبْرَ الزَّمَن!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة عَبْرَ الزَّمَن!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1السبت مارس 26, 2022 11:41 pm

رواية عبر الزمن : فقرة الأسئلة



مرحبا مجددا

عدت إليكم مع فقرة الأسئلة التفاعلية لأعرف آراءكم وأتناقش معكم قليلا

أسألتنا لليوم سهلة بسيطة فإن أحببتم أجيبوا عنها وإن لم تريدوا فيمكنكم تجاوز الفصل مباشرة

• ما رأيكم بالرواية؟

• كم تقيمونها من عشرة؟

• أكثر شخص أحببتموه؟

• أكثر شخص مستفز؟

• ما رأيكم بمعاملة عائلة لونا لها؟

• هل تعتقدون أن قصة الرواية جديدة أم أنها مُستهلكة؟

• ما رأيكم بالنهاية؟





والآن يمكنكم أن تسألوا الشخصيات أي أسئلة تريدون وأنا سأجيب بصفتي تلك الشخصية

• لونا

• تاي

• هايوون

• جوي وهايين

• والدا لونا

• تيمين

• السيدة لي

• جيسيكا

• والدة تاي

•هايري

• بثينة علي (اسألوني عن الرواية)



هذا كل شيء أراكم في الفصل قادم والذي هو الخاتمة



عدل سابقا من قبل بثينة علي في الخميس يناير 25, 2024 7:20 pm عدل 2 مرات

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
بثينة علي
Admin
بثينة علي


المساهمات : 1234
تاريخ التسجيل : 27/05/2021
العمر : 26

رِوَايَة عَبْرَ الزَّمَن!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: رِوَايَة عَبْرَ الزَّمَن!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)   رِوَايَة عَبْرَ الزَّمَن!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) Icon_minitime1السبت مارس 26, 2022 11:42 pm

رواية عبر الزمن : الخاتمة



مرحبا قططي اللطيفة

أردت أن أضع قفزة زمنية في آخر فصل ولكن عدد الحروف انتهى لذا قررت أن أضعها في الخاتمة لتكون مثل فصل خاص

استمتعوا :

في الذكرى العاشرة لاختفاء لونا قام الجميع بإحياء ذكرى اختفائها...هذه العادة معروفة لدى الأجانب لذا فهم يبنون قبرا ويزورونه كل عام ويدعون الله أن يعود الشخص المفقود بسلام

في تلك الذكرى قرر الجميع الجلوس أمام الكاميرا والحديث عن مشاعرهم للشخص المفقود وكانت عائلة لونا أول المتحدثين
-الأم(بحزن) :لونا...أتذكر أنها كانت على قيد الحياة قبل 10 سنوات...آخر مرة رأيتها في المحكمة...لكنني أفتقدها...بعد رحيلها شعرت بأن هناك شيء ناقصا...هي لن تعود أعلم ذلك...لكن لدي أمل بأنها ستعود وتسامحني...وتقول لي أنها تحبني وستبقى تحبني...لونا...نحن ننتظرك فعودي إلينا

*****

-الأب(بحزن) :أنا آسف لونا...في حين عدتِ ورأيتِ هذا التسجيل فأنا آسف...فعلا لا تدرك قيمة الشيء إلا حين تفقده...وأنا نادم لأنني لم أعرف قيمتك في الوقت المناسب...لا أريد الكلام كثيرا

*****

-تيمين:لقد مرت عشر سنوات بسرعة...الحقيقة أنني كنت أكره أختي لونا وأحقد عليها...رغم أن الجميع يدللونني ويفضلونني عليها لكنني أكرهها...السبب أنها كانت ناجحة أكثر مني...كانت تملك وظيفة وناسا كثيرين يحبونها ويحترمونها...تمكنت من تأجير منزل دون مساعدة أحد وإكمال دراستها أما حين أنظر لنفسي في المرآة فلا أرى سوى فاشل كبير...لهذا السبب كنت أحقد عليها وأستهزئ بها كلما سنحت لي الفرصة...لكنني نادم الآن وأتمنى أن تعود إلينا

*****

-هايوون:لونا كانت موظفة قوية...مهما تم توبيخها فهي لا تهتم...كانت هادئة ومسالمة ولم يشكُ منها أحد...لذا أنا أرجو أن أجد موظفين آخرين مثلها...شكرا على كل مجهودها...إن كانت على قيد الحياة فأتمنى أن تعود إلينا...وإن كانت ميتة فلترقد بسلام

*****

-جوي:منذ طفولتها كانت فتاة رائعة ومبتسمة...أفتقدها كثيرا...أريد أن تعود لكي أزعجها وأقول لها كلاما مستفزا خاصة أنها تغضب بسهولة...لقد أثبتت لي أنها صديقة مخلصة في وقت انقرض فيه الأصدقاء المخلصون

*****

-هايين:أتعلمون من هو أكثر مخلوق يصرخ في العالم؟ ليس صرصور الليل ولا الغوريلات...إنها لونا...مازال صوت صراخها يثقب أذني...لذلك فالعمل هنا ممل بدونها...اعتدت على صراخها وتهديدها لي بضربي...لكنني أعلم أنها لن تضربني فعليا بل كانت تقول ذلك فقط لتمزح معي
-جوي:متأكد؟
-هايين:ههههههههههه لا أعلم...لكنها رائعة رغما كل شيء...رجاءً عودي لنا لونا

•••••••••••••••••••••••••••

أتمنى أن يكون أعجبكم

أعلم أنه ما من فائدة منه ولكن أحببت وضعه حتى تعرفوا كيف يفكر الناس تجاه لونا بعد عشر سنوات من اختفائها خاصة أفراد عائلتها الذين يكرهونها

المهم

لنعد لموضوع روايتنا

ربما لاحظتم أن العبرة من هذه الرواية لم تكن بارزة كثيرا وهي "تفضيل الأولاد الذكور على الإناث" وطبعا هذه الظاهرة موجودة بكل مكان وخاصة مجتمعنا العربي الجاهل وعائلتي تحديدا

لا أود الكلام عن الموضوع لكن أردتكم أن تعرفوا أن معاناة لونا مع عائلتها مقتبسة من قصة حياة أمي...أمي عانت بالضبط ما عانته لونا من تفضيل لإخوتها الذكور عليها لذا أحببت أن أجعل هذه الرواية شريحة من معاناة بعض الناس في المجتمع

والعبرة هي أن لا تفضلوا أبناءكم الذكور على الإناث وإلا سيهربون لزمن آخر ويتركونكم

أمازحكم فحسب (. ❛ ᴗ ❛.)

العبرة هي أن نرمي الجهل خلفنا فكلا الجنسين فيه خير وبركة...رغم أننا في عام 2021 لكن أفكار الجاهلية ما تزال موجودة في تفكيرنا...هناك منا من يفضل الذكور على الإناث ولا أعلم ما السبب لكن الرسول صلى الله عليه وسلم سماهن "بالمؤنسات الغاليات"

يوما ما سيكبر الولد ويتزوج ويعيش بمفرده مع عائلته الجديدة وينسى والديه أصلا _إلا من رحم ربي_

أما الفتاة فمهما كبرت فتبقى معزة الوالدين في وجدانها دون أن ننسى كم خدمتهم في صغرها وأطاعتهم وأسعدتهم

ففي حال كنتم تعرفون شخصا يحتقر الإناث على حساب الذكور فأتمنى أن تنصحوه...أما إن صرتم آباء وأمهات وتحولتم لهذا النوع الظالم فسأذبحكم (. ❛ ᴗ ❛.)

لست أمزح هذه المرة (. ❛ ᴗ ❛.)

أتمنى أنكم استمتعتم بهذه الرواية

تذكروا أنها آخر مرة أكتب عن كيم تايهيونغ وفرقة bts فقد مللت من الكتابة عنهم

ولا تنسوا أن تتابعوا إنستغرامي bothaina__ali فهناك الكثير من المرح في انتظاركم



نلتقي في عمل قادم بإذن الله...سلام






• النسخة الأصلية : من 30 مارس إلى 5 ماي 2021

• النسخة المعدلة : 25 و 26 مارس 2022


بثينة علي

بثينة علي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bothaina-ali.ahlamontada.com
 
رِوَايَة عَبْرَ الزَّمَن!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» رِوَايَة أحْبَبْتُ مُوَظَّفِي!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)
» رِوَايَة طِفْلَتِي!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)
» رِوَايَة سَجِينَة الشُّهْرَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)
» رِوَايَة حَيَاة زَائِفَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)
» رِوَايَة يَوٍْمِيَّات مُرَاهِقَة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
❤ منتدى بثينة علي ❤ :: ❤مؤلفاتي❤ :: ❤ روايات bts❤-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: