رواية في طي النسيان : الفصل الأول
قد تكون مشاعر الحب طريقنا لنعيش في النعيم ونلمسه ولكنها في بعض الأحيان قطعة من الحجيم...نحن كبشر ولدنا كي نحب ونرتبط ونُكوِّن ثنائيا مع الشخص الذي يكملنا لكن لا يمكننا الإنكار أن الشكوك تراودنا من حين لآخر...فأحيانا تكون خاطئة وأحيانا تكون حقيقة يصعب علينا تحملها
في مدينة سيؤول بكوريا الجنوبية...كان هناك ثنائي من أجمل الثنائيات...شابة وشاب يحبان بعضهما ويتواعدان منذ سنتين تقريبا
بارك جيهيو...شابة في العشرين من عمرها تدرس في كلية الفنون التمثيلية في السنة الثانية وحلمها أن تصير ممثلة مشهورة...هي إنسانة هادئة ومسالمة لكن فيما يتعلق بالحب فهي متوحشة
كوون ووهيون...يبلغ من العمر 26 عاما وهو موظف في البنك المركزي
خرج الحبيبان لمدينة الملاهي ولبسا قميصين متشابهين عليهما نصف قلب وسروال جينز أزرق وحذاء بنفس لون القميص وجلسا يتناولان البوضة
-ووهيون:لنلتقط صورة
-جيهيو:لكن ألا تظن أنني أبدو سمينة مؤخرا
-ووهيون:ههههه ومن يهتم؟ ومن يرى جيهيو بعيون ووهيون
-جيهيو(بخجل) :أوووه هذا لطيييف!
رفع ووهيون هاتفه لأعلى والتقط لهما صورة معا وهي تقبل خده
-ووهيون:يااااا...حبيبتي فاتنة الجمال...ماذا أفعل لكي لا أغار عليها
-جيهيو:و لما الغيرة؟ أنا سأبقى لك للأبد
-ووهيون:متأكدة أنكِ لن تحبي غيري؟
-جيهيو:هيييييي من تظنني! طبعا لن أحب غيرك...هل تظن أن من السهل نسيانك؟
-ووهيون:ممممم محقة
أكمل كلاهما تناول البوضة ثم سارا يتمشيان في الحديقة إلى أن وصلا لدورة المياه
-ووهيون:سأدخل...أمسكي محفظتي
-جيهيو:حسنا
ترك ووهيون محفظته مع جيهيو ودخل دورة المياه وبينما تنتظره رن هاتفه فأخرجته ورأت المتصل لكنها تفاجأت حين رأت الرقم مسجلا باسم "سورا"
-جيهيو(تفكر) :سورا! من تكون! لما لا أعرفها!
ردت جيهيو على المكالمة والشكوك تراودها
-جيهيو:ألو!
-سورا:نعم؟ من تكونين؟
-جيهيو:أنا التي يجب أن تسألك هذا السؤال
خرج ووهيون من دورة المياه فرأى جيهيو تحمل هاتفه وأخذه منها
-ووهيون:ألو سورا...أنا مشغول سأتصل بكِ لاحقا
أغلق ووهيون الخط وهو يرتجف من الخوف ثم أعاد الهاتف لجيبه وتظاهر بأنه طبيعي
-ووهيون:لما رددتي؟
-جيهيو(بحدة) :من هذه؟
-ووهيون:زميلتي من العمل
-جيهيو(بحدة) :لما لم أسمع بها من قبل مع أنني أعرف كل زملائك!
-ووهيون:ولما علي إخبارك عن كل الذين عرفتهم طوال حياتي؟
-جيهيو(بحدة) :لأنك مجبر لكي لا أسيء فهمك
-ووهيون:لا تكوني تافهة...أخبرتك أنها مجرد زميلة لي...هل تظنين أنني أخونك؟
-جيهيو(بحدة) :لم أقل ذلك
-ووهيون:إذًا لا تشكي بي فقلبي لن يكون لغيرك
تجاهلته جيهيو وسارت في طريقها عائدة للبيت...هكذا الحال دائما مؤخرا فهي تشعر بالانزعاج من أي فتاة تقترب من حبيبها أو حتى تسأله في الطريق عن مكان ما
إشترى ووهيون باقة ورد وركض خلفها وقدمها لها فابتسمت وأمسكتها
-جيهيو:أنت تعرف دائما كيف ترضيني
-ووهيون:طبعا...نحن معا منذ سنوات وأعرف كل تفصيلة فيك
-جيهيو(بانزعاج) :لا تكلم أي فتاة بعد الآن ولا حتى في العمل مفهوم؟
-ووهيون:لكن هذا ليس عدلا...أنا لم أطلب منكِ من قبل أن لا تكلمي الشباب
-جيهيو:أنا أساسا لا أكلم أحدا لأنني أحترمك وأراعي مشاعرك
-ووهيون:سأحاول التصرف بخصوص ذلك
بعد أن عاد ووهيون للمنزل وجد سورا تنتظره أمام الباب
-ووهيون:مالذي تفعلينه هنا! قد يراك أحدهم
أدخلها للمنزل بسرعة وجلسا
-سورا:من تلك الفتاة التي ردت علي؟
-ووهيون:إنها أختي...أردت إخبارك على الهاتف لكن كنت مشغولا
-سورا:بماذا؟
-ووهيون:بمساعدتها في نقل أغراضها...ستنتقل إلى سيؤول
-سورا:امممم حسنا حبيبي...كيف حالك اليوم؟
-ووهيون:متعب...دلكي ظهري
-سورا:تعال
إستلقى ووهيون على بطنه وخلع قميصه فقامت سورا بتدليك ظهره بهدوء ولطف
سورا شابة تبلغ من العمر 25 عاما وتعمل في منتجع كموظفة تدليك...تكون الحبيبة الثانية لووهيون منذ أربع أشهر...هي فتاة ذات نفوذ وتمتلك الكثير من المعارف الأثرياء
-سورا:حبيبي...أخبرني...هل يمكننا الخروج معا في نهاية الأسبوع؟ أعرف منتجعا مذهلا يمكننا قضاء بضعة أيام فيه...إنه ملك لصديق عمي وستكون لنا تخفيضات خاصة
-ووهيون:أحسنتِ حبيبتي...دائما تفاجئينني...من سواك تتدبر كل أموري
-سورا:ألا أصلح زوجة مثالية؟
صمت ووهيون للحظات ثم نهض من على الأريكة وعانقها
-ووهيون:دعينا لا نقطع الوعود لبعضنا...لا أحد منا يعلم أين سيكون كل منا حين نصل للسن المناسب للزواج
-سورا:هههههه تمزح صحيح؟
-ووهيون:لا...فقط لنتواعد ونقع في الحب مثل كل الناس...أما الزواج...فلنتركه جانبا
-سورا:ممممم بالتفكير في الأمر معك كل الحق...أحبك لأنك منطقي
بالكاد ابتسم ووهيون على كلامها ثم حمل هاتفه ليلقي نظرة عليه فوجد رسالة من جيهيو...ولحسن الحظ لم تنتبه لها سورا فقرأها فورا وحذفها
كان مكتوبا في الرسالة "أريد مقابلتك غدا...لدي مفاجأة لك" ورغم الابتسامة التي اختلجته إلا أنه حاول إخفائها أمام سورا
في الغد...إتفق ووهيون مع جيهيو أن يلتقيا أمام بوابة الحديقة ولكنها تأخرت بسبب اهتمامها الشديد بمظهرها ذلك اليوم
بينما ينتظر أتت إليه فتاة لا يعرفها
-الفتاة:مرحبا...كيف حالك؟
-ووهيون:أنا؟ بخير...ماذا عنك؟
-الفتاة:بخير...أردت إخبارك فحسب...هل أنت مرتبط؟ لقد رأيتك من بعيد وأدركت أنك نوعي المفضل من الرجال...هلاَّ حصلت على رقمك؟
-ووهيون:الحقيقة...
تردد ووهيون في الإجابة خاصة حين تذكر أنه يملك حبيبتين بالفعل...لكن على من يكذب؟ تلك الفتاة التي طلبت رقمه في غاية الجمال وأجمل حتى من الاثنتين لذا شعر بالرغبة في مواعدتها
-ووهيون:الحقيقة...
كانت جيهيو قادمة نحوه وعندما رأته يكلم الفتاة وقفت مكانها تحدق بهما بخيبة أمل...كان على وشك الموافقة لكنه رفع رأسه ورأى كم كانت جيهيو محطمة فقط لأنه يكلم غيرها فماذا لو واعد!؟ لذا غير رأيه مباشرة وقرر التراجع
-ووهيون:أووو حبيبتي...أهلا
-الفتاة:حبيبتك!
إلتفتت الفتاة خلفها فرأت جيهيو
-الفتاة:هذه حبيبتك!
-ووهيون:بلى...أعتذر منك...أحب حبيبتي ولا يمكنني خيانتها
سمعت جيهيو كلامه فابتسمت تلقائيا وركضت نحوه ممسكة يده بخجل
-جيهيو:هذا حقا...أجمل شيء فعلته لأجلي
-ووهيون:ههههه وسأفعل كل شيء...تعالي
شدها من يدها وأكملا جولتهما وهما يبتسمان وبعد أن نظر لملابسها وشعرها ومساحيق تجميلها شعر بالحيرة
-ووهيون:تبدين مذهلة اليوم...هل هناك مناسبة ما؟
-جيهيو:هههههه إحزر
-ووهيون:امممم هل هي الذكرى السنوية لارتباطنا؟
-جيهيو:لا
-ووهيون:عيد ميلادك؟
-جيهيو:لا
-ووهيون:عيد الحب؟
-جيهيو:لااااا...إنه اليوم الذي التقينا فيه أول مرة...كيف تنساه!
-ووهيون:مهلا! كلامك خاطئ...أنا وأنتِ لم نلتقي اليوم بل من المفروض أن تمر سنتان على مواعدتنا الشهر القادم
-جيهيو:لاااا...أعلم أننا بدأنا المواعدة في التاريخ الذي يوافق الشهر القادم...لكن أتحدث قبل أن نتواعد...أي عندما رأيتك أول مرة وكرهنا بعضنا
-ووهيون:حقا! هل استغرقنا شهرا فقط ثم تواعدنا!
-جيهيو:بلى
-ووهيون:مممم أتذكر ذلك...وقتها كنتِ ستضربينني
-جيهيو:ههههه تستحق

قبل سنتين:
ذهبت جيهيو للمركز التجاري لتتسوق وطوال الطريق كانت تسير بحذر لأنها اشترت حذاءا جديدا باللون الأبيض وأي ذرة غبار أو أكل أو دوسة أحدهم قد توسخه
كانت الأمور تسير بشكل جيد إلى أن أرادت النزول عبر السلم المتحرك لكن ووهيون تراجع للخلف بالخطأ وداس على حذائها فوسخه
-جيهيو(بصراخ) :لا...حذائي...مالذي فعلته؟!
-ووهيون:أنا!
-جيهيو(بصراخ) :ومن غيرك؟ ألا ترى أمامك
-ووهيون:لكنكِ لم تكوني أمامي بل خلفي
-جيهيو(بصراخ) :أصمت...مازلت ملاما على ما حصل
-ووهيون:ما كل هذه الجلبة لأجل حذاء؟!
-جيهيو(بصراخ) :ليس أي حذاء...هذه نسخة جديدة من بامبي ومنها في كوريا فقط 500 نسخة
-ووهيون:ما يزال مجرد حذاء في رأيي
-جيهيو(بصراخ) :وأنت ماذا تعرف عن الرقي والملابس الثمينة؟ تبدو كمن لم تصلهم الموضة بعد
-ووهيون:ماذا ماذا! مالذي ذهب بكِ للكلام عن ملابسي وموضتي؟ كل هذا لأجل حذاء سخيف؟ سأشتري لكِ غيره ولتلتزمي الصمت
-جيهيو(بصراخ) :لن تستطيع...لن تستطيع ولو بحثت عنه في المريخ
-ووهيون:بسيطة...سآخذه للمغسلة ويعود جديدا كما كان
خلعت حذائها وأعطته له بكل أريحيه ثم أخرجت من الكيس حذاءا آخر وارتدته
-ووهيون:لديكِ ملايين الأحذية فلما الصراخ؟
-جيهيو(بصراخ) :لأنه حذائي المفضل وهذا أول يوم أرتديه فيه...نظفه هيا
قطب ووهيون حاجبيه بعد أن أدرك أن جيهيو مجنونة فهي لم تشعر بالكبرياء حتى وأعطته الحذاء ليغسله وهذا سلوك غير مقبول نوعا ما
-ووهيون:أكتبي لي رقمك وسأتصل بكِ حين أنظفه
كتبت له جيهيو رقمها ثم غادرت لتعود للمنزل وبعد بضع أيام اتصل بها ليعيد لها حذائها بعد أن نظفه ولكن ذلك اليوم كانت هادئة وتصرفت معه بهدوء وعقلانية...ورغم الظروف التي تقابلا فيها أول مرة إلا أنه أدرك أنها فتاة رائعة وطيبة وحين تغضب تقول أشياء لا تعنيها
مع مرور الأيام تواصل معها عدة مرات وأصبحا صديقين ويوما بعد يوم تطورت علاقتهما إلى أن وقعا في الحب وتواعدا...وكان ذلك بعد شهر من حادثة توسيخ الحذاء
•••••••••••••••••••••••
-ووهيون:إذًا...بعد شهر ستكون ذكرانا السنوية الثانية؟ هذا جميل...مر الوقت سريعا ونحن معا
-جيهيو:أرجوك عدني
-ووهيون:ها!
-جيهيو:عدني أنك ستبقى معي للأبد...ونشكل عائلة ونعيش حياةً سعيدة بعيدة عن الخيانة والخداع
بالكاد استطاع ووهيون النظر في عينيها لكنه حاول أن يعدها
-ووهيون:أعدك
-جيهيو(بابتسامة) :أصدقك...حين رفضت اليوم تلك الفتاة شعرت بسعادة غامرة...كما لو أنني أثق بك للأبد ولن أشك أبدا أبدا
-ووهيون:هههه هذا ممتاز
فجأة صارت السماء تمطر وأفسدت كل شيء
-جيهيو(بتذمر) :لاااا ليس الآن...كنت أود قضاء الوقت معك في الخارج
-ووهيون:لا يهم...لنكمل موعدنا في المقهى
دخلا إلى أحد المقاهي وجلسا يتناولان الكعك والعصير وبينما جيهيو تنظر إليه حمل قطعة من الكعك بالشوكة وقربها من فمها
-جيهيو(بلطف) :أووه هذا لطيف!
-ووهيون:بما أنه يومنا فسأدللك كثيرا
بينما يطعمها ووهيون لقمة بعد لقمة رن هاتفه وكان المتصل سورا...ولأن جيهيو تشك كثيرا حاول التظاهر أنه طبيعي
-ووهيون:دقيقة...سأرد على الهاتف وأعود
-جيهيو:من؟
-ووهيون:يتصلون من العمل...سأرى ماذا يريدون وأعود
-جيهيو:حسنا
ذهبت ووهيون للرواق الواقع بجانب الحمامات ثم رد على سورا
-ووهيون:أهلا حبيبتي
-سورا:تأخرت في الرد كثيرا
-ووهيون:حبيبتي...أنا في العمل الآن...لا تتصلي بي حتى أعود اتفقنا...من فضلك لا تزعجيني لأنني سأغلق الهاتف...أحبك
-سورا:هل تخونني؟
-ووهيون:لا تقلقي لست أخونك...كيف أخون القمر...حسنا...باي...مواح
أغلق الخط واستدار فوجد فتاة غريبة تقف أمامه وتحدق به بحقد...لم يفهم لما تتصرف هكذا لكنه تجاهلها وسار في طريقه إلا أنها لحقت به واعترضته مجددا
-مينا(بغضب) :من كنت تكلم؟
-ووهيون:من أنتِ!
-مينا(بغضب) :أجبني
-ووهيون:لا علاقة لك...إبتعدي
دفعها ووهيون ومر فأمسكته من ذراعه ولوتها مما جعله يجثو أرضا
دب شجار حاد وسمعت جيهيو بأمر تلك الفوضى فأسرعت لتفقدها ووجدت حبيبها يتم ضربه على يد فتاة غريبة...رغم أنها لم تفهم أي شيء لكنها أسرعت ودفعتها ثم عانقت ووهيون لحمايته
-جيهيو(بحدة) :أبعدي يديك عنه...مالذي تفعلينه بحبيبي؟
-مينا(بغضب) :حبيبك هذا كان يكلم فتاةً غيرك ويخبرها أنه في العمل...إفتحي عينيكِ قليلا ولا تثقي فيمن هب ودب
-جيهيو(بصدمة) :هل هذا صحيح؟
-ووهيون:لا...إنها تكذب...لا بد من أنها تريد تخريب علاقتنا
-مينا(بغضب) :ومن أين أعرفك؟
-ووهيون:إسألي هذا السؤال لنفسك...من أين تعرفينني وما علاقتكِ بحياتي؟!
-مينا(بغضب) :هكذا إذًا...من يفعل الخير هذه الأيام يرجع عليه شرا
-جيهيو:مريضة
ساعدته جيهيو ليقف وأخذته خارجا ولحسن الحظ توقف المطر...بينما هما يسيران كان ووهيون خائفا من أن أمره افتُضِح
-ووهيون:هل تصدقينها؟
-جيهيو:لا
-ووهيون:ولماذا؟
-جيهيو(بابتسامة) :لأنني أثق بك...كما أن كلامها غير منطقي...رأيتها قبل قليل وهي تحدق بك بينما تجلس مع شاب آخر...أظن أنها معجبة بك وتريد التخريب بيننا لتأخذك مني
-ووهيون:ههههه معقول! لم ألاحظ
-جيهيو:أما أنا فيمكنني ملاحظة أي شيء يتعلق بك
-ووهيون:بما أن الأمور بخير لنكمل موعدنا
-جيهيو:هيا
قضى الاثنان يوما ممتعا وفي المساء عادت جيهيو لشقتها المستأجرة مع صديقتها "غاين"
غاين شابة في العشرينات أيضا...تدرس اللغة الفرنسية في كلية اللغات الأجنبية وهي صديقة لجيهيو منذ فترة وتشتركان في الإيجار لأجل الدراسة في الجامعة
-جيهيو(بحماس) :لقد عدت
-غاين:أهلا وسهلا
-جيهيو(بحماس) :كان يوما رائعا كالعادة
-غاين:لما لم تشتري البيتزا في طريقك؟
-جيهيو:لم تخبريني...ثم...لماذا تغيرين الموضوع؟
-غاين:حسنا...كان يوما رائعا مع حبيبك ثم ماذا؟
-جيهيو(بإحباط) :تشه...مفسدة المرح
-غاين:تعرفين أنني لا أحب ووهيون ولست مجبرة لأحبه لأجلك
-جيهيو:اعلم أعلم...لكنه حقا شخص جيد...اليوم قام بموقف رائع لي
-غاين:توقفي...لا أريد أن أعرف ولن تتغير نظرتي نحوه حتى لو صنع لكِ قصرا من الزجاج
-جيهيو:لا يهم...سأذهب لأدرس
-غاين:ماذا عن العشاء؟ من سيعده؟
-جيهيو:لنتصل بموصل البيتزا
-غاين:أحسنتِ
ذهبت جيهيو لغرفتها ومن شدة حماسها وسعادتها بذلك اليوم فتحت مذكراتها وكتبت كل شيء حصل بالتفصيل وكيف شعرت بينما حبيبها يرفض فتيات أخريات لأجلها
بعد أن انتهت استلقت في سريرها وتنهدت بسعادة...كل شيء هذه الأيام يسير بطريقة ممتازة ولا يمكنه أن يكون أفضل من ذلك بالنسبة لها
في يوم الغد ذهب ووهيون لمنزل سورا ليتقابلا ويقضيا الوقت معا
-سورا:تبدو وسيما اليوم
-ووهيون:ماذا عنك؟ أجمل فتاة في العالم
عانقها ووهيون وقبلها ثم جلسا على الأريكة يتابعان فيلما معا...وضعت سورا رأسها على كتفه ويدها على صدره
-سورا:ماذا قررت بشأن العطلة التي سنقضيها معا؟
-ووهيون:لا أعلم...لم أقرر بعد
-سورا:أووه هيا...سيكون من المذهل أن نحظى بفرصة كهذه لنبقى معا
تذكر ووهيون أنه وعد جيهيو بالخروج معها لذا شعر بالتردد بينهما
-ووهيون:سأفكر أكثر وأخبرك...بالمناسبة...لا تأتي لمنزلي مرة أخرى...لا أريد أن يرانا أحد معا فيفهم نيتي بالسوء
-سورا:وماذا لو فهموا؟ من يهتم؟
-ووهيون:أنا أهتم...إنها سمعتي
-سورا:حسنا حسنا...لن أفعل...تعال...أريد قضاء الوقت معك
دفعته سورا وأسقطته على الأريكة ثم وضعت رأسها على صدره فعانقها بذراعيه هو الآخر
-سورا:جميل أن يكون لدي حبيب وفي ورائع مثلك
فجأة تحولت ابتسامة ووهيون لعبوس لكنه سرعان ما تظاهر بأنه طبيعي
بعد أن قضى بعض الوقت مع سورا عانقته ثم غادر منزلها متوجها لبيته ورأى جيهيو تنتظره أمام الباب
-جيهيو:حبيبي...مرحبا
-ووهيون:ماذا تفعلين هنا؟
-جيهيو(بابتسامة) :أتيت لأراك...إشتقت إليك
-ووهيون:لندخل ونشرب شيئا
بعد أن دخلا أعطاها كأسا من المشروب الغازي ليشرباه معا وبينما تنظر نحوه كانت تبتسم وتظهر إعجابها الكامل تجاهه
-جيهيو:ووهيون...أحبك
تمكن ووهيون من معرفة كمية صدقها من خلال كلماتها وابتسامتها لذا شعر بشعور غير مريح لأنه يخونها
-ووهيون(ببرود) :أنا أيضا
-جيهيو:هل تعرف كمية السعادة التي أشعر بها حينما أكون معك؟ لن تعرف...حتى أنا لا أعرف...إنها سعادة لا نهائية
-ووهيون:آه...هذا غريب!
-جيهيو:هل تحبني لتلك الدرجة أنت أيضا؟
صمت ووهيون بينما يقلب في عقله إجابة هذا السؤال...رغم أنهما مرتبطان منذ سنتين تقريبا لكنه لا يشعر بأي شيء محدد تجاهها...لطالما كانت بالنسبة له مجرد تسلية مثلها مثل جميع الفتيات اللواتي واعدهن وتركهن بسهولة دون أن يرف له جفن
-ووهيون:هههه ما هذا السؤال!؟ طبعا أحبك
-جيهيو:لا أعتقد أنك تحبني مثلما أحبك...بالنسبة لي فأنا سأموت من دونك...حرفيا سأختنق وأموت وأنت تشاهدني
حدق بها للحظات وهو مصدوم فكمية الهوس التي لديها به تجعله واقعا في مشكلة كبيرة...وبينما تحدق به لاحظت على قميصه الأبيض عند الكتف علامة قبلة ويبدو أنها طبعت عليه لأن فتاة ما عانقته
لم ترد التسرع في حكمها فقد يكون ذاك أحمر شفاهها عالقا به منذ آخر لقاء لهما لذا فكرت قبل أن تقول أي شيء
بعد لحظات نهضت إليه وكوب المشروب الغازي ما يزال ممتلئا بيدها ووقفت عنده...وبينما تنحني لتقبله سكبت المشروب على قميصه عمدا فتبلل
-جيهيو:أووبس! لم أقصد ذلك
-ووهيون:آه هذا سيء...لا بأس سأغيره فورا
-جيهيو:دعني أغسله لك أرجوك
-ووهيون:لا داعي لذلك
-جيهيو:أرجوك...سأشعر بالذنب إن لم أغسله بنفسي...كما أنه سيسرني أن أغسل ملابس زوجي المستقبلي
-ووهيون:حسنا حسنا...يمكنكِ أخذه
إرتدي ووهيون قميصا آخر وأعطى قميصه المبلل المتسخ لجيهيو لذا وضعته في كيس وابتسمت له بتكلف رغم أن هناك شيئا لا يريحها في قصة علامة أحمر الشفاه هذه...لكن الحقيقة لن تظهر لحالها لذا يجب البدء بالتحريات فورا وإظهار كل الأدلة الممكنة قبل إعطاء حكم نهائي