المساهمات : 1314 تاريخ التسجيل : 27/05/2021 العمر : 27
موضوع: رِوَايَة فِي طَيِّ النِّسْيَان!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) الجمعة أبريل 01, 2022 11:49 pm
رواية في طي النسيان : المقدمة
مرحبا فرولاتي الغاليات وكل من مر هنا بالصدفة
آمل أن تكونوا بخير اليوم
لا تنسوا الصلاة على النبي صلى الله وسلم وبارك عليه
هل قلت في خاتمة الرواية السابقة أنني سأنشر رواية جديدة في الغد أو بعد غد؟ (◔‿◔) أوووه حسنا أعترف أنني لا أطبق ما أقول دائما
المهم
لنبدأ معا رحلتنا في روايتنا الجديدة والتي تعالج ظاهرة علمية وطبية والتي هي "الأمنيسيا" أو كما يسمى باللغة العربية "فقدان الذاكرة الكلي"
قد تقولون أن موضوع فقدان الذاكرة أصبح موضوعا مستهلكا ومبتذلا لرواية وكل من هب ودب كتب عنه لدرجة أنه صار مملا جدا
لكن...
ليس مع بثينة علي (. ❛ ᴗ ❛.)
سأجعل الموضوع حماسيا وشيقا لدرجة أنكم ستتوقون لمعرفة الأحداث كل يوم...وستدركون أن الموضوع أصبح جديدا ومميزا بعد أن تروا أسلوبي (◠‿◕)
ما شاء الله كمية التواضع التي لدي ليس لها مثيل ʕ ꈍᴥꈍʔ
تعرفون أنني أمازحكم (。◕‿◕。)
سأبذل جهدي لتكون هذه الرواية مختلفة عن كل روايات فقدان الذاكرة في العالم
وبما أننا دائما نجعل البطل لطيفا ورائعا ومثاليا وهو الذي يغير حياة البطلة فلماذا لا نغير قليلا في هذه الرواية...لنجعله سيئا وخائنا ومخادعا وسيقلب حياة البطلة رأسا على عقب
وبما أنني أريد تجربة أمور جديدة وحركات لطيفة فقد قررت هذه المرة أن أضع شخصيات من رواياتي السابقة في هذه الرواية وأنتم ستحزرون من هي الشخصية ومن أي رواية هي...طبعا لن يستطيع ذلك إلا من تابعوا رواياتي من الألف للياء
أتمنى دعمكم لي بإعجاب إن كنتم من الفايبر
وبتصويت وتعليق إن كنتم من الواتباد
ملاحظة هامة : روايات الحب هي مجرد روايات خيالية غرضها الترفيه فقط والحب الحقيقي خارج إطار الزواج غير موجود والشخص المخلص الذي لا يخون غير حقيقي البتة لذا لا تنخدعوا بالخزعبلات التي ترونها في رواياتي أو أي روايات أخرى لأن الواقع والروايات مختلفان تماااااااما
ولنقل بسم الله ولنبدأ
بثينة علي
عدل سابقا من قبل بثينة علي في الإثنين مارس 27, 2023 7:17 am عدل 2 مرات
بثينة علي يعجبه هذا الموضوع
بثينة علي Admin
المساهمات : 1314 تاريخ التسجيل : 27/05/2021 العمر : 27
قد تكون مشاعر الحب طريقنا لنعيش في النعيم ونلمسه ولكنها في بعض الأحيان قطعة من الحجيم...نحن كبشر ولدنا كي نحب ونرتبط ونُكوِّن ثنائيا مع الشخص الذي يكملنا لكن لا يمكننا الإنكار أن الشكوك تراودنا من حين لآخر...فأحيانا تكون خاطئة وأحيانا تكون حقيقة يصعب علينا تحملها
في مدينة سيؤول بكوريا الجنوبية...كان هناك ثنائي من أجمل الثنائيات...شابة وشاب يتواعدان منذ سنتين تقريبا
بارك جيهيو...شابة في الواحد العشرين من عمرها تدرس في كلية الفنون التمثيلية في السنة الثانية وحلمها أن تصير ممثلة مشهورة...هي إنسانة هادئة ومسالمة لكن فيما يتعلق بالحب فهي متوحشة
كوون ووهيون...يبلغ من العمر 27 عاما وهو موظف في البنك المركزي
خرج الحبيبان لمدينة الملاهي ولبسا قميصين متشابهين عليهما نصف قلب وسروال جينز أزرق وحذاء بنفس لون القميص وجلسا يتناولان البوضة -ووهيون:لنلتقط صورة -جيهيو:لكن ألا تظن أنني أبدو سمينة مؤخرا؟ -ووهيون:ههههه ومن يهتم؟ ومن يرى جيهيو بعيون ووهيون -جيهيو(بخجل) :أوووه هذا لطيييف!
رفع هاتفه لأعلى والتقط لهما صورة معا وهي تقبل خده -ووهيون:يااااا...حبيبتي فاتنة الجمال...ماذا أفعل لكي لا أغار عليها؟ -جيهيو:ولماذا الغيرة؟ أنا سأبقى لك للأبد -ووهيون:متأكدة أنكِ لن تحبي غيري؟ -جيهيو:هيييييي من تظنني؟! طبعا لن أحب غيرك...هل تظن أن من السهل نسيانك؟ -ووهيون:ممممم محقة
أنهيا تناول البوضة ثم سارا يتمشيان في الحديقة إلى أن وصلا لدورة المياه -ووهيون:سأدخل...أمسكي محفظتي -جيهيو:حسنا
ترك محفظته معها ودخل دورة المياه وبينما تنتظره رن هاتفه فأخرجته ورأت المتصل لكنها تفاجأت حين رأت الرقم مسجلا باسم "سورا" -جيهيو(تفكر) :سورا! من تكون!؟ لماذا لا أعرفها!؟
ردت على المكالمة والشكوك تراودها -جيهيو:ألو! -سورا:نعم؟ من تكونين؟ -جيهيو:أنا التي يجب أن تسألك هذا السؤال
خرج ووهيون من دورة المياه فرآها تحمل هاتفه وأخذه منها -ووهيون:ألو سورا...أنا مشغول سأتصل بكِ لاحقا
أغلق الخط وهو يرتجف من الخوف ثم أعاد الهاتف لجيبه وتظاهر بأنه طبيعي -ووهيون:لماذا رددتِ؟ -جيهيو(بحدة) :من هذه؟ -ووهيون:زميلتي من العمل -جيهيو(بحدة) :لماذا لم أسمع بها من قبل مع أنني أعرف كل زملائك الفتيات؟ -ووهيون:ولماذا علي إخبارك عن كل الذين عرفتهم طوال حياتي؟ -جيهيو(بحدة) :لأنك مجبر لكي لا أسيء فهمك -ووهيون:لا تكوني تافهة...أخبرتك أنها مجرد زميلة لي...هل تظنين أنني أخونك؟ -جيهيو(بحدة) :لم أقل ذلك -ووهيون:إذًا لا تشكي بي فقلبي لن يكون لغيرك
تجاهلته وسارت في طريقها عائدة للبيت...هكذا الحال دائما مؤخرا فهي تشعر بالانزعاج من أي فتاة تقترب من حبيبها أو حتى تسأله في الطريق عن مكان ما
اشترى ووهيون باقة ورد وركض خلفها وقدمها لها فابتسمت وأمسكتها -جيهيو:أنت تعرف دائما كيف ترضيني -ووهيون:طبعا...نحن معا منذ سنوات وأعرف كل تفصيلة فيك -جيهيو(بانزعاج) :لا تكلم أي فتاة بعد الآن ولا حتى في العمل مفهوم؟ -ووهيون:لكن هذا ليس عدلا...أنا لم أطلب منكِ من قبل أن لا تكلمي الشباب -جيهيو:أنا أساسا لا أكلم أحدا لأنني أحترمك وأراعي مشاعرك -ووهيون:سأحاول التصرف بخصوص ذلك
بعد أن عاد ووهيون للمنزل وجد سورا تنتظره أمام الباب -ووهيون:ما الذي تفعلينه هنا؟ قد يراك أحدهم
أدخلها للمنزل بسرعة وجلسا -سورا:من تلك الفتاة التي ردت علي؟ -ووهيون:إنها أختي...أردت إخبارك على الهاتف لكن كنت مشغولا -سورا:بماذا؟ -ووهيون:بمساعدتها في نقل أغراضها...ستنتقل إلى سيؤول -سورا:امممم حسنا حبيبي...كيف حالك اليوم؟ -ووهيون:متعب...دلكي ظهري -سورا:تعال
استلقى على بطنه وخلع قميصه فقامت بتدليك ظهره بهدوء ولطف
سورا شابة تبلغ من العمر 25 عاما وتعمل في منتجع كموظفة تدليك...تكون الحبيبة الثانية لووهيون منذ أربع أشهر...هي فتاة ذات نفوذ وتمتلك الكثير من المعارف الأثرياء -سورا:حبيبي...أخبرني...هل يمكننا الخروج معا في نهاية الأسبوع؟ أعرف منتجعا مذهلا يمكننا قضاء بضعة أيام فيه...إنه ملك لصديق عمي وستكون لنا تخفيضات خاصة -ووهيون:أحسنتِ حبيبتي...دائما تفاجئينني...من سواك تتدبر كل أموري -سورا:ألا أصلح زوجة مثالية؟
صمت ووهيون للحظات ثم نهض من على الأريكة وعانقها -ووهيون:دعينا لا نقطع الوعود لبعضنا...لا أحد منا يعلم أين سيكون كل منا حين نصل للسن المناسب للزواج -سورا:هههههه تمزح صحيح؟ -ووهيون:لا...فقط لنتواعد ونقع في الحب مثل كل الناس...أما الزواج...فلنتركه جانبا -سورا:ممممم بالتفكير في الأمر معك كل الحق...أحبك لأنك منطقي
بالكاد ابتسم على كلامها ثم حمل هاتفه ليلقي نظرة عليه فوجد رسالة من جيهيو...ولحسن الحظ لم تنتبه لها سورا فقرأها فورا وحذفها
كان مكتوبا في الرسالة "أريد مقابلتك غدا...لدي مفاجأة لك" ورغم الابتسامة التي اختلجته إلا أنه حاول إخفاءها
في الغد...اتفق ووهيون مع جيهيو أن يلتقيا أمام بوابة الحديقة ولكنها تأخرت بسبب اهتمامها الشديد بمظهرها ذلك اليوم
بينما ينتظر أتت إليه فتاة لا يعرفها -الفتاة:مرحبا...كيف حالك؟ -ووهيون:أنا؟ بخير...ماذا عنك؟ -الفتاة:بخير...أردت إخبارك فحسب...هل أنت مرتبط؟ لقد رأيتك من بعيد وأدركت أنك نوعي المفضل من الرجال...هلاَّ حصلت على رقمك؟ -ووهيون:الحقيقة...
تردد في الإجابة خاصة حين تذكر أنه يملك حبيبتين بالفعل...لكن على من يكذب؟ تلك الفتاة التي طلبت رقمه جذابة مثل الاثنتين الأخريين لذا شعر بالرغبة في مواعدتها -ووهيون:الحقيقة...
كانت جيهيو قادمة نحوه وعندما رأته يكلم الفتاة وقفت مكانها تحدق بهما بخيبة أمل...كان على وشك الموافقة لكنه رفع رأسه ورأى كم كانت جيهيو محطمة فقط لأنه يكلم غيرها فماذا لو واعد!؟ لذا غير رأيه مباشرة وقرر التراجع -ووهيون(بصراخ) :أووو حبيبتي...أهلا -الفتاة:حبيبتك!
سمعت جيهيو كلامه فابتسمت تلقائيا وركضت نحوه ممسكة يده بخجل -جيهيو:هذا حقا...أجمل شيء فعلته لأجلي -ووهيون:ههههه وسأفعل كل شيء...تعالي
شدها من يدها وأكملا جولتهما وهما يبتسمان وبعد أن نظر لملابسها وشعرها ومساحيق تجميلها شعر بالحيرة -ووهيون:تبدين مذهلة اليوم...هل هناك مناسبة ما؟ -جيهيو:هههههه احزر -ووهيون:امممم هل هي الذكرى السنوية لارتباطنا؟ -جيهيو:لا -ووهيون:عيد ميلادك؟ -جيهيو:لا -ووهيون:عيد الحب؟ -جيهيو:لااااا...إنه اليوم الذي التقينا فيه أول مرة...كيف تنساه؟! -ووهيون:مهلا! كلامك خاطئ...أنا وأنتِ لم نلتقي اليوم بل من المفروض أن تمر سنتان على مواعدتنا الشهر القادم -جيهيو:لاااا...أعلم أننا بدأنا المواعدة في التاريخ الذي يوافق الشهر القادم...لكن أتحدث قبل أن نتواعد...أي عندما رأيتك أول مرة وكرهنا بعضنا -ووهيون:حقا! هل استغرقنا شهرا فقط ثم تواعدنا! -جيهيو:بلى -ووهيون:مممم أتذكر ذلك...وقتها كنتِ ستضربينني -جيهيو:ههههه تستحق
• قبل سنتين: ذهبت جيهيو للمركز التجاري لتتسوق وطوال الطريق كانت تسير بحذر لأنها اشترت حذاءً جديدا باللون الأبيض وأي ذرة غبار أو أكل أو دوسة أحدهم قد توسخه
كانت الأمور تسير بشكل جيد إلى أن أرادت النزول عبر السلم المتحرك لكن ووهيون تراجع للخلف بالخطأ وداس على حذائها فوسخه -جيهيو(بحدة) :لا...حذائي...ما الذي فعلته؟! -ووهيون:أنا! -جيهيو(بحدة) :ومن غيرك؟ ألا ترى أمامك -ووهيون:لكنكِ لم تكوني أمامي بل خلفي -جيهيو(بحدة) :اصمت...مازلت ملاما على ما حصل -ووهيون:ما كل هذه الجلبة لأجل حذاء؟! -جيهيو(بحدة) :ليس أي حذاء...هذه نسخة جديدة من بامبي ومنها في كوريا فقط 500 نسخة -ووهيون:ما يزال مجرد حذاء في رأيي -جيهيو(بحدة) :وأنت ماذا تعرف عن الرقي والملابس الثمينة؟ تبدو كمن لم تصلهم الموضة بعد -ووهيون(بتجهم) :ماذا ماذا! ما الذي ذهب بكِ للكلام عن ملابسي وموضتي؟ كل هذا لأجل حذاء سخيف؟ سأشتري لكِ غيره ولتلتزمي الصمت -جيهيو(بصراخ) :لن تستطيع...لن تستطيع ولو بحثت عنه في المريخ...لقد نفذ من الأسواق -ووهيون:بسيطة...سآخذه للمغسلة ويعود جديدا كما كان
خلعت حذاءها وأعطته له بكل أريحيه ثم أخرجت من كيس المشتريات حذاءً آخر وارتدته -ووهيون:لديكِ ملايين الأحذية فلِمَ الصراخ؟ -جيهيو(بصراخ) :لأنه حذائي المفضل وهذا أول يوم أرتديه فيه...نظفه هيا
قطب حاجبيه بعد أن أدرك أن جيهيو مجنونة فهي لم تشعر بالكبرياء حتى وأعطته الحذاء ليغسله وهذا سلوك غير مقبول نوعا ما -ووهيون:اكتبي لي رقمك وسأتصل بكِ حين أنظفه
كتبت له رقمها ثم غادرت لتعود للمنزل وبعد بضع أيام اتصل بها ليعيد لها حذاءها بعد أن نظفه ولكن ذلك اليوم كانت هادئة وتصرفت معه بهدوء وعقلانية...ورغم الظروف التي تقابلا فيها أول مرة إلا أنه أدرك أنها فتاة رائعة وطيبة وحين تغضب تقول أشياء لا تعنيها
مع مرور الأيام تواصل معها عدة مرات وأصبحا صديقين ويوما بعد يوم تطورت علاقتهما إلى أن وقعا في الحب وتواعدا...وكان ذلك بعد شهر من حادثة توسيخ الحذاء
•••••••••••••••••••••••
-ووهيون:إذًا...بعد شهر ستكون ذكرانا السنوية الثانية؟ هذا جميل...مر الوقت سريعا ونحن معا -جيهيو:أرجوك عدني -ووهيون:ها! -جيهيو:عدني أنك ستبقى معي للأبد...ونشكل عائلة ونعيش حياةً سعيدة بعيدة عن الخيانة والخداع
بالكاد استطاع النظر في عينيها لكنه حاول أن يعدها -ووهيون:أعدك -جيهيو(بابتسامة) :أصدقك...حين رفضت اليوم تلك الفتاة شعرت بسعادة غامرة...كما لو أنني أثق بك للأبد ولن أشك أبدا أبدا -ووهيون:هههه هذا ممتاز
فجأة صارت السماء تمطر وأفسدت كل شيء -جيهيو(بتذمر) :لاااا ليس الآن...كنت أود قضاء الوقت معك في الخارج -ووهيون:لا يهم...لنكمل موعدنا في المقهى
دخلا إلى أحد المقاهي وجلسا يتناولان الكعك والعصير وبينما جيهيو تنظر إليه حمل قطعة من الكعك بالشوكة وقربها من فمها -جيهيو(بلطف) :أووه هذا لطيف! -ووهيون:بما أنه يومنا فسأدللك كثيرا
بينما يطعمها لقمة بعد لقمة رن هاتفه وكان المتصل سورا...ولأن جيهيو تشك كثيرا حاول التظاهر أنه طبيعي -ووهيون:دقيقة...سأرد على الهاتف وأعود -جيهيو:من؟ -ووهيون:يتصلون من العمل...سأرى ماذا يريدون وأعود -جيهيو:حسنا
ذهبت للرواق الواقع بجانب الحمامات ثم رد على سورا -ووهيون:أهلا حبيبتي -سورا:تأخرت في الرد كثيرا -ووهيون:حبيبتي...أنا في العمل الآن...لا تتصلي بي حتى أعود اتفقنا...من فضلك لا تزعجيني لأنني سأغلق الهاتف...أحبك -سورا:هل تخونني؟ -ووهيون:لا تقلقي لست أخونك...كيف أخون القمر...حسنا...باي...مواح
أغلق الخط واستدار فوجد فتاة غريبة تقف أمامه وتحدق به بحقد...لم يفهم لماذا تتصرف هكذا لكنه تجاهلها وسار في طريقه إلا أنها لحقت به واعترضته مجددا -مينا(بغضب) :من كنت تكلم؟ -ووهيون:من أنتِ! -مينا(بغضب) :أجبني -ووهيون:لا علاقة لك...ابتعدي
دفعها ومر فأمسكته من ذراعه ولوتها مما جعله يجثو أرضا
دب شجار حاد وسمعت جيهيو بأمر تلك الفوضى فأسرعت لتفقدها ووجدت حبيبها يتم ضربه على يد فتاة غريبة...رغم أنها لم تفهم أي شيء لكنها أسرعت ودفعتها ثم عانقت ووهيون لحمايته -جيهيو(بحدة) :أبعدي يديك عنه...ما الذي تفعلينه بحبيبي؟ -مينا(بغضب) :حبيبك هذا كان يكلم فتاةً غيرك ويخبرها أنه في العمل...افتحي عينيكِ قليلا ولا تثقي فيمن هب ودب -جيهيو(بصدمة) :هل هذا صحيح؟ -ووهيون:لا...إنها تكذب...لا بد من أنها تريد تخريب علاقتنا -مينا(بغضب) :ومن أين أعرفك؟ -ووهيون:اسألي هذا السؤال لنفسك...من أين تعرفينني وما علاقتكِ بحياتي؟! -مينا(بغضب) :هكذا إذًا...من يفعل الخير هذه الأيام يرجع عليه شرا -جيهيو:مريضة
ساعدته جيهيو ليقف وأخذته خارجا ولحسن الحظ توقف المطر...بينما هما يسيران كان خائفا من أن أمره افتُضِح -ووهيون:هل تصدقينها؟ -جيهيو:لا -ووهيون:ولماذا؟ -جيهيو(بابتسامة) :لأنني أثق بك...كما أن كلامها غير منطقي...رأيتها قبل قليل وهي تحدق بك بينما تجلس مع شاب آخر...أظن أنها معجبة بك وتريد التخريب بيننا لتأخذك مني -ووهيون:ههههه معقول! لم ألاحظ -جيهيو:أما أنا فيمكنني ملاحظة أي شيء يتعلق بك -ووهيون:بما أن الأمور بخير لنكمل موعدنا -جيهيو:هيا
قضى الاثنان يوما ممتعا وفي المساء عادت جيهيو لشقتها المستأجرة مع صديقتها "غاين"
غاين شابة في العشرينات أيضا...تدرس اللغة الفرنسية في كلية اللغات الأجنبية وهي صديقة لجيهيو منذ فترة وتشتركان في الإيجار لأجل الدراسة في الجامعة -جيهيو(بحماس) :لقد عدت -غاين:أهلا وسهلا -جيهيو(بحماس) :كان يوما رائعا كالعادة -غاين:لماذا لم تشتري البيتزا في طريقك؟ -جيهيو:لم تخبريني...ثم...لماذا تغيرين الموضوع؟ -غاين:حسنا...كان يوما رائعا مع حبيبك ثم ماذا؟ -جيهيو(بإحباط) :تشه...مفسدة المرح -غاين:تعرفين أنني لا أحب ووهيون ولست مجبرة لأحبه لأجلك -جيهيو:اعلم أعلم...لكنه حقا شخص جيد...اليوم قام بموقف رائع لي -غاين:توقفي...لا أريد أن أعرف ولن تتغير نظرتي نحوه حتى لو صنع لكِ قصرا من الزجاج -جيهيو:لا يهم...سأذهب لأدرس -غاين:ماذا عن العشاء؟ من سيعده؟ -جيهيو:لنتصل بموصل البيتزا -غاين:أحسنتِ
ذهبت جيهيو لغرفتها ومن شدة حماسها وسعادتها بذلك اليوم فتحت مذكراتها وكتبت كل شيء حصل بالتفصيل وكيف شعرت بينما حبيبها يرفض فتيات أخريات لأجلها
بعد أن انتهت استلقت في سريرها وتنهدت بسعادة...كل شيء هذه الأيام يسير بطريقة ممتازة ولا يمكنه أن يكون أفضل من ذلك بالنسبة لها
في يوم الغد ذهب ووهيون لمنزل سورا ليتقابلا ويقضيا الوقت معا -سورا:تبدو وسيما اليوم -ووهيون:ماذا عنك؟ أجمل فتاة في العالم
عانقها وقبلها ثم جلسا على الأريكة يتابعان فيلما معا...وضعت سورا رأسها على كتفه ويدها على صدره -سورا:ماذا قررت بشأن العطلة التي سنقضيها معا؟ -ووهيون:لا أعلم...لم أقرر بعد -سورا:أووه هيا...سيكون من المذهل أن نحظى بفرصة كهذه لنبقى معا
تذكر أنه وعد جيهيو بالخروج معها لذا شعر بالتردد بينهما -ووهيون:سأفكر أكثر وأخبرك...بالمناسبة...لا تأتي لمنزلي مرة أخرى...لا أريد أن يرانا أحد معا فيفهم نيتي بالسوء -سورا:وماذا لو فهموا؟ من يهتم؟ -ووهيون:أنا أهتم...إنها سمعتي -سورا:حسنا حسنا...لن أفعل...تعال...أريد قضاء الوقت معك
دفعته وأسقطته على الأريكة ثم وضعت رأسها على صدره فعانقها بذراعيه هو الآخر -سورا:جميل أن يكون لدي حبيب وفي ورائع مثلك
فجأة تحولت ابتسامته لعبوس لكنه سرعان ما تظاهر بأنه طبيعي
بعد أن قضى بعض الوقت مع سورا عانقته ثم غادر منزلها متوجها لبيته ورأى جيهيو تنتظره أمام الباب -جيهيو:حبيبي...مرحبا -ووهيون:ماذا تفعلين هنا؟ -جيهيو(بابتسامة) :أتيت لأراك...اشتقت إليك -ووهيون:لندخل ونشرب شيئا
بعد أن دخلا أعطاها كأسا من المشروب الغازي ليشرباه معا وبينما تنظر نحوه كانت تبتسم وتظهر إعجابها الكامل تجاهه -جيهيو:ووهيون...أحبك
تمكن ووهيون من معرفة كمية صدقها من خلال كلماتها وابتسامتها لذا شعر بشعور غير مريح لأنه يخونها -ووهيون(ببرود) :أنا أيضا -جيهيو:هل تعرف كمية السعادة التي أشعر بها حينما أكون معك؟ لن تعرف...حتى أنا لا أعرف...إنها سعادة لا نهائية -ووهيون:آه...هذا غريب! -جيهيو:هل تحبني لتلك الدرجة أنت أيضا؟
صمت بينما يقلب في عقله إجابة هذا السؤال...رغم أنهما مرتبطان منذ سنتين تقريبا لكنه لا يشعر بأي شيء محدد تجاهها...لطالما كانت بالنسبة له مجرد تسلية مثلها مثل جميع الفتيات اللواتي واعدهن وتركهن بسهولة دون أن يرف له جفن -ووهيون:هههه ما هذا السؤال!؟ طبعا أحبك -جيهيو:لا أعتقد أنك تحبني مثلما أحبك...بالنسبة لي فأنا سأموت من دونك...حرفيا سأختنق وأموت وأنت تشاهدني
حدق بها للحظات وهو مصدوم فكمية الهوس التي لديها به تجعله واقعا في مشكلة كبيرة...وبينما تحدق به لاحظت على قميصه الأبيض عند الكتف علامة قبلة ويبدو أنها طبعت عليه لأن فتاة ما عانقته
لم ترد التسرع في حكمها فقد يكون ذاك أحمر شفاهها عالقا به منذ آخر لقاء لهما لذا فكرت قبل أن تقول أي شيء
بعد لحظات نهضت إليه وكوب المشروب الغازي ما يزال ممتلئا بيدها ووقفت عنده...وبينما تنحني لتقبله سكبت المشروب على قميصه عمدا فتبلل -جيهيو:أووبس! لم أقصد ذلك -ووهيون:آه هذا سيء...لا بأس سأغيره فورا -جيهيو:دعني أغسله لك أرجوك -ووهيون:لا داعي لذلك -جيهيو:أرجوك...سأشعر بالذنب إن لم أغسله بنفسي...كما أنه سيسرني أن أغسل ملابس زوجي المستقبلي -ووهيون:حسنا حسنا...يمكنكِ أخذه
ارتدي قميصا آخر وأعطى قميصه المبلل المتسخ لها لذا وضعته في كيس وابتسمت له بتكلف رغم أن هناك شيئا لا يريحها في قصة علامة أحمر الشفاه هذه...لكن الحقيقة لن تظهر لحالها لذا يجب البدء بالتحريات فورا وإظهار كل الأدلة الممكنة قبل إعطاء حكم نهائي
عدل سابقا من قبل بثينة علي في الإثنين مارس 27, 2023 7:40 am عدل 2 مرات
بثينة علي يعجبه هذا الموضوع
بثينة علي Admin
المساهمات : 1314 تاريخ التسجيل : 27/05/2021 العمر : 27
عادت جيهيو للمنزل ومعها قميص ووهيون وعندما وصلت طرحته على مكتبها وصارت تتفحصه بتمعن
كانت علامة أحمر الشفاه ما تزال بارزة وبعد أن قارنتها مع جميع ألوان أحمر الشفاه التي تملكها اكتشفت أن ذلك اللون ليس لها لذا أصبح مؤكدا أن هناك فتاة غيرها عانقته -جيهيو(بقلق) :اهدئي جيهيو...اهدئي...ربما ما تفكرين فيه لم يحصل...لعل فتاة ما تعثرت وسقطت فتمسكت به والتصق أحمر شفاهها بقميصه...أو ربما هو لأخته أو إحدى قريباته عانقنه فالتصق به...مستحيل أن ووهيون يخونني...مستحيل...لقد فعل الكثير لأجلي وهو دون أدنى شك مختلف عن بقية الرجال
بعد أن حاولت مواساة نفسها عادت للتفتيش في القميص عن أي دليل آخر فوجدت شعرة شقراء ملتصقة به -جيهيو:شعري ليس أشقر! من أين جاءت هذه الشعرة!
حدقت بالشعرة للحظات وهي مصدومة ولكن رغم كل الأدلة التي معها لم تستطع تصديق فكرة أن ووهيون قد يستطيع خيانتها -جيهيو(بقلق) :لعلها شعرة أحد من عائلته...لا يجب أن أحكم قبل أرى بعيني...يا إلهي ماذا أفعل!
أخذت صورة لعلامة أحمر الشفاه وألصقت الشعرة في دفتر مذكراتها ثم قررت أن تبحث في الأمر أكثر قبل أن تعطي قرارا نهائيا
في نفس الوقت ذهب ووهيون للقاء صديقه موا في المقهى -موا:لقد تم رفع رواتبنا ابتداءً من يوم أمس -ووهيون:أووو مذهل! ما المناسبة؟ -موا:لأننا نقوم بعمل جيد بالطبع -ووهيون:حسنا هذه ثمرة تعبنا...نستحق -موا:سيخرج جميع موظفي البنك في نهاية الأسبوع لعشاء جماعي...عليك أن تأتي أنت أيضا -ووهيون:لكنني وعدت حبيبتي -موا:أي منهما؟ -ووهيون:التي تدرس في الجامعة...آه تذكرت...الأخرى أيضا طلبت مني أن أذهب معها للمنتجع...ماذا أفعل برأيك؟ -موا:ولماذا تسألني؟ لديك اثنتين وأنا وحيد -ووهيون:فقط لحصل على واحدة وكف عن الحسد -موا:أعطني إحداهما إذًا -ووهيون(بحدة) :ابتعد عن ممتلكاتي وجد لك واحدة بنفسك...مزعج -موا:ليتني أفعل...لكن تعرف أن ذوقي متطلب جدا في النساء ولا أواعد من هب ودب مثلك -ووهيون(بحدة) :تقول ذلك لأنك لم تراهما...حبيبتاي أفضل مما تتخيل...إحداهما جميلة وجذابة...والأخرى حنونة وتقوم بتدليك ظهري...بالإضافة لأن لديها الكثير من المعارف الأثرياء المستعدين لمساعدتي في أي مشكلة تواجهني -موا:لكن صديقي ووهيون...هل يمكنني سؤالك؟ كيف تشعر تجاههما؟ هل أنت راضٍ بخداعك لهما في نفس الوقت؟ وأي منهما تحب؟ -ووهيون:هههههه قال أحب قال...ولماذا أحب ما دمت أستطيع مواعدة من أشاء؟ الحب التزام وهو لا يريحني -موا:حسنا فهمت وجهة نظرك...أمتأكد أنك لن تندم؟ -ووهيون(بثقة) :أكيييييد
احتاجت جيهيو بعض الوقت لتسترجع شتات نفسها ثم طلبت مقابلة ووهيون ليتمشيا في الحديقة
بينما يسيران كان كل منهما صامتا ويحدق بالطريق -ووهيون:غريب...لم تتواصلي معي منذ أمس ولم تكلميني قبل النوم على الهاتف...هل هناك خطب؟
حاولت جيهيو الابتسام وتمسكت بذراعه بينما يسيران -جيهيو:أبدا...كان لدي امتحانات لذا سهرت لوقت متأخر ونمت مباشرة...آمل أنني لم أثر قلقك -ووهيون:أبدا...أردت الاتصال بك لكن لا يهم -جيهيو:لم يبقى الكثير على ذكرى ارتباطنا...ماذا نفعل لأجل هذه المناسبة؟ -ووهيون:لا أعلم...أخبريني أنتِ -جيهيو:أفكر أن نذهب للتخييم في الجبال ونبقى مع بعضنا ليوم كامل...كزوجين -ووهيون:فكرة جيدة...ذكريني بها حين...
قاطعه صوت الهاتف معلنا عن سلسلة من الرسائل المتتالية -جيهيو:من! -ووهيون:لا تهتمي...ما الذي كنتِ تقولينه؟ -جيهيو(بانزعاج) :جديا...من هذا الذي يراسلك بهذه الطريقة؟ -ووهيون:سأرى
أخرج هاتفه ونظر للرسائل وكانت من حبيبته الأخرى "سورا" لذا أعاده لجيبه -ووهيون:إنها من صديقي -جيهيو:صديقك يراسلك بهذه الطريقة...هل من خطب؟ -ووهيون:أبدا...أرادني أن أرافقه للعشاء الجماعي يوم الأحد -جيهيو(بانزعاج) :أريد قراءة الرسائل -ووهيون:لماذا؟ -جيهيو(بانزعاج) :لا أشعر بالراحة...أعطني الهاتف -ووهيون:ألا تثقين بكلامي؟ -جيهيو(بانزعاج) :بلى لكن لماذا تعقد الأمور؟ أعطني الهاتف فحسب وستحل المشكلة -ووهيون:وماذا لو رفضت؟ -جيهيو(بانزعاج) :لا مجال للرفض -ووهيون:أوووف كم صرتِ مزعجة -جيهيو(بانزعاج) :قل الحقيقة...أليست تلك الفتاة التي ضربتك في المقهى هي واحدة كنت تخونني معها وعندما رأتنا معا أبرحتك ضربا؟ -ووهيون:ما الذي تقولينه! ما هذا الفيلم الهندي الذي اخترعتِه الآن؟! -جيهيو(بانزعاج) :الحقيقة...من فضلك أخبرني فقط بالحقيقة -ووهيون(بصراخ) :ليس هناك ما أخبركِ به...ألا تلاحظين نفسك؟ لقد صرتِ مزعجة وتشكين في أتفه الأمور...لا يمكنني العيش معكِ هكذا...لننفصل
استدار وغادر تاركا إياها متصنمة في مكانها من الصدمة مغرورقة العينين...بقيت تحدق به يبتعد إلى أن توارى عن الأنظار...لم تستطع أن تلحق به وتصالحه فهي مستاءة منه لذا تريد الانتظار حتى يصالحها بنفسه
عادت للمنزل جثة هامدة ووقفت في وسط غرفة المعيشة بجانب غاين تقلب شفاهها بلطف وعيناها امتلأتا بالدموع -غاين(بتجهم) :هل قام بخيانتك؟ -جيهيو(بحزن) :لقد انفصلنا -غاين:لأنه قام بخيانتك؟ -جيهيو(بحزن) :بل لأنه قال أنني مزعجة وأشك كثيرا -غاين:فعلا...طريقة إستراتيجية للتخلص منك
عانقت جيهيو صديقتها بحرارة وصارت تبكي -جيهيو(ببكاء) :غااااين أنا أحبه...غاين ساعديني -غاين(بتجهم) :وماذا يمكنني أن أفعل ما دام هذا قراره؟ -جيهيو(ببكاء) :لا بد من طريقة ما لجعله يغير رأيه -غاين:بلى...لكن من المفروض أنكِ ارتحتِ منه...دعيه يذهب فهناك ملايين غيره في العالم سيعاملونك أفضل -جيهيو(ببكاء) :لماذا تفعلين بي ذلك أوني؟ أنا حقا أحبه وسأموت بدونه...اطلبي منه أن يصالحني -غاين:لن أفعل...اسمعي...في الغد ستخرجين مع غيره وتبدئين بناء حياتك من جديد -جيهيو(ببكاء) :لا أستطيع...إنني أحبه بجنون -غاين:هذا ما أستطيع مساعدتكِ به...إياك والاتصال به مرة ثانية -جيهيو(ببكاء) :لماذا تحقدين عليه لهذه الدرجة؟! ما الذي فعله لك؟! -غاين(ببرود) :لم يفعل شيئا...فقط قلت لكِ أنكما غير مناسبين...استمعي لكلامي...من يحبكِ حقا لا يتركك لأجل أنكِ تغارين عليه
هزت جيهيو رأسها بهدوء ومسحت دموعها ثم ذهبت لغرفة النوم...بينما هي مستلقية في سريرها كانت تنتظر بفارغ الصبر اتصالا من ووهيون ولكن دون جدوى فهو الآن يتسكع مع صديقه ويحتفل
في أحد المطاعم اجتمع ووهيون بصديقه موا يتناولان الطعام الفاخر -موا:تبدو سعيدا اليوم -ووهيون:هههههه احزر ماذا؟ تخلصت من حبيبتي التي تدرس في الجامعة -موا:وهل هذا أمر يدعو للسعادة؟! -ووهيون:بلى...مللت منها...أشعر أنني تحررت من القيود...يمكنني مواعدة أخرى بدلا عنها
قطب موا حاجبيه وابتسم بسخرية على حال صديقه -موا:جديا...تبدو أبله وأنت تتلاعب بالفتيات هكذا -ووهيون:تغار مني -موا:أغار منك لسبب واحد...لأن هناك من تهتم بك وتحبك...أما ما تفكر به فهو أوهام -ووهيون:لماذا لا تكون مثلي إذًا؟ -موا:لأنك مثير للشفقة ببساطة -ووهيون(بثقة) :الغيرة من تجعلك تقول هذا -موا:أخبرني...أيهما تحب؟ وبدون لف ودوران وإنكار هذه المرة -ووهيون:قلت سابقا...ولا واحدة -موا:تواعدهما منذ زمن ولم تشعر بالانجذاب لأي منهما؟ -ووهيون:وماذا في ذلك؟ -موا:ربما لم يحن الوقت بعد لتعرف قيمة إحداهما...سيأتي اليوم وتوضع في اختبار حقيقي لمشاعرك وعندها ستعرف كل شيء -ووهيون:لست مهتما للأمر...فليحصل أي شيء
في صباح اليوم التالي فتحت جيهيو عينيها وحملت هاتفها مباشرة...لم تتلقى أي رسائل أو اتصالات من ووهيون لذا شعرت بالإحباط وأعادت هاتفها لمكانه
لم تستطع التحمل أكثر لذا اتصلت به فورا بينما هو نائم وعندنا تفقد هاتفه ورأى رقمها رد بكل برود -ووهيون:ألو
بقيت تستمع لصوته فقط وهي صامتة وتقلب شفتها السفلية بلطف -ووهيون:ألن تتكلمي؟ أغلقي الخط إذًا -جيهيو(بتجهم) :لا تجعلني أشتمك -ووهيون:ماذا تريدين؟ -جيهيو(بتجهم) :لماذا لم تتواصل معي منذ الأمس؟ أنا غاضبة منك للغاية وأريد ضربك بقوة -ووهيون:لقد انفصلنا -جيهيو(بتجهم) :لا لم ننفصل...نحن نحب بعضنا ومجرد كلمة "لننفصل" لن تمحو ما نشعر به -ووهيون:جديا لقد سئمت...الحب ليس كل شيء...لا يمكنني تحمل شكوكك بعد الآن...سأغلق -جيهيو(بصراخ) :لاااا مهلا لا تغلق...أخبرني ما الذي تريده مباشرة؟ -ووهيون:مازلتِ لا تفهمين ما أريد؟ -جيهيو:لن أشك فيك مجددا ولن أزعجك ولن أطلب منك عدم مكالمة زميلاتك من العمل...هل يرضيك كل هذا؟ -ووهيون:ولن تفتشي هاتفي أيضا؟ -جيهيو(بتردد) :مممممم حسنا -ووهيون:سأكلمك لاحقا...الآن سأكمل نومي -جيهيو:نوما هنيئا
أغلقت الخط ثم ابتسمت وركضت للمطبخ حيث غاين تشرب كوبا من العصير -جيهيو(بحماس) :غااااين...احزري ماذا؟ لقد تصالحنا -غاين(ببرود) :لقد تأخرت على الجامعة...أراكِ في المساء
حملت حقيبتها وغادرت بسرعة وعندما أغلقت الباب خلفها وقفت حزينة -غاين(بحزن) :آسفة جيهيو...آسفة لأنني لا أستطيع أن أكون سعيدة لأجل سعادتك
ذهبت جيهيو أيضا للجامعة وقضت يوما مليئا بالمحاضرات والحصص التطبيقية وفي نهاية اليوم توجهت لمنزل ووهيون وطرقت الباب وعندما فتح لها قابلته بابتسامة -جيهيو:أعلم أنك لم تتوقع قدومي -ووهيون:بل توقعت...تفضلي
دخلت بهدوء وجلست على الأريكة بينما هو واقف يحدق بها...شعرت أن العلاقة بينهما غريبة لذا وقفت مجددا وتوجهت نحوه وأحاطت رقبته بذراعيها -جيهيو:حبيبي...هل ما تزال غاضبا؟ -ووهيون:لا -جيهيو:لا تكذب علي...تبدو مستاءً من شيء ما -ووهيون:لا يهم...دعينا ننسى
فاجأته بقبلة على شفاهه فصمت على الفور ووضع يديه حولها...كانت ستتعمق في القبلة أكثر لكنها تذكرت أمر الشعرة وأحمر الشفاه وتوقفت على الفور...ولكي لا يشك بها ويرى ملامحها عانقته مباشرة
حاولت أن يدفعها نحو الأريكة لكنه تعثر وسقط فوقها على الأرض -ووهيون:أنتِ بخير؟ -جيهيو(بألم) :بلى...لكنك ثقيل
رفع جزئه العلوي عنها وحدق بها وهي ممددة على الأرض...ذاك العطر الذي تضعه يجذبه نحوها وشفاهها الكرزية الممتلأة تبهره...لكن حتى لو كان يخدعها فهو لم يستطع أن يستغلها ويستغل حبها له جسديا مهما كان
بعد أن تبادلا النظرات لبرهة دون أن ينطقا بشيء نهض ووهيون ووقف على قدميه ثم مد يده له ليساعدها على الوقوف -ووهيون:سأذهب لأستحم -جيهيو:حسنا...سأنتظرك ثم نخرج لتناول العشاء
انتظرته حتى دخل الحمام وملأ صوت المرش المكان ثم ركضت نحو هاتفه الموضوع على المنضدة -جيهيو(تفكر) :ترى ماذا يمكن أن تكون كلمة السر؟
فكرت للحظات ثم جربت كلمة استنتجتها من رأسها ولم تنجح...ثم جربت أخرى ولم تنجح...لم يبقى لها سوى محاولة وإن أخفقت سيصورها الهاتف وتقع في مشكلة -جيهيو(تفكر) :ربما ليس اليوم
أسرعت نحو غرفة نومه وبحثت في أغراضه عن أي أغراض نسائية أو هدايا من شخص آخر غيرها فلم تجد شيئا...تبين الآن أن الأمر أعقد مما تظن لذا استسلمت وعادت للجلوس على الأريكة
بعد أن انتهى ووهيون من الاستحمام خرج من الحمام يلف المنشفة حول خصره وذهب ليرتدي ملابسه فتذكرت أن تعطيه قميصه الذي غسلته -جيهيو:آسفة...كدت أنساه -ووهيون:لا يهم...دقيقة وأعود
دخل غرفة النوم وبينما يغير ثيابه رن هاتفه الموجود على المنضدة في غرفة المعيشة...رفعت جيهيو رأسها بفضول وألقت نظرة على المتصل فوجدته رقما غير مسجل -جيهيو(تفكر) :هل يعقل أنها حبيبته؟ لكن لماذا لا يسجل رقمها عنده؟!
سمع ووهيون الرنين فأخرج رأسه من غرفة النوم -ووهيون(بصراخ) :حبي...هلاَّ أعطيتِني الهاتف؟ -جيهيو:آه...بلى
أخذت الهاتف وأعطته له فأدخله وأغلق الباب...ومع شدة توترها وقلقها وقفت عند الباب ووضعت أذنها عليه لتتمكن من سماعه أكثر -ووهيون:عزيزتي...لا تقلقي...سأكون هناك بالتأكيد...أعدك...لن أفوت فرصة كهذه...أحبك...بـ...
ما كاد يكمل كلامه حتى فتحت جيهيو الباب ووقفت متجمدة تحدق به والحزن بادٍ على وجهها...ولحسن الحظ أنه ارتدى بنطاله قبل أن تدخل -جيهيو(بحزن) :تخونني؟ -ووهيون:ماذا أصابك؟ دعيني أكمل المكالمة وبعدها سنتحدث -جيهيو(بحزن) :كيف أمكنك ذلك؟ لقد ضحيت بالكثير لأجلك وفي النهاية تفعل ذلك بي؟ -ووهيون:تشه...لا تكوني درامية
سمع صوت المرأة التي يكلمها على الهاتف فأعاد وضعه على أذنه -ووهيون:آسف أمي...هناك مشكلة...سأكلمك لاحقا -جيهيو(بصدمة) :أمك! لا أصدقك!
وضع الهاتف على وضع المكبر وقربه من جيهيو -ووهيون:أمي...حبيبتي جيهيو تود الكلام معك -سيدة كوون:أووه حقا...هذا لطيف...مررها لي -ووهيون:إنها تسمعك -جيهيو(بتوتر) :م م م مرحبا س س سيدتي...أنا جيهيو -ووهيون:يبدو أنكِ لستِ مستعدة بعد...أمي...ستكلمينها لاحقا فهي ليست بخير -سيدة كوون:حسنا...لكن سيكون لطيفا أن تحضرها معك أيضا -ووهيون:حسنا...وداعا...أحبك
أغلق الخط وتنهد ثم نظر لجيهيو التي صمتت فجأة وبقيت تلعب بأصابعها بتوتر -ووهيون:ماذا الآن؟ -جيهيو(بتوتر) :لقد تركتني أكلم والدتك لأول مرة...آسفة...لم أستطع ذلك...من المخيف أن أفكر أنني أكلم حماتي المستقبلية
بسبب كلامها قطب حاجبيه ثم عانقها -ووهيون:كنتِ تتجسسين علي؟ -جيهيو(بتوتر) :فكرت أنك تخونني...آسفة...أنا سخيفة...خاصة حينما رأيت الرقم غير مسجل -ووهيون:إنه رقمها الجديد وقد اتصلت بي لتخبرني أنها ستتزوج قريبا وتقيم حفل زفاف ضخم...وأيضا تريدك أن تحضري لتتعرف عليك -جيهيو(بتوتر) :هذا مرعب...لن أمتلك الجرأة -ووهيون:ستقابلينها عاجلا أم آجلا لذا كوني قوية -جيهيو(بصدمة) :مهلا...هل قلت ستتزوج؟ -ووهيون:بلى...أمي ما تزال جميلة وشابة لذا بحثت عن زوج جديد بعد طلاقها من أبي -جيهيو:إنها حقا رائعة...كثيرون يواجهون صعوبة في ترك شريك حياتهم والبدء مع آخر -ووهيون:وهل أنتِ منهم؟ -جيهيو:لا أعلم...سأخبرك حين أجرب الزواج والطلاق -ووهيون:هههههه مجنونة
بعد كل تلك الضغوطات أدركت جيهيو أن ووهيون يعانقها وهو غير مرتدٍ لقميصه فدفعته ووضعت يديها على عينيها -جيهيو(بصراخ) :أيها النذل...ارتدي قميصك...هذا محرج...تستر قليلا
قهقه ووهيون بلطف ثم ذهب ليرتدي قميصه وأثناء ذلك بقيت جيهيو تبتسم بخجل وشعرت بأن ثقتها بووهيون تم بناؤها من الصفر وليس هناك ما يظاهي سماحه لها بمكالمة والدته...ولكن في الجانب الآخر عبس ووهيون بعد أن أدرك أنه أوقع نفسه في ورطة فلم يكن يريد أن يحصل ما حصل اليوم لكنه الحل الوحيد ليثبت لجيهيو أنه جاد وبريء من كل اتهامات الخيانة...والآن بعد أن صارت والدته تعرف أن لديه حبيبة تدعى جيهيو فسيقع في مشكلة كبيرة
بعد أيام التقت جيهيو بوالديها بعد أن طلبا رؤيتها في منزلهما لأمر مهم -الأم:جيهيو...اسمعي...نحن حقا فخوران بك ونعلم كم تعانين بسبب بعد الجامعة عن السكن لذا أحضرنا لكِ مفاجأة -جيهيو:دراجة؟ -الأم:لاااا...لكن هل الدراجة تكفي؟ -جيهيو:لا أحب ركوبها...لكن سأحب أي شيء منكما -الأب:إذًا...تجهزي لرؤية الهدية
أخذاها للقبو فرأت سيارة جديدة مركونة هناك -الأم والأب:تراااا هذه هديتك -جيهيو(بصدمة) :تمزحان! لطالما أردت سيارة لكن لا أملك المال الكافي لشراء واحدة...مذهل! -الأم:نعلم...لهذا حققنا أمنيتك -جيهيو(بحماس) :أوووه شكرا لكما...لكنني لا أملك رخصة بعد...وسياقتي سيئة ومتهورة...جربت مرة سياقة سيارة صديقتي وكدت أسقطها من على التل -الأب:أنا سأعلمك إلى حين تحصلين على رخصة -جيهيو(بحماس) :مذهل...إذًا بمجرد عودتي للمنزل سأسجل في دروس السياقة عبر الإنترنت...شكرا لكما يا أروع والدين في العالم ههههههه -الأب:العفو...كوني فقط بخير لأجلنا -الأم:نحن نحبك كثيرا وسعادتك هي سعادتنا
مرت الأيام والأمور تسير على خير ما يرام إلى أن اقتربت الذكرى السنوية الثانية لمواعدة ووهيون وجيهيو...كانت جيهيو تخطط بأقصى ما لديها من إمكانيات لتفاجئ ووهيون بهدية مميزة أما هو فلم يكن يهتم البتة لأنه يخرج مع سورا أيضا ويستمتع بالرحلات المجانية والفرص الذهبية من قبلها
قبل أيام من الذكرى خاصتهما خرجت جيهيو للمجمع التجاري لترى هدية مناسبة تهديها إياه لكنها رأته مع سورا في قسم العطور الغالية يشتريان منها ويمضيان وقتا ممتعا
وقبل أن تلحق بهما ركبا المصعد وغادرا لذا لحقت بهما عبر السلالم وتتبعتهما إلى أن وصلا لبيت سورا وأغلقا الباب
رغم جسدها الذي يرتجف وقلقها شعرت بالخوف من معرفة الحقيقة...فكرت في أنه إن كان حقا يخونها فهذا سيجعلها تدخل في صدمة...ومن جهة أخرى لم تصدق أنه سيفعلها لذا إن طرقت عليهما الباب وتبين أن تلك الفتاة ليست إلا أخته أو واحدة من أقربائه فستواجه عواقب وخيمة وقد ينفصل عنها
واصل الصراع النفسي تعذيبها من الداخل وفي النهاية قررت الوقوف عند الباب وانتظار ما سيحصل وأوصالها ترتجف مع شعورها المستمر بالبرد والخوف...كان هذا أصعب موقف لها في حياتها لذا ستكون هذه هي النقطة الحاسمة التي تغير حياتها للأبد وتقرر أي نوع من البشر هو ووهيون
عدل سابقا من قبل بثينة علي في الإثنين مارس 27, 2023 8:31 am عدل 1 مرات
بثينة علي يعجبه هذا الموضوع
بثينة علي Admin
المساهمات : 1314 تاريخ التسجيل : 27/05/2021 العمر : 27
موضوع: رد: رِوَايَة فِي طَيِّ النِّسْيَان!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) الجمعة مايو 13, 2022 10:37 am
رواية في طي النسيان : الفصل الثالث
بعد حوالي ساعة خرج ووهيون من منزل سورا ورافقته نحو الباب ووقفا في الخارج -سورا:حبيبي...لماذا لا تبقى أكثر؟ -ووهيون:مشغول...سأراكِ غدا -سورا:حسنا
ابتسما لبعضهما ثم قبلها على شفتيها واستدار ليغادر ولكنه وقف مكانه حين رأى جيهيو تقف على بعد أمتار منه وتحدق به بخيبة أمل...في تلك اللحظة شعر بشعور غريب في داخله...كما لو أنه يكره نفسه ويلومها لأنه هكذا أناني وخائن
لم تنطق جيهيو بأي حرف ثم ركضت بعيدا بينما وقف ووهيون يحدق بها تبتعد...لم يستطع اللحاق بها ولا قول أي شيء فهو لا يملك الآن أي مبرر...لقد رأته يخون بأم عينها
عادت جيهيو للمنزل وبينما غاين تشاهد التلفاز وتتناول الفوشار مرت بها دون أن تسلم عليها مما جعلها تشعر أن هناك خطبا ما
طرقت غاين باب غرفة جيهيو ودخلت فوجدتها تغطي رأسها بالملاءة وعندما حاولت إزالتها عنها لم ترضى وشددت عليها بقوة -غاين:هل من خطب؟
لم ترد
-غاين:أفففف هذا الصباح كنتِ بخير فما القصة؟ هل تشاجرتما مجددا؟
أزالت الغطاء فظهر وجه جيهيو وكان يبدو مرعبا لأن الدموع تملأ وجهها ومستحضرات تجميلها اختلطت ببعضها لتجعلها تبدو كالشبح...لم تلبث سوى لحظات ثم عانقت غاين بقوة -جيهيو(ببكاء) :لقد خانني...رأيته بأم عيني مع فتاة أخرى وقد قبلها...إنه مخادع...لقد وثقت به لكنه فعل بي ذلك...قلبي يؤلمني...ما الحل أوني؟ -غاين(ببرود) :مذهل...هذا ما كنت أنتظره...أنا سعيدة الآن
ابتعدت عنها جيهيو وحدقت بوجهها بصدمة -جيهيو(ببكاء) :هل انتظرتِ بفارغ الصبر أن يخونني؟ -غاين:بلى...علي أن أحتفل الآن -جيهيو(ببكاء) :أيتها الخائنة...ظننتكِ صديقتي...لا تقولي أنكِ واقعة بحبه وتريدين تفريقنا...كيف وثقت بكما؟ لقد دمرتماني...كيف سأعيش مع هذا الجرح؟!
تنهدت غاين بقلة حيلة ثم ذهبت لغرفتها وأحضرت دفتر مذكراتها وفتحته على صفحة معينة وأعطته لجيهيو لكنها ضربته بيدها وأسقطته أرضا -جيهيو(ببكاء) :ابقي بعيدة عني أنتِ وكل قمامتك...غادري المنزل فورا...لا أريد رؤيتكِ مجددا هنا -غاين:نحن نتشارك الإيجار...وثانيا اقرئي ما بالدفتر وستفهمين كل شيء...ستفهمين لماذا أكره ووهيون ولماذا طلبت منكِ الانفصال عنه ولماذا أنا سعيدة لأنكِ اكتشفتِ حقيقته
حملت غاين الدفتر مجددا وفتحته على نفس الصفحة ثم أعطته لجيهيو فحاولت مسح دموعها ثم أمسكت الدفتر وقرأت...كان التاريخ عائدا لثلاث أشهر تقريبا
• قبل ثلاث أشهر: خرجت غاين للتسوق مع صديقاتها وبالصدفة قابلت ووهيون في أحد المطاعم مع سورا وكان يطعمها المثلجات ويمرحان معا ويضحكان...ووسط صدمتها لم تعرف ما تفعل لذا أعطت كل مشترياتها لصديقتها ولحقت بووهيون وسورا إلى أن أنهيا موعدهما وافترقا ثم ركضت وراءه ووقفت في طريقه -غاين(بحدة) :لم أتوقع أنك شاب لعوب وحقير لهذه الدرجة! -ووهيون:تتجسسين علي؟ -غاين(بحدة) :وماذا في ذلك؟ أم أنك مستاء لأن أمرك افتضح -ووهيون:من يهتم -غاين(بحدة) :أيها الحقير...جيهيو تحبك...بل هي مجنونة بك...لماذا فعلت بها ذلك؟ -ووهيون:أتعلمين؟ معكِ حق...لا أعلم ما دهاني -غاين(بحدة) :اترك كل الفتيات اللواتي تواعدهن ما عدا جيهيو وإلا سأخبرها بالحقيقة -ووهيون:حسنا حسنا
بعد أن ابتعدت غاين عنه تنهدت بحزن -غاين(بحزن) :لا أريد أن أكون أنا التي تزف لها الصدمة...وحتى لو كانت لدي الجرأة فهي لن تصدقني وستظن أنني أغار منها
••••••••••••••
في نهاية المذكرات كتبت غاين ملاحظة "آسفة جيهيو...في حال عرفتِ ذلك كوني قوية وصامدة ولا تسمحي للصدمة أن تسيطر عليك"
أفلتت جيهيو دفتر المذكرات بعد أن قرأت ما يكفي وملأته بدموعها الساخنة ثم رفعت وجهها باتجاه صديقتها -جيهيو(ببكاء) :لماذا لم تخبريني؟ لماذا تركتني مخدوعة به هكذا؟ -غاين:أعرف أنكِ تلومينني فقط لتنفسي عن غضبك...لكن هل كنتِ ستصدقينني لو قلت؟
حدقت بها للحظات ثم استلقت على السرير وغمرت نفسها بالأغطية تبكي بحرقة وبصوت عالٍ...وبينما غاين تستمع لبكائها قامت بالتربيت على كتفيها محاولة مواساتها مع أنها تحترق من الحزن...كانت تعلم أن هذا سيحصل يوما ما ورغم ذلك عرفت أنها غير مستعدة للتصرف مع هذا الموقف المؤلم
في الجانب الآخر من الرواية عاد ووهيون للمنزل وهو يحدق بالفراغ بشرود...وقف في وسط المنزل كالقط الضال لا يعرف حتى أين هو أو لماذا عاد للمنزل في هذا الوقت المبكر
وضع يده على قلبه وشعر بشيء ما...شيء لا يمكنه وصفه مهما حاول -ووهيون(بشرود) :مهلا! أشعر أن هناك شيء ما خاطئ! ما الذي يجري؟!
بعد أن استلقى في سريره شعر بألم شديد في صدره وصارت تأتيه أفكار حزينة حول جيهيو...لقد كان تأنيب الضمير يلاحقه وهو لا يعرف ما يفعل الآن وكيف يتخلص منه
في صباح اليوم التالي استيقظت غاين لتغتسل فوجدت جيهيو مستلقية على الأريكة وعلى بطنها علبة مناديل ورقية وحولها عشرات المناديل المستعملة...عندما اقتربت منها لاحظت وجهها المبلل بالدموع وعينيها اللتان تحولتا لللون الأحمر...كانت تحدق بالسقف فحسب وتبكي -غاين:هل نمتِ هنا؟ -جيهيو(ببكاء) :لم أنم مطلقا ليلة أمس...لقد جفاتي النوم أوني...أنا متعبة ومنهارة -غاين:انهضي...لنذهب للجامعة -جيهيو(ببكاء) :لا أريد...كيف أدرس في حالي المريعة هذه؟ أتريدين أن أبكي وأصرخ في وسط المحاضرات؟ -غاين(بحدة) :ولماذا عليكِ أن تبكي؟ لماذا لا تكونين قوية فحسب؟ -جيهيو(ببكاء) :هل وقعتِ في الحب من قبل؟
صمتت غاين فجأة وذهبت نحو جيهيو وساعدتها على الجلوس ثم أخذت المناديل ومسحت وجهها المغطى بالدموع -غاين:لن أذهب اليوم أيضا للجامعة...سأبقى معك...لن أستطيع الاطمئنان عليكِ وأنتِ في هذه الحال -جيهيو(ببكاء) :أوني! ضميني
عانقتها بحرارة وربتت على ظهرها بهدوء لعلها تخفف عنها...لكن الأخرى شعرت بألم أكبر وعلا صوت نحيبها وبكائها في المنزل...أدركت غاين حينها أن حب صديقتها لووهيون لم يكن كما تصورته فقط بل كان أكبر
بينما ووهيون في العمل كان متعبا بسبب عدم قدرته على النوم ليلة أمس...وضع يده على خده وأغمض عينيه وكاد يغفو لكن أفزعه صوت هاتفه يرن -ووهيون(يفكر) :جيهيو!؟
حمل الهاتف بسرعة ولكنه عبس بعد أن أدرك أنها سورا لذا رد بتثاقل -ووهيون:ألو -سورا:حبيبي...هل لديك وقت هذا المساء؟ -ووهيون:كلا -سورا:ماذا عن الغد؟ -ووهيون:لا أيضا -سورا:غريب...ألست متفرغا حقا أم أنك تتعمد عدم التفرغ لي؟ -ووهيون:الحقيقة...لدي أمور أنجزها -سورا:حسنا...لكن ستفوتك الفرصة -ووهيون:أي فرصة؟ -سورا:حصلت على دعوة مجانية للساونا وأردت أخذك معي لنسترخي -ووهيون:موافق -سورا:ألم تقل أنك غير متفرغ؟ -ووهيون:بلى...لكنني متعب وأحتاج الاسترخاء وهذه فرصة مناسبة -سورا:هههه ممتاز...أراك الليلة
أغلق الخط ثم رمى وجهه على المكتب إلى أن دخل إليه صديقه موا ومعه كوبان من القهوة -موا:تبدو كالزومبي -ووهيون:لم أتمكن من النوم أمس...لا أعلم ما أصابني -موا:كيف حال حبيبتيك؟ -ووهيون:لم تعد لدي إلا واحدة -موا:وماذا حل بالأخرى؟ -ووهيون:اكتشفت أنني أخونها وتركتني
كان موا سيأخذ رشفة من القهوة لكنه توقف يحدق بالأخر -موا:وماذا فعلَت؟ -ووهيون:لا شيء...لم تتصل بي منذ تلك اللحظة ولم أتصل بها...أظن أننا انفصلنا بالتراضي -موا:أنت حقا حيوان -ووهيون(بانزعاج) :لماذا؟ -موا:هكذا فحسب -ووهيون(بانزعاج) :إن كان لديك شيء لتقوله قله لوجهي -موا:حسنا...أنت مغفل وأبله وحيوان -ووهيون(بانزعاج) :يكفي -موا:لا بد أنها تعاني من وقت عصيب بسببك -ووهيون:لا أظن...واضح أن أمري لا يهمها...ولا حتى أمرها يهمني...جيد أننا انفصلنا فقد أصبحت علاقتنا مملة مؤخرا...كما أنني هذا المساء سأذهب مع حبيبتي الأخرى للساونا ونسترخي معا بالمجان...ليس هناك أجمل من أن يكون قلبك باردا تجاه الحب -موا:للفضول فقط...أريد رؤية حبيبتيك...هل لديك صورة لهما؟ -ووهيون:لدي إنستغرام الاثنتين...سأريك
فتح إنستغرام جيهيو أولا وأراه صورها ففتح الآخر فمه من الصدمة -موا:واو! كيف وافقت هذه الفتاة على جاهل مثلك...إنها حقا فاتنة -ووهيون(بانزعاج) :كفى -موا:لو كانت لدي مثلها لما خنتها طوال حياتي...إنها تغنيني عن عشر نساء -ووهيون(بانزعاج) :هكذا قلت بداية لكن لاحقا أدركت أنها عادية -موا:هذا رأيك وهو لا يهمني...ما يهمني أنها ملاك وليست بشرا...أيمكنك إعطائي رقمها؟ صدقني سأهتم بها وأعوضها عن ما فعلته لدرجة أن تنسى اسمك -ووهيون(بانزعاج) :كف عن الثرثرة ودعني أريك الأخرى -موا:لا شكرا...رأيت من الجمال ما يكفي ليسد حاجتي لسنوات -ووهيون(بانزعاج) :وكأنك لم ترى فتاة طوال حياتك
قاطعتهما مشرفتهما آنجل وهي تدخل المكتب -آنجل:أنتم...توقفوا عن الثرثرة وعودوا للعمل فهناك عشرات الزبائن يسألون عن بطاقاتهم -ووهيون:حاضر -موا:حاضر حضرة المشرفة
بقيت جيهيو في المنزل طوال اليوم ولأن غاين معها فقد شعرت بتحسن وتوقفت عن البكاء مؤقتا...لكنها فقدت الرغبة في كل شيء فهي لم تأكل ولم تخرج ولم تهتم بمظهرها أو بأي شيء...بقيت تعانق الوسادة فحسب وتحدق بالأرضية
خرجت غاين من المطبخ ومعها طبق طعام ووضعته أمام جيهيو -غاين:ها نحن ذا...أعددت لكِ العصيدة اللذيذة -جيهيو(بحزن) :لا أريد -غاين:أووه هيا...أنتِ لا تريدين أن تمرضي بسوء التغذية...كلي لقمة واحدة فقط
حملت غاين الملعقة وقربتها من فم جيهيو فأكلتها ولكنها بالكاد ابتلعتها واستطاعت أن تشعر بطعمها -غاين:تبدين متعبة...لِمَ لا تخلدين للنوم؟ -جيهيو(بحزن) :أوني...نامي بجانبي...أشعر بالوحدة والبرد
نامت غاين مع جيهيو في سريرها وهي تعانقها وتمرر يدها على شعرها ولأن الأخرى لم تنم طوال الليل فقد أغمضت عينيها وحاولت أن تغفو -جيهيو(بحزن) :الحب طبيعي للناس الطبيعيين...لكنه صعب بالنسبة إلي -غاين:فقط تحملي لبعض الوقت وستنسينه...أتكلم عن تجربة...أنا أيضا مررت يوما بما تمرين به -جيهيو(بحزن) :حقا! -غاين:هذا غير مهم الآن...ستكونين بخير...أنا وأنتِ سنذهب غدا للتسوق ونشتري الكثير من الملابس الجميلة ومستحضرات التجميل...لنجعلكِ فتاة فاتنة الجمال حتى يندم ووهيون عليك -جيهيو:أوني...أعدك...المرة القادمة حين تواجهك مشكلة فسأكون أول واحدة تقف معك مثلما وقفتِ معي
ابتسمت جيهيو وأغمضت عينيها ولم تلبث سوى لحظات حتى غطت في نوم عميق...بعد أن أدركت غاين أنها بخير نهضت من فراشها وغطتها ثم غادرت الغرفة
ذهب ووهيون مع حبيبته سورا للساونا وجلسا في غرفة خاصة يتلقيان علاج البخار -سورا:شعور جميل...أشعر أن مسامي تنفتح وبشرتي تصبح أنظر
كان الآخر شارد الذهن لذا لم يسمع كلامها إلى أن نغزته -سورا:حبيبي...أنا أكلمك -ووهيون:آه...ماذا قلتِ؟ -سورا:لا تهتم
نهضت وجلست في أحضانه وأحاطت ذراعيها حول رقبته -سورا(بابتسامة) :أعجبتك؟ -ووهيون:بلى -سورا:إذًا سأحرص على جعلك تكررها كثيرا -ووهيون:آه...شكرا
رد عليها بكل برود ثم أبعدها عنه ونهض ليجلس في كرسي آخر بعيد عنها...كان يشعر بالوحدة والإحباط اللذان يعكران سير يومه
بعد أن انتهيا غادرا الساونا وذهبا للخارج فوقف ووهيون عند البوابة بانتظار أن تحضر سورا سيارتها من الموقف وتصطحبه...أثناء انتظاره مرت بجانبه فتاة ثم توقفت عنده -الفتاة:آه...مرحبا -ووهيون:أهلا -الفتاة:هل...يمكنني الحصول على رقمك؟ -ووهيون:عفوا...لماذا؟ -الفتاة:فقط لنتحدث...ربما يمكننا أن ننسجم وندخل في علاقة...أم أنك مرتبط؟
تنهد وأشاح ببصره بعيدا...رغم أنه مرتبط بسورا فعلا لكنه يشعر أنه غير مرتبط بأي أحد...جيهيو كانت مميزة لدرجة أنه كان حقا يعتبرها حبيبة...أما كل فتاة أخرى فهي بالنسبة له غير مرئية -ووهيون:أعتذر...أنا مربوط ولست مرتبط -الفتاة:عفوا! -ووهيون:مربوط...أي أنني متعلق بشخص ما رغم أننا لم نعد في علاقة -الفتاة:إذًا لماذا لا تعطيني فرصة وسأعوضك عنها -ووهيون(بابتسامة) :مضحك...هذه جملة مضحكة
توقفت أمامهما سورا بسيارتها فصعد معها تاركا الفتاة ثم انطلقا...بينما هي تقود لم تنطق بأي كلمة وشغلت الراديو ولا كأن أي شيء حصل -ووهيون:تلك الفتاة التي كنت أقف معها طلبت رقمي -سورا:هل أعطيتها؟ -ووهيون:ولماذا أفعل؟ ألسنا مرتبطين؟ -سورا:جيد
واصلت القيادة وهي صامتة ثم صارت تغني مع الأغنية المعروضة في الراديو -ووهيون:ألا تشعرين بالغيرة؟ -سورا:لماذا؟ -ووهيون:لأنها كلمتني -سورا:لكنك قلت أنك لم تعطيها رقمك...ما الذي أصابك؟ لماذا تتصرف هكذا اليوم؟ -ووهيون:إذًا فأنتِ لا تغارين علي؟ -سورا:أووووف...أنت حقا غريب مؤخرا...دعنا من هذا الموضوع الممل -ووهيون:حسنا
التزم ووهيون الصمت فرن هاتفه وأخرجه من جيبه وعندما نظر لسورا وجدها مكملة قيادة سيارتها بشكل طبيعي...عادة جيهيو حين تكون هناك فإنها تحدق بالهاتف لتحاول معرفة المتصل...وإن سمعت صوت فتاة أو قرأت اسمها فتقلب الدنيا ولا تقعدها...في تلك اللحظة أدرك أن الاهتمام الذي لطالما أراده كان موجودا فقط في جيهيو
مرت عدة أيام لم يتواصل ووهيون مع جيهيو ولا حتى هي تواصلت معه...هكذا ببساطة انتهت علاقتهما دون أن يتفاهما ويتناقشا رغم أن كل منهما يريد محادثة الآخر بشدة
رغم الألم الذي يحتوي جيهيو لكنها حاولت بدء حياتها من جديد بمساعدة غاين...ففي ذلك اليوم خرجتا معا للمجمع التجاري واشتريتا الملابس والإكسسوارات ثم عادتا للمنزل -غاين:رأيتِ؟ أخبرتكِ أنكِ ستشعرين بتحسن حين تتسوقين -جيهيو:معكِ حق -غاين:ما رأيكِ أن أحولكِ لباربي؟ لدي باروكة شقراء...لنلتقط لكِ صورا بستايل باربي وننشرها على إنستغرامك وحينها سيدرك كل من آذاكِ أنهم هم الخاسرون -جيهيو:ههههه أعجبتني الفكرة...دقيقة وسأعود
دخلت جيهيو الحمام لتغسل وجهها ويديها وبالصدفة رأت زجاجة عطر أهداها لها ووهيون قبل فترة في عيد ميلادها...حملتها وحدقت بها لدقائق وفجأة شعرت بالدوار
نظرت من حولها بهدوء ثم خرجت ووقفت وسط غرفة المعيشة شاردة الذهن لدرجة أنها لم تلاحظ صديقتها التي بجانبها -غاين:جيهيو! أنتِ بخير
رغم أن جيهيو سمعت كلامها لكنها لم تملك ردا...توجهت نحو غرفة نومها وصارت تحدق بأرجاء الغرفة وصديقتها تلحق بها وتحاول معرفة ما الخطب
فتحت الخزانة فوجدت بداخلها كل الأغراض التي تجمعها مع ووهيون...الهدايا والملابس وصورة لهما كانت معلقة على الحائط لكنها أزالتها
صارت تحدق بها بشرود ثم شدت القميص الذي كانت ترتديه -جيهيو(بشرود) :هذا! لقد كنت أرتديه في موعدي معه...كل تلك الملابس أيضا لبستها في مواعيدي معه...علي التخلص منها -غاين(بحزن) :توقفي...أنتِ تخيفينني
حملت كومة الملابس وأخذتها نحو المطبخ ثم سكبت عليها كحولا طبي بينما غاين تركض خلفها وتحاول منعها...لم تكتفي بذلك بل وضعت العطور والحقائب والهدايا التي أحضرها لها ووهيون ثم أشعلت فيها النار
بينما تشاهدها تحترق جثت أرضا وصارت تمسك بقلبها كما لو أنه يحترق مع كل أغراضها...عانقتها غاين ووضعت رأسها على صدرها بينما تربت على ظهرها -غاين(بحزن) :لا تبكي...ستمر الأيام بسرعة وتنسينه وتعودين لحياتك الطبيعية -جيهيو(ببكاء) :ماذا أفعل أوني؟ الزمن لا يريد أن يتحرك...أرجوكِ أنقذيني إنني أختنق -غاين(بحزن) :سيكون كل شيء على ما يرام...ثقي بي
أمسكت جيهيو بيد غاين بقوة كما لو أنها ستسقط من على جرف...حاولت الأخرى تهدئتها لبعض الوقت وبعد أن بكت لفترة تحسنت وذهبت للنوم في غرفتها
بقي ووهيون ذاك اليوم في المنزل أيضا يتابع الأفلام وبالكاد استطاع التركيز في لقطة أو لقطتين...أفزعه صوت الهاتف الذي كان موضوعا في غرفة النوم فانتفض وركض بأقصى سرعته لكنه عبس حين عرف أن المتصل هو سورا وليست جيهيو -ووهيون(ببرود) :ألو -سورا:حبيبي...تعال لمنزلي -ووهيون:لا رغبة لي في فعل أي شيء -سورا:ما بالك! هل آتي لمنزلك وأدلك ظهرك؟ -ووهيون:نعم...ربما عليكِ ذلك لكن ليس في منزلي بل منزلك...سآتي فورا
أثناء الطريق نحو منزل سورا مر على الكثير من المحلات وأحدها محل لبيع المجوهرات -ووهيون:ربما علي شراء شيء ما لسورا...لم أشتري لها هدايا منذ زمن
دخل للمتجر وذهب ليرى الخواتم فوجد خواتم للخطبة معروضة عبر الزجاج وبقي يحدق بها
فاجأته يد أحدهم وهي توضع على الزجاج فرفع رأسه ورأى جيهيو تحدق به وتبتسم -ووهيون(بصدمة) :ج ج ج جيهيو! -جيهيو:ماذا تفعل هنا؟ هل تشتري خواتم خطبتنا؟ -ووهيون(بصدمة) :هذا جنون...متى قررنا أن نتزوج!؟ -جيهيو:أحب المفاجآت -ووهيون(بصدمة) :لم تعودي غاضبة مني؟ -جيهيو:ههههه إن ألبستني خاتما فلن أغضب
مدت يدها ومد هو الآخر يده ليمسكها لكنها تحولت لسراب واختفت وأدرك أن الناس من حوله يضحكون عليه لأنه يتكلم مع الهواء -البائعة(باستغراب) :كيف أساعدك؟ -ووهيون(بحزن) :أنا فقط...أرى الخواتم -البائعة:خذ راحتك
حدق بالخواتم للحظات وكادت دمعة من أن تسقط من عينه ولكن في النهاية غادر دون أن يشتري شيئا...كل شيء أصبح يذكره بجيهيو وحتى الإكسسوارات والخواتم...ومرة بعد مرة أصبح متأكدا من أنه متعلق بها
عدل سابقا من قبل بثينة علي في الإثنين مارس 27, 2023 8:55 am عدل 2 مرات
بثينة علي يعجبه هذا الموضوع
بثينة علي Admin
المساهمات : 1314 تاريخ التسجيل : 27/05/2021 العمر : 27
موضوع: رد: رِوَايَة فِي طَيِّ النِّسْيَان!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) الجمعة مايو 13, 2022 11:02 am
رواية في طي النسيان : الفصل الرابع
تمدد ووهيون على الأريكة مستلقيا على بطنه بينما سورا تقوم بتدليك ظهره بهدوء -سورا:حبيبي...ماذا نفعل في عطلة نهاية الأسبوع؟ -ووهيون:لا أعلم -سورا:علينا أن نخطط لشيء مميز هذه المرة -ووهيون:ما تاريخ اليوم؟ -سورا:الثالث من ديسمبر -ووهيون(بصدمة) :حقا! -سورا:بلى...لماذا تفاجأت؟ -ووهيون:لا شيء...علي المغادرة -سورا:لماذا؟ -ووهيون:لا شيء مهم...أراكِ لاحقا
أسرع بارتداء قميصه ثم خرج يركض في الشارع...وبدون أن يدرك صار يزيد السرعة أكثر وأكثر متوجها نحو منزل جيهيو ولكنه توقف في وسط الطريق...لم يكن يعلم لماذا هو ذاهب إليها أصلا فعلاقتهما انتهت وانتهى كل شيء معها -ووهيون(يفكر) :اليوم هي الذكرى الثانية لمواعدتنا...لكننا لا نتواعد فلماذا أنا ذاهب إليها!
بعد أن أدرك أن ما يفعله خطأ عاد أدراجه يتمشى ببطء نحو المنزل...وبالصدفة كانت جيهيو تشتري الأغراض من المتجر الموجود هناك وعندما انتهت وعادت التقيا هما الاثنان
وقفا كلاهما يحدقان ببعضهما للحظات ثم سارت جيهيو باتجاهه ومرت بجانبه بكل برود ولم تنطق بأي حرف...حتى هو الآخر لم يتمكن من إلقاء التحية عليها وتركها تتجاوزه ثم أكمل سيره
بعد لحظات من السير نظر خلفه أخيرا فرآها تجلس على أحد الكراسي الموجودة بجانب الطريق وتبكي...كانت تضع يدها على قلبها وباليد الأخرى تحاول مسح دموعها ورغم كل هذا لم تنظر خلفها مطلقا
أكمل سيره لعدة خطوات ثم توقف...كان يشعر برغبة شديدة في العودة نحوها ومعانقتها ولكنه تراجع ثم أكمل سيره...ثم توقف مجددا وأكمل سيره...وواصل على هذا المنوال لكن في المرة الأخيرة التي استدار نحوها وجدها قد نهضت من على الكرسي وغادرت بسرعة -ووهيون(بحزن) :جيهيو!
عادت جيهيو للمنزل وفي يدها كيس المشتريات ووقفت تحدق في غاين بشفاه مقلوبة ونظرة حزينة -غاين:ما الأمر؟
عانقتها وصارت تبكي مجددا فتنهدت الأخرى بقلة حيلة وربتت على ظهرها -جيهيو(ببكاء) :لقد قابلته للتو...وفي ذكرى تعارفنا -غاين:لا بد أنه حاول الكلام معك -جيهيو(ببكاء) :أبدا...لم ينطق بأي حرف مطلقا...يبدو سعيدا بدوني...أنا الوحيدة التي تعاني في هذه العلاقة...ماذا أفعل أوني؟ -غاين:سأقول لكِ ما تفعلين...انسيه -جيهيو(ببكاء) :وكيف سأستطيع ذلك؟ أتظنين الأمر سهلا؟ -غاين:لنطبخ معا وستنسين أمره
مسحت جيهيو دموعها ثم غسلت وجهها وذهبت للمطبخ لتطبخ مع صديقتها وطوال الوقت كانت تحاول إضحاكها لكن الأخرى لا تستجيب
في نفس الوقت عاد ووهيون للمنزل وجلس على الأرض الباردة يحدق بالسقف...كانت تجول بباله أفكار كثيرة جعلته يتشوش...هل حقا يعقل أن كل شيء انتهى بينه وبين جيهيو؟ ولماذا هو مهتم لأمرها لهذه الدرجة؟! ألم يكن قبل فترة وجيزة يقول أنه لا يهتم لها ولا يحبها؟!
رن هاتفه في جيبه فأخرجه بتكاسل -ووهيون:نعم أمي؟ -سيدة كوون:أهلا بني...هل أنت مستعد لترى أمك عروسا مرة أخرى؟ ههههههه -ووهيون:اممم -سيدة كوون:لقد حددنا موعد الزفاف وهو بعد أسبوع -ووهيون:حسنا -سيدة كوون:ولا تنسى أن تحضر معك حبيبتك...نسيت اسمها...أخبرني به لكي أرسل لكما الدعوات بالبريد
ساد الصمت فجأة وشعر بالرغبة في إغلاق الخط ولكن لا يريد تخريب فرحة والدته...لقد عانت كثيرا من الانفصال عن والده الذي كان خائنا ويخرج مع النساء...مثله تماما...كان يكره الالتزام بامرأة واحدة ويخرج مع النساء الأخريات...فعلا هذا الشبل من ذاك الأسد -ووهيون(ببرود) :ربما لن تستطيع الحضور فلديها امتحانات هذا الأسبوع -سيدة كوون:أووه هذا مؤسف! بلغها تحياتي إذًا...يمكنكما زيارتي في أي وقت فأنا أريد التعرف عليها -ووهيون(ببرود) :حاضر...سأكون هناك...أرجوكِ احظي بحياة جديدة وسعيدة -سيدة كوون:حسنا
أغلق الخط ورمى الهاتف جانبا وبينما يحدق بالأريكة رأى جيهيو تجلس عليها وتضع يديها على خديها بلطف -ووهيون(بصدمة) :أنتِ مجددا! جيهيو! -جيهيو(بابتسامة) :هل تفتقدني لدرجة أنك ترى خيالي في كل مكان؟! هذا لطيف -ووهيون(بصدمة) :ما الذي تقولينه!؟ -جيهيو:لماذا لا تعتذر مني فحسب؟ -ووهيون(بحزن) :لا أعلم...أنا حقا شخص سافل وأظنكِ تأذيتِ كثيرا بسببي...لكن لدي كبرياء...لا أستطيع الاعتذار...لست بحاجتك -جيهيو:متأكد أنك لست بحاجتي؟ -ووهيون(بتردد) :بلى...أقصد لا...أقصد لا أعلم بالضبط -جيهيو:لماذا تضغط على نفسك هكذا! اعتذر مني -ووهيون(بصراخ) :لا...لن أعتذر أبدا -جيهيو(بحزن) :إذًا تفضل خسارتي هكذا ببساطة؟ كما تريد
وقفت من على الأريكة فركض نحوها وفي اللحظة التي كان سيعانقها فيها اختفت كالسراب وأدرك أنه وحيد في الغرفة ويتخيل كثيرا مؤخرا -ووهيون(بحزن) :أوووف ما الذي يجري معي؟!
في يوم الغد ذهب للعمل في المصرف وبينما يجلس على مكتبه ويختم الوثائق جاءت إليه المشرفة آنجل -آنجل:هل أكملت الوثائق؟ -ووهيون:لم يبقى الكثير -آنجل:جيد...أحضرها للمكتب حين تنتهي -ووهيون:مهلا...حضرة المشرفة -آنجل:نعم؟ -ووهيون:أود طلب مشورتك في شيء ما...كونك فتاة -آنجل:تفضل -ووهيون(بتوتر) :الحقيقة...أنا خجل منكِ بعض الشيء...لكن...أخبريني...هل الفتاة تسامح في حال خانها حبيبها؟ -آنجل:أوه لا لا لا إلا الخيانة...هذه طامة كبرى -ووهيون(بحزن) :لماذا؟ -آنجل:في حال سامحتك فسأقوم بصفعها بنفسي وأطلب منها أن ترميك بعيدا...من يخون مرة يخون ألف مرة -ووهيون:ماذا عن زوجك؟ -آنجل:آه...زوجي جيمين شخص رائع ولم يخنني من قبل...لكن نحن لم نتزوج إلا منذ سنة لذا سأتوقع منه أي شيء...لكن صدقني في حين خانني سأركله بعيدا
دخل موا المكتب وسمع آخر جملة قالتها آنجل ثم انحنى لها -ووهيون:شكرا حضرة المشرفة...هذا كل شيء -آنجل:واصل عملك
غادرت المكتب فأسرع موا بالاقتراب من أذن ووهيون ليهمس فيها -موا(بهمس) :ما الذي قالته لك هذه المشعوذة؟ -ووهيون:مشعوذة! -موا(بهمس) :أششش أخفض صوتك...هذه الفتاة مرعبة...رأيتها أكثر من مرة تتحدث مع نفسها وتضحك كما لو أنها تكلم شبحا أو شيئا لا نستطيع رؤيته -ووهيون:خيالك واسع -موا:عمَّ تحدثتما؟ -ووهيون:لا علاقة لك...فضولي -موا:لا تقل أنك تريد مواعدتها أيضا إضافة لحبيباتك الأخريات -ووهيون(بتجهم) :لست بتلك الوساخة لأواعد امرأة متزوجة -موا:لا أعلم...صرت أتوقع كل شيء منك -ووهيون(بتجهم) :نذل
خرج ووهيون من العمل في المساء وعند بوابة المصرف وجد سورا تنتظره لذا تنهد بقلة حيلة وصعد معها السيارة -سورا:لنذهب لمنزلك ونشاهد فيلما -ووهيون(ببرود) :حسنا
كانت جيهيو في منزلها تحدق بهاتفها فتارة تحمله وتارة تعيد وضعه على الطاولة وبدا على وجهها ملامح جدية -جيهيو(بصراخ) :غاين -غاين:نعم؟ -جيهيو(بحزن) :ساعديني...أريد حذف كل ذكرياتي مع ووهيون من هاتفي -غاين:وما المطلوب؟ -جيهيو(بحزن) :لا أستطيع فعل ذلك...افعليها أنتِ
أخذت غاين الهاتف من على الطاولة وقامت بحذف رسائل جيهيو مع ووهيون ثم صوره وحظرته من على إنستغرامها وطوال الوقت كانت جيهيو تخفي وجهها بكفيها محاولة إلهام نفسها بالصبر -غاين:تبقى رقمه...هل أحذفه؟ -جيهيو(بحزن) :وما الفائدة؟ أنا أحفظه في دماغي -غاين:لكن على الأقل سترتاحين لأنكِ لن تريه مجددا في قائمة الأسماء -جيهيو(بحزن) :حسنا
حذفت رقمه ثم أعطت الهاتف لجيهيو فأحست أن هذا كان أصعب قرار اتخذته في حياتها -جيهيو(بحزن) :سأخرج للتنزه...أشعر أنني سأختنق -غاين:لا بأس...هذا أفضل لك -جيهيو(بحزن) :سآخذ سيارتي -غاين:إياكِ أن تلتقي برجال الشرطة فأنتِ لا تملكين رخصة بعد -جيهيو(بحزن) :حسنا
أما ووهيون فقد أخذته سورا نحو منزله وعندما نزلا من السيارة تمسكت بذراعه حتى دخلا المنزل ورغم أنه غير مكترث لكن الذي يراهما يظنهما منسجمين ويحبان بعضهما بجنون
على بعد عدة مترات كانت جيهيو تختبئ خلف الشجرة وتراقبهما...رغم انفصالها عنه لكنها أرادت بشدة رؤيته ويال الصدمة حين رأته مجددا مع تلك الفتاة الشقراء
استندت على جذع الشجرة بظهرها وسالت دمعة من عينها بعد أن تحطم قلبها أكثر...ندمت ندما شديدا على قرارها بالمجيء وتفقد أحواله وتمنت لو أنها ماتت قبل أن تراه سعيدا مع أخرى
بجانبها كان جرو الجيران يقف وعندما رآها ركض نحوها ينبح عليها لكنها من شدة غضبها ركلته بقوة حتى هرب بعيدا...في حياتها لم يصل بها الغضب لهذه الدرجة
قررت جمع ما تبقى من شظايا قلبها وعادت نحو سيارتها التي ركنتها على بعد أمتار كي لا يراها ووهيون وبمجرد أن انطلقت ذهبت للمطعم واشترت زجاجات جعة وركبت السيارة وشربتها كلها بينما تمسح دموع خيبتها وألمها
بعد فترة ثملت لدرجة أن لا ترى الطريق أمامها لكن رغم ذلك شغلت المحرك وانطلقت محاولة العودة المنزل
أثناء الطريق صارت تتذكر خيانة ووهيون لها وذكرياتهما معا وكيف انخدعت به كل تلك السنوات...أمر يجرح الصميم حقا...ومرة بعد مرة صارت تضغط على مفتاح السرعة والسيارة تسرع أكثر وهي بالكاد تستطيع رؤية الطريق أمامها
أثناء الطريق رأتها سيارة شرطة لذا لحقوا بها وشغلوا الأضواء وزمور الشرطة لكنها تجاهلتهم وحاولت الهرب وزادت السرعة إلى أن وصلت للجسر فانقلبت بها السيارة وسقطت للأسفل وتقلبت مرات متوالية وتحطمت لقطع
بينما غاين في المنزل نظرت للساعة فأدركت أن الوقت تأخر وجيهيو لم تعد بعد -غاين(تفكر) :لماذا استغرقت كل هذا الوقت! ما الذي يجري!
حملت هاتفها واتصلت بها ومن أول مرة تلقت الرد -غاين:آه جيهيو...ها أنتِ ذا! أين ذهبتِ؟ -الشرطي:مرحبا...معكم الشرطة...هل تعرفين صاحبة الهاتف؟ -غاين(بصدمة) :الشرطة! ما الذي يجري! لماذا هاتف جيهيو معكم؟ هل تم سجنها؟ -الشرطي:ليته كذلك...حصل أمر أسوا...لقد تعرضت لحادث ونحن نحاول إنقاذها الآن من حطام السيارة -غاين(بصدمة) :م م م ماذا! كيف ذلك؟ أين أنتم الآن؟ ما الذي حصل لها؟ -الشرطي:سيتم نقلها للمستشفى في حال بقيت على قيد الحياة...أما إن ماتت... -غاين(بصدمة) :أتعني أنكم لم تحددوا بعد إذا كانت ستعيش أم لا؟! أرجوك أخبرني أين أنتم؟ لا يمكنني الوقوف وانتظار خبر موتها -الشرطي:حقا لا أستطيع الآن...سنوافيكم بالتفاصيل لاحقا -غاين:حسنا
أغلقت الخط وطافت في الغرفة ذهابا وإيابا بتوتر ثم تذكرت أن تخبر أهل جيهيو فاتصلت بوالدتها على الفور ولكنها استغرقت وقتا طويلا لترد فالوقت متأخر -الأم:مرحبا غاين...هل من خطب؟ -غاين(بحزن) :جيهيو...لقد تعرضت لحادث سيارة خطير...آسفة لأنني لم أستطع حمايتها...ما كان علي تركها تغادر المنزل وحدها مع السيارة
احتاجت الأم لحظات لتستوعب الأمر ثم شرحت لها غاين الوضع وبدأت بالنواح واللطم وانتظرت اتصال الشرطة هي وزوجها وكذلك غاين معهم
بينما غاين تطوف في المنزل بغضب ركلت الطاولة برجلها...وبسبب مشاعر الحقد التي تختلجها توجهت نحو منزل ووهيون سيرا على قدميها
بينما هو نائم سمع رنين جرس الباب باستمرار يليه الطرق بقوة...وبعد أن فتحه هجمت عليه غاين وصفعته بقوة على وجهه ووجهها مبلل بالدموع لأنها ظلت تبكي طوال الطريق -غاين(ببكاء) :أنت الملام...أنت...بسببك جيهيو الآن بين الحياة والموت...لقد حذرتك من خداعها...إنها مهووسة بك ألا تفهم؟ لقد دمرتها...لقد قدتها بيديك للهاوية...الحادث كان بسببك أنت...كانت تقود وهي ثملة بسبب الجرح الذي تركته لها في قلبها
أخذ ووهيون دقائق ليستوعب ويفهم الوضع وطوال الوقت كان ممسكا بخده ويستمع لها بفاه مفتوح -ووهيون(بصدمة) :ج ج ج جيهيو تعرضت لحادث! -غاين(ببكاء) :إن ماتت فتجهز للموت على يدي أنت أيضا...إما حياتي أو حياتك...لقد أخبرتك
استدارت وولت عائدة للمنزل أما ووهيون فبقي واقفا في مكانه ممسكا خده يحاول تمالك نفسه...بعد لحظات جثى على ركبتيه ورفع رأسه لأعلى وصرخ صرخة واحدة مدوية معبرا عن ألمه وتحطمه
حوالي الساعة الثانية ليلا تم أخيرا إخراج جسد جيهيو من ركام السيارة المحطمة بعد ساعات من الجهد من قبل الإسعاف والحماية المدنية ولحسن الحظ كانت ما تزال تتنفس وقلبها ما يزال ينبض لكنها تلقت إصابة قوية في الرأس وكسرا في الفقرات الموجودة في الظهر وحصلت على الكثير من الجروح والكدمات حتى أن جسدها تخضب باللون الأحمر
بعد ساعات من العمليات الجراحية تم استخراج الزجاج العالق بظهرها ورأسها ولحسن الحظ تم إنقاذ حياتها بنجاح وقد أخبرهم الطبيب المسؤول عنها أنها محظوظة حقا لتبقى على قيد الحياة بعد كل ما حصل معها فكثيرون مثلها يموتون في نفس الظروف
تم نقلها لغرفة منفردة وتم وضعها تحت المراقبة بينما أهلها وغاين معها بنفس الغرفة يكلمون الطبيب -الطبيب:علينا القلق بشأن دخولها في غيبوبة -الأم(ببكاء) :لا...إلا ذلك -الطبيب:لا تبكي سيدتي...إنه مجرد احتمال...سننتظر عدة ساعات ونرى
انحنى لهم الطبيب وغادر ومنذ تلك اللحظة ووالدتها معها في الغرفة تمسك بيدها وتدعو أن تستيقظ بأقرب وقت...أما والدها فذهب للعمل لكنه يتصل كل ساعة ليسأل إن كان هناك تطور...أما غاين فلديها جامعة لذا تأتي من حين لآخر لترى جيهيو وتطمئن عليها ثم تغادر
في يوم الغد بقي ووهيون في منزله فرن جرس الباب وعندما فتح وجد سورا تبتسم له -سورا:حبيبي...احزر ماذا؟ -ووهيون(ببرود) :لا أريد أن أحزر ولست في مزاج للخروج معك...غادري من فضلك -سورا:ها! ما بالك؟ -ووهيون(ببرود) :لا شيء البتة...دعيني وحدي
كان واضحا عليه أنه متعب وبات مستيقظا طوال الليل لذا عرفت أنه يعاني وقتا عصيبا...دخلت المنزل خلفه فرأت أغراضه مرمية في كل مكان لأنه لا يكترث لترتيب منزله كالسابق حتى -سورا:جديا...ما الذي حصل؟!
استدار نحوها بنظرة جادة وعينين حادتين -ووهيون(بحدة) :الذي حصل هو أنني أخونك...لماذا أنتِ غبية؟ أنا أحب فتاة أخرى ولا أعلم إن كانت الآن حية أو ميتة...لقد خنتها معك وعندما اكتشفت دخلت في حالة اكتئاب وأصيبت بحادث سيارة -سورا(بصدمة) :ما الذي تقوله؟! -ووهيون(بحدة) :فقط لننفصل...أنا شخص رخيص...لقد كنت أستغلك طوال الوقت لمصالحي الشخصية وحتى هي كنت أستغلها لأجل الاهتمام والحب وتغطية الفراغ العاطفي الذي بداخلي...لكنني أدركت...أنني كنت أريدها طوال الوقت...إن أصابها مكروه حقا فلن أسامح نفسي
بينما تستمع لكلامه كادت تفقد أعصابها ولكن في النهاية شددت على قبضتها وصرت على أسنانها وغادرت
بعد أن خرجت للشارع أخرجت هاتفها من حقيبتها واتصلت بعمها -سورا(بحدة) :ألو عمي...هل يمكنك إرسال بعض من حراسك الشخصيين لي؟ أريد تلقين أحدهم درسا...حسنا شكرا...سأرسل الموقع
بعد دقائق وصل الحراس الشخصيون فأشارت لهم نحو باب منزل ووهيون فذهبوا نحوه ولحقت بهم...وبعد أن طرقوا الباب فتح لهم ووهيون فاقتحموا منزله وأبرحوه ضربا حتى جثى على ركبتيه ثم واصلو ركله ككرة القدم إلى أن امتلأ جسده بالكدمات والجروح
بعد أن كاد يغمى عليه من الضرب قاموا بتخريب منزله وتكسير كل شيء فيه وجمعوا ملابسه في كومة واحدة وسكبوا عليها البنزين حتى لا يستخدمها مجددا
وفي النهاية رموه بالبيض وغادروا أولا...أما سورا فوقفت عند رأسه تتشمت به -سورا(بثقة) :لقد أحببتك حقا...لكنني لست من نوع الفتيات الغبيات اللواتي يبدأن البكاء والنواح لأجل شخص تافه...أنا كابوس...يمكنني تدمير حياتك...وهذا ما سأفعله...أعدك بذلك
أخرجت نظاراتها من الحقيبة ووضعتها ثم غادرت بكل كبرياء وهي تمضغ العلكة وتركته مرميا على الأرض بالكاد يستطيع تحريك أطرافه
بينما يحدق بالسقف تهيأ له خيال جيهيو وهو يقف عند رأسه -ووهيون:ج ج ج جيهيو! -جيهيو:تبدو بحال مزرية...لكن ليس عليك لوم شخص سوى نفسك
بدأ بالبكاء ومد لها يده لعلها تمسكها وتريحه من الذنب الذي هو فيه -ووهيون(ببكاء) :جيهيو...امنحيني فرصة أخرى...أرجوكِ...لقد تعلمت الدرس...فقط عودي إلي -جيهيو:أنت لا تتغير أبدا -ووهيون(ببكاء) :سأتغير...أعدك -جيهيو:وعودك بلا معنى...لقد وعدتني بالكثير سابقا لكن لم تنفذ أي شيء -ووهيون(ببكاء) :أنا حقير وسافل ومنحط وعار على نفسي...فقط أغيثيني...سأموت من دونك -جيهيو:لست أنت من تموت...بل أنا...لقد قتلت جيهيو البريئة بيديك...أتمنى أنك سعيد الآن -ووهيون(ببكاء) :أبدا...لن أكون سعيدا إن لم تكوني معي
نهض بسرعة من على الأرض وحاول سحبها من يدها لكنها اختفت أيضا لأنها كانت مجرد سراب مما جعله يشعر بالحسرة والندم أكثر...وبسبب الإصابات التي تلقاها شعر بألم في ظهره لذا يتوجب عليه الذهاب إلى المستشفى ليرى إن كانت عظامه قد تضررت بعد كل ذلك التعنيف الذي تلقاه -ووهيون(ببكاء) :يا إلهي...فقط امنحني فرصة أخرى...هذه المرة لن أكرر نفس الخطأ...فقط حافظ على حياة جيهيو...لا أريد أكثر من ذلك
عدل سابقا من قبل بثينة علي في الإثنين مارس 27, 2023 9:17 am عدل 1 مرات
بثينة علي يعجبه هذا الموضوع
بثينة علي Admin
المساهمات : 1314 تاريخ التسجيل : 27/05/2021 العمر : 27
موضوع: رد: رِوَايَة فِي طَيِّ النِّسْيَان!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) الجمعة مايو 13, 2022 11:34 am
رواية في طي النسيان : الفصل الخامس
استغرقت جيهيو يوما كامل وهي في غيبوبة وفي النهاية فتحت عينيها بتثاقل ونظرت أمامها فرأت الجميع يحدقون بها بصدمة -الأب:جيهيو! -الأم:ابنتي! حمدا لله على سلامتك -غاين:سأنادي الطبيب
ركضت غاين خارج الغرفة لتنادي الطبيب وبقي الوالدان حول جيهيو يمسكان بيديها لكنها نظرت لهما بتجهم ثم وضعت يدها على رأسها -جيهيو(بألم) :رأسي! ما هذا الصداع؟ -الأم:تعرضتِ لضربة في رأسك...لا يهم...ستكونين بخير -جيهيو:من تكونين!؟ -الأم:أنا؟ إنني والدتك -جيهيو:والدتي! ومن ذاك الرجل!؟ -الأب:والدك -جيهيو:من أنا!؟ وما الذي أفعله هنا!؟ ما الذي يجري بالضبط!؟
نظر الوالدان لبعضهما بصدمة وبعد أن عاد الطبيب شرحا له الوضع وقام بفحصها -الطبيب:للأسف...لقد أصيبت بالأمنيسيا أو فقدان الذاكرة الكلي -الأم(بصدمة) :لكنك لم تخبرنا أنها قد تصاب به! -الطبيب:نعم...كنت أتوقع الأسوأ ألا وهو الغيبوبة...لكن يبدو أنها نجت من الغيبوبة لتقع في الأمنيسيا -الأم(بحزن) :ما الحل!؟ كيف نعيد لها ذاكرتها!؟ -الطبيب:هناك احتمال أن تستعيدها مع الوقت حين تذكرونها بذكرياتها القديمة...لكن هناك احتمال أيضا أن لا تعود لها نهائيا
بمجرد سماع ذلك بدأت الأم بالنواح واللطم بينما حاول الأب تهدئتها أما غاين فأظهرت البرود ودخلت غرفة جيهيو ووجدتها تحدق بالسقيفة بنظرة فارغة...ابتسمت لها وجلست بجانبها لكن الأخرى لم تعرها أي اهتمام -غاين:مرحبا...هل تذكرينني؟ -جيهيو(بشرود) :لا...لا أتذكر أي شيء...دماغي فارغ تماما وخالٍ من الذكريات والأفكار...كيف انتهى بي المطاف هنا؟ ومن تكونين أنتِ؟ -غاين:رفيقتك في السكن...أدعى غاين -جيهيو(بشرود) :غاين! غاين! غاين! حقا لا أتذكر شيئا عن اسم كهذا
فجأة وضعت يدها على رأسها وأغمضت عينيها بقوة -جيهيو(بألم) :الصداع -غاين:إصابة رأسك ستستغرق فترة طويلة لتشفى لذا حاولي تحمل الألم -جيهيو:ولماذا أصبت؟ لا أتذكر أي شيء
بعد أن فكرت غاين في الأمر قررت أن لا تخبرها عن ووهيون وخيانته لها...قد تكون هذه فرصة لتبدأ حياة جديدة خالية من الألم -غاين:كنتِ ثملة وانحرفت بكِ السيارة عن المسار -جيهيو:ولماذا ثملت؟ -غاين:هذا طبيعي...الكوريون يثملون كثيرا -جيهيو:غريب...هناك شيء ما علي تذكره...لكن ما هو؟! -غاين:لا بأس...ستعود لكِ ذاكرتكِ مع الوقت...والآن أخبريني كيف تشعرين؟ -جيهيو:صداع...وألم في صدري -غاين:لا بأس...ستحصلين على المسكنات -جيهيو:أخبريني القليل عنا...كيف نعرف بعضنا؟ -غاين:تعرفنا قبل سنة ونصف عندما انتقلنا نحن الاثنتين للجامعة وقررنا أن نقوم بتأجير منزل ونعيش معا -جيهيو:حقا غريب...كل ما أسمعه يبدو كالخيال...لا يمكنني تصديق أي شيء -غاين:أنا هوانغ غاين...وأنتِ بارك جيهيو -جيهيو:بارك جيهيو! علي حفظه
أخذت قلما من على المنضدة وكتبت "بارك جيهيو" على يدها لكي تتذكر اسمها...بعد لحظات عاد الوالدان ومعهما هاتفها -الأب:هذا هاتفك...لقد تمكنا من أخذه من عند رجال الشرطة
قطبت غاين حاجبيها لكنها تذكرت أنها حذفت كل ما يتعلق بووهيون بنفسها لذا فجيهيو لن تجد شيئا في الهاتف يذكرها به
فتحت جيهيو الهاتف وتصفحته فوجدت أرقاما لعائلتها وأصدقائها...وصورا لها في الألبوم إضافة لبعض الصور مع غاين وعائلتها وصديقاتها من الجامعة...وهناك أيضا صور لأشياء عشوائية التقطتها من أماكن أعجبتها وأطباق أعدتها لتضعها على حساب الإنستغرام
أما حساباتها على النت فلم يكن فيها أي شيء مهم سوى نفس الصور التي كانت في الألبوم -غاين:أووه انظري...هذه الصورة التقطتها أنا وأنتِ في بداية السنة الدراسية -جيهيو:في أي سنة أدرس؟ -غاين:السنة الثانية وعلى وشك الانتقال للثالثة...تخصصك هو الفنون التمثيلية -جيهيو:ممثلة! هذا غريب! غريب حقا أن تستيقظي فجأة وتجدي نفسك في حياة جديدة لا تعرفين عنها شيئا -الأم:بخصوص ذلك فربما عليكِ تأجيل المحاضرات والتغيب عنها حتى يستقر وضعك الصحي -غاين:الامتحانات النهائية على الأبواب...لكن ما تزال صحتها الجسدية والنفسية أهم -الأب:فقط لنأمل أن تكون بخير -الأم:وأيضا...عليها العودة معنا للمنزل وإلا لن يطمئن قلبنا عليها -غاين:سأفتقد وجودها في المنزل كثيرا...لكن لا بأس...اهتما بها جيدا
بقي الجميع يتحدثون مع جيهيو ويحاولون تذكريها بالكثير من الأمور التي تخصها لكنها حتى تلك اللحظة لم تتذكر أي شيء
في المساء حان وقت الفحص فأخذها أهلها في الكرسي المتحرك نحو قسم العظام لتجري أشعة مقطعية وبعد أن انتهت بقي الطبيب يشاهد الصور ويهز رأسه -الطبيب:إصابة معقدة...فقدانها لذاكرتها فقط هو حظ لها -الأب:كم ستحتاج لتشفى؟ -الطبيب:ثلاث أشهر على الأقل -الأب:هذا جيد -الطبيب:لكن عليكم تركها هنا في المستشفى لفترة مؤقتة لتتلقى الرعاية الطبية اللازمة وبعدها تأخذونها -الأم:ممتاز
في غرفة الانتظار كانت غاين تجلس بانتظار خروج جيهيو ووالديها وبالصدفة رأت ووهيون قادما نحوها ثم جلس في الكرسي الذي بجانبها...في البداية لم يلاحظها لكن حين رفع رأسه بالصدفة رآها تحدق به بنظرة حاقدة -غاين(بحدة) :ما الذي تفعله هنا؟ -ووهيون:لدي فحص -غاين(بحدة) :كاذب...لقد أتيت لترى جيهيو -ووهيون(بصدمة) :جيهيو حقا هنا؟! هل هي بخير؟! ألم تتأذى من الحادث؟
قطبت حاجبيها وتجاهلت أسئلته فعرف على الفور أنها بخير وتنهد بسعادة -غاين(بحدة) :غادر وعد عندما تخرج جيهيو -ووهيون:لكن علي محادثتها وسؤالها عن صحتها -غاين(بحدة) :ألا تفهم؟ تلك الفتاة لم تعد حتى تعرفك...لقد نسيت أمرك تماما -ووهيون:أعلم أنها حاولت نسياني وأنا أيضا فعلت لكن ليس علينا الكذب على أنفسنا...نحن نحب بعضنا -غاين(بحدة) :يا مغفل...لقد نسيتك بالمعنى الحرفي...الحادث سبب لها فقدان ذاكرة كلي...هي حتى لا تتذكر والديها فكيف تتذكرك أنت؟ -ووهيون(بصدمة) :تكذبين -غاين(بحدة) :لا مصلحة لي من الكذب عليك -ووهيون:تقولين ذلك لأغادر -غاين(بحدة) :بل لأنها الحقيقة...ورغم أنها مرة ولكنني سعيدة...جيهيو الآن ستبني حياتها من الصفر وبدونك...تلك الآلام والجروح اختفت بلمح البصر وكل هذا بفضلك -ووهيون(بصدمة) :مستحيل
بينما هما يتناقشان خرج والدا جيهيو من قاعة الفحص وهما يجرانها في الكرسي المتحرك وعندما مرا بجانب ووهيون لم تبدي له أي اهتمام ولا حتى التفتت نحوه...وبعد أن رأى حالها المزرية تلك شعر بقلبه يتحطم لملايين الأشلاء لذا وقف متجمدا مكانه
نظرت إليه غاين بنظرة سخرية ثم لحقت بهم وتركته يحدق بها من بعيد وهي تبتعد وتضيع منه مجددا...ليس هناك ما يزيد الوضع سوءا إلا أن تقع في حب شخص آخر
عادت غاين للمنزل ووالد جيهيو أيضا...أما والدتها فبقيت لتعتني بها في المستشفى وقبل أن تخلد للنوم جاء أحد الأطباء المتدربين ليتفقد صحتها
عندما دخل وجد والدتها قد خرجت وبقيت وحدها -جونسو:مساء الخير...كيف حالك؟ -جيهيو:من أنت! -جونسو:أراهن أنكِ لا تعرفينني...أنا مجرد طبيب متدرب -جيهيو:آه...ظننتك واحدا من الناس الذين يعرفونني -جونسو:هل كل شيء على ما يرام؟ -جيهيو(بحزن) :لا أعلم...أشعر بالعجز...أريد أن أتذكر من أنا -جونسو:لو كنت مكانك لما تمنيت ذلك...نحن البشر لدينا كثير من الهموم ونحسدك لأنكِ وجدتِ طريقة للنفاذ منها -جيهيو(بحزن) :لكن هناك شيء ما...شيء مؤلم جدا...موجود في صدري...لكن لا أستطيع تذكر ما حصل بالضبط -جونسو:قد يكون مجرد إحساس بالحزن لأنكِ ضيعتِ ذكرياتك الجميلة -جيهيو(بحزن) :لا أعلم -جونسو:ماذا عن جسدك؟ -جيهيو(بحزن) :صداع مستمر وألم في ظهري...وكذلك لا أستطيع الحراك جيدا بسبب الدوار عندما أقف -جونسو:طبيعي...الإصابة التي تلقيتِها خطيرة
وضع لها إبرة مسكنة في محلول التغذية الاصطناعي وسألها بعض الأسئلة ثم حمل أغراضه ليغادر -جونسو:سآتي كل أربع ساعات لتفقدك...فقط لا تغادري الفراش -جيهيو:لكن مفاصلي تصلبت من كثرة النوم -جونسو:حاليا التحرك خطر عليك لذا ابقي ساكنة -جيهيو:حسنا
في اليوم الموالي ذهب ووهيون للعمل في المصرف وبينما يختم الوثائق تذكر جيهيو وكيف مرت بجانبه بتلك الطريقة دون أن تعيره أي اهتمام...وضع يده على خده وبقي يتحسر على حظه العاثر إلى أن دخلت المشرفة آنجل مكتبه -آنجل:ماذا فعلت حتى يتم طردك؟ -ووهيون(باستغراب) :عمَّ تتكلمين؟ ما الذي فعلته؟ -آنجل:أتاني أمر بأن أقوم بطردك...لكن ما الذي فعلته يا فتى؟ -ووهيون:أنا مثلك مستغرب...متأكد أنني لم أرتكب أي خطأ...حتى أنكِ رأيتِ بعينك كيف تمت زيادة راتبي قبل أيام وذلك لأنني أبلي بلاءً حسنا
ربتت آنجل على كتفه وتنهدت -آنجل:حظا موفقا لك في حياتك...كنت شخصا مثابرا
استغرب من حصول الأمر بتلك الطريقة الغريبة خاصة أنه لم يرتكب أي أخطاء لذا قرر الصعود لمكتب مدير البنك ليسأله بنفسه
بينما يصعد السلالم نزلت سورا بجانبه وهي تضع نظارة شمسية وحين رأته توقفت وأزالت النظارة بغرور -سورا(بابتسامة) :لن أقول أنها مصادفة أن نلتقي هنا -ووهيون(بتجهم) :ما الذي تفعلينه هنا؟ -سورا:أدمر حياتك كما وعدتك...هذا المصرف ملك لصديق عمي -ووهيون(بتجهم) :ممتاز -سورا:أخبرتك...سأجعلك تدفع الثمن غاليا...وهذه ليست سوى البداية
غمزت له وابتسمت بسخرية ثم وضعت نظاراتها وأكملت نزولها عبر السلالم...بعد لحظات أدرك أنه لا فائدة من الكلام مع المدير لذا نزل وجمع أغراضه
عند البوابة رآها تنتظره وهي تراقبه وتتشمت به...ورغم ما فعلته لكنه لم يستطع أن يكرهها فهو يتحمل الآن عواقب أفعاله
بقيت جيهيو فترة في المستشفى ومع الوقت تحسنت صحتها وصارت تستطيع المشي رغم أن إصابة رأسها وظهرها ما تزال لم تلتئم
بينما هي في غرفتها مع أمها شعرت بالملل والتصلب في مفاصلها -جيهيو:لا أستطيع التحمل أكثر...سأصاب بالشلل على هذا المنوال -الأم:لِمَ لا تخرجين وتتمشين؟ -جيهيو(باستغراب) :حقا ستسمحين لي؟ أنتِ عادة متشددة في هذه الأمور -الأم:نعم...لا بأس ببعض التساهل من حين لآخر -جيهيو(بابتسامة) :حسنا
خرجت تسير في أروقة المستشفى تحاول تحريك قدميها اللتان تصلبتا من كثرة النوم...وأثناء سيرها رأت فتاة تشتري من آلة البيع -جيهيو(بحزن) :ليت معي المال...أريد تذوق شيء بنكهة الشكلاطة...لم آكل سوى اللحوم والحضروات والحساء هذه الأيام
بينما تحدق بالفتاة رأتها وتفاجأت -مينا:أنتِ! -جيهيو:هل نعرف بعضنا؟ -مينا:ليس تماما...تقابلنا مرة واحدة من قبل وكانت مقابلة غريبة نوعا ما -جيهيو:أعتذر حقا...أنا مصابة بفقدان الذاكرة الكلي -مينا:مؤسف! ما هو اسمك؟ -جيهيو:بارك جيهيو...أو هذا ما قال أهلي أنه اسمي...لا أعلم إن كان صحيحا أم لا -مينا:أنتِ محظوظة أتعلمين؟ -جيهيو:لماذا؟ -مينا(بحزن) :لأنكِ فقدتِ ذاكرتك...بالنسبة لي فقد فعلت الكثير من الأشياء السيئة لدرجة أنني أتمنى فقدان ذاكرتي ونسيان كل شيء -جيهيو:ليس أمرا جيدا لتلك الدرجة...ستشعرين أنكِ نكرة وتشكين بكلام كل الناس خوفا من أنهم يكذبون...يمكن لأي أحد خداعك ببساطة لأنكِ لا تعرفين شيئا عن نفسك...وستشعرين بفراغ في صدرك وألم قاتل لا تعلمين ما سببه وما الشيء الذي عليكِ تذكره مينا:ما يزال أفضل من تذكر ما ارتكبتِ في حياتك -جيهيو:ماذا عن إصابة ذراعك؟ -مينا(بابتسامة) :طلق ناري...لكنه أنقذ حياتي بدل أن ينهيها...إنها قصة طويلة ولا يهم أن تعرفيها...أتريدين شكلاطة؟ -جيهيو:بلى
أعطتها قطعة شكلاطة ثم ودعتها وغادرت...وبينما تتجول رأت انعكاسها في زجاج أحد النوافذ ووقفت تحدق بنفسها -جيهيو(تفكر) :من هذه التي في انعكاس صورتي؟ أنا حقا لا أتذكر أي شيء...حتى صورتي تبدو غريبة...وهناك أيضا ذاك الشيء المهم الذي يؤلمني وعلي تذكره
بعد أن تمشت لبعض الوقت عادت لغرفتها فوجدت الإنارة مطفأة وعندما شغلتها صرخ عليها الجميع "عيد ميلاد سعييييد جيهيو"
انتفضت من الخوف وتراجعت ثم أدركت أنه يوم عيد ميلادها...لقد استغلت والدتها غيابها وعلقت البالونات وأحضرت الكعكة واتصلت بغاين ووالدها وهناك فتاة أخرى تحمل غيتارا لم تتعرف عليها
أمسكت الفتاة الغريبة الغيتار جيدا وصارت تعزف عليه وتغني لها أغنية عيد الميلاد وبعد أن انتهت صفق الجميع لها -جينالي:مبارك لكِ عزيزتي جيهيو -جيهيو:ومن تكونين!؟ -غاين:هذه كيم جينالي...مغنيتكِ المفضلة...لقد استأجرناها لأجلك -جيهيو:لا بد أنها كلفتكم الكثير -جينالي:هههههه لا...إنها تمزح...لقد وافقت المجيء بالمجان...لم أعد مغنية مشهورة كالسابق -جيهيو:لا أعلم...لا أتذكر أنني أحببتها يوما
رغم الأجواء الحماسية التي حضرها الجميع لجيهيو لكنها عبست وذهبت للنوم في سريرها لذا ذهبوا إليها وقدموا الكعكة لها وعليها شمعتين على شكل الرقم "22" -الأم:هيا أطفئي الشموع
أطفأتها بكل برود ثم ثنت يديها وعادت للنوم -الأم:لنقسم الكعكة
بينما يقسمون الكعكة دخل الطبيب جونسو الغرفة -جونسو:ما كل هذا؟ هل تقيمون احتفالا هنا؟ -غاين:تفضل وتذوق كعكة عيد ميلاد جيهيو
تم تقسيم الكعك للجميع وبينما جينالي تأكل وضعت غيتارها جانبا فأخذته غاين وحاولت العزف عليه لكنها لم تعرف كيف -غاين:ههههه هذا صعب -جينالي:تحتاجين للتدريب
شاهدتها جيهيو لذا شعرت برغبة ملحة في تجربة عزف الغيتار -جيهيو:أريد التجربة
أعطتها غاين الغيتار فعزفت عليه بكل براعة أغنية جميلة وبطريقة ما تذكرت الأم لحن هذه الأغنية -الأم:مهلا...أعرف هذه الأغنية...كنتِ تعزفينها حين كنتِ في الثانوية -جيهيو:هل هذا يعني أنني بدأت أسترجع ذاكرتي؟ -جونسو:يؤسفني أن أخبرك أن هذا غير صحيح...المنطقة المسؤولة عن المهارات والمنطقة المسؤولة عن الذاكرة منفصلتان في الدماغ...يمكنكِ تأدية مهاراتكِ الطبيعية كالعزف والرسم والكلام بلغات معينة والطبخ وما إلى ذلك دون قلق -جيهيو(بحزن) :إذًا ليس هناك أي أمل أن تعود ذاكرتي؟ -جونسو:هناك أمل...فقط واصلي محاولة التذكر
قالها بينما يمضع ما تبقى من الكعك في يده -جونسو:تبا...هذه ألذ كعكة تذوقتها في حياتي كلها...أريد المزيد
نظر نحو الطاولة فوجد الكعكة ما تزال في منتصفها -جونسو:أنتم جميعا...هيا غادروا القاعة فهذا وقت الفحص
دفعهم جميعا وأخرجهم من الغرفة وأغلق الباب وكان سيتوجه للكعكة لولا أنه رأى جيهيو تحدق به باستغراب -جونسو:ماذا؟! -جيهيو(بحزن) :أيها الطبيب...أخبرني فقط لماذا يحصل معي ذلك؟ أشعر بالضيق في صدري لأنني هكذا...رغم وجود الناس حولي لكنني لا أشعر بالألفة معهم...أشعر أنني حقا...وحيدة -جونسو:لست طبيبا نفسيا -جيهيو(بحزن) :أعلم...لكن ألا تعرف أي طريقة لتجعلني أستعيد ذاكرتي؟ -جونسو:بلى هناك -جيهيو(بحماس) :ما هي؟ -جونسو:عليكِ مداواتها بالتي كانت هي الداء -جيهيو:ها! -جونسو:أقصد هل تعرفين كرتون توم وجيري؟ عندما كان توم يتلقى ضربة على رأسه يفقد ذاكرته...وحين يتلقى ضربة أخرى تعود له ههههههههههههههه -جيهيو:ضربة! -جونسو:أمزح فقط...اصبري وستعود ذاكرتكِ ذات يوم
بعد أن أنهى فحصها ذهب نحو الكعكة وقطع منها قطعة كبيرة وأخذها وتوجه نحو الباب وغمز لجيهيو -جونسو:قولي أنكِ أنتِ من طلبتِ مني أخذها معي...وأيضا لنصبح أصدقاء...لا تشعري بالوحدة بعد الآن -جيهيو(بابتسامة) :هههه موافقة
بعد أن انتهى الفحص وحفل عيد الميلاد عاد الجميع لمنازلهم وبقيت جيهيو مع والدتها -جيهيو:أخبريني القليل عن موهبتي في عزف الغيتار -الأم:بدأتي تعلمه في سن الرابعة عشرة لكنكِ اضطررتِ لتركه بسبب انتقالك للجامعة...لديكِ غيتار في المنزل...هل تريدين أن أطلب من والدكِ إحضاره لعلكِ تتذكرين؟ -جيهيو:آااه لا...لا أظن أنه سيساعد...لا يهم
ذهب ووهيون للمطعم وقام باستدعاء صديقه موا ليتناولا الطعام معا ويتحدثا وكان يبدو في حال مزرية -موا:ما الأمر؟ أنت لا تدعوني للعشاء بدون سبب -ووهيون(بحشرجة) :دعني أفضفض لك -موا:تفضل -ووهيون(بحشرجة) :لا أعرف من أين أبدأ...لقد حصلت معي الكثير من الأشياء السيئة مؤخرا...أشعر أنني منحوس -موا:إلى جانب طردك من العمل؟ -ووهيون(بحشرجة) :بلى...لقد انفصلت عن حبيبتي الأخرى وأخبرتها بخيانتي فقامت بإحضار مجموعة من الرجال لضربي وتدمير منزلي...والآن طردتني من عملي لأن مدير المصرف صديق عمها...هذا دون أن أخبرك بعذابي بسبب فقدان جيهيو لذاكرتها...تخيل أنها مرت بجانبي ولم تتعرف علي...ماذا أفعل؟ هذا يعني نهاية كل شيء -موا:سأصارحك بالحقيقة لكن لا تغضب...تستحق كل ما يحصل معك...أنت فقط تدفع ثمن أخطائك لذا لا تلم سوى نفسك -ووهيون(بحشرجة) :أعلم...لكنني أحب جيهيو...لقد ظننت أنني لن أهتم لتركها لي لكن تبين العكس...تلك الفتاة أخذتني معها للهاوية -موا:تستحق -ووهيون(بحشرجة) :لا تكن قاسيا هكذا...لقد اعترفت بخطئي وأريد تصحيحه -موا:لا أنصحك بذلك...المرأة تتسامح في كل شيء إلا الخيانة والكذب...والآن اعذرني فعلي العودة للمنزل -ووهيون:رافقتك السلامة
عدل سابقا من قبل بثينة علي في الإثنين مارس 27, 2023 12:27 pm عدل 1 مرات
بثينة علي يعجبه هذا الموضوع
بثينة علي Admin
المساهمات : 1314 تاريخ التسجيل : 27/05/2021 العمر : 27
موضوع: رد: رِوَايَة فِي طَيِّ النِّسْيَان!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) الجمعة مايو 13, 2022 12:14 pm
رواية في طي النسيان : الفصل السادس
بقي ووهيون في المطعم وحيدا شاردا يحدق بأرجل الناس القادمين والذاهبين وبعد أن سئم عاد للمنزل يتمشى على قدميه
أثناء طريقه رأى عبر واجهة أحد المتاجر نفس الملابس التي كان هو وجيهيو يرتديان مثلها والتي هي عبارة عن قميصين عليهما نصف قلب وسروالَي جينز متشابهين فوقف ينظر إليهما...بعد لحظات اغرورقت عيناه ووضع يده على الزجاج يسترجع ذكرياتهما معا فظهر خيال جيهيو بجانبه مرة أخرى -جيهيو:ووهيون...أحببت هذين القميصين...لنشتريهما -ووهيون(بحزن) :كيف ذلك بعد أن انفصلنا؟ -جيهيو:انفصلنا؟ لكن كلمة "انفصلنا" لا يمكنها إيقاف الحب الذي في قلوبنا
نظر نحوها بسرعة و بدا على وجهه الصدمة -ووهيون:هل حقا مازلتِ تحبينني؟ ولو قليلا؟ -جيهيو:ممممم لا أعلم...بدل أن تسال الخيال اسأل جيهيو الحقيقية -ووهيون:معكِ حق
ركض عبر الطرقات بأقصى ما لديه إلى أن وصل للمستشفى التي تقطن فيها جيهيو...بينما يركض نحو غرفتها كانت غاين متوجهة لهناك أيضا مع علبة طعام أعدتها لها ولكنه اصطدم بها وكاد يوقعها -ووهيون:أعتذر...أنا...
حينما نظرا لوجه بعضما فتحا فميهما من الصدمة -غاين(بحدة) :ما الذي تفعله هنا؟ -ووهيون:غاين أرجوكِ امنحيني فرصة...سأصحح خطئي -غاين(بحدة) :أبدا...لا تحلم -ووهيون:سأعتذر منها...وأطلب منها العودة لي وأعدكِ أنني لن أجرحها طوال حياتي -غاين(بحدة) :ألا تفهم؟ هي لا تعرف بشأنك الآن...لقد نسيت أمرك تماما...أنت لها مجرد شخص غريب -ووهيون:إذًا دعيني فقط أكلمها...لن أستغرق وقتا طويلا...لدي الكثير لأقوله لها -غاين(بحدة) :أبدا...يكفيها كل ما سببته لها
بينما هما يتحدثان خرج والدا جيهيو من الغرفة ورأياهما يتناقشان بطريقة مثيرة للريبة لكن لم يسمعا ما كانا يتكلمان عنه -الأم(بصراخ) :غاين...هل من خطب؟ -غاين(بصراخ) :أبدا
دخلا للغرفة وتركاها تكلم ووهيون بالخارج -غاين(بحدة) :ما رأيك أن أخبرهما أنك السبب في ما حصل لابنتهما؟ -ووهيون:لا تفعلي -غاين(بحدة) :إذًا غادر قبل أن أخبرهما...لأنهما إن عرفا فسيقتلانك ويدفنانك هنا في هذا المكان...خاصة أنك تجرأت على المجيء عندها مجددا
استسلم ووهيون وقرر المغادرة دون مشاكل...وطوال الطريق كان كالجثة الهامدة يسير شارد الذهن خاليا من أي ملامح أو مشاعر
في يوم الغد ذهبت غاين للجامعة وبعد المحاضرات خرجت مع صديقتها جيسو -غاين:أوووف مادة الفرنسية أصعب مما ظننت -جيسو:je ne suis pas d'accord avec toi (الترجمة : لا أتفق معك) -غاين:أنتِ تجدينها سهلة لأنكِ تتعلمينها من الأفلام والمسلسلات منذ الثانوية...لكن ماذا عني؟ إنها اختياري الذي سأندم عليه لبقية حياتي -جيسو:إذًا حاولي تغيير التخصص -غاين:تأخر الوقت...درست فيه سنين بالفعل -جيسو:وما الحل إذًا؟ -غاين:الحل أن أدرس وأخرس -جيسو:بالتوفيق إذًا -غاين:أراكِ غدا جيسو -جيسو:رافقتكِ السلامة
ركبت غاين الحافلة وعادت للمنزل وأمام الباب وجدت شابا غريبا يسير ذهابا وإيابا وواضح أنه ينتظر أحدا ما -غاين:عفوا...كيف أساعدك؟ -يوجين:مرحبا...أنا أبحث عن بارك جيهيو لكن لا أحد في المنزل -غاين:للأسف...جيهيو في المستشفى -يوجين:حقا! لهذا تغيبت عن الجامعة!؟ -غاين:بلى...ومن حضرتك؟ -يوجين:أنا زميل لها في الجامعة وأعرفها منذ الثانوية فقد درسنا السنة الثانية معا...ورغم أننا لم نعد أصدقاء لكنني قلقت عليها وبحثت عن منزلها ولحسن الحظ دلتني عليه إحدى صديقاتها -غاين:هل تريد الدخول؟ -يوجين:لا أريد إزعاجك...لكن هلاَّ أعطيتني عنوان المستشفى الذي تقطن فيها؟ -غاين:أنا ذاهبة إلى هناك الآن...رافقني
يوجين شاب في الثاني والعشرين من عمره ويدرس في نفس القسم مع جيهيو...وهو معجب بها منذ الثانوية ولكن لم يحاول ولو لمرة التقرب منها لأنهما تشاجرا ذات مرة وانتهت صداقتهما...وبعد أن تغيبت كل هذه المدة عن الجامعة شعر بالقلق وحاول البحث عنها والاطمئنان عليها
أخذته غاين للمستشفى وأدخلته غرفة جيهيو فتوجه نحوها ومعه باقة ورد وكيس فواكه -غاين:انظري من جاء لزيارتك
حدقت به جيهيو من رأسه لقدميه وكالمعتاد لم تتذكر أي شيء عنه -يوجين:مرحبا -جيهيو:من تكون؟ -يوجين:زميلك منذ الثانوية...ونحن ندرس معا في نفس القسم أيضا في الجامعة...كان بيننا خصام تافه مؤخرا لذا لم نعد صديقين كالسابق -جيهيو:لا أذكر شيئا -يوجين:عرفت أنكِ تعرضتِ لحادث وفقدتِ ذاكرتك...محزن...أتمنى لكِ الشفاء -جيهيو:أشكرك -يوجين:آه...تذكرت...هذه لك
أعطاها باقة الورد ولكن أمها من التقطتها -الأم:سأضعها في مزهرية...شكرا -يوجين:وهذا أيضا
قدم لها كيس الفواكه فالتقطته غاين أيضا أما جيهيو فلم تكن مهتمة بأي شيء سوى ذاكرتها المفقودة مما جعله يشعر بعدم الراحة هناك -يوجين:أتمنى أن تعودي للجامعة بأسرع وقت -جيهيو:لا أعلم متى سأشفى ولا متى أعود -يوجين:هل تحتاجين شيئا؟ -جيهيو:لا...شكرا لزيارتي -يوجين:حسنا...يمكنكِ أن ترتاحي...سأغادر...المهم أنكِ بخير
انحنى لهم جميعا ثم استدار وغادر بينما الأم وغاين تراقبانه...وبعد أن خرج وأغلق الباب نظرتا لبعضهما -غاين:إنه وسيم -الأم:سيكون لطيفا أن ترتبط جيهيو بشاب مثله -غاين:أوافقك...لقد تعذب كثيرا ليعثر على منزلها...ووجدت المسكين يقف في ذلك البرد بانتظارها -الأم:لا بد أنه مهتم بها -جيهيو(بانزعاج) :كُفا عن التوهم...هذا الشاب لا يريحني فقد قال بنفسه أنه كان هناك خصام بيننا لذا لا أحد غيره يعرف ما حصل...وأيضا أريد استرجاع ذاكرتي أولا وبعدها سأقرر بمن أرتبط -الأم:ستسترجعينها ذات يوم...لكن إياك تضييع فرصتك مع هذا الشاب الرائع -جيهيو(بانزعاج) :أوووه اتركوني بحالي...أريد النوم
أخفت رأسها بالغطاء فانفجرت الأم وغاين ضاحكتين -غاين:تشعر بالخجل من قول الحقيقة -الأم:صحيح
في تلك الليلة حوالي الثانية عشرة منتصف الليل نظرت جيهيو لوالدتها فوجدتها تغط في نوم عميق
تسللت خارج الغرفة وذهبت لسطح المستشفى وبقيت تنظر من حولها للمدينة الكبيرة المزينة بالأضواء والألوان -جيهيو(تفكر) :العالم واسع...لكنني أشعر بالضيق...الجميع حولي مشغولون بحياتهم التي بدؤوا بناءها منذ الطفولة...لكن أنا لا أعلم أي شيء عن حياتي سوى الذي أخبروني به...الأمر مربك...أنا أيضا أريد أن أتذكر...علي فعلها اليوم
نظرت من حولها فرأت على حافة السطح مجموعة من الأعمدة الحديدية فحملت أحدها ورفعته لأعلى ثم أغمضت عينيها مستعدة لضرب نفسها على رأسها
استيقظت والدة جيهيو ونظرت لسريرها فأدركت أن هذه الأخيرة غير موجودة لذا خرجت تركض في أنحاء المستشفى تبحث عنها والقلق هو سيد الموقف
بينما تركض قابلت الطبيب جونسو ولحسن الحظ أن لديه دواما ليلي -الأم(بقلق) :حضرة الطبيب جونسو...هل رأيت جيهيو؟ -جونسو:أبدا -الأم(بقلق) :لقد غادرت الغرفة ولا أثر لها...أخشى أنها هربت -جونسو:لا بد أنها تتجول في المكان -الأم(بقلق) :لا أعلم...أتمنى ذلك...إن خرجت وهي لا تعرف المكان من حولها فقد تتعرض للأذى -جونسو:لنفترق ونبحث عنها
ركض كلاهما في أنحاء المستشفى يبحثان في الأروقة والغرف وقسم الطوارئ والحمامات ولكن لا أثر لجيهيو على الإطلاق
حين وصل الطبيب جونسو للمصعد توقف عن الركض وحدق به للحظات -جونسو(يفكر) :لو كنت مريضا بفقدان الذاكرة فما أول مكان أود الهروب والذهاب إليه؟
فرك رأسه للحظات وقطب حاجبيه ثم خطرت على باله فكرة -جونسو(بصراخ) :ربما ستنتحر
ركض بأقصى سرعته عبر السلالم إلى أن وصل للسطح فرأى جيهيو مستعدة لضرب نفسها بالعمود الحديدي...وقف على بعد أمتار منها ومد يده لها محذرا -جونسو:ماذا تفعلين؟! -جيهيو(بحزن) :أريد استرجاع ذاكرتي...لقد طفح الكيل...سأنفذ الطريقة التي أخبرتني بها -جونسو:هل ظننتِ حقا أنها طريقة صحيحة! لااا إنها مجرد خرافة علمية -جيهيو(بحزن) :لن نعرف حتى نجرب -جونسو:لا...أنتِ مصابة بكسر في الجمجمة وهل تعرفين أن أي ضربة ولو كانت بسيطة قد تؤدي لقتلك؟ -جيهيو:هل تقول هذا فقط حتى لا أفعلها؟ -جونسو:استخدمي عقلك...نحن منعناكِ من ممارسة كل الأنشطة الحركية ومغادرة المستشفى وذلك لأن إصابتك خطيرة وحتى لو حككتِ رأسك بالخطأ فستتأذين...أوووف لا وقت للشروحات الطبية...حياتك في خطر...أنتِ هكذا تعتبرين منتحرة...وفوق هذا أنا سأحاسب قانونيا لأنني أعطيتك حلا تافها كهذا وقد يُزج بي في السجن لسنوات...افهمي أنكِ ستدمرين حياتي أيضا وليس حياتك فقط
استجابت له ورمت العمود الحديدي جانبا فركض نحوه ورماه من على السطح ووقع على سيارة أحدهم وحطم زجاجها -جونسو(بتوتر) :ههه أوبس...لا تخبري أحدا بما حصل للتو
ابتسمت جيهيو للحظات ثم انفجرت من الضحك إلى أن صارت الدموع تتقاطر من عينيها وعندما رآها الطبيب جونسو تضحك صار يضحك هو أيضا وغمرته سعادة لا مثيل لها لأنه أخيرا تمكن من جعلها تضحك
أعاد جونسو جيهيو لوالدتها وأخبرها أنها كانت تشعر بضيق في النفس فأخذت جولة في المستشفى...وقبل أن تدخل غرفتها نادى عليها -جونسو:جيهيو...فايتينغ -جيهيو(بابتسامة) :أشكرك
حان موعد زفاف والدة ووهيون وذهب هذا الأخير إلى هناك مرتديا ملابس أنيقة ثم وقف مع أمه في غرفة الانتظار -سيدة كوون(بحماس) :ممتاز...كل شيء يجري على خير ما يرام...أنا متوترة...يمكنني فعلها
بينما والدته تتحدث وتنظر إلى نفسها في المرآة كان يطأطئ رأسه ويفكر في جيهيو -سيدة كوون:ماذا عن جيهيو؟ ألن تأتي حقا؟ -ووهيون(بحزن) :لقد انفصلنا
لم تبدي والدته أية ردة فعل مهمة -سيدة كوون:لا بأس...ستعثر على غيرها...العالم مليء بالفتيات الجميلات
استنكر ووهيون فكرة أن يبحث عن فتاة غير جيهيو لكنه استسلم للأمر الواقع وقرر المضي في حياته قدما خاصة أنها نسيته
بعد انتهاء مراسم الزفاف وعقد القِران أخذ ووهيون يتجول في الأنحاء إلى أن جاءت إليه والدته مع فتاة شابة جميلة -سيدة كوون:أعرفك على ابنة صديقة زوجة عمك...لا بد من أنكما الاثنان تبحثان عن شريك حياتكما
انحنت له الفتاة ولكنه لم يهتم لها -يوا:أدعى يوا...سررت بمعرفتك -ووهيون:أنا ووهيون -سيدة كوون:تحدثا قليلا
تركتهما الوالدة وذهبت لتكلم بقية الضيوف...وعندما نظر ووهيون ليوا أدرك أنها جميلة وخجولة تماما مثل جيهيو -يوا:هل نتبادل الأرقام ونتعرف على بعضنا أكثر؟ -ووهيون:طبعا...سجلي رقمي
لم تغب عن ذاكرة ووهيون صورة جيهيو أبدا ولكن لا أمل في العودة لها...لذا قرر البدء بالمواعدة والوقوع في الحب وهذه المرة سيحاول أن يكون أكثر وفاءً وجدية
بعد أيام تماثلت صحة جيهيو للشفاء وحان موعد خروجها من المستشفى...أما ووهيون فبدأ الخروج مع يوا وأمضيا الوقت معا وتعرفا على بعضهما أكثر...لكن رغم ذلك لم يستطع الشعور تجاهها بأي شيء...حتى عندما تتصل به أو تطلب الخروج معه فهو لا يبتسم أبدا أو يبدي أي اهتمام
خرجت جيهيو من المستشفى رفقة والديها وهما يجران حقيبتها خلفهما...وقبل أن يغادروا لحقهم الطبيب جونسو -جونسو:مهلا...دعوني أودع جيهيو أولا -جيهيو(بابتسامة) :أشكرك على كل شيء...لقد تحسنت نظرتي للعالم كثيرا -جونسو:العفو...أتمنى أن نلتقي مجددا ولكن ليس في هذه المستشفى -جيهيو:نعم -جونسو:حافظي على صحتك وإياكِ تعاطي الكحول وأنتِ تقودين مجددا -جيهيو:لا أذكر ذلك ولا أعلم لماذا فعلته ولكنه فعل متهور بكل تأكيد -جونسو:أحسنتِ...والآن أتمنى لكِ التوفيق -جيهيو:أشكرك...باي
خرجوا ثلاثتهم نحو سيارة الوالد وركبت جيهيو السيارة...ومن بعيد كان ووهيون يختبئ خلف أحد الأعمدة ويراقبها وهي تغادر بوجه عابس ومليء بالإحباط -ووهيون(يفكر) :أنا مرتبط...ليس علي ملاحقتها بعد الآن...سأنسى
غادر سيرا نحو المنزل وعندما وصل وجد يوا تجلس عند الباب وتنتظره وأطرافها متجمدة من البرد -يوا:ها أنا ذا -ووهيون:لماذا لم تخبريني بقدومك؟ -يوا:لكي أكشفك في حال كنت تخونني ههههههههه
لم يبدِ ووهيون أي ردة فعل ثم فتح الباب ودخل ولحقت به يوا -يوا:أمازحك...لا تغضب -ووهيون:لست غاضبا...أنا فقط لست في مزاج للمزاح -يوا:ربما تحتاج لبعض الحنان والدفء لتشعر بتحسن -ووهيون:لا أعلم -يوا:تعال
أمسكته من ذراعه وأخذته ليجلسا على الأريكة ثم أحاطت ذراعيها حول رقبته -يوا:والآن؟ هل تشعر بتحسن؟
نظر نحوها للحظات وفجأة تحول وجهها لوجه جيهيو وصارت تنظر نحوه وتبتسم...ومن صدمته أبعدها عنه ونهض فورا -يوا:ما بالك! -ووهيون(بتوتر) :إنها في كل مكان...على هذا المنوال سأجن -يوا:من هي! -ووهيون(بتوتر) :من فضلكِ غادري -يوا:اهدأ...ما المشكلة أخبرني؟
دفعها نحو الباب وطردها ثم أغلقه واستلقى على الأرض يتنهد بسرعة
أخرج هاتفه من جيبه وفتح الإنستغرام بحسابه الجديد لأنه محظور من حساب جيهيو وبقي يتفحص صورها...مع كل صورة يشاهدها كان قلبه يتمزق...سابقا حين كان يشاهد الصور يغتر بجمالها أما الآن فهو واقع في حب جمالها وقلبها وشخصيتها وكل ما يتعلق بها
فجأة تذكر أيامهما معا قبل أن يبدآ بالمواعدة
• قبل سنتين: جلست جيهيو تدرس لامتحانات المدرسة الثانوية فتلقت رسالة من ووهيون يقول فيها "لقد غسلت حذاءك...تعالي لأخذه"
ردت عليه "ممتاز...ظننت أنك نسيتني"
رد عليها "لست من ذلك النوع الذي يتهرب من الوفاء بوعوده"
ردت هي "حسنا"
رد عليها "لنلتقي في نفس المكان الذي التقينا فيه"
في نفس اليوم التقيا في المركز التجاري الذي التقيا فيه أول مرة وبالضبط عند السلالم المتحركة...وعندما رآها من بعيد رفع رأسه وفتح عينيه فقد كانت ترتدي ملابس أنيقة وتضع مساحيق تجميل بسيطة لكنها تظهرها بغاية الجمال
ابتسمت وهي تقترب منه شيئا فشيئا ثم وقفت مقابلا له وانحنت وهي ما تزال محافظة على ابتسامتها الساحرة -جيهيو:أشكرك على تنظيف حذائي -ووهيون:العفو...كان علي ذلك قبل أن تقومي بضربي -جيهيو:هههههه بخصوص ذلك...آسفة...لقد صرخت عليك تلك المرة لأنني كنت منفعلة...اقبل اعتذاري أرجوك -ووهيون:لا بأس...جميعنا ننفعل -جيهيو:ما اسمك؟
تفاجأ من سؤالها وفتح عينيه بسرعة مما جعلها تتوتر وتنزل رأسها -ووهيون:أنا ووهيون -جيهيو:وأنا جيهيو -ووهيون:اممممم تشرفنا...إذًا...كل الأمور تمام؟ ما من أحقاد بيننا؟ -جيهيو:بلى -ووهيون:مممم حسنا...هذا يعني أن علينا أن نفترق -جيهيو:بلى -ووهيون:وداعا إذًا
استدار وغادر ولكن جيهيو لم تتحرك من مكانها أبدا وبقيت تراقبه حتى توارى عن الأنظار -جيهيو(تفكر) :عندما سألته عن اسمه بدا متوترا...هل هو معجب بي يا ترى؟
بعد عدة أيام وبينما جيهيو نائمة وصلتها رسالة نصية من ووهيون كتب فيها "آمل أنكِ بخير آنسة جيهيو...لقد راسلتكِ فقط لأسأل عن أحوالك...إن سببت لكِ الإزعاج فأخبريني وسأحذف رقمك"
بطريقة غريبة ابتسمت كما لو أنها تمنت هذه الرسالة من أعماق قلبها...ومن شدة حماسها اتصلت به بواسطة مكالمة صوتية -جيهيو:ألو -ووهيون:مرحبا...الجو جميل اليوم -جيهيو:هههههههه ياله من موضوع جيد لنتكلم فيه -ووهيون:لست بارعا في اختلاق المحادثات -جيهيو:أردت إخبارك أنني لا أمانع أن تتواصل معي من فترة لأخرى...يمكنك فعل ذلك دون قلق من إزعاجي -ووهيون:سعيد بسماع ذلك -جيهيو:إذًا...ووهيون...ماذا تعمل؟ -ووهيون:موظف في المصرف وتخرجت قبل سنة من الجامعة...ماذا عنك؟ -جيهيو:ما أزال طالبة في الثانوية في السنة النهائية -ووهيون:ما تزالين صغيرة حقا...لكنني أحب الفتيات في هذا السن
وضع يده على فمه بعد أن أدرك أنه قال كلاما لا يجب قوله...لكن بالمقابل جيهيو لم تنزعج بل وجدتها فرصة ملائمة -جيهيو(بتوتر) :أنا أيضا أحب الشباب الذين تخرجوا ولديهم وظائف مستقلة...ربما سنكون مناسبين لبعضنا
عضت على شفتيها بعد أن أدركت أنها اختصرت الموضوع مباشرة وعرضت نفسها على شاب -ووهيون:أحقا لستِ مرتبطة؟ -جيهيو(بتوتر) :لا...أعني لماذا تسأل؟ -ووهيون:لا أعلم لماذا أسأل...ربما لأنني معجب بك -جيهيو(بتوتر) :أنا أيضا...أعجبت بك...عندما التقينا آخر مرة -ووهيون:إذًا...أيعني هذا أن أتقرب منكِ دون خوف؟ -جيهيو(بتوتر) :حسنا...بلى...أعني إن كنت ترغب بذلك
انفجر كلاهما من الضحك وقضيا تلك الليلة يتحدثان واكتشفا ان لديهما ملايين الأمور المشتركة لذا بدآ بالمواعدة منذ تلك الليلة
•••••••••••••••••••••
بينما ووهيون غائص في ذكريات الماضي وصلت جيهيو مع والديها لمنزلهما وعندما دخلا من الباب استقبلتهما امرأة عجوز وعانقت جيهيو بحرارة -الجدة:الحمد لله على سلامتك -جيهيو:من تكونين؟! -الأب:هذه جدتك -جيهيو:جدتي! لا أتذكر ذلك أيضا
خرج من الغرفة طفل في التاسعة من عمره ومعه كلب وعندما رأى جيهيو ركض نحوها -جيمي:أختي! لقد عدتِ
نبح الكلب عدة مرات وجلس عند رجلي جيهيو ولكنها هربت منه مع عدم تذكرها لأي شيء -جيهيو(بحزن) :يؤسفني أنني أيضا لا أتذكر -جيمي:كيف لا تتذكرينني أنا وبوبي؟! -جيهيو(بحزن) :حقا آسفة يا صغير...من تكون؟ -جيمي:أخوك جيمي...عمري 9 سنوات -جيهيو(بحزن) :ومرة أخرى لا أتذكر أي شيء -الأم:لا بأس...نحن معك وسندعمك حتى تتذكري -الجدة:نعم -الأب:فقط كوني بصحة جيدة -جيهيو(بابتسامة) :شكرا جميعا...سأحاول بأقصى جهدي أن أتذكر
عدل سابقا من قبل بثينة علي في الإثنين مارس 27, 2023 1:17 pm عدل 2 مرات
بثينة علي يعجبه هذا الموضوع
بثينة علي Admin
المساهمات : 1314 تاريخ التسجيل : 27/05/2021 العمر : 27
موضوع: رد: رِوَايَة فِي طَيِّ النِّسْيَان!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) الجمعة مايو 13, 2022 2:52 pm
رواية في طي النسيان : الفصل السابع
بعد أن ارتاحت جيهيو وتناولت طعامها أخذتها والدتها إلى غرفتها بينما بقي الأب خارجا يكلم الجدة -الجدة:أحقا فقدت ذاكرتها؟ -الأب:نعم...إنها حقا كذلك -الجدة(بقلق) :يا إلهي! ما الحل معها الآن؟ -الأب:علينا دعمها ومحاولة تذكيرها ومع الوقت ستستعيد ذاكرتها -الجدة:هل هو أمر مؤكد؟ -الأب:لا...هناك احتمال أن لا تتذكر أبدا أي شيء -الجدة(بقلق) :فظيع! علي أن أصلي من أجلها -الأب:نعم...جيهيو تحتاج لنا الآن أكثر من أي وقت آخر لذا علينا الوقوف بجانبها جميعا -الجدة:إذًا لن أعود لمدينتي -الأب:لقد أتعبناكِ معنا وأتيتِ من مدينتك لتعتني بجيمي وتبقي في المنزل مؤقتا لكن هذا كثير...يمكنكِ المغادرة الآن -الجدة:لن أستطيع ذلك ما دامت جيهيو مريضة...كما أن وجودي بجانبها قد يساعدها على تذكر بعض الأمور...صحيح؟ -الأب:ربما معكِ حق
دخلت جيهيو غرفتها ونظرت من حولها...كانت الغرفة شبه فارغة وفيها سرير واحد وخزانة مغلقة ولا شيء غيرهما -الأم:لقد نقلتِ كل أغراضك من هنا لذا هي فارغة...لكن ألا تتذكرين أي شيء؟ -جيهيو:لا
فتحت الأم الخزانة وأخرجت منها غيتارا وقدمته لجيهيو فأمسكته الأخرى ونفضت عنه الغبار -الأم:إنه غيتارك المفضل وقد تعلمتِ العزف عليه منذ سن الرابعة عشرة...هل تتذكرينه؟ -جيهيو:لا -الأم:ماذا عن خزانتك وسريرك؟ -جيهيو:الحقيقة...لا...لا شيء يخطر على بالي أبدا -الأم:آه...عندي فكرة أخرى لعلها تساعدك
أخذتها لغرفة المعيشة ووضعت أمامها ألبوم صور وقامت بعرضه عليها صورة بصورة ومع كل صورة تسألها إن كانت تتذكر لكنها تجيب بالنفي -الأم(بإحباط) :لن يكون الأمر سهلا كما ظننت
جاء أخوها جيمي ومعه الكلب وجلسا بجانبها ولكنها تراجعت لتبتعد عن الكلب -جيمي:أحقا لا تتذكرين بوبي وأنا؟ -جيهيو:لا -جيمي:ألا تتذكرين حين كنتِ تعلمينني لعب التنس؟ -جيهيو:التنس! هل أجيد لعب التنس؟ -جيمي:الحقيقة...لا...لكنكِ بذلتِ جهدا مذهلا لتعليمي حتى أدخل بطولة التنس للأطفال -جيهيو(بابتسامة) :وهل دخلت؟ -جيمي:لا -جيهيو:إذًا فقد كنت مدربة فاشلة
حاول الكلب الاقتراب منها لكنها نهضت من على الأريكة وابتعدت عنه -جيهيو(بتوتر) :أبعده عني لو سمحت -جيمي:لكنه يحبك -جيهيو(بتوتر) :لا أتذكر أنني أحببته ذات يوم
دخل الأب المنزل ومعه مجموعة من الرسائل وعندما قرأ أول رسالة عبس بوجهه -الأم:ما الأمر؟ -الأب:النيابة العامة رفعت دعوى قضائية ضد جيهيو بسبب سياقتها في حالة سُكر ودون رخصة -جيهيو(بقلق) :هل سأدخل السجن؟ -الأب:لا أحد يعلم...علينا تعيين محامٍ بسرعة -جيهيو(بقلق) :لكن كيف ستتم محاكمتي على شيء لا أتذكر أنني فعلته؟! هذا ليس عدلا -الأم:هذه هي القوانين...لكن لا تقلقي...سنخبر المحامي بكل شيء وهو سيتولى الأمر -الأب:السيارة أيضا تدمرت -الأم(بحزن) :أووه صحيح...لقد ادخرنا المال لشرائها وبسبب الحادث تحطمت -الأب:لكن المهم سلامة ابنتنا...صحيح؟ -الأم:صحيح
نظرت جيهيو لوجه والديها وأدركت كمية القهر الذي يشعران به بسبب السيارة...وبعد أن عرفت أنها هدية منهما أحست بالندم أكثر وتمنت لو تعود بالزمن وتصلح كل شيء
بعد أيام تحدث الوالدان مع محامٍ جيد وجرت المحاكمة على خير ما يرام...ولسوء الحظ تم تغريم جيهيو بمبلغ مالي ضخم وثبتت إدانتها في تهمة السياقة عن سكر ودون رخصة...لكن ما يزال هذا الحكم أفضل بكثير من دخولها السجن
قضت أيامها مع عائلتها الذين بذلوا كل جهدهم لمحاولة تذكيرها لكن دون جدوى...كما لو أنها فقدت ذاكرتها نهائيا ولن تعود لها مهما كان
يوما بعد يوم تماثلت للشفاء وتحسنت إصابة رأسها وظهرها وأصبح بإمكانها العودة لممارسة نشاطاتها الحياتية المعتادة فعادت للجامعة واجتازت امتحانات السنة الثانية وانتقلت للثالثة
والآن بعد أن تحسنت الأمور عادت للسكن مع غاين وفي أول يوم أوصلها والدها لباب الجامعة بسيارته ثم توقف وعانقها -الأب:إن واجهتِ أي مشكلة اتصلي بي -جيهيو:لا تقلق...اتفقت مع غاين أنها ستأتي لتأخذني في المساء وهكذا سأتذكر طريق الذهاب والعودة -الأب(بحزن) :ها هي جامعتك...أحقا لا تتذكرين ذكرياتك القديمة فيها؟ -جيهيو(بابتسامة) :أبي...لا تشغل بالك...حتى لو لم أتذكر فأنا بخير...سأبدأ حياتي من جديد وأتعلم كل شيء -الأب(بحزن) :مازلت قلقا -جيهيو(بابتسامة) :أووه هيا...لا تقلق...لقد قطعنا شوطا طويلا بالفعل وقد تعلمت الكثير عن حياتي لذا ما المقلق في الأمر؟ -الأب(بحزن) :وهل مازلتِ لا تتذكرين السبب الذي جعلكِ تقودين وأنتِ ثملة؟ -جيهيو:ههههه نعم...لكنني أشعر بالفضول...ترى ما هو؟ -الأب(بحزن) :أنا خائف من تركك هنا وحدك...ما يزال الوقت مبكرا على عودتكِ للجامعة...لنعد للمنزل -جيهيو:لا لا لا...أنا بخير...إلى متى سنؤجل الأمر؟ لقد ضيعنا ما يكفي من الوقت -الأب(بحزن) :حسنا...اعتني بنفسك
ابتسما لبعضهما بتكلف ثم نزلت جيهيو من السيارة وتوجهت نحو البوابة...طوال الطريق كانت حزينة وخائفة من هذا العالم الجديد الذي ستختلط به...خاصة وأنها مجبرة على الابتسام أمام والديها حتى لا يقلقا عليها...لكنها في أعماقها حقا تشعر بأنها حزينة ومكسورة وغارقة بالوحدة والظلام...ورغم أنها أتت من قبل لتأدية الامتحانات النهائية لكنها تاهت في الجامعة...فحملت جدول حصصها وصارت تطوف بالأروقة ذهابا وإيابا بحثا عن القاعة التي تدرس فيها...وما إن كادت تصل حتى رأت وجها مألوفا يحدق بها من بعيد -جيهيو:أنت! -يوجين:جيهيو! سعيد بعودتك -جيهيو:ذكرني باسمك -يوجين:أنا يوجين...زميلك منذ أيام الثانوية...لقد جئت لزيارتكِ في المستشفى أتذكرينني؟ -جيهيو(بتجهم) :سألت عن اسمك فقط فلماذا تعطيني نبذة عن حياتك؟ -يوجين(بتوتر) :ههه أعتذر...لديكِ أمنيسيا لذا خفت أن تنسيني مجددا -جيهيو(بتجهم) :لكنني لم أنسى أنك متخاصم معي...ترى ماذا فعلت لأقطع علاقتي بك؟ -يوجين:آه بشأن ذلك...كان هناك فتاة نشرت الإشاعات عني وأنتِ صدقتها وتركتني -جيهيو(بتجهم) :أهذه كل الحقيقة؟ -يوجين:بلى...لقد اعترفَت لاحقا بالأمر واعتذرت لي...إن أردتِ فسآتي بها لتكلميها -جيهيو:لا عليك...أنا ذاهبة لصفي -يوجين:سأرافقك -جيهيو:وهل طلبت منك؟ -يوجين(بتوتر) :لا
سارت عدة خطوات ثم توقفت واستدارت نحوه -جيهيو:لم أجد القاعة رقم 23 فأين هي؟ -يوجين:هل آخذك إليها؟ -جيهيو:نعم
رافقها للقاعة وعندما جلست في إحدى الطاولات ذهب وجلس بجانبها -جيهيو(بتجهم) :ماذا تفعل هنا؟ -يوجين:لا بد أنكِ تحتاجين مساعدة في مراجعة الدروس التي فاتتك -جيهيو(بتجهم) :لا يهم...سأستعير دفتر أحدهم -يوجين:لن يعيرك أحد فأغلبهم أنانيون -جيهيو:ومع من أجلس عادة؟ -يوجين:تجلسين بمفردك في المحاضرة والساحة وحتى الكافيتيريا -جيهيو:واو! يبدو أنك تراقبني دائما! -يوجين(بتوتر) :هل لديكِ مشكلة في ذلك؟
ابتسمت له ووضعت يدها على خدها -جيهيو:لا
بقيا يتبادلان النظرات للحظة ثم تنحنح من الخجل ونظر أمامه وجيهيو كذلك...وعند انتهاء المحاضرة خرجت هي لتتناول طعامها فلحق بها -يوجين:الكافيتيريا في الجهة الأخرى -جيهيو(بتجهم) :أعرف
استدارت ودخلت الكافيتيريا وبينما تقف عند آلة اختيار الوجبات انتبهت أن عليها إدخال بطاقة ما ولكنها لا تعرف أي واحدة...بحثت في حقيبتها فوجدت أن بطاقة الطعام غير موجودة -جيهيو(بتجهم) :أسوأ ما في الحياة أن تذهب لمعركة لأول مرة ولا تعرف ما الأسلحة التي تحملها معك
فاجأها أحدهم من الخلف وهو يمد لها بطاقة وعندما استدارت وجدته يوجين -جيهيو(بتجهم) :ماذا؟ -يوجين:استخدمي بطاقتي -جيهيو:وما المقابل؟ -يوجين:لا شيء حقا...أو ربما يمكنكِ دعوتي المرة القادمة -جيهيو:حسنا...لكن كيف تعمل هذه الآلة؟
ساعدها في إدخال البطاقة واختار لها طعاما على ذوقه وذهبا للجلوس معا وتناول الطعام...بينما يوجين يأكل كانت جيهيو تحدق به بنظرة فارغة وعندما لاحظها ابتسم لها -يوجين:أول مرة تنظرين إلي هكذا -جيهيو:أحاول تذكرك...تبدو وكأنك صديق مقرب لي...لا أعلم لماذا يساورني هذا الإحساس -يوجين:نعم لقد كنا كذلك في الصف الثاني ثانوي...أتذكرين يوم لم تحضري الواجب وأنا ساعدتك؟ -جيهيو:لا -يوجين:ماذا عن يوم تمت معاقبتي وأتيتِ لقاعة العقاب تحكين لي النكت عبر النافذة؟ -جيهيو:ولا هذا -يوجين:ويوم قمنا بمشروع معا ورسبنا؟ -جيهيو:يبدو أنني كنت تلميذة سيئة وأنت أيضا كنت مثلي -يوجين:لا...لكن هناك مواقف مضحكة حصلت معنا نحن الاثنين -جيهيو:احكِ لي المزيد
تلقى ووهيون اتصالا من أحد الشركات وتم إخباره أنه تم قبوله في الوظيفة الجديدة التي تقدم لها لذا ذهب إلى هناك وهو سعيد لإيجاده وظيفة أخيرا
بينما يعمل فإذا به يفتح هاتفه ويرى حساب جيهيو على إنستغرام...ما تزال حتى الآن لم تحدث أي صورة جديدة وهذا يجعله يقلق عليها...رغم انفصالهما ما يزال يريد معرفة أخبارها وأحوالها الآن وليس لديه الجرأة لمواجهتها وجها لوجه
رمى هاتفه جانبا مجددا وعاد للعمل وهو يفكر بها وبكل تفاصيلها ولمساتها التي ما يزال يتذكرها إلى الآن
في المساء خرجت جيهيو نحو بوابة الجامعة فوجدت غاين تنتظرها -غاين:هيا...سأريكِ طريق العودة لتتمكني من الذهاب والمجيء بمفردك
سارت غاين أولا لكن جيهيو أوقفتها بسحبها لها من ذراعها -جيهيو:بما أننا زميلتان في السكن فهلاَّ أجبتِ عن سؤالي بصراحة؟ -غاين(بتوتر) :أخفتني...ماذا هناك؟ -جيهيو:ما الذي جعلني أقود السيارة دون رخصة وأنا مخمورة؟ هل حصل شيء ما؟ -غاين(بتوتر) :أبدا...لستِ بحاجة لسبب لتكوني مخمورة...أقول وأكرر...الكوريون يشربون كثيرا -جيهيو:سألت هذا السؤال لوالداي لكنهما قالا أنه ليس من عاداتي تعاطي الكحول -غاين(بتوتر) :ههه لا أعلم...لم تخبريني بشيء ذلك اليوم -جيهيو:مؤسف...خاصة مع الألم الذي أشعر به مؤخرا في قلبي -غاين:ألم يشفى جرحك بعد؟ -جيهيو:ليس الجرح...فقط أشعر بضيق في صدري وبشيء مؤلم علي تذكره...لكن ما هو!
قطبت غاين حاجبيها وشعرت بالقلق من أن تتذكر جيهيو الحقيقة...مؤخرا تراودها الشكوك لذا هي ستستمر بالسؤال إلى أن تعثر على الخيط الذي يرشدها للإجابة
عادت الفتاتين لسكنهما المشترك وأخذت جيهيو تتجول فيه ذهابا وإيابا وتحدق بكل زواياه لعلها تتذكر أي شيء
دخلت غرفتها ونظرت للآثاث والكتب والوثائق والملابس وفي النهاية وجدت دفتر مذكراتها موضوعا على رف الكتب -جيهيو:هذه مذكراتي! لا بد أن بها أي شيء يذكرني بالماضي
انصدمت غاين وأسرعت نحوها وأخذته منها لتخفيه خلف ظهرها -غاين(بتوتر) :أوبس لا...إنه ليس لك...آسفة...إنه لي...دخلت غرفتك في غيابك ونسيته هنا -جيهيو:أوه لا مشكلة...فقط حافظي على أغراضك من الضياع
واصلت التجول في المكان بينما تنهدت غاين وذهبت لغرفتها...فتحت الدفتر وقلبت أوراقه فقرأت الكثير عن ذكريات جيهيو وووهيون معا وهناك أيضا في الصفحات الأخيرة تفاصيل انفصالهما وشرحها للحزن والضياع الذي مرت به -غاين(تفكر) :علي إخفاؤه
خبأت الدفتر في مكان آمن في خزانتها ثم عادت لغرفة جيهيو لتجدها تحاول عصر دماغها لتذكر الماضي لكن دون جدوى -جيهيو(بحزن) :لم أنجح مجددا -غاين:من يهتم؟ دعينا من قصة الذاكرة السخيفة هذه...ما الذي تريدين تناوله على العشاء؟ -جيهيو:بيتزا -غاين:سأطلبها فورا
أمضت جيهيو أيامها بشكل طبيعي تحاول أن تدرس في الجامعة وتتخطى مشكلتها مع فقدان الذاكرة ويوما بعد يوم بدأت تعتاد على الوضع...والداها يتصلان بها يوميا للاطمئنان عليها وهذا جعلها تشعر بالألفة...إضافة لوقوف غاين معها في كل شيء حتى في الأمور البسيطة...هكذا يوما بعد يوم بدأت تعود لطبيعتها المبتسمة
أما يوجين زميلها في الجامعة فقد سعى جاهدا لمساعدتها في مراجعة الدروس ودائما يعطيها دفاتره...ومع الوقت أصبحا مقربين من بعضهما أكثر
بالنسبة لووهيون فقد واصل عمله في شركته الجديدة بشكل طبيعي لكن ذاك اليوم بينما يرتب المستندات فاجأه دخول شخص مألوف لمكتبه فأوقع الأوراق من يده -ووهيون:سورا! -سورا(بابتسامة) :أظننت أنك ستتخلص مني؟ -ووهيون:أوووف ماذا تريدين؟ -سورا:فقط أن أذيقك من الكأس الذي جعلتني أشربه -ووهيون:حسنا...لقد أخطأت...آسف -سورا:وماذا يفيد الأسف؟ لقد خنتني وخدعتني وجعلتني أضحوكة وحطمت قلبي -ووهيون:تعددت المصطلحات والمعنى واحد...ثم لقد اعتذرت...ماذا تريدين أكثر؟ -سورا(بخبث) :أريد رؤيتك تتدمر
رفعت نظرها للأعلى باحثة عن كاميرات مراقبة ولم تجد أي واحدة في مكتب ووهيون لذا اقتربت منه بسرعة محاولة الالتصاق به -سورا(بصراخ) :آاااه النجدة...إنه يحاول التحرش بي -ووهيون(بصدمة) :ماذا!
سمع بقية الموظفين الصراخ فأسرعوا ليروا ولكن صدموا حين رأوا ووهيون قريبا جدا من سورا...لكن لا أحد منهم فكر أنه مقلب مدبر بل ظنوا أنه حقا تحرش
دخل المدير القاعة فوجد سورا قد ابتعدت عن ووهيون وهي تتنفس بعمق متظاهرة أنها خائفة وعلى وشك البكاء -المدير(بغضب) :ما الذي فعلته؟ -ووهيون:دعني أشرح لك -المدير(بغضب) :لا فائدة...تتحرش بزبونة؟ ألا يمكنك كبت غرائزك الحيوانية إلى أن تغادر شركتي؟ أنت هكذا توسخ سمعتنا
نظر ووهيون لسورا فوجدها تبتسم بنصر -ووهيون(بتوسل) :أرجوكِ...أخبريهم الحقيقة...لا تفعلي بي ذلك
لم تهتم له وأدارت وجهها للناحية الأخرى في حين قام المدير بمناداة الحراس ورموا ووهيون خارجا مع أغراضه كالقمامة
هم ووهيون بجمع أغراضه فسمع صوت كعب سورا العالي وهي تقترب منه -سورا(بخبث) :سأتتبعك لآخر وظيفة تحصل عليها في الدنيا...وأدمرك
ثم وضعت نظاراتها وأكملت طريقها بمشيتها المغرورة المتمايلة
عاد ووهيون للمنزل مع أغراضه ورماها جانبا بكل إحباط وحزن وجلس على الأرض
لم يكن أمر سورا هو الشيء الوحيد الذي يشغله بل جيهيو أيضا لذا فتح الإنستغرام وانصدم حين رآها قد قامت بتحديث صورة جديدة لها قبل ساعة وهي تطبخ الملوخية في منزلها المشترك مع غاين -ووهيون(يفكر) :جيهيو عادت! هل يعقل أنها تذكرت كل شيء...علي أن أكتشف ذلك
كان الجو باردا جدا في الخارج لأنه فصل الشتاء ولكن ذلك لم يمنع ووهيون...وقف بعيدا عن منزل جيهيو بأمتار وانتظرها وهو يرتجف من البرد والتوتر إلى أن خرجت وهي تحمل حقيبتها
في البداية وقف دون حراك يحدق بها ولم تنتبه له وعندما وصلت إليه حاول أن يتشجع ويمد يده نحوها ليوقفها -ووهيون(بحزن) :جيهيو
شعرت بالخوف وكرد فعل طبيعي ضربته لأنفه وتراجع كلاهما للخلف
وضع يديه على أنفه متألما بينما شعرت جيهيو بالقلق عليه لأن الضربة تبدو مؤلمة -جيهيو:آسفة حقا...لقد فاجأتني فخفت -ووهيون:لا بأس...جيهيو -جيهيو:آه...هل نعرف بعضنا؟ -ووهيون(بحزن) :ربما...أقصد بلى -جيهيو:من تكون؟! -ووهيون(بحزن) :صديق قديم لك...لا أظن أنكِ تتذكرينني...لم نتحدث منذ زمن -جيهيو:آه...فهمت
حدق الاثنان ببعضهما وبدت جيهيو غير مكترثة له البتة وهذا ما جعل قلبه ينكسر أكثر...كانت نظراتها خالية من الحب تماما...كما لو أنها لم تحبه في حياتها...كما لو أنها نسيته للأبد -جيهيو:هل تحتاجني بشيء؟ -ووهيون:لا -جيهيو:سأذهب إذًا -ووهيون:مهلا...أيمكننا أن نبقى على تواصل؟ -جيهيو:بلى -ووهيون:سأراسلكِ في صفحتك على الإنستغرام ولنتحدث هناك...أنا بالفعل أتابعك وسأترك لكِ رسالة -جيهيو:حسنا...لكن ما اسمك؟ -ووهيون(بحزن) :ووهيون -جيهيو:حسنا...ووهيون...هل من شيء آخر؟
عندما نطقت اسمه بذلك البرود قفز قلبه من الإحباط ورغم ذلك أحب رؤيتها تلفظ اسمه مرة ثانية -ووهيون(بحزن) :لا...شكرا على وقتك -جيهيو:وداعا
سارت عدة خطوات فنادى عليها مجددا -ووهيون(بحزن) :جيهيو -جيهيو:نعم؟ -ووهيون(بحزن) :اممم لا شيء...فقط اعتني بنفسك...سنتحدث على الإنستغرام -جيهيو:حسنا
غادرت بينما يراقبها ثم وضع يده على قلبه فوجده ينبض بقوة...أغمض عينيه فشعر بكل جسده يرتجف كما لو أنه كان في حرب طاحنة...ورغم كل تلك المشاعر التي تعتريه فقد حافظ على صلابته وهدوءه أمامها
بينما جيهيو تخلد للنوم حملت هاتفتها وتصفحت الإنستغرام لبعض الوقت إلى أن رأت رسالة من ووهيون مكتوب فيها "مرحبا...أنا ووهيون الذي قابلك اليوم؟ آمل أنكِ لم تنسيني"
لم تشأ تجاهله لذا ردت عليه ودار بينهما الحوار التالي: -جيهيو:أهلا بك...لا لم أنساك -ووهيون:ممتاز...آمل أنني لم أزعجك -جيهيو:لا...أكره الجلوس وحدي على كل حال...لكن بما أننا نتحدث فأخبرني كيف تعرفنا على بعضنا؟ -ووهيون:الحقيقة...كما أخبرتك...مجرد أصدقاء -جيهيو:أخبرني القليل عن صداقتنا لعلني أتذكر -ووهيون:المسألة معقدة وبسيطة في نفس الوقت...لكن لا يهم...لننسى الماضي ونعش في المستقبل -جيهيو:حسنا كما تريد...لنتعارف من البداية -ووهيون:هههه حسنا
قضيا تلك الليلة في الحديث وحرص على عدم إخبارها بأي شيء...ثم خلدا للنوم بشكل طبيعي...وانتهى ذلك اليوم على خير
في يوم الغد ذهبت جيهيو للجامعة وعندما دخلت من البوابة رأت نفسها في المرآة وقامت بترتيب تسريحة شعرها ثم ابتسمت ودخلت
عندما دخلت قاعة المحاضرات رأت يوجين يجلس في المقاعد الأمامية فتسللت خلفه بهدوء وجلست بجانبه -جيهيو:أوووه ها أنت ذا! -يوجين:صباح الخير جيهيو
جلست بجانبه وابتسما لبعضهما ثم جاء الأستاذ وبدأت المحاضرة ومر ذلك اليوم بشكل طبيعي
عدل سابقا من قبل بثينة علي في الأربعاء مارس 29, 2023 1:41 pm عدل 1 مرات
بثينة علي يعجبه هذا الموضوع
بثينة علي Admin
المساهمات : 1314 تاريخ التسجيل : 27/05/2021 العمر : 27
موضوع: رد: رِوَايَة فِي طَيِّ النِّسْيَان!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) السبت مايو 14, 2022 9:07 am
رواية في طي النسيان : الفصل الثامن
استلقت جيهيو في فراشها لتخلد للنوم ولكنها سمعت صوت إشعار وارد من هاتفها -جيهيو(بانزعاج) :دائما أنسى تفعيل وضع الصامت
حملت هاتفها وتفقدت الرسائل فوجدت رسالة واردة من ووهيون...ولأنه يبدو شخصا جيدا لم تشأ تجاهله لذا ردت عليه ودار بينهما الحوار التالي: -ووهيون:هل نمتِ؟ -جيهيو:لا -ووهيون:جيد...إن لم يكن الأمر مزعجا فدعينا نتحدث حتى تشعري بالنعاس -جيهيو:لا مشكلة
مر أسبوع تقريبا منذ صارا يتحدثان على الإنستغرام وما جعل جيهيو تستغرب أن ووهيون يكلمها كل ليلة دون ملل أو كلل وأحيانا يقول لها فقط "تصبحين على خير" ثم يخلد للنوم -ووهيون:أنا حزين...اليوم تقدمت لوظيفة ولم يتم قبولي...آسف لإزعاجك بمشاكلي...أردت فقط إخبارك -جيهيو:لا بأس...ستجد غيرها -ووهيون:هذا صعب...الوظائف هذه الأيام لم تعد شاغرة...إضافة لأنني طردت مرتين -جيهيو:مرتين! لا بد أنك شخص كسول ومهمل ليتم طردك مرتين! -ووهيون:أبدا...لطالما كنت موظفا جادا ومثابر وبشهادة زملائي ومدرائي...لكنني طردت فقط لأنني أناني ولا أكتفي بواحدة -جيهيو:عفوا! لم أفهم ماذا تقصد بأنك لم تكتفي بواحدة -ووهيون:لا يهم...فقط لمجرد سماعك هذا أشعر بالتحسن
فجأة رن هاتفها معلنا عن مكالمة من يوجين...كانت تلك أول مرة يتصل بها في وقت متأخر لذا صار قلبها يدق بسرعة...لم تتردد كثيرا وردت عليه تاركة ووهيون على إنستغرام ينتظر ردا منها -جيهيو:ألو -يوجين:آسف حقا على إزعاجك في هذا الوقت...أريد فقط أن أسألك عن ورقة كانت في دفتري عندما أعرته لكِ قبل ثلاث أيام -جيهيو:على ماذا تحتوي؟ -يوجين:مجرد فاتورة -جيهيو:حسنا...سأبحث
فتشت حقيبتها فوجدت الفاتورة باسم يوجين -جيهيو:ها هي ذي -يوجين:الحمد لله...ظننت أنها ضاعت -جيهيو:هل ستأتي لأخذها؟ -يوجين:لا...الوقت متأخر...ربما غدا...غدا يوم عطلة...سآتي لأخذها -جيهيو:حسنا -يوجين:تصبحين على خير -جيهيو:وأنت من أهله
أغلق كلاهما الخط فأمسكت بالورقة ونظرت لها وهي تبتسم...مؤخرا أصبحت تشعر بالسعادة وتبتسم تلقائيا لأجل كل ما يتعلق بيوجين
استلقت على سريرها وأغمضت عينيها ونسيت تماما أمر ووهيون الذي ينتظر ردها على الإنستغرام وسهر طوال الليل يتمنى أن لا تكون تجاهلته
في يوم الغد تجهزت للخروج ولبست معطفها فالجو خارجا بارد جدا...وبينما تسير في الشارع لمحت ووهيون يجلس في الحديقة على إحدى الأرجوحات ينتظرها -ووهيون:هييي جيهيو! -جيهيو:مرحبا ووهيون...ماذا تفعل؟ -ووهيون:لا شيء...أجلس فحسب -جيهيو:أنا ذاهبة لشراء الحاجيات من المجمع التجاري -ووهيون:هل أرافقك؟ -جيهيو:جيد...هكذا ستساعدني في حملها
توجها نحو وجهتهما وفي طريقهما مرا على مقهى -ووهيون:مهلا...لندخل ونتناول الآيسكريم -جيهيو:خيار جيد...أعشق الآيسكريم...رغم أن الجو بارد لكنني مدمنة عليه -ووهيون:تعالي
دخلا وبينما ذهبت جيهيو للجلوس ذهب ووهيون ليطلب الآيسكريم...بعد دقائق عاد ومعه آيسكريم الشكلاطة له وآيسكريم التوت لجيهيو ووضعه أمامها -جيهيو(باستغراب) :التوت! هل هذه مصادفة؟ -ووهيون:لماذا؟ -جيهيو(باستغراب) :إنها نكهتي المفضلة...كيف عرفت!؟ -ووهيون(بتوتر) :آه...إنها مجرد مصادفة...أعني أنني ظننت أن كل الفتيات يحببن نكهة التوت -جيهيو:معقول!
حدقت بطبقها للحظات ثم بدأت بالأكل...تنهد ووهيون حينها براحة لأنها لم تكتشف أمره...هو بالفعل يعرف كل شيء عنها وحتى نكهاتها وأطعمتها المفضلة
بينما يأكلان كان يسترق النظرات نحوها بوجه حزين ويائس...لكنه ممتن لأنه أخيرا تمكن من الكلام معها...حتى لو كانت لا تتذكره...حتى لو لم تعد تحبه...على الأقل هي بخير
رن هاتفها فأخرجته من جيبها وردت مباشرة -جيهيو:نعم يوجين؟
انصدم ووهيون من سماع اسم "يوجين" لذا أبقى تركيزه عليها ليعرف من يكون -جيهيو:آه نعم...سآتي فورا
أغلقت الخط ثم نهضت من كرسيها -ووهيون:إلى أين؟ -جيهيو:لدي ظرف ما...أراك لاحقا ووهيون -ووهيون:مهلا...من هذا؟ -جيهيو:آه...صديق لي يحتاجني في أمر ما...لا تقلق فليس أمرا طارئا...وداعا
غادرت وتركته جالسا في مكانه يحدق بطبقها من المثلجات...شعر مجددا أن ما بداخله انكسر...جيهيو الآن أصبحت تصادق شبابا آخرين غيره وليس لديه الحق حتى في منعها...والأسوأ أنها تركته بتلك الطريقة...في السابق لم تكن تجرؤ أبدا على تركه في أي حال من الأحوال...والآن بعد أن تغير كل شيء أدرك أنه خسر الكثير والكثير
عادت جيهيو ركضا للمنزل فوجدت يوجين ينتظرها في الخارج -جيهيو(بابتسامة) :ها أنا ذا...آسفة لجعلك تنتظر...الوثيقة بالداخل...تفضل
فتحت الباب ودخل يوجين خلفها وكانت غاين قد استيقظت للتو من نومها وهي تتناول فطورها -يوجين:طاب يومك -غاين:ويومك أيضا
دخلت جيهيو غرفتها وأحضرت الفاتورة ثم أعطتها ليوجين -يوجين:شكرا...آمل أنني لم أزعجك -جيهيو:لا...كنت ذاهبة للمجمع التجاري فحسب -غاين:ولماذا لم تشتري شيئا؟ -جيهيو(بتوتر) :ههه صحيح...نسيت -غاين:كنتِ هناك ونسيتي! وفوق هذا عدتِ دون أي شيء!؟ -جيهيو(بتوتر) :هههه لدي أمنيسيا أم أنكِ نسيتِ؟ -غاين:الأمنيسيا لا تعني أن تنسي كل شيء يقال لك
نظرت لها بحدة فقطبت حاجبيها وصمتت -يوجين:لا يهم...جل من لا يسهو...آسف لجعلك تعودين لأجلي -جيهيو:لا بأس...المهم أنك استرجعت الأمانة -يوجين:شكرا مجددا...سأغادر -جيهيو:سأعد الغداء...لِمَ لا تبقى؟ -يوجين:أتمنى ذلك لكنني مستعجل الآن...ربما في فرصة أخرى -جيهيو:هههه حسنا
ودعت جيهيو يوجين وأغلقت الباب وعندما استدارت وجدت غاين تثني يديها وتحدق بها بخبث -غاين(بخبث) :عدتِ من المجمع التجاري لأجله ها؟ -جيهيو(بتجهم) :وماذا في ذلك؟ -غاين:أظن أنني على وشك سماع خبر مفرح -جيهيو:عن ماذا؟ -غاين:عن ارتباطك -جيهيو:امممم لا أعلم...لا شيء واضح حتى الآن -غاين:ماذا تعنين بلا شيء واضح؟ أشعر أنكِ مهتمة به -جيهيو:حسنا...هناك بعض الانجذاب من ناحيتي تجاهه...البعض فقط -غاين:هذا جيد...أفضل من لا شيء -جيهيو:لكن أنتِ لا تفهمين...هذا أمر طبيعي بالنسبة لشابة في عمري...لقد انجذبت للطبيب جونسو قبلا...وبعده للمحامي الذي عيَّناه...ثم ابن جارنا...ثم رجل البقالة...وساعي البريد أيضا...الفتاة تنجذب للكثيرين في حياتها -غاين:لكنني أشعر باختلاف هذه المرة -جيهيو:لا تتحمسي...حتى لو كانت مشاعري تجاهه مختلفة حقا فماذا عنه؟ -غاين:ههههههه طبعا واضح...إنه معجب بك أكثر مما أنتِ معجبة به حتى -جيهيو:وما الدليل؟ -غاين:أستطيع معرفة ذلك من كلامه ونظراته -جيهيو:لا يمكنني الجزم...سأتأكد فقط إن قالها بنفسه...أما غير ذلك فهي مجرد خزعبلات -غاين:كما تريدين...والآن اذهبي واشتري الأغراض لنعد الغداء وإلا ستدفعين ثمن أكل المطعم -جيهيو:ولماذا أنا؟ -غاين:لأنه ما اتفقنا عليه أمس...كما أنه من المفروض أنكِ اشتريتها والغداء جاهز لكنكِ فضلتِ زيارة المجمع التجاري والعودة -جيهيو(بانزعاج) :صحيح
بعد أن غادرت جيهيو ابتسمت غاين -غاين:ههههه لم أتوقع هذه النهاية المذهلة...جيهيو تقع بحب شخص غير ووهيون! هذا مذهل!
ركضت جيهيو مجددا للمجمع التجاري وعند البوابة لمحت ووهيون وهو يحدق بالأرضية حزينا مكتئبا...كان غائصا في التفكير لدرجة أنه لم يلاحظها وهي تقترب منه -ووهيون(بحزن) :جيهيو
وقفت أمامه مباشرة وأول ما لمحه هو رجليها ليرفع رأسه وينظر إليها تقف أمامه...رمش بعينيه عدة مرات ورفع يده نحوها ولمس رأسها ليتأكد أنها حقيقية -جيهيو(بتجهم) :ماذا تفعل؟ -ووهيون(بصدمة) :هذه المرة أنتِ حقيقية -جيهيو:وهل هناك جيهيو مزيفة؟
شدد على قبضته وحاول تمالك نفسه كي لايبكي -ووهيون(بحزن) :لقد عدتِ -جيهيو:آسفة لتركي لك بتلك الطريقة لكن الأمر مستعجل -ووهيون(بحزن) :لا يهم...أعلم أن حياتك مملوءة بالأمور الأهم مني...أنا مجرد حثالة الآن -جيهيو:لماذا تقول هذا الكلام عن نفسك!؟ -ووهيون(بحزن) :إنها الحقيقة...أنا فاشل وأناني
رمشت بعينيها مرتين ثم تجاهلت كلامه -جيهيو:هل تريد مساعدتي في حمل الأغراض؟ -ووهيون:بلى
دخلا المجمع التجاري وقامت باختيار الأغراض التي تحتاجها وعندما أرادت الدفع رفض ووهيون ودفع لها ثمن كل المشتريات
قبل أن يخرجا رأيا الأمطار تتهاطل في الخارج بغزارة لذا وقفا عند الباب محتميين من المطر -جيهيو(بإحباط) :أووف توقيت سيء...ماذا سأفعل الآن؟ -ووهيون:تعالي لمنزلي حتى يتوقف المطر -جيهيو:أين يقع بالضبط؟ -ووهيون:في الشارع المقابل فقط -جيهيو:ممتاز...لنسرع
وضعا أكياس المشتريات على رأسيهما وركضا نحو منزله وللأسف تبللا قليلا وشعرا بالبرد
فتح ووهيون باب منزله ودخل ثم دخلت جيهيو خلفه -ووهيون:تفضلي...أعلم أنه منزل متواضع فأنا بدون وظيفة حاليا -جيهيو:لا يهم
تفحصت ملابسها فوجدت معطفها ووشاحها مبللين وخلعتهما -ووهيون:سأجففهما لك
وضعهما عند المدفأة ثم أسرع للمطبخ وأعد كوبين من النعناع -ووهيون:اشربي هذا لكي لا تمرضي -جيهيو(بصدمة) :النعناع! نوعي المفضل من الأعشاب! كيف خطر على بالك!؟
الحقيقة كانت أن جيهيو تحب النعناع عندما كانا معا وكانت تشربه باستمرار في الجو البارد لذا أخذ ووهيون عنها هذه العادة وصار يشتري منه كثيرا -ووهيون(بحزن) :تشابه أذواق لا غير
ارتشفت من كوبها وتنهدت بعمق -جيهيو:أوووه إنه دافئ ومريح للأعصاب
بينما تتحدث كان الآخر غارقا في الحزن والتفكير محدقا بكوب النعناع -جيهيو:لماذا أراك دائما حزينا؟ أعني أنت دائما تبدو مكتئبا وفاقدا للأمل -ووهيون(بحزن) :فعلا...حياتي كابوس -جيهيو:أيا ما كان ما تمر به فعليك التفكير أن هناك الأسوأ...انظر إلي مثلا...أنا مصابة بالأمنيسيا وقد فقدت حياتي بأكملها وأعدت بناءها من الصفر....دخلت في اكتئاب بسبب ذلك وكاد رأسي يكسر واخترق الزجاج ظهري...تعرضت للمحاكمة وكدت أدخل السجن...لكن رغم ذلك أنا أبتسم...انظر إلي
نظر لها ولابتساماتها الجميلة...كان يود معانقتها بشدة ولكنه لا يستطيع...أصعب ما في الحياة أن تريد معانقة شخص اعتدت معانقته لكنه لا يتذكر أي شيء عنك...خاصة أنه يشعر بالانكسار حين يفكر أن كل ما حصل لها بسببه
حاول تمالك نفسه للحظات ثم وضع كأس النعناع جانبا وذهب لغرفة النوم وأغلق الباب على نفسه
أكملت جيهيو شربها لكوبها ثم وقفت أمام باب غرفته وطرقت بهدوء -جيهيو:ووهيون...ما الأمر؟ إن كان هناك ما يزعجك فأرجوك أخبرني -ووهيون:غادري...من فضلك...إن لم تغادري بسرعة فستحصل مشكلة -جيهيو:أي مشكلة؟ -ووهيون(بصراخ) :فقط غادري...لا تحاولي الفهم
فهمت أنه يمر بوقت عصيب ولعل لديه اضطرابات نفسية بسبب الاكتئاب لذا ارتدت معطفها وغادرت منزله بكل هدوء
على جانب الطريق كانت سورا على وشك النزول من سيارتها ولكنها توقفت حين رأت جيهيو -سورا(تفكر) :حبيبة جديدة! حان وقت تخريب العلاقات
حملت هاتفها واتصلت بعمها -سورا:مرحبا عمي...أريد منك أن تأتي لي بمعلومات عن فتاة ما
عادت جيهيو للمنزل ومعها المشتريات -غاين(بتجهم) :رائع...وأخيرا تذكرتِ أنني أنتظرك هنا...وقت الغداء قارب على الانتهاء ونحن لم نطبخ بعد -جيهيو:دعي الأمر لي
بدأت جيهيو بغسل اللحم وتقطيعه وأثناء ذلك تذكرت تصرف ووهيون معها -جيهيو(بحزن) :يبدو أنه يمر بوقت عصيب...أتمنى فقط أن يكون بخير
في يوم الغد خرجت للتنزه وفي طريقها قابلت ووهيون الذي كان ينتظرها منذ الصباح ولكنه تظاهر أن لقاءهما مجرد صدفة -جيهيو(بابتسامة) :ووهيون...هل أنت بخير الآن؟ هل تشعر بتحسن؟ -ووهيون:كثيرا -جيهيو:ممتاز...لقد قلقت عليك...خاصة حين لم تكلمني أمس فقد ظننت أنك تريد البقاء وحدك -ووهيون:آسف لطردك بتلك الطريقة -جيهيو:لا يهم...لم أعتبرها طردا بل ظننت أنك تحتاج البقاء وحدك -ووهيون:نوعا ما...أعني...لن تفهمي الوضع مهما شرحته لك -جيهيو:أتنتظر شخصا ما؟ -ووهيون:لا...فقط منزلي قريب ومررت من هنا بالصدفة ورأيتك -جيهيو:أنا ذاهبة للمصرف -ووهيون:المركزي؟ -جيهيو:بلى...سأسحب المال من بطاقتي -ووهيون:آه...لقد كنت أعمل هناك -جيهيو:ذاك هو المكان الذي تم طردك منه؟ -ووهيون:بلى...لكن لا يهم...تخطيت الأمر...أأرافقك؟ -جيهيو:بلى...سيسرني أن يرافقني أحدهم فالطريق لهناك ممل وطويل
ركبا الحافلة معا ونزلا عند المصرف المركزي...وبسبب شعور ووهيون بالإحراج كان يسير بينما يطأطئ رأسه كي لا يتعرف عليه أي أحد
بينما جيهيو تضع بطاقتها في الصرافة كان ووهيون يقف بجانبها ويحاول تجنب أن يراه أي أحد...وكان موا مارا بالجوار وأول ما وقعت عليه عيناه هو جيهيو لذا ذهب نحوها -موا:أنتِ هي! الفتاة فاتنة الجمال!
رمشت جيهيو بعدم فهم ونظرت خلفها نحو ووهيون -موا:ووهيون! أنت أيضا هنا! هل عدتما لبـ... -ووهيون(يقاطعه) :أنت! لقد سمعت المدير يناديك -موا:ها! متى! -جيهيو(باستغراب) :ماذا هناك! من هذا؟ وهل نعرف بعضنا؟ وهل يعرفك؟ ما الذي يجري بالضبط؟ -ووهيون:لا شيء...هذا الشاب هنا مختل عقليا ومهما قال لا تستمعي إليه -موا:أيعقل أنها ما تزال فاقدة لذاكرتها؟
حاول ووهيون أن يلمح له ليصمت ولكن الأخر وجدها فرصة مذهلة وابتسم بخبث -موا:هل تتذكرينني؟ أنا حبيبك...لقد فقدتِ ذاكرتك ونسيتيني لكنني كنت حبيبك وما أزال أحبك -ووهيون(بصدمة) :ما الذي تقوله أيها الوغد!؟ -جيهيو(بتوتر) :حقا! -موا:طبعا...وأيضا اشتريت لكِ خاتم الزفاف...أتريدين أن نتزوج؟ -ووهيون(بغضب) :كف عن الكذب -موا:لست أكذب...ثم من أنت؟ -ووهيون(بغضب) :صديقك أيها الخائن -موا:لم أسمع بك في حياتي...لا أعرف سوى هذه الجميلة التي أمامي -جيهيو(بتجهم) :ما اسمي إذًا؟
فجأة فقد القدرة على الكلام من شدة الإحراج -موا(بتوتر) :ههه حسنا فضحتني...لا أعرف اسمك لكنني أعرفك -جيهيو:ومن أين؟ -موا:رأيت حسابك على إنستغرام -جيهيو:وما اسم حسابي على إنستغرام؟
مجددا فقد القدرة على النطق ولم يملك أي رد لها -جيهيو:أنت شخص سيء...لماذا تكذب؟ انظر لووهيون كم هو صادق...بمجرد أن عرف اسمي وحسابي على إنستغرام فهذا يعني أنه يعرفني حقا
حاول ووهيون التحكم بنفسه والتزم الصمت رغم معرفته بأن كلام جيهيو غير صحيح -موا:صحيح أنني لست حبيبك ولا أعرف حتى اسمك ولكنني جاد في طلب مواعدتك...أتوافقين؟ -جيهيو(بتجهم) :لا أعلم...لست مرتاحة لك...تبدو شخصا مخادعا -موا:لو أخبرتك من المخادع بيننا نحن الثلاثة ستنصدمين
قطب ووهيون حاجبيه وحدق بموا بحدة حتى يسكت -جيهيو(بتجهم) :بدأت أنزعج منك...فقط الزم حدودك...أنت من أتيت للحديث معنا وليس نحن...لنغادر ووهيون
سارت أولا ثم لحق بها ووهيون بعد أن حدق بموا للحظات وتوجها لموقف الحافلة -جيهيو:صديقك هذا غريب...لماذا يتصرف بهذه الوقاحة؟ -ووهيون:لطالما كان كذلك...ليس جديدا -جيهيو:لكن لماذا قال أنه رأى صوري في إنستغرام؟
توقف ووهيون عن السير وتوقفت جيهيو أيضا معه وحدقا بأعين بعضهما -ووهيون(بحزن) :إنه يقول الحقيقة...أنا من أريته صورك على إنستغرام
بينما يحدقان ببعضهما كان الميترو يمر يجانبهما فجعل شعرهما وملابسهما تتطاير مع الرياح الناتجة عنه -جيهيو(بابتسامة) :لا يهم...أصلا وضعت صوري في الإنستغرام ليراها الناس...لا مشكلة في ذلك
بعدها أكملت سيرها وتركته خلفها يفكر للحظات...ثم أدرك أنها ابتعدت فلحق بها ركضا
بعد أن افترقا أكملت سيرها نحو المنزل ولكن في طريقها قابلت سورا تقف وتثني يديها وتبتسم -سورا:أوووه عزيزتي جيهيو! كم أنا سعيدة بمقابلتك -جيهيو:عفوا...هل نعرف بعضنا؟ -سورا:طبعا...أنا صديقة قديمة لك -جيهيو:آسفة ولكنني مصابة بالأمنيسيا ولا أذكر أي شيء عن الماضي ولا حتى الناس
كانت سورا تعرف بالفعل كل شيء عن جيهيو فقد قام أحد موظفي عمها بجمع كل المعلومات عنها...وبمعرفة أنها فاقدة للذاكرة فقد استغلت الوضع وحاولت التقرب منها -سورا:أووه هذا مؤسف! لم أعلم ذلك...أتمنى لكِ الشفاء -جيهيو:شكرا...أخبريني من فضلك من حضرتك؟ -سورا:أدعى سورا وقد كنا صديقتين في السابق لكنني غادرت المدينة وافترقنا -جيهيو:آااه...مؤسف أن لا أتذكر -سورا:بما أننا التقينا أخيرا فلِمَ لا نذهب للمقهى ونشرب كوب قهوة؟ -جيهيو:لا أمانع
ذهبتا للمقهى وطوال الوقت كانت سورا تضع يدها على خدها وتبتسم محدقة بجيهيو وهي تشرب القهوة -جيهيو:ليس لدي الكثير من الأمور لأحدثك فيها...لذا حدثيني أنتِ -سورا:في الحقيقة...أنا فضولية بشأن أمر ما...هل تعرفين شابا يدعى ووهيون؟ -جيهيو:آه...بلى...هو صديقي -سورا:صديقك فقط! أليس حبيبك أو ما شابه؟ أو أن هناك علاقة حب بينكما؟ -جيهيو:لا...أبدا -سورا:ههههه منذ متى تعرفان بعضكما؟ -جيهيو:أعرفه منذ أيام فقط...أما هو فقال أننا صديقان قديمان -سورا:واو! قمة الاستغلال -جيهيو:ما قصدك؟ -سورا:هههه لا أتكلم عن ووهيون...المهم...هل تعرفين أو تتذكرين أي شيء عنه؟ -جيهيو:أبدا...ولا حتى اسمه
ابتسمت سورا بخبث -سورا(تفكر) :عرفت هدفي التالي...حان وقت تحطيم قلب ووهيون كما تحطم قلبي...عرفت نقطة ضعفه
عدل سابقا من قبل بثينة علي في الأربعاء مارس 29, 2023 2:02 pm عدل 1 مرات
بثينة علي يعجبه هذا الموضوع
بثينة علي Admin
المساهمات : 1314 تاريخ التسجيل : 27/05/2021 العمر : 27
موضوع: رد: رِوَايَة فِي طَيِّ النِّسْيَان!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) السبت مايو 14, 2022 9:40 am
رواية في طي النسيان : الفصل التاسع
ذهبت جيهيو لمكتبة الجامعة وبحثت عن يوجين فوجدته يجلس في إحدى الطاولات ويضع الكتب أمامه...ابتسمت ثم تسللت خلفه وفاجأته بالجلوس بجانبه -جيهيو:احزر من أتى؟ -يوجين:أووه أهلا...تأخرتِ مجددا -جيهيو:كنت آكل...شعرت بالجوع -يوجين:عليكِ التوقف عن الأكل بين الوجبات فقد زاد وزنك -جيهيو(بقلق) :معك حق...منذ مرضي أصبحت مهملة...حتى أن هناك بعض الدهون تشكلت حول بطني...ماذا أفعل؟ -يوجين:كلي ثلاث وجبات فقط في اليوم...ثلاث فقط -جيهيو:ممتاز...يمكنني فعلها -يوجين:بعيدا عن موضوع الأكل والوزن...لنتحدث عن الدروس مثلا -جيهيو:أنا أسمعك...لم أفهم الدرس السابع تحت عنوان مسرحيات شكسبير فهلاَّ شرحته لي؟ -يوجين:نعم
بدأ شرح الدرس لها وبينما يفعل كانت تضع يدها على خدها وتنظر إليه...كانت غائصة في التفكير به...عيناه جميلتان وعندما يبتسم تصبحان على شكل هلال...أنفه واسع ولكنه ملائم لتفاصيل وجه...لديه شامة عند عينه تجعله في قمة الوسامة...شعره المنسدل على جبهته يظهر وجهه صغيرا ومستديرا...خداه ممتلئان ولطيفان وفي الجو البارد يتحول لونهما للوردي مما يزيده لطفا
انتهى من شرح الدرس ثم حدق بها بحدة -يوجين:إذًا...هل كل شيء واضح حتى الآن؟ -جيهيو(بتوتر) :هههه بلى -يوجين:ليس لديك أي سؤال؟ -جيهيو(بتوتر) :أبدا -يوجين:حسنا...أنا سأسالك لأعرف مدى فهمك -جيهيو(بصراخ) :آااه علي الذهاب للحمام...حالة طارئة
كانت المكتبة هادئة لذا عندما صرخت سمعها الجميع -جيهيو(بإحراج) :لحظة واحدة
حملت أغراضها بسرعة وركضت نحو الحمام وبقيت تحدق بنفسها في المرآة -جيهيو(بإحراج) :يال تفاهتي...كان علي إيجاد عذر غير هذا
بما أنها جاءت للحمام بالفعل قررت أن تضع مساحيق التجميل وتضبط مظهرها ووجهها الذي غطاه العرق من الإحراج
خرجت من الحمام متوجهة نحو يوجين فوجدته يجمع أغراضه ليغادر -جيهيو:إلى أين؟ -يوجين:علي الذهاب للتدرب -جيهيو:على ماذا؟ -يوجين:على التمثيل...كما تعلمين نحن ندرس التمثيل وعلي التدرب أكثر للامتحانات التطبيقية -جيهيو:آااه نسيت الامتحانات...علاماتي العام الماضي كانت مقبولة بسبب مرضي لذا علي بذل جهد أكبر -يوجين:تحتاجين لجهد عالٍ لتعوضي ما فاتك -جيهيو:أيمكنني مشاركتك؟ -يوجين:طبعا...سيكون جيدا أن نتدرب معا...هذا سيزيد فرص تحسننا -جيهيو:هيا
ذهبا لقاعة صغيرة للتدريب ثم فتحا الإنترنت وعرضا أول نص عثرا عليه
حمل يوجين هاتفه ووقف أمامها محاولا التدرب على نصه -يوجين:لقد ظننتك أختا وفية ولكنكِ خيبتِ ظني -جيهيو:ها! أخت! -يوجين:عفوا...هل أخطأت بالقراءة؟ -جيهيو:لا أبدا...لكن هذا النص لا يعجبني...لنغيره -يوجين:هل تريدين أن نرتجل؟ -جيهيو:نعم...لنرى -يوجين:سأكون أنا حبيبك الذي انفصلتِ عنه منذ سنوات ثم نتصالح ونعود لبعضنا
حدقت به للحظات لأنها كانت تفكر في الشيء الذي سيختمان به صلحهما...أهو عناق أم قبلة؟ ظلت تفكر إلى أن نادى عليها -يوجين:هل من خطب؟ -جيهيو(بتوتر) :أبدا...لنتدرب
وقفا مقابلين لبعضهما وحاولا صنع ملامح وجه جدية -يوجين:لم نلتقي منذ زمن...آنسة جيهيو -جيهيو:لم تتغير حتى بعد هذه الفترة...مازلت نفس الشاب اللعوب الذي عرفته -يوجين:وما أدراك؟ -جيهيو:تلك العينين ما تزالان تمتلكان نفس النظرات...كل شيء في العالم يتغير إلا أنت -يوجين:تتظاهرين أنكِ تقرئين العيون ولكن تبين أنها مجرد خزعبلات -جيهيو:أتراهن؟ -يوجين:لا أحتاج للمراهنة...لقد قرأتِ عيناي بكل الاحتمالات الموجودة في الحياة وكلها خاطئة...لكن بقي احتمال واحد لم ولن تستطيعي قراءته...لأنكِ بلهاء -جيهيو:بلهاء! هل تتعمد ذلك؟ -يوجين(بتوتر) :آسف...دخلت في الدور زيادة عن اللزوم -جيهيو:حسنا لنواصل
عادا لإكمال التمثيل وحاولا أن يبدوا جادين قدر المستطاع -جيهيو:وما هذا الاحتمال؟
تقدم منها شيئا فشيئا مما جعلها تشعر بالتوتر وتتراجع للخلف...حاصرها للحائط وكل منهما يحاول التنفس بهدوء مع دقات قلبه المضطربة -يوجين(بجدية) :أنني أحبك
شعرت بلمعة ساحرة في عينيه...لم يكن ذلك مجرد تمثيل...لقد شعرت به نابعا من القلب تماما...ولكن رغم أنها تبادله الإعجاب فلم تستطع قول شيء له...أرادت أن تتأكد أولا وتسمعها منه بجدية
دفعته للخلف وواصلت التمثيل -جيهيو:لا تظن أنني سهلة المنال...لن أسمح لك بالعودة لي مجددا...أنت مجرد شاب لعوب...ابتعد عني
انفجر من الضحك وصار يصفق لها بحرارة -يوجين:ههههههه تمثيلك مقنع...أنا معجب بك آنسة جيهيو -جيهيو(بخجل) :شكرا...يبدو أنني لن أندم لاختياري مجال التمثيل -يوجين:بعد هذا يمكنني أن أقول أن لديكِ مستقبلا زاهرا -جيهيو:مهلا...كيف قررت أن أدخل مجال التمثيل؟ أتعرف أنت؟ -يوجين:لا...لم أكن بجانبك وقتها...لكن أحييكي على الاختيار المدهش
نظرت لساعة يدها فتفاجأت -جيهيو:الكافيتيريا على وشك الإغلاق...بسرعة...أنا جائعة -يوجين:هههههه أنتِ حقا أكولة...ممثلة أكولة ذات جسد مليء بالدهون -جيهيو:هههههه أعرف...لن آكل كثيرا هذا اليوم...أعدك -يوجين:لكنكِ أكلتِ مرتين اليوم وهذه الثالثة -جيهيو(بإحراج) :حسنا...سآكل نصف وجبة...أعدك -يوجين:هههههه أكولة
في المساء عادت جيهيو للمنزل ورأت ووهيون وهو يجلس في الحديقة القريبة من منزلها والتي يجلس فيها دائما حين يريد رؤيتها...كان يطأطئ رأسه ويجلس في الأرجوحة فذهبت إليه -جيهيو:مساء الخير -ووهيون(بحزن) :سعيد لرؤيتك -جيهيو:هل من مشكلة؟ تبدو حزينا أكثر من أي وقت آخر -ووهيون(بحزن) :أشعر بالضياع...أود معانقة أحد
رمشت بعينيها ثم التزمت الصمت فهي لا تحب معانقة الشباب -جيهيو:أخبرني ما المشكلة؟ ربما يمكنني إرشادك -ووهيون(بحزن) :الوضع غريب ومشوش ومثير للسخرية -جيهيو:لا بأس...مهما كان غريبا وعجيبا ومشوشا وساخرا فلا بأس...وضعي ليس أفضل منك -ووهيون(بحزن) :إنه الحب يا جيهيو...إنه يستمر بتحطيمي من الداخل وإغراقي في الظلام -جيهيو:أتحب؟ -ووهيون(بحزن) :بل أعشق...إنه وضع لا يمكنكِ فهمه...ليس بعد الآن
لم تجد ما تقوله فجلست بجانبه على الأرجوحة وتأرجحت ذهابا وإيابا -ووهيون(بحزن) :جيهيو...كنت أود سؤالك...هل وقعتِ في الحب قبلا أو حاليا؟
فجأة ابتسمت وأنزلت رأسها...كانت تحاول إخفاء خدودها التي تحولت لللون الأحمر بسبب تفكيرها بالشاب الذي تحبه -جيهيو(بخجل) :الحقيقة...لا أعلم...هناك شاب يدرس معي...حين أتذكره أشعر بالسعادة...لكن لا أعلم حقيقة مشاعره نحوي...حتى ولو...
لم تنهي كلامها ورأت دمعة تنزل من عين ووهيون...كان يبكي بصمت لكي لا تلاحظه ولكنها لاحظت وفات الأوان...حاول إخفاء وجهه عنها ولكنها نهضت من على الأرجوحة ووقفت مقابلة له تحدق به -جيهيو(بحزن) :لماذا تبكي؟
مسح الدمعة عن وجهه وحاول التماسك -ووهيون(بحشرجة) :جيهيو...من فضلك...أسدي لي معروفا...في حال وقعتِ في الحب حقا أو ارتبطتِ فلا تخبريني...لا أريد أن أسمع أي شيء عن هذا الموضوع...وأعدك أن لا أسألكِ مجددا
نهض من على الأرجوحة وغادر لكنها نادته من الخلف -جيهيو(بصراخ) :ووهيون...أليس هناك ما تود إخباري به؟
لم يلتفق لها حتى وأكمل طريقه مما جعلها تشعر بحزن أكبر
عادت للمنزل وغيرت ثيابها وأكلت ثم وقفت أمام المرآة تنظر لبطنها المليء بالدهون -جيهيو:علي التوقف عن الأكل أو اتباع حمية غذائية...جيهيو القديمة بذلت جهدا كبيرا للحفاظ على قوامها وعلي أن لا أضيع تعبها
وضعت طبق الطعام جانبا وصارت تقوم بالقفز في مكانها حتى تحرق الدهون
عادت غاين من الجامعة فوجدت صديقتها تقفز في مكانها كالأرنب -غاين:هل جننتِ؟ -جيهيو:أمارس الرياضة -غاين:جيد...وأخيرا عدتِ للأشياء الطبيعية التي كنتِ تفعلينها -جيهيو:أخبريني...هل هناك فرق بين جيهيو القديمة وأنا؟ -غاين:ليس كثيرا...هناك اختلاف بسيط في التفكير...أنتِ مثقفة وهي غبية -جيهيو:أعطني موقفا واحدا غبيا فعلته في الماضي
تذكرت غاين كم كانت جيهيو غبية وهي تركض خلف ووهيون رغم أنه خائن...وكم عانت في الانفصال عنه رغم أنه لا يستحقها -غاين:مواقف كثيرة...حين أتذكرها سأخبرك...هناك أيضا جيهيو القديمة التي تعشق الرشاقة والحميات الغذائية...أما أنتِ فمهملة -جيهيو:أوووه أقسم أن هذا ما قلته بالضبط قبل قليل...لقد خربت جسدها...مهلا...لماذا أتحدث عن نفسي القديمة كما لو أنها شخص آخر؟! تلك مازالت أنا صحيح؟ -غاين:هههههههه نعم...حتى أنا مثلك دخلت في عرض الحائط بسبب هذه القصة
واصلت جيهيو القفز في مكانها ثم تذكرت أن تسأل غاين عن ووهيون -جيهيو:صديقتي...هل تعرفين شخصا يدعى ووهيون؟ -غاين(بتوتر) :من! ووهيون! من هذا؟ لم أسمع به في حياتي -جيهيو:حقا! مؤسف جدا...أردت معرفة أمر ما عنه -غاين:ما الذي تريدين معرفته؟ -جيهيو:إنه صديق قديم لي...أو هذا ما قاله...لكنه مؤخرا يتصرف بغرابة...اليوم قال لي أنه لا يريد معرفة إن كنت دخلت في علاقة جديدة أم لا وصار يبكي وغادر وتركني في المتنزه...ألا تعرفين أي شيء عنه؟ أشعر أنه شخصية غامضة وكئيبة...أود مساعدته ولا أعرف كيف -غاين(بغضب) :إذًا ذاك الوقح الرخيس حاول الكلام معكِ مجددا؟ -جيهيو:مجددا! لكنكِ قلتِ أنكِ لا تعرفينه -غاين:حسنا أعترف...أنا أعرفه...لكن من مصلحتكِ أن تبتعدي عنه -جيهيو:لماذا؟
وضعت غاين ذراعها حولها واقتربت من أذنها لتهمس فيها -غاين(بهمس) :ذاك الشاب تاجر مخدرات وسكَّير حقيقي...هو أيضا متورط في القمار مع عصابة مافيا وقد يقتلون أي أحد له علاقة به...وحتى أنتِ -جيهيو(بصدمة) :لا تقولي -غاين:نعم للأسف...مهما حاول الكلام معك فابتعدي عنه...تجاهليه...امحي أمره من الوجود...لقد حذرتك لكن الأمر راجع لك -جيهيو(بقلق) :لهذا يبدو غامضا ولديه هالات سوداء حول عينيه! علي الابتعاد عنه -غاين:ممتاز...أنتِ حقا فتاة ذكية أكثر من جيهيو القديمة
واصلت جيهيو القفز بينما ذهبت غاين لغرفة نومها وأغلقت الباب ثم تنهدت -غاين:أووف يال الكارثة! لا بد أنه يحاول التقرب منها والرجوع إليها...علي حشوها بالأفكار الخاطئة حتى تتركه...آسفة جيهيو
لم يظهر ووهيون لفترة محددة وحتى أنه لا يرسل لجيهيو أي رسائل على الإنستغرام...كان خائفا من مواجهتها مجددا ومعرفة إن كانت أحبت غيره أو لا...لكن بعد أيام...وبعد أن نسي كلاهما الموضوع جلس ينتظرها في الحديقة وهو متشوق لرؤيتها والكلام معها
بينما جيهيو متوجهة للجامعة رأته يجلس في الحديقة ثم نادى عليها من بعيد ولوح لها -ووهيون(بصراخ) :جيهيو...صباح الخير
حينما رأته تجاهلته وركضت بأقصى سرعة لديها وهي تنظر خلفها كل لحظة...كان وجهها مضطربا لذا شعر أن هناك خطبا ما -ووهيون(بصدمة) :أيعقل أنها استرجعت ذاكرتها!؟
ركض خلفها بسرعة وعندما رأته يركض نحوها خافت وركضت أسرع -ووهيون(بصراخ) :جيهيو...لا تهربي...واجهيني
لم تستمع لكلامه ثم أكملت عبر الطرقات والأحياء إلى أن بدأت تتعب...وبسرعة استدارت نحوه وتوقفت ثم أشارت بحقيبتها في وجهه لتضربه في حال حاول إيذاءها -جيهيو(بحدة) :لا تقترب...لا تجعلني أؤذيك -ووهيون:في البداية اشرحي لي مالقصة...لما صرتِ عدائية فجأة!؟ -جيهيو(بحدة) :لقد كشفت حقيقتك لذا ابتعد وإلا سأتصل بالشرطة -ووهيون:هل استعدتِ ذاكرتك؟ -جيهيو(بحدة) :لا شأن لك...ابقَ بعيدا يا تاجر المخدرات السكَّير المقامر -ووهيون:تاجر مخدرات! سكَّير! مقامر! ما كل هذه الاتهامات! -جيهيو(بحدة) :غاين أخبرتني كل شيء...لن أنخدع بك مجددا -ووهيون:آااه فهمت...غاين إذًا...عرفت أنها ستفعل شيئا لتفريقنا -جيهيو(بحدة) :ولماذا قد تفرقنا؟ من تكون أنت لتفرقك عني؟ -ووهيون:حسنا...سأقول الحقيقة...ما قالته غاين كذب ولديها سبب لذلك -جيهيو:وما هو؟ -ووهيون:غاين قالت لكِ ذلك لأنها تغار من رؤيتنا معا...إنها واقعة بحبي وقبل شهر قامت بنتف شعر فتاة حاولت التقرب مني -جيهيو(بصدمة) :ماذا! لكن لماذا لم تخبرني! -ووهيون:ولماذا تخبرك؟ إنها خبيثة -جيهيو:آه...اتضح كل شيء الآن...إذًا هذا لمصلحتها -وهيون:رأيتِ...أنا هو البريء الوحيد في هذه القصة
تذكرت أنها ذاهبة للجامعة لذا وضعت أصابعها على شفاهها -جيهيو(بصراخ) :لاااا تأخرت...علي الإسراع...نتحدث لاحقا -ووهيون:رافقتكِ السـ...
ما كاد يكمل جملته حتى وجدها غادرت وركبت الحافلة بالفعل -ووهيون(بابتسامة) :سعيد لأنني بقربك...بقي التخلص من غاين فقط
ذهبت جيهيو للجامعة فقابلت يوجين وجلسا مع بعضهما في المحاضرة وعندما حان وقت الغداء ذهبا للكافيتيريا -جيهيو:أووه كم أنا جائعة! سآكل كثيرا -يوجين:ألم نتفق أن تقللي الطعام؟ -جيهيو:أقسم لك أنني لم آكل شيئا هذا الصباح...لقد تعمدت البقاء بدون فطور لأخسر الوزن -يوجين:حسنا...لقد أردتكِ أن تنقصي من وزنك لكنكِ تبالغين...لماذا أتيتِ دون طعام...ستصابين بسوء التغذية هكذا -جيهيو:حسنا...سآكل وجبتين تعويضا لما فاتني
ضرب يوجين جبهته بيده بإحباط -يوجين:لا فائدة من الحمية إن كنتِ ستأكلين هكذا كل يوم
بعد أن انتهيا من تناول الطعام ذهبا لقاعة التدريب مجددا...وهذه المرة أعطى يوجين لجيهيو نصا مكتوبا على ورقة -يوجين:مثلي هذا وأنا سأجلس وأشاهد وفي النهاية سأقيمك من عشرة -جيهيو:حسنا
وقفت أمامه ومثلت ما هو مكتوب في النص وفي النهاية كان هناك مشهد قبلة فلم تعرف كيف تمثله بما أنها وحدها -جيهيو:عفوا! هل علي تمثيل المشهد الأخير؟ -يوجين:إن صرتِ ممثلة فستواجهين مشاهد كهذه طوال حياتك المهنية -جيهيو(بخجل) :لكن كيف أفعلها!؟ لم أقبل أحدا طوال حياتي -يوجين:متأكدة؟ -جيهيو:لا أعرف...لا أذكر إن كنت حظيت بحبيب من قبل...ربما علي سؤال غاين لاحقا فهي تعرفني أفضل من نفسي
تنحنح وأكمل مشاهدتها وهي تمثل ولكنها توقفت -جيهيو:إذًا...هذا المشهد يتطلب شخصين...ماذا أفعل؟ -يوجين:حاولي تمثيله وحدك...لا تظني أنني وضعت لكِ هذا المشهد لأستغلك...أنا لست كذلك -جيهيو(بتوتر) :لا...لم أقصد ذلك...أنت فعلا شاب طيب...لكن هل أقبل الهواء؟ -يوجين:حاولي...لا مشكلة
وقفت مستقيمة وحاولت التظاهر أنها تقف أمام أحدهم...وشيئا فشيئا أحنت رأسها ومدت شفتيها كما لو أنها تقبل الهواء -يوجين:حسنا...هذا يكفي لليوم...أعطيك 8.5 من 10...حاولي التدرب أكثر -جيهيو:حسنا
عادت في المساء للمنزل فوجدت غاين تتصفح النت -جيهيو(بانزعاج) :أوني...لماذا لم تخبريني بشأن وقوعك في حب ووهيون وقولك الأكاذيب لتفريقنا؟
نظرت لها غاين باستغراب -غاين:أنا وقعت في حب ووهيون!؟ من قال!؟ -جيهيو(بانزعاج) :هو أخبرني بكل شيء...لا داعي للكذب بعد الآن -غاين:فهمت...إذًا أراد أن يرد لي الصاع صاعين...لعلمك فذاك الحثالة عدوي اللدود ولن أحبه حتى لو انتهى رجال العالم -جيهيو:ماذا عن الاتهامات الزائفة التي أخبرتني بها هذا الصباح؟ -غاين:كانت كذبة...لكن صدقيني فمصلحتك أن تبتعدي عنه -جيهيو:لماذا؟ -غاين:هكذا فقط...فإن كنتِ تثقين بي فابتعدي عنه وإلا لا تأتي إلي باكية لاحقا -جيهيو:أشعر أنكِ تخفين عني شيئا -غاين:لقد أخبرتك وأنتِ حرة -جيهيو(بحزن) :حسنا
بمجرد دخول جيهيو غرفتها ركضت غاين لارتداء حذائها وتوجهت لمنزل ووهيون...طرقت الباب عليه عدة مرات وعندما فتح واجهته بوجه عابس وحاجبين مقطوبين -غاين(بحدة) :واقعة بحبك! -ووهيون:أنا تاجر مخدرات! -غاين(بحدة) :أنت أسوأ من تاجر المخدرات بأشواط...لا أعلم كيف تجرأت على محادثتها مجددا -ووهيون:لأنني أحبها -غاين:أي حب هذا الذي جعلك تخونها؟ -ووهيون:ألا يفترض أن يكون هذا السؤال لك أيضا؟
فقدت غاين القدرة على النطق تماما فهي مثله كانت خائنة ذات يوم -غاين:لقد تغيرت...لم أعد تلك الفتاة المستهترة -ووهيون:لم أصارحكِ بالموضوع من قبل لكي لا تقولي أنني ما أزال أحبك...لكنني الآن فضولي بشأن جوابك...ما السبب الذي يجعل الإنسان يخون من يحبه؟
فكرت غاين في الإجابة للحظات...لقد كانت على علاقة مع ووهيون سابقا وقامت بخيانته...وبعد انفصالهما تعرف على جيهيو وبدأ علاقة جديدة...حتى حين عرفت ذلك لم تخبر جيهيو...وووهيون أيضا تجاهل الماضي ومضى قدما دون إخبارها بأي شيء...بعد فترة تغيرت غاين للأبد...لكن ووهيون ما يزال مجروحا مما حصل لذا صار يواعد الفتيات ويخدعهن دون ضمير -غاين:السبب أنني لم أكن أحبك...لا أعلم لماذا دخلت معك في علاقة فأنت لست نوعي -ووهيون:أما أنا فقد كنت ألومك على ذلك يوميا وأسأل نفسي لماذا تم جرح قلبي رغم أنني كنت صادقا ووفيا مع الناس...ومنذ ذاك اليوم تغيرت وأردت جرح وخداع الناس قبل أن يجرحوني
انفجرت غاين من الضحك بهستيرية رغم أنها محطمة من الداخل -غاين:إذًا فأنا خدعتك وأنت خدعت صديقتي...أي أنني السبب فيما حصل لها -ووهيون:نعم...لذا عليكِ تركي أتقرب منها -غاين:مستحيل...حاول فقط وسأخبرها الحقيقة -ووهيون:أعلم أنكِ لا تستطيعين رؤيتها تتحطم مجددا
كان كلامه صحيحا...غاين خائفة من جعل صديقتها تعيش نفس الألم مرتين...لذا غادرت منزله دون أن تستطيع منعه من الاقتراب من جيهيو...وفوق ذلك عرفت أنها السبب في كل ما حصل لصديقتها
عدل سابقا من قبل بثينة علي في الخميس مارس 30, 2023 5:55 am عدل 1 مرات
بثينة علي يعجبه هذا الموضوع
بثينة علي Admin
المساهمات : 1314 تاريخ التسجيل : 27/05/2021 العمر : 27
موضوع: رد: رِوَايَة فِي طَيِّ النِّسْيَان!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) السبت مايو 14, 2022 10:04 am
رواية في طي النسيان : الفصل العاشر
بعد آخر محادثة جرت بين غاين وووهيون...وقف هذا الأخير في منزله أمام المرآة ينظر لنفسه ويكلمها -ووهيون:إنه ليس خطئي...أنا أيضا تمت خيانتي...أنا أيضا ضحية...لا أحد مثلي يعرف مقدار الألم الذي يمر به الشخص الذي تتم خيانته...جيهيو أيضا عانت منه...لا بد أنها بكت لساعات طويلة في الليل...لا بد أنها تألمت لحد الموت
أنهى كلامه بصرخة ثم ضرب الزجاج بيده فتحطم لأشلاء وجرحت يده وصارت الدماء تنزف وتتقاطر في كل مكان
نظر ليده الدامية وشعر بالشفقة على نفسه وبدأ بالبكاء...لم يستطع هذه المرة إيقاف دموع الأسى والندم التي كبتها لأيام
حمل هاتفه بسرعة وفتح دفتر الأرقام واتصل بها بمكالمة هاتفية
كانت جيهيو تشاهد صور عارضات الأزياء على إنستغرام إلى أن رن هاتفها -جيهيو:غريب! رقم من هذا؟
فتحت الخط بسرعة وبقيت تستمع فلم تسمع سوى شهقات وبكاء أحدهم -جيهيو(بخوف) :ألو! -ووهيون(ببكاء) :جيهيو...جيهيو -جيهيو:من هناك!؟ -ووهيون(ببكاء) :إنه أنا...ووهيون -جيهيو:ما بك!؟ لماذا تبكي!؟ ومن أين أتيت برقمي!؟ -ووهيون(ببكاء) :لست بخير...حقا لست بخير...إنني أحتضر
شعرت بالشفقة عليه لذا أغلقت الخط وركضت في الليل نحو منزله دون أن تخبر غاين حتى...عندما وصلت دقت الجرس مرات متوالية وعندما فتح الباب ورآها أغلقه مجددا وعاد للداخل -جيهيو(بقلق) :ووهيون...افتح أرجوك...أنا قلقة عليك...لا تتجاهلني...أنا هنا بجانبك وسأحاول بذل جهدي لجعلك تبتسم...أيا ما كان ما تمر به فتذكر أنني مررت بالأسوأ...فقط افتح الباب ولنتحدث
كان يستمع إليها من خلف الباب وقد حاول جاهدا التزام الصمت لكنه لم يستطع بسبب اشتياقه الشديد لها...في تلك اللحظة بالذات فقد صبره وحِلمه واستسلم لمشاعره -ووهيون:غادري...لست مسؤولا عن تصرفاتي إن فعلت أي شيء -جيهيو:وماذا بإمكانك أن تفعل؟ أنا أثق بك وأعرف أنك لن تؤذيني -ووهيون:الأمر ليس أنني سأؤذيك...سأفعل أمورا أخرى أسوأ بكثير -جيهيو:دعنا نتواجه أولا
فتح الباب ببطء ولكن المساحة صغيرة لتدخل من خلالها...بقيا ينظران لبعضهما من شرخ الباب وكل منهما حزين -جيهيو:افتحه هيا...دعني أدخل...أعدك أنني سأتفهم كل شيء تقوله لي -ووهيون(بحزن) :أحذرك للمرة الثانية...ستندمين -جيهيو:أنا من ستقرر ذلك
دفعت الباب ودخلت ثم أغلقته خلفها واتكأت عليه...لحظات وووهيون يحدق بها بنظرات فارغة وباردة ثم أمسكها من وجهها وقبلها على شفتيها بقوة
من شدة تشوشها بقيت متصنمة ومصدومة تنتظر متى تنتهي تلك القبلة الطويلة...وما إن كادت تنتهي حتى سحبها نحوه وعانقها وغرس رأسه في رقبتها يستنشق رائحتها التي اشتاق لها وحُرم منها بسبب أخطائه الحقيرة
فجأة صار يبتسم ويضحك بصوت منخفض مما جعلها تشعر بالخوف فقد ظنت أنه مجنون...وطوال الوقت لم تستطع فعل أي شيء سوى التظاهر بالهدوء وانتظار ما تؤول إليه الأمور
هدأ أخيرا بعد كل ذلك وجلس بجانبها على الأريكة يضع رأسه على كتفها ويبتسم...حتى هي لم تحدثه عن الموضوع مطلقا وتظاهرت أن لا شيء حصل
انتبهت أن يده تنزف لذا أمسكتها وتفقدتها -جيهيو:يا إلهي! الجرح عميق...سأحضر علبة الإسعاف فورا -ووهيون(بابتسامة) :لا يهم...إن كنت سأنزف هكذا حتى أموت بقربك فسأكون سعيدا -جيهيو(بانزعاج) :ووهيون! لا تتصرف كالمختلين عقليا...سأعود فورا
أحضرت علبة الإسعافات ووضعت له دواءً يوقف النزيف ثم ضمدت يده...بينما تفعل ذلك كان يشعر بلمساتها ويبتسم ويحدق بها بعيون مليئة بالحب...وبمجرد أن انتهت أحاط ذراعيه حولها لكنها أبعدته -جيهيو:هذا يكفي...أرجوك -ووهيون:آه...فهمت...آسف -جيهيو:صدقني أنا أعلم أنك شخص جيد لكن ما حصل اليوم غريب
أمسك كلتا يديها ونظر في عينيها بثقة -ووهيون:جيهيو...الأمر الذي لطالما أخفيته عنك هو أنني أحبك...كل حزني وألمي واكتئابي كان بسببك...لقد أردت البقاء بجانبك لعلني أشعر بتحسن...لكن حين عرفت أن الفرصة لكي تحبيني ضئيلة جدا شعرت بالضياع وفعلت ما فعلته اليوم...بعيدا عن الماضي السخيف...أريد فرصة لأكون معك...وبرضاك -جيهيو(بتوتر) :ه ه هذا محرج...لا أعلم ما أقوله...لم يعترف لي أحد بهذه الطريقة من قبل -ووهيون:أنا أيضا لم أعترف من قبل لفتاة بهذه الطريقة...لقد جعلتني أخرج عن صمتي غصبا عني...أنتِ حقا معجزة...جيهيو المعجزة -جيهيو(بتوتر) :لا أعلم...لا أريد التسرع...أنت تعلم أنني لا أكن لك أي مشاعر...أنا فقط أعتبرك صديقا من الماضي -ووهيون:ما من أمل؟ -جيهيو:لا...لم أقل ذلك...أتكلم عن نفسي الحالية ولكن لا أعرف ما الذي سيحصل في المستقبل -ووهيون:إذًا فهناك أمل -جيهيو:نوعا ما...أعني...سنرى -ووهيون(بابتسامة) :أتعلمين؟ هذا أجمل خبر سمعته في حياتي...يمكنني النوم مرتاحا الآن
بينما يحدقان في وجه بعضهما مد يده نحو علبة الضمادات وأخرج ضمادة ومسح الدماء التي علقت بخد جيهيو حين أمسك وجهها -ووهيون(بابتسامة) :لطالما كان هذا الوجه مميزا بالنسبة إلي...لن أسمح أن يصيبه مكروه طوال حياتي
حاولت تحاشي نظراته لذا نظرت لساعة يدها -جيهيو:الوقت تأخر...علي العودة -ووهيون:سأوصلك -جيهيو:لا داعي -ووهيون:حقا علي إيصالك...لن أرتاح إن لم تعودي للمنزل بخير -جيهيو:حسنا...كما تريد
أوصلها للمنزل وبمجرد أن أراد توديعها رأيا غاين وهي ترمي كيس القمامة في الصندوق -غاين(بحدة) :هكذا إذًا...أنا قلقة عليك وأنتِ مع مروج المخدرات هذا؟ -ووهيون(ببرود) :لماذا أنتِ منزعجة؟ أتشعرين بالغيرة؟ -غاين(بسخرية) :ههههههه قال غيرة قال...هل نظرت لوجهك في المرآة طوال حياتك؟ -ووهيون:أعترف أنني لست وسيما...لكنني لست مغرورا وثرثارا مثلك...أنتِ حتى لستِ جميلة وتحسبين نفسك آنجيلينا جولي -جيهيو(بتجهم) :توقفا -غاين:جيهيو...عليكِ الابتعاد عنه فلديه سجل أسود في ممارسة الرذيلة مع الفتيات والتسبب بحملهن ثم الهروب -ووهيون:لا تصدقيها...هذه الفتاة مطلقة وقد رمت ابنها في دار الأيتام لكي لا تتحمل مسؤوليته -غاين:إنه سارق يا جيهيو...لقد قام بتهكير البنك قبل أشهر والسلطات تبحث عنه -ووهيون:إنها مديرة لمنزل دعارة وتتاجر بالنساء -غاين:جيهيو... -ووهيون:جيهيو...
سئمت جيهيو من سماع كلامهما فوضعت يديها على أذنيها ورغم ذلك ما تزال تسمعهما -جيهيو(بصراخ) :يكفييييي أنتما الاثناااااااان
التزم كلاهما الصمت ونظرا إليها لكن غاين لم تشأ أن تنهي الموضوع -غاين:إنه يخطف الأطفال ويبيع أعضائهم في السوق السوداء -جيهيو(بصراخ) :أنتما تستغلان فقدان ذاكرتي لتملآ رأسي بالأفكار التافهة...كيف سأعرف الآن من الصادق ومن الكاذب؟ لن أستمع لأي منكما بعد الآن أتفهمان؟
دخلت جيهيو وأغلقت الباب خلفها بقوة فنظرا لبعضهما بحدة -غاين(بحدة) :أنت الملام...أنت بدأت التقرب من جيهيو والتسبب بالمشاكل -ووهيون:لست بحاجة لأشرح موقفي في كل مرة -غاين(بحدة) :لماذا تعتقد أن من حقك اتخاذ موقف؟ أريدك أن تنقلع وتترك جيهيو وشأنها...لقد تألمت بسببك بما يكفي -ووهيون:لماذا تصرين على إبعادي عنها رغم أنني تغيرت؟! -غاين:لأنني لا أصدقك...أنت مستحيل أن تتغير -ووهيون:ولماذا؟ -غاين:لأن هذا ما هم عليه البشر...إنهم لا يتغيرون -ووهيون:ماذا عنك؟ لقد تغيرتِ -غاين:دعنا لا نتحدث عني -ووهيون:أنتِ فقط تريدين إظهار أنني شخص حقير ولا يتغير بينما توقنين في قرارة نفسك أن كل شخص يستحق فرصة -غاين(ببرود) :ربما لأنني رأيت كم كانت جيهيو تعاني بسببك...لقد أحبتك بجنون...لنكن سعداء أن ألمها انتهى بفقدان الذاكرة وليس الانتحار -ووهيون:ماذا عني؟ ألم تشعري كم كنت أحبك؟ -غاين(ببرود) :الحقيقة لا...كنت عديمة الإحساس...لو لم أكن كذلك لما خنتك -ووهيون:تعجبني صراحتك...رغم أنكِ ثرثارة ومزعجة -غاين(بتجهم) :أما أنت فلا يعجبني أي شيء فيك...دع جيهيو وشأنها
أخرجت لسانها له لتسخر منه ثم دخلت المنزل...تفقدت جيهيو فوجدتها قد خلدت للنوم بسرعة لذا أطفأت الأنوار ونامت هي أيضا
في يوم الغد ذهبت جيهيو لقاعة المحاضرات فرأت يوجين يجلس في الطاولات الأمامية...وقفت عند الباب للحظات تنظر إليه وشعرت بالحزن لمعرفة أن هناك شخصا آخر يحبها ويعاني لأجلها لكنها تحب يوجين...وحتى الآن لم تحظى منه بأي اعتراف لذا هي غير متأكدة إن كان يبادلها نفس المشاعر
تذكرت أيضا القبلة التي حصلت عليها من ووهيون فشعرت بالتوتر -جيهيو(بتوتر) :لا يهم...سأعتبرها مجرد تدريب على مشهد القبلة...حتى لو عرف يوجين فهو لن يمانع...أصلا لماذا يمانع؟ لا شيء بيننا
تنهدت بعمق وحاولت رسم ابتسامة على وجهها ثم ذهبت للجلوس مع يوجين -جيهيو:مرحبا -يوجين:أهلا...هل أفطرتِ؟ -جيهيو:لم آكل كثيرا...فقط شطيرة بيض -يوجين:الخبز من المعجنات...هكذا سيزيد وزنك بدل أن ينقص -جيهيو:آسفة...لقد وعدتك أن أقلل من الطعام لكن مجددا خيبت ظنك -يوجين:لا يهم...اقتربت عطلة الصيف وسنرى بشأن ذلك
استدار أمامه وبقيت جيهيو تنظر إليه -جيهيو:أخبرني...هل تظن أنني سأسترجع ذاكرتي؟ -يوجين:لا أعلم -جيهيو:إذًا ما رأيك؟ أيهما أفضل؟ أنني فقدت ذاكرتي أم لا؟ -يوجين:برأيي...فقدانها أفضل...لأنك لو لم تفقديها لما صرنا أصدقاء ولما حظيت بفرصة للحديث معك مجددا طوال حياتي
توترت نوعا ما وقررت أن تستدرجه بالكلام لتعرف حقيقة مشاعره -جيهيو:إذًا فأنت سعيد لكلامك معي مجددا؟ -يوجين:نعم -جيهيو:لكن لماذا؟ كان بإمكانك التعرف على صديقات أخريات بدل تضييع الوقت والوقوف معي...لقد أتعبتك كثيرا مؤخرا -يوجين(بابتسامة) :لا بأس...كل شيء يهون لأجل صداقتنا القديمة -جيهيو:لأجل صداقتنا القديمة فقط!؟ أليس هناك سبب آخر؟ -يوجين:غير الإنساني؟ لا يوجد
في استراحة الغداء دخلت الحمام ووقفت أمام المرآة تضبط تبرجها -جيهيو(بإحباط) :لا يريد أن يعترف...هذا محبط...ربما ليس مهتما بي كما قالت غاين...ربما كنا نتوهم فقط...نحن الفتيات نفسر أي اهتمام على أنه إعجاب
في المساء أنهت محاضراتها ودروسها وخرجت لتركب الحافلة فوجدت ووهيون ينتظرها...تنهدت بسعادة عندما تذكرت أن يوجين قد غادر قبلها لذا ذهبت نحو ووهيون دون أن تقلق من أن يراهما معا -ووهيون(بابتسامة) :آسف...لم أستطع منع نفسي من المجيء ورؤيتك...لقد افتقدتك كثيرا...أرجو أن لا تمانعي -جيهيو(بتوتر) :هههه أبدا
ركبا الحافلة وجلسا بجانب بعضهما ولم يستطع التوقف عن النظر لها مطلقا وهو يبتسم -جيهيو(بخجل) :هلاَّ توقفت؟ -ووهيون:آه آسف...أردت فقط إخبارك...لقد تقدمت اليوم لوظيفة وتم قبولي فيها لهذا أنا سعيد -جيهيو:مبارك لك -ووهيون:وأيضا سعيد لرؤيتك...بعد ما حصل البارحة أظن أنني شفيت من الاكتئاب...قبلتك تلك أنقذتني -جيهيو(بتوتر) :م م ماذا تعني بقبلتي! أنت الذي قبلتني وليس العكس -ووهيون:المهم...لقد حصل وانتهى...لقد قبلنا بعضنا -جيهيو(بتوتر) :لاااا غير صحيح...لا تقنع نفسك بالأكاذيب -ووهيون:ههههههه جيهيو...أنتِ رائعة
شعرت بالخجل وأحنت رأسها وبينما ينتظران وصول الحافلة توقفت عند مدينة الألعاب -ووهيون:لننزل -جيهيو:لماذا؟ -ووهيون:لا تكوني مملة...هيا
أمسكها من ذراعها وأنزلها عند بوابة مدينة الملاهي -جيهيو:علي العودة للمنزل -ووهيون:ستعودين...فقط اقضي معي بعض الوقت في مدينة الملاهي...
ثم صمت وقال في نفسه "كما كنا في الماضي" لكي لا تسمعه جيهيو -جيهيو:لماذا أنت مصر!؟ -ووهيون:لأنني أريدك أن تقعي بحبي بسرعة...افهمي أنه لا مجال للهروب مني...من الآن فصاعدا سألتصق بك كالعلكة حتى أسمع اعترافك بأنكِ تحبينني -جيهيو(بتجهم) :يوووهو! ماذا عن رأيي في الموضوع؟ -ووهيون:لا يهمني رأيك...أحبك
قال لها آخر كلمة بكل حب وعاطفة ثم ركض أولا ليشتري تذاكر دخول الملاهي -جيهيو(بتجهم) :إنه شخص مخيف
دخلا مدينة الملاهي وجلسا يشاهدان الألعاب العملاقة وهي تتحرك -ووهيون:أيها نجرب أولا؟ -جيهيو:دعنا لا نجرب أي واحدة...منذ الحادث صرت أصاب بالدوار بسهولة -ووهيون:حقا! سلامتك
بينما هما واقفان كان هناك حبيبان آخران يرتديان ملابس متشابهة ويحملان العصير وبالخطأ تعثر الشاب وأسقط الكوب على قميص جيهيو فتبلل -كيونغ:آسف حقا...كان خطئًا -ووهيون(بحدة) :ما الذي فعلته!؟ هل تود أن تموت؟!
أمسك به من ملابسه وكان على وشك ضربه فتدخلت حبيبته لتحل المشكلة -هانا:آسفة حقا...آسفة -ووهيون(بغضب) :لا فائدة من اعتذاراتكما...ملابس جيهيو تلطخت الآن -جيهيو:كان مجرد خطأ...هيا اتركه...أرجوك
أمسكها من يدها وسحبها ليغادرا بعيدا...كانت خائفة من الكلام معه بعد أن رأته غاضبا لهذه الدرجة...وحتى هو واصل طريقه لفترة ثم توقف عندما رأى كشكا للهدايا -ووهيون:انظري هناك...أقمصة عليها صورة مغنيتك المفضلة
نظرت فرأت أقمصة عليها صورة المغنية "كيم جينالي" من فرقة "توايلايت" -جيهيو(بصدمة) :مهلا! من أين تعرف أنها مغنيتي المفضلة؟ هل أخبرتك بالأمر ونسيت؟ -ووهيون(بابتسامة) :إنه سحر الحب
تذكر أنه عندما كانا مرتبطين كانت جيهيو تخبره بجميع فرقها ومغنيها المفضلين وأحيانا يستمعان لهم معا -ووهيون(بابتسامة) :هيا...سأفوز بها لأجلك
دفع ثمن الجولة الأولى وأعطاه البائع ثلاث كرات بلاستيكية وعليه إسقاط جميع الأكواب وعددها 10 لكي يفوز بالجائزة
رمى أول كرة فأسقطت اثنتين...ثم الثانية فأسقطت واحدة...ثم الأخيرة ولم تسقط شيء -ووهيون:خسرت -جيهيو:لا بأس...سأذهب للحمام وأغسل قميصي -ووهيون:لا...سأفعلها
أعاد المحاولة مرة، مرتين، ثلاث مرات، وفي المرة الرابعة تمكن من إسقاط الكؤوس العشرة وفاز بالتحدي -البائع:اختر جائزتك -ووهيون:أريد ذاك القميص الذي عليه صورة المغنية جينالي
أعطاه البائع القميص فقدمه لجيهيو وهو مبتسم -ووهيون:إنه هدية مني لك -جيهيو:شكرا...سأجربه
دخلت الحمام ولبست القميص ثم خرجت أمامه...كان القميص واسعا عليها بالفعل لذا أدخلته في بنطالها فأصبح منظره عصريا أكثر -ووهيون(بابتسامة) :ممتاز...إنه يناسبك
من بعيد رأيا شابا يعزف على الغيتار فوقفا يستمعان لعزفه...لكن يبدو أنه مجرد متدرب فقد كان يخطئ كثيرا ويتوقف من حين لآخر...اقتربت منه جيهيو ولحقها ووهيون -جيهيو:عفوا...أيمكنني أن أعزف؟ -الشاب:طبعا...تفضلي
أعطاها الغيتار فجلست واعتدلت وأمسكته بطريقة مناسبة لتبدأ العزف -جيهيو:هذه الأغنية ألفتها لنفسي ولطالما أردت عزفها ولم تتح لي الفرصة -ووهيون(بابتسامة) :أسمِعيني
وضعت أصابعها على الغيتار وبدأت العزف والغناء مع اللحن -جيهيو(تغني) :مرحبا لنفسي...مرحبا لنفسي...هل ستتذكرين يوما ما من أنتِ؟! ياااه...مرحبا لنفسي...مرحبا لنفسي...هل ستجدين نفسك وسط هذه المتاهة؟! مرحبا مرحبا...لا تبكِ...مرحبا مرحبا...كوني قوية
في نهاية الأغنية صفق لها كل من ووهيون والشاب صاحب الغيتار -ووهيون:مذهل! عزفك رائع! -الشاب:أتمنى لو تعلمينني العزف أكثر -جيهيو:ههههه أتمنى ذلك لكن...
قاطعهم صوت أحدهم من الخلف مناديا على جيهيو وعندما استدار كلاهما انصدم ووهيون -جيهيو:سورا...أليس كذلك؟ -سورا(بابتسامة) :سعيدة بأنكِ تذكرتِ اسمي...تعالي...سأدعوك على القهوة -جيهيو:شكرا لك
بقي ووهيون مصدوما مما سمعه للتو...هل يعقل أن حبيبتيه السابقتين تعرفان بعضهما وكيف!؟
ذهب ثلاثتهم للمقهى...بقيت جيهيو وسورا تتحدثان أما ووهيون فبقي يستمع لكلامهما ببرود...وأكثر ما زاده غرابة أن سورا لم تنطق بأي حرف له كما لو أنه خفي أمامها -سورا:كنت مسافرة لبوسان لقضاء الإجازة لذا افتقدتك كثيرا -جيهيو:يال حظك! أحسدك...أنا أقضي كل الوقت في الدراسة -سورا:ربما علي الحصول على رقم هاتفك لنتواصل دائما -جيهيو:آه طبعا...لا أحفظه لكن سأمليه عليكِ مباشرة من الهاتف
أرادت أن تخرج هاتفها من الحقيبة ولكن ووهيون منعها بإمساك يدها -ووهيون(ببرود) :أقترح عليكِ أن لا تعطي رقمك لكل من هب ودب -جيهيو:لا تقلق فسورا فتاة جيدة وهي صديقة قديمة لي -ووهيون(ببرود) :لا أظن ذلك...لا تكوني متهورة...فكري جيدا قبل اتخاذ أي قرار -سورا(بابتسامة) :عزيزتي ووهيون...ما الأمر؟ لا بد أنك نسيت أنني أملك سجلك الأسود -جيهيو:سعيدة أنكما تعرفان بعضكما ولكن ما القصة؟! -سورا:هل أبدو كما لو أنني أعرف هذا المتشرد؟
شعر بالغضب وشد على قبضته لكنه تمالك نفسه وصمت -جيهيو:من فضلك لا تكلميه هكذا -سورا:اممم حسنا...علي الذهاب الآن...أراكِ لاحقا جيهيو...وأنت ووهيون...ربما علينا النقاش في هذا الموضوع لاحقا وبمفردنا -ووهيون(ببرود) :غادري فحسب -سورا:هههههه وداعا
وضعت نظاراتها وغادرت وهي تتمايل بغرور -جيهيو:لا أفهم...أتعرفان بعضكما أم لا؟ -ووهيون(ببرود) :نعم نعرف بعضنا...لكن تمنيت لو أنني لم أعرفها طوال حياتي
عدل سابقا من قبل بثينة علي في الجمعة مارس 31, 2023 6:00 am عدل 1 مرات
بثينة علي يعجبه هذا الموضوع
بثينة علي Admin
المساهمات : 1314 تاريخ التسجيل : 27/05/2021 العمر : 27
موضوع: رد: رِوَايَة فِي طَيِّ النِّسْيَان!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي) السبت مايو 14, 2022 11:52 am
رواية في طي النسيان : الفصل الحادي عشر
رغم تأخر الوقت ذهب ووهيون لمنزل سورا وطرق عليها الباب بقوة...كانت وقتها تضع قناعا لوجهها ففتحت له الباب -سورا:وأخيرا تذكرتني بعد ساعتين -ووهيون(بحدة) :ما الألاعيب الوسخة التي تخططين لها؟ -سورا:أنت تعرف -ووهيون(بحدة) :لا أفهم لماذا تقحمين جيهيو في الموضوع فهي بريئة...أنا الذي خنتك معها وهي لم تكن تعرف بأمرك مطلقا -سورا:جيهيو ليست هدفي -ووهيون:حقا؟! -سورا:أنت هدفي الوحيد ولن أندم على أي أذى ألحقه بك -ووهيون:لماذا تتقربين من جيهيو إذًا؟ -سورا:هذا أمر يخصني...أتمانع؟ -ووهيون:طبعا أمانع -سورا:إذًا ماذا تختار؟ أخبرها بنفسي أم تخبرها أنت؟ -ووهيون:بماذا؟! -سورا:بأنك خنتها...ودمرت حياتها...وبسببك حصل ذلك الحادث -ووهيون(بصدمة) :لا...لا يمكنني إخبارها...وأنتِ أيضا...لا يمكنكِ إخبارها...هكذا ستضيع فرصتي -سورا:وهذا ما أريده...أتظن أن بإمكانك جرح قلبي والعودة لحبيبتك الأخرى كما لو أن لا شيء حصل؟ أنت مجنون لتفكر بذلك -ووهيون:لقد اعتذرت منك...وسأعتذر مرة أخرى إن تطلبني الأمر -سورا(بخبث) :عندي فكرة...سأسامحك بشرط أن تخضع أمامي وتتوسل العفو وتسمح لي بوضع حذائي على رأسك -ووهيون(بحدة) :أنتِ مجنونة...لن أفعل ذلك -سورا:وهل كرامتك أفضل من جيهيو؟ -ووهيون(بحدة) :طبعا لا...كلاهما بنفس القيمة -سورا:لا أعلم لماذا لا تريد أن أدوس على رأسك بحذائي فهو أغلى من سعرك أنت كاملا أيها الرخيص -ووهيون(بحدة) :يبدو أنك ترتاحين في الكلام كثيرا لأنكِ تملكين ما تبتزينني به -سورا:نعم...رائع أن أستطيع شتم أحد أساء لي وأنا مرتاحة دون أن يملك القدرة على الرد -ووهيون:فقط دعينا ننهي الموضوع بودية...أنا أعتذر منك -سورا:وأنا أخبرتك أن هذه ليست الطريقة التي أريدك أن تعتذر بها...هيا قرر...إما أن تُذل أمامي...وإما أن تخبرها...وإما أن أخبرها أنا -ووهيون:لكن إن عرفت ستتأذى كثيرا...أتريدين رؤيتها تتأذى؟ -سورا:كف عن حركات الاستعطاف هذه...لقد فكرت بالأمر جيدا...هي ستعرف على كل حال حين تستعيد ذاكرتها لذا لا تتعب نفسك -ووهيون:حسنا...أعطِني بعض الوقت في التفكير وسأرد لكِ الجواب -سورا:بل تريد كسب الوقت لإيجاد حل...لا يهم...يسعدني أن أراك تائها في متاهة تفكر في حل...سأعطيك وقتا -ووهيون:كم بالضبط؟ -سورا:اممممم لنجعله وقتا مجهولا...هذا سيجعل اللعبة تحلو أكثر -ووهيون:حسنا
بقيت جيهيو في غرفتها تلك الليلة تتدرب على التمثيل أمام المرآة...وبسبب المشاكل التي حصلت معها مؤخرا لم تستطع تمثيل المشاهد بشكل متقن -جيهيو(بتجهم) :لا...أخطأت مجددا...علي نسيان حياتي العاطفية فيما يتعلق بالتمثيل
فتحت الباب وأخرجت رأسها ونادت بصوت عالٍ -جيهيو(بصراخ) :غاااين...ساعديني -غاين:ماذا؟ -جيهيو(بصراخ) :أريد التركيز في التمثيل ولا أعرف كيف -غاين:لا تسأليني فهو ليس تخصصي -جيهيو:إذًا من سيساعدني؟ -غاين(بخبث) :لا حاجة للتظاهر...أعلم أنكِ تريدين إيجاد عذر للاتصال بحبيب قلبك يوجين -جيهيو(بتجهم) :لا...حقا لم أرد ذلك -غاين(بخبث) :كفى...لا تكذبي على صديقتكِ المفضلة...أيًا كان ما تخططين له فسأدعمك -جيهيو(بتجهم) :حسنا...سأخبرك ما أخطط له...أنا أخطط لـ...إشباعك ضربا بالوسادة
أخذت الوسائد وصارت ترميها على غاين والأخرى تضحك وتركض في أنحاء المنزل...أخذت غاين وسادة من الأرض وصارت تضرب جيهيو بها وتحولت غرفة المعيشة إلى فوضى...لكن في آخر لحظة قامت غاين بتوجيه ضربة لرأس جيهيو فشعرت الأخرى بالصداع وجثت أرضا -غاين(بقلق) :أنتِ بخير؟ -جيهيو(بألم) :آااي رأسي...أشعر بألم...أغيثيني غاين -غاين(بقلق) :أوبس آسفة...لا بد أنني تسببت بالضرر لك...ماذا أفعل؟ -جيهيو(بألم) :أعطني علبة الدواء من هناك؟ -غاين(بقلق) :من أين؟ من أين؟ -جيهيو(بألم) :غرفتي...ابحثي عنها
ركضت غاين لغرفة جيهيو وبحثت في الأدراج والخزائن لكن لم تعثر على أي دواء -جيهيو(بألم) :أسرعي...رأسي سينفجر -غاين(بقلق) :لم أعثر عليها...ألا تتذكرين أين وضعتها؟
وقفت تنتظر الرد للحظات لكنها لم تسمع شيئا...خرجت لغرفة المعيشة لتتفقد جيهيو فوجدتها فاقدة للوعي -غاين(بقلق) :جيهيو...جيهيو...ردي علي...ماذا أفعل؟
فتحت الإنترنت بسرعة وبحثت عن طريقة إسعاف الأشخاص المصابين بإصابة في الرأس...كانت أول تعليمة هي عدم لمسهم نهائيا لأن ذلك قد يزيد الوضع خطورة...وأول ما يجب فعله الاتصال بالاسعاف فهم يعرفون بالضبط كيف يتصرفون
اتصلت بالإسعاف وتم نقل جيهيو للمستشفى...وبينما ينتظرون النتيجة كانت غاين تقف في الرواق مع الطبيب جونسو لتشرح له موقفها -غاين(بقلق) :صدقني لم أرد أن يحصل هذا...كنا نلعب بالوسائد وضربتها لرأسها...لم تكن ضربة قوية حتى ولكنها أصيبت بصداع وأغمي عليها -جونسو:يال الهول! ستموت بسببك -غاين(بصدمة) :لا! -جونسو:لقد هشمتِ رأسها لقطع...كيف بإمكانك ضرب فتاة مصابة بارتجاج دماغي لرأسها؟ هل فقدتِ صوابك؟ -غاين(بخوف) :لم أقصد -جونسو:ستموت جيهيو...وتدخلين السجن...هنيئا لك
وضعت كفيها على وجهها وكانت على وشك النواح ولكن جونسو انفجر من الضحك -جونسو:ههههههه أمازحك...كنت أريد تلطيف الجو...الأمر طبيعي...عادة يصاب مرضى الارتجاج الدماغي بذلك حين يتلقون ضربات خفيفة...لا تقلقي فذلك بسبب أنها مازالت لم تشفى بعد
فجأة تحولت عيونها لشرارات متطايرة من النار وحملت أول أصيص نباتات زينة رأته أمامها -غاين(بغضب) :استعد لتصاب بارتجاج دماغي أنت الآخر
تراجع للخلف وصار يتصبب عرقا من التوتر -جونسو(بتوتر) :هههه اهدئي...كنت أمازحك...لِمَ لا تتقبلين المزاح!؟
كان الوضع سيتحول لحرب دامية لولا أن الطبيب خرج من قاعة الفحص -الطبيب:أين عائلة بارك جيهيو؟ -غاين:لم يأتوا...لكنني الوصية عنها -الطبيب:حسنا...يبدو أنه ما من شيء خطير...المريضة فقط تحتاج للراحة لفترة وستكون بخير -غاين:أووه الحمد لله...كان والداها سيقتلانني إن أصابها مكروه -الطبيب:لكن أخبريني...هل تعرضت لإصابة؟ -غاين(بتوتر) :هههه نوعا ما...لكنها خفيفة -الطبيب:لا أظن...تلك الإصابة سببت لها صداعا حاد وهذا معناه أنها قوية -جونسو(بهمس) :سمعتِ...لقد كدتِ تقتلينها -غاين(بتجهم) :انقلع قبل أن أكمل ما كنت سأفعله -الطبيب:بالمناسبة أيها المتدرب...ماذا تفعل هنا ولماذا لا تعمل؟ -جونسو(بتوتر) :هههه كنت فقط أطمئن على صديقتي...حسنا أنا ذاهب -الطبيب:مستهتر
دخلت غاين لغرفة جيهيو فوجدتها مستلقية وكيس التغذية الاصطناعية موصول بذراعها -غاين:كيف تشعرين؟ -جيهيو:بخير...لقد اختفى الصداع -غاين(بحزن) :أووه أنا آسفة حقا...كدت أن أؤذيك مجددا...أنا غبية...سامحيني صديقتي -جيهيو:لا مشكلة...أنا بدأت حرب الوسائد تلك -غاين:أووه نسيت...علي الاتصال بعائلتك -جيهيو:لا...لا...من فضلك لا تتصلي بهم -غاين:لماذا؟! -جيهيو:إنهم يقلقون كثيرا...لا أريدهم أن يدخلو في حالة قلق هستيرية مرة أخرى -غاين:من حقهم أن يقلقوا عليك -جيهيو:لكنهم يبالغون...كما أنهم هذه المرة سيأخذونني لمنزلهم ويمنعونني من إكمال الجامعة والبقاء معك -غاين(بخبث) :ورؤية يوجين -جيهيو:لاااا ليس هذا ما أردت قوله -غاين(بخبث) :لا حاجة...أنا أفهمك بدون أن تنطقي بأي حرف -جيهيو:أوووف كم أنتِ مزعجة...اخرجي ودعيني أنام -غاين:ههههههه حسنا...نوما هنيئا
خرجت من الغرفة وأغلقت الباب ثم أخرجت هاتفها من حقيبتها وكتبت رسالة ليوجين محتوها "إن جيهيو دخلت المستشفى مجددا لذا عليك زيارتها والتخفيف عنها"
كان يوجين يدرس في منزله وعندما وصلته الرسالة شعر بالقلق واتصل بغاين -غاين:مرحبا -يوجين:هل جيهيو بخير؟ -غاين:نعم هي بخير...لكن عليك زيارتها لتخفيف التوتر عنها -يوجين:ما كانت المشكلة؟ -غاين(بتوتر) :هههه لا شيء مهم...فقط صداع مفاجئ -يوجين:سآتي فورا
بعد حوالي ساعة جاء يوجين وهو يحمل باقة ورد وبالونات وطرق باب غرفة جيهيو ودخل -يوجين:مرحبا -جيهيو:يوجين! كيف عرفت أنني هنا!؟ -يوجين:أخبرتني غاين -جيهيو(بتجهم) :إذًا تلك الثرثارة تريد أن تفعل ما برأسها دون علمي -يوجين:خذي...أحضرت لكِ البالونات والزهور -جيهيو:لا حاجة لكل هذا الاهتمام...حقا أنا بخير وسأغادر المستشفى بعد قليل -يوجين:آه...لم تخبرني غاين بذلك...أعتذر لإزعاجك...سأذهب
كان سيستدير ويغادر لكنها صرخت عليه -جيهيو(بصراخ) :مهلا...لا تغادر...لست منزعجة منك...فقط أردتك أن تعرف أن وضعي ليس خطيرا...لا تقلق من فضلك -يوجين:سعيد لسماع ذلك
قام بربط البالونات بسريرها وأعطاها باقة الورد وجلس بجانبها على الكرسي -جيهيو(بابتسامة) :أشكرك لاهتمامك...دائما ما تأتي أولا لمساعدتي حين أسقط -يوجين:جيهيو...هلاَّ كنا صرحاء مع بعضنا ولو لمرة؟
شعرت بالتوتر وصار قلبها يخفق بقوة -جيهيو(بتوتر) :ط ط طبعا...ماذا هناك؟ -يوجين:هل أنتِ في علاقة مع أحدهم؟ -جيهيو:طبعا لا...أبدا...مستحيل...من أخبرك بذلك؟ -يوجين:رأيتك مع شاب غريب تستقلان الحافلة قبل أيام -جيهيو:ها! ترى من هذا؟! لا أتذكر شيئا -يوجين:شاب طويل...يرتدي سترة زرقاء وسروال جينز أسود -جيهيو(بتوتر) :ههه تقصد ووهيون؟ نعم أتذكر أنه انتظرني في موقف الحافلة قبل أيام...لكن لماذا تشعر بالفضول ناحيته؟ أعني واضح أنه ما من شيء بيننا...أنت صديقي المقرب ولو أنني دخلت في علاقة أو وقعت في الحب فأنت أول من سأخبره -يوجين(ببرود) :حسنا -جيهيو(بتوتر) :ولكن لماذا تسأل؟ هل من خطب؟ -يوجين(ببرود) :أبدا
رغم أن الفرصة كانت مناسبة له ليعترف بمشاعره لكنه فضل البقاء صامتا وإنهاء النقاش
فجأة وصلت رسالة على هاتف جيهيو وعندما تفقدتها وجدتها من ووهيون...وبسرعة نظرت إلى يوجين بقلق فوجدته يحدق بها وهو غير مرتاح...حتى هو أحس بأن علاقتها بووهيون غريبة بعض الشيء وليست مجرد صداقة -يوجين(ببرود) :سأغادر -جيهيو:لماذا؟!
تجاهلها وخرج من الغرفة...ومن شدة شعورها بالذنب أزالت أنبوب التغذية من ذراعها ولحقت به -جيهيو:مهلا...لماذا تتصرف هكذا؟! أليس هناك ما تخبرني به؟
أدار ظهره لها وقطب حاجبيه -يوجين:لا شيء -جيهيو:متأكد؟ -يوجين:عودي لغرفتك فأنتِ مريضة...لنلتقي غدا...وداعا
غادر وتركها مضطربة في تلك الحالة -جيهيو(بتجهم) :ما الذي يفعله!؟ هل ينتظر مني أن أعترف أولا؟! لا...لن أفعل مهما حصل
عادت جيهيو لغرفتها وقرأت رسائل ووهيون وكان يسألها فيها إن كان يمكنه رؤيتها الآن -جيهيو(تفكر) :هل أخبره الآن بأنني في المستشفى؟ هل أفعل؟
فكرت للحظات ثم قررت عدم إخباره حتى تخرج من المستشفى لأنها لا تريد أن يزورها أيضا...لذا ردت عليه بأنها لا تستطيع وأكملت تصفحها للإنستغرام
عادت للمنزل مع غاين واستلقت في سريرها -غاين:أتحتاجين شيئا قبل أن أنام؟ -جيهيو:لا -غاين:ليلة سعيدة
أغلقت غاين الأنوار عليها ولكنها لم تخلد للنوم بل حملت هاتفها وتصفحت الإنترنت وخلال لحظات أرسل لها ووهيون صورة منزلها من الخارج في الظلام
تعجبت من تلك الصورة وقررت أن تحادثه ودار بينهما الحوار التالي: -جيهيو:ما هذا!؟ -ووهيون:أنا أمام منزلك الآن -جيهيو:لا تمزح! -ووهيون:لقد أرسلت لكِ الصورة بالفعل...ألم تتعرفي على منزلك؟ -جيهيو:جديا...لماذا أتيت؟! -ووهيون:لأنني لا أريد النوم دون رؤيتك...أنتِ قلتِ أنه لا يمكنكِ مغادرة المنزل لذا أتيت إليكِ بنفسي
نظرت عبر النافذة فرأته يقف على قارعة الطريق ويكتب على هاتفه -ووهيون:هل ستخرجين إلي أم لا؟ -جيهيو:ممممم لا أعلم -ووهيون:أريد رؤية وجهك للحظات...أعدك أنني لن أستغرق وقتا وأغادر -جيهيو:أوووه أنا متعبة -ووهيون:بضع ثوانٍ فقط
تنهدت بقلة حيلة ثم فتحت الباب ولوحت له -جيهيو:أيكفي هذا؟ -ووهيون:اقتربي
اقتربت منه شيئا فشيئا حتى وقفت أمامه وكانت تبدو متعبة للغاية من مشيتها -ووهيون:أغمضي عينيك -جيهيو:أووه لا! -ووهيون:لدي لكِ مفاجأة
أغمضت عينيها فأخرج من جيبه قلادة على شكل غيتار وأراها إياها -ووهيون:إنها لك -جيهيو:أووه كم هي جميلة! -ووهيون:أتذكر ذات يوم حين قلتِ لي أنكِ تحبين المجوهرات التي على شكل آلات موسيقية...واليوم بينما أمر على أحد المتاجر وجدتها -جيهيو:متى ذلك؟! -ووهيون:قبل أن تفقدي ذاكرتك -جيهيو:هل كنا مقربين لدرجة أنني أطلعك حتى على نوعي المفضل من المجوهرات؟ -ووهيون:ههههه لا...لكن لأنكِ مميزة بالنسبة لي فأنا أتذكر كل شيء عنك -جيهيو:آاااه فهمت...لكن لا يمكنني قبولها منك -ووهيون:لماذا؟ -جيهيو:لا أريد لعلاقتنا أن تكون استغلالية -ووهيون:فات الأوان...لقد دفعت ثمنها وصاحب المتجر لن يقوم باستردادها...هل أرميها؟ -جيهيو:لاااا غيرت رأيي...إنها جميلة...سأحتفظ بها -ووهيون:سأضعها لك
استدارت معطية له ظهرها فألبسها القلادة وبينما يحاول إغلاقها من الخلف شعرت بالدوار وكادت تقع فأمسكها من ذراعيها واتكأت على صدره -ووهيون:أنتِ بخير؟ -جيهيو(بألم) :نعم...فقط لنجلس
على بعد عدة أمتار كان يوجين يقف ويراقبهما وهما معا...كانت نيته أن يأتي ويعتذر من جيهيو بسبب تصرفه الوقح معها اليوم في المستشفى ولكنه غير رأيه وعاد أدراجه نحو منزله
جلست جيهيو مع ووهيون في الحديقة على الأرجوحة وبقيا يحدقان بالسماء المغطاة بالنجوم -جيهيو:أخبرني...أيهما أفضل؟ جيهيو القديمة أم الجديدة؟ -ووهيون:كلاهما رائعتان -جيهيو:لاااا...لا تكذب...أيهما تظن أنها مقربة إليك أكثر؟ -ووهيون:أنتِ...لقد حصلت على فرصة لأتقرب منك في حين في السابق خسرتها -جيهيو:خسرتها! كيف؟ -ووهيون(بتوتر) :لم أقصد شيء...لا تفهميني بشكل خاطئ -جيهيو:حسنا...لدي سؤال آخر -ووهيون:ما قصتك مع الأسئلة هذه الليلة؟! -جيهيو:آخر واحد...لكن أجبني بصراحة من فضلك...هل تعرف شيئا عن الحادث الذي وقع لي؟ -ووهيون(بتوتر) :آه...حادث السيارة...ظننت أنكِ أغلقتِ على الموضوع -جيهيو:أبدا...لقد كان يشغل بالي لأشهر...ترى ما السبب الذي جعلني أقود السيارة وأنا مخمورة؟ -ووهيون(بتوتر) :لا أعرف...كنت في منزلي حين جاءت غاين وأخبرتني بأمر الحادث
فجأة وضع ووهيون أصابعه على شفاهه حين أدرك أن لسانه خذله -جيهيو:غاين أخبرتك! لماذا؟ ألستما متخاصمين؟ لماذا قد تخبرك عني؟ -ووهيون(بتوتر) :لا أعلم...اسأليها -جيهيو:ووهيون...أخبرني الحقيقة...من فضلك -ووهيون(بتوتر) :ما من شيء لأخبرك به...فقط أود لو تصدقين كلامي ولو لمرة -جيهيو:أنا أصدقك لكن افهمني أرجوك...تخيل أن تستيقظ فجأة وتجد أنك لا تعرف نفسك ولا أي أحد أو شيء من حولك...حينها ستشك وتخاف من الجميع حتى الناس الذين لديهم نوايا طيبة تجاهك -ووهيون:أفهمك...لكن ثقي بي...ما من أمر مهم...أنا وغاين فقط نعرف بعضنا منذ سنوات لذا جاءت وأخبرتني عنك -جيهيو:امممم حسنا...سأصدقك...شكرا لك لوقوفك معي خلال محنتي هذه...لقد تمكنت من تعلم الكثير عن نفسي معك...مثلا لم أكن أعرف أنني أحب المجوهرات على شكل آلات موسيقية -ووهيون:ههههه على الرحب...أنتِ أيضا لديكِ تأثير مهم على حياتي...لن أنساك مهما حييت جيهيو...لنتواعد -جيهيو(بتوتر) :لكن...لقد تكلمنا عن الموضوع -ووهيون:أعلم...لكن إلى متى سأنتظر؟ فقط لنتواعد ومع الوقت ستحبينني -جيهيو(بتوتر) :توقف أرجوك...لا أستطيع ذلك -ووهيون:هههههه أوه هيا أيتها الجميلة...أعطني فرصة...
قاطعهما صوت هاتف جيهيو الذي يرن فأخرجته من جيبها وعرفت أنها غاين وردت عليها -جيهيو:نعم غاين؟ -غاين:جيد أنكِ على قيد الحياة...أيتها الغبية...لقد ظننت مكروها أصابك وفتشت كل البيت و لم أجدك...أين أنتِ؟ -جيهيو:خرجت في جولة في الحي -غاين:ولماذا لم تخبريني؟ ثم الوقت تأخر...ومن معك؟ -جيهيو:بمفردي -غاين:أوووف يالك من مجنونة! أتريدين تخويفي حتى الموت؟ عودي للمنزل فورا أو أتصل بوالديك
أغلقت غاين الخط وهي غاضبة -جيهيو:هههههه هذا لطيف...أوني تقلق علي كثيرا...إنها مثل أختي بل أفضل -ووهيون:سعيد أن لديك واحدة مثلها...كان لدي صديق حسبته كالأخ ولكنه خانني وحاول مواعدة الفتاة التي أحبها -جيهيو:يال الكارثة! من يكون!؟ -ووهيون:موا...صديقي الذي التقيناه في البنك وحاول مغازلتك -جيهيو:آااه صحيح...تذكرته...جيد أنك عرفت حقيقته -ووهيون:بلى...الخيانة صعبة...لكنني أستحق أن يتركني الجميع ويخونوني...الأخطاء التي ارتكبتها في حياتي تحتم علي أن أتقبل كل ما يصيبني -جيهيو(بتجهم) :أشعر بالانزعاج منك حين تتحدث هكذا...فلنغلق الموضوع فحسب -ووهيون:حسنا -جيهيو:أوصلني للمنزل قبل أن تأتي غاين وتجرني من شعري -ووهيون:هههههه هيا
عادت للمنزل وقبل أن تدخل نادى عليها ووهيون من الخلف -ووهيون:لا تنسي...فكري في أمري جيدا...أنا جاد في طلبي مواعدتك -جيهيو:سنرى
دخلت المنزل واستلقت في سريرها وأغمضت عينيها ولكن لم تتمكن من النوم بسبب ما قاله لها ووهيون...كانت كلماته تتردد في أذنها مرارا وتكرارا وتشعرها بالحيرة والطمأنينة في نفس الوقت...أحست أنه شخص رائع ويستحق فرصة...لكن في نفس الوقت هي تحب يوجين لذا سيكون القرار صعبا
عدل سابقا من قبل بثينة علي في الجمعة مارس 31, 2023 6:20 am عدل 1 مرات
بثينة علي يعجبه هذا الموضوع
بثينة علي Admin
المساهمات : 1314 تاريخ التسجيل : 27/05/2021 العمر : 27
ذهبت جيهيو للجامعة وعندما دخلت المدرج رأت يوجين يجلس في المقاعد الأمامية التي اعتاد الجلوس فيها
تقدمت منه وجلست بجانبه ورغم أنه رآها لم يقل أي شيء -جيهيو:صباح الخير -يوجين(ببرود) :صباح النور -جيهيو:سعيدة برؤيتك صديقي
لم يرد عليها وتظاهر أنه يتصفح هاتفه -جيهيو:هييي ما الأمر؟ -يوجين:اعذريني...سأذهب للجلوس مع صديقي هناك -جيهيو:ماذا!؟ منذ متى؟! -يوجين:هو أيضا صديقي مثلما أنتِ صديقتي...أيمكنكِ تفهم ذلك؟ -جيهيو:ح ح ح حسنا...أراك في الاستراحة
أخذ أغراضه وذهب للخلف للجلوس مع صديقه الذي لم يجلس معه منذ فقدت جيهيو ذاكرتها -جيهيو(تفكر) :ما به يتصرف هكذا فجأة!
بعد انتهاء المحاضرة جمعت أغراضها وعندما استدارت نحو يوجين وجدته قد غادر بسرعة مع صديقه ونسي أمرها -جيهيو(تفكر) :ربما هو مستعجل...أو نسي أمري...مستحيل أنه تجاهلني أليس كذلك؟!
تنهدت بعمق وذهبت للكافيتيريا وجلست بمفردها تأكل طعامها...بعد أن انتهت ذهبت للحمام وغسلت يديها ثم تجولت قليلا في حديقة الجامعة والتقطت بعض الصور ووضعتها على إنستغرام
بينما تقرأ التعليقات عبست بوجهها وأعادت الهاتف لحقيبتها...الوقت حقا يمر ببطء بدون يوجين...الآن بينما تتمشى وحدها فهي تشعر بالوحدة والملل
حين اقترب موعد المحاضرات اشترت مصاصة من الخارج ووقفت أمام الباب تنتظر يوجين حتى أتى...نظر كل منهما للآخر لدقائق ثم تجاهلها وتوجه نحو الباب ليدخل إلا أنها وقفت في طريقه وعرضت عليه المصاصة -جيهيو(بتوتر) :هذه لك -يوجين(ببرود) :ما هذا؟! هل تحسبينني طفلا صغيرا يمكن إسكاته بالحلويات؟! -جيهيو(بتوتر) :لا...أنا فقط...أردت أن أراضيك ولا أعرف طريقة غير هذه...أخبرني ما تريده وسأحضره لك -يوجين(ببرود) :ما أريده؟ الحقيقة لا أريد شيئا سوى أن أدخل القاعة وأحاضر -جيهيو:هل فعلت شيئا يغضبك؟ أخبرني وسأتحمل مسؤولية أفعالي -يوجين(ببرود) :لديكِ أصدقاء غيري فاذهبي إليهم -جيهيو:من قال؟! أنا حقا لا أملك غيرك -يوجين(ببرود) :ماذا عن صديقك الذي جاء لمنزلك أمس وأهداكِ عقدا...ماذا يكون؟ -جيهيو(بتوتر) :آه...ووهيون...نعم لقد التقينا ليلة أمس وأهداني عقدا بمناسبة خروجي من المستشفى...لا تقلق فأنا أحببت البالونات والورود التي أعطيتنيها أكثر -يوجين(ببرود) :ليس الأمر كذلك...ظننت أنكِ كنتِ مريضة فلماذا خرجتِ معه في ذلك الوقت؟ -جيهيو:حسنا...هكذا فقط...لأنه صديقي -يوجين(ببرود) :ما الذي يؤكد لك أنه صديقك؟ أشعر أنه يستغل فقدانك لذاكرتك -جيهيو:لا أبدا...إنه حقا لطيف معي مثلك تماما ولطالما ساعدني -يوجين:وماذا قالت غاين بشأن ذلك؟ -جيهيو(بتوتر) :اممممم الحقيقة...لم تقل شيء...لكنه حقا شخص جيد ولا حاجة لتسمح لي غاين بمصادقته حتى أصادقه
لم يرتح لكلامها مطلقا ورغم ذلك أخذ منها المصاصة وفك غلافها ووضعها في فمه -جيهيو:أيعني هذا أننا تصالحنا؟ -يوجين:نعم...لكن توقفي عن التهور -جيهيو:أعدك بذلك...لن أتهور مجددا ولن أخرج في وقت متأخر -يوجين:ممتاز
عادت المياه لمجاريها وعادت صداقة يوجين وجيهيو كما كانت...لكن لم يشأ يوجين إنهاء الأمر عند ذلك الحد لذا قرر البحث عن معلومات حول ووهيون
اتصل بغاين والتقيا في المقهى وعندما أتت إليه جلسا وطلبا شيئا يشربانه ثم بدآ النقاش -غاين:يمكنك أن تبدأ أولا...بعدها سأقول ما عندي -يوجين:حسنا...لا بد أنكِ تعرفين أنني أنا وجيهيو صديقان مقربان للغاية -غاين:بلى -يوجين:أنا قلق عليها...هناك شاب يحاول التقرب منها وشيء ما لا يشعرني بالراحة تجاه نواياه -غاين:لا تقل أن اسمه ووهيون -يوجين:بلى...هل تعرفينه!؟ -غاين:أوووه نعم...ويا ليتني لم أعرفه...إنه أعند شخص رأيته في حياتي -يوجين:ما علاقته بجيهيو؟! وهل هو حقا صديق قديم لها كما قالت؟! -غاين:أوووف لا يجب علي الكلام -يوجين:أرجوكِ...سأدفع لكِ مقابل أن تخبريني بكل ما تعرفينه -غاين:آسفة لا أقدر...الأمر يخص جيهيو فقط -يوجين:أتخافين أن أفشي السر؟ -غاين:بلى...إنه سر خطير وعلي الحفاظ عليه إلى أن أموت -يوجين:لكن نيتي طيبة وأنتِ تعرفين ذلك -غاين:ألن تفشيه؟ -يوجين:أبدا...كما أنني في صفك وسأفعل أي شيء لحماية جيهيو -غاين:حسنا...ذاك الوغد ليس صديقها السابق بل حبيبها السابق...واحزر ماذا؟ هو السبب في الحادث الذي حصل لها -يوجين(بصدمة) :معقول! -غاين:لقد قام بخيانتها وبسببه دخلت في حالة حزن عميق وقادت السيارة وهي مخمورة -يوجين:ولماذا ما يزال يلاحقها؟ -غاين:يريد العودة إليها -يوجين:ولِمَ لم تمنعيه؟ -غاين:حاولت بالفعل...لكن هي بحد ذاتها لا تريد الابتعاد عنه...تظن أنه صديق رائع وطيب ووقف معها في محنتها بينما هو سبب هذه المحنة -يوجين:لماذا لا تخبرينها الحقيقة فحسب؟ -غاين:لا يمكنني...جيهيو أحبته بصدق وبكت لأيام بسببه...لا أريدها أن تعيش نفس المعاناة مجددا -يوجين:وهل يرضيك رؤيتها معه وهو يخدعها؟ -غاين:صدقني جربت كل الطرق ولكن أي منها لم تنفع...أنا فقط الآن أقف وأشاهد ما الذي ستؤول إليه الأمور -يوجين:فعلا...الأمر جدا معقد -غاين:ما رأيك أن تتدخل أنت وتحل الأزمة؟ -يوجين:وكيف ذلك؟ -غاين:اعترف لها بحبك...واعدها...تزوجها...أليس أمرا بسيطا؟
نظرت له بتمعن لترى ملامح وجهه لكنه لم يبدِ أي ردة فعل تذكر -غاين:لا بد أن هناك بعض الانجذاب بينكما أنت وهي...أعلم أنكما تحاولان التظاهر بالعكس لكن كل شيء واضح...فقط تواعدا وأنهيا المسألة -يوجين:لا تملي على الناس ما يفعلونه في حياتهم الخاصة -غاين(بتجهم) :حسنا حسنا أعتذر...أنا فقط أعطيتك الاقتراح وأنت حر
لم يرد عليها مرة أخرى لذا التزم كلاهما الصمت وسرحا يفكران -غاين:لا تنسى أن يبقى كل شيء سرا بيننا -يوجين:حسنا -غاين:سأذهب الآن
بعد مغادرة غاين بقي يوجين في مكانه جالسا يحدق بالطاولة ويفكر...غاين كان معها حق...كلاهما منجذبان لبعضهما ولا يريدان الاعتراف -يوجين(يفكر) :هذا هو السبب الذي جعلني أخاف الاعتراف...كنت خائفا أنها كانت تحب شخصا غيري وعلى علاقة معه...لذا اعترافي لها سيكون مجرد كلام فارغ...يوما ما ستسترجع ذاكرتها وتذهب للشخص الذي كانت تحبه فعلا...أما أنا...فسأبقى معلقا بالذكريات بعد أن بنيت جسور آمالي معها...لا يمكنني الاعتراف لها...علي الانتظار إلى أن تسترجع ذاكرتها...بعدها سنرى
ذاك اليوم انشغل ووهيون بالعمل على حاسوبه إلى أن رن جرس الباب فنهض بانزعاج وذهب ليفتح ولكن كانت الصدمة
رأى على الباب سورا وهي تجر حقيبتها خلفها ثم دخلت منزله مباشرة واستلقت على الأريكة -ووهيون:ما الذي تفعلينه هنا؟ -سورا:استدعيت موظفي الديكور لترميم منزلي وليس لدي مكان أنام فيه لذا سأبقى في منزلك -ووهيون:وهل سمحت لك؟ -سورا:لا حاجة لتسمح لي...ثم منزلي أفضل من منزلك بأشواط ومن المهين البقاء فيه ووهيون:هذا بسبب ان أحدهم تسبب بطردي من وظيفتين ذات راتب جيد لذا صرت أعمل براتب مقبول -سورا:ربما لو كنت وفيا قليلا لما حصل لك كل هذا
خلعت حذاءها وجواربها ورمتهم عند أقدامه -ووهيون(بتجهم) :ضعيها في خزانة الأحذية -سورا:ضعها أنت...أتمانع؟
تنهد بقلة حيلة ثم وضعهما في خزانة الأحذية وذهب ليكمل عمله على الحاسوب ولكنها شغلت التلفاز ورفعت الصوت لأقصى درجة -سورا:هل لديك فوشار؟ -ووهيون(بتجهم) :لا...ثم أخفضي الصوت فورا -سورا:لا تجعلني أتصل بجيهيو
قطب حاجبيه ثم دخل غرفة النوم وأغلق الباب خلفه...رغم ذلك ما يزال يسمع صوت التلفاز لذا وضع سماعات أذنين وبقي يستمع لموسيقى هادئة بينما يعمل
حان وقت العشاء لذا دخل المطبخ لكنه انصدم بوجود دجاج مشوي وبيتزا وكوكا كولا فسال لعابه من الجوع...بعد لحظات خرجت سورا من الحمام وجلست بجانب المائدة -سورا:إلى ما تنظر؟ هذا طعامي...طلبته من المطعم منذ قليل -ووهيون:هل ستأكلينه كله بمفردك؟! -سورا:امممم لا أظن...لكن سأعطيك البقايا -ووهيون(بتجهم) :لا شكرا...يمكنني إعداد طعام سهل ولذيذ
فتح الثلاجة فلم يجد سوى علب الشعيرية الجافة -ووهيون(بتجهم) :مؤخرا انا في أزمة لذا أتناول الشعيرية فقط
أخذ علبة الشعيرية وسخن الماء ثم وضعه عليها وبدأ بأكله...بينما يأكل نظر لسورا وكم كانت مستمتعة بطعامها وتأكله ببطء وسعادة -ووهيون(يفكر) :أستحق ذلك لأنني خائن
حان وقت النوم فذهب لغرفة نومه ولكنه وجد سورا هناك مستلقية على سريره -ووهيون(بانزعاج) :لا تفكرين في استعمار غرفة نومي أيضا أليس كذلك؟ -سورا:امممم...أنا فتاة رقيقة فكيف أنام على الكنبة؟! نم أنت هناك فبشرتك مشوهة على كل حال لذا لا فرق في مكان مبيتك
رمت له وسادة وغطاء ثم أغلقت عليه الباب خارجا وخلدت للنوم...وبينما ينام على الأريكة لم يشعر بأي راحة لذا صار يتقلب يمينا وشمالا واستغرق وقتا طويلا ليغرق بالأحلام
في يوم الغد استيقظ متعبا وبالكاد فتح عينيه ثم ذهب للحمام لكنه توقف عندما سمع صوت أحدهم يغني بالداخل -ووهيون(يفكر) :أووه تذكرت...تلك المزعجة هنا
طرق عليها الباب عدة مرات ولكنها لم تفتح -ووهيون(بصراخ) :اخرجي -سورا(بصراخ) :لن أخرج...من عاداتي الاستحمام لمدة ساعة كاملة -ووهيون(بصراخ) :ولكنني تأخرت وعلي الاغتسال -سورا(بصراخ) :هناك حنفية المطبخ -ووهيون(بتقزز) :مقرف...هذا يعني أن مخاطي ولعابي سيسيلان في المغسلة -سورا(بصراخ) :إنه أمر يخصك...انتظرني ساعة إذًا
نظر للساعة فأدرك أنه تأخر كثيرا عن العمل لذا مسح وجهه ويديه بقماش مبلل وارتدى ثيابه وغادر
بعد أن وصل لعمله وضع رأسه على المكتب وكاد يغرق في النوم لولا أن المدير نادى عليه -المدير(بصراخ) :ووهيون -ووهيون:نعم...أنا هنا حضرتك -المدير:اليوم سيزورنا ضيف مهم فاحرص على تجهيز المعاملات وعرضها عليه بشكل جيد...إنها فرصتنا لكي نستثمر ونزيد نفوذنا
شعر بالقلق حيال المعاملات التي ظل أمس يعمل عليها ولكنه خائف من أن يكون بها خطأ ما تسبب به إزعاج سورا
بعد الكثير من التحضيرات جاء الزبون أخيرا وجلس مع ووهيون والمدير ليشرح له الخطط والمعاملات...وبينما يقرأ من الأوراق كان يتلعثم كثيرا وبالكاد تمكن من فتح عينيه والتركيز على عمله
في النهاية وافق الزبون على الصفقة ونجح ووهيون في عمله وأصبح محط اهتمام جميع الموظفين
بعد مرور أيام ذهبت جيهيو مع يوجين للجامعة وأثناء توجههما للمكتبة مرا على ملعب كرة السلة...كان يوجين غير مهتم في حين وقفت جيهيو تحدق بالملعب -جيهيو:لطالما أردت تعلم كرة السلة فهي رياضة لطيفة وممتعة -يوجين(بتجهم) :ماذا عن الدراسة؟ ألسنا ذاهبين للمكتبة؟ -جيهيو:آه...من يهتم؟ أعني لندرس لاحقا...أريد ممارسة الرياضة لأتخلص من دهون بطني -يوجين:رغم أنه ليس وقتا مناسبا لكن لا بأس -جيهيو:علمني كيف ألعب كرة السلة -يوجين:بهذه الملابس! -جيهيو:ليس معنا ملابس رياضية لذا لا بأس -يوجين:حسنا...تعالي
دخلا الملعب وأحضرا الكرة ثم أخذها يوجين بيديه ووقف على بعد أمتار من السلة -يوجين:عليكِ التركيز جيدا على الهدف وجعل رجليك في حالة استعداد بينما تجعلين ذراعيك مرتخيتين كالحبل المطاطي الذي يستعد لرمي الحجر
حاولت تقليد وقفته ونجحت فيها -يوجين:الآن...ركزي جيدا...وأطلقي الكرة بطريقة منحنية وأعلى من مكان السلة بمتر -جيهيو(باستغراب) :ماذا؟! لم أفهم أي شيء -يوجين:لا يهم...فقط افعلي مثلي
رمى الكرة فضربت في السلة دون أن تدخل -يوجين:رأيتِ...الاستراتيجية صحيحة لكن ينقصني فقط دقة التصويب -جيهيو:سأجرب أنا
حاولت رمي الكرة لكنها بعيدة عن الهدف بمترين -يوجين:لا بأس...تحتاجين التدريب أكثر -جيهيو(باستغراب) :مهلا...شيء ما في رأسي...ذكرى غريبة! -يوجين:ماذا تقصدين!؟ -جيهيو:هل كنت سابقا تلعب كرة السلة؟ -يوجين:بلى...في الثانوية
شعرت بأنها بالفعل تعرف قصة يوجين مع كرة السلة...كانت لديها ذكريات غريبة عنه وهو يتدرب على كرة السلة مع رفاقه لكن لم تعرف متى بالضبط -جيهيو(بتركيز) :قميص أحمر...أنت ومجموعة من الشباب ترتدون قمصان حمراء وتركضون في ملعب...يبدو ملعبا صغيرا...ملعب الثانوية؟ -يوجين:بلى...قمصان فريق السلة لثانويتنا كانت حمراء -جيهيو:أهذا يعني أنني بدأت أستعيد ذاكرتي؟ -يوجين:بلى...أقصد لا أعلم...اسألي طبيبك -جيهيو(بحماس) :سأسأله في المساء...لقد تذكرت شيئا...مذهل...بدأت ذاكرتي تعود إلي
صارت تقفز وتدور في مكانها وتضحك بصوت عالٍ بينما يوجين يشاهدها ويبتسم...بعد لحظات توقفت عن القفز ونظرت نحوه بخجل -جيهيو(بخجل) :شكرا لك...لأنك لم تكذب علي...ولم تستغلني -يوجين:ههههه طبعا لن أفعل...صحيح أن صداقتنا انقطعت في السنة النهائية للثانوية لكننا عدنا أصدقاء مجددا...وأنا سعيد بذلك
أرادت أن تسأله عن حقيقة مشاعره لكن شعرت بالخوف خاصة أنه لا يظهر لها إعجابه أبدا...ربما ما يزال الوقت مبكرا على الحديث في هذه المواضيع فهما صغيران
في نهاية اليوم اتصلت بالطبيب جونسو وأخبرته بما حصل -جيهيو(بحماس) :أتصدق؟ ذاكرتي تعود لي -جونسو:واو! يبدو أن ضربة غاين قد ساعدتكِ بالفعل...وأنا ظننت أنها خرافة علمية -جيهيو:أيعقل أنها السبب؟ -جونسو:حسنا...لا أحد يعلم...ربما نعم وربما هي مجرد مصادفة...ربما حان الوقت لتستعيدي ذاكرتك وتمضي في حياتك قدما -جيهيو(بحماس) :رائع...سأستعيد حياتي الطبيعية قريبا...وسأدعوك للخروج والاحتفال بمجرد أن يحصل ذلك -جونسو:حسنا...رغم أنني مشغول بالعمل لكنني سآتي
كانت سعيدة ذاك اليوم للغاية لدرجة أنها بقيت مشحونة بالطاقة الإيجابية طوال اليوم ومن الواضح عليها أنها متحمسة...ومن شدة سعادتها أرسلت رسالة لووهيون
كان ووهيون يصنع فطائر البيض في المطبخ إلى أن وردته الرسالة فابتسم على الفور ودار بينهما الحوار التالي: -جيهيو:مرحبا ووهيون...ماذا تفعل؟ -ووهيون:أطبخ -جيهيو:أووو ما الطبخة التي تجهزها أيها الطباخ الرائع؟ -ووهيون:هههه فطائر البيض...أتتذوقين؟ -جيهيو:ههههه يوما ما حين آتي اطبخها لي -ووهيون:حسنا أعدك...ستتذوقين أجمل فطائر بيض في حياتك -جيهيو:متحمسة -ووهيون:ماذا عن عرضي لك؟ هل فكرتِ به؟ -جيهيو:امممم لا...ليس بعد -ووهيون:استغرقتِ وقتا طويلا -جيهيو:أعلم...لكنني حقا أحتاج وقتا طويلا للتفكير -ووهيون:حسنا...براحتك...لن أسألك عن ذلك مجددا
لم ينتبه حتى شم رائحة حريق لذا أسرع بإطفاء النار -ووهيون(بتجهم) :رائع...تخرب عشائي
قام بالتقاط صورة للطعام وأرسلها لها ثم كتب تحتها "تفضلي لتناول العشاء معي" فانفجرت من الضحك وهو أيضا...وعندما رفع رأسه وجد سورا تثني يديها وتنظر إليه -سورا:ترى من هذه التي بسببها حرقت طعامك؟ -ووهيون:لا أحد -سورا:بما أننا جئنا على ذكرها فلنتحدث...متى ستقرر إخبارها؟ -ووهيون:لا أعلم -سورا:لقد انتظرتك بما يكفي...ربما علي التدخل -ووهيون(بصراخ) :لا لا لا سورا من فضلك...سأخبرها بنفسي...حقا سأخبرها -سورا:لديك أسبوع واحد...حينها سأخبرها بنفسي...ولا تنسى أيضا خيارك الثالث...يمكنك التوسل أمامي لأسامحك
قطب حاجبيه ثم أعاد طبخ عشائه من جديد...كانت رسائل جيهيو تصله على هاتفه لكنه لم يرد خوفا من أن تراه سورا
بعد أن عادت غاين من الجامعة ركضت نحوها جيهيو بحماس -جيهيو(بحماس) :غاين غاين غاين...احزري ماذا؟ -غاين(بإحباط) :لا طاقة لي لأحزر فيومي كان صعبا -جيهيو(بحماس) :حسنا سأخبرك...لقد تذكرت شيئا من الماضي -غاين(بصدمة) :حقا! ماذا تذكرتِ بالضبط؟ -جيهيو:بعض الأمور عن الثانوية...عن يوجين -غاين(بخبث) :يوجبن ها! يال الصدفة أنه أول ما تذكرتِه -جيهيو(بتجهم) :لا تجعليني أندم لأنني أخبرتك -غاين:حسنا أكملي -جيهيو:هذا كل شيء -غاين:لا بأس بذلك
نظرت لرقبة جيهيو فرأت القلادة على شكل غيتار -غاين:اشتريتِ عقدا جديدا؟ -جيهيو:آه...لا...الحقيقة أنه من ووهيون...جميل صحيح؟
فجأة شعرت بصداع خفيف وأمسكت رأسها ولكن لم يكن بسبب المرض بل لأنها تذكرت شيئا ما من الماضي -جيهيو(بصدمة) :دفتر المذكرات...ذاك الذي وجدناه في غرفتي وغلافه وردي...إنه لي أليس كذلك؟ -غاين(بتوتر) :لا...من قال؟ -جيهيو(بحدة) :لقد تذكرت...لماذا حاولتِ إخفائه عني...ما الذي يوجد به؟ -غاين(بتوتر) :لا شيء مهم...انسي أمره -جيهيو(بحدة) :أحضريه فورا
دخلت غاين غرفتها وأحضرت المذكرات وقدمتها لها -جيهيو(بحدة) :خيبتِ ظني...ظننت أنكِ أوفى من ذلك -غاين:هناك الكثير من الأمور التي لا يجب عليك قراءتها لأنها ستجرحك...أتمنى أن تكوني بخير بعد كل ما ستقرئينه -جيهيو(بحدة) :سنتفاهم لاحقا
ذهبت لغرفتها غاضبة ومعها المذكرات لتبدأ بقراءتها -غاين(تفكر) :أوووف مشكلة...استعادتها لذاكرتها مشكلة كبيرة...أعلم أنها ستحزن وتنكسر مجددا لكنه أفضل من إخفاء الحقيقة عنها أكثر...والآن علي تجهيز المناديل لها لأنها ستبكي طوال الليل
عدل سابقا من قبل بثينة علي في الأحد أبريل 02, 2023 6:02 am عدل 1 مرات
بثينة علي يعجبه هذا الموضوع
بثينة علي Admin
المساهمات : 1314 تاريخ التسجيل : 27/05/2021 العمر : 27
بقي ووهيون يطوف في غرفة المعيشة ذهابا وإيابا وهو يحدث نفسه -ووهيون:سأقول لها "جيهيو...إن سورا كاذبة ولا تصدقي أي كلمة تقولها لك"...لا لا هي ستشك بي...سأقول لها "ما رأيك أن نسافر خارج المدينة ونبدأ حياة جديدة؟"...لا لا لن توافق فهي ما تزال تدرس...سأقول "سورا هي حبيبتي السابقة وتريد تفريقي عنك لذا مهما قالت لك لا تصدقيها"...أوووف ماذا أفعل؟! لا أريد الاعتراف لجيهيو بالحقيقة...إن فعلت سأخسرها مجددا وأنا لا أريد ذلك...يا إلهي ماذا أفعل؟!
استلقى على الأريكة وفكر لبعض الوقت -ووهيون:عرفت ما سأخبرها به
حمل هاتفه وخرج من المنزل يسير عبر الطريق وهو يتصل بجيهيو
كانت جيهيو في منزلها تستعد لقراءة المذكرات ولكنه قاطعها...في البداية لم ترد عليه لكنه واصل الاتصال مرارا وتكرارا حتى انزعجت وردت -جيهيو:ماذا تريد؟ أنا حقا مشغولة الآن -ووهيون:لنلتقي...الأمر مهم -جيهيو:لا أستطيع -ووهيون:من فضلك جيهيو...الأمر حقا طارئ...إن لم تأتي الآن فسأغضب منك -جيهيو:آسفة ووهيون لكنني حقا لا أهتم إن غضب مني أي أحد...لدي أمر أهم -ووهيون:من فضلك...أعدك بعد هذا اليوم لن تري وجهي مجددا -جيهيو(باستغراب) :لماذا؟! -ووهيون:تعالي وستعرفين
فكرت لبعض الوقت ثم وافقت على مقابلته...وقبل أن تخرج وضعت مذكراتها وهاتفها في حقيبتها وأخذتهم معها
ذهب ووهيون لمتجر المجوهرات وشاهد الخواتم واحدا تلو الآخر -ووهيون:عفوا...أريد خاتم الخطوبة هذا -الموظفة:اختيار جيد...عليه تخفيضات خيالية -ووهيون(بابتسامة) :ممتاز
بعد أن اشترى الخاتم اشترى باقة ورد أيضا ووقف أمام زجاج أحد المتاجر ونظر لنفسه -ووهيون:ممتاز...أبدو وسيما...ينقصني شيء فقط
أخرج العطر من جيبه ورشه على نفسه بكثرة -ووهيون:ممتاز...الآن لن تتمكن من مقاومتي
اتفقا أن يلتقيا بجانب النهر وعندما حضر كلاهما استغربت جيهيو من مظهره الذي يبدو مرتبا جدا ورسميا -ووهيون:مرحبا...أتينا اليوم لنضع النقاط على الحروف -جيهيو:ما القصة؟! ولماذا استدعيتني في هذا الوقت المتأخر؟ أنا لم أخبر غاين حتى لذا سأتعرض للتوبيخ لاحقا إن عرفت -ووهيون:كفى...غاين ليست والدتك -جيهيو:لكنها جاسوسة لوالداي وتخبرهما بكل تحركاتي -ووهيون:أحقا؟! -جيهيو:نعم...دعنا فقط ننهي الموضوع وأخبرني ماذا تريد -ووهيون:احم احم...يلزمني جلسة أفضل
أمسك باقة الورد جيدا في يده اليسرى وباليد اليمنى أخرج علبة الخاتم من جيبه وركع على ركبة واحدة أمامها -ووهيون:جيهيو...أعلم أن الظروف غير مناسبة خاصة مع فقدانك لذاكرتك...لكنني فكرت جيدا وقررت...لنتزوج ونترك هذه المدينة للأبد
توقع أن تتفاجأ وتفرح وتوافق ولكنها لم تفعل أي شيء من ذلك بل رفعت أحد حاجبيها مستنكرة -جيهيو(باستغراب) :أتمازحني؟ -ووهيون:كلا -جيهيو:ما أزال في الثاني والعشرين من عمري -ووهيون:أعلم...لكن هناك فتيات غيرك تزوجو في هذا السن والموضوع طبيعي تماما -جيهيو:من هن هؤلاء وما كانت نواياهن؟ وهل تعرف إن كان الأمر قد انتهى بهن بالطلاق أم لا؟ -ووهيون:لماذا تخاطبينني بهذه الطريقة؟ لقد رتبت مظهري واشتريت لكِ خاتما وتخليت عن كل شيء لأجلك فلماذا ردة الفعل هذه؟ -جيهيو:أعتذر منك...لا أريد الزواج في هذا السن...كما أنك قاطعتني عن فعل شيء مهم -ووهيون:وما هو؟
أخرجت دفتر مذكراتها من حقيبتها ورفعته بيدها أمامه -جيهيو:أتعلم ما هذا؟ إنه الماضي الذي فقدته...كل شيء حرفيا مكتوب فيه حتى تفاصيل الحادثة التي جعلتني أفقد ذاكرتي
ابتلع ووهيون ريقه من شدة الخوف وظن أن تصرفات جيهيو ناتجة عن معرفتها للحقيقة من المذكرات -ووهيون(بخوف) :إذًا...هل قرأتِها؟ -جيهيو:تشه...ليس بعد...لهذا لم أرد المجيء لكنك أصررت علي وجعلتني آتي غصبا...والآن دعني أعود للمنزل لأقرأها وأستكشف الماضي الذي... -ووهيون(بصراخ) :لاااا...لا تذهبي...دعينا نتناول المثلجات -جيهيو:أوووف ماذا تريد؟ -ووهيون(بصراخ) :لا شيء...فقط لنقضي الوقت معا بما أنكِ رفضتِ عرضي للزواج -جيهيو:حسنا حسنا لماذا تصرخ!؟
ذهبا لمتجر للمثلجات وطلبا ما يأكلانه ثم استأذن للذهاب للحمام وأخرج هاتفه واتصل بأحد أصدقائه -مين:مرحبا -ووهيون:أحتاج مساعدتك...هلاَّ سرقت حقيبة إحداهن لأجلي؟ -مين:ها! ولماذا تريد مني ذلك؟! -ووهيون:لا تسأل...سأدفع لك 200 دولار -مين:أووو صفقة جيدة...موافق -ووهيون:انتظرني في حديقة "جونياو" وسأمر مع فتاة من هناك حينها غطي وجهك بوشاح واسرق حقيبتها واركض بعيدا -مين:موافق
خرج ووهيون من الحمام فوجد جيهيو قد أخرجت المذكرات من الحقيبة وعلى وشك أن تقرأها -ووهيون(بصراخ) :لاااا لا تقرئي أي شيء...إنها أسرار مهمة خبئيها جيدا في حقيبتك وعندما تعودين للبيت اقرئيها -جيهيو:حسنا! ولماذا كل هذا الصراخ! -ووهيون(بتوتر) :ههههه أردتك أن تسمعيني جيدا -جيهيو:لقد أنهيت الآيسكريم وبما أنك لست هنا شعرت بالملل وأردت قراءة صفحة أو اثنتين -ووهيون:لنعد للمنزل وستقرئينها
سار كلاهما عبر الطريق المؤدية للمنزل ولأن الوقت متأخر فقد كان عدد المارة حولهم قليلا جدا -ووهيون:أووه الطريق طويل من هنا...لنقطع حديقة "جونياو" وسنصل بسرعة -جيهيو:بل العكس...الطريق من هناك أبعد -ووهيون:من الذي فقد الذاكرة هنا أنا أم أنتِ؟ -جيهيو:لا علاقة لفقدان الذاكرة...أعرف حديقة "جونياو" جيدا وأمر بها يوميا للذهاب للجامعة -ووهيون(بتوتر) :هههههه صحيح
كانت غاين في المنزل مستلقية في سريرها ثم نهضت وحملت علبة المناديل وطرقت باب غرفة جيهيو -غاين:أعلم أنكِ تبكين في الداخل...أحضرت المناديل...وسواء كنتِ مستعدة أم لا سأدخل
دخلت الغرفة ونظرت من حولها فلم تجد أحدا -غاين(بتجهم) :رائع...فعلتها مجددا وخرجت في الليل دون إبلاغي
رن هاتف جيهيو فأخرجته من حقيبتها وردت ولم تنتبه أنها سارت مع ووهيون عبر حديقة "جونياو" -جيهيو:نعم غاين؟ -غاين(بتجهم) :مؤكد تعرفين لماذا اتصلت بك -جيهيو:أنا عائدة الآن -غاين(بتجهم) :عندك خمس دقائق أو أتصل بوالديك -جيهيو:حسنا حسنا...سآتي ركضا...
لم تنهي كلامها حتى شعرت بأحدهم يأخذ حقيبتها ويهرب -جيهيو(بصراخ) :لااا حقيبتي...أعدها -ووهيون:سألحق به -جيهيو:أسرع هيا ماذا تنتظر
تظاهر ووهيون أنه يركض خلف صديقه إلى أن ابتعدا وتوقفا في مكان ضيق -مين:أين مالي؟ -ووهيون:حسنا حسنا
أخرج ووهيون محفظته وأعطاه المال -ووهيون:أبقِ الحقيبة معك وسآتي لاحقا لأخذها من منزلك -مين:حسنا
عاد ركضا عند جيهيو التي كانت تمسك قلبها بقلق -جيهيو:تمكنت من إمساكه؟ -ووهيون:لا للأسف -جيهيو(بصراخ) :لاااااا مذكراتي بالداخل -ووهيون:هل هناك أي شيء ثمين هناك؟ -جيهيو(بصراخ) :من يهتم؟ مذكراتي بالداخل وهي أثمن ما أحتاجه الآن...أوووه فقط لو يمكنني إعطاء ذلك اللص كل شيء مقابلها -ووهيون:فات الأوان -جيهيو(بصراخ) :لاااااا يال حظي التعيس! كل هذا بسببك أنت...لماذا لم تتركني في منزلي أقرأ المذكرات؟
انتبهت أن المكالمة مع غاين لا تزال مفتوحة لذا وضعت الهاتف على أذنها -جيهيو(بتوتر) :هههه هل سمعتِ كل شيء؟ -غاين(بتجهم) :تخرجين مع ووهيون ها! -جيهيو(بتوتر) :ههه سأشرح لكِ حين أعود...وداعا
أغلقت الخط ثم عادت للمنزل ركضا وطبعا وجدت غاين تنتظرها -غاين:ألم يكن الأفضل لو أن المذكرات بقيت معي؟ -جيهيو:أنتِ تعرفين ما يوجد بها صحيح؟ -غاين:امممم ليس تماما -جيهيو:أخبريني -غاين:لن أخبرك -جيهيو(بحدة) :عليكِ إخباري غصبا عنك -غاين:أجبريني -جيهيو(بحدة) :إن لم تخبريني فستنتهي صداقتنا للأبد -غاين:آسفة...لا تشرفني صداقتك إن كنتِ ستتخلين عني لمجرد سبب تافه كهذا...حسنا...افعلي ما ترينه مناسبا وأنا أيضا سأفعل
نظرت كلاهما في عيني بعضهما بحدة ثم ذهبتا لغرفتهما...بعد أن استلقت جيهيو على سريرها صارت تضرب الوسادة بيدها مرات متوالية لتنفس عن غضبها -جيهيو(بغضب) :ما كان علي الخروج مطلقا...تبا...أريد الإمساك بذاك اللص وتمزيقه لقطع صغيرة
ذهب ووهيون للقاء صديقه في منزله وأعطاه حقيبة جيهيو -مين:لماذا سرقتها فليس بها سوى دفتر ومرآة ومستحضرات تجميل...لا يوجد مال أو مجوهرات حتى -ووهيون:بما أنك حصلت على مالك فلا تتدخل -مين:حسنا...سرني العمل معك
أخذ حقيبة جيهيو ودخل المنزل وهو يتسلل ولحسن الحظ كانت سورا نائمة...لم يشأ تشغيل الأضواء خوفا من إيقاظها لذا اكتفى بتشغيل إضاءة هاتفه
بينما يقرأ المذكرات وجد الكثير من التفاصيل المهمة عن جيهيو لكنه توقف عند إحدى الصفحات التي قرأ فيها "اليوم ارتدى ووهيون ملابس غريبة وكان يبدو فيها كالفلاح وشعرت بالخجل من إخباره" -ووهيون(بتجهم) :فلاح! إذًا هذه المذكرات تحتوي على كل عيوبي...تبا...سأعاني كثيرا وأنا أقرأ
واصل القراءة إلى أن وصل للأيام التي خانها فيها وانفصلا عن بعضهما...وبينما يقرأ كان بالكاد يحبس دموعه وأحزانه...كانت كلمات جيهيو تحزنه وتحطمه خاصة أنها ذكرت رغبتها بالموت أكثر من مرة بسبب ما عانته
حوالي الساعة الرابعة صباحا أنهى القراءة واستلقى على الأريكة يعانق دفتر المذكرات ويتنهد الألم الذي يكاد يفجر صدره -ووهيون(بحزن) :كنت أخطط للزواج من جيهيو ومغادرة هذه المدينة والعيش بسعادة وهكذا لن تجدنا سورا ولن تخرب بيننا ولن تستطيع تهديدي...لكن يبدو أن القدر لن يسمح لي بفعلها أبدا...علي إيجاد حل ما قبل أن تستعيد ذاكرتها ويتخرب كل شيء
في صباح الغد سمع صوت مجفف الشعر وعندما نهض وجد سورا تجفف شعرها بجانبه -ووهيون(بتجهم) :اذهبي للغرفة وجففي شعرك...لقد سهرت للرابعة فجرا لذا دعيني أنام -سورا:لا يهمني...إنها السابعة صباحا -ووهيون(بتجهم) :منذ متى تستيقظين في هذا الوقت؟! -سورا:هذا شيء لا يخصك...أو سأقول لك...سأخرج في موعد مع حبيبي الجديد...ومن يدري قد آتي به إلى هنا لنقضي موعدا غراميا رائعا -ووهيون(ببرود) :افعلي ما تريدين
رمى كلماته ببرود ثم غطى رأسه بالبطانية لينام...وفورا أغلقت سورا المجفف ووقفت عند رأسه -سورا(بانزعاج) :يووهوو! سأحضر شابا لمنزلك فهل هو شيء طبيعي؟ -ووهيون(ببرود) :كل شيء طبيعي بالنسبة لك لذا افعلي ما تريدين -سورا(بانزعاج) :إذًا سأحضر رجلين -ووهيون(ببرود) :سأسهل عليكِ الأمر...أحضري كل ما يسعه هذا المنزل...ربما 50 أو 60 -سورا(بانزعاج) :لم أظن أنك متفتح لهذه الدرجة -ووهيون(ببرود) :نعم نعم متفتح...أكملي تجفيف شعرك ودعيني أنام
لاحظت أنه لم يعد يهتم لأي شيء تفعله لذا شعرت بأنها ضعيفة أمامه ولا يمكنها إزعاجه والانتقام منه لذا ضربت المجفف في الأرض وذهبت لارتداء ثيابها -ووهيون(يفكر) :مختلة
بعد لحظات عادت لتمشط شعرها أمام مرآة الحمام وكان الباب مفتوحا لذا تمكن ووهيون من سماعها -سورا(بصراخ) :ألا يمكنك على الأقل التوسل للعودة إلي؟ هذا ما يفترض أن يحصل...أنت خنتني وعليك أن تندم ندما شديدا لذلك -ووهيون:فهمت...تريدينني أن أتوسل وأطلب العودة -سورا(بصراخ) :لست أريده بل أنت مجبر عليه -ووهيون(ببرود) :سأفكر بالأمر
بعد أن انتهت من تمشيط شعرها ذهبت لترتدي حذاءها وهي ما تزال تصرخ -سورا(بصراخ) :أتمنى فقط أن يتم التخلي عنك وخيانتك مثلي لتشعر بي -ووهيون:متى ستغادرين؟ قلتِ أنكِ ستبقين قليلا حتى يجهز منزلك ولكن مر أسبوع -سورا(بصراخ) :لا شأن لك...سأبقى كما أريد -ووهيون:حسنا
بروده تجاهها مجددا جعلها تغضب أكثر لذا ارتدت حذاءها وضربت الباب بقوة أثناء مغادرتها
بما أن ذلك اليوم عطلة فقد بقيت جيهيو في المنزل تتابع التلفاز وتأكل الفوشار
كانت غاين على وشك الخروج فتبرجت وغادرت دون أن تكلم أي منهما الأخرى -جيهيو(بتجهم) :من يحتاجها...يمكنني الاستمتاع بوقتي بمفردي
بقيت تتابع الفيلم ولكن مع الوقت شعرت بالملل وأطفأت التلفاز -جيهيو:أوووف ممل...لا أريد مشاهدة الأفلام وحدي...ربما علي الاتصال بأحد ليأتي ويشاهد معي...ترى بمن أتصل؟
حملت هاتفها وحدقت بدفتر الأرقام وكان هناك رقم ووهيون وأسفله رقم يوجين -جيهيو:ربما هي فرصة مناسبة ليعترف لي يوجين بمشاعره...علي الاتصال به
اتصلت برقم يوجين وعلى الفور رد عليها -جيهيو:مرحبا...ماذا تفعل صديقي؟ -يوجين:أغسل دراجتي -جيهيو:دع عنك الدراجة وتعال لنشاهد فيلما معا -يوجين:حقا! -جيهيو:بلى...لقد تشاجرت مع غاين وأنا في المنزل وحدي...تعال -يوجين:حسنا...أنا قادم
أغلقت الخط وصارت تقفز فوق الأريكة -جيهيو(بحماس) :مذهل...أنا وهو في المنزل وحدنا لأول مرة...بالتأكيد سيعترف لي وتصير بيننا مواقف رومنسية...علي التجهز
دخلت غرقة نومها ووضعت مستحضرات التجميل بشكل خفيف وسرحت شعرها ثم وقفت تحدق بنفسها -جيهيو:هل هذه البيجامة مناسبة؟ تبدو قديمة...علي تغييرها
بعد أن غيرت ثيابها استلقت على الأريكة وبقيت تنتظره
مرت نصف ساعة ولا أثر له على الإطلاق...كانت ستتصل به لكنها لا تريد أن تبدو سهلة المنال ومهووسة لذا حملت هاتفها وتصفحت الإنستغرام بينما تنتظره
أثناء تصفحها قررت مشاهدة صورها القديمة لترى كمية التغيرات التي طرأت عليها خلال ثلاث سنوات من فتح الإنستغرام...ولترى أيضا الأماكن والأشياء التي كانت تفعلها قبل أن تفقد الذاكرة
وبينما تنزل صادفت صورة لها أمام مزهرية بيضاء مليئة بالورود البنفسجية ولها شكل مميز جدا -جيهيو(تفكر) :هذه...أشعر أنني...رأيتها من قبل
فجأة صارت ترى نفسها أمام تلك المزهرية وتتذكر ما حصل ذلك اليوم...ليس كل شيء واضح بالتفصيل لكن ما تذكرته أنها وقفت أمام تلك المزهرية لفترة وهي تحاول التقاط صورة مناسبة -جيهيو(تفكر) :تلك المزهرية! ترى ملك من هي؟! ومنزل من كان ذاك!؟
أفزعها صوت جرس الباب فانتفضت من الخوف وتشوش ذهنها مجددا...وبعد أن قامت لتفتح الباب وجدته يوجين ومعه أكياس مشتريات -جيهيو:أهلا...تأخرت -يوجين:لا يمكن أن يكتمل الفيلم بدون الكولا والمملحات -جيهيو:أوووو يالك من عبقري...تعال
جلسا على الأريكة يشاهدان الفيلم بينما يأكلان الشيبس وقد استغلت جيهيو الفرصة وانتظرت حتى جاءت لقطة مرعبة ثم قفزت من الخوف وتمسكت بذراعه -يوجين:هل حقا خفتِ؟ -جيهيو:تقريبا -يوجين:هههههههه لا تخافي -جيهيو:آسفة لأنني لمستك دون إذن...لن أكررها -يوجين:نعم لا تكرريها
انصدمت مما سمعته فقد توقعت أن يعجبه الأمر ويطلب منها التمسك به كلما خافت لكن ردة فعله كانت باردة جدا...وبسبب ذلك أنهيا الفيلم دون أن يتحدثا أو يعلقا على أي شيء
بعد أيام حان موعد الفحص الشهري لجيهيو فذهبت للمستشفى مع والديها وقامت بإجراء صور مقطعية لدماغها من الداخل...وبينما الطبيب ينظر للصور كان يهز رأسه باستمرار -الأم(بقلق) :طمئنا -الطبيب:نعم...هناك تحسن ملحوظ...أترون هنا في المنطقة المسؤولة عن الذاكرة؟ يبدو أن الخلايا عادت للنشاط مجددا ولكن بشكل ضئيل وضعيف -الأب:هل يجب أن نفرح أم نحزن؟ -الطبيب:افرحو -الأب:الحمد لله -الأم(بحماس) :يال الأخبار المريحة!
وضع الطبيب الصورة على المكتب ثم جلس بجانب جيهيو على سرير الفحص -الطبيب:هل عادت إليكِ أي ذكريات؟ -جيهيو:بلى...لكنها قصيرة جدا ومشوشة وأحيانا أصاب بالصداع حين أتذكر واحدة منها -الطبيب:كم طولها بالتحديد؟ -جيهيو:جزء من الثانية...وأحيانا ثانية أو ثانيتين لا أكثر وبعدها تختفي مجددا -الطبيب:ممتاز...خلايا الذاكرة تتأهب للعودة للعمل
كان الطبيب جونسو معهم في القاعة يستمع لكل ذلك بصمت فقرر الدخول في النقاش بطريقة فكاهية -جونسو:حين قلت تتأهب للعودة للعمل تخيلت مجموعة من الرجال في رأس جيهيو يرتدون ملابس فلاحين ويحملون مطارق ومفكات براغي ههههههههه
نظر له الطبيب المسؤول عنه بحدة فصمت فورا بينما قهقهت جيهيو بصوت منخفض -الطبيب:وأنت ماذا تفعل هنا؟ لماذا لا تؤدي عملك؟ -جونسو(بتوتر) :سؤال جيد...أردت فقط تعلم المزيد عن الأمنيسيا -الطبيب:ألا تظن أن قسم الطوارئ يحتاجك أكثر؟ -جونسو(بتوتر) :صحيح...وداعا
خرج جونسو ولوح لجيهيو من بعيد -الطبيب:إذًا أين كنا؟ -الأم:لدي سؤال...هل يعني تذكرها لهذه الأمور البسيطة أنها ستتذكر كل شيء قريبا؟ -الطبيب:لا أحد يعلم...الأمر راجع لخلايا الدماغ التي تدمرت في الحادث...إن كانت الخسائر كبيرة فهي ستنسى جزءا مهما من حياتها ولن تتمكن من تذكره للأبد...أما إن كانت ضئيلة فستنسى أمورا غير مهمة -الأب(بقلق) :أرجو أن لا تكون الخسائر كبيرة
بعد انتهاء الفحص خرجت جيهيو مع أهلها عائدين لمنازلهم -الأب:ما رأيكِ أن تبيتي اليوم عندنا؟ نحن نفتقدك كثيرا -الأم:نعم...سنقيم احتفالا لكِ ونقضي وقتا ممتعا -جيهيو:لا مشكلة...أساسا لا فائدة من عودتي فأنا وغاين متخاصمتان وبقائي في المنزل صامتة طوال اليوم أمر ممل...لنذهب لمنزلكما
عدل سابقا من قبل بثينة علي في الخميس أبريل 06, 2023 9:54 am عدل 1 مرات
بثينة علي يعجبه هذا الموضوع
بثينة علي Admin
المساهمات : 1314 تاريخ التسجيل : 27/05/2021 العمر : 27
ذهبت جيهيو لمنزل أهلها ورحبوا بها وأقاموا لها عزيمة ضخمة مليئة بمختلف أنواع الطعام وبرغم أنها فقدت ذاكرتها لكنها شعرت بالانتماء لهم والراحة معهم أخيرا...كما لو أنها مع استرجاعها لبعض ذكرياتها استرجعت مشاعرها التي تكنها لعائلتها وحبها واحترامها لهم
بعد انتهاء السهرة جلست بجانب المنزل تحدق بالنجوم ومن فترة لأخرى تنظر للمارة عبر الشارع لعلها تتذكر أحدهم
بعد دقائق جاء نحوها شاب طويل القامة وابتسم لها -جي:جيهيو! عدتِ من الجامعة أخيرا -جيهيو(باستغراب) :هل نعرف بعضنا؟ -جي:آه تذكرت...سمعت أنكِ أصبتِ بالآمنيسيا -جيهيو:صحيح -جي:أنا جي...ابن العم سام الذي يسكن في آخر الشارع...أنا وأنتِ كنا نلعب معا حين كنا صغارا -جيهيو:واو! اكتشفت أنني أصادق الشباب أكثر من الفتيات...هناك أنت وووهيون ويوجين ومن يدري إن كان هناك المزيد -جي:هههههه أنتِ ظريفة...لم تكوني كذلك في السابق -جيهيو:حسنا...منذ فقداني لذاكرتي تغيرت الكثير من الأمور في حياتي -جي:نعم...صعب أن تفتحي عينيكِ وتجدي أنكِ لا تعرفين أحدا...أشعر بحزنك
من بعيد جاء العم سام ونادى على جي ليساعده في حمل البضاعة -جي:أوبس...والدي يناديني...لنلتقي مرة أخرى -جيهيو:من فضلك حين نلتقي المرة القادمة كلمني عن طفولتي -جي:حسنا...إلى اللقاء
بقيت بمفردها تنظر للنجوم وتفكر بعمق...فجأة رأت تلك الذكرى مجددا...كانت بجانب المزهرية تلتقط الصور ولكن في النهاية جاء شاب وعانقها ثم قبلها على جبهتها -جيهيو(بصدمة) :ذاك الشاب! أيعقل أنني كنت مرتبطة به سابقا؟! أنا كنت مرتبطة؟! يال العجب!
بينما هي سارحة في خيالها وشرودها جاء أخوها الصغير "جيمي" برفقة الكلب -جيمي:مرحبا أختي...لقد كنت أنزه الكلب -جيهيو(بخوف) :أيمكنك إبعاده عني لو سمحت؟ -جيمي:أنا أمسك به فلا تقلقي
انزلق الحبل من يده فتحرر الكلب وركض عند جيهيو...وفي اللحظة التي صرخت فيها وأغمضت عينيها ثم فتحتهما مجددا وجدت الكلب يلعق وجهها ويصدر أصواتا لطيفة -جيهيو(بخوف) :أبعده...أرجوك...جيمي -جيمي:لماذا تخافين منه؟ إنه يحبك -جيهيو(بخوف) :أستطيع رؤية أسنانه الحادة...أوقفه أرجوك -جيمي:يمكنكِ التغلب على خوفك...افعليها هيا
مدت يدها المرتجفة ببطء ووضعتها على رأس الكلب لثوانٍ ثم نهضت واختبأت خلف أخيها -جيمي(بتجهم) :أووه هيا...إنه مجرد كلب لطيف...لطيف للغاية -جيهيو(بخوف) :ربما المرة القادمة...أما الآن سأكتفي بلمسه
قضت تلك الليلة مع عائلتها وسهروا لوقت متأخر ثم خلد الجميع للنوم...لكنها لم تستطع النوم بالفعل بسبب تفكيرها بالذكريات التي استرجعتها مؤخرا
كان هناك احتمالان اثنان...إما أن ذاك الشخص الذي رأته في الذكرى يوجين وإما أنه ووهيون
شكت بيوجين لأنها لاحظت توتره وتحفظه الشديد تجاهها لذا فهو بالتأكيد يخفي شيئا ما...وشكت في ووهيون أيضا لأن الزاوية التي التقطت فيها الصورة أمام المزهرية تبدو كما لو أنها في زاوية من زوايا منزله الذي زارته سابقا...لكن لا شيء أكيد فهي قد ذهبت لمنزل ووهيون مرتين فقط وهذا غير كافٍ ليؤخذ كدليل
في يوم الغد وبينما ووهيون نائم دق جرس الباب ولأنه متعب لم يشأ فتحه لذا فتحته سورا -المؤجر:هل ووهيون هنا؟ -سورا:بلى...إنه نائم هناك -المؤجر:اطلبي منه أن يستيقظ فقد حان موعد تفحص المنزل -سورا:معقول!
ذهبت نحو ونادت عليه عدة مرات بهدوء لكنه تجاهلها لذا سكبت عليه الماء البارد فنهض مسرعا -ووهيون(بحدة) :ما الذي تفعلينه؟ -سورا:طلبت منك الاستيقاظ بلطف لكنك رفضت...إياك تجاهل فتاة جميلة مرة أخرى -ووهيون(بحدة) :ماذا تريدين؟ -سورا:مالك المنزل ينتظرك عند الباب -ووهيون(بصدمة) :لا...كيف نسيت!
ركض نحو الباب بسرعة وشعره منكوش وملابسه غير مرتبه إضافة لخط من اللعاب الجاف سال من فمه أثناء النوم -ووهيون:أعتذر عن جعلك تنتظر طويلا سيدي...تفضل
دخل المؤجر وانصدم حين رأى المنزل فارغا تماما من أي زينة ومزهريات وآثاث...حتى زجاج النوافذ والخزائن غير موجود...الشيء الوحيد المتبقي هو تلفاز الشاشة المسطحة -المؤجر:أين كل أغراضي؟ -ووهيون(بتوتر) :حسنا...إنها قصة غير متوقعة...هناك فتاة أرادت الانتقام مني فاستدعت مجموعة من الرجال وقاموا بتكسير كل شيء -المؤجر:وأنا ما همي بمشاكلك؟ لقد أجرتك المنزل كما هو وكل شيء موجود فيه مسجل عندي في هذا الدفتر -ووهيون(بتوتر) :حسنا...كنت سأخبرك بذلك...يمكنك تحديد سعر كل شيء وسأدفع ثمنه
أمسك المؤجر الدفتر وبدأ بقراءة أسعار الأشياء -المؤجر:طاولة غرفة المعيشة 500 دولار...زجاج النوافذ سأقدره بـ50 دولار...المزهريات الكبيرة سأقدرها بـ20 دولار...مكبرات الصوت 30 دولار...المزهريات الزجاجية 70 دولار...أعمدة الستائر 30 دولار...الكرسي الخشبي 60 دولار...المزهريات البيضاء التي فيها ورود بنفسجية 100 دولار...الزينة على شكل سفينة في زجاجة 15 دولار...الزينة على شكل طبق فواكه 10 دولارات
مع كل رقم يقوله كان ووهيون يفتح فاهه من الصدمة أكثر ورغم كل هذا ما يزال الرقم أكبر والأغراض أكثر -ووهيون(بتوتر) :حسنا لنتوقف هنا...سأدفع لك ثمنه على دفعات...أخبرني كم مجموع هذه الدفعة؟ -المؤجر:885 دولار -ووهيون(بصدمة) :ق ق ق قضي علي -المؤجر:معك أسبوع واحد لتسديد الدفعة الأولى إضافة لإيجار ثلاث أشهر مضت -ووهيون(بتوتر) :حسنا
غادر المؤجر وترك لووهيون ورقة الدفع فأخذها وعلقها على باب غرفة النوم لتراها سورا -سورا:أنت في مأزق حقا -ووهيون(ببرود) :أووووف صحيح...لقد أوقعت نفسي في ورطة -سورا(باستغراب) :أوقعت نفسك! هييي مهلا! ألن تلومني لأنني السبب؟ أنا من طلبت من حراس عمي تحطيم منزلك -ووهيون(بحزن) :لكنه خطئي...أنا من قمت بخيانتك...فقط لو كنت جادا معكِ لما انجرح قلبك ولما فعلتِ بي كل ذلك -سورا(باستغراب) :هل أنت مدرك لما تقوله؟! -ووهيون(بحزن) :نعم...تعلمت من تجربتي ولن أخطئ نفس الخطأ مرة أخرى -سورا(باستغراب) :هل تريد إقناعي أنك حقا نادم لخيانتي أنا وجيهيو؟! نادم من أعماق أعماق أعماق قلبك؟ -ووهيون(بحزن) :نعم وكثيرا...لن أتوقع منكِ تصديقي فقد آذيتك كثيرا لذا لا حاجة لتصديقي أساسا -سورا(ببرود) :أنت حقا ميؤوس منك
دخلت غرفة النوم وأغلقت الباب بقوة ثم وضعت يدها على صدرها الذي صار يعتصر من الحزن -سورا(بحزن) :عندما جئت لمنزله أردت أن أذيقه الأمرَّين ولكن لا شيء ينفع معه...بدل ذلك أشعر بالشفقة عليه...والانجذاب أيضا...رغم كل ما فعله مازال يعجبني
أخرج ووهيون أغراضه القديمة وصار يبحث عن أي نقود أو شيء ثمين يمكنه بيعه ليسد به ديونه مع مؤجر المنزل وبينما يفرغ الصناديق وجد حقيبة جيهيو التي سرقها منها منذ أيام...وعندما مرت سورا به رأتها -سورا:ما هذا؟! يالها من حقيبة جميلة! لكن أين رأيت مثلها يا ترى؟! -ووهيون(بتوتر) :أووه هذه؟! وجدتها هنا...لا أعلم لمن هي أساسا
أخذت منه الحقيبة وتفقدها فوجدت مكتوبا عليها في الحافة اسم "بارك جيهيو" -سورا:ماذا تفعل حقيبة جيهيو هنا؟ هل تركتها لك كذكرى؟
وضعتها ووقفت أمام المرآة تنظر لنفسها -سورا:أيمكنني الحصول عليها؟ -ووهيون:لا -سورا:أنصحك بإعطائها لي...لا أحب ارتداء الحقائب المستعملة ولكن بما أنها لحبيبة قلبك جيهيو فسأحرمك منها
حدقت بالمرآة متباهية وهي تنتظر ردا ولكن لم تسمع منه شيئا...لكن حين استدارت نحوه وجدته منحني الرأس يحدق بالأرضية وعيناه قد اغرورقتا بالدموع...ولكي لا تلاحظ مشاعره نهض بسرعة وذهب للمطبخ -سورا(تفكر) :يبدو حقا مثيرا للشفقة...ما الذي يحدث معه!؟
رن جرس الباب فذهب ليفتح وانصدم بوجود جيهيو تقف أمام الباب -ووهيون(بصدمة) :جيهيو! لا...لنذهب من هنا -جيهيو:مرحبا...أتيت لأرى شيئا ما في منزلك...أيمكنك إدخالي؟ -ووهيون(بتوتر) :آسف لا أستطيع...لنذهب لمكان آخر وأخبريني بما تريدين رؤيته -جيهيو:لكنه أمر طارئ...ووهيون أنا بدأت أسترجع ذاكرتي وعلي رؤية شيء ما لأتأكد من شكوكي -ووهيون(بتوتر) :وماذا قد تجدين في منزلي؟ -جيهيو:هل كانت لديك مزهرية بيضاء تحوي ورودا بنفسجية؟
تذكر أنه كان يملكها بالفعل وكانت المفضلة لدى جيهيو لذا التقطت صورة بجانبها...لكنها لم تعد موجودة بسبب أن رجال سورا كسروا كل ما بالمنزل -ووهيون(بتوتر) :لا حقا...لم أسمع بمزهية كهذه...ربما هناك خطأ...لنغادر ونتحدث
رغم محاولاته لجعل جيهيو تغادر لكنها لم تأبى سوى أن تدخل المنزل وتتحقق من شكوكها...وبسبب الفوضى التي حصلت سمعتهم سورا وخرجت وهي تحمل حقيبة جيهيو -سورا:آه...جيهيو! -جيهيو(بصدمة) :سورا! ما الذي تفعلينه هنا!؟ -سورا:أنا وووهيون نعيش مع بعضنا الآن
لطم ووهيون وجهه وعرف أن كارثة ستحدث...في حين هزت جيهيو رأسها بهدوء ثم لاحظت حقيبتها في يد سورا -جيهيو(باستغراب) :مهلا! أليست هذه حقيبتي التي تمت سرقتها مني؟! ما الذي تفعله هنا؟! -ووهيون(بتوتر) :آه...هذه؟ أهي لك؟ لا مستحيل
أخذت الحقيبة من يد سورا وتفقدتها وكان الاسم مكتوبا عليها...كما وكان بها كل أغراضها ما عدا المذكرات -جيهيو:كل أغراضي هنا...إلا المذكرات...ووهيون...قل الحقيقة...ماذا تفعل حقيبتي هنا؟ -ووهيون(بتوتر) :اممممم الحقيقة...وجدتها مرمية عند منزلي والتقطتها -جيهيو:لا تكذب...من سيرميها عند منزلك؟ -ووهيون(بتوتر) :وأنا ما أدراني؟ اسألي الذي فعل ذلك -جيهيو(بحدة) :آاااه فهمت...كان كل ذلك خطة لسرقة مذكراتي...لكن لماذا لا تريدني أن أقرأها؟ ما الذي يوجد فيها بالضبط؟ -ووهيون(بتوتر) :اهدئي جيهيو...سأشرح لك كل شيء -سورا:بل أنا سأشرح
عم الصم المكان وتوجهت الأنظار نحو سورا باهتمام -سورا:سأخبرك الحقيقة ولماذا يتصرف ووهيون هكذا
حاول ووهيون أن يلمح لها بالصمت لكنها تجاهلته -سورا:الحقيقة أن ووهيون خائف من خسارتك مرة أخرى لذا يفعل ما يفعله -جيهيو:مرة أخرى؟! ما الذي يعنيه ذلك؟! أريد أن أن أعرف متى خسرني وكيف؟! -سورا:امممم سأتوقف هنا...دعيه هو يخبرك بالتفاصيل...بالإذن
ودعتهما وغادرت المنزل تاركة إياهما واقفين عند الباب -جيهيو:هل ستتكلم أم ستتكتم مجددا؟ -ووهيون(بحزن) :أنا حقا لا أعرف كيف ومن أين أبدأ...ليس هناك أصعب من قول الحقيقة -جيهيو(بحدة) :أعطِني المذكرات وسأعرف بنفسي -ووهيون:حسنا...ربما حان الوقت لتعرفي كل شيء...على الأقل لن أشعر بالذنب لإخفاء الحقيقة عنكِ طوال الوقت
دخل غرفة المعيشة وأخرج المذكرات من تحت الأريكة ثم قدمها لها ويداه ترتجفان...وبالطبع لم تشكره ولم تكلمه بأي حرف بل أخذتها وغادرت ركضا
ذهبت لإحدى الحدائق وقامت بقراءة المذكرات من أول صفحة لآخرها...وأثناء ذلك رجعت لها الكثير من الذكريات...تذكرت أنها كانت تعانق ووهيون في منزله وتذكرت الألم الذي عانته بسبب الخيانة وحتى أنها تذكرت يوم الحادث وعندما رأته برفقة سورا وقادت السيارة وهي ثملة...رغم أن آخر واحدة لم تكن مدونة في المذكرات ولكنها تذكرتها بالتفصيل
عادت للمنزل فوجدت غاين تعد طعام الغداء ولأنهما متشاجرتان لم تنظر لها غاين قط أما جيهيو فوقفت بجانبها تقلب شفاهها بلطف وتذرف الدموع إلى أن لاحظتها -غاين(باستغراب) :جيهيو! لماذا تبكين؟ -جيهيو(ببكاء) :ااااخ صديقتي...لقد تم خداعي
ركضت نحوها وعانقتها وبدأت بالبكاء والصراخ -جيهيو(ببكاء) :لقد استغل فقداني للذاكرة ليتقرب مني ويخدعني مجددا...إنه شخص ماكر غاين...طوال الوقت ظننته صديقي ويهتم لأمري لكن تبين أنه يريد تلبية مصالحه الشخصية...كيف فعل بي ذلك كيف! لقد كنت أعتبره أخي وصديقي ولكنه خدعني...ما الذي يريده مني الآن بعد أن خدعني مرتين...لا أصدق غاين لا أصدق...أرجوكِ قولي أنه كابوس وسأستيقظ منه -غاين(بحزن) :لا تبكي...لهذا السبب لم أرد أن تعرفي الحقيقة -جيهيو(ببكاء) :كان معكِ حق...الألم بصدري فظيع...أريد أن أصرخ وأصرخ لساعات...ليتني لم أسترجع ذاكرتي...أريد فقط أن أفقدها مجددا -غاين(بحدة) :إياك القيادة مجددا وأنتِ ثملة -جيهيو(ببكاء) :وماذا أقود؟ ليس لدي سيارة حتى ولا دراجة...أووه غاين إنني أتألم بشدة أرجوكِ ساعديني على إيقاف هذا الألم
أعطتها غاين المناديل لتمسح دموعها ثم أمسكتها من كتفيها بجدية -غاين:اسمعي...أعرف ما يريده ووهيون فإن أردتِ الانتقام منه فاستمعي لكلامي -جيهيو(ببكاء) :سأستمع...صدقيني سأفعل كل ما تطلبينه مني فقط لأرتاح من ألمي -غاين:إن ما يريده هو العودة لك...مازال يحبك ومازال نادما على خيانتك...الحل هو أن لا تعودي إليه مطلقا -جيهيو(ببكاء) :أأنتِ مجنونة؟ طبعا لن أعود إليه...كيف أعود بعد كل ذاك الكذب والخداع؟! -غاين:ممتاز...لكن أعلم أن قلب جيهيو الطيب القديم ما يزال موجودا بداخلك لذا من المحتمل أن تضعفي أمامه -جيهيو(ببكاء) :أبدا...إن ضعفت أمامه فسأنتحر بعدها بساعتين مباشرة -غاين(بصدمة) :ها! -جيهيو(ببكاء) :طبعا لن أفعلها...لماذا أنهي حياتي لأجل شخص سخيف مثله؟ أنا لست غبية لتلك الدرجة -غاين:الحقيقة...أنتِ غبية...أعرفك جيدا وأعرف أنكِ قد تضعفين وتعودين إليه -جيهيو(ببكاء) :أووه كفى...أنتِ تزيدين الوضع سوءا...على الأقل قولي لي كلاما إيجابيا -غاين:طبعا...أنا مستعدة لدعمك بكل ما أوتيت من قوة...فقط دعي عنكِ ووهيون الأحمق وامضي في حياتك -جيهيو(ببكاء) :حسنا -غاين:وتوقفي أيضا عن البكاء -جيهيو(ببكاء) :حسنا
في صباح اليوم التالي نهضت جيهيو من سريرها ونظرت في المرآة وكم كانت عيناها متحسستين من شدة البكاء أمس -جيهيو(بحزن) :مظهري مرعب...لن أذهب للجامعة -غاين:تذكري أن الامتحانات الأسبوع القادم لذا أنتِ مجبرة على الذهاب -جيهيو(بحزن) :ماذا عن حالي هذه التي يرثى لها؟ -غاين:بعض مستحضرات التجميل وقد حل الأمر -جيهيو(بحزن) :أستطيع ضبط مظهري لكن ماذا عن نفسيتي؟ -غاين:نفسيتكِ تحتاج تغيير جو فقط لا غير...كوني متأكدة أنكِ حين تخرجين وتدرسين ستنشغلين وهذا يعني أن نفسيتكِ ستتحسن -جيهيو(بحزن) :مازلت لا أريد الذهاب -غاين:أوووه هيا...تجهزي بسرعة...سأرافقك إلى هناك
أوصلت غاين جيهيو لجامعتها ثم وقفت تودعها أمام الباب -غاين:لم يتصل بكِ صحيح؟ -جيهيو(بحزن) :وهل يجرؤ؟ -غاين:نعم للأسف لديه الجرأة لقتل القتيل والسير في جنازته -جيهيو(بحزن) :إذًا لن أرد عليه لذا لا تقلقي -غاين:أحسنتِ...هكذا سيفهم نفسه وينقلع -جيهيو(بحزن) :آمل ذلك
دخلت جيهيو الجامعة وبما أنه تبقت عشر دقائق على بداية المحاضرات فقد قررت الجلوس وحدها في الحديقة والتفكير في كثير من الأمور التي تشغلها
لم تنتبه أن يوجين يحدق بها من بعيد وبعد أن تأكد أن هناك مشكلة ذهب إليها وجلس بجانبها -يوجين:إنها أول مرة أراكِ تجلسين هنا بمفردك -جيهيو(بحزن) :لقد استعدت جزءا مهما من ذاكرتي -يوجين:حقا!؟ -جيهيو(بحزن) :لقد تذكرت سبب الحادث...وحبيبي السابق وانفصالي عنه -يوجين:آااه...تذكرتِ ذلك أخيرا -جيهيو:هل كنت تعرف؟ -يوجين:أخبرتني غاين قبل أيام ولم أشأ أن أتدخل -جيهيو(بحزن) :إذًا أنا الوحيدة التي كانت مخدوعة ولا تعرف...لماذا لم تخبروني بالحقيقة؟ حينها كنت سأتجاهله -يوجين:حاولت غاين إبعادك عنه ولكنكِ لم تستمعي...أرأيتِ كم تحبك؟ لو كان شخصا آخر لما تدخل في حياتكِ مطلقا -جيهيو(بحزن) :مثلك -يوجين:آه...بلى...مثلي...لكن كانت لدي أسبابي الخاصة...وأيضا أنتِ كبيرة ولستِ طفلة ليتم إملاء الأوامر عليك -جيهيو(بحزن) :لا يهم...لقد دفعت الثمن وانتهى -يوجين:بما أنكِ فقدتِ ذاكرتك فهل تتذكرين أي شيء عني وعن أيام الثانوية؟ -جيهيو(بحزن) :لا...حاولت ولم أستطع...الذكريات تعود إلي عشوائيا...حتى لو أردت تذكرك فلن يحصل -يوجين(بتوتر) :وأيضا...كيف تشعرين بعد أن استعدتِ ذكرياتك مع حبيبك السابق؟ هل مازلتِ تشعرين بنفس المشاعر تجاهه؟ -جيهيو(بحزن) :لا تسألني عن الموضوع لو سمحت...لقد تشوشت...لكن ما أستطيع إخبارك به بأنني أشعر بخيبة أمل في نفسي...كيف أمكنني أن أحب واحدا مثله؟ أنا...أنا...غبية حقا...لماذا لم أحبك أنت منذ البداية؟!
تفاجأ يوجين وحدق بها باستغراب -يوجين:أحقا ما تقولينه؟ إذًا أنا شخص جيد بالنسبة لك؟ -جيهيو(بتوتر) :كثيرا...أفضل من ذلك المخادع بكثير...فقط لو أنني...
لم تكمل جملتها حتى أمسك بيدها -يوجين:لقد انتظرتك طويلا لتستعيدي ذاكرتك وأخبرك بذلك...جيهيو أنا معجب بكِ منذ الثانوية ولطالما أردت قول ذلك ولكن شعرت بالخوف من أن تعودي لحبيبك السابق...أريد أن أعرض عليكِ عرضا...لنتواعد هذه السنة والسنة القادمة لنتزوج...أعلم أننا مازلنا صغارا لكنني حقا مستعد للزواج وتحمل المسؤولية...فهل توافقين؟ -جيهيو(بخجل) :لا أعلم...لم أتوقع هذا الطلب المفاجئ...سأفكر بالأمر -يوجين:مستعد لانتظارك...فقط فكري جيدا بالأمر...أنا سأتقبل قراركِ مهما كان...فإن عدتِ إليه فلا بأس...وإن أتيتِ إلي فسأكون مسرورا جدا -جيهيو(بخجل) :حسنا
غادر ذاهبا للمكتبة وترك جيهيو تجلس في الحديقة وتفكر...وبعد أن حان وقت المحاضرة ذهبت وحاضرت بشكل طبيعي مع يوجين وأغلقا أمر الموضوع الذي تحدثا عنه نهائيا
عدل سابقا من قبل بثينة علي في الخميس أبريل 06, 2023 9:54 am عدل 1 مرات
بثينة علي يعجبه هذا الموضوع
بثينة علي Admin
المساهمات : 1314 تاريخ التسجيل : 27/05/2021 العمر : 27
أنهت جيهيو محاضراتها وذهبت مع يوجين لموقف الحافلة ولكنها رأت ووهيون من بعيد ينتظرها -جيهيو(بحزن) :إنه هناك -يوجين:لا تظهري له حزنك...فقط اذهبي إليه وتظاهري كما لو أن لا شيء حصل -جيهيو(بحزن) :ولماذا تريدني أن أذهب لشخص سيء مثله؟ -يوجين:لأنكِ إن لم تذهبي ستظهرين جبانة أمامه -جيهيو(بحزن) :أنا حقا لا أريد مواجهته -يوجين:أووه كفى...فقط اسمعي ما يقوله وبعدها أخبريني -جيهيو:لا
ذهب وتركها واقفة في الطريق ولأنها لا تريد الذهاب نحو ووهيون فقد جاء نحوها بنفسه -ووهيون:مرحبا...هلاَّ تحدثنا؟ -جيهيو(بحدة) :ماذا تريد؟ -ووهيون:أردت الاتصال بكِ عبر الهاتف لكن خفت من أن لا تردي...لذا استجمعت شجاعتي وأتيت...ما رأيك أن أدعوكِ على القهوة ونتحدث براحتنا؟ -جيهيو(بحدة) :لا أريد
تجاهلته وأكملت طريقها سائرة على قدميها ولحق بها -ووهيون:لن أستغرق من وقتكِ الكثير...سأقول كل ما عندي وأغادر -جيهيو(بحدة) :لا أريد سماعك -ووهيون:أرجوكِ جيهيو...استمعي إلي فأنا لا أريد سوى شرح الموضوع لكِ وأنتِ قرري
استدارت نحوه فجأة فتوقف على الفور -جيهيو(بحدة) :ارحل...اغرب عن وجهي -ووهيون:لا...أبدا...إن لم تسمعيني فسأرمي نفسي في وسط الطريق وأموت -جيهيو(بتجهم) :تهديداتك من عام 1900...حسنا سأسمعك
ذهبا للمقهى وطلبا القهوة ثم جلسا يتحدثان...كان ووهيون متوترا ويلعب بأصابعه طول الوقت بينما كانت جيهيو غير مكترثة البتة...أو لنقل أنها تتظاهر بعدم الاكتراث لكن في داخلها انفجارات من التوتر والغضب -ووهيون:أعلم أنكِ قرأتِ المذكرات وعرفتِ الحقيقة لذا دعيني أشرح لك -جيهيو:إن كنا سنتحدث في هذا الموضوع فيجب أن أغادر -ووهيون:لا من فضلك...على الأقل استمعي إلي لعل سببي يقنعك -جيهيو:لا سبب مقنع يبرر الخيانة -ووهيون:أعلم...لكن فقط اسمعيني...قبل سنوات دخلت في علاقة مع فتاة ما وكنت أحبها للغاية...ولكن ذات يوم وجدتها مع شاب آخر...ومنذ ذلك الحين انكسر قلبي وصرت شخصا خائنا ولا أثق بأحد...كنت أغدر الفتيات خوفا من أن يغدرن بي لهذا فعلت ما فعلته -جيهيو:هذا ليس سببا مقنعا...أنا أيضا تمت خيانتي من قبلك لكن هل ذهبت وتلاعبت بمشاعر الشباب؟ أنت ما تزال ملوما على ما حصل -ووهيون:اسمحي لي بأن أكمل...عندما بدأنا نتواعد كنت حقا معجبا بك...طوال الوقت كنت أخدع الفتيات ولا أهتم لأمرهن إن كشفنني...لكن أنتِ مختلفة...لقد كنت خائفا دائما من أن تكتشفي الأمر وتتركيني والدليل أنني منعت سورا من المجيء لمنزلي فقط لأحافظ عليك...حتى يوم أمسكتني أكلم والدتي فقد أخبرتها عنكِ برحابة صدر وأخبرتها باسمك والكثير من المعلومات حولك رغم أنني لم أفعل ذلك لأي فتاة من قبل...وهذا يثبت أنه رغم أنني كنت خائنا لكنني جاد معكِ أنتِ فقط...كما أننا تواعدنا لسنتين كاملتين...أتدركين أنني لم أواعد أحدا في حياتي طوال سنتين كاملتين؟ وهذا دليل أنني أحبك -جيهيو:انتهيت؟ -ووهيون:ليس بعد...بعد انفصالي عنك شعرت بألم شديد في قلبي...كما لو أنني خسرت كل شيء...لقد استمر طيفكِ بالظهور أمامي وتعذيبي...حتى أنني تخليت عن سورا مباشرة بعد أن انفصلنا لأنني شعرت بالذنب ناحيتك...هذا دون أن أذكر لكِ كم من الفتيات حاولت أن أواعدهن لكن دون جدوى...لقد كنتِ أنتِ فقط الفتاة التي تملأ قلبي وعيوني...والآن أتمنى أن تقبلي عرضي للزواج ونبدأ حياة جديدة...أريدكِ فقط أن تفهمي أنني نادم وأريد فرصة...هناك مقولة تقول "الخائن يبقى خائنا مدى الحياة" لكن بالنسبة لتجربتي فأظنها مقولة خاطئة فحتى الخائن يتعلم من أخطائه...الآن انتهيت حقا -جيهيو:حسنا...قلت أنك تركت سورا لكن ما الذي تفعله في منزلك؟ -ووهيون:صدقيني لقد انتقلت للعيش معي غصبا ولم يحصل بيننا أي شيء أبدا ويمكنكِ سؤالها بنفسك -جيهيو:جيد...والآن أخبرني...لماذا لم تواعد سورا وتنهي الموضوع؟ -ووهيون:سورا ليست من أريد...أنتِ هي من أريد...ومستعد لأطردها من منزلي إن أردتِ ذلك -جيهيو:لا حاجة...فقط اهتم بها فهي ما تزال شخصا لطيفا برأيي -ووهيون:إذًا...ما رأيكِ بكلامي؟ -جيهيو:سأتصل بك لاحقا -ووهيون:حسنا...شكرا لاستماعك لي
عادت جيهيو للمنزل وجلست في غرفة المعيشة تفكر بالموضوع وهي تضم ركبتيها لها إلى أن عادت غاين -غاين:لقد عدت...ما الأمر؟ -جيهيو(بحزن) :غاين...هناك رجلان يريدان الزواج مني...ووهيون ويوجين...من أختار؟ -غاين:يوجين طبعا...أقصد أن القرار قرارك...فقط فكري جيدا فهو مصيرك -جيهيو(بحزن) :اليوم ووهيون أخبرني بالقصة كاملة من وجهة نظره وللأسف تحركت مشاعري وشعرت بأنه نادم حقا ويستحق فرصة -غاين(بتجهم) :توقعت ذلك...وهنا تأكدت أن جيهيو القديمة الغبية عادت -جيهيو(بحزن) :يوجين أيضا قال أنه معجب بي منذ الثانوية وكان خائفا من أن أعود لووهيون...لذا طلب يدي للزواج وقال أنه سيحترم قراري -غاين:وأنتِ من تحبين منهما؟ -جيهيو(بحزن) :لا أعلم...أشعر كأنني معجبة بيوجين كثيرا...في حين ما تزال مشاعري السابقة تجاه ووهيون عالقة في صدري -غاين:اهدئي...فقط فكري بروية...يمكنكِ حلها
ذهبت لغرفتها وتمددت على سريرها وفكرت لبعض الوقت...وفجأة استقامت بجزئها العلوي بسرعة -جيهيو:وجدتها...عرفت من سأختار
ارتدت حذاءها بسرعة وركضت في الشوارع متوجهة نحو منزل ذلك الشخص الذي اختارته
بعد أن وصلت لمنزله طرقت الباب بهدوء وهي تتنفس بعمق وتحاول ضبط أعصابها وبالكاد استطاعت إخفاء ابتسامتها
بعد لحظات فتح الباب وخرج ومن شدة حماسها عانقته مباشرة وعيناها قد اغرورقتا بالدموع -جيهيو:لقد اخترتك أنت...لن أندم طوال حياتي...أحبك
كان يوجين مصدوما وبالكاد استوعب ما يحصل ثم عانقها وغرس رأسه في ملابسها يشم رائحتها عن قرب لأول مرة
لم يدم عناقهما طويلا ثم ابتعدا عن بعضهما وتلاقت عينيهما -يوجين:لا أعلم ماذا أقول...لم أتوقع أبدا أن يحصل هذا -جيهيو:أما أنا فقد انتظرت هذه اللحظة طويلا...لطالما ظننت أنك غير مهتم بي...لكن تبين العكس -يوجين:كما أخبرتك...كنت خائفا أن تستعيدي ذاكرتك وتذهبي لحبيبك السابق لذا عاملتكِ برسمية -جيهيو:ههههه أنت سخيف...لا أريد العودة إليه...لست بذلك الغباء...رغم أن غاين تظن أنني غبية لكنني لست كذلك -يوجين:هههههههههههه...تعالي...لقد أعددت الطعام -جيهيو:أووو...سأتذوق طعامك لأول مرة -يوجين:كان من المفروص أنكِ أنتِ من تطبخين لي -جيهيو:أوو لست جيدة في ذلك...لكن ربما المرة القادمة
مضت فترة الامتحانات سريعا كالبرق وقامت حيهيو بآداء جيد فيها...وفي آخر يوم بالذات قبل العطلة الصيفية كانت تتجهز لجمع أغراضها والمغادرة لمنزل أهلها لذا أخذت معها يوجين ليساعدها ويودعها
ذهبا للمنزل ممسكين بيدي بعضهما وعندما وصلا وجدا ووهيون ينتظرهما بجانب الطريق -ووهيون(بصدمة) :جيهيو؟! ما الذي تفعلينه مع هذا؟!
نظرت نحو يوجين فلمّح لها بعينيه أن تخبره -جيهيو:ووهيون...لا أعلم لماذا أنت هنا -ووهيون:أتيت لرؤيتك...ثم ما الذي تفعلينه مع هذا الرجل؟! -جيهيو:رجل؟! ليس مجرد رجل...إنه خطيبي
رفعت يدها ويد يوجين فظهر خاتما خطوبتهما -ووهيون(بصدمة) :بهذه السرعة! هل هو مقلب للانتقام مني؟! -جيهيو:ههههه ولماذا ننتقم منك؟ لا أفهم من تكون بالنسبة لنا حتى ننتقم منك...أنا ويوجين انخطبنا لأننا نريد بعضنا -ووهيون(بصدمة) :مستحيل...تكذبين...لطالما كنتِ تحبينني أنا -جيهيو:لن أنكر ذلك...لكن "كنتِ" تدل على الماضي وليس الحاضر -يوجين:أقترح عليك التوقف عن مطاردة خطيبتي فهي لم تعد عزباء بعد الآن...لا أريد رؤيتك مجددا أمام منزلها أو جامعتها وإلا سأتصرف معك بطريقة أخرى
هز ووهيون رأسه بهدوء وإحباط ثم خطى خطوات بطيئة نحو المنزل وهو سارح وحزين
حين وصل رمى جسده المحبط على الأريكة بينما كانت سورا تقرأ الأخبار على الإنترنت -سورا:تبدو كما لو أنك كنت تحرث كوريا بيديك -ووهيون(بحزن) :جيهيو لم تخترني...بعد كل ذلك خسرتها للأبد -سورا:آه...فهمت...هذا جيد...لطالما أردتها أن لا تختارك فأنت لا تستحق فتاة مثلها -ووهيون(بحزن) :لقد تعلمت الدرس...لن أخون مجددا ولن أخدع أي فتاة أواعدها -سورا:لا أعتقد أنك ستتمكن من مواعدة أي فتاة بعد الآن فأنت فاشل -ووهيون(بحزن) :صحيح...وأيضا آسف -سورا:على ماذا؟ -ووهيون(بحزن) :على خيانتك...لقد كنت أركض خلف جيهيو وأحاول إرضاءها لكنني نسيت أنكِ أيضا ضحية أخرى لي -سورا:لقد اعتذرت مني سابقا بالفعل -ووهيون(بحزن) :لكنه لا يكفي...مهما اعتذرت منك فلا بد أن قلبك ما يزال مجروحا -سورا:الحقيقة...معك حق -ووهيون(بحزن) :أريد أن أصحح خطئي ولكن كيف؟ -سورا:لا أعلم -ووهيون(بحزن) :أود ان أعود لكِ وأصحح كل أخطائي ولكن أعلم أنكِ لن توافقي على فاشل مثلي -سورا:أوووه هذا لطيف! -ووهيون(بحزن) :ليس لطيفا...أنا فاشل -سورا:توقف...من قال أنني لن أوافق على فاشل مثلك؟ أعلم أنك أخطأت وأعلم كم تغيرت أيضا...أنا لست حقودة مثل جيهيو...يمكنني التغاضي عن كل ما حصل ومسامحتك -ووهيون:أيعني هذا إن طلبت مواعدتكِ فلن ترفضي؟ -سورا(بابتسامة) :نعم
عانقته بحرارة وهي سعيدة وحتى هو الآخر عانقها وابتسم...رغم أنها ليست الفتاة التي يحب لكن قرر أن يعود لها ويعوضها عن كل شيء واجهها بسببه
تواعد كل من ووهيون وسورا لمدة شهر وعاشا معا في منزل ووهيون والحياة طبيعية تماما
وفي أحد الأيام عاد هذا الأخير لمنزله دون إخبار سورا وعندما دخل غرفة المعيشة سمع صوت كلام صادر من غرفة النوم...في البداية ظنه لصا لأنه يفترض بسورا أن تكون في العمل الآن لذا حمل حذاءه وتجهز للهجوم
وفي اللحظة التي فتح فيها باب غرفة النوم وجد سورا جالسة مع شاب غريب يعانقان بعضهما -ووهيون(بصدمة) :من هذا!؟ ما الذي يفعله في منزلي!؟ ولماذا يعانقك؟! -سورا:أوبس...انكشفنا -ووهيون:ما هذا!؟ ما الذي تفعلينه معه هنا؟ -سورا:نلعب الغميضة -ووهيون:غميضة! ها! -سورا:أصلا واضح...ما الذي تظن أن شابين يفعلانه في غرفة النوم مثلا؟ -ووهيون:وتقولينها بكل جرأة؟! -سورا:أووه حسنا...نعم...أنا أخونك -ووهيون(بحدة) :كيف جرؤتي؟! لقد كنت وفيا لكِ طوال المدة التي تواعدنا فيها ولم أعد حتى أصادق الفتيات لكي لا أجرح مشاعرك -سورا:هل أذكرك بماضيك الأسود مع جيهيو؟ -ووهيون(بحدة) :إنه الماضي -سورا:لا أهتم...أنت خنتني مرة وأنا مرة وهكذا تعادلنا -ووهيون(بحدة) :إذًا فكل همكِ كان أن تنتقمي مني وتعامليني مثلما عاملتك؟ -سورا:حسنا بلى...لقد أدركت الأمر متأخرا لكنه صحيح...لقد واعدتك فقط لأنتقم منك وأذيقك ما أذقتني...أظننت أنني حقا أحبك؟ مستحيل...حتى لو وجدتك ميتا في الطريق فسأدوس فوقك وأمر...وأيضا...أنا لست حقودة مثل جيهيو...بل أشد حقدا منها
ثم توجهت لغرفة المعيشة وضربت التلفاز المسطح بالكرسي حتى انكسر زجاجه لأشلاء وسقط أرضا ثم داست عليه بقوة ونظرت لووهيون بثقة -سورا:بما أنني نسيت التلفاز المرة الماضية فها قد أضفته للمجموعة مع باقي الأغراض التي يتوجب عليك دفع ثمنها لصاحب البيت -ووهيون(بغضب) :أيتها الحقيرة...
حاول أن يخطو خطوتين نحوها ولكن الشاب الذي معها هاجمه وأبرحه ضربا كونه واحدا من حراس عمها
بعدها وضعت نظاراتها وخرجت بكل غرور كما تفعل دائما وتبعها الشاب -سورا:أنهيت مهمتي...لن أعود لهذا المنزل مجددا ولن أحمل أي أحقاد لووهيون فما فعلته به حتى الآن يكفي -الشاب:هل كان ضروريا أن تدخليني في المقلب؟ -سورا:أووه أنت...قلت سأدفع لك مقابل تمثيلك معي...والآن اسكت -الشاب:حاضر
في تلك الإجازة الصيفية قضت جيهيو أيامها مع عائلتها وأقاربها وكل الناس الذين تعرفهم...ومرة بعد مرة صارت تتذكر ذكرياتها القديمة وتسترجعها إلى أن حققت تقدما باهرا
كانت غاين أيضا تأتي لزيارتها في المنزل من حين لآخر أما يوجين فلم تتمكن من مقابلته بعد بسبب انشغالها بالعمل في إحدى الحضانات كممثلة تمثل المسرحيات للأطفال الصغار
أنهت تمثيل آخر مسرحية لها وهي مسرحية السنجاب الخائن وكانت ترتدي ملابس أرنب لطيف ووقفت على المنصة لتلقي الرسالة الأخيرة لها -جيهيو(بابتسامة) :مرحبا يا أطفال...آمل أنكم استمتعتم بمسرحية اليوم -الأطفال(بصراخ) :نعم -جيهيو:لقد رأيتم بأنفسكم ماذا حصل للسنجاب لأنه قام بخيانة صداقته مع الأرنبة...لقد خسر الجميع من حوله وبقي وحيدا وحزينا...لا تكونوا كالسنجاب وإلا ستندمون مثله -الأطفال(بصراخ) :طبعا أيتها الأرنبة -جيهيو:والآن دعوني أغني لكم أغنية ألفتها بنفسي...عنوانها "مرحبا لنفسي"...هذه الأغنية تعني لي الكثير لأنني يوم كتبتها كنت حرفيا تائهة وفاقدة للذاكرة...لذا أردت تشجيع نفسي والحديث معها لعلها تتحسن
خرج أحد الموظفين من خلف الستار وأعطاها غيتارا ثم جلست على الكرسي...وقبل أن تبدأ الغناء نظرت للخلف وراء الأطفال المتفرجين فرأت يوجين يتكئ على الحائط ويبتسم لها...ابتسمت له هي أيضا وباشرت آداء أغنيتها بكل إحساس ورقة وبعد انتهائها صفق لها جميع الأطفال وشكروها على الفعاليات الجميلة واللطيفة
في نهاية العرض غيرت ثيابها في غرفة الاستراحة ومسحت شوارب وأنف الأرنب التي رسمتها بالألوان المائية على وجهها ثم خرجت لتجد يوجين ينتظرها -يوجين:أرنبتي -جيهيو:أووه يال المفاجأة! لم تقل أنك ستأتي -يوجين:أردت أن أرى ما الذي تبلينه في عملك الجديد -جيهيو:إنه مجرد وظيفة مؤقتة لحين عودتي للجامعة -يوجين:تعالي...لنتمشى
بينما يتمشيان للحديقة أمسكت جيهيو يده وابتسم كلاهما -جيهيو:لقد أخبرت عائلتي عن ارتباطنا وفرحوا كثيرا...وقالوا أنهم موافقون على خطبتنا ولا مشكلة لديهم في أن أختار بنفسي من أرغب بالزواج به...وأيضا يريدون دعوتك للعشاء بأقرب فرصة -يوجين:أوووه لماذا اخبرتِهم؟ نحن لم نتواعد سوى منذ شهر -جيهيو:وماذا في ذلك؟ نحن نعرف بعضنا منذ الثانوية وهذا كافٍ -يوجين:أنا فقط أردتكِ أن تأخذي وقتك فلعلكِ ستغيرين رأيكِ وتنفصلين عني...أعلم أن ما مررتِ به بسبب ووهيون صعب جدا لذا فقط خذي وقتك و...
ما كاد ينهي كلامه حتى وقفت أمامه وأعطته قبلة على شفاهه أسكتته بها فورا -جيهيو:انتهى أمر ووهيون...هناك أنت فقط في حياتي...أعلم أنه صعب عليك تصديق ذلك لكنني صادقة...أحبك أنت فقط ولن أغير رأيي حتى لو جاءني أفضل رجال العالم
ثم وقفت على أطراف أصابعها وعانقته وبعد لحظات عانقها هو الآخر وابتسم -يوجين:لا تفهميني بشكل خاطئ...أنا لا أشك بك...فقط أريدك أن ترتاحي نفسيا لكي لا تندمي على قراراتك -جيهيو(بابتسامة) :لست نادمة...اخترتك أنت ولن أتراجع...أحبك يوجين -يوجين:أحبكِ جيهيو
بعد أن فصلا العناق أمسكا بيدي بعضهما وذهبا معا لمنزل عائلة جيهيو...وطبعا جرت الأمور بشكل جيد وهاهما الآن يستعدان لتجهيز زفافهما بعد سنة من الآن
كانت هذه نهاية روايتنا لليوم...وكما ترون انتهت بنهاية طبيعية ومنطقية فلا أحد سيعود لشخص خانه وجرحه حتى لو كان يحبه (طبعا في حال ظننتم أنني سأجعلها تعود لووهيون) (◉‿◉)
وكما الحال في كل الروايات...عاشوا حياة سعيدة...وتم طي آخر صفحة من هذه الرواية
النهاية
عدل سابقا من قبل بثينة علي في الخميس أبريل 06, 2023 9:56 am عدل 2 مرات
بثينة علي يعجبه هذا الموضوع
بثينة علي Admin
المساهمات : 1314 تاريخ التسجيل : 27/05/2021 العمر : 27
على رمال إحدى شواطئ جزر الملديف تجلس بثينة على أحد الكراسي واضعة نظاراتها الشمسية وتشرب عصير المانغو الطازج
"مرحبا يا رفاق...كيف حالكم بعد انتهاء هذه الرواية؟ لا بد أنكم حزينون (أصلا تحزنون غصبا عنكم وإلا سأخرج سلاحي) (◉‿◉)"
"كانت هذه رواية جيدة أليس كذلك؟ أظن أن فكرتها ممتعة بالنسبة لي حتى أنا ككاتبة...فهي بعيدة كل البعد عن التكرار الذي نشهده في الروايات هذه الأيام...فكما ترون روايات فقدان الذاكرة منتشرة كثيرا وكلها مكررة ومملة...لكن ها أنا أثبت لكم أن هناك كُتاب يستطعون اختلاق شيء إبداعي من فكرة مستهلكة (لست أمدح نفسي فلدي بعض الروايات أفكارها عادية ومبتذلة لكن هذه أظن أنها جذابة جدا)"
"وأيضا هي ثاني رواية لي يفترق فيها الأبطال الرئيسيون في النهاية...بعد رواية حب من العالم الآخر...فأخبروني في التعليقات ما رأيكم في التغييرات الجديدة التي أضفتها على أسلوبي...أعني دائما حبكة الروايات تكون عادية ثم يتشاجر البطلان وفي النهاية يعودان لبعضهما لكن أنا انحرفت عن النهايات المبتذلة المكررة قليلا"
"المهم...هل أعجبكم رؤية ضيوفنا في هذه الرواية؟ فكما أخبرتكم لقد قمت بإضافة شخصيات من باقي الروايات كضيوف بأدوار ثانوية...فهناك جينالي بطلة رواية «سجينة الشهرة»...وهناك جونسو الطبيب من رواية «طفلتي» وهو صديق نامجون...وهناك مين من رواية «سجينة الشهرة» أيضا وهو أحد موظفي الوكالة التي تعمل فيها جينالي...وأيضا هانا وكيونغ من رواية «نحو النجومية»...وآنجل من رواية «عشقت شيطان»...وموا من رواية «صدفة على شاطئ البحر»...وجيسو من رواية «فجوة»...والأهم مينا المنمونة من رواية «انتقام أنثى»"
"على ذكر رواية انتقام أنثى وكل عشاقها فأنا أجهز لكم مفاجأة قريبا تخص الرواية فتابعوني لتعرفوا تفاصيل أكثر"
"والآن لنتحدث قليلا عن المغزى من الرواية...فطبعا كلكم لاحظتم أن الفكرة الرئيسية للرواية هي "الخيانة" ونهاية قصة كل الخونة والمخادعين تكون نفسها...فكما رأيتم...الخيانة تجرح كثيرا وتُدخل الإنسان في حالة اكتئاب"
"ولكن لن أتحدث عن الخيانة فقط بل سأتحدث بشكل موضوعي عن الأفعال التي نقوم بها نحن البشر دون مسؤولية لأذية غيرنا...ليس شرطا أن تكون خيانة فربما هي كذب أو نميمة أو فتنة أو تنمر أو كلام جارح أو ضرب إلخ إلخ إلخ...ولا بد أنكم ارتكبتم خطأ واحدا منها على الأقل في حياتكم وخسرتم أشخاصا بسببه وتمنيتم لو أنهم يفقدون ذاكرتهم لتعيدوا بناء ثقتهم معكم من جديد...لكن هيهات...أنتم لستم في رواية خيالية"
"لذلك أرجوا من كل واحد فيكم أن يفكر جيدا في أقواله وأفعاله قبل أن يقوم بأي شيء يجرح غيره...عليكم فقط التحلي بالأخلاق وترك الناس وشأنهم ومحاولة تطبيق مقولة «إن لم تكن ترضى بالشيء لنفسك فلا ترضاه لغيرك أيضا»"
"هذه المرة ليس لدي الكثير من الفلسفة لكم فرأسي يؤلمني ومزاجي خرا في خرا...أتمنى أن قصة الرواية وحدها كفيلة بجعلكم تفهمون قصدي"
"أراكم في رواية قادمة...ولا تنسوا التصويت لجميع فصول الرواية إن كنتم لم تصوتوا...ولن يضر أيضا إن تركتم تعليقا واحدا على كل فصل ووضعتم الرواية في قائمة قراءتكم...والآن...أترككم في أمان الله"
"ملاحظة : لقد سافرت لجزر الملديف فقط لأصور لكم الخاتمة بشكل احترافي (◠‿◕)"