رواية مراهقة جانحة : الفصل الثاني
تجولت كارلا بين أروقة الثانوية وخلفها صديقتاها تتبعانها أينما ذهبت
-نينا:هل تظنين أن أستاذ النشاط البدني سيأتي اليوم؟
-هيلسي:لا أتمنى ذلك...أشعر بالتعب
-نينا:أنا مثلك...أمس كنت أتزلج لوقت متأخر ولم أتمكن من النوم
-هيلسي:لماذا لم تتصلي بي لأذهب برفقتك؟
-نينا:حتى أنا لم أخطط لذلك...سأتصل بالجميع المرة القادمة
-هيلسي:سمعت أن بطولة للتزلج ستقام
-نينا:متى؟
-هيلسي:سأرسل لكِ التفاصيل على فايبر
-نينا:أوووه هذا مشوق...يجب أن أشارك
بينما ثلاثتهم يسيرون مروا على مكان فارغ فوجدوا يونجون مع فتاة جديدة يتغازلان
-هيلسي:يونجون! أليس ممنوعا على جميع أعضاء عصابتنا أن يكلموا البقية؟ لقد خرقت القانون
-كارلا:دعيه...لا يعتبر هذا خرقا
-هيلسي:أيعني ذلك أنني إن واعدت أحدا فلن تطرديني؟
-كارلا:قلتِ مواعدة؟ لكن يونجون لا يواعدها بل يتلاعب بها فقط...أليس هذا ما يفعله الجانحون؟
فتحت الفتاة التي مع يونجون فمها من الصدمة ثم ابتعدت عنه
-يونجون:حسنا...كان أمرا واضحا لكنها غبية ولا تفهم
-الفتاة(بغضب) :أنت وقح ومخادع
-يونجون:لا أحد أجبرك...لقد أتيتِ لي بنفسك وسمحتِ بأن يتم خداعك
ما كاد ينهي كلامه حتى تلقى صفعة قوية على وجهه...كانت الفتاة غاضبة للغاية ونسيت أنه من عصابة الجانحين وهذا يعني أنها في ورطة
قطبت كارلا حاجبيها مما رأته ثم سارت عدة خطوات نحو يونجون لكنه مد يده أمامها ومنعها من الاقتراب أكثر
-يونجون:لا بأس...ليست مؤلمة
ثم التفت نحو الفتاة
-يونجون:لقد أنقذت حياتك...اذهبي
غادرت الفتاة ركضا في حين اقتربت كارلا من يونجون فرأت أصابع الفتاة مطبوعة على وجهه من شدة الصفعة
-كارلا:كن حذرا...الجانحون لا يشفقون على أحد...لا تجعلني أطردك
-يونجون:ليست شفقة لكنه خطئي...أستحق ذلك
-كارلا:بل تلك الفتاة هي الساذجة لأنها تثق بأي كان...لا تجعلني أكرر كلامي في كل مرة
-يونجون(بابتسامة) :حاضر أيتها الزعيمة...لا تقلقي على تلميذك فهو متهور لكنه ذكي
ربتت على كتفه ثم سارت أولا ولحقها الثلاثة الباقون ليذهبوا لقاعتم الخاصة حيث لا أحد يزعجهم
أخرج يونجون سيجارة من جيبه وولاعة وكان على وشك إشعالها
-كارلا:أعطني واحدة
-يونجون:لماذا لا تشترين علبة وتريحينني؟
-كارلا:لا يمكنني ذلك...أمي تفتش أغراضي وأبي كذلك يفتش هذه القاعة لذا سأكون في ورطة إن وجدني أدخن
-يونجون:ألم يكتشف الأمر بالفعل من رائحتك؟!
-كارلا:لا...أنا أدخن قليلا فقط وقبل أن أذهب للمنزل أستخدم العلكة أو معطر الفم
-نينا:ذكية!
-هيلسي:أنا أيضا أريد سيجارة
-يونجون(بتجهم) :أكره حين تأخذان سجائري وتتركانني
-نينا:أمي دائما تقول أن التدخين مضر
-كارلا(بسخرية) :لم أعتدكِ صحية وحريصة على نفسك هكذا!
-نينا:معكِ حق...لكن في أعماقي لا أحب التدخين ولا أفهم ما الفائدة منه
-كارلا:قولي هكذا من البداية
سرقت كارلا سيجارة يونجون من فمه وأخذت منها عدة أنفاس ثم أعادتها له
-يونجون(بتجهم) :لا شكرا...احتفظي بها...لعابك عليها
-كارلا:شكرا
في المساء بعد أن أنهت الحصص المسائية وضعت معطر الفم لتختفي رائحة السجائر ثم ركبت السيارة مع أبيها وعادا للمنزل
عندما دخلت هي ووالدها وجدت والدتها جالسة في غرفة المعيشة تشاهد ألبوم الصور ثم أغلقته ووضعته جانبا عندما شاهدتهما يدخلان
-الأم:كارلا...تعالي
جلست بجانبها فعانقتها وعندما رآهما الأب دخل الغرفة وتركهما تتحدثان
-كارلا:أمي...هل أنتِ بخير اليوم؟
-الأم:مطلقا...مازلت كما أنا
-كارلا:لماذا؟
-الأم:عزيزتي...إياكِ أن تحبي طوال حياتك
تعجبت منها وبقيت تنصت لها باهتمام
-الأم:حتى لو تزوجتِ فإياكِ التعلق برجل وجعله مركز حياتك...وإن استطعتِ فلا تتزوجي أبدا...كوني حرة في عواطفك إن أردتِ أن تبقي سعيدة للأبد
-كارلا:ما مناسبة هذا الكلام؟
-الأم:مناسبته أنني أحبك وأخاف عليك
-كارلا:كم أنتِ غريبة أمي! ولكن سأخبرك ما فعلته اليوم...لقد انتقمت لكِ من الأفعى سيموني
-الأم(بصدمة) :ماذا فعلتِ؟
-كارلا:دمرت سيارتها تماما ههههههه
-الأم:لاااا...هل ربيناكِ على هذه التصرفات؟ لماذا فعلتِ ذلك؟
-كارلا:لقد جعلَتكِ تبكين
-الأم:لكن ماذا في ذلك؟
-كارلا:لا أحد يجرؤ أبدا على جعل أمي تذرف الدموع...ليس وأنا حية...أحبكِ أمي وسأحرق الجميع لأجلك
عانقتها مما جعلها تبكي
-الأم(ببكاء) :أتعلمين؟ أنتِ الشيء الوحيد الذي لم أندم عليه في زواجي...أظن أنني محظوظة بك...على عكس والدك
بينما هما تتعانقان كان الأب يستمع لكلامهما من أمام الباب لذا شعر بالاستياء من حقيقة أن كارلا قريبة من أمها أكثر من أبيها...لكن ما صدمه أيضا أن الأم دائما تمنعها من إيذاء سيموني حتى لو كانت عدوتها اللدودة...لكن سيموني مصرة أنها هي من تحرض ابنتها عليها لفعل تلك الأشياء
في يوم الغد اجتمع الجميع في الصف قبل بدء الدوام وعند وصول كارلا مرت بجانب طالب يدعى "تشوي سوبين" وقد كان غائصا في النوم لذا وضع رجله بالخطأ في طريقها وتعثرت بها
-كارلا(بحدة) :أنت!
رفع رأسه بسرعة وانحنى اعتذارا لها عدة مرات
-سوبين:آسف...إنه خطئي...يبدو أنني استغرقت في النوم
-كارلا:تشه...لا يهم...كن حذرا أين تضع رجلك مجددا
جلست مكانها وخلفها بقية رفاقها
-نينا:أليس ذاك سوبين النعسان؟
-كارلا:أظن ذلك...لدي صعوبة في تذكر أسماء الطلاب
-هيلسي:ياله من تلميذ كسول! لماذا ينام دائما هنا!؟
-كارلا:للأسف بعض الطلاب مهملون هكذا
-نينا:إنه وسيم رغم ذلك...ويناسب ذوقي هههه
-كارلا:ماذا؟! لديك مشكلة في بصرك
بينما يتناقشون جاءت إحدى طالبات الصف ووقفت عند كارلا
-إيرين:كارلا! مرحبا عزيزتي...ما أخبارك اليوم؟
-كارلا:بخير
-إيرين:أخبريني هل تحتاجين أي أحد يكتب لكِ الواجبات أو يشرح لك؟ أنا أول طالبة في الصف ويسرني أن أساعدك مقابل أن تعطيني بعضا من امتيازاتك
-كارلا:تقصدين أن أضمك لفريقي؟
-إيرين:ههههه بالضبط
-كارلا:كيف أضمك لفريقي وأنتِ تصبغين شعركِ بالوردي؟! هل رأيتِ أحدا يتبنى الأسلوب العميق يصبغ شعره بألوان زاهية كهذه؟
-إيرين(بتوتر) :اممم لا أعلم...هل أغير لون شعري؟ أي لون تفضلين؟
-كارلا:ليست قضية شعر...نحن أفراد العصابة الجانحة نتبنى الأسلوب العميق من الداخل والخارج...لا يعني مظهرك من الخارج أنكِ عميقة فقط بل تصرفاتك
-إيرين(بتوتر) :هل أغيرها لأجلك؟
-كارلا:للمرة المليار...أنا أضيف فقط من يروق لي...وحين أرى أحدا يروق لي فإنني ببساطة أذهب إليه وأخبره بذلك بنفسي دون الحاجة أن يأتي ويتودد إلي بالشكلاطة والمصالح...فهمتِ أم أكرر؟ لا حاجة لأن أكرر حتى ولو لم تفهمي لأنني لست معلمة في قاعة الدرس...ببساطة اسألي أي أحد من هؤلاء وسيشرح لك
نظرت إيرين من حولها فرأت الجميع يستمعون للمحادثة وهذا ما زادها إحراجا لذا جلست مكانها وغطت وجهها بيديها
بدأت الحصة الأولى وكانت حصة إنجليزية...وبسبب أن الأستاذ الأصلي أخذ إجازة مرضية فقد أحضروا أستاذا بديلا عنه وبدا عصبيا ومخيفا من أول نظرة
عندما رآه بقية الطلاب التزموا أماكنهم ورغم أنه جديد فلم يعرف بنفسه كثيرا سوى أن اسمه "تشو" وبدأ الدرس مباشرة
أولا قام بكتابة الدرس على السبورة وطلب منهم نقله...وبينما يكتبون ذهب ليتجول بين الطلاب فرأى أن كارلا لا تكتب
-أ.تشو:يا طالبة...لماذا لا تكتبين؟
-كارلا:ليس عندي دفتر
-أ.تشو:وأين دفترك؟
-كارلا:أخبرتك ليس عندي...أكره المادة لذا ليس لدي دفتر لها
-أ.تشو:مهلا مهلا...ما هذه السخافة التي أسمعها؟ ثم أين زيك المدرسي؟
-كارلا:لم أرتديه منذ ثلاث سنوات تقريبا
-أ.تشو:وما عذرك؟
-كارلا:والدي مدير هذه الثانوية
-أ.تشو(بحدة) :عذر واهٍ...من تظنين نفسك؟ لا يعني كونك ابنة المدير أن تتصرفي كما يحلو لك...هذا يعد تكبرا وفعليا لا شيء يميزك عن باقي رفاقك حتى تتكبري عليهم
-كارلا:هذا رأيك أنت
-أ.تشو(بحدة) :المرة القادمة إن لم تأتي بدفترك وزيك المدرسي فلن أسمح لكِ بدخول حصتي
وقفت من مقعدها ونظرت في عيونه بحدة
-كارلا:أتحاول طردي في ثانوية أبي؟
-أ.تشو(بحدة) :هذا الكلام لا يمر علي...قالت ثانوية أبيها...لقد انتهى النقاش
-كارلا:يؤسفني أن أقول أنني سآتي وبدون زي وكذلك بدون دفتر...ثم لا علاقة لك بي فأنت تتقاضى راتبا من مال أبي وهذا يجعلك موظفا عند عائلتي
عادت للجلوس مكانها ثم وضعت ساقيها على الطاولة
-أ.تشو(بحدة) :أنزلي ساقيك وإلا سأكسرهما لك
-كارلا:جرب فقط...
قبل أن تنهي جملتها أتتها صفعة قوية على وجهها جعلتها تستدير للجهة الأخرى وهذا ما جعل كل طلاب الصف يشهقون شهقة رعب واحدة...كان البعض منهم مصدوما مما فعله الأستاذ والبعض شعروا بالنصر لأنه انتقم لهم منها
رغم قوة الصفعة التي تلقتها لكنها نظرت نحوه بهدوء ثم جمعت أغراضها وتوجهت نحو الباب وضربته برجلها بقوة ثم تركته دون أن تغلقه خلفها حتى
-أ.تشو(بحدة) :قليلة أدب...أرأيتم مصير الذي يخالف أوامري؟
-الطلبة:نعم أستاذ
ذهبت كارلا لمكتب والدها المدير وهي تبكي دموع التماسيح
-كارلا(ببكاء) :أبي...لقد ضربني أستاذ الإنجليزية الجديد
-الأب:لماذا!؟
-كارلا(ببكاء) :لقد طلب مني إحضار زيي المدرسي لكنني لا أريد ارتداءه...إنه أنثوي جدا وأنت تعلم أنني أكره الملابس الأنثوية
-الأب(بتوتر) :لكن عزيزتي...ألا تظنين أنكِ تبالغين؟ واجب عليكِ ارتداء الزي المدرسي مثلكِ مثل باقي الطلبة
-كارلا(ببكاء) :حتى أنت يا أبي انقلبت ضدي؟ لقد أكلت صفعة ألا تفهم؟ يبدو أن علي إخبار أمي لتحل الموضوع
-الأب(بتوتر) :لا لا لا أرجوكِ لا...دعينا لا نقحم أمك في الموضوع وإلا سينكسر كل آثاث البيت وزينته على رأسي اليوم...ما الذي أفعله لإرضائك؟
-كارلا:اطرده
-الأب:لكن هذا غير عادل
-كارلا(ببكاء) :وهل من العدل أن يضرب ابنتك في ثانويتك؟ هذا ظلم...علي ترك أمي تتولى الأمور
-الأب(بتوتر) :لا من فضلك...دعيه لي...سأحل المشكلة
في نفس المساء من ذاك اليوم...كانت كارلا متجهة للكافيتيريا لتقابل أصدقاءها لكنها رأت أستاذ الإنجليزية البديل يحزم أغراضه في صندوق ليغادر...تقابل كلاهما عند الممر فنظرت له وابتسمت بخبث ثم تجاوزته وهي تشكل أصابعها على شكل علامة النصر (
)
وصلت للكافيتيريا وجلست مع البقية في طاولتهم الخاصة
-كارلا:احزروا ماذا؟ حللت الأمر وتم طرد الأستاذ الجديد
-يونجون:واو! أنتِ حقا مذهلة
-نينا:لا أراها فكرة صائبة...الطرد قد يترك مشكلة في ملفه التعليمي
-كارلا:أووه انظروا للفتاة الإنسانية
-نينا:ههههه إنسانية؟! لا لا لا أبدا...فليذهب للجحيم إن أراد
-كارلا:نخبكم
حمل الجميع قناني الكولا وضربوها ببعضها ثم شربوا منها
-يونجون:رفاق...أتريدون أن نلتقي اليوم ونشرب الجعة؟
-كارلا:وأين سننام؟ أهلنا سيقتلوننا إن اكتشفوا أننا عدنا للمنزل في حالة ثمالة
-نينا:يونجون! مازلنا قاصرين...جميعنا في السابعة عشرة
-يونجون:وماذا في ذلك؟ لا أعلم لماذا يتم منع القاصرين من تعاطي الكحول فلا فرق بينهم وبين الكبار سوى سنوات قليلة
-هيلسي:معه حق...لنجرب رشفة
-كارلا:حقا لا أريد...الكحول ليس كرائحة السجائر...لا يمكن إخفاؤه...إن عدت للمنزل ثملة فلا حل للكذب على أهلي
-يونجون:ههههههه مساكين...أنا شاب ويمكنني النوم خارج المنزل
-هيلسي:أووه أحسدك...الشباب لديهم مميزات أكثر من الفتيات
-كارلا:ألا تريدون أن أن تأتوا للثانوية دون زي مدرسي؟
-يونجون:لا
-نينا:أحب الزي المدرسي فهو لطيف
-هيلسي:وأنا لست بتلك الجرأة لذا سأرتديه
-كارلا:حسنا...كما ترغبون...لقد أعطيتكم امتيازات عدة لكنكم لا تريدون استغلالها
في مساء ذلك اليوم عادت كارلا للمنزل وبقيت تنجز واجباتها المدرسية إلى أن وصلتها رسالة من نينا تقول فيها "سنذهب للتزلج...هل ستأتين؟"
لم تتردد طويلا وأخرجت لوح تزلجها من الخزانة ثم ركضت خارجا
-الخادمة:إلى أين؟ هل أنهيتِ واجباتك؟
-كارلا:بلى
ذهبت لحلبة التزلج فوجدت رفاقها هناك يتزلجون على ألواحهم
-كارلا:مرحبا رفاق
جلست في الأعلى وبقيت تراقب يونجون ونينا وهما يتزلجان بينما هيلسي تتصفح الأخبار على هاتفها
كان يونجون يتزلج ذهابا وإيابا وفي كل مرة يضرب فيها يد كارلا ويعد مرات تزلجه دون أن ينزلق أو يتوقف
-كارلا:ممتاز...أريد أن أجرب
-يونجون:هل تستطيعين كسر رقمي؟ خمسة وثلاثون مرة تزلج دون أي أخطاء
-كارلا:راقب هذا
وضعت لوح التزلج أرضا وصعدته ثم انطلقت به على الحلبة ذهابا وإيابا ولكنها توقفت حين سمعت هيلسي تصرخ
-هيلسي(بصراخ) :رفاق...فرقة ice تقيم حفلا هذه الليلة في إحدى قاعات الحفلات والمراهقون مسموح لهم بالدخول
اجتمع ثلاثتهم عليها ليقرؤوا الخبر من الهاتف وانفجروا من السعادة...فرقة ice هي فرقة عميقة وأغانيها هي المفضلة لدى أربعتهم لذا عليهم الحضور
-كارلا:يجب أن نذهب
-نينا:ولكن كيف؟ الحفلة تقام في منتصف الليل وأهلنا لن يسمحوا لنا بالذهاب وما من وسيلة نقل تعمل في ذلك الوقت
-كارلا(بخبث) :سأسرق سيارة والدي
-هيلسي:ألن يغضب؟
-كارلا:عادة ينام باكرا لذا لن يراني
-يونجون:وأنا سأقود
-كارلا:ممتاز...ماذا عنكما؟ هل ستأتيان؟
-نينا:بلى
-هيلسي(بتردد) :اممم أود ذلك ولكن...أهلي متشددون قليلا
-نينا:أووه هيا...لن يكون الوضع ممتعا في غياب أحدنا
-هيلسي(بتردد) :سأرى بشأن ذلك...إن تمكنت من الهروب سأتواصل معكم
ضرب الجميع كفهم ببعض وأكملوا التزلج لبعض الوقت إلى أن حل الليل وعادوا لمنازلهم
كانت كارلا في غرفة المعيشة تكمل واجباتها ووالدتها بجانبها تشاهد التلفاز
-كارلا:أووه ياله من يوم متعب...يجب أن أنام
-الأم:الآن؟ لكن الوقت مبكر
-كارلا:صحيح...لكنني متعبة...أرجوكم لا تزعجوني لأي ظرف كان...حتى لو احترق المنزل فلا توقظوني
-الأم:حسنا...ليلة سعيدة
-كارلا:ماذا عن أبي؟ هل نام؟
-الأم(بتجهم) :فلينم نومة أبدية...لا يهمني أمره
-كارلا:سأرى بنفسي
فتحت باب غرفة والديها فوجدت أباها مستلقيا على السرير يتابع التلفاز ولحسن الحظ أنه يضع مفاتيح السيارة على المنضدة بجانب الباب لذا مدت يدها وأخذتها
وقبل أن يراها ذهبت لغرفتها والحماس يقتلها ثم أخرجت كومة ملابس من الخزانة ووضعتها على السرير وغطتها لتبدو وكأنها نائمة
بعد أن جهزت كل شيء تسللت للمرآب ودخلت السيارة ثم وضعت المفتاح فيها وشغلت المحرك
-كارلا:رأيت أبي يقودها أكثر من مرة فما الصعوبة في ذلك؟
شغلت السيارة وانطلقت ولكن كان صعبا عليها التحكم بها خاصة وأنها لم تقد بنفسها من قبل
بعد أن وصلت لحلبة التزلج ركنت السيارة وأرسلت رسالة للجميع وخلال دقائق كانوا عندها متحمسين ومستعدين
-يونجون:لم أتوقع ان تأتي هيلسي
-هيلسي:لن أفوت هذه الفرصة معكم
-يونجون:هيا لننطلق
تولى يونجون القيادة وركبت كارلا بجانبه بينما نينا وهيلسي من الخلف
انطلق أربعتهم وصاروا يهتفون ويصفقون ثم شغل يونجون أغنية أجنبية ورفع الصوت للحد الأقصى
-كارلا:أريد توباك
-يونجون:انتظري...هذه أغنيتي المفضلة
-كارلا:قلت أريد توباك فورا
-يونجون(بتجهم) :حسنا حسنا...يالك من عنيدة
شغل إحدى أغاني توباك وانطلقوا متوجهين للحفل الذي يبعد عنهم مدينة كاملة وهم يغنون ويهتفون
في الطريق واجهتهم دورية شرطة
-يونجون:لا تخافوا...لن يشكوا بنا إن تصرفنا بطبيعية
أطفأ الأغاني وسار بالسيارة ببطء والبقية أيضا ظلوا هادئين إلى أن وصلوا للدورية
-الشرطي:أوقف السيارة
كان يونجون سيموت من الخوف لكنه أوقف السيارة
-الشرطي:تبدو قاصرا
-يونجون(بتوتر) :هذا ما يبدو...لكن عمري 20 بالفعل
-الشرطي:رخصتك وبطاقة هويتك
نظر يونجون لبقية رفاقه وهو متجمد من الخوف
-يونجون(بهمس) :الخطة البديلة...اهربوا
فتح أربعتهم باب السيارة وحاولوا الركض بعيدا لكن الشرطة أمسكت بهم جميعا وأخذت السيارة لمركز الشرطة
بينما والد كارلا نائم وردته مكالمة من الشرطة
-الأب:ألو
-الشرطية:سيد هان جونغ وو...هناك مشكلة تخصك...تم القبض على أربع مراهقين يركبون سيارتك دون رخصة وإحداهن ابنتك
فتح الأب فمه من الصدمة ثم ذهب لغرفة كارلا وأزال الغطاء فوجد مجرد كومة ملابس...وأخيرا ذهب للمرآب ولم يجد السيارة وكانت مختفية مع المفاتيح
رغم تأخر الوقت ذهب لمركز الشرطة لإحضار كارلا ولحسن الحظ أنها قاصر وإلا لوقعت في مشكلة قانونية
أثناء الطريق للمنزل كان يواصل توبيخها والصراخ عليها بينما هي صامتة فحسب
-الأب(بغضب) :قولي شيئا...لا تتظاهري بالبراءة
-كارلا:لا أتظاهر...مهما قلت لك فلن تغير رأيك
-الأب:أووف حسنا...إلى أين كنتِ ذاهبة؟
-كارلا:حفل فرقتي المفضلة
-الأب:ولماذا لم تطلبي مني أخذك؟
-كارلا:لأنه في وقت متأخر...وسيكون مختلطا ومليئا بالشباب الثملين
-الأب:جيد أن الشرطة أوقفتك...وأنتِ معاقبة
-كارلا(ببكاء) :أستحق ذلك لأنني خالفت أوامرك...أنا حقا فتاة سيئة...عاقبني بأسوأ ما لديك أرجوك
شعر بالشفقة عليها لذا ربت على ظهرها بلطف
-الأب:لا تبكي...أنتِ غالية علي ولن أعاقبك...الكل يخطؤون
-كارلا:وماذا عن أمي؟
-الأب:دعينا لا نخبرها
غمز لها وأكمل سياقة السيارة فابتسمت بخبث...لطالما كانت دموعها المزيفة تحل الموضوع وهذا ما زادها غرورا وتهورا