رواية نحو النجومية : الفصل الثامن والثلاثون ( الأخير )
كان ذلك اليوم يوم زفافي...حدثت فيه الكثير من الأمور الحزينة والمؤثرة التي جعلتني أكاد أبكي لكنني في النهاية تمكنت من تمالك نفسي حتى لا أخرب تبرجي
بعد نهاية عقد القران ذهبت للتجول على الحضور والكلام معهم...في إحدى الطاولات كان يجلس مينهو وجدته فذهبت إليهما
-بثينة:مرحباااا...أتمنى أنكما استمتعتما
-مينهو:نعم كثييييييرا
-بثينة:إن احتجتما أي شيء أخبراني
-مينهو:مهلا بثينة...أردت إخبارك بشيء فلا تغضبي
-بثينة:خيرا؟
-مينهو:الأمر هو كالتالي...
قبل أيام:
ذهب مينهو للمقهى الذي كنت آخذه إليه ووقف أمام البائعة يطلب
-مينهو:من فضلك...أريد كعكا بالكريما وشايا مثلج
-البائعة:سيجهز طلبك بعد لحظات
وقف ينتظر الطلب إلى أن لمح بجانبه وجها مألوفا
-مينهو:عفوا...ألست لوهان؟
-لوهان:نعم إنه أنا
-مينهو:أتذكرني؟ أنا مينهو صديق بثينة
-لوهان:آه...أنت الولد الذي ضاع منا في تلك المرة...لقد كبرت حتى أنني لم أتعرف عليك...هيا لنجلس معا ونتحدث
جلس كل منهما على الطاولة
-لوهان:أخبرني كيف حال بثينة؟
-مينهو:إنها بأحسن حال...سيكون زفافها خلال أيام
-لوهان:فعلا! ولماذا لم تقم بدعوتي؟
-مينهو:ربما لأن زوجها غيور فهو يعلم أنها كانت تحبك
-لوهان:من أين تعرف كل هذه الأمور أنت؟
-مينهو:واضح...هي كانت تتحدث عنك كثيرا
-لوهان:حسنا...ربما لا يمكنني حضور الزفاف ولكن سأرسل تهانيا الحارة لها...هلَّا أعطيتني عنوان حفل الزفاف؟
••••••••••••••••••
مينهو:هذا ما حصل...آسف إن كنت سببت لك المشاكل
-بثينة:لا بأس...لم يحصل شيء...هيا إ
استمتعا...سأذهب وألقي نظرة على بقية الحضور
في طاولة مجاورة كانت هانا وتشان وأونشان جالسين يتحدثون...كانت هانا هي من تحمل كاميرا التصوير وتوجهها باتجاهي
-هانا:مرحبا أيتها العروس...هلَّا قلتي لنا شيئا؟
-بثينة:أبعدي هذا الشيء عني فأنا لا أحبه
-هانا:ولكنك كنتِ تظهرين أمام الكاميرات طوال الوقت
-بثينة:مللت منها ولا أريد رؤيتها طوال حياتي
-أونشان:أعجبتني تحضيرات الحفل...الطابع العربي جميل
-بثينة:سعيدة بجعلكم تتعرفون على جزء من ثقافتنا
-تشان:وأيضا أعجبني ثوبك
-بثينة:ههههه شكرا...حين تتزوج من أونشان سأختار لها واحدا مشابه
-أونشان:أتساءل متى
-تشان:احم احم
-أونشان(بحدة) :أجب عن السؤال دون حمحمة
-بثينة:ههههه يبدو أن هناك شجارا سيدب...استمتعوا...سأكلم البقية
قمت بإلقاء التحية على الجميع وتحدثنا كثيرا وقضينا وقتا ممتعا إلى أن تبقت نصف ساعة لانتهاء الحفل فوصلت المغنية الشهيرة باي سوزي وهي تركض...صار الجميع يحدقون بها فهي من أشهر الشخصيات في كوريا وحضورها لحفل زفافي هو معجزة
-بثينة:عزيزتي سوزي...أهلا
-سوزي:أعتذر عن تأخري بثينة...مبارك لك
-بثينة:كوماوا عزيزتي
-سوزي:لقد جهزت لك هدية زفاف رائعة وأتمنى أن تعجبك
خرجت سوزي من القاعة وعادت ومعها امرأة أخرى وبمجرد أن رأيتها وتعرفت عليها انفجرت من الفرح
-بثينة(بحماس) :وااااو! إنها جيا! كم أنا مصدومة! كيف تمكنتي من إحضارها؟
-سوزي:إنها صديقتي وهذا سهل
-جيا:مبارك لك بثينة على هذا اليوم السعيد...هل تسمحين لي بأن أغني أغنية على شرفك؟
-بثينة(بحماس) :طبعا طبعا...سيكون شرفا عظيما لي
-جيا:حسنا إذًا لنغني
صعدت جيا على المنصة ومعها مجموعة من الرجال ليعزفوا الموسيقى وأخذت ميكروفونا وبدأت بالغناء...كان ذلك أجمل الأيام في حياتي فقد اجتمع فيه كل الناس الذين أحبهم وكلهم يقضون وقتا مرحا...إضافة لأنني اليوم سأجتمع بفارس أحلامي في بيت واحد وعائلة واحدة
في نهاية الحفل ذهبت مع إسلام ووالديه لمنزله ومنذ ذلك اليوم أصبحنا رسميا أسرة واحدة...لكن ما أزعجني أنني سأعيش مع والدته مؤقتا حتى تعود لبلدها وخاصة أنني واجهت مشاكل معهما مؤخرا...بالنسبة لوالده فهو لطيف لذا لا أمانع بقاءه
في صباح اليوم التالي استيقظت واستحممت ووضعت تبرجي وغيرت ثيابي لكن إسلام ما يزال نائما في السرير
-بثينة:إسلام...انهض...دعني أرتب الفراش
-إسلام(بتعب) :امممم
-بثينة:هياااااا...لا أحب الفوضى
-إسلام(بتعب) :كم الساعة؟
-بثينة:التاسعة
-إسلام(بتعب) :هفففف مازال الوقت مبكرا
-بثينة:أنا معتادة على الاستيقاظ باكرا لذلك عليك أنتَ أيضا أن تفعل
خرجت من الغرفة فوجدت والدا إسلام يشربان قهوتهما في المطبخ
-بثينة:صباح الخير
-الحماة:صباح النور...ألم يعلمك والداك أن عليكِ إكرام ضيوفك بإعداد الفطور لهم؟
-بثينة:لكنكما أعددتماه بالفعل
-الحماة:إن انتظرناك فسنظل بلا فطور
شعرت بالانزعاج من كلامها لكنني تجاهلته لأنها ستغادر قريبا وأرتاح منها
-بثينة:أعتذر...حقكما علي
-الحماة:هيا اذهبي وأعدي لنا الغداء
-بثينة:غداء! ولكن كنا نخطط للخروج للمطعم
-الحماة:من عادات وتقاليد بلدنا أن العروس تعد لعائلة زوجها الطعام من يديها...إن كنتِ لن تحترمي عاداتنا فلما تزوجتي ابننا؟
-بثينة:حماتي...نحن في شهر عسل...ومن المفروض أن العروسين يذهبان في رحلة ويستمتعان بوقتهما لكنني تغاضيت عن ذلك لكي لا تبقيا وحدكما أنتِ وحموي في المنزل
-الحماة:وهل تريدينني أن أطلب طعام المطاعم السيء والغير صحي؟
-بثينة:ومالحل؟
-الحماة:ولما تسألينني؟ أتريدينني أنا أن أطبخ؟
-بثينة:لا...سأطبخ أنا
ذهبت للمطبخ مستاءة وبدأت أقطع الخضر واللحوم فجاء إسلام
-إسلام:تطبخين؟
-بثينة(بغضب) :كله بسببك...لماذا لم تستيقظ باكرا وتدافع عني أمام والدتك؟ إنها تجبرني على الطبخ في شهر العسل
-إسلام:هذا سيء
-بثينة(بغضب) :ضحيت بعطلة شهر العسل لأجلها لكنها لا تقدر...ليتها تغادر بسرعة
-إسلام:سأساعدك
-بثينة:هذا أفضل
كان إسلام على وشك مساعدتي لكن أمه دخلت المطبخ
-الحماة:ماذا تفعل!؟ هل يجوز للرجال القيام بأعمال النساء؟
-إسلام:علي مساعدتها فهي...
-الحماة:لااا...هكذا ستتعود على الدلال وتطلب منك القيام بكل أعمالها...غادر حالا...لا تكل زوجا خاضعا فقد ربيتك لتكون رجلا
دفعته خارج المطبخ فأغضبتني وغرزت السكين في الدجاج بعنف
-بثينة:هففف الزواج مستفز حقا
جلس الكل على مائدة الطعام التي أعددتها وبدأوا بالأكل
-الحمو:هههههه طبخك طيب جدا...سلمت يداكي يا كنتي
-بثينة:شكرا عمي
-إسلام:فعلا...طبخك لذيذ عزيزتي...أود تناول طعامك كل يوم
-بثينة:سأعده لك يا زوجي...لا تقلق
-الحماة:مممم جيد لكن به عيب واحد...إنه مالح
-بثينةلكنه معتدل الملح
-الحماة:لدي ضغط دم...أنتِ لا تريدين أن تقتليني صحيح؟
-بثينة(بانزعاج) :سأضع هذا في الحسبان المرة القادمة...آسفة
مرت 6 شهور بالفعل على زواجي أنا وإسلام...والداه عادا لبلدهما وبقينا وحدنا في البيت
استيقظنا ذاك الصباح على صوت الهدوء فقد اعتدنا صراخ وتذمر والدته لكن البيت هكذا كئيب
-إسلام:حبيبتي سأذهب للعمل...هل جهزتي الفطور؟
-بثينة:نعم...تعال
جلس كل منا على مائدة الفطور وبدأنا بالأكل
-بثينة:أشعر بالضجر من البقاء وحدي في المنزل...هل يمكنني زيارة أهلي؟
-إسلام:طبعا...كنت أتمنى أن آخذ عطلة لكي أبقى معك لكن تعلمين أنني لا أستطيع
-بثينة:هففف الزواج ممل...زوجي يعمل وأنا وحدي بالبيت وليس لدي حتى وظيفة أشغل بها نفسي
-إسلام:هناك شيء تستطيعين به شغل نفسك لكن يبدو أنكِ لا تريدينه
-بثينة:ما هو؟
-إسلام:تربية طفل جميل
-بثينة(بصراخ) :لاااااا...إنسى الموضوع
-إسلام:أعلم...لهذا لم أكلمك عنه منذ زمن
-بثينة:حقا لا أريد أطفالا...هذا أمر مزعج...من سيتحمل بكاءهم وإزعاجهم طوال اليوم؟
-إسلام:كما تريدين...علي الذهاب الآن فقد تأخرت...أعطني قبلة
قبلت إسلام على خده ثم عانقته بسرعة
-إسلام:عندما تعودين من عند أهلك لا تعدي العشاء فسنتعشى في المطعم
-بثينة:حسنا
غادر إسلام المنزل وبقيت وحدي أتناول طعامي...فجأة أحسست بعدم الراحة وانتابتني رغبة في التقيؤ
-بثينة:علي زيارة الطبيب في طريقي لأهلي
حملت حقيبتي وتوجهت نحو الطبيب وقام لي بمجموعة من الفحوصات وبعد أن ظهرت النتائج استدعاني
-الطبيب:هل تقومين بأي جهد مضاعف في المنزل؟
-بثينة:ليس كثيرا...لماذا؟
-الطبيب:أولا مبروك...أنتِ حامل في شهرك الأول...وثانيا...
-بثينة(تقاطعه) :ح ح ح حامل! ولكن كيف؟! لقد حرصت على تناول الأدوية المانعة للحمل يوميا وحتى أنني اشتريتها من أشهر وأفضل الماركات في كوريا...كيف حصل ذلك؟
-الطبيب:على كلٍ حال تحصل هذه الأمور كثيرا ولكن لا بأس...إن أردتِ عملية إجهاض فيمكنك ملأ الاستمارة في المكتب المجاور وأخذ موعد
-بثينة:لكن لا يجوز قتل روح بريئة
-الطبيب:أنصحك بالتحدث مع زوجك في الموضوع وهو من يقرر إذا كان سيحتفظ بالطفل أم لا
-بثينة:شكرا لك أيها الطبيب
خرجت أسير بخطوات بطيئة وأنا شاردة الذهن وطوال الطريق كنت محتارة ماذا أفعل بالطفل وكيف أتصرف في موقف صعب كهذا...هل أجهض الطفل دون علم زوجي أم أن علي الاحتفاظ به وأنا لا أريده...ربما علي إنجابه وإعطائه لوالدتي ولكن هذه قسوة وإهمال مني...بسبب هذه الأمور التي تشغل بالي لم أزر عائلتي بل عدت لمنزلي مباشرة لأن لدي كلاما مع إسلام
في المساء عاد إسلام للمنزل متعبا من العمل...كنت جالسة في الصالون أحدق بالأرضية إلى أن تمدد بجانبي ووضع رأسه في أحضاني لكنني نغزته
-إسلام:مالأمر؟
-بثينة:لا شيء
عندما أحس بانزعاجي جلس بجانبي وأمسك يدي ولكنني سحبتها
-إسلام:ما بالك! هل هي نوبات غضبك الغريبة مجددا؟
-بثينة:أنا بخير...فقط ابتعد عني
-إسلام:إن كان لديك شيء ضدي فأخبريني...أنا لا أريد أن أكون مقصرا معك في أي شيء
-بثينة:أريد الذهاب لمنزل أهلي
-إسلام:لقد ذهبتي اليوم
-بثينة:لا...لم أفعل
-إسلام:حسنا سأوصلك...لنزرهم معا ونعد
-بثينة:لا...سأتصل بأخي ليأخذني...وأريد البقاء هناك لبضع أيام
-إسلام:ماذا تقصدين؟ قلت لكِ إن المبيت عند أهلك ممنوع...إن أردتي أن نذهب معا فلنذهب وإلا لا شيء
-بثينة(بغضب) :لماذا لا يمكنني؟ هل تعتقد أنني خادمة عندك أبقى هنا فحسب وأطبخ وأنظف؟
-إسلام:خادمة! ولكننا نتناول الطعام أغلب الوقت في المطعم
-بثينة:أعلم ذلك ولكن أشعر بالتعب قليلا وأريد الذهاب لمنزل أهلي
-إسلام:حبي...تعلمين أن المنزل ممل بدونك لذا لا أستطيع البقاء فيه وحدي
لم أرد عليه بل أسرعت لغرفة النوم وأغلقت الباب علي بقوة ثم أمسكت الهاتف واتصلت بفراس ليأتي ويأخذني
-بثينة:ألو...أخي...هلا أتيت لاصطحابي؟
-فراس:طبعا...أنا في العمل الآن...حين أكمل سآتي
-بثينة:لا تتأخر...سأجهز نفسي
بعد مدة رن جرس الباب وذهب إسلام ليفتحه
-فراس:مرحبا زوج أختي
-إسلام:أهلا...تفضل
عندما عرفت بمجيء فراس خرجت من الغرفة حاملة حقيبتي
-بثينة:لنذهب
-إسلام:مهلا مهلا...إلى أين تظنين نفسك ذاهبة؟!
-بثينة:إلى منزل أهلي
-إسلام:وهل سمحت لك بذلك؟
-بثينة:لست أنت من تملي الأوامر فقط...أنا أيضا عندي كلمة في هذا المنزل
-إسلام:حسنا...فلتذهبي اليوم ولكن غدا عودي مفهوم؟
لم أرد عليه بل خرجت مباشرة وطلبت من فراس حمل الحقيبة واللحاق بي
-فراس:تحملها قليلا فهي مزاجية
-إسلام:لا بأس...أعلم ذلك
ركبنا السيارة وذهبنا لمنزل أهلي وطوال الطريق بقيت صامتة إلى أن وصلنا
-بثينة:أمي...لقد أتيت
-الأم:أووووه بثينة يالها من مفاجأة!
-الأب:أهلا أهلا ابنتي...اجلسي هيا
-الأم:لما لم يأتي إسلام معك؟
-بثينة:مشغول بالعمل
-الأم:إن زوج ابنتي رائع ونشيط...ليت كل الرجال مثله...احم احم
-فراس:قولي ليت فراس مثله...لا مشكلة فقد اعتدت على مقارنتك لي به طول الوقت
-الأم:ورغم كل تلك المقارنات مازلت لا تحسن من نفسك يا كسول
بعد أن تحدثنا معا وتناولنا العشاء ذهبت لغرفتي القديمة لأنام فجاءت إلي أمي بشاي البابونج إلى غرفتي
-بثينة:شكرا أمي...أتعبتك
-الأم:لا بأس يا ابنتي...لنتحدث قليلا...لماذا تبدو علامات الحزن على وجهك؟
-بثينة:لست حزينة...من قال ذلك؟
-الأم:أتعتقدين أنني أم لـ 30 سنة بدون فائدة...لا تكذبي علي...أعرفك جيدا عندما يتغير مزاجك ولو لم أكن أعرف أن إسلام شاب جيد لقلت أنه هو من أزعجك
-بثينة:لا يا أمي إنه يعاملني كالأميرة ولكن...
وضعت يدي على بطني وتلمسته للحظات
-بثينة:أنا حامل
-الأم(بسعادة) :ياله من خبر جميل! علي إخبار والدك
-بثينة:لا لا...المشكلة هنا...أنا لا أريد الإنجاب
-الأم(بصدمة) :ماذا تقولين!؟ الأطفال نعمة وعليك أن تفرحي
-بثينة:ولكنني خائفة...عندما كنت اليوم في المشفى سمعت صوت النساء اللواتي ينجبن...كن يصرخن بشدة وكأنهن في غرفة تعذيب
-الأم:ههههه أنتِ سخيفة حقا...صحيح أن الأمر مؤلم فهذه الحياة لا يمكن أن ننعم فيها بالسعادة إن لم نجرب طعم الألم...ولكن هل تعرفين كم هو جميل شعور أن تضع الممرضة طفلك بين يديك؟ حينها تنسين كل الألم وتغمرك كل سعادة العالم وبعدها عندما ترينه يكبر يوما بعد يوم ستحمدين الله لأنه أعطاك هذه النعمة التي سلبها للكثيرين
-بثينة:ولكن التربية صعبة
-الأم:أبدا...أتذكرين يوم كنتِ تقومين بتجارب الآداء...يومها أخبرتني أنكِ خائفة ولكن بعد أن وقفتي أمام المسرح بدا كل شيء عادي ومع الوقت اعتدتي على الأمر وصرتِ نجمة...هكذا هي تجربة الإنجاب...خوف ثم تجربة ثم الوصول للهدف
-بثينة:شكرا أمي...كلامك أثر فيا كثيرا ولكن رغم ذلك أحتاج أن أفكر في الأمر
-الأم:ضعي يدك على بطنك وأخبريني بماذا تشعرين؟
وضعت يدي على بطني فشعرت بشعور لطيف
-بثينة:إنه جزء مني ينمو هناك
-الأم:أرأيتي؟ إنه مثل أي شيء في جسدك...لا يمكنك التخلي عنه مثلما لا يمكنك التخلي عن عينيك وقلبك ورئتيك
-بثينة:معك حق
في الغد خرجت للتسوق في المجمع التجاري في طريقي وجدت متجرا لملابس الأطفال...كنت محتارة في أن أدخل أم لا لأنني لم أقرر بعد ماذا أفعل بالطفل ولكنني أحببت أن أرى بعض الأشياء لذلك دخلت
تجولت في المتجر قليلا وكلما نظرت للملابس شعرت بسعادة كبيرة...وأثناء تواجدي في المتجر تصادفت مع زوجين يحملان طفلا بين يديهما
-بثينة:كم هو جميل
-المرأة:شكرا
-بثينة:إنها فتاة صحيح؟ ما هو اسمها؟
-المرأة:اسمها يوجين
-بثينة:اسم جميل لطفلة جميلة جدا
بدأت أنظر للطفلة بسعادة غامرة...كان شعورا لا يوصف وجعلني أشعر بأن الأطفال فعلا هم بهجة الحياة
-بثينة:عفوا...هل يمكنني حملها من فضلك؟
-المرأة:طبعا ولكن احذري فهي لا تزال في شهرها الأول
حملت الطفلة وضممتها لصدري وبدأت ألاعبها وكأنها ابنتي حقا
-بثينة:آسفة حقا...مشاعر الأمومة عندي بدأت بالفيضان...أنا أيضا حامل في شهري الأول
-المرأة:هذا جميل...مبارك لك
عدت سعيدة للبيت وقمت بجمع أغراضي وأخبرت عائلتي أنني سأغادر لمنزل زوجي لأنني قررت أخيرا ما سأفعله
بعد أن عدت جهزت الطعام لإسلام وانتظرته حتى يعود وأنا أمسك ببطني وأبتسم
حينما عاد تفاجأ أنني عدت بسرعة فقد توقع أن غضبي سيدوم فترة طويلة هذه المرة فركضت إليه وعانقته
-بثينة:حبيبي...هاقد عدت...تفضل لنأكل معا
-إسلام:غريب! البارحة فقط كنتِ غاضبة جدا مني
-بثينة:دعنا من البارحة...أريد إخبارك بأمر...أنا حامل
-إسلام(بحماس) :أوووه فعلا! يال سعادتنا! وأخيرا سيصبح لدينا طفل
-بثينة:نعم صحيح...أليس أمرا جميلا؟
-إسلام:كنتِ تكرهين الإنجاب...كيف اقتنعتِ الآن!
-بثينة:هكذا فحسب...شعرت أن الأطفال نعمة وليسوا نقمة
-إسلام:هذا رائع...أنا أيضا أريد إخبارك بشيء بما أنكِ اقتنعتي بالأطفال أخيرا
-بثينة:ما هو؟
-إسلام:لقد استبدلت حبوب منع الحمل بالفيتامينات
نظرت إليه بنظرة تفاجؤ ثم انفجرت من الضحك
-بثينة:ههههههه إذًا ما كنت أتناوله طوال الوقت ليس حبوب منع حمل! هذا يفسر الكثير
-إسلام:صحيح
-بثينة:حسنا لا بأس...رُب ضارة نافعة
نظرنا لبعض وبدأنا بالضحك على بعضنا لكن فجأة تغيرت ملامح وجهي وشددته من أذنه
-بثينة(بغضب) :إن استبدلت حبوبي مجددا فأقسم أنني سأقتلك...مفهوم؟
-إسلام(بخوف) :حسنا حسنا...أعدك أن لا أكررها
في النهاية عرفت المعنى الحقيقي للعائلة ورزقت أنا وزوجي بفتاة جميلة وأسسنا أسرتنا المتحابة والمتعاونة وعاش الكل بسعادة وهناء

النهاية
